Professional Documents
Culture Documents
الفيلسوف األلماني يوهان غوته يقول" :ربما لم يحدث في أي لغة هذا القدر من
"االنسجام بين الروح والكلمة والخط مثلما حدث في اللغة العربية
تمتاز اللغة العربية باّن لكّل حرف من حروفها صوت خاص به ،فال نجد حرًفا له
صوتان ،أو أن نجد حرفين يجتمعان لتشكيل صوت واحد ،ويبلغ عدد أصوات اللغة
العربية عند القدماء 31صوًت ا ،منها الحروف الـ ،28باإلضافة للحركات الثالث،
ومن المصادفة أن يبلغ الَم دَر ج اللغوي -بمعنى الممر الذي تمر به الحروف من
الجوف إلى الشفاه - ،للغة العربية 31سم ،في حين يبلغ المدرج الصوتي للغة
اإلنجليزّية 5سم ،والفرنسّية 4سم .فبذلك كان المدرج الصوتي العربي أطول
مدرج عرفته اإلنسانّية
من جمالّيات اللغة العربّية أّن كّل صوت من أصواتها يشي بما يحتوي عليه من .
معنى للكالم ،فمثاًل لو سمع شخص كلمة "َغ َر ق" فإّن صورة الغريق ستمّث ل في ذهن
السامع؛ فالغين توحي بالغياب ،والراء توحي بالتكرار ،والقاف توحي باالمتالء،
وهذا ما يفعله الغريق؛ فهو يغيب في الماء ،ويتكرر صعوده ونزوله فيه مع امتالء
.فمه بالماء .كّل ذلك يعطي العربّية جمااًل ومزايا ليست لغيرها من اللغات األخرى
َأَلٌم َأَلَّم َأَلْم ُأِلَّم ِبَداِئِه ِ ......إْن آَن آٌن آَن آُن َأَو اِنه"هو من أصعب والكن أجمل البيوت"
الشعرية في التاريخ وهو من األمثلة الحية على جمال ودقة اللغة العربية فبتغير
بعض الحركات استطاع المتنبي ان يقول "لقد أحاط بي ألٌم لم أعرفه من قبل فإذا
توجع صاحب األلم فقد حان وقت شفائه" .ربما تكون هذه الدقة هي السبب في ان
.اللغة العربية تعد من أصعب اللغات في العالم وربما تكون بالغتاها السبب في ذلك
اللغة العربية
أهمية اللغة العربية
إّن أهمّية اللغة العربّية تأتي من كون اللغة العربية لغة القرآن الكريم ،فهي لغة
الديانة عند المسلمين ،ولغة أهل الجّن ة ،ولغة آخر األنبياء -صّلى هللا عليه وسّلم،-
ومن هنا تكون اللغة العربّية لغة المسلمين حتى من غير العرب؛ لسبب بسيط وهو
أّن كثيًر ا من العبادات ال تصّح من دون التكّلم باللغة العربّية ،كالصالة والخطبة في
الجمعة التي يجب أن تكون باللغة العربّية ،ولذلك فإّن األجنبي الذي ُيسلم يجب ان
يتعّلم اللغة العربّية ليؤّد ي بها عباداته المفروضة عليه ،فمن هنا تظهر أهمّية اللغة
العربّية للمسلمين عموًما .أّما أهمّية اللغة العربية للعرب أبنائها فتأتي من كونها اللغة
األم لهم ،وهي الحضن الذي يتسع لهم جميًعا ويوّح دهم من خالل توحيد ثقافتهم،
وألّن ها لغة التواصل بينهم فعليهم أن يهتّموا بها وأاّل يهملوها ويستبدلوا بها اللهجة
العامّية ،ألّن ها إن اندثرت فهم يندثرون معها ،ولن يكون لهم شأن بين األمم إن
.ضاعت لغتهم
لو تساءلنا ما واجبنا تجاه اللغة العربية ،ما الواجب الذي ينبغي ألبناء العربية أداؤه
لُيعلوا اسم لغتهم ،تلك اللغة الرهيبة في مكنوناتها التي ما يزال الناس يطوفون حول
شواطئها ويتهّيبون الغوص في األعماق ،فالجواب يكون ببساطة أن يرتقي أبناءها
.بأنفسهم كي يكون لهم شأٌن بين األمم