Professional Documents
Culture Documents
ظهر مفهوم املعايير في القرن املاض ي على يد عالم الرياضيات "ادوارد ديمنج" ،الذي طبق هذا املفهوم بعد الحرب العاملية الثانية في
اليابان على القطاع الصناعي ،بعدها قام العالم الفيزيائي املشهور "شيورات" بإيجاد مصطلح املعايير والحقيقة أن املصطلح أصبح في
خالف في من وضعه أوال هل هو شيورات أو ديمنج(الدهان والعامري )2008،لكنها ظهرت في تلك الحقبة الزمنية.
بعد ظهور مفهوم املعايير في امليدان الصناعي واالقتصادي ،جاء دور إيجاده وتطبيقه في امليدان التعليمي .ومما ال شك فيه أن النظام
التعليمي في أي بالد هو أساس التقدم واالزدهارللبلد .فالتطور التعليمي هو من ّ
يسرع التقدم في البلدان املختلفة .هناك رو ايتان تتناول
بداية ظهور مفهوم املعاييرالشاملة للجودة في التعليم:
األولى :عندما كان مالكولم-وزير التجارة األمريكي في عهد ريجان -كان من ضمن املتحمسين ملبدأ املعايير وقد حاول تطبيقه ،وقد طال
اهتمامه هذا التعليم .لكن فعليا ،لم يعر أحد مفهوم املعايير في التعليم إال عندما طرحت عام 1993جائزة مالكولم لتطبيق معايير
الجودة الشاملة في التعليم .عندها فقط أعيراملوضوع االهتمام (أورد في (:الدهان والعامري.))2008،
الثانية :عندما أطلقت الواليات املتحدة األمريكية التقرير"أمة في خطر" في ثمانينات القرن املاض ي ،حينما درست لجنة مكونة من علماء
وخبراء ومفكرين يرأسها الرئيس األمريكي ريجان ،قامت هذه اللجنة بدراسة النظام التعليمي في أمريكا بعدما اكتشف أن النظام التعليمي
لديها متخلف عن األنظمة التعليمية في اليابان وكوريا الجنوبية (أورد في (:الدهان والعامري.))2008،
خلص هذا التقرير الى تقديم عدد من املقترحات موضحة بالشكل (.)1هذا التقرير صدر في ثمانينات القرن املاض ي واآلن في عام 2019
أي بعده بأربعين سنة تقريبا ،أصبح النظام التعليمي في الواليات املتحدة من أقوى األنظمة التعليمية في العالم !
الشكل : 1توصيات تقرير أمة في خطر (أورد في (:الدهان والعامري.))2008،
لم يقتصر تبني مفهوم املعايير التربوية على الواليات املتحدة األمريكية فحسب بل طاله الى اململكة املتحدة وأستراليا ونيوزلندا .سعت
كل هذه الدول الى إيجاد معايير تطوير تعليمية تسعى الى الرقي باألنظمة التعليمية لديها .قمت باختصار تجاربهم في الشكل ( )2والشكل
(.)3
الشكل 3المعايير التربوية في نيوزلندا واستراليا الشكل 2المعايير التربوية في المملكة المتحدة
هذه املدة الزمنية القصيرة نسبيا لهذه الدول والتي دفعت مستوى أنظمتها التعليمي إلى األمام ،ما وصلت إليه إال بعد إرادة هللا أوال،
وثانيا بوجود خطة استراتيجية بعيدة املدى ومعايير وضعت لكي يتم السير بناء عليها .فكرت أنه ومن املمكن جدا أن نحذو حذو هم،
ونصبح من النظم التعليمية القوية بإذن هللا وأرى أننا بدأنا في هذا التطور فعليا بالرؤية السعودية 2030التي طرحها سمو ولي العهد
محمد بن سلمان قبل ثالث سنوات تقريبا .هذه الرؤية تطمح إليجاد طالب وبيئة تعليمية بمواصفات معينة يوضحها الرسم التالي:
الشكل 4مواصفات الطالب في رؤية (2030مصدرالصورة وزارة التعليم)
الشكل 5تطوير النظام التعليمي رؤية 2030
إن التشابه بين تقرير أمة في خطر والرؤية التعليمية ،ووجود معايير والعمل على تطبيقها توضح أننا في الطريق السليم نحو إيجاد بيئة
تعليمية فعالة و إيجابية ستضعنا بإذن هللا مع مصاف الدول الصناعية الكبرى .
معاييرالجودة:
تعرف الجودة في التعليم بأنها "جملة املعايير والخصائص التي ينبغي أن تتوفر قي جميع عناصر العملية التعليمية ،سواء منها ما يتعلق
باملدخالت أو العمليات أو املخرجات والتي تلبي احتياجات املجتمع ومتطلباته ورغبات املتعلمين وحاجاتهم و تحقق تلك املعاييرمن خالل
االستخدام الفعال لجميع العناصر املادية والبشرية"(أورد في ( :خليفة و قمرالدين .))2013،
أيضا عرفها Gibbsبأنها" :كل ما يؤدي إلى تطوير القدرات الفكرية والخيالية عند الطالب وتحسين مستوى الفهم واالستيعاب لديهم
ومهارتهم في حل املشكالت والقضايا وقدراتهم على تمثل املعلومات بشكل فعال والنظر في األمور من خالل ما تعلموه في املاض ي وما
يدرسونه حاليا"(أورد في ( :خليفة و قمرالدين .))2013،
أذن فمعاييرجودة التعليم تهتم بتجويد الش يء وإخراجه بشكل سليم ،وهي تضم أكثرمن وجه و عنصر ،فهناك معاييرجودة ألداء املعلم
وهناك معايير جودة لقياس تحصيل الطالب وهناك معايير جودة الستخدام التقنية في التعليم وغيرها من العناصر .إن وجود معايير
عاملية موحدة للتعليم أمر صعب الختالف البيئات التعليمية والبنى التحتية والثقافة لدى الشعوب لكن ال يوجد اختالف في أهميتها .
من أبرز األمور التي تبرز أهمية وضرورة إيجاد معاييرللجودة التربوية:
إن تبني مفهوم معايير الجودة في التعليم يجعل النظام التعليمي من ضمن املنافسة العاملية ملواجهة التحديات واملشاركة في ❖
ركب التقدم االقتصادي بين الدول املختلفة وال يكون ذلك إال بإخراج طالب متو افقين مع الثورة في العصر الحالي (عامر
واملصري.)2014،
❖ إن تبني مفهوم معاييرالجودة في التعليم يسهم في تحسين أداء الطالب والخدمات التعليمية (عامرواملصري.)2014،
❖ مفهوم الجودة يرتبط بتقليل التكلفة املادية وزيادة الكفاءة اإلنفاقية للجهة التعليمية (عامرواملصري.)2014،
جوانبه"(البيالوي و طعيمةوسليمان والنقيب و سعيد و البندري "وضع مستويات معيارية متوقعة ومرغوبة ومتفق عليها لألداء التربوي في كل ❖
وعبدالباقي)2006،
❖ تمكين أعضاء هيئة التدريس من تحديد املستوى التحصيلي الحالي للطالب والتخطيط للتعلم املستقبلي (البيالوي وآخرون)2006،
❖ االستفادة من البيانات الحالية في تحديد طرق التدريس لنفس املحتوى للمستقبل (البيالوي وآخرون)2006،
❖ "تدعيم إيجابية املعلمين نحو أساليب التعلم املطورة"(البيالوي وآخرون)2006،
❖ تتيح املعاييرمحاسبة املجتمع التعليمي إن لم يتم التقيد به (البيالوي وآخرون)2006،
أيضا يمكن القول إن أيجاد معايير تربوية للمدخالت (طبيعة املعلم ،طبيعة الطالب ،البيئة التعليمية) والعمليات (طرق التدريس
)واملخرجات (طرق التقويم) تسهل إلى حد كبير في نمذجة التعليم والسيرفيه بسهولة ويسرواإلحساس بالعدل بين املجتمعات التعليمية.
في النهاية ،وكخالصة ،إن إيجاد معاييرعمل يسعى الجميع لتحقيقها إنما هو تسهيل لعمل الفرد الصالح ،الذي يسعى إلتقان عمله وأداءه
بالشكل املطوب وسينتقل بعدها من مرحلة إتقان العمل إلى اإلبداع فيه.
**************
املراجع:
املراجع العربية: