You are on page 1of 75

‫جامعة عبد الرحمن ميرة – بجاية –‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم القانون الخاص‬

‫التقادم الجنائي‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬
‫شعبة القانون الخاص‬
‫تخصص القانون الخاص و العلوم الجنائية‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬


‫عبد الرحمان خلفي‬ ‫‪ ‬ساسي طارق‬
‫‪ ‬صديقي عبد الزوهير‬
‫أعضاء لجنة المناقشة‬

‫األستاذ (ة) سعادي فتيحة‪ ........ ............. ............................................‬رئيسا‬


‫األستاذ‪ :‬عبد الرحمان خلفي أستاذ محاضر‪...................................‬مشرفا‬
‫األستاذ (ة) دريس سهام ‪.... .............................. ................................‬ممتحنا‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2013-2012‬‬
‫شكر و تقدير‬
‫الحمد هلل الذي أعاننا عمى إنجاز ىذا العمل‬

‫حمدا يميق بجالل وجيو وعظيم سمطانو‬


‫ً‬

‫نتقدم بخالص الشكر إلى‬

‫األستاذ عبد الرحمان خمفي عمى رحابة صدره وسعتو بأن تحمل‬

‫مشقة اإلشراف عمى ىذا العمل‬

‫إلى األستاذين بن بركان أحمد و بن خالد السعدي‬

‫والى كل من أمدنا بيد المساعدة ولو بالكممة الطيبة‬

‫كل االحترام والشكر الجزيل سمفًا لألساتذة الكرام أعضاء لجنة‬

‫المناقشة عمى تكبدىم ميمة معاينة وتقييم ىذا العمل‬

‫شكر جزيال لكم‬


‫ًا‬
‫إهداء‬
‫أهدي هذا العمل المتواضع إلى‪:‬‬

‫من تعبت ألجمي وسهرة لسهري أمي الحبيبة‬

‫إلى من زرعني بذرة واعتنى بي عمى أن قطفني ثمرة أبي الغالي‬

‫إلى أخي وأخواتي‬

‫إلى جدتي وعمتي وأوالدها‬

‫إلى روح جدي الطاهرة‬

‫إلى كل األصدقاء‬

‫ساسي طارق‬
‫إهداء‬
‫أهدي هذا الجهد المتواضع إلى روح أبي الذي له كل الفضل عمي‬

‫إلى أمي التي كانت دائما إلى جانبي‬

‫إلى إخوتي وأخواتي‬

‫إلى كل األصدقاء‬

‫صديقي عبد الزوهير‬


‫‪ _1‬باللغة العربية‬

‫_ ق‪ .‬إ ‪.‬ج‪ :‬قانون اإلجراءات الجزائية‬

‫_ ق‪.‬ع‪ :‬قانون العقوبات‬

‫_ ق‪ .‬م‪ :‬القانون المدني‬

‫ج‪ .‬ر‪ :‬جريدة رسمية‬ ‫_‬

‫ج ‪.‬ج‪ :‬الجمهورية الجزائرية‬ ‫_‬

‫د‪ .‬ط‪ :‬دون طبعة‬ ‫_‬

‫د‪ .‬ب‪ .‬ن‪ :‬دون بلد النشر‬ ‫_‬

‫د‪.‬ج‪ :‬دينار جزائري‬ ‫_‬

‫_ د‪.‬ب‪.‬ن‪ :‬دون بلد النشر‬

‫‪ _2‬باللغة الفرنسية‬
‫_‬
‫‪p: page‬‬
‫_‬
‫‪et al: autres‬‬
‫التقادم الجنائي فكرة قانونية نجد تطبيقاتيا في معظم القوانين‪ ،‬فقد وجد ىذا النظام منذ‬
‫القدم في تشريعات الدول بمختمف أنظمتيا القانونية والسياسية‪ ،‬ونظام الحكم فييا‪ ،‬ومنيا‬
‫التشريع الجزائري‪.‬‬

‫يعرف التقادم الجنائي بأنو تمك الوسيمة لمتخمص من أثار الجريمة أو من اإلدانة‬
‫الجنائية بتأثير مرور الزمن‪ ،‬وىو يمثل وسيمة انقضاء الحق في تنفيذ الحكم الجنائي الصادر‬
‫باإلدانة ‪ ،‬فالتقادم يؤدي إلى سقوط حق الدولة في مالحقة الجاني إما بانقضاء حقيا في‬
‫محاكمتو‪ ،‬واما بسقوط حقيا في توقيع العقاب عميو(‪.)1‬‬

‫فالتقادم الجنائي ىو سبب من أسباب سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬وسقوط الحق في تنفيذ‬
‫العقوبة بمضي المدة(‪.)2‬‬

‫وتقادم الدعوى العمومية يختمف عن تقادم العقوبة‪ ،‬فمن حيث النطاق يتحدد نطاق التقادم‬
‫بالنسبة لمدعوى في الفترة السابقة عمى صدور الحكم النيائي في موضوعيا‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لتقادم العقوبة فال يكون إال في الفترة الالحقة عمى صدور الحكم(‪ ،)3‬كما يختمفان كذلك من‬
‫حيث المدة فالعادة أن يجعل المشرع مدة تقادم العقوبة أطول من مدة تقادم الدعوى العمومية‪،‬‬
‫وما يبرر ىذا ىو أن الحكم الصادر بالعقوبة يفترض فيو أن حق الدولة في العقاب قد تأكد‬
‫وثبت عمى نحو ال يثور فيو أي شك‪ ،‬أما الدعوى ففييا لم يتأكد بعد يقينا حق الدولة في‬
‫العقاب‪ ،‬إذ يمكن أن تسفر المحاكمة عن براءة المتيم(‪.)4‬‬

‫(‪ _)1‬إبراىيم حامد طنطاوي‪ ،‬التقادم الجنائي وأثره في إنياء الدعوى العمومية وسقوط العقوبة‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫مصر‪ ،8991 ،‬ص‪.1.‬‬
‫(‪ _)2‬عبد المالك جندي‪ ،‬الموسوعة الجنائية‪ ،‬الجزء الرابع( رشوة_ ظروف الجريمة)‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ن‪ ،8001 ،‬ص‪.989.‬‬
‫(‪ _)3‬إبراىيم حامد طنطاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.8.‬‬
‫(‪ _)4‬سميمان عبد المنعم‪ ،‬أصول اإلجراءات الجزائية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،8009 ،‬ص‪.188.‬‬
‫‪1‬‬
‫إن معالجتنا لموضوع التقادم يرجع ألىميتو وتأثيره عمى سير الدعوى العمومية وتنفيذ‬
‫العقوبة‪ ،‬إذ يمكن أن يؤدي عدم التمكن أو عدم فيم أحكام التقادم إلى الحكم بتقادم الدعوى‬
‫تأسيسا عمى مرور المدة دون التطبيق السميم لمقانون‪ ،‬كما أنو قد يؤدي ذلك إلى الحكم‬
‫بعقوبة لمن تقرر التقادم لمصمحتو‪.‬‬

‫كما قد ينجر عن إطالة أمد النزاعات إحداث اضطرابات في المجتمع‪ ،‬و ىذا ماال‬
‫تقتضيو مصمحة الدولة‪ ،‬لذلك تم تقرير نظام التقادم بيدف تحقيق االستقرار القانوني‪.‬‬

‫إن اليدف من دراستنا لموضوع التقادم الجنائي ىو معرفة أحكامو التي نظميا المشرع‬
‫الجزائري في عدة نصوص قانونية‪ ،‬باإلضافة إلى تمك األحكام التي لم ينص عمييا‪ ،‬كون‬
‫موضوع التقادم الجنائي موضوع جديد بكر في الدراسات والبحوث خاصة منيا العربية‪.‬وبما‬
‫أن المشرع الجزائري نص عمى التقادم الجنائي بشقيو( تقادم الدعوى العمومية‪ ،‬وتقادم‬
‫اء تعمق األمر بأساسو‬ ‫العقوبة) و كون ىذا األخير يطرح عدة إشكاالت و استفسارات سو ً‬
‫المحل الذي يرد عميو‪ ،‬وكيفية حساب مواعيده‪ ،‬و األسباب القاطعة والواقفة لو‪ ،‬واآلثار‬
‫المترتبة عميو وىذا ما يجعمنا نتساءل‪ :‬ما مدى نجاعة السياسة الجنائية لممشرع الجزائري في‬
‫تأطيره لنظام التقادم الجنائي؟‬

‫ولمعالجة موضوع التقادم الجنائي في القانون الجزائري‪ ،‬ارتأينا استعمال المنيج‬


‫االستقرائي في أداة من أدواتو وىو التحميل‪ ،‬من خالل البحث فيما استقر عميو القانون‬
‫والقضاء من مبادئ و أحكام‪ ،‬وذلك من خالل تحميل المواد القانونية‪ ،‬والق اررات القضائية‪،‬‬
‫كما استعنا بمنيج المقارنة لنبين النقاط التي كانت محل خالف بين األنظمة القانونية‪،‬‬
‫ولتطرق كذلك لبعض أحكام التقادم التي لم ينص عمييا المشرع الجزائري عمى خالف‬
‫التشريعات األخرى‪ ،‬وىذا وفق خطة ثنائية‪ ،‬نتناول في الفصل األول تقادم الدعوى العمومية‬
‫وذلك بدراسة نطاق تقادميا أي العقوبات الخاضعة لمتقادم و المستثناة من التقادم ( المبحث‬

‫‪2‬‬
‫األول)‪ ،‬كما س نتناول فيو أجال تقادم الدعوى العمومية وذلك بتحديدىا وتبيان كيفية سريانيا‬
‫باإلضافة إلى اآلثار المترتبة عمى انتياءىا والعوارض التي يمكن أن تصيب سريانيا(‬
‫المبحث الثاني)؛ أما ا لفصل الثاني فقد خصصناه لمعالجة تقادم العقوبة وذلك من خالل‬
‫التطرق إلى العقوبات الخاضعة لمتقادم و االستثناءات الواردة عمى تقادم العقوبة( المبحث‬
‫سريانيا واآلثار المترتبة عمى‬ ‫األول)‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد أجال تقادم العقوبة وبداية‬
‫انتياءىا‪ ،‬مع ذكر العوارض التي تصيب سريان ىذه اآلجال( المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫تقادم الدعوى العمومية هو مضي مدة زمنية يحددها القانون‪ ،‬تبدأ من تاريخ ارتكاب‬
‫الجريمة دون أن يتخذ خاللها إجراء من إجراءاتها‪ ،‬مما يترتب على مرور هذه المدة انقضاء‬
‫الدعوى العمومية(‪.)1‬‬

‫قد اختلف الفقهاء في تبرير األخذ بنظام تقادم الدعوى الجنائية‪ ،‬فهناك من يرى أن‬
‫الرأي العام ال يرى ضرورة تقرير العقاب على جريمة تكون أثارها قد زالت من ذاكرة األفراد‬
‫بسبب مضي وقت معين على ارتكابها(‪ .)2‬ويرى جانب أخر أن مرور الزمن يؤدي إلى‬
‫انطماس أدلة اإلثبات‪ ،‬وتصبح داللتها أمام القضاء اقل يقينا‪ ،‬ألنها إما فقدت قيمتها‪ ،‬أو‬
‫اختفت(‪ .)3‬وذهب البعض إلى القول أن الجاني يظل طوال مدة التقادم مختفيا عن األنظار‬
‫ينتابه الخوف‪ ،‬ويبقى مهددا برفع الدعوى عليه‪ ،‬وهذا كله يعتبر معادال للعقاب‪ ،‬وتوقيع‬
‫العقوبة عليه بعد ذلك كأنه تمت معاقبته مرتين على جريمة واحدة(‪ .)4‬ويرى البعض األخر‬
‫أن مبدأ االستقرار القانوني هو الذي يملي األخذ بفكرة التقادم‪ ،‬وهذا حتى ال يحدث اضطراب‬
‫لمصالح األفراد بسبب تهديدهم بالدعوى الجنائية لمدة طويلة‪ .‬ويبرر البعض التقادم باإلهمال‬
‫في استعمال الدعوى الجنائية(‪.)5‬‬

‫(‪_)1‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬التعليق الموضوعي على قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫مصر‪ ،2002 ،‬ص‪.110.‬‬
‫(‪ _)2‬سليمان بارش‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬الجزء األول(المتابعة الجزائية‪ ،‬الدعوى الناشئة عنها‬
‫واجراءاتها األولية)‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪،2002 ،‬ص‪.72.‬‬
‫(‪ _)3‬محمد زكي أبو عامر‪ ،‬اإلجراءات الجنائية(مرحلة جمع االستدالالت‪ ،‬سير الدعوى الجنائية‪ ،‬والدعوى المدنية المرتبطة‬
‫بها‪ ،‬التحقيق‪ ،‬وطرق الطعن في الحكم الصادر في الدعوى الجنائية)‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪ ،1991 ،‬ص‪.154.‬‬
‫(‪ _)4‬محمد عيد الغريب‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬الجزء األول (الدعوى الجنائية‪ ،‬الدعوى المدنية التبعية‪ ،‬االستدالل‬
‫والتحقيق االبتدائي)‪ ،‬طبعة الثانية‪ ،‬د‪.‬د‪ .‬ن‪ ،‬د‪.‬ب ن‪،1992 ،‬ص‪.242.‬‬
‫(‪ _)5‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬أسامة عثمان‪ ،‬أحكام التقادم في ضوء القضاء والفقه‪ ،‬طبعة مزيده ومنقحة‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫مصر‪،1994 ،‬ص‪.592.‬‬

‫‪4‬‬
‫وقد اتجه جانب من الفقه إلى توجيه نقد لنظام التقادم‪ ،‬وأسسوا ذلك على أن سقوط‬
‫الدعوى العمومية ال يؤدي إلى إصالح المجرم‪ ،‬بل أن ذلك سيكون بمثابة تشجيع له للتمادي‬
‫في اإلج ارم‪.‬‬

‫أما فيما يخص التشريعات فنجد أن بعضها ال تأخذ بفكرة تقادم الدعوى العمومية‬
‫كالقانون االنجليزي‪ ،‬والبعض األخر ذهب إلى عدم األخذ بفكرة التقادم بالنسبة لبعض الجرائم‬
‫دون األخرى(‪.)1‬‬

‫إن المشرع الجزائري على غرار معظم التشريعات أخذ بفكرة تقادم الدعوى العمومية‪،‬‬
‫إذ نص على ذلك صراحة في المادة السادسة(‪ )4‬ق إج و جاء فيها‪ ":‬تنقضي الدعوى‬
‫العمومية الرامية إلى تطبيق العقوبة بوفاة المتهم‪ ،‬وبالتقادم‪،)2("...‬وهذا في معظم الجرائم غير‬
‫أنه لم يجعل المدة المقررة لها واحدة‪ ،‬وأخذ بفكرة التدرج في تحديده لمدة التقادم وفقا لجسامة‬
‫الجريمة (جناية‪ ،‬جنحة‪ ،‬مخالفة)‪،‬والمشرع الجزائري بتبنيه لفكرة تقادم الدعوى العمومية‬
‫استبعد جرائم معينة من تأثير التقادم‪ ،‬ونص عليها صراحة في نصوص متفرقة‪ ،‬وقد يكون‬
‫مصدرها االتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر‪ ،‬أو التشريع الداخلي‪.‬‬

‫في الواقع إن موضوع تقادم الدعوى العمومية يطرح عدة إشكاالت واستفسارات‪،‬‬
‫وانطالقا منها ارتأينا معالجته وفقا لمبحثين‪ ،‬المبحث األول سنتناول فيه نطاق تقادم الدعوى‬
‫العمومية‪ ،‬أما المبحث الثاني فسنخصصه لمعالجة سريان تقادم الدعوى العمومية‪.‬‬

‫(‪ _)1‬محمد عيد الغريب‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.241.‬‬


‫(‪ _)2‬المادة ‪ 04‬من األمر ‪ 155-44‬المؤرخ في ‪ 07‬يونيو سنة ‪ 1944‬الذي يتضمن ق‪ .‬إ ‪.‬ج‪ ،‬المعدل والمتمم بالقانون‬
‫رقم ‪ 22-04‬المؤرخ في‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2004‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪71‬المؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر‪.2004‬‬
‫‪5‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نطاق تقادم الدعوى العمومية‬

‫جعل المشرع الجزائري التقادم من أحد أسباب انقضاء الدعوى العمومية‪ ،‬في الجنح‪،‬‬
‫و الجنايات والمخالفات‪ ،‬إال أن هذه القاعدة التي قررها ليست مطلقة‪ ،‬إذ جعل بعضا من‬
‫أنواع هذه الجرائم ال تتقادم بمضي المدة‪.‬‬

‫ولدراسة هذه المسائل قسمنا هذا المبحث إلى مطلبين‪ ،‬المطلب األول نتناول فيه تقادم‬
‫الدعوى العمومية كأصل‪ ،‬أما المطلب الثاني فنتطرق فيه إلى عدم تقادم الدعوى العمومية‬
‫كاستثناء‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تقادم الدعوى العمومية كأصل‬

‫القاعدة أن التقادم يسري على كل الجرائم أي كان نوعها‪ ،‬أو مصدرها القانوني‪،‬‬
‫ومهما كان ضررها إذ كان يمس المصلحة العامة أو بشخص واحد(‪.)1‬‬

‫وبتفحصنا نصوص المواد ‪ ،7،2‬و‪ 9‬من ق إ ج نجد المشرع الجزائري ينص على أنه‬
‫تتقادم الدعوى العمومية في الجنايات والجنح والمخالفات‪.‬‬

‫ولهذا ارتأينا تقسيم هذا المطلب إلى ثالثة فروع‪ ،‬ونتناول في كل واحد منهم نوع من‬
‫الجريمة الخاضعة لتقادم على التوالي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬في الجنايات‬

‫ففي المعنى العام هي‪ :‬أي عمل أو سلوك خطر بشكل خاص يعتدي على النظام‬
‫واألمن‪ ،‬و يناهض القيم االجتماعية المسلم بها‪ ،‬ويشجبه الضمير وتعاقب عليه القوانين؛‬

‫(‪ _)1‬محمد عوض األحوال‪ ،‬انقضاء سلطة العقاب بالتقادم‪ ،‬رسالة مقدمة لكلية الحقوق بجامعة القاهرة‪،1941،‬ص‪.92.‬‬
‫‪6‬‬
‫أما التعريف التقني فهي جرم يعاقب عليه القانون بعقوبة –مؤلمة‪-‬وشائنة(‪.)1‬‬

‫فالجنايات إذاً هي من أشد أنواع الجرائم جسام ًة‪ ،‬ومنه فقد أطال المشرع الجزائري مدة‬
‫التقادم بالنسبة لها‪ ،‬وهذا على افتراض أنه كلما كانت الجريمة جسيمة كلما كان نسيانها‬
‫ال من ذاكرة الناس‪.‬‬
‫طوي ً‬

‫وعليه فإن أجال التقادم فيها يكون طويالً لكي يتسنى نسيانها لدى عامة الناس‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬في الجنح‬

‫تعد جنحاً تلك الجرائم التي يعاقب عليها القانون بالحبس من مدة تزيد عن شهرين‬
‫إلى خمس سنوات‪ ،‬أو بغرامة تزيد على ألفي (‪ )2000‬دينار جزائري‪ ،‬وذلك فيما عدا‬
‫االستثناءات المنصوص عليها في القانون وهذا ما جاء به نص المادة ‪ 227‬فقره ‪ 1‬ق إ ج‬
‫و التي تنص‪... ":‬وتعد جنحاً تلك الجرائم التي يعاقب عليها القانون بالحبس من مدة تزيد‬
‫على شهرين إلى خمس سنوات أو بغرامة أكثر من ‪ 2000‬ألفي دينار وذلك فيما عدا‬
‫االستثناءات المنصوص عليها في قوانين خاصة"‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن المشرع الجزائري عدل من قيمة الغرامات وهذا في المادة ‪142‬‬
‫مكرر بموجب القانون ‪ 22-04‬المعدل لقانون العقوبات التي فيها‪ ":‬ترفع قيمة الغرامات‬
‫المقررة في مادة الجنح كما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬يرفع الحد األدنى للغرامات إلى ‪ 200000‬دج‪ ،‬إذا كان هذا الحد أقل من ‪ 200000‬دج‪،‬‬

‫‪ -‬يرفع الحد األقصى للغرامات إلى‪ 1000000‬دج‪ ،‬إذا كان هذا الحد أقل من ‪1000000‬‬
‫دج‪،‬‬

‫(‪ _)1‬جيرارد كورنو‪ ،‬معجم المصطلحات القانونية‪ ،‬ترجمة منصور القاضي‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،1997 ،‬ص‪.411.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬يضاعف الحد األقصى لغرامات الجنح األخرى إذا كان هذا الحد يساوي أو يفوق‬
‫‪1000000‬دج‪ ،‬ما عدا الحاالت التي ينص القانون فيها على حدود أخرى‪.)1(".‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬في المخالفات‬

‫وجرائم المخالفات جاءت ضمن التقسيم الثالثي للجرائم وهذا ما تبينه نص المادة‪22‬‬
‫من قانون العقوبات‪ ،‬والمخالفات عبارة عن سلوك منحرف خفيف قليل الخطورة(‪.)2‬محدود‬
‫األثر ال يسبب ضر اًر كبي اًر‪ ،‬والمشرع الجزائري نص على المخالفات وعقوباتها في المواد من‬
‫‪ 110‬إلى‪ 144‬من قانون العقوبات‪ .‬وهي تلك الجرائم التي يعاقب عليها القانون بالحبس من‬
‫اء كانت ثمة مصادرة لألشياء المضبوطة‬
‫شهرين فأقل أو بغرامة ألفي (‪ )2000‬دج فأقل سو ً‬
‫أم ال‪ ،‬ومهما بلغت قيمة تلك األشياء‪ ،‬هذاما جاءت به المادة ‪ 227‬فقرة‪ 2‬ق إج‪ .‬فقد عدلت‬
‫الغرامات في مواد المخالفات بموجب المادة ‪ 142‬مكرر‪ 01‬بموجب القانون ‪ 22-04‬المعدل‬
‫لقانون العقوبات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عدم تقادم الدعوى العمومية كاستثناء‬

‫استثنى المشرع الجزائري جرائم معينة من تأثير التقادم‪ ،‬بحيث قد يكون مصدر هذه‬
‫اء كان قانون اإلجراءات الجزائية أو قانون‬
‫الجرائم االتفاقيات الدولية‪ ،‬أو القوانين الداخلية‪ ،‬سو ً‬
‫القضاء العسكري‪ ،‬أو قانون مكافحة الفساد والوقاية منه‪ ،‬أو قانون مكافحة التهريب‪.‬‬

‫وعلى كل سنتناول هذه القوانين تباعاً على النحو التالي‪:‬‬

‫(‪ _)1‬المادة ‪ 142‬مكرر من األمر ‪ 154-44‬المؤرخ في ‪ 7‬يونيو سنة ‪ ،1944‬الذي يتضمن ق ع المعدل و المتمم‬
‫بالقانون رقم ‪ 22_04‬المؤرخ في ‪ 20‬سبتمبر ‪ ،2004‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 71‬المؤرخ في ديسمبر‪.2004‬‬
‫(‪ _)2‬نصرالدين مروك‪ ،‬محاضرات في اإلثبات الجنائي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار هومه للطبع والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص‪.272.‬‬
‫‪8‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الجرائم الواردة في قانون اإلجراءات الجزائية‬

‫استثنى قانون اإلجراءات الجزائية جرائم معينة وجعلها ال تخضع لتقادم الدعوى‬
‫العمومية‪ ،‬وقد نص عليها على سبيل الحصر في نص المادة ‪ 07‬مكرر منه‪.‬‬

‫المشرع لم يتوقف عند حد استبعاد تقادم الدعوى العمومية في هذه الجرائم‪ ،‬بل تعدى‬
‫ذلك إلى عدم تقادم الدعوى المدنية المتصلة بها‪ ،‬وتتمثل هذه الجرائم في‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬الجنايات و الجنح الموصوفة بأفعال إرهابية وتخريبية‪.‬‬

‫تم النص عليها تحت عنوان الجرائم الموصوفة بأفعال إرهابية أو تخريبية‪ ،‬وخص‬
‫المشرع الجزائري الجنايات و الجنح دون المخالفات أي اعتمد على معيار الخطورة والمساس‬
‫بالنظام العام و هذا ما ال يتحقق في المخالفات‪ ،‬فاألفعال اإلرهابية والتخريبية تم النص عليها‬
‫في المواد ‪ 87‬مكرر إلى ‪ 72‬مكرر‪ 10‬التي استحدثها بموجب األمر رقم ‪ 11-95‬والمعدل‬

‫(‪.)1‬‬
‫بالقانون رقم ‪ 09_01‬من قانون العقوبات‬

‫تنص المادة ‪ 72‬مكرر من قانون العقوبات على‪ ":‬يعتبر فعال إرهابياً أو تخريبياً‪ ،‬في‬
‫مفهوم هذا األمر‪ ،‬كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسالمة الترابية و استقرار‬
‫المؤسسات وسيرها العادي عن طريق أي عمل غرضه ما يأتي‪:‬‬

‫_ بث الرعب في أوساط السكان و خلق جو انعدام األمن من خالل االعتداء المعنوي‬


‫أو الجسدي على األشخاص أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر أو المس‬
‫بممتلكاتهم‪.‬‬

‫(‪ _)1‬عبد القادر ميراوي‪ ،‬التقادم الجنائي وأثره في إنهاء الدعوى العمومية و سقوط العقوبة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة المدرسة‬
‫العليا للقضاء‪ ،9002 ،‬ص‪.00.‬‬
‫‪9‬‬
‫_عرقلة حركة المرور أو حرية التنقل في الطرق والتجمهر أو االعتصام في الساحات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫_االعتداء على رموز األمة و الجمهورية ونبش أو تدنيس القبور‪،‬‬

‫‪-‬االعتداء على وسائل المواصالت والنقل و الملكيات العمومية و الخاصة و االستحواذ‬


‫عليها أو احتاللها دون مسوغ قانوني‪،‬‬

‫‪ -‬االعتداء على المحيط أو إدخال مادة أو تسريبها في الجو أو في باطن األرض أو إلقائها‬
‫عليها أو في المياه بما فيها اإلقليمية من شأنها جعل صحة اإلنسان أو الحيوان أو البيئة‬
‫الطبيعية في خطر‪،‬‬

‫‪ -‬عرقلة عمل السلطات العمومية أو حرية ممارسة العبادة والحريات العامة وسير المؤسسات‬
‫المساعدة للمرفق‪.‬‬

‫عرقلة سير المؤسسات العمومية أو االعتداء على حياة أعوانها أو ممتلكاتهم أو عرقلة‬
‫تطبيق القوانين والتنظيمات‪.‬‬

‫كما تضيف المواد ‪ 72‬مكرر‪ 10،2،4،5،1،2‬جرائم أخرى موصوفة على أنها أفعال إرهابية‬
‫وتخريبية‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬بالنسبة للجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية‬

‫لقد تمت مصادقة الجزائر بتحفظ على االتفاقية الدولية للجريمة المنظمة عبر الوطنية‬
‫بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 55-02‬المؤرخ في ‪ 05‬فبراير ‪.)1(2002‬‬

‫(‪ _)1‬فارس بعداش‪ ،‬تقادم الدعوى العمومية في ضوء تعديالت ‪ 10‬نوفمبر ‪ ،2001‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة العليا‬
‫للقضاء‪،2002،‬ص‪.11.‬‬
‫‪10‬‬
‫بحيث تنص المادة ‪ 21‬في البند األول من هذه االتفاقية على ما يلي‪ ":‬تتخذ كل دولة‬
‫كل دولة طرف ما يلزم من تدابير‪ ،‬بما في ذلك التدابير التشريعية و اإلدارية‪ ،‬وفقاً للمبادئ‬
‫األساسية لقانونها الداخلي لضمان تنفيذ التزاماتها بمقتضى هذه االتفاقية‪.‬‬

‫وهذا ما اتجه إليه المشرع الجزائري‪ ،‬إذ قام بإدراج بنود االتفاقية المذكورة في القانون‬
‫الداخلي‪ ،‬فنص عليها في قانون اإلجراءات الجزائية في المادة ‪ 07‬مكرر‪ ،‬كما استحدث‬
‫المشرع قوانين داخلية تطبيقاً لما تضمنته هذه االتفاقية من أحكام(‪.)1‬‬

‫كما جاءت المادة ‪ 11‬منها في بندها الخامس‪ ...":‬تحدد كل دولة طرف في إطار‬
‫قانونها الداخلي‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬مدة تقادم طويلة تستهل أثنائها اإلجراءات الخاصة بأي جرم‬
‫مشمول بهذه االتفاقية‪ ،‬ومدة أطول عندما يكون الجاني المزعوم قد فر من وجه العدالة‪."...‬‬

‫وهذا ما قام به المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 07‬مكرر ق إ ج المستحدثة بموجب‬


‫القانون رقم ‪ 11-01‬المؤرخ في ‪ ،2001/11/10‬والتي يتضح من خاللها أن المشرع لم‬
‫يكتفي بمدة أطول‪ ،‬بل تعدى ذلك إذ جعلها جريمة ال تخضع إطالقاً للتقادم(‪.)2‬‬

‫بالرجوع إلى بنود اتفاقية األمم المتحدة المتعلقة بمكافحة الجريمة المنظمة عبرة الوطنية‬
‫وهذا في المادة الثالثة منها التي تنص على‪:‬‬

‫‪ -1‬تنطبق هذه االتفاقية‪ ،‬باستثناء ما تنص عليه خالفاً لذلك على منع الجرائم التالية‪،‬‬
‫والتحقيق فيها‪ ،‬ومالحقة مرتكبيها‪:‬‬

‫أ_ األفعال المجرمة بمقتضى المواد ‪ 5‬و ‪ 4‬و‪ 7‬و‪ 22‬من هذه االتفاقية؛‬

‫ب‪ -‬الجريمة الخطيرة حسب التعريف الوارد في المادة ‪ 02‬من هذه االتفاقية؛‬

‫(‪ _)1‬فارس بعداش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫(‪ _)2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.12.‬‬
‫‪11‬‬
‫حيثما يكون الجرم ذا طابع عبر وطني وتكون ضالعة فيه جماعة إجرامية منظمة‪.‬‬

‫‪ -2‬في الفقرة ‪ 01‬من هذه المادة‪ ،‬يكون الجرم ذا طابع عبر وطني إذا‪:‬‬

‫أ‪ -‬أرتكب في أكثر من دولة واحدة؛‬

‫ب‪ -‬أرتكب في دولة واحدة ولكن جرى جانب كبير من اإلعداد أو التخطيط له أو توجيهه‪ ،‬أو‬
‫اإلشراف عليه في دولة أخرى؛‬

‫ج‪ -‬أرتكب في دولة واحدة‪ ،‬ولكن ضلعت في ارتكابه جماعة إجرامية منظمة تمارس أنشطة‬
‫إجرامية في أكثر من دولة واحدة؛‬

‫د‪ -‬أرتكب في دولة واحدة‪ ،‬ولكن له أثا اًر شديدة في دولة أخرى(‪.)1‬‬

‫ثالثاً‪ :‬في جريمة الرشوة واختالس األموال العمومية‬

‫كانت جريمتا الرشوة و اختالس األموال العمومية معرفتين ومنصوص عليهما في‬
‫قانون العقوبات من المواد ‪ 119‬إلى ‪ ، 122‬ولكن بصدور القانون المتعلق بالوقاية من‬
‫الفساد ومكافحته تم نقل هاتين الجريمتين من قانون العقوبات إليه‪ ،‬مع تعديل في األحكام‬
‫الجزائية لكلتا الجريمتين‪ ،‬فلم تعد جريمة اختالس األموال العمومية تشكل جناية‪ ،‬وأصبحت‬
‫أقصى عقوبة لها ‪ 20‬سنة‪ ،‬أما بخصوص الرشوة فميز المشرع بين الرشوة في القطاع العام‬
‫المادة ‪ ،25‬والرشوة في القطاع الخاص المادة ‪ ،10‬وألغى المشرع بموجب القانون ‪،01-04‬‬

‫(‪ _)1‬المادة ‪ 02‬من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية‪ ،‬التي صادقت عليها الجزائر بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 55-02‬مؤرخ في ‪ 5‬فبراير ‪ 2002‬يتضمن التصديق بتحفظ على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة‬
‫الجريمة المنظمة عبر الوطنية‪ ،‬المعتمدة من طرف الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة يوم ‪ 15‬نوفمبر ‪،2000‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 09‬المؤرخ في ‪ 10‬فبراير‪.2002‬‬
‫‪12‬‬
‫المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ‪ ،‬األحكام المخالفة لهذا القانون خاصة المواد ‪،119‬‬
‫‪ 119‬مكرر واحد‪ 124 ،124 ،‬مكرر‪ 122 ،‬المتعلقة بجريمتي االختالس و الرشوة‪.‬‬

‫بهذا أصبحت جريمة الرشوة و اختالس األموال العمومية المادة ‪ 119‬ق ع الملغاة‬

‫وجريمة استعمال هذه األموال على نحو غير شرعي المادة‪ 119‬مكرر ‪ 1‬ق ع الملغاة في‬
‫مادة واحدة وهي المادة ‪ 29‬من القانون ‪ 01-04‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬أما‬
‫بخصوص المواد ‪ 124 ،124‬مكرر‪ 129 ،122 ،‬من ق ع تعوض بالمادة ‪ 25‬من هذا‬
‫القانون(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجرائم التي استثناها المشرع من تأثير التقادم طبقاً لقانون التهريب‬

‫بعد صدور األمر ‪ 04-05‬المؤرخ في ‪ 2005/07/22‬المتعلق بمكافحة التهريب‬

‫أصبحت جرائم التهريب إما جنايات طبقاً للمادتين ‪ 11‬و ‪ 15‬من هذا األمر‪ ،‬واما جنحاً طبقاً‬
‫للمواد من ‪ 10‬إلى ‪ 12‬منه‪ ،‬ال تنقضي بالتقادم‪ ،‬وهذا ما يستق أر من نص المادة ‪ 21‬من نفس‬
‫األمر‪ ،‬التي تنص على تطبيق القواعد المعمول بها في مجال الجريمة المنظمة على جرائم‬
‫التهريب‪ ،‬والجريمة المنظمة ال تنقضي بالتقادم كما جاء في نص المادة ‪7‬مكرر من ق إ ج‬
‫المستحدثة بموجب القانون رقم‪ 11-01‬المؤرخ في ‪.)2(2001/11/10‬‬

‫إن الدعوى الجبائية في جرائم التهريب ال تسقط بالتقادم‪ ،‬عمال بمقتضيات المادة ‪08‬مكرر‬
‫من ق إ ج فقرة ‪ 2‬التي نصت بصراحة على عدم انقضاء الدعوى المدنية بالتقادم في هذه‬
‫الجرائم(‪.)3‬‬

‫(‪ _)1‬فارس بعداش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.15.‬‬


‫(‪ _)2‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية( تعريف وتصنيف الجرائم الجمركية‪ ،‬متابعة وقمع الجرائم الجمركية)‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.250.‬‬
‫(‪ _)3‬فارس بعداش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12.‬‬
‫‪13‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الجرائم الواردة في قانون القضاء العسكري‬

‫يستكشف من نص المادة ‪ 20‬فقرة ‪ 2‬من قانون القضاء العسكري عدة حاالت ال‬
‫تنقضي فيها الدعوى العمومية عن طريق التقادم‪ ،‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫_ عندما يلجأ العاصي أو الفار في زمن الحرب‪ ،‬لبالد أجنبية أو يبقى فيها هربا من أداء‬
‫واجباته العسكرية‪.‬‬
‫‪-‬الفرار مع عصابة مسلحة طبقا للمادة ‪ 245‬من قانون القضاء العسكري‪.‬‬
‫‪-‬الفرار إلى العدو أو أمام العدو طبقا للمواد ‪ ،242 ،244‬من قانون القضاء العسكري(‪.)1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الجرائم الواردة في القانون المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‬
‫نستخلص من المادة ‪ 51‬من القانون المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬أنه ال‬
‫تتقادم الدعوى العمومية قي الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون في حالة ما إذا تم‬
‫تحويل عائدات هذه الجرائم إلى الخارج(‪.)2‬‬
‫وقبل التعرض لمختلف الجرائم الواردة فيه نحاول التطرق لجريمتي الرشوة‬
‫و اختالس األموال العمومية على اعتبار أنهما منصوص عليهما في القانون المتعلق بالوقاية‬
‫من الفساد ومكافحته‪ ،‬باإلضافة إلى قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬و وفق شروط مختلفة‪.‬‬
‫وبالتالي نتساءل عن القانون الواجب التطبيق عليهما‪ ،‬هل نطبق األحكام الواردة في قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬أم األحكام الواردة في المادة ‪ 51‬من قانون المتعلق بالوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته؟‬

‫(‪ _)1‬المادة ‪ 20‬من األمر رقم ‪ 1-22‬المؤرخ في ‪ 05‬يناير سنة ‪ 1922‬يتضمن تتميم المادة ‪ 221‬من األمر رقم ‪27-21‬‬
‫المؤرخ في ‪ 22‬أبريل ‪ 1921‬والمتضمن قانون القضاء العسكري‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 97‬المؤرخ في ‪ 14‬أبريل ‪.1922‬‬
‫(‪ _)2‬المادة ‪ 51‬من القانون رقم ‪ 01-04‬المؤرخ في ‪ 20‬فبراير سنة ‪ ،2004‬يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 11‬المؤرخ في ‪ 07‬مارس ‪.2004‬‬
‫‪14‬‬
‫أوالً‪ :‬في جريمة الرشوة‬
‫تخضع جريمة الرشوة بمختلف صورها لما نصت عليه المادة ‪ 51‬من القانون المتعلق‬
‫بالوقاية من الفساد ومكافحته في فقرتيها األولى و الثانية‪.‬‬
‫حيث يفهم من نص المادة السالفة الذكر أنه ال تتقادم الدعوى العمومية في الجرائم‬
‫المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬وهذا في حالة ما إذا تم تحويل عائداتها إلى خارج الوطن‬
‫أما؛ في غير هذه الحالة فقد أحالتنا المادة ‪ 51‬فقرة ‪ 2‬إلى تطبيق أحكام قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 07‬مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج نجد أن الدعوى العمومية ال تتقادم في‬
‫الجنايات‪ ،‬والجنح المتعلقة بالرشوة‪.‬‬
‫وكخالصة عامة الرشوة جريمة ال تخضع لتقادم الدعوى العمومية(‪.)1‬‬
‫ثانياً‪ -‬في جريمة اختالس األموال العمومية‬

‫تضمنت المادة ‪ 51‬فقرة ‪ 2‬من القانون المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬حكماً‬
‫ممي اًز فيما يخص الجريمة المنصوص عليها في المادة ‪ 29‬من هذا القانون والتي تتمثل في‬
‫جريمة اختالس األموال العمومية بحيث تكون مدة تقادم الدعوى العمومية مساوية للحد‬
‫األقصى للعقوبة المقررة لها أي ‪ 10‬سنوات على خالف مدة تقادم الدعوى العمومية المقررة‬
‫للجنح المنصوص عليها في المادة ‪ 07‬من قإج والمحددة ب ‪ 02‬سنوات إال أنه ال تتقادم‬
‫الدعوى العمومية في جريمة اختالس األموال العمومية‪ ،‬وهذا في حالة إذ ما تم تحويل‬
‫عائداتها إلى الخارج‪ ،‬وهذا ما تضمنته المادة ‪ 51‬فقرة ‪ 1‬من نفس القانون‪ ،‬وهذا الحكم عام‬
‫ينطبق على كافة جرائم الفساد المنصوص عليها فيه‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن المادة ‪ 07‬مكرر ق إ ج المستحدثة إثر تعديل قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية بموجب القانون رقم ‪ 11/01‬المؤرخ في ‪ ،2001/11/10‬التي جاء فيها أنه ال‬

‫(‪ _)1‬فارس بعداش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12.‬‬


‫‪15‬‬
‫تنقضي الدعوى العمومية بالتقادم في جريمة اختالس األموال العمومية‪ .‬لم يعد حكمها‬

‫بصدور القانون المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته في ‪ ،2004‬والمادة ‪ 51‬منه تحديداً‬


‫ينطبق على جريمة االختالس(‪.)1‬‬

‫ثالثاً‪ :‬مختلف الجرائم التي جاء بها قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‬

‫‪ -‬جريمة رشوة الموظفين العموميين( المادة ‪.)25‬‬


‫‪ -‬االمتيازات غير المبررة في مجال الصفقات العمومية( المادة ‪.)24‬‬
‫‪ -‬الرشوة في مجال الصفقات العمومية ورشوة الموظفين العموميين األجانب و موظفي‬
‫المنظمات الدولية العمومية ( المواد ‪.)27 ،22‬‬
‫‪ -‬جريمة اختالس الممتلكات من قبل موظف عمومي أو استعمالها على نحو غير شرعي‬
‫والغدر ( المواد ‪.)20 ،29‬‬
‫‪ -‬جريمة اإلعفاء والتخفيض غير القانوني في الضريبة والرسم وجريمة استغالل النفوذ(‬
‫المواد ‪.)22 ،21‬‬
‫‪ -‬جريمة إساءة استغالل الوظيفة وجريمة أخذ فوائد بصفة غير قانونية و جريمة عدم‬
‫التصريح أو التصريح الكاذب بالممتلكات ( المواد ‪.) 24 ،25 ،22‬‬
‫‪ -‬جريمة اإلثراء غير المشروع وجريمة تلقي الهدايا و جريمة التمويل الخفي لألحزاب‬
‫السياسية ( المواد ‪.) 29 ،27 ،22‬‬
‫‪ -‬جريمة الرشوة في القطاع الخاص ( المادة ‪.)10‬‬
‫‪ -‬جريمة اختالس الممتلكات في القطاع الخاص وجريمة تبييض العائدات اإلجرامية وجريمة‬
‫اإلخفاء ( المواد ‪.) 12 ،12 ،11‬‬

‫(‪ _)1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪،‬‬
‫ص‪.22.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪-‬جريمة إعاقة السير الحسن للعدالة وجريمة اإلضرار بالشهود والخبراء والمبلغين والضحايا (‬
‫المادة ‪.)15‬‬
‫_ جريمة البالغ الكيدي وجريمة عدم اإلبالغ عن الجرائم( المادتين ‪.)12 ،14‬‬

‫‪17‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬سريان تقادم الدعوى العمومية‬
‫حددت التشريعات على نحو ملزم مدد تقادم الدعوى العمومية‪ ،‬فلم تنص على مدة‬
‫واحدة‪ ،‬بل جعلتها تختلف باختالف نوع الجريمة‪ ،‬ولكن كثي اًر ما يثور إشكال في تحديد نوع‬
‫الجريمة عندما يتغير وصفها القانوني من جناية إلى جنحة إعماال لظرف مخفف‪ ،‬أو من‬
‫جنحة إلى جناية إعماال لظرف مشدد‪.‬‬
‫تبدأ سريان مدة تقادم الدعوى العمومية كأصل عام من يوم وقوع الجريمة‪ ،‬ولكن‬
‫اإلشكال المطروح هو حول بدأ سريان مدة التقادم بالنسبة ألنواع معينة من الجرائم‪ ،‬قد تثور‬
‫بشأنها أحيانا بعض الصعوبات‪ ،‬كما قد تعترض مدة التقادم عوارض تؤدي إما إلى الوقف‬
‫‪،‬أو القطع وفي حالة تمام اآلجال يترتب على ذلك عدة أثار‪.‬‬
‫لهذا ارتأينا تخصيص مطلبين لنعالج فيهما كل هذه المسائل‪ ،‬المطلب األول نتناول في أجال‬
‫تقادم الدعوى العمومية‪ ،‬أما الثاني فسنخصصه عوارض سريان مدة تقادم الدعوى‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أجال تقادم الدعوى العمومية‬
‫حدد المشرع الجزائري مدد تقادم الدعوى العمومية بحسب نوع الجريمة‪ ،‬إذ جعلها‬
‫تختلف من جريمة إلى أخرى‪ ،‬كما قام بتحديد مبدأ لبداية سريان أجال تقادم هذه األخيرة‬
‫والذي جعله من يوم وقوع الجريمة‪.‬‬
‫فإذا ما بدأت أجال التقادم في السريان وأكملت مدتها ترتب على ذلك مجموعة من‬
‫اآلثار‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تحديد أجال تقادم الدعوى العمومية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أخذ المشرع الجزائري في االعتبار جسامة الجريمة عند تحديد مدد التقادم ‪،‬وهذا وفقاً‬
‫لجسامة الفعل إذا كان يشكل جناية أو جنحة أو مخالفة فإذا كنا بصدد جريمة ما يتوجب‬
‫علينا لحساب مدة تقادمها تحديد طبيعتها‪ ،‬و وصفها القانوني‪ ،‬وهذا األمر ال يثير أي إشكال‬

‫(‪ _)1‬عبد القادر ميراوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.02.‬‬


‫‪18‬‬
‫ولكن تثور مسألة‪ ،‬وهي تكييف الوصف القانوني للجريمة في حالة ما إذا لحق بها عذر‬
‫مخفف أو ظرف مشدد(‪.)1‬‬
‫أوال‪ :‬تدرج مواعيد تقادم الدعوى العمومية‪.‬‬
‫لم يرد في التشريعات الجنائية ميعاداً واحداً للتقادم يسري على جميع الجرائم بمختلف‬
‫أنواعها‪ ،‬وانما تقرر تدرجه تبعاً لنوع الجريمة‪.‬‬
‫وقد أخذت جل التشريعات بمبدأ تدرج مواعيد التقادم‪ ،‬وفقاً لنوع الجريمة فحددت لكل‬
‫من الجنايات‪ ،‬الجنح‪ ،‬و المخالفات ميعاداً خاصاً(‪ .)2‬وهذا ما أخذ به المشرع الجزائري في‬
‫المواد ‪ ،7 ،2‬و‪ 9‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬بحيث نجده حدد مدد تقادم الدعوى‬
‫العمومية بحسب نوع الجريمة‪ ،‬وعليه تتقادم الدعوى العمومية في الجنايات بانقضاء عشر‬
‫سنوات كاملة حسب المادة ‪ ،02‬وتتقادم في مواد الجنح بمرور ثالث سنوات كاملة حسب‬
‫المادة ‪ ،07‬أما فيما يخص التقادم في المخالفات فيكون بمضي سنتين كاملتين طبق ًا‬
‫للمادة‪.09‬‬
‫إن تحديد مدة تقادم الدعوى العمومية في جريمة يفترض تحديد نوعها‪ ،‬ونطبق في‬
‫ذلك الضوابط المستمدة من نوع الجريمة ومقدار العقوبة(‪.)3‬‬
‫ثانياً‪ :‬تأثير الظروف المخففة أو المشددة في تحديد نوع الجريمة‬

‫تثور صعوبة في حالة تغير وصف الجريمة من جناية إلى جنحة إعماالً بظرف‬

‫مخفف‪ ،‬أو تغيرها من جنحة إلى جناية تطبيقاً لظرف مشدد‪ ،‬في تحديد نوع الجريمة‪ ،‬فيثور‬
‫التساؤل إذا كان نوع الجريمة(‪)4‬يتحدد وفقاً للعقوبة التي نطق بها القاضي إعماال‬

‫(‪ -)1‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬أسامة عثمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.592،594.‬‬


‫(‪ -)2‬محمد عوض األحوال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.112.‬‬
‫(‪ -)3‬فارس بعداش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.7.‬‬
‫(‪ -)4‬سليمان عبد المنعم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.512.‬‬
‫‪19‬‬
‫بظرف مخفف أو مشدد أم وفقاً للعقوبة التي يحددها القانون أصالً للجريمة(‪. )1‬‬

‫لإلجابة على هذا التساؤل نتطرق إلى موقف المشرع الجزائري و الذي يتضح من‬
‫المواد‪ 27‬و ‪ 29‬قع‪ ،‬فحسب م ‪ 27‬قع فإن المشرع الجزائري استقر على أنه ال يؤثر الظرف‬
‫المخفف وال حالة العود في تغير الوصف القانوني للجريمة؛ أما المادة ‪ 29‬فإنها توضح‬
‫موقف المشرع الجزائري بخصوص الظروف المشددة إذ أخذ بتغير الوصف القانوني للجريمة‬
‫إذا اقترنت بظرف مشدد فمثالً إذا اقترنت جنحة بظرف مشدد فإنها تتحول إلى جناية‪،‬‬
‫وتسقط بمدة التقادم المقررة للجنايات‪ .‬وتستثنى حالة العود كظرف مشدد فال تأثير لها في‬
‫تغيير الوصف القانوني للجريمة إعماالً بالمادة ‪ 27‬قع‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬بداية سريان أجال تقادم الدعوى العمومية‬
‫نتناول المبدأ في سريان تقادم الدعوي العمومية‪ ،‬و تراخي بداية التقادم‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬المبدأ في سريان مدة تقادم الدعوى العمومية‬

‫‪ _1‬يوم وقوع الجريمة كمبدأ لسريان أجال تقادم الدعوى العمومية‬

‫باستقرائنا لنصوص المواد ‪ 9،7،2‬ق إ ج يتضح أن مبدأ سريان مدة تقادم الدعوى‬
‫العمومية يتحدد من يوم اقتراف الجريمة؛ أما إذا اتخذت إجراءات في تلك الفترة فال يسري‬
‫التقادم إال من تاريخ أخر إجراء بحسب نوع الجريمة ما إذا كانت جناية أو جنحة أو مخالفة‪،‬‬
‫وفي حساب مدة التقادم ال يحسب اليوم الذي وقعت فيه الجريمة وانما تبدأ من اليوم التالي‬
‫لوقوعها وذلك تطبيقاً للمادة ‪ 224‬ق إج‪.‬‬
‫ومدة التقادم تحسب بالتقويم الميالدي‪ ،‬وليس بالتقويم الهجري(‪ ،)2‬وتحسب المدة باأليام‬

‫(‪ _)1‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.112.‬‬


‫(‪ _)2‬محمد عيد الغريب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.242.‬‬
‫‪20‬‬
‫ال بالساعات فالمادة ‪ 02‬تنص على يوم اقتراف الجريمة ال من وقت ارتكابها‪ ،‬وذلك ألنه إذا‬
‫كان من الممكن دائماً تعيين اليوم الذي ارتكبت فيه الجريمة‪ ،‬فإنه من الصعب في غالب‬
‫األحيان تحديد لحظة أو ساعة ارتكابها(‪.)1‬‬
‫‪ _2‬تطبيقات المبدأ( الجرائم الوقتية)‬
‫هي الجرائم التي تبدأ و تنتهي بمجرد إتيان السلوك اإلجرامي(‪،)2‬إذ تبدأ مدة التقادم في‬
‫السريان بالنسبة لهذه الجرائم من يوم وقوع الجريمة‪ ،‬ويتم تحديد هذا اليوم من خالل تاريخ‬
‫ارتكاب الجريمة والذي يكون بتمامها وليس بتاريخ ارتكاب السلوك اإلجرامي(‪ ،)3‬وهذا كأصل‬
‫عام لكن مع ذلك وجب التمييز بين الجرائم اإليجابية والجرائم السلبية‪.‬‬

‫أ_ الجرائم اإليجابية‬

‫إذا كانت من جرائم السلوك والنتيجة تحسب المدة من تاريخ وقوع النتيجة الغير‬
‫المشروعة باعتبارها المكملة لعناصر الجريمة‪ .‬أما إذا كانت من جرائم السلوك المجرد تحسب‬
‫المدة من تاريخ ارتكاب السلوك اإلجرامي(‪.)4‬‬
‫ب_ الجرائم السلبية‬
‫فيتم التفرقة فيها بين جرائم االرتكاب باالمتناع أو الترك التي تحسب فيها مدة التقادم‬
‫من تاريخ وقوع النتيجة‪ ،‬إذ أن تحقق النتيجة أمر الزم للعقاب‪ ،‬مثل األم التي تمتنع عن‬
‫إرضاع ولدها بقصد قتله تحسب مدة التقادم عن هذه الجريمة من تاريخ حصول الوفاة‪.‬‬
‫أما إذا كانت جريمة تقع باالمتناع عن القيام بااللتزام الذي فرضه القانون على الجاني في‬
‫موعد محدد‪ ،‬يبدأ التقادم من تاريخ االمتناع‪ ،‬والذي يكون من اليوم التالي النتهاء المدة‬

‫(‪ _)1‬عبد المالك جندي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.224.‬‬


‫(‪ _)2‬محمد عيد الغريب‪ ،‬الرجع السابق‪ ،‬ص‪.247.‬‬
‫(‪ _)3‬عبد الرحمان خلفي‪ ،‬محاضرات في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.122.‬‬
‫(‪ _)4‬فارس بعداش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21.‬‬
‫‪21‬‬
‫المقررة لمباشرة االلتزام المفروض على الجاني دون مباشرته(‪.)1‬‬
‫ثانياً‪ :‬تراخي بداية التقادم‪.‬‬
‫قد يقرر القانون في بعض الجرائم بداية متراخية عن يوم وقوع الجريمة وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -1‬الجرائم المستمرة‬
‫تعتبر الجريمة مستمرة عندما يستمر فيها االعتداء على المصلحة المحمية‪ ،‬بموجب‬
‫القانون لفترة من الزمن‪ ،‬وبانتهاء حالة االستمرار تعتبر الجريمة قد وقعت(‪.)2‬‬
‫وفيما يتعلق بسريان مدة التقادم فيها‪ ،‬فإن الفقه والقضاء مستقران على أن يبدأ سريان مدة‬
‫التقادم من تاريخ انتهاء حالة االستمرار(‪ ،)3‬والجريمة المستمر قد تكون إيجابية‪ ،‬وقد تكون‬
‫سلبية‪ ،‬فاإليجابية تتمثل في القيام بفعل مجرم قانوناً لفترة من الزمن‪ ،‬ومثال ذلك استعمال‬
‫محرر مزور بحيث ال تبدأ فيه مدة التقادم إال من تاريخ التنازل عنه قبل الحكم في الدعوى‬
‫العمومية ؛ أما حالة الجريمة السلبية التي تقوم عند امتناع الشخص عن القيام بواجب لم يحدد‬
‫له القانون فترة معينة‪ ،‬بل يظل مستم اًر على عاتقه حتى يؤديه‪ ،‬ومثال ذلك امتناع التبليغ عن‬
‫المواليد والوفيات‪ ،‬ويبقى االمتناع قائماً ما بقيت حالة االستمرار‪ ،‬وال تبدأ مدة تقادم الدعوى‬
‫إال من التاريخ الذي تنتهي فيه حالة االستمرار‪ ،‬وهو تاريخ اإلبالغ عن الوفيات والمواليد(‪.)4‬‬
‫‪-2‬الجرائم المتتابعة وجرائم العادة‬
‫أ_ الجرائم المتتابعة‬
‫هي جرائم تتكون من عدة أفعال متماثلة من حيث الركن المادي والمعنوي‪ ،‬أم من‬

‫(‪ _)1‬محمد عيد الغريب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.249.‬‬


‫(‪ _)2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.221.‬‬
‫(‪ _)3‬سليمان بارش‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬الجزء األول( المتابعة الجزائية‪ ،‬الدعاوى الناشئة عنها‬
‫واجراءاتها األولية)‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.79.‬‬
‫(‪ _)4‬محمد عيد الغريب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.221.‬‬
‫‪22‬‬
‫حيث طبيعة الحق أو المصلحة المعتدى عليها أم من حيث وحدة الغرض‪ ،‬إذ يتم تنفيذها‬
‫تحقيقاً لمشروع إجرامي واحد(‪ ،)1‬ويصلح كل من هذه األفعال لتكوين جريمة في حد ذاته‪ ،‬إال‬
‫أنه نظ اًر لتتابعها وارتباطها بوحدة الغرض فإنها تعتبر جريمة واحدة(‪ ،)2‬ومن أمثلة الجرائم‬
‫المتتابعة من يسرق منزل على دفعات فيحمل كل يوم جزء من المسروقات(‪.)3‬‬
‫ففي هذا النوع من الجرائم يبدأ سريان تقادم الدعوى العمومية كما نصت المحكمة العليا في‬
‫أحد ق ارراتها على‪ ":‬متى تكررت الجنحة واتحد الحق المعتد عليه فإن سريان مدة التقادم يبدأ‬
‫من اليوم الموالي ألخر فعل من أفعال التنفيذ "(‪.)4‬‬
‫ب_ جرائم االعتياد‬

‫هي الجريمة التي يستوجب القانون لقيامها تكرار الفعل المادي إذ ال يكفي وقوعه مرة‬
‫واحدة لقيام هذه الجريمة‪ ،‬فيجب أن يتكرر هذا الفعل أكثر من مرة(‪.)5‬‬

‫فهذه األفعال لو أخذ كل منها منفرداً لكان غير معاقب عليها‪ ،‬ولكنها في مجموعها تكون‬
‫جريمة(‪ ،)6‬ومن جرائم العادة الواردة في قانون العقوبات الجزائري نجد جريمة االعتياد على‬
‫تحريض القصر على الفسق وفساد األخالق المنصوص عليها في المادة ‪ 212‬قع‪.‬‬
‫وقضاء يرى أن مدة‬
‫ً‬ ‫أما فيما يخص سريان التقادم بالنسبة لهذه الجريمة‪ ،‬فالرأي الراجح فقهاً‬
‫التقادم يبدأ من اليوم التالي ألخر فعل يدخل في تكوين الجريمة(‪.)7‬‬

‫(‪ _)1‬سليمان عبد المنعم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.195.‬‬


‫(‪ _)2‬محمد عيد الغريب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.221.‬‬
‫(‪ _)3‬سليمان عبد المنعم‪ ،‬الرجع السابق‪ ،‬ص‪.195.‬‬
‫(‪ _)4‬قرار صادر يوم ‪ 09‬جويلية ‪ 1921‬من الغرفة الجنائية األولى في الطعن رقم ‪ ،9 .197‬مشار إليه في جياللي‬
‫بغدادي‪ ،‬االجتهاد القضائي في المواد الجزائية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬المؤسسة الوطنية لالتصال والنشر واإلشهار‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،1994،‬ص‪.212.‬‬
‫(‪ _)5‬سليمان بارش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.221.‬‬
‫(‪ _)6‬جندي عبد المالك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.217.‬‬
‫(‪ _)7‬سليمان بارش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.79.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ _3‬الجنايات والجنح المرتكبة ضد الحدث‬
‫يستخلص من نص المادة ‪ 07‬مكرر ‪ 1‬ق إ ج أن الدعوى العمومية المتعلقة‬
‫بتداء من بلوغه سن‬
‫بالجنايات‪ ،‬والجنح المرتكبة ضد الحدث‪ ،‬يبدأ سريان أجال التقادم فيها ا ً‬
‫الرشد المدني‪.‬‬
‫والحدث المقصود به بمفهوم هذه المادة هو الذي يكون ضحية جريمة توصفبأنها جناية أو‬
‫جنحة دون المخالفة‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 10‬ق م نجد أنها حددت سن الرشد ب ‪ 19‬سنة كاملة(‪.)1‬‬
‫‪ _4‬جريمة العصيان أو الفرار من الجيش‬
‫يستخلص من المادة ‪ 20‬فقرة ‪ 1‬من قانون القضاء العسكري أن تقادم الدعوى‬
‫العمومية الناجمة عن جريمة العصيان أو الفرار ال يبدأ في السريان إال من اليوم الذي يبلغ‬
‫فيه العاصي أو الفار سن الخمسين‪ ،‬وعلى هذا األساس جاء في قرار المحكمة العليا‪ ":‬لما‬
‫كانت المادة ‪20‬من قانون القضاء العسكري تنص إال من اليوم الذي يبلغ فيه العاصي أو‬
‫الفار سن الخمسين وكان من الثابت أن المتهم كان يبلغ من العمر يوم محاكمته خمسة‬
‫وعشرين سنة فإن حكم المحكمة العسكرية القاضي بتقادم الدعوى الناجمة عن الفرار من‬
‫الجيش يكون خاطئاً في تطبيق القانون مما يستوجب بطالنه ونقضه"(‪.)2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أثار نهاية أجال تقادم الدعوى العمومية‬
‫يترتب على نهاية أجال تقادم الدعوي العمومية عدة أثار تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬انقضاء الدعوى الجنائية و براءة المتهم‬
‫ينتج عن اكتمال مدة التقادم سقوط حق الدولة في المتابعة‪ ،‬وبالتالي انقضاء الدعوى‬

‫(‪ _)1‬المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ 00-00‬المؤرخ ‪ 31‬مايو ‪ 9000‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 00-00‬المؤرخ في ‪ 92‬سبتمبر‬
‫‪ 3200‬والمتضمن القانون المدني‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 13‬المؤرخ في‪ 31‬مايو ‪.9000‬‬
‫(‪ _)2‬قرار صادر يوم ‪ 24‬نوفمبر ‪ 1975‬من الغرفة الجنائية األولى في الطعن‪ ،‬رقم ‪ ،11-915‬المجلة القضائية للمحكمة‬
‫العليا‪ ،‬العدد األول سنة ‪ ،1990‬مشار إليه في جياللي بغدادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.221.‬‬
‫‪24‬‬
‫الجنائية التي تعتبر وسيلة الدولة في اقتضاء العقوبة(‪ ،)1‬ويترتب عن ذلك عدم جواز اتخاذ‬
‫أي إجراء من إجراءاتها فإذا كانت الدعوى لم يتم رفعها بعد فال يجوز رفعها‪ ،‬وأما إذا كانت‬
‫قد حركت أمام النيابة فعليها أن تصدر قرار بأال وجه إلقامة الدعوى الجنائية ألنها انقضت‬
‫بالتقادم(‪.)2‬‬
‫كما يترتب على استكمال مدة تقادم الدعوى العمومية إنتاج أثارها السابقة بالنسبة‬
‫لجميع المساهمين في الجريمة‪ ،‬إذ ال يمكن تصور القول بانقضاء الدعوى العمومية بالنسبة‬
‫ألحد المساهمين في الجريمة‪ ،‬واستم ارره بالنسبة لآلخرين‪.‬‬
‫ال يكون لتقادم الدعوى الجنائية تأثير على التكييف اإلجرامي للفعل والمسؤولية الناشئة‬
‫عنه‪ ،‬فالفعل يظل غير مشروع والمسؤولية عنه قائمة‪ ،‬ولكن ينغلق السبيل اإلجرامي إلى‬
‫تقرير ذلك واستخالص نتائجه(‪.)3‬‬
‫وفيما يخص هذا المجال جاء في أحد ق اررات المحكمة العليا ما يلي‪ ":‬تنقضي الدعوى‬
‫العمومية في مواد الجنح بالتقادم بعد مضي ثالث سنوات متى توافرت الشروط المنصوص‬
‫عليها في المادتين ‪ 2‬و ‪ 7‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.)4(".‬‬
‫تتميز قوانين التقادم بالطبيعة الموضوعية‪ ،‬فاكتمال مدة تقادم الدعوى الجنائية ينتج‬
‫عنها سقوط مسؤولية المتهم عن الجريمة المسندة إليه‪ ،‬فيجب على المحكمة إذا ما أقيمت‬
‫أمامها الدعوى الجنائية أن تقضي ببراءة المتهم‪ ،‬فقد قضت محكمة النقض تطبيقاً لذلك بأن‬
‫الحكم بسقوط الدعوى الجنائية بمضي المدة هو في الواقع وحقيقة األمر حكم صادر في‬

‫(‪ _)1‬إدوارد غالي الدهبي‪ ،‬اإلجراءات الجنائية في التشريع المصري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة غريب‪ ،‬مصر‪،1990 ،‬‬
‫ص‪.171.‬‬
‫(‪ _)2‬محمد عيد الغريب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.290-279.‬‬
‫(‪ _)3‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.121.‬‬
‫(‪ _)4‬قرار صادر يوم ‪ 20‬أفريل ‪ 1971‬من القسم الثاني للغرفة الجنائية الثانية في الطعن رقم ‪ ،220110‬مشار إليه في‬
‫جياللي بغدادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.225.‬‬
‫‪25‬‬
‫الدعوى‪ ،‬ومعناه براءة المتهم لعدم وجود وجه إلقامة الدعوى الجنائية عليه‪ ،‬وال يجوز بحال‬
‫للمحكمة االستئنافية أن تتخلى عن النظر في الموضوع وترد القضية إلى محكمة الدرجة‬
‫األولى بعد أن استنفذت هذه كل ما لها من سلطة فيها(‪.)1‬‬
‫ثانياً‪ :‬تقادم الدعوى الجنائية متعلق بالنظام العام‬
‫تقررت أحكام التقادم لحماية المصلحة العامة بغض النظر عن مصلحة المتهم‪ ،‬ومن‬
‫ثمة فهي كلها متعلقة بالنظام العام‪ .‬فعلى المحكمة أن تقضي بالتقادم من تلقاء نفسها ولو لم‬
‫يتمسك به المتهم‪ ،‬بل حتى ولو تنازل عنه وطلب السير في الدعوى‪.‬‬
‫يجوز للمتهم أن يدفع بالتقادم ولو ألول مرة أمام محكمة النقض(‪ ،)2‬شريطة أن يكون‬
‫في الحكم المطعون فيه ما يفيد صحة الدفع(‪.)3‬‬
‫وقد قضت المحكمة العليا على هذا األساس في الكثير من ق ارراتها منها‪ ":‬لما كان من‬
‫الثابت أن المتهم أفرج عنه مؤقتاً يوم ‪ 02‬سبتمبر ‪ 1921‬ومن ذلك التاريخ توقف التحقيق‬
‫ضده ولم يستأنف إال في فاتح أكتوبر ‪ 1921‬أي بعد مرور ثالث سنوات وكانت القواعد‬
‫المتعلقة هي من النظام العام تعين التصريح بانقضاء الدعوى العمومية(‪.)4‬‬
‫ثالثا‪ :‬عدم تأثير تقادم الدعوى العمومية على سير الدعوى المدنية التبعية‬

‫تقادم الدعوى الجنائية ليس له تأثير على الدعوى المدنية الناشئة عنالجريمة(‪،)5‬‬
‫فيستكشف من نص المادة ‪ 10‬من ق إ ج الجزائري أن الدعوى المدنية تخضع من حيث‬
‫التقادم ألحكام القانون المدني‪.‬‬

‫(‪ _)1‬إدوارد غالي الدهبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.171.‬‬


‫(‪ _)2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.121.‬‬
‫(‪ _)3‬محمد عيد الغريب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.291.‬‬
‫(‪ _)4‬قرار صادر يوم ‪ 20‬أفريل ‪ 1971‬من الغرفة الجنائية الثانية‪ -‬مجموعة ق اررات الغرفة الجنائية لديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ -‬صفحة ‪ ،92‬مشار إليه في جياللي بغدادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.224،225.‬‬
‫(‪ _)5‬إدوارد غالي الدهبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.172.‬‬
‫‪26‬‬
‫غير أن ما قضت به المحكمة العليا في أحد ق ارراتها ال يتوافق تماماً مع ما جاءت به‬
‫هذه المادة‪ ،‬وورد في هذا القرار ما يلي‪ ":‬تنص المادة ‪ 10‬من قانون اإلجراءات الجزائية على‬
‫أن الدعوى المدنية تتقادم وفق أحكام القانون المدني‪ .‬غير أنه يفهم من ذلك أن الدعوى‬
‫المدنية المستقلة عن الدعوى العمومية هي التي تخضع للتقادم الثالثيني‪.‬‬
‫أما الدعوى المدنية التابعة للدعوى الجزائية و الناجمة عن الجريمة فإنها تتقادم وفقاً للقواعد‬
‫المنطبقة على الدعوى العمومية"(‪.)1‬‬
‫يفهم من قرار المحكمة العليا أن الدعوى المدنية المستقلة عن الدعوى الجنائية هي التي‬
‫تخضع للتقادم الثالثيني(‪ ،)2‬أما الدعوى المدنية المرتبطة بالدعوى العمومية تخضع لنفس مدة‬
‫تقادمها‪.‬‬
‫يميل المشرع الجزائري فيما يخص مسألة تقادم الدعوى المدنية المرتبطة بالدعوى‬
‫العمومية‪ ،‬إلى الفرضية التي تفصل الدعوى المدنية عن الدعوى العمومية رغم رابطة التبعية‬
‫بينهما‪ ،‬وهذا ما يتضح من نص المادة ‪ 10‬ق إ ج والتي جاءت بكل وضوح وصراحة‪،‬‬
‫فالمشرع لو كانت له رغبة في جعل الدعوى المدنية التبعية تتقادم وفق تقادم الدعوى‬
‫العمومية المرتبطة بها لنص على ذلك صراح ًة‪.‬‬
‫لم يحسم ما جاء به المشرع الجزائري في تعديل قانون اإلجراءات الجزائية بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 22/04‬المؤرخ في ‪ 2004/12/22‬األمر بالشكل الذي كان منتظر منه‪،‬‬

‫(‪ _)1‬قرار صادر يوم ‪ 24‬يناير ‪ 1921‬من الغرفة الجنائية – نشرة القضاء لسنة ‪ -1922‬صفحة ‪ ،12‬مشار إليه في‬
‫جياللي بغدادي‪ ،‬المرجع السابق ص‪.224.‬‬
‫(‪ _)2‬التقادم الثالثيني كان ساريا وقت صدور القرار في ‪ 24‬يناير ‪ ،1921‬لكن عندما صدر القانون المدني سنة ‪ 1925‬تم‬
‫تقليص مدة التقادم إلى ‪ 15‬سنة عوض ‪ 20‬سنة التي كان منصوص عليها في القانون الفرنسي‪ ،‬الذي مدد العمل به إلى‬
‫غاية صدور القانون المدني‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫فيستخلص من نص المادة ‪ 10‬فقرة ‪ 2‬ق إ ج أنه ال يجوز رفع الدعوى المدنية أمام الجهة‬
‫القضائية الجزائية بعد انقضاء أجل تقادم الدعوى العمومية‪.‬‬
‫يجب على المشرع الجزائري أن يعيد النظر في صياغة هذه المادة بحيث يستلزم عليه‬
‫صياغتها بشكل أو على نحو يزيل كل الغموض واللبس(‪.)1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عوارض سريان تقادم الدعوى العمومية‬
‫قد يعترض سريان تقادم الدعوى العمومية أسباب أو عوائق تؤدي؛ إما إلى انقطاعه‬
‫أو إيقافه‪ ،‬ونكون بصدد انقطاع تقادم الدعوى العمومية إذا أدى السبب إلى إسقاط المدة‬
‫التي انقضت ثم احتسابها كاملة من جديد( الفرع األول)؛ أما اإليقاف فيتحقق بعائق يوقف‬
‫سير التقادم حتى إذا ما زال عاد التقادم إلى سريانه الستكمال مدته من التاريخ الذي كان قد‬
‫توقف فيه ( الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬انقطاع تقادم الدعوى العمومية‬
‫نتطرق فيه إلى كل من تعريف انقطاع تقادم الدعوى العمومية‪ ،‬واإلجراءات القاطعة‬
‫للتقادم‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف انقطاع مدة تقادم الدعوى العمومية‬

‫يقصد بانقطاع مدة التقادم ظهور سبب يمحو المدة التي مضت بحيث يتعين بعد‬

‫زوال سبب االنقطاع أن تبدأ مدة جديدة كاملة‪ ،‬فال تضاف إليها المدة التي قبله(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات القاطعة لتقادم الدعوى العمومية‬


‫يستخلص من المواد ‪ 9 ،7 ،2‬ق إ ج أن مدد تقادم الدعوى العمومية تنقطع باتخاذ‬

‫(‪ _)1‬فارس بعداش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.10_27.‬‬


‫(‪ _)2‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.121.‬‬
‫‪28‬‬
‫إجراء من إجراءات التحقيق‪ ،‬أو المتابعة(‪.)1‬‬
‫‪ -1‬إجراءات المتابعة‬
‫يقصد بإجراءات المتابعة األعمال التي تباشر بها النيابة الدعوى العمومية وهذا عن‬
‫طريق التكليف بالحضور أمام المحكمة أو الطلب االفتتاحي إلجراء التحقيق‪ ،‬كما قد تباشر‬
‫من المدعي بالحق المدني مثل التكليف المباشر بالحضور أمام المحكمة المادة ‪ 222‬مكرر‬
‫ق إ ج‪ ،‬وكذا االدعاء المدني أمام قاضي التحقيق المادة ‪ 22‬ق إ ج(‪.)2‬‬
‫وتنتج إجراءات المتابعة أثارها في انقطاع التقادم بشرط أن يكون اإلجراء في ذاته‬
‫صحيحاً‪ ،‬وتطبيقاً لذلك فإنه يقطع التقادم مثال تكليف النيابة العامة المتهم بالحضور أمام‬
‫المحكمة‪ ،‬ويقطع كذلك التقادم تحريك المدعى المدني الدعوى عن طريق االدعاء‬
‫المباشر(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬إجراءات التحقيق‪.‬‬
‫يقصد بإجراءات التحقيق تلك الصادرة من سلطة مختصة بالتحقيق التي أناط بها القانون أمر‬
‫التحقيق في الدعوى الجنائية‪ ،‬للتحقيق من ثبوت وقوع الجريمة ونسبتها إلى مرتكبها(‪.)4‬‬
‫ومن اإلجراءات التي تقطع المدة استجواب المتهم‪ ،‬سماع الشهود‪ ،‬التفتيش‪ ،‬االنتقال‬
‫إلى مكان ارتكاب الجريمة‪ ،‬األمر بالخبرة‪ ،‬واإلنابة القضائية لضباط الشرطة القضائية لسماع‬
‫الشهود‪ ،‬وكذلك الحال ألوامر قاضي التحقيق‪ ،‬وق اررات غرفة االتهام باإلحضار‪ ،‬اإليداع‪،‬‬

‫(‪ _)1‬رغم أن القانون الفرنسي يماثل نظيره الجزائري إال أنه نالحظ أن القضاء الفرنسي باإلضافة إلى اإلجراءين السابقين‬
‫الذكر أضاف إجراء أخر يتمثل في محاضر االستدالل المحررة إلثبات وقوع الجريمة وجمع األدلة عنها وفي حالة التلبس‪.‬‬
‫(‪ _)2‬عبد المالك جندي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.252.‬‬
‫(‪ _)3‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.122.‬‬
‫(‪ _)4‬محمد زكي أبو عامر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.121.‬‬
‫‪29‬‬
‫اء بإصدار أمر أو قرار بأن ال وجه للمتابعة أو‬
‫أو القبض فضال عن إجراءات التصرف سو ّ‬
‫باإلحالة إلى المحكمة(‪.)1‬‬
‫كما تعد من إجراءات التحقيق المحاضر المحررة من ضباط الشرطة القضائية‬
‫تلقائياً‪ ،‬أو بطلب من النيابة العامة‪ ،‬متى كانت المحاضر وفق الشروط المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 211‬ق إ ج‪ ،‬وهي أن تكون المحاضر صحيحة من حيث الشكل‪ ،‬وأن يكون قد حرره‬
‫واضعه أثناء مباشرة أعمال وظيفته وأورد فيه عن موضوع داخل في اختصاصه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬وقف مواعيد تقادم الدعوى العمومية‬
‫نتطرق فيه إلى كل من تعريف وقف التقادم‪ ،‬وأسباب وقف التقادم‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬تعريف وقف مدة تقادم الدعوى العمومية‬
‫يقصد بوقف مدة التقادم قيام سبب من شانه أن يمنع من سريان المدة‪ ،‬بحيث إذا زال‬
‫أضيفت المدة السابقة عليه إلى المدة الجديدة في حساب التقادم(‪.)2‬‬

‫ثانياً‪ :‬أسباب وقف تقادم الدعوى العمومية‬

‫باستقراء نص المادة ‪ 04‬ق إ ج نجد أن المشرع الجزائري لم يتناول مسألة وقف‬


‫التقادم إال في حالة استثنائية أوردها في الفقرة الثانية‪ ،‬وهو ما يتفق مع التشريع الفرنسي‬
‫فيها‪ ،‬والذي بدوره يفترض أن حكماً صدر بانقضاء الدعوى العمومية في جريمة ما وتبين‬
‫فيما بعد أن هذا الحكم مبني على تزوير أو استعمال مزور‪ ،‬وأدين مقترف هذه الجريمة‪،‬‬
‫وعندها يجوز إعادة السير في الدعوى العمومية وحينئ ًذ يتعين اعتبار التقادم موقوفاً من‬
‫اليوم الذي صار فيه الحكم أو القرار نهائياً إلى يوم إدانة المتهم بالتزوير بعد اكتشافه‪.‬‬

‫(‪ _)1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.229،227.‬‬


‫(‪ _)2‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.129.‬‬
‫‪30‬‬
‫وأمام اختالف اآلراء في الفقه الفرنسي ذهب أحدهم إلى القول بضرورة األخذ بوقف التقادم‬
‫إذا توفرت موانع قانونية ومادية‪.‬‬
‫‪-1‬الموانع القانونية‬
‫تجد الموانع القانونية علتها في اإلجراءات التي ينص عليها القانون‪ ،‬التي بموجبها‬
‫يتوقف الحل أو النظر في الدعوى الجزائية‪ ،‬و إمكانية استمرار السير فيها(‪.)1‬‬
‫ونذكر على سبيل مثال الموانع القانونية‪ ،‬وجود حصانة برلمانية البد من رفعها من طرف‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬أو وجود مسألة غير جزائية كالتزوير في محرر ينفي النسب(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬الموانع المادية‪.‬‬
‫وتتمثل هذه الموانع في تلك المرتبطة بالقوة القاهرة والتي تحول دون المتابعة أو‬
‫االستمرار في التحقيق ومثال على ذلك حالة الحروب(‪ ،)3‬أو نشوب ثورة ‪ ،‬أو حصول‬
‫اضطرابات‪ ،‬أو اعتداء مسلح(‪ ،)4‬أو كما حصل في الجزائر بتاريخ ‪ 1977/10/05‬عندما تم‬
‫حرق مقرات المحاكم والشرطة و الدرك مما أدى إلى تعذر ممارسة الدولة لسلطاتها(‪.)5‬‬

‫(‪ -)1‬فضيل العيش‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية(بين النظري و العملي)‪ ،‬مطبعة البدر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص‪.51.‬‬
‫(‪ -)2‬سليمان بارش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.91.‬‬
‫(‪ -)3‬فضيل العيش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51.‬‬
‫(‪ -)4‬محمد عيد الغريب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.225.‬‬
‫(‪ -)5‬فضيل العيش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52.‬‬
‫‪31‬‬
‫تقادم العقوبة هو انقضاء حق فرض تنفيذ العقوبة(‪ ،)1‬كما يقصد به كذلك مضي مدة‬
‫زمنية بدءاً من صدور الحكم البات وحتى تاريخ انتهاء المدة التي يحددها القانون‪ ،‬وذلك دون‬
‫أن يتم اتخاذ أي إجراء من إجراءات تنفيذ العقوبة(‪.)2‬‬
‫وقد تعرضت فكرة تقادم العقوبة إلى جدال فقهي‪ ،‬فهناك من يؤيد فكرة التقادم‪ ،‬كما يوجد‬
‫جانب أخر ينتقدها‪.‬‬
‫فاآلراء المؤيدة ترى أن الحكمة من سقوط العقوبة بمرور الزمن تكمن في نسيان المجتمع‬
‫للجريمة‪ ،‬وهذا نتيجة عدم تنفيذها‪ ،‬كما أن مرور هذه الفترة كفيل بإيالم المحكوم عليه لخوفه‬
‫الدائم من القبض عليه‪ ،‬وتنفيذ العقوبة ضده(‪.)3‬‬
‫ورغم هذا فقد تعرضت فكرة التقادم النتقادات باعتبارها تسمح للمجرمين الخطرين من‬
‫التنصل من العقاب بفعل ظروف يستغلونها‪ ،‬وهذا ما يتنافى مع تحقيق العدالة التي يرمي‬
‫إليها الجزاء الجنائي(‪.)4‬‬
‫ال يمكن القول بتقادم العقوبة دون وجود شروط وكيفيات ذلك‪ ،‬فمما ال شك فيه هو أن‬
‫تقادم العقوبة ينصب في مجمله على الحكم‪ ،‬وهذا األخير يجبأن يكون حكماً جنائياً والذي‬
‫هو ذلك القرار الصادر من سلطة الحكم لإلعالن عن إرادتها في موضوع الدعوى الجزائية‬
‫بالبراءة أو باإلدانة‪ .‬كما يجب أن يكون نهائياً وحائ اًز لقوة الشيء المقضي فيه‪ ،‬والحكم‬

‫‪)1(- GASTON Stefani , LEVASSEUR Georges, BOULOC Bernard, Droit Penal gènèral,‬‬
‫‪16eme edition, Dalloz, France, 1997, p .555.‬‬
‫(‪ _)2‬جالل ثروت‪ ،‬نظم القسم العام في قانون العقوبات( النظام القانوني الجنائي‪ ،‬نظرية الجريمة‪ ،‬نظرية المسؤولية‬
‫الجنائية‪ ،‬نظرية الج ازء الجنائي)‪ ،‬طبعة منقحة‪ ،‬دار الهدى للمطبوعات‪ ،‬مصر‪9111 ،‬ن ص‪.139.‬‬
‫(‪ _)3‬سليمان عبد المنعم‪ ،‬النظرية العامة لقانون العقوبات( دراسة مقارنة)‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪،3003 ،‬‬
‫ص‪.698.‬‬
‫(‪ _)4‬علي محمد جعفر‪ ،‬العقوبات و التدابير وأساليب تنفيذها‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المؤسسات الجامعية للدراسات و النشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ن‪ ،9166 ،‬ص‪.901.‬‬

‫‪32‬‬
‫اء العادية أو غير العادية‬
‫النهائي هو ذلك الحكم الذي استنفذ جميع طرق الطعن‪ ،‬سو ً‬
‫باستعمالها أو بغير استعمالها(‪ ،)1‬والحكم الحائز لقوة الشيء المقضي فيه يمنع منعاً باتاً على‬
‫الخصوم الذين صدر في حقهم هذا الحكم العودة إلى المناقشة في المسألة و إثارة النزاع‪،‬‬
‫حتى ولو كان ذلك بأدلة جديدة(‪ .)2‬باإلضافة إلى المدة التي تعتبر جوهر نظام التقادم فإذا لم‬
‫تتوفر فال مجال للحديث عن تقادم العقوبة‪ ،‬ويقصد بها تلك الفترة الزمنية الالحقة على‬
‫صدور الحكم الجنائي(‪.)3‬‬
‫لقد عرف نظام تقادم العقوبة طريقه إلى أغلب القوانين الوضعية‪ ،‬والتي نجد منها‬
‫القانون الجزائري الذي أقره ونظمه في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬وهذا في المواد من ‪893‬‬
‫إلى ‪.896‬‬
‫وفي الواقع إن موضوع تقادم العقوبة يطرح عدة إشكاالت واستفسارات‪ ،‬وانطالقا منها‬
‫ارتأينا معالجتها وفقا مبحثين‪ ،‬المبحث األول سنتناول فيه نطاق تقادم العقوبة‪ ،‬أما المبحث‬
‫الثاني سنخصصه لمعالجة سريان تقادم العقوبة‪.‬‬

‫(‪ _)1‬عبد العزيز سعد‪ ،‬إجراءات ممارسة الدعوى الجزائية ذات العقوبة الجنحية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومه‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،3008،‬ص‪.11.‬‬
‫(‪ _)2‬سعيد أحمد شعلة‪ ،‬قضاء النقض في المرافعات‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬مطبعة االنتصار الطباعة‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ن‪،9116،‬‬
‫ص‪.630.‬‬
‫(‪ _)3‬جالل ثروت‪ ،‬نظم اإلجراءات الجنائية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،9116 ،‬ص‪.303.‬‬
‫‪33‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نطاق تقادم العقوبة‬
‫نص المشرع الجزائري على التقادم كسبب من أسباب انقضاء العقوبة وحدد مواعيده‪ ،‬إال أنه‬
‫لم يجعله كقاعدة مطلقة‪ ،‬بل أورد استثناءات عليه‪ ،‬إذ أخضع بعض العقوبات للتقادم لكن‬
‫بمدد مختلفة عن تلك المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬كما علق بعض‬
‫العقوبات على شرط لبداية سريان التقادم فيها‪ ،‬و استثنى كذلك عقوبات معينة إذ أخضعها‬
‫لقاعدة عدم التقادم‪.‬‬
‫نقسم هذا المبحث إلى مطلبين‪ ،‬المطلب األول نتناول فيه عمومية تقادم العقوبة‪ ،‬أما‬
‫المطلب الثاني نخصصه لالستثناءات الواردة على مبدأ عمومية تقادم العقوبة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬العقوبات الخاضعة للتقادم‬
‫المبدأ العام و األصل‪ ،‬هو أن جميع العقوبات تنقضي بالتقادم وهذا على أساس أن‬
‫إجراءات تنفيذها لم تتخذ خالل المدة المحددة لذلك‪ ،‬ويستوي في ذلك العقوبات األصلية‬
‫والتكميلية‪ ،‬بحيث يظل التقسيم القائم على ضرورة التمييز بين العقوبة األصلية والتكميلية‪،‬‬
‫فهذا التقسيم يكفل بيان األحكام القانونية المختلفة لكل منهما(‪ .)1‬وعليه سنقسم هذا المطلب‬
‫إلى العقوبات األصلية( الفرع األول)‪ ،‬العقوبات التكميلية( الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬العقوبات األصلية‬
‫تنص المادة ‪ 01‬من قانون العقوبات الجزائري المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪33_08‬‬
‫المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 3008‬على‪ ":‬العقوبات األصلية في مادة الجنايات هي‪:‬‬
‫‪ _9‬اإلعدام‪،‬‬
‫‪ _3‬السجن المؤبد‪،‬‬
‫‪ _3‬السجن المؤقت لمدة تتراوح بين خمسة سنوات(‪ )01‬وعشرين(‪ )30‬سنة‪.‬‬

‫(‪ _)1‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري( القسم العام)‪ ،‬الجزء الثاني( الجزاء الجنائي)‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،3006 ،‬ص‪.139.‬‬
‫‪34‬‬
‫العقوبات األصلية في مادة الجنح‪:‬‬
‫‪ _ 9‬الحبس مدة تتجاوز شهرين إلى خمس سنوات ما عدا الحاالت التي يقررها فيها القانون‬
‫حدود أخرى‪،‬‬
‫‪ _3‬الغرامة التي تتجاوز ‪ 300000‬دج‪،‬‬
‫العقوبات األصلية في مادة المخالفات‪:‬‬
‫‪ _9‬الحبس من يوم واحد على األقل إلى شهرين على األكثر‪،‬‬
‫‪ _3‬الغرامة من ‪ 30000‬دج إلى ‪300000‬دج‪،‬‬
‫وبمراجعة المادة السالفة الذكر يتضح أن العقوبات األصلية هي اإلعدام‪ ،‬العقوبات‬
‫السالبة الحرية( السجن المؤبد والمؤقت‪ ،‬الحبس)‪ ،‬والغرامة‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬اإلعدام‬
‫ترجع عقوبة اإلعدام في جذورها التاريخية إلى المجتمعات القديمة‪ ،‬حيث اعتبرت‬
‫الوسيلة الفضلى القتالع جذور الجريمة‪ ،‬واقترنت عقوبة اإلعدام في تلك المجتمعات بأساليب‬
‫التعذيب الجسدي في تنفيذها(‪.)1‬‬
‫وتعرف على أنها إزهاق روح المحكوم عليه و إنهاء حياته(‪ ،)2‬ووظيفتها العليا هي‬
‫اإلستأصال‪ ،‬فهي تقضي على المجرمين الخطرين(‪.)3‬‬
‫لقد نص المشرع الجزائري على عقوبة اإلعدام في عدة مواد من قانون العقوبات‪ ،‬وهذا‬
‫لمواجهة أخطر الجرائم و أشدها نجد ذلك في مواجهة الجرائم الخاصة بأمن الدولة كجرائم‬

‫(‪ _)1‬علي محمد جعفر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.32.‬‬


‫(‪ _)2‬محمد صبحي نجم‪ ،‬أصول علم اإلجرام وعلم العقاب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع واإلعالن‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ 3002‬ص‪.731.‬‬
‫(‪ _)3‬لحسن بن الشيخ‪ ،‬مبادئ القانون الجزائي العام‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،3003 ،‬ص‪.751.‬‬
‫‪35‬‬
‫الخيانة والتجسس( المواد ‪ 80‬إلى ‪ ،)81‬واالعتداءات والمؤامرات ضد سلطة الدولة وسالمة‬
‫أرض الوطن المواد ‪ 66‬إلى ‪ 69‬وغيرها(‪.)1‬‬
‫ثانياً‪ :‬عقوبة سلب الحرية‬
‫إن فكرة معاقبة الناس بسلب حريتهم قديمة(‪ ،)2‬والمشرع الجزائري نص على العقوبات‬
‫السالبة للحرية في قانون العقوبات‪ ،‬وهي كالتالي ‪ :‬عقوبة السجن المؤبد‪ ،‬وعقوبة السجن‬
‫المؤقت وهما تقابالن الجناية‪ ،‬عقوبة الحبس والتي هي عقوبة الجنحة أو المخالفة‪ ،‬لكن هذه‬
‫العقوبات تتماثل في كونها تقوم على سلب حرية المحكوم عليه طوال المدة المحكوم بها(‪.)3‬‬
‫إن الهدف من العقوبات السالبة للحرية كان قديماً هو الزجر والردع‪ ،‬أما حديثاً فإن‬
‫الهدف من ورائها إصالح المجرم واعادة تأهيله اجتماعيا‪ ،‬وهذا ما جاءت به ديباجة األمر‬
‫رقم ‪ 03/63‬المؤرخ في ‪ 9163/03/90‬و المتضمن قانون تنظيم السجون و إعادة التربية‬
‫بنصها‪ ":‬العقوبة المانعة للحرية تستهدف أساساً إصالح المحكوم عليهم و إعادة تربيتهم‬
‫وتكييفهم االجتماعي"(‪.)4‬‬
‫ثالثاً‪ :‬عقوبة الغرامة‬
‫الغرامة هي عقوبة أصلية في مواد الجنح و المخالفات(‪ ،)5‬وتعني التزام المحكوم عليه‬
‫بأن يدفع إلى خزينة الدولة المبالغ المقررة في الحكم(‪.)6‬‬
‫وبوصفها عقوبة تتمتع الغرامات الجنائية بخصائص العقوبات التي تتمثل في أنها‪:‬‬
‫ال بمبدأ شرعية الجرائم‬
‫ويحددها القانون عم ً‬ ‫يحكم بها القاضي الجنائي‪ ،‬ينص عليها‬

‫(‪ _)1‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.924.‬‬


‫(‪ _)2‬بن الشيخ لحسن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.754.‬‬
‫(‪ _)3‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.999.‬‬
‫(‪ _)4‬األمر رقم ‪ 3_13‬المؤرخ في ‪ 70‬فبراير ‪ 7413‬يتضمن قانون تنظيم السجون و إعادة تربية المساجين‪ ،‬ج ر‪.‬ج ج‬
‫عدد ‪ 749‬الموافق ‪ 1‬محرم ‪.7243‬‬
‫(‪ _)5‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.923.‬‬
‫(‪ _)6‬علي محمد جعفر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11.‬‬
‫‪36‬‬
‫والعقوبات‪ ،‬وتراعي قاعدة عدم رجعية القانون إال ما كان أقل شدة ‪ ،‬تراعي مبدأ الشخصية‬
‫فال يحكم بها على المسؤول المدني أو ورثة الجاني‪ ،‬ال تجري عليها المصالحة‪ ،‬وال يجوز‬
‫ألحد أن يتنازل عنها‪ ،‬وتخضع الغرامة الجنائية لوقف التنفيذ‪ ،‬للعفو الشامل‪ ،‬للعفو عن‬
‫العقوبة‪ ،‬وللتقادم الجنائي(‪.)1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات التكميلية‬
‫لقد تم إلغاء العقوبات التبعية إثر تعديل قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬فقام المشرع‬
‫الجزائري بضم العقوبات التبعية إلى العقوبات التكميلية‪ ،‬ونص عليها في المادة ‪ 01‬المعدلة‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 33_08‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 3008‬والمتضمن قانون العقوبات‪ ،‬وقد‬
‫تم تحديد العقوبات التكميلية وهذا في المواد الالحقة وهذا من المادة التاسعة مكرر إلى المادة‬
‫‪ 96‬من التعديل‪.‬‬
‫العقوبات التكميلية ترتبط بالعقوبات األصلية‪ ،‬إذ يجوز للمحكمة أن تحكم بها إلى‬
‫جانب العقوبات األصلية في بعض الجرائم التي بينها القانون‪ ،‬فيجب أن ينطق بها القاضي‬
‫للقول بوجودها(‪.)2‬‬
‫تتمثل العقوبات التكميلية حسب المادة ‪ 01‬ق ع في‪:‬‬
‫‪ _9‬الحجز القانوني‪،‬‬
‫‪ _3‬الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية والمدنية‪ ،‬والعائلية‪،‬‬
‫‪ _3‬تحديد اإلقامة‪،‬‬
‫‪ _1‬المنع من اإلقامة‪،‬‬
‫‪ _1‬المصادرة الجزئية لألموال‪،‬‬
‫‪ _8‬المنع من ممارسة مهنة أو نشاط‪،‬‬

‫(‪ _)1‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.183.‬‬


‫(‪ _)2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.166.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ _6‬إغالق المؤسسة‪،‬‬
‫‪ _6‬اإلقصاء من الصفقات العمومية‪،‬‬
‫‪ _1‬الحظر من إصدار الشيكات و‪/‬أو استعمال بطاقات الدفع‪،‬‬
‫‪ _90‬تعليق أو سحب رخصة السياقة أو إلغاؤها مع المنع من استصدار رخصة جديدة‪،‬‬
‫‪ _99‬سحب جواز السفر‪،‬‬
‫‪ _93‬نشر أو تعليق حكم اإلدانة‪،‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االستثناءات الواردة على تقادم العقوبة‬
‫األصل أن جميع العقوبات تنقضي بالتقادم طبقاً لنصوص المواد ‪ 891،891،893‬ق‬
‫إ ج‪ ،‬لكن المشرع الجزائري أورد استثناءات بخصوصبعض العقوبات التي قضي بها في‬
‫جرائم معينة نظ اًر لخطورتها وطابعها اإلجرامي الخاص(‪ ،)1‬فجعل بعض أنواع العقوبات‬
‫تخضع ألحكام أخرى فوضع لها شرط لبداية التقادم فيها ‪ ،‬وهناك كذلك أنواع من العقوبات‬
‫جعل لها مدد أخرى تختلف عن األصل ( ‪ 30‬سنة في الجنايات‪ 01 ،‬في الجنح‪ 03 ،‬في‬
‫المخالفات)‪ ،‬كما نجد أنه أخرج جرائم معينة من نطاق التقادم‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬العقوبات الخاضعة ألحكام أخرى خالف األصل‬
‫نتناول فيه العقوبات المتوقفة على شرط من أجل التقادم‪ ،‬وتلك التي قرر لها القانون‬
‫مدد أخرى‪.‬‬
‫أوالُ‪ :‬العقوبات التي ُحدد لها مدد أخرى‬
‫نظم المشرع إجراءات تقادم العقوبة الضريبية كالتالي‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 993‬من قانون اإلجراءات الجبائية فيما يخص الرسوم على رقم األعمال‬
‫على‪ ":‬تخضع للتقادم العقوبات الواردة في الق اررات و األحكام الصادرة بمرور أربعة سنوات‬
‫كاملة‪ ،‬اعتبا اًر من تاريخ القرار أو الحكم الصادر نهائياً وبالنسبة للعقوبات التي أقرتها‬

‫)‪ _(1‬عبد القادر ميراوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.36.‬‬


‫‪38‬‬
‫المحاكم المختصة في مادة قمع المخالفات اعتبا اًر من اليوم الذي اكتسبت فيه قوة الشيء‬
‫المقضي به"‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 913‬من نفس القانون بالنسبة للضرائب الغير المباشرة‪ ":‬تخضع‬
‫العقوبات الواردة في الق اررات و األحكام للتقادم بمرور خمس سنوات كاملة من تاريخ القرار‬
‫أو الحكم الصادر بصفة نهائية وبالنسبة للعقوبات الصادرة عن المحاكم ابتداء من يوم‬
‫اكتساب األحكام حجية الشيء المقضي به"(‪.)1‬‬
‫نص المشرع الجزائري على تقادم العقوبات في الجنح في نص المادة ‪ 891‬ق إ ج‪،‬‬
‫إذ تضمن الشطر الثاني من هذه المادة حكم ًا ممي اًز فيما يخص تقادم الجنحة وهذا عندما‬
‫نصت على أنه إذا كانت مدة العقوبة تزيد عن خمسة سنوات فإن مدة التقادم تكون مساوية‬
‫لمدة العقوبة(‪.)2‬‬
‫ثانياً‪ :‬العقوبات المتوقفة على شرط من أجل سريان التقادم‬
‫تنص المادة ‪ 331‬من قانون القضاء العسكري‪ ":‬تتقادم العقوبات الصادرة عن المحاكم‬
‫العسكرية تبعاً للميزات المنصوص عليها في المادة ‪ 893‬وما يليها من قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية مع مراعاة التحفظات الواردة بعده‪".‬‬
‫إن المشرع الجزائري حسب نص هذه المادة أحال تطبيق القواعد العامة السارية‬
‫المفعول على تقادم العقوبات بالنسبة للعقوبات العسكرية‪.‬‬
‫لكن المشرع الجزائري‪ ،‬أورد استثناءات على هذه المادة وهو ما جاء به نص‬
‫المادة ‪ 338‬قانون القضاء العسكري‪ ":‬إن تقادم العقوبات الصادرة عن العصيان أو الفرار‬

‫)‪ _(1‬قانون رقم ‪ 37_07‬مؤرخ في ‪ 33‬ديسمبر ‪ 3007‬يتضمن قانون المالية سنة ‪ ،3003‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪14‬مؤرخ في‬
‫‪ 32‬ديسمبر ‪.3003‬‬
‫(‪ _)2‬تنص المادة ‪ 279‬ق إ ج على‪ ":‬تتقادم العقوبات الصادرة بقرار أو حكم يتعلق بموضوع الجنح بعد مضي خمس‬
‫ابتداء من التاريخ الذي يصبح فيه هذا القرار أو الحكم نهائياً‪.‬‬
‫ً‬ ‫سنوات كاملة‬
‫غير أنه إذا كانت عقوبة الحبس المقضي بها تزيد على الخمس سنوات فإن مدة التقادم تكون مساوية لهذه المدة‪".‬‬
‫‪39‬‬
‫ال يسري إال ابتداء من اليوم الذي يبلغ فيه العاصي أو الفار سن الخمسين"‪.‬‬
‫المشرع وضع شرط بلوغ العاصي أو الفار سن الخمسين ليبدأ سريان تقادم العقوبات‬
‫الصادرة عن الفرار أو العصيان‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات التي ال تخضع للتقادم‬
‫أخضع المشرع الجزائري عدة عقوبات لعدم تقادم العقوبة‪ ،‬وقد نص عليها في قوانين‬
‫مختلفة‪ ،‬منها قانون اإلجراءات الجزائية وهذا في المادة ‪ 893‬مكرر باإلضافة إلى قانون‬
‫الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬وقانون مكافحة التهريب وتتمثل في‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عقوبة الجرائم الموصوفة بأفعال إرهابية‬
‫التشريعات لم تضع تعريف موحد جامع ومانع لإلرهاب أو للجريمة اإلرهابية على حد‬
‫سواء(‪ ،)1‬ويبقى فقط الفقه في محاوالته الجادة إلعطاء مفهوم للظاهرة فعرفه على أنه‪ :‬عمل‬
‫من األعمال اإلجرامية الموجهة ضد الدولة والتي في هدفها أو من طبيعتها إثارة الرعب لدى‬
‫األفراد أو في مجموعات من األفراد أو العامة وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع الجزائري‬
‫طبقطابع القسوة وعدم تقادم العقوبة المطبقة على مرتكب هذه األفعال رغبةً منه في توفير‬
‫أكبر قدر من الحماية(‪.)2‬‬
‫ثانياً‪ :‬عقوبة الجريمة العابرة للحدود الوطنية‬
‫رغم النمو واالنتشار الذي تشهده الجريمة المنظمة فال يوجد تعريف متفق عليه‬

‫(‪ _)1‬شروانة نوال‪ ،‬بوقندورة نضيرة‪ ،‬المعالجة القانونية لظاهرة اإلرهابية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة العليا‬
‫للقضاء‪ ،3006 ،‬ص‪.9.‬‬
‫(‪ _)2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.3،9.‬‬
‫‪40‬‬
‫ومقبول لها من كل دول العالم(‪.)1‬‬
‫لقد عرفها المؤتمر الخامس لمكافحة الجريمة ومعاملة المدنيين لألمم المتحدة المنعقد‬
‫في جنيف عام ‪ 9161‬على أنها‪ ":‬أن الجريمة المنظمة تتضمن نشاطاً إجرامياً معقداً‪ ،‬وعلى‬
‫نطاق واسع تنفذه مجموعات من األشخاص على درجة من التنظيم‪ ،‬وتهدف إلى تحقيق ثراء‬
‫المشتركين فيها على حساب المجتمع وأفراده‪ ،‬وهي غالباً ما تتم عن طريق اإلهمال التام‬
‫للقانون‪ ،‬وتتضمن جرائم تهدد األشخاص‪ ،‬وتكون مرتبطة في بعض األحيان بالفساد‬
‫السياسي(‪.)2‬‬
‫ثالثاً‪ :‬عقوبة جريمة الرشوة‬
‫لم يعطي المشرع الجزائري على غرار كثير من التشريعات األخرى تعريفاً لجريمة‬
‫الرشوة‪ ،‬بل اكتفى بالتنصيص عليها مبيناً صفة الجاني فيها و األفعال التي تتم بها‬
‫الجريمة(‪.)3‬‬
‫تُعرف الرشوة بوجه عام على أنها االتجار بأعمال الوظيفة أو الخدمة العامة أو‬
‫استغاللها‪ ،‬بأن يطلب الجاني أو يقبل أو يجعل على عطية أو وعد أو أية منفعة أخرى ألداء‬
‫عمل من أعمال وظيفته أو االمتناع عنها(‪.)4‬‬
‫تقتضي جريمة الرشوة وجود طرفين هما الراشي والمرتشي‪ ،‬وقد يتوسط بينهما شخصثالث‬
‫والذي سماه القانون بالوسيط‪.‬‬
‫و المشرع الجزائري أخضع عقوبة جريمة الرشوة إلى عدم تقادم العقوبة فيها‪.‬‬

‫(‪ _)1‬صباح مريوة‪ ،‬التعاون العربي في مكافحة اإلجرام المنظم العابر لألقطاب‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة سعد البليدة‪،‬‬
‫‪ ،3002‬ص‪.72.‬‬
‫(‪ _)2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.96،98.‬‬
‫(‪ _)3‬خديجة عميور‪ ،‬جرائم الفساد في القطاع الخاص في التشريع الجنائي الجزائري‪ ،‬مذكرة الماجستير جامعة قاصدي‬
‫مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،3093 ،‬ص‪.90.‬‬
‫(‪ _)4‬عادل مستاري‪ ،‬جريمة الرشوة السلبية( الموظف العام) في ظل قانون ‪ 09_08‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪،‬‬
‫مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬ص‪.988.‬‬
‫‪41‬‬
‫رابعاً‪ :‬عقوبة جريمة االختالس‬
‫تنص المادة ‪11‬من القانون رقم ‪ 09_08‬المؤرخ في ‪ 30‬فبراير سنة ‪ ،3008‬المتعلق‬
‫بالوقاية من الفساد ومكافحته على انه‪ ":‬دون اإلخالل باألحكام المنصوص عليها في قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ال تتقادم الدعوى العمومية وال العقوبة بالنسبة للجرائم المنصوص عليها‬
‫في هذا القانون‪ ،‬في حالة ما إذا تم تحويل عائدات الجريمة إلى خارج الوطن‪"...‬‬
‫ومنه نجد أن المشرع الجزائري جعل جريمة االختالس ال تتقادم فيها العقوبة في حالة‬
‫ما إذا تم تحويل عائداتها إلى خارج الوطن‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬العقوبات العسكرية‬
‫فالجريمة العسكرية هي إخالل بالقواعد التي يفرضها قانون العقوبات العسكرية(‬
‫ويسمى في الجزائر قانون القضاء العسكري) من قبل األشخاص الخاضعين لهذا القانون(‪.)1‬‬
‫تنص المادة ‪ 338‬فقرة ‪ 3‬من قانون القضاء العسكري على‪...":‬بيد أن العقوبات ال‬
‫تتقادم عندما يكون الحكم الغيابي صاد اًر عن الجرائم المشار إليها في المواد ‪ 381‬و ‪388‬‬
‫و‪ 386‬أو عندما يلجأ فار أو عاص إلى بلد أجنبي ويبقى فيه زمن الحرب ليتخلص من‬
‫التزاماته العسكرية‪".‬‬
‫المادة ‪ 381‬تنص على جريمة الفرار مع عصابة مسلحة‪.‬‬
‫و المادة ‪ 388‬و ‪ 386‬تنص على جريمة الفرار إلى العدو أو أمام العدو‪.‬‬
‫بحيث أن العقوبات الصادرة على هذه الجرائم ال تخضع للتقادم‪.‬‬
‫سادساُ‪ :‬عقوبة الجرائم الواردة في القانون المتعلق بمكافحة التهريب‬
‫أخضعت المادة ‪ 31‬من قانون مكافحة التهريب الجرائم المنصوص عليها في المواد‬

‫(‪ _)1‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري القسم العام‪ ،‬الجزء األول( الجريمة)‪،‬د‪.‬ط‪ ،‬ديوان المطبوعات‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،3006 ،‬ص‪.310.‬‬
‫‪42‬‬
‫من ‪ 90‬إلى ‪ 91‬إلى نفس القواعد اإلجرائية المعمول بها في مجال الجريمة المنظمة العابرة‬
‫للحدود الوطنية(‪.)1‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 893‬مكرر من ق إ ج نجد أن العقوبات المحكوم بها في‬
‫الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية ال تخضع للتقادم‪ ،‬وبالتالي عدم خضوع العقوبات‬
‫الصادرة في الجرائم المنصوص عليها في المواد من ‪ 90‬إلى ‪ 91‬من قانون التهريب لتقادم‬
‫العقوبة‪.‬‬

‫(‪ _)1‬المادة ‪31‬من األمر رقم ‪ 08_01‬المؤرخ في ‪ 33‬غشت ‪ 3001‬والمتعلق بمكافحة التهريب‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪11‬‬
‫المؤرخ في ‪ 36‬غشت ‪.3001‬‬
‫‪43‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬سريان أجال تقادم العقوبة‬
‫لما كانت العقوبة تنقضي بالتقادم أقر لها المشرع إجراءات خاصة‪ ،‬ونص المشرع‬
‫الجزائري على مدد التقادم وكيفية احتسابها وسريانها‪ ،‬وجعل المدد تختلف باختالف نوع‬
‫العقوبة المحكوم بها(جنائية‪ ،‬جنحية‪ ،‬أو عقوبة المخالفة)‪ ،‬فانقضاء مدة التقادم يترتب عليه‬
‫أثار‪ ،‬ولكن قد يط أر سبب يؤدي إلى انقطاع التقادم أو وقفه‪ ،‬فسريان تقادم العقوبة يطرح عدة‬
‫استفسارات ارتأينا لمعالجته وفق مطلبين‪ ،‬المطلب األول نتناول فيه أجال تقادم العقوبة‪ ،‬أما‬
‫الثاني فنخصصه لعوارض سريان أجال التقادم‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أجال تقادم العقوبة‬
‫حدد المشرع الجزائري مدد تقادم العقوبة وجعلها تختلف باختالف العقوبة المحكوم بها‬
‫ما إذا كانت جنائية أو جنحية أو عقوبة المخالفة‪ ،‬كما جعل مبدأ لحساب مدة التقادم وهو‬
‫من وقت صيرورة الحكم نهائياً‪ .‬وان مدة تقادم العقوبة إذا ما بدأت بالسريان فذلك يستلزم‬
‫بالضرورة انتهائها حتى ترتب أثارها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تحديد أجال تقادم العقوبة‬
‫تم النص على المدد المقررة لتقادم العقوبات في المواد ‪ 893‬إلى ‪ 891‬ق إ ج إذ‬
‫أخضعها المشرع لمبدأ التدرج (جناية‪ ،‬جنحة‪ ،‬مخالفة)‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬الجنايات‬
‫لقد صنف المشرع الجزائري في ق إ ج مدة التقادم في الجريمة بحسب نوعها‬
‫وخطورتها ففي الجنايات تتقادم العقوبة بمضي ‪ 30‬سنة كاملة من التاريخ الذي يصبح الحكم‬
‫نهائياً (المادة ‪ 893‬ق إ ج)‪ ،‬وتسري هذه المدة على جميع العقوبات المقررة للجنايات سواء‬
‫العقوبة المؤبدة‪ ،‬اإلعدام‪ ،‬السجن المؤقت(‪.)1‬‬

‫(‪ _)1‬فضيل العيش‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية بين النظري و العملي(مع أخر التعديالت طبعة منقحة ومعدلة)‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫الجزائري‪ ،‬د‪.‬س‪ ،‬ص‪.66.‬‬
‫‪44‬‬
‫ثانياً‪ :‬الجنح‬
‫يستكشف من نص المادة ‪ 891‬ق إ ج أن مدة التقادم التي قررها المشرع الجزائري‬
‫في حالة العقوبات الجنحية هي بمرور خمسة سنوات كاملة ابتداء من التاريخ الذي يصبح‬
‫فيه القرار أو الحكم الذي صدرت بموجبه العقوبة نهائياً‪ ،‬أما فيما يخص العقوبات المحكوم‬
‫بها في مواد الجنح و التي تزيد مدتها عن خمس سنوات‪ ،‬ففي هذه الحالة فإن مدة تقادم‬
‫تكون مساوية للمدة المحكوم بها أي العقوبة المقررة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬المخالفات‬
‫تتقادم العقوبات الصادرة بقرار أو بحكم في مواد المخالفات بمضي سنتين من التاريخ‬
‫الذي يصبح فيه هذا القرار أو الحكم نهائياً‪ ،‬وهذا طبقاً لنص المادة ‪ 891‬منق إ ج‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬كيفية احتساب أجال تقادم العقوبة‬
‫سريان التقادم بالنسبة للعقوبة المقضي بها يتعلق بصدور الحكم من حيث هو حكم‬
‫حضوري‪ ،‬أو غيابي فال عقوبة بدون حكم‪ ،‬وعلى هذا األساس تم احتساب سريان التقادم من‬
‫تاريخ صدور الحكم أو القرار الصادر بالعقوبة‪ ،‬والتي استنفذت كل طرق الطعن العادية‬
‫وغير العادية‪ ،‬باستعمالها أو بعدم استعمالها‪ .‬وبداية سريان التقادم يختلف ما إذا كان الحكم‬
‫حضوري أو غيابي‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬الحكم الحضوري‬
‫يكون الحكم حضوري إذا حضر المتهم الجلسات التي تتم فيها المرافعات(‪.)1‬والمتهم في‬
‫المجال الجزائي يحضر بشخصه فالقانون الجزائري ال يجيز الحضور التمثيلي للمتهم‪ ،‬إال في‬
‫حالة واحدة وهي إذا كانت التهمة تشكل مخالفة يعاقب عليها القانون بالغرامة المالية فقط‪،‬‬

‫(‪ _)1‬عبد الرحمان خلفي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.339.‬‬


‫‪45‬‬
‫وهذا ما تم النص عليه في المادة ‪ 106‬فقرة ‪ 3‬من ق إ ج‪.‬‬
‫غير أنه أجازت المادة ‪ 310‬من ق إ ج للمحكمة في حالة عدم تمكن المتهم من‬
‫الحضور أن تتخذ إجراءات حددتها بنصها‪ ":‬إذا كانت حالة المتهم الصحية ال تمكنه من‬
‫الحضور أمام المحكمة ووجدت أسباب خطيرة لعدم تأجيل القضية أمرت المحكمة بقرار‬
‫خاص ومسبب باستجواب المتهم بمسكنه عند االقتضاء بحضور وكيله‪ ،‬أو بمؤسسة إعادة‬
‫التربية التي يكون بها‪ ،‬وذلك بواسطة قاضي منتدب لهذا الغرض مصحوباً بكاتب الضبط‬
‫ويحرر محضر بهذا االستجواب الذي تأمر به المحكمة‪.‬‬
‫وتؤجل القضية بتاريخ محدد ألقرب جلسة مناسبة ويتعين استدعاء المتهم لحضورها‪.‬‬
‫وفي جميع هذه األحوال يكون الحكم على المتهم حضورياً‪.‬‬
‫ويجوز أن يوكل عنه محامياً يمثله‪".‬‬
‫كما حددت المادة ‪ 316‬ق إ ج شروط التي يجب توفرها حتىيكون الحكم حضوري‬
‫بنصها‪ ":‬يكون الحكم حضورياً على المتهم الطليق‪:‬‬
‫‪ _9‬الذي يجيب على نداء اسمه ويغادر باختياره قاعة الجلسة‪.‬‬
‫‪ _3‬الذي رغم حضوره بالجلسة يرفض اإلجابة أو يقرر التخلف عن الحضور‪.‬‬
‫‪ _3‬الذي بعد حضوره بإحدى الجلسات األولى يمتنع باختياره عن الحضور بالجلسات التي‬
‫تؤجل إليها الدعوى أو بجلسة الحكم‪".‬‬
‫وفي الجنح والمخالفات إذا كان الحكم الصادر بالعقوبة حضورياً ونهائياً فإن مدة‬

‫التقادم تسري من تاريخ صدور الحكم النهائي‪ ،‬واذا كان الحكم حضورياً وابتدائياً أي قابالً‬
‫لالستئناف فإن مدة التقادم تسري من تاريخ انقضاء ميعاد االستئناف(‪.)1‬‬
‫ثانياً‪ :‬الحكم الغيابي‬
‫يكون الحكم غيابياً إذا تخلف المتهم عن حضور الجلسات التي تتم فيها المرافعات‪.‬‬

‫(‪ _)1‬عبد المالك جندي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.360.‬‬


‫‪46‬‬
‫واألحكام الغيابية تكون في حالتين هما‪:‬‬
‫إذا تغيب المتهم عن الحضور إلى الجلسة ولم يتأكد اتصاله بالتكليف بالحضور(‬
‫االستدعاء)‪.‬‬
‫إذا تغيب المتهم عن الحضور إلى الجلسة وتأكد اتصاله بالتكليف بالحضور شخصياً‪ ،‬ولكنه‬
‫ال للمحكمة(‪.)1‬‬
‫قدم عذ اًر مقبو ً‬
‫إذا كان الحكم الصادر بالعقوبة في مواد الجنح والمخالفات غيابياً‪ ،‬فإذا كان قد بلغ‬
‫للمحكوم عليه وكان صاد اًر من محكمة ثاني درجة فال تبتدئ مدة التقادم إال من الوقت الذي‬
‫تصبح المعارضة غير مقبولة‪.‬‬
‫واذا كان صاد اًر من محكمة أول درجة فال تسري مدة التقادم إال من بعد انقضاء‬
‫ميعاد المعارضة و االستئناف معاً‪.‬‬
‫أما إذا كان الحكم الغيابي لم يعلن للمحكوم عليه فإن مفهوم القانون أن ال عقوبة‬
‫نهائية في هذه الصورة يمكن القول بسقوطها بالتقادم‪ ،‬بل أن صدور الحكم الغيابي‪ ،‬ال يكون‬
‫له من أثر سوى قطع المدة الالزمة لسقوط الحق في رفع الدعوى العمومية‪ ،‬وتعود فتبدأ من‬
‫تاريخه مدة التقادم الالزمة لسقوط الحق في إقامة تلك الدعوى(‪.)2‬‬
‫إذا كان الحكم الصادر من محكمة الجنايات غيابياً فإن مدة التقادم تسري من تاريخ‬
‫صدوره بالرغم من أن هذا الحكم ليس نهائي‪ ،‬ويبرر ذلك على أال يكون وضع المحكوم عليه‬
‫الهارب الذي يصدر ضده الحكم غيابي أفضل من المحكوم عليه الذي يحضر‪ ،‬ويصدر‬
‫الحكم ضده وجاهياً(‪ ،)3‬وهذا ما نصت عليه المادة‪ 338‬ق إ ج‪ ":‬إذا تقدم المحكوم عليه‬
‫المتخلف غيابياً وسلم نفسه للسجن أو إذا قبض عليه قبل انقضاء العقوبة المقضي عليه بها‬
‫بالتقادم‪".‬‬

‫(‪ _)1‬عبد الرحمان خلفي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.333،339.‬‬


‫(‪ _)2‬عبد المالك جندي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.360.‬‬
‫(‪ _)3‬عبد القادر ميراوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.20.‬‬
‫‪47‬‬
‫وكذلك نص المادة ‪ 898‬ق إ ج‪ ":‬ال يجوز أن يتقدم المحكوم عليهم غيابياً أو بسبب‬
‫تخلفهم عن الحضور إذا ما تقادمت عقوبتهم إلعادة المحاكمة‪".‬‬
‫لقد جعل المشرع المصري مدة تقادم العقوبة عند فرار المحكوم عليه بعد أن يكون قد‬
‫نفذ جزءاً منها فوضع لها حكماً خاصاً‪ ،‬وهو أن المحكوم عليه الذي نفذ جزءاً من عقوبته ثم‬
‫فر فيبدأ حساب مدة التقادم من يوم ف ارره ‪ ،‬وتنقص من مدة التقادم نصف مدة العقوبة التي‬
‫نفذت‪ ،‬فإذا كان حكم عليه ب ‪ 91‬سنة سجناً ثم فر بعد أن خضع لتنفيذ ‪ 90‬سنوات فتنقضي‬
‫منه نصف المدة التي نفذها وهي خمسة سنوات بدل ‪ 30‬سنة المقررة للجنايات(‪.)1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أثار انتهاء أجال تقادم العقوبة‬
‫يترتب على انتهاء المدة المقررة لتقادم العقوبة أثاران وهما‪ ،‬تقادم العقوبة من النظام‬
‫العام‪ ،‬أثر التقادم في مواجهة المحكوم عليه‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬التقادم من النظام العام‬
‫قضت المحكمة العليا بأن‪ ":‬تقادم العقوبات من النظام العام على كافة القضاة‬
‫المكلفين بتنفيذ العقوبات مراعاته‪ ،‬و األمر كذلك بالنسبة لكافة األقضية المكلفة بالحكم‪،‬‬
‫و الذي يمكن التمسك به في أي حالة تكون عليه الدعوى كما يمكن إثارته تلقائياً‪.)2(".‬‬
‫وعليه يتضح لنا أن تقادم العقوبة من النظام العام الذي يمكن إثارته في أية مرحلة‬
‫كانت عليها الدعوى‪ ،‬بحيث يمكن الدفع به ألول مرة أمام المحكمة العليا‪ ،‬كما يمكن‬
‫للمحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها حتى ولو لم يثره أطراف الخصومة‪.‬‬
‫كما أنه ال يمكن للمحكوم عليه رفضه أو التنازل عنه‪ ،‬وال يجوز للمحكمة التنازل‬

‫(‪ _)1‬عبد القادر ميراوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.27.‬‬


‫(‪ _)2‬ملف رقم ‪ 611‬بتاريخ ‪ 9160/93/98‬مجموعة ق اررات الغرفة الجنائية سنة ‪ 9161‬ص‪،31،33.‬مشار إليه د‪ .‬عبد‬
‫اهلل سليمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.130.‬‬
‫‪48‬‬
‫عنه‪ ،‬ومن واجب المحكمة أن تقرره من تلقاء نفسها إذا تحققت من توافر شروطه(‪.)1‬‬
‫ثانياً‪ :‬أثر تقادم العقوبة في مواجهة المحكوم عليه‬
‫يترتب على اكتمال مدة تقادم العقوبة‪ ،‬عدم جواز متابعة المتهم‪ ،‬أو القبض عليه أو‬
‫اتخاذ أي إج ارء ضده فيما يتعلق بالعقوبة التي سار عليها التقادم من طرف الضبطية‬
‫القضائية‪ ،‬ألن حق الدولة في توقيع العقاب قد انقضى بقوة القانون(‪ ،)2‬و عليه فإن تقادم‬
‫العقوبة يمنع من تنفيذ الحكم الذي قضى بها ولكنه ال يمحوه بل يبقى الحكم قائماً مع كل‬
‫أثاره القانونية‪ ،‬و ذلك ألن المحكوم عليه الذي فر من تنفيذ العقوبة ال يمكن تصوره أحسن‬
‫حاالً ممن خضع للحكم ونفذت فيه العقوبة(‪.)3‬‬
‫وعلى هذا األساس نصت المادة ‪ 893‬فقرة ‪3‬و‪ 3‬ق إ ج على‪ ":‬و يخضع المحكوم‬
‫عليه الذي تقادمت عقوبته بقوة القانون طيلة مدة حياته لحظر اإلقامة في نطاق إقليم الوالية‬
‫التي يقيم بها المجني عليه في الجناية أو ورثته المباشرون‪.‬‬
‫كما يخضع المحكوم عليه بعقوبة مؤبدة إذا تقادمت عقوبته بقوة القانون لحظر اإلقامة مدة‬
‫خمس سنوات من تاريخ اكتمال مدة التقادم‪".‬‬
‫يستخلص من المادة أنه يخضع المحكوم عليه في الجناية و الذي تقادمت عقوبته‬
‫طيلة حياته إلى الحرمان من اإلقامة في إقليم الوالية التي يقيم فيها المجني عليه وورثته‬
‫المباشرون(‪.)4‬‬

‫(‪ _)1‬نظام توفيق المجالي‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام( دراسة تحليلية في النظرية العامة للجريمة و المسؤولية‬
‫الجزائية)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن‪ ،3004 ،‬ص‪.953.‬‬
‫(‪ _)2‬عبد الحكم فوده‪ ،‬انقضاء الدعوى الجنائية وسقوط عقوبتها‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬مطبعة عصام جابر‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،3005‬ص‪.974.‬‬
‫(‪ _)3‬عبد المالك جندي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.240.‬‬
‫(‪ _)4‬يالحظ عدم تساهل المشرع الجزائري عندما نص على الحظر من اإلقامة طيلة حياة الجاني في إقليم التي يقيم فيها‬
‫المجني عليه أو ورثته المباشرين‪ ،‬وهذا األمر منطقي ألنه ال يمكن تصور أن يرى أهل الضحية الجاني أمامهم ح اًر كأنه‬
‫لم يرتكب الجريمة ‪ ،‬فهذا الحظر أقره المشرع ليحافظ على شعور أهل الضحية وعدم قيام روح االنتقام لديهم‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫والمحكوم عليه بعقوبة مؤبدة إذا ما تقادمت عقوبته المحكوم بها عليه ال يمكنه اإلقامة‬
‫ابتداء من تاريخ اكتمال مدة‬
‫ً‬ ‫في الوالية التي يتواجد فيها أهل الضحية لمدة خمس سنوات‬
‫التقادم‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن المحكوم عليهم غيابياً‪ ،‬أو بسبب تخلفهم عن الحضور الذين‬
‫تقادمت عقوبتهم ال يمكنهم المطالبة بإعادة المحاكمة مرة أخرى وهذا ما جاء في المادة ‪898‬‬
‫ق إ ج التي تنص على‪ ":‬ال يجوز أن يتقدم المحكوم عليهم غيابياً أو بسبب تخلفهم عن‬
‫الحضور إذا ما تقادمت عقوبتهم إلعادة المحاكمة‪".‬‬
‫كما أنه ال تأثير النقضاء العقوبة بالتقادم على ما قضى به الحكم في الدعوى‬
‫المدنية‪ ،‬أضف إلى ذلك أن المحكوم عليهم الذين تقادمت عقوبتهم ال يمكن لهم االستفادة من‬
‫اء القانوني أو القضائي إال بشروط أشد من تلك التي تطبق في الحاالت‬
‫رد االعتبار سو ً‬
‫العادية‪.‬‬
‫ففيما يخص االعتبار القانوني فقد نصت عليه المادة ‪ 866‬ق إ ج‪ ،‬أما االعتبار‬
‫القضائي فال يمكن أن يتقدم المحكوم عليهم الذين تقادمت عقوبتهم بطلبه المادة ‪ 863‬فقرة ‪3‬‬
‫ق إ ج‪.‬‬
‫لكن هناك حالة واحدة يمكن فيها رد االعتبار القضائي و التي جاءت بها نص المادة‬
‫‪ 861‬ق إ ج(‪.)1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عوارض تقادم العقوبة‬
‫لم ينص المشرع الجزائري على عوارض تقادم العقوبة‪ ،‬ولم ينظمها في قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية كما فعلت باقي التشريعات‪ ،‬إال أننا رأينا وجوب التطرق إليها وذلك لما‬
‫تطرحه من إشكاالت سوف نحاول اإلجابة عنها‪.‬‬

‫(‪ _)1‬تنص المادة ‪ 861‬ق إ ج على‪ ":‬إذا حدث بعد ارتكاب الجريمة أن أدى المحكوم عليه خدمات جليلة للبالد مخاط اًر‬
‫في سبيلها بحياته لم يتقيد طلب رد االعتبار بأي شرط زمني أو متعلق بتنفيذ العقوبة‪".‬‬
‫‪50‬‬
‫يمكن أن يواجه سريان تقادم العقوبة عدة عراقيل‪ ،‬وهذه األخيرة تؤدي إما إلى إيقاف‬
‫سريان مدة تقادم العقوبة( الفرع األول)‪ ،‬أو إلى انقطاعها( الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬وقف تقادم العقوبة‬
‫سوف نتطرق فيه إلى تعريف وقف التقادم‪ ،‬واألسباب(الموانع) التي تؤدي إلى وقف‬
‫التقادم‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف وقف تقادم العقوبة‬
‫فمعناه حدوث مانع قانوني أو مادي أثناء فترة سريان مدة التقادم يحول دون تنفيذ‬
‫العقوبة(‪ ،)1‬وأثره هو إسقاط المدة التي قام بها المانع من مدة التقادم مع احتساب المدة‬
‫السابقة على قيام المانع‪ ،‬فإذا زال السبب يستمر السريان وتضاف إليه المدة السابقة لكي‬
‫تكتمل المدة(‪.)2‬‬
‫ثانياً‪ :‬أسباب وقف تقادم العقوبة‬
‫يوقف التقادم كلما ط أر مانع يحول دون تنفيذ العقوبة‪ ،‬وهذا المانع إما قانوني أو‬
‫مادي‪.‬‬
‫وسنتطرق بإيجاز إلى كل من المانع القانون والمادي كالتالي‪:‬‬
‫‪_1‬المانع القانوني‬
‫هو كل سبب ُيسند إلى قاعدة قانونية ُيحظر على السلطات العامة تنفيذ العقوبة‪،‬أو‬
‫يجيز لها االمتناع عن تنفيذها‪ ،‬ومن أمثلته إرجاء تنفيذ عقوبة الحبس على المحكوم عليها‬
‫الحامل‪ ،‬أو على أحد الزوجين اللذين في عهدتهما ولد دون الثامنة عشر(‪ ،)3‬باإلضافة إلى‬

‫(‪ _)1‬نظام توفيق المجالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.119.‬‬


‫(‪ _)2‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬طبعة ثالثة جديدة( معدلة و منقحة)‪،‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص‪.9390،9301.‬‬
‫(‪ _)3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.9390.‬‬
‫‪51‬‬
‫المرض الشديد ‪ ،‬الجنون ‪ ،‬كذلك فإن تنفيذ العقوبة األشد يعتبر مانعاً من تنفيذ األخف‬
‫فيوقف تقادم الثانية حتى يتم تنفيذ األولى(‪.)1‬‬
‫‪ _2‬المانع المادي‬
‫يقصد به ظهور أسباب قاهرة تجعل من المستحيل في الواقع على السلطات العامة أن‬
‫تتخذ إجراءات تنفيذ العقوبة‪ ،‬ومن أمثلة المانع المادي أسر المحكوم عليه في الحرب‪،‬أو أن‬
‫يحتل العدو المنطقة التي يقيم فيها المحكوم عليه(‪.)2‬‬

‫إن السبب في وقف التقادم لمانع قانوني أو مادي حسب تعليل الفقه‪ ،‬هو تطبيقاً‬
‫(‪)3‬‬
‫لقاعدة أصولية تقضي بأنه‪ ":‬ال يسقط بالتقادم حق ال يمكن استعماله‪".‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬انقطاع تقادم العقوبة‬
‫سوف نتناول فيه كل من معنى انقطاع تقادم العقوبة‪ ،‬وأسبابه‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬تعريف انقطاع تقادم العقوبة‬
‫يقصد بانقطاع تقادم العقوبة طروء أو اعتراض سبب‪ ،‬أو حدث أو اتخاذ إجراء أو‬
‫بأحد أفعال التنفيذ أثناء سريانه)‪ ،(4‬ويترتب عليه إزالة ومحو المدة السابقة على االنقطاع‬
‫أي اعتبارها كأنها لم تكن‪ ،‬وبدء حساب مدة جديدة تماماً لتقادم(‪.)5‬‬
‫ثانياً‪ :‬أسباب انقطاع تقادم العقوبة‬
‫تقوم أسباب انقطاع تقادم العقوبة على فكرة مفادها أنه قد صدر عن السلطات العامة‬

‫(‪ _)1‬جالل ثروت‪ ،‬نظم القسم العام في قانون العقوبات‪ ،‬طبعة منقحة‪ ،‬دار الهدى للمطبوعات‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.138.‬‬
‫(‪ _)2‬محمود نجيب حسني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.9390.‬‬
‫(‪ _)3‬جالل ثروت‪ ،‬نظم القسم العام في قانون العقوبات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.136،138.‬‬
‫‪)4(_GASTON Stefani, LEVASSEUR George, BOULOC Bernard, procédure Pénale , 14eme‬‬
‫‪édition, Dalloz, France, 1990, p.557.‬‬
‫‪(5)_ LRVASSEUR Georges, et al, Droit pénale et général et procédure pénale, 13emeèdition,‬‬
‫‪France, 1999, p.367.‬‬
‫‪52‬‬
‫أو عن المحكوم عليه ما ينفي نسيان الجريمة أو العقوبة‪ ،‬وينفي كذلك تنازل المجتمع عن‬
‫حقه في تنفيذ العقوبة(‪.)1‬‬
‫يعاب على المشرع الجزائري أنه لم يقم بتحديد وتنظيم أسباب انقطاع تقادم العقوبة‬
‫مثلما فعل المشرع المصري‪،‬أو اللبناني اللذين نظما هذا اإلجراء الجوهري‪.‬‬
‫وتتمثل أسباب انقطاع تقادم العقوبة في‪:‬‬
‫‪_1‬حضور المحكوم عليه‬
‫إذ من شأنه عرض أمره أمام السلطة التخاذ اإلجراء المناسب في حقه(‪.)2‬‬
‫‪ _2‬كل عمل تجريه السلطة العامة بغية التنفيذ‬
‫إن الشرط المتطلب في هذا العمل يتعلق بغايته ووجوب اتجاهها مباشرةإلى تنفيذ‬
‫العقوبة‪ ،‬ومن أمثلة هذه األعمال نجد توقيف المحكوم عليه لتنفيذ اإلعدام ضده‪ ،‬أو تنفيذ أية‬
‫عقوبة سالبة للحرية أو مقيدة لها‪ ،‬والحجز على ماله بغية تنفيذ عقوبة مالية عليه‪ ،‬ولو لم‬
‫يكن ذلك الحجز في مواجهته أو لم يصل إلى علمه(‪.)3‬‬
‫وعلى هذا فإن لم يكن اإلجراء الذي اتخذ من إجراءات التنفيذ بل من مقدماته‪ ،‬فإنه ال‬
‫يقطع التقادم ولو علم به المحكوم عليه أو اتخذ في مواجهته‪ ،‬ومن أمثلة ذلك البحث عن‬
‫المحكوم عليه تمهيداً للقبض عليه‪ ،‬وكذا إعالمه بالحكم الصادر ضده وتكليفه بالوفاء‬
‫بالغرامة المحكوم بها(‪.)4‬‬
‫‪ _3‬ارتكاب المحكوم عليه جريمة من نوع الجريمة المحكوم عليه من أجلها أو معادلة لها‬
‫والتي أوجبت العقوبة أو التدابير أو جريمة أهم يقطع التقادم بالنسبة لهذه العقوبة‬

‫(‪ _)1‬محمود نجيب حسني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.9393.‬‬


‫(‪ _)2‬علي محمد جعفر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.901.‬‬
‫(‪ _)3‬محمود نجيب حسني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.9393.‬‬
‫(‪ _)4‬جالل ثروت‪ ،‬نظم القسم العام في قانون العقوبات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.131.‬‬
‫‪53‬‬
‫جرمي للمحكوم عليه بارتكابه جريمة ثانية يعيد إلى الذاكرة‬
‫أو التدبير‪ ،‬ذلك أن السلوك اإل ا‬
‫جريمته السابقة وعقوبته من اجلها‪.‬‬
‫ويكفي لقطع التقادم مجرد ارتكاب المحكوم عليه لجريمة ثانية‪ ،‬حتى و إن لم يصدر‬
‫حكم فيها إال عندما يكون التقادم بالنسبة للعقوبة األولى قد اكتمل‪ ،‬أما في حالة صدور حكم‬
‫ب البراءة في هذه الجريمة فيجب أن تعتبر كما لو لم ترتكب‪ ،‬فال يكون لقطع التقادم بواسطتها‬
‫محل(‪.)1‬‬
‫يستكشف ضمنياً بأن المشرع الجزائري أشار إلى عوارض تقادم العقوبة وهذا ماجاء‬
‫في نص المادة ‪ 111‬ق إ ج التي جاء فيها أن قاعدة الطعن بالنقض في الجزائي يوقف‬
‫التنفيذ‪ ،‬ومعنى ذلك أن الطعن بالنقض أمام المحكمة العليا من شأنه أن يكون سبباً في‬
‫انقطاع التقادم الذي يسري على العقوبة المحكوم بها‪ ،‬فال تنفذ حتى تنظر المحكمة العليا في‬
‫الطعن وتفصل فيه‪.‬‬
‫أضف إلى ذلك أنه هناك حالة أخرى وهي حضور المدان للمحاكمة قبل فوات مواعيد‬
‫احتساب تقادم العقوبة وهذا لمحاكمته على نفس الواقعة التي بدأ التقادم في السريان عليها‬
‫وقبل انتهاء مدته‪.‬‬

‫(‪ _)1‬محمود نجيب حسني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.9393،9393.‬‬


‫‪54‬‬
‫لقد حاولنا قدر اإلمكان من خالل دراستنا ىذه‪ ،‬معالجة التقادم الجزائي‪ ،‬ومختمف‬
‫المسائل المتعمقة بو بطريقة عممية‪ ،‬وما يمكن أن يعترض القاضي الجزائي من إشكاليات‪،‬‬
‫وبالخصوص األحكام التي لم ينص عمييا المشرع الجزائري وتحتاج شيء من التفصيل‬
‫و الوضوح‪.‬‬

‫نص المشرع الجزائري عمى التقادم كسبب من أسباب انقضاء الدعوى العمومية وىذا‬
‫ما جاء بو نص المادة ‪ 06‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬وقام بتفصيل أحكامو في نصوص‬
‫المواد‪ 9،8،7‬من نفس القانون‪.‬‬

‫وقام بوضع استثناءات عمى مبدأ تقادم الدعوى العمومية‪ ،‬ذلك بإخراج بعض أنواع‬
‫الج رائم من نطاق التقادم وذلك لسبب خطورتيا وجسامتيا‪ ،‬ونص عمييا في قوانين مختمفة‪،‬‬
‫وتتضمن المادة ‪ 08‬مكرر من قانون اإلجراءات الجزائية بعضاً منيا‪ .‬لكن بإستحداث المشرع‬
‫لمقانون ‪ 01_06‬المتضمن مكافحة الفساد والوقاية منو أصبحت جريمة اختالس األموال‬
‫العمومية تخضع لمتقادم لكن في حالة تحويل عائداتيا إلى خارج الوطن تصبح غير خاضعة‬
‫لمتقادم‪.‬‬

‫كما نص قانون العقوبات العسكري عمى عدم تقادم أنواع معينة من الجرائم و أخرجيا‬
‫من دائرة التقادم‪ ،‬باإلضافة لقانون المتعمق بمكافحة التيريب‪.‬‬

‫وبدء سريان تقادم الدعوى العمومية يبدأ من يوم اقتراف الجريمة وىذا حسب المادة‬
‫‪ 07‬من ق إ ج‪.‬‬

‫إال أن المادة ‪ 726‬ق إ ج تنص عمى أن المواعيد المنصوص عمييا في ىذا القانون‬
‫مواعيد كاممة بحيث ال يحسب يوم بدايتيا وال يوم انقضائيا‪ ،‬فإذا كانت مواعيد سريان أجال‬
‫التقادم محددة طبقاً لممواد ‪ 9 ،8 ،7‬من ق إ ج‪ ،‬إال أنو ىناك بعض الحاالت التي يصعب‬
‫فييا تحديد بداية سريان مدة التقادم وىذ إذا تعمق األمر بالجرائم المستمرة وجرائم العادة‪،‬‬
‫والجرائم المتكرر‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫و المشرع الجزائري لم يتطرق إلى الحاالت التي توقف سريان مدة تقادم الدعوى‬
‫اء كانت قانونية أو مادية‪.‬‬
‫العمومية‪ ،‬رغم تعرض ىذه المدة إلى أسباب تؤدي إلى وقفيا سو ً‬

‫وفيما يتعمق بالدعوى المدنية التبعية فقد ثار خالف بشأن المادة ‪ 10‬من ق إ ج‪،‬‬
‫فكانت محل تفسيرين مختمفين‪ ،‬فيناك من يرى أن المادة تنص فقط عمى الدعوى المدنية‬
‫المستقمة‪ ،‬أما الرأي ا ألخر فيتجو إلى القول أن الدعوى المدنية بنوعييا تتقادم وفق أحكام‬
‫القانون المدني ‪ ،‬ورغم التعديل الذي قام بو المشرع الجزائري في ‪ 2006/12/20‬إال أنو لم‬
‫يزل المبس ويحسم األمر بالشكل الذي كان منتظ اًر‪.‬‬

‫إذًا وأمام ىذا النقص يجب عمى المشرع الجزائري ‪:‬‬

‫اوالً‪ :‬أن يقوم بتعديل المادة ‪ 10‬من ق إ ج عمى نحو يزيل كل الغموض والمبس فيما يخص‬
‫الدعوى المدنية التبعية‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬إضافة فقرة ثانية إلى المادة الثامنة من قانون اإلجراءات الجزائية فيما يخص الجنح‬
‫التي قرر ليا عقوبة تفوق خمس سنوات‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬عميو النص عمى أن تقادم الدعوى العمومية من النظام العام‪ ،‬و النص كذلك عمى‬
‫مسألة وقف تقادم الدعوى العمومية التي لم يتطرق إلييا المشرع الجزائري‪.‬‬

‫كما أخضع المشرع العقوبة لمتقادم إذ جعل ىذا األخير من أحد أسباب انقضاء‬
‫العقوبات‪ ،‬وفصل أحكامو في المواد من ‪ 612‬إلى ‪ 617‬من ق إ ج ‪ ،‬وقد استثنى بعض‬
‫العقوبات من تأثير التقادم نص عمييا في قوانين متعددة منيا المادة ‪ 612‬ق إ ج التي‬
‫يالحظ فييا أنيا لم تنص عمى عقوبة اختالس األموال العمومية عمى عكس المادة ‪08‬‬
‫مكرر من نفس القانون التي نص ت عمى الجرائم التي ال تتقادم الدعوى العمومية فييا‪ ،‬ولكن‬
‫أُخضعت عقوبة االختالس لقانون الوقاية من الفساد ومكافحتو وبالتالي أصبحت تخضع‬
‫لمتقادم‪ ،‬ولكن في حالة ما إذا ما تم تحويل عائدات الجريمة إلى خارج الوطن تصبح غير‬
‫خاضعة لمتقادم‪ ،‬كما تضمن قانون التيريب و قانون القضاء العسكري عدة جرائم ال تخضع‬
‫لمتقادم‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ويبدأ سريان تقادم العقوبة حسب المواد ‪ 615 ،614 ،613‬ق إ ج من التاريخ الذي‬
‫يصبح فيو الحكم أو القرار نيائياً‪.‬‬

‫و لكن ىناك قصور من طرف المشرع الجزائري في نصو عمى تقادم الدعوى العمومية‬
‫لبعض الجرائم دون أ ن يقابميا بتقادم العقوبة‪ ،‬ومن أمثمة ذلك عدم تقادم الدعوى العمومية في‬
‫الجرائم المرتكبة ضد الحدث إال ببموغو سن الرشد‪ ،‬فيما لم ينص عمى تقادم العقوبة المرتكبة‬
‫ضد الحدث‪ ،‬إذ كان من األحرى بو أن ينظم ىذا المبدأ خاصة في ظل اإلنتياكات التي‬
‫يتعرض ليا االحداث‪ ،‬و التطورات التي تشيدىا الجرائم المرتكبة ضد األحداث من اختطاف‪،‬‬
‫ىتك العرض واإلستغالل‪ ،‬والتي تعتبر من ضمن الجرائم الخطيرة التي تيدد كيان المجتمع‬
‫وأمنو واستم ارره‪.‬‬

‫كما نالحظ قصور المشرع الذي يظير جمياً في عدم نصو عمى تقادم الجرائم الدولية‬
‫اء من حيث النص عمى عدم تقادم الجريمة‪ ،‬أو من حيث عدم تقادم العقوبة‪.‬‬
‫سو ً‬

‫لم ينص المشرع عمى وقف تقادم العقوبة ضمن القواعد العامة في قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية‪.‬‬

‫وتقادم العقوبة لو أثر عمى انقضاء اإللتزام بتنفيذىا مع بقاء وجوده القانوني‪ ،‬فال‬
‫يستفيد المحكوم عميو من رد اإلعتبار القضائي إال في حالة واحدة نصت عمييا المادة ‪684‬‬
‫ق إ ج‪ ،‬أما القانوني فيمكنو ذلك‪.‬‬

‫نرى انو ىناك عقوبات وجب عمى المشرع التصدي وعدم التساىل مع مرتكبييا‪ ،‬وليذا‬
‫وجب عميو إخراجيا من دائرة التقادم‪ ،‬وىذا من خالل إجراء تعديالت وتوسيع من دائرة‬
‫العقوبات التي ال ينطبق عمييا التقادم‪ ،‬وتتمثل العقوبات التي ال يجب أن تخضع لمتقادم في‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬عقوبة اختطاف االطفال و التنكيل بيم التي أصبحت واسعة اإلنتشار في األونة‬
‫األخيرة‪ ،‬لذا وجب عمى المشرع أن يضع حداً ليذه الظاىرة بجعل عقوبتيا ال تخضع لمتقادم‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬عقوبة الجرائم التي ترتكب ضد األصول لضمان اإلرتباط األسري وحفاظًا عمى القيم‪،‬‬
‫والمحافظة عمى المجتمع من اإلنقسام‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫ثالثاً‪ :‬عقوبات جرائم الدم وىذا إلنتشار جريمة القتل و استحالل األرواح بشكل يدعوا إلى‬
‫الخوف‪ ،‬فمن يقتل يمكنو أن يفعل ذلك لمرات عدة‪ ،‬وبالتالي نرى انو وجب عمى المشرع‬
‫عدم إخضاع ىذه الجرائم لمتقادم‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬عقوبة المخدرات ال يجب أن يستفيد من تقادم العقوبة المتاجرين بالمخدرات لكونيم‬
‫يدمرون المجتمع في صمت‪ ،‬والتي ىي أىم أسباب إنتشار الجرائم‪.‬‬

‫وختامًا نقول أنو نظ ار لألىمية و المكانة التي يحتميا التقادم الجنائي‪ ،‬كان وجوبًا عمى‬
‫المشرع الجزائري إعادة النظر في تقادم بعض الجرائم‪ ،‬والعقوبات و المجرمين الذين‬
‫يستفيدون من نظام التقادم‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ :I‬بالغة العربية‬

‫أوال‪ :‬الكتب‪.‬‬

‫‪ _1‬المؤلفات العامة‬

‫أ_ أحسن بوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية‪ (،‬تعريف وتصنيف الجرائم الجمركية‪ ،‬متابعة وقمع‬
‫الجرائم الجمركية)‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار ىومو‪ ،‬الجزائر‪.9003 ،‬‬

‫ب_ أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار‬
‫ىومو‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪ .‬س‪ .‬ن‪.‬‬

‫ت_ إدوارد غالي الذىبي‪ ،‬اإلجراءات الجنائية في التشريع المصري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة‬
‫غريب‪ ،‬د ب ن‪.0330 ،‬‬

‫ث_ جالل ثروت‪ ،‬نظم اإلجراءات الجنائية‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪.0331 ،‬‬

‫ج_ جالل ثروت‪ ،‬نظم القسم العام في قانون العقوبات‪ (،‬النظام القانوني الجنائي‪ ،‬نظرية‬
‫الجريمة‪ ،‬نظرية المسؤولية الجنائية‪ ،‬نظرية الجزاء الجنائي)‪ ،‬طبعة منقحة‪ ،‬دار اليدى‬
‫لممطبوعات‪ ،‬مصر‪.0333 ،‬‬

‫ح_ جندي عبد المالك‪ ،‬الموسوعة الجنائية‪ ،‬الجزء الرابع( الرشوة‪ ،‬ظروف الجريمة )‪ ،‬د ط‪،‬‬
‫د‪.‬د‪.‬ن‪ ،‬د ب ن‪.9002 ،‬‬

‫خ_ جيال لي بغدادي‪ ،‬االجتياد القضائي في المواد الجزائية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬طبع‬
‫المؤسسة الوطنية لالتصال والنشر واإلشيار‪ ،‬الجزائر‪.0331،‬‬

‫‪59‬‬
‫د_ سعد أحمد شعمة‪ ،‬قضاء النقض في المرافعات‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬د ط‪ ،‬مطبعة االنتصار‬
‫لمطباعة ‪ ،‬د‪ .‬ب‪ .‬ن‪.0331 ،‬‬

‫ذ_ سميمان بارش‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬الجزء األول( المتابعة الجزائية‪،‬‬
‫الدعوى الناشئة عنيا واجراءاتيا األولية)‪ ،‬د ط‪ ،‬دار اليدى‪ ،‬الجزائر‪.9001،‬‬

‫ر_ سميمان عبد المنعم‪ ،‬أصول اإلجراءات الجزائية‪ ،‬د ط‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.9002‬‬

‫ز_ سميمان عبد المنعم‪ ،‬النظرية العامة لقانون العقوبات( دراسة مقارنة)‪ ،‬د ط‪ ،‬منشورات‬
‫الحمبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.9002 ،‬‬

‫س_ عبد الحميد الشواربي‪ ،‬التعميق الموضوعي عمى قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬الكتاب‬
‫األول‪ ،‬د ط‪ ،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.9009 ،‬‬

‫ش_ عبد الرحمان خمفي‪ ،‬محاضرات في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬د ط‪ ،‬دار اليدى‪،‬‬
‫الجزائر‪.9000 ،‬‬

‫ص_ عبد العزيز سعد‪ ،‬إجراءات ممارسة الدعوى الجزائية ذات العقوبة الجنحية‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬دار ىومو‪ ،‬الجزائر‪.9001 ،‬‬

‫ط_ عبد هللا سميمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري(القسم العام )‪ ،‬الجزء الثاني‪ ( ،‬الجزاء‬
‫الجنائي)‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.9002 ،‬‬

‫ض_ عبد هللا سميمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري( القسم العام)‪ ،‬الجزء األول( الجريمة)‪،‬‬
‫د ط‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.9002 ،‬‬

‫‪60‬‬
‫ع_ عمي محمد جعفر‪ ،‬العقوبات والتدابير وأساليب تنفيذىا‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المؤسسة‬
‫الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬د‪ .‬ب‪ .‬ن‪.0331 ،‬‬

‫غ _ فضيل العيش‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية بين النظري والعممي( مع أخر‬
‫التعديالت)‪ ،‬طبعة جديدة منقحة ومعدلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪ .‬س‪.‬ن‪.‬‬

‫ف _ فضيل العيش‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية( بين النظري والعممي)‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬مطبعة‬
‫البدر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪ .‬س‪ .‬ن‪.‬‬

‫ك_ لحسن بن شيح‪ ،‬مبادئ القانون الجزائي العام‪ ،‬د ط‪ ،‬دار ىومو‪ ،‬الجزائر‪.9009 ،‬‬

‫ل_ محمد زكي أبو عامر‪ ،‬اإلجراءات الجنائية( مرحمة جمع االستدالالت‪ ،‬سير الدعوى‬
‫الجنائية و الدعوى المدنية المرتبطة بيا‪ ،‬التحقيق‪ ،‬و طرق الطعن في الحكم الصادر في‬
‫الدعوى الجنائية)‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬مصر‪.0331 ،‬‬

‫م_ محمد عيد الغريب‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬الجزء األول( الدعوى الجنائية‪،‬‬
‫الدعوى التبعية‪ ،‬االستدالل والتحقيق االبتدائي)‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬د‪ .‬ب‪ .‬ن‪.0331 ،‬‬

‫ن _ نصر الدين مروك‪ ،‬محاضرات في اإلثبات الجنائي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬د ط‪ ،‬دار ىومو‬
‫لمطبع والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.9002 ،‬‬

‫ه_ نظام توفيق المجالي‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ (،‬دراسة تحميمية في النظرية‬
‫العامة لمجريمة و المسؤولية الجزائية)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.9003‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ _2‬المؤلفات الخاصة‬

‫أ_ إبراىيم حامد طنطاوي‪ ،‬التقادم الجنائي وأثره في إنياء الدعوى العمومية وسقوط العقوبة‪،‬‬
‫د‪ .‬ط‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬مصر‪.0332 ،‬‬

‫ب_ عبد الحميد الشواربي‪ ،‬أسامة عثمان‪ ،‬أحكام التقادم عمى ضوء القضاء والفقو‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪.‬‬
‫ب‪ .‬ن‪.0331 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬األطروحات والمذكرات‬

‫‪ _0‬محمد عوض األحوال‪ ،‬انقضاء سمطة العقاب بالتقادم‪ ،‬رسالة مقدمة لكمية الحقوق‬
‫بجامعة القاىرة‪.0311 ،‬‬

‫‪ _9‬خديجة عميور‪ ،‬جرائم الفساد في القطاع الخاص في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪.9009/ 01 /03 ،‬‬

‫‪ _2‬نوال شروانة_ نظيرة بوقندورة‪ ،‬المعالجة القانونية لظاىرة اإلرىاب في الجزائر‪ ،‬مذكرة‬
‫تخرج لنيل إجازة المدرسة العميا لمقضاء ‪.9002 ،‬‬

‫‪ _1‬صباح مريوة‪ ،‬التعاون العربي في مكافحة اإلجرام المنظم العابر لألوطان‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة سعد دحمب بالبميدة‪.9001،‬‬

‫‪ _5‬فارس بعداش‪ ،‬تقادم الدعوى العمومية في ضوء تعديالت ‪ 00‬نوفمبر ‪ ،9001‬مذكرة‬


‫تخرج لنيل إجازة المدرسة العميا لمقضاء‪.9001 ،‬‬

‫‪ _1‬عبد القادر ميراوي‪ ،‬التقادم الجنائي وأثره في إنياء الدعوى العمومية وسقوط العقوبة‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شيادة المدرسة العميا لمقضاء‪.9003 ،‬‬

‫‪62‬‬
‫ثالثا‪ :‬المقاالت العممية‬

‫‪ _0‬عادل مستاري‪ ،‬جريمة الرشوة السمبية( الموظف العام) في ظل قانون ‪ 00_01‬المتعمق‬


‫بالوقاية من الفساد ومكافحتو‪ ،‬مجمة اإلجتياد القضائي‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬جامعة بسكرة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬القواميس‬

‫‪ _0‬جيرارد كورنو‪ ،‬معجم المصطمحات القانونية‪ ،‬ترجمة منصور القاضي‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫المؤسسات الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬د ب ن‪.0332 ،‬‬

‫خامسا‪ :‬االتفاقيات والمعاهدات الدولية‬

‫‪ -0‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية‪ ،‬اعتمدت وعرضت لمتوقيع‪،‬‬
‫والتصديق‪ ،‬و االنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة الدورة الخامسة والعشرين‬
‫المؤرخ في ‪ 05‬نوفمبر ‪ ،9000‬صادقت عمييا الجزائر بتحفظ طبقاً لممرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ 55-09‬المؤرخ في ‪ 99‬ذو القعدة عام ‪ 0199‬الموافق ‪ 5‬فبراير سنة ‪ ،9009‬ج ر عدد ‪03‬‬
‫المؤرخ في ‪ 00‬فبراير سنة ‪.9009‬‬

‫سادسا‪ :‬النصوص القانونية‬

‫‪-0‬األمر ‪ 055-11‬المؤرخ في ‪ 02‬يونيو ‪ 0311‬الذي يتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪،‬‬


‫المعدل والمتمم‪ ،‬بالقانون رقم ‪ 99-01‬المؤرخ في‪ 99‬ديسمبر ‪ ،9001‬ج ر‪ .‬ج ج عدد ‪21‬‬
‫المؤرخ في‪ 90‬ديسمبر ‪.9001‬‬

‫‪-9‬األمر ‪ 051-11‬المؤرخ في ‪ 02‬يونيو سنة ‪ ،0311‬الذي يتضمن قانون العقوبات‪،‬‬


‫المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 92-01‬المؤرخ في ‪ 90‬سبتمبر ‪ ،9001‬ج ر‪ .‬ج ج عدد ‪21‬‬
‫المؤرخ في ديسمبر ‪.9001‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ -2‬األمر رقم ‪ 9_19‬المؤرخ في ‪ 00‬فبراير ‪ 0319‬يتضمن قانون تنظيم السجون واعادة‬
‫تربية المساجين‪ ،‬ج ر‪ .‬ج ج‪ .‬عدد ‪ 031‬الموافق ‪ 1‬محرم‪.0239‬‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 01_05‬المؤرخ في ‪ 92‬غشت سنة ‪ 9005‬و المتعمق بمكافحة التيريب‪ ،‬ج‬
‫ر‪ .‬ج ج عدد ‪ 53‬المؤرخ في ‪ 92‬غشت ‪.9005‬‬

‫‪ -5‬القانون رقم ‪ 01-05‬المؤرخ في ‪ 02‬مايو سنة ‪ 9001‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪52-15‬‬
‫المؤرخ في ‪ 91‬سبتمبر سنة ‪ 0315‬والمتضمن القانون المدني‪ ،‬ج ر‪ .‬ج ج عدد ‪ 20‬المؤرخ‬
‫في ‪ 02‬مايو ‪.9001‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 00-01‬المؤرخ في ‪ 90‬فبراير سنة ‪ ،9001‬يتعمق بالوقاية من الفساد‬


‫ومكافحتو‪ ،‬ج ر‪ .‬ج ج عدد‪ 01‬المؤرخ في ‪ 02‬مارس ‪.9001‬‬

‫‪ _II‬بالمغة الفرنسية‬

‫‪Ouvrages‬‬

‫‪1_ GASTON Stefani, LEVASSEUR Georges, BOULOC Bernard, Droit‬‬

‫‪pénal général, 16eme édition, Dalloz, 1997.‬‬

‫‪2_ GASTON Stefani, LEVASSEUR Georges, BOULOC Bernard,‬‬


‫‪procédure pénale, 14eme édition, Dalloz, France, 1990.‬‬

‫‪3_ LEVASSEUR Georges, et al, Droit pénal général et procédure‬‬


‫‪pénale, 13eme édition, Sirey, France , 1999.‬‬

‫‪64‬‬
‫مقدمة‪1................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬تقادم الدعوى العمومية‪4...................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نطاق تقادم الدعوى العمومية‪6............................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تقادم الدعوى العمومية كأصل‪6..........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬في الجنايات‪6..............................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬في الجنح‪7...............................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬في المخالفات‪8...........................................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬عدم تقادم الدعوى العمومية كاستثناء‪8....................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الجرائم الواردة في قانون اإلجراءات الجزائية‪9.................................‬‬

‫أوال‪ :‬الجنايات والجنح الموصوفة بأفعال إرهابية‪9..........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجريمة المنظمة العابرة لمحدود الوطنية‪11..........................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬جريمة الرشوة و اختالس األموال العمومية‪11.......................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجرائم التي استثناها المشرع من تأثير التقادم طبقا لقانون التهريب‪11.........‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الجرائم الواردة في قانون القضاء العسكري‪14................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الجرائم الواردة في القانون المتعمق بالوقاية من الفساد و مكافحته‪14...........‬‬

‫أوال‪ :‬جريمة الرشوة‪15...................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬اختالس األموال العمومية‪15.......................................................‬‬

‫‪65‬‬
‫ثالثا‪ :‬مختمف الجرائم التي جاء بها قانون الوقاية من الفساد و مكافحته‪16..................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سريان تقادم الدعوى العمومية‪18.........................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أج ال تقادم الدعوى العمومية‪18...........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تحديد أجال تقادم الدعوى العمومية‪18.......................................‬‬

‫أوال‪ :‬تدرج مواعيد تقادم الدعوي العمومية‪19..............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تأشي ر الظروف المخففة أو المشددة في تحديد نوع الجريمة‪19........................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬بداية سريان أجال تقادم الدعوي العمومية‪11.................................‬‬

‫أوالً‪ :‬يوم وقوع الجريمة كمبدأ لسريان مدة التقادم‪11........................................‬‬

‫‪ : 1‬المبدأ في سريان مدة تقادم الدعوى العمومية‪11........................................‬‬

‫‪ : 1‬تطبيقات المبدأ( الجريمة الفورية)‪11..................................................‬‬

‫أ‪ :‬الجرائم اإليجابية‪11..................................................................‬‬

‫ب‪ :‬الجرائم السمبية‪11...................................................................‬‬

‫ثانيًا‪ :‬تراخي بداية التقادم‪11.............................................................‬‬

‫‪ : 1‬الجرائم المستمرة‪11..................................................................‬‬

‫‪ : 1‬الجرائم المتتابعة وجرائم العادة‪11.....................................................‬‬

‫أ‪ :‬الجرائم المتتابعة‪11...................................................................‬‬

‫ب‪ :‬جرائم االعتياد‪11...................................................................‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ : 1‬الجنايات والجنح المرتكبة ضد الحدث‪14.............................................‬‬

‫‪ : 4‬جريمة العصيان أو الفرار من الجيش‪14..............................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أثار نهاية أجال تقادم الدعوى العمومية‪14...................................‬‬

‫أوال‪ :‬انقضاء الدعوى الجنائية وبراءة المتهم‪14............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تقادم الدعوى الجنائية متعمق بالنظام العام‪16........................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬عدم تأثير تقادم الدعوى العمومية عمى سير الدعوى المدنية التبعية‪16................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬عوارض سريان تقادم الدعوى العمومية‪18.................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬انقطاع تقادم الدعوى العمومية‪18............................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف انقطاع مدة تقادم الدعوى العمومية‪19........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬االجراءات القاطعة لتقادم الدعوى العمومية‪18.......................................‬‬

‫‪ :1‬إجراءات المتابعة‪19.......................................................... ........‬‬

‫‪ : 1‬إجراءات التحقيق‪19............ّ......................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وقف مدة تقادم الدعوى العمومية‪11.........................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف وقف مدة تقادم الدعوى العمومية‪11..........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب وقف مدة تقادم الدعوى العمومية‪11..........................................‬‬

‫‪ : 1‬الموانع القانونية‪11...................................................................‬‬

‫‪ :1‬الموانع ال مادية‪11....................................................................‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقادم العقوبة‪11...........................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نطاق تقادم العقوبة‪14....................................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬العقوبات الخاضعة لتقادم‪14..................................... .........‬‬

‫الفرع األول‪ :‬العقوبات األصمية‪14........................................................‬‬

‫أوال‪ :‬اإلعدام ‪15........................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬عقوبة سمب الحرية‪16.............................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬عقوبة الغرامة‪16...................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات التكميمية‪17.......................................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬االستثناءات الواردة عمى تقادم العقوبة‪18..................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬العقوبات الخاضعة ألحكام أخرى خالف األصل‪18...........................‬‬

‫أوال‪ :‬العقوبات التي حدد لها مدد أخرى‪18................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبات المتوقفة عمى شرط من أجل سريان التقادم‪19..............................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات التي ال تخضع لمتقادم‪41..........................................‬‬

‫أوال‪ :‬عقوبة الجرائم الموصوف ة بأفعال إرهابية‪41...........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬عقوبة الجريمة العابرة لمحدود الوطنية‪41............................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬عقوبة جريمة الرشوة‪41............................................................‬‬

‫رابعا‪ :‬عقوبة جري مة االختالس‪41........................................................‬‬

‫‪68‬‬
‫خامسا‪ :‬العقوبات العسكرية‪41...........................................................‬‬

‫سادسا‪ :‬عقوبة الجرائم الواردة في القانون المتعمق بمكافحة التهريب‪41......................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سريان أجال تقادم العقوبة‪44.............................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أجال تقادم العقوبة‪44....................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تحديد أجال تقادم العقوبة‪44................................................‬‬

‫أوال‪ :‬الجنايات‪44.......................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجنح‪45.........................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬المخالفات‪45......................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬كيفية احتساب أجال تقادم العقوبة‪45........................................‬‬

‫أوال‪ :‬الحكم الحضوري‪45................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحكم الغيابي‪46..................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أثار انتهاء أجال تقادم العقوبة‪48...........................................‬‬

‫أوال‪ :‬التقادم من النظام العام‪48..........................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬أثر التقادم في مواجهة المحكوم عميه‪49............................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬عوارض تقادم العقوبة‪51.................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وقف تقادم العقوبة‪51.......................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف وقف تقادم العقوبة‪51.......................................................‬‬

‫‪69‬‬
‫ثانيا‪ :‬أسباب وقف تقادم العقوبة‪51......................................................‬‬

‫‪ : 1‬المانع القانوني‪51...................................................................‬‬

‫‪ :1‬المانع المادي‪51....................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬انقطاع تقادم العقوبة‪51....................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف انقطاع تقادم العقوبة‪51.....................................................‬‬

‫ثا نيا‪ :‬أسباب انقطاع تقادم العقوبة‪51....................................................‬‬

‫‪ : 1‬حضور المحكوم عميه‪51............................................................‬‬

‫‪ : 1‬كل عمل تجريه السمطة العامة بغية التنفيذ‪51.........................................‬‬

‫‪ : 1‬ارتكاب المحكوم عميه جريمة من نوع الجريمة المحكوم عميه من أجمها معادلة‬
‫لها‪51...................................................................................‬‬

‫الخاتمة‪55..............................................................................‬‬

‫قائمة المراجع‪59........................................................................‬‬

‫الفهرس‪65.............................................................................‬‬

‫‪70‬‬

You might also like