You are on page 1of 20

‫ ق واعد التبليغ وإشكاالته وفقا لقانون املسطرة املدنية‬4

‫قواعد التبليغ وإشكاالته وفقا لقانون املسطرة املدنية‬


Reporting rules and issues in accordance with the Civil Control Law
.‫ استاذ متعاون في جامعة نواكشوط‬/ ‫محمد شكار‬
Mohamed CHEKAR

:‫ملخص البحث‬
‫ويقصد بالتبليغ الشكلية التي يتم بواسطتها إعالم املبلغ إليه باإلجراءات القضائية التي تتخذ‬
.‫ يعترب التبليغ القضايئ عملية قانونية بني املبلغ إليه ومصلحة التبليغ وكذا بني الخصوم‬،‫ ومبدئيا‬.‫ضده‬
‫ وبصفة عامة عن إجراء مسطري محدد زمنيا‬،‫وتبليغ االستدعاء هو إعالن قانون عن بداية الخصومة‬
‫ أما تبليغ الحكم أو القرار الذي صدر يف‬.‫ويتشكل فعليا يف إيصال واقعة معينة إىل علم املبلغ إليه‬
‫ إما لينفذه طوعا أو لينهج فيه سبل الطعن‬،‫الدعوى فهو إعالم املحكوم عليه بصدور الحكم يف حقه‬
.‫املتاحة قانونا العادية أو غري العادية‬
‫وتتجىل أهمية التبليغ فيام يرتب عليه من آجال حضور الجلسات والطعن والرد عىل الدفوع‬
.‫ فالتبليغ هو املفتاح الذي ال ميكن بدونه البت يف القضايا‬،‫املثارة بني الخصوم‬

Abstract:
Notification means the formality by which the recipient is informed of the judicial
procedures being taken against him. In principle, judicial notification is considered a legal
process between the person to whom it is communicated and the reporting interest, as well
as between the opponents. Serving the summons is a legal announcement of the beginning
of the dispute, and in general, a time-bound procedure that actually consists of bringing a
specific incident to the attention of the person to whom it is reported.
As for notifying the judgment or decision issued in the case, it is informing the
convicted person that the judgment has been issued against him, either to implement it
voluntarily or to pursue the ordinary or extraordinary means of appeal available in law.
The importance of notification is evident in the deadlines it entails for attending
sessions, appealing, and responding to defenses raised between opponents. Reporting is
the key without which cases cannot be decided.

63
‫املقدمة‬
‫يعترب التبليغ تلك الوسيلة التي من خاللها يتم إبالغ املعني باألمر بكافة اإلجراءات القضائية التي‬
‫تتخذ ضده ‪ ,‬وهي عملية تنطلق قبل مناقشة النزاعات أمام املؤسسات القضائية وتستمر يف الغالب بعد‬
‫البت فيها‪ ,‬وبالتايل فهي تعترب القاطرة الوحيدة لتبليغ اإلجراءات وإعداد امللفات و تبليغ القرارات املتعلقة‬
‫بها وحفظها نهائيا أو توجيهها إىل الجهة القضائية املختصة ‪ ,‬كام أن التبليغ يعترب من العنارص األساسية‬
‫لتحقيق مبدأ حق الدفاع الذي ال ميكن وجوده دون إشعار و إعالم املعنيني باألمر بكل القضايا املتعلقة‬
‫بهم و املطروحة أمام العدالة لتقول كلمتها وتحسم فيها بحكم نهايئ حائز لقوة اليشء املقيض به‪ ,‬فمن‬
‫خالل مبدأ املواجهة الذي يقوم عىل عدم جواز اتخاذ أي إجراء ضد شخص دون متكينه من العلم به و‬
‫إعطائه الفرصة للدفاع عن نفسه يتجسد تطبيق من تطبيقات حق الدفاع‪ , .‬وقد أخذت به الترشيعات‬
‫املقارنة مثل الترشيع الفرنيس بناء عىل الفصل ‪ 116‬من قانون املرافعات الفرنيس الذي يلزم القايض يف‬
‫جميع األحوال أن يالحظ احرتام الخصوم ملبدأ املواجهة ويلزم نفسه به ‪ ,‬عندما اعترب القايض هو الضامن‬
‫الحرتام املواجهة و إال فإن الحكم أو القرار يكون مشوبا بالبطالن ‪ ,‬و بذلك فإن تطبيق مبدأ املواجهة‬
‫يفرتض أن يتم إعالم املعني باألمر‪ ,‬بالشكل الذي يفرضه القانون‪ ,‬و العلم بهذا اإلعالم يفرتض مبجرد‬
‫وقوع التبليغ ‪ ,‬غري أنه من املؤكد وجود عالقة بني شكل التبليغ و الغاية منه‪ ,‬وكشف هذه العالقة من‬
‫خالل التعمق يف فهم روح الترشيع ‪-‬الذي من خالله يتبني سالمة عملية التبليغ‪ -‬تلعب فيه(أي‬
‫الكشف) فطنة القايض ورزانته دورا كبريا نظرا لتعدد املشاكل املرتتبة عن هذا اإلجراء بشكل يصعب‬
‫حرصها ملعالجتها بقواعد قانونية ‪ ,‬وتجمع جميع الفعاليات الحقوقية املرتبطة بشكل مبارش أو غري مبارش‬
‫مبؤسسة القضاء عىل أن إشكالية البطء يف تصفية القضايا أمام املحاكم ترجع ألسباب عدة أساسها‬
‫إشكاالت التبليغ‪ ,‬فعىل الرغم أن األنظمة القضائية حاولت إيجاد عدة حلول لحل هذه املعضلة القانونية‪,‬‬
‫ومن أهمها تلك املتعلقة بإحداث مهنة حرة هي مؤسسة العون القضايئ و التي عهد إليها القيام مبهام‬
‫التبليغ‪.‬‬
‫ويقصد بالتبليغ الشكلية التي يتم بواسطتها إعالم املبلغ إليه باإلجراءات القضائية التي تتخذ‬
‫ضده‪ ،‬ومبدئيا‪ ،‬يعترب التبليغ القضايئ عملية قانونية بني املبلغ إليه ومصلحة التبليغ وكذا بني الخصوم‪.‬‬
‫وتبليغ االستدعاء هو إعالن قانون عن بداية الخصومة‪ ،‬وبصفة عامة عن إجراء مسطري محدد زمنيا‬
‫ويتشكل فعليا يف إيصال واقعة معينة إىل علم املبلغ إليه‪ .‬أما تبليغ الحكم أو القرار الذي صدر يف‬

‫‪64‬‬
‫الدعوى فهو إعالم املحكوم عليه بصدور الحكم يف حقه‪ ،‬إما لينفذه طوعا أو لينهج فيه سبل الطعن‬
‫املتاحة قانونا العادية أو غري العادية‪.‬‬

‫وتتجىل أهمية التبليغ فيام يرتب عليه من آجال حضور الجلسات والطعن والرد عىل الدفوع املثارة‬
‫بني الخصوم‪ ،‬فالتبليغ هو املفتاح الذي ال ميكن بدونه البت يف القضايا‪.‬‬

‫ويهدف كذلك إىل تحقيق التوازن يف حق الدفاع لكل أطراف الدعوى مدعني أم مدعى عليهم‪.‬‬

‫فام هو التبليغ وماهي طرقه وما رشوطه وماهي أهم اإلشكاالت التي يثريها وما هي اآلثار املرتتبة‬
‫عن التبليغ املعيبة ؟؟‬

‫سأحاول أن نجيب عىل هذه األسئلة من خالل املنهجية التالية‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬اإلطار القانون للتبليغ‬

‫املبحث الثان‪ :‬إشكاالت التبليغ و آثارها عىل سالمة اإلجراءات‬

‫املبحث األول‪ :‬اإلطار القانون للتبليغ‬

‫يعترب التبليغ من أهم مراحل املسطرة‪ ،‬وتهدف عملية التبليغ إىل متكني املراد إعالنه أو نائبه من‬
‫العلم مبحتويات مقال الدعوى‪ ،66‬كام أنه هو الشكلية التي يتم بواسطتها إعالم املبلغ إليه باإلجراءات‬
‫القضائية التي تتخذ ضده ‪ ،‬كام تتجىل أهميته أيضا فيام يرتتب عليه من آجال للطعن وحضور للجلسات‬
‫والرد عىل الدفوع املثارة بني الخصوم وغري ذلك من اإلجراءات املسطرية‪.‬‬

‫فالتبليغ هو املفتاح الذي ال ميكن بدونه البت يف القضايا لذلك تبقى الكثري من امللفات عىل رفوف‬
‫املحاكم يف انتظار استكامل إجراءات التبليغ‪ ،‬والشك أن بطء القضاء يف البت يرجع أساسا إىل اال ختال‬
‫الت التي تعرفها مسطرة التبليغ‪.67‬‬

‫‪ - 66‬الحسن بويقني‪ ،‬إجراءات التبليغ فقها وقضاء‪ ،‬ص‪.2 :‬‬


‫‪ - 67‬عبد الله العيدون‪ ،‬مسطرة بطالن إجراءات التبليغ يف ضوء العمل القضايئ املغريب‪ ،‬مقال منشور مبجلة كتابة الضبط العدد الرابع‬
‫والخامس سنة ‪ ،2000‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‪.12 :‬‬

‫‪65‬‬
‫واملقصود من التبليغ اإلعالن عن إجراء قضايئ أو قانون معني‪ ،‬مرتبط بأجل صادر عن جهة‬
‫قضائية الهدف منه إبالغ شخص ما مبا يتخذ ضده من إجراءات قانونية تهدف إىل الحصول عىل حق‬
‫أو فقدانه أو حاميته‪.‬‬

‫ويرتتب عن هذا التبليغ العديد من اآلثار القانونية كام تحدد به مراكز األطراف القانونية أيضا‪.68‬‬
‫فام مفهوم التبليغ وماهي أهميته وطرقه؟ أسئلة اإلجابة عليها يف املطلبني التاليني ‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم التبليغ وأهميته القانونية‬
‫املطلب الثان‪ :‬طرق التبليغ‬

‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم التبليغ و أهميته القانونية‬


‫أتناول يف هذا املطلب تعريف التبليغ يف الترشيع و الفقه و كذلك التطرق ألهميته ‪ ،‬وذلك يف‬
‫املطالب التالية ‪:‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬تعريف التبليغ‬


‫مل تعرف معظم الترشيعات املقصود بالتبليغ‪ ،‬وإمنا اكتفت بذكر اإلجراءات الواجب سلوكها سواء‬
‫‪69‬‬
‫من حيث الجهات املكلفة بالتبليغ أو األوراق التي ينبغي ملؤها كطيات التبليغ و شواهد التسليم‪.‬‬

‫ومبا أن مسألة التعريفات غالبا ما ترتك للفقه لتحديد ها‪ ،‬فإنه يعرف التبليغ بأنه‪" :‬إيصال أمر أو‬
‫واقعة ثابتة إىل شخص معني أو عىل يد أحد أعوان كتابة الضبــط‪ ،‬أو أحد األعوان القضائيني‪ 70‬أو عن‬
‫طريق الربيد برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل‪ ,‬أو بالطريقة اإلداريــــة‪ 71 .‬والهدف من ذلك هو‬
‫ضامن علم املبلغ إليه باألمر املراد تبليغه‪72‬‬

‫‪ - 68‬أوالد بن عبد الرحمن مريم‪ ،‬إجراءات التبليغ والتنفيذ يف املادة املدنية والتجارية‪ ،‬بحث لنيل شهادة املاسرت‪ ،‬جامعة عبد املالك السعدي‪،‬‬
‫السنة ‪ ،2008-2007‬ص‪.8 :‬‬
‫‪ 69‬الفصول ‪ 39/38/37‬من قانون املسطرة املدنية املغريب ‪.‬‬
‫‪ -1‬حل محلهم تسمية " املفوضني الفضائيني" منذ ‪.2006‬‬
‫‪ - 71‬الطيب برادة‪ ,‬إصدار الحكم املدن و صياغته الفنية يف ضوء الفقه و القضاء‪ ,‬منشورات جمعية تنمية البحوث و الدراسات القضائية‪,‬‬
‫الرباط‪ ,‬طبعة ‪ (1996‬ع‪.‬ط‪.‬غ‪.‬م)‪ ,‬ص ‪.487‬‬
‫‪ - 72‬إبراهيم أسعد القانون القضايئ الخاص‪ /‬منشأة املعارف اإلسكندرية ‪ ,‬مرص‪ ,‬ج ‪ , 1972 / 1‬ص ‪.702‬‬

‫‪66‬‬
‫وذلك ضامنا لعدم جواز احتجاج املبلغ بجهله ملا تم تبليغه به لدرجة أن بعض الفقه ‪ 73‬إعترب‬
‫حجية التبليغ كحجية نرش الترشيع بالجريدة الرسمية إذ ال يجوز االعتذار بجهل ما تم التبليغ به قياسا‬
‫عىل مبدأ عدم جواز االعتذار بجهل القانون‬

‫و التبليغ يعد عملية قانونية بني املبلغ إليه ومصلحة التبليغ ‪ ،‬فإذا كان من حق الجهة املبلغة أن‬
‫تتوفر عىل شهادة التسليم املتضمنة لبيانات حددها القانون ‪ ،‬فإنه باملقابل يحق للطرف املبلغ إليه أن‬
‫يتوفر عىل وثيقة تثبت عملية التبليغ املتضمنة بدورها جميع البيانات التي تسمح له مبامرسة حقه يف‬
‫الرد‪.‬‬

‫و خالل مراجعة قانون املسطرة املدنية الفرنيس‪ ،‬نجد أن املرشع الفرنيس تطرق إىل طرق التبليغ‬
‫العادية التي تحتاج إىل إجراءات وتقنيات بسيطة وهي التي تتم يف الغالب بواسطة الربيد‪ ،‬كام تطرق‬
‫إىل طرق التبليغ الخاصة والتي تتم بني املحامني أو غريهم من مساعدي القضاء‪.74‬‬

‫والتبليغ أو اإلعالن هو إجراء محله إخبار املعني باألمر بيشء معني ‪ ،‬ويتوىل القيام بهذا اإلجراء‬
‫ف إما موظف تابع لوزارة العدل ‪ ،‬أو العون القضايئ ‪ ،‬أو كاتبه املحلف ‪ ،‬أو السلطة اإلدارية ‪ ،‬أو موظف‬
‫تابع ملصلحة الربيد ‪ ،‬أو األعوان الدبلوماسيني أو القنصليني أو غريهم ممن أسند لهم القانون هذه املهمة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬اهمية التبليغ‬


‫تكمن أهمية التبليغ يف كونه هو مبعث الرسعة أو البطء يف إصدار األحكام ‪ ،‬فال ميكن الفصل‬
‫يف النزاع من غري تبليغ طرفيه واالستامع إليهام إال استثناء‪.‬كام أنه املرجع الوحيد يف تحديد الوصف‬
‫القانون لألحكام ‪ ،‬والتي قد توصف بالحضورية أو الغيابية أو مبثابة حضورية عىل ضوء نتيجة التبليغ ‪.‬‬

‫والتبليغ هو نقطة انطالق آجال الطعن‪ ،‬إذ للطعن يف األحكام والقرارات آجال حددها القانون ال‬
‫يبدأ رسيانها إال من تاريخ التبليغ‪.‬‬

‫وله دور أكرث فاعلية يف التنفيذ ‪ ،‬وذلك عندما يستجيب املبلغ إليه لإلجراء الذي أشعر به ‪ ،‬حيث‬
‫يستغنى حينها عن مساطر التنفيذ الجربي وعنتها ‪.‬‬

‫‪ 1 - 73‬و ‪ 2‬مذكوران يف مؤلف " الرشح العميل لقانون املسطرة املدنية" للدكتور عبد الكريم الطالب‪ ,‬ط أبريل ‪ ,2009‬ص ‪.175‬‬
‫‪ - 74‬بوبكر بهلول‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪.9 :‬‬

‫‪67‬‬
‫والتبليغ أيضا وسيلة تعبري عن اإلرادة ‪ ،‬كام يف التعاقد باملراسلة وإبداء الرغبة يف إنهاء العقود‬
‫ومامرسة الحقوق ‪ ،‬كام يعترب وسيلة لنقل الحق كام هو الشأن يف الحوالة التي ال تنتج آثارها إال بالتبليغ‪.‬‬

‫وللتبليغ كذلك أهمية ميكن مالحظتها بطريقة غري مبارشة ‪ ،‬وتعكسها كرثة النزاعات حوله ‪،‬‬
‫نزاعات تتعلق بإثباته والطعن فيه وإبطال إجراءاته واستخالص الحقوق املرتتبة عليه ‪ ،‬ومن ثم دفعت‬
‫هذه األهمية أغلب الترشيعات الحديثة إىل وضع قواعد دقيقة تكفل وصول األوراق القضائية وغري‬
‫القضائية إىل األطراف املعنية ‪ ،‬وذلك بإنجاز التبليغ إليهم شخصيا حيث يتحقق العلم اليقيني ‪ ،‬أو بإنجازه‬
‫إىل من سمح لهم القانون باستالم التبليغ نيابة عن املعني باألمر حيث يتحقق العلم الظني ‪ ،‬أو بإنجازه‬
‫إىل من يقوم مقام املبلغ إليه حيث يتحقق العلم الحكمي ‪ ،‬ويف كل هذه الحاالت ينتج التبليغ أثره‬
‫القانون بنفس القوة الثبوتية ومل مل يصل اإلجراء بصفة أكيدة إىل املعني باألمر ‪.‬‬

‫املطلب الثان‪ :‬طرق التبليغ‬


‫أتناول يف هذا املطلب طرق و أنواع التبليغ مثل التبليغ التلقايئ و التبليغ بناء عىل طلب و معرفة‬
‫كل منهام ‪:‬‬

‫الفقرة االويل‪ :‬التبليغ التلقايئ‬


‫هناك من يرى أن التبليغ التلقايئ يجوز عىل اعتبار أن كتابة الضبط لها صالحية التبليغ التلقايئ‬
‫فيام يخص احتساب أجل الطعن ودون أداء للمصاريف بينام عندما يتعلق األمر بإعذار املحكوم عليه بأن‬
‫‪75‬‬
‫يفي مبا قىض به الحكم أو يعرف بنواياه فينبغي أن يتم بناء عىل طلب من املستفيد من الحكم‪.‬‬

‫إال أن الرأي الغالب ذهب عىل اعتبار كال النوعني من التبليغ أي سواء فيام يتعلق باحتساب أجل‬
‫الطعن أو فيام يخص اإلعذار فينبغي أن يتم بناء عىل طلب من املستفيد من الحكم‪.‬‬

‫كام أن الطريقة التبليغ بالجلسة الزالت تثري مجموعة من اإلشكاالت ‪ " :76‬يبلغ كاتب الضبط‬
‫عند صدور الحكم حضوريا ومعاينة حضور األطراف أو وكالئهم بالجلسة الحكم الذي صدر ويسلم لهم‬
‫نسخة من منطوق الحكم ويشار يف آخره إىل أن التبليغ والتسليم قد وقعا "‬

‫‪ 75‬الفصل ‪ 440‬من قانون املسطرة املدنية املغريب‬


‫‪ 76‬طبقا للفصل ‪ 50‬من قانون املسطرة املدنية املغريب‬

‫‪68‬‬
‫واستقراء هذا الفصل يوضح التبليغ التلقايئ الذي يقوم به كاتب الجلسة‪ .‬وأن األمر ال يتوقف عىل‬
‫طلب املحكوم له‪ ،‬إمنا يكتفي كاتب الجلسة بتبليغ الخصم باملنطوق‪ .‬وحضور األطراف للجلسة ال يتوفر‬
‫دامئا كام أن شهادة منطوق الحكم تتطلب أن يكون عدد نسخها بعدد األطراف وهو أمر ال يتوفر دامئا‬
‫كذلك‪ .‬إضافة إىل أن بعض األحكام ال ينطق فيها بالجلسة‪.‬‬

‫وحيث أن جل األحكام ينطق بها غري محررة‪ ،‬فإن املقال االستئنايف املعتمد عىل منطوق الحكم‬
‫فقط يبقى غري مستكمل للرشوط املطلوبة فيه قانونا ‪77‬يف غياب الوقائع والوسائل املثارة يف الحكم الذي‬
‫مل يحرر رغم النطق به‪ .‬إضافة إىل أن النيابة العامة عندما تكون طرفا يف الدعوى فال يعتد بحضورها‬
‫يف الجلسة للقول بكونها قد بلغت ( إذ اعترب محكمة النقد حضورها عندما تكون طرفا يف الدعوى أمر‬
‫غري كاف العتبارها قد بلغت ويتعرض للطعن الحكم الذي اعترب حضوريا )‪.‬‬

‫لكل ما سبق يتضح أن عملية التبليغ بالجلسة ‪ 78‬يتعذر يف غالب األحيان تطبيقها ويستحسن‬
‫تجنبها ملا تثريه من إشكاليات لتعذر توفر كل الرشوط التي أقرتها ‪.‬‬

‫كام أن الفصل ‪ 134‬من قانون املسطرة املدنية املغريب يفيد ابتداء أجل االستئناف من تاريخ التبليغ‬
‫إىل الشخص نفسه أو يف موطنه الحقيقي أو املختار أو التبليغ بالجلسة إذا كان مقررا مبقتىض القانون‬
‫دون أن يشري إىل الجهة التي لها حق املبادرة باملطالبة بالتبليغ مام تبقى معه إمكانية إنجازه تلقائيا‬
‫ممكنة‪.‬‬

‫وباستقراء كل الفصول املنظمة للتبليغ يتضح أنه مل ترد بها أية إشارة واضحة تشري إىل رضورة‬
‫تعليق التبليغ عىل طلب يف املوضوع من طرف املستفيد من الحكم‪.‬‬

‫وحيث إن إشكالية التبليغ التلقايئ مل يحسم يف شأنها املرشع بوضوح تبعا لذلك تبقى إشكالية‬
‫املصاريف القضائية يف شأنها بدورها معلقة‪ ،‬إال أنه من الناحية العملية يبقى التبليغ بناء عىل طلب يف‬
‫املوضوع هو املعمول به‪ .‬وألهمية بعض النوعيات يف القضايا‪ ،‬فقد أبقى املرشع عىل إمكانية التبليغ‬
‫التلقايئ يف شأنها‪ ،‬كام أعطى لها أحقية األسبقية مبجرد النطق بها نرد منها ‪:‬‬

‫‪ 77‬طبقا للفصل ‪ 142‬من قانون املسطرة املدنية املغريب‬


‫‪ 78‬طبقا للفصل ‪ 50‬من قانون املسطرة املدنية املغريب‬

‫‪69‬‬
‫‪79‬‬ ‫▪ ‪ .‬األحكام التي تقيض بالحراسة القضائية‬
‫▪ ‪ .‬أهلية الدولة لإلرث (الفصل ‪ 267‬من قانون املسطرة املدنية املغريب )‬
‫▪ ‪ .‬القرارات املشمولة بالنفاذ املعجل عىل األصل وقبل التسجيل (الفصل ‪ 153‬من قانون‬
‫املسطرة املدنية املغريب)‬
‫▪ ‪ .‬األحكام املتعلقة بنزع امللكية‪.‬‬
‫▪ ‪ .‬أحكام التحفيظ العقاري (مطالب التعرضات)‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التبليغ بناء عىل طلب‬

‫مبارشة بعد صدور الحكم وتوقيعه من طرف الهيئة املصدرة له يتقدم املستفيد من الحكم إىل كتابة‬
‫الضبط بطلب مؤدى عنه الرسم القضايئ أو مستفيد من املساعدة القضائية حسب طبيعة القضية‪.‬‬

‫ويطلب نسخا من التبليغ بعدد املحكوم عليهم‪ .‬ويسهر مكتب التبليغ عىل هذا اإلجراء ‪ ،‬إذ ينجز‬
‫طيا يسمى " طي التبليغ " مبواصفات خاصة (سنتحدث عنها عند الكالم عن البيانات الواجب توفرها‬
‫يف هذا الطي مع شهادة التسليم‪(.‬‬

‫فور صدور الحكم أو القرار وتوقيعه من طرف الهيئة املصدرة له يتقدم املستفيد من الحكم إىل‬
‫كتابة الضبط بطلب يطلب فيه نسخا بعدد املحكوم عليهم ويسهر مكتب التبليغ عىل ذلك حيث يفتح‬
‫ملف تبليغي ثم يرشع يف مسطرة التبليغ حاال لرسيان آجال الطعن ‪ .‬ويكون تاريخ تبليغ الحكم هو‬
‫املعترب كتاريخ بداية الحتساب اآلجال حتى بالنسبة لطالب التبليغ‪.‬‬

‫وقد أكد محكمة النقد عىل هذه القاعدة يف قراره الصادر بتاريخ ‪ 06/06/95‬تحت عدد ‪ 716‬والذي‬
‫جاء فيه أنه إذا تم تبليغ القرار من الخصم فإن مواعيد الطعن تبدأ بالنسبة للمبلغ إليه من تاريخ التبليغ‬
‫عىل حد سواء وذلك وفقا لقاعدة نسبية اآلثار املرتتبة عىل إجراءات التبليغ‪80.‬‬

‫و عموما ترسي آجال الطعون ابتداء من تاريخ التبليغ طبقا للقانون‪ ,‬لكن نجد بعض االستثناءات‬
‫و هي‪:‬‬

‫‪( 79‬الفصل ‪ 818‬من قانون االلتزامات والعقود املغريب )‪.‬‬


‫‪ - 80‬تبليغ األحكام القضائية وفق القانون املغريب – منتدى القانون العامن بتاريخ ‪.2011/02/06‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ 1‬طلب تقديم املساعدة القضائية أمام محكمة النقد ‪:‬فقد نص عىل ذلك الفصل ‪ 358‬من ق م م‬
‫عىل أن اجل الطعن يوقف ابتداء من إيداع طلب املساعدة القضائية مبحكمة النقد ويرسي هذا األجل‬
‫من جديد من يوم تبليغ مقرر مكتب املساعدة القضائية للوكيل املعني تلقائيا ومن يوم تبليغ قرار الرفض‬
‫للطرف عند اتخاذه‪.‬‬

‫‪ -2‬تغيري أهلية احد األطراف‪ :‬حيث تنص املادة ‪ 139‬من ق م م عىل انه إذا وقع أثناء اجل‬
‫االستئناف تغيري يف أهلية احد األطراف أوقف األجل و ال يبتدئ رسيانه من جديد إال بعد ‪ 15‬يوما من‬
‫تاريخ تبليغ الحكم ملن لهم الصفة يف تسلم هذا التبليغ‪.‬‬

‫‪ _3‬وفاة احد األطراف ‪:‬ينص الفصل ‪ 138‬من ق م م عىل أن وفاة احد األطراف توقف اجل‬
‫االستئناف لصالح ورثته وال تقع مواصلتها من جديد إال بعد مرور اجل ‪ 15‬يوما من تاريخ تبليغ الحكم‬
‫للورثة مبوطن الشخص املتوىف طبقا للطرق املشار إليها يف الفصل‪ 54‬من ق م م‬

‫‪ _4‬التبليغ الباطل ‪ :‬إن التبليغ الصحيح يقتيض شكليات معينة يجب بيانها يف الحكم وآال اعترب‬
‫التبليغ باطال يتوقف معه رسيان اجل الطعن وهكذا فان قرار التبليغ الباطل يف أوامر األمر باألداء يوقف‬
‫رسيان موعد الطعن كام أن توصل املحامي بنسخة من الحكم وفق طلبه ال يعترب تبليغا قانونيا الن‬
‫التبليغ القانون ال يكون إال ألطراف الدعوى وانه ال محل للمحامي يف تبليغ األحكام خارج قاعدة‬
‫املحكمة‪ .‬كام أن تبليغ الحكم بواسطة محامي الطرف هو تبليغ غري صحيح و ال ترتتب عنه أثار قانونية‬
‫عمال مبقتضيات املادة ‪ 137‬من ق م م‪.81‬‬

‫املبحث الثان‪ :‬إشكاالت التبليغ و آثارها عىل سالمة اإلجراءات‬

‫مل تكن النصوص املسطرية واضحة بالشكل املطلوب ليك ال تقف حجر عرثة أمام املتقاضني و‬
‫تطيل أمد نزاعاتهم باستغالل أحدهم للثغرات التي تكتنفها‪ ,‬حيث أنها تثري العديد من اإلشكاالت عىل‬
‫الصعيد العميل‪ ,‬نذكر منها من خالل تناول كل طريقة عىل حدة(ماعدا التبليغ بواسطة املفوض القضايئ‪,‬‬
‫وما اإلشكاالت التي يثري ) فام هي إشكاالت التبليغ و ما هي اآلثار املرتتبة عىل اإلخالل بسالمة‬
‫اإلجراءات ‪ ،‬؟؟ اإلجابة ستكون يف املطلبني التاليني ‪:‬‬

‫‪ - 81‬منتديات ستار تاميز ‪ :‬تبليغ األحكام القضائية وفق القانون املغريب بتاريخ ‪.2011/02/26‬‬

‫‪71‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬إشكاالت التبليغ‬
‫املطلب الثان‪ :‬آثار التبليغ عىل سالمة اإلجراءات و الجهة املختصة يف البت فيها‬

‫املطلب األول‪ :‬إشكاالت التبليغ‬

‫اتناول يف هذا املطلب اإلشكاالت التي تثار بواسطة أعوان كتابة الضبط و كذلك الربيد املضمون‬
‫و التبليغ بالطرق اإلدارية و الدبلوماسية ‪ ،‬وذلك يف الفقرتني التاليتني ‪:‬‬

‫الفقرة األوىل ‪ :‬التبليغ بواسطة أعوان كتابة الضبط و الربيد املضمون مع اإلشعار بالتوصل‬

‫أوال ‪ :‬التبليغ بواسطة أعوان كتابة الضبط ‪ :‬عدم كفاءة بعض األعوان املكلفني بالتبليغ‪ ,‬إذ ال‬
‫ميلؤون غالبا شواهد التسليم بالطريقة القانونية الالزمة‪ ,‬مام يؤدي ببطالن الكثري من التبليغات‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التبليغ بواسطة الربيد املضمون مع اإلشعار بالتوصل‪ :‬صعوبة تكييف عبارة أو مالحظة "غري‬
‫مطلوب «التي يرجع الطي بها‪ ,‬هل يقصد بها رفض التسلم أو مجرد مالحظة ال تفيد الرفض املذكور و‬
‫محكمة النقد حسن فعل عندما سار يف قراراته مؤخرا إىل اعتبار عدم املطالبة بالرسالة املضمونة رفضا‪,‬‬
‫باإلضافة إىل أنه ميكن للعديد من األشخاص املعنيني بالتبليغ التملص و التحلل من آثاره بدعوى أن‬
‫الظرف الذي توصل به كان فارغا‪.82‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬التبليغ بواسطة السلطات اإلدارية والدبلوماسية ‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬التبليغ بواسطة السلطات اإلدارية ‪:‬أهم إشكال تثريه هذه الطريقة‪ ,‬هو عدم ملء شهادات‬
‫التسليم بالطريقة و الدقة اللتني يطلبهام القانون من طرف أعوان السلطة (الشيخ ‪,‬املقدم) إذ غالبا ما‬
‫تكون التبليغات التي يقومون بها محل طعون و شكوك يرجع هذا اإلشكال إىل عدة أسباب منها غلبة‬
‫كرثة املهام املناطة بهم إىل جانب التبليغ كذلك عدم التنسيق بني السلطات القضائية‬ ‫األمية عليهم و‬
‫و السلطات اإلدارية‪ ,‬باإلضافة إىل اختالف التقطيع اإلداري عن التقطيع القضايئ‪.‬‬

‫‪ - 82‬عبد الكريم الطالب‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪ 181‬وذكر بعض املراجع ملزيد من اإلطالع‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الجبار الشجعي‪,‬رفض رسالة مضمونة أو عدم سحبها‪,‬أهمية هدا و داك من الناحية القانونية‪,‬مقال منشور باملجلة املغربية‬
‫للقانون‪,‬ع‪,4‬سنة‪,1995‬ص‪ 248‬و مابعدها‪- .‬الحسن بويقني‪,‬إجراءات التبليغ فقها و قضاء‪,‬مطبعة النجاح الجديدة‪,‬الدار‬
‫البيضاء‪,‬ط‪,2002/1‬ص‪ 87‬و مابعدها‪ - .‬حسن البكري‪,‬إشكاالت قانونية يف التبليغ من خالل العمل القضايئ‪,‬مطبعة النجاح الجديدة‪,‬الدار‬
‫البيضاء‪,2003/1,‬ص‪ 250‬و ما يليها‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التبليغ بواسطة السلطات الدبلوماسية‪ :‬تضطلع السلطات الدبلوماسية (وزارة الخارجية و‬
‫السفارات و القنصليات) مبهمة القيام بهذا النوع من التبليغ رغم أهميته فإنه يعرف بدوره العديد من‬
‫السلبيات نذكر منها البطء و طول اإلجراءات و تعقيد املساطر(أجال طويلة‪ :‬الفصل ‪41‬والفصل ‪136‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م املغريب ؛تعقد املسطرة‪ :‬تطلب التبليغ شهورا عديدة خاصة عندما يتعمد املبلغ إليه يف كل مرة‬
‫إىل تغيري عنوانه أو موطنه تفاديا لكل ما قد يصدر ضده من أحكام أو قد يتخذ ضده من إجراءات)‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬التبليغ بواسطة القيم و املوجه املحامي و القارص‬

‫أوال‪ :‬التبليغ بواسطة القيم‪ :‬أول صعوبة تطغى هذه الطريقة ‪,‬هو عدم تطبيق هذه املسطرة بالشكل‬
‫املطلوب ‪,‬ألنه عادة ما يكون جواب القيم عندما يتم االســــتامع إليه بخصوص ما أقدم عليه من خطوات‬
‫يف البحث عن الطرف املتغيب ‪,‬من طرف الجهة التي عينتـــه التي قد تكون رئيس املحكمة االبتدائية‬
‫يف حالة تبليغ األحكام أو القرارات‪ ,‬أو القايض املقرر بالنسبة للمحاكم االبتدائية و املستشار املقرر بالنسبة‬
‫ملحاكم االستئناف خالل مرحلة الدعوى‪ ,‬متضمنا لعبارة‪:‬‬

‫«عدم العثور عىل املعني باألمر" رغم أنه مل ينصب عليه إال فرتة قصرية ال تكفي إلجراء البحث‬
‫الكايف و التحري الالزم‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ما ذكر فالواقع يكشف إشكالية أخرى و هو تساهل بعض املحاكم أحيانا يف اللجوء‬
‫إىل هذه املسطرة بسبب ضغط كرثة امللفات حيث غالبا ما تبلغ االستدعاءات إىل كتاب الجلسات و أمام‬
‫كرثة اإلشغال املكلفني بها ال يتسنى لهم إنجاز املطلوب بالقيام باألبحاث الرضورية من حيث النهوض‬
‫مبسطرة القيم وفق اإلجراءات التي حددت لها وأكرث من ذلك فمن املحاكم من تكتفي بالتعيني الشكيل‬
‫للقيم الذي يسند النظر عن هذه املسطرة بنفس الجلسة و تصدر أحكامها بناء عىل ذلك مام يستوجب‬
‫إعادة النظر فيمن يتم تعيينه كقيم هل هو أهل لهذه املسؤولية‪ .‬نفس اليشء نالمسه يف دور النيابة‬
‫العامة‪ ,‬فدورها قارص ألنها تكتفي بالبيانات الواردة من الضابطة القضائية فقط دون القيام بالبحث الالزم‬
‫و الدقيق‪.‬‬

‫وكذلك يالحظ عمليا اكتفاء القيم مبراسلة النيابة العامة و إغفال مراسلة السلطات املحلية أو‬
‫العكس ‪,‬مع أن املرشع يلزمه باإلجراءين معا من خالل استعامله للواو بدل "أو «التخيريية من أجل‬

‫‪73‬‬
‫توفري ضامنات أكرث يف البحث عن الطرف املتغيب‪ ,‬فالتوصل بجواب يف حالة مراسلة الجهتني من‬
‫أحدها يطرح بعض اإلشكال‪ ,‬فكيف الحال مبراسلة أحدها‪. 83‬‬

‫تسليم االستدعاء إىل أقارب أو خدم املبلغ إليه‪ :‬بالنسبة لألقارب مل تحدد الفقرة األوىل من الفصل‬
‫‪ 38‬من ق‪.‬م‪.‬م املغريب درجة القرابة بالنسبة للقريب الذي له الصفة يف التسلم مع أنه غالبا ما يعمد‬
‫املرشع إىل تحديدها يف يف عدة مسائل(كجرمية عدم التبليغ عن الجرائم اإلرهابية)‪ ,‬كام أنه قد يحدث‬
‫أن تكون هنالك عداوة بني هذا القريب و املعني باالستدعاء‪.‬‬

‫أما ما يتعلق بالخدم (و إن كان الوضع الحايل الذي يشهد تطور حقوق اإلنسان)‪ ,‬يستدعي من‬
‫املرشع املغريب حذف هذه الكلمة واستبدالها مثال بكلمة "األجري" حسب رأينا) فإن الفقرة أعاله مل تضع‬
‫تعريفا له مام يطرح الصعوبة يف بعض األمثلة كاملثال الذي يطاب فيه أحد األشخاص بستانيا للعناية‬
‫بحديقته لبضعة أيام‪ ,‬و صادفت هذه األيام أن بعث االستدعاء إىل صاحب املنزل‪ ,‬فهل للبستان الصفة‬
‫يف التسلم مادام خادما و الحالة هذه لدى املعني باألمر أم ال؟ و مثة قرارات قضائية عدة صدرت حول‬
‫هذا املثال املذكور‪.84‬‬
‫ثانيا ‪:‬التبليغ املوجه للمحامي و للقارص ‪:‬عرفت محكمة النقد تضاربا يف اآلراء بخصوص تبليغ‬
‫املحامي‪ ,‬فالرأي األول ذهب إىل اعتبار تبليغ املحامي إىل مكتبه صحيحا ألنه املوطن املختار‬
‫للموكل‪,85‬أما الرأي الثان فذهب إىل ترجيح املوطن املختار الخاص بتنفيذ بعض اإلجراءات كام هو‬
‫الشأن بالنسبة لتبليغ الحكم التمهيدي‪ .86‬ومل يرتب الرأي الثالث أي أثر عىل التبليغ الواقع للمحامي و‬
‫اعترب التبليغ املذكور غري صحيح‪.87‬‬

‫ويتامىش الرأي األول مع املنطق و مع مقتضيات الفصل ‪ 38‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي ينص عىل أن يتم‬
‫التبليغ إىل الشخص نفسه أو يف موطنه‪ ,‬وإن مل يبني املرشع طبيعة املوطن الوارد يف النص املذكور‪,‬‬

‫‪ - 83‬الرافة وتاب‪,‬مرجع سابق‪,‬ص‪.95-92‬‬


‫‪ - 84‬قرار بتاريخ ‪ 1986/06/12‬ملف عدد ‪ 86/141‬منشور مبجلة املحاكم املغربية‪,‬ع‪,49‬ماي‪-‬يونيو‪,1987‬ص‪.81‬‬
‫‪ - 85‬القرار ‪,1057‬بتاريخ ‪,1983/05/25‬ملف عدد‪,84585‬منشور مبجلة ق‪.‬م‪.‬ع‪ .‬عدد‪,32‬ص‪ 39‬و مايليها‪.‬‬
‫‪ - 86‬القرار عدد ‪163‬بتاريخ ‪ ,1989/02/06‬ملف مدن عدد ‪ ,87/8279‬منشور مبجلة اإلشعاع‪ ,‬ع‪ ,1‬سنة ‪ ,1989‬ص‪ 61‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 87‬القرار رقم ‪1609‬بتاريخ‪,1991/12/10‬ملف عقاري عدد ‪,87/8279‬منشور مبجلة املرافعة‪,‬ع‪,6‬يونيو‪.1997‬‬

‫‪74‬‬
‫ومادام أنه ميكن لكل شخص يسكن مع املراد تبليغه تسلم التبليغ فبديهي أن يتم التبليغ للمحامي‬
‫الذي هو وكيل و ممثل املعني باألمر للدفاع عن مصالحه أمام القضاء‪.‬‬
‫وبخصوص القارص‪ ,‬وأمام عدم اشرتاط املرشع املغريب لألهلية الكاملة يف املتسلم للتبليغ‪ ,‬فإن‬
‫محكمة النقد اعترب تسلم بنت الطاعن للتبليغ رغم قصورها تسلام صحيحا و بالتايل يعد التبليغ قانونيا و‬
‫منتجا لكافة اثاره‪, 88‬ويتعني عىل املرشع حسب بعض الفقه ‪ 89‬التنصيص عىل سن التمييز كرشط‬
‫لتسلم التبليغ‪ ,‬يف الفصل ‪ 38‬من ق‪.‬م‪.‬م لوضع حد لآلراء املتضاربة و التأويالت التي يثريها تسليم التبليغ‬
‫للقارص غري املميز‪.‬‬

‫املطلب الثان‪ :‬آثار التبليغ عىل سالمة اإلجراءات والجهة املختصة يف البت فيه‬

‫يهدف التبليغ القضايئ يف املقام األول بصفة عامة إىل إعامل مبدأ املواجهة بني الخصوم‪ ،‬وتربز‬
‫أهمية التبليغ تحديدا عند عدم احرتام إجراءات التبليغ مام يرتتب عنه آثار سلبية من الصعوبة إمكان‬
‫تجاوزها‪ ،‬فكم من إجراء قانون ال يبلغ إىل صاحبه‪ ،‬وتستمر إجراءات الدعوى يف غيبته فال يتمكن من‬
‫إبداء دفوعاته يف الشكل واملوضوع‪ ،‬وال يستطيع تقديم حججه وأدلته فتضيع حقوقه‪ ،‬وقد ال ميكن من‬
‫استئناف األحكام االبتدائية لفوات أجل االستئناف وقد ال يتمكن من الطعن يف القرارات االستئنافية‪،90‬‬

‫ومن هنا تربز أهمية التبليغ ولدرء كل املشاكل السابقة تدخل املرشع لفرض جزاء البطالن عند‬
‫تخلف أحد املقتضيات اإلجرائية للتبليغ‪ ،‬أو عند تجاوز املواعيد املحددة للقيام بها‪.‬‬

‫وبعد كل ما تقدم سيتم التطرق إىل كل من بطالن إجراءات التبليغ وأسباب ذلك فضال عن‬
‫الجهات القضائية املختصة بالبت يف بطالن تلك اإلجراءات وذلك من خالل الفقرات التالية‪:‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬بطالن إجراءات التبليغ‬

‫‪ - 88‬القرار عدد‪ ,254‬منشور مجلة ق‪.‬م‪.‬ع‪ .‬عدد ‪ 30‬سنة ‪ 07‬ص‪ 8‬وما بعدها‬

‫‪ - 89‬عبد الكريم الطالب‪,‬مرجع سابق‪,‬ص‪.188‬‬

‫‪ - 90‬أحمد أبو العالء‪ ،‬التمرن عىل االجتهاد القضايئ والتعليق عىل القرارات القضائية‪ ،‬مطبعة الخليح العريب‪ ،‬تطوان الطبعة األوىل‪،2006 ،‬‬
‫ص‪.15 :‬‬

‫‪75‬‬
‫يرى الدكتور فتحي وايل أن البطالن هو "تكييف قانون لعمل يخالف منوذجه القانون مخالفة‬
‫تؤدي إىل عدم إنتاج اآلثار التي يرتبها عليه القانون إذا كان كامال‪.91‬‬

‫ومن ثم إذا كانت إجراءات التبليغ سليمة فإن التبليغ يعد صحيحا منتجا لكافة آثاره التي رتبها‬
‫القانون ‪،‬و يف حالة تخلف أحد إجراءاته‪ ،‬فإن الجزاء هو بطالن العمل اإلجرايئ الذي يعدم اإلجراء بل‬
‫يسقط كل اإلجراءات الالحقة له‪ ،‬إن كانت قامئة عليه‬

‫ومن بني الحاالت التي يحـــق فيها للمدعـــى عليه أن يطعن يف إجراءات التبليغ بالبطالن ما‬
‫ييل‪:‬‬

‫أ‪ -‬النقص يف البيانات اإللزامية إما يف طي التبليغ أو يف شهادة التسليم كالحالة التي ال يثبت‬
‫عىل الطي تاريخ التسليم أو التوقيع املفوض‪ ،‬أو اإلسم العائيل والشخيص وعنوان الطرف املبلغ إليه‪،‬‬
‫ومن بني الحاالت أيضا يوم وتاريخ الحضور للجلسة‪ ،‬وقد قىض محكمة النقد يف أحد قراراته‪:‬‬

‫"ال يعترب مجرد تسليم طي التبليغ لشخص بعنوان املبلغ إليه صحيحا‪ ،‬إال إذا كان االستدعاء‬
‫متوفرا عىل الرشوط املطلوبة يف الفصل ‪ 39‬من ق م م‪...‬‬

‫يؤدي إىل النقص يف بيانات االستدعاء بعدم ذكرا إلسم العائيل والشخيص للمتسلم إىل بطالن‬
‫االستدعاء وبالتايل نقض القرار الذي رتب عىل التبليغ‪.92‬‬

‫ب‪-‬إذا وجه االستدعاء للتبليغ باملقال االفتتاحي للدعوى إىل قارص دون نائبه القانون‪.‬‬

‫ج‪ -‬وقوع التبليغ ملن ال صفة له‪ ،‬كأن يقع لغري األصناف ويف غري األماكن الواردة يف الفصل ‪38‬‬
‫من ق م م واملادة ‪ 65‬من ق إ م ت إ م كام سبقت اإلشارة إىل ذلك‪ ،‬وهذه الحاالت عديدة من الناحية‬
‫العملية منها تسلم االستدعاء إىل الجار أو بوباب العامرة أو الساعي‪ ،‬ونشري يف هذا الصدد إىل ما قضت‬
‫به محكمة االستئناف بالجديدة إن التبليغ الذي تم للمدين يف غري موطنه ال يعتد به ولهذا فإن مسطرة‬
‫اإلكراه املطبقة يف حقه تكون غري مرشوعة‪.93‬‬

‫‪ - 91‬د‪ .‬فتحي وايل‪ ،‬نظرية البلطالن يف قانون املرافعات‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1985‬ذكره د‪ .‬مفلح عواد‪ ،‬القضاة أصول املحاكامت املدنية والتنظيم‬
‫القضايئ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2004‬دار الثقافة للنرش والتوزيع‪ ،‬عامن‪ ،‬ص‪.307 :‬‬
‫‪ - 92‬قرار بتاريخ ‪ 1987/13/15‬مجلة القضاء والقانون عدد ‪ ،129‬ص‪ 79 :‬ذكره د‪ .‬عبد الحميد أخريف‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪.175 :‬‬
‫‪ - 93‬قرار بتاريخ ‪ 1987/1/20‬جريدة العلم ليوم ‪ ،1992/12/29‬ص‪ ،6 :‬ذكره عبد الحميد أخريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.176 :‬‬

‫‪76‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أسباب بطالن إجراءات التبليغ‬
‫بالرجوع إىل املقتضيات القانونية املنظمة للتبليغ يف الترشيع املغريب واملوريتان خاصة الفصول‬
‫‪ 341 ،54 ،39 ،38 ،37‬من ق م م واملواد ‪،67 ،66، 65‬من ق إ م ت إ م يتبني أن هذه املقتضيات مل ترتب‬
‫أي إجراء عىل خرق شكليات التبليغ‪ ،‬غري أن الفصل ‪ 49‬من ق م م تدارك األمر ونص عىل الجزاء يف‬
‫حالة اإلخالل بالشكليات التي حددها املرشع يف قانون م م بصفة عامة ومنها التبليغ‪.94‬‬

‫إال أن اإلشكال الذي يطرح نفسه بشدة يف حالة ما إذا مل يرتب املرشع أي جزاء عىل مخالفة‬
‫قاعدة إجرائية معينة‪ ،‬كاكتفائه بالتنصيص عىل مجرد الوجوب الذي ميكن أن يستخلص منه عدم التالزم‬
‫بني عبارة "يجب وبني حتمية البطالن يف حالة مخالفتها‪ ،‬مام اعترب معه بعض الفقه بحق يجب عىل‬
‫القضاء يف مثل هذه الحاالت استهداء روح املرشع يف صياغة النص للتثبت من مدى وجود التالزم أو‬
‫عدمه بني الوجوب وترتيب الجزاء عىل مخالفته‪.95‬‬

‫وإذا كان القضاء املقارن وخصوصا قضاء النقض املرصي يقر بقاعدة قضائية شهرية مفادها أن‬
‫"بطالن التبليغ بطالن نسبي وليس من قبيل النظام العام ‪ ،‬فإن االستاذ محمد بفقري يعتقد بأنه يجب‬
‫التعامل يف خصوص هذا املوضوع بحرص كبري ودراسة كل حالة عىل حدة‪ ،‬وذلك مبراعاة أن األصل‬
‫العام ينص عىل أن بطالن التبليغ ليس من قبيل النظام العام إىل أن يثبت العكس‪.96‬‬

‫ومام يدل عىل أن املرشع املغريب يأخذ بالقاعدة العامة القائلة بأن بطالن التبليغ ليس من قبيل‬
‫النظام العام فقد أخضعه ملقتضيات الفقرة الثانية من الفصل ‪ 49‬من ق م م والتي مل تستنث الدفع ببطالن‬
‫التبليغ من قاعدة وجوب الدفع بالبطالن‬

‫اإلجرايئ واالختالالت الشكلية و املسطرية إذا ما اقرتنت مبصالح األطراف قبل كل دفع أو‬
‫دفاع‪ .97‬ويعترب الدفع ببطالن التبليغ دفعا شكليا يتعني ابداؤه يف املرحلة االبتدائية وقبل كل ذلك الدفاع‬
‫يف الجوهر وإال كان غري مقبول‪ ،‬ولقد كرس محكمة النقد قاعدة البطالن بدون رضر يف كثري من‬

‫‪ - 94‬حسن وتاب‪ ،‬دور كتابة الضبط يف تفعيل مسطريت التبليغ والتنفيذ‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪.49-48 :‬‬
‫‪ - 95‬ذ‪ .‬محمد بفقري‪ ،‬مبادئ التبليغ‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪.226 :‬‬
‫‪ - 96‬أنظر يف هذا الخصوص اجتهادات قضاء النقض املرصي بكتاب "قضاء النقض يف املرافعات"‪ ،‬الجزء الثان‪ ،‬اإلعالن يف الفقرة‬
‫بعنوان "الدفع ببطالن اإلعالن عدم تعلقه بالنظام العام" ص‪ 367 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ - 97‬محمد بفقري‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪.227 :‬‬

‫‪77‬‬
‫قراراته ويف هذا السياق قرر أن حاالت البطالن واالختالالت الشكلية و املسطرية ال تقبل إال أذا أثريت‬
‫من قبل كل دفاع يف الجوهر وكانت مصالح الطرف قد ترضرت فعال حسب ما يؤخذ من مقتضيات‬
‫الفصل ‪ 49‬من ق م م‪.98‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬الجهة القضائية املختصة بالبت يف بطالن إجراءات التبليغ‬

‫تشكل تحديد الجهة القضائية املختصة بالبت يف بطالن إجراءات التبليغ العديد من املواقف‬
‫القضائية بني محاكم الدرجة األوىل ومحاكم الدرجة الثانية‪ ،‬ويرجع السبب يف إثارة هذه االختالفات‬
‫إىل الطاعن الذي يتقدم تارة بدعواه إىل املحاكم االبتدائية وتارة أخرى إىل محاكم االستئناف ‪ ،‬فكثريا‬
‫ما يلجأ الطاعن باالستئناف إىل تقديم دعوى مستقلة أمام املحكمة االبتدائية راميا بطالن تبليغ الحكم‬
‫االبتدايئ‪ ،‬ملتمسا يف ذات الوقت من محكمة االستئناف بعد إدالئه بنسخة من مقال دعوى بطالن‬
‫التبليغ إىل إيقاف البت يف الدعوى إىل حني بت املحكمة االبتدائية يف دعوى البطالن‪.99‬‬

‫ونستخلص من أحد قرارات محكمة النقد أن محكمة االستئناف لها الصالحية للبت يف بطالن‬
‫إجراءات التبليغ ما دامت مرفوعة أمامها وجاء يف القرار‪" :‬وحيث إنه حقا لقد صح ما عابه الطاعنون‪،‬‬
‫ذلك أنه من جهة فإن الشهادة املعتربة قانونا إلثبات‬

‫التبليغات القضائية عند التنازع هي شهادة التسليم املنصوص عليها يف الفصل ‪ 39‬من ق م م ‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى فإن الطاعنني مل يسلموا بخصوص شهادة كتابة الضبط املستظهر بها من طرف‬
‫خصومهم وأعلنوا طعنهم فيها أمام نفس املحكمة املستأنف لديها وهي ذات الصالحية للبت يف هذا‬
‫الطعن ‪ ،‬وعليه فإنه كان عليها ملا طعن لديها يف تلك الشهادة أن ترجع إىل ملف التبليغ تبحث عام إذا‬
‫كان يتوفر عىل شهادة التسليم التي هي وحدها املثبتة للتبليغ املدعى به أم ال‪ ،‬اليشء الذي يعترب معه‬

‫‪ - 98‬قرار محكمة النقد عدد ‪ 27-220‬ملف إداري ‪ 795 66‬منشور مبجلة قضاء املجلس األعىل‪ ،‬عدد ‪.26‬‬
‫وينص الفصل ‪ 49‬ق م م "يجب أال يثار يف آن واحد وقبل كل دفاع يف الجوهر الدفع بإحالة الدعوى عىل محكمة أخرى لتقدميها أمام‬
‫محكمتني مختلفتني أو ارتباط الدعويني والدفع بعدم القبول وإال كان الدفعان غري مقبولني‪.‬‬
‫ويرسى نفس الحكم بالنسبة لحاالت البطالن واالختالالت الشكلية واملسطرية التي ال تقبلها املحكمة إال إذا كانت مصالح الطرف قد‬
‫ترضرت فعال‪.‬‬
‫‪ - 99‬محمد بفقري‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪.231 :‬‬

‫‪78‬‬
‫ملا مل تفعل ذلك واكتفت بشهادة كتابة الضبط قد جردت قرارها من األساس القانون وعرضته بذلك‬
‫للنقض‪.100‬‬

‫وبخالف القرار السابق تراجع محكمة النقد يف أحد قراراته عن إسناد الصالحية ملحكمة الطعن‬
‫للفصل يف الدفع ببطالن تبليغ الحكم املعروض عليها ‪ ،‬حيث جاء فيه‪" :‬حقا يتضح من االطالع عىل‬
‫وثائق امللف والقرار املطعون فيه ما نعته الطاعنتان‪ ،‬ذلك أنهام آثرتا أمام محكمة االستئناف بأنهام طعنتا‬
‫يف التبليغ والتمستا إيقاف البت إىل حني الحكم يف الطعن يف التبليغ وركزتا دفعهام بنسخة من مقال‬
‫الطعن يف التبليغ‪ ،‬وأن القرار مل يجب عىل مقال الطعن يف التبليغ وأن ما ورد يف تحليله املشار إليه‬
‫أعاله ال يكفي للجواب عنه مام يكون معه ناقص التعيل املنزل منزلة انعدامه‪.101‬‬

‫الخامتة‬

‫حاولت من خالل هذا البحث الوقوف بشكل مبارش عىل إجراءات التبليغ واإلشكاالت التي‬
‫تعرتضها من خالل النصوص الترشيعية والعمل القضايئ باعتبار أن مسطرة التبليغ من أهم اإلجراءات‬
‫التي تصاحب الدعوى منذ فتح امللف إىل غاية البت فيه وتطبيق الحكم عىل أرض الواقع‪.‬‬

‫وقد حاولنا قدر املستطاع إبراز جميع الجزئيات واإلشكاليات املتعلقة باملوضوع باعتبار أنه من أكرث‬
‫املواضيع تعقيدا مقارنة بباقي اإلجراءات األخرى‪.‬‬

‫ومن خالل محاولتنا املقارنة بني الترشيعني املغريب واملقارن فيام يتعلق مبوضوع التبليغ‪ ،‬ورغم‬
‫اختالف التسميات بني القانون املنظم لتلك املسطرة حيث يسميه املرشع املغريب بقانون املسطرة املدنية‬
‫وتسميه بعض الترشيعات األخرى بقانون اإلجراءات املدنية والتجارية واإلدارية‪ ،‬إال أنه ميكن القول‬
‫بعدم وجود أي فوارق تذكر بني الترشيعات‪ ،‬بل هناك تطابق شبه كامل بني وجهات النظر‪.‬‬

‫ومن خالل هذا البحث خرجت ببعض املقرتحات‪ :‬وهو أن يكون املدعى عليه مجربا بإمتام املسطرة‬
‫القانونية مع املدعي مبجرد تبليغه باإلنذار األول‬

‫‪ - 100‬أنظر قرار حكمة النقد عدد ‪ 1556‬بتاريخ ‪ 1986/06/25‬ملف رقم ‪ 97/475‬منشور مبجموعة قرارات محكمة النقد يف املادة املدنية‪ ،‬الجزء‬
‫الثان‪ ،‬ص‪.425 :‬‬
‫‪ - 101‬قرار محكمة النقد عدد ‪ 4945‬بتاريخ ‪ 1999/10/28‬ملف مدن رقم ‪ 95/9/1/3382‬ذكره الحسن بويقني‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪.289 :‬‬

‫‪79‬‬
‫برشط حفظ حقه وإعالمه بذلك بإشارة واضحة يف اإلنذار األول ‪.‬‬

‫▪ كام يكون له الحق يف الحصول عىل محرض تبليغ إنذار باألداء يف إطار الفصل ‪ 640‬من‬
‫القانون الجنايئ املغريب بعد مرور مدة ثالثون يوما بعد توصله أي بعد توصل املدعى عليه‪ .‬سواء‬
‫حرض إىل مكتب السيد املفوض القضايئ أو مل يحرض‪ .‬وبذلك يكون املدعي قد حصل عىل‬
‫ثالثة محارض دون الرتدد عىل املدعى عليه ثالثة مرات‪ .‬واملحارض الثالثة هي‪ 1 :‬محرض تبليغ‬
‫إنذار باألداء‪ 2.‬محرض عدم وجود ما يحجز وامتناع‪.‬و‪ 3‬محرض تبليغ إنذار باألداء يف إطار الفصل‬
‫‪ 640‬من القانون الجنايئ املغريب‪.‬‬

‫▪ الحرص عىل الـتأكد من استفاء إجراءات التبليغ بطريقة القانونية تفاديا ملا يرتتب عىل ذلك ‪.‬‬

‫▪ ضبط اآلجال املتعلقة بالتبليغات بجميع أنواعها ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫قامئة املراجع‪:‬‬

‫▪ الحسن بويقني‪ ،‬إجراءات التبليغ فقها وقضاء‪،‬‬


‫▪ عبد الله العيدون‪ ،‬مسطرة بطالن إجراءات التبليغ يف ضوء العمل القضايئ املغريب‪ ،‬مقال منشور‬
‫مبجلة كتابة الضبط العدد الرابع والخامس سنة ‪ ،2000‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫▪ أوالد بن عبد الرحمن مريم‪ ،‬إجراءات التبليغ والتنفيذ يف املادة املدنية والتجارية‪ ،‬بحث لنيل شهادة‬
‫املاسرت‪ ،‬جامعة عبد املالك السعدي‪ ،‬السنة ‪2008-2007‬‬
‫▪ الطيب برادة‪ ,‬إصدار الحكم املدن و صياغته الفنية يف ضوء الفقه و القضاء‪ ,‬منشورات جمعية‬
‫تنمية البحوث و الدراسات القضائية‪ ,‬الرباط‪ ,‬طبعة ‪ (1996‬ع‪.‬ط‪.‬غ‪.‬م‬
‫▪ إبراهيم أسعد القانون القضايئ الخاص‪ /‬منشأة املعارف اإلسكندرية ‪ ,‬مرص‪ ,‬ج ‪1972 / 1‬‬
‫▪ " الرشح العميل لقانون املسطرة املدنية" للدكتور عبد الكريم الطالب‪ ,‬ط أبريل ‪2009‬‬
‫▪ تبليغ األحكام القضائية وفق القانون املغريب – منتدى القانون العامن بتاريخ ‪.2011/02/06‬‬
‫▪ الحسن بويقني‪,‬إجراءات التبليغ فقها و قضاء‪ ,‬مطبعة النجاح الجديدة‪,‬الدار البيضاء‪,‬ط‪,2002/1‬‬
‫▪ حسن البكري‪,‬إشكاالت قانونية يف التبليغ من خالل العمل القضايئ‪,‬مطبعة النجاح الجديدة‪,‬الدار‬
‫البيضاء‪2003/1,‬‬
‫▪ أحمد أبو العالء‪ ،‬التمرن عىل االجتهاد القضايئ والتعليق عىل القرارات القضائية‪ ،‬مطبعة الخليج‬
‫العريب‪ ،‬تطوان الطبعة األوىل‪2006 ،‬‬
‫▪ د‪ .‬فتحي وايل‪ ،‬نظرية البطالن يف قانون املرافعات‪ ،‬القاهرة ‪1985‬‬
‫▪ ‪ .‬مفلح عواد‪ ،‬القضاة أصول املحاكامت املدنية والتنظيم القضايئ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2004‬دار الثقافة‬
‫للنرش والتوزيع‪ ،‬عامن‬
‫▪ حسن وتاب‪ ،‬دور كتابة الضبط يف تفعيل مسطريت التبليغ والتنفيذ‬
‫▪ ذ‪ .‬محمد بفقري‪ ،‬مبادئ التبليغ‬
‫▪ محكمة النقد يف املادة املدنية‪ ،‬الجزء الثان‬
‫▪ محكمة النقد عدد ‪ 4945‬بتاريخ ‪1999/10/28‬‬
‫▪ قانون املسطرة املدنية املغريب‬
‫▪ قانون االلتزامات والعقود املغريب‬

‫‪81‬‬
‫▪ القانون املدن الفرنيس‬
‫▪ قانون االجراءات الفرنيس‬
‫▪ مجلة القضاء والقانون عدد ‪129‬‬
‫▪ جريدة العلم ليوم ‪1992/12/29‬‬
‫▪ مبجلة املحاكم املغربية‬

‫‪82‬‬

You might also like