 ‫ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

 

  
 
 
  
  ––
 

Abstract : :‫ﻣﻠﺨﺺ‬
Le Cadre de cet article met
exclusivement l’accent sur la justice ‫ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺒﺤﺚ ﻳﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎﳊﻴﺔ‬
restaurative comme mode de régulation
des conflits de nature pénale, remettons ‫ﻛﻨﻤﻂ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻔﺾ اﻟﻨﺰاﻋﺎت ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﳉﻨﺎﺋﻲ ﺪف‬
en question les traitements du
phénomène de délinquance par des
modalités alternatives de la justice ‫اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻈﺎﻫﺮة اﻹﺟﺮام ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ )ﺑﺮاﻣﺞ( ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ‬
pénale classique.
Une telle œuvre de justice rend ‫اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ وﺑﺒﻌﺪ إزدواﺟﻲ إﻧﺴﺎﱐ وﺗﺼﺎﳊﻲ ﻳﻀﻊ‬
alors possible l’accord consensuel des
parties, en les plaçant au centre même ‫ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻃﺮاف اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﳉﺮﳝﺔ ﰲ اﻟﺼﺪارة ﻣﻦ أﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ‬
du contentieux qui les opposent, afin de
parvenir à une justice équitable et assez ‫ا ﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل‬-‫ اﳉﻨﺎة‬-‫ﻋﺪاﻟﺔ ﺗﺮﺿﻲ اﳉﻤﻴﻊ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ‬
satisfaisante à tous les protagonistes du
crime : ‫ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﻌﺘﻤﺪ أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺿﺎﺋﻴﺔ واﻟﺘﻮاﺻﻞ وﻣﻌﺎﳉﺔ ﻋﻮاﻗﺐ‬
Infracteur, victime et
communauté, à travers des programmes
axées sur le consentement, l’empathie
‫اﳉﺮﳝﺔ ﺑﺈﺻﻼح أﺿﺮار اﻟﻀﺤﻴﺔ وإﻋﺎدة اﻹدﻣﺎج ﻟﻠﺠﺎﱐ‬
réciproque, et la résolution des
conséquences découlant d’une .‫وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺴﻠﻢ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬
infraction, en vue de la réparation
globale de la victime, la réhabilitation
de l’infracteur et le rétablissement de la
paie sociale.

 ‫ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎﻟﺤﻴـﺔ اﻟﺒﺪﻳـﻞ ﻟﻠﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴـﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﻣﻘﺪﻣــﺔ‬

‫ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻤﺎت اﻟﻮﺟﻮد أن ﺴﺎن اﺟﺘﻤﺎ وأﻧﺎ ﻲ ﺑﻄﺒﻌﮫ ‪ ،‬ﻣﺠﺒﻮل ﻋ ﺣﺐ ذاﺗﮫ ﻓ ﺎن‬
‫ذﻟﻚ ﻣﺒﻌﺜﺎ ﻟﻼﺧﺘﻼف ﻣﻊ ﺑ ﺟﻠﺪﺗﮫ‪ ،‬و ﺎن ﺧﺘﻼف ﺳ ﺒﺎ وﻗﻮع أول وأ ﺸﻊ ﺟﺮﻤﺔ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺣﻖ ﺑ‬
‫اﻟ ﺸﺮﻓﺠﺮﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻗﺎﺑﻴﻞ أﺧﺎﻩ ﺎﺑﻴﻞ واﻟ ذﻛﺮﻧﺎ ﺎ ا ﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻋﺰوﺟﻞ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﳌﺤﻜﻢ‪:‬‬
‫>> ﻓﻄﻮﻋﺖ ﻟﮫ ﻧﻔﺴﮫ ﻗﺘﻞ أﺧﻴﮫ ﻓﻘﺘﻠﮫ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻣﻦ ا ﺎﺳﺮﻦ<< ) ﻳﺔ ‪ 30‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﳌﺎﺋﺪة (‬

‫وﺧﺎﻟﻖ اﻟ ﻮن ا ﻜﻴﻢ اﻟﻌﻠﻴﻢ ﺣﺬر ﺧﻠﻘﮫ ﺎﻓﺔ و ﺘﺤﺬﻳﺮ أﺑﺪي >> ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ ﻛﺘ ﻨﺎ ﻋ‬
‫رض ‪ ،‬ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﻗﺘﻞ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌﺎ ‪ ،‬وﻣﻦ‬ ‫ﺑ إﺳﺮاﺋﻴﻞ أﻧﮫ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﺎ ﻐ ﻧﻔﺲ أو ﻓﺴﺎد‬
‫أﺣﻴﺎ ﺎ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ أ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌﺎ ‪ ،‬وﻟﻘﺪ ﺟﺎء ﻢ رﺳﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﺒ ﻨﺎت ﺛﻢ إن ﻛﺜ ا ﻣ ﻢ ﻌﺪ ذﻟﻚ‬
‫ﳌﺴﺮﻓﻮن << ) ﻳﺔ ‪ 32‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﳌﺎﺋﺪة(‬

‫وإﺳﺮاف اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎد إﻻ ﻣﻦ رﺣﻢ ر ﻚ ﺎن وﻻ ﻳﺰال وراء وﻗﻮع ا ﺮﻤﺔ وﺗﺰاﻳﺪ ﺎ‪ ،‬ﺣ‬
‫ﺎد أن ﻻ ﻳﺨﻠﻮا ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ ﻣ ﺎ ﻋ ﻣﺮ ا ﻘﺐ و زﻣﺎن ﻣﻨﺬ اﻟﻌ ﻮد اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ و إ اﻟﻴﻮم و ﻮ أﻣﺮ ﺎﻧﺖ ﻟﮫ‬
‫ﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺬﻩ اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻔﻜ‬ ‫ﻋﻮاﻗﺒﮫ ﻋ اﳌﺴﺘﻮﻳ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﻔﺮدي و ﺟﺘﻤﺎ ‪ ،‬و ﺎن ﻟﺰاﻣﺎ‬
‫ﻗﻞ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪ ﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺎﻧﺖ‬ ‫اﻟﻄﺮق اﻟﺴﺎﻋﻴﺔ إ اﻟﺘﺼﺪي ﻟ ﺮﻤﺔ أو ﻋ‬
‫اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻌﺘﻤﺪ ﻋ اﻟﺜﺄر اﻟﻔﺮدي ﺛﻢ اﻟﻘﺒ ‪ ،‬و ﻈ ﻮر اﻟﺪوﻟﺔ اﺳﺘﺄﺛﺮت ﺑﺤﻖ إﻳﻘﺎع اﻟﻌﻘﺎب ﺿﺪ ﻣﺮﺗﻜ‬
‫ا ﺮﻤﺔ‪.‬‬

‫وإذا ﺎن ا ﺪﻳﺚ ﻋﻦ ا ﺮﻤﺔ واﻟﻌﻘﻮ ﺔ اوﻣﺎ ﺳ اﺻﻄﻼﺣﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ و اﻟ ﺴﻤﻴﺔ اﻟ‬
‫ﻌﻮد اﻟﻔﻀﻞ ﻓ ﺎ ﻟﻠﻔﻘﻴﮫ ﳌﺎ ﻲ ) ﻓﻴﻮر ﺎخ ‪ (FEUERBACH‬ﻓﺈن ﻧﺘﺎﺋﺞ أﺑﺤﺎث ﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬
‫أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﻋﻠﻮم ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﻈ ﻮر ﻋﻠﻢ ﺟﺮام )‪ ،(La criminologie‬ﺛﻢ ﺗﻼﻩ ﻋﻠﻢ اﻟﻌﻘﺎب‬
‫ﺎﻳﺎ ﺟﺮام‬ ‫)‪ ( la penologie‬وﻣﻨﺬ أواﺧﺮ اﻟﺴﺘ ﻨﺎت ﺑﺪأت ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻇ ﻮر ﻋﻠﻢ‬
‫) ‪ ،(la victimologie‬وأﻧﮫ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﺘﻄﻮر ﺬﻩ اﻟﻌﻠﻮم ا ﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ﻛﺂﻟﻴﺔ‬
‫ﺎﻧﺖ ﻌﻜﺲ ﻞ ﺣﻘﺒﺔ ﻣﻦ ا ﻘﺐ ﺬا اﻟﺘﻄﻮر ﻓ ﺎﻧﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﺜﺎﺑﺖ اﳌﺘﻐ إذ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﺪاﻳ ﺎ‬
‫ﻛﻌﺪاﻟﺔ ﻋﻘﺎﺑﻴﺔ )‪( justice retributive ou punitive‬ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺮﺗﻜﺰ أﺳﺎﺳ ﺎ ﻋ ا ﺮﻤﺔ‬
‫وﻓﺮض ﻋﻘﻮ ﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟ ﺎ وﻓﻘﺎ ﺴﺎﻣ ﺎ‪ ،‬وﻟ ﺰ ﺬا اﻟﻨﻤﻂ اﻟﻌﻘﺎ ﻲ وﻓﺸﻠﮫ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻈﺎ ﺮة‬
‫ﺟﺮام ﻇ ﺮت اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺄ ﻴﻠﻴﺔ )‪ ( justice réhabilitative‬واﻟ ارﺗﻜﺰت ﻋ ا ﺎ ﻲ ﺑﺎﻟﺴ‬
‫ﻹﻳﺠﺎد ﺳﺒﻞ ﻟﻌﻼﺟﮫ ﻗﺼﺪ ﻴ ﺘﮫ ﻹﻋﺎدة إدﻣﺎﺟﮫ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ و اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟ ﻻ ﺗﺰال ﻣﺘﺒﻌﺔ ﻛﺜ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺒﻠﺪان ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻨﺎ ﺗﺄ ﻴﻠﻴﺔ أﺧﻀﻌﺖ ﻟﻠﺘﺠﺮﺔ ﻓ ﺎن اﻟﺒﻌﺾ ﻣ ﺎ أ ﻰ أ ﻠﮫ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﻞ‬
‫ﻣﻦ ﺣﺪة ﺟﺮام‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻌﻀ ﺎ و ﺴﺐ إﺧﻔﺎق ﻣ اﻳﺪة أﺛﺒ ﺖ ﻣﺮة أﺧﺮى ﺰ ﺬﻩ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺧﻼل ﻣﺎ أﻃﻠﻖ ﻋ ﺴﻤﻴﺘﮫ وﻣﻨﺬ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﳌﺎ و ﺪاﻳﺔ ﻟﻔﻴﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﺄزﻣﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ‬
‫‪358‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻦ اﻟﻨﺼﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ‬
‫)‪ (la crise de la justice penale‬إذ أن ﻓﺸﻞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻏﺎﻳﺎ ﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺰاﻳﺪ‬
‫ﻇﺎ ﺮة ﺟﺮام وا ﺴﺎع ﺧﻄﻮرة اﻟﻌﻮاﻗﺐ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺬﻩ اﻟﻈﺎ ﺮة ﺎن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻓﺰاﻋﺔ ﻟ ﻞ ﻣﻦ ﻌﻨﻴﮫ‬
‫ﻣﺮ ﻟﻠﺘﻔﻜ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻟ ﺬﻩ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﻌﻘﻴﻤﺔ وأﻧﺘﺞ ﺬا اﻟﺘﻔﻜ‬
‫ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﮫ اﻟﻴﻮم ﺑﺎﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ) ‪.(la justice restaurative‬‬

‫و ﺬا اﻟﺼﺪد ﻓﺈن ﻣﺆﺳﺲ ﺬﻩ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ " ﺎورد زا ﺮ ‪HOWARD‬‬

‫‪ "zehr‬ﻋ ﻋﻦ ﻓﺸﻞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﺄ ﺎ ﻋﺪاﻟﺔ ﺗﺘﻤ ﺸ ﻠﻴ ﺎ اﻟﻌﻘﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺟ ﺔ وﺟﻌﻠ ﺎ اﻟﻌﻘﺎب‬
‫ﺣﻜﺮا ﻋ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﺟ ﺔ أﺧﺮى و ﻮ أﺳﺎس اﻷزﻣﺔ اﻟ ﻓﺮﺿﺖ ﻇ ﻮر اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻓ ﺎن‬
‫اﳌﻮﻟﻮد ا ﺪﻳﺪ ﻮ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻛﻨ ﺑﺪﻳﻞ)‪ (mode alternative‬و ﻮ ﻣﻦ دون ﺷﻚ ﻳﺨﺘﻠﻒ‬
‫ﻋﻦ اﻟﻨ ن اﻟﺴﺎﺑﻘﻲ اﻟﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﮫ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻋ اﻟ ﻴﺔ و ﺘﻤﺎم ﺑﮫ‬
‫و ﻟﺘﻔﺎت إ ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﮫ اﳌﻨﺼﺒﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻋ ﺟ ﺿﺮار اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﮫ ﻣﻦ ﺟﺮاء ا ﺮﻤﺔ وﻛﺬا ﺘﻤﺎم‬
‫ﺑ ﺎﻓﺔ ﻃﺮاف ﺧﺮى ) ا ﺎ ﻲ واﳌﺠﺘﻤﻊ ( و ﻮ ﺘﻤﺎم اﻟﺬي ﺴ إ اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ ن ا ﻤﻴﻊ‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼل ﺟ اﻟﻀﺮر اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ا ﺮﻤﺔ و دﻣﺎج ﺟﺘﻤﺎ ﳌﺮﺗﻜ ﺎ و ﻌﺰ ﺰ إرﺳﺎء اﻟﺴﻠﻢ ﺟﺘﻤﺎ ‪.‬‬

‫إن ﺬا اﳌﻔ ﻮم ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ اﻟ أﻋﻴﺪ اﻛ ﺸﺎﻓ ﺎ اﻋﺘﺒﺎرا أ ﺎ ﻣﻔ ﻮﻣﺎ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻋﺮﻓﺘﮫ‬
‫أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻗﺎرات ﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ) و ﺑﻼدﻧﺎ ﺎن ﺷ ﻞ ﻣ ﺴﻂ وﻻ ﻳﺰال‬ ‫اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ‬
‫ﻳ ﺄ إﻟﻴﮫ ﻞ اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﳌﻌﻀﻼت ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﻌﺮف ﺑﺼ " ا ﻤﺎﻋﺔ "‪.‬‬

‫وﻣﻦ ﻧﺼﺎف إذا ﺎﻧﺖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻟﻔﻈﺘ ن داﻟﺘ ن اﻟﻌﺪل واﻟﺘﺼﺎ ﻓﺎن‬
‫اﻟﺸﺮﻌﺔ ﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺴﻤﺤﺔ و ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺳﻮر اﻟﻘﺮان اﻟﻜﺮﻢ ﺗﺘﻜﺮر ﺬﻩ ﻟﻔﺎظ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋ اﻟﺼ ‪،‬‬
‫اﻟﺘﺼﺎ ‪ ،‬اﻟﻌﻔﻮ‪ ،‬اﻟﺘﻮ ﺔ‪ ،‬اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎ و ﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﻢ ﻋﻦ أ ﻤﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺒﺤﺚ ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ‬
‫ﺪاف اﻟ ﺴ إ ﺗﺤﻘﻴﻘ ﺎ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ و اﻟﺘﺼﺪي ﻟ ﺮ ﻤﺔ أو ﻣﻦ ﺣﻴﺚ وﺿﻊ ﺣﺪ ﻷزﻣﺔ‬
‫ﺳﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ‬ ‫اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟ ﺛ ﺖ ﻓﺸﻠ ﺎ و ا ﺎﻟﺘ ن ﺗﺒﺪو ﻤﻴﺔ أﻛ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﺴ‬
‫ﺎم ﺟﺘﻤﺎ ﺑﺎﻹﺑﻘﺎء ﻋ ﺻﻠﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪.‬‬

‫إﺷ ﺎﻟﻴـﺔ اﻟﺒﺤـﺚ ‪:‬‬

‫ﻻ ﺷﻚ أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ اﳌﺼﻄ اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟﺬي أﻋﻴﺪ اﻛ ﺸﺎﻓﮫ ﻳﻄﺮح ﻋﺪة ﺴﺎؤﻻت‪،‬‬
‫ﻣ ﺎ ﻞ أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ اﻟ ﺧﺎﺿﺖ ﺗﺠﺎرب ﻟ ﺎ ﻣﻮﺳﻌﺔ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺎرة ﻣﺮ ﻜﻴﺔ‪ ،‬وﺧﻮض‬
‫ﻏﻤﺎر ﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﻨﺎ ﺎ أورو ﺎ وﺗﺤﻔ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺪول ﻋ ﻣﻤﺎرﺳ ﺎ ﻛﺴ ﻴﻞ ﳌ ﺎﻓﺤﺔ ا ﺮﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫ﺸﺮ ﻌﺎت ﻛﺜ ﻣﻦ اﻟﺪول ﺑﻤﺎ ﻓ ﺎ ﻌﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻣﺮ‬ ‫ﻗﺮارات ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة‪ ،‬وا ﻌ ﺎﺳﺎ ﺎ ﻋ‬
‫اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻳﻔﺮض ﻧﻔﺴﮫ ﻋ ا ﻤﻴﻊ ﺧﺼﻮﺻﺎ وأن أزﻣﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻢ ﺴﺘ ن ﻣ ﺎ أي ﻣﻦ‬
‫ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت ﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬ﻣﺮ اﻟﺬي ﺴﺘ ﺒﻊ اﻟ ﺴﺎؤل ﻞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ اﻟﺒﺪﻳﻞ ا ﺘﻤﻲ‬

‫‪359‬‬
‫اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎﻟﺤﻴـﺔ اﻟﺒﺪﻳـﻞ ﻟﻠﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴـﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ؟ و ﻮ ﺟﻮ ﺮ ﺷ ﺎﻟﻴﺔ وأ ﺎ ﺳﺘﺤﻞ ﻣﺤﻠ ﺎ آﺟﻼ أم ﻋﺎﺟﻼ‪ ،‬أم أ ﺎ ﻧﻤﻂ ﻣﻜﻤﻞ‬
‫ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ؟ أو ﻋﺪاﻟﺔ ﻣﻮاز ﺔ و ﺎﻟﻴﺎت ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ وﺟ ﺎزﻣﺴﺘﻘﻞ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺰاﺣﻢ ﻟ ﺎ؟‬

‫ﺬﻩ ﺷ ﺎﻟﻴﺔ وﻣﺎ ﺗﺜ ﻩ ﻣﻦ ﺴﺎؤﻻت ﻓﺮﻋﻴﺔ اﻗﺘﻀﺖ ﻣﻌﺎ ﺔ اﳌﻮﺿﻮع ﻣﻦ‬ ‫إن ﺟﺎﺑﺔ ﻋ‬
‫ﺧﻼل ﻣﺤﻮر ﻦ أﺳﺎﺳﻴ ن‪:‬‬
‫اﳌﺤـﻮر ول ‪ :‬ﻣﻨﺼﺐ ﻋ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻔ ﻮم اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ وأﺳﺒﺎب ﺑﺮوز ﺎ‪.‬‬

‫اﳌﺤـﻮر اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﻣﺨﺼﺺ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﳌﺒﺎدئ ﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟ ﺗﻘﻮم ﻋﻠ ﺎ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ‪ ،‬و ﺴﻂ اﻟﻀﻮء‬
‫ﻋ ﺑﺮاﻣﺠ ﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴــﺔ )ﻣﻘﺎر ﺔ أم ﻣﻔﺎرﻗﺔ ( ﺛﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﻒ اﻟ ﺸﺮﻊ‬
‫ا ﻨﺎ ﻲ ا ﺰاﺋﺮي ﻣ ﺎ‪.‬‬

‫اﳌﺤـﻮر ول ‪:‬‬

‫‪ .I‬ﻣﻔ ـﻮم اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴـﺔ وأﺳﺒـﺎب ﺑـﺮوز ﺎ‬

‫‪ .1.I‬ﻣﻔ ـﻮم اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴـﺔ ﻛﻤﺼﻄﻠـﺢ‬

‫ﻧ ﻠﻮﺳﻜﺴﻮ ﻲ ) ‪restorative‬‬ ‫إن أول ﻇ ﻮر ﳌﺼﻄ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻮ اﳌﺼﻄ‬

‫‪ (justice‬واﻟﺬي اﺣﺘﻞ اﻟﺼﺪارة ﺿﻤﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت واﻟﻨﻘﺎش اﻟﺪاﺋﺮ ﺣﻮل اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ‬
‫اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻐﺮﻴﺔ و ﺎﻟ ﺟﻤﺔ اﻟﻔﺮ ﺴﻴﺔ ﻛ ﺗﺪاوﻻ) ‪(la justice reparatrice‬‬

‫ﺳﺎس أﻧﺠﻠﻮﺳﻜﺴﻮﻧﻴﺔ اﻋﺘﺒﺎرا ﻟﻌﺪة ﻋﻮاﻣﻞ اﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ ﺧﻼل اﻟﺴﺘ ﻨﺎت‬ ‫واﻟ ﺴﻤﻴﺔ‬
‫اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺎن ﻧﺘﺎﺟ ﺎ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﮫ ﺣﺮ ﺎت ﺿﺪ ﻣﻤﺎرﺳﺎت اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ) اﳌﺘﺤﻜﻤﺔ (‬
‫ﻓ ﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ا ﺮ ﺎت ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﳌﺼﺎدر اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻟﺜﻤﺮة ﻇ ﻮر اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻛﺤﺮﻛﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ‬
‫ﻟﻠﻐﺎﻳﺎت اﻟ اﻧ ﺖ إﻟ ﺎ ﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺘﺤﻜﻤﺔ) ‪(les institutions totalitaires‬‬

‫وﻋ ﺬا ﺳﺎس ﺎن ﺧﺘﻼف اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻌﺾ أ ﺎ ﺣﺮﻛﺔ‬

‫)‪ ( mouvement‬ﺣ ن اﻟﺒﻌﺾ ﺧﺮ اﻋﺘ ﺎ أﺳﻠﻮ ﺎ أو ﻧﻤﻮذﺟﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ‬

‫)‪(un paradigme ou un nouveau model de la justice pénale) (1‬‬

‫وإذا ﺎن اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋ أن اﻟﻈﺎ ﺮة أﻧﺠﻠﻮ ﺳﻜﺴﻮﻧﻴﺔ ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻣﺮدﻩ ﺗﺠﺬر ﺎ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺬﻩ اﻟﺪول اﻟ ﻌﺘﻤﺪ اﻟﻌﺮف اﻟﻘﻀﺎ ﻲ ) اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺮ ‪ ( common law‬واﻟﺬي أﺳﺎﺳﺎ ﻳﻘﻮم ﻋ‬
‫ﻣﺴﺎرات أﻛ ﻣﺮوﻧﺔ وأﻗﻞ ﺷ ﻠﻴﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ﺎن ﳌﺴﺎرات اﻟﺘﺤﺮر ﺧﻼل ﺳﻨﻮات ‪1970-1960‬‬
‫دور آﺧﺮ ﻣ ﻤﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻋ ﻇ ﻮر ﺬﻩ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ا ﺮ ﺎت اﻟ ﺳﺎ ﻤﺖ اﻟﻜﺸﻒ‬
‫‪360‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻦ اﻟﻨﺼﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ‬
‫ﻋﻦ ﺿﻌﻒ و ﺰ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ) ﻋﺪاﻟﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ (justice étatique‬ﻋﻦ اﻟﺘﺼﺪي‬
‫ﻟ ﺴﻮ ﺔ اﳌﺸﺎ ﻞ وإﻳﺠﺎد ا ﻠﻮل ﻟ ﺎ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﳌ ﻴﻤﻨﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎت‬
‫ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ) اﻟﺴ ﺎن ﺎ ‪ (les autochtons‬ﻛ ﻓﻘﺮا و ﻛ ﻤ ﺸﺎ و ﻛ اﻛﺘﻮاء ) ‪les‬‬
‫‪ (plus stigmatisés‬ﻞ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﻛﻨﺪا واﺳ اﻟﻴﺎ وز ﻠﻨﺪة ا ﺪﻳﺪة )‪ (2‬واﻟ ﺎﻧﺖ‬
‫ﺳ ﺒﺎ ﻟﻺﺳﺮاع إرﺳﺎء ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﻋﺪاﻟﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ أﻛ إ ﺴﺎﻧﻴﺔ وأﻗﻞ ﺷ ﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺬا وﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻨﻜﺮ ﻣﻦ أن أﺣﺪ ﻋﻮاﻣﻞ ﻇ ﻮر ﺬا اﳌﺼﻄ ) اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ( ﻮ‬
‫ﺗﻠﻚ ا ﺮ ﺎت اﻟ وﻟﺪت أواﺧﺮا ﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﺎﻳﺎ ﻋﻠﻢ ﺟﺮام‬

‫‪ la victimologie‬واﻟ ﺎن ﻟ ﺎ اﻟﻔﻀﻞ اﻛ ﺸﺎف ﻣ ﺎﻧﺔ اﻟ ﻴﺔ ا ﺼﻮﻣﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ و ﻮ‬

‫ﺬا اﻟﺼﺪد أﺛﺒ ﺖ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻄﻮر ا ﺬري‬ ‫أﺣﺪ أﺳﺲ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ إذ ﺑﺤﺎث ا ﺪﻳﺜـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺎت ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ا ﺎﻟﻴﺔ " ‪les recherches victimologiques les plus recentes‬‬
‫‪soulignent l’urgence d’une évolution radicale de politiques criminelles‬‬
‫‪actuelles‬‬

‫‪ 2.1.I‬ﻣﻔ ﻮم اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻛﺘﻌﺮﻒ‬

‫إن ﻣﻔ ﻮم اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ وﻣﻨﺬ ﻇ ﻮر ﺎ ﻗﺒﻞ ‪ 30‬ﺳﻨﺔ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﺮ ﻜﻴﺔ‬

‫وﻛﻨﺪا‪ ،‬وا ﻌ ﺎس ﺻﺪا ﺎ ﻛﺜ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﻴﺔ ﺣ ﻏﺪا اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﻳﺮى ﻓ ﺎ ﻓﺮﻋﺎ ﻣﺴﺘﻘﻼ ﻣﻦ ﻓﺮوع‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن ا ﻨﺎ ﻲ )‪ (3‬وأﻛ ﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺮى أن ﻌﻄﻲ ﻟ ﺎ ﺴﻤﻴﺔ " اﻟﻘﺎﻧﻮن ا ﻨﺎ ﻲ ﺴﺎ ﻲ ")‪ (4‬ﻣﻊ أن‬
‫ﺗﻔﺤﺺ ﻣﻌﺎﳌ ﺎ ﺗﺆﻛﺪ أن ﺬﻩ اﳌﻌﺎﻟﻢ ﺗﻀﻤﻨ ﺎ اﻟﺸﺮﻌﺔ ﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻣﻨﺬ أﻛ ﻣﻦ ‪ 14‬ﻗﺮﻧﺎ‬
‫وﻋﺮﻓ ﺎ اﻟﺸﻌﻮب ﻓﺮ ﻘﻴﺔ وإذا ﺎن ﻣﺼﻄ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻳﺘﻀﻤﻦ أﻟﻔﺎﻇﺎ داﻟﺔ ﻣﻦ ﺑﻴ ﺎ اﻟﺼ‬
‫واﻟﺘﺼﺎ ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻜﺜ ﻳﺮى أن اﻟﺘﺼﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺑ ن ا ﺎ ﻲ واﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬ﺣ ن اﻟﺼ ﻳﻔﻴﺪ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ‬
‫)‪(5‬‬
‫ﺑ ن اﻟ ﻴﺔ وا ﺎ ﻲ‬

‫وﻣ ﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ أﻣﺮ ﻣﺼﻄ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ اﳌﺴﺘ ﺒﻂ ﻣﻦ أﻟﻔﺎﻇﮫ اﻟﺪاﻟﺔ‪ ،‬ﻓﺈن‬
‫اﻟﺘﻌﺮ ﻔﺎت اﳌﺘﺘﺎﻟﻴﺔ واﻟ ﺗﺼﺐ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻣﺴ اﻟﺼ واﻟﺘﺼﺎ ﺑ ن ﻞ اﳌﻌﻨﻴ ن ﺑﺎ ﺮﻤﺔ ﺳﻌﻴﺎ‬
‫ﻟ ﺪ ﻣﻦ ﻇﺎ ﺮة ﺟﺮام و ﻮ أﺣﺪ ﺘﻤﺎﻣﺎت ﻻﻋﻼن " ﻓﻴ ﻨﺎ" واﻟﺬي ﻗﺮرت ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫ اﻟﺪول ﻋﻀﺎء‬
‫ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺎ اﻟﻌﺎﺷﺮ ﳌﻨﻊ ا ﺮﻤﺔ ﺑﺘﺎر ﺦ‪ 2000/05/17 ،10 :‬ﺑﺎﻟ ﻴﻊ ﻋ ﺻﻮغ‬
‫ﺳﻴﺎﺳﺎت وإﺟﺮاءات و ﺮاﻣﺞ ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ و ﺠﻌﻞ ﺳﻨﺔ ‪ 2002‬اﳌﻮﻋﺪ اﳌﺴ ﺪف ﳌﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺪول‬
‫ﺬا اﻟﺸﺄن ) اﻟﺒﻨﺪ ‪ 27 ، 26‬ﻣﻦ ﻋﻼن اﳌﺬ ﻮر ( وأن اﳌﺠﻠﺲ ﻗﺘﺼﺎدي و ﺟﺘﻤﺎ‬ ‫ﻣﻤﺎرﺳﺎ ﺎ‬
‫ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة دورﺗﮫ ا ﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮ ﺑﻔﻴ ﻨﺎ ﻣﺎ ﺑ ن ‪ 25- 16‬أﻓﺮ ﻞ ‪ 2002‬أﻛﺪ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺪول أﺧﺬت‬
‫ﺑ و ﺞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺿﻤﻦ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬و ﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﳌﺒﺎدئ ﺳﺎﺳﻴﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام‬

‫‪361‬‬
‫اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎﻟﺤﻴـﺔ اﻟﺒﺪﻳـﻞ ﻟﻠﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴـﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ اﳌﺴﺎﺋﻞ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﳌﻌﺘﻤﺪة واﳌ ﺸﻮرة ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺮار اﳌﺠﻠﺲ ﻗﺘﺼﺎدي‬
‫و ﺟﺘﻤﺎ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة رﻗﻢ‪ 2002/12:‬اﳌﺆرخ ‪ 2002/07/24 :‬و ﻮ ﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆﻛﺪ ﻤﻴﺔ اﻟ‬
‫أﻋﻄﻴﺖ ﳌﻔ ﻮم اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻋ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺪو ‪.‬‬

‫وإذا ﺎﻧﺖ ﺟﻞ اﻟﺘﻌﺎر ﻒ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﳌﺴﺎر اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎ ﺮﻤﺔ‬
‫واﳌﻌﻨﻴ ن ﺎ وﻋﻮاﻗ ﺎ ﻓﺈن ﻣﺮ ﻳﻘﺘ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﺒﻌﺾ ﺬﻩ اﻟﺘﻌﺎر ﻒ ﺳﻌﻴﺎ ﻹدراك اﳌﻔ ﻮم ا ﻘﻴﻘﻲ‬
‫اﻟﺬي ﺴ إﻟﻴﮫ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻛﺄﺳﻠﻮب ﻳﺮﺗﻜﺰ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻋ اﻹﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ا ﻞ اﻟﺘﻨﺎز‬
‫‪ conflictuel‬و اﻋﺘﻤﺎد ا ﻠﻮل اﻟﺮﺿﺎﺋﻴﺔ‪(consentionnel).‬‬

‫‪ 3.2‬ﻌﺾ ﻌﺎر ﻒ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪I‬‬

‫اﳌﺆﻛﺪ أن اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﳌﻌﻨﻴ ن ﺑﺎﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴ ن و ﺎﺣﺜ ن اﺟ ﺪوا ﻞ ﻣﻦ‬
‫)‪(6‬‬
‫وﺟ ﺔ ﻧﻈﺮﻩ ﻟﺘﻌﺮ ﻒ ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ وﺟﻠ ﺎ ﺴ ﻟﺘﺨﻘﻴﻖ ﻏﺎﻳﺎت أﺳﺎﺳﻴﺔ وﻣ ﺎ ‪:‬‬

‫ﻌﺮ ﻒ )‪(Howard Zehr‬‬ ‫‪‬‬

‫ﻴﺺ ﺿﺮار اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋ ﺎ و ﺳﺘﺠﺎﺑﺔ‬ ‫اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻣﺴﺎر ﻟﻠﻤﻌﻨﻴ ن ﺑﺎ ﺮﻤﺔ ﻟ‬
‫ﺎم ﺟﺘﻤﺎ‬ ‫ﻟ ﺎﺟﻴﺎت و ﻟ اﻣﺎت ﺪف إﺻﻼح ﺬﻩ ﺿﺮاروإرﺳﺎء‬

‫‪(la justice restaurative est un processus destiné à impliquer, le plus‬‬

‫‪possible, ceux qui sont concernés par la commission d’une infraction‬‬
‫‪particulière, à identifier et repondre collectivement à tous les torts,‬‬
‫‪besoins et obligations dans le but de réparer/guérir les prejudices et de‬‬
‫‪rétablir l’harmonie sociale la meilleure possible).‬‬

‫ﻌﺮ ﻒ‪ Tony F.Marshall:‬اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻣﺴﺎر ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫ ﺸﺎرك اﳌﻌﻨﻴﻮن‬ ‫‪‬‬

‫ﺑﺎ ﺮﻤﺔ إﻳﺠﺎد ﺣﻞ ﻟﻌﻮاﻗ ﺎ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺗﺪاﻋﻴﺎ ﺎ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‬
‫‪(La justice‬‬ ‫‪réstaurative est un processus par lequel les parties‬‬
‫‪concernées par une infraction donnée décident en commun de la‬‬
‫‪manière de réagir aux conséquences de l’infraction ainsi qu’à ses‬‬
‫‪répercussions futures).‬‬

‫أﻣﺎ اﳌﺼ ﺔ ا ﻨﺤﻴﺔ ﺑﻜﻨﺪا‪service correctional du Canada :‬‬ ‫‪‬‬

‫‪362‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻦ اﻟﻨﺼﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ‬
‫ﳌﻌﺎ ﺔ ا ﺮاﺋﻢ واﻟ اﻋﺎت ﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﻀﺎرة‬ ‫ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻧ‬ ‫ﻓ ى أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ‬
‫ﺎص اﳌﺘﻀﺮر ﻦ ) اﻟ ﺎﻳﺎ ‪ ،‬ا ﻨﺎة ‪ ،‬أﻋﻀﺎء اﳌﺠﺘﻤﻊ (‬ ‫ﺑﺎﻷ ﺎص واﻟﻌﻼﻗﺎت‪ ،‬و ﺴ ﻟﺪﻋﻢ‬
‫وﺗﻤﻜﻴ ﻢ ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻗﺼﺪ ﻌﺰ ﺰ وﺗﺄﻛﻴﺪ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ و ﺻﻼح وﺗﺮﻗﻴﺔ ﺣﺴﺎس ﺑﺎﻻرﺗﻴﺎح‬
‫ﻟﺮأب اﻟﺼﺪع وﻃﻲ ا ﻼف ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﺘﺂ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠ ﻮن ‪ Prison Fellowship International:‬ﻓ ى أن‬ ‫‪‬‬

‫اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ رد ﻓﻌﻞ ﻣﻤﻨ إزاء ا ﻮر واﳌﺮﺗﻜﺰ ﻋ ﺗﻀﻤﻴﺪ ا ﺮاح اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ أو اﳌﻨﻜﺸﻔﺔ‬
‫ﻋﻦ ا ﺮﻤﺔ اﳌﺘﻀﺮر ﻣ ﺎ ) اﻟ ﻴﺔ ‪ ،‬ا ﺎ ﻲ ‪ ،‬اﳌﺠﺘﻤﻊ (‬
‫‪(La J.R. est : une reéponse systimatique aux injustices qui ce‬‬
‫‪concentre sur la guérison des blessures causées et révelées par le crime‬‬
‫)‪aux victimes, infracteurs et communautés‬‬

‫أﻣﺎ‪Lode.Walgrave :‬‬ ‫‪‬‬

‫ﻓ ى اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ رؤ ﺔ ﻹرﺳﺎء اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﳌﻮﺟ ﺔ اﳌﻘﺎم ول ﻧﺤﻮ ﺟ اﳌﻌﺎﻧﺎة‬
‫و ﺿﺮاراﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ا ﺮﻤﺔ‪.‬‬

‫‪(La justice restaurative est: une optique sur la manière de faire justice,‬‬
‫‪orientée prioritairement vers la restauration des souffrances et‬‬
‫‪dommages causés par un délit).‬‬

‫أﻣﺎ ‪ Mylene Jaccoud‬ﻓ ى ان اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻧ ﻳﻔﻀﻞ ﻓﻴﮫ ﻞ دﻋﻮى‬ ‫‪‬‬

‫ﺸ ﻞ ﺟﻤﺎ أو ﻓﺮدي و إﻃﺎر رﺳ أو ﻏ رﺳ واﻟ ﺪف إ إﺻﻼح ﺿﺮار اﳌﻌ ﺸﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاء‬
‫ا ﺮﻤﺔ‪.‬‬
‫‪(Il s agit d : une approche qui privilégie toute forme d’action‬‬
‫‪(collective ou individuel) qui se déroule dans un cadre formel ou‬‬
‫‪informel, visant la réparation des préjudices vécus a l occasion d une‬‬
‫‪infraction).‬‬

‫‪Conseil‬‬ ‫ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة‬ ‫ﻟ ﻴﺌﺔ‬ ‫ﻗﺘﺼﺎدي و ﺟﺘﻤﺎ‬ ‫اﳌﺠﻠﺲ‬ ‫أﻣﺎ ﻌﺮ ﻒ‬ ‫‪‬‬

‫‪Economique et Social de l’ONU :‬‬

‫‪363‬‬
‫اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎﻟﺤﻴـﺔ اﻟﺒﺪﻳـﻞ ﻟﻠﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴـﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﺺ أو‬ ‫ﻴﺔ ‪ ،‬ا ﺎ ﻲ أو أي‬ ‫" أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺗ ﺸ ﻞ ﻣﻦ أي ﻣﺴﺎر ﺸﺎرك ﻓﻴﮫ ﻞ ﻣﻦ اﻟ‬
‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﻀﺮر ﻣﻦ ا ﺮﻤﺔ ﻟﻺﺳ ﺎم ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺪف إﻳﺠﺎد ا ﻠﻮل ﻟ ﻞ اﳌﺴﺎﺋﻞ ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻹﺟﺮام‬
‫وﻋﺎدة ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة ﻣ ﺴﺮ‪.‬‬

‫‪(la justice restaurative est constituée par tout processus dans lequel la‬‬
‫‪victime et le déclinquent et, lorsqu’il y a lieu, toute autre personne ou‬‬
‫‪tout autre membre de la communauté subissant les conséquences‬‬
‫‪d’une infraction participent ensemble activement à la résolution des‬‬
‫‪problèmes découlant de cette infraction, généralement avec l’aide d’un‬‬
‫)‪facilitateur ). (7‬‬

‫إذن ﻣﻦ ﻞ ﺬﻩ اﻟﺘﻌﺎر ﻒ ﻳﺘﺠ ﺑﻮﺿﻮح أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺗﻘﻮم أﺳﺎﺳﺎ ﻋ ﺗﺮا‬

‫ﻞ ﻃﺮاف اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎ ﺮﻤﺔ ) اﻟ ﻴﺔ ‪ ،‬ا ﺎ ﻲ ‪ ،‬اﳌﺠﺘﻤﻊ ( واﻟﺴ إ ﺳ ﻴﻞ اﻟﺘﻔﺎوض ﻟﻘﺒﻮل ا ﺎ ﻲ‬
‫ﺎم ﺟﺘﻤﺎ ﺴﺪ اﻟﻄﺮ ﻖ أﻣﺎم ﺗﺠﺪد ا ﺮﻤﺔ‪.‬‬ ‫ﺗﺤﻤﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ و ﻌﻮ ﺾ اﻟ ﻴﺔ وﺗﺤﻘﻴﻖ‬

‫‪.II‬أﺳﺒﺎب ﺑﺮوزاﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ‪:‬‬

‫إﻧﮫ ﻋ ﻣﺪار اﻟﺜﻼﺛ ن ﺳﻨﺔ اﻟ ﺧﻠﺖ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻧﺠﺎﺣﺎ ﻣ ﻮﻇﺎ ﺳﻮاء ﻣﻦ‬
‫ﺎﻳﺎ ‪ ،‬ﺟﻨﺎة ‪ ،‬ﻣﺠﺘﻤﻊ أو ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أ ﺪاﻓ ﺎ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ اﻟﻌﻘﺎب ﺑﻤﻨﻈﻮر‬ ‫ﺣﻴﺚ اﳌﻌﻨﻴ ن ﺑﺎ ﺮﻤﺔ‬
‫إﻋﺎدة إدﻣﺎج اﳌﺤ ﻮم ﻋﻠﻴﮫ وا ﻟ ﻞ أﺿﺮاراﻟ ﻴﺔ وإرﺳﺎء اﻟﺴﻠﻢ ﺟﺘﻤﺎ أو ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟ اﻣﺞ اﻟ‬
‫أﻋﺪت ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺴ ﺬﻩ ﺪاف ) أﻧﮫ ﺧﻼل ﺳﻨﺔ ‪ ،2005‬وﺻﻞ ﻋﺪد اﻟ اﻣﺞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة‬
‫إ ‪ 800‬وﻛﻨﺪا ﺣﻮا ‪ 300‬ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎ و ﺑﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ‪ 700‬ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎ ﻋﺮﻓ ﺎ ﻞ ﻣﻦ ز ﻠﻨﺪة ا ﺪﻳﺪة ‪،‬‬
‫اﺳ اﻟﻴﺎ ‪ ،‬أﻧﺠﻠ ا ‪ ،‬اﳌﺎﻧﺎ ‪ ،‬اﺳﻜﻨﺪﻧﺎﻓﻴﺎ ‪ ،‬ﻓﺮ ﺴﺎ ‪ ،‬ﺑﻠﺪان أورو ﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ(‪.‬‬

‫وﻟﻌﻞ ﺬا اﻟ ﺴﺎرع اﻧ ﺸﺎر ﺎ ﻣﺮدﻩ أﺳﺒﺎب دﻓﻌﺖ إ ﻇ ﻮر ﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ا ﺪﻳﺪ واﳌﻨ ﺜﻖ‬
‫ﺎﻳﺎ ﻟﻺﺟﺮام ﻣﻦ ﺧﻼل‬ ‫ﺑﺎﻟ ﺗ ﺐ ﻋﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﻌﻘﺎب‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼل أزﻣﺔ اﻟﻌﻘﻮ ﺔ ا ﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬وﻋﻦ ﻋﻠﻢ‬
‫ﺺ اﻟ ﻴﺔ وأﺧ ا ﻋﻦ ﻧ و ﻮﻟﻮﺟﻴﺎ )‪ (Intropologique‬ﻣﻦ ﺧﻼل اﻛ ﺸﺎف ﻧﻤﺎذج‬ ‫ﺘﻤﺎم‬
‫)‪(8‬‬
‫ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟ ﺴﻮ ﺔ اﻟ اﻋﺎت ﺟﻨﺎﺋﻴﺎ‬

‫‪ 1.II‬أزﻣﺔ اﻟﻌﻘﻮ ﺔ ا ﻨﺎﺋﻴ ــﺔ‬

‫إذا ﺎﻧﺖ اﻟﻌﻘﻮ ﺔ ﺑﺪاﻳﺔ أﻣﺮ ﺎ ﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺮدع ﻓﺈن ﺬا اﻟﺮدع ﺛ ﺖ أﻧﮫ ﻟﻢ‬
‫ﻐﻴ اﻟﺮؤ ﺔ اﳌﺬ ﻮرة‪ ،‬إذ ﻌﺪ ﻗﻴﺎم اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮ ﺴﻴﺔ ﻇ ﺮت ﺑﻮادر‬ ‫ِ ﻳﺆت أ ﻠﮫ و ﻮ ﻣﺎ ﺣﺪا إ اﻟﺘﻔﻜ‬

‫‪364‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻦ اﻟﻨﺼﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ‬
‫اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺄ ﻴﻠﻴﺔ)‪ (La justice réhabilitative‬واﺳﺘﻐﻼﻟ ﺎ‬ ‫رؤى ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﻌﻘﻮ ﺔ وﺗﺘﻤﺜﻞ‬
‫ﻧﻈﺎم اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ )‪.(9‬‬

‫ﻛﻤﺒﺪأ )وأﻧﮫ رﻏﻢ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي ﻋﺮﻓﮫ ﻋﺼﺮ اﻟ ﻀﺔ واﻟﺬي ﻧﺠﻢ ﻋﻨﮫ ﺗﻄﻮر أﺑﺠﺪﻳﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫اﳌﺴﺎواة ‪،‬اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ‪،‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ‪ ،‬ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻃﺮاف ﺑﻤﺎ ﻓ ﺎ اﻟ ﻴﺔ واﺣ ام ﺣﻘﻮق‬
‫إﻻ أن ﺬا اﻟﺘﻄﻮر ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﺣﺘ ﺎر اﻟﺪوﻟﺔ ﻖ اﻟﻌﻘﺎب ﺑﻠﻎ ﺣﺪا ﻣﻦ اﻟ ﺸﺒﻊ اﳌﻔ ﻟﻸزﻣﺔ‪( ،‬اﻟﺪﻓﺎع‬
‫ﻟﻴﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟ ﻻ ﺗﺰال ﺗﺨﻄﻮ ﺧﻄﻮات ﻓﺎﻗﺪ اﻟﺒﺼﺮ ﻓﻼ‬ ‫ذﻟﻚ أن ﺬا اﻟﺘﻄﻮر ﻟﻢ ﻳﻨﻄﻞ ﻋ‬
‫‪ (La machine‬ﻋﺮﻓﺖ ﻛﻨﮫ ا ﺮﻤﺔ ﺑﺤﻖ وﻻ اﻟﻌﻘﻮ ﺔ وﺗﻘﺪﻳﺮ ﺎ وﻻ ﻋﺮﻓﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻌﺎﻧﻴﮫ اﻟ ﻴﺔ‬
‫‪pénale tourne aujourd’hui encore à l’aveugle, elle ne définit ni le‬‬
‫)‪crime ni la sanction, ni la victime‬‬

‫ﻣﺮ اﻟﺬي ﻧﺠﻢ ﺛﻘﻞ ﻋﻮاﻗﺐ ا ﺮﻤﺔ و ﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ اﺧﺘﻼل اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ا ﺎﻟﻴﺔ وﻗﺼﻮر ﺎ‬

‫)‪(Le dysfonctionnement et l’insuffisance du système actuel) (10‬‬

‫إن أزﻣﺔ اﻟﻌﻘﻮ ﺔ ا ﺪﻳﺜﺔ وﻓﺸﻠ ﺎ ﺳﻮاء ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﳌﺮﺗﻜﺐ ا ﺮﻤﺔ أو ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻌﺎ ﺔ ﻋﻮاﻗﺐ‬
‫ﺎم ﺟﺘﻤﺎ ﺎن‬ ‫ا ﺮﻤﺔ ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﻟﻠ ﻴﺔ وﻣﺎ ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻦ ﻠ ﻤﺎ وأﺛﺮ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﻠﻞ‬
‫ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ إﻋﻼن ﻓﺸﻞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ا ﺎﻟﻴﺔ وأن ﺑﻮادر اﻟﻔﺸﻞ ﺗﺘﺠ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‬
‫اﻟ ﻃﻔﺢ اﻟﻜﻴﻞ ﺸﺄ ﺎ‪ ،‬ﺑﺘ ﻢ ﺟﺪول اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ و ﺰ ا ﺎز ا ﻨﺎ ﻲ اﺳ ﻴﻌﺎ ﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫ﻋﺪم اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻣﻮاﺟ ﺎ ﻣﺮ اﻟﺬي ﻧﺠﻢ ﻋﻨﮫ اﻟ ﻮء إ ا ﻔﻆ دون ﻣﺘﺎ ﻌﺔ‪ ،‬وإ إﻓﻼت اﻟﻜﺜ ﻣﻦ‬
‫ا ﻨﺎة ﻋ ﺣﺴﺎب ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟ ﺎﻳﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻮا ﻳﺘﺨﺒﻄﻮن أذﻳ ﻢ )‪(à leur victimisation‬‬
‫ﺣ ن وﺻﻞ ﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ إ ﻓﺸﻠ ﺎ ﻣ ﺎﻓﺤﺔ ا ﺮﻤﺔ ﻓﻼ اﻟﻌﻘﻮ ﺎت اﳌﻀﺎﻋﻔﺔ وﺿﻌﺖ ﺣﺪا‬
‫ﻟ ﺎ‪ ،‬وﻻ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻘﺎﺑﻴﺔ اﻟ اﻣﺘﻸت ﺑ ﻻ ﺎ ﺧﻔﻀﺖ ﻣﻦ ﻋﺒ ﺎ‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ أن اﻟﻌﻮد)‪ (La récidive‬ﺑﻤﺎ‬
‫)‪ ( Pénitentiaire.‬ﻇﻞ اﻟ ﺎﺟﺲ اﳌﺤ ﻌﺪ ان ﺛ ﺖ ان ﺗ ﺎﺛﺮاﻟﻈ ـ ـ ــﺎ ﺮة ﺟﺮاﻣﻴﺔ ﻻ‬ ‫ذﻟﻚ ا‬
‫ﻳ ر ﺬﻩ اﻟﻘﺴﺎوة‬

‫‪(or la morphologie du phénomène criminel ne justifie pas une telle‬‬

‫)‪sévérité).(11‬‬

‫إن اﳌﺸ ﺪ ا ﻨﺎ ﻲ ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ﺎن ﺳ ﺒﺎ ﻓﻘﺪان اﻟﺜﻘﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ا ﺎﻟﻴﺔ‪،‬‬

‫و ﺎن داﻓﻌﺎ ﻟﻠﻔﺌﺔ ﻛ ﺗﻀﺮرا ﻣﻦ ا ﺮﻤﺔ واﳌ ﻤﺸﺔ ذات اﻟﻮﻗﺖ أن ﺗﺘﺤﺮك ﻣﻨﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻻ ﺘﻤﺎم ﺎ‬
‫ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻊ ارﺗﻔﺎع ﺧﻄﺮ ا ﻮف ﻣﻦ ا ﺮﻤﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﺆﻻء ﻣﻦ ﻋﺎ ﺸﻮا ﺗﺠﺮﺔ ﻣﻌﺎﻧﺎة ذى واﻟ‬

‫‪365‬‬
‫اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎﻟﺤﻴـﺔ اﻟﺒﺪﻳـﻞ ﻟﻠﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴـﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﺟﻤﻌﻴﺎت دﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗ ﻢ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﺴﺘﻐﻠ ن‬ ‫أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻴﻮم وا ﺔ و ﺪ أن اﻟ ﺎﻳﺎ ﺗﺠﻤﻌﻮا‬
‫ﺑﺄﻛ ﻗﻮة اﻟﺴﺎﺣﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟ ﻤﺸ ﻢ‪.‬‬

‫ﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺺ اﻟ‬ ‫ﺘﻤﺎم‬ ‫‪2.1.II‬‬

‫أﻣﺎم اﻟﻔﺸﻞ اﻟﺬر ﻊ ﳌﻮاﺟ ﺔ اﻟﻌﻨﻒ وﻣﺎ ﻧﺠﻢ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟ ﺎﻳﺎ وﻋﺪم ﺟﺪوى اﻟﺴﺒﻞ‬
‫ﺎص ﻣﺮ اﻟﺬي أدى إ ﻣﻴﻼد ﻋﻠﻢ ﺎﻳﺎ ﺟﺮام‬ ‫اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻓ ﺎ ﻣﻌﺎ ﺔ اﻟ اﻋﺎت ﺑ ن‬

‫)‪ ( La victimologie‬ﺧﻼل ﺧﻤﺴ ﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎ وذﻟﻚ ﻹﺣﺪاث اﻟﺘﻮازن ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟ ﻴﺔ و ﺎن‬
‫ﻧﺘﺎج ذﻟﻚ ﺧﻼل اﻟﺴﺘ ﻨﺎت ﻇ ﻮر ﺟﻤﻌﻴﺎت ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟ ﺎﻳﺎ اﻟ ﻌﻤﻞ ﻋ اﻟﺘﻘﺮب اﻟ ﺎﻣﻞ ﻟﻠ ﺎﻳﺎ‬
‫وﺗﺄﺧﺬ ا ﺴﺒﺎن ﺑﺤﺎﺟﻴﺎ ﻢ ﻣﺎدﻳﺎ وﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺎ وﺳﻴ ﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ‪ ،‬وأﺳﺎﺳﺎ ﻟﺬﻟﻚ أﺻﺒﺢ ﻻ ﻳﺘﻢ‬
‫ﻣﺮ ﻣﺮاﻓﻘﺘﮫ ﺳﻴ ﻠﻮﺟﻴﺎ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﺣ ﻳ ﺴ ﻟﮫ ﺗﺤﻘﻴﻖ‬ ‫ﻛﺘﻔﺎء ﺑﺘﻌﻮ ﺾ اﻟ ﻴﺔ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﻘﺘ‬
‫ﻣﺎ ﺴ إﻟﻴﮫ ﺸﺄن ﺟ اﻟﻀﺮر اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ا ﺮﻤﺔ و ﺬﻟﻚ ﻳﺘﺤﻘﻖ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠ ﻴﺔ‬
‫اﻟﻴﻮم ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻨﻘﺎش‪.‬‬ ‫اﻟ‬

‫إن ﻣﺴﺘﺠﺪات أﺑﺤﺎث اﻟﻔﻴﻜﺘﻮﻣﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺗﺆﻛﺪ ﻣﺪى ﺳﺮﻋﺔ ﺗﻄﻮر اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ا ﻨﺎﺋﻴﺔ واﻟ‬
‫ﻛﺸﻔﺖ أن ا ﺮاﺋﻢ ﻛ ﺧﻄﻮرة ﺗﻘﻊ أﻛ ﺿﻤﻦ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺬي ﺗﺘﺠ ﻓﻴﮫ اﻟ ﻴﻤﻨﺔ ﺑ ن اﳌﺆذﻳﻦ‬
‫واﳌﺆذون ‪.( Entre victimiseurs et victimisés).‬‬

‫ﺎﻷﺳﺮة واﻟ وﻣﻴﺪان اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬واﻟ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﺎ ﺣﺎﺳ ﺲ اﳌﺘﻀﺎدة ) ا ﺐ ‪ ،‬ا ﻘﺪ ( وأن‬
‫ﺬا اﻟﺘﺼﺎرع ﺑ ن ا ﺐ وا ﻘﺪ زاد ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟ ﻴﺔ ﻣﻊ ﺟﻼدﻩ و ﺪ ﺗﻮﻟﺪ ﻓﻜﺮة اﻟﺜﺄر و ﺸ ﻞ أﺧﻄﺮ‬
‫ﺗﺬﻛ ا ﺬا اﻟﺸﺄن ا ﺮاﺋﻢ اﻟ ﺸﻌﺔ اﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﺎﻳﺎ ﺳﺎﺑﻘ ن ﻋ ﻣﻦ اﻋﺘﺪى ﻋﻠ ﻢ ﺳﻦ‬
‫اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ أو اﳌﺮا ﻘﺔ وﻣﻦ دون ﻣﺮاﻓﻘﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟ ﻢ ﺴﻴ ﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ‬
‫‪( Les auteurs d’infractions les plus graves contre les personnes ont‬‬
‫‪eux-même été fréquemment victimes durant leur enfance ou‬‬
‫‪adolescence sans bénéficier‬‬ ‫‪d’accompagnement affectif,‬‬
‫)‪psycologique et social de nature à apaiser leur souffrance)(12‬‬

‫إن ﺬا اﻟﺘﻄﻮر ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ أدى إ ﻐﻴ اﻟﺬ ﻨﻴﺎت ﻟﻠﺘﻜﻔﻞ ﺑﺎﻟ ﺎﻳﺎ و ﻮ أﻣﺮ أدى‬
‫إ ﺳﻦ ﻋﺪة ﻧﺼﻮص ﺸﺮﻌﻴﺔ وﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻌﺘ ﺑﺤﻘﻮق اﻟ ﺎﻳﺎ وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﺎ ﺗﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﮫ‬
‫ﺬا اﻟﺸﺄن ﻟﻢ ﻳﺤﻘﻖ اﳌﻼءة اﳌﻄﻠﻮ ﺔ‬ ‫ﻻ ﻳﺰال ﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻣﻴﺪاﻧﻴﺎ‪ ،‬إذ أن ﻞ ﻣﺎ أﻧﺠﺰ‬

‫)‪ (La plénitude‬وأن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠ ﺎ ﺑﻤﻨﻈﻮر ﺪاف اﳌﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻢ ﺟﺮام وﻋﻠﻢ‬
‫ﺎﻳﺎ ﺟﺮام ﺗﺒﻘﻰ ﺿ ﻴﻠﺔ و ﻄﻴﺌﺔ ذات اﻟﻮﻗﺖ و ﻜﻔﻲ أن اﻟ ﻮن اﳌﻜﺘﻀﺔ ﻋﻨﻮان إذﻻل‬

‫‪366‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻦ اﻟﻨﺼﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ‬
‫ﻟﻠﺪوﻟﺔ وإﻋﻼن ﺰ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ﻋﻦ وﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻠﻨ ﻮص ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﻟ ﻨﺎة واﺳﺘﻤﺮار اﳌﻌﺎﻧﺎة ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ‬
‫ﻟﻠ ﺎﻳﺎ واﻟﻨﻈﺮة إﻟ ﻢ داﺋﻤﺎ ) ﺑﺎﺳﺘﺨﻔﺎف ﻻ ﻳﻄﺎق( و ﻘﺎ ﻢ اﳌ ﺴﻴﻮن أﺑﺪﻳﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ (‬
‫‪.(13)les éternells oubliées de la justice ).‬‬

‫وأن اﺳﺘﻤﺮر ﺬﻩ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﻳﻮﻟﺪ ﻧﻔﺴﻴﺔ اﻟ ﻴﺔ ﻋﻮدة ﺗﻮﻟﺪ اﻟﺜﺄر اﻟﻘﺪﻳﻢ ‪،‬‬
‫و ﺬا ﻳﺨﻴﻒ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﺣﺎﻟﻴﺎ أﻣﺎم ﻓﺸﻞ ﻣﻌﺎ ﺔ اﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ ذﻳﺔ اﻟ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻣﺮ اﻟﻜﺸﻒ ﻋ ﺎ ﺳﻌﻴﺎ‬
‫ﻟﺘﻔﺎدي اﻟﺜﺄر ﻛ ﻋﻤﻴﺎ )‪ ،( La vendetta plus aveugle‬وذﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﺄ ﻰ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋ ﺣﻘﻴﻘﺔ‬
‫ا ﺼﻮﻣﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﺮؤى ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻘﻮد إ اﻟﻨﻈﺮة ﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠ ﻴﺔ وﻛﺬا اﻟﻨﻈﺮة ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ‬
‫)‪(14‬‬
‫ﻟ ﺎ ﻲ و ﺎﻓﺔ ﻃﺮاف ﻣﻦ أﺟﻞ إرﺳﺎء اﻟﺴﻠﻢ اﻟﺬي ﻳﻘﺘﻀﻴﮫ اﳌﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬

‫‪ 3.2.1II‬إﻋﺎدة اﻛ ﺸﺎف اﳌﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻔﺾ اﻟ اﻋﺎت‪:‬‬

‫ﻻ ﻳﻨﻜﺮ أﺣﺪ أن اﻟﻘﺮون اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﻟﻔﺾ اﻟ اﻋﺎت و ﺎﻧﺖ ﺳ ﺒﺎ ﺗﻮﻃﻴﺪ‬
‫ﺎم ﺟﺘﻤﺎ ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻮ ا ﺎل ﺑﻔﺮ ﺴﺎ اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ واﻟ ﻋﺮﻓﺖ رﺟﺎل اﻟ ﺪﺋﺔ )‬
‫اﳌ ﺪؤون ‪ (Les apaiseurs‬واﳌﺼﺎ ﻮن اﳌﻮﻓﻘﻮن )‪ (Les conciliateurs‬واﳌﺤﻜﻤﻮن ‪(Les‬‬
‫)‪ arbitres‬ﻛﻤﺎ أن ا ﻀﺎرات اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺑﺪور ﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺎ ﺴ ﺑﺪواﺋﺮ اﻟﻘﺮارﺑﺄﻣﺮ ﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ‬

‫)‪ (Les cercles de guérison ou sentence‬وﻛﺬا ﻣﻠﺘﻘﻴﺎت اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﺳﺮ ﺔ ﺑﺰ ﻠﻨﺪة‬

‫ا ﺪﻳﺪة ) ‪ ( Conferences du groupe familial‬وﻗﺒﻞ ذﻟﻚ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ واﳌﺠﺎدﻟﺔ‬
‫ﺑﺈﻓﺮ ﻘﻴﺎ)‪ ( La justice traditionnelle et palabre en Afrique(15‬وأن اﻟﻌﺪاﻟﺔ‬
‫ﺎم ﺟﺘﻤﺎ ‪ ،‬ﻓ ﺎن أن أﻋﺎدت‬ ‫اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺴ ﺑﺪور ﺎ إ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻧﻔﺲ اﻟ ﺪف و ﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ‬
‫اﻛ ﺸﺎف ﺬﻩ اﳌﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﻟﻜﻦ ﺑﺘﻤﻈ ﺮات ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺣﻘﻘﺖ ﻧﺠﺎﺣﺎ ﻳﻜﻤﻦ أﺳﺎﺳﺎ ﺳ ﺒ ن‪:‬‬
‫ول ‪ :‬ﺿﻌﻒ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟ اﻣﺞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ا ﺎﻟﻴﺔ ﻹﻋﺎدة إدﻣﺎج اﳌﺤ ﻮم ﻋﻠ ﻢ‪.‬‬

‫اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﻋﺪم اﻟﺘﻜﻔﻞ اﳌﺒﺎﺷﺮ ﺑﺎﻟ ﺎﻳﺎ‪ ،‬وأﻛ ﻣﻦ ذﻟﻚ و ﺸ ﻞ واﺳﻊ ﻋﺪم اﻟﺘﻜﻔﻞ ﺑ ﺎﻓﺔ ﻃﺮاف اﳌﻌﻨﻴﺔ‬
‫ﺑﺎ ﺮﻤﺔ – ﺳﺮة ‪ ،‬ﻗﺎرب ‪ ،‬اﳌﺠﺘﻤﻊ ‪.‬‬

‫وﻣﺎ أﻋﻄﻰ ﻗﻮة ﻟﻨﺠﺎح اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟ اﻣﺞ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ا ﺪﻳﺜﺔ ) اﻟ أﻋﻴﺪ‬
‫اﻛ ﺸﺎﻓ ﺎ ( ﻮ ﺣﺴﻦ ﺗﻮز ﻊ دوار ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ اﺳﺘ ﺒﺎب ﻣﻦ واﳌﺠﺘﻤﻊ ﻣﺴﺆول ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻢ‬
‫ﺟﺘﻤﺎ إ ﺟﺎﻧﺐ أن ﺬﻩ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺴ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋ ﻓﻜﺮة ﺗﻼ ﻃﺮاف ووﺿﻊ ﺣﺪ‬
‫ﻟﻠ ﻤ ﺶ و ﺳﺘﺨﻔﺎف اﳌﻌﺮوف ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي‪ ،‬ﺬا ﺧ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﻌﺎر ﺑﻤﻨﻈﺎر ا ﺰي و ذﻻل‬
‫ﺣ ن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻟﻘﺎء ﻃﺮاف ﺗﺮاﻩ أي اﻟﻌﺎر )‪ (La honte‬ﺑﻤﻨﻈﻮر إﻋﺎدة دﻣﺎج‪.‬‬
‫ﻠﺔ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺄﻳﺔ ﺣﺎل أن ﺗﻘﺎرن‬ ‫ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻘﻮ ﺔ اﳌ‬ ‫ﻓﺎﻟﻌﻘﻮ ﺔ ﺑﻤﻨﻈﻮر اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ‬

‫‪367‬‬
‫اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎﻟﺤﻴـﺔ اﻟﺒﺪﻳـﻞ ﻟﻠﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴـﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﻌﻘﻮ ﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ اﻟ ﺴ أن ﻳﺘﺤﻤﻞ ا ﺎ ﻲ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ وذﻟﻚ ﺗﺄﻧ ﺐ رﺳ ﻟﺪﻧﺎءة ﻓﻌﻠﮫ‬
‫اﳌﺮﻓﻮض اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ‪ .‬ﻓﺎﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻟ ﺴﺖ ﻋﺪاﻟﺔ اﻟﻔﻌﻞ ) ا ﺮم( أو ﻋﺪاﻟﺔ ا ﺎ ﻲ أو اﻟ ﻴﺔ‪،‬‬
‫ﺑﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﺎ ﺸﺔ ﻣﻴﺪاﻧﻴﺔ ﺴ إ ﻟﻢ ﺷﻤﻞ ﻃﺮاف واﺳﺘﻌﺎدة ﻋﻼﻗﺎ ﻢ‬
‫‪(16) .‬‬
‫وﺗﺼﺎ ﻢ ﻣﻊ اﳌﺠﺘﻤﻊ ورأب ﻣﺎ ﺗﻢ ﻗﻄﻌﮫ اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ا ﺮﻤﺔ‬

‫إن اﻟﻨ ﻴﺠﺔ اﳌﺘﻮﺧﺎة أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ذات ﻃﺎ ﻊ ﻗﻮي ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻷزﻣﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ‬
‫ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ا ﺎﻟﻴﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ وأن ﺪﻓ ﺎ ﺳﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮاﻣﺠ ﺎ ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻟﺘﺼﺎ اﻟ ﺎﻣﻞ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت‬
‫ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ا ﺸﻐﺎل ﺎﻓﺔ ﻃﺮاف – اﻟ ﻴﺔ – ا ﺎ ﻲ – اﳌﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬و ﺎ ﺘﻤﺎم إ ﺴﺎ ﻲ‬
‫ﻣﺘﻄﻮر‪.‬‬

‫اﳌﺤـﻮر اﻟﺜﺎ ﻲ‪:‬‬

‫‪-I‬اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴـﺔ‪-‬ﻣﺒﺎدئ‪-‬أ ﺪاف‪-‬ﺧﺼﺎﺋﺺ‪-‬ﻣﻌﺎ ﺸ ﺎ ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ‪-‬ﻣﻮﻗﻒ‬

‫اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي ‪:‬‬

‫إﻧﮫ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﳌﻔ ﻮم اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ا ﺪﻳﺪ ﻟ ﺴﻮ ﺔ اﻟ اﻋﺎت ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺬي ﺑﺪأ ﻳ ﻋﺮع ﺎﻓﺔ‬
‫اﳌﻌﻤﻮرة‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻋﺪاﻟﺔ ﺗﺼﺎ ﻴﺔ إ ﻋﺪاﻟﺔ ﺣﺪاﺛﻴﺔ ﻣﺮورا ﻌﺪاﻟﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ و ﻋﺪاﻟﺔ ﺗﺮاﺑﻄﻴﺔ )وﺻﻞ‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت( إ ﻋﺪاﻟﺔ ﺟﻮار ﺔ‪.‬‬

‫‪(De la justice réparatrice à la justice créatrice en passant par la justice‬‬

‫)‪tranformatrice, alternative, relationnelle, de proximité) (17‬‬
‫ﻣﺠﻤﻠ ﺎ ﺗﻀﻊ اﻟ ﺎﻓﺔ ﻗﻠﺐ اﻟ اع و أ ﺎ أﺛﺒ ﺖ‬ ‫و ﻮ ﻣﺎ ﻌ أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ‬
‫ﻗﻞ أ ﺎ اﻟﻀﺎﻣﻨﺔ ﻛ ﻘﻮق و ﻣﻄﺎﻟﺐ اﻟ ﺎﻳﺎ و ا ﻨﺎة ذات اﻟﻮﻗﺖ‪.‬‬ ‫ﻧﻈﺮ ﺎ ﻋ‬

‫‪(Il ne fait guère de doute en théorie pour le moins que les droits et les‬‬
‫‪besoins de victimes et infracteurs sont beaucoup mieux assurés par la‬‬
‫)‪justice réstaurative) (18‬‬

‫‪ .1.I‬ﻣﺒـﺎدئ اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴـﺔ‪:‬‬

‫ﻣﺎ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﮫ أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ أﺳﻠﻮب ﺴ إ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻠﺴﻠﻮ ﺎت ﺟﺮاﻣﻴﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺧﻼل ﺑﺮاﻣﺞ ﻣﺘﻀﻤﻨﺔ ﳌﺴﺎرات ﺗﺼﺎ ﻴﺔ ﻌﻤﻞ ﻋ ﺧﻠﻖ ﺗﻮازن ﺑ ن ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت )اﻟ ﺎﻳﺎ وا ﻨﺎة‬
‫واﳌﺠﺘﻤﻊ( و ﻣﻦ ﺛﻢ ﻓ ﺗﺮﺗﻜﺰﻋ ﻣﺒﺎدئ أﺳﺎﺳﻴﺔ‪:‬‬

‫‪368‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻦ اﻟﻨﺼﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ‬
‫ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻞ ﻃﺮاف اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎ ﺮﻤﺔ‬ ‫‪‬‬
‫ﺣ ام اﻟﻮاﺟﺐ اﳌﺘﺒﺎدل ﺑ ن ﺎﻓﺔ ﻃﺮاف‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﺴ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع‬ ‫‪‬‬
‫اﻟ ام ﻃﺮاف ﺑ ﺘﺎﺋﺞ اﳌﺴﺎر‬ ‫‪‬‬
‫ﺪاف اﳌﺮﺟﻮة ﻣﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ‬ ‫وأن ﺬﻩ اﳌﺒﺎدئ ﻣﻦ ﺷﺄ ﺎ ﺗﺤﻘﻴﻖ‬

‫‪ 2.1I‬أ ـﺪاف اﻟﻌﺪاﻟــﺔ‬

‫إن ﻣﺠﻤﻞ ﺪاف اﻟ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠ ﺎ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ا ﺘﻤﺎم ﺎﻓﺔ ﻃﺮاف اﳌﻌﻨﻴﺔ‬
‫ﻌﻮاﻗﺐ ا ﺮﻤﺔ‪ ،‬و ﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺎﻷ ﺪاف اﻟ ﺴ إ ﺗﺤﻘﻴﻘ ﺎ ﺗﻘﻮم أﺳﺎﺳﺎ ﻋ ‪:‬‬

‫ﻌﺰ ﺰ اﻟﻨﻈﺎم و اﻟﺴﻠﻢ ﺟﺘﻤﺎ و رأب اﻟﻌﻼﻗﺎت اﳌﺘﻀﺮرة ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻨﺎء اﻟ ﺴﻴﺞ ﺟﺘﻤﺎ‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻞ ﺳﻠﻮك ﺟﺮﻣﻲ و اﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻣﺮﻓﻮﺿﺎ و ﻏ ﻣﻘﺒﻮل اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ‬ ‫‪‬‬
‫ﺎﻳﺎ و ﻣﻨﺤ ﻢ ا ﻖ اﳌﺸﺎرﻛﺔ و ﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﳌﻄﺎﻟ ﻢ‬ ‫ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟ‬ ‫‪‬‬
‫دﻋﻮة ﺟﻤﻴﻊ ﻃﺮاف و ﺧﺼﻮﺻﺎ ا ﻨﺎة ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴ ﻢ اﻋﺘﺒﺎرا أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ‬ ‫‪‬‬
‫)‪(19‬‬
‫ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻋ ﻣﻔ ﻮم ﺗﺤﻤﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ و ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺘﺒﻌﺎت اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ا ﺮﻤﺔ‬
‫‪(La justice réstaurative fonctionne sur la base d’une responsabilité‬‬
‫‪active. Le délinquant confronté « éventuellement, passivement » à la‬‬
‫‪responsabilité de ce qu’il a fait, mais il est en même temps invité a‬‬
‫‪assurer activement cette responsabilité en cherchant comment il peut‬‬
‫)‪contribuer à la solution des problèmes causés). (20‬‬

‫ﺗﺒ أرﺿﻴﺔ ﺗﺼﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ و ا ﺪ ﻣﻦ اﻟﻨ ﻮص)اﻟﻌﻮد( ﻣﻦ ﺧﻼل دﻋﻮة ا ﻨﺎة إ‬ ‫‪‬‬
‫اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﳌﺴﺎرات اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ و ﻐﻴ ﺳﻠﻮ ﺎ ﻢ و ذﻟﻚ ﻟ ﺴ ﻴﻞ اﻧﺪﻣﺎﺟ ﻢ اﳌﺠﺘﻤﻊ ‪.‬‬
‫ﺬا اﻟﺼﺪد ﻳﺆﻛﺪ ﺳﺘﺎذ ‪ Robert CARIO‬اﳌﺨﺘﺺ ﻋﻠﻢ ﺟﺮام ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ‪Pau‬‬ ‫و‬
‫ﺑﻔﺮ ﺴﺎ ان اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺤﻘﻖ ﻓﻘﻂ ﻧﺠﺎح اﻟ ﺎﻳﺎ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺣﻘﻘﺖ ﻧﺼ ﺒﺎ ﻣ ﻤﺎ ﻟﻨﺠﺎح‬
‫ا ﻨﺎة ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻤﻠ ﻢ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ و اﻟﺬي ﻳﺤﻘﻖ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻧﺠﺎﺣﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪم‬
‫ﻋﻮد ﻢ ﻟﻺﺟﺮام‬

‫‪(Que ce qui ont participé à des initiatives de la justice réstaurative‬‬

‫)‪récidivent beaucoup moins. Il s’agit responsabilisation). (21‬‬

‫‪369‬‬
‫اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎﻟﺤﻴـﺔ اﻟﺒﺪﻳـﻞ ﻟﻠﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴـﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫و إذا ﺎﻧﺖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺗﺒﺪو ﻛﺴﺮاب ﻓﺈ ﺎ ﻋﺪاﻟﺔ واﻋﺪة أﻛ ا ﺴﺎﻧﻴﺔ و إﻧﺼﺎﻓﺎ‬
‫و ﺴ إ ﺪف ﺛﻼ ﻲ‪ :‬ول إﻋﺎدة دﻣﺎج ﺟﺘﻤﺎ ﻟ ﺎ ﻲ و اﻟﺜﺎ ﻲ ﺟ و إﺻﻼح أﺿﺮاراﻟ ﻴﺔ‬

‫واﻟﺜﺎﻟﺚ إرﺳﺎء و ﻌﺰ ﺰ اﻟﺴﻠﻢ ﺟﺘﻤﺎ ‪ ،‬و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮاﻣﺞ وﻗﺎﻳﺔ ﺿﺪ ﻇﺎ ﺮة ﺟﺮام و اﻟ ﻏﺪت‬
‫ﺣﻘﺎ ﻌﻴﺪة ﻋﻦ أي و ﻢ‬
‫‪« Prometteuse d’une œuvre de justice plus humaine et plus équitable.‬‬
‫‪La justice rétaurative poursuit un triple objectif ; de manière‬‬
‫‪cumulative :‬‬

‫‪Résocialisation de l’infracteur - Réparation de la victime-‬‬

‫‪rétablissement de la paie sociale par une combinaison harmonieuse‬‬
‫‪avec les programmes de prévention de lutter contre le phénomène‬‬
‫)‪criminel devient concrètement plus efficace, sans utopie aucune » (22‬‬

‫و ﻳﺘﺠ اﻟﺒﻌﺪ ﺴﺎ ﻲ أﻧﮫ ﺣ ﻌﺪ اﻧ ﺎء ا ﺼﻮﻣﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﻤﺮار ا ﻮار ﺑ ن‬

‫اﻟ ﻴﺔ و ا ﺎ ﻲ ﺳﻌﻴﺎ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻧﺎة اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﻌﻞ ا ﺮﻣﻲ )ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺰوﺟ ن ‪chenu‬‬
‫ﺑﻔﺮ ﺴﺎ واﺳﺘﻤﺮار ﺣﻮار ﻤﺎ ﻣﻊ ﻗﺎﺗﻞ اﺑ ﻤﺎ و اﻟﺬي أﺛﻤﺮﻋﻦ إﻓﺼﺎح اﻟﻘﺎﺗﻞ ﺑﺎﻟﺘﺨ ﻋﻦ اﳌﻨﻈﻤﺔ‬
‫)‪(23‬‬
‫اﻟﻨﻴﻮﻧﺎز ﺔ اﻟ ﺎن ﻳ ﺘ إﻟ ﺎ و ﺬا ﻣﺎ أدﺧﻞ ارﺗﻴﺎﺣﺎ ﻧﻔﺴ ﻤﺎ و ﻛﺄﻧﮫ أﻋﺎد ﻟ ﻤﺎ اﺑ ﻤﺎ(‬

‫‪ 3.2.1 I‬ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ‪:‬‬

‫اﻋﺘﺒﺎر ﺎ اﻋﺘﺪاء ﻋ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ‬ ‫إن ﻧﻈﺮة اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻟ ﺮﻤﺔ ﺗﺘﺠ‬
‫ﺧﻼل اﻧ ﺎك اﻟﻘﺎﻧﻮن و ﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﺘ ﻓﺮض ﻋﻘﻮ ﺔ ﺑﻘﻮاﻋﺪ ﺻﺎرﻣﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮة ﻐ ت ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ‬
‫ﻣﺮ‬ ‫ﺎص و ﻋﻼﻗﺎ ﻢ و ﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻘﺘ‬ ‫ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ و اﻟ ﺗﺮى ا ﺮﻤﺔ ا ﺎ اﻋﺘﺪاء ﻋ‬
‫ﺟ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻖ ﺑﺎﻷ ﺎص و ﻋﻼﻗﺎ ﻢ و ﺬا ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﮫ ﻣﺆﺳﺲ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ‬
‫‪ HOWARD Zehr‬ﻛﺘﺎﺑﮫ‪ Changing lenses :‬اﻟﺼﺎدر ﺳﻨﺔ ‪.(24) 1990‬‬

‫و ﻋ أﺳﺎس ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﻣ ﺎ ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬إﺷﺮاك ﺎﻓﺔ ﻃﺮاف اﳌﻌﻨﻴ ن ﺑﺎ ﺮﻤﺔ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻋﻮاﻗ ﺎ‬

‫ﻌﻮ ﺾ ﺿﺮاراﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ا ﺮﻤﺔ‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟ ﻛ ﻋ‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺗﺤﻤﻞ ا ﻨﺎة ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ أﻓﻌﺎﻟ ﻢ‬

‫را ﻌﺎ‪ :‬ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻤﺜﻠﻴﮫ ﻣﺴﺎر ﺴﻮ ﺔ اﻟ اع اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ا ﺮﻤﺔ‪.‬‬

‫‪370‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻦ اﻟﻨﺼﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ‬
‫ﺳﺎس ﻋ اﻟﺮﺿﺎﺋﻴﺔ ‪ consensuelle‬و أ ﺎ إﺳ ﺎﻣﻴﺔ‬ ‫و ﺬا ﻌ أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ‬
‫)‪(25‬‬
‫‪ participative‬و أﻛ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ‪rationnelle‬‬

‫و ﻋﻠﻴﮫ ﻓﺎﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺸ ط ﻟﻘﻴﺎﻣ ﺎ أﺳﺎﺳﺎ‪:‬‬

‫ﻴﺔ‪-3 ،‬ﺟﺎ ﻲ ﻳﻘﺮ ﺑﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺟﺮﻣﮫ‪.‬‬ ‫ﻴﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ‪ -2 ،‬ﻣﺴﺎ ﻤﺔ ﻃﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠ‬ ‫‪ -1‬وﺟﻮد‬
‫ﻴﺔ و ا ﺎ ﻲ و اﳌﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﺘﻮﺻﻞ‬ ‫ا ﺴﺒﺎن ﻣﺼﺎ اﻟ‬ ‫و ﻞ ذﻟﻚ إﻃﺎر ﻧﻤﻂ ﺣﻴﻮي و ﻓﻌﺎل ﻳﺄﺧﺬ‬
‫إ اﺗﻔﺎق ﺑﺎﻹﺟﻤﺎع ﻳﺨﺪم ﺎﻓﺔ ﻃﺮاف )‪.(26‬‬

‫‪ -II‬ﺑﺮاﻣـﺞ اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴـﺔ‬

‫اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺑﻤﻔ ﻮم ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻜﺮس دوﻟﻴﺎ ﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ ﻋﺸﺮ ﻦ ﺳﻨﺔ ﺛﻤﺮة ﻛﻔﺎح‬
‫اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺮ ﺎت اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﻘﻮق اﻟ ﺎﻳﺎ و ﻟﻌﻞ ﻣﺼﻄ ‪restaurare‬‬
‫اﻟﻼﺗﻴ )اﳌﺸﺘﻖ ﻣﻨﮫ ﺴﻤﻴﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻌ إﻋﺎدة اﻟﺒﻨﺎء و ﺻﻼح و إﻋﺎدة اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ(‬

‫) ‪( C’est rebâtir, réparer, renouveler‬‬

‫و اﳌﺠﻠﺲ ﻗﺘﺼﺎدي و ﺟﺘﻤﺎ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة أﻛﺪ ﻌﺮ ﻔﮫ ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ا ﺎ‬

‫ﻣﺴﺎر ﻳﺠﻤﻊ اﻟ ﻴﺔ و ا ﺎ ﻲ و أﻋﻀﺎء ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬﻳﻦ ﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻋﻮاﻗﺐ ا ﺮﻤﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎ ﻤﺔ‬
‫)‪( 27‬‬
‫ﺟﻤﻴﻌﺎ إﻳﺠﺎد ا ﻠﻮل ﻟ ﺎ و ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة ﻣ ﺴﺮ ‪un facilitateur‬‬

‫و إذا ﺎﻧﺖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﻟ اﻣﺞ ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﺒﻠﺪان اﻟ ﻇ ﺮت ﻓ ﺎ‬

‫ﻣﻨﺬ اﻟﺴﺘ ﻨﺎت ﺑﻜﻨﺪا و اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﺮ ﻜﻴﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﻳﻔﻀﻞ ﺬا اﳌﺠﺎل ذﻛﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﻣ ﺎ ﻷ ﻤﻴﺔ‬
‫ﻣﺎ ﺣﻘﻘﺘﮫ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ارﺗﺎح ﻟ ﺎ اﻟ ﺎﻳﺎ و ﻛﺬا اﳌﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬وﻣﺎ ﺗﺒﻊ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻧﺨﻔﺎض ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻮد ﻟ ﻨﺎة‬
‫اﳌﺴﺎ ﻤ ن ﺎ‪.‬‬
‫)‪(28‬‬
‫‪ 1.II‬أﺳﺎﻟﻴــﺐ اﻟﻌﺪاﻟــﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴــﺔ‬

‫ﻴﺔ و ا ﺎ ﻲ ‪La médiation victime/ auteur‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺑ ن اﻟ‬

‫ﻋﺮف ﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﺗﻄﻮرا ﻛﺒ ا أﻣﺮ ﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ و أورو ﺎ و ﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﳌﻜﻨﺔ اﻟ ﺗﺠﻤﻊ‬

‫إرادﻳﺎ اﻟ ﻴﺔ ﺑﺎ ﺎ ﻲ إﻃﺎر ﻣ ﻴ ﻞ ﺪف ا ﻮار ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﻋﻮاﻗﺐ اﻟ اع و اﻟﺴ ﻹﻳﺠﺎ د ﺣﻞ ﻋﺎدل‬
‫ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة وﺳﻴﻂ ﻣﺤ ف و ﻣﺤﺎﻳﺪ إن ﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﺎن ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻷو اﻟﺘﺠﺎرب و ذﻟﻚ ﺳﻨﺔ ‪1970‬‬
‫اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺧﻼل ﺳﻨﺔ ‪ 1978‬و ﻋﺮف ﺑ ﺴﻤﻴﺔ‬ ‫ﺑﺄوﺗﺎوا )‪ ( Kichner otario‬و ﻋﻤﻢ ﻌﺪ ذﻟﻚ‬
‫اﻟﻮﻻﻳﺎت‬ ‫)‪ ، victim /offender- mediation (v.o.m‬ووﺟﺪ ﺬا ﺳﻠﻮب ﺻﺪى ﻟﮫ‬
‫اﳌﺘﺤﺪة ﻣﺮ ﻜﻴﺔ و أورو ﺎ و ﺑﺎ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎﻟﺤﻴـﺔ اﻟﺒﺪﻳـﻞ ﻟﻠﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴـﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﻠﺘﻘﻰ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﺳﺮ ﺔ )‪(la conférence du groupe familial‬‬

‫ﺸﺘﻤﻞ إ ﺟﺎﻧﺐ اﻟ ﻴﺔ و ا ﺎ ﻲ اﳌﻘﺮ ن ﻟ ﻤﺎ و ﻛﺬا أﻋﻀﺎء ﻣﺆﺳﺴﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟ ﺎ‬

‫ﻣﺼ ﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺴ ﻟﻔﺾ اﻟ اع‪ ،‬و ان اﻟﺒ ﺌﺔ ﺳﺮﺔ ﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﺪاﻋﻢ ﺳﺎ‬
‫ﻟﺘﻐﻴ ا ﺎ ﻲ ﻟﺴﻠﻮﻛﮫ اﳌﺴﺘﻘﺒ و ذات اﻟﻮﻗﺖ إﺻﻼح ﺿﺮار اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟ ﻴﺔ و اﳌﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬واﳌﻠﺘﻘﻰ‬
‫ﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ وﺳﺎﻃﺔ ﻣﻮﺳﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻸﻃﺮاف اﳌﺸﺎرﻛﺔ و اﻟ ﻳ ز ﻣﻦ ﺧﻼﻟ ﺎ ّاﳌﺴﺮ‪.‬‬
‫ﺸﺮﻌ ﺎ‬ ‫و ﻗﺪ ﻋﺮف ﺬا ﺳﻠﻮب ﺑﻈ ﻮرﻩ ز ﻠﻨﺪا ا ﺪﻳﺪة ﺳﻨﺔ ‪ 1980‬و أدﻣﺠﺘﮫ‬
‫ا ﻨﺎ ﻲ ﺳﻨﺔ ‪ 1989‬ﺑ ﺴﻤﻴﺔ ‪ Family group conference‬و ﻳﻤﺎرس ﺬا ﺳﻠﻮب ﺑﺄﺳ اﻟﻴﺎ‪.‬‬

‫ﺑ ﺴﻤﻴﺔ ‪ young offender act‬و ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﺮ ﻜﻴﺔ ‪restorative conference‬‬

‫ﺬا ﺳﻠﻮب ﺸ ﻞ‬ ‫و ﺑﻜﻨﺪا ‪ Forum de justice communautaire‬أﻣﺎ أورو ﺎ ﻓﺎﻟ ﻮء إ‬

‫أﻗﻞ‪ ،‬إذ ﺑ ﻴ ﺎ ﺬﻩ اﻟﺘﺠﺮﺔ ﻃﺒﻘﺖ ﺟﻨﻮح ﺣﺪاث ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺣﻠﻘﺔ اﻟﻘﺮار أو ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻌﻘﻮ ﺔ ‪le cercle de sentence ou de détermination‬‬

‫‪de la peine‬‬

‫ﻛﻨﺪا وﺷﻤﺎل اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﺮ ﻜﻴﺔ‬ ‫وﺳﺎط اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻸ ﺎ‬ ‫ﻣﻮرس ﺬا ﺳﻠﻮب‬

‫أورو ﺎ إ‬ ‫و ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻤﺼﻄ )‪ (sentencing cercles‬و ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺬا ﺳﻠﻮب ﻃﺮ ﻘﺎ ﳌﻤﺎرﺳﺘﮫ‬

‫اﻟﻴﻮم ﻋﺪا ﻌﺾ اﳌﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ إﻧﺠﻠ ا‪.‬‬

‫و ﺣﻠﻘﺔ اﻟﻘﺮار ﺗﺮﺗﻜﺰ أﺳﺎﺳﺎ ﻋ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ا ﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﺼﺪي إ اﳌﺸﺎ ﻞ ذات رﺗﺒﺎط‬
‫ﺑﺎﻹﺟﺮام ﺳﻌﻴﺎ ﻹﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﻧ ﺎك ا ﺎ ﻲ ﻟ ﺎ‪ ،‬وا ﻠﻘﺔ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻛ ن‬
‫ﻓ ﺎ و ﻢ أﻋﻀﺎء اﳌﺠﺘﻤﻊ – اﻟ ﺎﻳﺎ‪ -‬ا ﻨﺎة و ﺑﺤﻀﻮر ﻣﻘﺮ ﻢ‪ ،‬إ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻤﺜ ﺟ ﺎز اﻟﻌﺪاﻟﺔ أو أي‬
‫ﻣﺆﺳﺴﺔ أﺧﺮى ﻣﻌﻨﻴﺔ ‪.‬‬

‫و ا ﻠﻘﺔ ﺴ إ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺟﻤﺎع ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ إ ﻗﺮار ﺴﺘﺠﻴﺐ ﻻ ﺸﻐﺎﻻت ﻞ اﳌﻌﻨﻴ ن‪.‬‬

‫و ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗ ﻮن ﻧ ﻴﺠﺔ ا ﻠﻘﺔ ﻗﺮارا ذا ﻃﺎ ﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬي ﺴ ﺑﻘﺮار ا ﻠﻘﺔ أو أن ﻳ ﻮن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ‬

‫ﺗﻮﺻﻴﺔ ﺗﻮﺟﮫ ﻟﻠﻘﺎ اﻟﺬي ﻳﻤﻠﻚ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﺔ ﻟﻠﻌﻘﻮ ﺔ اﳌﻘ ﺣﺔ اﻟﺘﻮﺻﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ 2.1.II‬اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴـﺔ و اﻟﻌﺪاﻟـﺔ ا ﻨﺎﺋﻴـﺔ و ﻣـﺪى اﻟﺘﻌﺎ ـﺶ ﺑﻴ ﻤـﺎ‪:‬‬

‫ﺸﺄن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻛﻨﻤﻂ ﺟﺪﻳﺪ ﻹرﺳﺎء اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ﻳﺘﻤﺜﻞ‬ ‫إن اﻟ ﺴﺎؤل ﺳﺎ‬
‫ﻓﻴﻤﺎ إذا ﺎﻧﺖ اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻟﺘﺤﻞ ﻣﺤﻞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ اﳌﻨﻮط ﺗﻮﻟ ﺎ ﻟﻠﺪوﻟﺔ أم أ ﺎ ﻧﻤﻂ ﺟﺪﻳﺪ‬
‫ﻣﻮاز ﻟ ﺎ‪ ،‬و ﻞ ﻣ ﻤﺎ ﻌﻤﻞ ﻋ ﺷﺎ ﻠﺘﮫ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻏﺎﻳﺔ واﺣﺪة و اﻟﺘﺼﺪي ﳌ ﺎﻓﺤﺔ ﺟﺮام أم أ ﺎ‬
‫‪372‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻦ اﻟﻨﺼﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ‬
‫ﻧﻤﻂ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻣﻜﻤﻞ ﻟ ﺎ‪ ،‬و أن اﻟﻨﻘﺎش ﺸﺄن ﺟﺎﺑﺎت ﻋﻦ ﺬﻩ اﻟ ﺴﺎؤﻻت أﻋﻄﻰ ﺗﻔﻜ ا ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ‬
‫ﻳﺮى اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ اﻧﻔﺼﺎﻻ و اﻟﺒﻌﺾ ﺧﺮ ﻳﺮى ﻓ ﺎ ﻌﺎ ﺸﺎ‪.‬‬

‫و إذا ﺎﻧﺖ ﺟﺮاءات اﻟ أﺗﺖ ﻇﻞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﻤﻨﺄى ﻋﻦ ﺬﻩ اﻟ ﺴﺎؤﻻت‬

‫إذ اﻟﺒﻌﺾ ﻳﺮى اﻟﺘﻌﺎ ﺶ ﺑ ن ا ﺎزﻦ ﺗ ن ﻟﻠﻨﻤﻮذﺟ ن اﻟﻌﻘﺎ ﻲ و اﻟﺘﺼﺎﻟ )‪ (29‬و اﻟﺒﻌﺾ ﺧﺮ‬
‫ﻳﺮى أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﳌﻜﻤﻞ ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬و اﻟ ﻌﻤﻞ ﻋ أن ﺗﺠﻌﻞ ﺬﻩ ﺧ ة‬
‫أﻛ ا ﺴﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫و ﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺮى أن إدﺧﺎل اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺿﻤﻦ ذات ا ﺎز ا ﻨﺎ ﻲ ﻌﺘ ﺸﻮ ﺎ‬

‫ﳌﺒﺎدئ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ و ﻳﺮون أن ﺬﻩ ﺧ ة ﻳﺠﺐ أن ﺗﻤﺎرس ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ‬
‫ﻣ ر ﻦ وﺟ ﺔ ﻧﻈﺮ ﻢ أن إدﺧﺎل اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﻴﺔ ﻌﺘ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻋﻘﻮ ﺔ‬
‫)‪(30‬‬
‫ﻣﺰدوﺟﺔ‪.‬‬

‫ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺰ ﺞ‬ ‫و إﻃﺎر ﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺸﺄن ﺬﻩ اﻟ ﺴﺎؤﻻت ﻓﺈن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ‬

‫)‪ (métissage‬و ان اﻟﺴﺆال ﺳﺎ ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻀﻤﻦ ﺎ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ‬
‫ﺻﻼﺣﻴ ﺎ وﻓﻌﺎﻟﻴ ﺎ ﻛﺒﺪﻳﻞ ﺟﻨﺎ ﻲ ﺿﻤﻦ ذات ا ﺎز ا ﻨﺎ ﻲ‬

‫‪( comment assurer la viabilité et l’efficacité d’une alternative au pénal‬‬

‫)‪au sein du pénal lui-même ) (31‬‬

‫ﺬا اﻟﺼﺪد ﻇ ﺮ ﻣﺸﺮوع ﺴ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻌﺾ ﺬﻩ اﻟ ﺴﺎؤﻻت و ﻮ ﻣﺸﺮوع اﻟﻌﺪاﻟﺔ‬

‫اﻟﺘﻌﺎوﻧﻴﺔ » ‪ « la justice coopérative‬اﻟﺬي ﻋﺮف ﺗﺠﺮﺔ ﻟﮫ ﺑﺄوﺗﺎوة "ﻛﻨﺪا" ﺧﻼل ﺳﻨﺔ ‪ ،1998‬و‬
‫ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻣﺸﺮوع ﻗﺪم ﻣﻦ ﻃﺮف ﻣﺒﺎدر ﻦ ﻟﮫ ﻛﻤﺴﺎر ﻣﻮازي ﺪف إ ﺣﻞ ا ﻼﻓﺎت ﺸ ﻞ ﻏ اﻟﺸ ﻞ‬
‫اﳌﻌ ﻮد ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ‪ ،‬و ﻳﺘﻮاﺟﺪ ﺬا ا ﺎز ﺿﻤﻦ ﺟ ﺎز اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ و ﻳﻘﻮم ﻋ‬
‫ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻌﺎﻳ ‪:‬‬

‫ول أن ﻳ ﻮن ا ﺮم اﳌﺮﺗﻜﺐ ﺟﺮﻤﺔ ﻣﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠ ﺎ ﺑﺎ ﺲ‬

‫ﺬا اﻟ ﻧﺎﻣﺞ‬ ‫ﻴﺔ ﻳﻘﺒﻞ اﳌﺸﺎرﻛﺔ‬ ‫اﻟﺜﺎ ﻲ أن ﻳ ﻮن اﻟ‬

‫اﻟﺜﺎﻟﺚ أن ﻌ ف ا ﺎ ﻲ ﺑﻔﻌﻠﺘﮫ » ‪ « plaidant coupable‬و ﻘﺒﻞ ﺑﺈﺻﻼح ﻣﺎ ﻧﺠﻢ ﻣﻦ ﺿﺮر‪.‬‬

‫و ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ان ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻴﺔ ﻻزال ﻣﻌﻤﻮﻻ ﺑﮫ ﺑﻜﻨﺪا و ﻣﻊ أن ا ﺎز ا ﻨﺎ ﻲ‬

‫اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻻ ﻳﺰال ﺸ ﻞ ﺮ ﻋ ة ﻃﺮ ﻘﮫ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻴﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﻔﻌﺎل إذ‬
‫إزاﺣﺔ‬ ‫ﺑﺪل اﻟﺘﻔﻜ‬ ‫ﻗﻞ اﺳ ﻴﻔﺎء ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑ ن اﻟﻨﻤﻮذﺟ ن و ﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﺘ‬ ‫أ ﺎ ﺴﻤﺢ ﻋ‬
‫)‪(32‬‬
‫أﺣﺪ ﻤﺎ ﻟﻶﺧﺮ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋ ﺿﻤﺎن ﺗﺤﺪﻳﺪ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌﻼﺋﻤﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻟ ﻞ ﻧﻤﻮذج‪.‬‬
‫‪373‬‬
‫اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎﻟﺤﻴـﺔ اﻟﺒﺪﻳـﻞ ﻟﻠﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴـﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫إذن ﻓﺎﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻴﺔ ﻣﻨﺒ ﺎ ﺑﻜﻨﺪا و اﻟﻨﻘﺎش اﻟﺪاﺋﺮ ﺸﺄن ﻮ ﺎ ﺗﺠﺪﻳﺪا ﺗﻜﻤﻴﻠﻴﺎ أم‬
‫ﺗﺠﺪﻳﺪا ﺑﺪﻳﻼ ﻓﺈن اﻟ ﻛ ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﺘﻜﻤﻴ ﻳﺘﻢ إﻣﺎ رأﺳﻴﺎ ﺸ ﻞ ﻣﺒﺎدرة اﻟﺘﺼﺎ ﺗﻀﺎف‬
‫ﻟﻠﻌﻘﻮ ﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ داﺧﻞ اﻟﺴﻴﺎق ا ﻨﺎ ﻲ اﻟﺮﺳ أو ﺘﻢ أﻓﻘﻴﺎ ﺑﻤﺒﺎدرة ﻣﻮاز ﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎق ا ﻨﺎ ﻲ‪.‬‬

‫ﺣ ن اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﺒﺪﻳﻞ » ‪ « l’innovation de substitution‬ﻓ ﻮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي‬

‫ﻳﺤﻘﻖ اﻟﺘﻐﻴ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳ ﻮن ﻠﻴﺎ أو ﺟﺰﺋﻴﺎ و ا ﺎﻟﺘ ن ﺳﻮاء ﺎن ﺗﺠﺪﻳﺪا ﻣﻜﻤﻼ أم ﻣﻐ ا ﻓﺈﻧﮫ‬
‫ﻳ ﺒﻌﺚ ﻣﻦ داﺧﻞ أو ﺧﺎرج ا ﺎز ا ﻨﺎ ﻲ )‪.(33‬‬

‫و إذا ﺎن ﺬا ﻮ أﻣﺮ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻢ ﻓﻜﻴﻒ ﻮ ﺣﺎل اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﻼدﻧﺎ‬
‫و اﻟ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺪور ﺎ اﳌﺮاﺣﻞ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺑﻴﺔ إ ﺗﺄ ﻴﻠﻴﺔ و ﻞ ﻧﻜﺘﻔﻲ ﻋﻨﺪ ﺣﺪ ﻣﺎ ﺗﺤﻘﻖ‬
‫ﻣﻦ ﻧﺠﺎح أو ﻓﺸﻞ ﺸﺎن ﺬﻩ ﺧ ة أم اﻧﮫ ﻣﺤ ﻮم ﻋ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ا ﺰاﺋﺮ أن ﺗﺤﺬو ﺣﺬو‬
‫ﻏ ﺎ ﺑﺎﻟ ﻮء ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻛﺨﻴﺎر ﺣﺘ ﻓﺮﺿﺘﮫ اﳌﻌﻄﻴﺎت اﳌﻌ ﺸﺔ ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ 3.2.1.II‬ﻣﻮﻗﻒ اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي ﻣﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ‪:‬‬

‫إذا ﺎن ﻣﺮ اﻟﻮاﻗﻊ ﺴﺘﺠ ﺣﺎﻟﺔ اﻟ ﺸﺮﻌﺎت اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﻠ ﺎم و ﺗﻘﻠﻴﺪ‬
‫ﻟﻠ ﺸﺮﻌﺎت اﻟﻐﺮﻴﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﻇﺮوف ﺧﺎﺻﺔ ﺎ )ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺎر ﺨﻴﺔ‪ (...‬ﻋﺮﻓ ﺎ ﺬﻩ اﻟﺒﻠﺪان ﻓﺈن ﺬا‬
‫اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺴﻠﻮك ﺑﺒﻐﺎ ﻲ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ أﺧﺬ ﻓﻴﮫ ﻌ ن ﻋﺘﺒﺎر اﻟﺴ إ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻤﺎ و ﻣﺼﺎ‬
‫ﺬﻩ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت و ﺸ ﻞ ﺪف إ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻋ و ﻣﺴﺎﻳﺮة ﻟﻠﻤﻘﻮﻟﺔ " ﻗﻠﺪ‬
‫)‪(34‬‬
‫ﻓﺎﺳﺘﻮﻋﺐ ﺛﻢ ﺟﺪد" » ‪« imite, assimile et innove‬‬

‫ﻣﻦ ﺬا اﳌﻨﻈﻮر اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي ﻛﻐ ﻩ ﺑﺨﺼﻮص اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ أﺧﺬ ﺑﺎﻟﻨ اﻟﻌﻘﺎ ﻲ ﺛﻢ‬
‫اﻧﺘﻘﻞ إ اﻟﻨ اﻟﺘﺄ ﻴ ﻣﺴﺎﻳﺮا ذﻟﻚ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻄﻮر ا ﻨﺎ ﻲ‪ ،‬و إذا ﺎن ﻗﺪ ﺧﻄﺎ ﺧﻄﻮات ﻣﻌﺘ ة‬
‫ﺸﺄن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺄ ﻴﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺨﺼﻮص اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻋﻜﺴﺎ ﻟﻸو ﻓﺈﻧﮫ ﺴ ﺑﺨﻄﻰ ﺑﻄﻴﺌﺔ‪.‬‬

‫و ﻳﺘﺠ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﺼﻮص و ﺟﺮاءات اﻟ ﺗﻀﻤ ﺎ ﻗﺎﻧﻮن ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟ ﻮن رﻗﻢ‬

‫‪ 04/05‬اﳌﺆرخ ‪ 06‬ﻓﻴﻔﺮي ‪ ،2005‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑ ﻨﻈﻴﻢ اﻟ ﻮن و إﻋﺎدة دﻣﺎج ﺟﺘﻤﺎ )اﻧﻈﺮ ذﻟﻚ‬
‫اﻟﺒﺎب اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻜﻴﻴﻒ اﻟﻌﻘﻮ ﺔ ﻣﻦ اﳌﻮاد ‪ 129‬و ‪ 150‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ( و ﻧﻔﺲ اﻟﺴﻴﺎق ﻓﺈن اﻟﻌﻤﻞ‬
‫ﻟﻠﻨﻔﻊ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 01/09‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2009‬ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ اﳌﺎدة ‪ 5‬ﻣﻜﺮر‪ 1‬و ﻟﻐﺎﻳﺔ ‪ 5‬ﻣﻜﺮر ‪5‬‬
‫ﻳﺼﺐ إﻃﺎر ﺑﺪاﺋﻞ اﻟﻌﻘﻮ ﺔ‪ ،‬إ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﻟ ﺗﻤﺖ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 23/06‬اﳌﺆرخ ‪ 20‬ﻓﻴﻔﺮي‬
‫‪ 2006‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺼﻔﺢ ﻋﺪة ﺟﻨﺢ‪ .‬و ﻣﻊ ذﻟﻚ إذا ﺎﻧﺖ ﺬﻩ ﺟﺮاءات ﺑﺪاﻳﺔ اوﻟﻴﺔ ﻟﻼﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ‬
‫اﻟﺒﺪاﺋﻞ ﻓﺈن ﻣﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻴﮫ ﻮ اﻟﺴ ﺑﺨﻄﻰ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟ ﺸﺮﻌﺎت اﻟﻌﺮﻴﺔ وﺧﺎﺻﺔ‬
‫اﳌﻐﺎر ﻴﺔ‪.‬‬

‫‪374‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻦ اﻟﻨﺼﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ‬
‫ﻓﺎﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮ ﻲ ﺎن ﺳﺒﺎﻗﺎ ﻟﻸﺧﺬ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ )ﻧﺺ اﳌﺎدة ‪ 41‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة‬
‫ا ﻨﺎﺋﻴﺔ( و اﳌﺸﺮع اﻟﺘﻮ ﺑﺪورﻩ ﻧﺺ ﻋ اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل )اﻟﻔﺼﻞ ‪ 335‬ﻣﻜﺮر إﺟﺮاءات‬
‫ﺟﺰاﺋﻴﺔ( و ﻧﻔﺲ ﻣﺮ ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮع اﳌﺼﺮي اﻟﺬي ﻧﺺ ﻋ اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ )ﻣﺎدة ‪ 18‬ﻣﻜﺮر ﻣﻦ‬
‫)‪(35‬‬
‫ﻗﺎﻧﻮن ﺟﺮاءات ا ﻨﺎﺋﻴﺔ(‬

‫ﺣ ن اﻛﺘﻔﻰ اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي ﺑﻨﺼﻮص ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮ ﺎت و ﻛﺬا اﻟﻘﻮاﻧ ن اﳌﻜﻤﻠﺔ ﻟﮫ‬
‫ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺼﺎ ﺔ ﻌﺾ ا ﺮاﺋﻢ و اﻟ ﺗﻀﻊ ﺣﺪا ﻟﻠﻤﺘﺎ ﻌﺔ ا ﺰاﺋﻴﺔ و ﺑﻤﺼﻄ ﺗﺎرة اﳌﺼﺎ ﺔ وﺗﺎرة‬
‫اﻟﺼ و ﺗﺎرة أﺧﺮى اﻟﺼﻔﺢ‪.‬‬

‫ﻓﻔﻲ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻌﻨﻒ ﻓﺈن اﻟﺼﻔﺢ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟ ﻴﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﻀﺮب و ا ﺮح اﻟﻌﻤﺪي و‬

‫ﻛﺬا ا ﺮوح ﻏ اﻟﻌﻤﺪﻳﺔ ﻳﻀﻊ ﺣﺪا ﻟﻠﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ )ﻣﺎدة‪ 442‬ق‪.‬ع( و ﺟﺮاﺋﻢ رد ﻋﺘﺒﺎر ﻓﺈن‬
‫اﻟﺼﻔﺢ ﺟﻨﺤﺔ اﻟﻘﺬف و اﻟﺴﺐ ﻳﻨ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ )اﳌﺎدﺗ ن ‪ 297 ،296‬ق‪.‬ع(‪ ،‬ﻧﻔﺲ ﻣﺮ‬
‫ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﺮﻣﺔ ا ﻴﺎة ا ﺎﺻﺔ )اﳌﺎدﺗ ن ‪ 303‬ﻣﻜﺮر‪ 303 ،‬ﻣﻜﺮر‪ ،(1‬ﺣ ن ﺑﺨﺼﻮص ﺳﺮة ﻓﺈن‬
‫ﻧﺼﻮص اﳌﻮاد ‪ 339 ،328،329 ،331 ،330‬ﻠ ﺎ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺢ و اﻟﺘﻨﺎزل ﺳ ﺒﺎ ﻻﻧﻘﻀﺎء اﻟﺪﻋﻮى‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ .‬واﻧﮫ ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﺮاﺋﻢ ﻣﻮال و اﻟﺴﺮﻗﺔ و اﻟﻨﺼﺐ و ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻣﺎﻧﺔ و إﺧﻔﺎء اﳌﺴﺮوﻗﺎت ﻓﺈن‬
‫اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻦ اﻟﺸ ﻮى ﻳﻀﻊ ﺣﺪا ﻟﻠﻤﺘﺎ ﻌﺔ )اﳌﻮاد ‪ 369،373،377،389‬ق‪.‬ع(‪ ،‬ﻧﺎ ﻴﻚ ﻋﻦ ا ﺮاﺋﻢ‬
‫ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟ ﺧﺼ ﺎ اﳌﺸﺮع ﺑﺈﻣ ﺎﻧﻴﺔ اﳌﺼﺎ ﺔ ﺸﺄ ﺎ و اﻟﺬي ﻳﻀﻊ ﺣﺪا ﻟﻠﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺳﻮاء‬
‫ﻗﺒﻞ أو ﻌﺪ ﺗﺤﺮ ﻜ ﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻮ ا ﺎل ا ﺮاﺋﻢ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠ ﺎ ﺑﻘﺎﻧﻮن ا ﻤﺎرك و ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻘﻮاﻋﺪ‬
‫اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﺠﺎر ﺔ و ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة )‪.(36‬‬

‫و ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻞ ﺬﻩ اﻟﻨﺼﻮص اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺼ و اﳌﺼﺎ ﺔ و اﻟﺼﻔﺢ ﻣﺴ ﺴ‬

‫اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ و أن أﺳﺒﺎ ب أزﻣﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﺪور ﺎ ﺑﺪأت ﺗﻄﻔﻮ ﻋ‬
‫ﺳﻄﺢ ﺟ ﺎز اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ا ﺎ ‪ ،‬ﻓ اﻛﻢ ﻋﺪد اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ و ﻋﺪم ﻗﺪرة اﻟﻘﻀﺎة ﻋ اﺳ ﻴﻌﺎب‬
‫ا ﻢ اﻟ ﺎﺋﻞ ﻟ ﺬﻩ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ و اﻛﺘﻈﺎظ اﻟ ﻮن أدى إ ﻓﻘﺪان اﻟﺜﻘﺔ ﺬا ا ﺎز و ﻠ ﺎ أﺳﺒﺎب‬
‫أ ﺖ ﻣﻦ ا ﺪﻳﺔ ﺑﻤ ﺎن ﺗﺤﺘﻢ اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي ﻟﻺﺳﺮاع إ إﻳﺠﺎد ﺳﺒﻞ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ و‬
‫ﺸ ﻞ ﻳﺘﻤﺎ و ﻗﻴﻢ اﳌﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬

‫ا ﺎﺗﻤ ــﺔ‬

‫ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻜ ﺸﻒ ﻣﻦ ﺟﺬورﻩ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻧﻄﻠﻖ‬ ‫و ﺑﺎﻟﻨ ﻴﺠﺔ ﻳﺘﺠ أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻧ‬

‫ﺬﻩ اﻟﻘﺎرة ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﳌﺎ ﺣﻘﻘﺘﮫ‬ ‫اﻟﻌﻤﻞ ﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف دول ﻣﺘﻌﺪدة ﺑﺎﻟﻘﺎرة ﻣﺮ ﻜﻴﺔ و ﺎن ﻟ ﺎ رواج ﻛﺒ‬
‫ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻃﺎر اﻟﺘﺼﺪي ﳌ ﺎﻓﺤﺔ ﺟﺮام و اﻟ ﺎن ﻟ ﺎ ا ﻌ ﺎس ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﺄﺣﺪ ﺑﺮاﻣﺠ ﺎ و ﻮ اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ‬
‫ﺧﺮى ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺮوز اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل‬ ‫ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ﻛﺜ ﻣﻦ اﻟﺪول ورو ﻴﺔ اﻋﺘﺒﺎرا أ ﺎ‬

‫‪375‬‬
‫اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎﻟﺤﻴـﺔ اﻟﺒﺪﻳـﻞ ﻟﻠﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴـﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫أﺳﺒﺎ ﺎ اﻟ ﺗﺘﻤﺜﻞ أزﻣﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ و ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟ ﺎﻳﺎ و إﻋﺎدة اﻛ ﺸﺎف ﻣﻨﺎ اﳌﻤﺎرﺳﺎت‬
‫اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ و اﻟ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻋ اﻟ ﻴﺔ و ا ﺎ ﻲ و اﳌﺠﺘﻤﻊ إﻃﺎر إ ﺴﺎ ﻲ ﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟ ﻮء‬
‫ﺻﻼح ﻟ ﻞ ﻋﻮاﻗﺐ ا ﺮﻤﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ إﻋﺎدة اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑ ن‬ ‫ﻟﻠﻌﻘﻮ ﺔ ﻛﻌﻘﻮ ﺔ و اﻟﺴ إ ﺗﻮﻃﻴﺪ ﻧ‬
‫ﻃﺮاف و ر ﻂ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴ ﻢ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻼ ﺎم ﺟﺘﻤﺎ ‪.‬‬

‫إن ﺬا اﳌﺴ اﻟﻨ ﻴﻞ ﻳﺘﺠ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ و ﻣﻘﺪﻣ ﺎ أﺳﻠﻮب‬
‫اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﻠﻘﺎء اﻟ ﻴﺔ و ا ﺎ ﻲ ﻋﻦ ﻃﺮ ﻖ وﺳﻴﻂ أو ﻣ ﺴﺮ ﺴ إ ﺗﻘﺮ ﺐ و ﺟ ﺎت اﻟﻨﻈﺮ‬
‫ﺑﻴ ﻤﺎ ﻟﻴﺘﺤﻤﻞ ا ﺎ ﻲ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺟﺮﻣﮫ و ﻌﻮ ﺾ اﻟ ﻴﺔ ﻋﻦ أﺿﺮارﻩ‪.‬‬

‫ﺴﺎع ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﺺ ﻋﻠﻴﮫ ﻛﺜ ﻣﻦ اﻟ ﺸﺮﻌﺎت‬ ‫إ ﺟﺎﻧﺐ ﺬا ﺳﻠﻮب اﻟﺬي اﺧﺬ‬

‫ا ﻨﺎﺋﻴﺔ دول ﻛﺜ ة‪ ،‬ﻓ ﻨﺎك أﺳﻠﻮب ﻟﻘﺎء ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﺳﺮة اﻟﺬي ﻳﺠﻤﻊ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟ ﻴﺔ وا ﺎ ﻲ و‬
‫ﻣﻘﺮ ﻢ و أﺳﻠﻮب ﺣﻠﻘﺔ اﻟﻘﺮار أو ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻌﻘﻮ ﺔ و ﻮ أﻛ ﺗﻮﺳﻌﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﺷﺮاك اﳌﻌﻨﻴ ن ﺑﺎ ﺮﻤﺔ‬
‫ﻟﻴﻘﺮر اﻟﻌﻘﻮ ﺔ أو ﻳﻘ ﺣ ﺎ و أن ﺬﻳﻦ ﺧ ﻳﻦ إذا ﺎن ﻟ ﻤﺎ ﺗﻮاﺟﺪ ﻛﺜ ﻣﻦ دول اﻟﻘﺎرة ﻣﺮ ﻜﻴﺔ ﻓﺈﻧﮫ‬
‫ﻳ ﺎد ﻳﻨﻌﺪم اﻟﺪول ورو ﻴﺔ ﻋﺪا إﻧﺠﻠ ا‪.‬‬

‫و ﻣ ﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ أﻣﺮ ﺬﻩ اﻟ اﻣﺞ ﻓﺈ ﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺟﺪﻻ ﺑﺨﺼﻮص ﻣﺎ إذا ﺎﻧﺖ ﺗﻘﺘ أن ﺗ ﻮن‬
‫ﻣﻜﻤﻠﺔ ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ و ﺸ ﻞ ﻋﺪاﻟﺔ ﻌﺎوﻧﻴﺔ )ﻛﻤﺎ ﻮ ا ﺎل ﻛﻨﺪا( أم أن ﺗ ﻮن‬
‫اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻓﻀﺎء ﻣﺴﺘﻘﻼ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬

‫و اﻧﮫ ﻣﺎ ﺑ ن ﻮن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ "ﻣﻘﺎر ﺔ أم ﻣﻔﺎرﻗﺔ"‪ ،‬ﻇﻞ اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي ﺣﺒ ﺴﺎ‬

‫ﺬا اﻟﺸﺄن اﻋﺘﺒﺎرا أن اﳌﺠﺘﻤﻊ ا ﺰاﺋﺮي‬ ‫ﻄﺎﻩ اﻟﺒﻄﻴﺌﺔ و ﺎن ﺟﺪر أن ﻳﺤﺬو ﺣﺬو ﻣﻦ ﺳﺒﻘﮫ‬
‫ﺑﻤ ﻮﻧﺎﺗﮫ ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ و اﻟﺪﻳ ﻴﺔ ﻟﮫ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﳌﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ و ﻋ ﻗﻞ أﺳﻠﻮ ﺎ‬
‫اﳌﺤﻘﻖ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﻌﺘ ة و ﻮ اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬و ﺗﺄﻛﻴﺪا ﻟﺬﻟﻚ إذا ﺎن اﳌﺠﺘﻤﻊ ا ﺰاﺋﺮي ﺧﻼل ﻣﺮاﺣﻞ‬
‫ﻣﻦ ﺗﺎر ﺨﮫ اوﺟﺪ ﺣﻠﻮﻻ ﻟﻠ اﻋﺎت اﻟ ﺗﻘﻊ ﺑ ن أﻓﺮادﻩ ﺑﻮاﺳﻄﺔ "ﺟﻤﺎﻋﺔ ا " إذ ﺴ إ ﺗﻘﺮﺐ‬
‫وﺟ ﺎت اﻟﻨﻈﺮ ﺑ ن اﳌﺘﺨﺎﺻﻤ ن ﺑﻘﺒﻮل ﺣﻞ ﻳﺮ ا ﻤﻴﻊ‪ ،‬ﻓﺎﻷﻣﺮ ﺴ ﺑﺘﻘﺒﻞ ﻣﺜﻞ ﺬا ﺳﻠﻮب ﻣﻊ‬
‫ﺟﻌﻠﮫ ﻣﺘﻄﻮرا و ﻳﺘﻤﺎ و اﻟﻌﺼﺮﻧﺔ‪ ،‬ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺘﻮق إﻟﻴﮫ أ ﺎب ﺧﺘﺼﺎص ﺬا اﳌﻴﺪان‪.‬‬

‫وﻧﺎﻓﻠﺔ اﻟﻘﻮل ﻳﺘﻌ ن اﺳﺘﺨﻼص اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠ ﺎ و ﻗ اﺣﺎت‪.‬‬

‫اﻟﻨﺘﺎﺋــﺞ‪:‬‬

‫اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ أﺳﻠﻮب ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺮز ﻟﻠﻮﺟﻮد إﺛﺮ ﺰ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﻦ‬ ‫‪-1‬‬
‫ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻏﺎﻳﺎ ﺎ اﳌﺮﺟﻮة ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻺﺟﺮام إذا ﻓ ﻣﻘﺎر ﺔ وﻟ ﺴﺖ ﻣﻔﺎرﻗﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم ا ﻨﺎ ﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﺋﻢ‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻦ اﻟﻨﺼﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ‬
‫ﺎﻳﺎ ﺟﺮام وأﻋﺎد‬ ‫اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ أﺳﻠﻮب ﺣﻘﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑ ن ﻋﻠﻢ ﺟﺮام وﻋﻠﻢ‬ ‫‪-2‬‬
‫ﻟﻠ ﻴﺔ ﻣ ﺎﻧﺘﮫ ا ﺼﻮﻣﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ و ذات اﻟﻮﻗﺖ ﺣﺎﻓﻆ ﻋ ﻣﻜﻨﺔ إﻧﺪﻣﺎج ا ﺎ ﻲ ﺳﻌﻴﺎ ﻟﺘﻌﺰ ﺰ‬
‫ﺳﺘﻘﺮارواﻟﺴﻠﻢ ﺟﺘﻤﺎ ‪.‬‬
‫اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋ اﻟﺮﺿﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻮاﺻﻞ‪ ،‬إﺻﻼح اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑ ن أﻓﺮاد اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ‬ ‫‪-3‬‬
‫ﺧﻼل وﺻﻞ ﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ‪.‬‬
‫ﻴﺔ‪-‬ا ﺎ ﻲ‪-‬اﳌﺠﺘﻤﻊ( ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ‬ ‫اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﺴ أن ﻳ ﻮن ا ﻤﻴﻊ راﺑﺤﺎ )اﻟ‬ ‫‪-4‬‬
‫ا ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ اﻟ ﻳ ﻮن أﺣﺪ ﻃﺮﻓ ﺎ ﺧﺎﺳﺮا و ﺧﺮراﺑﺤﺎ‬

‫ﻗ اﺣــﺎت‪:‬‬

‫اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي ﻣﺤ ﻮم ﻋﻠﻴﮫ أن ﻳﻤﺘﻄﻲ ﻋﺮﺔ ﻋﻮﳌﺔ اﻟ ﺸﺮﻌﺎت ا ﻨﺎﺋﻴﺔ ا ﺪﻳﺜﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻮ‬ ‫‪-1‬‬
‫ﻣﺤ ﻮم ﻋ ﺎﻓﺔ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ر ﻮب ﻗﻄﺎر اﻟﻌﻮﳌﺔ ﺣ ﻟﻮ ﺎن ذﻟﻚ آﺧﺮ ﻋﺮﺔ ﻣﻨﮫ ﺗﻔﺎدﻳﺎ ﻟﺒﻘﺎ ﺎ‬
‫ﺗﺮاوح ﻣ ﺎ ﺎ واﻟﺴ ﻋﻜﺲ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻘﻄﺎر‪.‬‬
‫اﳌﺸﺮع ا ﺰاﺋﺮي اﺧﺘﺎر ﻃﺮ ﻖ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﺸﺮﻊ ﺟﺮاءات اﳌﺪﻧﻴﺔ و دار ﺔ ﺳﻨﺔ‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ 2008‬ﺣﺬوا ذﻟﻚ ﻟ ﺸﺮ ﻌﺎت اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﻣﻮﻗﻔﮫ ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﻟﻠ ﺸﺮﻊ ا ﻨﺎ ﻲ ﻻ ﻳﺰال دون‬
‫اﳌﺴﺘﻮى اﳌﻄﻠﻮب وأﻧﮫ ﺗﻤﺎﺷﻴﺎ ﻣﻊ ا ﺪاﺛﺔ ﻓﺈن ﺣﺴﻢ ﻣﺮ ﻳﻘﺘ ّأن ﻳﻔﺘﺢ اﳌﺠﺎل ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ‬
‫ﻗﻞ ﺧﺬ ﻣﻦ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﻘﻖ‬ ‫ﺧﺼﻮﺻﺎ وأ ﺎ ﻗﺮب ﺗﻘﺒﻼ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ وﻋ‬
‫ﻣﺠﻠﺒﺔ اﻟﻨﻔﻊ واﺳ ﺒﻌﺎد ﻣﺎ ﻓﻴﮫ ﻣﺠﻠﺒﺔ اﻟﻀﺮر‪.‬‬
‫ﻌﺪﻳﻞ ﻗﺎﻧﻮن ﺟﺮاءات ا ﺰاﺋﻴﺔ وإدﺧﺎل إﺟﺮاء اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ا ﻨﺎﺋﻴﺔ إﻋﺘﺒﺎرا أن ﺬا ﺳﻠﻮب‬ ‫‪-3‬‬
‫ﺣﻘﻖ ﻧﺠﺎﺣﺎت ﻣﻌﺘ ة‪.‬‬
‫ﺗﺪر ﺲ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎ ﻴﺔ وﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻤﺎرﺳ ﺎ ﻗﺼﺪ إﻋﺪاد ﻣﺘﺨﺼﺼ ن ﺬا اﳌﻴﺪان‬ ‫‪-4‬‬
‫ﺗﻮ ﻞ ﻟ ﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻣ ﻤﺔ اﳌﺘﺪﺧﻠ ن ﻛﻤ ﺴﺮ ﻦ ووﺳﻄﺎء ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻮ ﻣﻌﻤﻮل ﺑﮫ اﻟﺪول اﻟ ﺧﺎﺿﺖ ﺬﻩ‬
‫اﻟﺘﺠﺮﺔ‪.‬‬
‫اﻟ ﻮاﻣــﺶ‪:‬‬
‫‪1-Mylène Jaccoud‬‬
‫‪Justice réparatrice et médiation pénale, convergence ou divergence‬‬
‫‪L’Harmarttau 2003 p.7 et 8.‬‬
‫‪2-Robert CARIO. La justice restaurative, principes et promesses.‬‬
‫‪L’HARMATTAN, coll traité de sciences criminelles vol.8 2005‬‬
‫)‪(www.Justice Restaurative.org‬‬

‫‪377‬‬
‫اﻟﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺘﺼﺎﻟﺤﻴـﺔ اﻟﺒﺪﻳـﻞ ﻟﻠﻌﺪاﻟـﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴـﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
3- Mylène Jaccoud
Justice réparatrice Ibid. p.17 et 18.
،‫اﺳﺘﺸﺮاق اﻟﺘﮭﺪﯾﺪات اﻹرھﺎﺑﯿﺔ‬-‫اﻟﻨﺪوة اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ‬-4
‫ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻠﯿﻢ ﺣﺴﻦ‬.‫ ﺑﺤﺚ ﻣﻦ إﻋﺪاد اﻟﻠﻮاء د‬،‫اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎﻟﺤﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻹرھﺎﺑﯿﺔ‬
5.‫ص‬2007 /12/22 ،20-‫اﻟﺮﯾﺎض‬
‫اﻟﺼﻠﺢ و أﺛﺮه ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ و اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ‬-5
56.‫ص‬-2011 /1.‫ ط‬،‫ دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ‬-‫أﻧﯿﺲ ﺣﺴﯿﺐ اﻟﺴﯿﺪ اﻟﻤﺤﻼوي‬.‫د‬
6-www.Nomodos-blog pot.com - la justice restaurative, qu’elle définitions ?
7-Conseil économique et social, comission pour la prévention du crime et la justice
pénale, rapport sur la 11 Emme session 16-25 Avril 2002.
(www.un.org/frenches/ecosoc)
8-R.CARIO, la justice réstaurative, principes et promesse Ibid. p9 et 10.
9-FerNando. Carajal Sànachez, université de Genève, FPSE ,
Chttp //www.justiceréparatrice.org/ p.3
10- R.CARIO, la justice réstaurative/ principes et promesse, Ibid. p.11
11-CARIO, la justice réstaurative/ principes et promesse Ibid. p.13
12- CARIO, la justice réstaurative/ principes et promesse Ibid p.15 et 16
13- CARIO, la justice réstaurative/ principes et promesse Ibid p.18
14- CARIO,la justice réstaurative/ principes et promesse Ibid p.19
15-La justice restaurative vers un nouveau modèle de justice pénale
Publiée in actualité juridique penale 2007.09.pp.372.375
16- R.CARIO, la justice réstaurative/ principes et promesse, Ibid. p.21
17- Robert CARIO Justice restaurative Dictionnaire des sciences criminelles
Ed. Dalloz .2004. p.571.573 (https:// docs.google.com )
18- Robert CARIO Justice restaurative Dictionnaire des sciences criminelles Ibid.
19- https:// docs.google.com
Manuel sur les programmes de la Justice restaurative
Nations unie 2008 offices contre la drogue et crimes p.7 et 8.
20- Françoise DIGNEFFE et Thierry MOREAU – La responsabilité et la
responsabilisation dans la justice pénale p.283
21- la justice restaurative – La France tarde a réunir victime et boureau/ Rue89

378
‫ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ‬/ ‫ﺑﻦ اﻟﻨﺼﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ‬.‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‬
22- http // NNN yous cribe.com- La justice restaurative une utopie qui marche ?
R.Cario , Paul Mbouzoulou ISBN Décembre 2010
23-La justice restaurative. La France tarde à réunir victime et Boureau Ibid.
24- HOWARD Zehr. Changing lenses A new focus for crime and justice.1990
p.177
25- Les limites de la justice réparatrice Arland Goudreault- Texte publié da,s les
actes du Colloque Ed.Dalloz Paris.
26-www.iraq.rists.com ‫ﺳﮭﺎم ﻋﻄﯿﺔ ﻧﺠﻢ ﻋﻀﻮ اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺘﺼﺎﻟﺤﯿﺔ‬
27- la justice restaurative . rapport du groupe de travail, conseil national de l’aide
aux victimes Mai 2007 p. 2 et 3
28- la justice restaurative . rapport du groupe de travail, Ibid. p 10,11,12,13
29-http://Champ pénal. revue.org 912 Véronique Strimelle
30-http:// Champ pénal. revue.org 126 Mylène Jaccoud Séminaire innovation
pénale
31- http://Champ pénal Véronique Strimelle ibid.
32- http://Champ pénal Véronique Strimelle ibid.
33- http://Champ pénal. Mylène Jaccoud Ibid
34- CLARK.Terry musicien du jazz- http:// Champ pénal .revue.org 912
‫ دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة‬- ‫أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮد ﺧﻠﻒ اﻟﺼﻠﺢ و أﺛﺮه ﻓﻲ اﻧﻘﻀﺎء اﻟﺪﻋﻮى اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ و أﺣﻮال ﺑﻄﻼﻧﮫ‬.‫ د‬-35
14..‫ص‬
-2‫ط‬-‫ اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﺑﻮﺟﮫ ﻋﺎم وﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﺠﻤﺮﻛﯿﺔ ﺑﻮﺟﮫ ﺧﺎص‬-‫ﺣﺴﻦ ﺑﻮﺳﻘﯿﻌﺔ‬.‫ د‬-36
.30‫ص‬-2008‫اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

379