Professional Documents
Culture Documents
محمد العلمي الإختصاص و الدعوى
محمد العلمي الإختصاص و الدعوى
اإلختصاص(النوعي-المحلي-القيمي)
الدعوى( نظرية الدعوى -تحقيق الدعوى -الطلبات والدفوع)
المساطر االستعجالية ( القضاء االستعجالي -األوامر المبنية على طلب)
ومسطرة األمر باألداء
األحكام
طرق الطعن.
أن تحدد الوسائل التي تمكن أوالئك األشخاص من الوصول إلى تلك
الحقوق.
وقد تعلم اإلنسان منذ القديم أن يحمي نفسه بنفسه بوسائله الخاصة
والشخصية ولو اقتضى األمر استعمال القوة ،وذلك في إطار ما كان
يسمى نظام العدالة الخاصة .لكن عندما تطور منظور اإلنسان في
عالقاته مع الغير وأصبح مضطرا للتعايش مع بني جلدته ،فكر في
أسلوب جديد لحل المشاكل والخصومات التي يفرضها ذاك التعايش ،وقد
وجد أن تدخل شخص أو طرف ثالث محايد من شأنه أن يساهم في حل
النزاع بصورة أفضل من االعتماد على النفس.
وهكذا ،كان اإلنسان منذ القدم يتجه إلى محاولة حل خالفاته
ومنازعاته مع الغير بطرق سليمة وودية؛ كالمصالحة
والوساطة والتحكيم ،لكن الطبيعة االختيارية لهذه النظم
وعدم الزاميتها ،جعلت فعاليتها ضعيفة ومحدودة ،وإن كانت
هذه النظم بدأت تسترجع مكانتها في إطار ما يعرف بالطرق
البديلة لتسوية المنازعات.
ثم جاءت مرحلة جديدة في التطور اإلنساني ،وهي مرحلة
ظهور الدولة بمؤسساتها وسلطاتها األساسية المعروفة
(التشريعية – التنفيذية – القضائية) وأصبح من وظائف
الدولة العمل على تحقيق العدالة بين األفراد واألشخاص.
وبهذا يكون نظام العدالة العامة الذي تتوفر عليه الدولة قد
حل محل نظام العدالة الخاصة.
وقيام الدولة بتحقيق العدل بين أفرادها رهين ببناء قضاء قوي
ونزيه وصارم حتى يكون أداة إلقرار الحقوق ورد االعتداءات
والفصل في المنازعات.
وهذا كله لن يتأتى إال بنظام قضائي ومحاكم على اختالف
أنواعها ودرجاتها ،وقوانين تحدد هذه المحاكم وتحدد
اختصاصها وتنظم سير العمل بها ،وتضع طرق وسبل سير
مراحل الدعوى ،بدءا من رفعها إلى الفصل فيها ،مرورا بطرق
الطعن وانتهاءا بتنفيذ األحكام والقرارات القضائية الصادرة
عن المحاكم.
ومما سبق ،نستنتج بأن تدخل القضاء إلقرار العدالة أصبح
أمرا حتميا لحل الخصومات الناشئة بين أفراد المجتمع ،وذلك
باالستناد على القواعد واإلجراءات التي تؤلف ما يطلق عليه
'' القانون لمسطري'' أو قانون الشكل والذي يقابله في قانون
الموضوع؛ القانون المدني.
أوال :القانون القضائي الخاص والمسطرة المدنية.
القانون القضائي الخاص Droit Judiciaire Privéهو مجموعة القواعد التي تبين التنظيم
القضائي في الدولة وتحدد اختصاص المحاكم والتي تنظم اإلجراءات والمواعيد الواجبة اإلتباع
في التقاضي والمحاكمة والفصل في الخصومات وتنفيذ األحكام.
وعليه فإن نطاق القانون القضائي الخاص يتحدد من خالل محتواه وماهيته ،فمن جهة يشمل :
مجموع القواعد التي تهم التنظيم القضائي (والذي يشمل القواعد التي تحدد الجهات القضائية
المختصة للبت في النزاعات ومجال نفوذها الترابي ،وتنظيماتها الداخلية والهيئات المسؤولة عن
ذلك ،وقواعد االختصاص).
ومن جهة أخرى يشمل قواعد المسطرة المدنية .ويضم هذا القانون مجموع القواعد القانونية
التي تنظم الدعوى المدنية عبر كافة المراحل التي تقطعها بدءا من شروط رفع الدعوى() وكيفية
رفعها واإلطار العام للمراحل التي تقطعها إلى غاية بت المحكمة في النزاع .وال يتوقف إعمال
قواعد المسطرة المدنية بمجرد صدور الحكم االبتدائي الفاصل في النزاع بل يشمل المرحلة
االستئنافية والمراقبة التي تمارسها محكمة القانون "محكمة النقض".
القانون القضائي الخاص كتسمية كانت من اقتراح الفقهاء الفرنسيين ،وخصوصا األستاذ
صوليص ( )Solusواألستاذ موريل (.)Morel
ثانيا :مميزات المسطرة المدنية:
يتميز قانون المسطرة المدنية ،بكونه قانونا شكليا ،وجزائيا ،وبكون
قواعده آمرة وتكتسي بصفة عامة صبغة النظام العام ،وقانون بمثابة
شريعة عامة للقوانين اإلجرائية.
فأما أنه قانون شكلي ،فيتمثل ذلك بصفة خاصة في التنظيم الدقيق
والمفصل لكل مراحل الدعوى وإجراءاتها التي يجب على المتقاضين
والمحكمة إتباعها والتقيد بها بصورة دقيقة ،وهذا ما قد يجعل هذه
الشكلية مرهقة في بعض األحيان ،بحيث قد يترتب على عدم التقيد بها
بصورة حرفية إلى ضياع الحق.
وأما أنه قانون جزائي ،فيظهر ذلك من التركيز الشديد على ضرورة
التقيد باإلجراءات والمواعيد المتعلقة برفع الدعوى والطعون ،وكيفية
سير الدعوى وشروط البت فيها ،مع فرض جزاءات صارمة تتراوح ما
بين عدم القبول والسقوط والبطالن واإللغاء.
وأما أن قواعده آمرة،
فذلك واضح من الصفة اإللزامية التي أضفاها المشرع على
قواعد ق.م.م ومن عدم السماح لألطراف لالتفاق على
مخالفة أحكامه .ولكن هذه الخاصية ليست على إطالقها بحيث
نجد بعض قواعد ق.م.م ذات طابع مكمل وغير مرتبط بالنظام
العام ،وال حق للمحكمة في إثارتها تلقائيا ولو أهمل األطراف
ذلك ،ومن نماذج ذلك القواعد القانونية التي ترتبط بمصالح
األطراف ،بحيث يكون على األطراف االنتباه لها وليس
للمحكمة إثارتها كقواعد االختصاص المحلي أو مناقشة حجج
ووسائل دفاع أحد األطراف.
وأما أن قانون المسطرة المدنية هو الشريعة العامة للقوانين
اإلجرائية األخرى كلها ،معناه أن قواعده تكون واجبة
التطبيق سواء في الميدان اإلداري أو التجاري أو الجنائي
حين يعوزنا النص ونفتقر إلى قاعدة قانونية تساعد في البت
في الخصومة/الدعوى.
-)( راجع المادة 7من قانون إحداث المحاكم اإلدارية.
-)( راجع المادة 39من قانون إحداث المحاكم التجارية.
-)( هناك اجتهادات قضائية كثيرة تبيح اللجوء إلى ق.م.م في
كل ما يمس تنظيم الدعوى المدنية (التابعة) شريطة أن ال
تكون المسطرة الجنائية قد تولت معالجتها ينص خاص.
ثالثا :تطبيق قواعد ق.م.م في الزمان:
من المبادئ الدستورية الثابتة ،مبدأ عدم رجعية القوانين ،وإذا كان
تطبيق هذا المبدأ ال يثير خالفا كبيرا بالنسبة للقواعد القانونية
الموضوعية ،فإن األمر على خالف ذلك بالنسبة لقواعد الشكل.
فإذا كانت القاعدة في التشريع المغربي بخصوص أثر القوانين
الجديدة المتعلقة بالتنظيم القضائي ،هي تطبيقها بأثر فوري ويكون
االختصاص للمحاكم الجديدة في القضايا الجديدة أما تلك المرفوعة
أمام المحاكم القديمة فإنها تظل خاضعة الختصاصها.
راجع مثال :الفصل 26من التنظيم القضائي.1974/7/15
المادة 51من قانون ،إحداث المحاكم اإلدارية.
المادة 25من قانون إحداث المحاكم اإلدارية.
فإن الوضع بالنسبة للقواعد المسطرية المتعلقة بالمسطرة
المدنية غير واضح؛ فهل تخضع قواعد المسطرة المدينة
القديمة أم للقواعد الخاصة في القانون الجديد؟
لقد حاول الفقه المسطري ومعه العمل القضائي اإلجابة
على ذلك التساؤل .فأما على المستوى الفقهي فهناك
نظريتيان مشهورتان في حل التنازع الزماني للقوانين.
النظرية التقليدية:
النظرية الحديثة:
النظرية التقليدية:
مؤدى هاته النظرية أن القاعدة القانونية الجديدة ال تطبق بأثر رجعي،
مع مراعاة الحق المكتسب ومجرد األمل ،وتبعا لذلك يجب التميز بين
قواعد الشكل وقواعد الجوهر.
فالشخص الذي يكتسب حقا في ظل قانون مسطري معين ،كالحق في
رفع الدعوى أو الحق في الطعن ،ثم يصدر قانون جديد يغير بعض
القواعد ،فإنه ال يطبق عليه ويستطيع التمسك بالحق المكتسب وعدم
تطبيق القانون الجديد بأثر رجعي.
فلو صدر حكم في نزاع وبلغ الحكم للمحكوم عليه ولم يطعن فيه بأية
وسيلة قانونية وفاته األجل ثم بعد ذلك صدر قانون جديد يجعل األجل
أطول من السابق ،وكان ما يزال هناك متسع من الوقت فأراد استغالله
وإقامة ذلك الطعن ،لم يجز له ذلك ،لما فيه من مساس بحق مكتسب
للطرف اآلخر(المحكوم لصالحه) ،وهو فوات أجل الطعن واكتساب
الحكم القوة والقطيعة.
جاء في قرار صادر عن المجلس األعلى( محكمة النقض حاليا) بتاريخ
12مارس ،1975ملف مدني ع 49953ما يلي:
" إنه بالرغم من أن قانون المسطرة المدنية الجديدة واجب
التطبيق بأثر فوري على األوضاع القانونية السابقة لنفاذه إال
أن تطبيقه ال يصح أن يمس الحقوق المكتسبة بصفة قانونية
قبل تطبيقه" ونتيجة لذلك رفض المجلس إيقاف تنفيذ حكم
صادر عن المحكمة اإلقليمية بالرباط بتاريخ ،1974/7/30
أي قبل سريان العمل بقانون المسطرة المدنية الجديدة لسنة
.1974
النظرية الحديثة:
إن النظرية التقليدية تعرضت النتقادات واسعة أدت في النهاية
إلى ظهور نظرية حديثة تقول باألثر الفوري للقانون الجديد
مع التأكيد على عدم الرجعية ،ويرى أنصار هذه النظرية التي
وضعت أصال لمعالجة المراكز القانونية؛ أنه فيما يخص
التنازع الزماني لقوانين المسطرة فإن القانون القديم يستمر في
إنتاج آثاره ولو بعد صدور القانون الجديد وذلك فيما يخص
القواعد المنظمة للمواعيد واآلجال المقررة لرفع الدعوى أو
للطعن ،أما المواعيد المتعلقة باالختصاص فإنها تدخل حيز
التطبيق فورا ،وهذا ما أخذ به المشرع المغربي.
وعلى العموم يمكن إجمال القواعد المنظمة لتنازع القوانين
المسطرية من حيث الزمان فيما يلي:
-1 وجوب تطبيق القانون الجديد بكيفية فورية على كل
دعوى لم يفصل فيها() وعلى كل إجراء لم ينجز بعد.
-)( مثال :ثم رفع الدعوى في إطار القانون القديم ثم صدر
قانون جديد ،والدعوى لم تصبح جاهزة للحكم فيها ،فإنها
تخضع للقانون الجديد وتصبح الدعوى من اختصاص
المحكمة التي حددها هذا القانون الجديد وتطبق على
اإلجراءات التي لم تنجز بعد نفس الحكم ( .الفصل 26من
قانون التنظيم القضائي).
-2إعمال القانون القديم استثناءا ،حماية للحقوق اإلجرائية المكتسبة في
الحاالت اآلتية:
أ -إذا جاء القانون الجديد معدال لالختصاص متى كان تاريخ العمل به ونفاذه
بعدما تصبح الدعوى جاهزة للحكم فيها.
ب -إذا جاء القانون الجديد بتعديل في المواعيد متى كان الميعاد قد بدأ قبل
تاريخ العمل به.
مثال :لو صدر حكم مثال قابل للطعن باالستئناف خالل 30يوم من تاريخ
التبليغ ،وأصبحت هذه المدة 15يوم من تاريخ التبليغ فإن القانون الجديد ال
يشمل األحكام التي سبق تبليغها ،أما تلك التي صدرت ولم تبلغ إال بعد صدور
القانون الجديد فتخضع لمقتضيات هذا األخير.ويطبق نفس االستثناء على
القوانين المستحدثة لمواعيد جديدة أو الملغية لمواعيد قائمة حتى لو كانت
قد بدأت بالفعل ،فإذا صدر قانون جديد يعدل ميعاد االستئناف بجعله 60
يوما من تاريخ تبليغ الحكم بدال من 30يوما المعمول به في القانون القديم،
فإن الميعاد يظل محكوم بالقانون القديم متى كان القانون الجديد بدأ العمل به
بعد أن كان الميعاد قد بدأ في ظل القانون القديم بتبليغ الحكم .والعكس غير
صحيح .والهدف من هذا كله هو تحقيق حساب الميعاد في نهايته على نفس
األساس الذي قامت عليه بدايته.
-3 اإلجراءات التي أجريت بطريقة صحيحة في ظل
القانون القديم تبقى كذلك بموجب القانون الجديد ،ما
لم ينص على خالف ذلك.
-4 ما يستحدثه القانون الجديد من مواعيد السقوط،
يطبق ابتداء من تاريخ العمل به.
مثال ذلك - :لو أن دعوى الحيازة مثال لم تكن مقيدة
بأجل معين ،ثم صدر قانون جديد يتطلب إقامتها خالل
سنة من تاريخ العلم بوضع الغير يده على الملك وإال
سقط حقه في رفع هذه الدعوى ،فإن القانون الجديد ال
يطبق على دعاوي الحيازة المرفوعة سابقا.
رابعا :مصادر قانون المسطرة المدنية:
مصادر قانون المسطرة المدنية متعددة ومتنوعة ،فهي
تشمل التشريع األساسي (العادي والفرعي) واالجتهاد
القضائي.
وتجدر اإلشارة إلى أن مغرب ما قبل الحماية الفرنسية
كانت محاكمه تسير على نهج ومبادئ ما كان يعرف
بالمسطرة الشرعية المستوحاة من قواعد ومبادئ
الشريعة اإلسالمية.
وأول تقنين مسطري وضعي عرفه المغرب كان
بواسطة الظهير الصادر بتاريخ 12غشت 1913
المتعلق بقانون المسطرة المدنية.
أما حاليا فيجري العمل بواسطة النصوص التشريعية اآلتية في مجال
ق.م.م وذلك إما بصفة مباشرة أو غير مباشرة:
الظهير 28شتنبر 1974المتعلق بقانون المسطرة القانونية كما تم
تعيدله وتتميمه عدة مرات.
الظهير 15يوليوز 1974المتعلق بالتنظيم القضائي ومرسوم تطبيقه.
الظهير 10سبتمبر 1993المتعلق بإحداث المحاكم اإلدارية ق.41.90
الظهير 12فبراير 1997المتعلق بإحداث المحاكم التجارية ق.53.95
االختصاص النوعي
االختصاص القيمي
االختصاص المحلي
ويقصد باالختصاص الوظيفي ،ذاك "الذي يحدد الجهات القضائية
المختلفة ونصيبها من والية القضاء معتدا في ذلك بطبيعة الدعوى"()
يمكن االتفاق بين التاجر وغير التاجر على إسناد االختصاص للمحكمة
التجارية فيما قد ينشأ بينهما من نزاع بسبب عمل من أعمال التاجر.
اختصاص محاكم االستئناف
ويجسد االستئناف مبدأ التقاضي على درجتين ،المعمول به لدى معظم األنظمة
القضائية ،بحيث أن محكمة االستئناف ترفع إليها الطعون ضد األحكام االبتدائية،
للتأكد من مدى قانونيتها ،وإذا تبين لها ذلك ،فإنها تصحح العيوب التي
اعترتها(.الفصول 134إلى 146من ق.م.م).
ينص الفصل 9من ظ ت.ق ":تختص محكمة االستئناف بالنظر في األحكام
الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية وكذا في جميع القضايا األخرى التي تختص
بالنظر فيها بمقتضى قانون المسطرة المدنية أو قانون المسطرة الجنائية ،أو
نصوص خاصة عند االقتضاء".
ويقرر الفصل 24من ق.م.م على أن محاكم االستئناف تختص عدا إذا كانت هناك
مقتضيات قانونية مخالف بالنظر في استيناف أحكام المحاكم االبتدائية ،وكذا في
استيناف األوامر الصادرة عن رؤسائها(.القضاء االستعجالي -في األوامر المبنية
على طلب -في إطار مسطرة األمر باألداء)
وعلى سبيل االستثناء تبقى غرفة االستئنافات بالمحكمة االبتدائية مختصة
بالنظر في االستئنافات المرفوعة ضد األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحاكم
االبتدائية ،في جميع الطلبات التي ال تتجاوز عشرين ألف درهم (20.000
درهم)؛
محاكم االستئناف تختص بالنظر في استئناف
األحكام الصادرة عن المحاكم االبتدائية ابتدائيا ال
نهائيا طبقا للفصل 18من ق.م.م الذي ال يزال
يميز بين األحكام االنتهائية واألحكام القابلة
لالستئناف ،رغم أن الفصل 19قد وحد القاعدة
وجعل كل األحكام الصادرة عن المحاكم االبتدائية
قابلة لالستئناف.
تنظر محاكم االستئناف أيضا في موضوع تنازع
االختصاص السلبي أو اإليجابي الذي قد يحدث
بين محكمتين ابتدائيين بشأن بعض القضايا
المسطرة وذلك بغرفة المشورة.
غرفة المشورة:
هي مؤسسة اعتبارية قرر إقامتها من غير أن يحدد
لها مكانا معينا ،بحيث قد يكون مكاتب أحد القضاة،
وذلك بغيت البت على وجه السرعة والسرية في قضايا
معينة ،وال يحضرها عموم الناس أو حتى األطراف
والوكالء في بعض األحيان.
اختصاص محاكم االستئناف التجارية
تختص محكمة االستئناف التجارية بالنظر في الطعون المقدمة إليها،
كمحكمة للدرجة الثانية ،ضد األحكام االبتدائية الصادرة عن المحاكم
التجارية والتي تكون بدون استثناء قابلة لالستئناف عندما يكون قيمة
النزاع تتجاوز 20.000درهم،على اعتبار أنه عندما يكون ذلك المبلغ غير
ذلك (يعني 20000ألف أو أقل) فإن المحاكم االبتدائية تبقى هي صاحبة
االختصاص .من أجل التخفيف على هذه المحاكم التجارية المتخصصة ،حتى
ال تنشغل بدعاوي تكون قيمتها (تافهة).
وتختص محاكم االستئناف التجارية كذلك بالنظر فيما يلي:
استئناف أوامر األداء الصادرة عن رئيس المحكمة التجارية .
استئناف القرارات االستعجالية الصادرة عن رئيس المحكمة
التجارية.
استئناف أوامر رؤساء المحاكم التجارية.
اختصاص محاكم االستئناف اإلدارية
قانون رقم 80.03بتاريخ .14/2/2006
تختص هذه المحاكم بالنظر في استئناف أحكام المحاكم
اإلدارية وأوامر رؤسائها ما عدا إذا كانت هناك
مقتضيات قانونية مخالفة.
ويخضع استئناف األحكام اإلدارية لنفس القواعد
اإلجرائية المتبعة أمام محاكم االستئناف وذلك من
خالل اإلحالة على مقتضيات الفصول من 134إلى
141من ق.م.م (م 9من قانون .)80.03
اختصاص محكمة النقض.
محكمة النقض تبت في الطعون المقدمة أمامها بموجب أنها محكمة قانون تراقب محاكم
الموضوع على مستوى احترامها للقواعد القانونية الواجبة التطبيق فحسب ،دون أن
تفصل في الموضوع والواقع.
-1الطعن بالنقض ضد األحكام االنتهائية(الحكم الذي ال يقبل طرق الطعن
العادية والسيما االستئناف ).الصادرة عن جميع محاكم المملكة باستثناء:
الطلبات التي تقل قيمتها عن عشرين ألف ( )20.000درهم والطلبات المتعلقة
باستيفاء واجبات الكراء والتحمالت الناتجة عنه أو مراجعة السومة الكرائية؛
-2الطعون الرامية إلى إلغاء المقررات الصادرة عن السلطات اإلدارية للشطط
في استعمال السلطة؛(ضمن الحدود التي أبقاها لها القانون المحدث للمحاكم
اإلدارية).
-3الطعون المقدمة ضد األعمال والقرارات التي يتجاوز فيها القضاة سلطاتهم؛
-4البت في تنازع االختصاص بين محاكم ال توجد محكمة أعلى درجة مشتركة
بينها غير محكمة النقض؛ مثال إذا وقع التنازع بين محكمتين استئنافيتين أو
محكمتين تخضع كل منهما إلى محكمة استئناف أخرى كالنزاع بين المحكمة
االبتدائية بإنزكان والمحكمة االبتدائية بورزازات.
-5 مخاصمة القضاة والمحاكم غير محكمة النقض؛
-6 اإلحالة من أجل التشكك المشروع؛(وهي مسطرة
استثنائية يتم اللجوء إليها حين توجد أسباب مشروعة
للتشكك في نزاهة القضاة في قضية معينة ،ولذلك يطلب
أحد األطراف إحالتها على محكمة أخرى تعينها محكمة
النقض.
-7 اإلحالة من محكمة إلى أخرى من أجل األمن العمومي
أو لصالح حسن سير العدالة ،يقدم الطلب من طرف وزير
العدل بواسطة الوكيل العام للملك وهذا هو الفرق بين هذه
الحالة واإلحالة للتشكك المشروع التي يطلبها أحد
األطراف.
وال يجوز الطعن بالنقض إال لألسباب التي عددها
الفصل 359من ق.م.م وهي:
-1 خرق القانون الداخلي؛
- 2 خرق قاعدة مسطرية أضر بأحد األطراف؛
- 3 عدم االختصاص؛
- 4 الشطط في استعمال السلطة؛
- 5 عدم ارتكاز الحكم على أساس قانوني أو انعدام
التعليل.
االختصاص المحلي
يرمي االختصاص المحلي إلى توزيع العمل
بين المحاكم على أساس جغرافي/ترابي،
وقواعد هذا االختصاص تولت تنظيمه
فصول ق.م.م ،الفصل 27وما يليه،
باإلضافة إلى القواعد التي أوردها المشرع
في قوانين المحاكم المتخصصة (اإلدارية
والتجارية).
أحكام عامة حول االختصاص المحلي للمحاكم
االبتدائية والمتخصصة
في جميع األحوال ،فإن قواعد االختصاص المحلي تحكمه القواعد األربع
التالية:
المبدأ األول :األصل أن المحكمة المختصة محليا هي المحكمة التي توجد
في دائرتها :
موطن المدعى عليه (الموطن قد يكون حقيقا ،ويقصد به المقر الحقيقي
الذي يسكن فيه للشخص أو يباشر فيه عادة أنشطته وأعماله وقد يكون
مختارا وهو المقر الذي يختاره الشخص لمباشرة عمل من أعماله)
أو محل إقامته(المحل الذي يوجد به الشخص فعال في وقت معين،).
وأساس هذه القاعدة أن على من يدعي الحق أن يتحمل عبء ذلك ،ال
العكس ،وأنه ليس من العدل إرغام المدعى عليه االنتقال إلى محكمة
خصمه إال في حاالت نادرة مثل دعاوى النفقة.
إذا لم يكن للمدعي عليه موطن في المغرب ولكن
يتوفر على محل إقامة كان االختصاص لمحكمة
هذا المحل.
إذا لم يكن للمدعى عليه ال موطن وال محل إقامة
بالمغرب فيمكن تقديم الدعوى ضده أمام محكمة
موطن أو إقامة المدعي أو واحد منهم عند
تعددهم.
إذا تعدد المدعى عليهم جاز للمدعي أن يختار
محكمة موطن أو محل إقامة أي واحد منهم.
ينص الفصل 10من قانون المحاكم اإلدارية على أنه:
" تطبق أمام المحاكم اإلدارية قواعد االختصاص المحلي
المنصوص عليها في الفصل 27وما يليه إلى الفصل 30من
قانون المسطرة المدنية ،ما لم ينص على خالف ذلك في هذا
القانون أو في نصوص أخرى خاصة.
واستثناء من ذلك ،ترفع طلبات اإللغاء بسبب تجاوز السلطة
إلى المحكمة اإلدارية التي يوجد موطن طالب اإللغاء داخل
دائرة اختصاصها أو التي صدر القرار بدائرة اختصاصها".
ويقرر الفصل العاشر 10من قانون إحداث المحاكم التجارية على
أن االختصاص المحلي يكون لمحكمة الموطن الحقيقي أو المختار
للمدعى عليه.
إذا لم يكن لهذا األخير موطن في المغرب ،ولكنه يتوفر على محل إقامة به،
كان االختصاص لمحكمة هذا المحل.
إذا لم يكن للمدعي عليه موطن وال محل إقامة بالمغرب ،أمكن مقاضاته أمام
محكمة موطن أو محل إقامة المدعي أو واحد منهم في حالة تعددهم(.وهذا ما
أكده قرار محكمة النقض ع 238الصادر بتاريخ 7ماي ،2015ومضمون
هذا القرار أن المدعى عليه اعترف اعترافا قضائيا بأن عنوانه بإسبانيا في
مقاله أمام المحكمة ،مما حتم تطبيق مقتضيات الفقرة الثالثة من المادة العاشرة
من القانون المحدث للمحاكم التجارية ،التي تسمح للمدعي بمقاضاة خصمه(
المدعى عليه) أمام محكمة موطن هذا المدعي أو محكمة محل إقامته).
إذا تعدد المدعى عليهم ،أمكن للمدعي أن يختار محكمة موطن أو محل إقامة
أي واحد منهم.
المبدأ الثاني :تقام الدعوى أمام المحكمة
التي يقع في دائرتها العقار المتنازع فيه
حتى يتمكن القاضي من الوقوف على عين
المكان إذا اقتضى الحال واالستماع
للشهود الذين عادة ما يسكنون بنفس
دائرة العقار.
المبدأ الثالث :أنه في حالة تعدد المدعى عليهم
واختالف مواطنهم يجوز للمدعي أن يختار أيا منها،
حسب هواه ،يكون فيه موطن أحدهم (ما عدا
الدعاوى العقارية بطبيعة الحال) بشرط أن يكون
التعدد حقيقيا ال مجرد احتيالي يرمي إلى تحريف
قاعدة االختصاص ،وأن يكونوا جميعا في نفس
المراكز القانونية.
فلو كان أحدهم مدينا أصليا ،واآلخر مجرد كفيل،
تحتم رفع الدعوى أمام محكمة موطن المدين
األصلي.
المبدأ الرابع :بعض الدعاوى تكون ذات طابع شخصي
وعقاري ( دعاوى مختلطة) كما لو تعلق األمر
بدعوى تنفيذ التزام ينصب على عقار ،هذا النوع من
القضايا يتيح للمدعي أن يختار محكمة موطن المدعي
عليه ،أو المحكمة التي يوجد بها العقار.
ويفترض في جميع ما سبق أن المدعى عليه يتوفر
على موطن أو محل إقامة بالمغرب فإن لم يكن كذلك،
فيمكن تقديم الدعوى أمام محكمة موطن أو إقامة
المدعي أو واحد منهم عند تعددهم.
بالنسبة للمحاكم االبتدائية
لقد عدد المشرع هذه االستثناءات في الفصول من 28إلى 30من
ق .م .م :
-في الدعاوى العقارية سواء تعلق األمر بدعوى االستحقاق أو
الحيازة ،أمام محكمة موقع العقار المتنازع فيه؛
-في الدعاوى المختلطة المتعلقة في آن واحد بنزاع في حق شخصي
أو عيني ،أمام محكمة الموقع أو محكمة موطن أو إقامة المدعى
عليه؛
-في دعاوى النفقة أمام محكمة موطن أو محل إقامة المدعى عليه
أو موطن أو محل إقامة المدعي باختيار هذا األخير؛
- في دعاوى تقديم عالجات طبية أو مواد غذائية ،أمام محكمة
المحل الذي قدمت به العالجات أو المواد الغذائية؛
- في دعاوى التعويض ،أمام محكمة المحل الذي وقع فيه الفعل
المسبب للضرر أو أمام محكمة موطن المدعى عليه باختيار
المدعي؛
- في دعاوى التجهيز واألشغال والكراء وإجارة الخدمة أو
العمل أمام محكمة محل التعاقد أو تنفيذ العقد إذا كان هو موطن
أحد األطراف وإال فأمام محكمة موطن المدعى عليه؛
- في دعاوى األشغال العمومية ،أمام محكمة المكان الذي نفذت
فيه تلك األشغال؛
- في دعاوى العقود التي توجد الدولة أو جماعة عمومية
أخرى طرفا فيها ،أمام محكمة المحل الذي وقع العقد فيه؛
-في دعاوى النزاعات المتعلقة بالمراسالت واألشياء المضمونة
واإلرساليات المصرح بقيمتها والطرود البريدية ،أمام محكمة موطن
المرسل أو موطن المرسل إليه باختيار الطرف الذي بادر برفع الدعوى؛
-في دعاوى الضرائب المباشرة والضرائب البلدية ،أمام محكمة المكان
الذي تجب فيه تأدية الضريبة.
-في دعاوى التركات ،أمام محكمة محل افتتاح التركة.
-في دعاوى انعدام األهلية ،والترشيد ،والتحجير ،وعزل الوصي أو
المقدم ،أمام محكمة محل افتتاح التركة أو أمام محكمة موطن أوالئك
الذين تقرر انعدام أهليتهم باختيار هؤالء أو ممثلهم القانوني؛ وإذا لم يكن
لهم موطن في المغرب ،فأمام محكمة موطن المدعى عليه.
-في دعاوى الشركات ،أمام المحكمة التي يوجد في دائرتها المركز
االجتماعي للشركة
- في دعاوى التفلسة ،أمام محكمة آخر موطن أو آخر محل
إقامة للمفلس.
- في جميع الدعاوى التجارية األخرى يمكن للمدعي أن يختار
رفع الدعوى إلى محكمة موطن المدعى عليه أو إلى المحكمة
التي سيقع في دائرة نفوذها وجوب الوفاء.
- في دعاوى التأمين وجميع الدعاوى المتعلقة بتحديد وتأدية
التعويضات المستحقة ،أمام محكمة موطن أو محل إقامة
المؤمن له ،أو أمام محكمة المحل الذي وقع فيه الفعل المسبب
للضرر عدا في قضايا العقار أو المنقول بطبيعته فإن
االختصاص ال يكون إال إلى محكمة المحل الذي توجد به
األشياء المؤمنة.
يأتي)( : يحدد االختصاص المحلي في القضايا االجتماعية كما
- 1في دعاوى عقود الشغل والتدريب المهني ،أمام محكمة موقع المؤسسة
بالنسبة للعمل المنجز بها أو محكمة موقع إبرام أو تنفيذ عقدة الشغل بالنسبة
للعمل خارج المؤسسة؛
- 2في دعاوى الضمان االجتماعي ،أمام محكمة موطن المدعى عليه؛
- 3في دعاوى حوادث الشغل ،أمام المحكمة التي وقعت الحادثة في دائرة
نفوذها؛
غير أنه إذا وقعت الحادثة في دائرة نفوذ محكمة ليست هي محل إقامة الضحية
جاز لهذا األخير أو لذوي حقوقه رفع القضية أمام محكمة محل إقامتهم؛
- 4في دعاوى األمراض المهنية ،أمام محل إقامة العامل أو ذوي حقوقه.
() -يجب التنبيه إلى االستثناءات التي أوردها المشرع في الفصل 30من قانون المسطرة المدنية،
بحيث خالفا لتلك المقتضيات المتعلقة بتحديد االختصاص المحلي في المادة االجتماعية ،فإن المحكمة
المختصة يتقرر بشأنها ما يلي:
-في دعاوى الضمان االجتماعي ،محكمة الدار البيضاء إذا كان موطن المؤمن له بالخارج.
-في دعاوى حوادث الشغل ،محكمة محل إقامة الضحية أو ذوي حقوقه عند االقتضاء إذا وقعت
الحادثة خارج المغرب.
-في دعاوى األمراض المهنية ،أمام محكمة المحل الذي وقع إيداع التصريح بالمرض فيه عند
االقتضاء إذا كان موطن العامل أو ذوي حقوقه بالخارج.
االستثناءات بالنسبة للمحاكم اإلدارية
نجد الفصل 10من القانون 41.90المحدث للمحاكم اإلدارية ينص على ما
يلي:
تطبق أمام المحاكم اإلدارية قواعد االختصاص المحلي المنصوص عليها في
الفصل 27وما يليه إلى الفصل 30من قانون المسطرة المدنية ،ما لم ينص
على خالف ذلك في هذا القانون أو في نصوص أخرى خاصة.
واستثناء من ذلك ،ترفع طلبات اإللغاء بسبب تجاوز السلطة إلى
المحكمة اإلدارية التي يوجد موطن طالب اإللغاء داخل دائرة اختصاصها أو
التي صدر القرار بدائرة اختصاصها.
تختص محكمة الرباط اإلدارية بالنظر في النزاعات المتعلقة بالوضعية
الفردية لألشخاص المعينين بظهير شريف أو مرسوم وبالنزاعات الراجعة
إلى اختصاص المحاكم اإلدارية التي تنشأ خارج دوائر اختصاص جميع هذه
المحاكم( .المادة 11من قانون 41.90المحدث للمحاكم اإلدارية).
االختصاص النوعي والمحلي وعالقتهما النظام العام
تكون القاعدة القانونية من النظام العام حين يكون حكمها آمر،
بحيث ال يجوز االتفاق على ما يخالفها؛ وتكون كذلك عندما يكون
لها اتصال وثيق بالصالح العام ،ألن من شأن اإلخالل بمقتضياتها
أن يلحق الفوضى واالضطراب بالبنية االجتماعية أو بعض
األسس التي تقوم عليها.
فقواعد االختصاص التي لها ارتباط بالنظام العام تجعل القاضي
حريص على مراعاتها وتحتم عليه إثارتها تلقائيا إن اقتضى الحال
دون أن يشكل ذلك خروجا عن الحياد الواجب عليه أو الحكم بما
لم يطلب منه.
االختصاص النوعي والنظام العام
ينص الفصل 16من ق.م.م على أنه:
الحظ:
قواعد االختصاص النوعي المتعلقة بالمحاكم االبتدائية وما مدى
ارتباطها بالنظام العام المؤطر بالفصل 16قد تم نسخها ضمنيا
بالمواد 12و 13من قانون إحداث المحاكم اإلدارية.
االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية وارتباطه بالنظام العام.
تنص المادة 12من قانون " :41.90تعتبر القواعد المتعلقة
باالختصاص النوعي من قبيل النظام العام ،ولألطراف أن يدفعوا
بعدم االختصاص النوعي في جميع مراحل إجراءات الدعوى،
وعلى الجهة القضائية المعروضة عليها القضية أن تثيره
تلقائيا".
وتنص المادة 13من نفس القانون على أنه:
" إذا أثير دفع بعدم االختصاص النوعي أمام جهة قضائية عادية
أو إدارية وجب عليها أن تبت فيه بحكم مستقل وال يجوز لها أن
تضمه إلى الموضوع.
ولألطراف أن يستأنفوا الحكم المتعلق باالختصاص النوعي أيا
كانت الجهة القضائية الصادر عنها أمام المجلس األعلى الذي
بجب عليه أن يبت في األمر داخل أجل ثالثين يوما يبتدئ من
تسلم كتابة الضبط به لملف االستئناف".
استنتاج:
- هنا نستنتج ،بالجزم ،أن االختصاص النوعي
للمحاكم اإلدارية من النظام العام ويمكن إثارته ولو
ألول مرة أمام محكمة النقض.
- كذلك المحكمة ملزمة في إطار المادة 13بالبت في
االختصاص بحكم مستقل وال يجوز ضمه إلى
الموضوع.
- إمكانية استئناف األطراف للحكم ،القاضي في
االختصاص ،ويكون ذلك جزما أمام محكمة النقض،
وليس أمام محكمة االستئناف.
االختصاص النوعي للمحاكم التجارية وارتباطه
بالنظام العام.
لم يبين القانون المحدث لها طبيعة االختصاص النوعي.
بحيث قررت المادة الخامسة بأن المحاكم التجارية تختص بالنظر في:
-1الدعاوى المتعلقة بالعقود التجارية؛
-2الدعاوى التي تنشأ بين التجار والمتعلقة بأعمالهم التجارية؛
-3الدعاوى المتعلقة باألوراق التجارية؛
-4النزاعات الناشئة بين شركاء في شركة تجارية؛
-5النزاعات المتعلقة باألصول التجارية؛
...
يمكن االتفاق بين التاجر وغير التاجر على إسناد االختصاص للمحكمة
التجارية فيما قد ينشأ بينهما من نزاع بسبب عمل من أعمال التاجر
وعليه وبالرجوع للفقرة ما قبل األخيرة من المادة 5من
قانون إحداث المحاكم التجارية نجدها تعطي اإلمكانية للتاجر
وغير التاجر على إسناد االختصاص للمحكمة التجارية فيما قد
ينشأ بينهما من نزاع بسبب عمل من أعمال التاجر
( بمفهوم المخالفة ال يحق للتجار في عالقتهم مع بعضهم أن
يتفقوا على إسناد االختصاص للمحكمة العادية ،تحت طائلة
إثارة هذه المحكمة لعدم االختصاص تلقائيا).
ليس بالضرورة أن تكون لكل حق دعوى واحدة ،فلو امتنع أحد أطراف
االلتزام عن تنفيذ التزامه جاز للطرف اآلخر أن يطلب تنفيذ االلتزام جنبا
وإما بفسخه مع التعويض في كال الحالتين.
-البد من التمييز بين الدعوى وحق اللجوء إلى القضاء ،فالدعوى
وسيلة لحماية الحقوق والمكفولة لألشخاص المتضررين فحسب ،أما
حق اللجوء للقضاء فهو حق من الحقوق العامة.
من حيث االنقضاء:
يحدد القانون أسباب انقضاء الدعوى ،وهناك أسباب أخرى تؤدي إلى
انقضاء الحقوق من غير انقضاء الدعوى كالصلح.
بل أكثر من تلك قد نجد دعوى بغير حق موضوعي ،فدعوى الحيازة
معترف بها في القانون ولكنها ال تحمي حقا ما بل تحمي وضعا ماديا.
وهكذا نرى أن نظرية االزدواج (الحديثة) تذهب إلى الربط بين الحقين .بحيث
يصبح حق الدعوى هو الحصول على الحماية القضائية للحق الموضوعي .أما
النظرية التقليدية (التوحيد) فتذهب إلى التوحيد بين الدعوى والحق وتعتبر األولى
عنصرا من عناصر الحق.
وعلى العموم ،فلكل من النظريتين نصيب من الصحة ،ولكن المغاالة في إحدى
النظريتين دون األخرى هو الذي يؤدي إلى نتائج غير مستساغة ،فيتعين إذن أن
نقف موقف وسطا ،فال ننكر من جهة أن للدعوى مظاهر تختلف عن مظاهر
الحق ،وال نستبعد من جهة أخرى ما بينهما من ارتباط وعلى ضوء ذلك ،نخلص
إلى أن فكرة الحق متصلة بالدعوى اتصاال وثيقا ال سبيل إلنكاره ،ولكنها منفصلة
في نفس الوقت عنها انفصاال ليس في الوسع تجاهله .فالحق فكرة موضوعية
والدعوى فكرة إجرائية ولكنهما يرتبطان ارتباط النتيجة بالسبب ،إذ يؤثر كل
منهما في اآلخر ،فالدعوى هي الوسيلة القانونية لرد االعتداء على الحق ،ولكن
لكل من الدعوى والحق كيانه ومقومات نشوئه ووجوده.
انطالقا مما سبق يمكن تعريف الدعوى بأنها " وسيلة قانونية يمارسها صاحب
حق أو مزعم وتتجسد بإدعاء يقدمه صاحب الحق أو المزعم إلى القضاء قصد
الحكم به.
خصائص الدعوى
هي وسيلة قانونية خولها المشرع ألصحاب الحقوق
والمزاعم لرد كل اعتداء؛
هي وسيلة قانونية تمارس لدى السلطة القضائية الممثلة
بالمحاكم؛
هي وسيلة اختيارية ،أي أن مراجعة القضاء أمر متروك
تقديره لصاحب الحق أو المزعم؛
ليست الدعوى ذات طبيعة واحدة ،بل تختلف بحسب اختالف
الحق التي تحميه ،فهناك الدعاوى العينية والدعاوى
المنقولة ،ودعاوى الحيازة والدعاوى المختلطة.
شروط الدعوى
سنعرض للشروط الواجب توافرها في شخص المدعي
وللشروط الواجب توافرها في الحق المدعى به.
أوال :الشروط الواجب توافرها في شخص المدعي
يشترط في المدعي لتقبل دعواه أن يكون ذا صفة وذا أهلية
لإلدعاء كما يشترط أن تكون له مصلحة في التقاضي
الفصل األول من ق.م.م " ال يصح التقاضي إال ممن له
الصفة واألهلية والمصلحة إلثبات حقوقه".
وعليه فشروط قبول الدعوى المتعلقة بشخصية المدعي هي:
الصفة & األهلية & المصلحة
شرط الصفة
هي والية مباشرة الدعوى ،وهي الصفة التي يتحلى بها طالب
الحق في إجراءات الدعوى/الخصومة ،يستمدها المدعي من
كونه صاحب الحق أو خلفا له أو نائبه القانوني)( .
() -لكن هناك إمكانية التخاذ اإلجراءات التحفيظية ،راجع الفصل 126
من ق.ل.ع ،الذي ينص " :للدائن أن يجري ،قبل تحقق الشرط ،جميع
اإلجراءات التحفظية لحفظ حقه" ،والفصل 138من ق.ل.ع الذي يقرر
بأنه " :يجوز للدائن بدين مقترن بأجل أن يتخذ ،ولو قبل حلول األجل،
كل اإلجراءات التحفظية لحفظ حقوقه .ويجوز له أيضا أن يطلب كفيال أو
أي ضمانة أخرى أو أن يلجأ إلى الحجز التحفظي ،إذا كانت له مبررات
معتبرة تجعله يخشى إعسار المدين أو فراره".