You are on page 1of 110

abbbbbbc

g g
g g
g g
g g
g g
g g
g g
g g
g g
deeeeeef
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫اصبَةٌ (ٖ)‬ ‫اشعةٌ (ٕ) َع ِاملَةٌ نَ ِ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اك َح ِد ُ‬
‫يث الْغَاشيَة (ٔ) ُو ُجوٌه يَ ْوَمئذ َخ َ‬ ‫َى ْل أَتَ َ‬
‫ض ِري ٍع‬ ‫ام إِاَّل ِم ْن َ‬ ‫ع‬ ‫ط‬
‫َ‬
‫ْ َ ُْ َ ٌ‬‫م‬ ‫ذل‬
‫َ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫)‬ ‫٘‬‫(‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ي‬‫ِ‬‫آن‬ ‫ٍ‬
‫ْي‬
‫ْ َْ َ‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫تَصلَى نَارا ح ِامي ًة (ٗ) تُس َقى ِ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫ً َ َ‬ ‫ْ‬
‫اضيَةٌ‬‫اعمةٌ (‪ )ٛ‬لِس ْعيِ َها ر ِ‬ ‫(‪ََّ )ٙ‬ل يس ِمن وََّل ي ْغ ِِن ِمن جو ٍع (‪ )ٚ‬وجوٌه ي ومئِ ٍذ نَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َْ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُْ ُ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ْي َجا ِريٌَة (ٕٔ)‬ ‫(‪ِِ )ٜ‬ف َجناةٍ َعالِيَةٍ (ٓٔ) ََّل تَ ْس َم ُع فِ َيها ََّلغيَ ًة (ٔٔ) فِ َيها َع ٌْ‬
‫ص ُفوفٌَة (٘ٔ) َوَز َر ِ ُّ‬
‫اِب‬ ‫وع ٌة (ٗٔ) َوََنَا ِر ُق َم ْ‬ ‫ض َ‬
‫اب َم ْو ُ‬ ‫فِ َيها ُس ُرٌر َم ْرفُ َ‬
‫وع ٌة (ٖٔ) َوأَ ْك َو ٌ‬
‫َم ْبثُوثٌَة (‪)ٔٙ‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page i‬‬


‫إن احلمد هلل حنمده ونستعينو ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪،‬‬
‫من يهده هللا فال مضل لو ومن يضلل فال ىادي لو‪ ،‬وأشهد أن َّل إلو إَّل هللا وحده َّل شريك‬
‫لو‪ ،‬وأشهد أن سيدنا حممدا عبد هللا ورسولو ‪ ،‬أرسلو هللا باذلدي ودين احلق لِيُ ْن ِذ َر أُام الْقُ َرى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومن حوَذلَا وي ْن ِذر ي وم ا ْْلم ِع ََّل ري ِ ِ‬
‫ب فيو‪ ،‬فَ ِري ٌق ِِف ا ْْلَناة َوفَ ِري ٌق ِِف ال اسع ِري ‪﴿ .‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ين‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ َْ‬
‫ت لِ َغ ٍد َواتا قُوا هللاَ إِ ان هللاَ َخبِريٌ ِِبَا تَ ْع َملُو َن﴾‪ .‬وبعد‪:‬‬
‫ام ْ‬ ‫آمنُوا اتا قُوا هللاَ َو َلت ْنظُْر نَ ْف ٌ‬
‫س َما قَد َ‬ ‫َ‬
‫إل‪ ،‬وىو تأليف الرسول صلى‬ ‫كتبتُو بعد الرؤيا‪ :‬رأيت ‪ِ -‬ف ادلنام ‪ -‬كتابا َك ِرمي يُقرأ ّ‬ ‫ىذا كتاب َ‬
‫هللا عليو وسلم ادلسمي "اليوم القيامة"‪ .‬كانت الرؤيا ِف ٖٔ الشهر رمضان ٕٓٗٔ‬
‫(‪ .(20/12/1999‬والكتابات قبل الشهر رمضان ٕٔٗٔه‪.‬‬
‫بذلت قصارى جهدي وكتبتو باألربية من لغة َى ْو َسى‪ِ ،‬ف الشهر صفر ‪ٖٜٔٗ‬ه )‪،(2017‬‬
‫ولست بعرِب دكتورا‪ .‬لذلك ستجد كثري من اخلطاء ‪ -‬خطأ حنوي وغريه! ومل أفصح كدكتورا‬
‫ك بِا ْحلِ ْك َم ِة َوال َْم ْوِعظَِة ا ْحلَ َسَن ِة﴾‬
‫يل َربِّ َ‬
‫عرِب‪ .‬كتبتو ألستجيب لرِب إذ قال‪﴿ :‬ا ْدعُ إِ ََل َسبِ ِ‬
‫وأسعلو العفو ِف كل ما جعلتو ِف غري موضعو‪ ،‬وما أخطأت‪ .‬وأسعلك أن اتق هللا وقرأ ىذا‬
‫الكتاب إَل آخره قبل أن حيول إَل فليم السرية الذاتية ‪ -‬فيلم وثائقي‪.‬‬
‫وإن قلت "لذلك‪ ":‬يتبعو النُّ ُذ ُر ‪ -‬األمر والنهي من هللا تبارك وتعاَل‪ .‬والسالم عليكم‪ ،‬ورمحة‬
‫هللا وبركاتو‪ .‬وصلى هللا على نبينا حممد وعلى آلو وصحبو‪.‬‬

‫حممد بن ابراىيم بن حممد‬


‫(‪)Engr. Baba Magaji‬‬
‫‪bamagaj@gmail.com‬‬

‫)‪19/11/2017. (1/3/1439 AH‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page ii‬‬


‫يوـ ينفخ ُب الصور ىو يوماف الذاف ينفخ ا‪ٞ‬نلك ُب قرف عظيم‪ ،‬إذا أُذ َف لو هللاُ ا‪ٞ‬ندبر‬
‫الزماف‪ .‬وروى أبو ىريرة أف النيب صلى هللا عليو وسلم قاؿ‪ٞ" :‬نا فرغ هللا من خلق‬
‫السماوات واألرض خلق الصور فأعطاه اسرافيل‪ ،‬فهو واضعو على فيو شاخص‬
‫ببصره إىل العرش ينتظر مىت يؤمر‪ .‬قاؿ‪ :‬أبو ىريرة‪ :‬يا رسوؿ هللا وما الصور؟ قاؿ‪:‬‬
‫قرف‪ .‬قاؿ‪ :‬وكيف ىو؟ قاؿ‪ :‬قرف عظيم فيو ثالث نفخات‪ :‬األوىل نفخة الفزع‪،‬‬
‫والثانية نفخة الصعق والثالثة نفخة القياـ لرب العا‪ٞ‬نٌن"‪.‬‬
‫ونفخة األوىل تكوف َب الدنيا‪ ،‬وال فرؽ بينها وبٌن نفخة الثانية‪ ،‬وذلك ﴿ َح ىىت إِ َذا‬
‫ب ال َْو ْع ُد ا ْ‪ٜ‬نَ ُّق فَِإذَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فُتِ َح ْ‬
‫وج َو ُى ْم م ْن ُك ِّل َح َد ٍب يَػ ْنسلُو َف (‪َ )ٜٙ‬واقْػَتػ َر َ‬
‫وج َوَمأْ ُج ُ‬
‫ت يَأْ ُج ُ‬
‫ين َك َف ُروا يَ َاويْػلََنا قَ ْد ُكنىا ُِب َغ ْفلَ ٍة ِم ْن َى َذا بَ ْل ُكنىا‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫اخصةٌ أَبصار الى ِ‬
‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِىي َش ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ٌن﴾(األنبياء)‬ ‫ظَال ِم َ‬
‫وج وانطلقوا من مرتفعات األرض وانتشروا ُب جنباهتا‬ ‫وج َوَمأْ ُج ُ‬‫ت يَأْ ُج ُ‬ ‫إِذَا فُتِ َح ْ‬
‫مسرعٌن‪ ،‬يشتد األمر على ا‪ٞ‬نؤمنٌن‪ ،‬فإذا أبصار الكفار ِمن شدة الفزع مفتوحة ال‬
‫تكاد تَطْ ِرؼ‪ ،‬يدعوف على أنفسهم بالويل ُب حسرة‪ :‬يا ويلنا قد كنا الىٌن غافلٌن‬
‫ب ال َْو ْع ُد ا ْ‪ٜ‬نَقُّ﴾‪ .‬ويُرتؾ‬
‫﴿واقْػَتػ َر َ‬
‫عن ىذا اليوـ وعن اإلعداد لو‪ ،‬وكنا بذلك ظا‪ٞ‬نٌن‪َ ،‬‬
‫ا‪ٝ‬نلق يوـ يأتيهم الوعد‪ ،‬بعضهم ‪٫‬نتلط مع بعض أي‪ :‬اإلنسي با‪ٛ‬نين‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 1‬‬


‫ض﴾ وقاؿ ابن زيد‪ :‬ىذا أوؿ القيامة‪ٔ .‬نتلط‬ ‫وج ُِب بَػ ْع ٍ‬ ‫ٍِ‬
‫ض ُه ْم يَػ ْوَمئذ َ‪٬‬نُ ُ‬
‫﴿ َوتَػ َرْكَنا بَػ ْع َ‬
‫اى ْم َٗنْعاً﴾ ‪.1‬‬
‫بعض ا‪ٝ‬نلق ببعض ٍب نُفخ ُب الصور ُب أثر ذلك ﴿فَ َج َم ْعَن ُ‬
‫ات َوَم ْن ُِب‬ ‫سماو ِ‬
‫ع َم ْن ُِب ال ى َ َ‬ ‫خ ُِب الصُّو ِر فَػ َف ِز َ‬ ‫﴿ويَػ ْوَـ يُػ ْنػ َف ُ‬
‫إنا ﵁ وإنا إليو راجعوف! َ‬
‫يل‪َ ،‬علَ ِيو ال ى‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْاألَ ْر ِ ِ‬
‫سالَ ُـ‪،‬‬ ‫ين﴾ يَأْ ُم ُر هللاُ تَػ َع َاىل إسراف َ‬ ‫اَّللُ َوُك ٌّل أَتَػ ْوهُ َداخ ِر َ‬ ‫اء ى‬ ‫ض إ ىال َم ْن َش َ‬
‫صوت ي ِ‬ ‫وحينما يسمع األَحياء ِمن ا‪ٞ‬نَ ْخلُوقَ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صيبُػ ُه ُم‬ ‫ك ال ى ُ‬ ‫ات ذل َ‬ ‫ُ َ‬ ‫الصو ِر‪ُ َ ْ َ َ ،‬‬ ‫خ ُب ُّ‬ ‫فَػَين ُف ُ‬
‫ٌن فَِإ ىَم ال ي ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ال َف َز ُ ِ‬
‫ع‪ٍ .‬بُى (بال‬ ‫صيبُػ ُه ُم ال َف َز ُ‬ ‫اء هللا م ْن عَباده األَبْرا ِر ا‪ٞ‬نُ ْخلص َ ْ ُ‬ ‫ع‪ ،‬إال َم ْن َش َ‬
‫ات‪ٍ .‬بُى‬ ‫خ إِسرافِيل نَػ ْف َخةُ أُ ْخرى الصع ِق‪ ،‬فَػيصع ُق ُك ىل من َِ‪ٚ‬نعها ِمن ا‪ٞ‬نَ ْخلُوقَ ِ‬
‫راحة َ ُ ْ ُ‬ ‫ف‬‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫)‬‫‪2‬‬
‫َ ْ ََ َ‬ ‫ّْ ُ َْ‬ ‫َ‬
‫ٗنيعاً‬ ‫العب ِاد‪ ،‬ويأتُو َف رىَّبم َِ‬ ‫اد لِر ِب ِ‬‫ُ‬ ‫جس‬ ‫َ‬
‫أل‬ ‫ا‬ ‫وـ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ػ‬‫ت‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫ش‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ن‬ ‫وال‬ ‫خ الثىالِثَةَ ا‪ٞ‬نُْؤِذنَةَ بِالبػ ْع ِ‬
‫ث‬ ‫يَػ ْنػ َف ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف ِم ْنػ ُه ْم أَ َح ٌد َع ْن أم ِر َربِِّو‪.‬‬ ‫ٌن الَ يَػَت َخلى ُ‬ ‫اغ ِر ِ ِ‬
‫ين ُمطيع َ‬ ‫ص َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫قاؿ‪:‬‬ ‫أنو قاؿ حدثنا رسوؿ هللا‬ ‫عن ‪١‬نمد بن كعب القرظي عن أيب ىريرة‬
‫« يأمر هللا اسرافيل بنفخة الصعقة فإذا ىم خامدوف وجاء ملك ا‪ٞ‬نوت فقاؿ يا رب‬
‫فقد مات أىل السماء واألرض إال من شئت فيقوؿ من بقي وىو أعلم قاؿ يا رب‬
‫بقيت أنت ا‪ٜ‬ن ي الذي ال ٕنوت وبقي ٘نلة عرشك وبقي جربيل وميكائيل وبقيت أنا‬
‫فيقوؿ ليمت جربيل وميكائيل وليمت ٘نلة عرشي فيقوؿ هللا تعاىل وىو اعلم فمن‬
‫بقي فيقوؿ بقيت أنت ا‪ٜ‬ني الذي الٕنوت وبقيت أنا فيقوؿ يا ملك ا‪ٞ‬نوت أنت خلق‬
‫من خلقي خلقتك ‪ٞ‬نا رأيت فمت ٍب ال ‪٪‬ني فإذا مل يبق إال هللا الواحد الصمد قاؿ هللا‬

‫‪ .1‬الكتاب‪ :‬ا‪ٟ‬نداية إىل بلوغ النهاية ُب علم معاين القرآف وتفسًنه‪ ،‬وأحكامو‪ ،‬وٗنل من فنوف علومو‬

‫اح َد ًة ىما َ‪ٟ‬نَا ِمن فَػو ٍ‬


‫اؽ﴾ ىما‬ ‫اؽ‪ .‬قوله تعاىل‪﴿ :‬وما ينظُر ىؤالء إِالى صيح ًة و ِ‬
‫‪ 2‬بال راحة‪ :‬أي‪ :‬ىما َ‪ٟ‬نَا ِمن فَػو ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫َ‬
‫اؽ‪ :‬أي ما ‪ٟ‬نا من راحة‪.‬‬ ‫َ‪ٟ‬نَا ِمن فَػو ٍ‬
‫َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 2‬‬


‫ال موت على أىل ا‪ٛ‬ننة وال موت على أىل النار ٍب طوى هللا السماء واألض كطي‬
‫السجل للكتاب ٍب قاؿ‪ :‬أنا ا‪ٛ‬نبار ‪ٞ‬نن ا‪ٞ‬نلك اليوـ‪ٍ ،‬ب قاؿ‪ٞ:‬نن ا‪ٞ‬نلك اليوـ‪ ،‬ثالثا ٍب‬
‫‪3‬‬
‫قاؿ لنفسو ﵁ الواحد القهار‪.‬‬

‫لذلك‪:‬‬
‫ِ‬ ‫﴿أَ َمل َ ْ‪٤‬نع ِل ْاألَر ِ‬
‫اإلنْ َسا ُف أَلى ْن َ ْ‪٤‬ن َم َع عظَ َاموُ‬
‫ب ِْ‬ ‫َ‪٪‬ن َس ُ‬
‫اء َوأ َْم َواتًا﴾ أو ﴿أ َ ْ‬
‫َحَي ً‬
‫ض ك َفاتًا (ٕ٘) أ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬
‫(ٖ) بػلَى قَ ِاد ِرين علَى أَ ْف نُس ِوي بػنانَو﴾ و﴿قُل أَرأَيػت ُكم إِ ْف أَتَا ُكم ع َذاب ىِ‬
‫اَّلل أ َْو‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ْ َ َْ ْ‬ ‫َ ّ َ ََ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ف َما‬ ‫ٌن (ٓٗ) بَ ْل إِيىاهُ تَ ْد ُعو َف فَػَي ْك ِش ُ‬ ‫ساعةُ أَ َغيػر ىِ‬
‫اَّلل تَ ْد ُعو َف إِ ْف ُك ْنتم ِ ِ‬
‫صادق َ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫أَتَػ ْت ُك ُم ال ى َ ْ َ‬
‫‪.‬‬ ‫اء َوتَػ ْن َس ْو َف َما تُ ْش ِرُكوف﴾‬ ‫ِ ِِ‬
‫تَ ْد ُعو َف إلَْيو إ ْف َش َ‬

‫ض بِا ْ‪ٜ‬نَِّق َويَػ ْوَـ يَػ ُق ُ‬ ‫﴿وىو الى ِذي َخ َل َق ال ى ِ‬


‫وؿ ُك ْن فَػَي ُكو ُف قَػ ْولُوُ ا ْ‪ٜ‬نَ ُّق َولَوُ‬ ‫س َم َاوات َو ْاألَ ْر َ‬ ‫َ َُ‬
‫ًن﴾ (األنعاـ)‬ ‫ا‪ٝ‬نَبِ‬
‫ْ‬ ‫يم‬ ‫اد ِة وىو ا ْ‪ٜ‬ن ِ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ى‬
‫ش‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫الْملْك يػوـ يػ ْنػ َفخ ُِب الصُّو ِر ع ِ‬
‫امل‬
‫َ َ َ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ُ ََْ ُ ُ‬
‫اج َفةُ﴾ تتحرؾ األرض بشدة؛ فيموت كل من عليها‪ .‬وىو عند‬ ‫ف ال ىر ِ‬
‫﴿يَػ ْوَـ تَػ ْر ُج ُ‬
‫النفخة األوىل‪﴿ 4 .‬تَػ ْتَبػ ُع َها ال ىر ِادفَةُ﴾ التابعة وىي السماء والكواكب تنشق وتنتشر‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫أوالنفخة الثانية‪.‬‬

‫‪ .3‬اعتقاد أىل السنة‬


‫‪ .4‬الكتاب‪ :‬أوضح التفاسًن‬
‫‪ .5‬تفسًن البيضاوي‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 3‬‬


‫٘ن َل ِ‬ ‫إنّا﵁ وإنا إليو راجعوف! ﴿فَِإذَا نُِفخ ُِب الصُّو ِر نَػ ْفخةٌ و ِ‬
‫اح َدةٌ (ٖٔ) و ُِ‬
‫ض‬‫ت ْاألَ ْر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ت ال َْواقِ َعةُ﴾‬
‫اح َد ًة (ٗٔ) فَػيػومئِ ٍذ وقَػع ِ‬ ‫اؿ فَ ُد ىكتا َد ىك ًة و ِ‬
‫ََْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َوا ْ‪ٛ‬نَِب ُ َ‬
‫اح َدةٌ (ٖٔ) فَِإذَا ُى ْم‬‫وعلم أ ّف نفخة الثالثة ليست كنفخة األوىل‪﴿ ،‬فَِإ ى‪٧‬نَا ِىي زجرةٌ و ِ‬
‫َ َ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫بِال ى ِ ِ‬
‫ساى َرة﴾‪ ،‬فَِإ َذا ُى ْم قَي ٌ‬
‫اـ يَػ ْنظُُرو َف‪.‬‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫ار ُى ْم َ‪٫‬نْ ُر ُجو َف ِم َن‬
‫صُ‬ ‫ع ال ىد ِاع إِ َىل َش ْي ٍء نُ ُك ٍر (‪ُ )ٙ‬خ ى‬
‫ش ًعا أَبْ َ‬ ‫﴿فَػَتػ َو ىؿ َع ْنػ ُه ْم يَػ ْوَـ يَ ْد ُ‬
‫وؿ الْ َكافِ ُرو َف َى َذا يَػ ْوٌـ َع ِس ٌر﴾‬
‫ٌن إِ َىل ال ىد ِاع يَػ ُق ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْاألَ ْج َداث َكأَنػى ُه ْم َج َرا ٌد ُم ْنَتش ٌر(‪ُ )ٚ‬م ْهطع َ‬
‫‪.‬‬

‫وعن أنس بن مالك رضي هللا عنو قاؿ‪ٚ :‬ن عت رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم يقوؿ‪:‬‬
‫«إين ألوؿ الناس تنشق األ رض عن ٗنجم ي يوـ القيامة وال فخر‪ ،‬آٌب باب ا‪ٛ‬ننة‬
‫فآخذ حلقتو ‪ ،‬فيقاؿ‪ :‬من ىذا ؟ فأقوؿ‪ :‬أنا ‪١‬نمد‪ ،‬فيفتح يل وأدخل‪ ،‬فأجد ا‪ٛ‬نبار‬
‫‪6‬‬
‫عز وجل مستقبلي‪ ،‬فأسجد لو»‬
‫ِ‬
‫ٌن إىل الداعي‪ ،‬ذلك ا‪ٛ‬نمع ُب موقف‬ ‫ض فَي ْخ ُر ُجوف ا‪ٞ‬نوتى ُم ْس ِرع َ‬ ‫ٍب تَػَت َشقى ُق ْ‬
‫األر ُ‬
‫ا‪ٜ‬نساب على هللا سهل يسًن‪ .‬قاؿ هللا سبحانو و تعاىل‪﴿ :‬يَػ ْوَـ تَ َشقى ُق ْاألَ ْر ُ‬
‫ض َع ْنػ ُه ْم‬
‫ًن﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِسر ِ‬
‫ك َح ْش ٌر َع َل ْيػَنا يَس ٌ‬
‫اعا َذل َ‬
‫ًَ‬

‫‪ .6‬الكتاب‪ :‬التوحيد البن منده‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 4‬‬


‫‪٫‬نْرجوف ا‪ٞ‬نوتى مس ِرِعٌن إىل موضع واحد ‪﴿ -‬يػوـ َ‪٫‬نْرجو َف ِمن ْاألَج َد ِ‬
‫اث ِس َر ً‬
‫اعا َكأَنػى ُه ْم‬ ‫َ ْ‬ ‫ََْ ُ ُ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ُُ‬
‫ك الَْيػ ْو ُـ الى ِذي َكانُوا‬ ‫ِ‬
‫ار ُى ْم تَػ ْرَى ُق ُه ْم ِذلىةٌ َذل َ‬
‫صُ‬
‫ِ‬ ‫ب يُوفِ ُ‬
‫ضو َف (ٖٗ) َخاش َع ًة أَبْ َ‬ ‫صٍ‬‫إِ َىل نُ ُ‬
‫وع ُدو َف﴾ ‪ -‬ذليلة أبصارىم‪٫ ،‬نرجوف من القبور كأَم ُب انتشارىم وسرعة سًنىم‬ ‫يُ َ‬
‫للحساب جرا ٌد منتشر ُب اآلفاؽ‪ ،‬مسرعٌن إىل ما ُد ُعوا إليو‪ ،‬يقوؿ الكافروف‪ :‬ىذا‬
‫يوـ عسر شديد ا‪ٟ‬نوؿ‪.‬‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ٌن﴾‪﴿...‬إِ ى‪٧‬نَا يسَت ِ‬‫اَّلل وُكونُوا مع الصى ِادقِ‬ ‫﴿ياأَيػُّها الى ِ‬
‫يب الىذ َ‬
‫ين‬ ‫ُ‬ ‫ج‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ى‬ ‫وا‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫ػ‬‫ت‬‫ا‬ ‫وا‬ ‫ُ‬‫ن‬ ‫آم‬
‫َ‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َ َ‬
‫‪.‬‬ ‫اَّللُ ٍبُى إِلَْي ِو يُػ ْر َج ُعو َف﴾‬
‫يَ ْس َم ُعو َف َوال َْم ْوتَى يَػ ْبػ َعثُػ ُه ُم ى‬

‫وعلم يا أخي‪ ،‬قد اختلف البعث وا‪ٝ‬نروج من القبور بٌن الناس‪ ،‬على حسب ما ماتو‬
‫عليو‪ - 7413 .‬حدثنا قتيبة بن سعيد وعثماف بن أىب شيبة قاال حدثنا جرير عن‬
‫األعمش عن أىب سفياف عن جابر قاؿ ‪ٚ‬نعت النىب صلى هللا عليو وسلم يقوؿ‪:‬‬
‫«يبعث كل عبد على ما مات عليو» (صحيح مسلم)‪ .‬يبعث ا‪ٞ‬نؤمن على إ‪٬‬نانو‬
‫وا‪ٞ‬ننافق على نفاقو‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 5‬‬


‫ِ‬ ‫﴿أََال إِ ىف أَولِياء ىِ‬
‫آمنُوا َوَكانُوا يَػتىػ ُقو َف‬ ‫ين َ‬ ‫ؼ َع َل ْي ِه ْم َوَال ُى ْم َ ْ‪٪‬ن َزنُو َف (ٕ‪ )ٙ‬الىذ َ‬ ‫اَّلل َال َخ ْو ٌ‬ ‫َْ َ‬
‫ك ُى َو الَْف ْو ُز‬ ‫ات ىِ ِ‬ ‫الدنْػيا وُِب ْاآل ِخرِة َال تَػب ِديل لِ َكلِم ِ‬ ‫ُّ‬ ‫(ٖ‪َٟ )ٙ‬نم الْب ْشرى ُِب ا ْ‪ٜ‬ني ِ‬
‫اَّلل ذَل َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اة‬ ‫ََ‬ ‫ُُ ُ َ‬
‫يم﴾ (يونس)‪ .‬وقد سبق ُب كيفية ا‪ٞ‬نوت ا‪ٞ‬نؤمنٌن وا‪ٞ‬نسلمٌن أف ا‪ٞ‬نالئكة‬ ‫ِ‬
‫ال َْعظ ُ‬
‫ِ‬
‫ٌن يَػقُولُو َف َس َال ٌـ َعلَ ْي ُك ُم ا ْد ُخلُوا ا ْ‪ٛ‬نَنىةَ‬ ‫اى ُم ال َْم َالئِ َكةُ طَيِّبِ َ‬
‫ين تَػَتػ َوفى ُ‬‫شروَم با‪ٛ‬ننة ﴿الىذ َ‬ ‫يُػَب ّ‬
‫اموا تَػَتػَنػ ىز ُؿ َعلَ ْي ِه ُم ال َْم َالئِ َكةُ أ ىَال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اسَتػ َق ُ‬
‫اَّللُ ٍبُى ْ‬
‫ين قَالُوا َربُّػَنا ى‬ ‫ّنَا ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف﴾ ﴿إِ ىف الىذ َ‬
‫وع ُدو َف (ٖٓ) َ ْ‪٥‬ن ُن أ َْولَِيا ُؤُك ْم ُِب ا ْ‪ٜ‬نََي ِاة ُّ‬
‫الدنْػَيا‬ ‫َٔنَافُوا َوَال َٓنَْزنُوا َوأَبْ ِش ُروا بِا ْ‪ٛ‬نَن ِىة الىِ ي ُك ْنتُ ْم تُ َ‬
‫َوُِب ْاآل ِخ َرِة‪ .﴾...‬وىذا يوـ البشارة أيضا‪ ،‬ال تبديل لكلمات هللا‪٫ .‬نرجوف أولياء هللا‬
‫اى ُم‬ ‫ؼ َعلَ ْي ِه ْم َوَال ُى ْم َ ْ‪٪‬ن َزنُو َف‪َ﴿ ،‬ال َ ْ‪٪‬ن ُزنػُ ُه ُم الَْف َز ُ‬
‫ع ْاألَ ْكَبػ ُر َوتَػَتػلَقى ُ‬ ‫من القبور َال َخ ْو ٌ‬
‫وع ُدو َف﴾ نِ ْع َم البُ َشارة ىذا‪ ،‬نسأؿ هللا تعاىل أف‬ ‫ال َْم َالئِ َكةُ َى َذا يَػ ْو ُم ُك ُم الى ِذي ُك ْنتُ ْم تُ َ‬
‫‪٩‬نعلنا ُب أوليائو يوـ تقوـ ا‪ٜ‬نساب‪.‬‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫سيَِّئ ِة‬
‫اء بِال ى‬‫ج‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫)‬‫‪ٜٛ‬‬‫(‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬‫ن‬ ‫﴿من جاء بِا ْ‪ٜ‬نسن ِة فَػلَو خيػر ِم ْنػها وىم ِمن فَػزع يػومئِ ٍذ ِ‬
‫آم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ َ َ ََ ُ َ ْ ٌ َ َ ُ ْ ْ َ َ ْ َ‬
‫وى ُه ْم ُِب النىا ِر َى ْل ُْنَْز ْو َف إِ ىال َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف﴾‬
‫ت ُو ُج ُ‬
‫فَ ُكبى ْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 6‬‬


‫س ال ُْم ْج ِرُمو َف (ٕٔ) َوَملْ يَ ُك ْن َ‪ٟ‬نُ ْم ِم ْن ُش َرَكائِ ِه ْم ُش َف َعاءُ َوَكانُوا‬ ‫ساعةُ يػبلِ‬
‫وـ ال ى َ ُ ْ ُ‬ ‫﴿ َويَػ ْوَـ تَػ ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫بِ ُ ِ‬
‫ين﴾ (سورة الروـ)‪ .‬أي ويوـ ْنيء الساعة ال ي فيها يفصل هللا بٌن‬ ‫ش َرَكائ ِه ْم َكاف ِر َ‬
‫س‬ ‫خلقو‪ ،‬وينشر فيها ا‪ٞ‬نوتى من قبورىم‪ ،‬فيحشرىم إىل موقف ا‪ٜ‬نساب ﴿يػبلِ‬
‫ُْ ُ‬
‫ال ُْم ْج ِرُمو َف﴾ ‪ -‬يػيأس الذين أشركوا با﵁‪ ،‬واكتسبوا ُب الدنيا مساوئ األعماؿ من ّ‬
‫كل‬
‫‪7‬‬
‫شر‪ ،‬ويكتئبوف ويتندموف‪.‬‬
‫ّ‬
‫لذلك‪:‬‬
‫آَّللُ َخ ْيػ ٌر أَمىا يُ ْش ِرُكو َف (‪ )ٜ٘‬أَمى ْن‬ ‫اصطََفى‪ ،‬ى‬ ‫َّلل وس َالـ َعلَى ِعب ِاد ِه الى ِ‬ ‫﴿قُ ِل ا ْ‪ٜ‬نم ُد ِ ىِ‬
‫ين ْ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ََ‬ ‫َْ‬
‫ات بَػ ْه َج ٍة َما‬ ‫ات و ْاألَرض وأَنْػزَؿ لَ ُكم ِمن ال ى ِ‬
‫اء فَأَنْػَب ْتػَنا بِ ِو َح َدائِ َق َذ َ‬
‫س َماء َم ً‬ ‫ْ َ‬ ‫س َم َاو َ ْ َ َ َ‬
‫َخلَ َق ال ى ِ‬
‫اَّلل‪ ،‬بَ ْل ُى ْم قَػ ْوٌـ يَػ ْع ِدلُو َف (ٓ‪ )ٙ‬أَمى ْن َج َع َل‬ ‫َكا َف لَ ُكم أَ ْف تُػ ْنبِتوا َشجرىا‪ ،‬أَإِلَو مع ىِ‬
‫ٌ ََ‬ ‫َََ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ٌن الْب ْحريْ ِن ح ِ‬
‫اج ًزا‪ ،‬أَإِلَوٌ‬ ‫ْ‬ ‫ػ‬‫ب‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ْاألَرض قَػرارا وجعل ِخ َال َ‪ٟ‬نا أَنْػهارا وجعل َ‪ٟ‬نا رو ِ‬
‫اس‬
‫َ َ ً َ َ َ َ َ ََ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ ً َ ََ َ‬
‫وء‬ ‫ضطَ ىر إِذَا َد َعاهُ َويَ ْك ِش ُ‬ ‫ِ‬ ‫مع ىِ‬
‫الس َ‬ ‫ف ُّ‬ ‫يب ال ُْم ْ‬‫اَّلل‪ ،‬بَ ْل أَ ْكثَػ ُر ُى ْم َال يَػ ْعلَ ُمو َف (ٔ‪ )ٙ‬أَمى ْن ُ‪٩‬ن ُ‬ ‫ََ‬
‫اَّلل‪ ،‬قَلِ ًيال َما تَ َذ ىك ُرو َف (ٕ‪ )ٙ‬أَمى ْن يَػ ْه ِدي ُك ْم ُِب‬ ‫ض‪ ،‬أَإِلَو مع ىِ‬
‫ٌ ََ‬ ‫اء ْاألَ ْر ِ‬‫َوَ ْ‪٩‬ن َعلُ ُك ْم ُخلَ َف َ‬
‫الرياح ب ْشرا بػٌن ي َدي ر ْ٘نتِ ِو‪ ،‬أَإِلَو مع ىِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ‬
‫اَّلل‪ ،‬تَػ َع َاىل ى‬ ‫ٌ ََ‬ ‫ظُلُ َمات الَْبػ ِّر َوالَْب ْح ِر َوَم ْن يُػ ْرس ُل َِّ َ ُ ً َ ْ َ َ ْ َ َ‬
‫ض‪ ،‬أَإِلَوٌ‬ ‫س َم ِاء َو ْاألَ ْر ِ‬
‫ْق ٍبُى يُِعي ُدهُ َوَم ْن يَػ ْر ُزقُ ُك ْم ِم َن ال ى‬ ‫َع ىما يُ ْش ِرُكو َف (ٖ‪ )ٙ‬أَمى ْن يَػ ْب َدأُ ْ‬
‫ا‪ٝ‬نَل َ‬
‫سماو ِ‬ ‫اَّلل‪ ،‬قُل ىاتُوا بػرىانَ ُكم إِ ْف ُك ْنتم ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫ٌن (ٗ‪ )ٙ‬قُ ْل َال يَػ ْع َل ُم َم ْن ُِب ال ى َ َ‬ ‫صادق َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َم َع ى ْ َ ُ ْ َ ْ‬
‫ْم ُه ْم ُِب ْاآل ِخ َرِة‪،‬‬ ‫ل‬
‫َ َ ُ‬‫ع‬‫اَّلل وما ي ْشعرو َف أَيىا َف يػبػعثو َف (٘‪ )ٙ‬ب ِل ادىارَؾ ِ‬
‫ُْ َ ُ‬ ‫ب إ ىال ىُ َ َ َ ُ ُ‬
‫ض الْ َغ ْي ِ‬
‫َ‬ ‫َو ْاألَ ْر ِ‬
‫ك ِم ْنػ َها بَ ْل ُى ْم ِم ْنػ َها َع ُمو َف ﴾‬ ‫بَ ْل ُى ْم ُِب َش ٍّ‬

‫جامع البياف ُب تأويل القرآف‪ -‬التفسًن الطربي‬ ‫‪.7‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 7‬‬


‫إِ ْف‬ ‫ٌن يَػ ْوَمئِ ٍذ‬ ‫ِ‬ ‫خ ُِب ُّ‬
‫ش ُر ال ُْم ْج ِرم َ‬
‫ُز ْرقًا (ٕٓٔ) يَػَت َخافَػتُو َف بَػ ْيػَنػ ُه ْم‬ ‫الصو ِر َوَ ْ‪٥‬ن ُ‬ ‫﴿يَػ ْوَـ يُػ ْنػ َف ُ‬
‫إِ ىال‬ ‫وؿ أ َْمثَػلُ ُه ْم طَ ِري َقةً إِ ْف لَبِثْتُ ْم‬
‫لَبِثْتُ ْم إِ ىال َع ْش ًرا (ٖٓٔ) َ ْ‪٥‬ن ُن أَ ْعلَ ُم ِّنَا يَػقُولُو َف إِذْ‬
‫يَػقُ ُ‬
‫يَػ ْوًما﴾ (سورة طو)‬
‫شر ال ُْم ْج ِرمو َف بعد خروجهم من القبور زرقاً‪ ،‬أي زرؽ العيوف مع سواد الوجوه‪،‬‬ ‫ُْ‪٪‬ن ُ‬
‫والزرقة ا‪ٝ‬نضرة ُب العٌن كعٌن السنور‪ ،‬والعرب تتشاءـ بزرقة العٌن ألف الروـ كانوا‬
‫أعدى أعدائهم وىم زرؽ؛ والزراقة أسوأ ألواف العٌن‪ ،‬وأبغضها إىل العرب ولذلك‬
‫قالوا ُب صفة العدو‪ :‬أسود الكبد أصهب السباؿ أزرؽ العٌن‪ .‬وقاؿ الفراء‪ :‬زرقاً أي‬
‫ِ‬
‫ك َكانُوا‬ ‫اع ٍة َك َذل َ‬
‫اعةُ يُػ ْق ِس ُم ال ُْم ْج ِرُمو َف َما لَبِثُوا َغ ْيػ َر َس َ‬ ‫سَ‬ ‫وـ ال ى‬ ‫عمياً‪ُ َ ْ َ َ .‬‬
‫ق‬ ‫ػ‬‫ت‬ ‫ـ‬‫و‬ ‫ػ‬‫ي‬‫و‬ ‫﴿‬ ‫‪8‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫اَّلل إِ َىل يَػ ْوِـ‬
‫اب ىِ‬ ‫اإل‪٬‬نَا َف لَ َق ْد لَبِثْتُ ْم ُِب كَِت ِ‬
‫ْم َو ِْ‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫اؿ الى ِذين أُوتُوا ال ِ‬
‫ْع‬ ‫َ‬ ‫يُػ ْؤفَ ُكو َف (٘٘) َوقَ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الَْبػ ْعث فَػ َه َذا يَػ ْو ُـ الَْبػ ْعث َولَكنى ُك ْم ُك ْنتُ ْم َال تَػ ْعلَ ُمو َف (‪ )٘ٙ‬فَػَيػ ْوَمئذ َال يَػ ْنػ َف ُع الىذ َ‬
‫ين‬
‫ظَلَ ُموا َم ْع ِذ َرتُػ ُه ْم َوَال ُى ْم يُ ْسَتػ ْعَتبُو َف﴾ (الروـ)‬
‫‪ٞ‬نا «يبعث الناس علي ما ماتو عليو»‪ ،‬ال بد أف ذلك القوـ– ال ُْم ْج ِرمو َف‪ -‬ماتو حٌن‬
‫ت ال ىرس ِ‬ ‫صي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج ْو َف بِ ِْ‬ ‫ِ‬
‫وؿ )ص)‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اإل ٍِْب َوال ُْع ْد َواف َوَم ْع َ‬ ‫ودو َف ل َما نُػ ُهوا َع ْنوُ َويَػَتػَن َ‬‫يَػ ُع ُ‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫ت ال ىرس ِ‬ ‫صي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج ْوا بِ ِْ‬ ‫ِ‬
‫وؿ‬ ‫ُ‬ ‫اإل ٍِْب َوال ُْع ْد َواف َوَم ْع َ‬ ‫آمنُوا إِ َذا تَػَن َ‬
‫اج ْيتُ ْم فَ َال تَػَتػَن َ‬ ‫﴿يَاأَيُّػ َها الىذ َ‬
‫ين َ‬
‫شيطَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْرب والتىػ ْقوى واتػىقُوا ى ِ‬ ‫وتَػَن َ ِ‬
‫اف‬ ‫ىج َوى م َن ال ى ْ‬ ‫اَّللَ الىذي إِلَْيو ُٓنْ َش ُرو َف (‪ )ٜ‬إِ ى‪٧‬نَا الن ْ‬ ‫اج ْوا بالِ ِّ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫اَّلل فَػلَْيَتػ َوىك ِل ال ُْم ْؤِمنُو َف﴾‬
‫اَّلل‪ ،‬وعلَى ىِ‬‫ِ‬
‫ارى ْم َش ْيًئا إِ ىال بِِإذْ ِف ى َ َ‬
‫لِيحز َف الى ِذين آمنوا ولَيس بِض ِ ِ‬
‫َ َُ َ ْ َ َ ّ‬ ‫َ ُْ‬

‫فتح البياف ُب مقاصد القرآف‬


‫‪ .8‬الكتاب‪ُ :‬‬
‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 8‬‬
‫ض َما يَ ُكو ُف ِم ْن َ ْ‪٤‬ن َوى ثَ َالثَ ٍة إِ ىال ُى َو‬ ‫ات َوَما ُِب ْاألَ ْر ِ‬ ‫سماو ِ‬
‫اَّللَ يَػ ْعلَ ُم َما ُِب ال ى َ َ‬
‫﴿أَ َملْ تَػ َر أَ ىف ى‬
‫ِ ِ‬
‫ك َوَال أَ ْكثَػ َر إِ ىال ُى َو َم َع ُه ْم أَيْ َن َما‬ ‫َرابِ ُع ُه ْم‪َ ،‬وَال َ‪ٙ‬نْ َس ٍة إِ ىال ُى َو َس ِاد ُس ُه ْم‪َ ،‬وَال أَ ْد َن م ْن َذل َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫َكانُوا ٍبُى يُػَنبِّئُػ ُهم ِّنَا َع ِملُوا يَػوَـ ال ِْقَي َام ِة‪ ،‬إِ ىف ى ِ‬
‫يم (‪ )ٚ‬أَ َملْ تَػ َر إِ َىل الىذ َ‬
‫ين‬ ‫اَّللَ ب ُك ِّل َش ْيء َعل ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫صي ِ‬ ‫اف وم ْع ِ‬ ‫اإل ٍِْب والْع ْدو ِ‬ ‫ِ‬‫ْ‬ ‫ِ‬‫ب‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫و‬ ‫اج‬ ‫ن‬ ‫ػ‬‫ت‬ ‫ػ‬‫ي‬‫و‬ ‫و‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫وا‬‫ه‬ ‫ػ‬
‫ُ‬‫ن‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫نُػهوا ع ِن النىجوى ٍبُى يػعودو َف لِ‬
‫َ ُ َ ََ َ‬ ‫ََ َ ْ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ‬
‫اَّللُ َويَػ ُقولُو َف ُِب أَنْػ ُف ِس ِه ْم لَ ْوَال يُػ َع ِّذبُػَنا ى‬
‫اَّللُ ِّنَا‬ ‫ك بِ ِو ى‬ ‫وؾ َحيىػ ْو َؾ ِّنَا َملْ َُ‪٪‬نيِّ َ‬‫وؿ َوِإ َذا َجاءُ َ‬ ‫ال ىرس ِ‬
‫ُ‬
‫ًن﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪.‬‬ ‫س ال َْمص ُ‬ ‫صلَ ْونَػ َها فَب ْئ َ‬
‫ىم يَ ْ‬ ‫وؿ‪َ ،‬ح ْسبُػ ُه ْم َج َهن ُ‬
‫نَػ ُق ُ‬

‫فإذا كاف يوـ البعث‪ ،‬ونفخ ا‪ٞ‬نَلَك ا‪ٞ‬نكلىف ُب "القرف"‪ ،‬وبُِع َ‬


‫ث الناس من قبورىم‪ ،‬فال‬
‫فاخ َر باألنساب حينئذ كما كانوا يفتخروف َّبا ُب الدنيا‪ ،‬وال يسأؿ أحد أح ًدا‪.‬‬ ‫تَ ُ‬
‫اءلُو َف﴾ (ال ُْم ْؤِمنُو َف)‬ ‫ٍِ‬ ‫﴿فَِإ َذا نُِف َخ ُِب ُّ‬
‫الصو ِر فَ َال أَنْ َس َ‬
‫اب بَػ ْيػَنػ ُه ْم يَػ ْوَمئذ َوَال يَػَت َس َ‬
‫كاف عبدهللا بن مسعود رضي هللا عنو دخل عليو بعض أصحابو فرأوا عنده غلمانا ُب‬
‫غاية ا‪ٜ‬نسن كأَم ذىب فجعلوا ينظروف إليهم‪ ،‬فقاؿ أتعجبوف من حسنهم؟ وهللا إين‬
‫ألٕنىن موهتم! ‪ٞ‬ناذا قاؿ ىذا الكالـ؟ ‪ٞ‬نا يعلم مالو عند هللا إذا احتسب حبيبو إذا‬
‫فقده من أىل الدنيا‪.‬‬
‫ذلكل‪:‬‬
‫اؿ َوالَْبػنُو َف ِز َينةُ ا ْ‪ٜ‬نََي ِاة‬
‫ٌن﴾‪﴿...‬ال َْم ُ‬ ‫ِِ‬
‫اَّللَ َوُكونُوا َم َع الصىادق َ‬ ‫آمنُوا اتػىقُوا ى‬ ‫ين َ‬
‫ِ‬
‫﴿يَاأَيػُّ َها الىذ َ‬
‫َب الى ِ‬ ‫ا‪ٜ‬نات خيػر ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫س‬‫َ‬ ‫ٓن‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫﴿ال‬ ‫‪...‬‬ ‫﴾‬ ‫ال‬‫ً‬ ‫َم‬‫أ‬ ‫ر‬ ‫ػ‬
‫َ ًَ َ ٌ َ‬‫ي‬
‫ْ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫اب‬‫و‬‫ػ‬‫ث‬
‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ّ‬‫ِ‬
‫ب‬‫ر‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ات الصى َ ُ َ ْ ٌ‬ ‫الدنْػَيا َوالَْباقَِي ُ‬‫ُّ‬
‫اب َوَ‪ٟ‬نُ ْم‬ ‫ىه ْم ِّنََف َازٍة ِم َن ال َْع َذ ِ‬
‫يَػ ْف َر ُحو َف ِّنَا أَتَػ ْوا َو ُِ‪٪‬نبُّو َف أَ ْف ُْ‪٪‬ن َم ُدوا ِّنَا َملْ يَػ ْف َعلُوا فَال َٓنْ َسَبػنػ ُ‬
‫يم﴾‬ ‫ع َذاب أَلِ‬
‫َ ٌ ٌ‬
‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 9‬‬
‫ص ْيػَنا‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ا‬‫ن‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫اض ِع ِو ويػ ُقولُو َف َِ‬
‫‪ٚ‬ن‬ ‫ادوا َُ‪٪‬ن ِرفُو َف الْ َكلِم َعن مو ِ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬‫َ‬ ‫ين‬ ‫ذ‬‫قاؿ هللا تعاىل‪ِ ﴿ :‬من الى ِ‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬
‫ْسَنتِ ِه ْم َوطَ ْعًنا ُِب ال ِّدي ِن‪َ ،‬ولَ ْو أَنػى ُه ْم قَالُوا َِ‪ٚ‬ن ْعَنا َوأَطَ ْعَنا‬ ‫ا‪ٚ‬نَع غَيػر مسم ٍع ور ِاعَنا لَيًّا بِأَل ِ‬
‫َو ْ ْ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫اَّللُ بِ ُك ْف ِرِى ْم فَ َال يُػ ْؤِمنُو َف إِ ىال قَلِ ًيال﴾‬
‫ا‪ٚ‬نَ ْع َوانْظُْرنَا لَ َكا َف َخ ْيػ ًرا َ‪ٟ‬نُ ْم َوأَقْػ َوَـ َولَ ِك ْن لَ َعَنػ ُه ُم ى‬
‫َو ْ‬
‫(النساء)‬
‫إذا نفخ ُب الصور‪٫ ،‬نرجوف ا‪ٞ‬ننافقوف من القبور‪ ،‬مثلهم ﴿وِم ْنػهم الى ِ‬
‫ين يُػ ْؤذُو َف النِ ى‬
‫ىيب‬ ‫ذ‬
‫َ ُُ َ‬
‫وج وا‪ٞ‬نَ ْش ِي ويقولوف‪ :‬يَ َاويْػ َلَنا! َم ْن بَػ َعثَنا ِم ْن‬ ‫َويَػ ُقولُو َف ُى َو أُذُ ٌف﴾‪ ،‬يُس ِر ُعو َف ُِب ا‪ٝ‬نُُر ِ‬
‫الدنْيا؟ َويَردُّ َعلَ ْي ِهم ا‪ٞ‬نُْؤِمنُو َف (أ َْو ا‪ٞ‬نَُت َسائِلُو َف‬ ‫قػُبُو ِرنَا ال ي ُكنىا نَػ ْرقُ ُد فِ َيها بَػ ْع َد َحَياتَِنا ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َد َؽ‬ ‫ادهُ‪َ ،‬و َ‬ ‫الذي َو َع َد ال ىر ْ٘نَ ُن بِ ِو عَب َ‬ ‫الذي تَػرونَو ىو ِ‬
‫َ ْ ُ َُ‬
‫ث ِ‬ ‫ٌن‪َ :‬ى َذا الَبػ ْع ُ‬ ‫بَػ ْيػَنػ ُه ْم) قَائِل َ‬
‫اث إِ َىل َرَّّبِِ ْم‬‫ا‪ٞ‬نُرسلُو َف ُِب إِ ْخبا ِرِىم َع ْنو‪ .‬إقرأ‪﴿ :‬ونُِف َخ ُِب الصُّو ِر فَِإذَا ىم ِمن ْاألَج َد ِ‬
‫ُْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َْ‬
‫ص َد َؽ‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫٘ن‬‫ْ‬ ‫ر‬
‫ى‬ ‫ال‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ا‬‫ذ‬‫َ‬ ‫ى‬ ‫ا‬‫َ‬‫ن‬‫د‬‫يػ ْن ِسلُو َف (ٔ٘) قَالُوا ياويػلََنا من بػعثَػَنا ِمن مرقَ ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ َْ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ال ُْم ْر َسلُو َف﴾ (يس)‬

‫اح َدةً‬‫﴿ويػقُولُو َف مىت ى َذا الْو ْع ُد إِ ْف ُك ْنتم ص ِادقٌِن (‪ )ٗٛ‬ما يػ ْنظُرو َف إِ ىال صيحةً و ِ‬
‫َْ َ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ََ‬
‫َىلِ ِه ْم يَػ ْرِج ُعو َف﴾‪﴿...‬إِ ْف‬ ‫صمو َف (‪ )ٜٗ‬فَ َال يسَت ِطيعو َف تَػو ِ‬
‫صَي ًة َوَال إِ َىل أ ْ‬ ‫َْ ُ ْ‬
‫ِِ‬
‫تَأْ ُخ ُذ ُى ْم َو ُى ْم َ‪٫‬ن ّ ُ‬
‫س‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ظ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫و‬ ‫ػ‬‫ي‬‫ْ‬‫ل‬‫ا‬‫ف‬
‫َ‬ ‫)‬ ‫ٖ٘‬ ‫(‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫و‬‫ر‬ ‫ض‬ ‫‪١‬ن‬
‫ْ‬‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ػ‬‫ي‬‫د‬‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫يع‬ ‫اح َدةً فَِإذَا ُىم َِ‬
‫ٗن‬ ‫ت إِ ىال صيحةً و ِ‬ ‫َكانَ ْ‬
‫ُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللَ َوَر ُسولَوُ َوَال‬
‫يعوا ى‬ ‫آمنُوا أَط ُ‬ ‫ين َ‬ ‫َش ْيًئا َوَال ُْنَْز ْو َف إِ ىال َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف﴾‪﴿...‬يَاأَيُّػ َها الىذ َ‬
‫ين قَالُوا َِ‪ٚ‬ن ْعَنا َو ُى ْم َال يَ ْس َم ُعو َف﴾‬ ‫ِ‬
‫تَػ َولىْوا َع ْنوُ َوأَنْػتُ ْم تَ ْس َم ُعو َف (ٕٓ) َوَال تَ ُكونُوا َكالىذ َ‬
‫اَّلل َوَر ُسولِ ِو لَِي ْح ُك َم بَػ ْيػَنػ ُه ْم أَ ْف يَػ ُقولُوا َِ‪ٚ‬ن ْعَنا‬
‫﴿إِ ى‪٧‬نَا َكا َف قَػو َؿ الْم ْؤِمنٌِن إِ َذا دعوا إِ َىل ىِ‬
‫ُُ‬ ‫ْ ُ َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 10‬‬


‫اَّللَ َويَػتىػ ْق ِو فَأُولَئِ َ‬
‫ك‬ ‫ش ى‬ ‫حو َف (ٔ٘) َوَم ْن يُ ِط ِع ى‬
‫اَّللَ َوَر ُسولَوُ َوَ‪٫‬نْ َ‬
‫ِ‬
‫َوأَطَ ْعَنا َوأُولَئِ َ‬
‫ك ُى ُم ال ُْم ْفل ُ‬
‫‪.‬‬ ‫ُى ُم الَْفائِ ُزو َف﴾‬

‫ض َع ْن ِذ ْك ِر هللا وخالف أمره‪َ ،‬وَك َف َر ِّنَا أَنْػ َزَؿ هللا َع َلى رسولو ٍب اتبع‬
‫كل من أَ ْع َر َ‬
‫‪١‬ندثات اليوـ ‪ -‬استخرجها شيوخ بعد السلف الصاّب ‪ -‬فإنو يعيش ُب ىذه الدنيا‬
‫ضنكا‪ ،‬ويبعث يوـ القيامة أَ ْع َمى‪ ،‬ال يري‪ .‬وىكذا يبعث َمن أسرؼ على نفسو‬
‫ض َع ْن ِذ ْك ِري فَِإ ىف لَوُ َم ِعي َشةً َ‬
‫ض ْن ًكا‬ ‫فعصى ربىو‪ .‬قاؿ هللا سبحانو وتعاىل‪َ ﴿ :‬وَم ْن أَ ْع َر َ‬
‫ص ًًنا (ٕ٘ٔ)‬ ‫تبِ‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫ق‬‫و‬ ‫ى‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫ين‬‫ِ‬ ‫ت‬‫ر‬ ‫اؿ ر ِب ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ش ُرهُ يَػ ْوَـ الْقَي َامة أَ ْع َمى (ٕٗٔ) قَ َ َ ّ َ َ ْ‬
‫ش‬
‫َ‬ ‫ح‬ ‫مل‬ ‫َوَ ْ‪٥‬ن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَ َ ِ‬
‫ك َ‪٤‬نْ ِزي َم ْن‬ ‫ك الَْيػ ْوَـ تػُنْ َسى (‪َ )ٕٔٙ‬وَك َذل َ‬ ‫ك آيَاتػَُنا فَػَن ِسيَتػ َها َوَك َذل َ‬ ‫ك أَتَػ ْت َ‬ ‫اؿ َك َذل َ‬
‫اب ْاآل ِخ َرِة أَ َش ُّد َوأَبْػ َقى﴾ (طو)‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ؼ َوَملْ يُػ ْؤم ْن بِآيَات َربِّو َولَ َع َذ ُ‬ ‫َس َر َ‬‫أْ‬
‫ات‬‫اؿ «إِيىا ُكم و ُْ‪١‬ن َدثَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬ ‫وسلم‬ ‫عليو‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫وؿ ىِ‬
‫اَّلل‬ ‫َ‬ ‫س‬‫ر‬ ‫ف‬
‫ّ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫ود‬ ‫اَّلل ب ِن مسع ٍ‬ ‫عن عب ِد ىِ‬
‫ْ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫ضاللَةٌ»‪ .‬وعن ابن‬ ‫األُ ُمو ِر فَِإ ىف َش ىر األُ ُمو ِر ُْ‪١‬ن َدثَاتُػ َها َوإِ ىف ُك ىل ُْ‪١‬ن َدثَ ٍة بِ ْد َعةٌ َوإِ ىف ُك ىل بِ ْد َع ٍة َ‬
‫عمر رضي هللا عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ هللا «كل بدعة ضاللة وإف رآىا الناس حسنة»‪.‬‬
‫وىذا ا‪ٜ‬نديث يدلّك على ىذا اؿ"كل" كلية! ال جزئية كما يقولوف أىل البدعة‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 11‬‬


‫"(‪ )324‬وأمجعوا على أن كل بدعة يف الدين فإهنا ضاللة‪ ،‬ومن قال من السلف يف بعض‬
‫األفعال إهنا بدعة حسنة‪ ،‬فإمنا يعنون به احلسن اللغوي‪ ،‬أ ي البدعة باعتبار اللغة‪ ،‬وأما‬
‫(الكتاب‪:‬‬ ‫البدعة باعتبار الشرع فلم يقل أحد من أهل السنة إن فيها شيء حسن"‪-.‬‬
‫اإلمجاع العقدي)‬
‫ذلكل‪:‬‬
‫ك َزيػىنىا لِ ُك ِّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللَ َع ْد ًوا بِ َغ ًِْن عل ٍْم‪َ ،‬ك َذل َ‬
‫سبُّوا ى‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ف‬ ‫وف ىِ‬
‫اَّلل‬ ‫﴿وَال تَسبُّوا الى ِذين ي ْد ُعو َف ِمن ُد ِ‬
‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ‬
‫‪.‬‬ ‫أُ ىم ٍة َع َملَ ُه ْم ٍبُى إِ َىل َرَّّبِِ ْم َم ْرِج ُع ُه ْم فَػيُػَنبِّئُػ ُه ْم ِّنَا َكانُوا يَػ ْع َملُو َف﴾‬

‫ِ‬ ‫وـ الى ِذي يَػَت َخبىطُوُ ال ى‬ ‫ِ‬


‫س‪،‬‬‫ش ْيطَا ُف م َن ال َْم ِّ‬ ‫ومو َف إِ ىال َك َما يَػ ُق ُ‬ ‫ين يَأْ ُكلُو َف ِّ‬
‫الربَا َال يَػ ُق ُ‬ ‫﴿الىذ َ‬
‫اءهُ َم ْو ِعظَةٌ‬
‫َ‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬‫ب‬
‫َ‬‫ِ‬
‫الر‬
‫ّ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ر‬‫ى‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ػ‬‫ب‬
‫َ‬‫ْ‬‫ل‬‫ا‬ ‫اَّلل‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫ى‬ ‫َح‬
‫َ‬ ‫أ‬‫و‬‫َ‬ ‫ا‬‫ب‬
‫َ‬‫ِ‬
‫الر‬
‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ث‬
‫ْ‬ ‫ذَلِك بِأَنػىهم قَالُوا إِ ى‪٧‬نَا الْبػيع ِ‬
‫م‬
‫َْ ُ ُ‬ ‫َ ُْ‬
‫اب النىا ِر ُى ْم فِ َيها‬ ‫ف وأَمره إِ َىل ىِ‬ ‫ِ‬
‫َص َح ُ‬‫كأ ْ‬ ‫اد فَأُولَئِ َ‬
‫اَّلل َوَم ْن َع َ‬ ‫م ْن َربِِّو فَانْػَتػ َهى فَػلَوُ َما َسلَ َ َ ْ ُ ُ‬
‫َخالِ ُدو َف﴾ (البقرة)‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫ِ‬ ‫اَّللَ َو َذ ُروا َما بَ ِقي ِم َن ِّ‬ ‫﴿ياأَيُّػها الى ِ‬
‫ٌن (‪ )ٕٚٛ‬فَِإ ْف َملْ‬ ‫الربَا إِ ْف ُك ْنتُ ْم ُم ْؤمنِ َ‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫وا‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫ػ‬‫ت‬‫ا‬ ‫وا‬‫ن‬
‫ُ‬ ‫آم‬
‫َ‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َ َ‬
‫وس أ َْم َوالِ ُك ْم َال تَظْلِ ُمو َف َوَال‬ ‫ْ ُُ ُ‬ ‫ء‬‫ر‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ف‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ػ‬
‫ُ‬‫ت‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫إ‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫و‬‫اَّلل ورسولِ ِ‬
‫ََ ُ َ‬
‫تَػ ْفعلُوا فَأْذَنُوا ُِنر ٍب ِمن ىِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬
‫ص ىدقُوا َخ ْيػ ٌر لَ ُك ْم إِ ْف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ِ‬
‫تُظْلَ ُمو َف (‪َ )ٕٜٚ‬وإِ ْف َكا َف ذُو ُع ْس َرة فَػَنظ َرةٌ إِ َىل َم ْي َس َرة‪َ ،‬وأَ ْف تَ َ‬
‫ت‬‫س َما َك َسَب ْ‬ ‫ُك ْنتم تَػعلَمو َف (ٓ‪ )ٕٛ‬واتػىقُوا يػوما تُػرجعو َف فِ ِيو إِ َىل ىِ‬
‫اَّلل ٍبُى تُػ َو ىَب ُك ُّل نَػ ْف ٍ‬ ‫ًَْ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫اع َف ًة‪َ ،‬واتػى ُقوا ى‬
‫اَّللَ‬ ‫ضَ‬ ‫ض َعافًا ُم َ‬ ‫الربَا أَ ْ‬‫آمنُوا َال تَأْ ُكلُوا ِّ‬‫ين َ‬ ‫َو ُى ْم َال يُظْلَ ُمو َف﴾‪﴿...‬يَاأَيُّػ َها الىذ َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 12‬‬


‫ِ‬ ‫لَعلى ُكم تُػ ْفلِحو َف (ٖٓٔ) واتػىقُوا النىار الىِ ي أ ُِع ىد ْ ِ ِ‬
‫اَّللَ‬
‫يعوا ى‬ ‫ت للْ َكاف ِر َ‬
‫ين (ٖٔٔ) َوأَط ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫‪.‬‬ ‫وؿ لَ َعلى ُك ْم تُػ ْر َ٘نُو َف﴾‬
‫َوال ىر ُس َ‬

‫َخ ِيو (ٖٗ) َوأ ُِّم ِو َوأَبِ ِيو (ٖ٘)‬ ‫صا ىخةُ (ٖٖ) يػوـ ي ِف ُّر الْمرء ِمن أ ِ‬
‫َُْ ْ‬ ‫ََْ َ‬ ‫اء ِت ال ى‬ ‫﴿فَإ َذا َج َ‬
‫ِ‬
‫احَبتِ ِو َوبَنِ ِيو (‪ )ٖٙ‬لِ ُك ِّل ْام ِر ٍئ ِم ْنػ ُه ْم يَػ ْوَمئِ ٍذ َشأْ ٌف يُػ ْغنِ ِيو (‪ُ )ٖٚ‬و ُجوهٌ يَػ ْوَمئِ ٍذ ُم ْس ِف َرةٌ‬
‫وص ِ‬
‫َ َ‬
‫اح َكةٌ ُم ْسَت ْب ِش َرةٌ (‪َ )ٖٜ‬و ُو ُجوهٌ يَػ ْوَمئِ ٍذ َع َل ْيػ َها َغَبػ َرةٌ (ٓٗ) تَػ ْرَى ُق َها قَػَتػ َرةٌ (ٔٗ)‬ ‫(‪ )ٖٛ‬ض ِ‬
‫َ‬
‫س)‬‫ك ُى ُم الْ َك َف َرةُ الَْف َج َرةُ﴾ (سورة َعَب َ‬ ‫أُولَئِ َ‬
‫إذا جاءت صيحة القيامة‪ ،‬ال ي تصخ ‪ٟ‬نو‪ٟ‬نا األ‪ٚ‬ناع‪ ،‬وتنزعج ‪ٟ‬نا األفئدة يومئذ‪٣ ،‬نا‬
‫(فاجرا)‪ ،‬من األىواؿ وشدة ا‪ٜ‬ناجة لسالف األعماؿ‪ ،‬يَ ِف ُّر ال َْم ْرءُ الفاجر‬ ‫ً‬ ‫الناس‬
‫ُ‬ ‫يرى‬
‫احَبتِ ِو (أي‪ :‬زوجتو)‬ ‫َخ ِيو وأ ُِم ِو وأَبِ ِيو وص ِ‬
‫من أعز الناس إليو‪ ،‬وأشفقهم لديو‪ِ ،‬من أ ِ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫َوبَنِ ِيو‪ ،‬وذلك ألنو ﴿لِ ُك ِّل ْام ِر ٍئ ِم ْنػ ُه ْم يَػ ْوَمئِ ٍذ َشأْ ٌف يُػ ْغنِ ِيو﴾ أي‪ :‬قد شغلتو نفسو‪،‬‬
‫واىتم لفكاكها‪ ،‬ومل يكن لو التفات إىل غًنىا‪ ،‬فحينئذ ينقسم ا‪ٝ‬نلق إىل فريقٌن‪:‬‬
‫سعداء وأشقياء‪ ،‬فأما السعداء‪ ،‬فوجوىهم يومئذ ُم ْس ِف َرةٌ أي‪ :‬قد ظهر فيها السرور‬
‫والبهجة‪ ،‬من ما عرفوا من ‪٤‬ناهتم‪ ،‬وفوزىم بالنعيم‪﴿ ،‬ض ِ‬
‫اح َكةٌ ُم ْسَت ْب ِش َرةٌ﴾‪َ .‬و ُو ُجوه‬ ‫َ‬
‫(األشقياء) يَػ ْوَمئِ ٍذ َعلَ ْيػ َها َغَبػ َرةٌ‪ .‬تَػ ْرَى ُق َها (أي‪ :‬تغشاىا) قَػَتػ َرةٌ‪ .‬فهي سوداء مظلمة‬
‫ك﴾ الذين َّبذا‬ ‫مد‪ٟ‬نمة‪ ،‬قد أيست من كل خًن‪ ،‬وعرفت شقاءىا وىالكها‪﴿ .‬أُولَئِ َ‬
‫﴿ى ُم الْ َك َف َرةُ الَْف َج َرةُ﴾ أي‪ :‬الذين كفروا بنعمة هللا وكذبوا بآيات هللا‪ ،‬وْنرأوا‬
‫الوصف ُ‬
‫‪9‬‬
‫على ‪١‬نارمو‪ .‬نسأؿ هللا العفو والعافية إنو جواد كرمي‪.‬‬

‫‪ .9‬الك تاب‪ :‬تيسًن الكرمي الر٘نن ُب تفسًن كالـ ا‪ٞ‬نناف_ تفسًن السعدي‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 13‬‬


‫ذلكل‪:‬‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫﴿ياأَيُّػها الى ِذين آمنوا َال تُػلْ ِه ُكم أَموالُ ُكم وَال أَوَالدُ ُكم عن ِذ ْك ِر ىِ‬
‫اَّلل‪َ ،‬وَم ْن يَػ ْف َع ْل َذل َ‬ ‫ْ َْ ْ َ ْ ْ َ ْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ‬
‫اح‬
‫اضا فَ َال ُجَن َ‬ ‫وزا أ َْو إِ ْع َر ً‬
‫شً‬ ‫ت ِم ْن بَػ ْعلِ َها نُ ُ‬‫﴿وإِ ِف ْام َرأَةٌ َخافَ ْ‬ ‫ا‪ٝ‬نَاس ُرو َف﴾‪َ ...‬‬
‫ك ىم ْ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فَأُولَئِ‬
‫ح‪َ ،‬وإِ ْف‬ ‫س ُّ‬
‫الش ى‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ػ‬
‫ْ‬‫ن‬‫َ‬
‫األ‬
‫ْ‬ ‫ت‬‫ضر ِ‬ ‫ُح ِ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫خ‬ ‫ْح‬ ‫ل‬ ‫الص‬
‫ُّ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬‫ْح‬‫ل‬ ‫ص‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ه‬ ‫ػ‬‫ن‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫ػ‬‫ب‬ ‫ا‬‫ح‬ ‫علَي ِهما أَ ْف يصلِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ٌ َ َ‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ َ َ ُ ً َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُٓنْ ِسنُوا َوتَػتىػقُوا فَِإ ىف ى‬
‫ٌن‬
‫يعوا أَ ْف تَػ ْعدلُوا بَػ ْ َ‬ ‫اَّللَ َكا َف ِّنَا تَػ ْع َملُو َف َخبِ ًًنا (‪َ )ٕٔٛ‬ولَ ْن تَ ْسَتط ُ‬
‫حوا َوتَػتىػ ُقوا فَِإ ىف‬ ‫النِّس ِاء ولَو حرصتم فَ َال َٕنِيلُوا ُك ىل الْمي ِل فَػت َذروىا َكالْمعلى َق ِة وإِ ْف تُصلِ‬
‫ْ ُ‬ ‫َْ َ ُ َ َُ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُْ ْ‬
‫اَّلل َكا َف َغ ُف ِ‬
‫استِ ْب َد َاؿ َز ْو ٍج َم َكا َف َز ْو ٍج َوآتَػ ْيتُ ْم إِ ْح َد ُ‬
‫اى ىن‬ ‫﴿وإِ ْف أ ََر ْد ًُبُ ْ‬
‫يما﴾‪َ ...‬‬ ‫ورا َرح ً‬ ‫ً‬ ‫ىَ‬
‫ف تَأْ ُخ ُذونَوُ َوقَ ْد‬ ‫قِ ْنطَ ًارا فَ َال تَأْ ُخ ُذوا ِم ْنوُ َش ْيًئا‪ ،‬أَتَأْ ُخ ُذونَوُ بُػ ْهَتانًا َوإِ ْٖنًا ُمبِ ًينا (ٕٓ) َوَك ْي َ‬
‫اف‪ ،‬فَِإ ْم َس ٌ‬
‫اؾ‬ ‫َخ ْذ َف ِم ْن ُكم ِميثَاقًا َغلِيظًا﴾ ﴿الطىَال ُؽ م ىرتَ ِ‬ ‫ض َوأ َ‬ ‫ض ُك ْم إِ َىل بَػ ْع ٍ‬ ‫ضى بَػ ْع ُ‬ ‫أَفْ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وى ىن َش ْيًئا إِ ىال أَ ْف َ‪٫‬نَافَا‬ ‫يح بِِإ ْح َساف‪َ ،‬وَال َِ‪٪‬ن ُّل لَ ُك ْم أَ ْف تَأْ ُخ ُذوا ‪٣‬نىا آتَػ ْيتُ ُم ُ‬ ‫ِّنَ ْع ُروؼ أ َْو تَ ْس ِر ٌ‬
‫ِ‬ ‫اَّلل‪ ،‬فَِإ ْف ِخ ْفتم أ ىَال ي ِقيما ح ُدود ىِ‬ ‫أ ىَال ي ِقيما ح ُدود ىِ‬
‫ت‬‫يما افْػَت َد ْ‬ ‫اح َعلَ ْي ِه َما ف َ‬‫اَّلل فَ َال ُجَن َ‬ ‫ُْ ُ َ ُ َ‬ ‫ُ َ ُ َ‬
‫‪.‬‬ ‫ك ُى ُم الظىالِ ُمو َف﴾‬ ‫اَّلل فَ َال تَػعت ُدوىا‪ ،‬ومن يػتػع ىد ح ُدود ىِ‬
‫اَّلل فَأُولَئِ َ‬ ‫َْ َ َ َ ْ ََ َ ُ َ‬
‫بِ ِو‪ ،‬تِلْك ح ُدود ىِ‬
‫َ ُ ُ‬

‫«يبعث كل عبد على ما مات عليو»‪ ،‬ا‪ٜ‬نامل تبعث ُنملها‪ ،‬ومرضعة برضيعها إذا‬
‫رضيعها الذي ألقمتو ثديها؛‬
‫ماتا معا‪ .‬وتروَم‪ ،‬إذا خرجوا من القبور‪ :‬تنسى الوالدةُ َ‬
‫لِ َما نزؿ َّبا من الكرب‪ ،‬وتُ ْسقط ا‪ٜ‬نامل ٘نلها من الرعب وتغيب عقوؿ للناس‪ ،‬فهم‬
‫كالسكارى من شدة ا‪ٟ‬نوؿ والفزع‪ ،‬وليسوا بسكارى من ا‪ٝ‬نمر‪ ،‬ولكن شدة العذاب‬
‫أفقدهتم عقو‪ٟ‬نم وإدراكهم ‪...10‬‬

‫‪ .10‬الكتاب‪ :‬التفسًن ا‪ٞ‬نيسر‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 14‬‬


‫يم (ٔ) يَػ ْوَـ تَػ َر ْونَػ َها تَ ْذ َى ُل ُك ُّل‬ ‫ِ‬ ‫س َِ‬‫ىاس اتػىقُوا َربى ُك ْم إِ ىف َزل َْزلَةَ ال ى‬
‫اعة َش ْيءٌ َعظ ٌ‬ ‫﴿يَاأَيػُّ َها الن ُ‬
‫ِ‬ ‫ض َع ٍة َع ىما أ َْر َ‬‫مر ِ‬
‫ىاس ُس َك َارى َوَما ُى ْم‬ ‫ض ُع ُك ُّل َذات َ٘نْ ٍل َ٘نْلَ َها َوتَػ َرى الن َ‬ ‫ت َوتَ َ‬ ‫ض َع ْ‬ ‫ُْ‬
‫اَّلل َش ِدي ٌد﴾ (سورة ا‪ٜ‬نج) وذلك ‪٫‬نتص بأولياء الشيطاف‪ ،‬فإ ىف‬ ‫بِس َكارى ولَ ِك ىن ع َذاب ىِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫هللا الَ َخوؼ عليهم والىم ‪٪‬نزنوف‪.‬‬ ‫أولياء ِ‬
‫َ‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫شيطَ ِ‬ ‫ا‪ٝ‬نَمر والْمي ِسر و ْاألَنْصاب و ْاألَ ْزَالـ ِرج ِ‬ ‫ين َ ِ ى‬ ‫ِ‬
‫اف‬ ‫س م ْن َع َم ِل ال ى ْ‬ ‫آمنُوا إ‪٧‬نَا ْ ْ ُ َ َ ْ ُ َ َ ُ َ ُ ْ ٌ‬ ‫﴿يَاأَيُّػ َها الىذ َ‬
‫اء‬ ‫ض‬ ‫غ‬
‫ْ‬ ‫ػ‬‫ب‬‫ْ‬‫ل‬‫ا‬‫و‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫او‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ْع‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫ػ‬‫ب‬ ‫ع‬ ‫شيطَا ُف أَ ْف يوقِ‬ ‫ى‬ ‫ال‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫ر‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ى‬
‫‪٧‬ن‬
‫َ‬ ‫حو َف (ٓ‪ )ٜ‬إِ‬ ‫فَاجتنِبوه لَعلى ُكم تُػ ْفلِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ُ ُ َ ْ‬
‫اَّلل َو َع ِن الصى َال ِة‪ ،‬فَػ َه ْل أَنْػتُ ْم ُم ْنَتػ ُهو َف (ٔ‪)ٜ‬‬ ‫ا‪ٝ‬نَم ِر والْمي ِس ِر ويص ىد ُكم عن ِذ ْك ِر ىِ‬
‫ُِب ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ ْ‬
‫اح َذ ُروا‪ ،‬فَِإ ْف تَػ َولىْيتُ ْم فَا ْع َل ُموا أَ ى‪٧‬نَا َع َلى َر ُسولَِنا الَْب َال ُ‬
‫غ‬ ‫وؿ َو ْ‬
‫يعوا ال ىر ُس َ‬ ‫َطيعوا ى ِ‬
‫اَّللَ َوأَط ُ‬ ‫َوأ ُ‬
‫ِ‬
‫ات والْ َقانِتٌِن والْ َقانِت ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫َ َ َ‬ ‫ٌن َوال ُْم ْؤمَن َ‬ ‫ٌن َوال ُْم ْسل َمات َوال ُْم ْؤمنِ َ‬ ‫ٌن﴾‪﴿...‬إِ ىف ال ُْم ْسل ِم َ‬ ‫ال ُْمبِ ُ‬
‫ٌن‬ ‫ات والْمت ِ ِ‬ ‫اش ِعٌن و ْ ِ ِ‬ ‫ات و ْ ِ‬ ‫صابِ ِرين وال ى ِ ِ‬ ‫ص ِادقٌِن وال ى ِ ِ‬
‫ص ّدق َ‬ ‫ا‪ٝ‬نَاش َع َ ُ َ َ‬ ‫ا‪ٝ‬نَ َ َ‬ ‫صاب َر َ‬ ‫صادقَات َوال ى َ َ‬ ‫َوال ى َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫والْمت ِ ِ‬
‫اَّللَ‬
‫ين ى‬ ‫وج ُه ْم َوا ْ‪ٜ‬نَافظَات َوال ىذاك ِر َ‬ ‫ٌن فػُ ُر َ‬ ‫ٌن َوالصىائِ َمات َوا ْ‪ٜ‬نَافظ َ‬ ‫ص ّدقَات َوالصىائِ ِم َ‬ ‫َ َُ َ‬
‫اَّلل َ‪ٟ‬نم م ْغ ِفرًة وأَجرا ع ِ‬ ‫َكثًِنا وال ىذاكِر ِ‬
‫‪.‬‬ ‫يما﴾‬ ‫َع ىد ىُ ُ ْ َ َ َ ْ ً َ ً‬
‫ظ‬ ‫ات أ َ‬ ‫ً َ َ‬

‫ليس ك ل من مات ومل يبلغ ا‪ٜ‬نلم شهيد أومن أىل ا‪ٛ‬ننة‪ .‬عن عائشة ‪ -‬رضي هللا‬
‫عنها ‪ -‬قالت‪ :‬قلت‪« :‬يا رسوؿ هللا ذراري ا‪ٞ‬نؤمنٌن؟ قاؿ‪ :‬من آبائهم‪ ،‬فقلت‪ :‬يا‬
‫رسوؿ هللا بال عمل؟ قاؿ‪ :‬هللا أعلم ّنا كانو عاملٌن‪ .‬قلت‪ :‬فذراري ا‪ٞ‬نشركٌن؟ قاؿ‪:‬‬
‫من آبائهم‪ ،‬قلت‪ :‬بال عمل؟ قاؿ‪ :‬هللا أعلم ّنا كانوا عاملٌن» (رواه أبوداود)‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 15‬‬


‫وُب سنن أيب داود عن سلمة بن قيس األشجعي قاؿ أتيت أنا وأخي‪ ،‬النيب صلى هللا‬
‫عليو وسلم فقلنا إف ّأم نا ماتت ُب ا‪ٛ‬ناىلية وكانت تقري الضيف وتصل الرحم وأَا‬
‫وأدت أختاً لنا ُب ا‪ٛ‬ناىلية مل تبلغ ا‪ٜ‬ننث فقاؿ‪« :‬الوائدة وا‪ٞ‬نوؤدة ُب النار‪ ،‬إال أف‬
‫ْ‬
‫تدرؾ الوائدة اإلسالـ فتسلم»‪ .‬قاؿ ابن كثًن ُب تفسًنه (‪ )32/3‬إسناده حسن‪.‬‬
‫ٌن إِ َىل ال ىد ِاع‪ ،‬اشتعل الرؤوسهم َش ْيًبا لِ َما فِ ِيو‬ ‫ِِ‬
‫والشباب إذا خرجوا من القبور‪ُ ،‬م ْهطع َ‬
‫ف تَػتىػ ُقو َف إِ ْف َك َف ْر ًُْب يَػ ْوًما َ ْ‪٩‬ن َع ُل الْ ِولْ َدا َف ِش ًيبا﴾ (ال ُْم ىزِّم ُل)‬
‫ِم َن ال َف َز ِع َواألَ ْى َو ِاؿ‪﴿ .‬فَ َك ْي َ‬

‫لذلك‪:‬‬
‫وب‬ ‫يل َوإِ ْس َح َ‬ ‫اَّلل وما أُنْ ِزَؿ إِلَيػنا وما أُنْ ِزَؿ إِ َىل إِبػر ِاىيم وإِ ْ‪ٚ‬ن ِ‬ ‫﴿قُولُوا آمنىا بِ ىِ‬
‫اؽ َويَػ ْع ُق َ‬ ‫َ‬ ‫اع‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َح ٍد ِم ْنػ ُه ْم‬‫ٌن أ َ‬
‫ِ‬
‫ُوٌبَ النىبِيُّو َف م ْن َرَّّبِِ ْم َال نُػ َف ِّر ُؽ بَػ ْ َ‬
‫يسى َوَما أ ِ‬ ‫ِ‬
‫وسى َوع َ‬ ‫ُوٌبَ ُم َ‬ ‫اط َوَما أ ِ‬ ‫و ْاألَسب ِ‬
‫َ َْ‬
‫ين إِ ىف ى‬ ‫وَ ْ‪٥‬نن لَو مسلِمو َف﴾‪﴿...‬ووصىى َِّبا إِبػر ِاى ِ ِ‬
‫اصطََفى لَ ُك ُم‬ ‫اَّللَ ْ‬ ‫وب يَابَِ ى‬ ‫يم بَنيو َويَػ ْعقُ ُ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ ُ ُْ ُ‬
‫َسلَ َم َم ْن ُِب‬ ‫ال ِّدين فَ َال ٕنَُوتُ ىن إِ ىال وأَنْػتم مسلِمو َف﴾‪﴿...‬أَفَػ َغيػر ِدي ِن ىِ‬
‫اَّلل يَػ ْبػغُو َف َولَوُ أ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُْ ُ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫اَّلل َوَما أُنْ ِزَؿ َعلَ ْيػَنا َوَما‬ ‫ض طَوعا وَكرىا وإِلَي ِو يػرجعو َف (ٖ‪ )ٛ‬قُل آمنىا بِ ىِ‬ ‫ال ى ِ‬
‫ْ َ‬ ‫س َم َاوات َو ْاألَ ْر ِ ْ ً َ ْ ً َ ْ ُ ْ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫اؽ ويػع ُقوب و ْاألَسب ِ‬ ‫أُنْ ِزَؿ علَى إِبػر ِاى ِ ِ‬
‫يسى‬ ‫وسى َوع َ‬ ‫ُوٌبَ ُم َ‬ ‫اط َوَما أ ِ‬ ‫يل َوإِ ْس َح َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫يم َوإ ْ‪ٚ‬نَاع َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫َح ٍد ِم ْنػ ُه ْم َوَ ْ‪٥‬ن ُن لَوُ ُم ْسلِ ُمو َف (ٗ‪َ )ٛ‬وَم ْن يَػ ْبَت ِغ غَ ْيػ َر‬ ‫ِ‬
‫َوالنىبِيُّو َف م ْن َرَّّبِِ ْم َال نُػ َف ِّر ُؽ بَػ ْ َ‬
‫ٌن أ َ‬
‫ا‪ٝ‬نَ ِ‬ ‫اإلس َالِـ ِدينا فَػلَن يػ ْقبل ِم ْنو وىو ُِب ْاآل ِخرِة ِ‬
‫‪.‬‬ ‫ين﴾‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫اس‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ َ‬ ‫ً ْ ُ َ َ ُ َ َُ‬ ‫ِْ ْ‬

‫ذلك من قليل الكيفيات البعث الناس من القبور‪ .‬و«يبعث كل عبد على ما مات‬
‫عليو» ٍب ‪٪‬نشر الناس ُب مكاف الداعي‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 16‬‬


‫ارَىا‬
‫صُ‬ ‫وبعد أف ‪٪‬نشر الناس إىل الداعي‪ ،‬سرتى أولياء الشيطاف قلوَّبم خائفة ﴿أَبْ َ‬
‫ودو َف ُِب ا ْ‪ٜ‬نَافِ َرِة﴾‪ .‬وعن ابن عباس‪،‬‬ ‫اش َعةٌ﴾ َويُ ِس ُّروف النى َد َام َة ﴿يَػ ُقولُو َف أَإِنىا لَ َم ْر ُد ُ‬ ‫َخ ِ‬
‫ودو َف ُِب ا ْ‪ٜ‬نَافِ َرِة﴾ يقوؿ‪ :‬أئنا لنحيا بعد موتنا‪ ،‬ونبعث من مكاننا‬ ‫قولو‪﴿ :‬أَئِنىا لَ َم ْر ُد ُ‬
‫ودو َف ُِب ا ْ‪ٜ‬نَافِ َرِة﴾ أئنا ‪ٞ‬نبعوثوف خلقا جديدا!‬ ‫ىذا‪ .‬وعن قتادة يقوؿ‪﴿ :‬أَئِنىا لَ َم ْر ُد ُ‬
‫ِ‬
‫ويقولوف ﴿أَإِ َذا ُكنىا عظَ ًاما َِ‪٦‬ن َرًة﴾‪ .‬أليسوا ‪ُ -‬ب حياهتم الدنيا ‪﴿ -‬قَالُوا تِل َ‬
‫ْك إِ ًذا َك ىرةٌ‬
‫َخ ِ‬
‫اس َرةٌ﴾‪.‬‬

‫وؿ إِ ىال َكانُوا بِ ِو يَ ْسَتػ ْه ِزئُو َف (ٖٓ) أَ َملْ يَػ َر ْوا َك ْم‬ ‫احسرةً َعلَى ال ِْعَب ِاد‪َ ،‬ما يَأْتِي ِهم ِم ْن رس ٍ‬
‫ْ َُ‬ ‫﴿يَ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َىلَ ْكَنا قَػ ْبػلَ ُه ْم م َن الْ ُق ُروف أَنػى ُه ْم إِلَْي ِه ْم َال يَػ ْرج ُعو َف (ٖٔ) َوإِ ْف ُك ٌّل لَ ىما َٗن ٌ‬
‫يع لَ َديْػَنا‬ ‫أْ‬
‫اىا َوأَ ْخ َر ْجَنا ِم ْنػ َها َحبًّا فَ ِم ْنوُ يَأْ ُكلُو َف‬
‫َحَيػ ْيػَن َ‬
‫ض ال َْم ْيَتةُ أ ْ‬ ‫ض ُرو َف (ٕٖ) َوآيَةٌ َ‪ٟ‬نُ ُم ْاألَ ْر ُ‬ ‫ُْ‪١‬ن َ‬
‫وف (ٖٗ) لَِيأْ ُكلُوا ِم ْن‬ ‫جرنَا فِيها ِمن الْعي ِ‬
‫َ ُُ‬ ‫َ‬ ‫ى‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫و‬ ‫ٍ‬
‫اب‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫أ‬
‫َ‬‫و‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫يل‬ ‫ىات ِمن َِ‬
‫‪٦‬ن‬ ‫ْ‬
‫(ٖٖ) وجعلَْنا فِيها جن ٍ‬
‫َ َ‬ ‫َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫اج ُكلى َها ‪٣‬نىا تُػ ْنبِ ُ‬
‫َٖنَ ِره َوَما َعملَ ْتوُ أَيْدي ِه ْم أَفَ َال يَ ْش ُك ُرو َف (ٖ٘) ُس ْب َحا َف الىذي َخلَ َق ْاألَ ْزَو َ‬
‫‪.‬‬ ‫ض َوِم ْن أَنْػ ُف ِس ِه ْم َوِ‪٣‬نىا َال يَػ ْعلَ ُمو َف﴾‬ ‫ْاألَ ْر ُ‬

‫اء‬ ‫م‬ ‫س‬


‫ى‬ ‫ال‬ ‫ت‬‫ت الْواقِعةُ (٘ٔ) وانْ َشقى ِ‬ ‫فإذا حشر الناس ُب مكاف الداع‪﴿ ،‬فَػيػومئِ ٍذ وقَػع ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََْ َ َ َ‬
‫ب ال ى ِ‬ ‫فَ ِهي يَػ ْوَمئِ ٍذ َو ِاىَيةٌ﴾ َوتَقوـ ا‪ٞ‬نَالَئِ َكةُ َع َلى َج َوانِ ِ‬
‫ض‪،‬‬ ‫َى ِل األَ ْر ِ‬ ‫س َماء يَػ ْنظُُرو َف إِ َىل أ ْ‬ ‫َ‬
‫وؼ‬ ‫وس ا‪ٝ‬نَالَئِ ِق َٖنَانِيةٌ (أَو َٖنَانِيةُ ص ُف ٍ‬
‫َ ْ َ ُ‬ ‫ك الَيػوِـ ا‪ٞ‬نَُه ِ‬
‫وؿ فَػ ْو َؽ ُر ُؤ ِ‬ ‫َ‬
‫هللا ُِب ذَلِ‬
‫وَ‪٪‬ن ِمل عرش ِ‬
‫َ ْ ُ َْ َ‬
‫ْ‬
‫ضو َف َال َٔنَْفى ِم ْن ُك ْم َخافَِيةٌ﴾‪.‬‬‫م َن ا‪ٞ‬نَالَئِ َك ِة َعلَى قَػ ْوٍؿ)‪﴿ .‬يَػ ْوَمئِ ٍذ تُػ ْع َر ُ‬
‫ِ‬
‫ْك يَػ ْوَمئِ ٍذ ا ْ‪ٜ‬نَ ُّق‬‫س َماءُ بِالْ َغ َم ِاـ َونُػ ِّزَؿ ال َْم َالئِ َكةُ تَػ ْن ِز ًيال (ٕ٘) ال ُْمل ُ‬ ‫﴿ َويَػ ْوَـ تَ َشقى ُق ال ى‬
‫ين َع ِس ًًنا﴾ (سورة الفرقاف)‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫لِل ىر ْ٘ن ِن‪ ،‬وَكا َف يػوما َعلَى الْ َكافِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ًَْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 17‬‬


‫س‬‫‪﴿ :‬يَا َم ْع َش َر ا ْ‪ٛ‬نِ ِّن َواإلنْ ِ‬ ‫يكوف الثقالف قياـ ينظروف من أمر هللا‪ٍ ،‬ب يقوؿ هللا‬
‫ض فَانْػ ُف ُذوا‪" ،﴾...‬أي‪ :‬ال‬ ‫األر ِ‬‫و‬ ‫سمو ِ‬
‫ات‬ ‫ى‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ا‬‫ط‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫إِ ِف استطَعتم أَ ْف تَػ ْنػ ُف ُذوا ِ‬
‫م‬
‫َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ُْ ْ‬
‫اف﴾ ال‬ ‫تستطيعوف ىربا من أمر هللا وقدره‪ ،‬بل ىو ‪١‬نيط بكم‪﴿ ،‬ال تَػ ْنػ ُف ُذو َف إِال بِسلْطَ ٍ‬
‫ُ‬
‫تقدروف على التخلص من حكمو‪ ،‬وال النفوذ عن حكمو فيكم‪ ،‬أينما ذىبتم أحيط‬
‫بكم‪ ،‬وىذا ُب مقاـ ا﵀شر‪ ،‬ا‪ٞ‬نالئكة ‪١‬ندقة با‪ٝ‬نالئق‪ ،‬سبع صفوؼ من كل جانب‪،‬‬
‫وؿ اإلنْ َسا ُف يَػ ْوَمئِ ٍذ‬
‫اف} أي‪ :‬إال بأمر هللا‪ ،‬يَػ ُق ُ‬ ‫فال يقدر أحد على الذىاب {إِال بِسلْطَ ٍ‬
‫ُ‬
‫‪:‬‬ ‫ك يَػ ْوَمئِ ٍذ ال ُْم ْسَتػ َق ُّر﴾" ‪ٍ 11‬ب يقوؿ هللا‬ ‫أَيْ َن ال َْم َف ُّر﴾ ﴿ َكال ال َوَزَر‪ .‬إِ َىل َربِّ َ‬
‫﴿ َولَ َق ْد ِج ْئتُ ُمونَا فػُ َر َادى َك َما َخلَ ْقَنا ُك ْم أَ ىو َؿ َم ىرٍة‪َ ،‬وتَػ َرْكتُ ْم َما َخ ىولَْنا ُك ْم َوَر َاء ظُ ُهو ِرُك ْم‪َ ،‬وَما‬
‫ض ىل َع ْن ُك ْم‬ ‫ين َز َع ْمتُ ْم أَنػى ُه ْم فِي ُك ْم ُش َرَكاءُ‪ ،‬لَ َق ْد تَػ َقطى َع بَػ ْيػَن ُك ْم َو َ‬ ‫ِ‬
‫اء ُك ُم الىذ َ‬
‫نَػ َرى َم َع ُك ْم ُش َف َع َ‬
‫َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْز ُع ُمو َف﴾‪ .‬أي‪ :‬ولقد جئتمونا للحساب وا‪ٛ‬نزاء فرادى كما أوجدناكم ُب‬
‫الدنيا أوؿ مرة حفاة عراة ‪ ،‬وتركتم وراء ظهوركم ما مكنىاكم فيو ‪٣‬نا تتباىوف بو من‬
‫أمواؿ ُب الدنيا‪ ،‬وما نرى معكم ُب اآلخرة أوثانكم ال ي كنتم تعتقدوف أَا تشفع‬
‫لكم‪ ،‬وتَ ىدعوف أَا شركاء مع هللا ُب العبادة‪ ،‬لقد زاؿ تَ ُ‬
‫واصلُكم الذي كاف بينكم ُب‬
‫الدنيا‪ ،‬وذىب عنكم ما كنتم تَ ىدعوف من أف آ‪ٟ‬نتكم شركاء ﵁ ُب العبادة‪ ،‬وظهر أنكم‬
‫ا‪ٝ‬ناسروف ألنفسكم وأىليكم وأموالكم‪.‬‬
‫س قياـ‪ ،‬حفاة عراة‪ ،‬ينظروف‪ٍ ...‬ب يفرتؽ ا‪ٝ‬نالئق‪ .‬وذلك قولو‬ ‫َم ْع َش َر ا ْ‪ٛ‬نِ ِّن َواإلنْ ِ‬
‫ا‪ٜ‬ن ِ‬
‫ات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعةُ يػومئِ ٍذ يػتػ َف ىرقُو َف (ٗٔ) فَأَمىا الى ِ‬
‫آمنُوا َو َعملُوا الصى َ‬ ‫ين َ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫س َ َ ْ َ ََ‬ ‫وـ ال ى‬
‫تعاىل‪َ ﴿ :‬ويَػ ْوَـ تَػقُ ُ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَػهم ُِب رو َ ٍ‬
‫ك ُِب‬‫ين َك َف ُروا َوَك ىذبُوا بِآيَاتَِنا َول َقاء ْاآلخ َرة فَأُولَئِ َ‬
‫ضة ُْ‪٪‬نَبػ ُرو َف (٘ٔ) َوأَ ىما الىذ َ‬ ‫ُ ْ َْ‬
‫ض ُرو َف﴾ (سورة الروـ)‬ ‫ال َْع َذ ِ‬
‫اب ُْ‪١‬ن َ‬

‫‪ .11‬الكتاب‪ :‬تفسًن القرآف العظيم_ابن كثًن‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 18‬‬


‫ض ٍة)‪ ،‬يك ىرموف‬ ‫فأما ا‪ٞ‬نؤمنوف با﵁ ورسولو‪ ،‬العاملوف الصا‪ٜ‬نات‪ ،‬فهم ُب ا‪ٛ‬ننة ( َر ْو َ‬
‫ويسروف وين ىعموف‪ .‬أوتقوؿ فهم ُب ٓنت عرش الر٘نن! وهللا أعلم‪ .‬و َع ْن أَِيب ُى َريْػ َرَة‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫اَّللُ َعلَ ْي ِو َو َسلى َم‪َ « :‬س ْبػ َعةٌ يُ ِظلُّ ُه ُم ى‬
‫اَّللُ تَػ َع َاىل‬ ‫صلىى ى‬ ‫اؿ رس ُ ِ‬
‫وؿ هللا َ‬ ‫اؿ‪ :‬قَ َ َ ُ‬ ‫اَّللُ َع ْنوُ‪ ،‬قَ َ‬
‫ض َي ى‬ ‫رِ‬
‫َ‬
‫اج ِد‪َ ،‬وَر ُج ٌل َد َع ْتوُ ْام َرأَةٌ‬ ‫ت ِظ ِل َعر ِش ِو يػوـ ال ِظ ىل إِالى ِظلُّوُ‪ :‬رجل قَػلْبوُ معلى ٌق بِالْمس ِ‬
‫ََ‬ ‫َ ُ ٌ ُ َُ‬ ‫َٓنْ َ ّ ْ َ ْ َ‬
‫الف َٓنابىا ُِب ِ‬
‫ض‬‫هللا‪َ ،‬وَر ُج ٌل َغ ى‬ ‫اَّللَ َع ىز َو َج ىل‪َ ،‬وَر ُج ِ َ‬ ‫اؼ ى‬ ‫َخ ُ‬ ‫اؿ‪ :‬إِِ ّين أ َ‬ ‫ب‪ ،‬فَػ َق َ‬ ‫صٍ‬ ‫ات م ْن ِ‬
‫َذ ُ َ‬
‫هللا»‪.‬‬ ‫ت ِمن خ ْشي ِة ِ‬ ‫ت ُِب سبِ ِ ِ‬ ‫عيػنػي ِو عن ََ‪١‬نا ِرِـ ِ‬
‫ٌن بَ َك ْ ْ َ َ‬ ‫يل هللا‪َ ،‬و َع ٌْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫س‬
‫ََ‬ ‫ر‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫ٌن‬
‫ٌْ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫اىل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ت‬ ‫هللا‬ ‫ََْ ْ َ ْ‬
‫وأما الذين كفروا با﵁ وك ىذبوا ّنا جاءت بو الرسل وأنكروا البعث بعد ا‪ٞ‬نوت‪ ،‬فأولئك‬
‫ُب العذاب م ْنطَلِقُوف‪ .‬يقاؿ ‪ٟ‬نم‪﴿ :‬انْطَلِقُوا إِ َىل َما ُك ْنتُ ْم بِ ِو تُ َك ِّذبُو َف (‪ )ٕٜ‬انْطَلِقُوا إِ َىل‬
‫ب (ٖٔ) إِنػى َها تَػ ْرِمي بِ َش َر ٍر‬ ‫يل َوَال يُػ ْغ ِين ِم َن اللى َه ِ‬ ‫ب (ٖٓ) َال ظَلِ ٍ‬ ‫ِظ ٍّل ِذي ثَ َال ِث ُش َع ٍ‬
‫ت ص ْفر (ٖٖ) ويل يػومئِ ٍذ لِل ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌن﴾ أي‪ :‬يقاؿ للكافرين‪:‬‬ ‫ْم َك ّذبِ َ‬
‫ُ‬ ‫َْ ٌ َ ْ َ‬ ‫ص ِر (ٕٖ) َكأَنىوُ ٗنَالَ ٌ ُ ٌ‬ ‫َكالْ َق ْ‬
‫ب‪ُ :‬ش ْعَب ٍة َع ْن َ‪٬‬نِينِ ِه ْم‪َ ،‬و ُش ْعَب ٍة‬ ‫ب إِ َىل ثَالَ ِث ُش َع ٍ‬ ‫اف نَا ِر َج َهنى َم ا‪ٞ‬نَُت َش ِّع ِ‬‫انْطَلِ ُقوا إِ َىل ِظ ِل ُد َخ ِ‬
‫ّ‬
‫َي إِنىوُ الَ يُػ ْع ِطي ِظالًّ‬ ‫س بِظَلِ ٍ‬ ‫وس ِهم‪ ،‬وى َذا ال ِ‬ ‫َعن ِِشَا‪ٟ‬نِِم‪ ،‬و ُشعب ٍة ِمن فَػو ِؽ ر ُؤ ِ‬
‫يل‪ ،‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫ظ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َْ ْ ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫يمو َف فِ ِيو‪.‬‬ ‫ق‬‫الذي ىم م ِ‬ ‫ب جهنىم‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ٟ‬ن‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ػ‬‫ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ي ِقي ِمن ح ِر َذلِك اليػوِ‬
‫ْ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْ َّ َ َْ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫اف‪ ،‬يَػَتطَايَػ ُر ِم ْنػ َها َش َرٌر ( َما يَػَتطَايَػ ُر ِم َن النىا ِر‬ ‫الد َخ ِ‬‫ث َى َذا ال ِظّ ىل ِم َن ُّ‬ ‫ال ي ُٓنْ ِد ُ‬ ‫وعذاب ِ‬
‫ص ِر ‪ُ -‬ك ىل َش َر َارٍة‬ ‫ِ‬ ‫ات َكثًِنٍة‪َ ،‬كأَنىو ال َق ِ‬ ‫م َف ِرقاً) متػ َف ِر ٌؽ ُِب ِجه ٍ‬
‫ص ُر عظَما َو ْارت َفاعاً‪َ ( .‬كال َق ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ َُ ّ‬
‫ِ‬ ‫العظَ ِم و ِ‬ ‫ِم ْنو َكالبَِن ِاء ا‪ٞ‬نُ َشيى ِد ُِب ِ‬
‫ص ْف ٌر﴾‪ .‬والعرب تشبو‬ ‫ص ُر ﴿ َكأَنىوُ ٗنَالَةٌ ُ‬ ‫االرت َف ِاع)‪ .‬وال َق ْ‬‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ُظلُّ ُه ْم ُِب‬ ‫اليل‪ ،‬الْيػوـ أ ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلبل بالقصور ا‪ٞ‬نبنية‪« .‬ويقوؿ هللا َع ىز َو َج ىل‪ :‬أَيْ َن ال ُْمَت َحابُّو َف ََن ِ َ ْ َ‬
‫اَّللُ َعلَ ْي ِو َو َسلى َم‪َ ،‬ع ْن أَِيب ُى َريْػ َرَة‬
‫صلىى ى‬ ‫اؿ رس ُ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫وؿ هللا َ‬ ‫ظلّي يَػ ْوَـ ال ظ ىل إِالى ظلّي»‪ .‬كما قَ َ َ ُ‬
‫‪12‬‬
‫اَّللُ َع ْنوُ‪.‬‬
‫ض َي ى‬ ‫رِ‬
‫َ‬
‫يح" َعن قُػتَػ ْيبةَ ْب ِن سعِ ٍ‬
‫يد‬ ‫‪ .12‬رو ُاه مسلِم ُِب "ال ى ِ‬
‫َ‬ ‫صح ِ ْ َ‬ ‫ََ ُ ْ ٌ‬
‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 19‬‬
‫ب‪ ،‬وفرؽ‬ ‫عرش الر٘نن‪ ،‬وفرؽ ٓنت ِظ ٍّل ِذي ثَ َال ِث ُش َع ٍ‬ ‫فرؽ هللا ا‪ٝ‬نالئق‪ ،‬فرؽ ٓنت‬ ‫ّ‬
‫صِ‬
‫ا‪ٜ‬نِ‬ ‫الشه َد ِ‬ ‫الص ِّد ِ‬
‫ٌن و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َن‬ ‫ح‬‫و‬
‫ََ ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫ٌن‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ال‬‫و‬‫َ‬ ‫اء‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ٌن‬
‫َ‬ ‫يق‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ىب‬‫اَّللُ َعلَ ْي ِه ْم‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫َم َع الىذ َ‬
‫ين أَنْػ َع َم ى‬
‫ب قَػ ْوماً ُحش ِر َمعهم»‪ ،‬ال من غلبو الشيطاف ويتّبع‬ ‫ك َرفِي ًقا ‪ -‬ألف كل« َم ْن‬
‫أح ى‬‫َ‬ ‫أُولَئِ َ‬
‫‪.‬‬ ‫أوليائو ‪٪‬نبوَم كحب هللا‪ ،‬ويطيعوَم إف خالفوا سنّة الرسوؿ‬
‫اب ال َْم ْشأ ََم ِة﴾‬
‫َص َح ُ‬
‫ِ‬
‫اب ال َْم ْي َمَنة﴾ ﴿ َوأ ْ‬
‫َص َح ُ‬
‫ما زاؿ الناس ُب ذلك الفرؽ ‪﴿ -‬فأ ْ‬
‫يما﴾‪ ،‬ح ي يريد هللا الَيػ ْوَـ‬ ‫٘ن ِ‬ ‫سابِ ُقو َف﴾ ‪ -‬مسرتيح ﴿وَال يسأ ُ ِ‬ ‫سابِ ُقو َف ال ى‬
‫يم َ٘ن ً‬ ‫َؿ َ ٌ‬ ‫َ َْ‬ ‫﴿ َوال ى‬
‫الَْفص ِل‪﴿ .‬وما أَ ْدر َاؾ ما يػوـ الَْفص ِل (ٗٔ) ويل يػومئِ ٍذ لِل ِ‬
‫ٌن﴾‬ ‫ْم َك ّذبِ َ‬
‫َْ ٌ َ ْ َ ُ‬ ‫ََ َ َ َْ ُ ْ‬ ‫ْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 20‬‬


‫ِ‬
‫خ ُِب الصُّو ِر فَػَتأْتُو َف أَفْػ َو ً‬
‫اجا﴾ إف يوـ‬ ‫﴿إِ ىف يَػ ْوَـ الَْف ْ‬
‫ص ِل َكا َف مي َقاتًا (‪ )ٔٚ‬يَػ ْوَـ يُػ ْنػ َف ُ‬
‫‪١‬نددا لألولٌن واآلخرين‪ ،‬يوـ‬ ‫وميعادا ً‬‫ً‬ ‫وقتا‬
‫الفصل بٌن ا‪ٝ‬نلق‪ ،‬وىو يوـ القيامة‪ ،‬كاف ً‬
‫ينفخ ا‪ٞ‬نَلَك ُب "القرف" إيذانًا بالبعث والنشور فتأتوف أ‪٣‬نًا‪ ،‬كل أمة مع إمامهم‪ 13 .‬فإذا‬
‫ين َغ ْيػ ُر يَ ِس ًٍن﴾ الَ يُ ْس َر فِ ِيو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نُفخ ا‪ٞ‬نَلَك ُب "القرف" تبدأ يَػ ْوٌـ َشدي ُد ا‪ٟ‬نَْوؿ ﴿ َعلَى الْ َكاف ِر َ‬
‫اب ال ىدائِ ِم‬ ‫الع َذ ِ‬
‫اب إِ َىل َ‬ ‫واص ِل ِم َن ا‪ٜ‬نِس ِ‬ ‫والَ س ُهولَةَ‪ ،‬ألَنىوُ سي ُكو ُف م ْبدأَ َش َقائِ ِهم ا‪ٞ‬نَُت ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ال ى ِ‬
‫ىت‬
‫اس َود ْ‬ ‫ين ْ‬ ‫ض ُو ُجوهٌ َوتَ ْس َودُّ ُو ُجوهٌ‪ ،‬فَأَمىا الىذ َ‬ ‫ي‪ .‬وُب ذلك اؿ﴿يَػ ْوَـ تَػ ْبػَي ُّ‬ ‫س ْرَمد ِّ‬
‫ِ‬ ‫وى ُهم أَ َك َفر ًُْب بَػ ْع َد ِإ‪٬‬نَانِ ُكم فَ ُذوقُوا ال َْع َذ َ ِ‬
‫اب ّنَا ُك ْنتُ ْم تَ ْك ُف ُرو َف (‪َ )ٔٓٙ‬وأَ ىما الىذ َ‬
‫ين‬ ‫ْ‬ ‫ُو ُج ُ ْ ْ‬
‫ض وجوه أىل السعادة الذين‬ ‫اَّلل ُى ْم فِ َيها َخالِ ُدو َف﴾ تَػ ْبػَي ُّ‬
‫ىت وجوىهم فَ ِفي ر ْ٘ن ِة ىِ‬
‫َ َ‬ ‫ابْػَيض ْ ُ ُ ُ ُ ْ‬
‫آمنوا با﵁ ورسولو‪ ،‬وامتثلوا أمره‪ ،‬وتَ ْس َودُّ وجوه أىل الشقاوة ‪٣‬نن كذبوا رسولو‪،‬‬
‫توبيخا‪ :‬أكفرًب بعد إ‪٬‬نانكم‪،‬‬ ‫وعصوا أمره‪ .‬فأما الذين اسودىت وجوىهم‪ ،‬فيقاؿ ‪ٟ‬نم ً‬
‫ىت‬
‫فاخرتًب الكفر على اإل‪٬‬ناف؟ فذوقوا العذاب بسبب كفركم‪ .‬وأما الذين ابيض ْ‬
‫وجوىم بنضرة النعيم‪ ،‬وما بُ ِّ‬
‫شروا بو من ا‪ٝ‬نًن‪ ،‬فهم ُب روضات جنة ونعيمها ٍب ىم‬
‫باقوف ُب ا‪ٛ‬ننة خالدوف‪.‬‬
‫ين (ٖ٘) فَأْتُوا‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬‫ُ‬ ‫وىل وَما َ ْ‪٥‬نن ِ‬
‫ّن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫األ‬‫ْ‬ ‫ا‬‫ن‬ ‫ػ‬‫ت‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ت‬‫و‬ ‫م‬ ‫ى‬
‫ال‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ي‬ ‫﴿إِ ىف ىؤَال ِء لَيػ ُقولُو َف (ٖٗ) إِ ْف ِ‬
‫ى‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬
‫بِآبائِنا إِ ْف ُك ْنتم ص ِادقٌِن (‪ )ٖٙ‬أَىم خيػر أَـ قَػوـ تُػبى ٍع والى ِذ ِ ِ‬
‫اى ْم‬ ‫ين م ْن قَػ ْبل ِه ْم أ ْ‬
‫َى َل ْكَن ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ ٌَْ ْ ْ ُ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫إِنػىهم َكانُوا ُْ‪٠‬ن ِرِمٌن (‪ )ٖٚ‬وما َخلَ ْقَنا ال ى ِ‬
‫ٌن (‪َ )ٖٛ‬ما‬ ‫ض َوَما بَػ ْيػَنػ ُه َما َالعبِ َ‬ ‫س َم َاوات َو ْاألَ ْر َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬

‫‪ .13‬التفسًن ا‪ٞ‬نيسر‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 21‬‬


‫ٌن‬ ‫ا‪٨‬نا إِ ىال بِا ْ‪ٜ‬ن ِّق ولَ ِك ىن أَ ْكثَػرىم َال يػعلَمو َف (‪ )ٖٜ‬إِ ىف يػوـ الَْفص ِل ِمي َقاتُػهم أ ْ ِ‬
‫َٗنَع َ‬ ‫ُْ‬ ‫ََْ ْ‬ ‫َُ ْ َْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َخلَ ْقَن َُ‬
‫ص ُرو َف (ٔٗ) إِ ىال َم ْن َرِح َم ى‬
‫اَّللُ إِنىوُ‬ ‫(ٓٗ) يَػ ْوَـ َال يُػ ْغ ِين َم ْو ًىل َع ْن َم ْو ًىل َش ْيًئا َوَال ُى ْم يُػ ْن َ‬
‫يم﴾‬ ‫ح‬‫ىو الْع ِزيز ال ىرِ‬
‫‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َُ َ ُ‬

‫اب ال َْم ْي َمَن ِة‪َ ،‬ما‬


‫َص َح ُ‬‫َصَنافاً ثَالَثَ ًة؛ ﴿فَأ ْ‬ ‫ىاس أ ْ‬
‫بح الن ُ‬‫ص ُ‬ ‫منازؿ الناس‪ ،‬يوـ الفصل‪ ،‬ثالثة‪ .‬يُ ْ‬
‫سابِقُو َف‬ ‫اب ال َْم ْشأ ََم ِة (‪َ )ٜ‬وال ى‬ ‫َص َح ُ‬
‫ِ‬
‫اب ال َْم ْشأ ََمة‪َ ،‬ما أ ْ‬ ‫َص َح ُ‬
‫ِ‬
‫اب ال َْم ْي َمَنة (‪َ )ٛ‬وأ ْ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫أ ْ‬
‫سالَِف ِة ‪ -‬فيهم الرسل واألنبياء‬ ‫اعةٌ ِم َن األَُم ِم ال ى‬
‫سابِ ُقو َف ُى ْم َٗنَ َ‬
‫سابِ ُقو َف﴾‪ .‬وىؤ ِ‬
‫الء ال ى‬ ‫ََُ‬ ‫ال ى‬
‫سابِقُو َف‬ ‫ِ‬ ‫والصديقوف والشهداء؛ ﴿ثػُلىةٌ ِمن ْاألَ ىولٌِن (ٖٔ) وقَلِ ِ‬
‫ين﴾ ‪َ ﴿ -‬وال ى‬ ‫يل م َن ْاآلخ ِر َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سابِ ُقو َف ُِب‬ ‫اف﴾‪ .‬فَػ ُهم ال ى‬ ‫اج ِرين و ْاألَنْصا ِر والى ِذين اتػىبػعوىم بِِإحس ٍ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْاألَ ىولُو َف ِمن الْم َه ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َد ِاء الطى َ ِ‬ ‫اف‪ ،‬وفِع ِل ا‪ٝ‬نَيػر ِ‬ ‫الدنْػيا إِ َىل ِ ِ‬
‫ٌن إِ َىل ال َف ْو ِز‬‫اعات‪َ ،‬و َى ُؤالَء يَ ُكونُو َف َسابِق َ‬ ‫ات‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َْ‬ ‫اإل ْ‪٬‬نَ َ ْ‬ ‫ُّ َ‬
‫هللا صلى هللا عليو وسلم‪" :‬أَتَ ْد ُرو َف َم ِن‬ ‫وؿ ِ‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬ ‫وؿ ا‪ٛ‬نَن ِىة‪َ .‬وقَ َ‬ ‫بِر ْ٘ن ِة ِ‬
‫هللا‪ ،‬وبِ ُد ُخ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫القيام ِة؟ قَالُوا‪ :‬هللا ورسولُو أَ ْعلَم‪ .‬قَ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين إِ َذا أُ ْعطُوا‬ ‫اؿ‪ :‬الذ َ‬ ‫ُ ََ ُ ُ ُ‬ ‫سابِ ُقو َف إِ َىل ظ ِّل هللا يَػ ْوَـ َ َ‬ ‫ال ى‬
‫ح ْك ِم ِه ْم ألَنْػ ُف ِس ِه ْم" ( َرَواهُ أ ْ‬
‫َ٘نَ ُد)‪.‬‬ ‫ا‪ٜ‬نَ ىق قَبِلُوهُ‪َ ،‬وإِذَا ُسئِلُوهُ بَ َذلُوهُ‪َ ،‬و َح َك ُموا لِلن ِ‬
‫ىاس َك ُ‬
‫ٌن ‪٪ -‬نشر ُب جحة ‪٬‬نٌن ا‪ٞ‬نوقف للحساب‪،‬‬ ‫اب الَْي ِم ِ‬ ‫ِ‬
‫َص َح ُ‬ ‫اب ال َْم ْي َمَنة ‪ -‬أ ْ‬‫َص َح ُ‬
‫َوأما أ ْ‬
‫وىو جانب ا‪ٛ‬ننة ‪ -‬جانب ٓنت العرش‪ .‬وىم الذين خرجوا من شق آدـ األ‪٬‬نن‪،‬‬
‫وسيجزوف حسابا يسًنا‪.‬‬
‫ىم ‪ٓ -‬نت ِظ ِّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ا‪ٞ‬نَ ْشأ ََمة‪ ،‬يُوقَػ ُفو َف إ َىل ِشَاؿ ا‪ٛ‬نَ ْم ِع من جانب نَا ِر َج َهن َ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫فأما أ ْ‬
‫ىم‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ار‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫َ‬‫و‬‫َ‬ ‫‪-‬‬ ‫﴾‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫يل َوَال يُػ ْغ ِين ِم َن اللى‬ ‫ٍ‬ ‫ب ﴿َال ظَلِ‬ ‫ٍ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ش‬
‫ُ‬ ‫ب إِ َىل ثَالَ ِ‬
‫ث‬ ‫ِ‬ ‫ُد َخ ِاَا ا‪ٞ‬نُت َش ِ‬
‫ع‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ٍ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ث ى َذا ال ِظّ ىل ِمن ُّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الد َخاف‪ ،‬يَػَتطَايَػ ُر م ْنػ َها َش َرٌر ُمَتػ َف ِّر ٌؽ ُِب ِج َهات َكثِ ًَنة‪َ ،‬كأَنىوُ‬ ‫َ‬ ‫ال ي ُٓنْد ُ َ‬
‫الس ُف ِن ال َغلِيظَ ِة‪:‬‬
‫اؿ ُّ‬ ‫ص ُر ِعظَما َو ْارتَِفاعاً‪ ،‬كإبل سود أو ِحَب ُ‬ ‫ال َق ْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 22‬‬


‫ين َك ىذبُوا َُ‪١‬ن ىم ًدا‬ ‫ِ‬
‫ص ْف ٌر﴾‪ٗ .‬ن َع الىذ َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ص ِر (ٕٖ) َكأَنىوُ ِٗنَالَ ٌ‬ ‫ِ‬
‫﴿إِنػى َها تَػ ْرمي بِ َش َر ٍر َكالْ َق ْ‬
‫ِ‬ ‫والى ِذين َك ىذبوا النىبِيِ ِ ِ ِ‬
‫ٌن (‪)ٖٛ‬‬ ‫ص ِل َٗنَ ْعَنا ُك ْم َو ْاألَ ىول َ‬‫ٌن م ْن قَػ ْبلو ٍب يقاؿ ‪ٟ‬نم‪َ :‬ى َذا يَػ ْو ُـ الَْف ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ‬
‫وف﴾‪ .‬أَي فَِإ ْف كا َف لَ ُكم َكي ٌد أَي قدرًب على حرب فَ ِكي ُد ِ‬
‫وف‬ ‫فَِإ ْف َكا َف لَ ُكم َكي ٌد فَ ِكي ُد ِ‬
‫ْ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫اؿ‪ :‬يُ ِري ُد ُك ْنتُ ْم ُِب ال ُّدنْػَيا ُٓنَا ِربُو َف‬ ‫اس‪ .‬قَ َ‬ ‫اؾ َع ِن ابْ ِن َعبى ٍ‬ ‫َي َحا ِربُ ِوين َك َذا َرَوى الضى ى‬
‫حُ‬ ‫أْ‬
‫َي إِنى ُك ْم ُك ْنتُ ْم ُِب‬ ‫اَّلل َع َلي ِو وسلىم و ُٓنَا ِربونَِين فَالْيػوـ حا ِرب ِوين‪ .‬وقِ‬
‫يل‪ :‬أ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ََْ َ ُ‬ ‫صلىى ىُ ْ َ َ َ َ ُ‬ ‫َُ‪١‬ن ىم ًدا َ‬
‫اصي وقَ ْد َعجز ًُب ْاآل َف َع ْنػها و َع ِن ال ىدفْ ِع َعن أَنْػ ُف ِس ُكم‪ .‬وقِ‬ ‫الدنْػيا تَػ ْعملُو َف بِالْمع ِ‬
‫يل‪ :‬إِنىوُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُّ َ َ‬
‫ٗنيعاً ٍبُى ال‬ ‫اَّلل َع َل ْي ِو وسلىم‪ :‬فَػي ُكو ُف َك َقوِؿ ىود‪﴿ :‬فَ ِكي ُد ِوين َِ‬
‫ْ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫صلىى ىُ‬ ‫ىيب َ‬ ‫ِم ْن قَػ ْوِؿ النِ ِّ‬
‫‪14‬‬
‫وف (ىود‪)٘٘ :‬‬ ‫تُػ ْن ِظر ِ‬
‫ُ‬
‫لذلك‪:‬‬
‫ات يَػ ْوٍـ َم ْعلُ ٍوـ (ٓ٘) ٍبُى إِنى ُك ْم‬
‫وعو َف إِ َىل ِمي َق ِ‬
‫ين (‪ )ٜٗ‬لَ َم ْج ُم ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫﴿قُل إِ ىف ْاألَ ىولٌِن و ْاآل ِ‬
‫خ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫أَيػُّ َها الضىالُّو َف ال ُْم َك ِّذبُو َف (ٔ٘) َآلكِلُو َف ِم ْن َش َج ٍر ِم ْن َزقُّ ٍوـ (ٕ٘) فَ َمالِئُو َف ِم ْنػ َها‬
‫ب ا ْ‪ٟ‬نِ ِيم (٘٘) َى َذا‬ ‫ر‬‫ش‬‫ُ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫و‬‫ب‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ا‬‫ش‬‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫(ٗ٘)‬ ‫ِ‬
‫يم‬ ‫الْبطُو َف (ٖ٘) فَ َشا ِربو َف َعلَ ْي ِو ِمن ا ْ‪ٜ‬ن ِ‬
‫م‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪.‬‬ ‫نُػ ُزُ‪ٟ‬نُ ْم يَػ ْوَـ ال ِّدي ِن﴾‬

‫وس‬ ‫ج‬ ‫ْم‬


‫ل‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ى‬ ‫ار‬‫ىص‬ ‫ن‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ٌن‬‫ادوا والصىابِئِ‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ين‬ ‫وذؾ تفصيل آخر! ﴿إِ ىف الى ِذين آمنُوا والى ِ‬
‫ذ‬
‫ُ‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫اَّللَ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِهي ٌد﴾‬
‫ص ُل بَػ ْيػَنػ ُه ْم يَػ ْوَـ ال ِْقَي َام ِة إِ ىف ى‬
‫اَّلل يػ ْف ِ‬
‫ين أَ ْش َرُكوا إِ ىف ىَ َ‬
‫ِ‬
‫َوالىذ َ‬
‫و‪٪‬نكم بينهم بالعدؿ ‪ ،‬فيدخل من آمن بو ا‪ٛ‬ننة‪ ،‬ومن كفر بو النار‪ ،‬فإنو تعاىل شهيد‬
‫على أفعا‪ٟ‬نم‪ ،‬حفيظ ألقوا‪ٟ‬نم‪ ،‬عليم بسرائرىم‪ ،‬وما تُ ِكن ضمائرىم‪.‬‬

‫‪ .14‬تفسًن القرطيب‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 23‬‬


‫َّلل َوالَْيػ ْوِـ ْاآل ِخ ِر‬
‫﴿إِ ىف الى ِذين آمنوا والى ِذين ىادوا والنىصارى والصىابِئٌِن من آمن بِا ىِ‬
‫َ َْ ََ‬ ‫َ َُ َ َ َ ُ َ َ َ َ‬
‫ؼ َع َل ْي ِه ْم َوَال ُى ْم َ ْ‪٪‬ن َزنُو َف﴾ )سورة البقرة(‬‫َج ُر ُى ْم ِع ْن َد َرَّّبِِ ْم َوَال َخ ْو ٌ‬ ‫و َع ِمل ِ‬
‫صا‪ٜ‬نًا فَػ َل ُه ْم أ ْ‬
‫َ َ َ‬
‫فصل اجملرموف من كل ّأمة و‪٪‬نشروف‪ ،‬فوجا يوزعوف‪َ ﴿ ،‬ح ىىت إِ َذا‬ ‫وهللا أعلم‪ ،‬إ‪٧‬نا يُ َ‬
‫اؿ أَ َك ىذبْػتُ ْم بِآيَ ِاٌب َوَملْ ُِٓنيطُوا َِّبَا ِعل ًْما أَ ىما َذا ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف (ٗ‪َ )ٛ‬وَوقَ َع الْ َق ْو ُؿ‬
‫َجاءُوا قَ َ‬
‫ٌن" ﴿فَػ َع ِمَي ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫َعلَ ْي ِه ْم ِّنَا ظَلَ ُموا فَػ ُه ْم َال يَػ ْنطقُو َف﴾ ويُسألوف‪َ " :‬ماذَا أ َ‬
‫َج ْبتُ ُم ال ُْم ْر َسل َ‬
‫ٍِ‬
‫اءلُو َف﴾‬‫َع َل ْي ِه ُم ْاألَنْػَباءُ يَػ ْوَمئذ فَػ ُه ْم َال يَػَت َس َ‬

‫ض ٍل َعلَى الن ِ‬
‫ىاس‬ ‫ب يَػ ْوَـ ال ِْقَي َام ِة‪ ،‬إِ ىف ى‬
‫اَّللَ لَ ُذو فَ ْ‬ ‫ذ‬ ‫﴿وما ظَ ُّن الى ِذين يػ ْفتػرو َف علَى ىِ‬
‫اَّلل الْ َك ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َُ َ‬ ‫ََ‬
‫‪.‬‬ ‫َولَ ِك ىن أَ ْكثَػ َر ُى ْم َال يَ ْش ُك ُرو َف﴾‬

‫وؿ َماذَا‬ ‫الر ُس َل فَػَيػقُ ُ‬‫اَّللُ ُّ‬‫الرسل‪﴿...،‬يَػ ْوَـ َ ْ‪٩‬ن َم ُع ى‬ ‫َ‬ ‫وإذا حشر الناس (الثقلٌن)‪٩ ،‬نمع هللاُ‬
‫ف يُػَن ِادي هللاُ تَػ َع َاىل‬ ‫ك ا‪ٞ‬نَوقِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الـ الْغُيُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وب﴾‪َ .‬وُِب َذل َ ْ‬ ‫ت َع ُ‬ ‫ك أَنْ َ‬ ‫ْم لََنا إِنى َ‬ ‫أُج ْبتُ ْم‪ ،‬قَالُوا ال عل َ‬
‫يسى‬ ‫اَّلل ي ِ‬
‫اع‬ ‫ى‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ذ‬
‫ْ‬ ‫الر ُس ِل‪ ،‬فَػيُ َذ ّكِرهُ تَػ َع َاىل ِّنَا َم ىن بِ ِو َعلَ ِيو ﴿إِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِعيسى بْ َن َم ْرََمي‪ِ ،‬م ْن بَػ ْ ِ‬
‫ٌن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ىاس ُِب‬ ‫س تُ َكلِ‬ ‫ِ‬ ‫ك بِ‬ ‫ك إِ‬ ‫ك و َعلَى والِ َدتِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ّ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫وح‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫ذ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ابْ َن َم ْرََمي اذْ ُك ْر ن ْع َم ِ ي َعلَ ْي َ َ‬
‫اإل ِْ‪٤‬نيل َوإِذْ َٔنْلُ ُق ِم َن ال ِطّ ِ‬
‫ٌن‬ ‫اب َوا ْ‪ٜ‬نِ ْك َمةَ َوالتىػ ْوَراةَ َو ِْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬
‫ك ال ِ‬
‫ْك‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ال َْم ْه ِد وَك ْه ًال َوإِذْ َعلى‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص بِِإذِْين‪َ ،‬وإِذْ‬ ‫َكهيَئ ِة الطى ًِْن بِِإذِْين فَػتػ ْنػ ُف ُ ِ‬
‫ئ ْاألَ ْك َم َو َو ْاألَبْػ َر َ‬ ‫خ ف َيها فَػَت ُكو ُف طَْيػ ًرا بِِإذِْين َوتُػ ِْرب ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ات فَػ َق َ ِ‬ ‫ك إِذْ ِجئْتػهم بِالْبػيَِن ِ‬ ‫ت ب ِين إِسرائِ‬ ‫ِج ال َْم ْوتَى بِِإذِْين‪َ ،‬وإِ‬
‫اؿ الىذ َ‬
‫ين‬ ‫َ ُ ْ َّ‬ ‫يل َعنْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ذ‬
‫ْ‬ ‫ُٔنْر ُ‬
‫آمنُوا ِيب‬ ‫َك َفروا ِم ْنػهم إِ ْف ى َذا إِ ىال ِسحر مبٌِن (ٓٔٔ) وإِذْ أَوحيت إِ َىل ا ْ‪ٜ‬نوا ِريٌِن أَ ْف ِ‬
‫ََ ّ َ‬ ‫َ ْ َْ ُ‬ ‫ٌْ ُ ٌ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫آمنىا َوا ْش َه ْد بِأَنػىَنا ُم ْسلِ ُمو َف (ٔٔٔ) إِ ْذ قَ َ‬
‫يسى ابْ َن َم ْرََمي‬ ‫اؿ ا ْ‪ٜ‬نََوا ِريُّو َف يَاع َ‬ ‫َوبَِر ُس ِويل قَالُوا َ‬
‫ِ‬ ‫س َم ِاء قَ َ‬ ‫ك أَ ْف يُػَنػ ِّزَؿ َعلَ ْيػَنا َمائِ َدةً ِم َن ال ى‬ ‫ِ‬
‫اَّللَ إِ ْف ُك ْنتُ ْم ُم ْؤمنِ َ‬
‫ٌن‬ ‫اؿ اتػىقُوا ى‬ ‫يع َربُّ َ‬
‫َى ْل يَ ْسَتط ُ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 24‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َدقْػَتػَنا َونَ ُكو َف‬ ‫(ٕٔٔ) قَالُوا نُ ِري ُد أَ ْف نَأْ ُك َل م ْنػ َها َوتَط َْمئ ىن قػُلُوبُػَنا َونَػ ْعلَ َم أَ ْف قَ ْد َ‬
‫يسى ابْ ُن َم ْرََمي اللى ُه ىم َربىػَنا أَنْ ِز ْؿ َعلَ ْيػَنا َمائِ َد ًة ِم َن‬ ‫َ‬
‫اؿ ِ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫)‬ ‫ٖٔٔ‬ ‫(‬ ‫ين‬
‫َ‬
‫اى ِ‬
‫د‬ ‫شِ‬ ‫ى‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬‫علَيػها ِ‬
‫َ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ى ِ‬
‫ٌن (ٗٔٔ)‬ ‫ت َخ ْيػ ُر ال ىرا ِزق َ‬ ‫ك َو ْار ُزقْػَنا َوأَنْ َ‬ ‫س َماء تَ ُكو ُف لََنا عي ًدا ِألَ ىولَنا َوآخ ِرنَا َوآيَةً م ْن َ‬
‫َح ًدا ِم َن‬ ‫ُ َ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬‫و‬ ‫ب‬‫ذ‬‫ُع ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫اب‬‫ذ‬
‫ُ ً‬‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫ب‬‫ذ‬‫ُع ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ين‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬‫ِ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫اَّلل إِِين منػ ِزُ‪ٟ‬نا علَي ُكم فَمن ي ْك ُفر بػع ُد ِ‬
‫م‬ ‫اؿ ىُ ّ َُ ّ َ َ ْ ْ َ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫قَ َ‬
‫ٌن ِمن د ِ ِ‬
‫ت‬ ‫وف هللا)‪َ :‬ى ْل أَنْ َ‬ ‫ضو ِر َم ِن ىأنَ ُذوهُ َوأُ ىموُ إ‪ٟ‬نِ ْ ِ ْ ُ‬ ‫وؿ لَوُ (قيل‪ُِ :‬نُ ُ‬ ‫ٌن﴾ ٍبُى يَػ ُق ُ‬ ‫ال َْعالَ ِم َ‬
‫يسى (عليو السالـ) أ ْف يَ ُكو َف‬ ‫هللا؟ فَػيػ ْن ِكر ِ‬
‫ع‬ ‫وف ِ‬ ‫ٌن ِمن ُد ِ‬ ‫أن ُذ ِوين َوأ ُِّمي إ‪ٟ‬نِ ْ ِ‬ ‫اس ىِ‬ ‫ِ‬ ‫ى‬‫ن‬ ‫ل‬ ‫قػُلْت لِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اؿ َذلِ‬
‫ت قُػلْتُوُ‬ ‫س ِيل ِ َُن ٍّق إِ ْف ُك ْن ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬‫م‬‫َ‬ ‫وؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫يل‬ ‫ك َما يَ ُكو ُف ِ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ح‬‫َ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫﴿‬ ‫إذ‬ ‫‪:‬‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫قَ َ‬
‫ِ‬
‫وب‬‫ت َع ىال ُـ الْغُيُ ِ‬ ‫ك أَنْ َ‬ ‫ك إِنى َ‬ ‫فَػ َق ْد َعل ْمَتوُ تَػ ْعلَ ُم َما ُِب نَػ ْف ِسي َوَال أَ ْعلَ ُم َما ُِب نَػ ْف ِس َ‬
‫ت َعلَ ْي ِه ْم َش ِهي ًدا‬ ‫اَّللَ َرِّيب َوَربى ُك ْم َوُك ْن ُ‬
‫َف ا ْعبُ ُدوا ى‬ ‫ْت َ‪ٟ‬نم إِ ىال ما أَمرتَِين بِ ِو أ ِ‬
‫(‪َ )ٔٔٙ‬ما قُػل ُ ُ ْ َ َ ْ‬
‫ت َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِهي ٌد﴾‬ ‫يب َعلَ ْي ِه ْم َوأَنْ َ‬ ‫َ‬
‫ت ال ىرقِ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ين‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ى‬
‫ػ‬‫ف‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ت‬ ‫ا‬‫م‬‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ف‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ت فِ‬ ‫َما ُد ْم ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وؿ َإىل هللا تَػ َع َاىل‪ ،‬اللهم ﴿إِ ْف تُػ َع ِّذبْػ ُه ْم فَِإنػى ُه ْم عَب ُ‬
‫اد َؾ‬ ‫العَب ِاد َموُك ٌ‬ ‫وؿ اليوـ‪ :‬إ ىف أَمر ِ‬
‫َْ‬ ‫َويَػ ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫َوإِ ْف تَػغْ ِف ْر َ‪ٟ‬نُ ْم فَِإنى َ‬
‫اَّللُ َى َذا يَػ ْو ُـ يَػ ْنػ َف ُع‬
‫اؿ ى‬ ‫يم﴾ فيقوؿ تعاىل‪ :‬فقد ﴿قَ َ‬ ‫ت ال َْع ِز ُيز ا ْ‪ٜ‬نَك ُ‬ ‫ك أَنْ َ‬
‫اَّلل‬
‫ض َي ُى‬ ‫ىات َْنْ ِري ِمن َٓنْتِ َها ْاألَنْػ َهار َخالِ ِدين فِ َيها أَب ًدا ر ِ‬ ‫ص ْدقػُ ُه ْم َ‪ٟ‬نُ ْم َجن ٌ‬ ‫ٌن ِ‬ ‫ِِ‬
‫الصىادق َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يم﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك الَْف ْو ُز ال َْعظ ُ‬ ‫ضوا َع ْنوُ‪َ ،‬ذل َ‬ ‫َع ْنػ ُه ْم َوَر ُ‬

‫وؿ بِا ْ‪ٜ‬نَِّق ِم ْن َربِّ ُك ْم فَ ِآمنُوا َخ ْيػ ًرا لَ ُك ْم‪َ ،‬وإِ ْف تَ ْك ُف ُروا فَِإ ىف‬‫اء ُك ُم ال ىر ُس ُ‬
‫ىاس قَ ْد َج َ‬
‫﴿يَاأَيػُّ َها الن ُ‬
‫اب َال تَػ ْغلُوا‬ ‫َىل ال ِ‬
‫ْكَت ِ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬‫ا‬ ‫ي‬ ‫)‬ ‫ٓ‪ٔٚ‬‬ ‫(‬ ‫ا‬‫يم‬ ‫اَّلل َعلِيما ح ِ‬
‫ك‬ ‫ى‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ا‬‫ك‬‫َ‬‫و‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫األ‬
‫ْ‬ ‫و‬ ‫سماو ِ‬
‫ات‬ ‫ى‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ُب‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ِ ىِ‬
‫َّلل‬
‫َ َ‬ ‫ُ ً َ ً‬ ‫ََ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫وؿ ىِ‬
‫اَّلل‬ ‫يسى ابْ ُن َم ْرََمي َر ُس ُ‬ ‫اَّلل إِ ىال ا ْ‪ٜ‬ن ىق‪ ،‬إِ ى‪٧‬نَا الْم ِس ِ‬ ‫ُِب ِدينِ ُكم وَال تَػقُولُوا علَى ىِ‬
‫يح ع َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫اَّلل َو ُر ُسلِ ِو َوَال تَػ ُقولُوا ثَ َالثَةٌ انْػَتػ ُهوا َخ ْيػ ًرا لَ ُك ْم‬
‫وَكلِمتو أَلْ َقاىا إِ َىل مرَمي وروح ِم ْنو فَ ِآمنوا بِ ىِ‬
‫َْ َ َُ ٌ ُ ُ‬ ‫َ َُُ َ‬
‫سماو ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َوَك َفى‬ ‫ات َوَما ُِب ْاألَ ْر ِ‬ ‫اَّللُ إِلَوٌ َواح ٌد ُس ْب َحانَوُ أَ ْف يَ ُكو َف لَوُ َولَد ٭ لَوُ َما ُِب ال ى َ َ‬ ‫إِ ى‪٧‬نَا ى‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 25‬‬


‫ف الْم ِسيح أَ ْف ي ُكو َف عب ًدا ِ ىِ‬
‫َّلل َوَال ال َْم َالئِ َكةُ ال ُْم َق ىربُو َف‬ ‫ِ‬ ‫بِ ىِ ِ‬
‫َْ‬ ‫اَّلل َوك ًيال (ٔ‪ )ٔٚ‬لَ ْن يَ ْسَتػ ْنك َ َ ُ َ‬
‫آمنُوا‬ ‫ين‬ ‫ٗنيعا﴾‪ ﴿...‬ياأَيُّػها الى ِ‬
‫ذ‬ ‫شر ُىم إِلَْي ِو َِ‬ ‫ِ‬ ‫ادتِ ِ‬ ‫ف عن ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َوَم ْن يَ ْسَتػ ْنك ْ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ َ ُ ْ‬
‫ُ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫س‬‫ف‬
‫َ‬ ‫رب‬ ‫ك‬
‫ْ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫س‬ ‫ي‬‫و‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ع‬
‫ٌن ال َْم ْرِء َوقَػلْبِ ِو‬
‫وؿ بَػ ْ َ‬ ‫وؿ إِذَا َد َعا ُك ْم لِ َما ُْ‪٪‬نيِي ُك ْم َوا ْعلَ ُموا أَ ىف ى‬
‫اَّللَ َ‪٪‬نُ ُ‬ ‫َّلل ولِل ىرس ِ‬
‫ِ ِِ‬
‫اسَتجيبُوا ى َ ُ‬ ‫ْ‬
‫‪.‬‬ ‫َوأَنىوُ إِلَْي ِو ُٓنْ َش ُرو َف﴾‬

‫ص ِل (ٖٔ) َوَما أَ ْد َر َاؾ‬ ‫ف‬


‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ُجلَت (ٕٔ) لِيػوِ‬
‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ـ‬‫وبعد‪﴿ :‬وإِ َذا الرسل أُقِّتت (ٔٔ) ألَ ِي يػوٍ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ َْ ّ‬ ‫َ ُّ ُ ُ َ ْ‬
‫ما يػوـ الَْفص ِل (ٗٔ) ويل يػومئِ ٍذ لِل ِ‬
‫حر الشمس (ال ي دنت) على كل‬ ‫ٌن﴾ يشت ّد ّ‬‫ْم َك ّذبِ َ‬
‫َْ ٌ َ ْ َ ُ‬ ‫َ َْ ُ ْ‬
‫ظل هللا‪ ،‬وُب صحيحي البخاري ومسلم عن أيب ىريرة رضي هللا عنو أف‬ ‫من مل يكن ُب ّ‬
‫رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم قاؿ‪" :‬يعرؽ الناس يوـ القيامة حىت يذىب عرقهم ُب‬
‫األرض سبعٌن ذراعاً‪ ،‬ويلجمهم حىت يبلغ آذاَم" (اىػ) فيبلغ الناس من الغم‬
‫والكرب ما ال يطيقوف وال ‪٪‬نتملوف‪ ،‬فيقوؿ الناس‪ :‬أال تروف إىل ما أنتم فيو‪ ،‬إىل ما‬
‫بلغكم‪ ،‬أال تنظروف من يشفع لكم إىل ربكم؟ فيقوؿ بعض الناس لبعض‪ :‬أبوكم آدـ‪.‬‬
‫فيأتونو‪ ،‬فيقولوف‪ :‬يا آدـ‪ ،‬أنت أبو البشر‪ ،‬خلقك هللا بيده‪ ،‬ونفخ فيك من روحو‪،‬‬
‫وأمر ا‪ٞ‬نالئكة فسجدوا لك‪ ،‬وأسكنك ا‪ٛ‬ننة‪ ،‬أال تشفع لنا إىل ربك‪ ،‬أال ترى ما ‪٥‬نن‬
‫فيو وما بلغنا؟ فقاؿ‪ :‬إف ريب غضب اليوـ غضباً مل يغضب قبلو مثلو‪ ،‬وال يغضب‬
‫بعده مثلو‪ ،‬وإنو َاين عن الشجرة فعصيت‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي‪ ،‬اذىبوا إىل غًني‪،‬‬
‫اذىبوا إىل نوح‪ .‬فيأتوف نوحاً‪ ،‬فيقولوف‪ :‬يا نوح‪ ،‬أنت أوؿ الرسل إىل أىل األرض‪،‬‬
‫وقد ‪ٚ‬ناؾ هللا عبداً شكوراً‪ ،‬أال ترى ما ‪٥‬نن فيو؟ أال ترى إىل ما بلغنا؟ أال تشفع لنا‬
‫عند ربك؟ فيقوؿ‪ :‬إف ريب غضب اليوـ غضباً مل يغضب قبلو مثلو‪ ،‬ولن يغضب بعده‬
‫مثلو‪ ،‬وإنو قد كاف يل دعوة دعوت َّبا على قومي‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي‪ ،‬اذىبوا إىل‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 26‬‬


‫إبراىيم‪ .‬فيأتوف إبراىيم‪ ،‬فيقولوف‪ :‬أنت نيب هللا‪ ،‬وخليلو من أىل األرض‪ ،‬اشفع لنا‬
‫إىل ربك‪ ،‬أما ترى ما ‪٥‬نن فيو؟ فيقوؿ ‪ٟ‬نم‪ :‬إف ريب غضب اليوـ غضباً مل يغضب قبلو‬
‫مثلو‪ ،‬ولن يغضب بعده مثلو‪ ،‬وإين كنت كذبت ثالث كذبات ‪ -‬فذكرىا ‪ -‬نفسي‪،‬‬
‫نفسي‪ ،‬نفسي‪ ،‬اذىبوا إىل غًني‪ ،‬اذىبوا إىل موسى‪ .‬فيأتوف موسى فيقولوف‪ :‬أنت‬
‫ضلك برساالتو وبكالمو على الناس‪ ،‬اشفع لنا إىل ربك‪ ،‬أما ترى إىل ما‬
‫رسوؿ هللا‪ ،‬ف ّ‬
‫‪٥‬نن فيو؟ فيقوؿ‪ :‬إف ريب قد غضب اليوـ غضباً مل يغضب قبلو مثلو‪ ،‬ولن يغضب‬
‫بعده مثلو‪ ،‬وإين قد قتلت نفساً مل أومر بقتلها‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي‪ ،‬اذىبوا إىل‬
‫غًني‪ ،‬اذىبوا إىل عيسى‪ .‬فيأتوف عيسى فيقولوف‪ :‬أنت رسوؿ هللا وكلمتو ألقاىا إىل‬
‫ت الناس ُب ا‪ٞ‬نهد‪ ،‬اشفع لنا إىل ربك‪ ،‬أال ترى ما ‪٥‬نن فيو؟‬
‫لم َ‬
‫وروح منو‪ ،‬وَك ْ‬
‫مرمي‪ٌ ،‬‬
‫فيقوؿ عيسى‪ :‬إف ريب قد غضب اليوـ غضباً مل يغضب قبلو مثلو‪ ،‬ولن يغضب بعده‬
‫مثلو‪ ،‬ومل يذكر ذنباً‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفسي‪ ،‬اذىبوا إىل غًني‪ ،‬اذىبوا إىل ‪١‬نمد‪.‬‬
‫فيأتوف ‪١‬نمداً صلى هللا عليو وسلم فيقولوف‪ :‬يا ‪١‬نمد‪ ،‬أنت رسوؿ هللا وخاًب األنبياء‪،‬‬
‫قد غفر هللا لك ما تقدـ من ذنبك وما تأخر‪ ،‬اشفع لنا إىل ربك‪ ،‬أال ترى إىل ما ‪٥‬نن‬
‫فيو؟ فينطلق‪ ،‬فيأٌب ٓنت العرش‪ ،‬فيقع ساجداً لربو‪ٍ ،‬ب يفتح هللا عليو من ‪١‬نامده‬
‫وحسن الثناء عليو شيئاً مل يفتحو على أحد قبلو‪ٍ ،‬ب يقاؿ‪ :‬يا ‪١‬نمد‪ ،‬ارفع رأسك سل‬
‫تعطو‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬فًنفع رأسو‪ ،‬في قوؿ‪ :‬أم ي يا رب‪ ،‬أم ي يا رب‪ ،‬أم ي يا رب‪،‬‬
‫فيقاؿ‪ :‬يا ‪١‬نمد‪ ،‬أدخل من أمتك من ال حساب عليهم من الباب األ‪٬‬نن من أبواب‬
‫ا‪ٛ‬ننة ‪ -‬وىم شركاء الناس فيما سوى ذلك من األبواب‪.‬‬
‫ٌن أَيْ ِدي ِه ْم َوبِأ َْ‪٬‬نَاَِِ ْم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ور ُى ْم بَػ ْ َ‬ ‫وتري (حٌن ا‪ٞ‬نرور إىل الرسل) ال ُْم ْؤمنِ َ‬
‫ٌن َوال ُْم ْؤمَنات يَ ْس َعى نُ ُ‬
‫يم﴾‬ ‫ظ‬ ‫ىات َْنْ ِري ِمن َٓنْتِها ْاألَنْػهار خالِ ِدين فِيها‪َ ،‬ذلِك ىو الَْفوز الْع ِ‬ ‫بُ ْش َرا ُك ُم الَْيػ ْوَـ َجن ٌ‬
‫َ َُ ْ ُ َ ُ‬ ‫َُ َ َ َ‬ ‫ْ َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 27‬‬


‫س ِم ْن نُو ِرُك ْم‬ ‫ْ‬
‫آمنُوا انْظُرونَا نَػ ْقَتبِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ذ‬‫ات لِلى ِ‬
‫ُ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫وؿ الْمَنافِقُو َف والْمَنافِ‬
‫َ ُ‬ ‫وُب ذلك اؿ﴿يَػ ْوَـ يَػقُ ُ ُ‬
‫اطنُوُ فِ ِيو ال ىر ْ٘نَةُ‬ ‫قِيل ارِجعوا وراء ُكم فَالْت ِمسوا نُورا فَض ِرب بػيػنػهم بِسو ٍر لَو باب ب ِ‬
‫َ ْ ُ َ َ َ ْ َ ُ ً ُ َ ََْ ُ ْ ُ ُ َ ٌ َ‬
‫ادونَػ ُه ْم أَ َملْ نَ ُك ْن َم َع ُك ْم قَالُوا بَػلَى َولَ ِكنى ُك ْم فَػَتػ ْنتُ ْم‬‫اب (ٖٔ) يُػَن ُ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫َوظَاى ُرهُ م ْن قَبلو ال َْع َذ ُ‬
‫ور (ٗٔ)‬ ‫ر‬‫غ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫اَّلل و َغ ىرُكم بِ ىِ‬
‫اَّلل‬ ‫أَنْػ ُفس ُكم وتَػربىصتم وارتَػبتم و َغ ىرتْ ُكم ْاألَم ِاينُّ ح ىىت جاء أَمر ىِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ َ َ َ َ ُْ َ ْ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ ْ ُْ ْ َ‬
‫س‬ ‫ئ‬
‫ْ‬ ‫فَالَْيػوَـ َال يُػ ْؤ َخ ُذ ِم ْن ُكم فِ ْديَةٌ وَال ِمن الى ِذين َك َفروا َمأْوا ُكم النىار ِىي َموَال ُكم وبِ‬
‫َ ُ َ ُ ُ َ ْ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ورةُ ا ْ‪ٜ‬نَ ِد ِيد( وقيل ذلك على الصراط‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ًن﴾ ) ُس َ‬ ‫ال َْمص ُ‬
‫ين‬ ‫ِ‬
‫ز‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ْم‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫ن‬‫و‬ ‫﴿‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٪‬ناسبوف‬ ‫الذين‬ ‫الناس‬ ‫لسائر‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ضع هللا تَػع َاىل ا‪ٞ‬نَوا ِزين الع ِ‬
‫اد‬
‫َ ُ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ٍب يَ َ ُ ُ َ‬
‫اؿ َحبى ٍة ِم ْن َخ ْرَد ٍؿ أَتَػ ْيػَنا َِّبَا‬ ‫س َش ْيًئا‪َ ،‬وإِ ْف َكا َف ِمثْػ َق َ‬ ‫ف‬ ‫ػ‬‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫ظ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ط لِيػوِـ ال ِْقيام ِ‬
‫ة‬ ‫ِ‬
‫ُ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الْق ْس َ َ ْ َ َ‬
‫اء‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫اسبٌِن﴾ (سورة األنبياء) ﴿من جاء بِا ْ‪ٜ‬نسَن ِة فَػلَو َع ْشر أَمثَ ِ‬
‫ا‪ٟ‬ن‬ ‫وَك َفى بَِنا ح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سيَِّئ ِة فَ َال ُْ‪٩‬ن َزى إِ ىال ِمثْػلَ َها‪َ ،‬و ُى ْم َال يُظْلَ ُمو َف﴾‪.‬‬‫بِال ى‬

‫ت موا ِزينو فَأُولَئِك ىم الْم ْفلِ‬ ‫ٍ‬


‫حو َف (‪َ )ٛ‬وَم ْن َخ ىف ْ‬
‫ت‬ ‫َ ُُ ُ ُ‬ ‫﴿وال َْو ْز ُف يَػ ْوَمئِذ ا ْ‪ٜ‬نَ ُّق‪ ،‬فَ َم ْن ثَػ ُقلَ ْ َ َ ُ ُ‬
‫َ‬
‫‪.‬‬ ‫ين َخ ِس ُروا أَنْػ ُف َس ُه ْم ِّنَا َكانُوا بِآيَاتَِنا يَظْلِ ُمو َف﴾‬ ‫موا ِزينُو فَأُولَئِ َ ِ‬
‫ك الىذ َ‬ ‫ََ ُ‬

‫اللهم‪:‬‬
‫﴿ َر ِّ‬
‫ب‬
‫﴾‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 28‬‬


‫وؿ لَِي ْش َه َد َع َلى َم ْن َك ىذبَوُ ِم ْن أُ ىمتِ ِو‪َ ،‬و َع َلى َم ْن‬ ‫اآلخرِة يَأٌِْب ُك ُّل رس ٍ‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫اب ُِب ِ‬ ‫" َويَػ ْوَـ ا‪ٜ‬نِس ِ‬
‫َ‬
‫َحداً َش ْيئاً ِ‪٣‬نىا‬ ‫ِ‬
‫اـ‪ ،‬فَالَ يَظْل ُم أ َ‬ ‫الع ْد ِؿ التى ِّ‬
‫ص ىد َؽ ِر َسالََتوُ‪ ،‬فَػَي ْح ُك ُم هللاُ بَػ ْيػَنػ ُه ْم بِ َ‬
‫ِ‬
‫آ َم َن بِو َو َ‬
‫صلىى‬ ‫َ‬ ‫هللا‬ ‫رسوؿ‬ ‫قاؿ‬ ‫قاؿ‪:‬‬ ‫‪ٝ‬ندري‬ ‫ا‬ ‫سعيد‬ ‫أيب‬ ‫عن‬ ‫بسنده‬ ‫البخاري‬ ‫أخرج‬ ‫‪15‬‬
‫يَ ْسَت ِحقُّوُ"‪.‬‬
‫اَّللُ َعلَ ْي ِو َو َسلى َم‪ :‬يدعى نوح يوـ القيامة فيقوؿ لبيك وسعديك يا رب‪ ،‬فيقوؿ ىل‬ ‫ى‬
‫بلغت؟ فيقوؿ نعم‪ ،‬فيقاؿ ألمتو ىل بلغكم‪ ،‬فيقولوف ما أتانا من نذير‪ ،‬فيقوؿ من‬
‫يشهد لك؟ فيقوؿ ‪١‬نمد وأمتو فيشهدوف أنو قد بلغ‪ ،‬ويكوف الرسوؿ عليكم شهيدا‪،‬‬
‫ك َج َعلَْنا ُك ْم أُمى ًة َو َسطًا لَِت ُكونُوا ُش َه َد َاء َعلَى الن ِ‬
‫ىاس‬ ‫ِ‬
‫فذلك قولو جل ذكره ﴿ َك َذل َ‬
‫ف إِذَا ِج ْئػَنا ِمن ُك ِل أُمى ٍة بِ َش ِه ٍ‬
‫يد َو ِج ْئػَنا‬ ‫وؿ َعلَ ْي ُك ْم َش ِهي ًدا﴾ (اىػ) ﴿فَ َك ْي َ‬
‫َويَ ُكو َف ال ىر ُس ُ‬
‫ْ ّ‬
‫ك َعلَى َى ُؤَال ِء َش ِهي ًدا﴾ أي‪ :‬فكيف يكوف حاؿ الناس‪ ،‬إذا جاء هللا من كل أمة‬ ‫بِ َ‬
‫برسو‪ٟ‬نا ليشهد عليها ّنا عملت‪ ،‬وجاء بك ‪ -‬أيها الرسوؿ ‪ -‬لتكوف شهي ًدا على‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫وؿ لَ ْو تُ َس ىوى‬ ‫ص ُوا ال ىر ُس َ‬
‫ين َك َف ُروا َو َع َ‬ ‫أمتك أنك بلغتهم رسالة ربّك‪﴿ .‬يَػ ْوَمئذ يَػ َودُّ الىذ َ‬
‫ف إِذَا ِج ْئػَنا ِمن ُك ِل أُمى ٍة بِ َش ِه ٍ‬ ‫اَّلل ح ِ‬
‫يد‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫﴿‬ ‫أ‬
‫ر‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫‪ٞ‬نا‬ ‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫ا‬‫ً‬‫يث‬‫د‬ ‫َّبِِ ُم ْاألَ ْر ُ‬
‫ض َوَال يَ ْكتُ ُمو َف ىَ َ‬
‫اَّللُ َعلَ ْي ِو َو َسلى َم‪ ،‬ذكر أحواؿ‬ ‫ِ‬
‫صلىى ى‬ ‫ك َعلَى َى ُؤَالء َش ِهي ًدا﴾ على رسوؿ هللا َ‬ ‫َو ِج ْئػَنا بِ َ‬
‫اَّللُ َعلَ ْي ِو َو َسلى َم!‬
‫صلىى ى‬ ‫يوـ األشهاد فإذا عيناه تَ ْذ ِرفَاف‪َ .‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اد َى ُؤالء الىذ َ‬
‫ين َك َذبُواْ‬ ‫وؿ األَ ْش َه ُ‬
‫وتشهد ا‪ٞ‬نالئكة على العباد ّنا كانوا يعملوف‪َ ﴿ ،‬ويَػ ُق ُ‬
‫َعلَى َرَّّبِِ ْم﴾‪ .‬فإذا ِب العبد ُب ا‪ٝ‬نصومة‪ ،‬وكذب ربو‪ ،‬وكذب الشهود الذين شهدوا‬

‫‪ .15‬أيسر التفاسًن ص ٕٗٔ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 29‬‬


‫ص ٌر ُِ‪٥‬نبُّػ َها من عندؾ يا‬ ‫عليو‪ ،‬أقاـ هللا عليو شاىداً منو‪ ،‬فتشهد على ا‪ٞ‬نرء أعضاؤه‪ .‬نَ ْ‬
‫آمنُوا ُِب ا ْ‪ٜ‬نََي ِاة ُّ‬
‫الدنْػَيا َويَػ ْوَـ‬ ‫ين َ‬
‫ِ‬
‫نص ُر ُر ُسلََنا َوالىذ َ‬
‫قلت وقولك ا‪ٜ‬نق‪﴿ :‬إِنىا لََن ُ‬
‫هللا! إنك َ‬
‫﴾‬ ‫وـ ْاألَ ْش َه ُ‬
‫اد﴾‪ .‬اللهم ﴿‬ ‫يَػقُ ُ‬
‫لذلك‪:‬‬
‫اب أَلِ ٍيم (ٓٔ) تُػ ْؤِمنُو َف‬ ‫َدلُّ ُك ْم َع َلى ِْنَ َارٍة تُػ ْن ِجي ُك ْم ِم ْن َع َذ ٍ‬
‫آمنُوا َى ْل أ ُ‬
‫ين َ‬
‫ِ‬
‫﴿يَاأَيُّػ َها الىذ َ‬
‫اَّلل بِأ َْم َوالِ ُك ْم َوأَنْػ ُف ِس ُك ْم ذَلِ ُك ْم َخ ْيػ ٌر لَ ُك ْم إِ ْف ُك ْنتُ ْم‬
‫يل ىِ‬ ‫اَّلل ورسولِ ِو و ُْن ِ‬
‫اى ُدو َف ُِب َسبِ ِ‬ ‫بِ ى َ َ ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫ار َوَم َساكِ َن‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ػ‬
‫ْ‬‫ن‬‫َ‬
‫األ‬
‫ْ‬ ‫ا‬‫ه‬‫َ‬ ‫ىات َْنْ ِري ِمن َٓنْتِ‬‫تَػعلَمو َف (ٔٔ) يػ ْغ ِفر لَ ُكم ذُنُوب ُكم وي ْد ِخلْ ُكم جن ٍ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ ْ َ ْ َُ‬ ‫ْ ُ‬
‫ىات ع ْد ٍف ذَلِك الَْفوز الْع ِظيم (ٕٔ) وأُ ْخرى ُِٓنبُّونَػها نَصر ِمن ىِ‬
‫ح‬‫اَّلل َوفَػ ْت ٌ‬ ‫َ ٌْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُْ َ ُ‬ ‫طَيَِّبةً ُِب َجن ِ َ‬
‫ِ‬ ‫يب َوبَ ِّ‬
‫‪.‬‬ ‫ش ِر ال ُْم ْؤمنِ َ‬
‫ٌن﴾‬ ‫قَ ِر ٌ‬

‫إذا شهد على ا‪ٞ‬نرء‪ ،‬فواجب عليو أف يرضى ّنا جاء بو ‪ -‬خًنا وشرا‪ٍ .‬ب ﴿يَػ ْوَمئِ ٍذ‬
‫اؿ َذ ىرٍة َخ ْيػ ًرا يَػ َرهُ (‪َ )ٚ‬وَم ْن‬ ‫ىاس أَ ْشَتاتًا لِيُػ َر ْوا أَ ْع َما َ‪ٟ‬نُ ْم (‪ )ٙ‬فَ َم ْن يَػ ْع َم ْل ِمثْػ َق َ‬
‫ص ُد ُر الن ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫اؿ ذَ ىرٍة َش ًّرا يَػ َرهُ﴾ ٍب يؤتى بكتاباف الذاف فيهما أ‪ٚ‬ناء األرواح ا‪ٞ‬نؤمنٌن‬ ‫يَػ ْع َم ْل ِمثْػ َق َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ٌن قبل حياة‬ ‫جِ‬‫ٌن أو س ِّ‬ ‫والفجار (وجاء البياف ُب ا‪ٜ‬نديث‪ ،‬يكتب األموات ُب علّيِّ َ‬
‫ٌن" يؤتى كتابو بَِي ِمينِ ِو‪﴿ ،‬فَأَمىا َم ْن‬ ‫ِِ‬
‫"روح َم ْكتوب ُب علّيِّ َ‬ ‫وحوُ ُ‬ ‫الربزخية)‪ .‬فمن وافق ُر َ‬
‫َين م ٍ‬
‫الؽ‬ ‫ت أِ ّ ُ‬ ‫وؿ َىا ُؤ ُـ اقْػ َرءُوا كَِتابَِي ْو (‪ )ٜٔ‬إِِ ّين ظََنػ ْن ُ‬ ‫ُوٌبَ كَِتابَوُ بَِي ِمينِ ِو فَػَيػ ُق ُ‬‫أِ‬
‫ت كَِتابَِي ْو (ٕ٘) َوَملْ أَ ْد ِر‬‫وؿ يَالَْيَت ِين َملْ أُو َ‬ ‫ُوٌبَ كَِتابَوُ بِ ِش َمالِ ِو فَػَيػقُ ُ‬
‫ِح َسابَِي ْو﴾‪َ ﴿...‬وأَمىا َم ْن أ ِ‬
‫ك َع ِّين‬ ‫ِ‬ ‫ت الْ َق ِ‬ ‫ما ِحسابِي ْو (‪ )ٕٙ‬يالَْيَتػ َها َكانَ ِ‬
‫اضَي َة (‪َ )ٕٚ‬ما أَغْ َىن َع ِّين َمالَي ْو (‪َ )ٕٛ‬ىلَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ُسلْطَانَِي ْو﴾ (سورة ا‪ٜ‬ناقة)‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 30‬‬


‫ُوٌبَ كَِتابَوُ بَِي ِمينِ ِو‬
‫ك َك ْد ًحا فَ ُم َالقِ ِيو (‪ )ٙ‬فَأَمىا َم ْن أ ِ‬ ‫ح إِ َىل َربِّ َ‬ ‫اإلنْسا ُف إِنى َ ِ‬
‫ك َكاد ٌ‬ ‫﴿يَاأَيػُّ َها ِْ َ‬
‫ُوٌب‬‫ورا (‪َ )ٜ‬وأَ ىما َم ْن أ ِ‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫َىلِ ِ‬
‫و‬ ‫أ‬ ‫ىل‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ب‬ ‫ؼ ُ‪٪‬ناسب ِحسابا ي ِسًنا (‪ )ٛ‬ويػ ْنػ َقلِ‬
‫َ‬ ‫َ ُْ ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫(‪ )ٚ‬فَ َس ْو َ َ َ ُ َ ً َ ً‬
‫صلَى َس ِع ًًنا (ٕٔ) إِنىوُ َكا َف ُِب‬ ‫ورا (ٔٔ) َويَ ْ‬ ‫ؼ يَ ْد ُعو ثػُبُ ً‬‫كَِتابَوُ َوَر َاء ظَ ْه ِرِه (ٓٔ) فَ َس ْو َ‬
‫‪.‬‬ ‫ص ًًنا﴾‬‫َىلِ ِو مسرورا (ٖٔ) إِنىوُ ظَ ىن أَ ْف لَن َ‪٪‬نُور (ٗٔ) بػلَى إِ ىف ربىوُ َكا َف بِ ِو ب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫أْ َ ُْ ً‬

‫اب‬‫ْكَت ِ‬ ‫ْكتاب فَػتػرى الْمج ِرِمٌن م ْش ِف ِقٌن ِ‪٣‬نىا فِ ِيو ويػ ُقولُو َف ياويػلَتػَنا م ِاؿ ى َذا ال ِ‬ ‫﴿وو ِ ِ‬
‫َ َْ َ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ض َع ال َ ُ َ َ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫اىا ووج ُدوا ما َع ِملُوا ح ِ‬ ‫َال يػ َغ ِادر ِ‬
‫ك‬ ‫اض ًرا َوَال يَظْل ُم َربُّ َ‬ ‫َ‬ ‫ص َ ََ َ َ‬ ‫َح َ‬‫صغ ًَنةً َوَال َكبِ ًَنةً إِ ىال أ ْ‬‫ُ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫اؿ حبى ٍة ِ‬ ‫أَح ًدا﴾ ٍب يوزف كل عمل وإِ ْف َكا َف ِ‬
‫اء بِا ْ‪ٜ‬نَ َسَنة فَػلَوُ‬ ‫ج‬
‫َْ َ َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫﴿‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ؿ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ر‬‫خ‬‫َ‬
‫َ ْ ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ػ‬
‫ْ‬‫ث‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سيَِّئ ِة فَ َال ُْ‪٩‬ن َزى إِ ىال ِمثْػلَ َها َو ُى ْم َال يُظْلَ ُمو َف﴾‪ .‬لكن! ﴿قُ ْل‬ ‫اء بِال ى‬ ‫ِ‬
‫َع ْش ُر أ َْمثَا‪ٟ‬نَا‪َ ،‬وَم ْن َج َ‬
‫ض ىل َس ْعيُػ ُه ْم ُِب ا ْ‪ٜ‬نََي ِاة ُّ‬
‫الدنْػَيا َو ُى ْم‬ ‫ين َ‬ ‫َ‬
‫ىل نُػَنبِئُ ُكم بِ ْاألَ ْخس ِرين أَ ْعم ًاال (ٖٓٔ) الى ِ‬
‫ذ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َْ ّ ْ‬
‫ت‬ ‫ات َرَّّبِِ ْم َولِ َقائِ ِو فَ َحبِطَ ْ‬ ‫ك الى ِذين َك َفروا بِآي ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ص ْنػ ًعا (ٗٓٔ) أُولَئِ َ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ‪٪‬ن َسبُو َف أَنػى ُه ْم ُْ‪٪‬نسنُو َف ُ‬
‫ىم ِّنَا َك َف ُروا َو ىأنَ ُذوا‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫ؤ‬
‫ُ‬ ‫ا‬‫ز‬ ‫ج‬ ‫ك‬ ‫أَ ْعما ُ‪ٟ‬نم فَ َال نُِقيم َ‪ٟ‬نم يػوـ ال ِْقيام ِة و ْزنًا (٘ٓٔ) ذَلِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُْ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ ُْ‬
‫القَي َام ِة بَِر ُج ٍل َع ِظ ٍيم طَ ِوي ٍل فَالَ يَ ِز ُف‬ ‫يث‪" :‬يػ ْؤتَى يػوـ ِ‬
‫ُ ََْ‬
‫آي ِاٌب ورسلِي ُىزوا﴾‪ .‬وُِب ا‪ٜ‬ن ِد ِ‬
‫َ‬ ‫ًُ َ‬ ‫َ َُُ‬
‫ي)‬ ‫وض ٍة"‪َ ( .‬رَواهُ البُ َخا ِر ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫اح بَػ ُع َ‬
‫ع ْن َد هللا ُجَن َ‬

‫ات ُِب‬ ‫ا‪ٜ‬ن ِ‬‫صِ‬ ‫ى‬ ‫ال‬ ‫وا‬ ‫ل‬


‫ُ‬ ‫ٌن ِ‪٣‬نىا َكسبوا و ُىو واقِع َّبِِم والى ِذين آمنُوا و َع ِ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫﴿تَػرى الظىالِ ِمٌن م ْش ِف ِ‬
‫ق‬
‫َ‬ ‫َُ َ َ َ ٌ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ا ْ‪ٛ‬نن ِ‬ ‫ض ِ‬
‫ًن﴾‪﴿...‬يَػ ْوَـ َِْن ُد ُك ُّل‬ ‫ِ‬
‫ض ُل الْ َكب ُ‬ ‫ىات َ‪ٟ‬نُ ْم َما يَ َشاءُو َف ع ْن َد َرَّّبِِ ْم ذَل َ‬
‫ك ُى َو الَْف ْ‬ ‫َ‬ ‫َر ْو َ‬
‫ت ِمن س ٍ‬
‫وء تَػ َودُّ لَ ْو أَ ىف بَػ ْيػَنػ َها َوبَػ ْيػَنوُ أ ََم ًدا‬ ‫ل‬ ‫ضرا وما َع ِ‬
‫م‬ ‫‪١‬ن‬ ‫ٍ‬
‫ًن‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫نَػ ْف ٍ‬
‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫س َما َعملَ ْ ْ‬
‫م‬
‫‪.‬‬ ‫وؼ بِال ِْعَب ِاد﴾‬‫اَّللُ َرءُ ٌ‬ ‫بَ ِعي ًدا َو َُ‪٪‬ن ِّذ ُرُك ُم ى‬
‫اَّللُ نَػ ْف َسوُ َو ى‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 31‬‬


‫يما ُك ْنتُ ْم فِ ِيو َٔنَْتلِ ُفو َف﴾‪ .‬ويقتص ا‪ٜ‬نكم‬ ‫ِ ِِ‬
‫اَّللُ َ ْ‪٪‬ن ُك ُم بَػ ْيػَن ُك ْم يَػ ْوَـ الْقَي َامة ف َ‬
‫ٍب بعد ذلك ﴿ ى‬
‫العدؿ للمظلوـ من ظا‪ٞ‬نو‪ ،‬حىت ال يبقى ألحد عند أحد مظلمة‪ ،‬حىت ا‪ٜ‬نيواف يقتص‬
‫ت﴾‪ .‬فإذا انططحت شاتاف إحدا‪٨‬نا‬ ‫وش ُح ِش َر ْ‬
‫لبعضو من بعض‪ ،‬وذلك ﴿ َوإِذَا ال ُْو ُح ُ‬
‫جلحاء ال قروف ‪ٟ‬نا‪ ،‬واألخرى ذات قروف‪ ،‬فإنو يقتص لتلك من ىذه؛ ففي صحيح‬
‫وؽ ِإ َىل‬
‫مسلم «عن أيب ىريرة أف رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم قاؿ‪ :‬تُػ َؤدُّ ىف ا ْ‪ٜ‬نُُق َ‬
‫ح َها‪ٍ .‬ب يقوؿ هللا‬ ‫ِ‬ ‫ش ِاة ا ْ‪ٛ‬ن ىم ِاء ِمن ال ى ِ‬
‫ى‬ ‫ص لِ‬ ‫َىلِها يػوـ ال ِْقيام ِ‬
‫شاة الْ َق ْرنَاء تَػ ْنطَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ى‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫ػ‬
‫ُ‬‫ي‬ ‫ىت‬
‫ى‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ة‬ ‫أْ َ ََْ َ َ‬
‫وؿ الْ َكافِ ُر يَالَْيَت ِين ُك ْن ُ‬
‫ت تُػ َرابًا﴾‪.‬‬ ‫لغًن الثقلٌن‪" :‬كوين تراباً"‪ .‬فعند ذلك يتمين ﴿ َويَػ ُق ُ‬

‫لذلك‪:‬‬
‫وؿ الْ َكافِ ُر يَالَْيَت ِين ُك ْن ُ‬
‫ت‬ ‫﴿إِنىا أَنْ َذ ْرنَا ُك ْم َع َذابًا قَ ِر ًيبا‪ ،‬يَػ ْوَـ يَػ ْنظُُر ال َْم ْرءُ َما قَ ىد َم ْ‬
‫ت يَ َداهُ َويَػ ُق ُ‬
‫اب َم ْن َ٘نَ َل ظُل ًْما﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪.‬‬
‫ْح ِّي الْ َقيُّوـ َوقَ ْد َخ َ‬ ‫تُػ َرابًا﴾‪َ ﴿...‬و َعَنت ال ُْو ُجوهُ لل َ‬

‫ىاس يَػ ْوَـ ال ِْقَي َام ِة ُِب ال ِّد َم ِاء" ‪ .»16‬من ضرب ضرباً‪،‬‬ ‫ٌن الن ِ‬ ‫و«"أَ ىو ُؿ ما يػ ْق َ ِ ِ‬
‫ضى فيو بَػ ْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ض ِو أ َْو ِم ْن َش ْي ٍء‬
‫ت ِع ْن َدهُ مظْلِمةٌ ِألَ ِخ ِيو ِمن ِعر ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ظلماً‪ ،‬اقتص منو يوـ القيامة‪َ .‬م ْن َكانَ ْ‬
‫ار َوَال ِد ْرَى ٌم‪" ،...‬أتدروف من ا‪ٞ‬نفلس؟ قالوا‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَػلَْيَت َحلى ْل منْوُ الَْيػ ْوَـ قَػ ْب َل أَ ْف َال يَ ُكو َف د َين ٌ‬
‫"ا‪ٞ‬ن فلس فينا من ال درىم لو وال متاع" فقاؿ (صلى هللا عليو وسلم)‪"« :‬إف ا‪ٞ‬نفلس‬
‫من أم ي من يأٌب يوـ القيامة بصالة وصياـ وزكاة‪ ،‬ويأٌب قد شتم ىذا‪ ،‬وقذؼ ىذا‪،‬‬
‫وأكل ماؿ ىذا‪ ،‬وسفك دـ ىذا‪ ،‬وضرب ىذا‪ ،‬فيعطى ىذا من حسناتو‪ ،‬وىذا من‬

‫اَّللِ ْب ِن مس ُع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِحيح ْ ِ ِ ِ ِ‬


‫ود (ر)‬ ‫ٌن م ْن َحديث ُسلَْي َما َف ْب ِن م ْه َرا َف َع ْن َع ْبد ى َ ْ‬ ‫ت ُِب ال ى َ‬
‫‪ .16‬قَ ْد ثَػبَ َ‬
‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 32‬‬
‫حسناتو‪ ،‬فإف فنيت ح سناتو‪ ،‬قبل أف يقضى ما عليو‪ ،‬أخذ من خطاياىم فطرحت‬
‫عليو‪ٍ ،‬ب طرح ُب النار"» ‪( 17‬اىػ)‪ .‬طرح ُب النار بعد ا‪ٜ‬نساب‪ ،‬هللا أعلم‪.‬‬
‫يقضي هللا تعاىل بٌن من بقي من خلفو حىت ال تبقى مظلمة ألحد عند أحد إال أخذىا‬
‫هللا للمظلوـ من الظامل‪ ،‬إنو َال َُ‪٩‬نا ِوزه الَْيػ ْوـ ظُلْم ظَ ِامل‪ ،‬حىت إنو ليكلف شائب اللَب‬
‫با‪ٞ‬ناء ٍب يبيعو أف ‪٫‬نلص اللَب من ا‪ٞ‬ناء‪.‬‬
‫ب‪ ،‬لِ ِش ىد ِة ا‪ٟ‬نَْوِؿ ﴿ َوتَػ َرى ُك ىل أُمى ٍة‬ ‫الرَك ِ‬
‫ساَّبم وىم بَا ِرَك ًة َعلَى ُّ‬ ‫ا‪ٝ‬نالئق نَتِيج َة ِح ِ‬ ‫ُ‬ ‫ينتظروف‬
‫َجاثَِي ًة‪ُ ،‬ك ُّل أُ ىم ٍة تُ ْد َعى إِ َىل كَِت ِاَّبَا الَْيػ ْوَـ ُْنَْز ْو َف َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف (‪َ )ٕٛ‬ى َذا كَِتابُػَنا يَػ ْن ِط ُق‬
‫آمنُوا َو َع ِملُوا‬ ‫خ ما ُك ْنتم تَػعملُو َف (‪ )ٕٜ‬فَأَمىا الى ِ‬ ‫َعلَي ُكم بِا ْ‪ٜ‬ن ِّق إِنىا ُكنىا نَستػ ْن ِ‬
‫ين َ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ْ َ‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫س‬ ‫َْ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َك َف ُروا‬ ‫ٌن (ٖٓ) َوأَ ىما الىذ َ‬ ‫ك ُى َو الَْف ْو ُز ال ُْمبِ ُ‬‫ات فَػيُ ْدخلُ ُه ْم َربُّػ ُه ْم ُِب َر ْ٘نَتِ ِو َذل َ‬ ‫ا‪ٜ‬ن ِ‬ ‫ال ى ِ‬
‫ص َ‬
‫يل إِ ىف َو ْع َد‬ ‫أَفَػلَم تَ ُكن آي ِاٌب تُػ ْتػلَى َعلَي ُكم فَاست ْكبػر ًُْب وُك ْنتم قَػوما ُْ‪٠‬ن ِرِمٌن (ٖٔ) وإِذَا قِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َْ َ ْ َ ُ ْ ْ ً‬ ‫ْ ْ َ‬
‫اعةُ إِ ْف نَظُ ُّن إِ ىال ظَنًّا َوَما َ ْ‪٥‬ن ُن‬ ‫ب فِ َيها قُػلْتُ ْم َما نَ ْد ِري َما ال ى‬ ‫ىِ‬
‫سَ‬ ‫َ َ‬‫ي‬
‫ْ‬‫ر‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫اع‬
‫َ‬ ‫س‬
‫ى‬ ‫ال‬‫و‬‫َ َ‬ ‫ق‬
‫ٌّ‬ ‫ح‬ ‫اَّلل‬
‫اؽ َّبِِ ْم َما َكانُوا بِ ِو يَ ْسَتػ ْه ِزئُو َف (ٖٖ)‬ ‫ات َما َع ِملُوا َو َح َ‬ ‫ٌن (ٕٖ) َوبَ َدا َ‪ٟ‬نُ ْم َسيَِّئ ُ‬ ‫ِ‬
‫ِّنُ ْسَتػ ْيقنِ َ‬
‫ين‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫وقِيل الْيػوـ نَػ ْنسا ُكم َكما نَ ِسيتُم لِ َقاء يػوِم ُكم َى َذا ومأْوا ُكم النىار وما لَ ُكم ِمن نَ ِ‬
‫اص‬
‫َ‬ ‫ََ َ ُ ُ ََ ْ ْ‬ ‫ْ َ َْ ْ‬ ‫َ َ ََْ َ ْ َ‬
‫ات ىِ‬
‫اَّلل ُى ُزًوا َو َغ ىرتْ ُك ُم ا ْ‪ٜ‬نََياةُ ُّ‬
‫الدنْػَيا فَالَْيػ ْوَـ َال ُ‪٫‬نَْر ُجو َف‬ ‫(ٖٗ) َذلِ ُكم بِأَنى ُكم ىأنَ ْذ ًُْب آي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫غل‪،‬‬ ‫ّنا‬ ‫يأتوف‬ ‫من‬ ‫القصاص‬ ‫من‬ ‫هللا‬ ‫فرغ‬ ‫فإذا‬ ‫‪:‬‬‫والشرح‬ ‫‪.‬‬‫﴾‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬‫ب‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ػ‬‫ت‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫ال‬
‫َ‬‫و‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ػ‬‫ن‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ ْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫نادى مناد يسمع ا‪ٝ‬نالئق كلهم‪ :‬أال ليلحق كل قوـ بآ‪ٟ‬نتهم وما كانوا يعبدوف من‬
‫دوف هللا‪ .‬فال يبقى أحد عبد من دوف هللا‪ ،‬إال مثلت لو آ‪ٟ‬نتو بٌن يديو‪ ،‬و‪٩‬نعل يومئذ‬
‫ملك من ا‪ٞ‬نالئكة على صورة عزير‪ ،‬و‪٩‬نعل ملك من ا‪ٞ‬نالئكة على صورة عيسى بن‬
‫مرمي‪ٍ .‬ب يتبع ىذا اليهود وىذا النصارى‪ٍ ،‬ب قادهتم آ‪ٟ‬نتهم إىل النار‪ .‬وىو الذي يقوؿ‬

‫(‪ )1852‬صحيح مسلم ‪ُ ،‬ب كتاب الرب والصلة‬ ‫‪.17‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 33‬‬


‫وىا َوُك ٌّل فِ َيها َخالِ ُدو َف﴾‪ .‬فإذا مل يبق إال ا‪ٞ‬نؤمنوف‪ ،‬فيهم‬ ‫ِ ِ‬
‫﴿لَ ْو َكا َف َى ُؤالء آ‪ٟ‬نَةً َما َوَر ُد َ‬
‫ا‪ٞ‬ننافقوف‪ « ...،‬ال تزوؿ قدما عبد يوـ القيامة‪ ،‬حىت يسأؿ عن عمره فيم أفناه‪ ،‬وعن‬
‫الرتمذي‬ ‫علمو فيم فعل‪ ،‬وعن مالو من أين اكتسبو وفيم أنفقو؟ وعن جسمو فيم أباله»‬
‫وقد أخربنا الرسوؿ صلى هللا عليو وسلم أف فقراء ا‪ٞ‬نهاجرين يسبقوف أغنياءىم إىل‬
‫ا‪ٛ‬ننة بأربعٌن سنة‪ .‬وروى الرتمذي بإسناده عن أيب ىريرة قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ هللا صلى‬
‫هللا عليو وسلم‪ "« :‬إف أوؿ ما يسأؿ العبد عنو يوـ القيامة من النعيم أف يقاؿ لو‪ :‬أمل‬
‫ٌن (ٕ‪)ٜ‬‬ ‫ك لََنسأَلَنػىهم أ ْ ِ‬‫ِ‬
‫َٗنَع ْ َ‬ ‫نصح لك جسمك؟ ونروؾ من ا‪ٞ‬ناء البارد"» (اىػ) ﴿فَػ َوَربّ َ ْ ُ ْ‬
‫َع ىما َكانُوا يَػ ْع َملُو َف﴾‪ٍ﴿...‬بُى لَتُ ْسأَلُ ىن يَػ ْوَمئِ ٍذ َع ِن الن ِىع ِيم﴾‪.‬‬

‫لذلك‪:‬‬
‫﴿وِإ ْف تَػ ُع ُّدوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫آءتْوُ فَِإ ىف هللا َشدي ُد العقاب﴾‪َ ...‬‬ ‫﴿ َوَمن يُػَب ّد ْؿ ن ْع َم َة هللا من بَػ ْعد َما َج َ‬
‫يم﴾‪َ ﴿...‬وَم ْن يَ ْش ُك ْر فَِإ ى‪٧‬نَا يَ ْش ُك ُر لَِنػ ْف ِس ِو‪َ ،‬وَم ْن‬
‫َ ٌ‬‫ح‬‫اَّلل لَ َغ ُفور رِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬‫ى‬ ‫ى‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ا‬ ‫وى‬
‫َ‬ ‫ص‬
‫ُ‬ ‫ٓن‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫نِعمةَ ىِ‬
‫اَّلل‬ ‫َْ‬
‫٘ني ٌد﴾‬‫ين َِ‬ ‫َك َف َر فَِإ ىف ى‬
‫اَّللَ َغ ِ ٌّ‬
‫‪.‬‬

‫(سورة األحقاؼ)‬

‫النيب صلى هللا عليو وسلم يقوؿ ُب بعض صالتو‪" :‬اللى ُه ىم‬ ‫عن عائشة‪ ،‬قالت‪ٚ :‬نعت ّ‬
‫اس ْب ِين ِح َسابًا يَ ِس ًًنا" فلما انصرؼ قلت‪ :‬يا رسوؿ هللا ما ا‪ٜ‬نساب اليسًن؟ قاؿ‬ ‫حِ‬
‫َ‬
‫اب يَػ ْوَمئِ ٍذ َىلَ َ‬
‫ك"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫"أف يُػ ْنظََر ُِب َسيِّئاتو فَػيَُت َج َاو ُز َع ْنوُ‪ ،‬إنىوُ َم ْن نُوق َ‬
‫ش ا ْ‪ٜ‬ن َس َ‬
‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 34‬‬
‫وأبشرؾ أف أوؿ ما ‪٪‬ناسب عليو العبد من حقوؽ هللا تبارؾ وتعاىل الصالة‪ ،‬فإف‬
‫صلحت أفلح و‪٤‬نح وإال خاب وخسر‪ .‬ففي سنن الرتمذي والنسائي عن أيب ىريرة‬
‫رضي هللا عنو قاؿ‪ٚ :‬نعت رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم يقوؿ‪"« :‬إف أوؿ ما‬
‫‪٪‬ناسب بو العبد يوـ القيامة من عملو صالتو‪ ،‬فإف صلحت فقد أفلح وأ‪٤‬نح‪ ،‬وإف‬
‫فسدت فقد خاب وخسر‪ ،‬فإف انتقص من فريضتو شيئاً‪ ،‬قاؿ الرب تبارؾ وتعاىل‪:‬‬
‫انظروا ىل لعبدي من تطوع فيكمل َّبا ما انتقص من الفريضة‪ٍ ،‬ب يكوف سائر عملو‬
‫ب يَػ ْوَـ ال ِْقَي َام ِة‬‫اس ُ‬‫أح ٌد َُ‪٪‬ن َ‬‫س َ‬ ‫على ذلك"»‪ .‬قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم‪"« :‬لَْي َ‬
‫ُوٌبَ كَِتابَوُ بَِي ِمينِ ِو‬
‫ك" قالت عائشة رضي هللا عنها‪ :‬يا رسوؿ هللا ﴿فَأَمىا َم ْن أ ِ‬ ‫إال َىلَ َ‬
‫ب يَػ ْوَـ ال ِْقَي َام ِة‬ ‫ِ‬ ‫ؼ ُ‪٪‬ناس ِ‬
‫اس ُ‬‫أح ٌد َُ‪٪‬ن َ‬ ‫ض‪ ،‬لَْيس َ‬ ‫ك ال َْع ْر ُ‬ ‫ب ح َسابًا يَ ِس ًًنا﴾ فقاؿ‪َ " :‬ذل َ‬ ‫فَ َس ْو َ َ َ ُ‬
‫ك"»‪.‬‬ ‫إال َىلَ َ‬
‫وؿ يَالَْيَت ِين‬‫ض الظى ِاملُ َعلَى يَ َديْ ِو يَػ ُق ُ‬ ‫ويػندـ ُِب َذلِك ِ‬
‫اليوـ الظىالِ ُمو َف ال َكافِ ُرو َف‪َ ﴿ :‬ويَػ ْوَـ يَػ َع ُّ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫وؿ سبِ ًيال (‪ )ٕٚ‬ياويْػلََتا لَْيَت ِين َمل أ ىِ‬ ‫ِ‬
‫َضلىِين‬ ‫َٔن ْذ فَُالنًا َخل ًيال (‪ )ٕٛ‬لَ َق ْد أ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ت َم َع ال ىر ُس َ‬ ‫ىأنَ ْذ ُ‬
‫شيطَا ُف لِ ِْْلنْس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اف َخ ُذ ًوال (سورة الفرقاف)‬ ‫َ‬ ‫اءِين َوَكا َف ال ى ْ‬
‫َع ِن ال ّذ ْك ِر بَػ ْع َد إذْ َج َ‬
‫ِ‬ ‫للخالئِ ِق فَػيَُب ِّ‬
‫ٌن بِا‪ٝ‬نَ ًِن‬ ‫ش ُرو َف ا‪ٞ‬نُْؤمنِ َ‬ ‫ٍب‪ ،‬بعد كل حساب وسؤاؿ‪ ،‬تَظْ َه ُر ا‪ٞ‬نَالَئِ َكةُ َ‬
‫وال ىر ْ٘ن ِة‪ .‬وأما الكافروف‪﴿ ،‬يػوـ يػرو َف الْم َالئِ َك َة َال ب ْشرى يػومئِ ٍذ لِل ِ‬
‫ٌن َويَػ ُقولُو َف‬ ‫ْم ْج ِرم َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ََْ‬ ‫َ ْ َ ََ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ورا﴾‪ ،‬أي‪ُ :‬كتب‬ ‫ورا (ٕٕ) َوقَد ْمَنا إ َىل َما َعملُوا م ْن َع َم ٍل فَ َج َعلَْناهُ َىَب ً‬
‫اء َم ْنثُ ً‬ ‫جً‬ ‫ح ْج ًرا َْ‪١‬ن ُ‬
‫أعما‪ٟ‬نم ‪٬‬نزؽ ويطرح فرتي كا‪ٟ‬نباء ‪ -‬الذي ترى كهيئة الغبار إذَا دخل ضوء الشمس‬
‫غبارا ليس بشيء تقبض عليو األيدي وال ٕنسو‪ ،‬وال يرى‬ ‫الناظر ً‬
‫ُ‬ ‫كوة ‪٪َ -‬ن َسبُوُ‬
‫من ّ‬
‫ذلك ُب الظل‪ٍ .‬ب يدعوف إيل سبيل ا‪ٛ‬نحيم‪ ،‬والعياذ با﵁‪.‬‬
‫ِ‬ ‫﴿وإِ ىف الْ ُف ى ِ ِ‬
‫صلَ ْونَػ َها يَػ ْوَـ ال ّدي ِن (‪َ )15‬وَما ُى ْم َع ْنػ َها بِ َغائِبِ َ‬
‫ٌن﴾‪.‬‬ ‫ج َار لَفي َجح ٍيم (‪ )14‬يَ ْ‬ ‫َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 35‬‬


‫ك‬ ‫ٌن (ٕ) ال ىر ْ٘نَ ِن ال ىرِح ِيم (ٖ) مالِ ِ‬ ‫ب ال َْعالَ ِم َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل ال ىر ْ٘نَ ِن ال ىرح ِيم (ٔ) ا ْ‪ٜ‬نَ ْم ُد ىَّلل َر ِّ‬
‫﴿بِس ِم ىِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫يَػ ْوِـ ال ِّدي ِن﴾‪َ ﴿...‬وَما أَ ْد َر َاؾ َما يَػ ْو ُـ ال ِّدي ِن (‪ٍ )ٔٚ‬بُى َما أَ ْد َر َاؾ َما يَػ ْو ُـ ال ِّدي ِن (‪ )ٔٛ‬يَػ ْوَـ‬
‫س َشيئا و ْاألَمر يػومئِ ٍذ ِ ىِ‬ ‫َال َٕنْلِك نَػ ْف ِ‬
‫َّلل﴾‬ ‫س لَنػ ْف ٍ ًْ َ ْ ُ َ ْ َ‬ ‫ُ ٌ‬
‫يوـ الدين! ﴿ َوقَالُوا يَ َاويْػلََنا َى َذا يَػ ْو ُـ ال ِّدي ِن‬ ‫وبعد طرح كتب أعماؿ اجملرموف‪ ،‬تصبح ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اج ُه ْم‬‫ين ظَلَ ُموا َوأَ ْزَو َ‬ ‫ش ُروا الىذ َ‬ ‫اح ُ‬‫ص ِل الىذي ُكنْتُ ْم بِو تُ َك ّذبُو َف (ٕٔ) ْ‬ ‫(ٕٓ) َى َذا يَػ ْو ُـ الَْف ْ‬
‫ِ‬ ‫اى ُدوىم إِ َىل ِ ِ ِ‬ ‫وف ىِ‬ ‫وما َكانُوا يػعب ُدو َف (ٕٕ) ِمن ُد ِ‬
‫ص َراط ا ْ‪ٛ‬نَح ِيم (ٖٕ) َوق ُف ُ‬
‫وى ْم‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫اَّلل‬ ‫ْ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ََ‬
‫ث‬ ‫إِنػى ُهم مسئُولُو َف﴾‪ .‬والشرح‪ :‬إذا صبح اليوـ الدين‪ ،‬يػرِجع ال َكافِرو َف ا‪ٞ‬نُْن ِكرو َف لِلبػ ْع ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َْ‬
‫ٌن‪ :‬يَا َخ َس َارنَا َويَا َىالَ َكَنا (يَا َويْػلََنا) َى َذا يَػ ْو ُـ ا‪ٛ‬نََز ِاء َعلَى‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلَى أَنْػ ُفس ِه ْم بِا‪ٞ‬نَالَ َمة قَائِل َ‬
‫وؿ‪ ،‬فَ َك ىذبْػَناهُ‪َ ،‬و َس ِخ ْرنَا ِم ْنوُ‪ ،‬فتقوؿ ‪ٟ‬نم‬ ‫األَ ْع َم ِاؿ (يَػ ْو ُـ ال ِّديِ ِن) الذي أَنْ َذ َرنَا بِ ِو ال ىر ُس ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أم ُر هللاُ تَػ َع َاىل‬ ‫ص ِل الىذي ُكنْتُ ْم بِو تُ َك ّذبُو َف)‪َ .‬ويَ ُ‬ ‫ا‪ٞ‬نالئكة وا‪ٞ‬نؤمنوف‪َ ( :‬ى َذا يَػ ْو ُـ الَْف ْ‬
‫مٌن َم َع قػُ َرنَائِ ِه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ف‪َ ،‬وبِأَ ْف َ ْ‪٪‬ن ُ‬ ‫ٌن ُِب ا‪ٞ‬نَوقِ ِ‬ ‫ا‪ٞ‬نَالَئِ َك َة بِأَ ْف ُ‪٬‬نَيِّزوا ال ُك ىفار ِمن ا‪ٞ‬نُْؤِمنِ‬
‫شروا الظىال ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫َص َح ِ‬ ‫اى ِهم (أَ ْزو ِ‬ ‫ِ‬
‫الربَا َم َع‬‫اب ِّ‬ ‫َص َح ٌ‬ ‫الزن‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫اب ِّ‬ ‫الزن َم َع أ ْ‬ ‫اب ِّ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫اج ِهم)‪ .‬فَػيُ ْح َش ُر أ ْ‬ ‫َوأَ ْشَب ْ َ‬
‫اف واألَصَن ِاـ مع األَصَن ِاـ ال ي َكانُوا يػعب ُدونَػها ِمن ُد ِ‬ ‫الربا‪ ،‬و َعابِ ُدوا األَوثَ ِ‬ ‫َص َح ِ‬
‫وف‬ ‫َ ُْ َ ْ‬ ‫ْ ََ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اب َِّ َ‬ ‫أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌن إِ َىل طَ ِر ِيق‬ ‫ٌن الظىال ِم َ‬‫هللا‪ٍ .‬بُى يَأْ ُم ُر تَػ َع َاىل ا‪ٞ‬نَالَئِ َك َة الك َر َاـ قَائِالً‪ :‬أ َْرش ُدوا َى ُؤالَء ا‪ٞ‬نُ ْج ِرم َ‬
‫وى ْم َعلَ ْيػ َها‪ .‬واحبسوىم (علي الصراط) قبل أف يصلوا إىل جهنم؛ إَم‬ ‫ىم‪َ ،‬و ُدلُّ ُ‬ ‫َج َهن َ‬
‫مسؤولوف عن أعما‪ٟ‬نم وأقوا‪ٟ‬نم ال ي صدرت عنهم ُب الدنيا‪ ،‬مساءلة إنكار عليهم‬
‫وتبكيت ‪ٟ‬نم‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 36‬‬


‫س َم َع َها َسائِ ٌق َو َش ِهي ٌد﴾‪ ،‬فَػيُساقوف سوقًا عني ًفا‪ ،‬إىل صراط جهنم‪،‬‬ ‫ت ُك ُّل نَػ ْف ٍ‬
‫اء ْ‬
‫﴿ َو َج َ‬
‫ص ُرَؾ الَْيػ ْوَـ َح ِدي ٌد﴾ ‪-‬‬ ‫ب‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ف‬ ‫ؾ‬
‫َ‬ ‫اء‬‫ط‬
‫َ‬ ‫ويقاؿ‪﴿ :‬لَ َق ْد ُك ْنت ُِب َغ ْفلَ ٍة ِمن ى َذا فَ َك َش ْفنا ع ْنك ِ‬
‫غ‬
‫َ ََ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ينظر ما يزعجو ويروعو‪ ،‬من أنواع العذاب والنكاؿ‪ .‬ؼ﴿يَػ ْوَمئِ ٍذ يَػتىبِ ُعو َف ال ىد ِاع َي َال‬
‫ات لِل ىر ْ٘نَ ِن فَ َال تَ ْس َم ُع إِ ىال َ ْ‬
‫‪٨‬ن ًسا﴾‪.‬‬ ‫ت ْاألَ ْ‬
‫ص َو ُ‬ ‫ِعوج لَوُ‪ ،‬و َخ َشع ِ‬
‫ََ َ َ‬

‫لذلك‪:‬‬
‫﴿أَفَػ َرأَيْػتُ ْم َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْعبُ ُدو َف (٘‪ )ٚ‬أَنْػتُ ْم َوآبَا ُؤُك ُم ْاألَقْ َد ُمو َف (‪ )ٚٙ‬فَِإنػى ُه ْم َع ُد ٌّو ِيل إِ ىال‬
‫ٌن (‪ )ٚٚ‬الى ِذي َخلَ َق ِين فَػ ُهو يَػ ْه ِدي ِن (‪َ )ٚٛ‬والى ِذي ُىو يُط ِْع ُم ِين َويَ ْس ِق ِ‬
‫ٌن‬ ‫ب ال َْعالَ ِم َ‬
‫َر ى‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ٌن (ٔ‪َ )ٛ‬والى ِذي أَط َْم ُع أَ ْف‬ ‫ٌن (ٓ‪َ )ٛ‬والى ِذي ُ‪٬‬نِيتُِين ٍبُى ُْ‪٪‬نيِ ِ‬ ‫ت فَػ ُهو يَ ْش ِف ِ‬
‫ض ُ َ‬ ‫(‪َ )ٜٚ‬وإِ َذا َم ِر ْ‬
‫‪.‬‬ ‫يَػ ْغ ِف َر ِيل َخ ِط َيئ ِ ي يَػ ْوَـ ال ِّدي ِن﴾‬

‫اَّلل ِم ْنػ ُه ْم َش ْيءٌ‪،‬‬


‫وإذا وقفوا من ركاضهم‪ ،‬وقد تَ ِعبوا‪﴿ ،‬يػوـ ىم با ِرزو َف ال َ‪٫‬نَْفى علَى ىِ‬
‫َ‬ ‫ََْ ُ ْ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ْم‬ ‫ل‬‫ظ‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ّن‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫ٍ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ن‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ز‬ ‫ْن‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫و‬ ‫ػ‬‫ي‬‫ْ‬‫ل‬‫ا‬ ‫)‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫(‬‫ر‬‫ِ‬ ‫ا‬‫ه‬‫ى‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫اح ِ‬
‫د‬ ‫َّلل الْو ِ‬
‫لِم ِن الْملْك الْيػوـ ِ ىِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ََْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ ََْ‬
‫ِ‬
‫ْك‬‫ب تَػ َع َاىل َوتَػَب َارَؾ ُمَن ِادياً‪ :‬ل َم ِن ا‪ٞ‬نُل ُ‬ ‫وؿ ال ىر ُّ‬ ‫اب﴾ أي‪َ :‬ويَػقُ ُ‬ ‫يع ا ْ‪ٜ‬نِس ِ‬
‫اَّللَ َس ِر ُ َ‬ ‫الَْيػ ْوَـ إِ ىف ى‬
‫كاض ُك ىل ظا‪ٞ‬نن بِ ِع ىزتِ ِو‬ ‫ِ‬
‫الواحد ال َق ىها ِر ‪ -‬الذي قَػ َه َر ر َ‬
‫﵁ ِِ‬
‫َ‬
‫وؿ‪ِ :‬‬
‫وـ؟ فَالَ ُِ‪٩‬نيبُوُ أ َ‬
‫َح ٌد فَػَيػ ُق ُ‬ ‫الي َ‬
‫َ‬
‫ص ًّفا لَ َق ْد ِج ْئتُ ُمونَا َك َما َخ َل ْقَنا ُك ْم أَ ىو َؿ َم ىرٍة‪ ،‬بَ ْل َز َع ْمتُ ْم‬ ‫ِ‬
‫ك َ‬ ‫ضوا َع َلى َربِّ َ‬ ‫َوقُ ْد َرت ِو‪َ ﴿ .‬و ُع ِر ُ‬
‫أَلى ْن َ ْ‪٤‬ن َع َل لَ ُك ْم َم ْو ِع ًدا﴾‪.‬‬
‫ض يَػَتساءلُو َف (‪ )ٕٚ‬قَالُوا إِنى ُك ْم ُك ْنتُ ْم تَأْتُونَػَنا َع ِن الَْي ِم ِ‬
‫ٌن‬ ‫ض ُه ْم َع َلى بَػ ْع ٍ َ َ‬ ‫﴿ َوأَقْػَب َل بَػ ْع ُ‬
‫(‪ )ٕٛ‬قَالُوا بل َمل تَ ُكونُوا م ْؤِمنٌِن (‪ )ٕٜ‬وما َكا َف لََنا َعلَي ُكم ِمن سلْطَ ٍ‬
‫اف بَ ْل ُك ْنتُ ْم قَػ ْوًما‬ ‫ْ ْ ْ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اص ُرو َف﴾؟‬ ‫ٌن (ٖٓ) فَ َح ىق َعلَ ْيػَنا قَػ ْو ُؿ َربَِّنا إِنىا لَ َذائ ُقو َف﴾ فَػيُسألوف‪َ ﴿ :‬ما لَ ُك ْم َال تَػَن َ‬ ‫طَاغ َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 37‬‬


‫﴿بَ ْل ُى ُم الَْيػ ْوَـ ُم ْسَت ْسلِ ُمو َف﴾ ألمر هللا‪ ،‬ال ‪٫‬نالفونو وال ‪٪‬نيدوف عنو‪ ،‬غًن منتصرين‬
‫إقباؿ بعضهم على بعض يتساءلوف‪ ،‬وهللا أعلم‪ .‬مهما‬ ‫ألنفسهم‪ .‬أ ِو سؤا ِؿ قبل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يكوف‪﴿ :‬فَِإنػى ُه ْم يَػ ْوَمئِ ٍذ ُِب ال َْع َذ ِ‬
‫ك نَػ ْف َع ُل بِال ُْم ْج ِرم َ‬
‫ٌن‬ ‫اب ُم ْش َِرتُكو َف﴾(ٖٖ)﴿إِنىا َك َذل َ‬
‫اَّلل يست ْكِربو َف (ٖ٘) ويػ ُقولُو َف أَئِنىا لَتا ِرُكو ِ‬
‫آ‪ٟ‬نَتَِنا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫يل َ‪ٟ‬نُ ْم َال إلَ َو إ ىال ىُ َ ْ َ ُ‬ ‫(ٖٗ) إنػى ُه ْم َكانُوا إ َذا ق َ‬
‫ٌن (‪ )ٖٚ‬إِنى ُك ْم لَ َذائِ ُقو ال َْع َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫اب‬ ‫اء بِا ْ‪ٜ‬نَِّق َو َ‬
‫ص ىد َؽ ال ُْم ْر َسل َ‬ ‫ل َشاع ٍر َْ‪٠‬ننُوف (‪ )ٖٙ‬بَ ْل َج َ‬
‫‪.‬‬ ‫ْاألَلِ ِيم (‪َ )ٖٛ‬وَما ُْنَْز ْو َف إِ ىال َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف﴾‬

‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ٍ‬


‫يعو َف‬
‫جود فَ َال يَ ْسَتط ُ‬ ‫ف َع ْن َساؽ َويُ ْد َع ْو َف إِ َىل ُّ ُ‬ ‫الصف‪ٍ ،‬ب اؿ﴿يَػ ْوَـ يُ ْك َش ُ‬ ‫ّ‬ ‫وىم ُب‬
‫ود َو ُى ْم َسالِ ُمو َف﴾‬ ‫السج ِ‬ ‫ِ‬
‫ار ُى ْم تَػ ْرَى ُق ُه ْم ذلىةٌ َوقَ ْد َكانُوا يُ ْد َع ْو َف إِ َىل ُّ ُ‬
‫صُ‬
‫ِ‬
‫(ٕٗ) َخاش َع ًة أَبْ َ‬
‫ود‪ ،‬تَػ ْوبِيخاً َ‪ٟ‬نُ ْم َعلَى‬ ‫السج ِ‬ ‫ِ‬
‫أي‪ :‬يبدو عن أمر شديد‪ ،‬ويُ ْد َعى َى ُؤالَء ا‪ٞ‬نُ ْش ِرُكو َف إِ َىل ُّ ُ‬
‫يعو َف‪ ،‬فَػَتػ ْزَدا ُد َح ْس َرتُػ ُه ْم َونَ َد َامتُػ ُه ْم‪.‬‬ ‫الدنْػيا‪ ،‬فَالَ يست ِ‬
‫ط‬ ‫ُّ‬ ‫صالَ َة ُِب ا‪ٜ‬ني ِ‬
‫اة‬ ‫تَػ ْركِ ِهم ال ى‬
‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬

‫لذلك‪:‬‬
‫ث َال يَػ ْعلَ ُمو َف (ٗٗ) َوأ ُْملِي‬ ‫َح ْي ُ‬ ‫يث َسَن ْسَت ْد ِر ُج ُه ْم ِم ْن‬ ‫ا ْ‪ٜ‬ن ِد ِ‬
‫َ‬ ‫ب َِّبَ َذا‬ ‫ِ‬
‫﴿فَ َذ ْرِين َوَم ْن يُ َك ّذ ُ‬
‫َم ْغ َرٍـ ُمثْػ َقلُو َف (‪ )ٗٙ‬أ َْـ ِع ْن َد ُى ُم‬ ‫أ َْـ تَ ْسأَ ُ‪ٟ‬نُ ْم أَ ْج ًرا فَػ ُه ْم ِم ْن‬ ‫ٌن (٘ٗ)‬ ‫َ‪ٟ‬نُ ْم إِ ىف َك ْي ِدي َمتِ ٌ‬
‫‪.‬‬ ‫ب فَػ ُه ْم يَ ْكتُبُو َف﴾‬‫الْ َغ ْي ُ‬

‫ش ْيطَا ُف أَ ْع َما َ‪ٟ‬نُ ْم فَػ ُه َو َولِيُّػ ُه ُم الَْيػ ْوَـ‬ ‫ِ ِ‬ ‫﴿تَ ىِ‬


‫اَّلل لَ َق ْد أ َْر َسلَْنا إِ َىل أ َُم ٍم م ْن قَػ ْبل َ‬
‫ك فَػ َزيى َن َ‪ٟ‬نُ ُم ال ى‬
‫يم﴾ (سورة النحل)‬ ‫وَ‪ٟ‬نم ع َذ ِ‬
‫اب أَل ٌ‬ ‫َ ُْ َ ٌ‬
‫ات وأَ ْكبػر تَػ ْف ِ‬
‫ض ًيال﴾ (اإلسراء)‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُه ْم َعلَى بَػ ْع ٍ‬ ‫﴿انْظُْر َك ْي َ‬
‫ض َول َْْلخ َرةُ أَ ْكَبػ ُر َد َر َج َ َ ُ‬ ‫ضلَْنا بَػ ْع َ‬
‫ف فَ ى‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 38‬‬


‫ت (ٔ) وإِذَا الْ َكواكِ‬
‫ت (ٖ)‬ ‫ار فُ ِّ‬
‫ج َر ْ‬ ‫ِ‬
‫ت (ٕ) َوإِذَا الْب َح ُ‬ ‫ب انْػَتثَػ َر ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫س َماءُ انْػ َفطََر ْ‬ ‫﴿إِذَا ال ى‬
‫ت (ٗ) علِ‬ ‫ور بُػ ْعثِ َر ْ‬
‫ت﴾ (سورة االنفطار)‬ ‫ت َوأَخ َىر ْ‬ ‫س َما قَ ىد َم ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ن‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ََ‬ ‫َوإِ َذا الْ ُقبُ ُ‬
‫ت (ٖ) َوإِذَا‬ ‫اؿ ُسًَِّن ْ‬ ‫ت (ٕ) َوإِذَا ا ْ‪ٛ‬نَِب ُ‬ ‫وـ انْ َك َد َر ْ‬ ‫ت (ٔ) َوإِذَا الن ُ‬
‫ُّج ُ‬ ‫س ُك ِّوَر ْ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫﴿إِذَا ال ى‬
‫ت (ٗ) وإِ َذا الْوحوش ح ِ‬ ‫ال ِْع َشار ع ِ‬
‫ت (‪َ )ٙ‬وإِ َذا‬ ‫ج َر ْ‬ ‫ار ُس ِّ‬ ‫َُ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬
‫ْب‬‫ل‬‫ا‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬‫و‬‫َ‬ ‫)‬ ‫٘‬ ‫(‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ر‬ ‫ش‬
‫ُُ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫ّ‬‫ط‬ ‫ُ ُ‬
‫ف‬‫ح ُ‬ ‫ت (‪َ )ٜ‬وإِذَا الصُّ ُ‬ ‫ب قُتِلَ ْ‬ ‫َي ذَنْ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت (‪ )ٛ‬بأ ِّ‬ ‫ودةُ ُسئِلَ ْ‬ ‫ت (‪َ )ٚ‬وإِذَا ال َْم ْوءُ َ‬ ‫وس ُز ِّو َج ْ‬ ‫النُّػ ُف ُ‬
‫ت (ٕٔ) َوإِ َذا ا ْ‪ٛ‬نَنىةُ‬ ‫يم ُس ِّع َر ْ‬ ‫ُ‬ ‫ح‬ ‫ت (ٔٔ) وإِ َذا ا ْ‪ٛ‬ن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫ش‬‫سماء ُك ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ى‬ ‫ال‬ ‫ا‬‫ذ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬‫و‬‫َ‬ ‫)‬ ‫ٓٔ‬ ‫(‬ ‫ت‬
‫ْ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ش‬ ‫نُ ِ‬
‫ت﴾ (سورة التكوير)‬ ‫ت (ٖٔ) علِ‬ ‫أُزلِ‬
‫ض َر ْ‬‫َح َ‬ ‫أ‬
‫ٌ َ ْ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫س‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ن‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض َي بَػ ْيػَنػ ُه ْم‬ ‫الش َه َد ِاء وقُ ِ‬‫ٌن َو ُّ‬ ‫يء بِالنىبِيِّ َ‬ ‫ج‬‫ْكَتاب و ِ‬ ‫ضع ال ِ‬ ‫ض بِنُو ِر رَِّّبا وو ِ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫األ‬
‫ْ‬ ‫ت‬ ‫﴿وأَ ْشرقَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ت َو ُى َو أَ ْعلَ ُم ِّنَا يَػ ْف َعلُو َف‬ ‫س َما َع ِملَ ْ‬ ‫ت ُك ُّل نَػ ْف ٍ‬ ‫بِا ْ‪ٜ‬نَِّق َو ُى ْم َال يُظْلَ ُمو َف (‪َ )ٜٙ‬و ُوفَِّي ْ‬
‫وىا فُتِ َح ْ‬ ‫(ٓ‪ )ٚ‬و ِس َ ِ‬
‫اؿ َ‪ٟ‬نُ ْم‬ ‫ت أَبْػ َوابُػ َها َوقَ َ‬ ‫ىم ُزَم ًرا َح ىىت إِذَا َجاءُ َ‬ ‫ِ‬
‫ين َك َف ُروا إ َىل َج َهن َ‬ ‫يق الىذ َ‬ ‫َ‬
‫اء يَػ ْوِم ُك ْم َى َذا‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ات ربِ ُكم ويػ ْن ِذرونَ ُكم لِ‬
‫ْ ْ َ َ َْ ُ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫َخزنَػتػها أَ َمل يأْتِ ُكم رسل ِم ْن ُكم يػ ْتػلُو َف َعلَي ُكم آي ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َُ ْ َ ْ ُ ُ ٌ‬
‫ىم‬ ‫اب َع َلى الْ َكافِ ِرين (ٔ‪ )ٚ‬قِ‬ ‫ت َكلِ َمةُ ال َْع َذ ِ‬ ‫ى‬ ‫قَالُوا بػ َلى ولَ ِ‬
‫اب َج َهن َ‬ ‫يل ا ْد ُخلُوا أَبْػ َو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ك‬ ‫َ َ‬
‫ين اتػى َق ْوا َربػى ُه ْم إِ َىل ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة ُزَم ًرا‬ ‫يق الى ِ‬
‫ذ‬ ‫َ‬ ‫س‬‫َخالِ ِدين فِيها فَبِ ْئس مثْػوى الْمت َكِِّربين (ٕ‪ )ٚ‬و ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫وىا َوفُتِ َح ْ‬
‫وىا‬ ‫اؿ َ‪ٟ‬نُ ْم َخ َزنَػتُػ َها َس َال ٌـ َع َل ْي ُك ْم ط ْبتُ ْم فَا ْد ُخلُ َ‬ ‫ت أَبْػ َوابُػ َها َوقَ َ‬ ‫َح ىىت إِ َذا َجاءُ َ‬
‫ض نَػَتَبػ ىوأُ ِم َن ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة‬ ‫ص َدقَػَنا َو ْع َدهُ َوأ َْوَرثَػَنا ْاألَ ْر َ‬
‫ِِ ِ‬
‫ين (ٖ‪َ )ٚ‬وقَالُوا ا ْ‪ٜ‬نَ ْم ُد ىَّلل الىذي َ‬
‫ِِ‬
‫َخالد َ‬
‫ِِ‬
‫ٌن﴾ (سورة الزمر)‬ ‫َج ُر ال َْعامل َ‬‫ث نَ َشاءُ فَنِ ْع َم أ ْ‬ ‫َح ْي ُ‬
‫=============================‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 39‬‬


‫ٌن يػوـ يػقُ ِ‬ ‫ي ولِل ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب﴾ (سورة إبراىيم)‬ ‫وـ ا ْ‪ٜ‬ن َس ُ‬ ‫ْم ْؤمن َ َ ْ َ َ ُ‬ ‫﴿ َربػىَنا اغْف ْر ِيل َول َوال َد ى َ ُ‬
‫ك َال ُٔنْلِ ُ‬
‫ف ال ِْم َيع َ‬ ‫ك َوَال ُٔنْ ِزنَا يَػ ْوَـ ال ِْقَي َام ِة إِنى َ‬
‫ِ‬
‫﴿ َربىػَنا َوآتَِنا َما َو َع ْدتَػَنا َع َلى ُر ُسل َ‬
‫‪18‬‬
‫اد﴾‬
‫ي وأَ ْف أَ ْعمل ص ِ‬
‫ا‪ٜ‬نًا‬ ‫ى‬ ‫د‬‫َ‬ ‫﴿ر ِب أَو ِز ْع ِين أَ ْف أَ ْش ُكر نِعمتك الىِ ي أَنْػعمت علَي وعلَى والِ‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ ى ََ َ‬ ‫َ ْ ََ َ‬ ‫َّ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَػرضاه وأ ِ‬
‫ٌن﴾ (سورة األحقاؼ)‬ ‫ك َوإِِ ّين م َن ال ُْم ْسل ِم َ‬ ‫ت إِلَْي َ‬
‫َصل ْح ِيل ُِب ذُ ِّريىِ ي إِِ ّين تُػ ْب ُ‬
‫ََُْ ْ‬

‫‪ .18‬سورة آؿ عمراف‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 40‬‬


‫اب النىا ِر ُى ْم فِ َيها‬ ‫ت بِ ِو َخ ِط َيئتُوُ فَأُولَئِ‬
‫َ ُ‬‫ح‬ ‫َص‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫َحاطَ ْ‬‫ب َسيَِّئ ًة َوأ َ‬
‫﴿بَػلَى َم ْن َك َس َ‬
‫اب ِم ْنػ ُه ْم‬
‫اب لِ ُك ِل بَ ٍ‬
‫ّ‬
‫ٌن (ٖٗ) َ‪ٟ‬نَا َس ْبػ َعةُ أَبْػو ٍ‬
‫َ‬
‫َخالِ ُدو َف﴾ ‪﴿...19‬وإِ ىف جهنىم لَمو ِع ُدىم أ ْ ِ‬
‫َٗنَع َ‬ ‫َ ََ َ َْ ُ ْ‬
‫وـ﴾ ‪ 20‬وأخرج البخاري ُب تار‪٫‬نو والرتمذي‪َ ،‬وابن مردويو عن ابن عمر‬ ‫سٌ‬ ‫ُج ْزءٌ َم ْق ُ‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم‪ٛ« :‬نهنم سبعة أبواب باب منها ‪ٞ‬نن سل‬
‫السيف على أم ي»‪ .‬وأخرج ابن جرير‪َ ،‬وابن ا‪ٞ‬ننذر‪َ ،‬وابن أيب حاًب عن عكرمة رضي‬
‫هللا عنو ُب قولو‪ٟ﴿ :‬نا سبعة أبواب﴾ قاؿ‪ٟ :‬نا سبعة أطباؽ‪ .‬وأخرج ابن جرير‪َ ،‬وابن‬
‫ا‪ٞ‬ننذر عن ابن جريج رضي هللا عنو ُب قولو‪ٟ﴿ :‬نا سبعة أبواب﴾ قاؿ‪ :‬أو‪ٟ‬نا جهنم ٍب‬
‫لظى ٍب ا‪ٜ‬نطمة ٍب السعًن ٍب سقر ٍب ا‪ٛ‬نحيم ٍب ا‪ٟ‬ناوية‪ ،‬وا‪ٛ‬نحيم فيها أبو جهل‪( .‬اىػ)‬
‫وقيل آخرىم ا‪ٛ‬نهيم‪ .‬إف مل يذكرىم على حسب الرتتيب الوصوؿ إليهم‪ ،‬فإين كأقوؿ‬
‫ت‬ ‫جهنم‪ٍ ،‬ب السعًن ٍب لظى ٍب سقر ٍب ا‪ٜ‬نطمة ٍب ا‪ٟ‬ناوية ٍب ا‪ٛ‬نحيم‪ٞ .‬ناذ؟ ُكلى َما َس َكَن ْ‬
‫ًنَىا ( َعلَ ْي ِه ْم) ﴿ ُكلى َما َخَب ْ‬ ‫ِ‬ ‫ف َ‪ٟ‬نِيب نَا ِر ج َهنىم َز َاد هللا ُِب تَأ ُّ ِ‬
‫ت ِز ْدنَ ُ‬
‫اى ْم‬ ‫َجج َها َو َسع َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َو َخ ى ُ‬
‫َسعِ ًًنا﴾‪ٍ ،‬ب الويل ‪ -‬لظى! ألف الويل ‪ٞ‬نن تَ ْد ُعو لظى ‪َ ﴿ -‬م ْن أَ ْدبَػ َر َوتَػ َو ىىل (‪َ )ٔٚ‬و َٗنَ َع‬
‫اعو َف﴾‪ .‬وروى أَبو س ِع ٍ‬ ‫ِ‬
‫ي أَ ىف‬ ‫ا‪ٝ‬نُ ْد ِر ُّ‬
‫يد ْ‬ ‫َ ََ ُ َ‬ ‫فَأ َْو َعى﴾ ﴿الىذ َ‬
‫ين ُى ْم يُػ َراءُو َف (‪َ )ٙ‬و‪٬‬نََْنػ ُعو َف ال َْم ُ‬
‫ٌن َخ ِري ًفا‪ 21 .‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الْويْل َو ٍاد ُِب َج َهنىم بٌن َجَبػ َل ْ ِ‬
‫ٌن يَػ ْه ِوي فيو ا ْ‪ٟ‬نَا ِوي أ َْربَع َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬

‫‪ .19‬سورة البقرة ٔ‪ٛ‬‬


‫‪ .20‬سورة ا‪ٜ‬نجر ٖٗ ‪ٗٗ-‬‬
‫تفسًن القرطيب ٕ‪/‬ص‪ٚ‬‬ ‫‪.21‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 41‬‬


‫ش َوى﴾‪ ،‬إَا ﴿َال تُػ ْب ِقي َوَال تَ َذ ُر‬ ‫اعةً لِل ى‬
‫والسقر أشد من لظى ألَا تزيد على ﴿نَػ ىز َ‬
‫ار‬ ‫ن‬ ‫﴿‬ ‫ٍب‬ ‫‪،‬‬‫﴾‬ ‫(‪ )ٕٛ‬لَ ىواحةٌ لِلْب َش ِر﴾‪ ،‬وهللا أعلم‪ٍ .‬ب ا ْ‪ٜ‬نطَمةُ ﴿الىِ ي تَطىلِع علَى ْاألَفْئِ َد ِ‬
‫ة‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫٘نيت من الوقود عليها ‪َ -‬ىا ِويَةٌ‪ -‬حارة شديدة ا‪ٜ‬نر‪ ،‬قوية‬ ‫َح ِامَيةٌ﴾ أي‪ :‬نار قد َِ‬
‫اللهيب‪ٍ .‬ب ا‪ٛ‬نحيم ال ي ال يعلم كثًنا منها إال هللا‪.‬‬

‫﴿‬
‫﴾‬

‫اب النىا ِر ُى ْم فِ َيها‬ ‫ِ‬


‫َص َح ُ‬ ‫ت بِ ِو َخط َيئتُوُ فَأُولَئِ َ‬
‫ك أ ْ‬ ‫ب َسيَِّئةً َوأ َ‬
‫َحاطَ ْ‬ ‫﴿بَػلَى َم ْن َك َس َ‬
‫َخالِ ُدو َف﴾‪ .‬والنيب صلى هللا عليو وسلم يقوؿ ‪« :‬والذي نفس ‪١‬نمد بيده ال يسمع‬
‫يب أحد من ىذه األمة‪ ،‬يهودي وال نصراين‪ٍ ،‬ب ‪٬‬نوت ومل يؤمن بالذي أرسلت بو‪ ،‬إال‬
‫كاف من أصحاب النار»‬

‫ب َوتَػ َو ىىل﴾‬ ‫ِ‬


‫ص َال َىا إِ ىال ْاألَ ْش َقى (٘ٔ) الىذي َك ىذ َ‬
‫﴿فَأَنْ َذ ْرتُ ُك ْم نَ ًارا تَػلَظىى (ٗٔ) َال يَ ْ‬

‫لكن‪ ،‬من الذين أصحاب جهنم؟ سعًن‪ ،...‬إذا تدبرنا اآليات‪ ،‬ذُكِر أطباؽ النا ِر‬
‫ات ىِ‬
‫اَّلل تُػ ْتػلَى َعلَ ْي ِو ٍبُى ي ِ‬
‫ص ُّر‬ ‫اؾ أَثِ ٍيم (‪ )ٚ‬يسمع آي ِ‬ ‫صاحب اإلٍب ؾ﴿ويل لِ ُك ِل أَفى ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ َْ ُ َ‬ ‫َْ ٌ ّ‬
‫ج َار لَ ِفي َج ِح ٍيم﴾‪.‬‬ ‫اب أَلِ ٍيم﴾‪َ ﴿...‬وإِ ىف الْ ُف ى‬ ‫ُم ْسَت ْكِ ًربا َكأَ ْف َملْ يَ ْس َم ْع َها فَػَب ِّ‬
‫ش ْرهُ بِ َع َذ ٍ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 42‬‬


‫اـ ْاألَثِ ِيم﴾ ا‪ٛ‬نحيم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ت ال ىزقُّوـ (ٖٗ) طَ َع ُ‬ ‫وإف مل يُذكر‪٥ ،‬نكم بعذاَّبما‪﴿ .‬إِ ىف َش َج َر َ‬
‫﴿إِنػىها َشجرةٌ َٔنْرج ُِب أَص ِل ا ْ‪ٛ‬ن ِح ِيم﴾‪﴿...‬إِنىا جعلْن ِ ِ ِ‬
‫ٌن﴾ لذلك نقوؿ‪:‬‬ ‫اىا ف ْتػَنةً للظىال ِم َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ََ ُ ُ‬
‫اعا‪ ،‬وطَ َعاـ‬ ‫ْس َل ٍة َذ ْر ُع َها َس ْبػ ُعو َف ِذ َر ً‬ ‫الظّا‪ٞ‬نٌن من أصحاب ا‪ٛ‬نحيم‪ .‬وَب ا‪ٛ‬نحيم ِسل ِ‬
‫يد‪ ،‬و َِ‬ ‫ب فَػو َؽ رأو ِس ِهم‪ .‬وَب جهنم م ٍاء ص ِد ٍ‬ ‫ٌن‪ ،‬و َع َذ ِ ِ‬ ‫ِغ ْسلِ ٍ‬
‫٘نيم‬ ‫َ َ‬ ‫ص ُّ ْ‬ ‫اب ا ْ‪ٜ‬نَم ِيم الذي يُ َ‬
‫ت (جهنم)‬ ‫آف‪ .‬وُب سعًن مثل ماُب جهنم لكن أش ّد حرا‪ُ ،‬كلى َما َخَب ْ‬ ‫و َغ ىساؽ‪ ،‬و َِ‬
‫٘ني ٍم ٍ‬
‫َ‬
‫ًن لَ ْونَوُ و﴿ َع َل ْيػ َها تِ ْس َع َة‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ح ا‪ٛ‬نِلْ َد فَ ْ‬
‫تح ِرقُوُ َوتُػ َغ ُّ‬ ‫زادىا هللا َسع ًًنا‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬وسقر نار تُػ َل ِّو ُ‬
‫َع َش َر﴾‪.‬‬

‫يما﴾ ٍب‬ ‫ش ِر الْمنافِ ِقٌن بِأَ ىف َ‪ٟ‬نم ع َذابا أَلِ‬


‫ىم أصحاب " َع َذابا أَلِيما" ألنو تعاىل قاؿ‪﴿ :‬ب ِ‬
‫ّ‬
‫ْ ً ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً ً‬
‫ٗن ًيعا﴾ (سورة النساء)‪ .‬وىم‬ ‫ٌن والْ َكافِ ِرين ُِب ج َهنىم َِ‬ ‫ِِ‬ ‫قاؿ‪﴿ :‬إِ ىف ى ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫اَّللَ َجام ُع ال ُْمَنافق َ َ‬
‫ك ىم الْ َكافِرو َف حقًّا وأَ ْعت ْدنَا لِلْ َكافِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫أصحاب " َع َذابًا ُم ِه ًينا" ألنو تعاىل قاؿ‪﴿ :‬أُولَئ َ ُ ُ‬
‫ٗن ًيعا﴾(النساء)‪،‬‬ ‫ٌن والْ َكافِ ِرين ُِب ج َهنىم َِ‬ ‫ِِ‬ ‫ع َذابا م ِهينا﴾ وقاؿ‪﴿ :‬إِ ىف ى ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫اَّللَ َجام ُع ال ُْمَنافق َ َ‬ ‫َ ً ُ ً‬
‫ا‪ٜ‬نُو َف﴾ (سورة ا‪ٞ‬نؤمنوف)‪.‬‬ ‫وألف ُب جهنم يهينهم ‪﴿ -‬تَػلْ َفح وجوىهم النىار وىم فِيها َك ِ‬
‫ُ ُُ َُ ُ ُ َُ ْ َ‬
‫وىم أصحاب عذاب أليم‪ ،‬وعذاب غليظ‪ ،‬وىم أصحاب النار ىم فيها خالدوف‪،‬‬
‫وهللا أعلم‪.‬‬
‫وىاؾ ‪ 22‬جدوؿ أصحاب جهنم‪:‬‬

‫‪ .22‬قاؿ الشاطيب‪ :‬وىاؾ موازين ا‪ٜ‬نروؼ وما حكى‪....‬جهابذة النقاد فيها ‪١‬نصال‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 43‬‬


‫ذُكر ُب‪:‬‬ ‫ب َسيِّئَة‪:‬‬ ‫سَ‬ ‫َم ْن َك َ‬ ‫رقم‬
‫بقرة‪ٔٔٗ :‬‬ ‫ا‪ٚ‬نُ ُو َو َس َعى ُِب َخ َر ِاَّبَا‬ ‫اَّللِ أَ ْف يُ ْذ َك َر فِ َيها ْ‬‫اج َد ى‬ ‫من منَع مس ِ‬
‫َ َََ‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫بقرة‪ٕٔٚ :‬‬ ‫من يػرتَ ِد ْد ِم ْن ُكم َعن ِدينِوِ‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫ْ ْ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫النساء‪ٜٖ :‬‬ ‫َم ْن يَػ ْقتُ ْل ُم ْؤِمنًا ُمتَػ َع ِّم ًدا‬ ‫ٖ‪.‬‬
‫النساء‪ٜٚ :‬‬ ‫ض ال ُك ْف ِر‪َ ،‬وتَػ َرؾ ا‪ٟ‬نِ ْج َرةَ‬ ‫ث ُم ِقيم ُِب أ َْر ِ‬ ‫من لِبِ َ‬ ‫ٗ‪.‬‬
‫وؿ ِمن بػ ْع ِد ما تَػبػ ىٌن لَ ُو ا ْ‪ٟ‬ن َدى ويػتىبِع غَيػر سبِ ِ ِ‬
‫النساء‪ٔٔ٘ :‬‬ ‫يل ال ُْم ْؤمنِ َ‬
‫ٌن‬ ‫شاق ِق ال ىر ُس َ ْ َ َ َ َ ُ ََ ْ ْ َ َ‬
‫من ي َ ِ‬
‫َْ ُ‬ ‫٘‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال ُْمنَافِ ِق َ‬
‫النساء‪ٔٗٓ :‬‬ ‫ٌن َوالْ َكاف ِر َ‬
‫ين‬ ‫‪.ٙ‬‬
‫النساء‪ٔ٘ٓ :‬‬ ‫اَّللِ َوُر ُسلِوِ َويَػ ُقولُو َف‬
‫ٌن ى‬ ‫﴿إِ ىف الى ِذين ي ْك ُفرو َف بِ ىِ ِ‬
‫اَّلل َوُر ُسلوِ َويُ ِري ُدو َف أَ ْف يُػ َف ِّرقُوا بَػ ْ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫‪.ٚ‬‬
‫ك َسبِ ًيال﴾‪.‬‬ ‫ٌن ذَلِ َ‬ ‫ىخ ُذوا بَػ ْ َ‬ ‫ض وي ِري ُدو َف أَ ْف يػت ِ‬
‫َ‬ ‫ض َونَ ْك ُف ُر بِبَػ ْع ٍ َُ‬ ‫نُػ ْؤِم ُن بِبَػ ْع ٍ‬
‫ىاس بِالْب ِ‬
‫النساء‪ٔٙٔ :‬‬ ‫اط ِل‬ ‫اؿ الن ِ َ‬ ‫آلكل أ َْم َو َ‬ ‫‪.ٛ‬‬
‫ِ‬
‫ا‪ٞ‬نائدة‪ٖٖ :‬‬ ‫ادا‬
‫سً‬ ‫ض فَ َ‬ ‫اَّللَ َوَر ُسولَ ُو َويَ ْس َع ْو َف ُِب ْاألَ ْر ِ‬ ‫ين ُ‪٪‬نَا ِربُو َف ى‬ ‫الىذ َ‬ ‫‪.ٜ‬‬
‫ا‪ٞ‬نائدة‪ٗٔ :‬‬ ‫اى ِه ْم َوَملْ تُػ ْؤِم ْن قُػلُوبُػ ُه ْم‬ ‫الى ِذين يسا ِر ُعو َف ُِب الْ ُك ْف ِر ِمن الى ِذين قَالُوا آمنىا بِأَ ْفػو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ٓٔ‬
‫ا‪ٞ‬نائدة‪ٖٚ،ٕٚ :‬‬ ‫ث ثَ َالثَةٍ‬ ‫اَّللَ ثَالِ ُ‬
‫ين قَالُوا إِ ىف ى‬ ‫ِ‬
‫يح ْاب ُن َم ْرَميَ‪ ،‬والىذ َ‬
‫ِ‬
‫اَّللَ ُى َو ال َْمس ُ‬ ‫ين قَالُوا إِ ىف ى‬ ‫ِ‬
‫الىذ َ‬ ‫ٔٔ‬
‫ا‪ٞ‬نائدة‪ٜٗ :‬‬ ‫ص ْي َد ْأو أ َك َل َ‪ٜ‬نْ َم ُو َو ُى َو ُْ‪١‬ن ِرٌـ‬ ‫من قَػتَل ال ى‬ ‫ٕٔ‬
‫التوبة‪ٖٗ :‬‬ ‫اب‬‫ش ْر ُى ْم بِ َع َذ ٍ‬‫اَّللِ فَػبَ ِّ‬
‫يل ى‬ ‫ض َة َوَال يُػ ْن ِف ُقونَػ َها ُِب َسبِ ِ‬ ‫ب َوال ِْف ى‬ ‫ِ‬
‫ين يَكْن ُزو َف ال ىذ َى َ‬
‫ِ‬
‫الىذ َ‬ ‫ٖٔ‬
‫ِ‬
‫أَل ٍيم (ٖٗ) يَػ ْو َـ ُْ‪٪‬ن َمى َعلَْيػ َها ُِب نَا ِر َج َهن َ‬
‫ىم‬
‫التوبة‪ٙٛ :‬‬ ‫ات َوالْ ُك ىفار‬ ‫الْمنَافِقو َف والْمنَافِ َق ِ‬ ‫ٗٔ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫التوبة‪ٜٖ :‬‬ ‫ضوا َع ْنػ ُه ْم‪.‬‬ ‫اَّللِ لِيُػ ْع ِر ُ‬
‫ين إىل الرسوؿ هللا‪َ ،‬وقَػ َع ُدوا َع ِن ا‪ٛ‬نِ َه ِاد و َْ‪٪‬نلِ ُفو َف بِ ى‬ ‫ِ‬
‫ُم ْعتَذ ِر َ‬ ‫٘ٔ‬
‫يونس‪ٚ :‬‬ ‫ين ُى ْم َع ْن‬ ‫ِ ِ‬
‫الدْنػيَا َواط َْمأَنُّوا َّبَا َوالىذ َ‬ ‫ضوا بِا ْ‪ٜ‬نَيَاةِ ُّ‬ ‫اءنَا َوَر ُ‬ ‫ِ‬
‫ين َال يَػ ْر ُجو َف ل َق َ‬
‫ِ‬
‫﴿إِ ىف الىذ َ‬ ‫‪ٔٙ‬‬
‫آيَاتِنَا غَافِلُو َف﴾‬
‫ىود‪ٕٕ-ٔٛ :‬‬ ‫اَّللِ َويَػ ْبػغُونَػ َها ِع َو ًجا َو ُى ْم بِ ْاآل ِخ َرةِ ُى ْم َكافِ ُرو َف‬
‫يل ى‬ ‫ص ُّدو َف َع ْن َسبِ ِ‬ ‫ين يَ ُ‬ ‫ِ‬
‫الىذ َ‬ ‫‪ٔٚ‬‬
‫سورة الرعد‪٘ :‬‬ ‫يد﴾‬ ‫الى ِذين ﴿وإِ ْف تَػ ْعجب فَػ َعجب قَػوُ‪ٟ‬نُم أَإِذَا ُكنىا تُػرابا أَإِنىا لَِفي َخل ٍْق ج ِد ٍ‬ ‫‪ٔٛ‬‬
‫َ‬ ‫ًَ‬ ‫َ ْ ٌَ ْ ْ‬ ‫َ َ‬
‫سورة الرعد‪ٔٛ :‬‬ ‫ين َملْ يَ ْستَ ِجيبُوا لَِرَّّبِِ ُم‬ ‫ِ‬
‫َوالىذ َ‬ ‫‪ٜٔ‬‬
‫إبراىيم‪ٔٙ ،ٔ٘:‬‬ ‫ُك ُّل جبىا ٍر َعنِ ٍ‬
‫يد‬ ‫ٕٓ‬
‫َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 44‬‬


‫َحلُّوا قَػ ْوَم ُه ْم َد َار الْبَػ َوا ِر﴾‬ ‫ت ىِ‬ ‫ين بَ ىدلُوا نِ ْع َم َ‬ ‫ِ‬
‫إبراىيم‪-ٕٛ :‬‬ ‫اَّلل ُك ْف ًرا َوأ َ‬ ‫﴿‪...‬الىذ َ‬ ‫ٕٔ‬
‫ِ‬
‫ا‪ٜ‬نجر‪ٖٗ ،ٕٗ :‬‬ ‫َم ِن اتىػبَ َع الشيطاف م َن الْغَا ِو َ‬
‫ين‬ ‫ٕٕ‬
‫النحل‪ٕٜ ،ٕٛ :‬‬ ‫استَ َم ُّروا َعلَى ُك ْف ِر ِى ْم‪ ،‬ظَالِ ِمي أَْنػ ُف ِس ِه ْم‬ ‫ين ْ‬ ‫ِ‬
‫الذ َ‬ ‫ٖٕ‬
‫النحل‪ٜٗ :‬‬ ‫ىاس‪َ ( -‬د َخالً بَػ ْيػنَ ُك ْم)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من يَػتىخذوف أَْ‪٬‬نَا ََم َخد َيع ًة يَػغُُّروف َّبَا الن َ‬ ‫ٕٗ‬
‫اَّلل وَ‪ٟ‬نم َع َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ىِ‬ ‫﴿إِ ىف الى ِذين َال يػ ْؤِمنُو َف بِآي ِ‬
‫النحل‪ٔٓٗ :‬‬ ‫يم﴾‬‫اب أَل ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫اَّلل َال يَػ ْهدي ِه ُم ىُ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٕ٘‬
‫النحل‪ٔٓٙ :‬‬ ‫اف‬ ‫اَّللِ ِم ْن بَػ ْع ِد إِ‪٬‬نَانِوِ إِىال َم ْن أُ ْك ِرَه َوقَػلْبُ ُو ُمط َْمئِ ٌّن بِ ِْ‬
‫اإل‪٬‬نَ ِ‬ ‫َم ْن َك َف َر بِ ى‬ ‫‪ٕٙ‬‬
‫ِ‬ ‫ص ُ ِ‬ ‫اَّللِ الْ َك ِذب ويػ ُقولُوا لِما تَ ِ‬ ‫ِ‬
‫النحل‪ٔٔٙ :‬‬ ‫ب َى َذا‬ ‫ف أَلْسنَتُه ُم الْ َكذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ين يَػ ْفتَػ ُرو َف َعلَى ى‬ ‫الىذ َ‬ ‫‪ٕٚ‬‬
‫س َ‪ٟ‬نَا ُم ْستَػنَ ٌد َش ْر ِع ٌّي‪.‬‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫اـ‪َ ...‬ويَ ْد ُخ ُل ُب َىذا ْابت َدا ِع ب ْد َعة لَْي َ‬ ‫َح َال ٌؿ َو َى َذا َح َر ٌ‬
‫الكهف‪-ٔٓٓ :‬‬ ‫‪ٚ‬ن ًعا﴾‬ ‫ت أَ ْعيُػنُػ ُه ْم ُِب ِغطَ ٍاء َع ْن ِذ ْك ِري َوَكانُوا َال يَ ْستَ ِط ُيعو َف َْ‬ ‫ين َكانَ ْ‬ ‫ِ‬
‫﴿الىذ َ‬ ‫‪ٕٛ‬‬
‫الكهف‪ٕٔٓ :‬‬ ‫اء‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫من يَػتىخ ُذوا عبَاد هللا م ْن ُدونو أ َْوليَ َ‬ ‫‪ٕٜ‬‬
‫الكهف‪-ٖٔٓ :‬‬ ‫ات هللا َوُر ُسلِو ُى ُزًوا‬ ‫الى ِذين ىأنَ ُذوا آي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٖٓ‬
‫ِ‬ ‫ىم َك َذلِ َ‬ ‫﴿ومن يػ ُقل ِم ْنػ ُهم إِ ّين إِلٌَو ِمن ُدونِوِ فَ َذلِ َ ِ‬
‫األنبياء‪ٕٜ :‬‬ ‫ٌن﴾‬ ‫ك َْ‪٤‬ن ِزي الظىال ِم َ‬ ‫ك َْ‪٤‬ن ِزيو َج َهن َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ْ َ ْ ْ‬ ‫ٖٔ‬
‫ا‪ٜ‬نج‪ٕ٘ :‬‬ ‫اَّللِ َوال َْم ْس ِج ِد ا ْ‪ٜ‬نََر ِاـ الى ِذي َج َعلْنَ ُاه لِلن ِ‬
‫ىاس‬ ‫يل ى‬ ‫ص ُّدو َف َع ْن َسبِ ِ‬ ‫ين َك َف ُروا َويَ ُ‬ ‫ِ‬
‫إِ ىف الىذ َ‬ ‫ٕٖ‬
‫ِ‬ ‫﴿إِ ىف الى ِذين ُِ‪٪‬نبُّو َف أَ ْف تَ ِشيع الْ َف ِ‬
‫النور‪ٜٔ :‬‬ ‫آمنُوا‪﴾...‬‬ ‫ين َ‬ ‫ش ُة ُِب الىذ َ‬ ‫اح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٖٖ‬
‫النور‪ٕٖ :‬‬ ‫ات‪﴾...‬‬ ‫ت الْم ْؤِمنَ ِ‬ ‫﴿إِ ىف الى ِذين يػرمو َف الْم ْح َ ِ ِ ِ‬
‫صنَات الْغَاف َال ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُْ‬ ‫ٖٗ‬
‫ِ‬
‫الفرقاف‪ٙٛ :‬‬ ‫س ال ي َح ىر َـ هللاُ‬ ‫الزن)‪ ،‬وي ْقتُػلُو َف النىػ ْف َ‬ ‫روج ( ِّ‬ ‫ين يَأْتُو َف ما َح ىر َـ هللاُ من ال ُف ِ‬ ‫الىذ َ‬ ‫ٖ٘‬
‫ْق أَثَ ًاما﴾‪.‬‬ ‫ك يَػل َ‬ ‫قَػ ْتػلَها إِال ُِنَِّقها‪َ ﴿ ،‬وَم ْن يَػ ْف َع ْل َذلِ َ‬
‫اَّللِ بِغَ ًِْن ِعل ٍْم ويػت ِ‬ ‫ض ىل َع ْن َسبِ ِ‬ ‫يث لِي ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لقماف‪ٚ-ٙ :‬‬ ‫ىخ َذ َىا ُى ُزًوا‬ ‫ََ‬ ‫يل ى‬ ‫َم ْن يَ ْش َِرتي َ‪ٟ‬نَْو ا ْ‪ٜ‬نَد ُ‬ ‫‪ٖٙ‬‬
‫األحزب‪ٖٖ :‬‬ ‫َع ىد َ‪ٟ‬نُ ْم َع َذابًا ُم ِهينًا‬ ‫الدْنػيَا َو ْاآل ِخ َرةِ َوأ َ‬
‫اَّللُ ُِب ُّ‬ ‫اَّللَ َوَر ُسولَ ُو لَ َعنَػ ُه ُم ى‬
‫ين يُػ ْؤ ُذو َف ى‬ ‫ِ‬
‫‪..‬الىذ َ‬ ‫‪ٖٚ‬‬
‫ِ‬ ‫ك َ‪ٟ‬نم َع َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سورة سبأ‬ ‫يم﴾ (٘)‬ ‫اب م ْن ِر ْج ٍز أَل ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ين أُولَئ َ ُ ْ‬ ‫ين َس َع ْوا ُِب آيَاتنَا ُم َعاج ِز َ‬ ‫﴿ َوالىذ َ‬ ‫‪ٖٛ‬‬
‫ض ُرو َف﴾ (‪)ٖٛ‬‬ ‫اب ُْ‪١‬ن َ‬ ‫ك ُِب ال َْع َذ ِ‬ ‫ين أُولَئِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين يَ ْس َع ْو َف ُِب آيَاتنَا ُم َعاج ِز َ‬
‫ِ‬
‫﴿ َوالىذ َ‬
‫س ال ِْم َه ُ‬ ‫ِ‬ ‫ش ىر َم ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫سورة ص‬ ‫اد﴾ (‪)٘ٙ‬‬ ‫صلَْونَػ َها فَب ْئ َ‬ ‫ىم يَ ْ‬
‫آب (٘٘) َج َهن َ‬ ‫﴿ َى َذا َوإِ ىف للطىاغ َ‬
‫ٌن لَ َ‬ ‫‪ٖٜ‬‬
‫صالُو النىا ِر ﴾ (‪)ٜ٘‬‬ ‫ج ُم ْقتَ ِح ٌم َم َع ُك ْم َال َم ْر َحبًا َّبِِ ْم إِنىػ ُه ْم َ‬ ‫‪َ ﴿...‬ى َذا فَػ ْو ٌ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 45‬‬


‫ْربو َف َع ْن ِعبَ َ‬
‫ادٌِب سورة غافر‪ٙٓ :‬‬ ‫ِ‬
‫ب لَ ُك ْم‪ ،‬إِ ىف الىذي َن يَ ْستَكِ ُ‬
‫اؿ ربُّ ُكم ا ْد ُع ِوين أ ْ ِ‬
‫َستَج ْ‬ ‫﴿ َوقَ َ َ ُ‬ ‫ٓٗ‬
‫سي ْد ُخلُو َف جهن ِ‬
‫ين﴾‬‫ىم َداخ ِر َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ََ‬
‫س ْت ُو لَيَػ ُقولَ ىن َى َذا ِيل َوَما أَظُ ُّن فصلت‪٘ٓ :‬‬ ‫اء َم ى‬ ‫ض ىر َ‬‫ين ﴿ َولَئِ ْن أَذَقػْنَ ُاه َر ْ٘نَةً ِمنىا ِم ْن بَػ ْع ِد َ‬ ‫ِ‬
‫الىذ َ‬ ‫ٔٗ‬
‫ِ‬ ‫اعةَ قَائِ َمةً َولَئِ ْن ُر ِج ْع ُ‬
‫ْح ْس َىن‪﴾...‬‬ ‫ت إَِىل َرِّيب إِ ىف ِيل ع ْن َد ُه لَل ُ‬ ‫سَ‬ ‫ال ى‬
‫الشوري‪ٕٓ :‬‬ ‫الدْنػيَا‪َ -‬م ْن َكا َف يُ ِري ُد بِأَ ْع َمالِوِ ُّ‬
‫الدْنػيَا َولَ ىذ ِاهتَا َوِزينَتَػ َها‪.‬‬ ‫ث ُّ‬ ‫َم ْن َكا َف يُ ِري ُد َح ْر َ‬ ‫ٕٗ‬
‫ض بِغَ ًِْن ا ْ‪ٜ‬نَِّق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشوري‪ٕٗ:‬‬ ‫ىاس َويَػ ْبػغُو َف ُِب ْاألَ ْر ِ‬ ‫ين يَظْل ُمو َف الن َ‬ ‫الىذ َ‬ ‫ٖٗ‬
‫الزخرؼ‪ٚٗ :‬‬ ‫ىم َخالِ ُدو َف﴾‬ ‫اب َج َهن َ‬‫ٌن ُِب َع َذ ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿إِ ىف ال ُْم ْج ِرم َ‬ ‫ٗٗ‬
‫س ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب الطور‪ٖٔ-ٕٔ :‬‬ ‫ض يَػل َْعبُو َف﴾‪ -‬الَ ُىو َف الَ يُػ َف ّك ُرو َف ُب آخرة َوال ُب ح َ‬ ‫ين ُى ْم ُِب َخ ْو ٍ‬ ‫﴿الىذ َ‬ ‫٘ٗ‬
‫اإل ٍِْب وال ُْع ْدو ِ‬ ‫ودو َف لِما نُػ ُهوا َع ْن ُو ويَػتَػنَ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫اف اجملادلة‪ٛ :‬‬ ‫اج ْو َف ب ِْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ىج َوى ٍبُى يَػ ُع ُ َ‬ ‫ين نُػ ُهوا َع ِن الن ْ‬ ‫الىذ َ‬ ‫‪ٗٙ‬‬
‫وؿ‪َ ...‬ويَػ ُقولُو َف ُِب أَْنػ ُف ِس ِه ْم لَْوَال يُػ َع ِّذبُػنَا ى‬
‫اَّللُ ِّنَا نَػ ُق ُ‬
‫وؿ‬ ‫ت ال ىر ُس ِ‬ ‫صي ِ‬ ‫ِ‬
‫َوَم ْع َ‬
‫سورة ا‪ٛ‬نن‪ٕٖ :‬‬ ‫ين فِ َيها أَبَ ًدا﴾‬ ‫اَّلل ورسولَ ُو فَِإ ىف لَ ُو نَار ج َهن ِ ِ‬ ‫﴿ َوَم ْن يَػ ْع ِ‬
‫ىم َخالد َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ص ىَ َ َ ُ‬ ‫‪ٗٚ‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين فَػتَػنُوا ال ُْم ْؤمنِ َ‬ ‫ِ‬
‫ىم َوَ‪ٟ‬نُ ْم الربوج‪ٔٓ :‬‬
‫اب َج َهن َ‬ ‫ٌن َوال ُْم ْؤمنَات ٍبُى َملْ يَػتُوبُوا فَػلَ ُه ْم َع َذ ُ‬ ‫﴿إِ ىف الىذ َ‬ ‫‪ٗٛ‬‬
‫اب ا ْ‪ٜ‬نَِر ِيق﴾‬
‫َع َذ ُ‬
‫ين فِ َيها سورة البينة‪ٙ :‬‬ ‫ِِ‬ ‫ين َك َف ُروا ِم ْن أ َْى ِل الْكِتَ ِ‬
‫اب َوال ُْم ْش ِركِ َ‬ ‫ِ‬
‫ٌن ُِب نَا ِر َج َهن َ‬
‫ىم َخالد َ‬ ‫‪﴿ ٜٗ‬إِ ىف الىذ َ‬
‫ْربيىةِ﴾‬
‫ك ُى ْم َش ُّر ال َِ‬‫أُولَئِ َ‬
‫ٓ‪ - ٔ.‬جدوؿ أصحاب جهنم‬
‫ا‪ٞ‬نتشاَّبات‪:‬‬
‫ٔ‪َ .‬م ْن تَبِ َع الشيطاف (سورة إسراء‪ )ٖٙ :‬تشابو سورة ا‪ٜ‬نجر‪ ٖٗ- ٕٗ :‬رقم ٕٕ ُب جدوؿ‬
‫ض َع ْن ِذ ْك ِري (سورة طو‪ )ٕٔٗ :‬تشابو سورة اكهف‪ ٔٓٓ :‬رقم ‪ُ ٕٛ‬ب جدوؿ‬ ‫ٕ‪َ .‬وَم ْن أَ ْع َر َ‬
‫ٖ‪َ .‬وَم ْن يَظْلِ ْم ِم ْن ُك ْم (سورة الفرقاف‪ )ٜٔ :‬تشابو سورة النساء ٔ‪ ،ٔٙ‬رقم ‪ُ ٛ‬ب جدوؿ‬
‫ين َال يُػ ْؤِمنُو َف بِ ْاآل ِخ َرةِ (سورة النمل‪ )ٗ :‬تشابو سورة يونس ‪ ٛ- ٚ‬رقم ‪ُ ٔٙ‬ب جدوؿ‬ ‫ِ‬
‫ٗ‪ .‬الىذ َ‬
‫اَّلل َولَِقائِِو (سورة العنكبوت‪ )ٕٖ :‬تشابو سورة النحل ٗٓٔ رقم ٕ٘‬
‫ات ىِ‬ ‫٘‪ .‬الى ِذين َك َفروا بِآي ِ‬
‫َ ُ َ‬
‫ُب جدوؿ‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 46‬‬


‫ذُكر ُب‪:‬‬ ‫ب َسيِّئَة‪:‬‬ ‫سَ‬ ‫َم ْن َك َ‬ ‫رقم‬
‫ِ‬ ‫اؿ الْيَتَ َامى ظُل ًْما إِى‪٧‬نَا يَْأ ُكلُو َف ُِب بُطُوَِِ ْم نَ ًارا َو َسيَ ْ‬ ‫ِ‬
‫النساء‪ٔٓ :‬‬ ‫ًنا‬
‫صلَْو َف َسع ً‬ ‫إِ ىف الىذ َ‬
‫ين يَأْ ُكلُو َف أ َْم َو َ‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫النساء‪٘٘ :‬‬ ‫ص ىد عن رسالة ‪١‬نمد صلى هللا عليو وسلم‪ ،‬ومنع الناس من اتباعو‬ ‫َم ْن َ‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫س َِ ِ‬ ‫ب بِال ى‬ ‫ِ‬ ‫س َِ‬ ‫﴿بَ ْل َك ىذبُوا بِال ى‬
‫الفرقاف‪ٔٔ :‬‬ ‫ًنا﴾‬
‫اعة َسع ً‬ ‫اعة‪َ ،‬وأَ ْعتَ ْدنَا ل َم ْن َك ىذ َ‬ ‫ٖ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿إِ ىف ى‬
‫األحزاب‪ٙٗ :‬‬ ‫ًنا﴾‬ ‫َع ىد َ‪ٟ‬نُ ْم َسع ً‬
‫ين َوأ َ‬ ‫اَّللَ لَ َع َن الْ َكاف ِر َ‬ ‫ٗ‪.‬‬
‫فطر‪ٙ :‬‬ ‫اَّللِ أُولَئِ َ‬
‫ك‬ ‫اى ْم ِذ ْك َر ى‬ ‫سُ‬ ‫ش ْيطَا ُف فَأَْن َ‬‫استَ ْح َو َذ َعلَْي ِه ُم ال ى‬‫ين ﴿ ْ‬ ‫ِ‬
‫ش ْيطَا َف‪ -‬الىذ َ‬ ‫ب ال ى‬ ‫ح ْز ُ‬
‫ِ‬ ‫٘‪.‬‬
‫ا‪ٝ‬نَ ِ‬ ‫ش ْيطَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِح ْزب ال ى ِ‬
‫اس ُرو َف (اجملادلة‪﴾)ٜٔ :‬‬ ‫اف ُى ُم ْ‬ ‫ب ال ى‬‫ش ْيطَاف أ ََال إِ ىف ح ْز َ‬ ‫ُ‬
‫اَّللِ ورسولِوِ فَِإنىا أَ ْعتَ ْدنَا لِلْ َكافِ ِر ِ‬ ‫ِ‬
‫الفتح‪ٖٔ :‬‬ ‫ًنا﴾‬
‫ين َسع ً‬ ‫َ‬ ‫﴿ َوَم ْن َملْ يُػ ْؤم ْن بِ ى َ َ ُ‬ ‫‪.ٙ‬‬
‫ا‪ٞ‬نلك‪٘ :‬‬ ‫اع َد لِل ى‬
‫س ْم ِع‬ ‫الدْنػيا م َق ِ‬
‫اء ُّ َ َ‬ ‫س َم َ‬
‫ين يَػ ْق ُع ُدوف ال ى‬ ‫اط ِ ِ‬
‫ٌن الىذ َ‬
‫شي ِ‬
‫ال ى َ‬ ‫‪.ٚ‬‬

‫ذُكر ُب‪:‬‬ ‫ب َسيِّئَة‪:‬‬ ‫سَ‬ ‫َم ْن َك َ‬ ‫رقم‬


‫اَّللِ لِي ْشتَػروا بِوِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ٔ‪ ﴿ .‬فَػوْيل لِلى ِذين يكْتُبو َف الْكِتَ ِ ِ‬
‫البقرة‪ٜٚ :‬‬ ‫اب بأَْيدي ِه ْم ٍبُى يَػ ُقولُو َف َى َذا م ْن ع ْند ى َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ ٌ‬
‫َٖنَنًا قَلِ ًيال﴾‬
‫األنبياء‪ٔٛ :‬‬ ‫ص ُفو َف﴾‬ ‫ٕ من وصف هللا بغًن صفتو الالئقة بو‪﴿ .‬ولَ ُكم الْوْيل ِ‪٣‬نىا تَ ِ‬
‫َ ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سورة ص ‪ٕٚ‬‬ ‫ظن الذين كفروا الباطل‪ ،‬ظنُّهم‪ُ :‬خلِق السماء واألرض وما بينهما عبثًا‬ ‫ٖ من ظن ك ّ‬
‫الزمر‪ٕٕ :‬‬ ‫اَّللِ﴾‬
‫اسيَةِ قُػلُوبُػ ُه ْم ِم ْن ِذ ْك ِر ى‬‫ٗ ﴿ فَػوْيل لِلْ َق ِ‬
‫َ ٌ‬
‫فصلت‪ٙ :‬‬ ‫ين َال يُػ ْؤتُو َف ال ىزَكاةَ َو ُى ْم بِ ْاآل ِخ َرةِ ُى ْم َكافِ ُرو َف﴾‬ ‫ِ‬
‫ٌن (‪ )ٙ‬الىذ َ‬
‫ِ‬
‫٘ ﴿‪َ ...‬وَوْي ٌل لل ُْم ْش ِركِ َ‬
‫ا‪ٛ‬ناثية‪ٚ :‬‬ ‫اؾ أَثِ ٍيم﴾‬ ‫‪﴿ ٙ‬ويل لِ ُك ِل أَفى ٍ‬
‫َْ ٌ ّ‬
‫الذاريات‪ٙٓ:‬‬ ‫وع ُدو َف﴾‬ ‫ين َك َف ُروا ِم ْن يَػ ْوِم ِه ُم الى ِذي يُ َ‬ ‫ِِ‬
‫‪﴿ ٚ‬فَػ َوْي ٌل للىذ َ‬
‫ِ‬
‫الطور‪ٔٔ :‬‬ ‫ٌن﴾‬‫‪﴿ ٛ‬فَػ َوْي ٌل يَػ ْوَمئِ ٍذ لل ُْم َك ِّذبِ َ‬
‫ِ‬
‫ا‪ٞ‬نطففٌن‪ٔ :‬‬ ‫ٌن﴾‬ ‫‪َ ﴿ ٜ‬وْي ٌل لل ُْمطَِّف ِف َ‬
‫ا‪ٟ‬نمزة‪ٔ :‬‬ ‫ٓٔ ﴿ َوْي ٌل لِ ُك ِّل ُ‪٨‬نََزةٍ لُ َم َزةٍ﴾‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 47‬‬


‫ِ‬ ‫ٔٔ ﴿فَػويل لِلْم ِ‬
‫اءو َف (‪ )ٙ‬ا‪ٞ‬ناعوف‪-ٗ :‬‬
‫ين ُى ْم يُػ َر ُ‬ ‫ص َالهتِِ ْم َس ُ‬
‫اىو َف (٘) الىذ َ‬ ‫ين ُى ْم َع ْن َ‬ ‫ِ‬
‫ٌن (ٗ) الىذ َ‬
‫صلّ َ‬
‫َْ ٌ ُ َ‬
‫اعو َف﴾‬
‫َو‪٬‬نَْنَػ ُعو َف ال َْم ُ‬
‫شر قد اقرتب (ُب ا‪ٜ‬نديث)‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫َويْ ٌل ُب ا‪ٞ‬نرسالت كويل للعرب من ّ‬

‫ىم أصحاب "أشد العذاب" أو "و‪ٟ‬نم عذاب شديد"‪ .‬وهللا أعلم‪ .‬وُب جدوؿ‪:‬‬
‫ذُكر ُب‪:‬‬ ‫ب َسيِّئَة‪:‬‬ ‫سَ‬ ‫َم ْن َك َ‬ ‫رقم‬
‫البقرة‪ٛ٘ :‬‬ ‫ض‬‫اب َوي ْك ُف ُرو َف بِبَػ ْع ٍ‬ ‫ض الْكِتَ ِ‬‫ين يُػ ْؤِمنُو َف بِبَػ ْع ِ‬ ‫ِ‬
‫الىذ َ‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫يونس‪ٚٓ :‬‬ ‫ب (ك َق ُارو َف)‬ ‫الى ِذين يػ ْفتَػرو َف َعلَى ىِ ِ‬
‫اَّلل الْ َكذ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫فاطر‪ٔٓ :‬‬ ‫ش)‬ ‫ات قُػ َرْي ٍ‬‫ًنةِ َسيِّداً ِم ْن َس َ‬
‫اد ِ‬ ‫ِ‬
‫الولي ُد ْب ُن ا‪ٞ‬نُغ َ‬
‫ات (ك ِ‬
‫َ‬
‫سيِئَ ِ‬
‫ين ‪٬‬نَْ ُك ُرو َف ال ى ّ‬
‫ِ‬
‫الىذ َ‬ ‫ٖ‪.‬‬
‫اَّللِ ِمن بػ ْع ِد ما ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫الشري‪ٔٙ :‬‬ ‫يب لَوُ‬
‫استُج َ‬ ‫اجو َف ُِب ى ْ َ َ‬ ‫ين ُ‪٪‬نَ ُّ‬ ‫الىذ َ‬ ‫ٗ‪.‬‬
‫ض َال ٍؿ وسع ٍر (‪ )ٗٚ‬يػوـ يسحبو َف ُِب النىا ِر َعلَى وج ِ‬ ‫ِ‬
‫القمر‪-ٗٚ :‬‬ ‫وى ِه ْم‬ ‫ُُ‬ ‫َْ َ ُ ْ َُ‬ ‫َ ُُ‬ ‫ٌن ُِب َ‬ ‫﴿إِ ىف ال ُْم ْج ِرم َ‬ ‫٘‪.‬‬
‫س َس َق َر﴾‬ ‫ُذوقُوا َم ى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجملادلة‪ٔٗ :‬‬ ‫اَّللُ عَلَْي ِه ْم‬
‫ب ى‬ ‫ين تَػ َولىْوا قَػ ْوًما غَض َ‬ ‫الىذ َ‬ ‫‪.ٙ‬‬

‫اَّلل ال ُْموقَ َدةُ﴾ ﴿الىِ ي تَطىلِ ُع َعلَى‬


‫ىم أصحاب "ع َذاب ا ْ‪ٜ‬ن ِر ِيق"‪ .‬ا ْ‪ٜ‬نطَمةُ‪﴿ :‬نَار ىِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫‪23‬‬
‫ْاألَفْئِ َد ِة﴾ أي‪ٓ :‬نرقهم إىل األفئدة وىم أحياء‪.‬‬
‫ذُكر ُب‪:‬‬ ‫ب َسيِّئَة‪:‬‬
‫سَ‬‫َم ْن َك َ‬ ‫رقم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آؿ عمراف‪ٔٛٔ :‬‬ ‫اء وقالو‪...‬‬ ‫ٔ‪ .‬الىذ َ‬
‫ين قَتلو ْاألَْنبيَ َ‬
‫ا‪ٜ‬نج‪ٜ-ٛ :‬‬ ‫اَّللِ بِغَ ًِْن ِعل ٍْم َوَال ُى ًدى َوَال كِتَ ٍ‬
‫اب ُمنِ ًٍن‬ ‫ٕ‪َ .‬م ْن ُ‪٩‬نَ ِاد ُؿ ُِب ى‬
‫ٌن والْم ْؤِمنَ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الربوج‪ٔٓ :‬‬ ‫ات‬ ‫ين فَػتَػنُوا ال ُْم ْؤمن َ َ ُ‬ ‫ٖ‪ .‬الىذ َ‬

‫‪ .23‬كما قاؿ ثابت البناين (أسند إليو إبن كثًن ُب تفسًنه‪).‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 48‬‬


‫ذُكر ُب‪:‬‬ ‫ب َسيِّئَة‪:‬‬ ‫سَ‬
‫َم ْن َك َ‬ ‫رقم‬
‫البقرة‪ٛٔ :‬‬ ‫ت بِوِ َخ ِطيئَتُ ُو‬ ‫َحاطَ ْ‬ ‫ب َسيِّئَةً َوأ َ‬ ‫سَ‬ ‫َم ْن َك َ‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫البقرة‪ٕٔٚ :‬‬ ‫ومن يػرتَ ِد ْد ِمنْ ُكم َعن ِدينِوِ‬ ‫ٕ‬
‫ْ ْ‬ ‫ََ ْ َ ْ‬
‫البقرة‪ٕٚ٘ :‬‬ ‫اد إىل ِّ‬
‫الربَا‬ ‫َوَم ْن َع َ‬ ‫ٖ‬
‫ِ‬
‫آؿ عمراف‪ٔٓ :‬‬ ‫ين َك َف ُروا‬‫الىذ َ‬ ‫ٗ‬
‫آؿ عمراف‪ٛ٘ :‬‬ ‫اإل ْس َالِـ ِدينًا‬
‫َوَم ْن يَػ ْبتَ ِغ غَْيػ َر ِْ‬ ‫٘‬
‫اؿ بِالب ِ‬
‫النساء‪ٕٜ :‬‬ ‫اط ِل‪ ،‬وقاتل نفس‬ ‫آكل األَْم َو ِ َ‬ ‫‪ٙ‬‬
‫النساء‪٘ٙ :‬‬ ‫ات هللا‬ ‫الى ِذين َك َفروا بِآي ِ‬ ‫‪ٚ‬‬
‫َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النساء‪ٔٗ٘ :‬‬ ‫ٌن ُِب ال ىد ْرؾ ْاألَ ْس َف ِل م َن النىا ِر َولَ ْن َْنِ َد َ‪ٟ‬نُ ْم نَص ً‬
‫ًنا﴾‬ ‫﴿إِ ىف ال ُْمنَافِ ِق َ‬ ‫‪ٛ‬‬
‫ىود‪ٔٙ-ٔ٘ :‬‬ ‫الدْنػيَا َوِزينَتَػ َها‪﴾...‬‬
‫﴿ َم ْن َكا َف يُ ِري ُد ا ْ‪ٜ‬نَيَاةَ ُّ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫ِ‬
‫السجدة‪ٕٓ :‬‬ ‫ىار‪﴾...‬‬ ‫س ُقوا فَ َمأْ َو ُ‬
‫اى ُم الن ُ‬ ‫ين فَ َ‬ ‫﴿ َوأَىما الىذ َ‬ ‫ٓٔ‬
‫الزمر‪ٛ :‬‬ ‫ا ِإلنْسا ُف ال َكافِر الذي الَ يػتَ َذ ىكر ربى ُو إِالى ِع ْن َد ا‪ٜ‬ناجةِ‬ ‫ٔٔ‬
‫ََ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫غافر‪ٖٗ :‬‬ ‫ال ُْم ْس ِرفِ َ‬
‫ٌن‬ ‫ٕٔ‬
‫ا‪ٜ‬نشر‪ٗ-ٖ :‬‬ ‫ين َك َف ُروا ِم ْن أ َْى ِل الْكِتَ ِ‬
‫اب‬ ‫ِ‬
‫الىذ َ‬ ‫ٖٔ‬
‫التحرمي‪ٔٓ :‬‬ ‫ب﴾سورة ا‪ٞ‬نسد}‬ ‫ب ﴿ َو ْام َرأَتُ ُو َ٘نىالَ َة ا ْ‪ٜ‬نَطَ ِ‬
‫وط‪{ ،‬وأَبو َ‪ٟ‬نَ ٍ‬ ‫وح وامرأَت لُ ٍ‬
‫ْام َرأَت نُ ٍ َ ْ َ‬ ‫ٗٔ‬
‫ار ُملَْت ِهَبةٌ َش ِدي َدةُ ا‪ٜ‬نَِّر‪ .‬و﵁ أعلم‪.‬‬
‫رّنا تشابو أصحاب ىاوية أصحاب جهنم‪ :‬إِنػى َها نَ ٌ‬

‫اب ا ْ‪ٛ‬نَ ِح ِ‬
‫يم﴾ (سورة البقرة)‬ ‫َص َح ِ‬ ‫اؾ بِا ْ‪ٜ‬نَِّق بَ ِش ًًنا َونَ ِذ ًيرا َوَال تُ ْسأ ُ‬
‫َؿ َع ْن أ ْ‬ ‫﴿إِنىا أ َْر َسلَْن َ‬
‫وقرأ آخروف "وال تَ ْسأ َْؿ عن أصحاب ا‪ٛ‬نحيم" بفتح التاء على النهي‪ ،‬أي‪ :‬ال تسأؿ‬
‫عن حا‪ٟ‬نم‪ ،‬كما قاؿ عبد الرزاؽ‪ ( .‬تفسًن ابن كثًن ٔ‪)ٗٓٔ/‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 49‬‬


‫عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬رضي هللا عنهم‪ ،‬عن النيب صلى هللا عليو وسلم قاؿ‪:‬‬
‫ونذيرا من‬
‫ً‬ ‫"بشًنا با‪ٛ‬ننة‪،‬‬
‫ً‬ ‫اؾ بِا ْ‪ٜ‬نَِّق بَ ِش ًًنا َونَ ِذ ًيرا﴾ قاؿ‪:‬‬
‫ت علي‪﴿ :‬إِنىا أ َْر َسلَْن َ‬
‫"أُنزلَ ْ‬
‫‪24‬‬
‫النار"‬
‫ذُكِر أصحاب ا‪ٛ‬نحيم ُب القرآف الكرمي‪ُ ،‬ب ٖنانية آيات إذا ع ّد مع تكرار‪:‬‬
‫اب ا ْ‪ٛ‬نَ ِح ِ‬
‫يم﴾ (سورة ا‪ٞ‬نائدة‪)ٔٓ :‬‬ ‫َص َح ُ‬
‫كأ ْ‬‫ين َك َف ُروا َوَك ىذبُوا بِآيَاتَِنا أُولَئِ َ‬ ‫ِ‬
‫ٔ‪َ ﴿ .‬والىذ َ‬
‫اب ا ْ‪ٛ‬نَ ِح ِ‬
‫يم﴾ (سورة ا‪ٞ‬نائدة‪)ٛ٘ :‬‬ ‫َص َح ُ‬
‫كأ ْ‬‫ين َك َف ُروا َوَك ىذبُوا بِآيَاتَِنا أُولَئِ َ‬
‫َ َ‬‫ذ‬‫ٕ‪﴿ .‬والى ِ‬
‫اب ا ْ‪ٛ‬نَ ِح ِيم﴾ (آخر أية ا‪ٜ‬نديد‪)ٜٔ :‬‬
‫َص َح ُ‬
‫كأ ْ‬ ‫ين َك َف ُروا َوَك ىذبُوا بِآيَاتَِنا أُولَئِ َ‬ ‫ِ‬
‫ٖ‪َ ﴿ .‬والىذ َ‬
‫اب ا ْ‪ٛ‬نَ ِح ِ‬
‫يم﴾ (سورة ا‪ٜ‬نج‪)٘ٔ :‬‬ ‫ين أُولَئِ َ‬
‫ك أَ ْ‬
‫ص َح ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٗ‪َ ﴿ .‬والىذ َ‬
‫ين َس َع ْوا ُِب آيَاتَنا ُم َعاج ِز َ‬
‫صلَِيةُ َج ِح ٍ‬
‫يم﴾الواقعة‬ ‫(ٖ‪َ )ٜ‬وتَ ْ‬ ‫ٌن (ٕ‪ )ٜ‬فَػنُػ ُز ٌؿ ِمن َِ‬
‫٘ن ٍ‬
‫يم‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ٌن الضىالّ َ‬
‫ِ‬
‫٘‪َ ﴿ .‬وأَىما إِ ْف َكا َف م َن ال ُْم َك ِّذبِ َ‬
‫يم ِى َي ال َْمأ َْوى﴾ (النازعات)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪﴿ .ٙ‬فَأَىما َم ْن طَغَى (‪َ )ٖٚ‬وآثَػ َر ا ْ‪ٜ‬نََياةَ ُّ‬
‫الدنْػَيا (‪ )ٖٛ‬فَإ ىف ا ْ‪ٛ‬نَح َ‬
‫يم﴾ (سورة االنفطار‪)ٔٗ :‬‬ ‫ار ل َِفي َج ِح ٍ‬ ‫‪َ ﴿ .ٚ‬وإِ ىف الْ ُف ىج َ‬
‫ُويل قػُ ْرَىب ِم ْن بَػ ْع ِد َما‬
‫ٌن َولَ ْو َكانُوا أ ِ‬‫ِ ِ ِ‬
‫آمنُوا أَ ْف يَ ْسَتػغْف ُروا للْ ُم ْش ِرك َ‬
‫ين َ‬
‫‪ .ٛ‬ما َكا َف لِلنِ ِ ِ‬
‫ىيب َوالىذ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫اب ا ْ‪ٛ‬نَ ِح ِيم (التوبة‪ .)ٖٔٔ :‬إ ًذا‪ ،‬نفهم أف ا‪ٞ‬نشركٌن من أصحاب‬ ‫َص َح ُ‬‫ٌن َ‪ٟ‬نُ ْم أَنػى ُه ْم أ ْ‬
‫تَػَبػ ى َ‬
‫ا‪ٛ‬نحيم‪.‬‬

‫ومن صفات ا‪ٞ‬نشركٌن‪ ،‬ك ّذبوا الرسل‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫اء ا ْ‪ٛ‬نِ ىن َو َخلَ َق ُه ْم َو َخ َرقُوا لَوُ بَنِ َ‬
‫ٌن َوبَػَنات بِ َغ ًِْن عل ٍْم‪ُ ،‬س ْب َحانَوُ‬ ‫ٔ ‪َ ﴿ -‬و َج َعلُوا ىَّلل ُش َرَك َ‬
‫ص ُفو َف﴾ (سورة األنعاـ‪)ٔٓٓ :‬‬ ‫وتَػع َاىل َع ىما ي ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬

‫أسند ابن كثًن إيل تفسًن ابن أيب حاًب (‪)354/1‬‬ ‫‪.24‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 50‬‬


‫بَِز ْع ِم ِه ْم َو َى َذا‬ ‫صيبا فَػ َقالُوا ى َذا ِ ىِ‬
‫َّلل‬ ‫ِ‬ ‫َّلل ِ‪٣‬نىا ذَ َرأَ ِم َن ا ْ‪ٜ‬نَْر ِث َو ْاألَنْػ َع ِاـ‬
‫ٕ ‪﴿ -‬وجعلُوا ِ ىِ‬
‫َ‬ ‫نَ ً‬ ‫َ ََ‬
‫فَػ ُهو ي ِ‬
‫ص ُل إِ َىل‬ ‫اَّلل وما َكا َف ِ ىِ‬
‫َّلل‬ ‫إِ َىل ىِ‬ ‫ص ُل‬ ‫شرَكائِ ِهم فَ َال ي ِ‬ ‫ُ‬ ‫شرَكائِنا فَما َكا َف لِ‬ ‫ُ‬ ‫لِ‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اء َما َ ْ‪٪‬ن ُك ُمو َف﴾ (سورة األنعاـ‪)ٖٔٙ :‬‬ ‫ُش َرَكائ ِه ْم‪َ ،‬س َ‬
‫ٌن قَػ ْت َل أ َْوَال ِد ِى ْم ُش َرَكا ُؤ ُى ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َزيى َن ل َكثِ ًٍن م َن ال ُْم ْش ِرك َ‬
‫ِ‬
‫ٖ ‪ -‬ويقتلوف أ َْوَال َد ُى ْم ﴿ َوَك َذل َ‬
‫ِ‬ ‫لِيُػر ُد ُ ِ ِ‬
‫اَّللُ َما فَػ َعلُوهُ فَ َذ ْر ُى ْم َوَما يَػ ْفَتػ ُرو َف﴾‬
‫اء ى‬ ‫سوا َع َل ْي ِه ْم ديَنػ ُه ْم َولَ ْو َش َ‬ ‫وى ْم َولَيػلْب ُ‬
‫‪25‬‬
‫ْ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿سيػ ُق ُ ِ‬
‫ك‬ ‫م ْن َش ْيء َك َذل َ‬ ‫اَّللُ َما أَ ْش َرْكَنا َوَال آبَا ُؤنَا َوَال َح ىرْمَنا‬
‫اء ى‬ ‫وؿ الىذ َ‬
‫ين أَ ْش َرُكوا لَ ْو َش َ‬ ‫ََ‬
‫فَػتُ ْخ ِر ُجوهُ لََنا إِ ْف‬ ‫ين ِم ْن قَػ ْبلِ ِه ْم َح ىىت ذَاقُوا بَأْ َسَنا‪ ،‬قُ ْل َى ْل ِع ْن َد ُك ْم ِم ْن ِعل ٍْم‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫َك ىذب الى ِ‬
‫َ‬
‫تَػتىبِعو َف إِ ىال الظى ىن وإِ ْف أَنْػتم إِ ىال َٔنْرصو َف﴾ (األنعاـ) ﴿وقَ َ ِ‬
‫اَّللُ‬
‫اء ى‬ ‫ين أَ ْش َرُكوا لَ ْو َش َ‬‫اؿ الىذ َ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ُ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك فَػ َع َل‬‫َما َعَب ْدنَا م ْن ُدونِ ِو م ْن َش ْيء َ ْ‪٥‬ن ُن َوَال آبَا ُؤنَا َوَال َح ىرْمَنا م ْن ُدونِ ِو م ْن َش ْيء‪َ ،‬ك َذل َ‬
‫‪.‬‬ ‫ٌن﴾ (النحل)‬ ‫غ ال ُْمبِ ُ‬ ‫ين ِم ْن قَػ ْبلِ ِه ْم فَػ َه ْل َعلَى ُّ‬
‫الر ُس ِل إِ ىال الَْب َال ُ‬ ‫ِ‬
‫الىذ َ‬

‫ض ُّر ُى ْم َوَال يَػ ْنػ َف ُع ُه ْم َويَػ ُقولُو َف َى ُؤَال ِء ُش َف َعا ُؤنَا ِع ْن َد‬ ‫وف ىِ‬
‫اَّلل َما َال يَ ُ‬ ‫ٗ ‪﴿ -‬ويػعب ُدو َف ِمن ُد ِ‬
‫ْ‬ ‫ََ ْ ُ‬
‫ات َوَال ُِب ْاألَ ْر ِ‬ ‫سماو ِ‬ ‫اَّلل‪ ،‬قُل أَتُػَنبِّئُو َف ى ِ‬ ‫ىِ‬
‫ض‪ُ ،‬س ْب َحانَوُ َوتَػ َع َاىل‬ ‫اَّللَ ّنَا َال يَػ ْعلَ ُم ُِب ال ى َ َ‬ ‫ْ‬
‫ش ِرُكو َف﴾ (سورة يونس‪)ٔٛ :‬‬ ‫َع ىما يُ ْ‬
‫ٌن إِلَْي ِو‬‫ض ٌّر َد َع ْوا َربػى ُه ْم ُمنِيبِ َ‬
‫ىاس ُ‬
‫س الن َ‬ ‫٘ ‪ -‬ويَرتددوف بٌن الشرؾ وإفراد هللا‪َ ﴿ ،‬وإِذَا َم ى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اى ْم‬‫ٍبُى إِ َذا أَ َذاقَػ ُه ْم م ْنوُ َر ْ٘نَ ًة إِ َذا فَ ِري ٌق م ْنػ ُه ْم بَِرَّّبِِ ْم يُ ْش ِرُكو َف(ٖٖ) لَي ْك ُف ُروا ِّنَا آتَػ ْيػَن ُ‬
‫ؼ تَػ ْعلَ ُمو َف (ٖٗ) أ َْـ أَنْػ َزلَْنا َعلَ ْي ِه ْم ُسلْطَانًا فَػ ُه َو يَػَت َكلى ُم ِّنَا َكانُوا بِ ِو‬ ‫فَػَت َمتىػ ُعوا فَ َس ْو َ‬
‫وف ىِ‬ ‫شرُىم وما يػعب ُدو َف ِمن ُد ِ‬
‫وؿ أَأَنْػتُ ْم‬‫اَّلل فَػَيػقُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ش ِرُكو َف﴾ (سورة الروـ‪َ ﴿ )ٖٖ :‬ويَػ ْوَـ َْ‪٪‬ن ُ ُ ْ َ َ َ ْ ُ‬ ‫يُ ْ‬

‫‪ .25‬سورة األنعاـ‪ٖٔٚ :‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 51‬‬


‫ك َما َكا َف يَػ ْنَبغِي لََنا أَ ْف‬‫يل (‪ )ٔٚ‬قَالُوا ُس ْب َحانَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ادي َى ُؤَال ِء أَ ْـ ُى ْم َ ُّ‬ ‫ضلَلْتُم ِعب ِ‬
‫أَ ْ ْ َ‬
‫ضلوا ال ىسب َ‬
‫ورا‬ ‫ِ‬ ‫ك ِمن أَولِياء ولَكِ‬ ‫نَػتى ِخ َذ ِمن ُدونِ‬
‫سوا ال ّذ ْك َر َوَكانُوا قَػ ْوًما بُ ً‬‫ُ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ىت‬
‫ى‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ى‬
‫ُ‬ ‫اء‬
‫َ‬ ‫َ‬‫آب‬‫و‬‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ػ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ػ‬ ‫ت‬
‫ى‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ًرا‪َ ،‬وَم ْن يَظْل ْم منْ ُك ْم نُ ِذقْوُ‬ ‫(‪ ) ٔٛ‬فَػ َق ْد َك ىذبُوُك ْم ِّنَا تَػقُولُو َف فَ َما تَ ْسَتطيعُو َف َ‬
‫ص ْرفًا َوَال نَ ْ‬
‫ًنا﴾ (سورة الفرقاف)‬ ‫ِ‬
‫َع َذابًا َكب ً‬
‫يوحدوف هللا ساعة الشدة‪ ،‬ويشركوف بو ساعة الرخاء ﴿فَِإذَا ركِبوا ُِب الْ ُفل ِ‬
‫ْك‬ ‫ِ‬
‫َُ‬ ‫‪ -ٙ‬و ّ‬
‫ش ِرُكو َف﴾ (العنكبوت)‬ ‫َىاى ْم إِ َىل الَْبػ ِّر إِ َذا ُى ْم يُ ْ‬
‫ين فَػ َل ىما ‪٤‬ن ُ‬
‫ِ‬ ‫اَّلل ُ‪٢‬نْلِ ِ‬
‫ٌن لَوُ ال ّد َ‬
‫صَ‬ ‫َد َع ُوا ىَ‬

‫لذلك‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌن (ٖٔ) م َن الىذ َ‬
‫ين فَػ ىرقُوا‬ ‫يموا الصى َالةَ َوَال تَ ُكونُوا م َن ال ُْم ْش ِرك َ‬ ‫﴿ ُمنِيبِ َ‬
‫ٌن إِلَْيو َواتػىقُوهُ َوأَق ُ‬
‫‪.‬‬ ‫حو َف﴾‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ّن‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ب‬ ‫ز‬ ‫ِدينػهم وَكانُوا ِشيػعا ُك ُّل ِ‬
‫ح‬
‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ًَ‬ ‫َُ ْ َ‬

‫ع َ‪ٟ‬نُ ْم‬
‫َش َر َ‬ ‫ع هللاُ ِم َن ال ِّدي ِن ال َق ِو ِمي‪ ،‬بَ ْل يَػتىبِ ُعو َف َما‬
‫‪ - ٚ‬و"إِنػى ُه ْم الَ يَػتىبِ ُعو َف َما َش َر َ‬
‫صائِ ِل‬ ‫الب َحائِ ِر‬ ‫ِ‬ ‫اإلنْ ِ ِ‬ ‫اطينُػ ُه ْم‪ِ ،‬م َن ا‪ٛ‬نِ ِّن َو ِ‬
‫َشي ِ‬
‫والو َ‬
‫َ‬ ‫س‪ ،‬م ْن َٓنْ ِر ِمي َما َح ىرُمو َعلَ ْي ِه ْم م َن َ‬ ‫َ‬
‫شو ِر‬‫ث والنُّ ُ‬ ‫يل أَ ْك ِل ا‪ٞ‬نِ َيت ِة وال ىدِـ‪ ،‬وا‪ٞ‬نَْي ِس ِر‪ ،‬وإِنْ َكا ِر البػ ْع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س َوائِب‪َ ،‬وَٓنْلِ ِ‬ ‫وال ى‬
‫اب"‪﴿ 26 :‬أ َْـ َ‪ٟ‬نُ ْم ُش َرَكاءُ َش َر ُعوا َ‪ٟ‬نُ ْم ِم َن ال ِّدي ِن َما َملْ يَأْ َذ ْف بِ ِو ى‬
‫اَّللُ‪َ ،‬ولَ ْوَال‬ ‫وا‪ٜ‬نِس ِ‬
‫َ‬
‫يم﴾ (الشوري)‪.‬‬ ‫ضي بػيػنػهم وإِ ىف الظىالِ ِمٌن َ‪ٟ‬نم ع َذاب أَلِ‬ ‫ص ِل لَقُ ِ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ُ‬‫ة‬ ‫م‬ ‫َكلِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وقد ثبت ُب الصحيح أف رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم قاؿ‪" :‬رأيت عمرو بن ُ‪ٜ‬نَ ّي‬
‫صَبو ُب النار" ألنو أوؿ من سيب السوائب‪ .‬وكاف ىذا الرجل أحد‬ ‫بن قَ َم َعة َ‪٩‬نُر قُ ْ‬

‫أيسر التفاسًن ص ٕ‪ٗٔٚ‬‬ ‫‪.26‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 52‬‬


‫ملوؾ خزاعة‪ ،‬وىو أوؿ من فعل ىذه األشياء‪ ،‬وىو الذي َ٘نَل قريشا على عبادة‬
‫‪27‬‬
‫األصناـ‪ ،‬لعنو هللا وقبحو‪.‬‬

‫ِ‬ ‫اؿ ِم َن ِْ‬


‫وى ْم َرَى ًقا﴾‬
‫اد ُ‬ ‫س يَػ ُعوذُو َف بِ ِر َج ٍاؿ م َن ا ْ‪ٛ‬نِ ِّن فَػ َز ُ‬‫اإلنْ ِ‬ ‫﴿ َوأَنىوُ َكا َف ِر َج ٌ‬
‫ادوا ا‪ٛ‬نِ ىن‬ ‫ِ‬ ‫س َكانُوا يست ِعي ُذو َف‪ ،‬وىم ُِب ِ‬ ‫َوأَ ىف ِر َجاالً ِم َن ِ‬
‫الق َفا ِر‪ ،‬بِ ِر َج ٍاؿ م َن ا‪ٛ‬نِ ِّن‪ ،‬فَػ َز ُ‬ ‫َُْ‬ ‫َ َْ‬ ‫اإلنْ ِ‬
‫الع َر ِب ُِب‬ ‫بِ َذلِك طُ ْغياناً و َغياً‪ ،‬بِأَ ْف أَضلُّوىم ح ىىت استػعاذُوا َّبِِم‪َ ( .‬كا َف ِمن ع ِ‬
‫ادة َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫َ َ َ ّ‬
‫اف ِمن ا‪ٛ‬نِ ِن أَ ْف ي ِ‬
‫صيَبػ ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اف ُِب ال َق ْف ِر يَ ْسَتعيِ ُذو َف بَ ِعظ ِيم َذل َ‬ ‫اىلِيى ِة إِ َذا نَػزلُو ِّنَ َك ٍ‬
‫ا‪ٛ‬ن ِ‬
‫ك ا‪ٞ‬نَ َك َ ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س يَ ْسَت ِعي ُذو َف َّبِِم ِم ْن َخ ْوفِ ِهم ِم ْنػ ُه ْم ‪ ،‬ا ْزَد َاد ِت‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َت ا‪ٛ‬نِ ُّن أَ ىف ِ‬
‫اإل‬ ‫ِّنَا يسو ُؤىم ‪ ،‬فَػلَ ىما رأ ِ‬
‫َ‬ ‫َُ ُْ‬
‫س)‪( .‬أيسر التفاسًن ص ٖٖٔ٘)‪.‬‬ ‫ت ا‪ٛ‬نِ ُّن أَ ْكثَػ َر ُج ْرأَ ًة َعلَى ِ‬
‫اإلنْ ِ‬ ‫َصبح ِ‬
‫ا‪ٛ‬ن ُّن طُ ْغَياناً َو َس َفهاً ‪َ -‬وأ ْ َ َ‬
‫ِ‬

‫﴿‬
‫﴾‬

‫اَّلل ِمن بػع ِد ِميثَاقِ ِو ويػ ْقطَعو َف ما أَمر ى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اَّللُ بِو أَ ْف يُ َ‬
‫وص َل‬ ‫ََ ُ َ َ َ‬ ‫ضو َف َع ْه َد ى ْ َ ْ‬ ‫ٔ ‪َ ﴿ -‬والىذ َ‬
‫ين يَػ ْنػ ُق ُ‬
‫ك َ‪ٟ‬نُ ُم اللى ْعَنةُ َوَ‪ٟ‬نُ ْم ُسوءُ ال ىدا ِر﴾ (سورة الرعد‪)ٕ٘ :‬‬ ‫َويُػ ْف ِس ُدو َف ُِب ْاألَ ْر ِ‬
‫ض أُولَئِ َ‬
‫ت الْقُ ُرو ُف ِم ْن قَػ ْبلِي‬
‫وقَ ْد َخلَ ِ‬
‫َ‬ ‫اؿ لَِوالِ َديْ ِو أ ٍّ‬
‫ُؼ لَ ُك َما أَتَ ِع َدانِِين أَ ْف أُ ْخ َر َج‬ ‫ٕ ‪َ ﴿ -‬والى ِذي قَ َ‬
‫ًن‬ ‫وؿ ما ى َذا إِ ىال أ ِ‬ ‫آمن إِ ىف و ْع َد ىِ‬ ‫اَّلل ويػ َل ِ‬ ‫‪٨‬نا يست ِغيثَ ِ‬
‫َساط ُ‬ ‫َ‬ ‫فَػَيػ ُق ُ َ َ‬ ‫اَّلل َح ٌّق‬ ‫َ‬ ‫ك ْ‬ ‫اف ىَ َ ْ َ‬ ‫َو َُ َ ْ َ‬

‫‪ .27‬تفسًن بن كثًن ‪ٜٔٛ/ٚ‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 53‬‬


‫ت ِم ْن قَػ ْبلِ ِه ْم ِم َن‬ ‫ْاألَ ىولٌِن (‪ )ٔٚ‬أُولَئِ َ ِ‬
‫ك الىذ َ‬
‫ين َح ىق َعلَ ْي ِه ُم الْ َق ْو ُؿ ُِب أ َُم ٍم قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ا ْ‪ٛ‬نِ ِّن َو ِْ‬
‫ين﴾ (سورة األحقاؼ‪)ٔٚ :‬‬ ‫س إِنػى ُه ْم َكانُوا َخاس ِر َ‬
‫اإلنْ ِ‬
‫ين ِم ْن َع َذ ٍ‬
‫اب َش ِد ٍ‬
‫يد﴾ (سورة إبراىيم‪)ٕ :‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ٖ ‪َ ﴿ -‬وَويْ ٌل للْ َكاف ِر َ‬

‫وهللا أعلم‪ .‬وأستغفره على كل ما جعلتُو خطأ ُب غًن موضعو‪ .‬وعلم أف كل من يدخل‬
‫ات َح ىىت إِ َذا َح َ‬ ‫سيَِئ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ض َر‬ ‫النار‪ ،‬مات على اإلٍب! ﴿ َولَْي َست التىػ ْوبَةُ للىذ َ‬
‫ين يَػ ْع َملُو َف ال ى ّ‬
‫ين َ‪٬‬نُوتُو َف َو ُى ْم ُك ىفارٌ‪ ،‬أُولَئِ َ‬
‫ك أَ ْعَت ْدنَا َ‪ٟ‬نُ ْم‬ ‫ذ‬‫ت ْاآل َف وَال الى ِ‬‫اؿ إِِ ّين تُػ ْب ُ‬
‫ت قَ َ‬
‫َح َد ُى ُم ال َْم ْو ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ‬
‫يما﴾ (سورة النساء)‬ ‫ِ‬
‫َع َذابًا أَل ً‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 54‬‬


‫اج ُه ْم َوَما َكانُوا يَػ ْعبُ ُدو َف ِم ْن‬ ‫ِ ِ‬
‫كما نرى ُب يوـ الدين ‪ -‬يوـ ُحش َر الىذ َ‬
‫ين ظَلَ ُموا َوأَ ْزَو َ‬
‫يل َ‪ٟ‬نُ ْم أَيْ َن َما ُك ْنتُ ْم‬ ‫اَّلل ووقِفوا على صراط ا‪ٛ‬نحيم‪ ،‬من حيث يروَا‪﴿ ،‬وقِ‬ ‫وف ىِ‬ ‫ُد ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫اص ُرو َف﴾؟‬ ‫ِ‬ ‫وف ىِ‬ ‫تَػعب ُدو َف (ٕ‪ِ )ٜ‬من ُد ِ‬
‫ص ُرونَ ُك ْم أ َْو يَػ ْنَتص ُرو َف﴾‪َ ﴿ ،‬ما لَ ُك ْم َال تَػَن َ‬
‫اَّلل َى ْل يَػ ْن ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬
‫ما لكم أيها ا‪ٞ‬نشركوف با﵁ ال ينصر بعضكم بعضا؟ عن أنس بن مالك (رضي هللا‬
‫عنو) قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم‪" :‬أ‪٬‬نا داع دعا إىل شيء كاف موقوفًا‬
‫وى ْم‬ ‫ِ‬
‫معو إىل يوـ القيامة‪ ،‬ال يغادره وال يفارقو‪ ،‬وإف دعا رجل رجال"‪ٍ ،‬ب قرأ‪َ ﴿ :‬وق ُف ُ‬
‫إِنػى ُه ْم َم ْسئُولُو َف﴾‪.‬‬
‫إنى ُكم أَيػُّها ا‪ٞ‬نُ ْش ِرُكو َف الَ تَ ْدعو َف ُِب ساع ِة ا‪ٟ‬نوِؿ وال ِّ ِ‬
‫ش ىدة َ‬
‫صَنماً َوال َوثَناً‪َ ،‬وتَػ ْن َس ْو َف غَ ْيػ َر‬ ‫َ َ َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫لش َرَك ِاء َواألَنْ َد ِاد‪﴿ .‬بَ ْل ُى ُم الَْيػ ْوَـ ُم ْسَت ْسلِ ُمو َف﴾ ألمر هللا فيهم وقضائو‪،‬‬ ‫هللا ِم َن ا ُّ‬
‫اءلُو َف﴾ وأقبل اإلنس على ا‪ٛ‬نن‪،‬‬ ‫ض يَػَت َس َ‬ ‫ض ُه ْم َعلَى بَػ ْع ٍ‬ ‫﴿وأَقْػَب َل بَػ ْع ُ‬
‫موقنوف بعذابو‪َ .‬‬
‫ٌن (‪ )ٕٛ‬قَالُوا بَ ْل َملْ تَ ُكونُوا‬ ‫يتساءلوف‪ ،‬يتخاصموف‪﴿ :‬قَالُوا إِنى ُك ْم ُك ْنتُ ْم تَأْتُونَػَنا َع ِن الَْي ِم ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌن (ٖٓ) فَ َح ىق َع َل ْيػَنا‬ ‫ٌن (‪َ )ٕٜ‬وَما َكا َف لََنا َع َل ْي ُك ْم م ْن ُسلْطَاف بَ ْل ُك ْنتُ ْم قَػ ْوًما طَاغ َ‬ ‫ُم ْؤمنِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين﴾‪ .‬كال! مهما ‪٫‬نتصموف ‪ٞ‬نّا‬ ‫قَػ ْو ُؿ َربَّنا إِنىا لَ َذائقُو َف (ٖٔ) فَأَغْ َويْػَنا ُك ْم إِنىا ُكنىا غَا ِو َ‬
‫اب ُم ْش َِرتُكو َف﴾‪.‬‬ ‫بُػ ِّرَز ِت ا ْ‪ٛ‬نَ ِحيم‪﴿ ،‬فَِإنػى ُه ْم يَػ ْوَمئِ ٍذ ُِب ال َْع َذ ِ‬
‫ُ‬
‫اَّللُ اجملرمٌن حيث قاؿ‪:‬‬ ‫َو َُ‪٪‬ن ِّذ ُر ى‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 55‬‬


‫ربو َف‬ ‫اَّللُ يَ ْسَت ْكِ‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ال‬ ‫ٌن (ٖٗ) إِنػى ُه ْم َكانُوا إِذَا قِيل َ‪ٟ‬نُ ْم َال إِلَ َو إِ‬ ‫م‬‫﴿إِنىا َك َذلِك نَػ ْفعل بِالْمج ِرِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُْ‬
‫ِ‬ ‫اع ٍر َْ‪٠‬ننُ ٍ‬ ‫آ‪ٟ‬نتِنا لِ َش ِ‬
‫ص ىد َؽ ال ُْم ْر َسل َ‬
‫ٌن‬ ‫و‬ ‫ق‬‫ّ‬‫ِ‬ ‫‪ٜ‬ن‬
‫َْ َ َ َ َ َ‬‫ْ‬ ‫ا‬‫ِ‬
‫ب‬ ‫اء‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫)‬ ‫‪ٖٙ‬‬ ‫(‬ ‫وف‬ ‫(ٖ٘) َويَػ ُقولُو َف أَئِنىا لََتا ِرُكو ِ َ َ‬
‫اب ْاألَلِ ِيم (‪َ )ٖٛ‬وَما ُْنَْز ْو َف إِ ىال َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف (‪ )ٖٜ‬إِ ىال‬ ‫(‪ )ٖٚ‬إِنى ُك ْم لَ َذائِقُو ال َْع َذ ِ‬
‫‪.‬‬ ‫ٌن﴾‬ ‫اَّلل الْم ْخلَ ِ‬‫ِعباد ىِ‬
‫صَ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬

‫يد َِ‪ٚ‬ن ُعوا َ‪ٟ‬نَا تَػ َغيُّظًا‬ ‫اف ب ِع ٍ‬ ‫ُ‪٪‬نشروا ويساقوا‪ ،‬أصحاب سعًن إليها‪﴿ ،‬إِ َذا رأَتْػهم ِمن م َك ٍ‬
‫َ‬ ‫َ ُْ ْ َ‬
‫َوَزفِ ًًنا﴾ وىم الذين َملْ يُػ ْن ِك ُروا َما جاء بِ ِو الرسوؿ‪ ،‬من ا‪ٜ‬نَِّق‪َ ،‬وَملْ يَػَتػ َق ىولُوا َعلَ ْيو‪ 28 ،‬وما‬
‫اع ِة‪َ ،‬وأَ ْعَت ْدنَا لِ َم ْن‬ ‫سَ‬ ‫كذبوه؛ ألنو يأكل الطعاـ‪ ،‬و‪٬‬نشي ُب األسواؽ ﴿بَ ْل َك ىذبُوا بِال ى‬
‫س َِ ِ‬ ‫ب بِال ى‬
‫اعة َسع ًًنا﴾‪ .‬ويُسألوف يومئذ‪﴿ :‬أَفَػ َل ْم تَ ُك ْن آيَ ِاٌب تُػ ْتػ َلى َع َل ْي ُك ْم فَ ْ‬
‫اسَت ْكَبػ ْر ًُْب‬ ‫َك ىذ َ‬
‫ب فِ َيها قػُلْتُ ْم َما‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫اع‬ ‫س‬
‫ى‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ق‬
‫ٌّ‬ ‫ح‬ ‫وُك ْنتم قَػوما ُْ‪٠‬ن ِرِمٌن (ٖٔ) وإِذَا قِيل إِ ىف و ْع َد ىِ‬
‫اَّلل‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ ًْ‬
‫ِ‬
‫ٌن﴾؟‬ ‫اعةُ إِ ْف نَظُ ُّن إِ ىال ظَنًّا َوَما َ ْ‪٥‬ن ُن ِّنُ ْسَتػ ْيقنِ َ‬
‫سَ‬‫نَ ْد ِري َما ال ى‬
‫اؽ َّبِِم ما َكانُوا بِ ِو يستػ ْه ِزئُو َف (ٖٖ) وقِ‬ ‫ات ما َع ِ‬
‫يل الَْيػ ْوَـ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫وا‬‫ُ‬‫ل‬‫م‬ ‫﴿ َوبَ َدا َ‪ٟ‬نُ ْم َسيَِّئ ُ َ‬
‫ين (ٖٗ) َذلِ ُك ْم‬ ‫ِ ِ‬
‫ىار َوَما لَ ُك ْم م ْن نَاص ِر َ‬
‫نَػ ْنسا ُكم َكما نَ ِسيتم لِ َق ِ‬
‫اء يَػ ْوم ُك ْم َى َذا َوَمأْ َوا ُك ُم الن ُ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫الدنْػَيا فَالَْيػ ْوَـ َال ُ‪٫‬نَْر ُجو َف ِم ْنػ َها َوَال ُى ْم‬ ‫اَّلل ُى ُزًوا َوغَ ىرتْ ُك ُم ا ْ‪ٜ‬نََياةُ ُّ‬ ‫ات ىِ‬ ‫بِأَنى ُكم ىأنَ ْذ ًُْب آي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُخذوا‪ ،‬واكسوا لباسا من النار‪ ،‬وألقوا‬ ‫يستػعتبو َف﴾ (سورة ا‪ٛ‬ناثية)‪ٍ .‬ب نَادوا ىنالِك وأ ِ‬
‫ُ ْ َُ َ‬ ‫ُ ْ َ َُْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ٌن َد َع ْوا ُىَنال َ‬ ‫ضيِّ ًقا ُم َق ىرنِ َ‬‫إىل مكاف ضيقا قريب من النار‪َ ﴿ .‬وإِذَا أُلْقُوا م ْنػ َها َم َكانًا َ‬
‫ورا َكثِ ًًنا﴾‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ػ‬‫ث‬ ‫وا‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ا‬‫د‬ ‫اؿ َ‪ٟ‬نم تَػوبِيخاً وتَػ ْق ِريعاً‪َ﴿ :‬ال تَ ْدعوا الْيػوـ ثُػبورا و ِ‬
‫اح‬
‫ًُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ ََْ ُ ً َ‬ ‫َ‬ ‫ورا﴾ فَػيُػ َق َ ُ ْ ْ‬ ‫ثُػبُ ً‬

‫‪ .28‬أيسر التفاسًن ص ‪ٕٚٗٛ‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 56‬‬


‫والشيطاف وحزبو من أصحاب سعًن ‪( 29‬رقم ٘ ُب جدوؿ أصحاب سعًن) وىو أَ ىو ُؿ‬
‫كسى‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ؿ‬‫ُ‬ ‫و‬
‫ى‬ ‫أ‬
‫َ‬‫"‬ ‫وسلم‪:‬‬ ‫عليو‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫هللا‬ ‫وؿ‬
‫ُ‬ ‫رس‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫!‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ىا‬‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫من يكسى حلى ًة ِ‬
‫م‬
‫َْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ َ ُ َ‬
‫اجبِو‪َ ،‬ويَ ْس َحبُها ِم ْن َخل ِْف ِو؛ َوذُ ِّريَتوُ ِم ْن بَػ ْع ِد ِه‪،‬‬‫ضع َها َعلَى ح ِ‬
‫َ‬ ‫يس فَػَي َ ُ‬ ‫َُ ْ ُ‬
‫حلىةً ِمن النىا ِر ىو إِبلِ‬
‫ُ َ‬
‫اح ًدا‬‫اؿ َ‪ٟ‬نم‪َ﴿ :‬ال تَ ْدعوا الْيػوـ ثُػبورا و ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ََْ ُ ً َ‬ ‫ور ُى ْم‪ ،‬فَػيُػ َق ُ ُ ْ‬
‫َو ُى َو يُػَنادي واثُػبُوراه‪َ .‬ويَػ ُقولُو َف يَاثُػبُ َ‬
‫س ب ِن ٍ‬
‫مالك‪.‬‬ ‫ورا َكثِ ًًنا﴾"‪ .‬رواهُ ْ‬
‫أ٘نَ ُد َع ْن أَنَ ِ‬ ‫َوا ْد ُعوا ثُػبُ ً‬

‫لذلك‪:‬‬
‫َص َح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ش ْيطَا َف لَ ُكم َع ُد ٌّو فَ ىِ‬
‫اب‬ ‫أن ُذوهُ َع ُد ًّوا إِ ى‪٧‬نَا يَ ْد ُعو ح ْزبَوُ لَي ُكونُوا م ْن أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫﴿إِ ىف ال ى‬
‫شيطَ ِ‬ ‫اَّلل أُولَئِ ِ‬ ‫شيطَا ُف فَأَنْساىم ِذ ْكر ىِ‬ ‫ال ى ِ‬
‫اف أََال‬ ‫ب ال ى ْ‬‫ك ح ْز ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫اسَت ْح َو َذ َعلَ ْي ِه ُم ال ى ْ‬
‫سع ًِن﴾‪ْ ﴿...‬‬
‫إِ ىف ِ‬
‫ش َع ْن ِذ ْك ِر ال ىر ْ٘نَ ِن نُػ َقيِّ ْ‬
‫ض لَوُ َش ْيطَانًا‬ ‫ا‪ٝ‬نَاس ُرو َف﴾‪َ ﴿...‬وَم ْن يَػ ْع ُ‬
‫اف ىم ْ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫شيطَ ِ‬
‫ْ‬ ‫ى‬ ‫ال‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ز‬‫ْ‬ ‫ح‬
‫‪.‬‬ ‫سبِ ِ‬
‫يل َوَ ْ‪٪‬ن َسبُو َف أَنػى ُه ْم ُم ْهَت ُدو َف﴾‬ ‫ين (‪َ )ٖٙ‬وإِنػى ُه ْم لََي ُ‬
‫ص ُّدونَػ ُه ْم َع ِن ال ى‬ ‫فَػ ُه َو لَوُ قَ ِر ٌ‬

‫اَّللَ َو َع َد ُك ْم َو ْع َد ا ْ‪ٜ‬نَِّق َوَو َع ْدتُ ُك ْم فَأَ ْخلَ ْفتُ ُك ْم َوَما‬ ‫ش ْيطَا ُف لَ ىما قُ ِ‬
‫ض َي ْاألَ ْم ُر إِ ىف ى‬ ‫اؿ ال ى‬
‫﴿ َوقَ َ‬
‫وموا أَنْػ ُف َس ُك ْم‬ ‫ل‬
‫ُ‬‫و‬ ‫وين‬‫ِ‬ ‫وم‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ػ‬‫ت‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫يل‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ج‬ ‫ت‬ ‫اس‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ُ‬‫ت‬‫و‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫ى‬
‫ال‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫َكا َف ِيل َعلَي ُكم ِمن سلْطَ ٍ‬
‫اف‬
‫ُ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ْ ْ ْ َ ْ‬‫َ‬ ‫َ ْ ْ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ما أَنَا ِّنُص ِرِخ ُكم وما أَنْػتم ِّنُ ِ‬
‫ت ِّنَا أَ ْش َرْكتُ ُموف م ْن قَػ ْب ُل‪،‬٭ إِ ىف الظىال ِم َ‬
‫ٌن‬ ‫ص ِرخ ىي إِِ ّين َك َف ْر ُ‬
‫ْ ْ ََ ُ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫يم﴾ (سورة إبراىيم)‬ ‫َ‪ٟ‬نم ع َذاب أَلِ‬
‫ُْ َ ٌ ٌ‬

‫ت قلوَّبم‪ ،‬وأعرضت عن ذكر هللا‬ ‫ومن الذين يدخلوف لظى ‪ -‬ويْػلُ َها ‪ -‬الذين قَ َس ْ‬
‫اسي ِة قُػلُوبػهم ِمن ِذ ْك ِر ىِ‬
‫اَّلل﴾‪٫ .‬نتصموف ُب ا‪ٞ‬نوقف (الصراط) مع القرين‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫﴿فَػ َويْ ٌل للْ َق َ ُ ُ ْ ْ‬

‫س ِع ًِن} [فاطر‪]6 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫‪{ .29‬إِ ى‪٧‬نَا يَ ْد ُعو ح ْزبَوُ لَي ُكونُوا م ْن أ ْ‬
‫َص َح ِ‬
‫اب ال ى‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 57‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ؼ الْ َق ْوِؿ‬ ‫ض ُز ْخ ُر َ‬ ‫س َوا ْ‪ٛ‬نِ ِّن يُوحي بَػ ْع ُ‬
‫ض ُه ْم إِ َىل بَػ ْع ٍ‬ ‫ٌن ِْ‬
‫اإلنْ ِ‬ ‫والقرين ىو أحد من َشَياط َ‬
‫ص ُّدهُ َع ِن‬‫ين﴾ يَ ُ‬ ‫ض لَوُ َش ْيطَانًا فَػ ُه َو لَوُ قَ ِر ٌ‬ ‫ش َع ْن ِذ ْك ِر ال ىر ْ٘نَ ِن نُػ َقيِّ ْ‬ ‫ورا‪َ ﴿ :‬وَم ْن يَػ ْع ُ‬ ‫غُ ُر ً‬
‫ِ‬ ‫يل ‪ -‬عن الصالة حٌن مشاىدة الكرة القدـ ‪﴿ -‬فَػويل لِلْم ِ‬ ‫سبِ ِ‬
‫ين ُى ْم‬ ‫ٌن (ٗ) الىذ َ‬ ‫صلّ َ‬ ‫َْ ٌ ُ َ‬ ‫ال ى‬
‫اىو َف﴾‪...‬‬ ‫َعن ِِ‬
‫ص َالهت ْم َس ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ك بُػ ْع َد‬‫ت بَػ ْي ِين َوبَػ ْيػَن َ‬‫اءا ا‪ٞ‬نوقف‪ ،‬قاؿ من يعش عن ذكر الر٘نن‪﴿ :‬يَالَْي َ‬ ‫ِ‬
‫َح ىىت إ َذا َج َ‬
‫اؿ قَ ِرينُوُ َربػىَنا َما أَطْ َغ ْيتُوُ َولَ ِك ْن َكا َف ُِب‬
‫ين﴾ يل حيث أغويتين‪﴿ .‬قَ َ‬ ‫س الْ َق ِر ُ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ال َْم ْشرقَػ ٌْن فَب ْئ َ‬
‫يد (‪َ )ٕٛ‬ما يُػَب ىد ُؿ‬ ‫ت إِلَي ُكم بِالْو ِع ِ‬ ‫اؿ َال َٔنَْت ِ‬ ‫ض َال ٍؿ ب ِع ٍ‬
‫ي َوقَ ْد قَ ىد ْم ُ ْ ْ َ‬ ‫ص ُموا لَ َد ى‬ ‫يد﴾ ﴿قَ َ‬ ‫َ َ‬
‫اب‬‫يد﴾‪َ ﴿...‬ولَ ْن يَػ ْنػ َف َع ُكم الَْيػ ْوَـ إِذْ ظَلَ ْمتُ ْم أَنى ُك ْم ُِب ال َْع َذ ِ‬ ‫ي وما أَنَا بِظَ ىالٍـ لِلْعبِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الْ َق ْو ُؿ لَ َد ى َ َ‬
‫ُم ْش َِرتُكو َف﴾‬

‫الدنْػَيا َو ِز َينَتػ َها‪،‬‬


‫ٌن وقاتل النفس‪ ،‬وَم ْن َكا َف يُ ِري ُد ا ْ‪ٜ‬نََيا َة ُّ‬ ‫ِ‬
‫من‬ ‫وُب ىذا ا‪ٞ‬نوقف‪ ،‬ال ُْم ْس ِرف َ‬
‫قَ ِد‬ ‫ٗن ًيعا يَ َام ْع َش َر ا ْ‪ٛ‬نِ ِّن‬‫شر ُىم َِ‬
‫ا‪ٛ‬نن واإلنس ‪ -‬أصحاب سحر منهم ‪َ ﴿ -‬ويَػ ْوَـ َ ْ‪٪‬ن ُ ُ ْ‬
‫ض َوبَػلَ ْغَنا‬ ‫ضَنا بَِبػ ْع ٍ‬ ‫اسَت ْمَت َع بَػ ْع ُ‬
‫س َربىػَنا ْ‬ ‫اؿ أ َْولَِيا ُؤ ُى ْم ِم َن ِْ‬
‫اإلنْ ِ‬ ‫س َوقَ َ‬ ‫اسَت ْكثَػ ْر ًُْب ِم َن ِْ‬
‫اإلنْ ِ‬ ‫ْ‬
‫يم‬ ‫اَّلل إِ ىف ربى َ ِ‬ ‫ى‬ ‫ين فِ َيها إِ‬ ‫اؿ النىار مثْػوا ُكم َخالِ ِ‬ ‫أَجلََنا الى ِ‬
‫ك َحك ٌ‬ ‫اء ىُ َ‬ ‫َ‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ن‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫ْت‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ج‬‫ى‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫َ‬
‫يم﴾‪.‬أي‪ :‬يوـ ‪٪‬نشر هللا تعاىل الكفار وأولياءىم من شياطٌن ا‪ٛ‬نن فيقوؿ‪ :‬يا معشر‬ ‫علِ‬
‫َ ٌ‬
‫كثًنا من اإلنس‪ ،‬وقاؿ أولياؤىم من كفار اإلنس‪ :‬ربنا قد انتفع‬ ‫ا‪ٛ‬نن قد أضللتم ً‬
‫بعضنا من بعض‪ ،‬وبلغنا األجل الذي أ ىجلَْتو لنا بانقضاء حياتنا الدنيا‪ ،‬قاؿ هللا تعاىل‬
‫‪ٟ‬نم‪ :‬النار مثواكم‪ ،‬أي‪ :‬مكاف إقامتكم خالدين فيها‪ ،‬إال َمن شاء هللا عدـ خلوده‬
‫فيها من عصاة ا‪ٞ‬نوحدين‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 58‬‬


‫ٗن ًيعا ويقوؿ‪﴿ :‬يَ َام ْع َش َر ا ْ‪ٛ‬نِ ِّن‬ ‫شر ُىم هللا َِ‬
‫الذين قتلوا األنبياء‪ ،‬من ا‪ٛ‬نن واإلنس‪٪ْ َ ،‬ن ُ ُ ُ ُ‬
‫اء يَػ ْوِم ُك ْم َى َذا قَالُوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س أَ َملْ يَأْتِ ُك ْم ُر ُس ٌل ِم ْن ُك ْم يَػ ُق ُّ‬
‫صو َف َع َل ْي ُك ْم آيَ ِاٌب َويُػ ْنذ ُرونَ ُك ْم ل َق َ‬ ‫َو ِْ‬
‫اإلنْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َش ِه ْدنَا َعلَى أَنْػ ُف ِسَنا َوغَ ىرتْػ ُه ُم ا ْ‪ٜ‬نََياةُ ُّ‬
‫ين﴾‬ ‫الدنْػَيا َو َش ِه ُدوا َعلَى أَنْػ ُفس ِه ْم أَنػى ُه ْم َكانُوا َكاف ِر َ‬
‫أي‪ :‬أيها ا‪ٞ‬نشركوف من ا‪ٛ‬نن واإلنس‪ ،‬أمل يأتكم رسل من ٗنلتكم ‪ -‬وظاىر النصوص‬
‫ُّ‬
‫يدؿ على أ ىف الرسل من اإلنس فقط ‪٫ ،-‬نربونكم بآياٌب الواضحة ا‪ٞ‬نشتملة على‬
‫األمر والنهي وبياف ا‪ٝ‬نًن والشر‪ ،‬و‪٪‬نذرون كم لقاء عذايب ُب يوـ القيامة؟ قاؿ ىؤالء‬
‫ا‪ٞ‬نشركوف من اإلنس وا‪ٛ‬نن‪َ :‬ش ِه ْدنا على أنفسنا بأف رسلك قد بلغونا آياتك‪،‬‬
‫وأنذرونا لقاء يومنا ىذا‪ ،‬فكذبناىم‪ ،‬وخدعت ىؤالء ا‪ٞ‬نشركٌن زينةُ ا‪ٜ‬نياة الدنيا‪،‬‬
‫وشهدوا على أنفسهم أَم كانوا جاحدين وحدانية هللا تعاىل ومكذبٌن لرسلو عليهم‬
‫السالـ‪.‬‬

‫سو‬ ‫اب جهنىم َخالِ ُدو َف﴾‪﴿...‬ولَو تَػرى إِ ِذ الْمج ِرمو َف نَاكِ‬ ‫ِ‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ُب‬‫ِ‬ ‫ٌن‬ ‫﴿إِ ىف الْمج ِرِ‬
‫م‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫ا‪ٜ‬نًا إِنىا ُموقِنُو َف﴾ (سورة فاطر)‬‫وس ِهم ِع ْن َد رَّّبِِم ربىػَنا أَبصرنَا و َِ‪ٚ‬نعَنا فَارِجعَنا نَػعمل ص ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ َ ْ َْ َ ْ ْ ْ َْ ْ َ‬ ‫ُرءُ ْ‬
‫يقوؿ تعاىل ذكره لنبيو ‪١‬نمد صلى هللا عليو وسلم‪ :‬لو ترى يا ‪١‬نمد ىؤالء القائلٌن‪:‬‬
‫ض أئِنىا لَ ِفي َخل ٍْق ج ِد ٍ‬ ‫﴿أئِ َذا َ‬
‫يد﴾ إذ ىم ناكسوا رءوسهم عند رَّبم‬ ‫َ‬ ‫ض َللْنا ُِب ْ‬
‫األر ِ‬
‫ص ْرنا) ما‬
‫حياء من رَّبم‪ .‬للذي سلف منهم من معاصيو ُب الدنيا‪ ،‬يقولوف‪ :‬يا ( َربػىَنا أبْ َ‬
‫كنا نك ّذب بو من عقابك أىل معاصيك ( َو َِ‪ٚ‬ن ْعَنا) منك تصديق ما كانت رسلك‬
‫تأمرنا بو ُب الدنيا (فارجعنا) يقوؿ‪ :‬فارددنا إىل الدنيا نعمل فيها بطاعتك‪ ،‬وذلك‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 59‬‬


‫العمل الصاّب (إنىا ُموقَػنُو َف ) يقوؿ‪ :‬إنا قد أيقنا اآلف ما كنا بو ُب الدنيا جهاال من‬
‫رب سواؾ‪ ،‬وأنك ٓنٍن‬
‫وحدانيتك وأنو ال يصلح أف يُعبد سواؾ‪ ،‬وال ينبغي أف يكوف ّ‬
‫‪30‬‬
‫وٕنيت‪ ،‬وتبعث من ُب القبور بعد ا‪ٞ‬نمات والفناء وتفعل ما تشاء‪.‬‬
‫ين َك َف ُروا َال تَػ ْعَت ِذ ُروا الَْيػ ْوَـ إِ ى‪٧‬نَا ُْنَْز ْو َف َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف﴾‬ ‫ِ‬
‫﴿يَاأَيػُّ َها الىذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اَّلل فَما لَو ِمن وٍِ ِ‬ ‫ضلِ‬
‫اب يَػقُولُو َف‬
‫َوا ال َْع َذ َ‬ ‫يل م ْن بَػ ْعده َوتَػ َرى الظىال ِم َ‬
‫ٌن لَ ىما َر ُأ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫﴿وَم ْن يُ ْ‬ ‫َ‬
‫‪.‬‬ ‫َى ْل إِ َىل َم َرٍّد ِم ْن َسبِ ٍ‬
‫يل﴾‬

‫ض‪ ،‬ك َسيِّداً ِم ْن‬ ‫ٌن‪ ،‬ويُ ِري ُدو َف ُعلُ ًّوا ُِب ْاألَ ْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫نار سقر للذين ‪٬‬نَْ ُكرو َف ال ى ِ‬
‫سيَِّئات بِا‪ٞ‬نُ ْسل ِم َ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫اد ِ‬
‫اسَت ْكَبػ َر (ٖٕ)‬ ‫الولي ُد بْ ُن ا‪ٞ‬نُغ ًَنة ‪﴿ -‬إِنىوُ فَ ىك َر َوقَ ىد َر﴾…﴿ٍبُى أَ ْدبَػ َر َو ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬‫ي‬‫ر‬‫َ‬ ‫ػ‬
‫ُ‬‫ق‬ ‫ات‬ ‫َس َ‬
‫ُصلِ ِيو َس َق َر﴾ ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫اؿ إِ ْف َى َذا إِ ىال س ْح ٌر يُػ ْؤثَػ ُر (ٕٗ) إِ ْف َى َذا إِ ىال قَػ ْو ُؿ الَْب َش ِر (ٕ٘) َسأ ْ‬ ‫فَػ َق َ‬
‫اَّللُ َعلَ ْي ِه ْم‪ .‬فقط! غالبا الك ّفار ُب ا‪ٞ‬نوقف (الصراط) سقر‪:‬‬ ‫ب ى‬ ‫ض‬‫والى ِذين تَػولىوا قَػوما غَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ ًْ‬
‫ض ِع ُفوا ومل يؤمنوا بالقرآف‪.‬‬ ‫استُ ْ‬ ‫اسَت ْكَبػ ُروا والذين ْ‬ ‫الذين ْ‬
‫ٌن يَ َديْ ِو‪َ ،‬ولَ ْو تَػ َرى إِ ِذ الظىالِ ُمو َف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َك َف ُروا لَ ْن نػُ ْؤم َن َِّبَ َذا الْقُ ْرآف َوَال بِالىذي بَػ ْ َ‬
‫﴿وقَ َ ِ‬
‫اؿ الىذ َ‬ ‫َ‬
‫ين‬ ‫ذ‬‫ض ِع ُفوا لِلى ِ‬
‫ْ‬ ‫ت‬ ‫اس‬ ‫ين‬ ‫ذ‬‫وؿ الى ِ‬‫ُ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫ؿ‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ٍ‬
‫ض‬ ‫ع‬ ‫ػ‬‫ب‬ ‫ىل‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ض‬
‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ػ‬‫ب‬ ‫ع‬‫ج‬ ‫موقُوفُو َف ِع ْن َد رَّّبِِم يػرِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َْ ُ‬ ‫َْ‬
‫ض ِع ُفوا أ َ ْ‬ ‫ِِ‬ ‫است ْكبػروا لَوَال أَنْػتم لَ ُكنىا م ْؤِمنٌِن (ٖٔ) قَ َ ِ‬
‫َ‪٥‬ن ُن‬ ‫استُ ْ‬‫ين ْ‬ ‫اسَت ْكَبػ ُروا للىذ َ‬‫ين ْ‬ ‫اؿ الىذ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ َ ُ ْ ُ ْ‬
‫ض ِع ُفوا‬ ‫استُ ْ‬ ‫اؿ الى ِ‬ ‫ص َد ْدنَا ُكم ع ِن ا ْ‪ٟ‬ن َدى بػع َد إِذْ جاء ُكم بل ُك ْنتم ُْ‪٠‬ن ِرِ‬
‫ين ْ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬‫و‬‫َ‬ ‫)‬ ‫ٕٖ‬ ‫(‬ ‫ٌن‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫َ َ ْ َ ْ ُْ‬ ‫ْ َ ُ َْ‬ ‫َ‬
‫لِلى ِذين است ْكبػروا بل م ْكر اللىي ِل والنػىها ِر إِ ْذ تَأْمرونَػنا أَ ْف نَ ْك ُفر بِ ىِ‬
‫اَّلل َوَ ْ‪٤‬ن َع َل لَوُ أَنْ َد ًادا‬ ‫َ‬ ‫ُُ َ‬ ‫َ َْ َ ُ َ ْ َ ُ ْ َ َ‬

‫‪ .30‬جامع البياف ُب تأويل القرآف ‪ -‬الطربي‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 60‬‬


‫ين َك َف ُروا َى ْل ُْ‪٩‬ن َز ْو َف إِ ىال‬ ‫ِ ِ‬
‫اب َو َج َعلَْنا ْاألَغْ َال َؿ ُِب أَ ْعَناؽ الىذ َ‬
‫َوا ال َْع َذ َ‬
‫َس ُّروا النى َد َامةَ لَ ىما َرأ ُ‬
‫َوأ َ‬
‫َما َكانُوا يَػ ْع َملُو َف﴾ (سورة سبأ)‬

‫لذلك‪:‬‬
‫ٗنيعا إِلَي ِو يصع ُد الْ َكلِم الطىيِب والْعمل ال ى ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬
‫ح يَػ ْرفَػ ُعوُ‬
‫صال ُ‬ ‫ُ ّ ُ َ ََ ُ‬ ‫﴿ َم ْن َكا َف يُ ِري ُد الْع ىزَة فَللىو الْع ىزةُ َ ً ْ َ ْ َ‬
‫‪.‬‬ ‫ور﴾‬ ‫اب َش ِدي ٌد َوَم ْك ُر أُولَئِ َ‬
‫ك ُى َو يَػبُ ُ‬
‫والى ِذين ‪٬‬نَْ ُكرو َف ال ى ِ‬
‫سيَِّئات َ‪ٟ‬نُ ْم َع َذ ٌ‬ ‫َ َ ُ‬

‫نرى ُب فصل "أ" من ىذا الباب‪ ،‬أف كل معشرة اجملرموف الذين ‪٪‬نشروف إيل أطباؽ‬
‫وى ْم إِنػى ُه ْم َم ْسئُولُو َف﴾‪« .‬إف أردت أف ٕنر‬ ‫ِ‬
‫النار يُوقفوف على الصراط‪ ،‬ويُسألوف ﴿ َوق ُف ُ‬
‫على الصراط حىت تدخل ا‪ٛ‬ننة فال تقل ُب دين هللا برأيك‪ 31 ».‬وقيل علي الصراط‬
‫‪٬‬نروف َنانب أصحاب النار‪ ،‬فيقولوف ال ُْمَنافِقُو َف‬ ‫أصحاب ا‪ٛ‬ننة (أسفلُهم) و ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪٬‬نشوف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والْمنافِ َقات‪﴿ :‬انْظُرونَا نَػ ْقتبِ ِ‬
‫ورا﴾‪.‬‬ ‫سوا نُ ً‬ ‫يل ْارج ُعوا َوَر َاء ُك ْم فَالَْتم ُ‬ ‫س م ْن نُو ِرُك ْم﴾‪﴿ ،‬ق َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ ُ‬
‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫اب﴾‪.‬‬ ‫اب بَاطنُوُ فيو ال ىر ْ٘نَةُ َوظَاى ُرهُ م ْن قَبلو ال َْع َذ ُ‬ ‫سو ٍر لَوُ بَ ٌ‬ ‫ب بَػ ْيػَنػ ُه ْم ب ُ‬ ‫ض ِر َ‬
‫﴿فَ ُ‬
‫صتُ ْم َو ْارتَػ ْبتُ ْم‬ ‫ِ‬
‫ادونَػ ُه ْم أَ َملْ نَ ُك ْن َم َع ُك ْم‪ ،‬قَالُوا بَػلَى َولَكنى ُك ْم فَػَتػ ْنتُ ْم أَنْػ ُف َس ُك ْم َوتَػ َربى ْ‬
‫﴿يُػَن ُ‬
‫اَّلل وغَ ىرُكم بِ ىِ‬
‫ِ‬
‫ور﴾‪.‬‬ ‫اَّلل الْ َغ ُر ُ‬ ‫اء أ َْم ُر ى َ ْ‬ ‫َوغَ ىرتْ ُك ُم ْاألَ َم ِاينُّ َح ىىت َج َ‬
‫وأما فوؽ أسفل من أصحاب ا‪ٛ‬ننة؛ قاؿ ابن مسعود قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا عليو‬
‫وآلو وسلم‪"« :‬يرد الناس النار ٍب يصدروف عنها بأعما‪ٟ‬نم فأو‪ٟ‬نم كلمح الربؽ ٍب‬
‫كالريح ٍب كحضر الفرس ٍب كالراكب ُب رحلو ٍب كسًن الرجل ٍب كمشيو"»‪.‬‬
‫خرجو الرتمذي وقاؿ حديث حسن‪.‬‬

‫‪ .31‬رواية مكحوؿ عن أيب ىريرة رضي هللا عنو رواية مرسلة انظر ا‪ٞ‬نراسيل البن أيب حاًب‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 61‬‬


‫ص ُرونَ ُك ْم أ َْو‬ ‫وف ىِ‬
‫وبعد أف قِيل ألصحب ا‪ٛ‬نحيم أَين ما ُك ْنتم تَػعب ُدو َف ﴿ ِمن ُد ِ‬
‫اَّلل َى ْل يَػ ْن ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ ُ ْ ُْ‬ ‫َ‬
‫اب ‪ُ ﴿ -‬خ ُذوهُ فَػغُلُّوهُ (ٖٓ) ٍبُى‬ ‫الع َذ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫يػ ْنَت ِ‬
‫وؿ هللاُ تَػ َع َاىل لل ىزبَانَية ‪َ -‬مالَئ َكة َ‬ ‫ص ُرو َف﴾‪ ،‬يَػ ُق ُ‬ ‫َ‬
‫اسلُ ُكوهُ﴾‪ٍ .‬ب إف دخلوا كال‬ ‫ْسلَ ٍة ذَ ْر ُع َها َس ْبػ ُعو َف ِذ َر ً‬
‫اعا فَ ْ‬
‫ا ْ‪ٛ‬ن ِحيم صلُّوهُ (ٖٔ) ٍبُى ُِب ِسل ِ‬
‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫يع أ َْ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ف حو َؿ َِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫يع‬‫َ‪٥‬ناء ج ْسمو َح ىىت الَ يَ ْسَتط َ‬ ‫ٗن ِ‬ ‫منهم ُِب سلْسلَة طُو ُ‪ٟ‬نَا َس ْبػ ُعو َف ذ َراعاً تَػلَْت ُّ َ ْ‬
‫فج ِمعوا وألقُوا ُب ا‪ٛ‬نحيم َعلَى‬ ‫ِ ِ‬
‫اوو َف﴾ أي‪ُ :‬‬ ‫حراكاً َوالَ ف َكاكاً ﴿فَ ُك ْبكبُوا ف َيها ُى ْم َوالْ َغ ُ‬ ‫َ‬
‫َٗنَ ُعو َف﴾‪.‬‬
‫يس أ ْ‬ ‫عض ﴿وجنود إِبلِ‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫وؽ‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ض‬ ‫بع‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫وج ِ‬
‫وى ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُُ‬

‫ازوا الَْيػ ْوَـ أَيُّػ َها ال ُْم ْج ِرُمو َف﴾‬


‫من موقف الذي ُحشر أصحاب جهنم‪ ،‬يقاؿ ‪ٟ‬نم‪َ ﴿ :‬و ْامَت ُ‬
‫صَي ِة َرَِّّبُ ْم‪َ ،‬و ُ‪٢‬نَالََف ِة أ َْم ِرِه ‪ٍ -‬ب إذا‬ ‫ش ْيطَا َف فِيما يػوس ِوس َ‪ٟ‬نُم ِمن م ْع ِ‬
‫َ َُ ْ ُ ْ ْ َ‬ ‫‪ -‬الذين اتبعوا ال ى‬
‫ِ‬
‫ىم‪:‬‬‫وؿ َ‪ٟ‬نُم َخ َزنةُ َج َهن َ‬ ‫ىم َدعًّا﴾‪َ ،‬ويَػ ُق ُ‬ ‫فرؽ اجملرموف من الكفار‪﴿ ،‬يُ َدعُّو َف إ َىل نَا ِر َج َهن َ‬ ‫ّ‬
‫ص ُرو َف﴾؟ ٍب ُسئِلوا‪:‬‬ ‫﴿ َى ِذ ِه النىار الىِ ي ُكنْتُم َِّبا تُ َك ِّذبو َف﴾‪﴿ .‬أَفَ ِس ْحر َى َذا أ َْـ أَنْػتُم َال تػُ ْب ِ‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ٌن (ٓ‪ )ٙ‬وأ ِ‬
‫َف‬ ‫ش ْيطَا َف إِنىوُ لَ ُك ْم َع ُد ٌّو ُمبِ ٌ‬ ‫﴿أَ َملْ أَ ْع َه ْد إِلَْي ُك ْم يَابَِين َ‬
‫آد َـ أَ ْف َال تَػ ْعبُ ُدوا ال ى‬
‫َ‬
‫َض ىل ِم ْن ُك ْم ِجبِ ًّال َكثِ ًًنا أَفَػ َل ْم تَ ُكونُوا‬ ‫يم (ٔ‪َ )ٙ‬ولَ َق ْد أ َ‬ ‫ِ‬
‫ط ُم ْسَتق ٌ‬‫ص َرا ٌ‬‫ا ْعب ُد ِوين َى َذا ِ‬
‫ُ‬
‫تَػع ِقلُو َف﴾ وىم جثيا ينطروف فيقاؿ ‪ٟ‬نم‪﴿ :‬ى ِذ ِ‬
‫وع ُدو َف (ٖ‪)ٙ‬‬ ‫ىم الىِ ي ُك ْنتُ ْم تُ َ‬‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ربوا َس َواءٌ َع َل ْي ُك ْم إِ ى‪٧‬نَا‬‫صُ‬
‫اصِربوا أ َْو َال تَ ْ ِ‬
‫اص َل ْو َىا فَ ْ ُ‬ ‫اص َل ْو َىا الَْيػ ْوَـ ِّنَا ُك ْنتُ ْم تَ ْك ُف ُرو َف﴾ ﴿ ْ‬
‫ْ‬
‫ُْنَْز ْو َف َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف﴾ فيساقوف فيها‪.‬‬
‫يب َو َآثَ ٍاـ‪،‬‬ ‫الدنْػَيا ِم ْن ُك ْف ٍر َوتَ ْك ِذ ٍ‬
‫اجَتػ َر ُحوا ُِب ُّ‬ ‫ِ‬
‫ومن أصحاب جهنم الذين يُػ ْنك ُروا ما ْ‬
‫حف أَ ْع َما‪ٟ‬نِِ ْم‪،‬‬
‫ٌن‪ ،‬وأَنػى ُهم ما فَػعلُوا ما وج ُدوهُ ُِب ص ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َوَ ْ‪٪‬نل ُفو َف بِا﵁ َرَّّب ْم أَنػى ُه ْم َكانُوا ُم ْؤمن َ َ ْ َ َ َ َ َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 62‬‬


‫هم َوأ َْر ُجلَ ُه ْم‬ ‫ِ‬
‫َؿ َج َوا ِر َح ُه ْم (أَيْديَ ْ‬ ‫فَػَي ْختِ ُم هللاُ تَػ َع َاىل َعلَى أَفْػ َو ِاى ِه ْم َك ْيالَ تَػ ْن ِط ِق‪َ ،‬ويَ ْسأ ُ‬
‫اصي‪ ،‬فَػَت ْش َه ُد َعلَ ْي ِه ْم‪﴿ .‬الَْيػ ْوَـ َ‪٦‬نْتِ ُم َعلَى‬ ‫وؽ وا‪ٞ‬نَع ِ‬ ‫وأَ ْعينهم) َعما ارتَ َكبوهُ ِمن ال ُفس ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ْ ّ ْ ُ َ ُ‬
‫أَفْػ َو ِاى ِه ْم َوتُ َكلِّ ُمَنا أَيْ ِدي ِه ْم َوتَ ْش َه ُد أ َْر ُجلُ ُه ْم ِّنَا َكانُوا يَ ْك ِسبُو َف (٘‪َ )ٙ‬ولَ ْو نَ َشاءُ لَطَ َم ْسَنا‬
‫َن يػ ْب ِ‬ ‫اسَتَبػ ُقوا ِّ‬ ‫ِ‬
‫اى ْم َعلَى‬ ‫ص ُرو َف (‪َ )ٙٙ‬ولَ ْو نَ َشاءُ لَ َم َس ْخَن ُ‬ ‫ط فَأ ى ُ‬ ‫الص َرا َ‬ ‫َعلَى أَ ْعيُن ِه ْم فَ ْ‬
‫ضيًّا َوَال يَػ ْرِج ُعو َف﴾ ٍب يدخلوف جهنم‪.‬‬ ‫اعوا م ِ‬
‫اسَتطَ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫َم َكانَت ِه ْم فَ َما ْ‬
‫ىم ُك ىل َك ىفا ٍر‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫ِ‬
‫ُب‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫وأما الكفار من أصحاب جهنم‪ ،‬فيأمر هللا ا‪ٞ‬نالئكة أف ﴿أَل ِ‬
‫ْق‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْخ ًِْن ُم ْعَت ٍد ُم ِر ٍ‬ ‫عنِي ٍد (ٕٗ) من ٍ ِ‬
‫يب﴾‪﴿ .‬إِ َذا أُلْ ُقوا ف َيها َ‪ٚ‬ن ُعوا َ‪ٟ‬نَا َش ِهي ًقا َوى َي تَػ ُف ُ‬
‫ور‬ ‫ىاع لل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ج َسأَ َ‪ٟ‬نُ ْم َخ َزنَػتُػ َها أَ َملْ يَأْتِ ُك ْم نَ ِذ ٌير (‪ )ٛ‬قَالُوا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اد ٕنََيىػ ُز م َن الْ َغ ْيظ ُكلى َما أُلْق َي ف َيها فَػ ْو ٌ‬
‫(‪ )ٚ‬تَ َك ُ‬
‫ض َال ٍؿ َكبِ ًٍن﴾‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بػلَى قَ ْد جاءنَا نَ ِذير فَ َك ىذبػنا وقُػلْنا ما نَػ ىزَؿ ى ِ‬
‫اَّللُ م ْن َش ْيء إِ ْف أَنْػتُ ْم إِ ىال ُِب َ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫ََ ٌ‬ ‫َ‬

‫ىم ِجثِيًّا (‪ٍ )ٙٛ‬بُى لََنػ ْن ِز َع ىن ِم ْن‬


‫ن‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ج‬ ‫ؿ‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ ْ َْ َ َ‬‫ح‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫ػ‬‫ن‬‫ر‬‫ض‬‫ٌن ٍبُى لَنُ ْح ِ‬
‫َ‬
‫شي ِ‬
‫اط‬ ‫ش َرنػى ُه ْم َوال ى َ‬ ‫﴿فَػ َوَربِّ َ‬
‫ك لََن ْح ُ‬
‫ُك ِل ِشيع ٍة أَيػُّهم أَ َش ُّد علَى ال ىر ْ٘ن ِن ِعتِيًّا(‪ٍ )ٜٙ‬بُى لَنحن أَ ْعلَم بِالى ِذين ىم أَو َ ِ ِ ِ‬
‫ىل َّبا صليًّا﴾‪.‬‬
‫َ ُْ ْ َ‬ ‫َُْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ ُْ‬

‫ْخ ًِْن ُم ْعَت ٍد ُم ِر ٍ‬


‫يب (ٕ٘)‬ ‫يد (ٕٗ) من ٍ ِ‬ ‫واألمر ٗنيعا‪﴿ :‬أَل ِْقيا ُِب جهنىم ُك ىل َك ىفا ٍر َعنِ ٍ‬
‫ىاع لل َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫يد﴾ أي ُب سقر‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫ش ِد ِ‬ ‫آخر فَأَل ِْقَياهُ ُِب ال َْع َذ ِ‬
‫اب ال ى‬ ‫ا‬‫‪ٟ‬ن‬
‫َ‬ ‫الى ِذي جعل مع ا ىِ‬
‫َّلل إِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ََ َ ََ‬

‫صلَ ْو َف َس ِع ًًنا﴾‬ ‫ِِ‬


‫ين يَأْ ُكلُو َف أ َْم َو َاؿ الَْيَت َامى ظُل ًْما إِ ى‪٧‬نَا يَأْ ُكلُو َف ُِب بُطُوَ ْم نَ ًارا َو َسَي ْ‬
‫َ‬ ‫ذ‬‫﴿إِ ىف الى ِ‬
‫اص َل ْو َىا الَْيػ ْوَـ ِّنَا ُك ْنتُ ْم‬
‫يصلوف أصحاب سعًن فيها كأصحاب جهنم الذين قيل ‪ٟ‬نم ﴿ ْ‬
‫س ِع ًِن (ٓٔ)‬ ‫اب ال ى‬ ‫َص َح ِ‬ ‫ِ‬
‫تَ ْك ُف ُرو َف﴾ أو ألقوا ﴿ َوقَالُوا لَ ْو ُكنىا نَ ْس َم ُع أ َْو نَػ ْعق ُل َما ُكنىا ُِب أ ْ‬
‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 63‬‬
‫ِ ٍ‬ ‫سِ‬ ‫ص َح ِ‬ ‫فَا ْعتػرفُوا بِ َذنْبِ ِهم فَسح ًقا ِ‬
‫اء ُِب َحديث‪"« :‬الَ يَ ْد ُخ ُل أ َ‬
‫َح ٌد‬ ‫َ‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬‫﴾‬ ‫ِ‬
‫ًن‬ ‫ع‬ ‫ى‬ ‫ال‬ ‫اب‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أل‬ ‫ْ ُْ‬ ‫ََ‬
‫ىار أ َْو َىل بِ ِو ِم َن ا‪ٛ‬نَن ِىة"»‪.‬‬
‫ىار إِالى َو ُى َو يَػ ْع َل ُم أَ ىف الن َ‬
‫الن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب يَػ ُقولُو َف َى ْل‬ ‫َوا ال َْع َذ َ‬ ‫ٌن لَ ىما َرأ ُ‬‫إ‪٧‬نا الظىال ِمو َف يَأْ ُكلُو َف أ َْم َو َاؿ الَْيَت َامى؛ ﴿ َوتَػ َرى الظىال ِم َ‬
‫الذ ِّؿ يػ ْنظُرو َف ِمن طَر ٍ‬ ‫اش ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِ َىل َم َرٍّد ِم ْن َسبِ ٍ‬
‫ؼ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ٌن م َن ُّ َ ُ‬ ‫ضو َف َع َل ْيػ َها َخ َ‬ ‫اى ْم يُػ ْع َر ُ‬
‫يل (ٗٗ) َوتَػ َر ُ‬
‫َىلِي ِه ْم يَػ ْوَـ ال ِْقَي َام ِة‪ ،‬أََال‬
‫ين َخ ِس ُروا أَنْػ ُف َس ُه ْم َوأ ْ‬ ‫ذ‬
‫َ َ‬
‫اس ِرين الى ِ‬ ‫ا‪ٝ‬نَ ِ‬
‫ْ‬ ‫ف‬‫ى‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫وا‬‫ن‬
‫ُ‬ ‫آم‬
‫َ‬ ‫ين‬
‫َ‬
‫اؿ الى ِ‬
‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬‫ّ َ‬‫ي‬
‫ٍ‬ ‫َخ ِ‬
‫ف‬
‫اب ُم ِق ٍيم﴾‪ .‬يُػ ْع َرضوف على النار خاضعٌن متذللٌن ينظروف إىل‬ ‫ِ‬
‫ٌن ُِب َع َذ ٍ‬ ‫إِ ىف الظىال ِم َ‬
‫ص ُرونَػ ُه ْم‬ ‫النار ِمن طرؼ ذليل ضعيف من ا‪ٝ‬نوؼ وا‪ٟ‬نواف‪﴿ .‬وما َكا َف َ‪ٟ‬نم ِمن أَولِ‬
‫اء يَػ ْن ُ‬ ‫ي‬
‫ُْ ْ ْ َ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫يل﴾‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫اَّللُ فَ َما لَوُ ِم ْن َسبِ ٍ‬
‫ضلِ ِل ى‬ ‫وف ىِ‬
‫اَّلل‪َ ،‬وَم ْن يُ ْ‬ ‫ِمن ُد ِ‬
‫ْ‬

‫﴿ويػوـ ُ‪٪‬ن َشر أَ ْع َداء ىِ‬


‫وىا َش ِه َد َعلَ ْي ِه ْم‬ ‫وز ُعو َف (‪َ )ٜٔ‬ح ىىت إِ َذا َما َجاءُ َ‬ ‫اَّلل إِ َىل النىا ِر فَػ ُه ْم يُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ْ َ ْ ُ‬
‫ود ِى ْم ِملَ َش ِه ْد ًُْب َعلَ ْيػَنا‬ ‫ودىم ِّنَا َكانُوا يػعملُو َف (ٕٓ) وقَالُوا ِ‪ٛ‬نلُ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫ار ُى ْم َو ُجلُ ُ ُ ْ‬‫صُ‬ ‫َ‪ٚ‬نْ ُع ُه ْم َوأَبْ َ‬
‫اَّللُ الى ِذي أَنْطَ َق ُك ىل َش ْي ٍء َو ُى َو َخلَ َق ُك ْم أَ ىو َؿ َم ىرٍة َوإِلَْي ِو تُػ ْر َج ُعو َف (ٕٔ) َوَما‬ ‫قَالُوا أَنْطَ َقَنا ى‬
‫ارُك ْم َوَال ُجلُو ُد ُك ْم َولَ ِك ْن ظََنػ ْنتُ ْم أَ ىف‬
‫ُ‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫ْ‬‫َب‬‫أ‬ ‫ال‬
‫َ‬‫و‬‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫‪ٚ‬ن‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ش‬‫ْ‬ ‫َ‬‫ي‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫رت‬
‫ُ‬
‫ُك ْنتُم تَسَتِ‬
‫ْ ْ‬
‫اَّللَ َال يَػ ْعلَ ُم َكثِ ًًنا ِ‪٣‬نىا تَػ ْع َملُو َف (ٕٕ) َوذَلِ ُك ْم ظَنُّ ُك ُم الى ِذي ظََنػ ْنتُ ْم بَِربِّ ُك ْم أ َْرَدا ُك ْم‬ ‫ى‬
‫فَأَصبحتم ِمن ْ ِ‬
‫ين﴾‪.‬‬ ‫ا‪ٝ‬نَاس ِر َ‬ ‫َْ ْ ُ ْ َ‬
‫اَّلل‪ ،‬الذين قاؿ ‪ٟ‬نم هللا تعاىل‪﴿ :‬فَِإ ْف َمل تَػ ْفعلُوا فَأْ َذنُوا ُِنر ٍب ِمن ىِ‬
‫اَّلل‬ ‫ومن أَ ْع َداء ىِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬
‫الربَا (وىم من أصحاب ىاوية‪ ،‬رقم ٖ ُب جدوؿ)‪.‬‬ ‫َوَر ُسولِو﴾ وىم الذين يعودوف إىل ِّ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 64‬‬


‫لذلك‪:‬‬
‫ًن ِّنَا‬ ‫اَّللَ َخبِ‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫م‬ ‫‪ٟ‬ن‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ك‬‫َ‬‫ز‬‫ْ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫﴿قُل لِلْم ْؤِمنٌِن يػغُضُّوا ِمن أَبصا ِرِىم وَ‪٪‬ن َفظُوا فُػروجهم َذلِ‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ ْ‬ ‫ْ َْ ْ َْ‬ ‫ْ ُ ََ‬
‫ِ‬ ‫ضن ِمن أَب ِ‬ ‫يصَنػعو َف (ٖٓ) وقُل لِلْم ْؤِمَن ِ‬
‫ين‬
‫وج ُه ىن َوَال يُػ ْبد َ‬ ‫ْن فػُ ُر َ‬‫صا ِرى ىن َوَ ْ‪٪‬ن َفظ َ‬ ‫ض َْ ْ ْ َ‬ ‫ات يَػغْ ُ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫ين ِز َينَتػ ُه ىن إِ ىال‬ ‫د‬‫ض ِربن ِِنُم ِرِى ىن َعلَى جيوَّبِِ ىن وَال يػب ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْي‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ػ‬‫ن‬
‫ْ‬ ‫ِزينتػه ىن إِ ىال ما ظَهر ِ‬
‫م‬
‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُُ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ََ ُ‬
‫لِبُػ ُعولَتِ ِه ىن أ َْو آبَائِ ِه ىن أ َْو آبَ ِاء بُػ ُعولَتِ ِه ىن أ َْو أَبْػَنائِ ِه ىن أ َْو أَبْػَن ِاء بُػ ُعولَتِ ِه ىن أ َْو إِ ْخ َواَِِ ىن أ َْو بَِين‬
‫اإل ْربَ ِة‬
‫ُويل ِْ‬ ‫ٌن َغ ًِْن أ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت أ َْ‪٬‬نَانُػ ُه ىن أَ ِو التىابِع َ‬ ‫َخ َواهتِِ ىن أ َْو نِ َسائِ ِه ىن أ َْو َما َملَ َك ْ‬ ‫إِ ْخ َواَِِ ىن أ َْو بَِين أ َ‬
‫ض ِربْ َن بِأ َْر ُجلِ ِه ىن‬
‫ات النِّ َس ِاء‪َ ،‬وَال يَ ْ‬ ‫الرج ِاؿ أَ ِو ال ِطّْف ِل الى ِذين َمل يظْهروا َع َلى َعور ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ْ َ َُ‬ ‫م َن ِّ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌن ِمن ِز َينتِ ِه ىن‪ ،‬وتُوبوا إِ َىل ىِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حو َف﴾‬ ‫اَّلل َٗن ًيعا أَيُّ َو ال ُْم ْؤمنُو َف لَ َعلى ُك ْم تُػ ْفل ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ليُػ ْعلَ َم َما ُ‪٫‬نْف َ ْ‬
‫‪.‬‬

‫ين َك َف ُروا َعلَى النىا ِر أَ ْذ َى ْبتُ ْم طَيَِّباتِ ُك ْم ُِب َحَياتِ ُك ُم ُّ‬ ‫ِ‬
‫اسَت ْمَتػ ْعتُ ْم‬
‫الدنْػَيا َو ْ‬ ‫ض الىذ َ‬ ‫﴿ َويَػ ْوَـ يُػ ْع َر ُ‬
‫ض بِ َغ ًِْن ا ْ‪ٜ‬نَِّق َوِّنَا ُك ْنتُ ْم‬‫ربو َف ُِب ْاألَ ْر ِ‬ ‫وف ِّنَا ُك ْنتُ ْم تَ ْسَت ْكِ‬ ‫َِّبا فَالْيػوـ ُْنْزو َف َع َذاب ا ْ‪ٟ‬ن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ََْ َْ‬
‫س ُقو َف﴾‪.‬‬ ‫تَػ ْف ُ‬
‫اب ُمنِ ًٍن (رقم ٕ ُب جدوؿ‬ ‫اَّلل بِ َغ ًِْن ِعل ٍْم َوَال ُى ًدى َوَال كَِت ٍ‬ ‫منهم الذين ُ‪٩‬ن ِادلُوف ُِب ىِ‬
‫َ‬
‫ات ال َْم ْو ِت‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫وف ُِب َغمر ِ‬
‫ََ‬
‫أصحاب ا‪ٜ‬نطمة)‪ ،‬وقد يروف بعض َع َذاب ا ْ‪ٟ‬ن ِ‬
‫َ ُ‬
‫اؿ‬‫وح إِلَْي ِو َش ْيءٌ َوَم ْن قَ َ‬ ‫اؿ أ ِ‬
‫ُوح َي إِ َ ى‬ ‫﴿ومن أَظْلَم ِ‪٣‬نى ِن افْػتػرى علَى ىِ‬
‫اَّلل َك ِذبًا أ َْو قَ َ‬
‫يل َوَملْ يُ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ََ ْ ُ‬
‫اسطُو‬ ‫ات الْمو ِت والْم َالئِ َكةُ ب ِ‬ ‫اَّلل‪ ،‬ولَو تَػرى إِ ِذ الظىالِمو َف ُِب غَمر ِ‬ ‫ى‬ ‫ؿ‬ ‫َ‬ ‫ز‬ ‫ػ‬
‫ْ‬‫ن‬‫أ‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ث‬
‫ْ‬ ‫م‬‫سأُنْ ِز ُؿ ِ‬
‫َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وف ِّنَا ُك ْنتم تَػ ُقولُو َف علَى ىِ‬
‫اَّلل َغ ْيػ َر ا ْ‪ٜ‬نَِّق‬ ‫أَي ِدي ِهم أَ ْخ ِرجوا أَنْػ ُفس ُكم الْيػوـ ُْنْزو َف َع َذاب ا ْ‪ٟ‬ن ِ‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ ََْ َْ‬ ‫ْ ْ ُ‬
‫ربو َف﴾‬ ‫وُك ْنتُ ْم َع ْن آيَاتِ ِو تَ ْسَت ْكِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 65‬‬


‫لذلك‪:‬‬
‫اىم َج َهنىم وبِ‬ ‫ع قَلِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫ئ‬
‫ْ‬
‫َُ َ‬ ‫ين َك َف ُروا ُِب الْب َالد (‪َ )ٜٔٙ‬مَتا ٌ ٌ َ َ ْ‬
‫ُ‬ ‫و‬‫ْ‬‫أ‬‫م‬ ‫ٍب‬
‫ُى‬ ‫يل‬ ‫ب الىذ َ‬ ‫﴿َال يَػغُ ىرنى َ ُّ‬
‫ك تَػ َقل ُ‬
‫ِِ‬ ‫الدنْػيا وما ِع ْن َد ىِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اد﴾ ﴿فَ َما أُوتِيتُ ْم م ْن َش ْيء فَ َمَت ُ‬ ‫ال ِْم َه ُ‬
‫اَّلل َخ ْيػ ٌر َوأَبْػ َقى للىذ َ‬
‫ين‬ ‫اع ا ْ‪ٜ‬نََياة ُّ َ َ َ‬
‫‪.‬‬ ‫آمنُوا َو َعلَى َرَّّبِِ ْم يَػَتػ َوىكلُو َف﴾‬
‫َ‬

‫عن أيب سعيد‪ ،‬عن رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم قاؿ‪"« :‬ويل‪ :‬واد ُب جهنم‪،‬‬
‫ص ُعود‪ :‬جبل من نار يصعد فيو‬
‫يهوي فيو الكافر أربعٌن خريفا قبل أف يبلغ قعره‪ ،‬وال ى‬
‫سبعٌن خريفا‪ٍ ،‬ب يهوي بو كذلك فيو أبدا"»‬
‫ين ُى ْم يُػ َراءُو َف (‪)ٙ‬‬ ‫﴿فَػويل لِلْمصلٌِّن (ٗ) الى ِذين ىم َعن ص َالهتِِم ساىو َف (٘) الى ِ‬
‫ذ‬
‫َ‬ ‫َ ُْ ْ َ ْ َ ُ‬ ‫َْ ٌ ُ َ َ‬
‫يب (ٔ٘)‬ ‫اف قَ ِر ٍ‬ ‫ُخ ُذوا ِمن م َك ٍ‬ ‫و‪٬‬نَْنػعو َف الْماعو َف﴾‪﴿...‬ولَو تَػرى إِذْ فَ ِزعوا فَ َال فَػوت وأ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َُ‬
‫يد (ٕ٘) َوقَ ْد َك َف ُروا بِ ِو ِم ْن قَػ ْب ُل َويَػ ْق ِذفُو َف‬ ‫َن َ‪ٟ‬نم التىػَناوش ِمن م َك ٍ‬
‫اف ب ِع ٍ‬
‫آمنىا بِو َوأ ى ُ ُ ُ ُ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫َوقَالُوا َ‬
‫اع ِه ْم ِم ْن‬ ‫يد (ٖ٘) و ِحيل بػيػنػهم وبػٌن ما ي ْشتػهو َف َكما فُِعل بِأَ ْشي ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ ْ ََ ْ َ َ َ َ ُ‬
‫اف ب ِع ٍ‬
‫ٍ‬
‫ب م ْن َم َك َ‬
‫بِالْ َغي ِ ِ‬
‫ْ‬
‫قَػ ْب ُل‪ ،‬إِنػى ُه ْم َكانُوا ُِب َش ٍّ‬
‫ك ُم ِر ٍ‬
‫يب﴾‬

‫ىم َى ِل ْامَت َألْ ِت؟ ﴿يَػ ْوَـ‬


‫أؿ هللاُ تَػ َعاىل َج َهن َ‬
‫كال من أصحاب النار‪ ،‬يَ ْس ُ‬ ‫ٍب بعد أف يُدخل ّ‬
‫يد﴾‪َ .‬عن أَِيب ُىريْػرةَ‪ ،‬ر ِ‬ ‫وؿ ىل ِمن م ِز ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وؿ ِ‬
‫اؿ‪:‬‬‫اَّللُ َع ْنوُ قَ َ‬
‫ض َي ى‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ‬ ‫ىم َى ِل ْامَت َألْت َوتَػقُ ُ َ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫‪ٛ‬ن‬
‫َ‬ ‫نَػقُ ُ‬
‫اَّلل صلىى هللا َعلَ ْي ِو وسلىم‪« :‬ا ْخَت ِ‬ ‫اؿ رس ُ ِ‬
‫ت‬‫ىار‪ :‬أُوثِ ْر ُ‬ ‫ِ‬
‫ىار‪ ،‬فَػ َقالَت الن ُ‬
‫ص َمت ا ْ‪ٛ‬نَنىةُ َوالن ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫وؿ ى َ‬ ‫قَ َ َ ُ‬
‫ت ا ْ‪ٛ‬نَنىةُ‪َ :‬ما ِيل َال يُ ْد ِخلُِين إِ ىال ِس ْفلَةُ الن ِ‬
‫ىاس‪،‬‬ ‫اؿ‪ :‬وقَالَ ِ‬
‫ين قَ َ َ‬ ‫ين َوال ُْمَت َجِِّرب َ‬
‫ِ‬
‫بال ُْمَت َكِِّرب َ‬
‫ت‬‫ك َم ْن ِش ْئ ُ‬ ‫ت ر ْ٘نَِ ي أَرحم بِ ِ‬ ‫اَّلل َ‪ٟ‬نَا‪ ،‬أَي لِلْجنى َة‪ :‬أَنْ ِ‬ ‫َو ِس َقاطُ ُه ْم‪ ،‬أ َْو َك َما قَ َ‬
‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫اؿ ىُ‬ ‫اؿ‪ :‬فَػ َق َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 66‬‬


‫ِ‬ ‫اح َد ٍة ِم ْن ُكما ِ‬ ‫ِمن خل ِْقي‪ ،‬ولِ ُك ِل و ِ‬
‫ىم‪ ،‬فَِإنىػ َها َال َٕنَْتل ُئ َح ىىت يَ َ‬
‫ض َع ا ىَّللُ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ا‬‫م‬
‫ى‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ا‪،‬‬‫ى‬‫َ‬ ‫ْؤ‬
‫ُ‬ ‫ل‬‫م‬ ‫َ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وؿ‪ :‬قَ ْد قَ ْد قَ ْد‪َ ،‬وأَ ىما ا ْ‪ٛ‬نَنىةُ‪:‬‬
‫ض‪َ ،‬وتَػ ُق ُ‬ ‫ض َها إِ َىل بَػ ْع ٍ‬
‫ك َٕنَْتل ُئ‪َ ،‬ويَػ ْنػ َز ِوي بَػ ْع ُ‬‫قَ َد َموُ فِ َيها‪ ،‬فَػ ُهَنال َ‬
‫‪32‬‬
‫اَّللَ يُػ ْن ِش ُئ َ‪ٟ‬نَا َخلْ ًقا"‬
‫فَِإ ىف ى‬
‫أخًنا‪ٕ ،‬نتلئ جهنم بالناس وا‪ٜ‬نجارة‪ ،‬وتقود َّبم‪.‬‬

‫لذلك‪:‬‬
‫ىاس َوا ْ‪ٜ‬نِ َج َارةُ َع َل ْيػ َها َم َالئِ َكةٌ‬ ‫﴿ياأَيُّػها الى ِذين آمنوا قُوا أَنْػ ُفس ُكم وأ ِ‬
‫ود َىا الن ُ‬ ‫َىلي ُك ْم نَ ًارا َوقُ ُ‬ ‫َ َْْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ‬
‫ىار الىِ ي‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫وا‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫ػ‬‫ت‬‫ا‬‫ف‬
‫َ‬ ‫﴿‬ ‫‪...‬‬ ‫﴾‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬‫ر‬ ‫م‬ ‫ؤ‬
‫ْ‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ػ‬‫ي‬‫و‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫ر‬‫َم‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫اَّلل‬
‫ى‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ص‬ ‫ع‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫د‬
‫ٌ‬ ‫ا‬‫د‬‫َ‬ ‫ظ ِ‬
‫ش‬ ‫ٌ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫غ‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ين﴾‪َ ﴿...‬ولَ ْو ِش ْئػَنا َآلتَػ ْيػَنا ُك ىل نَػ ْف ٍ‬ ‫ودىا النىاس وا ْ‪ٜ‬نِجارةُ أ ُِع ىد ْ ِ ِ‬
‫س ُى َد َاىا‬ ‫ت للْ َكاف ِر َ‬ ‫ُ َ ََ‬ ‫َوقُ ُ َ‬
‫‪.‬‬ ‫ٌن﴾‬ ‫ىاس أ ْ ِ‬
‫َٗنَع َ‬ ‫ىم ِم َن ا ْ‪ٛ‬نِن ِىة َوالن ِ‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫ى‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫أل‬‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أل‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫ّ‬
‫ولَ ِكن ح ىق الْ َقو ُؿ ِ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬

‫ًن (‪ )ٙ‬إِذَا أُلْقُوا فِ َيها َِ‪ٚ‬ن ُعوا َ‪ٟ‬نَا َش ِهي ًقا‬ ‫﴿ولِلى ِذين َك َفروا بِرَّّبِِم َع َذاب ج َهنىم وبِْئس الْم ِ‬
‫ص‬
‫ُ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ ُ َ ْ‬
‫ج َسأَ َ‪ٟ‬نُ ْم َخ َزنَػتُػ َها أَ َملْ يَأْتِ ُك ْم‬‫و‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ف‬ ‫ا‬‫يه‬ ‫اد ٕنََيىػز ِمن الْ َغي ِظ‪ُ ،‬كلىما أُل ِْقي فِ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫)‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫(‬ ‫ور‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ت‬ ‫ي‬ ‫ى‬‫وِ‬
‫ٌْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫اَّللُ ِم ْن َش ْي ٍء إِ ْف أَنْػتُ ْم إِ ىال ُِب‬ ‫اءنَا نَ ِذ ٌير فَ َك ىذبْػَنا َوقػُلَْنا َما نَػ ىزَؿ ى‬
‫نَذ ٌير (‪ )ٛ‬قَالُوا بَػلَى قَ ْد َج َ‬
‫ِ‬
‫ض َال ٍؿ َكبِ ًٍن﴾‪.‬‬
‫َ‬

‫‪ .32‬أخرجو البخاري (‪ ،)4850‬ومسلم (‪ ،)2846‬وأ٘ند (‪)8164‬‬


‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 67‬‬
‫كاف بناء جهنم مثل شكل حوض )‪ ،(swimmimg pool‬يغلي ماء وسطها ويبخر‬
‫آف‪ .‬تُكلّف‪ ،‬ألصحاب جهنم‪ ،‬الطواؼ القدوـ إِ َذا أُلْ ُقوا فِ َيها‪ُ .‬ب ا‪ٜ‬نقيقة‪:‬‬ ‫٘ن ٍيم ٍ‬
‫َِ‬
‫٘ن ٍيم ٍ‬
‫ٌن َِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫آف﴾‬ ‫ب َِّبَا ال ُْم ْج ِرُمو َف (ٖٗ) يَطُوفُو َف بَػ ْيػَنػ َها َوبَػ ْ َ‬
‫ىم الىِ ي يُ َك ّذ ُ‬
‫﴿ َىذه َج َهن ُ‬

‫كملوا أصحاَّبا الطواؼ القدوـ ٍب تأخذ كل من فيها‪.‬‬


‫ثانيا‪ ،‬تنفجرت جهنم نارىا إذا ّ‬
‫قاؿ صلى هللا عليو وسلم‪« :‬إف منهم من تأخذه النار إىل كعبيو‪ ،‬ومنهم من تأخذه‬
‫‪33‬‬
‫النار إىل ركبتيو‪ ،‬ومنهم من تأخذه إىل حجزتو‪ ،‬ومنهم من تأخذه إىل ترقوتو»‬

‫ت موا ِزينو فَأُولَئِك الى ِذين خ ِسروا أَنْػ ُفسهم ُِب جهن ِ‬
‫ح‬
‫ىم َخال ُدو َف (ٖٓٔ) تَػلْ َف ُ‬ ‫َُ ْ ََ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫﴿ َوَم ْن َخ ىف ْ َ َ ُ ُ‬
‫ا‪ٜ‬نُو َف﴾ ‪َٓ -‬نْر ُؽ النار وجوىهم‪ ،‬وىم فيها عابسوف‬ ‫وجوىهم النىار وىم فِيها َك ِ‬
‫ُُ َُ ُ ُ َُ ْ َ‬
‫ت شفاىهم‪ ،‬وبرزت أسناَم ‪ٍ -‬ب يسأ‪ٟ‬نم هللا تعاىل‪﴿ :‬أَ َملْ تَ ُك ْن آيَ ِاٌب تػُ ْتػلَى‬ ‫تَػ َقلى َ‬
‫ص ْ‬
‫ٌن‬ ‫ت علَيػنا ِش ْقوتُػنا وُكنىا قَػوما ِ‬ ‫َعلَي ُكم فَ ُك ْنتم َِّبا تُ َك ِ‬
‫ضالّ َ‬ ‫ًْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ن‬
‫َ‬ ‫ػ‬
‫ى‬‫ب‬‫ر‬
‫َ‬ ‫وا‬‫ل‬
‫ُ‬ ‫ا‬‫ق‬
‫َ‬ ‫﴿‬ ‫؟‬ ‫﴾‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬‫ب‬
‫ُ‬ ‫ذ‬
‫ّ‬ ‫ْ ْ ُْ َ‬

‫‪34179‬‬ ‫ص ‪ 56‬حديث رقم‪:‬‬ ‫‪/7‬‬ ‫‪ 33.‬عبد الرزاؽ ُب مصنفو ج‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 68‬‬


‫وف‬‫اؿ ا ْخسئُوا فِيها وَال تُ َكلِّم ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬ ‫﴿‬ ‫﴾‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫(‪ )ٔٓٙ‬ربػىنا أَ ْخ ِرجنا ِم ْنػها فَِإ ْف ع ْدنَا فَِإنىا ظَالِ‬
‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ََ‬
‫ت َخ ْيػ ُر‬ ‫آمنىا فَا ْغ ِف ْر لََنا َو ْار َ٘نَْنا َوأَنْ َ‬ ‫ا‬‫ن‬
‫َ‬ ‫ػ‬
‫ى‬‫ب‬‫ر‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫ي‬ ‫(‪ )ٔٓٛ‬إِنىو َكا َف فَ ِري ٌق ِمن ِعب ِ‬
‫اد‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ض َح ُكو َف‬ ‫وى ْم ِس ْخ ِريًّا َح ىىت أَنْ َس ْوُك ْم ِذ ْك ِري َوُك ْنتُ ْم ِم ْنػ ُه ْم تَ ْ‬ ‫ٌن (‪ )ٜٔٓ‬فَ ىأنَ ْذٕنُُ ُ‬ ‫ال ىر ِ ِ‬
‫ا٘ن َ‬
‫صَبػ ُروا أَنػى ُه ْم ُى ُم الَْفائِ ُزو َف﴾‪.‬‬ ‫(ٓٔٔ) إِِ ّين َج َزيْػتُػ ُه ُم الَْيػ ْوَـ ِّنَا َ‬
‫ض يَػل َْعبُو َف (ٕٔ) يَػ ْوَـ يُ َدعُّو َف إِ َىل نَا ِر‬ ‫ين ُى ْم ُِب َخ ْو ٍ‬ ‫﴿فَػويل يػومئِ ٍذ لِلْم َك ِّذبٌِن (ٔٔ) الى ِ‬
‫ذ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ ٌ ََْ‬
‫ات َح ىىت‬ ‫جهنىم َدعًّا (ٖٔ) ى ِذ ِه النىار الىِ ي ُك ْنتم َِّبا تُ َك ِّذبو َف﴾‪﴿...‬وَال تَػ ْن ِكحوا الْم ْش ِرَك ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫ٌن َح ىىت يُػ ْؤِمنُوا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫حوا ال ُْم ْش ِرك َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يُػ ْؤم ىن َوَألَ َمةٌ ُم ْؤمَنةٌ َخ ْيػ ٌر م ْن ُم ْش ِرَكة َولَ ْو أَ ْع َجَب ْت ُك ْم َوَال تُػ ْنك ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ يَ ْد ُعو إِ َىل‬
‫ك يَ ْد ُعو َف إِ َىل النىا ِر َو ى‬ ‫َولَ َع ْب ٌد ُم ْؤم ٌن َخ ْيػ ٌر م ْن ُم ْش ِر ٍؾ َولَ ْو أَ ْع َجَب ُك ْم أُولَئِ َ‬
‫‪.‬‬ ‫اس لَ َعلى ُه ْم يَػَت َذ ىك ُرو َف﴾‬‫ٌن آيَاتِ ِو لِلنى ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْ‪ٛ‬نَنىة َوال َْم ْغف َرة بِِإذْنِو َويُػَبػِّ ُ‬

‫﴾‬ ‫﴿‬

‫ثالثا‪ ،‬يرسل فوؽ أىل جهنم ‪ٟ‬نب النار‪ ،‬ودخاف كغاز مسيل للدموع )‪(teargas‬‬
‫ظ‬
‫ينزؿ فيهم وىم‪ ،‬ا‪ٛ‬نن واإلنس‪ ،‬الينتصروف بعضهم بعضا ‪﴿ -‬يُػ ْر َس ُل َعلَ ْي ُك َما ُش َوا ٌ‬
‫حرا (كهيئة الفراش)‪ ،‬يطوفوف عليو‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫مهاد‬ ‫ويبسط‬ ‫‪-‬‬ ‫﴾‬ ‫اف‬‫صر ِ‬‫ِمن نَا ٍر و َُ‪٥‬ناس فَ َال تَػ ْنَت ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ىم ِم َهادٌ َوِم ْن فَػ ْوقِ ِه ْم غَ َو ٍ‬ ‫ِ‬
‫ٌن﴾‪.‬‬ ‫ك َ ْ‪٤‬ن ِزي الظىال ِم َ‬
‫اش‪َ ،‬وَك َذل َ‬ ‫﴿ َ‪ٟ‬نُ ْم م ْن َج َهن َ‬
‫اب وإِ ىف جهنىم لَم ِحيطَةٌ بِالْ َكافِ‬ ‫﴿يَسَتػ ْع ِجلُونَ َ ِ‬
‫اب‬
‫اى ُم ال َْع َذ ُ‬‫ين (ٗ٘) يَػ ْوَـ يَػ ْغ َش ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ك بال َْع َذ ِ َ َ َ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫اعب ِاد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت أ َْر ُجلِ ِه ْم َويَػ ُق ُ‬
‫ِمن فَػوقِ ِهم وِمن َٓنْ ِ‬
‫ي الىذ َ‬
‫ين‬ ‫وؿ ذُوقُوا َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف (٘٘) يَ َ َ‬ ‫ْ ْ ْ َ ْ‬
‫س ذَائِ َقةُ ال َْم ْو ِت ٍبُى إِلَْيػَنا‬‫وف (‪ُ )٘ٙ‬ك ُّل نَػ ْف ٍ‬ ‫اسعةٌ فَِإيىاي فَا ْعب ُد ِ‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آمنُوا إِ ىف أ َْرضي َو َ‬ ‫َ‬
‫‪.‬‬ ‫تُػ ْر َج ُعو َف﴾‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 69‬‬


‫يد‪ :‬يس َقى ِمن م ٍاء ص ِد ٍ‬ ‫ٍِ‬
‫اد‬
‫يد‪﴿ ،‬يَػَت َج ىر ُعوُ َوَال يَ َك ُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ومن عذاب جهنم ل ُك ِّل َجبىا ٍر َعن ُ ْ‬
‫ظ﴾‪.‬‬ ‫اب َغلِي ٌ‬ ‫ِ‬ ‫اف وما ىو ِّنَيِ ٍ ِ‬
‫ت َوم ْن َوَرائِو َع َذ ٌ‬
‫ٍ‬
‫ت م ْن ُك ِّل َم َك َ َ ُ َ ّ‬
‫ي ِسيغُو ويأْتِ ِيو الْمو ِ‬
‫َْ ُ‬ ‫ُ ُ ََ‬
‫ف َع ْنػ ُه ْم ِم ْن َع َذ ِاَّبَا‬‫ضى َعلَ ْي ِه ْم فَػَي ُموتُوا َوَال ُ‪٫‬نَ ىف ُ‬ ‫ىم َال يُػ ْق َ‬
‫ار َج َهن َ‬
‫ين َك َف ُروا َ‪ٟ‬نُ ْم نَ ُ‬
‫ِ‬
‫﴿ َوالىذ َ‬
‫ك َ ْ‪٤‬ن ِزي ُك ىل َك ُفو ٍر (‪ )ٖٙ‬وىم يصطَ ِر ُخو َف فِيها ربىػَنا أَ ْخ ِرجَنا نَػعمل ص ِ‬
‫ا‪ٜ‬نًا َغ ْيػ َر‬ ‫ِ‬
‫ْ َْ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َُْ َ ْ‬ ‫َك َذل َ‬
‫ىذ ُير فَ ُذوقُوا فَ َما‬ ‫الى ِذي ُكنىا نَػعمل‪ ،‬أَوَمل نُػع ِمرُكم ما يػت َذ ىكر فِ ِيو من تَ َذ ىكر وجاء ُكم الن ِ‬
‫َْ َ ََ َ ُ‬ ‫ْ َ ُ َ ْ َ ّ ْ ْ َ ََ ُ‬
‫ٌن ِمن نَ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ص ًٍن﴾ أي‪ :‬ال يُػ ْقضى عليهم با‪ٞ‬نوت‪ ،‬فيموتوا ويسرت‪٪‬نوا‪ ،‬وال ُ‪٫‬نَ ىفف‬ ‫للظىالم َ ْ‬
‫ص ُرخوف من شدة العذاب ُب نار جهنم مستغيثٌن‪:‬‬ ‫ِ‬
‫عنهم من عذاَّبا‪ .‬وىؤالء الكفار يَ ْ‬
‫ربنا أخرجنا من نار جهنم‪ ،‬وردىنا إىل الدنيا نعمل صا‪ٜ‬نًا غًن الذي كنا نعملو ُب حياتنا‬
‫الع ُمر‪،‬‬ ‫وافيا من ُ‬ ‫الدنيا‪ ،‬فنؤمن بدؿ الكفر‪ ،‬فيقوؿ ‪ٟ‬نم‪ :‬أومل ‪٧‬نُْهلكم ُب ا‪ٜ‬نياة قَ ْد ًرا ً‬
‫يتعظ فيو من اتعظ‪ ،‬وجاءكم النيب صلى هللا عليو وسلم‪ ،‬ومع ذلك مل تتذكروا ومل‬
‫‪34‬‬
‫تتعظوا؟ فذوقوا عذاب جهنم‪ ،‬فليس للكافرين من ناصر ينصرىم من عذاب هللا‪.‬‬

‫أقل عذاب جهنم‪ ،‬ومن وراء ما علمنا‪ ،‬عذاب غليظ‬


‫ذلك كل ما علمت من ّ‬
‫اليعرفها أحد إىل هللا‪﴿ .‬‬
‫﴾‬

‫ْسلَ ٍة طُو ُ‪ٟ‬نَا َس ْبػ ُعو َف‬


‫ُب يوـ الدين ال ي يصلوف أصحاب ا‪ٛ‬نحيم فيها‪ ،‬جعلوا ُِب ِسل ِ‬
‫يع أ َْ‪٥‬ن ِاء ِجس ِم ِهم ح ىىت الَ يست ِ‬ ‫ف حو َؿ َِ‬ ‫ِ‬
‫حراكاً َوالَ ف َكاكاً‬ ‫َ‬ ‫وف‬‫يع‬ ‫ط‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٗن ِ َ‬ ‫ذ َراعاً تَػلَْت ُّ َ ْ‬
‫﴿فَ ُكب ِكبوا فِيها ىم والْغَاوو َف﴾ أي‪ :‬فج ِمعوا وألقُوا ُب ا‪ٛ‬نحيم علَى وج ِ‬
‫وى ِه ْم‪،‬‬ ‫َ ُُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ َ ُْ َ ُ‬
‫‪ .34‬التفسًن ا‪ٞ‬نيسر‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 70‬‬


‫عض‪ٍ﴿ .‬بُى إِنى ُك ْم أَيػُّ َها الضىالُّو َف ال ُْم َك ِّذبُو َف (ٔ٘) َآلكِلُو َف ِم ْن َش َج ٍر ِم ْن‬ ‫وؽ بَ ٍ‬
‫ض ُهم فَ َ‬ ‫ْبع ُ‬
‫َزقُّ ٍوـ (ٕ٘) فَ َمالِئُو َف ِم ْنػ َها الْبُطُو َف (ٖ٘) فَ َشا ِربُو َف َعلَ ْي ِو ِم َن ا ْ‪ٜ‬نَ ِم ِيم (ٗ٘) فَ َشا ِربُو َف‬
‫ب ا ْ‪ٟ‬نِ ِيم (٘٘) َى َذا نُػ ُزُ‪ٟ‬نُ ْم يَػ ْوَـ ال ِّدي ِن﴾‬
‫ُش ْر َ‬
‫﴿يَ ْسأَلُو َف أَيىا َف يَػ ْو ُـ ال ِّدي ِن (ٕٔ) يَػ ْوَـ ُى ْم َع َلى النىا ِر يُػ ْفَتػنُو َف (ٖٔ) ذُوقُوا فِ ْتػَنَت ُك ْم َى َذا‬
‫‪.‬‬ ‫الى ِذي ُك ْنتُ ْم بِ ِو تَ ْسَتػ ْع ِجلُو َف﴾‬
‫اط ِ‬ ‫شي ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌن﴾ ‪ٖ -‬نرىا قبيح‬ ‫َص ِل ا ْ‪ٛ‬نَح ِيم‪﴿ ،‬طَل ُْع َها َكأَنىوُ ُرءُ ُ‬
‫وس ال ى َ‬ ‫ج ُِب أ ْ‬ ‫ال ىزقُّ ُ‬
‫وـ َش َج َرةٌ َٔنْ ُر ُ‬
‫ا‪ٞ‬ننظر ‪ -‬فَِإ ىف أصحاب ا‪ٛ‬نحيم َآلكِلُو َف ِم ْنػ َها فَ َمالِئُو َف ِم ْنػ َها بطوَم‪ .‬فإذا أكلوا ٖنر‬
‫ْي ا ْ‪ٜ‬نَ ِم ِيم﴾‪.‬‬‫وف (٘ٗ) َك َغل ِ‬ ‫الزقوـ‪ ،‬فإنو يكوف ﴿ َكالْم ْه ِل يػ ْغلِي ُِب الْبطُ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ ِ‬
‫حارا‪.‬‬
‫قبيحا ًّ‬ ‫﴿ٍبُى إِ ىف َ‪ٟ‬نُ ْم َع َل ْيػ َها لَ َش ْوبًا م ْن َ٘ن ٍيم﴾‪ ،‬فإَم لشاربوف منو شرابًا خليطًا ً‬
‫﴿ٍبُى إِ ىف َم ْرِج َع ُه ْم َِإل َىل ا ْ‪ٛ‬نَ ِح ِيم﴾ أي‪ :‬إِ َىل َس َو ِاء ا ْ‪ٛ‬نَ ِح ِيم ‪َ -‬و َس ِطها‪ .‬ألجل كل من‬
‫أصحاب ا‪ٛ‬نحيم‪ ،‬يقوؿ هللا تعلى للمالئكة‪ُ ﴿ :‬خ ُذوهُ فَا ْعتِلُوهُ إِ َىل َس َو ِاء ا ْ‪ٛ‬نَ ِح ِيم (‪)ٗٚ‬‬
‫ت ال َْع ِز ُيز الْ َك ِرميُ‬ ‫ك أَنْ َ‬ ‫اب ا ْ‪ٜ‬نَ ِم ِيم﴾ ويقاؿ لو‪﴿ :‬ذُ ْؽ إِنى َ‬ ‫صبُّوا فَػ ْو َؽ َرأْ ِس ِو ِم ْن َع َذ ِ‬ ‫ٍبُى ُ‬
‫واالستِهز ِاء بِ ِو‪:‬‬
‫ْ‬ ‫بيل التىق ِر ِيع‬
‫اؿ لَوُ َعلَى َس ِ‬ ‫(‪ )ٜٗ‬إِ ىف َى َذا َما ُك ْنتُ ْم بِ ِو َٕنَْتػ ُرو َف﴾ أي‪ :‬يُػ َق ُ‬
‫وـ‪ ،‬فِإنى َ‬ ‫ِ‬
‫الع ِز ُيز ُب‬
‫ك َ‬ ‫ت ُِب ُّ‬
‫الدنيا تَػ ْز ُع ُم أَنى َ‬ ‫ك ُك ْن َ‬ ‫الي َ‬
‫ٌن َ‬ ‫اب ا‪ٞ‬نُذ ىؿ ا‪ٞ‬نُِه َ‬ ‫الع َذ َ‬ ‫ذُ ْؽ ىذا َ‬
‫ِ‬
‫ك‪﴿ .‬‬ ‫ك‪ ،‬ال َكرميُ ُب َح َسبِ َ‬ ‫قَوم َ‬
‫﴾‪.‬‬

‫ين فِ َيها أَبَ ًدا َال َِ‪٩‬ن ُدو َف َولِيًّا َوَال‬ ‫ِِ‬
‫َسع ًًنا (ٗ‪َ )ٙ‬خالد َ‬
‫ِ‬ ‫َع ىد َ‪ٟ‬نُ ْم‬
‫ين َوأ َ‬ ‫ِ‬ ‫﴿إِ ىف ى‬
‫اَّللَ لَ َع َن الْ َكاف ِر َ‬
‫ُِب النىا ِر يَػ ُقولُو َف يَالَْيَتػَنا أَطَ ْعَنا ى‬
‫اَّللَ َوأَطَ ْعَنا ال ىر ُس َوال‬ ‫وى ُه ْم‬‫ب ُو ُج ُ‬ ‫ى‬ ‫ِ‬
‫نَص ًًنا (٘‪ )ٙ‬يَػ ْوَـ تُػ َقل ُ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 71‬‬


‫ٌن‬ ‫سبِ َيال (‪ )ٙٚ‬ربػىَنا آهتِِم ِ‬
‫ض ْع َف ْ ِ‬ ‫َضلُّونَا ال ى‬ ‫(‪َ )ٙٙ‬وقَالُوا َربػىَنا إِنىا أَطَ ْعَنا َس َ‬
‫ادتَػَنا َوُكَبػ َر َاءنَا فَأ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِم َن ال َْع َذ ِ‬
‫اب َوال َْع ْنػ ُه ْم لَ ْعًنا َكبِ ًًنا﴾‪.‬‬

‫س ِع ًِن (ٓٔ) فَا ْعَتػ َرفُوا بِ َذنْبِ ِه ْم‬ ‫َص َح ِ‬


‫اب ال ى‬ ‫ِ‬
‫﴿ َوقَالُوا لَ ْو ُكنىا نَ ْس َم ُع أ َْو نَػ ْعق ُل َما ُكنىا ُِب أ ْ‬
‫س ِع ًِن﴾‬
‫اب ال ى‬ ‫ص َح ِ‬ ‫ِ‬
‫س ْح ًقا ألَ ْ‬ ‫فَ ُ‬

‫اَّلل ِ‪٣‬نىا قَالُوا وَكا َف ِع ْن َد ىِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اَّلل‬ ‫َ‬ ‫وسى فَػَبػ ىرأَهُ ىُ‬ ‫آمنُوا َال تَ ُكونُوا َكالىذ َ‬
‫ين آ َذ ْوا ُم َ‬ ‫ين َ‬ ‫﴿يَاأَيُّػ َها الىذ َ‬
‫صلِ ْح لَ ُك ْم‬ ‫ِ‬
‫اَّللَ َوقُولُوا قَػ ْوًال َسدي ًدا (ٓ‪ )ٚ‬يُ ْ‬ ‫آمنُوا اتػىقُوا ى‬ ‫ين َ‬
‫ِ‬
‫َوج ًيها (‪ )ٜٙ‬يَاأَيػُّ َها الىذ َ‬
‫ِ‬
‫يما﴾‬ ‫ظ‬‫اَّلل ورسولَو فَػ َق ْد فَاز فَػوزا ع ِ‬ ‫ى‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫أَ ْعمالَ ُكم ويػ ْغ ِفر لَ ُكم ذُنُوب ُكم ومن ي ِ‬
‫ط‬
‫‪.‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫َ ْ ََ ْ ْ َ ْ َ َ ْ ُ‬

‫اؿ ِع ْك ِرَمةُ‪( :‬تفسًن‬ ‫ألصحاب عذاب الشديد‪ ،‬تفتح عليهم بابا ذا عذاب شديد‪ ،‬قَ َ‬
‫ْف‪ ،‬سو ٌد وجوىهم‪َ ،‬ك ِ‬
‫ا‪ٜ‬نَةٌ‬ ‫ا‪ٝ‬نَزنَ ِة أَربػع ِمائَ ِة أَل ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫القرطيب) ب ِ‬
‫ُ ُ ُ ُُ ْ‬ ‫ىم‪َ ،‬ع َل ْيو م َن ْ َ َْ ُ‬ ‫اب م ْن أَبْػ َواب َج َهن َ‬ ‫َ ٌ‬
‫ت ال ىر ْ٘نَةُ ِم ْن قػُلُوَّبِِ ْم‪ ،‬إِذَا بَػلَغُوهُ فَػَت َحوُ ى‬
‫اَّللُ َع ىز َو َج ىل َعلَ ْي ِه ْم؛‬ ‫أَنْػيابػ ُهم‪ ،‬وقَ ْد قُلِع ِ‬
‫َ‬ ‫َُ ْ َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ٍ ٍِِ‬ ‫ِ‬
‫سو َف﴾ اليائسوف ا‪ٞ‬ننقطع‬ ‫﴿ َح ىىت إ َذا فَػَت ْحَنا َعلَ ْي ِه ْم بَابًا َذا َع َذاب َشديد إ َذا ُى ْم فيو ُم ْبل ُ‬
‫رجاؤه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض ىر ُعو َف (ٕٗ)‬ ‫اى ْم بِالَْبأْ َساء َوالضى ىراء لَ َعلى ُه ْم يَػَت َ‬ ‫َخ ْذنَ ُ‬
‫ك فَأ َ‬ ‫﴿ولَ َق ْد أ َْر َسلَْنا إِ َىل أ َُم ٍم م ْن قَػ ْبل َ‬
‫َ‬
‫ش ْيطَا ُف َما َكانُوا‬ ‫ت قُػلُوبُػ ُه ْم َوَزيى َن َ‪ٟ‬نُ ُم ال ى‬ ‫ض ىر ُعوا َولَ ِك ْن قَ َس ْ‬ ‫اء ُى ْم بَأْ ُسَنا تَ َ‬ ‫ِ‬
‫فَػ َل ْوَال إ ْذ َج َ‬
‫اب ُك ِّل َش ْي ٍء َح ىىت إِذَا فَ ِر ُحوا‬ ‫ِ ِ‬
‫سوا َما ذُّك ُروا بِو فَػَت ْحَنا َعلَ ْي ِه ْم أَبْػ َو َ‬ ‫يَػ ْع َملُو َف (ٖٗ) فَػلَ ىما نَ ُ‬
‫ِ‬
‫‪.‬‬ ‫سو َف﴾‬ ‫ِ‬
‫اى ْم بَػ ْغَت ًة فَإ َذا ُى ْم ُم ْبل ُ‬ ‫ِّنَا أُوتُوا أ َ‬
‫َخ ْذنَ ُ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 72‬‬


‫يد ا‪ٜ‬نََر َارِة‪ ،‬لِيُط ِْفئُوا َعطَ َش ُه ْم‪ ،‬فَِإذَا قَػ ىربُوهُ إِ َىل‬ ‫وُب لظى‪( ،‬وهللا أعلم) يػ َغاثُو َف ِّنَ ٍاء َش ِد ِ‬
‫ُ‬
‫اء فَػلْيُػ ْؤِم ْن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫وى ُه ْم م ْن ش ىدة َح ِّره‪َ ﴿ .‬وقُ ِل ا ْ‪ٜ‬نَ ُّق م ْن َربّ ُك ْم فَ َم ْن َش َ‬ ‫ت ُو ُج َ‬ ‫أَفْػ َو ِاى ِه ْم ا ْشَتػ َو ْ‬
‫ط َّبِِ ْم ُس َر ِادقػُ َها َوإِ ْف يَ ْسَت ِغيثُوا يُػ َغاثُوا‬ ‫ِ ِ‬
‫َحا َ‬ ‫اء فَػلَْي ْك ُف ْر إِنىا أَ ْعَت ْدنَا للظىال ِم َ‬
‫ٌن نَ ًارا أ َ‬ ‫َوَم ْن َش َ‬
‫ت ُم ْرتَػ َف ًقا﴾‪.‬‬‫اء ْ‬ ‫س ال ى‬ ‫ِّنَ ٍاء َكالْم ْه ِل يَ ْش ِوي الْو ُج َ ِ‬
‫اب َو َس َ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫وه ب ْئ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫ِ‬ ‫ُب صاحبة "ع َذاب ا ْ‪ٜ‬ن ِر ِيق"‪ ،‬ا ْ‪ٜ‬نطَمةُ‪﴿ -‬نَار ىِ‬
‫ين َك َف ُروا‬‫اَّلل ال ُْموقَ َدةُ﴾ ‪...﴿ -‬فَالىذ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ص َه ُر بِ ِو َما ُِب‬ ‫ب ِمن فَػو ِؽ رء ِ‬
‫وس ِهم ا ْ‪ٜ‬ن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ت َ‪ٟ‬نم ثِياب ِ‬ ‫قُ ِ‬
‫يم (‪ )ٜٔ‬يُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ا‬‫َ‬‫ن‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ط‬
‫ادوا أَ ْف َ‪٫‬نْ ُر ُجوا ِم ْنػ َها ِم ْن‬
‫يد (ٕٔ) ُكلى َما أ ََر ُ‬ ‫ود (ٕٓ) وَ‪ٟ‬نم م َق ِامع ِمن ح ِد ٍ‬
‫َ ُْ َ ُ ْ َ‬ ‫بُطُوَِِ ْم َوا ْ‪ٛ‬نُلُ ُ‬
‫اب ا ْ‪ٜ‬نَ ِري ِق﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غَ ٍّم أُعي ُدوا ف َيها َوذُوقُوا َع َذ َ‬

‫اف َوتَػغْ َشى‬‫﴿وتَػرى الْمج ِرِمٌن يػومئِ ٍذ م َق ىرنٌِن ُِب ْاألَص َف ِاد (‪ )ٜٗ‬سرابِيلُهم ِمن قَ ِطر ٍ‬
‫ََ ُ ْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َ ََْ ُ َ‬ ‫ََ‬
‫ىار﴾‪ .‬ىم مقرنٌن ُب األصفاد ‪ -‬مشدودين بعضهم إىل بعض باألغالؿ‬ ‫وى ُه ُم الن ُ‬
‫ُو ُج َ‬
‫اف‪ ،‬و ُىو الى ِذي ُهتنأ بِ ِو ِْ ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ى‬ ‫ِ‬
‫َي‪:‬‬
‫اإلب ُل‪ ،‬أ ْ‬ ‫سونَػ َها َعلَ ْي ِه ْم م ْن قَط َر َ َ‬ ‫واألصفاد ‪ -‬ثَيابُػ ُه ُم ال ِ ي يَػلَْب ُ‬
‫ْص ُق َش ْي ٍء بِالنىا ِر‪.‬‬
‫ادةُ‪َ .‬و ُى َو أَل َ‬ ‫تُطْلَى‪ ،‬قَالَوُ قَػَت َ‬
‫اب (ٔ٘) َى َذا بَ َالغٌ لِلن ِ‬
‫ىاس‬ ‫يع ا ْ‪ٜ‬نِس ِ‬
‫َ َ ُ َ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫س‬ ‫اَّلل‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ب‬ ‫س‬
‫َ ََ‬‫ك‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫س‬‫ٍ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ن‬ ‫ل‬
‫ى‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫اَّلل‬
‫ى‬
‫َ َ ُ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ز‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫ي‬‫﴿لِ‬
‫اب﴾‪.‬‬ ‫اح ٌد َولَِي ىذ ىكر أُولُو ْاألَلَْب ِ‬
‫ولِيػنْ َذروا بِ ِو ولِيػعلَموا أَ ى‪٧‬نَا ىو إِلَو و ِ‬
‫َُ ٌ َ‬ ‫ََْ ُ‬ ‫َُ ُ‬
‫َ‬
‫﴾‪.‬‬ ‫﴿‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 73‬‬


‫اب ا ْ‪ٛ‬نَنىةِ ُى ُم الْ َفائُِزو َف﴾‬
‫ص َح ُ‬
‫ِ‬
‫اب ا ْ‪ٛ‬نَنىة‪ ،‬أَ ْ‬ ‫اب النىا ِر َوأ ْ‬
‫َص َح ُ‬ ‫﴿َال يَ ْستَ ِوي أ ْ‬
‫َص َح ُ‬
‫ات ا ْ‪ٛ‬نن ِ‬
‫ىات َ‪ٟ‬نُ ْم َما‬ ‫ض ِ‬ ‫ات ُِب َر ْو َ‬ ‫ا‪ٜ‬ن ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫منذ يوـ الفصل‪﴿ ،‬والى ِ‬
‫َ‬ ‫آمنُوا َو َعملُوا الصى َ‬ ‫ين َ‬ ‫َ َ‬ ‫ذ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌن‬
‫ٌن ُم ْشفق َ‬ ‫يَ َشاءُو َف ع ْن َد َرَّّبِِ ْم﴾ ينظروف ما يصنعوف ألصحاب النار‪ .‬و﴿تَػ َرى الظىال ِم َ‬
‫ات ا ْ‪ٛ‬نن ِ‬
‫ىات َ‪ٟ‬نُ ْم َما‬ ‫ض ِ‬‫ات ُِب َر ْو َ‬ ‫ا‪ٜ‬ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‪٣‬نىا َكسبوا وىو واقِع َّبِِم‪ ،‬والى ِ‬
‫َ‬ ‫آمنُوا َو َعملُوا الصى َ‬ ‫ين َ‬ ‫ذ‬
‫َ ُ َ َُ َ ٌ ْ َ َ‬
‫ًن﴾‪.‬‬ ‫ضل الْ َكبِ‬‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫ك‬ ‫ي َشاءو َف ِع ْن َد رَّّبِِم‪َ ،‬ذلِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫يد‪،‬‬‫ت ا ْ‪ٛ‬ننىةُ لِلْمتى ِقٌن غَيػر ب ِع ٍ‬‫فإذا أتى يوـ ا‪ٝ‬نلود‪ ،‬يوـ ال ي التعد يوـ بعدىا‪ ،‬أُ ْزلَِف ِ‬
‫َ ُ َ َْ َ‬
‫ا‪ٝ‬نُلُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ود﴾‪ .‬تدبر عن ىذا شكل‬ ‫وىا بِ َس َالٍـ َذل َ‬
‫ك يَػ ْو ُـ ْ‬ ‫ويقاؿ ألصحاب ا‪ٛ‬ننة ﴿ا ْد ُخلُ َ‬
‫قبل أف أفصلو من بعد إف شاء هللا تعاىل‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 74‬‬


‫ذكر ُب أية‪:‬‬ ‫اب ا ْ‪ٛ‬نَنىةِ‪:‬‬
‫َص َح ُ‬
‫أْ‬ ‫رقم‪:‬‬
‫البقرة‪ٕٛ :‬‬ ‫ا‪ٜ‬ن ِ‬
‫ات‬ ‫ٔ‪ .‬الى ِذين آمنُوا و َع ِملُوا ال ى ِ‬
‫ص َ‬ ‫َ َ َ‬
‫النساء‪٘ٚ :‬‬
‫النساء‪ٔٚ٘ :‬‬
‫ا‪ٞ‬نائدة‪ٛ٘- ٛٗ :‬‬
‫التوبة‪ٜٜ :‬‬
‫ىود‪ٕٖ :‬‬
‫الكهف‪ٖٔ- ٖٓ :‬‬
‫الكهف‪ٔٓٚ :‬‬
‫ا‪ٜ‬نج‪ٔٗ :‬‬
‫ا‪ٜ‬نج‪ٕٖ :‬‬
‫العنكبوت‪ٚ :‬‬
‫العنكبوت‪ٜ :‬‬
‫العنكبوت‪ٜ٘- ٘ٛ :‬‬
‫السجدة‪ٜٔ :‬‬
‫ا‪ٛ‬ناثية‪ٖٓ :‬‬
‫األحقاؼ‪ٔٗ- ٖٔ :‬‬
‫الطور‪ٕٗ- ٕٔ :‬‬
‫الطالؽ‪ٔٔ :‬‬
‫الربوج‪ٔٔ :‬‬
‫البينة‪ٛ- ٚ :‬‬
‫ا‪ٜ‬نجر‪ٗ٘ :‬‬
‫ٕ‪ .‬ال ُْمت ِىق َ‬
‫ٌن‬
‫النور‪ٕ٘ :‬‬
‫ص‪٘ٓ- ٜٗ :‬‬
‫الدخاف‪٘ٙ- ٘ٔ :‬‬
‫الذريات‪ٔٙ- ٔ٘ :‬‬
‫الطور‪ٔٚ :‬‬
‫القمر‪٘ٗ :‬‬
‫القلم‪ٖٗ :‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 75‬‬


‫التوبة‪ٕٚ :‬‬ ‫ات‬‫ٌن والْ َقانِتَ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َوال ُْم ْؤمنِ َ‬‫ٌن والْمسلِم ِ‬ ‫ِِ‬
‫ٌن َوال ُْم ْؤمنَات َوالْ َقانت َ َ‬ ‫ٖ‪﴿ .‬ال ُْم ْسلم َ َ ُ ْ َ‬
‫ا‪ٞ‬نؤمنوف‪ٔٔ- ٔ :‬‬ ‫اش َع ِ‬
‫ا‪ٝ‬نَ ِ‬
‫األحزاب‪ٖ٘ :‬‬
‫ات‬ ‫ٌن َو ْ‬‫اشعِ َ‬‫ا‪ٝ‬نَ ِ‬
‫ات َو ْ‬ ‫صابِر ِ‬
‫ين َوال ى َ‬
‫ات وال ى ِ‬
‫صاب ِر َ‬
‫ٌن وال ى ِ ِ‬
‫صادقَ َ‬ ‫صادق َ َ‬
‫وال ى ِ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ا‪ٜ‬نديد‪ٔٛ :‬‬ ‫وج ُه ْم‬
‫ٌن فُػ ُر َ‬ ‫ات َوا ْ‪ٜ‬نَافِظ َ‬ ‫صائِم ِ‬
‫ٌن َوال ى َ‬ ‫صائِ ِم َ‬‫ات َوال ى‬ ‫ص ِّدقَ ِ‬ ‫ص ِّدقِ َ‬
‫ٌن َوال ُْمتَ َ‬ ‫َوال ُْمتَ َ‬
‫اَّلل َكثًِنا وال ىذاكِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات﴾‪.‬‬ ‫ين ىَ ً َ َ‬ ‫َوا ْ‪ٜ‬نَافظَات َوال ىذاك ِر َ‬
‫ات﴾‬‫ص ِّدقَ ِ‬ ‫ص ِّدقِ َ‬
‫ٌن َوال ُْم ى‬ ‫﴿ال ُْم ى‬
‫البقرة‪ٕٔٛ :‬‬ ‫اَّللِ‪ ،‬بِأ َْم َو ِا‪ٟ‬نِ ْم َوأَْنػ ُف ِس ِه ْم‬
‫يل ى‬ ‫اى ُدوا ُِب َسبِ ِ‬‫اج ُروا َو َج َ‬
‫ين َى َ‬
‫ِ‬
‫ٗ‪ .‬الىذ َ‬
‫التوبة‪ٕٔ- ٕٓ :‬‬
‫ىها ِر ِس ًّرا َو َع َالنِيَ ًة‪ٍ -‬بُى َال‬ ‫يل ىِ‬ ‫ين يُػ ْن ِف ُقو َف أ َْم َوا َ‪ٟ‬نُ ْم ُِب َسبِ ِ‬ ‫ِ‬
‫البقرة‪ٕٕٙ :‬‬
‫اَّلل‪ -‬بِاللىْي ِل َوالنػ َ‬ ‫٘‪ .‬الىذ َ‬
‫البقرة‪ٕٚٗ :‬‬
‫يُػ ْتبِ ُعو َف َما أَْنػ َف ُقوا َمنًّا َوَال أَ ًذى‪.‬‬
‫النساء‪ٚٗ :‬‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫يل ىِ‬ ‫‪َ .ٙ‬م ْن يُػ َقاتِ ْل ُِب َسبِ ِ‬
‫اَّلل فَػيُػ ْقتَ ْل أ َْو يَػ ْغل ْ‬
‫النساء‪ٜٙ- ٜ٘ :‬‬
‫النساء‪ٔٓٓ :‬‬
‫اَّللِ َوَر ُسولِوِ ٍبُى يُ ْد ِرْك ُو ال َْم ْو ُ‬
‫ت‪ -‬قُتِل أ َْو‬ ‫اج ًرا إَِىل ى‬ ‫‪ .ٚ‬من َ‪٫‬نْر ْج ِمن بػ ْيتِوِ م َه ِ‬
‫َْ ُ ْ َ ُ‬
‫ا‪ٜ‬نج‪٘ٛ :‬‬
‫َمات‪.‬‬
‫النساء‪ٕٔ٘ :‬‬ ‫َح ٍد ِم ْنػ ُه ْم‬
‫ٌن أ َ‬
‫‪ .ٛ‬الى ِذين آمنُوا بِ ىِ ِ‬
‫اَّلل َوُر ُسلوِ َوَملْ يُػ َف ِّرقُوا بَػ ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ا‪ٜ‬نديد‪ٜٔ :‬‬
‫وىم بِِإ ْحس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪﴿ .ٜ‬ال ى ِ‬
‫صا ِر َوالىذ َ‬
‫ين اتىػبَػ ُع ُ ْ‬ ‫ساب ُقو َف ْاألَ ىولُو َف م َن ال ُْم َهاج ِر َ‬
‫ين َو ْاألَْن َ‬
‫التوبة‪ٔٓٓ :‬‬ ‫اف‬ ‫َ‬
‫الواقعة‪ٕٔ- ٔٓ :‬‬
‫ص َالةِ وإِيتَ ِاء ال ىزَكاةِ‬ ‫اؿ َال تُػلْ ِهي ِهم ِْنَارةٌ وَال بػيع َعن ِذ ْك ِر ىِ‬
‫اَّلل َوإِقَ ِاـ ال ى َ‬ ‫ٓٔ ﴿ ِر َج ٌ‬
‫النور‪ٖٛ- ٖٚ :‬‬
‫ْ َ َ َْ ٌ ْ‬
‫لقماف‪٘- ٗ:‬‬
‫ين إِ َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور َوإِذَا َم ُّروا باللىغْ ِو َم ُّروا ك َر ًاما﴾‪َ ﴿ ،‬والىذ َ‬ ‫ٔٔ الىذ َ‬
‫الفرقاف‪ٚٙ- ٕٚ :‬‬
‫الز َ‬ ‫ين َال يَ ْش َه ُدو َف ُّ‬
‫ِ‬ ‫ات َرَّّبِِ ْم َملْ َِ‪٫‬ن ُّروا َعلَْيػ َها ُ‬ ‫ذُ ّكِروا بِآي ِ‬
‫ص ًّما َو ُع ْميَانًا﴾‪َ ﴿ ،‬والىذ َ‬
‫ين يَػ ُقولُو َف َربىػنَا‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫َىب لَنَا ِمن أَ ْزو ِ‬
‫اج َعلْنَا لل ُْمت ِىق َ‬
‫ٌن إَِم ًاما﴾‬ ‫اجنَا َوذُ ِّريىاتِنَا قُػ ىرةَ أَ ْع ُ ٍ‬
‫ٌن َو ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ين يَ ْستَ ِم ُعو َف‬ ‫ِ‬ ‫وت أَ ْف يػ ْعب ُدوىا وأَنَابوا إَِىل ىِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل‪﴿ -‬الىذ َ‬ ‫اجتَػنَبُوا الطىاغُ َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫ٕٔ الىذ َ‬
‫الزمر‪ٔٛ- ٔٚ :‬‬
‫ين ْ‬
‫سنَ ُو﴾‬ ‫َح َ‬‫الْ َق ْو َؿ فَػيَتىبِ ُعو َف أ ْ‬
‫آؿ عمراف‪- ٖٔٔ :‬‬ ‫اء اللىْي ِل َو ُى ْم يَ ْس ُج ُدو َف‪،‬‬ ‫ات ىِ‬ ‫اب أُىمةٌ قَائِمةٌ يػ ْتػلُو َف آي ِ‬ ‫ٖٔ ِم ْن أ َْى ِل الْكِتَ ِ‬
‫اَّلل آنَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ٗٔٔ‬ ‫اَّللِ والْيػوِـ ْاآل ِخ ِر ويأْمرو َف بِالْم ْعر ِ‬ ‫ِ‬
‫وؼ َويَػ ْنػ َه ْو َف َع ِن ال ُْم ْن َك ِر‪...‬‬ ‫َُ‬ ‫ََ ُ ُ‬ ‫﴿يُػ ْؤمنُو َف بِ ى َ َ ْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 76‬‬


‫البقرة‪ٕٚٚ :‬‬ ‫ص َالةَ َوآتَػ ُوا ال ىزَكاةَ‬ ‫ا‪ٜ‬ن ِ‬
‫ات َوأَقَ ُاموا ال ى‬ ‫ٗٔ ﴿إِ ىف الى ِذين آمنُوا و َع ِملُوا ال ى ِ‬
‫ص َ‬ ‫َ َ َ‬
‫الفتح‪ٔٚ :‬‬ ‫٘ٔ َم ْن يُ ِط ِع ى‬
‫اَّللَ َوَر ُسولَ ُو‬
‫ؽ‪ٖٗ- ٖٖ :‬‬ ‫ب‬‫‪َ ٔٙ‬م ْن َخ ِشي ال ىر ْ٘نَ َن بِالْغَْي ِ‬
‫ا‪ٞ‬نلك‪ٕٔ :‬‬
‫َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ساف ب َوال َدْيو إِ ْح َ‬ ‫إِنْ َ‬
‫األحقاؼ‪ٔٙ- ٔ٘ :‬‬ ‫سانًا‬ ‫‪ٔٚ‬‬
‫آؿ عمراف‪ٖٔ٘ :‬‬ ‫استَػغْ َف ُروا لِ ُذنُوَّبِِ ْم‬
‫اَّللَ فَ ْ‬
‫س ُه ْم ذَ َك ُروا ى‬ ‫شةً أ َْو ظَلَ ُموا أَْنػ ُف َ‬ ‫اح َ‬ ‫الى ِذين إِذَا فَػعلُوا فَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ٔٛ‬‬
‫ِ‬
‫الزخرؼ‪ٚٔ- ٙٛ :‬‬
‫ات هللا َوَكانُوا ُم ْسل ِم َ‬
‫ٌن‬ ‫الى ِذين آمنُوا بِآي ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫‪ٜٔ‬‬
‫ا‪ٜ‬نشر‪ٜ :‬‬ ‫اإل‪٬‬نَ ِ‬
‫اف‬ ‫والذين يدعوف ‪ٞ‬نن سبقهم بِ ِْ‬ ‫ٕٓ‬
‫الرعد‪ٕٖ- ٜٔ :‬‬ ‫صلُو َف َما أ ََم َر‬ ‫ضو َف ال ِْميثَا َؽ﴾‪﴿ ،‬والى ِذين ي ِ‬
‫َ ََ‬ ‫اَّللِ َوَال يَػ ْنػ ُق ُ‬
‫ين يُوفُو َف بِ َع ْه ِد ى‬ ‫الىذ َ‬
‫ِ‬ ‫ٕٔ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّللُ بِوِ أَ ْف يُ َ‬
‫اب﴾‪َ ﴿ ،‬والىذ َ‬
‫ين‬ ‫س ِ‬ ‫وء ا ْ‪ٜ‬ن َ‬ ‫ش ْو َف َربىػ ُه ْم َو َ‪٫‬نَافُو َف ُس َ‬ ‫وص َل َو َ‪٫‬نْ َ‬ ‫ى‬
‫اى ْم ِس ًّرا َو َع َالنِيَةً‬ ‫ِ‬ ‫اء َو ْجوِ َرَّّبِِ ْم َوأَقَ ُاموا ال ى‬ ‫ِ‬
‫ص َالةَ َوأَْنػ َف ُقوا ‪٣‬نىا َرَزقػْنَ ُ‬ ‫صبَػ ُروا ْابتغَ َ‬ ‫َ‬
‫سيِّئَةَ‪﴾...‬‬ ‫سنَةِ ال ى‬ ‫ِ‬
‫َويَ ْد َر ُءو َف با ْ‪ٜ‬نَ َ‬
‫فاطر‪ٖٖ- ٖٕ :‬‬ ‫اَّللِ‬
‫ات بِِإ ْذ ِف ى‬ ‫ا‪ٝ‬نَْيػر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َساب ٌق ب ْ َ‬ ‫ٕٕ‬
‫الواقعة‪ٗٓ- ٕٚ :‬‬ ‫اب الْيَ ِم ِ‬
‫ٌن‬ ‫َص َح ُ‬ ‫أْ‬ ‫ٖٕ‬
‫اإلنساف‪ٕٕ- ٘ :‬‬ ‫ْاألَْبػ َر َار‬ ‫ٕٗ‬
‫الر٘ناف‪٘ٛ- ٗٙ :‬‬ ‫اف﴾‬ ‫اـ ربِوِ جنىتَ ِ‬
‫اؼ َم َق َ َّ َ‬ ‫﴿ َولِ َم ْن َخ َ‬ ‫ٕ٘‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 77‬‬


‫ا‪ٛ‬ننة واسعة جدا كي ال‪٤‬ند بلدا يوافق روضاهتا‪ُ .‬ب ا‪ٛ‬ننة جنات ٖنانية‪ ،‬منهم‬
‫ت َر ِّ‬
‫ب‬ ‫َت فِ ْر َع ْو َف بيتا ُب ا‪ٛ‬ننة ﴿إِ ْذ قَالَ ْ‬ ‫الفردوس‪ .‬وُب كل جنّة بيوتا! وقد سألت ْام َرأ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌن﴾‪.‬‬ ‫ابْ ِن ِيل ع ْن َد َؾ بَػ ْيًتا ُِب ا ْ‪ٛ‬نَنىة َوَِ‪٤‬نِّين م ْن ف ْر َع ْو َف َو َع َملو َوَِ‪٤‬نِّين م َن الْ َق ْوـ الظىال ِم َ‬
‫اف﴾‪" .‬وجاء ُب التفسًن‪ ،‬أف العبد‬ ‫اؼ م َقاـ ربِ ِو جنىت ِ‬ ‫ِ‬
‫البيت ُب ا‪ٛ‬ننّة جنّة! ﴿ َول َم ْن َخ َ َ َ َّ َ َ‬
‫ُيهمُّ ّنعصية فيرتكها خوفاً من هللا عز وجل فلو جنىتاف‪ ،‬و‪٨‬نا بستاناف" ‪.35‬‬
‫ين‬ ‫ذ‬‫ت لِلى ِ‬ ‫ى‬
‫د‬ ‫ض‪ ،‬أ ِ‬
‫ُع‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫سم ِ‬ ‫ض َها َك َع ْر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ض ال ى َ َ ْ‬
‫األ‬
‫ْ‬ ‫و‬ ‫اء‬ ‫على األقل عرض ا‪ٛ‬ننة الصغري‪َ ﴿ ،‬ع ْر ُ‬
‫آمنوا بِ ىِ ِ‬
‫ض﴾‪ .‬شكال‪:‬‬ ‫ات َو ْاألَ ْر ُ‬
‫س َم َاو ُ‬ ‫ض َها ال ى‬ ‫اَّلل َو ُر ُسل ِو﴾‪ .‬وأما جنّة ا‪ٞ‬نتقٌن‪َ ﴿ ،‬ع ْر ُ‬ ‫َُ‬

‫ض جنىة مؤمنٌن‬
‫ض جنة ا‪ٞ‬نتّقٌن و َع ْر ُ‬
‫شكل مثاؿ َع ْر ُ‬

‫‪ .35‬زاد ا‪ٞ‬نسًن ُب علم التفسًن‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 78‬‬


‫لذلك‪:‬‬
‫ين‬ ‫ت لِلى ِ‬
‫ذ‬ ‫ْ‬ ‫ى‬
‫د‬ ‫ض أِ‬
‫ُع‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫األ‬
‫ْ‬ ‫و‬ ‫سم ِ‬
‫اء‬ ‫ى‬ ‫ال‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫ر‬‫ع‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ض‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫﴿سابِ ُقوا إِ َىل م ْغ ِفرٍة ِمن ربِ ُكم وجن ٍ‬
‫ىة‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َّ ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫يم﴾ (سورة‬ ‫ض ِل ال َْع ِظ ِ‬ ‫ضل ىِ‬
‫اَّلل يُػ ْؤتِ ِيو َم ْن يَ َشاءُ َو ى‬
‫اَّللُ ذُو الَْف ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬
‫اَّلل ورسلِ ِو ذَلِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫آمنوا بِ ىِ‬
‫َُ‬
‫ت‬ ‫ض أ ُِع ىد ْ‬ ‫ات َو ْاألَ ْر ُ‬ ‫س َم َاو ُ‬ ‫ض َها ال ى‬ ‫ٍ ِ‬
‫ا‪ٜ‬نديد( ﴿ َو َسا ِر ُعوا إِ َىل َم ْغ ِف َرة م ْن َربِّ ُك ْم َو َجنى ٍة َع ْر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِلْمتى ِقٌن (ٖٖٔ) الى ِذين يػ ْن ِف ُقو َف ُِب ال ى ِ‬
‫ٌن َع ِن‬ ‫ظ َوال َْعاف َ‬ ‫ٌن الْ َغ ْي َ‬‫س ىراء َوالضى ىراء َوالْ َكاظ ِم َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫‪.‬‬ ‫ٌن﴾ (سورة آؿ عمراف(‬ ‫ب ال ُْم ْحسنِ َ‬ ‫اَّللُ ُِ‪٪‬ن ُّ‬ ‫الن ِ‬
‫ىاس َو ى‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ار أُ ُكلُ َها َدائِ ٌم َوظلُّ َها تِل َ‬
‫ْك ُع ْق َىب‬ ‫﴿ َمثَ ُل ا ْ‪ٛ‬نَنىة الىِ ي ُوع َد ال ُْمتىػ ُقو َف َْنْ ِري م ْن َٓنْت َها ْاألَنْػ َه ُ‬
‫ىار﴾‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ين‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫الى ِذين اتػى َقوا و ُع ْقىب الْ َكافِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫وعن أيب ُى َريرة‪ ،‬عن رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم أنو قاؿ‪" :‬إف ُب ا‪ٛ‬ننة شجرة‬
‫يسًن الراكب ُب ظلها سبعٌن‪ ،‬أو مائة سنة‪ ،‬ىي شجرة ا‪ٝ‬نلد" ا‪ٞ‬نسند (‪(445/2‬‬
‫ار ِم ْن لََ ٍ‬
‫َملْ يَػَتػ َغيىػ ْر‬
‫َب‬ ‫ِ‬ ‫﴿مثل ا ْ‪ٛ‬نن ِىة الىِ ي و ِع َد الْمتىػقُو َف فِيها أَنْػه ِ ٍ‬
‫ار م ْن َماء غَ ًِْن آس ٍن َوأَنْػ َه ٌ‬ ‫َ ٌَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫ِم ْن ُك ِّل‬ ‫ص ًّفى َوَ‪ٟ‬نُ ْم فِ َيها‬ ‫شا ِربٌِن وأَنْػه ِ‬
‫ار م ْن َع َس ٍل ُم َ‬
‫ٍ ِ‬
‫ار م ْن َ‪ٙ‬نْ ٍر لَ ىذة لل ى َ َ َ ٌ‬
‫طَعمو وأَنْػه ِ‬
‫ُُْ َ َ ٌ‬
‫اء ُى ْم﴾‬ ‫ع‬ ‫َم‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫يما فَػ َقط َى‬
‫ع‬ ‫ات وم ْغ ِفرةٌ ِمن رَّّبِِم َكمن ُىو َخالِ ٌد ُِب النىا ِر وس ُقوا ماء َِ‬
‫٘ن‬ ‫الثىمر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً ً‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬
‫َ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ََ َ َ‬
‫ِ‬
‫ب إِنىوُ َكا َف َو ْع ُدهُ َمأْتِيًّا (ٔ‪َ )ٙ‬ال يَ ْس َم ُعو َف‬ ‫ىات َع ْد ٍف الىِ ي َو َع َد ال ىر ْ٘نَ ُن عَب َ‬
‫ادهُ بِالْ َغ ْي ِ‬ ‫﴿ جن ِ‬
‫َ‬
‫ث ِم ْن‬ ‫ْك ا ْ‪ٛ‬نَنىةُ الىِ ي نُو ِر ُ‬ ‫فِ َيها لَ ْغ ًوا إِ ىال َس َال ًما َوَ‪ٟ‬نُ ْم ِر ْزقُػ ُه ْم فِ َيها بُ ْك َرًة َو َع ِشيًّا (ٕ‪ )ٙ‬تِل َ‬
‫ادنَا َم ْن َكا َف تَ ِقيًّا﴾ (سورة مرمي(‬ ‫ِعب ِ‬
‫َ‬
‫فأما الذين يُدخلوف جنّة متوسطة ‪ -‬أصحاب اليمٌن ‪:-‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 79‬‬


‫وب (ٖٔ) َوفَاكِ َه ٍة‬ ‫ود (ٖٓ) َوَم ٍاء َم ْس ُك ٍ‬ ‫ود (‪ )ٕٜ‬و ِظ ٍل َ‪٣‬نْ ُد ٍ‬
‫َ‬
‫ضٍ‬‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫ٍ‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫)‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫(‬ ‫ضٍ‬
‫ود‬ ‫ُ‬ ‫‪٢‬ن‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫﴿ُِب ِ‬
‫س‬
‫ّ‬
‫اء (ٖ٘)‬ ‫ش َم ْرفُو َع ٍة (ٖٗ) إِنىا أَنْ َشأْنَ ُ‬
‫اى ىن إِنْ َش ً‬ ‫ًنةٍ (ٕٖ) َال َم ْقطُو َع ٍة َوَال َ‪٣‬نْنُو َع ٍة (ٖٖ) َوفػُ ُر ٍ‬ ‫ِ‬
‫َكث َ‬
‫ٌن﴾ (سورة الواقعة(‬ ‫اب الَْي ِم ِ‬ ‫ص َح ِ‬ ‫ِ‬
‫ارا (‪ )ٖٙ‬عُ ُربًا أَتْػ َرابًا (‪ )ٖٚ‬ألَ ْ‬ ‫اى ىن أَبْ َك ً‬
‫فَ َج َعلَْن ُ‬
‫سابِقُو َف ‪ -‬يدخلوَما السلف صاّب‪﴿ :‬ثػُلىةٌ‬ ‫سابِقُو َف ال ى‬ ‫ىات الن ِىع ِيم ‪ -‬جن ِ‬
‫ىات ال ى‬ ‫وأما جن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضونَ ٍة (٘ٔ)‬ ‫ِمن ْاألَ ىولٌِن (ٖٔ) وقَلِيل ِمن ْاآل ِ‬
‫ين﴾‪ ،‬وترىهم فيها ﴿ َعلَى ُس ُر ٍر َم ْو ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫خ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وؼ َعلَ ْي ِه ْم ِولْ َدا ٌف ُ‪٢‬نَلى ُدو َف (‪ )ٔٚ‬بِأَ ْكو ٍ‬ ‫متى ِكئٌِن علَيػها متػ َقابِلِ‬
‫اب َوأَبَا ِر َ‬
‫يق‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬‫ط‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫)‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫(‬ ‫ٌن‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ ْ َ َُ‬
‫ص ىد ُعو َف َع ْنػ َها َوَال يُػ ْن ِزفُو َف (‪َ )ٜٔ‬وفَاكِ َه ٍة ِ‪٣‬نىا يَػَت َخيىػ ُرو َف (ٕٓ)‬ ‫َُ‬ ‫ي‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫)‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫(‬ ‫ٍ‬
‫ٌن‬‫ع‬‫س ِمن م ِ‬
‫َوَكأْ ٍ ْ َ‬
‫وف (ٖٕ) َج َز ًاء ِّنَا‬ ‫ٌن (ٕٕ) َكأَمثَ ِاؿ اللُّ ْؤلُ ِؤ الْم ْكنُ ِ‬ ‫و َ‪ٜ‬ن ِم طَ ًٍن ِ‪٣‬نىا ي ْشتػهو َف (ٕٔ) وح ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ور ع ٌ‬ ‫َُ ٌ‬ ‫َ ْ ْ َ َُ‬
‫يما (ٕ٘) إِ ىال قِ ًيال َس َال ًما َس َال ًما﴾‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َكانُوا يَػ ْع َملُو َف (ٕٗ) َال يَ ْس َم ُعو َف ف َيها لَ ْغ ًوا َوَال تَأْث ً‬
‫ٌن َجا ِريَةٌ (ٕٔ) فِ َيها ُس ُرٌر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ُِب َجن ٍىة َعالَي ٍة (ٓٔ) َال تَ ْس َم ُع فِ َيها َالغَيةً (ٔٔ) فِ َيها َع ٌْ‬
‫ص ُفوفَةٌ (٘ٔ) َوَزَر ِ ُّ‬
‫ايب َم ْبثُوثَةٌ﴾(الغاشية(‬ ‫وعةٌ (ٗٔ) َوَ‪٧‬نَا ِر ُؽ َم ْ‬
‫ض َ‬ ‫اب َم ْو ُ‬
‫وعةٌ (ٖٔ) َوأَ ْك َو ٌ‬
‫َم ْرفُ َ‬
‫اَّلل صلى هللا عليو وسلم‪" :‬إِذَا َسأَلْتُ ُم ى‬
‫اَّللَ تَػ َع َاىل‬ ‫وؿ ىِ‬‫اؿ َر ُس ُ‬‫اؿ قَ َ‬ ‫َع ْن أَِيب ُى َريْػ َرةَ رضي هللا عنو قَ َ‬
‫ار ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة"‬ ‫ِ‬
‫الر ْ٘نَ ِن َوم ْنػ َها تَػ َف ىج ُر أَنْػ َه ُ‬
‫ش ى‬ ‫ط ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة َوأَ ْع َ‬
‫الىا َوفَػ ْوقَػ َها َع ْر ُ‬ ‫س فَِإنىػ َها َو َس ُ‬ ‫ِ‬
‫اسأَلُوهُ الْف ْر َد ْو َ‬
‫فَ ْ‬
‫أي‪ :‬كانت ا‪ٛ‬ننة الفردوس كمثاؿ "عمود األبيض" ال ي فوؽ جبل النور (ّنوقف عرفة‪ُ ،‬ب مكة‬
‫ا‪ٞ‬نكرمة)‪ .‬وسائر ا‪ٛ‬نباؿ ٓنتها كسائر ا‪ٛ‬ننات‪ ،‬تنزؿ إيل روضاهتم‪ .‬تدبر أف ىذين الشكالف‪:‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 80‬‬


‫ادهُ بِالْ َغ ْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫على القياس‪ ،‬ىذه (شكل) جن ِ‬
‫ب‪:‬‬ ‫ىات الىِ ي َو َع َد ال ىر ْ٘نَ ُن عَب َ‬ ‫َ‬

‫طوؿ فوؽ‬ ‫وفَػو َؽ ا‪ٛ‬ننة الفردوس َعرش ال ىر ْ٘ن ِن ‪ -‬الَ ُ‪٬‬نَثىل ﴿لَي ِ ِ ِ‬
‫س َكمثْلو َش ْيءٌ﴾ ‪ -‬ظلّوُ ّ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ ْ‬
‫روضات ا‪ٛ‬ننات (ا‪ٞ‬نوقف مؤمنٌن يوـ الظل إال ظلو)‪ .‬وإِنى ُك ْم َسَتػ َر ْو َف َربى ُك ْم ِعَيانًا‬
‫ٍ‬
‫ص ًحى‬ ‫س ُِب يَػ ْوـ ُم ْ‬ ‫(فوؽ السماء ا‪ٛ‬ننة الفردوس) َك َما تَػ َر ْو َف الْ َق َم َر لَْيػلَةَ الَْب ْد ِر أوال ى‬
‫ش ْم َ‬
‫اضرةٌ (ٕٕ) إِ َىل رَِّّبا نَ ِ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫اظ َرةٌ﴾ (سورة القيامة(‬ ‫ََ‬ ‫ارو َف ُِب ُر ْؤيَتو‪ُ ﴿ .‬و ُجوهٌ يَػ ْوَمئذ نَ َ‬
‫ض ُّ‬
‫ال تُ َ‬
‫عن جرير البجلي‪ ،‬قاؿ‪ :‬كنا جلوسا عند رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم‪ ،‬فنظر إىل‬
‫القمر ليلة أربع عشرة‪ ،‬فقاؿ‪« :‬إنكم سرتوف ربكم كما تروف ىذا‪ ،‬ال تضاموف ُب‬
‫رؤيتو‪ .‬فإف استطعتم أ ف ال تغلبوا على صالة قبل طلوع الشمس وقبل غروَّبا‬
‫فافعلوا» ‪ٍ ،‬ب قرأ‪﴿ :‬وسبح ُنمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروَّبا﴾‬
‫ِ‬ ‫اؿ رس ُ ِ‬ ‫و َعن أَِيب س ِع ٍ‬
‫صلىى هللاُ َعلَ ْيو َو َسلى َم‪"« :‬إِ ىف ال ُْمَت َحابِّ َ‬
‫ٌن‬ ‫وؿ هللا َ‬ ‫اؿ‪ :‬قَ َ َ ُ‬ ‫ي قَ َ‬ ‫ا‪ٝ‬نُ ْد ِر ِّ‬
‫يد ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اؿ‪َ :‬م ْن َى ُؤَال ِء؟ فَػيُػ َق ُ‬
‫اؿ‪:‬‬ ‫يب فَػيُػ َق ُ‬ ‫ب الطىالِ ِع ال ى‬
‫ش ْرقِ ِّي أَ ِو الْ َغ ْرِِّ‬ ‫لَتُػ َرى غَُرفُػ ُه ْم ُِب ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة َكالْ َك ْوَك ِ‬
‫هللا َع ىز َو َج ىل"» (مسند أ٘ند ‪/ٔٛ‬صٖ٘ٗ رقم ‪)ٕٜٔٔٛ‬‬ ‫ىؤَال ِء الْمتحابُّو َف ُِب ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َُ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 81‬‬


‫ىات َع ْد ٍف‬
‫آب (‪ )ٜٗ‬جن ِ‬ ‫ٌن َ‪ٜ‬نُ ْس َن َم ٍ‬ ‫﴿ى َذا ِذ ْكر وإِ ىف لِل ِ‬
‫اب (ٓ٘)‬ ‫ُم َفتى َحةً َ‪ٟ‬نُ ُم ْاألَبْػ َو ُ‬ ‫َ‬ ‫ْمتىق َ‬
‫ُ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ‬
‫اصرات الطىر ِ‬ ‫و ِع ْن َد ُىم قَ ِ‬ ‫ٌن فِ َيها يَ ْد ُعو َف فِ َيها بَِفاكِ َه ٍة َكثًِنٍة َو َشر ٍ‬ ‫ِ‬
‫ؼ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اب (ٔ٘)‬ ‫َ َ‬ ‫ُمتىكئِ َ‬
‫‪.‬‬ ‫اب﴾ (سورة ص(‬ ‫وع ُدو َف لَِيػ ْوِـ ا ْ‪ٜ‬نِس ِ‬
‫اب (ٕ٘) َى َذا َما تُ َ‬ ‫أَتْػ َر ٌ‬
‫َ‬
‫ىات الن ِىع ِيم (ٕٔ) ثػُلىةٌ ِم َن‬
‫ك الْم َق ىربو َف (ٔٔ) ُِب جن ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫سابِقُو َف (ٓٔ) أُولَئ َ ُ ُ‬ ‫سابِقُو َف ال ى‬
‫﴿ َوال ى‬
‫ين ﴾(سورة الواقعة(‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ْاألَ ىولٌِن (ٖٔ) وقَلِيل ِمن ْاآل ِ‬
‫خ‬
‫َ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫َ‬
‫اَّلل‬
‫ض َي ُى‬ ‫اج ِرين و ْاألَنْصا ِر والى ِذين اتػىبػعوىم بِِإحس ٍ‬
‫اف ر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫سابِ ُقو َف ْاألَ ىولُو َف ِمن الْم َه ِ‬
‫﴿ َوال ى‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َُ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ين فِ َيها أَبَ ًدا ذَل َ‬
‫ك الَْف ْو ُز‬ ‫ار َخالد َ‬
‫ٍ‬
‫َع ىد َ‪ٟ‬نُ ْم َجنىات َْنْ ِري َٓنَْتػ َها ْاألَنْػ َه ُ‬
‫ضوا َعنْوُ َوأ َ‬‫َع ْنػ ُه ْم َوَر ُ‬
‫يم﴾ (سورة التوبة(‬ ‫الْع ِ‬
‫ظ‬
‫َ ُ‬
‫س نُػ ُزًال﴾ (سورة الكهف(‬ ‫ىات ال ِْف ْرَد ْو ِ‬
‫ت َ‪ٟ‬نُ ْم َجن ُ‬ ‫ا‪ٜ‬ن ِ‬
‫ات َكانَ ْ‬ ‫﴿إِ ىف الى ِذين آمنُوا و َع ِملُوا ال ى ِ‬
‫ص َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ىات ال َْمأْ َوى نُػ ُزًال ِّنَا َكانُوا يَػ ْع َملُو َف﴾‬ ‫ا‪ٜ‬ن ِ‬
‫ات فَػلَ ُه ْم َجن ُ‬ ‫﴿أَمىا الى ِذين آمنُوا و َع ِملُوا ال ى ِ‬
‫ص َ‬ ‫َ َ َ‬
‫(سورة السجدة)‬
‫شكل ا‪ٛ‬ننات ال ي تري‪ُ ،‬كتب قياسيا ال على حسب الدرجات ا‪ٛ‬ننة (إال الفردوس)‪.‬‬
‫و﵁ أعلم‪ .‬إ‪٧‬نا يتدبره اإلنساف‪:‬‬

‫ص َال َىا‬ ‫ِ‬ ‫جلْنا لَو فِيها ما نَ َشاء لِ‬ ‫﴿من َكا َف ي ِري ُد الْع ِ‬
‫ىم يَ ْ‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫ا‬‫ْن‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ٍب‬
‫ُى‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫اج‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َكا َف‬ ‫ورا (‪َ )ٔٛ‬وَم ْن أ ََر َاد ْاآلخ َرَة َو َس َعى َ‪ٟ‬نَا َس ْعَيػ َها َو ُى َو ُم ْؤم ٌن فَأُولَئِ َ‬ ‫وما َم ْد ُح ً‬ ‫َم ْذ ُم ً‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ك‪َ ،‬وَما َكا َف َعطَاءُ َربِّ َ‬ ‫ورا (‪ُ )ٜٔ‬ك ًّال ُ‪٧‬نِ ُّد َى ُؤَالء َو َى ُؤَالء م ْن َعطَاء َربِّ َ‬ ‫َس ْعيُػ ُه ْم َم ْش ُك ً‬
‫ض ولَ ْْل ِخرةُ أَ ْكبػر َدرج ٍ‬
‫ات َوأَ ْكَبػ ُر‬ ‫ض ُه ْم َعلَى بَػ ْع ٍ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫ف فَضىلَْنا بَػ ْع َ‬ ‫ورا (ٕٓ) انْظُْر َك ْي َ‬ ‫َْ‪١‬نظُ ً‬
‫ض ًيال﴾‬ ‫تَػ ْف ِ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 82‬‬


‫وأخرج مالك وأ٘ند والبخاري ومسلم والرتمذي والنسائي َوابن حباف عن أيب ىريرة‬
‫رضي هللا عنو عن النِ ّ‬
‫ىيب صلى هللا عليو وسلم قاؿ‪ "« :‬من أنفق زوجٌن من مالو ُب‬
‫سبيل هللا دعي من أبواب ا‪ٛ‬ننة وللجنة أبواب فمن كاف من أىل الصالة دعي من‬
‫باب الصالة ومن كاف من أىل الصياـ دعي من باب الرياف ومن كاف من أىل‬
‫الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كاف من أىل ا‪ٛ‬نهاد دعي من باب ا‪ٛ‬نهاد‪"،‬‬
‫فقاؿ أبو بكر رضي هللا عنو‪ :‬يا رسوؿ هللا فهل يدعى أحد منها كلها قاؿ‪" :‬نعم‬
‫وأرجو أف تكوف منهم"»‪.‬‬
‫صلىى هللاُ َعلَ ْي ِو َو َسلى َم وأىل بيتو ‪ -‬أزواجو كلهم‪ ،‬وأبنائو‬ ‫ومن أىل ا‪ٛ‬ننة‪ :‬رس ُ ِ‬
‫وؿ هللا َ‬ ‫َُ‬
‫(منهم من تكوف سيدت نساء ا‪ٛ‬ننة وإبناىا يكونا سيدا شباب أىل ا‪ٛ‬ننة)‪ ،‬ومن‬
‫ثبت ‪ -‬وأبوبكر الصديق وعمر الفاروؽ وعثماف ذو النورين‪ ،‬وأبو السبطٌن علي بن‬
‫صلىى ى‬
‫اَّللُ‬ ‫حواري رسوؿ هللا َ‬
‫ّ‬ ‫أيب طالب‪ٍ ،‬ب عبد الر٘نن بن عوؼ‪ ،‬والزبًن بن العواـ‬
‫َعلَ ْي ِو َو َسلِّم‪ ،‬وطلحة بن عبيد هللا‪ ،‬وسعد بن أيب وقاص‪ ،‬وأمٌن ىذه األمة ‪ -‬أبو عبيدة‬
‫بن ا‪ٛ‬نراح‪ ،‬وسعيد بن زيد بن نفيل ٍب امرأة أيب طلحة (أـ أنس بن مالك)‪ ،‬وبالؿ‬
‫رضي هللا عنهم أٗنعٌن‪.‬‬
‫ات‬ ‫ضهم َدرج ٍ‬
‫اَّللُ َوَرفَ َع بَػ ْع َ ُ ْ َ َ‬ ‫ض ِم ْنػ ُه ْم َم ْن َكلى َم ى‬ ‫ض ُه ْم َعلَى بَػ ْع ٍ‬ ‫الر ُس ُل فَضىلَْنا بَػ ْع َ‬ ‫ْك ُّ‬ ‫﴿تِل َ‬
‫س﴾ (سورة البقرة(‬ ‫ات َوأَيى ْدنَاهُ بِ ُر ِ‬
‫وح الْ ُق ُد ِ‬ ‫وآتَػيػَنا ِعيسى ابن مرَمي الْبػيَِن ِ‬
‫َ ْ َ َْ َ َّ‬ ‫َ ْ‬
‫ب ابْ ِن ِيل ِع ْن َد َؾ بَػ ْيًتا ُِب ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة َوَِ‪٤‬نِّين ِم ْن فِ ْر َع ْو َف َو َع َملِ ِو‬ ‫ت َر ِّ‬ ‫َت فِ ْر َع ْو َف إِذْ قَالَ ْ‬ ‫و﴿ ْام َرأ َ‬
‫ت فَػ ْر َج َها فَػَنػ َف ْخَنا فِ ِيو‬‫صَن ْ‬ ‫َح‬ ‫أ‬ ‫ ي‬‫ِ‬‫ى‬‫ل‬‫ا‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ر‬ ‫م‬ ‫وَِ‪٤‬نِّين ِمن الْ َقوِـ الظىالِ ِمٌن (ٔٔ) ومرَمي ابػنت ِ‬
‫ع‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ َْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ات رَِّّبا وُكتبِ ِو وَكانَ ْ ِ‬ ‫ت بِ َكلِم ِ‬ ‫ِمن ر ِ‬
‫ٌن﴾ (سورة التحرمي(‬ ‫ت م َن الْ َقانِتِ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ى‬
‫د‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ا‬‫ن‬
‫َ‬ ‫وح‬ ‫ْ ُ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 83‬‬


‫وأخرج الطرباين عن سعد بن جنادة رضي هللا عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا عليو‬
‫وسلم «"إف هللا زوجين ُب ا‪ٛ‬ننة مرمي بنت عمراف‪ ،‬وامرأة فرعوف‪ ،‬وأخت موسى عليو‬
‫جن ُب ا‪ٛ‬ننة ‪ -‬جزاء‬‫يزو‬
‫ّ ّ ّ‬ ‫يكن‬ ‫إف‬ ‫تعاىل‪.‬‬ ‫هللا‬ ‫عند‬ ‫تبة‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫ثالثة‬ ‫النساء‬ ‫‪ٟ‬نذه‬ ‫‪36‬‬
‫السالـ"»‪.‬‬
‫ّنا صربف ‪ -‬فلن أفكر خًنا ‪ٟ‬نن من رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫ذىاب إيل ا‪ٜ‬ننة ليس كذىاب أصحاب النار إليها‪ ،‬إَم اليسارعوف إيل دخو‪ٟ‬نا‬
‫ت ا ْ‪ٛ‬نَنىةُ‬ ‫واليندفعوف‪ .‬وأُدنيت ا‪ٛ‬ننة ألصحاَّبا ا‪ٞ‬نتقوف غًن بعيد من مواقفهم ‪﴿ -‬وأُ ْزلَِف ِ‬
‫َ‬
‫وىا َوفُتِ َح ْ‬ ‫ٍِ‬ ‫لِل ِ‬
‫اؿ‬
‫ت أَبْػ َوابُػ َها َوقَ َ‬ ‫ٌن َغ ْيػ َر بَعيد﴾ ‪ -‬فيسيقوف ُزَم ًرا إليها‪َ ﴿ .‬ح ىىت إِ َذا َجاءُ َ‬ ‫ْمتىق َ‬‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ٌن﴾‪.‬‬ ‫وىا بِ َس َالٍـ آمنِ َ‬ ‫ين﴾‪﴿ ،‬ا ْد ُخلُ َ‬ ‫وىا َخالد َ‬ ‫َ‪ٟ‬نُ ْم َخ َزنَػتُػ َها َس َال ٌـ َعلَ ْي ُك ْم ط ْبتُ ْم فَا ْد ُخلُ َ‬
‫وىا بِ َس َالٍـ" شرط دخوؿ ا‪ٛ‬ننّة‪ .‬ووهللا إف‬ ‫" َس َال ٌـ َعلَ ْي ُك ْم" ٓنيّة مرحبا َّبم‪ ،‬و"ا ْد ُخلُ َ‬
‫يما (ٕ٘) إِ ىال قِ ًيال َس َال ًما َس َال ًما﴾‪ .‬ويكوف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دخلوىا ﴿َال يَ ْس َم ُعو َف ف َيها لَغْ ًوا َوَال تَأْث ً‬
‫ِِ‬ ‫آخر َد ْعو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اى ْم أَف ا ْ‪ٜ‬نَ ْم ُد ىَّلل َر ِّ‬
‫ب‬ ‫ك اللى ُه ىم َوَِٓنيىتُػ ُه ْم ف َيها َس َال ٌـ‪َ ،‬و ُ َ ُ‬ ‫اى ْم فِ َيها ُس ْب َحانَ َ‬ ‫﴿ َد ْع َو ُ‬
‫ٌن﴾‬ ‫ال َْعالَ ِم َ‬
‫اج ِه ْم َوذُ ِّريىاهتِِ ْم‪َ ،‬وال َْم َالئِ َكةُ‬‫ىات َع ْد ٍف ي ْد ُخلُونَػ َها ومن صلَح ِمن آبائِ ِهم وأَ ْزو ِ‬ ‫﴿ َجن ُ‬
‫ََ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫صَبػ ْر ًُْب فَنِ ْع َم ُع ْق َىب ال ىدا ِر﴾‬
‫اب (ٖٕ) َس َال ٌـ َعلَ ْي ُك ْم ِّنَا َ‬ ‫يَ ْد ُخلُو َف َعلَ ْي ِه ْم ِم ْن ُك ِل بَ ٍ‬
‫ّ‬
‫اَّللُ َعلَ ْي ِو َو َسلى َم‪َ« :‬ال تَ ْد ُخلُوا ا ْ‪ٛ‬نَنى َة َح ىىت تُػ ْؤِمنُوا َوَال تُؤمنُوا َح ىىت‬ ‫صلىى ى‬ ‫وؿ ىِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬ ‫وقَ َ‬
‫س َال َـ بَػ ْيػَن ُك ْم»‬
‫شوا ال ى‬‫َدلُّ ُك ْم َعلَى َش ْي ٍء إِذَا فَػ َعلْتُ ُموهُ َٓنَابَػ ْبتُ ْم؟ أَفْ ُ‬
‫َٓنَابُّوا‪ ،‬أ ََوَال أ ُ‬

‫‪ .36‬ا‪ٜ‬نديث الزواج النيب (ص) ُب جنة‪ ،‬ضعيف‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 84‬‬


‫الـ) ملتبسٌن بسالـ‪ :‬أي سا‪ٞ‬نٌن أو مسلما عليكم (آمنٌن) من‬‫أو ادخلوىا (بِس ٍ‬
‫َ‬
‫اآلفات والزواؿ‪ 37 ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫﴿أََال إِ ىف أَولِياء ىِ‬
‫آمنُوا َوَكانُوا يَػتىػ ُقو َف‬
‫ين َ‬‫ؼ َعلَ ْي ِه ْم َوَال ُى ْم َ ْ‪٪‬ن َزنُو َف (ٕ‪ )ٙ‬الىذ َ‬
‫اَّلل َال َخ ْو ٌ‬ ‫َْ َ‬
‫ات ىِ ِ‬ ‫الدنْػيا وُِب ْاآل ِخرِة َال تَػب ِديل لِ َكلِم ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ُى َو الَْف ْو ُز‬ ‫اَّلل َذل َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫(ٖ‪َٟ )ٙ‬نُ ُم الْبُ ْش َرى ُِب ا ْ‪ٜ‬نََياة ُّ َ َ‬
‫‪.‬‬ ‫يم﴾‬ ‫الْع ِ‬
‫ظ‬
‫َ ُ‬

‫ٍ‬ ‫َى ِل ا‪ٛ‬نن ِىة ِمن ِح ْق ٍد و َ ِ ٍ‬


‫ٌن‪،‬‬‫حو َف ُمَت َحابِّ َ‬ ‫صبِ ُ‬
‫ضغ َينة َو َح َسد‪ ،‬فَػيُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ص ُدو ِر أ ْ َ ْ‬ ‫ع هللاُ َما ُِب ُ‬ ‫يَػ ْن ِز ُ‬
‫ض ا‪ٛ‬نَن ِىة‪َ ،‬ويَػ ْنظُُرو َف َإىل َما ُى ْم فِي ِو ِم َن الن ِىع ِيم‬ ‫ت أَقْ َد ِام ِه ْم ُِب أَ ْر ِ‬
‫وَْنْ ِري األَنْػ َهار ِمن َٓنْ ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫اء ْ‬ ‫ج‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫اَّلل‬
‫ى‬ ‫ا‬‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬‫د‬‫َ‬ ‫ى‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫َ‬‫و‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫د‬‫َّلل الى ِذي ى َدانَا ِ‪ٟ‬ن َذا وما ُكنىا لَِنػ ْهت ِ‬ ‫فَػيػقُولُو َف‪﴿ :‬ا ْ‪ٜ‬نم ُد ِ ىِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫وىا ِّنَا ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف﴾‪ .‬ويقولوف‬ ‫ودوا أَ ْف تِلْ ُك ُم ا ْ‪ٛ‬نَنىةُ أُو ِرثْػتُ ُم َ‬‫ُر ُس ُل َربَِّنا بِا ْ‪ٜ‬نَِّق﴾ ﴿ َونُ ُ‬
‫ِ ِ ىِ‬
‫ب َعنىا ا ْ‪ٜ‬نََز َف إِ ىف َربػىَنا لَ َغ ُف ٌ‬
‫ور‬ ‫اآلخروف (ُب جنّة آخر)‪َ ﴿ :‬وقَالُوا ا ْ‪ٜ‬نَ ْم ُد ىَّلل الذي أَذْ َى َ‬
‫سَنا فِ َيها‬‫ب َوَال َ‪٬‬نَ ُّ‬ ‫ص‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫يه‬ ‫سَنا فِ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬‫‪٬‬ن‬
‫َ‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫ضلِ ِ‬
‫و‬ ‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫َش ُكور (ٖٗ) الى ِذي أَحلىنا دار الْم َقام ِة ِ‬
‫م‬
‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ََ ََ ُ َ ْ‬ ‫ٌ‬
‫وب﴾ (سورة فاطر(‬ ‫لُغُ ٌ‬

‫‪.‬‬ ‫اَّللَ لَ َعلى ُك ْم تُػ ْر َ٘نُو َف﴾‬


‫َخ َويْ ُك ْم َواتػىقُوا ى‬ ‫﴿إِ ى‪٧‬نَا الْم ْؤِمنو َف إِ ْخوةٌ فَأ ِ‬
‫ٌن أ َ‬
‫حوا بَػ ْ َ‬
‫َصل ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬

‫اج ُه ْم ُِب ِظ َال ٍؿ َعلَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اب ا ْ‪ٛ‬نَنىة الَْيػ ْوَـ ُِب ُشغُ ٍل فَاك ُهو َف (٘٘) ُى ْم َوأَ ْزَو ُ‬ ‫﴿إِ ىف أ ْ‬
‫َص َح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْاألَرائِ ِ ِ‬
‫ك ُمتىكئُو َف (‪َٟ )٘ٙ‬نُ ْم ف َيها فَاك َهةٌ َوَ‪ٟ‬نُ ْم َما يَ ىد ُعو َف (‪َ )٘ٚ‬س َال ٌـ قَػ ْوًال م ْن َر ٍّ‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫َرِح ٍيم﴾‬
‫تفسًن أيب السعود‬ ‫‪.37‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 85‬‬


‫ىات الن ِىع ِيم (ٖٗ)‬ ‫ك َ‪ٟ‬نم ِر ْز ٌؽ معلُوـ (ٔٗ) فَػواكِو وىم م ْكرمو َف (ٕٗ) ُِب جن ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ ْ ُ َُ‬ ‫َْ ٌ‬ ‫ِ‬
‫﴿أُولَئ َ ُ ْ‬
‫ٌن‬ ‫اء لَ ىذ ٍة لِل ى‬
‫شا ِربِ َ‬ ‫ض‬
‫َ َ‬‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ػ‬‫ب‬ ‫)‬ ‫٘ٗ‬ ‫(‬ ‫ٍ‬
‫ٌن‬ ‫س ِمن م ِ‬
‫ع‬ ‫ْ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫أ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫اؼ‬
‫ُ‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫)‬ ‫ٗٗ‬‫(‬ ‫ٌن‬
‫َ‬
‫علَى سر ٍر متػ َقابِلِ‬
‫َ ُ ُ َُ‬
‫ِ ِ‬ ‫(‪َ )ٗٙ‬ال فِ َيها غَو ٌؿ وَال ُىم َع ْنػ َها يػ ْنػزفُو َف (‪ )ٗٚ‬و ِع ْن َد ُىم قَ ِ‬
‫ٌن (‪)ٗٛ‬‬ ‫ات الطىْرؼ ع ٌ‬ ‫اص َر ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫‪.‬‬ ‫ض َم ْكنُو ٌف﴾‬ ‫َكأَنػى ُه ىن بَػ ْي ٌ‬

‫ب الطىالِ ِع ال ى‬
‫ش ْرقِ ِّي أَ ِو‬ ‫َى ِل ا‪ٛ‬ننّة من «لَتُػ َرى غَُرفُػ ُه ْم ُِب ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة َكالْ َك ْوَك ِ‬ ‫ِ‬
‫سوا َس َو ًاء! م ْن أ ْ‬ ‫لَْي ُ‬
‫يب»‪ .‬كل يسكن ُب بيتو ا‪ٛ‬ننة مع أزواجو ومن يطوفوف عليو من ﴿ ِغل َْما ٌف َ‪ٟ‬نُ ْم‬ ‫الْ َغ ْرِِّ‬
‫َكأَنػى ُه ْم لُْؤلٌُؤ َم ْكنُو ٌف﴾‪ .‬لكن ىناؾ بستاف خآص ُب ا‪ٛ‬ننة‪ ،‬خلقها هللا ليجتموف من‬
‫شاء فيها ويتحدثوف‪ ،‬أآل إَا "سوؽ ا‪ٛ‬ننة"‪ .‬ولعل هللا خلقها تتغًن ٗنا‪ٟ‬نا أكثر من‬
‫ُح ْس ِن بيوت ا‪ٛ‬ننة‪ ،‬واليطّلع من دخلها تفضيل النعمة فوؽ بيتو كي اليرجع إيل بيتو‪،‬‬
‫وبالكس كي اليقيم فيها‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫ب أَنىوُ لَ ِق َي أَبَا‬ ‫وإ ّف ُب سوؽ ا‪ٛ‬ننة يكوف «ا‪ٞ‬نَرء مع من أَحب» ‪ 38‬و َعن س ِع ِ‬
‫يد بْ ِن ال ُْم َسيِّ ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُْ ََ َ ْ َ‬
‫اؿ َس ِعي ٌد أ ََو‬ ‫وؽ ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة‪ .‬فَػ َق َ‬
‫ك ُِب س ِ‬
‫ُ‬ ‫اَّللَ أَ ْف َ ْ‪٩‬ن َم َع بَػ ْي ِين َوبَػ ْيػَن َ‬
‫َؿ ى‬ ‫َسأ ُ‬‫اؿ أَبُو ُى َريْػ َرَة أ ْ‬
‫ُى َريْػ َرَة فَػ َق َ‬
‫َى َل ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة إِذَا‬ ‫وؿ ىِ‬ ‫اؿ نَػ َع ْم! أَ ْخَبػ َرِين َر ُس ُ‬ ‫فِ َيها ُسو ٌؽ؟ قَ َ‬
‫اَّلل صلى هللا عليو وسلم «أَ ىف أ ْ‬
‫ض ِل أَ ْع َما‪ٟ‬نِِ ْم‪.»...‬‬ ‫وىا بَِف ْ‬
‫‪39‬‬
‫وىا نَػ َزلُ َ‬
‫َد َخلُ َ‬

‫‪ .38‬متفق عليو‬
‫‪ .39‬ينزلوف من بيوهتم الذين‪-‬لَتُػ َرى غَُرفُػ ُه ْم‪ -‬بعضهم فوؽ بعض بفضل أعما‪ٟ‬نم‪ .‬ونفهم أف سوؽ ا‪ٛ‬ننة‬
‫ضةٍ ِم ْن‬
‫اَّللَ ُِب َرْو َ‬
‫ورو َف ى‬
‫ٓنت كل بيوت أىل ا‪ٛ‬ننة‪ ،‬لعها ُب بعض روضات ا‪ٛ‬ننة ألف ا‪ٜ‬نديث ذكر‪(( :‬فَػيَػ ُز ُ‬
‫اض ا ْ‪ٛ‬نَنىةِ)) وهللا أعلم‪.‬‬
‫ِريَ ِ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 86‬‬


‫ُب سوؽ ا‪ٛ‬ننة ‪ّ -‬أوال‪:‬‬
‫ِِ‬ ‫ض يػتساءلُو َف (ٕ٘) قَالُوا إِنىا ُكنىا قَػبل ُِب أ ِ‬
‫ٌن‬
‫َىلَنا ُم ْشفق َ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫ض ُه ْم َعلَى بَػ ْع ٍ َ َ َ َ‬ ‫﴿ َوأَقْػَب َل بَػ ْع ُ‬
‫س ُم ِوـ (‪ )ٕٚ‬إِنىا ُكنىا ِم ْن قَػ ْب ُل نَ ْد ُعوهُ إِنىوُ ُى َو الَْبػ ُّر‬
‫اب ال ى‬
‫اَّللُ َعلَ ْيػَنا َوَوقَانَا َع َذ َ‬
‫(‪ )ٕٙ‬فَ َم ىن ى‬
‫بعضا عن عظيم ما ىم فيو وسببو‪،‬‬ ‫ِ‬
‫يم﴾‪ .‬أي‪ :‬وأقبل أىل ا‪ٛ‬ننة‪ ،‬يسأؿ بعضهم ً‬ ‫ال ىرح ُ‬
‫قالوا‪ :‬إنا كنا قبل ُب الدنيا ‪ -‬و‪٥‬نن بٌن أىلينا ‪ -‬خائفٌن ربنا‪ ،‬مشفقٌن من عذابو‬
‫وعقابو يوـ القيامة‪ .‬فم ىن هللا علينا با‪ٟ‬نداية والتوفيق‪ ،‬ووقانا عذاب ‪ٚ‬نوـ جهنم‪ ،‬وىو‬
‫قبل نضرع إليو وحده ال نشرؾ معو غًنه أف يقينا عذاب‬ ‫نارىا وحرارهتا‪ .‬إنا كنا من ُ‬
‫سموـ ويوصلنا إىل النعيم‪ ،‬فاستجاب لنا وأعطانا سؤالنا‪ ،‬إنو ىو الَبػ ُّر الرحيم‪ .‬فمن‬ ‫ال ى‬
‫بِره ور٘نتو إيانا أنالنا رضاه وا‪ٛ‬ننة‪ ،‬ووقانا ِمن سخطو والنار‪.‬‬
‫« وهتب ريح الشماؿ فتحثو ُب وجوىهم وثياَّبم‪ ،‬فيزدادوف حسنا وٗناال‪ ،‬فًنجعوف‬
‫إيل أىليهم وقد ازدادوا حسنا وٗن اال‪ ،‬فيقوؿ ‪ٟ‬نم أىلوىم‪ :‬وهللا لقد ازددًب بعدنا‬
‫حسنا وٗناال‪ ،‬فيقولوف‪ :‬وأنتم‪ ،‬وهللا لقد ازددًب بعدنا حسنا وٗناال»‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 87‬‬


‫وُب سوؽ ا‪ٛ‬ننة ‪ -‬ثانيا‪:‬‬
‫يث‪َ ،‬ويَػَتػَن َاولُو َف ُِب‬ ‫اؼ ا‪ٜ‬ن ِد ِ‬ ‫ويأْخ ُذ أَىل ا‪ٛ‬نِن ِىة ‪ ،‬وىم ُِب جلْستِ ِهم تِلْك‪ُِ ،‬ب َْناذُ ِب أَطْر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َُْ‬ ‫ََ ُ ْ ُ‬
‫اءلُو َف﴾‬ ‫ض يَػَت َس َ‬ ‫ض ُه ْم َعلَى بَػ ْع ٍ‬ ‫الدنْػَيا ‪﴿ -‬فَأَقْػَب َل بَػ ْع ُ‬ ‫َح ِاديِثِ ِه ْم َما َكانُوا َعلَ ْي ِو ُِب ا‪ٜ‬نََي ِاة ُّ‬ ‫أَ‬
‫﴿قَ َ ِ ِ‬
‫ين﴾ ‪ -‬قاؿ قائل من أىل ا‪ٛ‬ننة‪ :‬لقد كاف يل ُب الدنيا‬ ‫اؿ قَائ ٌل م ْنػ ُه ْم إِِ ّين َكا َف ِيل قَ ِر ٌ‬
‫ٌن (ٕ٘) أَإِذَا ِم ْتػَنا َوُكنىا تُػ َرابًا َو ِعظَ ًاما‬ ‫ك لَ ِمن الْم ِ ِ‬
‫ص ّدق َ‬ ‫وؿ أَإِنى َ َ ُ َ‬ ‫صاحب مالزـ يل‪﴿ .‬يَػقُ ُ‬
‫أَإِنىا لَ َم ِدينُو َف﴾ ‪ -‬يقوؿ‪ :‬كيف تص ِّدؽ بالبعث الذي ىو ُب غاية االستغراب؟ أإذا متنا‬
‫اؿ َى ْل أَنْػتُ ْم ُمطىلِ ُعو َف‬ ‫و‪٤‬نازى بأعمالنا؟ ﴿قَ َ‬ ‫و‪٥‬ناسب ُ‬ ‫وعظاما‪ ،‬نُبعث ُ‬ ‫ً‬ ‫وٕنزقنا وصرنا ترابًا‬
‫اؿ تَ ىِ‬
‫اَّلل‬ ‫(ٗ٘) فَاطىلَ َع فَػ َرآهُ ُِب َس َو ِاء ا ْ‪ٛ‬نَ ِح ِيم﴾ قاؿ ا‪ٞ‬نؤمن لقرينو ا‪ٞ‬ننكر للبعث‪﴿ :‬قَ َ‬
‫ت ا‪ٞ‬نُْؤِم ُن إِىل‬ ‫ين﴾‪ٍ .‬بُى الَتػ َف َ‬ ‫ض ِر َ‬‫ت م َن ال ُْم ْح َ‬
‫إِ ْف كِ ْدت لَتػرِدي ِن (‪ )٘ٙ‬ولَوَال نِعمةُ رِيب لَ ُك ْن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ ْ َ َّ‬ ‫َ ُْ‬
‫اؿ َ‪ٟ‬نُ ْم َعلَى َم ْس َم ٍع ِم َن ال َكافِ ِر‪ ،‬لَِي ِزي َد ُِب ألَ ِم ِو َو َح ْس َرتِ ِو‬ ‫َى ِل ا‪ٛ‬نَن ِىة فَػ َق َ‬ ‫ِ‬
‫ُجلَ َسائِ ِو م ْن أ ْ‬
‫ِ‬
‫ٌن (‪ )ٜ٘‬إِ ىف َى َذا َ‪ٟ‬نَُو‬ ‫وىل َوَما َ ْ‪٥‬ن ُن ِّنَُع ىذبِ َ‬‫ٌن (‪ )٘ٛ‬إِ ىال َم ْوتَػَتػَنا ْاألُ َ‬ ‫َو َع َذابِو ﴿أَفَ َما َ ْ‪٥‬ن ُن ِّنَيِّتِ َ‬
‫يم﴾‬ ‫الَْفوز الْع ِ‬
‫ظ‬
‫ُْ َ ُ‬

‫ك َخ ْيػ ٌر نُػ ُزًال أ َْـ َش َج َرةُ ال ىزقُّ ِوـ (ٕ‪ )ٙ‬إِنىا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ل ِمثْ ِل َى َذا فَػلَْيػ ْع َم ِل ال َْعاملُو َف (ٔ‪ )ٙ‬أَ َذل َ‬
‫ِ‬ ‫جعلْن ِ ِ ِ‬
‫َص ِل ا ْ‪ٛ‬نَح ِيم (ٗ‪ )ٙ‬طَل ُْع َها َكأَنىوُ‬ ‫ج ُِب أ ْ‬ ‫ٌن (ٖ‪ )ٙ‬إِنػى َها َش َج َرةٌ َٔنْ ُر ُ‬ ‫اىا ف ْتػَن ًة للظىال ِم َ‬
‫ََ َ َ‬
‫ٌن (٘‪ )ٙ‬فَِإنػى ُه ْم َآلكِلُو َف ِم ْنػ َها فَ َمالِئُو َف ِم ْنػ َها الْبُطُو َف (‪ٍ )ٙٙ‬بُى إِ ىف َ‪ٟ‬نُ ْم‬ ‫اط ِ‬‫شي ِ‬
‫وس ال ى َ‬
‫ُرءُ ُ‬
‫‪.‬‬ ‫٘ن ٍيم (‪ٍ )ٙٚ‬بُى إِ ىف َم ْرِج َع ُه ْم َِإل َىل ا ْ‪ٛ‬نَ ِح ِيم﴾‬ ‫َعلَ ْيػ َها لَ َشوبا ِمن َِ‬
‫ًْ ْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 88‬‬


‫وُب سوؽ ا‪ٛ‬ننة ‪ -‬ثالثا‪:‬‬
‫ين يَ ُكونُو َف ُِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌن! ﴿ُِب جنىا ٍ‬ ‫اب الَْي ِم ِ‬
‫ٌن﴾ الذ َ‬ ‫اءلُو َف (ٓٗ) َع ِن ال ُْم ْج ِرم َ‬
‫ََ‬ ‫س‬‫ت‬
‫َ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ي‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫َص َح َ‬ ‫أ ْ‬
‫أىل ا‪ٛ‬ننة وتساءلوا‪َ ﴿ :‬ما َسلَ َك ُك ْم ُِب َس َق َر﴾؟ َويَػ ُردُّ‬ ‫ى‬ ‫ِ‬
‫َد َرَكات النىا ِر سقر‪ .‬فَاطلَعو ُ‬
‫ىات‪﴿ ،‬قَالُوا َمل نَك ِمن الْم ِ‬ ‫َى ِل ا‪ٛ‬نن ِ‬
‫ك‬ ‫ٌن (ٖٗ) َوَملْ نَ ُ‬ ‫صلّ َ‬
‫ْ ُ َ ُ َ‬ ‫ا‪ٞ‬نُ ْج ِرُمو َف َع َلى ُس َؤ ِاؿ األَبْػ َرا ِر أ ْ َ‬
‫ب بَِيػ ْوِـ ال ِّدي ِن (‪)ٗٙ‬‬ ‫ِ‬
‫ٌن (٘ٗ) َوُكنىا نُ َك ّذ ُ‬
‫ا‪ٝ‬نَائِ ِ‬
‫ضَ‬ ‫وض َم َع ْ‬
‫ٌن (ٗٗ) َوُكنىا َ‪٦‬نُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نُطْع ُم ال ِْم ْسك َ‬
‫ٌن﴾‬ ‫ِ‬
‫َح ىىت أَتَانَا الَْيق ُ‬

‫ٌن (‪َ )ٜٗ‬كأَنػى ُه ْم ُ٘نٌُر‬‫ضَ‬ ‫ٌن (‪ )ٗٛ‬فَما َ‪ٟ‬نُم َع ِن التىذْكِرِة م ْع ِر ِ‬ ‫اعةُ ال ى ِ ِ‬


‫شافع َ‬ ‫﴿فَ َما تَػ ْنػ َف ُع ُه ْم َش َف َ‬
‫َ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مستػ ْن ِفرةٌ (ٓ٘) فَػ ىر ْ ِ‬
‫ح ًفا‬
‫صُ‬ ‫ت م ْن قَ ْس َوَرة (ٔ٘) بَ ْل يُ ِري ُد ُك ُّل ْام ِر ٍئ م ْنػ ُه ْم أَ ْف يُػ ْؤتَى ُ‬ ‫ُ َْ َ‬
‫شرةً (ٕ٘) َك ىال بل َال َ‪٫‬نَافُو َف ْاآل ِخرةَ (ٖ٘) َك ىال إِنىو تَذْكِ‬
‫اء ذََك َرهُ﴾‬ ‫َ‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫)‬‫ٗ٘‬ ‫(‬ ‫ة‬
‫ٌ‬‫ر‬‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُمَن ى َ‬
‫‪.‬‬

‫وُب سوؽ ا‪ٛ‬ننة ‪ -‬رابعا‪:‬‬


‫اب النىا ِر أَ ْف قَ ْد َو َج ْدنَا َما َو َع َدنَا َربػَُّنا َحقًّا فَػ َه ْل َو َج ْد ًُْب‬ ‫ِ‬
‫َص َح َ‬
‫اب ا ْ‪ٛ‬نَنىة أ ْ‬
‫َص َح ُ‬
‫ادى أ ْ‬ ‫﴿ َونَ َ‬
‫ِ‬ ‫ما وع َد ربُّ ُكم حقًّا قَالُوا نَػعم‪ ،‬فَأَذى َف مؤِذّ ٌف بػيػنػهم أَ ْف لَعنةُ ىِ‬
‫ٌن (ٗٗ)‬ ‫اَّلل َعلَى الظىال ِم َ‬ ‫َْ‬ ‫َُ َ ْ َ ُ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ ََ َ ْ َ‬
‫اَّلل َويَػ ْبػغُونَػ َها ِع َو ًجا َو ُى ْم بِ ْاآل ِخ َرِة َكافِ ُرو َف﴾‪ .‬أي‪ :‬ونادى‬ ‫يل ىِ‬‫ص ُّدو َف َع ْن َسبِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الىذ َ‬
‫ين يَ ُ‬
‫أىل النار قائلٌن ‪ٟ‬نم‪ :‬إنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا على ألسنة رسلو‬ ‫أصحاب ا‪ٛ‬ننة َ‬
‫ح ًقا من إثابة أىل طاعتو‪ ،‬فهل وجدًب ما وعدكم ربكم على ألسنة رسلو ح ًقا من‬
‫عقاب أىل معصيتو؟ فأجاَّبم أىل النار قائلٌن‪ :‬نعم قد وجدنا ما وعدنا ربنا ح ًقا‪.‬‬
‫فأذىف مؤذف بٌن أىل ا‪ٛ‬ننة وأىل النار‪ :‬أ ْف لعنة هللا على الظا‪ٞ‬نٌن الذين ْناوزوا حدود‬
‫هللا‪ ،‬وكفروا با﵁ ورسلو‪.‬‬
‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 89‬‬
‫وبٌن أصحاب ا‪ٛ‬ننة وأصحاب النار حاجز عظيم يقاؿ لو األعراؼ‪َ ﴿ .‬و َعلَى‬
‫ِِ‬ ‫ْاألَ ْعر ِ‬
‫اى ْم﴾ يعرفوف أىل ا‪ٛ‬ننة وأىل النار بعالماهتم‪.‬‬ ‫يم ُ‬ ‫اؿ يَػ ْع ِرفُو َف ُك ًّال بس َ‬‫اؼ ِر َج ٌ‬ ‫َ‬
‫وىا َو ُى ْم يَط َْم ُعو َف﴾‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اب ا ْ‪ٛ‬نَنىة أَ ْف َس َال ٌـ َعلَ ْي ُك ْم َملْ يَ ْد ُخلُ َ‬
‫َص َح َ‬
‫اد ْوا أ ْ‬
‫﴿ َونَ َ‬
‫اف ال ُْم ْرتَ ِف ِع‪ ،‬وىو بٌن ا‪ٛ‬ننة والنار ‪ -‬من األسفل ا‪ٛ‬ننة و ُم ْرتَ ِفعا‬ ‫اؼ‪ :‬ىو اسم لِلْم َك ِ‬ ‫ْاألَ ْعر ِ‬
‫َ ٌ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أصحاب النار‪ .‬وغرفات ا‪ٛ‬ننة‬ ‫َ‬ ‫على حفرات النار ‪ -‬يستطيع أف يطّلع‪ ،‬من عليها‪،‬‬
‫ٓنتهم! ىكذا‪:‬‬

‫شم ِاؿ (ٔٗ) ُِب َ‪ٚ‬نُ ٍوـ و َِ‬


‫٘ن ٍيم (ٕٗ) َو ِظ ٍّل ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫ش َم ِاؿ َما أ ْ‬ ‫اب ال ِّ‬
‫َ‬ ‫اب ال ّ َ‬
‫َص َح ُ‬ ‫َص َح ُ‬
‫﴿ َوأ ْ‬
‫َ ْ‪٪‬ن ُم ٍوـ (ٖٗ) َال بَا ِرٍد َوَال َك ِر ٍمي﴾‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 90‬‬


‫الرج ِاؿ ْاألَ ْعر ِ‬
‫ت َح َسَناتُػ ُه ْم‬ ‫اسَتػ َو ْ‬
‫اس‪ُ :‬ى ْم قَػ ْوٌـ ْ‬ ‫اؿ ُح َذيْػ َفةُ َوابْ ُن َعبى ٍ‬‫اؼ‪ ،‬فَػ َق َ‬ ‫َ‬ ‫َوا ْخَتػلَ ُفوا ُِب ِّ َ‬
‫ت َّبِِ ْم َح َسَناتُػ ُه ْم َع ِن النىا ِر‪،‬‬ ‫ت َّبِِ ْم َسيَِّئاتُػ ُه ْم َع ِن ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة‪َ ،‬وَْنَ َاوَز ْ‬ ‫ص َر ْ‬ ‫َو َسيَِّئاتُػ ُه ْم‪ ،‬فَػ َق ى‬
‫ض ِل َر ْ٘نَتِ ِو‪َ ،‬و ُى ْم‬ ‫اَّللُ فِي ِه ْم َما يَ َشاءُ‪ٍ ،‬بُى يُ ْد ِخلُ ُه ُم ا ْ‪ٛ‬نَنىةَ بَِف ْ‬
‫ض َي ى‬ ‫اؾ ح ىىت يػ ْق ِ‬
‫فَػ َوقَػ ُفوا ُىَن َ َ َ‬
‫آخ ُر َم ْن يَ ْد ُخ ُل ا ْ‪ٛ‬نَنى َة ‪.40‬‬ ‫ِ‬
‫اؼ ال يريدوف أف يرجعوا البصر ‪ٞ‬نا يرو كيف يع ّذب َمن ُب النار‪َ ﴿ ،‬وإِ َذا‬ ‫الرج ِاؿ ْاألَ ْعر ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ٌن﴾‪.‬‬ ‫اب النىا ِر قَالُوا َربػىَنا َال َْنْ َعلَْنا َم َع الْ َق ْوـ الظىال ِم َ‬ ‫َص َح ِ‬ ‫اء أ ْ‬ ‫ِ‬
‫ار ُى ْم تلْ َق َ‬
‫صُ‬ ‫ص ِرفَ ْ‬
‫ت أَبْ َ‬ ‫ُ‬
‫وُب سوؽ ا‪ٛ‬ننة ‪ -‬أخًنا‪:‬‬
‫اى ْم‬ ‫اؼ ِرج ًاال يػع ِرفُونَػهم بِ ِ‬ ‫حٌن يسرتحوف أىل ا‪ٛ‬ننة‪﴿ ،‬ونَادى أَصحاب ْاألَ ْعر ِ‬
‫يم ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫قَالُوا ما أَ ْغىن َع ْن ُكم َٗنْع ُكم وما ُك ْنتم تَست ْكِربو َف (‪ )ٗٛ‬أ ِ ِ‬
‫ين أَقْ َس ْمتُ ْم َال‬ ‫َى ُؤَالء الىذ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ْ َ َ ُ ْ َْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ؼ َعلَ ْي ُك ْم َوَال أَنْػتُ ْم َٓنَْزنُو َف﴾‪ .‬أي‪ :‬ونادى أىل‬ ‫اَّللُ بَِر ْ٘نَ ٍة ا ْد ُخلُوا ا ْ‪ٛ‬نَنىةَ َال َخ ْو ٌ‬‫يَػَنا ُ‪ٟ‬نُ ُم ى‬
‫األعراؼ رجاال من قادة الكفار الذين ُب النار‪ ،‬يعرفوَم بعالمات خاصة ٕنيزىم‬
‫(ٕنيزىم من الدخاف النار) ‪ ،‬قالوا ‪ٟ‬نم‪ :‬ما نفعكم ما كنتم ْنمعوف من األمواؿ والرجاؿ‬
‫ُب الدنيا‪ ،‬وما نفعكم استعالؤكم عن اإل‪٬‬ناف با﵁ وقَبوؿ ا‪ٜ‬نق‪ .‬أىؤالء الضعفاء‬
‫والفقراء من أىل ا‪ٛ‬ننة الذين أقسمتم ُب الدنيا أف هللا ال يشملهم يوـ القيامة بر٘نة‪،‬‬
‫ولن يدخلهم ا‪ٛ‬ننة؟‬

‫معامل التنزيل ُب تفسًن القرآف = تفسًن البغوي‬ ‫‪.40‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 91‬‬


‫يوـ ا‪ٝ‬نلود ‪ :‬يوـ من أياـ هللا الذين ذكر ُب القرآف الكرمي‪« .‬إف هللا عز وجل استوى‬
‫على عرشو قبل أف ‪٫‬نلق شيئا‪ ،‬وكاف أوؿ ما خلق القلم وأمره أف يكتب ما ىو كائن‬
‫اب ىِ‬
‫اَّلل يَػ ْوَـ َخلَ َق‬ ‫اَّلل اثْػَنا َع َشر َش ْهرا ُِب كَِت ِ‬ ‫الشهو ِر ِع ْن َد ىِ‬
‫ُّ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ى‬
‫د‬ ‫إىل يوـ القيامة»‪﴿ .‬إِ ىف ِ‬
‫ع‬
‫َ ً‬ ‫ُ‬
‫ٌن‪ ،‬فَ َج َع َل اللىْي َل‬
‫ىه َار آيَػَتػ ْ ِ‬ ‫ات و ْاألَر ِ‬ ‫ال ى ِ‬
‫ض م ْنػ َها أ َْربَػ َعةٌ ُح ُرٌـ﴾‪َ .‬و َج َعل هللا اللىْي َل َوالنػ َ‬‫س َم َاو َ ْ َ‬
‫ضيئاً ﴿لَِت ْبَتػغُوا‬ ‫صراً م ِ‬
‫ُ‬
‫ىهار م ْب ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫اء م ْنوُ َلت ْس ُك َن ا‪ٝ‬نَالَئ ُق فيو َو َج َع َل النػ َ َ ُ‬
‫ضي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مظْلِماً‪ ،‬و ََ‪١‬نا ال ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الضياء اليل ُب أيّاـ يوـ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫السنٌِن وا ْ‪ٜ‬نِساب﴾‪ ،‬وسي ِ‬
‫ع‬ ‫ض ًال ِمن ربِ ُكم ولِتػعلَموا َع َد َد ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫فَ ْ ْ َّ ْ َ َ ْ ُ‬
‫بليل يػرتَاح ِ‬ ‫القيامة‪ ،‬فتصبح النهارا سرم ًدا وال ي ِ‬
‫فيو النىاس‬ ‫يع أح ٌد أَ ْف يأٌب ٍ َ ْ ُ‬ ‫ستط ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ‬
‫ويُس ُكنُو َف‪ .‬ومن أياـ هللا الدنيوي‪:‬‬

‫شكل األوؿ‪ :‬أياـ هللا‬

‫اـ‬
‫ودات‪ ،‬فَأَيى ُ‬
‫ومات وال َْم ْع ُد َ‬
‫يتكرر السبت إيل ا‪ٝ‬نميس لتعلموا ىذه األياـ ‪ -‬عيد ‪َ -‬م ْعلُ َ‬
‫ات‪ .‬واإلستجابة ﵁ ُب ىذه األياـ آـ لكل من‬ ‫ىح ِر َم ْعلُ َ‬
‫وم ٌ‬ ‫اـ الن ْ‬
‫ات‪َ ،‬وأَيى ُ‬
‫ود ٌ‬
‫ال ىرْم ِي َم ْع ُد َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 92‬‬


‫ُب الدنيا ‪ 41‬بل لكل من ُب السماوات واألرض‪٪ .‬نشر هللا عباده ُب سعيد واحد وىم‬
‫ودات‪.‬‬
‫فصل ُب أياـ ال َْم ْع ُد َ‬
‫متلبٌّن‪ ،‬ويسًنوف زمرا ح ي يُ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السنِ َ‬
‫ٌن‪،‬‬ ‫أياـ هللا ُب اآلخرة ال تتكرر! ومل يكن السبت إىل ا‪ٝ‬نميس لَتػ ْعلَ ُموا َع َد َد ّ‬
‫ْف َسَن ٍة ِ‪٣‬نىا تَػ ُع ُّدو َف﴾ ُب الدنيا! وإذا أٌب يوـ من آياـ هللا‬
‫ك َكأَل ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ َوإِ ىف يَػ ْوًما ع ْن َد َربِّ َ‬
‫اآلخرة‪ ...،‬فإنا ﵁ وإنا إليو راجعوف‪ ،‬حسبنا هللا ونعم الوكيل‪.‬‬

‫الشكل الثاين‪ :‬أياـ هللا ُب اآلخرة‪.‬‬


‫قاؿ هللا سبحانو وتعاىل‪:‬‬
‫ك ِمن الظُّلُم ِ‬
‫ات إِ َىل النُّو ِر َوذَ ّكِ ْر ُى ْم بِأَيى ِاـ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫وسى بِآيَاتَنا أَ ْف أَ ْخر ْ‬
‫ِج قَػ ْوَم َ َ‬ ‫﴿ َولَ َق ْد أ َْر َسلَْنا ُم َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ىِ‬
‫صبىا ٍر َش ُكو ٍر﴾ (سورة إبراىيم‪)٘ :‬‬
‫ك َآليَات ل ُك ِّل َ‬ ‫اَّلل‪ ،‬إِ ىف ُِب َذل َ‬
‫‪ .41‬األستجاب علي أقل اإل‪٬‬ناف بأف اآلياـ خآصه م هللا عيدا لنا‪ ،‬ولذلك فرض علينا أف نتبع هللا ورسولو ونفعل‬
‫كما أُمرنا ‪ -‬كصوـ يوـ عرفة ‪ٞ‬نن استطاع غًن ا‪ٜ‬نآج‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 93‬‬


‫نعما‬ ‫وقولو‪((:‬وذَ ّكِرىم بِأَيى ِاـ ىِ‬
‫اَّلل))‪ :‬أياـ كانت معلومة عندىم‪ ،‬أنعم هللا عليهم فيها ً‬ ‫َ ُْ ْ‬
‫جليل ًة‪ ،‬أنقذىم فيها من آؿ فرعوف بع َد ما كانوا فيما كانوا [فيو] من العذاب ا‪ٞ‬نُِهٌن‪،‬‬
‫وديارىم وأموا َ‪ٟ‬نم‪ ،‬وذلك يوـ عاشوراء‪.‬‬
‫وأوَرثهم أرضهم َ‬
‫وقومو‪ْ ،‬‬
‫وغ ىرؽ عد ىوىم فرعو َف َ‬
‫وٖنود وأشباىهم من‬
‫َ‬ ‫خوفهم ّنا نزؿ ٍ‬
‫بعاد‬ ‫وكاف بعض أىل العربية يقوؿ‪ :‬معناه‪ :‬ى‬
‫العذاب‪ ،‬وبالعفو عن اآلخرين ‪ -‬األياـ ‪٥‬نسات (قبل األياـ شكلنا األوؿ) مشتمل‬
‫فيهم يوـ تاسوعاء!‬
‫اإلماـ الرازى ما ملخصو‪ " :‬أما قولو (( َوذَ ّكِ ْر ُى ْم بِأَيى ِاـ هللا)) فاعلم أنو ‪ -‬تعاىل ‪-‬‬
‫قاؿ ِ‬
‫أمر موسى َب ىذا ا‪ٞ‬نقاـ بشيئٌن‪ ،‬أحد‪٨‬نا‪ :‬أف ‪٫‬نرجهم من الظلمات إىل النور‪.‬‬
‫والثان‪ :‬أف يذكرىم بأياـ هللا‪ .‬ويعرب عن األياـ بالوقائع العظيمة الىت وقعت فيها‬
‫ٌن الناس)) فا‪ٞ‬نعىن‪ :‬عظهم بالرتغيب والرتىيب والوعد‬ ‫(( َوتِل َ‬
‫ْك األياـ نُ َدا ِو ُ‪ٟ‬نَا بَػ ْ َ‬
‫والوعيد‪ ،‬فالرتغيب والوعد ‪ ،‬أف يذكرىم بنعم هللا عليهم وعلى من قبلهم ‪٣‬نن آمن‬
‫بالرسل‪ .‬والرتىيب والوعيد‪ ،‬أف يذكرىم بأس هللا وعذابو وانتقامو‪٣ ،‬نن كذب الرسل‬
‫من األمم السالفة ‪.42‬‬
‫والراجح‪ :‬عن ابن عباس‪ ،‬عن أيب بن كعب‪ ،‬عن النيب صلى هللا عليو وسلم ُب قولو‬
‫تبارؾ وتعاىل‪(( :‬وذَ ّكِرىم بِأَيى ِاـ ىِ‬
‫اَّلل)) قاؿ‪" :‬بنعم هللا تبارؾ وتعاىل"‪.‬‬ ‫َ ُْ ْ‬
‫وذلك يشًننا علي أف أياـ هللا‪ ،‬أيامو كما ُب شكلنا األوؿ‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬الخالؼ‪ُ ،‬ب أف األياـ ُب سكلنا الثاين أياـ هللا‪ .‬قاؿ هللا سبحانو وتعاىل‪:‬‬
‫ي قَػ ْوًما ِّنَا َكانُوا يَ ْك ِسبُو َف﴾‬ ‫ِ‬
‫ز‬ ‫ج‬ ‫ي‬‫اَّلل لِ‬
‫﴿قُل لِلى ِذين آمنوا يػغْ ِفروا لِلى ِذين َال يػرجو َف أَيىاـ ىِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫ْ َ َُ َ ُ‬

‫التفسًن الوسيط ا‪ٞ‬نؤلف‪ :‬سيد طنطاوي‬ ‫‪.42‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 94‬‬


‫ي بِال َْم ِد َين ِة‬‫ود ٌّ‬‫اؿ يػه ِ‬
‫اَّللَ قَػ ْرضاً َح َسناً))[البقرة‪ ]245 :‬قَ َ َ ُ‬ ‫ض ى‬ ‫ِ‬
‫ت (( َم ْن ذَا الىذي يُػ ْق ِر ُ‬ ‫لَ ىما نَػ َزلَ ْ‬
‫ك ا ْشَت َم َل َعلَى َس ْي ِف ِو‬ ‫ِ‬ ‫ب َُ‪١‬ن ىم ٍد! قَ َ‬ ‫يػ َق ُ ِ‬
‫اؿ‪ :‬فَػلَ ىما َِ‪ٚ‬ن َع ُع َم ُر بِ َذل َ‬ ‫اج َر ُّ‬ ‫احَت َ‬‫اص‪ْ :‬‬ ‫اؿ لَوُ ف ْن َح ٌ‬ ‫ُ‬
‫اؿ‪( :‬إِ ىف‬ ‫اَّللُ َعلَ ْي ِو َو َسلى َم فَػ َق َ‬
‫صلىى ى‬ ‫ىيب َ‬ ‫س َال ُـ إِ َىل النِ ِّ‬ ‫يل َعلَ ْي ِو ال ى‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫رب‬‫ْ‬ ‫ج‬‫و َخرج ُِب طَلَبِ ِو‪ ،‬فَجاء ِ‬
‫ََ‬ ‫َ ََ‬
‫اَّلل)‪َ .‬وا ْعلَ ْم أَ ىف ُع َم َر قَ ِد‬ ‫وؿ لَك قُل لِلى ِذين آمنوا يػ ْغ ِفروا لِلى ِذين َال يػرجو َف أَيىاـ ىِ‬
‫َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫ك يَػ ُق ُ َ ْ َ َ ُ َ ُ‬ ‫َربى َ‬
‫اَّللُ َع َل ْي ِو َو َسلى َم‬
‫صلىى ى‬ ‫وؿ ىِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْشَت َمل َع َلى َس ْي ِف ِو َو َخ َر َج ُِب طََل ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ث َر ُس ُ‬ ‫ي‪ ،‬فَػَبػ َع َ‬ ‫ب الَْيػ ُهود ِّ‬ ‫َ‬
‫ت‪ .‬أَ ْش َه ُد‬ ‫وؿ ىِ‬ ‫ُب طَلَبِ ِ‬
‫ص َدقْ َ‬ ‫اَّلل‪َ ،‬‬ ‫اؿ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ك" قَ َ‬ ‫ض ْع َس ْيػ َف َ‬ ‫اؿ‪" :‬يَا ُع َم ُر‪َ ،‬‬ ‫اء قَ َ‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫و‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ْت بِا ْ‪ٜ‬نَِّق‪ .‬قَ َ‬‫ك أ ُْر ِسل َ‬
‫ين َال يَػ ْر ُجو َف‬ ‫آمنُوا يَػ ْغف ُروا للىذ َ‬ ‫ين َ‬ ‫وؿ قُ ْل للىذ َ‬ ‫ك يَػ ُق ُ‬ ‫اؿ‪" :‬فَِإ ىف َربى َ‬ ‫أَنى َ‬
‫ب ُِب َو ْج ِهي‪.‬‬ ‫ض‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ت‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫ّ‬‫ِ‬ ‫‪ٜ‬ن‬
‫ْ‬ ‫ا‬‫ك بِ‬ ‫ث‬ ‫ع‬ ‫ػ‬‫ب‬ ‫ي‬ ‫ذ‬‫اؿ‪َ :‬الجرـ! والى ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫أَيىاـ ىِ‬
‫اَّلل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اَّلل"‪ :‬أَي َال يػرجو َف ثَػوابو‪ .‬وقِيل‪ :‬أَي َال َ‪٫‬نَافُو َف بأْس ىِ‬
‫اَّلل َونِ َق َموُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َوَم ْع َىن"َال يَػ ْر ُجو َف أَيى َاـ ى ْ َ ْ ُ َ َ ُ َ َ ْ‬
‫على أي حاؿ إِنػى ُه ْم َكانُوا َال يَػ ْر ُجو َف ِح َسابًا أي‪ :‬إَم كانوا ال ‪٫‬نافوف يوـ ا‪ٜ‬نساب‪،‬‬
‫ويوـ ا‪ٜ‬نساب تضمن ثالثة أياـ ‪ -‬إذا َال يػرجو َف أَيىاـ ىِ‬
‫اَّلل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ّ‬
‫تضمن ثالثة أياـ‪ ،‬قولو تعاىل‪:‬‬ ‫والدليل على قويل يوـ ا‪ٜ‬نساب ّ‬
‫الش َه َد ِاء وقُ ِ‬ ‫يء بِالنىبِيِّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿وأَ ْشرقَ ِ‬
‫ض َي بَػ ْيػَنػ ُه ْم‬ ‫َ‬ ‫ٌن َو ُّ‬ ‫اب َوج َ‬ ‫ض بِنُو ِر َرَّّبَا َو ُوض َع الْكَت ُ‬ ‫ت ْاألَ ْر ُ‬ ‫َ َ‬
‫بِا ْ‪ٜ‬نَِّق َو ُى ْم َال يُظْلَ ُمو َف﴾‪:‬‬
‫اب‪ُ = :‬ب يوـ ا‪ٜ‬نساب‪ -‬يوـ الوزف‪ .‬قاؿ هللا تعاىل‪:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ٔ‪َ .‬وُوض َع الْكتَ ُ‬
‫ورا (ٖٔ) اقػ َْرأْ كِتَابَ َ‬
‫ك َك َفى‬ ‫شً‬ ‫ج لَ ُو يَػ ْو َـ الْ ِقيَ َامةِ كِتَابًا يَػلْ َق ُاه َم ْن ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿وُك ىل إِْن ٍ‬
‫ساف أَل َْزْمنَ ُاه طَائ َرُه ُِب ُعنُقو َو ُ‪٦‬نْ ِر ُ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ك َح ِسيبًا﴾ (اإلسراء‪َ ﴿ )ٔٗ :‬وال َْوْز ُف يَػ ْوَمئِ ٍذ ا ْ‪ٜ‬نَ ُّق‪( ﴾...‬األعراؼ‪)ٛ :‬‬ ‫بِنَػ ْف ِس َ‬
‫ك الْيَػ ْو َـ عَلَْي َ‬
‫الش َه َد ِاء‪ُ =:‬ب يوـ ا‪ٜ‬نساب‪ -‬يوـ يقوـ األشهاد = يوـ الفصل‪ .‬قاؿ هللا تعاىل‪:‬‬ ‫يء بِالنىبِيِّ َ‬
‫ٌن َو ُّ‬ ‫ِ‬
‫ٕ‪َ .‬وج َ‬
‫اد﴾ (غافر‪)٘ٔ :‬‬ ‫وـ ْاألَ ْش َه ُ‬ ‫آمنُوا ُِب ا ْ‪ٜ‬نَيَاةِ ُّ‬
‫الدْنػيَا َويَػ ْو َـ يَػ ُق ُ‬ ‫ين َ‬
‫ِ‬
‫ص ُر ُر ُسلَنَا َوالىذ َ‬ ‫﴿إِنىا لَنَػنْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ت (ٔٔ) ِألَ ِ ٍ ِ‬
‫ص ِل﴾ (ا‪ٞ‬نرسالت)‬ ‫ت (ٕٔ) لِيَػ ْوـ الْ َف ْ‬ ‫ُجلَ ْ‬
‫ي يَػ ْوـ أ ّ‬‫ّ‬ ‫الر ُس ُل أُقِّتَ ْ‬
‫﴿ َوإِ َذا ُّ‬
‫ك يَػ ْق َر ُءو َف كِتَابَػ ُه ْم َوَال يُظْلَ ُمو َف فَتِ ً‬
‫يال﴾اإلسراء‬ ‫اس بِِإ َم ِام ِه ْم فَ َم ْن أ ِ‬
‫ُوٌبَ كِتَابَ ُو بِيَ ِمينِوِ فَأُولَئِ َ‬ ‫﴿يَػ ْو َـ نَ ْد ُعو ُك ىل أُنَ ٍ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 95‬‬


‫ك َش ِهي ًدا َعلَى َى ُؤَال ِء﴾ (النحل‪)ٜٛ :‬‬
‫ث ُِب ُك ِّل أُىمةٍ َش ِهي ًدا َعلَْي ِه ْم ِم ْن أَْنػ ُف ِس ِه ْم َو ِج ْئػنَا بِ َ‬
‫﴿ َويَػ ْو َـ نَػ ْبػ َع ُ‬
‫ض َي بَػ ْيػنَػ ُه ْم بِا ْ‪ٜ‬نَِّق َو ُى ْم َال يُظْلَ ُمو َف‪ُ = :‬ب يوـ ا‪ٜ‬نساب‪ -‬يوـ الوزف‪ .‬قاؿ هللا تعاىل‪:‬‬ ‫ٖ‪ .‬وقُ ِ‬
‫َ‬
‫ض َي بَػ ْيػنَػ ُه ْم بِال ِْق ْس ِط َو ُى ْم َال يُظْلَ ُمو َف﴾ (يونس‪ ،)ٗٚ :‬إذا‪:‬‬ ‫﴿ َولِ ُك ِّل أُىمةٍ َر ُس ٌ‬
‫وؿ فَِإذَا جاء رسوُ‪ٟ‬نُم قُ ِ‬
‫َ َ َُ ْ‬
‫يوـ الفصل‬
‫يوـ ا‪ٜ‬نساب‬ ‫يوـ يقوـ األشهاد‬
‫وهللا أعلم‬ ‫يوـ الوزف‬

‫ِ‬ ‫ويوـ الدين تضمن يوـ ا‪ٛ‬نمع و﴿يوـ اآلزفة ِإ ِذ الْ ُقلُوب لَ َدى ا ْ‪ٜ‬نَن ِ‬
‫اج ِر َكاظ ِم َ‬
‫ٌن﴾‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫والدليل‪:‬‬
‫س َشيًئا و ْاألَمر يػومئِ ٍذ ِىِ‬ ‫ك نَػ ْف ِ‬ ‫يوـ الدين‪﴿ :‬يػوـ َال َٕنْلِ‬
‫َّلل﴾ وُب ذلك اليوـ ‪٩‬نمع هللا‬ ‫س لَنػ ْف ٍ ْ َ ْ ُ َ ْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬
‫الثقلٌن ويفصلهم تفصيل ا‪ٛ‬نزاء با‪ٛ‬ننة أو النار (نعوذ با﵁)‪ .‬ويصلوف الفجار النار فيها‬
‫ٌن﴾‪ .‬وفيها يكوف ﴿فَ ِري ٌق ُِب ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة َوفَ ِري ٌق ُِب‬ ‫صلَ ْونَػ َها يَػ ْوَـ ال ِّدي ِن (٘ٔ) َوَما ُى ْم َع ْنػ َها بِ َغائِبِ َ‬ ‫﴿يَ ْ‬
‫ك قػُ ْرآنًا َع َربِيًّا لِتُػ ْن ِذ َر أُىـ‬ ‫ك أَ ْو َح ْيػَنا إِل َْي َ‬‫ال ىسعِ ًِن﴾‪ٚ .‬نّىها هللا يوـ ا‪ٛ‬نمع‪ :‬قاؿ تعاىل‪َ ﴿ :‬وَك َذلِ َ‬
‫ب فِ ِيو‪ ،‬فَ ِري ٌق ُِب ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة َوفَ ِري ٌق ُِب ال ىسعِ ًِن﴾‪ .‬وُب يوـ‬ ‫ِ‬
‫الْقُ َرى َوَم ْن َح ْوَ‪ٟ‬نَا َوتػُنْذ َر يَػ ْوَـ ا ْ‪ٛ‬نَ ْم ِع َال َريْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدين ((إِ ِذ الْ ُقلُوب لَ َدى ا ْ‪ٜ‬نَن ِ‬
‫ب‬ ‫ٌن)) ‪﴿ -‬بَ ْل َك ىذبُوا بِال ىسا َعة َوأَ ْعَت ْدنَا ل َم ْن َك ىذ َ‬ ‫اج ِر َكاظ ِم َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ًنا (ٕٔ) َوإِذَا أُلْقُوا ِم ْنػ َها‬ ‫ً‬
‫يد َِ‪ٚ‬نعوا َ‪ٟ‬نَا تَػ َغيُّظًا وَزفِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اف بعِ ٍ‬
‫َ‬
‫بِال ىسا َع ِة سعًِنا (ٔٔ) إِذَا رأَتْػ ُهم ِمن م َك ٍ‬
‫َ ْ ْ َ‬ ‫َ ً‬
‫ك ثُػبورا﴾ وحينئذ ((إِ ِذ الْ ُقلُوب لَ َدى ا ْ‪ٜ‬نَن ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌن)) (( َما‬ ‫اج ِر َكاظ ِم َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌن َد َع ْوا ُىَنال َ ُ ً‬ ‫ضِّي ًقا ُم َق ىرنِ َ‬
‫َم َكانًا َ‬
‫س َشيًئا و ْاألَمر يػومئِ ٍذ ِىِ‬ ‫ك نَػ ْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم َوَال َش ِف ٍ‬ ‫ٌن ِمن َِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َّلل ﴾‬ ‫س لَنػ ْف ٍ ْ َ ْ ُ َ ْ َ‬ ‫يع يُطَاعُ)) أي‪﴿ :‬يَػ ْوَـ َال َٕنْل ُ ٌ‬ ‫٘ن ٍ‬ ‫للظىالم َ ْ‬
‫ٌن ِمن َِ‬ ‫اظ ِم َ ِ ِ ِ‬ ‫اج ِر َك ِ‬ ‫= يػوـ ْاآل ِزفَِة‪﴿ .‬وأَنْ ِذرُىم يػوـ ْاآل ِزفَِة إِ ِذ الْقُلُوب لَ َدى ا ْ‪ٜ‬نَن ِ‬
‫٘ن ٍ‬
‫يم‬ ‫ٌن َما للظىالم َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ْ َ َْ‬ ‫َ َْ‬
‫ِ‬
‫ك يَػ ْوُـ الىتػغَابُ ِن﴾‪ .‬إذا‪:‬‬ ‫يع يُطَاعُ﴾ (غافر‪ .)ٔٛ :‬و﴿يَػ ْوَـ َْ‪٩‬ن َمعُ ُك ْم لَِيػ ْوـ ا ْ‪ٛ‬نَ ْم ِع ذَلِ َ‬ ‫َوَال َش ِف ٍ‬

‫وهللا أعلم‪.‬‬ ‫يَػ ْوـ ا ْ‪ٛ‬نَ ْم ِع‪/‬يَػ ْو ُـ التىػغَابُ ِن‬


‫يوـ الدين‬
‫يػوـ ْاآل ِزفَةِ‬
‫َْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 96‬‬


‫ِ‬
‫يوـ الوعيد‪ :‬ىو يوـ ا‪ٝ‬نروج من القبور‪ .‬قاؿ هللا تعاىل‪َ ﴿ :‬ونُِف َخ ُِب الصُّو ِر ذَل َ‬
‫ك يَػ ْو ُـ‬
‫ِ‬ ‫الْو ِع ِ‬
‫وج﴾‪ .‬وىي أوؿ يوـ‬ ‫ا‪ٝ‬نُُر ِ‬ ‫ص ْي َح َة بِا ْ‪ٜ‬نَِّق َذل َ‬
‫ك يَػ ْو ُـ ْ‬ ‫يد﴾ ٍب قاؿ‪﴿ :‬يَػ ْوَـ يَ ْس َم ُعو َف ال ى‬ ‫َ‬
‫من أياـ يوـ القيامة‪ ،‬واألياـ قبل يوـ الوعيد من أياـ الساعة! والساعة يو‪ٛ‬نها هللا ُب‬
‫يوـ القيامة كما يوِب اليل ُب النهار‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫َح ٌد إِالى َم ْن َرِح َم هللاُ‪.‬‬ ‫ٗنيعاً‪ ،‬والَ يػ ْن ِ‬
‫جوا م ْنوُ أ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ىاس َِ‬ ‫ط بِأ َْىوالِ ِو بِالن ِ‬ ‫يوـ ‪١‬نيط‪ :‬يَػ ْوٌـ ُِ‪٪‬ني ُ‬
‫ت﴾ أي‪" :‬وإذا النوؽ ا‪ٜ‬نوامل‬ ‫وش ُح ِش َر ْ‬ ‫ت (ٗ) َوإِ َذا ال ُْو ُح ُ‬ ‫ار ُع ِطّلَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫وذلك ﴿وإِ َذا ال ِ‬
‫ْع‬ ‫َ‬
‫ص هللا من بعضها‬ ‫تُركت وأ‪٨‬نلت‪ ،‬وإذا ا‪ٜ‬نيوانات الوحشية ُٗنعت واختلطت؛ ليقت ى‬
‫اسَتطَ ْعتُ ْم أَ ْف تَػ ْنػ ُف ُذوا ِم ْن‬ ‫س إِف ْ‬
‫اإلنْ ِ ِ‬ ‫لبعض‪ٍ 44 "،‬ب يقوؿ هللا تعاىل‪﴿:‬يَ َام ْع َش َر ا ْ‪ٛ‬نِ ِّن َو ِْ‬
‫سماو ِ‬
‫ض فَانْػ ُف ُذوا﴾‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫ات َو ْاألَ ْر ِ‬ ‫أَقْطَا ِر ال ى َ َ‬
‫اؼ َعلَ ْي ُك ْم ِمثْ َل يَػ ْوِـ‬ ‫آم َن يَاقَػ ْوِـ إِِ ّين أَ َخ ُ‬ ‫اؿ الىذي َ‬
‫يوـ التناد‪ :‬قاؿ هللا تعاىل‪﴿ :‬وقَ َ ِ‬
‫َ‬
‫ين ِم ْن بَػ ْع ِد ِى ْم َوَما ى‬
‫اَّللُ يُ ِري ُد ظُل ًْما‬ ‫ود والى ِ‬
‫ذ‬ ‫ُ‬‫ٖن‬‫َ‬ ‫و‬ ‫وح و َع ٍ‬
‫اد‬ ‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬‫اب (ٖٓ) ِمثل دأْ ِب قَػوِ‬ ‫ْاألَ ْح َز ِ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َما لَ ُك ْم‬ ‫ِ‬
‫اؼ َعلَ ْي ُك ْم يَػ ْوَـ التىػَناد (ٕٖ) يَػ ْوَـ تُػ َولُّو َف ُم ْدب ِر َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫لل ِْعَب ِاد (ٖٔ) َويَاقَػ ْوـ إِِ ّين أ َ‬
‫اَّللُ فَ َما لَوُ ِم ْن َى ٍاد﴾‬ ‫ضلِ ِل ى‬ ‫اص ٍم َوَم ْن يُ ْ‬ ‫اَّلل ِمن َع ِ‬
‫ْ‬
‫ِمن ىِ‬
‫َ‬
‫صلىى هللا‬ ‫وُب جامع البياف ُب تأويل القرآف (الطربي)‪ :‬عن أيب ىريرة‪ ،‬أف رسوؿ هللا َ‬
‫ع‬‫وؿ‪ :‬انْػ ُف ْخ نَػ ْف َخ َة ال َف َز ِع‪ ،‬فَػ َف ِز َ‬ ‫يل بالنىػ ْف َخ ِة َ‬
‫األوىل‪ ،‬فَػَيػ ُق ُ‬ ‫َْ َ‬
‫َعلَي ِو وسلىم قاؿ‪":‬يأْمر هللا إسرافِ‬
‫َ ُُ‬ ‫ْ ََ‬
‫اء هللا‪َ ،‬ويَأْ ُم ُرهُ هللا أ ْف يُ ِد‪٬‬نََها َويُطَ ِّوَ‪ٟ‬نَا فَال يَػ ْفَتػ ُر‪،‬‬ ‫ض إال َم ْن َش َ‬ ‫األر ِ‬
‫وأى ُل ْ‬ ‫ات ْ‬ ‫سمو ِ‬
‫ْأى ُل ال ى َ َ‬
‫اؽ)) فَػيُ َسِ ُّ‬ ‫اح َدةً ما َ‪ٟ‬نَا ِمن فَػو ٍ‬ ‫الء إِال صيحةً و ِ‬ ‫وؿ هللا‪((:‬وما يػ ْنظُر ىؤ ِ‬ ‫ِ‬‫ى‬ ‫وِ‬
‫ًن هللاُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ػ‬‫ي‬
‫َ‬ ‫ ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫َ َ‬‫ى‬
‫ف‬‫وؿ هللاُ‪((:‬يَػ ْوَـ تَػ ْر ُج ُ‬ ‫بأىلِها َر ًّجا‪َ ،‬و ِى َي ال ي يَػ ُق ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫األر ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫اؿ فَػَت ُكو َف َس َرابًا‪ ،‬فَػتُػ َر ُّ‬ ‫ا‪ٛ‬نَِب َ‬

‫‪ .43‬أيسر التفاسًن‬
‫التفسًن ا‪ٞ‬نيسر‬ ‫‪.44‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 97‬‬


‫ِ‬ ‫اج َفةٌ)) فَػت ُكو ُف كال ى ِ‬ ‫وب يػومئِ ٍذ و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الب ْح ِر‬‫سف َينة ا‪ٞ‬نُْرتَػ َعة ُِب َ‬ ‫َ‬ ‫ال ىراج َفةُ تَػ ْتَبػ ُع َها ال ىرادفَةُ قػُلُ ٌ َ ْ َ َ‬
‫ش تَػر ُّجوُ األرواح‪ ،‬فَػَت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ى‬ ‫بأىلِها‪ ،‬أو ِ‬
‫كالق ْن ِ‬
‫ىاس‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫َْ ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫بالع‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬‫ُ‬‫ا‪ٞ‬ن‬ ‫ِ‬
‫يل‬ ‫د‬ ‫اج تَ ْك َفأُ ْ َ ْ‬ ‫تَض ِرَُّبا األ ْم َو ُ‬
‫اضع‪ ،‬وتَضع ا‪ٜ‬نو ِامل‪ ،‬وتَ ِشيب ال ِولْ َدا ُف‪ ،‬وتَ ِطًن ال ى ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌن‬
‫شَياط ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َعلى ظَ ْه ِرىا‪ ،‬فَػَت ْذ َى ُل ا‪ٞ‬نََر ُ َ َ ُ ََ ُ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫طار‪ ،‬فَػَتػلَقىاىا ا‪ٞ‬نَالئِ َكةُ‪ ،‬فَػَت ْ‬
‫وىها‪ ،‬فَػَتػ ْرج َع َويُػ َوِّيل الن ُ‬
‫ىاس‬ ‫ب ُو ُج َ‬ ‫ض ِر ُ‬ ‫َىا ِربَ ًة حىت تأٌب األقْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا‪َ ،‬و ُى َو الى ِذي يَػ ُق ُ‬ ‫ين‪ ،‬يُػَن ِادي بَػ ْع ُ‬ ‫ِ‬
‫وؿ هللا‪((:‬يَػ ْوَـ التىػَناد يَػ ْوَـ تُػ َولُّو َف ُم ْدب ِر َ‬
‫ين‬ ‫ض ُه ْم بَػ ْع ً‬ ‫ُم ْدب ِر َ‬
‫اص ٍم))"‪.‬‬ ‫اَّلل ِمن َع ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َما لَ ُك ْم م َن ى ْ‬
‫ك‬ ‫اج َفةُ‪ :‬وىي بداية الساعة‪ .‬قاؿ هللا تعاىل‪﴿ :‬يَ ْسأَلُونَ َ‬ ‫ف ال ىر ِ‬ ‫يَػ ْوَـ يَػ َر ْونَػ َها = يَػ ْوَـ تَػ ْر ُج ُ‬
‫ساع ِة أَيىا َف مرساىا (ٕٗ) فِيم أَنْ ِ‬
‫اىا (ٗٗ) إِ ى‪٧‬نَا‬ ‫ت م ْن ِذ ْك َر َاىا (ٖٗ) إِ َىل َربِّ َ‬
‫ك ُم ْنَتػ َه َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫َع ِن ال ى َ‬
‫اىا﴾‪.‬‬ ‫ض َح َ‬ ‫اىا (٘ٗ) َكأَنػى ُه ْم يَػ ْوَـ يَػ َر ْونَػ َها َملْ يَػلَْبثُوا إِ ىال َع ِشيى ًة أ َْو ُ‬ ‫أَنْ َ ِ‬
‫ت ُم ْنذ ُر َم ْن َ‪٫‬نْ َش َ‬
‫يَػ ْوٍـ َع ِق ٍيم‪ :‬ىو يوـ القيامة ال ليلة لو‪.‬كما قاؿ عكرمة‪ ،‬و‪٠‬ناىد‪ ،‬وكذا قاؿ الضحاؾ‪،‬‬
‫وا‪ٜ‬نسن البصري‪.‬‬

‫اب يَػ ْوٍـ‬ ‫ِ‬


‫اعةُ بَػغَْتةً أ َْو يَأْتَيػ ُه ْم َع َذ ُ‬
‫سَ‬ ‫ين َك َف ُروا ُِب ِم ْريَ ٍة ِم ْنوُ َح ىىت تَأْتَِيػ ُه ُم ال ى‬ ‫﴿وَال يػز ُ ِ‬
‫اؿ الىذ َ‬ ‫َ ََ‬
‫ات ُِب جن ِ‬
‫ىات‬ ‫ا‪ٜ‬ن ِ‬‫َّلل َ ْ‪٪‬ن ُكم بػيػَنػهم فَالى ِذين آمنُوا و َع ِملُوا الصى ِ‬ ‫ع ِق ٍيم (٘٘) الْملْك يػومئِ ٍذ ِ ىِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫َُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ ََْ‬ ‫َ‬
‫ين َك َف ُروا َوَك ىذبُوا بِآيَاتَِنا فَأُولَئِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪.‬‬ ‫ٌن﴾‬ ‫اب ُم ِه ٌ‬ ‫ك َ‪ٟ‬نُ ْم َع َذ ٌ‬ ‫النىع ِيم (‪َ )٘ٙ‬والىذ َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 98‬‬


‫الدليل على أف يوـ ا‪ٝ‬نروج (يوـ البعث) ساعة‪:‬‬
‫ِ‬
‫ك َكانُوا يُػ ْؤفَ ُكو َف (٘٘)‬ ‫اع ٍة َك َذل َ‬
‫اعةُ يُػ ْق ِس ُم ال ُْم ْج ِرُمو َف َما لَبِثُوا َغ ْيػ َر َس َ‬
‫سَ‬ ‫وـ ال ى‬‫﴿ َويَػ ْوَـ تَػ ُق ُ‬
‫اَّلل إِ َىل يػوِـ الْبػ ْع ِ‬
‫اب ىِ‬ ‫اإل‪٬‬نَا َف لَ َق ْد لَبِثْتُ ْم ُِب كَِت ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقَ َ ِ‬
‫ث فَػ َه َذا يَػ ْو ُـ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْم َو ِْ‬
‫ين أُوتُوا الْعل َ‬ ‫اؿ الىذ َ‬ ‫َ‬
‫ث َولَ ِكنى ُك ْم ُك ْنتُ ْم َال تَػ ْعلَ ُمو َف﴾‬‫الْبػ ْع ِ‬
‫َ‬
‫والدليل على أف يوـ الفصل ساعة‪:‬‬
‫ا‪ٜ‬ن ِ‬
‫ات فَػ ُه ْم‬ ‫اعةُ يػومئِ ٍذ يػتػ َف ىرقُو َف (ٗٔ) فَأَ ىما الى ِذين آمنُوا و َع ِملُوا ال ى ِ‬
‫ص َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫س َ َ ْ َ ََ‬ ‫وـ ال ى‬‫﴿ َويَػ ْوَـ تَػ ُق ُ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ض ٍة ُْ‪٪‬نبػرو َف (٘ٔ) وأَمىا الى ِ‬
‫ك ُِب‬ ‫ين َك َف ُروا َوَك ىذبُوا بِآيَاتَِنا َول َقاء ْاآلخ َرة فَأُولَئِ َ‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ُِب َر ْو َ َ ُ‬
‫ض ُرو َف﴾‪ .‬يَػ ْوَمئِ ٍذ يَػَتػ َف ىرقُو َف = يوـ الفصل‪.‬‬
‫اب ُْ‪١‬ن َ‬‫ال َْع َذ ِ‬

‫والدليل على أف يوـ الوزف ساعة‪:‬‬


‫اعةُ يَػ ْوَمئِ ٍذ َ‪٫‬نْ َس ُر ال ُْم ْب ِطلُو َف (‪َ )ٕٚ‬وتَػ َرى‬
‫سَ‬ ‫وـ ال ى‬ ‫ض َويَػ ْوَـ تَػقُ ُ‬ ‫ات َو ْاألَ ْر ِ‬‫سماو ِ‬
‫ْك ال ى َ َ‬
‫ِِ‬
‫َو ىَّلل ُمل ُ‬
‫ُك ىل أُ ىم ٍة َجاثَِي ًة ُك ُّل أُ ىم ٍة تُ ْد َعى إِ َىل كَِت ِاَّبَا الَْيػ ْوَـ ُْنَْز ْو َف َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف (‪َ )ٕٛ‬ى َذا كَِتابُػَنا‬
‫ِ‬
‫خ َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف﴾‬ ‫يَػ ْنط ُق َعلَ ْي ُك ْم بِا ْ‪ٜ‬نَِّق إِنىا ُكنىا نَ ْسَتػ ْن ِس ُ‬
‫إذا قضي األمر‪ ،‬وأدخل أصحاب النار النار وأصحاب ا‪ٛ‬ننة ا‪ٛ‬ننة‪ ،‬فذلك ﴿يَػ ْوـ‬
‫ض َي ْاألَ ْم ُر﴾ أال إَا يوـ ا‪ٝ‬نلود وتبدأ من يوـ ال ي قيل ألصحاب ا‪ٛ‬نمة‪:‬‬ ‫ا ْ‪ٜ‬نسرِة إِذْ قُ ِ‬
‫َ َْ‬
‫ا‪ٝ‬نُلُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ود﴾‪ٕ .‬نر يوـ ا‪ٝ‬نلود بال انقطاع ‪ -‬كما كاف قبل‬ ‫وىا بِ َس َالٍـ َذل َ‬
‫ك يَػ ْو ُـ ْ‬ ‫﴿ا ْد ُخلُ َ‬
‫ا‪ٝ‬نلق ال تع ّد األياـ‪ ،‬ىكذا يعيدىا هللا بعد يوـ القامة ال تع ّدوف التاريخ (ميالدية‪،‬‬
‫ىجرية‪ ،‬أو من فناء الدنيا)‪ .‬ولعل أىل ا‪ٛ‬ننة يطّلعوف مثل يوـ ا‪ٛ‬نمعة فيذىبوف إىل‬
‫سوؽ ا‪ٛ‬ننة‪ ،‬وأما أصحاب النار‪ ،‬فإَم ُب ظلمات وإغماء لن يطّلعوف اليل والَار‬
‫(كمن حبس ُب أحد حجرة غونتنامو‪ ،‬بل أش ّد)‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 99‬‬


‫وُب يوـ ا‪ٝ‬نلود‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫ود ُى ْم بَ ىدلَْن ُ‬
‫اى ْم‬ ‫ت ُجلُ ُ‬ ‫ض َج ْ‬ ‫بعد مامل تع ّد‪ ،‬إذا اشتد عذاب أىل ا‪ٛ‬نحيم ‪ُ ﴿ -‬كلىما نَ ِ‬
‫َ‬
‫ص ُمو َف‬ ‫ودا َغ ْيػرَىا لِي ُذوقُوا الْع َذاب﴾‪ ،‬لو تسمع صياحهم ﴿قَالُوا و ُىم فِ َيها َ‪٫‬نَْت ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُجلُ ً َ َ‬
‫(‪ )ٜٙ‬تَ ىِ‬
‫َضلىَنا‬
‫ٌن (‪َ )ٜٛ‬وَما أ َ‬ ‫ب ال َْعالَ ِم َ‬ ‫ٌن (‪ )ٜٚ‬إِ ْذ نُ َس ِّوي ُك ْم بَِر ِّ‬ ‫اَّلل إِ ْف ُكنىا لَ ِفي َ‬
‫ض َال ٍؿ ُمبِ ٍ‬
‫ٌن (ٓٓٔ) وَال ص ِد ٍيق َِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫٘ن ٍيم (ٔٓٔ) فَػلَ ْو أَ ىف لََنا‬ ‫َ َ‬ ‫إِ ىال ال ُْم ْج ِرُمو َف (‪ )ٜٜ‬فَ َما لََنا م ْن َشافع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌن﴾ (سورة الشعراء(‬ ‫َك ىرةً فَػَن ُكو َف م َن الْ ُم ْؤمنِ َ‬

‫اسَت ْكَبػ ُروا إِنىا ُكنىا لَ ُك ْم تَػَبػ ًعا فَػ َه ْل أَنْػتُ ْم‬ ‫ِِ‬
‫ين ْ‬‫وؿ الض َُّع َفاءُ للىذ َ‬ ‫﴿ َوإِذْ يَػَت َح ُّ‬
‫اجو َف ُِب النىا ِر فَػَيػقُ ُ‬
‫اَّللَ قَ ْد َح َك َم‬‫اسَت ْكَبػ ُروا إِنىا ُك ٌّل فِ َيها إِ ىف ى‬ ‫ين‬ ‫اؿ الى ِ‬
‫ذ‬ ‫ق‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ىا‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫صيبا ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ٗٚ‬‬ ‫ُم ْغنُو َف َعنىا نَ ً َ‬
‫م‬
‫فيحتج األتباع‬ ‫ُّ‬ ‫ٌن ال ِْعَب ِاد﴾ ‪ -‬وإذ يتخاصم أىل النار‪ ،‬ويعاتب بعضهم ً‬
‫بعضا‪،‬‬ ‫بَػ ْ َ‬
‫ا‪ٞ‬نقلدوف على رؤسائهم ا‪ٞ‬نستكربين الذين أضلُّوىم‪ ،‬وزيىنوا ‪ٟ‬نم طريق الشقاء‪ ،‬قائلٌن‬
‫نصيبا من النار بتحملكم قسطًا من عذابنا؟ قاؿ الرؤساء‬
‫‪ٟ‬نم‪ :‬ىل أنتم مغنوف عنا ً‬
‫ا‪ٞ‬نستكربوف مبيِّنٌن عجزىم‪ :‬ال نتحمل عنكم ً‬
‫شيئا من عذاب النار‪ ،‬وكلُّنا فيها‪ ،‬ال‬
‫كل منا بقضائو‬
‫خالص لنا منها‪ ،‬إف هللا قد قسم بيننا العذاب ب َق ْدر ما يستحق ٌّ‬
‫َ‬
‫العادؿ‪.‬‬

‫اب (‪)ٜٗ‬‬ ‫ف َعنىا يَػ ْوًما ِم َن ال َْع َذ ِ‬


‫ىم ا ْد ُعوا َربى ُك ْم ُ‪٫‬نَ ِّف ْ‬‫ن‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬
‫اؿ الى ِذين ُِب النىا ِر ِ‪ٝ‬نَزنَ ِ‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫﴿ َوقَ َ‬
‫َ‬
‫ين إِ ىال‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫قَالُوا أَوَمل تَ ُ ِ‬
‫ك تَأْتي ُك ْم ُر ُسلُ ُك ْم بالَْبػيَّنات قَالُوا بَػلَى قَالُوا فَا ْد ُعوا‪َ ،‬وَما ُد َعاءُ الْ َكاف ِر َ‬ ‫َْ‬
‫ض َال ٍؿ﴾‪( .‬سورة غافر(‬ ‫ُِب َ‬
‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 100‬‬
‫ف عنا‬‫وقاؿ الذين ُب النار من ا‪ٞ‬نستكربين والضعفاء ‪ٝ‬نزنة جهنم‪ :‬ادعوا ربكم ُ‪٫‬نَ ِّف ْ‬
‫توبيخا‪:‬‬
‫يوما واح ًدا من العذاب؛ كي ٓنصل لنا بعض الراحة‪ .‬قاؿ خزنة جهنم ‪ٟ‬نم ً‬ ‫ً‬
‫ىذا الدعاء ال ينفعكم ُب شيء‪ ،‬أومل تأتكم رسلكم با‪ٜ‬نجج الواضحة من هللا‬
‫فكذبتموىم؟ فاعرتؼ ا‪ٛ‬ناحدوف بذلك وقالوا‪ :‬بلى‪ .‬فتربأ خزنة جهنم منهم وقالوا‪:‬‬
‫شيئا؛‬‫‪٥‬نن ال ندعو لكم‪ ،‬وال نشفع فيكم‪ ،‬فادعوا أنتم‪ ،‬ولكن ىذا الدعاء ال يغين ً‬
‫ألنكم كافروف‪ .‬وما دعاء الكافرين إال ُب ضياع ال يُقبل‪ ،‬وال يُستجاب‪.‬‬
‫َحَيػ ْيَتػَنا‬
‫ٌن َوأ ْ‬‫فإذا مل يدعوا ‪ٟ‬نم خزنة جهنم‪ ،‬يدعوا ألنفسهم‪﴿ :‬قَالُوا َربىػَنا أ ََمتىػَنا اثْػَنَتػ ْ ِ‬
‫اء‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ا‬‫م‬‫َ‬ ‫و‬ ‫﴿‬ ‫‪ٟ‬نم!‬ ‫ستجاب‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫فال‬ ‫؟‬ ‫﴾‬ ‫ٍ‬
‫يل‬ ‫وج ِم ْن سبِ‬
‫ٌن فَا ْعَتػ َرفْػَنا بِ ُذنُوبَِنا فَػ َه ْل إِ َىل ُخ ُر ٍ‬
‫اثْػَنَتػ ْ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جع ِة إِ َىل‬ ‫يل إِ َىل ال ىر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ض َالؿ﴾‪ .‬وقيل َُ‪٩‬نابُو َف َعلَى َس َؤا‪ٟ‬ن ْم أَ ْف الَ َسب َ‬
‫الْ َكافِ ِرين إِ ىال ُِب َ ٍ‬
‫َ‬
‫وج ِم َن النىا ِر‪...‬‬ ‫الدنْػَيا‪َ ،‬والَ إِ َىل ا‪ٝ‬نُُر ِ‬ ‫ُّ‬

‫َّلل ال َْعلِ ِّي‬


‫اَّلل وح َده َك َفر ًُب وإِ ْف ي ْشر ْؾ بِ ِو تُػ ْؤِمنوا فَا ْ‪ٜ‬ن ْكم ِ ىِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫﴿ َذل ُك ْم بأَنىوُ إ َذا ُدع َي ىُ َ ْ ُ ْ ْ َ ُ َ‬
‫‪.‬‬ ‫الْ َكبِ ًِن﴾‬

‫س‬ ‫َض ىالنَا ِم َن ا ْ‪ٛ‬نِ ِّن َو ِْ‬


‫اإلنْ ِ‬ ‫ين َك َف ُروا َربىػَنا أَ ِرنَا اللى َذيْ ِن أ َ‬ ‫َؿ ال َكافِرو َف هللا‪﴿ .‬وقَ َ ِ‬
‫اؿ الىذ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫يَ ْسأ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َضلُّ ُ‬
‫وى ْم‬ ‫ين أ َ‬‫ٌن﴾‪ .‬أي‪ :‬يُسئلوف أَ ْف يُ ِريَػ ُهم الذ َ‬ ‫ت أَقْ َدامَنا لَي ُكونَا م َن ْاألَ ْس َفل َ‬
‫َ ْ‪٤‬ن َعل ُْه َما َٓنْ َ‬
‫وى ْم بِأَقْ َد ِام ِه ْم انْتِ َقاماً ِم ْنػ ُه ْم‪َ ،‬وإِ َىانَ ًة َ‪ٟ‬نُ ْم (أ َْو‬
‫وس ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫س وا‪ٛ‬نِ ِن لِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫ْ‬‫ُ‬‫أل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫ٌن‬ ‫ِمن َشي ِ‬
‫اط‬ ‫ْ َ‬
‫اب لَِي ُكو َف َع َذابُػ ُه ْم أَ َش ىد)‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫الع َذ ِ‬ ‫لِيجعلُوىم ُِب الطىبػ َق ِة ُّ ِ‬
‫الس ْف َلى م َن َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 101‬‬


‫ج ُم ْقَت ِح ٌم َم َع ُك ْم َال‬ ‫بعضا‪ ،‬ويقوؿ بعضهم لبعض‪َ ﴿ :‬ى َذا فَػ ْو ٌ‬ ‫يَ ْشتم أىل النار بعضهم ً‬
‫س‬ ‫ئ‬
‫ْ‬ ‫صالُو النىا ِر (‪ )ٜ٘‬قَالُوا بَل أَنْػتُم َال َمر َحًبا بِ ُكم أَنْػتُم قَ ىد ْمتُموهُ لََنا فَبِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫ػ‬‫ن‬‫َم ْر َحًبا َّبِِ ْم إِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫وس الضىالَلَ ِة‪﴿ :‬قَالُوا َربػىَنا َم ْن قَ ىد َـ لََنا َى َذا فَ ِز ْدهُ‬ ‫ٌن َعلَى ُر ُؤ ِ‬ ‫وؿ األَ ُ‬
‫تباع َداع َ‬ ‫الْ َق َر ُار﴾ فَػَيػ ُق ُ‬
‫ض ْع ًفا ُِب النىا ِر﴾‪( .‬سورة ص(‬ ‫َع َذابا ِ‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫‪.‬‬ ‫َى ِل النىا ِر﴾‬
‫اص ُم أ ْ‬ ‫﴿إِ ىف ذَل َ‬
‫ك َ‪ٜ‬نَ ٌّق َٔنَ ُ‬

‫كل ىذه ا‪ٝ‬نصومة أصحاب النار فيها‪ ،‬ال يؤذيوف أصحاب ا‪ٛ‬ننة‪ .‬بل إف أىل ا‪ٛ‬ننة‬
‫س ُه ْم َخالِ ُدو َف﴾‪ .‬وإ‪٧‬نا يروَم يع ّذبوف‬ ‫يس َها َو ُى ْم ُِب َما ا ْشَتػ َه ْ‬
‫ت أَنْػ ُف ُ‬
‫ِ‬
‫﴿َال يَ ْس َم ُعو َف َحس َ‬
‫آمنُوا‬ ‫ين‬ ‫فيها! توبيخا ّنا فعلوا ‪ٟ‬نم ُب الدنيا‪﴿ .‬إِ ىف الى ِذين أَجرموا َكانُوا ِمن الى ِ‬
‫ذ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُْ‬
‫ِ‬ ‫ضح ُكو َف (‪ )ٕٜ‬وإِ َذا م ُّروا َّبِِم يػتػ َغامزو َف (ٖٓ) وإِ َذا انْػ َق َلبوا إِ َىل أ ِ‬
‫َىل ِه ُم انْػ َق َلبُوا فَك ِه َ‬
‫ٌن‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫يَ ْ َ‬
‫آمنُوا ِم َن الْ ُك ىفا ِر‬ ‫ين َ‬ ‫َ‬
‫ضالُّو َف﴾‪﴿...‬فَالْيػوـ الى ِ‬
‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫(ٖٔ) وإِذَا رأَوىم قَالُوا إِ ىف ىؤَال ِ‬
‫ء‬ ‫َُ‬ ‫َ َُْْ‬
‫ك يَػنْظُُرو َف﴾‪.‬‬ ‫ضح ُكو َف (ٖٗ) َعلَى ْاألَرائِ ِ‬
‫َ‬ ‫يَ ْ َ‬

‫‪.‬‬ ‫ار َما َكانُوا يَػ ْف َعلُو َف﴾؟‬ ‫ب الْ ُك ىف ُ‬


‫َى ْل ثُػ ِّو َ‬
‫اء‬ ‫س‬ ‫﴿ياأَيُّػ َها الى ِذين آمنُوا َال يس َخر قَػوٌـ ِمن قَػوٍـ َعسى أَ ْف ي ُكونُوا َخ ْيػرا ِم ْنػ ُهم وَال نِ‬
‫ْ َ ٌَ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ ْ ْ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫س‬ ‫ئ‬
‫ْ‬ ‫اب‪ ،‬بِ‬ ‫ِم ْن نِس ٍاء َعسى أَ ْف يَ ُك ىن َخ ْيػرا ِم ْنػ ُه ىن‪َ ،‬وَال تَػل ِْم ُزوا أَنْػ ُفس ُك ْم َوَال تَػَنابَػ ُزوا بِ ْاألَلْ َق ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪.‬‬ ‫ك ُى ُم الظىالِ ُمو َف﴾‬ ‫ب فَأُولَئِ َ‬ ‫ِاالسم الْ ُفسو ُؽ بػع َد ِْ ِ‬
‫اإل‪٬‬نَاف‪َ ،‬وَم ْن َملْ يَػتُ ْ‬ ‫ْ ُ ُ َْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 102‬‬


‫أخًنا‪ ،‬إذا مل تنفعهم خصوماهتم‪َ ﴿ ،‬وقَالُوا َما لََنا َال نَػ َرى ِر َج ًاال ُكنىا نَػ ُع ُّد ُى ْم ِم َن ْاألَ ْش َرا ِر‬
‫ار﴾‪ ،‬فًنوف أىل ا‪ٛ‬ننة ‪ -‬بإذف هللا ‪-‬‬ ‫صُ‬ ‫ت َع ْنػ ُه ُم ْاألَبْ َ‬ ‫اى ْم ِس ْخ ِريًّا أ َْـ َزا َغ ْ‬ ‫(ٕ‪ )ٙ‬أ ىَٔنَ ْذنَ ُ‬
‫ض ًرا ِم ْن‬ ‫سو َف ثَِيابًا ُخ ْ‬ ‫ب‪َ ،‬ويَػلَْب ُ‬ ‫َسا ِوَر ِم ْن ذَ َى ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ار‪٪َُ ،‬نلى ْو َف ف َيها م ْن أ َ‬
‫ِ ِ‬
‫﴿ َْنْ ِري م ْن َٓنْت ِه ُم ْاألَنْػ َه ُ‬
‫ك﴾ ﴿ َوفَاكِ َه ٍة ِ‪٣‬نىا يَػَت َخيىػ ُرو َف (ٕٓ) َو َ‪ٜ‬نِْم طَ ًٍْن‬ ‫ٌن فِ َيها َعلَى ْاألَرائِ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫س َوإِ ْسَت ْبػ َر ٍؽ ُمتىكئِ َ‬ ‫ُس ْن ُد ٍ‬
‫ِ‪٣‬نىا يَ ْشَتػ ُهو َف﴾‪ .‬سبحاف هللا!‬
‫ِ ِ‬ ‫ت نَ ِ‬
‫ض ٌر َوإِ ْسَت ْبػ َر ٌؽ‬
‫س ُخ ْ‬ ‫اب ُس ْن ُد ٍ‬ ‫يما َو ُملْ ًكا َكبِ ًًنا (ٕٓ) َعالَيػ ُه ْم ثَي ُ‬ ‫ت ٍبَى َرأَيْ َ ً‬
‫ع‬ ‫﴿ َوإِ َذا َرأَيْ َ‬
‫ِ ِ ٍ‬
‫اب النىا ِر‬ ‫َص َح ُ‬ ‫ادى أ ْ‬ ‫ورا﴾‪َ ﴿...‬ونَ َ‬ ‫اى ْم َربُّػ ُه ْم َش َرابًا طَ ُه ً‬ ‫َسا ِوَر م ْن فضىة َو َس َق ُ‬ ‫َو ُحلُّوا أ َ‬
‫اَّللُ‪ ،‬قَالُوا إِ ىف ى‬
‫اَّللَ َح ىرَم ُه َما‬ ‫يضوا َعلَ ْيػَنا ِم َن ال َْم ِاء أ َْو ِ‪٣‬نىا َرَزقَ ُك ُم ى‬ ‫اب ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة أَ ْف أَفِ ُ‬ ‫َص َح َ‬ ‫أ ْ‬
‫الدنْػَيا‪.﴾...‬‬‫ين ىأنَ ُذوا ِديَنػ ُه ْم َ‪ٟ‬نًْوا َولَ ِعًبا َو َغ ىرتْػ ُه ُم ا ْ‪ٜ‬نََياةُ ُّ‬ ‫ِ‬
‫ين (ٓ٘) الىذ َ‬
‫ِ‬
‫َعلَى الْ َكاف ِر َ‬

‫س‬ ‫سو َف ِم ْن ُس ْن ُد ٍ‬ ‫ْب‬


‫ََُ‬ ‫ل‬‫ػ‬‫ي‬ ‫)‬ ‫ٕ٘‬ ‫(‬ ‫وف‬‫ىات و ُعي ٍ‬
‫َ ُ‬
‫ٌن (ٔ٘) ُِب جن ٍ‬
‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫﴿إِ ىف الْمتى ِقٌن ُِب م َق ٍاـ أ ِ‬
‫َم‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ٌن (ٗ٘) يَ ْد ُعو َف فِ َيها بِ ُك ِّل فَاكِ َه ٍة‬ ‫اى ْم ُِنُو ٍر ِع ٍ‬‫ك َوَز ىو ْجَن ُ‬
‫ِ‬
‫ٌن (ٖ٘) َك َذل َ‬
‫ِ‬
‫َوإِ ْسَت ْبػ َر ٍؽ ُمَتػ َقابِل َ‬
‫اب ا ْ‪ٛ‬نَ ِح ِيم (‪)٘ٙ‬‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫اى‬‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫وىل‬
‫َ‬ ‫ُ‬‫األ‬
‫ْ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬‫و‬ ‫ْم‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬
‫ال‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ْم‬‫ل‬‫ا‬ ‫ا‬ ‫يه‬ ‫آمنٌِن (٘٘) َال ي ُذوقُو َف فِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك ىو الَْفو ُز الْع ِظيم﴾‪ِ ...‬‬ ‫ض ًال ِمن ربِ ِ‬
‫ضى‬ ‫ىم َال يُػ ْق َ‬‫ار َج َهن َ‬‫ين َك َف ُروا َ‪ٟ‬نُ ْم نَ ُ‬‫﴿والىذ َ‬
‫َ‬ ‫ك َذل َ ُ َ ْ َ ُ‬ ‫فَ ْ ْ َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪.‬‬ ‫ك َ ْ‪٤‬ن ِزي ُك ىل َك ُفو ٍر﴾‬ ‫ف َع ْنػ ُه ْم م ْن َع َذ ِاَّبَا‪َ ،‬ك َذل َ‬ ‫َعلَ ْي ِه ْم فَػَي ُموتُوا َوَال ُ‪٫‬نَ ىف ُ‬

‫ا‪ٝ‬نُل ِ‬
‫ْد َج َز ًاء ِّنَا َكانُوا بِآيَاتَِنا َ ْ‪٩‬ن َح ُدو َف﴾‬ ‫ىار َ‪ٟ‬نُ ْم فِ َيها َد ُار ْ‬ ‫﴿ذَلِك جزاء أَ ْع َد ِاء ىِ‬
‫اَّلل الن ُ‬ ‫َ ََ ُ‬
‫يم (سورة ا‪ٞ‬نائدة(‬ ‫ق‬‫ي ِري ُدو َف أَ ْف َ‪٫‬نْرجوا ِمن النىا ِر وما ىم ِِنَا ِرِجٌن ِم ْنػها وَ‪ٟ‬نم َع َذاب م ِ‬
‫ٌ ُ ٌ‬ ‫َ َ َ ُْ‬ ‫ََ ُ ْ‬ ‫ُُ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اب ا ْ‪ٜ‬نَ ِر ِيق (سورة ا‪ٜ‬نج(‬ ‫ُكلى َما أ ََر ُ‬
‫ادوا أَ ْف َ‪٫‬نْ ُر ُجوا م ْنػ َها م ْن َغ ٍّم أُعي ُدوا ف َيها َوذُوقُوا َع َذ َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 103‬‬


‫اَّلل صلى هللا عليو وسلم‪:‬‬ ‫وؿ ىِ‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬ ‫اؿ قَ َ‬ ‫ت قَ َ‬ ‫ادةَ بْ ِن الصى ِام ِ‬ ‫ما ىي شفاعة؟ َع ْن ُعَب َ‬
‫ث نَبِيًّا َوال َر ُسوال إِال َسأَلَِين َم ْسأَلَ ًة أُ ْع ِط َيها إِيىاهُ فَ َس ْل‬ ‫اؿ يَا َُ‪١‬ن ىم ُد َملْ أَبْػ َع ْ‬ ‫«إِ ىف ى‬
‫اَّللَ تَػ َع َاىل قَ َ‬
‫وؿ‬‫اعةُ يَا َر ُس َ‬
‫ش َف َ‬ ‫اؿ أَبُو بَ ْك ٍر َما ال ى‬ ‫اعةٌ ألُمى ِ ي يَػ ْوَـ ال ِْقَي َام ِة‪ ،‬فَػ َق َ‬‫ْت َم ْسأَلَِ ي َش َف َ‬ ‫يَا َُ‪١‬ن ىم ُد فَػقُل ُ‬
‫ِج َرِّيب‬
‫ب نَػ َع ْم فَػيُ ْخر ُ‬ ‫وؿ ال ىر ُّ‬ ‫ت ِع ْن َد َؾ فَػَيػ ُق ُ‬ ‫اع ِ ي الىِ ي ا ْخَتَبأْ ُ‬ ‫ب َش َف َ‬ ‫َي َر ِّ‬‫وؿ أ ْ‬‫اؿ‪" :‬أَقُ ُ‬ ‫ىِ‬
‫اَّلل؟ قَ َ‬
‫بَ ِقيىةَ أُمى ِ ي ِم َن النىا ِر َويُػ ْنبِ ُذ ُى ْم ُِب ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة"» إذا‪:‬‬
‫شفاعة النيب صلى هللا عليو وسلم وشفاعة بعض أمتو لبعض أمتو ‪٣‬نن قد أوبقتهم‬
‫خطاياىم وذنوَّبم فأدخلوا النار ليخرجوا منها بعد ما قد عذبوا فيها بقدر ذنوَّبم‬
‫وخطاياىم ال ي ال يغفرىا ‪ٟ‬نم ومل يتجاوز ‪ٟ‬نم عنها بفضلو وجوده‪ .‬با﵁ نتعوذ من‬
‫اع ِة َُ‪١‬ن ىم ٍد صلى هللا عليو‬ ‫ِ‬ ‫ج ِم َن النىا ِر قَػ ْوٌـ يُػ َق ُ‬
‫اؿ َ‪ٟ‬نُ ُم ا ْ‪ٛ‬نََهن ِىميُّو َف م ْن َش َف َ‬ ‫النار‪ .‬و ُ‪٫‬نْر ُ‬
‫شيئا إال‬ ‫علو منزلتهم‪ ،‬ال تنفع شفاعتهم ً‬ ‫وسلم‪ .‬وكثًن من ا‪ٞ‬نالئكة ُب السموات مع ِّ‬
‫ك ُِب‬ ‫من بعد أف يأذف هللا ‪ٟ‬نم بالشفاعة‪ ،‬ويرضى عن ا‪ٞ‬نشفوع لو‪﴿ .‬وَكم ِمن م َل ٍ‬
‫َ ْ ْ َ‬
‫ضى﴾‪.‬‬ ‫ات َال تُػ ْغ ِين َش َفاعتػهم َشيئا إِ ىال ِمن بػع ِد أَ ْف يأْذَ َف ى ِ‬ ‫سماو ِ‬
‫اَّللُ ل َم ْن يَ َشاءُ َويَػ ْر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ ُ ُ ْ ًْ‬ ‫ال ى َ َ‬
‫اؿ‪« :‬يَ ُكو ُف قَػ ْوٌـ ُِب النىا ِر‬ ‫اَّلل صلى هللا عليو وسلم قَ َ‬ ‫وؿ ىِ‬ ‫ود أَ ّف َر ُس َ‬ ‫اَّلل ب ِن مسع ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َع ْن َع ْبد ى ْ َ ْ ُ‬
‫اَّللُ فَػيُ ْخ َر ُجو َف ِم ْنػ َها فَػَي ْم ُكثُو َف ُِب أَ ْد َن ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة ُِب نَػ ْه ٍر‬
‫اَّللُ أَ ْف يَ ُكونُوا ٍبُى يَػ ْر َ٘نُ ُه ُم ى‬
‫اء ى‬ ‫َما َش َ‬
‫الدنْػَيا ألَط َْع َم ُه ْم َو َس َق ُ‬
‫اى ْم َو َ‪ٜ‬نََف ُه ْم‪»...‬‬ ‫َى َل ُّ‬
‫َح ُد ُى ْم أ ْ‬
‫اؼ أ َ‬
‫َض َ‬
‫اؿ لَوُ ا ْ‪ٜ‬نََيػ َوا َف‪ ،‬لَ ْو أ َ‬
‫يُػ َق ُ‬
‫وعلم أف الشفاعة ألىل الكبائر ‪ -‬من شهد أف ال إلو إال هللا ‪ -‬من أمة ‪١‬نمد صلى هللا‬
‫اَّللُ َعلَ ْي ِو ا ْ‪ٛ‬نَنى َة‬ ‫عليو وسلم‪ .‬فال شفاعة ‪ٞ‬نن يشرؾ با﵁‪﴿ ،‬إِنىو من ي ْش ِر ْؾ بِ ىِ‬
‫اَّلل فَػ َق ْد َح ىرَـ ى‬ ‫َُْ ُ‬
‫صا ٍر﴾‪ .‬وُب ا‪ٜ‬نديث‪ :‬قاؿ صلى هللا عليو وسلم‪:‬‬ ‫ومأْواه النىار وما لِلظىالِ ِم ِ‬
‫ٌن م ْن أَنْ َ‬‫َ‬ ‫ََ َ ُ ُ ََ‬
‫"شفاع ي ‪ٞ‬نن شهد أف ال إلو إال هللا ‪٢‬نلصاً يصدؽ قلبو لسانو ولسانو قلبو‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 104‬‬


‫و عن جابر بن عبد هللا قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم‪« :‬شفاع ي ألىل‬
‫الكبائر من أم ي» ﴿إِ ْف َْنَْتنِبُوا َكَبائَِر َما تُػ ْنػ َه ْو َف َع ْنوُ نُ َك ِّف ْر َع ْن ُك ْم َسيَِّئاتِ ُك ْم َونُ ْد ِخلْ ُك ْم‬
‫ُم ْد َخ ًال َك ِر‪٬‬نًا﴾‪.‬‬
‫اؿ لَوُ َماءُ ا ْ‪ٜ‬نََي ِاة‪ ،‬فَػَيػ ْنبُتُو َف‬
‫كمل الشافعة‪ ،‬يُػلْ َق ْو َف ا ْ‪ٛ‬نََهن ِىميُّو َف ُِب نَػ َه ٍر بِأَفْػ َو ِاه ا ْ‪ٛ‬نَن ِىة يُػ َق ُ‬ ‫إذا ّ‬
‫س ْي ِل ٍب يدخلوف أَ ْد َن ا ْ‪ٛ‬نَنىة ال ي فوقها سبعة‬ ‫يل ال ى‬ ‫ت ا ْ‪ٜ‬نِبىةُ ُِب َِ‬
‫٘ن ِ‬ ‫ُِب َحافَػَتػ ْي ِو َك َما تَػ ْنبُ ُ‬
‫جنات‪ .‬ومن بعد‪٫ ،‬نلد كل من ُب النار‪ ،‬فيها وال ‪٬‬نوت‪ .‬نعوذ با﵁ من النار‪.‬‬

‫لذلك‬
‫اءلُو َف‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫ٌن (‪ُِ )ٖٜ‬ب جن ٍ‬
‫ىات‬ ‫ِ‬ ‫َصحاب الْي ِ‬
‫م‬ ‫أ‬ ‫ال‬‫ى‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ة‬ ‫ين‬ ‫ت رِ‬
‫ى‬ ‫﴿ ُك ُّل نَػ ْف ٍ ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ٖٛ‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫س ّنَا َك َسَب ْ َ‬
‫ٌن (ٖٗ)‬ ‫(ٓٗ) ع ِن الْمج ِرِمٌن (ٔٗ) ما س َل َك ُكم ُِب س َقر (ٕٗ) قَالُوا َمل نَك ِمن الْم ِ‬
‫صلّ َ‬ ‫ْ ُ َ ُ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ‬ ‫َ ُْ َ‬
‫ب بَِيػ ْوِـ ال ِّدي ِن‬ ‫ِ‬
‫ٌن (٘ٗ) َوُكنىا نُ َك ّذ ُ‬‫ضَ‬ ‫ا‪ٝ‬نَائِ ِ‬
‫وض َم َع ْ‬ ‫ٌن (ٗٗ) َوُكنىا َ‪٦‬نُ ُ‬
‫ِ‬ ‫وَمل نَ ُ ِ‬
‫ك نُطْع ُم ال ِْم ْسك َ‬ ‫َْ‬
‫شافِ ِعٌن﴾‪﴿...‬وَال ‪٬‬نَْلِ ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك الىذ َ‬
‫ين‬ ‫َ‬ ‫اعةُ ال ى َ‬ ‫ٌن (‪ )ٗٚ‬فَ َما تَػ ْنػ َف ُع ُه ْم َش َف َ‬ ‫(‪َ )ٗٙ‬ح ىىت أَتَانَا الَْيق ُ‬
‫‪.‬‬ ‫اعةَ إِ ىال َم ْن َش ِه َد بِا ْ‪ٜ‬نَِّق َو ُى ْم يَػ ْعلَ ُمو َف﴾‬ ‫يَ ْد ُعو َف ِم ْن ُدونِ ِو ال ى‬
‫ش َف َ‬

‫الدعاء‬
‫آت ُ‪١‬نَ ىم ًدا الْو ِسيلَ َة والْ َف ِ‬
‫ضيلَ َة‬ ‫صالَةِ الْ َقائِمةِ ِ‬
‫ب َى ِذهِ ال ىد ْع َوةِ التىا ىمةِ َوال ى‬‫الله ىم َر ى‬‫﴿ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الذي َو َع ْدتَ ُو﴾‬‫ودا ِ‬ ‫َوابْػ َع ْث ُو َم َق ًاما َْ‪١‬ن ُم ً‬
‫لت لَوُ َش َفا َعة رسوؿ هللا ‪ -‬صلى هللا عليو وسلم ‪ -‬يَػ ْوَـ ال ِْقَي َام ِة‪.‬‬
‫اء‪َ ،‬ح ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌن يَ ْس َم ُع الّن َد َ‬
‫َم ْن قَا َ‪ٟ‬نا ح َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 105‬‬


‫ٕنر ا‪ٜ‬نياة يوـ ا‪ٝ‬نلود ‪ -‬ا‪ٜ‬نياة األبدية ‪ -‬لن يبقا من الثقلٌن إال كانوا ُب ا‪ٛ‬ننة أو النار‪،‬‬
‫وكل ‪٢‬نلدوف فيها‪ .‬وحينئذ الْند ُب النار إال الكفار ا‪ٜ‬نقيقي‪ ،‬الذين لن يؤمنوا با﵁‬
‫ورسلو ولن ينهوا عن ا‪ٞ‬نعاصي والشرؾ ولو ر ّدوا إيل الدنيا‪َ ﴿ .‬ولَ ْو تَػ َرى إِذْ ُوقِ ُفوا َعلَى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌن (‪ )ٕٚ‬بَ ْل بَ َدا َ‪ٟ‬نُ ْم‬ ‫ب بِآيَات َربَِّنا َونَ ُكو َف م َن ال ُْم ْؤمنِ َ‬ ‫النىا ِر فَػ َقالُوا يَالَْيَتػَنا نُػ َردُّ َوَال نُ َك ّذ َ‬
‫ادوا لِ َما نُػ ُهوا َع ْنوُ َوإِنػى ُه ْم لَ َك ِاذبُو َف﴾‬ ‫ِ‬
‫َما َكانُوا ُ‪٫‬نْ ُفو َف م ْن قَػ ْب ُل َولَ ْو ُردُّوا لَ َع ُ‬
‫ٌن ِم ْنػ َها‬ ‫ِ‬
‫وإذا طاؿ ا‪ٜ‬نياة ُب العذاب النار‪﴿ ،‬يُ ِري ُدو َف أَ ْف َ‪٫‬نْ ُر ُجوا م َن النىا ِر َوَما ُى ْم ِِنَا ِرِج َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يم﴾‪ُ ﴿ ،‬كلى َما أ ََر ُ‬ ‫ِ‬
‫اب‬‫ادوا أَ ْف َ‪٫‬نْ ُر ُجوا م ْنػ َها م ْن غَ ٍّم أُعي ُدوا ف َيها َوذُوقُوا َع َذ َ‬ ‫اب ُمق ٌ‬ ‫َوَ‪ٟ‬نُ ْم َع َذ ٌ‬
‫ا ْ‪ٜ‬نَ ِر ِيق﴾‪.‬‬
‫ا‪ٜ‬نًا َغ ْيػ َر الى ِذي ُكنىا نَػ ْع َم ُل﴾ ولن يعيدوا إىل الدنيا بعد‬ ‫دعوا‪﴿ :‬ربىػَنا أَ ْخ ِرجَنا نَػعمل ص ِ‬
‫ْ َْ ْ َ‬ ‫َ‬
‫فنائها‪ ،‬دعوا أف ‪٫‬نفف ‪ٟ‬نم يوما من العذاب ولن يستجاب ‪ٟ‬نم‪﴿ ،‬يُ ِري ُدو َف أَ ْف َ‪٫‬نْ ُر ُجوا‬
‫ادوا أَ ْف َ‪٫‬نْ ُر ُجوا ِم ْنػ َها ِم ْن َغ ٍّم أ ُِعي ُدوا فِ َيها‬ ‫ٌن م ْنػ َها﴾‪ُ ﴿ ،‬كلى َما أ ََر ُ‬
‫ِمن النىا ِر وما ىم ِِنَا ِرِج ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ودا غَ ْيػ َرَىا لَِي ُذوقُوا‬ ‫ود ُى ْم بَ ىدؿ هللا ‪ٟ‬نم ُجلُ ً‬ ‫ت ُجلُ ُ‬ ‫ض َج ْ‬ ‫وذُوقُوا َع َذاب ا ْ‪ٜ‬ن ِر ِيق﴾‪ُ .‬كلىما نَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اؿ إِنى ُك ْم َماكِثُو َف﴾‪.‬‬ ‫ك‪ ،‬قَ َ‬ ‫ك لَِيػ ْق ِ‬
‫ض َعلَ ْيػَنا َربُّ َ‬
‫ِ‬
‫اد ْوا يَ َامال ُ‬
‫اب‪ ،‬فماذا يفعلوف؟ ﴿ َونَ َ‬ ‫ال َْع َذ َ‬
‫﴾‬ ‫﴿‬
‫ونادى ىؤالء اجملرموف "مال ًكا" ‪ -‬خازف جهنم‪ :‬يا مالك لِيُ ِمتنا ربك‪ ،‬فنسرتيح ‪٣‬نىا ‪٥‬نن‬
‫مالك‪ :‬إنكم ماكثوف‪ ،‬ال خروج لكم منها‪ ،‬وال ‪١‬نيد لكم عنها‪.‬‬ ‫فيو‪ ،‬فأجاَّبم ٌ‬
‫احبتِ ِو وأ ِ‬
‫َخ ِيو (ٕٔ)‬ ‫اب يػوِمئِ ٍذ بِبنِ ِيو (ٔٔ) و ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫﴿يَػ َودُّ ال ُْم ْج ِرُـ لَ ْو يَػ ْفَتدي م ْن َع َذ ِ َ ْ‬
‫ٗن ًيعا ٍبُى يُػ ْن ِج ِيو﴾‬
‫ض َِ‬ ‫صيلَتِ ِو الىِ ي تُػ ْؤ ِو ِيو (ٖٔ) َوَم ْن ُِب ْاألَ ْر ِ‬
‫وفَ ِ‬
‫َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 106‬‬


‫ٍب « يرفع ا‪ٞ‬نوت ُب صورة كبش أملح أقرف يرفع بٌن ا‪ٛ‬ننة والنار فًناه أىل ا‪ٛ‬ننة كما‬
‫يراه أىل النار فيقاؿ‪ :‬يا أىل ا‪ٛ‬ننة أتعرفوف ما ىذا؟ فيقولوف‪ :‬إنو ا‪ٞ‬نوت‪ .‬ويقاؿ ألىل‬
‫النار‪ :‬أتعرفوف ما ىذا؟ فيقولوف‪ :‬إنو ا‪ٞ‬نوت‪ .‬فيذبح بٌن ا‪ٛ‬ننة والنار‪ ،‬ويقاؿ يا أىل‬
‫ا‪ٛ‬ننة! خلود بالموت‪ ،‬ويا أىل النار! خلود بال موت» حسبنا هللا ونعم الوكيل!‬
‫ض َي ْاألَ ْم ُر َو ُى ْم ُِب َغ ْف َل ٍة َو ُى ْم ال يُػ ْؤِمنُو َف﴾‬
‫﴿وأَنْ ِذر ُىم يػوـ ا ْ‪ٜ‬نسرِة ِإ ْذ قُ ِ‬
‫َ ْ ْ َْ َ َ َْ‬
‫باؽ ال يفىن‪ ،‬حكم بٌن ا‪ٛ‬ننة والنار وأىل ا‪ٛ‬ننة وأىل النار ا‪ٝ‬نلود‪.‬‬ ‫فكما أف هللا تعاىل ٍ‬

‫ِ ِ‬ ‫﴿وقُ ِل ا ْ‪ٜ‬ن ُّق ِمن ربِ ُكم فَمن َشاء فَػلْيػ ْؤِ‬
‫اء فَػلَْي ْك ُف ْر إِنىا أَ ْعَت ْدنَا للظىال ِم َ‬
‫ٌن نَ ًارا‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ ْ َّ ْ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫اب‬
‫ش َر ُ‬ ‫س ال ى‬ ‫ئ‬
‫ْ‬ ‫وه بِ‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫ْو‬
‫ُ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ي‬ ‫و‬‫ط َّبِِ ْم ُس َر ِادقػُ َها َوإِ ْف يَ ْسَت ِغيثُوا يُػ َغاثُوا ِّنَ ٍاء َكال ُْم ْه ِل يَ ْش ِ‬ ‫َحا َ‬‫أَ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح َس َن‬‫َج َر َم ْن أ ْ‬ ‫آمنُوا َو َعملُوا الصىا‪ٜ‬نَات إِنىا َال نُض ُ‬
‫يع أ ْ‬ ‫ين َ‬‫ت ُم ْرتَػ َف ًقا (‪ )ٕٜ‬إِ ىف الىذ َ‬ ‫اء ْ‬
‫َو َس َ‬
‫َسا ِوَر ِم ْن‬ ‫ِ ِ‬
‫ار َُ‪٪‬نلى ْو َف ف َيها م ْن أ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ك َ‪ٟ‬نم جن ُ ٍ‬
‫ىات َع ْدف َْنْ ِري م ْن َٓنْت ِه ُم ْاألَنْػ َه ُ‬
‫ِ‬
‫َع َم ًال (ٖٓ) أُولَئ َ ُ ْ َ‬
‫ك نِ ْع َم‬‫ٌن فِ َيها َعلَى ْاألَرائِ ِ‬ ‫س وإِسَت ْبػر ٍؽ متى ِكئِ‬ ‫ٍ‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ضرا ِ‬
‫م‬ ‫ِ‬ ‫ذَ َى ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫سو َف ثَيابًا ُخ ْ ً‬ ‫ب َويَػلَْب ُ‬
‫‪.‬‬ ‫ت ُم ْرتَػ َف ًقا﴾‬‫سَن ْ‬ ‫اب َو َح ُ‬ ‫الثػ َىو ُ‬
‫الدعاء ا‪ٝ‬نتاـ‬

‫===================================‬
‫ًب الكتاب حٌن كتبت‪:‬‬
‫ص ُفو َف (ٓ‪ )ٔٛ‬وس َالـ َعلَى الْمرسلِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ال ِْع ىزِ‬ ‫﴿ ُس ْب َحا َف َربِّ َ‬
‫ٌن‬
‫ُْ َ َ‬ ‫ََ ٌ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ى‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ة‬ ‫ك َر ِّ‬
‫ِِ‬
‫ب ال َْعالَ ِم َ‬
‫ٌن‬ ‫(ٔ‪َ )ٔٛ‬وا ْ‪ٜ‬نَ ْم ُد ىَّلل َر ِّ‬
‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 107‬‬

You might also like