Professional Documents
Culture Documents
تاريخ المسرح
تاريخ المسرح
المقدمة:
احتل المسرح مرتبة مهمًة في حياة الشعوب على مر العصور واألزمنة ،وفي كل الحضارات كان
المسرح حاضًر ا كمرآة تعكس مالمح المجتمع ،وبصفته شكًال من أشكال التعبير الثقافي .وتأتي أهمية
المسرح في تشكيل الوعي والفكر لدى المتلقي ،من خالل محاكاته لألحاسيس وحشد االنفعاالت ومن ثم
بّث ها في اآلفاق االجتماعية ،رافًع ا مستويات الوعي في كثيٍر من األمور والموضوعات المختلفة التي
تشغل المجتمع.
كما أن المسرح ظل مالزًما لإلنسان ،ومجسًد ا لألوضاع االجتماعية واالقتصادية والسياسية والثقافية
التي يعيشها ،بل إنه كان مؤثًر ا ومشارًك ا في بلورة هذه األنساق وصياغتها وبثها للمجتمع.
ومن هذا المنطلق أخذ المسرحيون على عاتقهم رسالة المسرح في التأثير والتأّث ر ،حتى أن كثيًر ا من
دول العالم المتقدم تصّنف المسرح جهازًا تربويًا كسائر األجهزة ومنها المدارس والمعاهد والجامعات.
واستخدم المسرح منذ القدم أداة تعليمية وتربوية في المدارس ،كان لها األثر الفعال في تنمية ثقافة النشء
وتطوير مهاراتهم وقدراتهم ،وإيصال القيم التربوية لهم ،ومساعدتهم في فهم واستيعاب مناهج التعليم.
اإلشكالية:
—ماهو المسرح ،وماهي العوامل التي ساهمت في ظهوره؟
— كيف نشأ المسرح ،وكيف تطور ؟
—متي دخل المسرح إلي العالم الغربي ،وكيف دخل إلي العالم العربي ؟
وسنحاول اإلجابة على هذي اإلشكالية من خالل الخطة التالية :
خطة البحث:
المقدمة
●المبحث األول تعريف المسرح وعوامل ظهوره
المطلب األول:تعريف المسرح
المطلب الثاني:عوامل ظهور المسرح
●المبحث الثاني :نشأة المسرح وتطوره
المطلب األول:نشأة المسرح
المطلب الثاني :تطور المسرح
●المبحث الثالث المسرح الحديث
المطلب األول:المسرح الغربي الحديث
المطلب الثاني:المسرح العربي
2
الخاتمة
المبحث األول تعريف المسرح وعوامل ظهوره
المطلب األول :تعريف المسرح:
الَم ْس َر ح في اللغة هو مكان تمثيل المسرحّية ،وجمعه َم ساِر ح وفي معناه الفني هو شكل من أشكال الفن
يتم فيه تحويل نص المسرحّية األدبي المكتوب إلى مشاهد تمثيلّية ،يؤّد يها الممثلون على خشبة المسرح
أمام حشد من الجمهور.
والَم ْس َر ح شكل من أشكال الفنون يؤدى أمام المشاهدين ،يشمل كل أنواع التسلية من السيرك إلى
المسرحيات .وهناك تعريف تقليدي للمسرح هو أنه شكل من أشكال الفن يترجم فيه الممثلون نًّص ا
مكتوًبا إلى عرض تمثيلي على خشبة المسرح .يقوم الممثلون ،عادة بمساعدة المخرج على ترجمة
شخصيات ومواقف النص التي ابتدعها المؤلف.
المسرحية :هي النص األدبي المكتوب ،وتشير إلى الجانب األدبي من العرض المسرحي ،وهي
عنصر واحد من عناصر المسرح المتعددة ،كاإلخراج ،والتمثيل ،واألزياء ،واإلضاءة ،وفّن
الديكور ،والموسيقى ،والغناء ،والرقص في بعض األحيان.
النشاط المسرحي هو ظاهرة فنّية قائمة في أساسها على لقاء واٍع ومقصود بين الممثل والُمشاِهد،
يكون في مكان وزمان ُم حَّد دين ،ويهدف هذا اللقاء إلى تجسيد نّص أدبّي ما من ِقَب ل الممثل للمتفّر ج،
مستخدمًا التعابير اللغوّية أو الجسدّية أو االثنتين معًا؛ بهدف تحقيق متعة فكرّية وجمالّية .والجدير
1
بالذكر أّن ه على الرغم من بساطة مفهوم المسرح.
ويعد المسرح شكًال من أشكال التعبير عن المشاعر واألحاسيس البشرّية واألفكار المختلفة باستخدام
فَّن ي الكالم والحركة،
كما يختلف المسرح عن غيره في أسلوبه ولغته بقدر ما يختلف عن الفنون األخرى في أسسه القائم
عليها كما يمكن تعريفه من ناحية درايته بأنه فن درامي يهتم بشكل حصري تقريبًا بالعروض الحية
2
التي يتم فيها التخطيط للعمل بدقة لخلق شعور متماسك وملموس للدراما.
12تعريف المسرح
3
نجمت عن هذي الظروف مجموعة من الثورات والحروب انتهت بتغير الوضع السياسي في أثينا
وصارت الديمقراطية حقيقة واقعة .لكن هذه الديمقراطية الناشئة تعرضت لخطر الفرس.
وقد استطاع االثينيون أن يهزموا الفرس في معركة (ماراثون البرية عام 490ق.م) وبحرًا في
معركة (سالميس عام 480ق.م) .وبعد هذه الحروب الفارسية أصبحت أثينا أعظم مدن العالم
والمركز الرئيسي ألكبر وأعظم إمبراطورية في تاريخ العالم القديم .ويعتبر انتصار أثينا في معركة
ماراثون ومعركة سالميس سببًا في تدعيم النظام الديمقراطي .وظهرت آثار هذه الديمقراطية في
الحياة النيابية فأصبحت سلطة كل من مجلس االريوباجوس ومجلس الشيوخ محدودة وأنشأت
الجمعية الوطنية من عامة الشعب ،وأصبحت هذه الجمعية تناقش المشاكل السياسية وأمور الدولة
األخرى ،وكذلك تعارض قرارات مجلس اإلريوباجوس ومجلس الشيوخ ،وهكذا زالت سلطة الحزب
األرسطوقراطي وتوطدت أسس الديمقراطية وهذا ماساهم في انتشار الفنون واآلداب في المجتمع
اإليثيني.
–2العوامل االقتصادية:
كان المجتمع األثيني يعتمد اعتمادا كبيرا على الزراعة وكانت ملكية األراضي قاصرة على األثينيين
المتمتعين بحق المواطنة ،وظل نظام اإلقطاع قائمًا حتى تغيرت الظروف واتسعت دائرة الملكية
لألرض ،وزاد اإلنتاج الزراعي إلى الضعف ،وأصبح يكفي لالستهالك المحلي مع وجود فائض
من الزيت والنبيذ يصدر إلى خارج أثينا .وازدهرت الصناعة والتجارة ،وخاصة التجارة البحرية
ولعل ذلك يرجع إلى وجود ميناء بيرايوس الهام .وكانت طبقة الصناع من الفقراء ،وهم الوحيدون
الذين يحق لهم العمل في الصناعة .والكثير منهم فيما بعد تحول إلى طبقة المالك الصغار.
ولقد راجت في ذلك الوقت تجارتان تجارة الحبوب وتجارة الرقيق .ولعل الظروف التي مرت بها
أثينا في القرن الخامس قبل الميالد ساعدت على رخائها االقتصادي ،فكان اقتصادها يعتمد في
استقراره على صغار المالك وصغار المنتجين يعاونهم في ذلك أعداد غفيرة من العبيد ،وتمدهم
المناجم بكميات كبيرة من الفضة والحديد وبعض المناجم البعيدة (الواقعة تحت سيطرة أثينا) بالذهب
وغيرها من المعادن .والشك أن هذه الظروف االقتصادية ساعدت على انتشار الفنون واآلداب في
أثينا وأتاحت للدولة فرصة القيام بأعمال إنشائية وعمرانية رائعة مثل المسارح الكبيرة التي أقيمت
عليها االحتفاالت الضخمة في المناسبات الدينية أو القومية ،تلك االحتفاالت التي كانت مرتعًا خصبًا
للشعراء الغنائيين والمسرحيين)
–3العوامل الدينية:
تعتبر الطقوص الدينية النواة األولى التي نبتت منها المأساة؛ فالدين اليوناني كان يتضمن مجموعة
من العقائد والتقاليد يؤمن الناس بها ،وال يحاولون معرفة أصولها .وكان لكل والية آلهتها الخاصة
بها ،وكانت مدينة أثينا غنية باحتفاالتها الدينية ال تباريها في ذلك أي مدينة أخرى .وكانت تلك
االحتفاالت تقام على مدار السنة تكريمًا لآللهة المختلفة ،وأهمها عيد (البناثانيا) األكبر الذي يقام في
مدينة أثينا كل خمس سنوات تكريمًا لآللهة أثينة .ولم تقتصر العبادة اليونانية على ذلك بل كان لها
عدة مظاهر أخرى أهمها الطقوص الدينية التي تعرف ((باألسرار)) كانت تقيمها طوائف خاصة
3
تتبع تعاليم معينة ال يعرفها أو يطلع عليها إال أفراد الطائفة الواحدة.
باآللهة أية رابطة ،يتصرف كيفما شاء ويعرف قدر نفسه كما يعرف الخير فيفعله ويعرف الشر
فيجتنبه .هكذا تطور الدين عند قدماء اليونان تطورًا سريعًا في عصور الرخاء االقتصادي
6
والديمقراطية ،فصوره الشعراء أحسن تصوير وأصدقه.
و من ناحية أخري أدخلت عدة إصالحات علي المسرح فبعد أن كان المسرح متنقال أصبح مستقرا,
و بعد أن كان الممثل شخصا واحدا أصبح شخصين في عصر "أيسخيلوس" ثم ثالثة في عصر
"سوفوكليس"
و "يوروب يدس"كما أصبح العمل موزعا بين الشعراء و الممثلين واتخذت األزياء و المساحيق
لتقريب الحقيقة الى الجمهور .أما الملهاة فقد نشأت أيضا بفضل أعياد "ديونيزيوس" ثم تطورت
7
بتطور األعياد ،و أدخلت عليها تحسينات و تعديالت.
6
المسرح اليوناني د.حمدي الموصللي 2008
7
المسرح اليوناني
6
وفي ألمانيا ،كتب مجموعة من الكتاب عروضا درامية وثائقية متأثرين في ذلك ب Brechtمركزين
على قضايا سياسية وأخالقية واجتماعية تتعلق بالفرد .وهنا نستحضر حالة القسيس( )1963ل
Rolf Hochhuthالذي يحاكم فيه الكاتب الصمت المسؤول للبابا Pie 12إبان الحرب العالمية
الثانية.
كما ساهمت أفكار أنطونين أرطود في ظهور المسرح الجديد في سنوات العقد السادس من القرن
العشرين الذي جسده مسرح مختبر Wroclawللبولوني ،Jerzy Grotowskiوكذلك ورشة
مسرح القساوة ل ،Peter Brookوكذلك أيضا مسرح الشمس ل Ariane Mnouchkine
والمسرح المفتوح ل .Joseph Chaikin
ويرتكز هذا المسرح الجديد على العمل اإلبداعي الجماعي للممثلين بدال من االرتكاز على النص،
وتحضر المشاهد الدرامية بعد أشهر عدة من العمل مع التركيز على الحركات واإلشارات
واألصوات واللغة غير المسننة وعلى فضاء غير عادي وال طبيعي .ومن النماذج التمثيلية لهذا
النوع من المسرح نذكر Marat Sadeل ..Peter Weiss
ومن هنا نجد أن المسرح شهد تطورا بارزا على جميع األصعدة خالل هذ السنوات...
إذن .فلبنان كان أول بلد يعنى بفن المسرحية كلون أدبي ،وكان احتكاك لبنان بالغرب سبب ظهور
المسرح العربي .وقد راق هذا اللون الجديد من األدب أبناء الشرق .فأخذوا يكتبون العديد من
المسرحيات .فوضع سليم النقاش ،وهو ابن أخت مارون ،ثالث مسرحيات ” :مّي ” ،و” عائدة ” ،
و” الظلوم دعجاء ” .
وقامت في دمشق نهضة أخرى من للمسرح على يد الشيخ أحمد أبي خليل القباني ،وكان تأليفه – على
حد قول خليل مطران – ” :خليطا من هزل وجد ،وكالم وغناء ،يعرف عند اإلفرنج باألوبريت ؛ وأبدع
ضربا حديثا يسميه الغربيون ” باليه ” واسمه عندنا ” رقص السماع ” .
بعد ذلك أصبحت مصر قبلة يحج إليها المؤلفون والممثلون ،حيث وجدوا فيها ميدانا خصبا ألفكارهم
ومسرحياتهم ،وقد أنشأ الخديوي اسماعيل األوبرا الملكية ،فجمع سليم النقاش من بيروت جماعة للتمثيل
وقصد مصر سنة ، 1876وكان لفرقته تأثير كبير على الجماهير .
7
وقد عرف المسرح في مصر صوالت وجوالت عرفت تارة جمودا وتدهورا في قيمته الفنية ،وتألقا
وتميزا تارة أخرى .ولم يصل إلى درجة ذات قيمة في التأليف إال مع الشاعر أحمد شوقي صاحب
مسرحيتي ” مصرع كليوباترا ” و” مجنون ليلى ” وغيرهما .
أما في لبنان فقد ظل المسرح يسير على طريقة الترجمة واالقتباس والتقليد ،وعلى طريق التوجيه نحو
المثل القويمة والبطوالت الرفيعة ،وتعميق الشعور الديني .
ومع انتهاء الحرب العالمية األولى ،اتخذ التوجه األدبي المسرحي طريقا جديدا نحو الواقعية االجتماعية
،ووضع ميخائيل نعيمة مسرحية ” اآلباء والبنون ” ،وفي سنة 1935ظهر سعيد عقل بمسرحيته
الشعرية ” بنت يفتاح ” ودرج فيها على أسلوب قدامى اليونان وعلى أسلوب الفرنسيين الكالسيكي .
وهكذا سار المسرح العربي من طور التعريب واالقتباس والتقليد ،إلى طور المحاوالت ،إلى طور
الواقعية االجتماعية ،إلى طور االتجاه الكالسيكي. 8
الخاتمة:
أهم النتائج التي توصل إليها البحث:
-1كان المسرح حاضًر ا في تاريخ كل الشعوب وكان مرآة عاكسة لكل مالمح الحياة.
-2المسرح شكل من أشكال الفنون يؤدى أمام المشاهدين ،يشمل كل أنواع التسلية .
-3هنالك عوامل سياسية واقتصادية ودينية ساهمت في ظهور المسرح.
-4ظهر المسرح عند الفراعنة في القرن الثالثين قبل الميالد.
-5بداية المسرح عند اليونان ترجع إلي ممارسة بعض الطقوص الدينية.
-6تعتبر سنوات ما بين 1947و 1967سنوات خصبة في تاريخ مسرح القرن العشرين.
-7دخل المسرح إلي العالم العربي مع النقاش في القرن التاسع عشر
المصادر:
_تعريف المسرح
_المسرح اليوناني د .حمدي الموصللي 2008
_ويكيبيديا نشأة وتطور المسرح في مصر عبر العصور
_المسرح اليوناني
_فن المسرح في األدب العربي :نشأته وتطوره وأهم رجاالته
_نشأة المسرح دراسة في نشأة المسرح /إدوارد الخراط
8
فن المسرح في األدب العربي :نشأته وتطوره وأهم رجاالته