You are on page 1of 13

‫القوة القاهرة و آثارها على تنفيذ عقود الشغل‬

‫األستاذ عزالدين سراتة‬

‫باحث في القانون بكلية الحقوق‪ -‬وجدة‬

‫‪ :‬مقدمة‬
‫يجب على ك ل من المش غل واألج ير تنفي ذ التزامات ه الواقع ة على‬
‫عاتقهما بحسن نية‪ ،‬وفي حالة التماطل أح دهما عن تنفي ذ التزامات ه يك ون‬
‫مسؤوال تجاه الطرف األخ ر مس ؤولية عقدي ة‪ ،‬ويح ق للجه ة المتض ررة‬
‫المطالبة بالتعويض عن األضرار الالحقة به ا‪ ،‬ولكن ق د يك ون في بعض‬
‫األحيان عدم تنفيذ أحد األطراف لاللتزامات ه نتيج ة وج ود أس باب أجنبي ة‬
‫خارج ة عن إرادة أح دهما ومن بين ه ذه األس باب الق وة الق اهرة‬
‫المنصوص عليها في الفصل ‪ 269‬من قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫وتعتبر الق وة الق اهرة وس يلة قانوني ة ت ؤذي إلى إعف اء أح د ط رفي‬
‫العالقة الشغلية من التزاماته عندما يصبح مستحيل تنفيذها بس ببها‪ ،‬وذل ك‬
‫حسب منطوق الفصل ‪ 268‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫ونظرا لما لهذا الموضوع من أهمية وما يطرحه من إشكاالت بارزة‬
‫ق د ال يج د حال له ا ال في التش ريع وال ح تى في االجته ادات القض ائية‬
‫والفقهية‪ ،‬كما أن القوة القاهرة في المدونة الجدي دة للش غل ج اءت متش تتة‬
‫ومتن اثرة في ع دة م واد‪ ،‬وبالت الي ك ان الب د من الرج وع إلى ق انون‬
‫االلتزام ات والعق ود المغ ربي ال ذي نظمه ا من خالل الفص لين ‪ 268‬و‬
‫‪.269‬‬
‫وتتلخص اإلش كالية الجوهري ة ال تي يطرحه ا ه ذا الموض وع‪،‬‬
‫باعتبارها الخيط الرابط بين عناصره وهي على الشكل التالي‪:‬‬
‫إلى أي ح د توف ق المش رع المغ ربي في معالج ة الق وة الق اهرة على‬
‫مستوى تنفيذ عقود الشغل؟‬
‫و الإلجاب ة عن ه ذه اإلش كالية الجوهري ة المطروح ة في ص لب ه ذا‬
‫الموضوع‪ ،‬الب د من معالج ة أحك ام الق وة الق اهرة في مج ال تنفي ذ عق ود‬
‫الش غل في (المطلب األول)‪ ،‬أم ا في (المطلب الث اني) سنخصص ه آلث ار‬
‫القوة القاهرة في مجال تنفيذ عقود الشغل وإثباتها‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬أحك ام الق وة الق اهرة في مج ال تنفي ذ عق ود‬
‫الشغل‬
‫إن الح ديث عن الق وة الق اهرة كس بب من أس باب التحل ل من‬
‫االلتزامات‪ ،‬يقتضي منا الوقوف على مفهومها وشروطها (الفق رة األولى)‬
‫التي ح ددها المش رع بمقتض ى الفص ل ‪ 269‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬ثم حاالته ا في‬
‫مجال تنفيذ عقود الشغل(الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم القوة القاهرة في المادة الشغلية وشروطها‬
‫سنتطرق في هذه الفقرة إلى الحديث عن مفهوم القوة القاهرة في المادة‬
‫الشغلية (أوال)‪ ،‬ثم سنقف عند شروط الواجب توفرها فيها (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم القوة القاهرة في المادة الشغلية‬
‫بالرجوع إلى مدونة الشغل يتبين أن المشرع المغربي ق د أحجم‬
‫عن تعريف القوة القاهرة وإنما أشار إليها في نص وص متفرق ة ومتش تتة‪،‬‬
‫على خالف ق انون االلتزام ات والعق ود المغ ربي ال ذي عرفه ا في إط ار‬
‫الفص ل ‪ 269‬على أنه ا " هي ك ل أم ر ال يس تطيع اإلنس ان أن يتوقع ه‬
‫كالظواهر الطبيعية (الفيضانات والجفاف والعواصف والحرائق والجراد)‬
‫وغارات العدو وفعل الس لطة‪ ،‬ويك ون من ش أنه أن يعج ل تنفي ذ االل تزام‬
‫مستحيال ‪.‬‬
‫وال يعتبر من قبيل القوة القاهرة األمر ال ذي ك ان من الممكن دفع ه‪،‬‬
‫ما لم يقم المدين الدليل على أنه بذل كل العناية لدرئه عن نفسه‪.‬‬
‫وكذلك ال يعتبر من قبيل الق وة الق اهرة الس بب ال ذي ينتج عن خط أ‬
‫سابق للمدين‪".‬‬
‫ويتضح من خالل مضمون ه ذا الفص ل أن الق وة الق اهرة كواقع ة‬
‫مادية في حالة تحقق شروطها تعتبر س بب من األس باب القانوني ة الكافي ة‬
‫لوح دها من إعف اء الم دين من تنفي ذ التزامات ه العقدي ة دون تحم ل أي‬
‫مسؤولية مدنية‪.‬‬
‫وبالتالي فإن التعريف ال ذي ج اء ب ه المش رع المغ ربي في الفص ل‬
‫‪ 269‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ال يختل ف كث يرا عن تعري ف ال ذي وض عه الفقي ه‬
‫الروماني البيان ‪ ULPIEN‬والذي عرف القوة القاهرة على أنها " كل ما‬
‫لم يكن في وس ع اآلدمي أن يتوقع ه وإذا أمكن توقع ه فإن ه ال يمكن‬
‫مقاومته‪)]1[(".‬‬
‫أما إذا عدنا إلى القانون الفرنسي‪ ،‬فإن المشرع الفرنسي لم يوضح‬
‫المقصود من القوة القاهرة وإنما اكتفى بتحديد آثارها فقط‪ .‬وب الرجوع إلى‬
‫مقتضيات الفصل ‪ 1148‬من القانون المدني الفرنسي نجده ينفي الحق في‬
‫التعويض إذا ثبت المدين أنه منع من القيام بما التزم به‪.)]2[(...‬‬
‫وكذلك نفس األم ر فيم ا يخص الق انون الم دني المص ري حيث لم‬
‫يعرف هو األخر القوة القاهرة وإنم ا اكتفى باإلش ارة إليه ا كس بب أجن بي‬
‫يعفي من المس ؤولية‪ ،‬وه ذا م ا أك ده الفص ل ‪ 165‬من الق انون الم دني‬
‫المصري والذي جاء فيه ما يلي ‪ ":‬إذا اثبت الشخص أن الض رر ق د نش أ‬
‫بسبب أجنبي ال يد ل ه في ه كم ا في الق وة الق اهرة أو خط أ من المض رور‬
‫أو خطأ الغير‪ ،‬كان غير ملزم بتعويض هذا الضرر‪ ،‬م ا لم يوج د نص أو‬
‫اتفاق على غير ذلك‪".‬‬
‫ثانيا ‪ :‬شروط القوة القاهرة في مجال تنفيذ عقود الشغل‬
‫بالرجوع إلى مقتض يات الفص ل ‪ 269‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الس الف ال ذكر‬
‫يشترط في الواقعة المكونة للقوة القاهرة والتي يتمسك بها المدين من أجل‬
‫االستفادة من آثارها ثالثة شروط رئيسية وهي عدم التوقع (أ)‪ ،‬ثم استحالة‬
‫الدفع (ب)‪ ،‬وأن يكون السبب خارجيا (ج)‪.‬‬
‫الشرط األول ‪ :‬عدم التوقع‬
‫يعت بر ع دم التوق ع من بين الش روط األساس ية لتحق ق الق وة‬
‫القاهرة‪ ،‬لهذا يتعين على المدين(المشغل أو األجير) أن ال يتوقع هذا الفعل‬
‫أثناء إبرام العقد‪ ،‬وإال فإنه إذا كان بإمكانه توقعه فهو يكون مرتكب ا لخط أ‬
‫يتمثل في عدم اتخاذ التدابير الالزمة‪ .‬وهذا ما أك ده المش رع المغ ربي في‬
‫الصيغة التالية‪" :‬القوة القاهرة هي كل أمر ال يستطيع اإلنسان أن يتوقع ة"‬
‫الواردة في الفصل ‪ 269‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫والقض اء ي رفض ال دفع ب القوة الق اهرة إذا ك ان في اس تطاعة‬
‫المدين أن يتوق ع ح دوثها‪ ،‬وط رح مث ل ه ذا األم ر بالنس بة ألح د أرب اب‬
‫العمل الفرنسيين الذي تجاوز الح د المس موح ب ه ل ه من أج ل توظي ف أو‬
‫تشغيل عمال أجانب‪.‬‬
‫ولما رفض ت الس لطة اإلداري ة المختص ة تجدي د بطاق ات عم ل‬
‫البعض منهم لم يفلح في أن يتدرع بالقوة القاهرة كسبب إلنهاء عقد العم ل‬
‫ألنه كان في وس عه توق ع ع دم موافق ة اإلدارة على التج اوز في تش غيل‬
‫العمال األجانب‪.‬‬
‫كما أن التوجه الذي سلكه القض اء الفرنس ي ه و تأكي د على أن‬
‫غ رق مص نع بس بب فيض ان نه ر يح دث بش كل دوري ه و أم ر متوق ع‬
‫وبالتالي ليست هناك قوة قاهرة‪ ،‬أما اعتقال العام ل أو حبس ه فه و أم ر ال‬
‫يمكن توقعه في كثير من الحاالت‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬استحالة الدفع‬
‫أن هذا الشرط يعتبر من بين الش روط تحق ق الق وة الق اهرة ول ه‬
‫ارتباط وثيق بالشرط السابق‪ ،‬ألن المرء كلما استطاع توق ع الخط ر ال ذي‬
‫يهدد مص الحه س هل علي ه دف ع ه ذا الخط ر في غ الب األحي ان‪ ،‬أو على‬
‫األقل يسهل عليه اتخاذ االحتياطات الضرورية لتخفيف منه‪.‬‬
‫وقد اعتبرت المحكمة االبتدائي ة بال دار البيض اء في أح د أحك ام‬
‫الصادرة عنها " بأن إغالق المؤسسة من أج ل القي ام ببعض اإلص الحات‬
‫في البناية أو غيرها ال يرتب إنهاء عقد العمل الذي يظ ل معلق ا أو متوقف ا‬
‫عن إنت اج آث اره القانوني ة ليس إال‪ .‬وذل ك إلى حين اس تئناف المؤسس ة‬
‫لنشاطها الطبيعي وكل خروج عن هذا المبدأ يقع تحت طائل ة التعس ف في‬
‫اس تعمال الح ق وال يعت بر ه ذا اإلغالق بمثاب ة ق وة ق اهرة م ا لم تت وفر‬
‫شروطها القانونية‪.‬‬
‫وحيث إن ق رار اإلغالق الم ذكور ليس نهائي ا ولكن ه م ؤقت‪،‬‬
‫وبالتالي فهو ليس بفعل السلطة المبرر لتسريح المدعي عن عمله‪ ،‬كما أنه‬
‫ال يتحدث عن المحالت التجارية‪)]3[(".‬‬
‫ويتض ح من خالل ه ذا الحكم على أن ه ال مج ال للتمس ك ب القوة‬
‫الق اهرة من قب ل الم دعي علي ه اعتم ادا على الفص ل ‪ 269‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪،‬‬
‫وذلك اعتبارا للفقرة األخيرة التي تؤك د على أن ه ال يعت بر من قبي ل الق وة‬
‫القاهرة األمر الذي كان من الممكن دفعه‪ ،‬ما لم يقم المدين(المدعي علي ه)‬
‫الدليل على أنه بذل كل العناية لدرئه عن نفسه‪.‬‬
‫في األخ ير ت بين للمحكم ة االبتدائي ة أن ش رط ع دم ال دفع غ ير‬
‫متوفر في النازلة وحكمت بالتعويض عن اإلنهاء التعسفي لعقد العمل‪.‬‬
‫لكن نفس المحكمة األنفة ال ذكر لم يكن له ا نفس الموق ف في قض ية‬
‫تتعلق ب إفراغ مح ل تج اري في ش كل مخ بزة يش تغل فيه ا مجموع ة من‬
‫األجراء‪ ،‬وهذا اإلفراغ وقع تنفيذا لق رار محكم ة االس تئناف طبق ا لظه ير‬
‫‪ 24‬م اي ‪ 1955‬مقاب ل تع ويض ك راء ‪ 3‬س نوات‪ ،‬الش يء ال ذي جع ل‬
‫صاحب العمل أو مالك المخبزة في وضعية يستحيل معها تنفيذ عقد العمل‬
‫مع األجير الذي رفع ضده دعوى بالتعويض عن اإلنهاء التعس في‪ ،‬طالم ا‬
‫أن التع ويض الممن وح ل رب العم ل عن اإلف راغ لم يثبت عن ه أن ه ك اِف‬
‫إلنشاء مخبزة جديدة‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬إنهاء عقد العمل في هذه النازلة لم يكن تعس فيا بس بب ق وة‬
‫قاهرة و لم يستطع صاحب العمل أن يدفعها أو يتغلب عليها‪)]4[(.‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬انعدام خطأ المدين‬
‫بالرجوع إلى الفقرة الثالثة من الفص ل ‪ 269‬من ق‪.‬ل‪.‬ع يتض ح‬
‫أن المشرع المغربي أق ر لتحق ق الق وة الق اهرة يجب انع دام خط أ الم دين‬
‫بمعنى أن ال يكون صدر عنه خطأ ساهم في تحققها‪.‬‬
‫فق د ذهبت محكم ة النقض الفرنس ية به ذا الخص وص إلى أن‬
‫الواقعة التي من المفروض أن تشكل قوة قاهرة يتعين أن تكون أجنبية عن‬
‫المدين أو عن األشخاص الذين يسأل قانونيا عنهم من الوجه ة المدني ة في‬
‫إطار مسؤولية المتبوع عن أعم ال تابع ه وأن محكم ة النقض تس هر على‬
‫حسن تطبيق هذا الشرط‪)]5[(.‬‬
‫وتأسيسا على ما سبق‪ ،‬فإن تحقق الشروط األنفة ال ذكر من ع دم‬
‫التوقع و استحالة الدفع وانعدام خطأ المدين يؤدي إلى استحالة التنفيذ عق د‬
‫الشغل بسبب القوة القاهرة التي أحالت بينه وبين تنفيذ التزامه‪ ،‬له ذا إذا لم‬
‫يستطع المشغل توقعها ولم يتمكن من دفعها ولم يصدر عنه أي خط أ فإن ه‬
‫يتحلل من المسؤولية تجاه األجير‪.‬‬
‫الفق رة الثاني ة ‪ :‬ح االت الق وة الق اهرة في مج ال تنفي ذ عق ود‬
‫الشغل‬
‫أش ار المش رع المغ ربي إلى ح االت الق وة الق اهرة في الم ادة‬
‫الشغلية من خالل نصوص متناثرة‪ ،‬لهذا سنتاول حالة العجز األجير الدائم‬
‫ووفاته (أوال)‪ ،‬أما (ثانيا) سنخصصها للحديث عن توقف المقاولة‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬عجز الدائم لألجير ووفاته‬
‫يعت بر عج ز ال دائم لألج ير ق وة ق اهرة تح ول بين ه وبين تنفي ذ‬
‫التزامه‪ ،‬كما لو أصيب بنقصان حاد في قدرته البدنية نتيجة مرض مه ني‬
‫أو حادثة شغل‪)]6[(.‬‬
‫وبالتالي فإن المشغل في ه ذه الحال ة ال يح ق ل ه إجب ار األج ير‬
‫على تنفيذ التزامه بسبب الق وة الق اهرة لم يكن بمق دوره توقعه ا أو دفعه ا‬
‫مما تسببت في عجزه بصفة دائمة‪ ،‬له ذا يتحل ل األج ير من التزام ه بق وة‬
‫القانون مما يؤدي إلى وضع حد لعقد الشغل من طرف المشغل‪.‬‬
‫وما قيل عن العجز الدائم ينطبق على وفاة األج ير كلم ا ت وفرت‬
‫شروط القوة القاهرة المنصوص عليها في الفصل ‪ 269‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫ويتبين مما سبق‪ ،‬أن وفاة األج ير ت ؤدي إلى وض ع ح د للعالق ة‬
‫الشغلية الس تحالة االس تمرار في تنفي ذ عق د الش غل بص فة نهائي ة‪ ،‬نظ را‬
‫لطابع الشخصي الذي يطبع عقد الش غل‪ ،‬وبالت الي ال يح ق للمش غل ال زام‬
‫ورثة األجير المتوفى بتنفيذ التزام مورثهم‪ ،‬كما ال يستطيع ه ؤالء الورث ة‬
‫مطالبة المش غل بحل ول مح ل م ورثهم في تنفي ذ التزام ه‪ ،‬مم ا ي ؤذي إلى‬
‫وضع حد لعقد العمل نهائيا‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬توقف المقاولة‬
‫إن توقف المقاولة تعتبر مج رد تط بيق من التطبيق ات الخاص ة ب القوة‬
‫القاهرة‪ ،‬وبالتالي فإن األزمات االقتصادية التي تنص ب على المقاول ة هي‬
‫أزمات متوقعة‪ ،‬ويتعين على رب العمل أو المشغل توقعها حتى ال يتمسك‬
‫بها على أساس أنها قوة قاهرة لتحلل من التزامه‪.‬‬
‫وفي الحقيق ة هن اك بعض الص عوبات االقتص ادية ال تي ت ؤدي إلى‬
‫توقيف المقاولة‪ ،‬بمثابة عقبة منيع ة وص عبة التج اوز‪ ،‬ب ل وض اغطة إلى‬
‫حد التي يتم تشبيهها بالقوة القاهرة دون أن تكون كذلك‪.‬‬
‫ونفس األمر بالنسبة لإلضراب الذي ينتج عنه توقي ف المقاول ة‪ ،‬ولكن‬
‫التساؤل الذي يطرح نفسه هل يرقى اإلضراب إلى القوة القاهرة؟‬
‫وكقاعدة عامة فإن اإلضراب ال يشكل قوة قاهرة لكونه ال يشكل حادثا‬
‫خارجيا لرب العمل‪ ،‬خاص ة في الفرض ية أك ثر ش يوعا‪ ،‬وهي في الحال ة‬
‫ال تي ي رفض من خالله ا المش غل مط الب األج راء من جه ة‪ ،‬ومن جه ة‬
‫أخرى أن اإلضراب غالبا ما تسبقه مش اورات ونقاش ات وتجمع ات قبلي ة‬
‫يكون المشغل على علم به ا‪ ،‬له ذا يعت بر اس تجماع ش روط الق وة الق اهرة‬
‫سواء في حالة اإلضراب أو األزمات صعبا للغاية([‪.)]7‬‬
‫وغ ير أن ه اس تثناء يمكن اعتب ار اإلض راب ق وة ق اهرة تعفي من‬
‫المس ؤولية‪ ،‬كم ا في الحال ة ال تي تك ون فيه ا مط الب العم ل خارج ة عن‬
‫اختصاص ات المش غل‪ ،‬كم ا ل و أض رب األج راء عن العم ل من أج ل‬
‫المطالب ة بالزي ادة في األج ور‪ ،‬ولكن المش غل لم يس تطع االس تجابة لهم‬
‫بسبب وجود قانون يمنع أرباب العمل في الزيادة في األجور([‪.)]8‬‬
‫وبالتالي ف إن مس ألة تق دير م دة التوق ف المقاول ة على أنه ا ت دخل في‬
‫إطار القوة قاهرة أم ال‪ ،‬تبقى من اختصاص المحكمة التي تتأكد من ت وفر‬
‫شروط القوة القاهرة التى على ضوئها تخ ول الح ق في التع ويض أم ال([‬
‫‪.)]9‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار القوة القاهرة في مجال تنفيذ عقود الشغل وإثباته‬
‫القوة القاهرة تعتبر سببا من أسباب انته اء االلتزام ات التعاقدي ة‬
‫في عقود الشغل نتيجة استحالة تنفي ذ االل تزام بس بب ظ روف تخ رج عن‬
‫إرادة الط رفين‪ ،‬له ذا فإنه ا تنتج مجموع ة من اآلث ار تج اه المش غل‬
‫واألج ير(الفق رة األولى)‪ ،‬كم ا أنه ا يتم إثباته ا بمختل ف وس ائل اإلثب ات‬
‫المتاحة قانونيا(الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬آثار القوة القاهرة في مجال تنفيذ عقود الشغل‬
‫بم ا أن الق وة الق اهرة واقع ة خارج ة عن إرادة المتعاق دين‬
‫ويستحيل دفعها‪ ،‬فهي تؤثر على تنفيذ األجير اللتزاماته (أوال)‪ ،‬كما ت ؤثر‬
‫أيضا حتى على التزامات المشغل (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬القوة القاهرة و تأثيرها على تنفيذ التزام األجير‬
‫يعتبر أداء العمل من أهم االلتزام ات ال تي تق ع على ع اتق األج ير‪،‬‬
‫وهذا م ا نص علي ه الفصـل ‪ 723‬من ق‪.‬ل‪.‬ع([‪ ،)]10‬وأكدت ه بع د ذل ك‬
‫المادة السادسة من مدونة الشغـل([‪ .)]11‬ويتجلى ه ذا االل تزام في جع ل‬
‫األجير كل نشاطه وقدراته ومهاراته رهن إش ارة رب العم ل‪ ،‬وال يج وز‬
‫لألجير التحلل من التزامه إال إذا كانت هناك قوة ق اهرة ال تي تح ول بين ه‬
‫وبين تنفيذه والتي يشترط فيها أن يكون ه ذا األخ ير غ ير متوق ع له ا ولم‬
‫تكن في استطاعته دفعها‪ ،‬باإلضافة آال يكون هناك خطأ صادر منه بش أنه‬
‫أن يساهم في وقوع القوة القاهرة بإرادته سواء كان ذلك عن قص د أو عن‬
‫غير قصد([‪ ،)]12‬وهذا ما أك ده المش رع في الفق رة األخ يرة من الفص ل‬
‫‪ 269‬من ق‪.‬ل‪.‬ع والذي جاء فيه‪" :‬ال يعتبر من قبيل القوة القاهرة السبب‬
‫الذي ينتج عن خطأ سابق للمدين"‪.‬‬
‫ومن بين االلتزام ات الواقع ة على ع اتق األج ير ك ذلك االل تزام‬
‫بالمحافظة على األشياء والوس ائل المس لمة إلي ه من قب ل المش غل‪ ،‬ويجب‬
‫ردها بعد انتهاء الشغل المكلف به([‪ ،)]13‬ولكن هناك ظ روف ق د يتع ذر‬
‫معها على األجير رد تلك األدوات كما لو تم ضياعها أو تلفها بس بب ق وة‬
‫قاهرة‪ ،‬لهذا فان القاضي له السلطة التقديرية الواسعة من أج ل التأك د من‬
‫ص حة ادع اءات األج ير‪ ،‬وإذا ت بين للقاض ي بالفع ل أن ض ياع أو تل ف‬
‫األشياء المسلمة لألجير نتيجة قوة قاهرة‪ ،‬فإن ه ال يس أل عن ض ياعها وال‬
‫يترتب عن ذلك أي مسؤولية تجاهه[‪ .]14‬وهذا ما كرس ته الم ادة ‪ 22‬من‬
‫م‪.‬ش([‪ ،)]15‬وه و نفس التوج ه ال ذي تبن اه المجلس األعلى ‪ -‬محكم ة‬
‫النقض حاليْا ‪ -‬عندما أكد في أحد قراراته الصادرة عنه " بأن خط أ الغ ير‬
‫ال يمكن أن يعفي من المسؤولية إال إذا كان هذا الخطأ قوة ق اهرة أو ح دثا‬
‫فجائيا"‪]16[.‬‬
‫وقياس ا على ه ذا الغ ير ف إن إخالل األج ير بالتزامات ه ال يعفي ه من‬
‫المسؤولية إال في حالة الحادث الفجائي أو القوة القاهرة‪.‬‬
‫والقوة الق اهرة تنفي العالق ة الس ببية بين الض رر الحاص ل للمش غل‬
‫وعدم التزام األجير بأي التزام من االلتزامات الملقاة على عاتقه بم ا فيه ا‬
‫احترام أجال اإلخطار وتحول دون قيام المس ؤولية العقدي ة م تى ت وافرت‬
‫شروطها‪ ،‬هذه الشروط كما أشرنا إليها سابقا منصوص عليها في الفص ل‬
‫‪ 269‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬وهذا يفيد أن قانون الشغل بخص وص ه ذا الموض وع‬
‫لم يستقل بذاته عن القواعد العامة لاللتزامات والعقود إذ بقي مرتبط ا به ا‬
‫من حيث شروط القوة القاهرة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬القوة القاهرة و تأثيرها على تنفيذ التزام المشغل‬
‫تقابل التزامات األجير مجموعة من الواجبات ال تي تق ع على ع اتق‬
‫المشغل‪ ،‬من أهمها أداء األجر وتوفير الظروف المناسبة للعمل‪ ،‬لهذا يمنع‬
‫على المشغل أن ينهي عقد الشغل بذريع ة اإلص الحات ال تي ي دخلها على‬
‫المقاولة ومن شأنها إلحاق ضرر باألجراء‪ ،‬وهذا ما اقره حكم ص ادر عن‬
‫المحكم ة االبتدائي ة بال دار البيض اء وال ذي ج اء في ثناي اه م ا يلي[‪:]17‬‬
‫"حيث إن رب العمل إذا كان مضطر إلى إغالق مؤسسته من أج ل القي ام‬
‫ببعض اإلصالحات في البناية أو غيرها فإنه ال يحق له إنهاء عق د الش غل‬
‫الذي يظ ل معلق ا أو متوقف ا عن إنت اج أث ره القانوني ة ليس إال‪ ،‬وذل ك إلى‬
‫حين استئناف المؤسسة لنشاطها الطبيعي‪ ،‬وكل خروج عن هذا المبدأ يق ع‬
‫تحت طائلة التعسف في استعمال الحق وال يعتبر هذا اإلغالق بمثاب ة ق وة‬
‫قاهرة ما لم تتوفر شروطها القانونية‪ ...‬وحيث أن قرار اإلغالق الم ذكور‬
‫ليس نهائيا‪ ،‬ولكنه مؤقت‪ ،‬وبالتالي فهو ليس بفعل السلطة المبرر لتس ريح‬
‫المدعي عن عمله‪ ،‬كما أنه ال يتحدث عن المحالت التجارية‪ ...‬ونظرا لما‬
‫ذكر أعاله فال مجال للتمس ك ب القوة الق اهرة‪ ."...‬وبمفه وم المخالف ة له ذا‬
‫الحكم فإذا كان قرار اإلغالق نهائي يترتب عنه إنهاء عقود الشغل وتحل ل‬
‫المشغل من التزاماته لوجود قوة قاهرة متمثلة في فعل السلطة‪.‬‬
‫كما يعتبر من التزامات المشغل احترام أجل اإلخطار الذي يلتزم ب ه‬
‫هذا األخير‪ ،‬وذلك طبقا لمقتضيات الفق رة األولى من الم ادة ‪ 34‬من م‪.‬ش‬
‫التي جاء فيها على أنه "يمكن إنهاء عقد الش غل غ ير مح دد الم دة ب إرادة‬
‫المشغل شرط مراعاة األحكام الواردة في هذا الف رع أو في الف رع الث الث‬
‫بشأن أجال اإلخطار"‪.‬‬
‫وق د ح دد المش رع المغ ربي في الم ادة ‪ 43‬من م‪.‬ش الح د األدنى‬
‫ألجال اإلخطار في ثمانية أيام وقد جعل هذا االلتزام من النظ ام الع ام وال‬
‫يج وز لإلط راف االتف اق على مخالفت ه([‪ ،)]18‬كم ا يعفى المش غل من‬
‫وجوب التقيد بآجال اإلخطار في الحالة التي تحول بينه وبين هذا االل تزام‬
‫في حالة وجود قوة قاهرة‪ ،‬وهذا ما أكدت ه الم ادة ‪ 43‬من م‪.‬ش في فقرته ا‬
‫األخيرة‪ ،‬وذلك متى توفرت شروطها من ع دم التوق ع وع دم الق درة على‬
‫دفعها وأال تكون ناتجة عن خطأ المشغل‪.‬‬
‫وسواء تعلق األمر باألجير أو بالمشغل فإن من يدعي الق وة الق اهرة‬
‫عليه إثباتها بكافة وسائل اإلثبات التي يقررها القانــون وهذا م ا س نتطرق‬
‫إليه في الفقرة الموالية من هذا المطلب‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إثبات القوة القاهرة في مجال تنفيذ عقود الشغل‬
‫إن القاعدة العامة في مجال االل تزام أن البين ة على من ادعى و اليمين‬
‫على من أنكر‪ ،‬بمعنى أن المشغل أو األج ير ال ذي يتمس ك ب القوة الق اهرة‬
‫يق ع على عاتق ه إثباته ا ويبقى من ح ق الم دعى علي ه إثب ات العكس ه ذا‬
‫االدعاء بالحجة أيضا‪.‬‬
‫وفي مج ال مدون ة الش غل‪ ،‬ف إن المش غل يح ق ل ه إقام ة دع وى أم ام‬
‫القضاء يتم على ضوئها بمطالبة األجير بتنفيذ التزام ه انطالق ا من وج ود‬
‫عقد عمل يربطه به‪ ،‬ومن تم يحق لألجير الذي تع ذر علي ه تنفي ذ التزام ه‬
‫بسبب قوة قاهرة أو حادث فجائي إثبات ذلك بمختل ف وس ائل اإلثب ات من‬
‫أجل التحلل من التزامه وأيضا حتى يدفع بعدم تحمل ه المس ؤولية العقدي ة‪،‬‬
‫وم ا ينطب ق على األج ير ينطب ق على المش غل في حال ة تمس كه ب القوة‬
‫القاهرة ووضع حد للعالقة الشغلية وعدم تحمله مسؤولية أداء التعويضات‬
‫لألجراء طبقا للفقرة الثانية من المادة ‪ 33‬من م‪.‬ش([‪ ،)]19‬وكذلك يتحل ل‬
‫من أجل اإلخطار المنصوص عليه في الفق رة األخ يرة من الم ادة ‪ 43‬من‬
‫م‪.‬ش([‪.)]20‬‬
‫وقد أشار الفصل ‪ 269‬من ق‪.‬ل‪.‬ع إلى بعض الحاالت ال تي ت دخل في‬
‫إط ار الق وة الق اهرة‪ ،‬وبالت الي ف إن مج رد إثب ات الط رف المحتج ب القوة‬
‫القاهرة يفرض على القاضي اإلقرار بثبوتها ويترتب عنها آثارها‪.‬‬
‫وبالت الي ف إن األج ير أو المش غل خ ول ل ه المش رع‬
‫المغربي إمكانية إثبات واقعة القوة القاهرة بمختل ف وس ائل اإلثب ات ال تي‬
‫يقره ا الق انون(‪ -‬إق رار الخص م ‪ -‬ش هادة الش هود‪-‬اليمين‪ )...‬في الفص ل‬
‫‪ 404‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬وفي األخ ير ف إن مس ألة تق ديرها تبقى من اختص اص‬
‫القاضي في إطار سلطته التقديرية‪.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫لقد ح اولت ق در المس تطاع في ه ذا الموض وع‪ ،‬تس ليط الض وء على‬
‫جميع االش كاالت المتعلق ة ب القوة الق اهرة في مج ال تنفي ذ عق ود الش غل‪،‬‬
‫وبالتالي فإن المشرع لم يتوفق في معالجة القوة القاهرة في المادة الش غلية‬
‫كما هو األمر بالنسبة للقانون االلتزام ات والعق ود المغ ربي‪ ،‬وإنم ا أش ار‬
‫إليها فقط في نصوص متناثرة تقر من خاللها إعفاء أح د الط رفي العالق ة‬
‫الش غلية من التزامات ه الواقع ة على عاتق ه م تى تبث حص ول ق وة ق اهرة‬
‫حالت بينه وبين تنفيذ التزام ه‪ ،‬وبالت الي اعف اءه من المس ؤولية العقدي ة و‬
‫تحلله من مختلف التزاماته الواقعة على عاتقه‪ ،‬وفي األخير ال يس عني إال‬
‫تقديم بعض االقتراحات في هذا الموضوع هي‪:‬‬
‫‪ -‬تحدي د ش روط الق وة الق اهرة في مدون ة الش غل بمقتض ى نص وص‬
‫خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬سد الفراغ التشريعي في مدون ة الش غل ليص بح ه ذا األخ ير مس تقل‬
‫بذاته دون الحاجة إلى الرجوع إلى القواع د العام ة في ق انون االلتزام ات‬
‫والعقود‪.‬‬
‫‪ -‬تحدي د بعض ح االت الق وة الق اهرة في الم ادة الش غلية على س بيل‬
‫المثال‪.‬‬
‫[‪ - ]1‬محمد الكشبور‪ ،‬نظام التعاقد ونظريتا القوة القاهرة والظ))روف الطارئ))ة‪ ،‬دراس))ة مقارن))ة ب))المغرب وفي ح))رب الخليج‪ ،‬مطبع))ة‬
‫النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1993-1413 ،‬ص‪.25 :‬‬

‫[‪ - ]2‬يتعين تفسير عبارة " ما التزم به " تفسيرا موسعا وعدم حصرها في االلتزام العقدي‪ ،‬فكما هو معلوم أن مصادر االل))تزام متع))ددة‬
‫ومتنوعة ومن بينها العمل غير مشروع أو ما يسمى أيضا بالمسؤولية التقصيرية‪ ،‬إذ إنها تقوم بشكل عام على التزام س)ابق ه)و االل)تزام‬
‫بعدم اإلضرار بالغير‪.‬‬

‫[‪ - ]3‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء‪ ،‬بتاريخ ‪ 25‬نونبر ‪(1987‬دون ذكر باقي البيانات)‪ ،‬أشارت إليه ‪:‬‬

‫= ‪ -‬دنيا مباركة‪ ،‬حقوق العامل بعد إنهاء عقد الشغل بين التش))ريع الح))الي والق))انون رقم ‪ 56.99‬المتعل))ق بمدون))ة الش))غل‪ ،‬المطبع))ة دار‬
‫النشر الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،‬طبعة ‪ ،2004‬ص‪.47 :‬‬

‫[‪ - ]4‬إدريس فجر‪ ،‬القوة القاهرة وانتهاء عقد الشغل‪ ،‬مجلة المرافعة‪ ،‬ندوة قانون الشغل والتنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الع))دد ‪3 ،2‬‬
‫ماي ‪ ،1993‬ص‪.241 :‬‬

‫[‪ - ]5‬عبد الحق صافي‪ ،‬القانون المدني الجزء األول‪ ،‬المصدر اإلرادي اللتزام))ات العق))د الكت))اب الث))اني‪ ،‬آث))ار العق))د‪ ،‬الطبع))ة الثاني))ة‬
‫‪ ،2001-1428‬ص‪.212 :‬‬

‫[‪ - ]6‬محمد الكشبور‪ ،‬إنهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل ألحكام الفصل التعسفي لألجير‪ ،‬دون ذكر المطبعة‪ ،‬طبعة ‪ ،2008‬ص‪19 :‬‬

‫[‪ - ]7‬محمد احداف‪ ،‬توقف غقد الشغل ألسباب اقتصادية في التشريع المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في الق))انون الخ))اص‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس بالرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1994-1993‬ص‪07-06 :‬‬

‫[‪ - ]8‬محمد كشبور‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪38 :‬‬

‫[‪ - ]9‬محمد سعيد بناني‪ ،‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل الفردية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬ال))دار البيض))اء‪،‬‬
‫السنة ‪ ،2007‬ص‪709-708 :‬‬

‫[‪ - ]10‬ينص الفصل ‪ 723‬من قانون االلتزامات والعقود على أن ‪" :‬إجارة الخدمة أو العمل‪ ،‬عقد يلتزم بمقتضاه احد طرفيه ب))أن يق))دم‬
‫لألخر خدماته الشخصية ألجل محدد أو من أجل أداء عمل معين‪ ،‬في نظير اجر يلتزم هذا األخر بدفعه له‪."...‬‬

‫[‪ - ]11‬المادة ‪ 6‬من مدونة الشغل التي جاء فيها‪" :‬يعد أجيرا كل شخص التزم ببذل نشاطه المه))ني تحت تبعي))ة مش))غل واح))د أو ع))دة‬
‫مشغلين‪ ،‬لقاء أجر أي كان نوعه‪ ،‬وطريقة أدائه‪."...‬‬

‫[‪ - ]12‬إدريس فجر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.242-241 :‬‬

‫[‪ - ]13‬تنص الفقرة الثالثة من المادة ‪ 22‬من م‪.‬ش على أنه‪ " :‬ال يسأل األجير‪ ،‬إذا كان التلف أو الضياع ناتجين عن ح))ادث فج))ائي أو‬
‫قوة قاهرة‪".‬‬

‫[‪ - ]14‬طبيعة المسؤولية المقصود منها أعاله هي المسؤولية العقدية التي تترتب على عدم تنفيذ االلتزام الناشئ عن العق))د على الوج))ه‬
‫المتفق عليه طبقا للفصل ‪ 263‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬

‫[‪ - ]15‬تنص الفقرة الثالثة من المادة ‪ 22‬من م‪.‬ش على انه" ال يسأل األجير إذا كان التلف أو الضياع ناتجين عن حادث فجائي و ق)))وة‬
‫قاهرة"‪.‬‬

‫[‪ - ]16‬قرار صادر عن المجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ ،147‬بتاريخ ‪( ،26/03/1969‬عدم ذكر باقي البيانات)‪ ،‬أشار إليه‪ :‬محمد بفقير‪ ،‬قانون‬
‫االلتزامات والعقود والعمل القضائي المغربي)‪ ،‬دون ذكر دار النشر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2010‬ص‪168 :‬‬

‫[‪ - ]17‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بالدار البيض))اء‪ ،‬بت))اريخ ‪،17.02.88‬في مل))ف رقم ‪ ،86\2381‬أش))ار إلي))ه ‪ :‬ادريس فج))ر‪،‬‬
‫م‪.‬س‪ ،‬ص‪243 :‬‬
‫[‪ - ]18‬يمكن االتفاق على مخالفة اجل اإلخطار بالزيادة فيه فقط‪ ،‬حسب مفهوم المخالفة للفقرة الرابعة من المادة ‪ 43‬من م‪.‬ش‬

‫[‪ -]19‬تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 33‬من م‪.‬ش على أنه ‪":‬يستوجب قيام أحد الطرفين بإنهاء عقد الش))غل المح))دد الم))دة‪ ،‬فب))ل حل))ول‬
‫اجله‪ ،‬تعويضا للطرف اآلخر‪ ،‬ما لم يكن اإلنهاء مبررا‪ ،‬بصدور خطإ جسيم عن الطرف اآلخر‪ ،‬أو ناشئا عن قوة قاهرة‪".‬‬

‫[‪ - ]20‬تنص الفقرة األخيرة من المادة ‪ 43‬من م‪.‬ش على أنه ‪ " :‬يعفى المشغل واألجير من وجوب التقيد بأجل اإلخطار‪ ،‬في حالة القوة‬
‫القاهرة‪".‬‬

You might also like