You are on page 1of 107

‫المختصر في قانون المسطرة المدنية‬

‫اإلختصاص(النوعي‪-‬المحلي‪-‬القيمي)‬
‫الدعوى( نظرية الدعوى‪ -‬تحقيق الدعوى‪ -‬الطلبات والدفوع)‬
‫المساطر االستعجالية ( القضاء االستعجالي‪ -‬األوامر المبنية على طلب)‬
‫ومسطرة األمر باألداء‬
‫األحكام‬
‫طرق الطعن‪.‬‬

‫د‪ .‬محمد العلمي‬


‫مما الشك فيه أن القانون ال يمكنه أن يؤدي وظيفته المنوطة به‪ ،‬وأن‬ ‫‪‬‬
‫يحقق األهداف المرجوة منه‪ ،‬أي يكون ذو فعالية ‪ efficacité‬إال‬
‫بتوفر شرطين أساسيين‪:‬‬
‫أن تحدد بدقة حقوق األشخاص وآثارها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن تحدد الوسائل التي تمكن أوالئك األشخاص من الوصول إلى تلك‬ ‫‪‬‬
‫الحقوق‪.‬‬
‫وقد تعلم اإلنسان منذ القديم أن يحمي نفسه بنفسه بوسائله الخاصة‬ ‫‪‬‬
‫والشخصية ولو اقتضى األمر استعمال القوة‪ ،‬وذلك في إطار ما كان‬
‫يسمى نظام العدالة الخاصة‪ .‬لكن عندما تطور منظور اإلنسان في‬
‫عالقاته مع الغير وأصبح مضطرا للتعايش مع بني جلدته‪ ،‬فكر في‬
‫أسلوب جديد لحل المشاكل والخصومات التي يفرضها ذاك التعايش‪ ،‬وقد‬
‫وجد أن تدخل شخص أو طرف ثالث محايد من شأنه أن يساهم في حل‬
‫النزاع بصورة أفضل من االعتماد على النفس‪.‬‬
‫‪ ‬وهكذا‪ ،‬كان اإلنسان منذ القدم يتجه إلى محاولة حل خالفاته‬
‫ومنازعاته مع الغير بطرق سليمة وودية؛ كالمصالحة‬
‫والوساطة والتحكيم‪ ،‬لكن الطبيعة االختيارية لهذه النظم‬
‫وعدم الزاميتها‪ ،‬جعلت فعاليتها ضعيفة ومحدودة‪ ،‬وإن كانت‬
‫هذه النظم بدأت تسترجع مكانتها في إطار ما يعرف بالطرق‬
‫البديلة لتسوية المنازعات‪.‬‬
‫‪ ‬ثم جاءت مرحلة جديدة في التطور اإلنساني‪ ،‬وهي مرحلة‬
‫ظهور الدولة بمؤسساتها وسلطاتها األساسية المعروفة‬
‫(التشريعية – التنفيذية – القضائية) وأصبح من وظائف‬
‫الدولة العمل على تحقيق العدالة بين األفراد واألشخاص‪.‬‬
‫وبهذا يكون نظام العدالة العامة الذي تتوفر عليه الدولة قد‬
‫حل محل نظام العدالة الخاصة‪.‬‬
‫‪ ‬وقيام الدولة بتحقيق العدل بين أفرادها رهين ببناء قضاء قوي‬
‫ونزيه وصارم حتى يكون أداة إلقرار الحقوق ورد االعتداءات‬
‫والفصل في المنازعات‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا كله لن يتأتى إال بنظام قضائي ومحاكم على اختالف‬
‫أنواعها ودرجاتها‪ ،‬وقوانين تحدد هذه المحاكم وتحدد‬
‫اختصاصها وتنظم سير العمل بها‪ ،‬وتضع طرق وسبل سير‬
‫مراحل الدعوى‪ ،‬بدءا من رفعها إلى الفصل فيها‪ ،‬مرورا بطرق‬
‫الطعن وانتهاءا بتنفيذ األحكام والقرارات القضائية الصادرة‬
‫عن المحاكم‪.‬‬
‫‪ ‬ومما سبق‪ ،‬نستنتج بأن تدخل القضاء إلقرار العدالة أصبح‬
‫أمرا حتميا لحل الخصومات الناشئة بين أفراد المجتمع‪ ،‬وذلك‬
‫باالستناد على القواعد واإلجراءات التي تؤلف ما يطلق عليه‬
‫'' القانون لمسطري'' أو قانون الشكل والذي يقابله في قانون‬
‫الموضوع؛ القانون المدني‪.‬‬
‫‪ ‬أوال‪ :‬القانون القضائي الخاص والمسطرة المدنية‪.‬‬
‫القانون القضائي الخاص ‪ Droit Judiciaire Privé‬هو مجموعة القواعد التي تبين التنظيم‬ ‫‪‬‬
‫القضائي في الدولة وتحدد اختصاص المحاكم والتي تنظم اإلجراءات والمواعيد الواجبة اإلتباع‬
‫في التقاضي والمحاكمة والفصل في الخصومات وتنفيذ األحكام‪.‬‬
‫وعليه فإن نطاق القانون القضائي الخاص يتحدد من خالل محتواه وماهيته‪ ،‬فمن جهة يشمل ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫مجموع القواعد التي تهم التنظيم القضائي (والذي يشمل القواعد التي تحدد الجهات القضائية‬ ‫‪‬‬
‫المختصة للبت في النزاعات ومجال نفوذها الترابي‪ ،‬وتنظيماتها الداخلية والهيئات المسؤولة عن‬
‫ذلك‪ ،‬وقواعد االختصاص‪).‬‬
‫ومن جهة أخرى يشمل قواعد المسطرة المدنية‪ .‬ويضم هذا القانون مجموع القواعد القانونية‬ ‫‪‬‬
‫التي تنظم الدعوى المدنية عبر كافة المراحل التي تقطعها بدءا من شروط رفع الدعوى() وكيفية‬
‫رفعها واإلطار العام للمراحل التي تقطعها إلى غاية بت المحكمة في النزاع‪ .‬وال يتوقف إعمال‬
‫قواعد المسطرة المدنية بمجرد صدور الحكم االبتدائي الفاصل في النزاع بل يشمل المرحلة‬
‫االستئنافية والمراقبة التي تمارسها محكمة القانون "محكمة النقض"‪.‬‬

‫القانون القضائي الخاص كتسمية كانت من اقتراح الفقهاء الفرنسيين‪ ،‬وخصوصا األستاذ‬ ‫‪‬‬
‫صوليص (‪ )Solus‬واألستاذ موريل (‪.)Morel‬‬
‫‪ ‬ثانيا‪ :‬مميزات المسطرة المدنية‪:‬‬
‫يتميز قانون المسطرة المدنية‪ ،‬بكونه قانونا شكليا‪ ،‬وجزائيا‪ ،‬وبكون‬ ‫‪‬‬
‫قواعده آمرة وتكتسي بصفة عامة صبغة النظام العام‪ ،‬وقانون بمثابة‬
‫شريعة عامة للقوانين اإلجرائية‪.‬‬
‫فأما أنه قانون شكلي‪ ،‬فيتمثل ذلك بصفة خاصة في التنظيم الدقيق‬ ‫‪‬‬
‫والمفصل لكل مراحل الدعوى وإجراءاتها التي يجب على المتقاضين‬
‫والمحكمة إتباعها والتقيد بها بصورة دقيقة‪ ،‬وهذا ما قد يجعل هذه‬
‫الشكلية مرهقة في بعض األحيان‪ ،‬بحيث قد يترتب على عدم التقيد بها‬
‫بصورة حرفية إلى ضياع الحق‪.‬‬
‫وأما أنه قانون جزائي‪ ،‬فيظهر ذلك من التركيز الشديد على ضرورة‬ ‫‪‬‬
‫التقيد باإلجراءات والمواعيد المتعلقة برفع الدعوى والطعون‪ ،‬وكيفية‬
‫سير الدعوى وشروط البت فيها‪ ،‬مع فرض جزاءات صارمة تتراوح ما‬
‫بين عدم القبول والسقوط والبطالن واإللغاء‪.‬‬
‫‪ ‬وأما أن قواعده آمرة‪،‬‬
‫‪ ‬فذلك واضح من الصفة اإللزامية التي أضفاها المشرع على‬
‫قواعد ق‪.‬م‪.‬م ومن عدم السماح لألطراف لالتفاق على‬
‫مخالفة أحكامه‪ .‬ولكن هذه الخاصية ليست على إطالقها بحيث‬
‫نجد بعض قواعد ق‪.‬م‪.‬م ذات طابع مكمل وغير مرتبط بالنظام‬
‫العام‪ ،‬وال حق للمحكمة في إثارتها تلقائيا ولو أهمل األطراف‬
‫ذلك‪ ،‬ومن نماذج ذلك القواعد القانونية التي ترتبط بمصالح‬
‫األطراف‪ ،‬بحيث يكون على األطراف االنتباه لها وليس‬
‫للمحكمة إثارتها كقواعد االختصاص المحلي أو مناقشة حجج‬
‫ووسائل دفاع أحد األطراف‪.‬‬
‫‪ ‬وأما أن قانون المسطرة المدنية هو الشريعة العامة للقوانين‬
‫اإلجرائية األخرى كلها‪ ،‬معناه أن قواعده تكون واجبة‬
‫التطبيق سواء في الميدان اإلداري أو التجاري أو الجنائي‬
‫حين يعوزنا النص ونفتقر إلى قاعدة قانونية تساعد في البت‬
‫في الخصومة‪/‬الدعوى‪.‬‬
‫‪ -)( ‬راجع المادة ‪ 7‬من قانون إحداث المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -)( ‬راجع المادة ‪ 39‬من قانون إحداث المحاكم التجارية‪.‬‬
‫‪ -)( ‬هناك اجتهادات قضائية كثيرة تبيح اللجوء إلى ق‪.‬م‪.‬م في‬
‫كل ما يمس تنظيم الدعوى المدنية (التابعة) شريطة أن ال‬
‫تكون المسطرة الجنائية قد تولت معالجتها ينص خاص‪.‬‬
‫‪ ‬ثالثا‪ :‬تطبيق قواعد ق‪.‬م‪.‬م في الزمان‪:‬‬
‫من المبادئ الدستورية الثابتة‪ ،‬مبدأ عدم رجعية القوانين‪ ،‬وإذا كان‬ ‫‪‬‬
‫تطبيق هذا المبدأ ال يثير خالفا كبيرا بالنسبة للقواعد القانونية‬
‫الموضوعية‪ ،‬فإن األمر على خالف ذلك بالنسبة لقواعد الشكل‪.‬‬
‫فإذا كانت القاعدة في التشريع المغربي بخصوص أثر القوانين‬ ‫‪‬‬
‫الجديدة المتعلقة بالتنظيم القضائي‪ ،‬هي تطبيقها بأثر فوري ويكون‬
‫االختصاص للمحاكم الجديدة في القضايا الجديدة أما تلك المرفوعة‬
‫أمام المحاكم القديمة فإنها تظل خاضعة الختصاصها‪.‬‬
‫راجع مثال ‪ :‬الفصل ‪ 26‬من التنظيم القضائي‪.1974/7/15‬‬ ‫‪‬‬
‫المادة ‪ 51‬من قانون‪ ،‬إحداث المحاكم اإلدارية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المادة ‪ 25‬من قانون إحداث المحاكم اإلدارية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فإن الوضع بالنسبة للقواعد المسطرية المتعلقة بالمسطرة‬
‫المدنية غير واضح؛ فهل تخضع قواعد المسطرة المدينة‬
‫القديمة أم للقواعد الخاصة في القانون الجديد؟‬
‫لقد حاول الفقه المسطري ومعه العمل القضائي اإلجابة‬
‫على ذلك التساؤل‪ .‬فأما على المستوى الفقهي فهناك‬
‫نظريتيان مشهورتان في حل التنازع الزماني للقوانين‪.‬‬
‫‪ ‬النظرية التقليدية‪:‬‬
‫‪ ‬النظرية الحديثة‪:‬‬
‫‪ ‬النظرية التقليدية‪:‬‬
‫مؤدى هاته النظرية أن القاعدة القانونية الجديدة ال تطبق بأثر رجعي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مع مراعاة الحق المكتسب ومجرد األمل‪ ،‬وتبعا لذلك يجب التميز بين‬
‫قواعد الشكل وقواعد الجوهر‪.‬‬
‫فالشخص الذي يكتسب حقا في ظل قانون مسطري معين‪ ،‬كالحق في‬ ‫‪‬‬
‫رفع الدعوى أو الحق في الطعن‪ ،‬ثم يصدر قانون جديد يغير بعض‬
‫القواعد‪ ،‬فإنه ال يطبق عليه ويستطيع التمسك بالحق المكتسب وعدم‬
‫تطبيق القانون الجديد بأثر رجعي‪.‬‬
‫فلو صدر حكم في نزاع وبلغ الحكم للمحكوم عليه ولم يطعن فيه بأية‬ ‫‪‬‬
‫وسيلة قانونية وفاته األجل ثم بعد ذلك صدر قانون جديد يجعل األجل‬
‫أطول من السابق‪ ،‬وكان ما يزال هناك متسع من الوقت فأراد استغالله‬
‫وإقامة ذلك الطعن‪ ،‬لم يجز له ذلك‪ ،‬لما فيه من مساس بحق مكتسب‬
‫للطرف اآلخر(المحكوم لصالحه)‪ ،‬وهو فوات أجل الطعن واكتساب‬
‫الحكم القوة والقطيعة‪.‬‬
‫جاء في قرار صادر عن المجلس األعلى( محكمة النقض حاليا) بتاريخ‬ ‫‪‬‬
‫‪ 12‬مارس ‪ ،1975‬ملف مدني ع ‪ 49953‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ " ‬إنه بالرغم من أن قانون المسطرة المدنية الجديدة واجب‬
‫التطبيق بأثر فوري على األوضاع القانونية السابقة لنفاذه إال‬
‫أن تطبيقه ال يصح أن يمس الحقوق المكتسبة بصفة قانونية‬
‫قبل تطبيقه" ونتيجة لذلك رفض المجلس إيقاف تنفيذ حكم‬
‫صادر عن المحكمة اإلقليمية بالرباط بتاريخ ‪،1974/7/30‬‬
‫أي قبل سريان العمل بقانون المسطرة المدنية الجديدة لسنة‬
‫‪.1974‬‬
‫‪ ‬النظرية الحديثة‪:‬‬
‫‪ ‬إن النظرية التقليدية تعرضت النتقادات واسعة أدت في النهاية‬
‫إلى ظهور نظرية حديثة تقول باألثر الفوري للقانون الجديد‬
‫مع التأكيد على عدم الرجعية‪ ،‬ويرى أنصار هذه النظرية التي‬
‫وضعت أصال لمعالجة المراكز القانونية؛ أنه فيما يخص‬
‫التنازع الزماني لقوانين المسطرة فإن القانون القديم يستمر في‬
‫إنتاج آثاره ولو بعد صدور القانون الجديد وذلك فيما يخص‬
‫القواعد المنظمة للمواعيد واآلجال المقررة لرفع الدعوى أو‬
‫للطعن‪ ،‬أما المواعيد المتعلقة باالختصاص فإنها تدخل حيز‬
‫التطبيق فورا‪ ،‬وهذا ما أخذ به المشرع المغربي‪.‬‬
‫‪ ‬وعلى العموم يمكن إجمال القواعد المنظمة لتنازع القوانين‬
‫المسطرية من حيث الزمان فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1 ‬وجوب تطبيق القانون الجديد بكيفية فورية على كل‬
‫دعوى لم يفصل فيها() وعلى كل إجراء لم ينجز بعد‪.‬‬
‫‪ -)( ‬مثال‪ :‬ثم رفع الدعوى في إطار القانون القديم ثم صدر‬
‫قانون جديد‪ ،‬والدعوى لم تصبح جاهزة للحكم فيها‪ ،‬فإنها‬
‫تخضع للقانون الجديد وتصبح الدعوى من اختصاص‬
‫المحكمة التي حددها هذا القانون الجديد وتطبق على‬
‫اإلجراءات التي لم تنجز بعد نفس الحكم‪ ( .‬الفصل ‪ 26‬من‬
‫قانون التنظيم القضائي)‪.‬‬
‫‪ -2‬إعمال القانون القديم استثناءا‪ ،‬حماية للحقوق اإلجرائية المكتسبة في‬ ‫‪‬‬
‫الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا جاء القانون الجديد معدال لالختصاص متى كان تاريخ العمل به ونفاذه‬ ‫‪‬‬
‫بعدما تصبح الدعوى جاهزة للحكم فيها‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا جاء القانون الجديد بتعديل في المواعيد متى كان الميعاد قد بدأ قبل‬ ‫‪‬‬
‫تاريخ العمل به‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬لو صدر حكم مثال قابل للطعن باالستئناف خالل ‪ 30‬يوم من تاريخ‬
‫التبليغ‪ ،‬وأصبحت هذه المدة ‪ 15‬يوم من تاريخ التبليغ فإن القانون الجديد ال‬
‫يشمل األحكام التي سبق تبليغها‪ ،‬أما تلك التي صدرت ولم تبلغ إال بعد صدور‬
‫القانون الجديد فتخضع لمقتضيات هذا األخير‪.‬ويطبق نفس االستثناء على‬
‫القوانين المستحدثة لمواعيد جديدة أو الملغية لمواعيد قائمة حتى لو كانت‬
‫قد بدأت بالفعل‪ ،‬فإذا صدر قانون جديد يعدل ميعاد االستئناف بجعله ‪60‬‬
‫يوما من تاريخ تبليغ الحكم بدال من ‪ 30‬يوما المعمول به في القانون القديم‪،‬‬
‫فإن الميعاد يظل محكوم بالقانون القديم متى كان القانون الجديد بدأ العمل به‬
‫بعد أن كان الميعاد قد بدأ في ظل القانون القديم بتبليغ الحكم‪ .‬والعكس غير‬
‫صحيح‪ .‬والهدف من هذا كله هو تحقيق حساب الميعاد في نهايته على نفس‬
‫األساس الذي قامت عليه بدايته‪.‬‬
‫‪ -3 ‬اإلجراءات التي أجريت بطريقة صحيحة في ظل‬
‫القانون القديم تبقى كذلك بموجب القانون الجديد‪ ،‬ما‬
‫لم ينص على خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ -4 ‬ما يستحدثه القانون الجديد من مواعيد السقوط‪،‬‬
‫يطبق ابتداء من تاريخ العمل به‪.‬‬
‫‪ ‬مثال ذلك ‪ - :‬لو أن دعوى الحيازة مثال لم تكن مقيدة‬
‫بأجل معين‪ ،‬ثم صدر قانون جديد يتطلب إقامتها خالل‬
‫سنة من تاريخ العلم بوضع الغير يده على الملك وإال‬
‫سقط حقه في رفع هذه الدعوى‪ ،‬فإن القانون الجديد ال‬
‫يطبق على دعاوي الحيازة المرفوعة سابقا‪.‬‬
‫‪ ‬رابعا‪ :‬مصادر قانون المسطرة المدنية‪:‬‬
‫‪ ‬مصادر قانون المسطرة المدنية متعددة ومتنوعة‪ ،‬فهي‬
‫تشمل التشريع األساسي (العادي والفرعي) واالجتهاد‬
‫القضائي‪.‬‬
‫‪ ‬وتجدر اإلشارة إلى أن مغرب ما قبل الحماية الفرنسية‬
‫كانت محاكمه تسير على نهج ومبادئ ما كان يعرف‬
‫بالمسطرة الشرعية المستوحاة من قواعد ومبادئ‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬وأول تقنين مسطري وضعي عرفه المغرب كان‬
‫بواسطة الظهير الصادر بتاريخ ‪ 12‬غشت ‪1913‬‬
‫المتعلق بقانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫أما حاليا فيجري العمل بواسطة النصوص التشريعية اآلتية في مجال‬ ‫‪‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬م وذلك إما بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪:‬‬
‫الظهير ‪ 28‬شتنبر ‪ 1974‬المتعلق بقانون المسطرة القانونية كما تم‬ ‫‪‬‬
‫تعيدله وتتميمه عدة مرات‪.‬‬
‫الظهير ‪15‬يوليوز ‪ 1974‬المتعلق بالتنظيم القضائي ومرسوم تطبيقه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الظهير ‪ 10‬سبتمبر ‪ 1993‬المتعلق بإحداث المحاكم اإلدارية ق‪.41.90‬‬ ‫‪‬‬
‫الظهير ‪ 12‬فبراير ‪ 1997‬المتعلق بإحداث المحاكم التجارية ق‪.53.95‬‬ ‫‪‬‬

‫القانون رقم ‪ 80-03‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬فبراير ‪ 2006‬المحدثة‬ ‫‪‬‬


‫بموجبه محاكم استئناف إدارية‪.‬‬
‫‪‬‬
‫خامسا‪ :‬أهم المحاور التي ستكون موضوع مادة قانون المسطرة‬ ‫‪‬‬
‫المدنية‪:‬‬
‫مراعاة لعدم إمكانية التطرق بتفصيل كاف لجميع مواضيع ومحاور‬ ‫‪‬‬
‫قانون المسطرة المدنية فإن هذه الدراسة ستتطرق بصورة إجمالية‬
‫للمواضيع اآلتية حسب التقسيم اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬االختصاص‬
‫‪ ‬الفصل الثاني‪ :‬الدعوى‬
‫‪ ‬الفصل الثالث‪ :‬المساطر االستعجالية ومسطرة األمر‬
‫باألداء‬
‫‪ ‬الفصل الرابع‪ :‬األحكام وطرق الطعن فيها‪.‬‬
‫‪‬االختصاص‬
‫‪ ‬يقصد باالختصاص‪ ،‬صالحية المحكمة للبت في‬
‫الدعوى المعروضة عليها‪ ،‬أو بصيغة أخرى يعني‬
‫نصيب كل محكمة() للنظر في النزاعات على اختالف‬
‫أنواعها‪.‬‬
‫‪ ‬هكذا يكون على طالب الحق أن يعرف المحكمة‬
‫المختصة في موضوع نزاعه وكذا درجة هاته‬
‫المحكمة والمكان الذي توجد به‪ ،‬حيث يجب عليه‬
‫التوجه إليه إلقامة دعواه أمامها‪.‬‬
‫االختصاص الوظيفي‬

‫االختصاص النوعي‬

‫االختصاص القيمي‬

‫االختصاص المحلي‬
‫‪ ‬ويقصد باالختصاص الوظيفي‪ ،‬ذاك "الذي يحدد الجهات القضائية‬
‫المختلفة ونصيبها من والية القضاء معتدا في ذلك بطبيعة الدعوى"()‬

‫وعلى العموم فإن معالم االختصاص الوظيفي لم تتضح بشكل جلي‬


‫بالمغرب بعد‪ ،‬على اعتبار أنه ال يمكن الحديث عن الجهة القضائية ما‬
‫لم تكن هناك محاكم أول درجة وثاني درجة ومحكمة للنقض في نفس‬
‫التخصص القضائي‪ .‬وإن كانت هناك بوادر بروز هذا االختصاص‪،‬‬
‫خصوصا على مستوى القضاء اإلداري ومن تجلياته؛ إحداث المحاكم‬
‫إدارية ومحاكم االستئناف اإلدارية‪ ،‬في انتظار إقرار مجلس الدولة‬
‫المغربي مستقبال‪ ،‬أنداك سيكون لنا الحق في الحديث عن االختصاص‬
‫الوظيفي‪.‬‬
‫‪ - ‬مثال في فرنسا هناك‪ :‬محاكم إدارية – محاكم استئناف إدارية –‬
‫مجلس للدولة (كمحكمة نقض)‪.‬‬
‫‪ ‬هو الذي يمنح للمحكمة النظر في النزاع استنادا إلى نوعه‪،‬‬
‫أما االختصاص المحلي‪/‬المكاني فهو الذي يعطي للمحكمة‬
‫صالحية الفصل في الدعوى بناء على أساس جغرافي تحقيقا‬
‫لمصالح الخصوم ولتقريب القضاء من المرتفقين‪.‬‬
‫‪ ‬سنتحدث عن‪:‬‬
‫‪ ‬االختصاص النوعي ألقسام قضاء القرب والمحاكم االبتدائية‬
‫‪ ‬اختصاص المحاكم اإلدارية والمحاكم التجارية‬
‫‪ ‬اختصاص محاكم الدرجة الثانية (العادية والمتخصصة)‬
‫‪ ‬ثم اختصاص محكمة النقض‪.‬‬
‫‪ ‬اختصاص قضاء القرب‬
‫‪ -‬يعتبر قضاء القرب ﻏرﻓﺔ تابع‬
‫للمحكمة االبتدائية على غرار قسم‬
‫قضاء األسرة وبالتالي فهو يدخل‬
‫في إطار توزيع العمل داخل‬
‫المحكمة وليس ضمن االختصاص‬
‫النوعي‪.‬‬
‫"يختص قاضي القرب بالنظر في الدعاوى الشخصية والمنقولة التي ال تتجاوز قيمتها‬ ‫‪‬‬
‫خمسة آالف درهم‪ ،‬وال يختص في النزاعات المتعلقة بمدونة األسرة والعقار والقضايا‬
‫االجتماعية واإلفراغات‪.‬‬
‫‪‬الحظ‪:‬‬
‫تكون المسطرة أمام قسم قضاء القرب شفوية‪.‬وتكون مجانية ومعفاة من الرسوم‬ ‫‪‬‬
‫القضائية بخصوص الطلبات المقدمة من طرف األشخاص الذاتيين‪.‬‬
‫وترفع الدعوى إلى قاضي القرب إما بمقال مكتوب أو بتصريح شفوي‬ ‫‪‬‬
‫يتلقاه كاتب الضبط ويدونه في محضر يتضمن الموضوع واألسباب‬
‫المثارة‪ ،‬وفق نموذج معد لهذه الغاية‪ ،‬ويوقعه مع الطالب‪.‬‬
‫إذا كان المدعي عليه حاضرا أوضح له القاضي مضمون الطلب وإذا لم يحضر بلغ‬ ‫‪‬‬
‫له مقال المدعي أو نسخة من المحضر في الحال‪ ،‬ويحتوي هذا التبليغ على‬
‫استدعاء لجلسة ال يتجاوز تاريخها ثمانية أيام‪( .‬م ‪ 11‬من قانون ‪.)42.10‬‬
‫هناك اختصاص جنائي لقاضي القرب كذلك بحيث يختص بالبت في المخالفات‬ ‫‪‬‬
‫المرتكبة من طرف الرشداء المنصوص عليها في المواد من ‪ 15‬ومابعدها من‬
‫القانون ‪ ،42.10‬ما لم يكن لها وصف أشد إذا ارتكبت داخل الدائرة التي يشملها‬
‫اختصاصها الترابي أو التي يقيم بها المقترف‪.‬‬
‫‪ ‬إذا عمد المدعي إلى تجزئة مستحقاته لالستفادة مما‬
‫يخوله هذا القانون ال تقبل منه إال المطالب األولية‪.‬‬
‫‪ ‬إذا قدم المدعى عليه طلبا مقابال فإن هذا الطلب ال‬
‫يضاف إلى الطلب األصلي لتحديد مبلغ النزاع ويبقى‬
‫القاضي مختصا بالنسبة للجميع‪.‬‬
‫‪ ‬في حالة ما إذا تجاوز الطلب المقابل االختصاص‬
‫القيمي لقضاء القرب أحيل صاحبه على من له حق‬
‫النظر‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ويمكن للطرف المتضرر من الحكم الصادر عن قاضي القرب طلب إلغائه‬ ‫‪‬‬
‫أمام رئيس المحكمة االبتدائية داخل أجل ثمانية أيام من تاريخ تبليغه بالحكم‪،‬‬
‫وال يقبل هذا الحكم أي طعن‪ .‬وذلك بناء على الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪-‬إذا لم يحترم قاضي القرب اختصاصه النوعي أو القيمي؛‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬إذا لم يجر محاولة الصلح المنصوص عليها في المادة ‪ 12‬من قانون ‪42.10‬؛‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬إذا بت فيما لم يطلب منه‪ ،‬أو حكم بأكثر مما طلب‪ ،‬أو أغفل البت في أحد الطلبات؛‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬إذا بت رغم أن أحد األطراف قد جرحه عن حق؛‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬إذا بت دون أن يتحقق مسبقا من هوية األطراف؛‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬إذا حكم على المدعى عليه أو المتهم دون أن تكون له الحجة على أنه توصل بالتبليغ‬ ‫‪‬‬
‫أو االستدعاء؛‬
‫‪-‬إذا وجد تناقض بين أجزاء الحكم؛‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬إذا وقع تدليس أثناء تحقيق الدعوى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يبت الرئيس في الطلب داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ إيداعه‪ ،‬في غيبة‬ ‫‪‬‬
‫األطراف‪ ،‬ما لم ير ضرورة استدعاء أحدهم لتقديم إيضاحات؛ وفي جميع الحاالت يبت‬
‫داخل أجل الشهر‪.‬‬
‫‪ ‬االختصاص النوعي للمحاكم االبتدائية‬
‫ينص الفصل ‪ 18‬من ق‪.‬م‪.‬م المعدل سنة ‪)( 2011‬على أنه " تختص‬ ‫‪‬‬
‫المحاكم االبتدائية ‪ -‬مع مراعاة االختصاصات الخاصة المخولة إلى‬
‫أقسام قضاء القرب ‪ -‬بالنظر في جميع القضايا المدنية وقضايا األسرة‬
‫والتجارية واإلدارية واالجتماعية ابتدائيا وانتهائيا أو ابتدائيا مع حفظ‬
‫حق االستئناف‪.‬‬
‫تختص أيضا بقطع النظر عن جميع المقتضيات المخالفة ولو في‬ ‫‪‬‬
‫الحالة التي يسند فيها قانون خاص سابق النظر في بعض أنواع‬
‫القضايا إلى محكمة أخرى‪".‬‬
‫يتبين من قراءة هذا الفصل أن المحاكم االبتدائية هي صاحبة الوالية‬ ‫‪‬‬
‫العامة للنظر في كافة القضايا ما لم يكن هناك نص خاص يمنح‬
‫االختصاص لمحكمة أخرى‪ .‬وعليه فإنها تبت في النزاعات المدنية‬
‫بمفهومها العام وكذلك في القضايا الزجرية وفقا لقانون المسطرة‬
‫الجنائية لسنة ‪2002‬‬
‫‪ ‬وإلى جانب ذلك تنظر المحاكم االبتدائية في القضايا‬
‫االجتماعية المتعلقة بـ‪:‬‬
‫‪ ‬أ) النزاعات الفردية المتعلقة بعقود الشغل أو التدريب المهني‬
‫والخالفات الفردية التي لها عالقة بالشغل أو التدريب‬
‫المهني‪.‬‬
‫‪ ‬ب) التعويض عن األضرار الناتجة عن حوادث الشغل‬
‫واألمراض المهنية ؛‬
‫‪ ‬ج) النزاعات التي قد تترتب عن تطبيق المقتضيات التشريعية‬
‫والتنظيمية المتعلقة بالضمان االجتماعي‪.‬‬
‫ويقضي الفصل ‪ 19‬من ق‪.‬م‪.‬م أن المحاكم االبتدائية تختص بالنظر‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬ابتدائيا‪ ،‬مع حفظ حق االستئناف أمام غرف االستئنافات بالمحاكم‬ ‫‪‬‬


‫االبتدائية‪ ،‬إلى غاية عشرين ألف درهم (‪ 20.000‬درهم)؛‬
‫‪ -‬وابتدائيا‪ ،‬مع حفظ حق االستئناف أمام المحاكم االستئنافية‪ ،‬في‬ ‫‪‬‬
‫جميع الطلبات التي تتجاوز عشرين ألف درهم (‪ 20.000‬درهم)؛‬
‫‪ -‬يبت ابتدائيا طبقا ألحكام الفصل ‪ 12‬من ق م م (إذا كانت قيمة‬ ‫‪‬‬
‫موضوع النزاع غير محددة‪ ،).‬مع حفظ حق االستئناف أمام المحاكم‬
‫االستئنافية‪.‬‬
‫وبتعديل ‪ 2011‬يكون المشرع قد جعل جميع األحكام قابلة لالستئناف‬ ‫‪‬‬
‫باستثناء الغرامة التهديدية المقررة في التشريع الخاص بالتعويض‬
‫عن حوادث الشغل واألمراض المهنية فإن األحكام تصدر بصفة‬
‫انتهائية ولو كان مبلغ الطلب غير محدد (فصل ‪ 21‬ق‪.‬م‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ ‬وتجدر اإلشارة إلى أن المحاكم االبتدائية لها‬
‫اختصاص استثنائي في بعض النصوص الخاصة‪:‬‬
‫كما هو الحال بالنسبة للفصل ‪ 9‬من‬
‫قانون قضاء القرب الذي ينص على إلغاء األحكام‬
‫الصادرة قاضي القرب عندما تكون قابلة لإللغاء كما‬
‫أشرنا من قبل‪ ،‬ويكون رئيس المحكمة االبتدائية هو‬
‫المختص وعليه أن يبت داخل أجل ‪ 15‬يوما من‬
‫تاريخ إيداع طلب اإللغاء ودون استدعاء األطراف إال‬
‫عند الضرورة‪.‬‬
‫‪ ‬اختصاص المحاكم اإلدارية‬
‫تم إنشاء هذه المحاكم بموجب القانون رقم ‪ 41.90‬بتاريخ‬ ‫‪‬‬
‫‪ 10/9/1993‬وذلك بهدف تدعيم دولة القانون وترسيخ دور القضاء‬
‫كي ينهض بدوره على أكمل وجه‪ ،‬كإحدى السلط الثالثة التي يقوم‬
‫عليها النظام الديمقراطي في البالد()‪.‬‬
‫وتختص المحاكم اإلدارية نوعيا حسب المادة ‪ 8‬من قانون ‪41.90‬‬ ‫‪‬‬
‫بما يلي‪:‬‬
‫‪-‬البت ابتدائيا في طلبات إلغاء قرارات السلطات اإلدارية بسبب تجاوز‬ ‫‪‬‬
‫السلطة؛‬
‫‪ -‬البت في النزاعات المتعلقة بالعقود اإلدارية؛‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬دعاوي التعويض عن األضرار التي تسببها أعمال ونشاطات‬ ‫‪‬‬
‫أشخاص القانون العام‪ ،‬ماعدا األضرار التي تسببها في الطريق العام‬
‫مركبات أيا كان نوعها يملكها شخص من أشخاص القانون‬
‫العام(حودث السير)‪.‬‬
‫‪-‬تختص بالنظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق النصوص التشريعية‬ ‫‪‬‬
‫والتنظيمية المتعلقة بالمعاشات ومنح الوفاة المستحقة للعاملين في مرافق‬
‫الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العامة وموظفي إدارة مجلس النواب؛‬
‫‪ -‬تختص بالنظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق النصوص التشريعية‬ ‫‪‬‬
‫والتنظيمية المتعلقة باالنتخابات والضرائب ونزع الملكية ألجل المنفعة العامة؛‬
‫‪ -‬البت في الدعاوي المتعلقة بتحصيل الديون المستحقة للخزينة العامة؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية للموظفين والعاملين في مرافق الدولة‬ ‫‪‬‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تختص بفحص شرعية القرارات اإلدارية وفق الشروط المنصوص عليها في‬ ‫‪‬‬
‫المادة ‪)( 44‬من القانون ‪.41.90‬‬
‫‪ -‬تنص هذه المادة ‪ : 44‬إذا كان الحكم في قضية معروضة على محكمة عادية‬ ‫‪‬‬
‫غير زجرية يتوقف على تقدير شرعية قرار إداري وكان النزاع في شرعية‬
‫القرار جديا يجب على المحكمة المثار ذلك أمامها أن تؤجل الحكم في القضية‬
‫وتحيل تقدير شرعية القرار اإلداري محل النزاع إلى المحكمة اإلدارية أو إلى‬
‫المجلس األعلى بحسب اختصاص كل من هاتين الجهتين القضائيتين كما هو‬
‫محدد في المادتين ‪ 8‬و‪ 9‬أعاله‪ ،‬ويترتب على اإلحالة رفع المسألة العارضة‬
‫بقوة القانون إلى الجهة القضائية المحال إليها البت فيها‪.‬‬
‫‪ ‬اختصاص المحاكم التجارية‬
‫ثم أحدث المحاكم التجارية بمقتضى القانون رقم ‪ 53.95‬الصادر‬ ‫‪‬‬
‫بتاريخ ‪ 12‬فبراير ‪.1997‬‬
‫حسب المادة ‪ 5‬تختص المحاكم التجارية بالنظر في‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -1‬الدعاوى المتعلقة بالعقود التجارية؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ -2‬الدعاوى التي تنشأ بين التجار والمتعلقة بأعمالهم التجارية؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ -3‬الدعاوى المتعلقة باألوراق التجارية؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ -4‬النزاعات الناشئة بين شركاء في شركة تجارية؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ -5‬النزاعات المتعلقة باألصول التجارية؛‬ ‫‪‬‬
‫و تستثنى من اختصاص المحاكم التجارية قضايا حوادث السير‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يمكن االتفاق بين التاجر وغير التاجر على إسناد االختصاص للمحكمة‬ ‫‪‬‬
‫التجارية فيما قد ينشأ بينهما من نزاع بسبب عمل من أعمال التاجر‪.‬‬
‫‪ ‬اختصاص محاكم االستئناف‬
‫ويجسد االستئناف مبدأ التقاضي على درجتين‪ ،‬المعمول به لدى معظم األنظمة‬ ‫‪‬‬
‫القضائية‪ ،‬بحيث أن محكمة االستئناف ترفع إليها الطعون ضد األحكام االبتدائية‪،‬‬
‫للتأكد من مدى قانونيتها‪ ،‬وإذا تبين لها ذلك‪ ،‬فإنها تصحح العيوب التي‬
‫اعترتها‪(.‬الفصول ‪ 134‬إلى ‪ 146‬من ق‪.‬م‪.‬م‪).‬‬
‫ينص الفصل ‪ 9‬من ظ ت‪.‬ق‪ ":‬تختص محكمة االستئناف بالنظر في األحكام‬ ‫‪‬‬
‫الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية وكذا في جميع القضايا األخرى التي تختص‬
‫بالنظر فيها بمقتضى قانون المسطرة المدنية أو قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬أو‬
‫نصوص خاصة عند االقتضاء"‪.‬‬
‫ويقرر الفصل ‪ 24‬من ق‪.‬م‪.‬م على أن محاكم االستئناف تختص عدا إذا كانت هناك‬ ‫‪‬‬
‫مقتضيات قانونية مخالف بالنظر في استيناف أحكام المحاكم االبتدائية‪ ،‬وكذا في‬
‫استيناف األوامر الصادرة عن رؤسائها‪(.‬القضاء االستعجالي ‪-‬في األوامر المبنية‬
‫على طلب ‪ -‬في إطار مسطرة األمر باألداء)‬
‫وعلى سبيل االستثناء تبقى غرفة االستئنافات بالمحكمة االبتدائية مختصة‬ ‫‪‬‬
‫بالنظر في االستئنافات المرفوعة ضد األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحاكم‬
‫االبتدائية‪ ،‬في جميع الطلبات التي ال تتجاوز عشرين ألف درهم (‪20.000‬‬
‫درهم)؛‬
‫‪ ‬محاكم االستئناف تختص بالنظر في استئناف‬
‫األحكام الصادرة عن المحاكم االبتدائية ابتدائيا ال‬
‫نهائيا طبقا للفصل ‪ 18‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي ال يزال‬
‫يميز بين األحكام االنتهائية واألحكام القابلة‬
‫لالستئناف‪ ،‬رغم أن الفصل ‪ 19‬قد وحد القاعدة‬
‫وجعل كل األحكام الصادرة عن المحاكم االبتدائية‬
‫قابلة لالستئناف‪.‬‬
‫‪ ‬تنظر محاكم االستئناف أيضا في موضوع تنازع‬
‫االختصاص السلبي أو اإليجابي الذي قد يحدث‬
‫بين محكمتين ابتدائيين بشأن بعض القضايا‬
‫المسطرة وذلك بغرفة المشورة‪.‬‬
‫‪ ‬غرفة المشورة‪:‬‬
‫‪ ‬هي مؤسسة اعتبارية قرر إقامتها من غير أن يحدد‬
‫لها مكانا معينا‪ ،‬بحيث قد يكون مكاتب أحد القضاة‪،‬‬
‫وذلك بغيت البت على وجه السرعة والسرية في قضايا‬
‫معينة‪ ،‬وال يحضرها عموم الناس أو حتى األطراف‬
‫والوكالء في بعض األحيان‪.‬‬
‫‪ ‬اختصاص محاكم االستئناف التجارية‬
‫تختص محكمة االستئناف التجارية بالنظر في الطعون المقدمة إليها‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كمحكمة للدرجة الثانية‪ ،‬ضد األحكام االبتدائية الصادرة عن المحاكم‬
‫التجارية والتي تكون بدون استثناء قابلة لالستئناف عندما يكون قيمة‬
‫النزاع تتجاوز ‪ 20.000‬درهم‪،‬على اعتبار أنه عندما يكون ذلك المبلغ غير‬
‫ذلك (يعني ‪ 20000‬ألف أو أقل) فإن المحاكم االبتدائية تبقى هي صاحبة‬
‫االختصاص‪ .‬من أجل التخفيف على هذه المحاكم التجارية المتخصصة‪ ،‬حتى‬
‫ال تنشغل بدعاوي تكون قيمتها (تافهة)‪.‬‬
‫‪ ‬وتختص محاكم االستئناف التجارية كذلك بالنظر فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬استئناف أوامر األداء الصادرة عن رئيس المحكمة التجارية ‪.‬‬
‫‪ ‬استئناف القرارات االستعجالية الصادرة عن رئيس المحكمة‬
‫التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬استئناف أوامر رؤساء المحاكم التجارية‪.‬‬
‫‪‬اختصاص محاكم االستئناف اإلدارية‬
‫‪ ‬قانون رقم ‪ 80.03‬بتاريخ ‪.14/2/2006‬‬
‫‪ ‬تختص هذه المحاكم بالنظر في استئناف أحكام المحاكم‬
‫اإلدارية وأوامر رؤسائها ما عدا إذا كانت هناك‬
‫مقتضيات قانونية مخالفة‪.‬‬
‫‪ ‬ويخضع استئناف األحكام اإلدارية لنفس القواعد‬
‫اإلجرائية المتبعة أمام محاكم االستئناف وذلك من‬
‫خالل اإلحالة على مقتضيات الفصول من ‪ 134‬إلى‬
‫‪ 141‬من ق‪.‬م‪.‬م (م‪ 9‬من قانون ‪.)80.03‬‬
‫‪ ‬اختصاص محكمة النقض‪.‬‬
‫محكمة النقض تبت في الطعون المقدمة أمامها بموجب أنها محكمة قانون تراقب محاكم‬ ‫‪‬‬
‫الموضوع على مستوى احترامها للقواعد القانونية الواجبة التطبيق فحسب‪ ،‬دون أن‬
‫تفصل في الموضوع والواقع‪.‬‬
‫‪ -1‬الطعن بالنقض ضد األحكام االنتهائية(الحكم الذي ال يقبل طرق الطعن‬ ‫‪‬‬
‫العادية والسيما االستئناف‪ ).‬الصادرة عن جميع محاكم المملكة باستثناء‪:‬‬
‫الطلبات التي تقل قيمتها عن عشرين ألف (‪ )20.000‬درهم والطلبات المتعلقة‬
‫باستيفاء واجبات الكراء والتحمالت الناتجة عنه أو مراجعة السومة الكرائية؛‬
‫‪ -2‬الطعون الرامية إلى إلغاء المقررات الصادرة عن السلطات اإلدارية للشطط‬ ‫‪‬‬
‫في استعمال السلطة؛(ضمن الحدود التي أبقاها لها القانون المحدث للمحاكم‬
‫اإلدارية)‪.‬‬
‫‪ -3‬الطعون المقدمة ضد األعمال والقرارات التي يتجاوز فيها القضاة سلطاتهم؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ -4‬البت في تنازع االختصاص بين محاكم ال توجد محكمة أعلى درجة مشتركة‬ ‫‪‬‬
‫بينها غير محكمة النقض؛ مثال إذا وقع التنازع بين محكمتين استئنافيتين أو‬
‫محكمتين تخضع كل منهما إلى محكمة استئناف أخرى كالنزاع بين المحكمة‬
‫االبتدائية بإنزكان والمحكمة االبتدائية بورزازات‪.‬‬
‫‪ -5 ‬مخاصمة القضاة والمحاكم غير محكمة النقض؛‬
‫‪ -6 ‬اإلحالة من أجل التشكك المشروع؛(وهي مسطرة‬
‫استثنائية يتم اللجوء إليها حين توجد أسباب مشروعة‬
‫للتشكك في نزاهة القضاة في قضية معينة‪ ،‬ولذلك يطلب‬
‫أحد األطراف إحالتها على محكمة أخرى تعينها محكمة‬
‫النقض‪.‬‬
‫‪ -7 ‬اإلحالة من محكمة إلى أخرى من أجل األمن العمومي‬
‫أو لصالح حسن سير العدالة‪ ،‬يقدم الطلب من طرف وزير‬
‫العدل بواسطة الوكيل العام للملك وهذا هو الفرق بين هذه‬
‫الحالة واإلحالة للتشكك المشروع التي يطلبها أحد‬
‫األطراف‪.‬‬
‫‪ ‬وال يجوز الطعن بالنقض إال لألسباب التي عددها‬
‫الفصل ‪ 359‬من ق‪.‬م‪.‬م وهي‪:‬‬
‫‪ -1 ‬خرق القانون الداخلي؛‬
‫‪ - 2 ‬خرق قاعدة مسطرية أضر بأحد األطراف؛‬
‫‪ - 3 ‬عدم االختصاص؛‬
‫‪ - 4 ‬الشطط في استعمال السلطة؛‬
‫‪ - 5 ‬عدم ارتكاز الحكم على أساس قانوني أو انعدام‬
‫التعليل‪.‬‬
‫‪‬االختصاص المحلي‬
‫‪ ‬يرمي االختصاص المحلي إلى توزيع العمل‬
‫بين المحاكم على أساس جغرافي‪/‬ترابي‪،‬‬
‫وقواعد هذا االختصاص تولت تنظيمه‬
‫فصول ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬الفصل ‪ 27‬وما يليه‪،‬‬
‫باإلضافة إلى القواعد التي أوردها المشرع‬
‫في قوانين المحاكم المتخصصة (اإلدارية‬
‫والتجارية)‪.‬‬
‫‪ ‬أحكام عامة حول االختصاص المحلي للمحاكم‬
‫االبتدائية والمتخصصة‬
‫‪ ‬في جميع األحوال‪ ،‬فإن قواعد االختصاص المحلي تحكمه القواعد األربع‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬المبدأ األول‪ :‬األصل أن المحكمة المختصة محليا هي المحكمة التي توجد‬
‫في دائرتها ‪:‬‬
‫‪ ‬موطن المدعى عليه (الموطن قد يكون حقيقا‪ ،‬ويقصد به المقر الحقيقي‬
‫الذي يسكن فيه للشخص أو يباشر فيه عادة أنشطته وأعماله وقد يكون‬
‫مختارا وهو المقر الذي يختاره الشخص لمباشرة عمل من أعماله)‬
‫‪ ‬أو محل إقامته(المحل الذي يوجد به الشخص فعال في وقت معين‪،).‬‬
‫وأساس هذه القاعدة أن على من يدعي الحق أن يتحمل عبء ذلك‪ ،‬ال‬ ‫‪‬‬
‫العكس‪ ،‬وأنه ليس من العدل إرغام المدعى عليه االنتقال إلى محكمة‬
‫خصمه إال في حاالت نادرة مثل دعاوى النفقة‪.‬‬
‫‪ ‬إذا لم يكن للمدعي عليه موطن في المغرب ولكن‬
‫يتوفر على محل إقامة كان االختصاص لمحكمة‬
‫هذا المحل‪.‬‬
‫‪ ‬إذا لم يكن للمدعى عليه ال موطن وال محل إقامة‬
‫بالمغرب فيمكن تقديم الدعوى ضده أمام محكمة‬
‫موطن أو إقامة المدعي أو واحد منهم عند‬
‫تعددهم‪.‬‬
‫‪ ‬إذا تعدد المدعى عليهم جاز للمدعي أن يختار‬
‫محكمة موطن أو محل إقامة أي واحد منهم‪.‬‬
‫‪ ‬ينص الفصل ‪ 10‬من قانون المحاكم اإلدارية على أنه‪:‬‬
‫‪ " ‬تطبق أمام المحاكم اإلدارية قواعد االختصاص المحلي‬
‫المنصوص عليها في الفصل ‪ 27‬وما يليه إلى الفصل ‪ 30‬من‬
‫قانون المسطرة المدنية‪ ،‬ما لم ينص على خالف ذلك في هذا‬
‫القانون أو في نصوص أخرى خاصة‪.‬‬
‫‪ ‬واستثناء من ذلك‪ ،‬ترفع طلبات اإللغاء بسبب تجاوز السلطة‬
‫إلى المحكمة اإلدارية التي يوجد موطن طالب اإللغاء داخل‬
‫دائرة اختصاصها أو التي صدر القرار بدائرة اختصاصها‪".‬‬
‫ويقرر الفصل العاشر ‪ 10‬من قانون إحداث المحاكم التجارية على‬ ‫‪‬‬
‫أن االختصاص المحلي يكون لمحكمة الموطن الحقيقي أو المختار‬
‫للمدعى عليه‪.‬‬
‫إذا لم يكن لهذا األخير موطن في المغرب‪ ،‬ولكنه يتوفر على محل إقامة به‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كان االختصاص لمحكمة هذا المحل‪.‬‬
‫إذا لم يكن للمدعي عليه موطن وال محل إقامة بالمغرب‪ ،‬أمكن مقاضاته أمام‬ ‫‪‬‬
‫محكمة موطن أو محل إقامة المدعي أو واحد منهم في حالة تعددهم‪(.‬وهذا ما‬
‫أكده قرار محكمة النقض ع ‪ 238‬الصادر بتاريخ ‪ 7‬ماي ‪ ،2015‬ومضمون‬
‫هذا القرار أن المدعى عليه اعترف اعترافا قضائيا بأن عنوانه بإسبانيا في‬
‫مقاله أمام المحكمة‪ ،‬مما حتم تطبيق مقتضيات الفقرة الثالثة من المادة العاشرة‬
‫من القانون المحدث للمحاكم التجارية‪ ،‬التي تسمح للمدعي بمقاضاة خصمه(‬
‫المدعى عليه) أمام محكمة موطن هذا المدعي أو محكمة محل إقامته‪).‬‬
‫إذا تعدد المدعى عليهم‪ ،‬أمكن للمدعي أن يختار محكمة موطن أو محل إقامة‬ ‫‪‬‬
‫أي واحد منهم‪.‬‬
‫‪ ‬المبدأ الثاني‪ :‬تقام الدعوى أمام المحكمة‬
‫التي يقع في دائرتها العقار المتنازع فيه‬
‫حتى يتمكن القاضي من الوقوف على عين‬
‫المكان إذا اقتضى الحال واالستماع‬
‫للشهود الذين عادة ما يسكنون بنفس‬
‫دائرة العقار‪.‬‬
‫‪ ‬المبدأ الثالث‪ :‬أنه في حالة تعدد المدعى عليهم‬
‫واختالف مواطنهم يجوز للمدعي أن يختار أيا منها‪،‬‬
‫حسب هواه‪ ،‬يكون فيه موطن أحدهم (ما عدا‬
‫الدعاوى العقارية بطبيعة الحال) بشرط أن يكون‬
‫التعدد حقيقيا ال مجرد احتيالي يرمي إلى تحريف‬
‫قاعدة االختصاص‪ ،‬وأن يكونوا جميعا في نفس‬
‫المراكز القانونية‪.‬‬
‫‪ ‬فلو كان أحدهم مدينا أصليا‪ ،‬واآلخر مجرد كفيل‪،‬‬
‫تحتم رفع الدعوى أمام محكمة موطن المدين‬
‫األصلي‪.‬‬
‫‪ ‬المبدأ الرابع‪ :‬بعض الدعاوى تكون ذات طابع شخصي‬
‫وعقاري ( دعاوى مختلطة) كما لو تعلق األمر‬
‫بدعوى تنفيذ التزام ينصب على عقار‪ ،‬هذا النوع من‬
‫القضايا يتيح للمدعي أن يختار محكمة موطن المدعي‬
‫عليه‪ ،‬أو المحكمة التي يوجد بها العقار‪.‬‬
‫‪ ‬ويفترض في جميع ما سبق أن المدعى عليه يتوفر‬
‫على موطن أو محل إقامة بالمغرب فإن لم يكن كذلك‪،‬‬
‫فيمكن تقديم الدعوى أمام محكمة موطن أو إقامة‬
‫المدعي أو واحد منهم عند تعددهم‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للمحاكم االبتدائية‬
‫لقد عدد المشرع هذه االستثناءات في الفصول من ‪ 28‬إلى ‪ 30‬من‬ ‫‪‬‬
‫ق ‪.‬م ‪ .‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬في الدعاوى العقارية سواء تعلق األمر بدعوى االستحقاق أو‬ ‫‪‬‬
‫الحيازة‪ ،‬أمام محكمة موقع العقار المتنازع فيه؛‬
‫‪ -‬في الدعاوى المختلطة المتعلقة في آن واحد بنزاع في حق شخصي‬ ‫‪‬‬
‫أو عيني‪ ،‬أمام محكمة الموقع أو محكمة موطن أو إقامة المدعى‬
‫عليه؛‬
‫‪ -‬في دعاوى النفقة أمام محكمة موطن أو محل إقامة المدعى عليه‬ ‫‪‬‬
‫أو موطن أو محل إقامة المدعي باختيار هذا األخير؛‬
‫‪ - ‬في دعاوى تقديم عالجات طبية أو مواد غذائية‪ ،‬أمام محكمة‬
‫المحل الذي قدمت به العالجات أو المواد الغذائية؛‬
‫‪ - ‬في دعاوى التعويض‪ ،‬أمام محكمة المحل الذي وقع فيه الفعل‬
‫المسبب للضرر أو أمام محكمة موطن المدعى عليه باختيار‬
‫المدعي؛‬
‫‪ - ‬في دعاوى التجهيز واألشغال والكراء وإجارة الخدمة أو‬
‫العمل أمام محكمة محل التعاقد أو تنفيذ العقد إذا كان هو موطن‬
‫أحد األطراف وإال فأمام محكمة موطن المدعى عليه؛‬
‫‪ - ‬في دعاوى األشغال العمومية‪ ،‬أمام محكمة المكان الذي نفذت‬
‫فيه تلك األشغال؛‬
‫‪ - ‬في دعاوى العقود التي توجد الدولة أو جماعة عمومية‬
‫أخرى طرفا فيها‪ ،‬أمام محكمة المحل الذي وقع العقد فيه؛‬
‫‪ -‬في دعاوى النزاعات المتعلقة بالمراسالت واألشياء المضمونة‬ ‫‪‬‬
‫واإلرساليات المصرح بقيمتها والطرود البريدية‪ ،‬أمام محكمة موطن‬
‫المرسل أو موطن المرسل إليه باختيار الطرف الذي بادر برفع الدعوى؛‬
‫‪ -‬في دعاوى الضرائب المباشرة والضرائب البلدية‪ ،‬أمام محكمة المكان‬ ‫‪‬‬
‫الذي تجب فيه تأدية الضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬في دعاوى التركات‪ ،‬أمام محكمة محل افتتاح التركة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬في دعاوى انعدام األهلية‪ ،‬والترشيد‪ ،‬والتحجير‪ ،‬وعزل الوصي أو‬ ‫‪‬‬
‫المقدم‪ ،‬أمام محكمة محل افتتاح التركة أو أمام محكمة موطن أوالئك‬
‫الذين تقرر انعدام أهليتهم باختيار هؤالء أو ممثلهم القانوني؛ وإذا لم يكن‬
‫لهم موطن في المغرب‪ ،‬فأمام محكمة موطن المدعى عليه‪.‬‬
‫‪ -‬في دعاوى الشركات‪ ،‬أمام المحكمة التي يوجد في دائرتها المركز‬ ‫‪‬‬
‫االجتماعي للشركة‬
‫‪ - ‬في دعاوى التفلسة‪ ،‬أمام محكمة آخر موطن أو آخر محل‬
‫إقامة للمفلس‪.‬‬
‫‪ - ‬في جميع الدعاوى التجارية األخرى يمكن للمدعي أن يختار‬
‫رفع الدعوى إلى محكمة موطن المدعى عليه أو إلى المحكمة‬
‫التي سيقع في دائرة نفوذها وجوب الوفاء‪.‬‬
‫‪ - ‬في دعاوى التأمين وجميع الدعاوى المتعلقة بتحديد وتأدية‬
‫التعويضات المستحقة‪ ،‬أمام محكمة موطن أو محل إقامة‬
‫المؤمن له‪ ،‬أو أمام محكمة المحل الذي وقع فيه الفعل المسبب‬
‫للضرر عدا في قضايا العقار أو المنقول بطبيعته فإن‬
‫االختصاص ال يكون إال إلى محكمة المحل الذي توجد به‬
‫األشياء المؤمنة‪.‬‬
‫يأتي‪)( :‬‬ ‫يحدد االختصاص المحلي في القضايا االجتماعية كما‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 1‬في دعاوى عقود الشغل والتدريب المهني‪ ،‬أمام محكمة موقع المؤسسة‬ ‫‪‬‬
‫بالنسبة للعمل المنجز بها أو محكمة موقع إبرام أو تنفيذ عقدة الشغل بالنسبة‬
‫للعمل خارج المؤسسة؛‬
‫‪ - 2‬في دعاوى الضمان االجتماعي‪ ،‬أمام محكمة موطن المدعى عليه؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 3‬في دعاوى حوادث الشغل‪ ،‬أمام المحكمة التي وقعت الحادثة في دائرة‬ ‫‪‬‬
‫نفوذها؛‬
‫غير أنه إذا وقعت الحادثة في دائرة نفوذ محكمة ليست هي محل إقامة الضحية‬ ‫‪‬‬
‫جاز لهذا األخير أو لذوي حقوقه رفع القضية أمام محكمة محل إقامتهم؛‬
‫‪ - 4‬في دعاوى األمراض المهنية‪ ،‬أمام محل إقامة العامل أو ذوي حقوقه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫()‪ -‬يجب التنبيه إلى االستثناءات التي أوردها المشرع في الفصل ‪ 30‬من قانون المسطرة المدنية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫بحيث خالفا لتلك المقتضيات المتعلقة بتحديد االختصاص المحلي في المادة االجتماعية‪ ،‬فإن المحكمة‬
‫المختصة يتقرر بشأنها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬في دعاوى الضمان االجتماعي‪ ،‬محكمة الدار البيضاء إذا كان موطن المؤمن له بالخارج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬في دعاوى حوادث الشغل‪ ،‬محكمة محل إقامة الضحية أو ذوي حقوقه عند االقتضاء إذا وقعت‬ ‫‪‬‬
‫الحادثة خارج المغرب‪.‬‬
‫‪ -‬في دعاوى األمراض المهنية‪ ،‬أمام محكمة المحل الذي وقع إيداع التصريح بالمرض فيه عند‬ ‫‪‬‬
‫االقتضاء إذا كان موطن العامل أو ذوي حقوقه بالخارج‪.‬‬
‫‪ ‬االستثناءات بالنسبة للمحاكم اإلدارية‬
‫نجد الفصل ‪ 10‬من القانون ‪ 41.90‬المحدث للمحاكم اإلدارية ينص على ما‬ ‫‪‬‬
‫يلي‪:‬‬
‫تطبق أمام المحاكم اإلدارية قواعد االختصاص المحلي المنصوص عليها في‬ ‫‪‬‬
‫الفصل ‪ 27‬وما يليه إلى الفصل ‪ 30‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬ما لم ينص‬
‫على خالف ذلك في هذا القانون أو في نصوص أخرى خاصة‪.‬‬
‫‪ ‬واستثناء من ذلك‪ ،‬ترفع طلبات اإللغاء بسبب تجاوز السلطة إلى‬
‫المحكمة اإلدارية التي يوجد موطن طالب اإللغاء داخل دائرة اختصاصها أو‬
‫التي صدر القرار بدائرة اختصاصها‪.‬‬
‫‪ ‬تختص محكمة الرباط اإلدارية بالنظر في النزاعات المتعلقة بالوضعية‬
‫الفردية لألشخاص المعينين بظهير شريف أو مرسوم وبالنزاعات الراجعة‬
‫إلى اختصاص المحاكم اإلدارية التي تنشأ خارج دوائر اختصاص جميع هذه‬
‫المحاكم‪( .‬المادة ‪ 11‬من قانون ‪ 41.90‬المحدث للمحاكم اإلدارية)‪.‬‬
‫‪ ‬االختصاص النوعي والمحلي وعالقتهما النظام العام‬
‫‪ ‬تكون القاعدة القانونية من النظام العام حين يكون حكمها آمر‪،‬‬
‫بحيث ال يجوز االتفاق على ما يخالفها؛ وتكون كذلك عندما يكون‬
‫لها اتصال وثيق بالصالح العام‪ ،‬ألن من شأن اإلخالل بمقتضياتها‬
‫أن يلحق الفوضى واالضطراب بالبنية االجتماعية أو بعض‬
‫األسس التي تقوم عليها‪.‬‬
‫‪ ‬فقواعد االختصاص التي لها ارتباط بالنظام العام تجعل القاضي‬
‫حريص على مراعاتها وتحتم عليه إثارتها تلقائيا إن اقتضى الحال‬
‫دون أن يشكل ذلك خروجا عن الحياد الواجب عليه أو الحكم بما‬
‫لم يطلب منه‪.‬‬
‫‪ ‬االختصاص النوعي والنظام العام‬
‫ينص الفصل ‪ 16‬من ق‪.‬م‪.‬م على أنه‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪" ‬يجب على األطراف الدفع بعدم االختصاص النوعي أو المكاني‬


‫قبل كل دفع أو دفاع‪.‬‬
‫‪ ‬ال يمكن إثارة هذا الدفع في طور االستئناف إال بالنسبة لألحكام‬
‫الغيابية‪.‬‬
‫‪ ‬يجب على من يثير الدفع أن يبين المحكمة التي ترفع إليها‬
‫القضية وإال كان الطلب غير مقبول‪.‬‬
‫‪ ‬إذا قبل الدفع رفع الملف إلى المحكمة المختصة التي تكون‬
‫اإلحالة عليها بقوة القانون وبدون صائر‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن الحكم بعدم االختصاص النوعي تلقائيا من لدن قاضي‬
‫الدرجة األولى"‪.‬‬
‫‪ ‬من خالل هذا الفصل نستنتج القواعد اآلتية‪:‬‬
‫‪ >1 ‬الدفع بعدم االختصاص النوعي يجب تقديمه قبل كل دفع‬
‫أو دفاع‪ ،‬وال يمكن تقديمه في طور االستئناف إال بالنسبة‬
‫لألحكام الغيابية‪.‬‬
‫وعليه فالمشرع قد حصر إمكانية تقديم الدفع بعدم‬
‫االختصاص في المرحلة االبتدائية بشرط أن يقدم قبل خوض‬
‫المدعى عليه في جوهر الدعوى أو تقديم أي دفع أو دفاع‬
‫بشأنها‪.‬‬
‫‪ >2 ‬يمكن لقاضي الدرجة األولى إثارة الدفع بعدم اإلختصاص‬
‫من تلقاء نفسه‪ ،‬وهذا حق ال يملكه قضاة محكمة االستئناف‪.‬‬
‫وعليه فاألمر يخضع للسلطة التقديرية للقاضي‪ .‬بدليل‬
‫عبارة‪ ":‬يمكن‪"...‬‬
‫‪ >3 ‬يجب على مثير الدفع أن يبين المحكمة التي‬
‫ترتفع إليها القضية تحت طائلة عدم قبول طلبه‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا شرط يقيد األطراف دون القاضي‪ ،‬ومسألة‬
‫تعيين المحكمة التي سترفع لها اﻟﻘﺿﯾﺔ ال يلزم‬
‫المحكمة في شيء‪.‬‬
‫‪ ‬إذا قبل الدفع من طرف المحكمة بعد إثارته‪ ،‬رفع‬
‫الملف إلى المحكمة المختصة التي تكون اإلحالة‬
‫عليها بقوة القانون وبدون صائر‪.‬‬
‫‪ >4 ‬المحكمة تبت في الدفع أما بحكم مستقل أو‬
‫حكم مضاف إلى الجوهر‪.‬‬
‫‪‬خالصة‪:‬‬
‫االختصاص النوعي في الفصل ‪ 16‬من ق‪.‬م‪.‬م ليس من النظام‬ ‫‪‬‬
‫العام لعدة مبررات أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬هي إمكانية متاحة لألطراف قبل كل دفع أو دفاع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬عدم إمكانية إثارة الدفع أمام محكمة االستئناف إال بخصوص‬ ‫‪‬‬
‫األحكام الغيابية‪.‬‬
‫‪ -‬المحكمة االبتدائية لها صالحية إثارة هذا الدفع من عدمه ألن‬ ‫‪‬‬
‫المشرع استعمل عبارة‪" :‬يمكن‪ "...‬كما قلنا‪.‬‬

‫‪ ‬الحظ‪:‬‬
‫قواعد االختصاص النوعي المتعلقة بالمحاكم االبتدائية وما مدى‬ ‫‪‬‬
‫ارتباطها بالنظام العام المؤطر بالفصل ‪ 16‬قد تم نسخها ضمنيا‬
‫بالمواد ‪ 12‬و‪ 13‬من قانون إحداث المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية وارتباطه بالنظام العام‪.‬‬
‫‪ ‬تنص المادة ‪ 12‬من قانون ‪ " :41.90‬تعتبر القواعد المتعلقة‬
‫باالختصاص النوعي من قبيل النظام العام‪ ،‬ولألطراف أن يدفعوا‬
‫بعدم االختصاص النوعي في جميع مراحل إجراءات الدعوى‪،‬‬
‫وعلى الجهة القضائية المعروضة عليها القضية أن تثيره‬
‫تلقائيا‪".‬‬
‫‪ ‬وتنص المادة ‪ 13‬من نفس القانون على أنه‪:‬‬
‫‪ " ‬إذا أثير دفع بعدم االختصاص النوعي أمام جهة قضائية عادية‬
‫أو إدارية وجب عليها أن تبت فيه بحكم مستقل وال يجوز لها أن‬
‫تضمه إلى الموضوع‪.‬‬
‫‪ ‬ولألطراف أن يستأنفوا الحكم المتعلق باالختصاص النوعي أيا‬
‫كانت الجهة القضائية الصادر عنها أمام المجلس األعلى الذي‬
‫بجب عليه أن يبت في األمر داخل أجل ثالثين يوما يبتدئ من‬
‫تسلم كتابة الضبط به لملف االستئناف"‪.‬‬
‫‪‬استنتاج‪:‬‬
‫‪ - ‬هنا نستنتج‪ ،‬بالجزم‪ ،‬أن االختصاص النوعي‬
‫للمحاكم اإلدارية من النظام العام ويمكن إثارته ولو‬
‫ألول مرة أمام محكمة النقض‪.‬‬
‫‪ - ‬كذلك المحكمة ملزمة في إطار المادة ‪ 13‬بالبت في‬
‫االختصاص بحكم مستقل وال يجوز ضمه إلى‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫‪ - ‬إمكانية استئناف األطراف للحكم‪ ،‬القاضي في‬
‫االختصاص‪ ،‬ويكون ذلك جزما أمام محكمة النقض‪،‬‬
‫وليس أمام محكمة االستئناف‪.‬‬
‫‪ ‬االختصاص النوعي للمحاكم التجارية وارتباطه‬
‫بالنظام العام‪.‬‬
‫لم يبين القانون المحدث لها طبيعة االختصاص النوعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بحيث قررت المادة الخامسة بأن المحاكم التجارية تختص بالنظر في‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -1‬الدعاوى المتعلقة بالعقود التجارية؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ -2‬الدعاوى التي تنشأ بين التجار والمتعلقة بأعمالهم التجارية؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ -3‬الدعاوى المتعلقة باألوراق التجارية؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ -4‬النزاعات الناشئة بين شركاء في شركة تجارية؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ -5‬النزاعات المتعلقة باألصول التجارية؛‬ ‫‪‬‬
‫‪...‬‬ ‫‪‬‬
‫يمكن االتفاق بين التاجر وغير التاجر على إسناد االختصاص للمحكمة‬ ‫‪‬‬
‫التجارية فيما قد ينشأ بينهما من نزاع بسبب عمل من أعمال التاجر‬
‫‪ ‬وعليه وبالرجوع للفقرة ما قبل األخيرة من المادة ‪ 5‬من‬
‫قانون إحداث المحاكم التجارية نجدها تعطي اإلمكانية للتاجر‬
‫وغير التاجر على إسناد االختصاص للمحكمة التجارية فيما قد‬
‫ينشأ بينهما من نزاع بسبب عمل من أعمال التاجر‬
‫‪( ‬بمفهوم المخالفة ال يحق للتجار في عالقتهم مع بعضهم أن‬
‫يتفقوا على إسناد االختصاص للمحكمة العادية‪ ،‬تحت طائلة‬
‫إثارة هذه المحكمة لعدم االختصاص تلقائيا‪).‬‬

‫‪ ‬ونفس المادة يبدو أنها ال تتيح لألطراف االتفاق على عكس‬


‫ذلك‪ ،‬بنقل نزاعاتهم التي تختص بها المحاكم التجارية لتبت‬
‫فيها المحاكم العادية‪.‬‬
‫‪‬‬
‫هنا البد من االشارة الى مجموعة من الخصوصيات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫استثناء من أحكام الفصل ‪ 17‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬يجب على‬ ‫‪‬‬
‫المحكمة التجارية أن تبت بحكم مستقل في الدفع بعدم االختصاص النوعي‬
‫المرفوع إليها وذلك داخل أجل ثمانية أيام (‪.)8‬‬
‫يمكن استئناف الحكم المتعلق باالختصاص خالل أجل عشرة أيام (‪ )10‬من‬ ‫‪‬‬
‫تاريخ التبليغ‪.‬‬
‫يتعين على كتابة الضبط أن توجه الملف إلى محكمة االستئناف التجارية‬ ‫‪‬‬
‫في اليوم الموالي لتقديم مقال االستئناف‪.‬‬
‫تبت المحكمة داخل أجل عشرة أيام (‪ )10‬تبتدئ من تاريخ توصل كتابة‬ ‫‪‬‬
‫الضبط بالملف‪.‬‬
‫إذا بتت محكمة االستئناف التجارية في االختصاص أحالت الملف تلقائيا‬ ‫‪‬‬
‫على المحكمة المختصة‪.‬‬
‫يتعين على كتابة الضبط أن توجه الملف إلى المحكمة المختصة داخل أجل‬ ‫‪‬‬
‫عشرة أيام (‪ )10‬من تاريخ صدوره‪.‬‬
‫ال يقبل قرار المحكمة أي طعن عاديا كان أو غير عاد‪ (.‬المادة الثامنة من‬ ‫‪‬‬
‫قانون ‪)53.95‬‬
‫مدى ارتباط االختصاص النوعي للمحاكم التجارية بالنظام العام‪.‬؟‬ ‫‪‬‬
‫نظرا لإلحالة على الفصل ‪ 16‬من ق‪.‬م‪.‬م بمقتضى المادة ‪ 19‬من قانون‬ ‫‪‬‬
‫‪ 53.95‬فإنه قد يستنتج ضمنيا وبمفهوم الموافقة أن االختصاص‬
‫النوعي للمحاكم التجارية غير متصل بالنظام العام‪ .‬بدليل المبررات التالية‪:‬‬
‫& أن القانون المحدث لهذه المحاكم لم يقرر بأن االختصاص‬ ‫‪‬‬
‫النوعي لها مرتبط بالنظام العام‪ ،‬كما فعل في المادة ‪ 12‬من قانون‬
‫إحداث المحاكم اإلدارية؛‬
‫& كما أن عبارة " المرفوع إليها" الواردة في المادة ‪ 8‬من‬ ‫‪‬‬
‫القانون ‪ ،53.95‬تعني أن الدفع بعدم االختصاص النوعي يتمسك‬
‫به أحد األطراف ويرفعه للمحكمة؛‬
‫& ضف إلى ذلك نجد المادة ‪ 19‬من نفس القانون تحيل على‬ ‫‪‬‬
‫قانون المسطرة المدنية في كل ما لم يرد بشأن نص خاص ومن‬
‫بين النصوص المحال عليها‪ ،‬والتي تعنينا‪ ،‬الفصل ‪ 16‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫وعلى العموم‪ ،‬فيمكن القول‪ ،‬وحسب وجهة نظرنا‪ ،‬أن إختصاص‬ ‫‪‬‬
‫المحاكم التجارية من النظام العام‪ ،‬ويجب أن يكون كذلك حتى تقوم‬
‫هذه المحاكم المتخصصة بالدور الذي من أجله أستحدثت؛‬
‫بالنظر إلى‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫صياغة المادة الخامسة من القانون المحدث للمحاكم التجارية‬ ‫‪‬‬
‫الذي جاء بعبارة تفيد الوجوب والحصر بخصوص القضايا التي‬
‫تدخل ضمن اختصاص هذه المحاكم؛‬
‫وكذا عدم جوازية االتفاق بين األطراف التجار على إسناد‬ ‫‪‬‬
‫االختصاص من المحكمة التجارية إلى المحكمة العادية‪ .‬مع‬
‫مراعاة الخصوصية التي تقررها المادة الثامنة من قانون ‪53.95‬‬
‫والمتمثلة في ضرورة البت بحكم مستقل في الدفع بعدم‬
‫االختصاص النوعي المرفوع للمحكمة التجارية داخل أجل ‪ 8‬أيام‪.‬‬
‫‪ ‬من باب حسم الخالف الفقهي والقضائي‪ ،‬فإننا ننادي‬
‫بضرورة التنصيص بشكل صريح بأن االختصاص‬
‫النوعي للمحاكم التجارية من النظام العام‪ ،‬تماما كما‬
‫فعل المشرع في المادة ‪ 12‬من قانون إحداث المحاكم‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬وذلك بإضافة فقرة للمادة الخامسة من قانون إحداث‬
‫المحاكم التجارية مضمونها‪ ":‬تعتبر القواعد المتعلقة‬
‫باالختصاص النوعي للمحاكم التجارية من قبيل النظام‬
‫العام‪ ،‬ولألطراف أن يدفعوا بعدم االختصاص النوعي‬
‫في جميع مراحل إجراءات الدعوى‪ ،‬وعلى الجهة‬
‫القضائية المعروضة عليها القضية أن تثيره تلقائيا‪".‬‬
‫‪ ‬استئناف األحكام الصادرة في الدفع بعدم االختصاص النوعي‪.‬‬
‫لقد كانت المحاكم العادية تملك صالحية البت بحكم مستقل في الدفع‬ ‫‪‬‬
‫بعدم االختصاص النوعي‪ ،‬أو إضافته إلى الحكم في الجوهر‪.‬‬
‫واستئناف الحكم يكون أمام محكمة االستئناف هذا ما ينص عليه‬
‫الفصل ‪ 16‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫لكن بصدور قانون ‪ 41.90‬القاضي بإحداث المحاكم اإلدارية سنة‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1993‬أعيد تنظيم قواعد االختصاص النوعي بمقتضى المواد‬
‫‪12‬و‪ 13‬منه‪ ،‬بشكل مخالف تماما لنص الفصل ‪ 16‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫وعليه فقد صرحت المادة ‪ 12‬بأن قواعد االختصاص النوعي تعتبر‬ ‫‪‬‬
‫من قبيل النظام العام‪ ،‬ولألطراف أن يدفعوا بعدم االختصاص النوعي‬
‫في جميع مراحل إجراءات الدعوى‪ ،‬وعلى الجهة القضائية‬
‫المعروضة عليه القضية أن تثيره تلقائيا‪.‬‬
‫‪ ‬وعليه فإن مقتضيات الفصل ‪ 16‬من ق‪.‬م‪.‬م ألغيت ضمنيا بصدور‬
‫القانون ‪ 41.90‬بمقتضى المادة ‪.12‬‬
‫‪ ‬إذا أثير دفع بعدم االختصاص النوعي بين‬
‫محكمة عادية ومحكمة إدارية ‪ .‬ما هو الحل؟‬

‫يجب البت فيه بحكم مستقل وال يجوز ضمه‬


‫إلى الموضوع‪.‬‬
‫لم يعد للمحاكم العادية الخيار بالبت فيه بحكم‬
‫مستقل أو إضافته إلى الجوهر (طبقا للفصل ‪17‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬م) وذلك تطبيقا للمادة ‪ 13‬من قانون‬
‫إحداث المحاكم اإلدارية التي ألغت ضمنيا الفصل‬
‫‪ 17‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪ ‬أمام أية جهة يطعن باالستئناف في الحكم الصادر‬
‫والمتعلق بالدفع بعدم االختصاص النوعي سواء صدر‬
‫عن المحكمة العادية أو المحكمة اإلدارية ؟‬
‫‪ ‬األطراف يمكنهم الطعن فيه باالستئناف أمام محكمة‬
‫النقض التي يجب عليها أن تبت في األمر داخل أجل ثالثين‬
‫يوما يبتدئ من تسلم كتابة الضبط بها لملف‬
‫االستئناف()‪.‬وتحيل محكمة النقض الملف بعد البت فيه إلى‬
‫المحكمة المختصة()‪ .‬راجع المادة ‪ 2/13‬من قانون ‪.41.90‬‬
‫‪ ‬الحظ‪:‬‬
‫‪ ‬المشرع لم يحدد أجل خاص بهذا الطعن لذا يجب‬
‫ممارسته داخل أجل ‪ 30‬يوما من تبليغه‪.‬‬
‫‪ ‬وتجدر اإلشارة إلى أن استئناف أحكام االختصاص النوعي‬
‫للمحاكم التجارية خصها المشرع بأحكام خاصة مخالفة في‬
‫بعضها لما أشرنا إليه أعاله‪:‬‬
‫‪ 1-‬المحكمة التجارية يجب أن تبت بحكم مستقل في الدفع بعدم االختصاص‬ ‫‪‬‬
‫النوعي المرفوع إليها‪ ،‬وذلك داخل أجل ثمانية أيام‪ ،‬وذلك استثناء من أحكام‬
‫الفصل ‪ 17‬من ق‪.‬م‪.‬م (الذي يعطي للمحكمة الحق في الخيار إما بالبت بحكم‬
‫مستقل أو إضافة الطلب العارض إلى الجوهر)‪.‬‬
‫‪ 2-‬استئناف ذلك الحكم يكون أمام محكمة االستئناف التجارية خالل أجل ‪10‬‬ ‫‪‬‬
‫أيام من تاريخ التبليغ (المادة ‪2/8‬من قانون ‪)53.05‬؛‬
‫‪ 3-‬ويتعين على كتابة الضبط أن توجه الملف إلى محكمة االستئناف التجارية‬ ‫‪‬‬
‫تلك في اليوم الموالي لتقديم االستئناف (المادة‪ 3/8‬من قانون ‪.)53.05‬‬
‫‪ 4-‬تبت محكمة االستئناف التجارية داخل عشرة أيام من تاريخ توصل كتابة‬ ‫‪‬‬
‫الضبط بالملف‪( .‬على سبيل المقارنة نجد هذا األجل يصل إلى ‪ 30‬يوم بالنسبة‬
‫لالستئناف الذي يرفع لمحكمة النقض‪ ،‬ويبتدئ تسلم كتابة الضبط لملف‬
‫االستئناف ‪ ،‬م‪ 13‬من قانون ‪.)41.90‬‬
‫‪ - 5‬إذا بتت محكمة االستئناف التجارية في الدفع بعدم االختصاص‬ ‫‪‬‬
‫أحالت الملف تلقائيا على المحكمة المختصة داخل أجل عشرة أيام‬
‫من صدوره‪( .‬المادة ‪ 6/8‬من ‪)53.05‬‬
‫‪ -6‬ال يقبل قرار المحكمة الصادر في موضوع الدفع بعدم‬ ‫‪‬‬
‫االختصاص النوعي أي طعن عادي أو غير عادي‪.‬‬
‫‪ -‬استئناف الحكم الصادر في تنازع االختصاص النوعي بين محكمة‬ ‫‪‬‬
‫تجارية وعادية يكون في الحكم الصادر عن االبتدائية العادية أمام‬
‫محكمة االستئناف العادية‪ .‬أما الحكم الصادر في نفس الموضوع‬
‫عن المحكمة التجارية‪ ،‬فينعقد االختصاص في االستئناف لمحكمة‬
‫االستئناف التجارية‪ -.‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ‬
‫‪.10/2/2012‬‬
‫وإن كان هذا التوجه يطرح أكثر من سؤال؟ فلقد سبق التأكيد بأن‬ ‫‪‬‬
‫أحكام الفصلين ‪16‬و‪ 17‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬على مستوى االختصاص‬
‫النوعي‪ ،‬تم نسخها ضمنيا بالمادة ‪ 13‬من ق إحداث المحاكم‬
‫اإلدارية‪ .‬لكن في عالقة المحكمة اإلدارية بالمحكمة العادية‪.‬‬
‫لكن ما يثير االستغراب هو أن أحدى قرارات محكمة النقض أكد بأن‬ ‫‪‬‬
‫الدفع بعدم االختصاص النوعي بين المحكمة التجارية والمحكمة‬
‫اإلدارية عندما يثار أمام المحكمة التجارية‪ ،‬يجب استئنافه أمام‬
‫الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض تطبيقا للمادتين ‪ 12‬و‪ 13‬من‬
‫القانون المحدث للمحاكم اإلدارية‪ ،‬وليس محكمة االستئناف التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬قرار محكمة النقض ع ‪ 5‬الصادر بتاريخ ‪ 07‬يناير ‪.2016‬‬
‫‪‬‬
‫وفي رأي الباحث فهذا التوجه مجانب للصواب؛ بل الصواب هو‬ ‫‪‬‬
‫تطبيق المادة ‪ 8‬من قانون ‪ 53.05‬المحدث للمحاكم التجارية‪.‬‬
‫ويكون ما قرره قرار محكمة النقض‪ ،‬ربما مستساغا متى أثير الدفع‬
‫بعدم االختصاص النوعي بين المحكمة التجارية والمحكمة اإلدارية‬
‫أمام المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬مدى ارتباط االختصاص المحلي بالنظام العام في‬
‫ضوء ق‪.‬م‪.‬م‬
‫بالرجوع إلى الفصل ‪ 16‬من ق‪.‬م‪.‬م نجده في الفقرة األولى منه يحتم‬ ‫‪‬‬
‫على األطراف الدفع بعدم االختصاص المحلي قبل كل دفع أو دفاع‪،‬‬
‫وفي الفقرة الثانية منه تقرر بأنه ال يمكن إثارة الدفع بعدم االختصاص‬ ‫‪‬‬
‫المحلي في طور االستئناف إال بالنسبة لألحكام الغيابية‪ ،‬ويجب على من‬
‫يثير الدفع بعدم االختصاص المحلي أن يبين المحكمة التي ترفع إليها‬
‫القضية وإال كان الطلب غير مقبول‪.‬‬
‫وإذا قبل الدفع بعدم االختصاص المحلي رفع الملف إلى المحكمة‬ ‫‪‬‬
‫المختصة التي تكون اإلحالة عليها بقوة القانون وبدون صائر‪.‬‬
‫‪ ‬الفقرة الخامسة من الفصل ‪ 16‬ال تتيح للقاضي‬
‫االبتدائي إمكانية إثارة عدم اختصاصه المحلي من تلقاء‬
‫نفسه‪.‬‬
‫وبالتالي يجب على القاضي التغاضي عن ذلك‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مما يعني أن االختصاص المحلي غير مرتبط بالنظام‬
‫العام‪ ،‬ومما يعني كذلك أنه يجوز االتفاق على منح‬
‫االختصاص المحلي للمحكمة التي يرتضيها األطراف‬
‫تحقيقا لمصالحهم ‪.‬‬
‫يجب على المحكمة التي أثير أمامها دفع بعدم‬
‫االختصاص المحلي أن تبت فيه بموجب حكم مستقل أو‬
‫تضيف الطلب العارض إلى الجوهر (الفصل ‪ 17‬ق‪.‬م‪.‬م‬
‫‪ ‬االختصاص المحلي والنظام العام في قانون إحداث‬
‫المحاكم اإلدارية‬
‫‪ ‬لم يفرد المشرع في قانون ‪ 41.90‬نصوص تبين‬
‫طبيعة االختصاص المحلي للمحاكم اإلدارية‪ ،‬وإنما‬
‫اكتفى باإلحالة في المادة ‪ 14‬على مقتضيات الفصلين‬
‫‪16‬و‪ 17‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬وهذا يعني أننا سنحيل على قلناه‬
‫سابقا ونقول بأن االختصاص المحلي ال يتعلق بالنظام‬
‫العام وعلى من يتمسك به أن يثير قبل كل دفع أو‬
‫دفاع مع تحديد المحكمة المختصة‪ ،‬والحق للمحكمة‬
‫أن تثير عدم االختصاص من تلقاء نفسها‪.‬‬
‫مع ضرورة التنبيه بأن المشرع قرر موقفا مغايرا بالنسبة‬ ‫‪‬‬
‫لالختصاص المحلي للمحكمة االبتدائية للرباط واختصاص‬
‫محكمة النقض حين يؤول إليه النظر ابتدائيا وانتهائيا في‬
‫الموضوع‬
‫‪ .‬بحيث يكون على القاضي أن يحكم تلقائيا بعدم اختصاصه أو بطلب من‬ ‫‪‬‬
‫أحد األطراف في حالة ما إذا قدمت إليه دعوى تختص بها في األصل‬
‫المحكمة اإلدارية للرباط أو محكمة النقض (م‪ 16‬من ق‪ .)41.90‬وفي‬
‫هذه الحالة فإنه يتعين على المحكمة اإلدارية المرفوعة إليها الدعوى أن‬
‫تحيل الملف بأكمله إلى المحكمة اإلدارية للرباط أو محكمة النقض‪،‬‬
‫ويترتب على هذه اإلحالة رفع الدعوى األصلية والدعوى المرتبطة بها‬
‫بقوة القانون إلى الجهة القضائية المحال إليها الملف (م‪ 16‬ق‪.)41.90‬‬
‫وعليه ففي ظل المادة ‪ 16‬من القانون ‪ 41.90‬يكون المشرع قد أضفى‬ ‫‪‬‬
‫على االختصاص المحلي هالة النظام العام بحكم نوعية النزاع المطروح‬
‫عل الجهات القضائية المشار إليها‪.‬‬
‫‪ ‬المادة ‪ 11‬من قانون إحداث المحاكم اإلدارية‪".‬‬
‫تختص محكمة الرباط اإلدارية بالنظر في النزاعات المتعلقة‬
‫بالوضعية الفردية لألشخاص المعينين بظهير شريف أو مرسوم‬
‫وبالنزاعات الراجعة إلى اختصاص المحاكم اإلدارية التي تنشأ خارج‬
‫دوائر اختصاص جميع هذه المحاكم‪".‬‬
‫‪ - ‬المادة ‪ 9‬من قانون إحداث المحاكم اإلدارية‪ ".‬استثناء‬
‫من أحكام المادة السابقة ﺗظل ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻣﺧﺗﺻﺔ بالبت ابتدائيا‬
‫و انتهائيا في طلبات اإللغاء بسبب تجاوز السلطة المتعلقة ب‪:‬‬
‫‪ - ‬المقررات التنظيمية والفردية الصادرة عن الوزير األول؛‬
‫‪ - ‬قرارات السلطات اإلدارية التي يتعدى نطاق تنفيذها دائرة‬
‫االختصاص المحلي لمحكمة إدارية‪.‬‬
‫‪ ‬االختصاص المحلي والنظام العام في قانون إحداث المحاكم‬
‫التجارية‬
‫‪ ‬بالرجوع لقانون رقم ‪ 53.95‬نجده قد أحال على قانون‬
‫المسطرة المدنية في الفصل ‪ 19‬منه‪.‬‬
‫‪ ‬وعليه نقول بأن قواعد االختصاص المحلي للمحاكم‬
‫التجارية ليست من النظام العام وقواعده غير آمرة‪ ،‬بل‬
‫أكثر من ذلك يمكن الجزم بذلك من خالل ما نستشفه من‬
‫المادة ‪ 12‬من قانون ‪ 53.95‬التي تعطي لألطراف‬
‫اإلمكانية على أن يتفقوا كتابة على اختيار المحكمة‬
‫التجارية المختصة مكانيا‪.‬‬
‫‪ - ‬لذلك يجوز إثارته قبل كل دفع أو دفاع تطبيقا للفصلين‬
‫‪ 16‬و‪ 17‬من قانون المسطرة المدنية وال يجوز إثارته‬
‫ألول مرة أمام محكمة النقض‪.‬‬
‫الدعوى‬
‫الدعوى قرينة الحق‪ ،‬فال يتصور حق بدون دعوى وال‬
‫دعوى بدون حق‪ ،‬وهي التي يتجلى منها عنصر الجزاء‬
‫للقاعدة القانونية‪ ،‬حتى قيل بأن الدعوى عنصر من‬
‫عناصراﻟﺣﻖ ‪.‬‬
‫وعليه فالدعوى إجراء يقصد به حماية الحق‪ ،‬فإذا‬
‫اعتدى أحد على حق‪ ،‬كان لصاحب الحق أن يتقدم‬
‫للمحكمة المختصة يشكو إليها هذا االعتداء‪.‬‬
‫ويقضي منا البحث في الدعوى أن نقسمها‬ ‫‪‬‬
‫إلى أربعة مباحث‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬ماهية الدعوى وخصائصها‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬شروط الدعوى وأنواعها‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬إجراء الدعوى وتحقيقها‬
‫‪ ‬المبحث الرابع‪ :‬الطلبات الدفوع‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬ماهية الدعوى وخصائصها‬
‫‪ ‬أوال‪ :‬مفهوم الدعوى وعالقتها بالحق‬
‫‪ ‬لم يعمد المشرع إلى تعريف الدعوى‪ ،‬وحسنا فعل‪،‬‬
‫األمر الذي دفع الفقه والقضاء إلى تحديد مفهومها‬
‫وتعريفها‪ ،‬وإن كان البعض يخلط بين الدعوى والحق‪.‬‬
‫‪ ‬وعلى العموم فإن هناك نظريتين أساسيتين تحددان‬
‫طبيعة الدعوى‪ ،‬هل هي جزء من الحق أو صورة من‬
‫صوره‪.‬‬
‫‪ ‬أوال‪ :‬نظرية التوحيد أو اإلدماج (النظرية التقليدية)‬
‫‪ ‬يرى أصحاب هذه النظرية أن الدعوى مظهر من‬
‫مظاهر الحق‪ ،‬فالحق يبقى في حالة سكون طالما لم‬
‫يعتد عليه‪ ،‬فإذا اعتدى عليه أحد تحرك للدفاع عن‬
‫نفسه‪ ،‬ويسمى في هذه الحالة دعوى ‪Action‬‬
‫وبعبارة أخرى فالدعوى هي الحق في حالة حركة‪.‬‬
‫"الدعوى ليست سوى الحق نفسه الذي يبقى في‬
‫حالة ركود مادام ال يجابه العدوان‪ ،‬ثم ينتقل إلى الحركة‬
‫إذا ما قوبل بالجحود أو االعتداء"‪.‬‬
‫‪ ‬وينتج عن ذلك‪:‬‬
‫&‪ 1‬ال يتصور حق بدون دعوى‪ ،‬كما ال تتصور دعوى بدون‬ ‫‪‬‬
‫حق‪ ،‬فحتى في حالة وجود الحق في سكون (الحالة الطبيعية)‬
‫تتوارى الدعوى وتكون كامنة ولكن ذلك ال يعني أنها غير‬
‫موجودة‪ ،‬فصاحب الحق ينتفع بحقه في هدوء ولكن سيق‬
‫الدعوى مسلط لحمايته‪ ،‬وربما كان هو السبب في استقرار الحق‬
‫واالنتفاع الهادئ‪.‬‬
‫&‪ 2‬لكل حق دعوى واحدة تحميه‪ ،‬بحيث ال يمكن تصور عدة‬ ‫‪‬‬
‫دعاوى في الحق الواحد‪ ،‬وعليه فالدعوى تولد وتنشأ مع الحق‬
‫كما أنها تنقضي بانقضائه‪.‬‬
‫&‪ 3‬الدعوى تتحد مع الحق وتتسم بطبيعته وخصائصه‬ ‫‪‬‬
‫ومضمونه‪ ،‬فإن كان الحق عينيا كانت الدعوى عينية وإن كان‬
‫شخصيا كانت الدعوى شخصية‪.‬‬
‫‪ ‬ثانيا‪ :‬نظرية االزدواج أو النظرية الحديثة‬
‫‪ ‬يذهب رواد هذه النظرية إلى القول بضرورة التمييز بين‬
‫الدعوى والحق ألنهما بالفعل مستقالن عن بعضهما‪ ،‬وعليه‬
‫فالدعوى ليست ذات الحق الموضوعي‪ ،‬بل هي كيان مستقل‬
‫عن الحق الموضوعي وإن كانت ترتبط به ارتباطا قويا ألن‬
‫الدعوى وسيلة قانونية لحماية الحق وليس الحق نفسه‪.‬‬
‫‪ ‬فمن حيث السبب‪ :‬يستمد الحق وجوده من التصرفات‬
‫القانونية (العقد مثال)‪ ،‬أو من الوقائع القانونية (العمل غير‬
‫مشروع مثال) بينما سبب الدعوى هو فينشأ عن االعتداء‬
‫على الحق أو على مركز قانوني (أي خالف بين المدعي‬
‫والمدعى عليه)‪.‬‬
‫‪ ‬ومن حيث المضمون‪:‬‬
‫‪ ‬مضمون الحق يختلف باختالف نوعه؛ فالحق العيني مضمونه‬
‫الحصول مباشرة على منفعة من مال معين‪ ،‬أما الدعوى‬
‫فمضمونها – أيا كان الحق الذي تحميه – هو دائما الحصول‬
‫على حكم من القضاء‪.‬‬
‫‪ ‬من حيث الشروط‪:‬‬
‫‪ ‬ال يشترط القانون نفس الشروط لممارسة كل من الدعوى‬
‫والحق‪ ،‬فقد يكون الشخص صاحب حق لكن ال يستطيع أن‬
‫يباشر الدعوى بنفسه (القاصر مثال) البد له من نائبه‬
‫الشرعي‪.‬‬
‫من حيث تحديد الدعاوى على نفس الحق‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ليس بالضرورة أن تكون لكل حق دعوى واحدة‪ ،‬فلو امتنع أحد أطراف‬ ‫‪‬‬
‫االلتزام عن تنفيذ التزامه جاز للطرف اآلخر أن يطلب تنفيذ االلتزام جنبا‬
‫وإما بفسخه مع التعويض في كال الحالتين‪.‬‬
‫‪ -‬البد من التمييز بين الدعوى وحق اللجوء إلى القضاء‪ ،‬فالدعوى‬ ‫‪‬‬
‫وسيلة لحماية الحقوق والمكفولة لألشخاص المتضررين فحسب‪ ،‬أما‬
‫حق اللجوء للقضاء فهو حق من الحقوق العامة‪.‬‬
‫من حيث االنقضاء‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يحدد القانون أسباب انقضاء الدعوى‪ ،‬وهناك أسباب أخرى تؤدي إلى‬ ‫‪‬‬
‫انقضاء الحقوق من غير انقضاء الدعوى كالصلح‪.‬‬
‫بل أكثر من تلك قد نجد دعوى بغير حق موضوعي‪ ،‬فدعوى الحيازة‬ ‫‪‬‬
‫معترف بها في القانون ولكنها ال تحمي حقا ما بل تحمي وضعا ماديا‪.‬‬
‫وهكذا نرى أن نظرية االزدواج (الحديثة) تذهب إلى الربط بين الحقين‪ .‬بحيث‬ ‫‪‬‬
‫يصبح حق الدعوى هو الحصول على الحماية القضائية للحق الموضوعي‪ .‬أما‬
‫النظرية التقليدية (التوحيد) فتذهب إلى التوحيد بين الدعوى والحق وتعتبر األولى‬
‫عنصرا من عناصر الحق‪.‬‬
‫وعلى العموم‪ ،‬فلكل من النظريتين نصيب من الصحة‪ ،‬ولكن المغاالة في إحدى‬ ‫‪‬‬
‫النظريتين دون األخرى هو الذي يؤدي إلى نتائج غير مستساغة‪ ،‬فيتعين إذن أن‬
‫نقف موقف وسطا‪ ،‬فال ننكر من جهة أن للدعوى مظاهر تختلف عن مظاهر‬
‫الحق‪ ،‬وال نستبعد من جهة أخرى ما بينهما من ارتباط وعلى ضوء ذلك‪ ،‬نخلص‬
‫إلى أن فكرة الحق متصلة بالدعوى اتصاال وثيقا ال سبيل إلنكاره‪ ،‬ولكنها منفصلة‬
‫في نفس الوقت عنها انفصاال ليس في الوسع تجاهله‪ .‬فالحق فكرة موضوعية‬
‫والدعوى فكرة إجرائية ولكنهما يرتبطان ارتباط النتيجة بالسبب‪ ،‬إذ يؤثر كل‬
‫منهما في اآلخر‪ ،‬فالدعوى هي الوسيلة القانونية لرد االعتداء على الحق‪ ،‬ولكن‬
‫لكل من الدعوى والحق كيانه ومقومات نشوئه ووجوده‪.‬‬
‫انطالقا مما سبق يمكن تعريف الدعوى بأنها " وسيلة قانونية يمارسها صاحب‬ ‫‪‬‬
‫حق أو مزعم وتتجسد بإدعاء يقدمه صاحب الحق أو المزعم إلى القضاء قصد‬
‫الحكم به‪.‬‬
‫‪ ‬خصائص الدعوى‬
‫‪ ‬هي وسيلة قانونية خولها المشرع ألصحاب الحقوق‬
‫والمزاعم لرد كل اعتداء؛‬
‫‪ ‬هي وسيلة قانونية تمارس لدى السلطة القضائية الممثلة‬
‫بالمحاكم؛‬
‫‪ ‬هي وسيلة اختيارية‪ ،‬أي أن مراجعة القضاء أمر متروك‬
‫تقديره لصاحب الحق أو المزعم؛‬
‫‪ ‬ليست الدعوى ذات طبيعة واحدة‪ ،‬بل تختلف بحسب اختالف‬
‫الحق التي تحميه‪ ،‬فهناك الدعاوى العينية والدعاوى‬
‫المنقولة‪ ،‬ودعاوى الحيازة والدعاوى المختلطة‪.‬‬
‫شروط الدعوى‬
‫‪ ‬سنعرض للشروط الواجب توافرها في شخص المدعي‬
‫وللشروط الواجب توافرها في الحق المدعى به‪.‬‬
‫‪ ‬أوال‪ :‬الشروط الواجب توافرها في شخص المدعي‬
‫‪ ‬يشترط في المدعي لتقبل دعواه أن يكون ذا صفة وذا أهلية‬
‫لإلدعاء كما يشترط أن تكون له مصلحة في التقاضي‬
‫‪ ‬الفصل األول من ق‪.‬م‪.‬م " ال يصح التقاضي إال ممن له‬
‫الصفة واألهلية والمصلحة إلثبات حقوقه"‪.‬‬
‫‪ ‬وعليه فشروط قبول الدعوى المتعلقة بشخصية المدعي هي‪:‬‬
‫‪ ‬الصفة & األهلية & المصلحة‬
‫‪ ‬شرط الصفة‬
‫‪ ‬هي والية مباشرة الدعوى‪ ،‬وهي الصفة التي يتحلى بها طالب‬
‫الحق في إجراءات الدعوى‪/‬الخصومة‪ ،‬يستمدها المدعي من‬
‫كونه صاحب الحق أو خلفا له أو نائبه القانوني‪)( .‬‬

‫‪ ‬لذا ال تقبل دعوى بطالن عقد من شخص ليس طرفا في العقد‬


‫ولو كانت لهذا الشخص مصلحة في بطالنه‪.‬‬
‫‪ ‬والصفة شرط لقبول الدعوى سواء بالنسبة للمدعي أو‬
‫المدعى عليه‪ ،‬وإن كانت بعض المحاكم ترى أن انعدام الصفة‬
‫في المدعى عليه يترتب عنه رفض الدعوى وليس عدم قبولها‬
‫كما هو الشأن في مواجهة المدعي‪.‬‬
‫وتثار الصفة كشرط لقبول الدعوى سواء تعلق األمر برفع الدعوى‬ ‫‪‬‬
‫ابتداء أمام محكمة الدرجة األولى أو للطعن ضد الحكم الصادر‬
‫عنها‪ .‬وسواء تعلق األمر بالطلبات التي يتقدم بها المدعي أو‬
‫بالدفوع التي يثيرها المدعى عليه للدفاع عن نفسه‪.‬‬
‫وعلى العموم فصفة اإلدعاء تثبت لصاحب الحق نفسه كما هو‬ ‫‪‬‬
‫الشأن بالنسبة للدائن الذي يحق له رفع دعواه ضد المدين‪ .‬أو من له‬
‫صفة اإلدعاء‪ ،‬والذي يمكن أن يكون أحد األشخاص‪:‬‬
‫النائب الشرعي عن فاقد األهلية أو ناقصها؛‬ ‫‪‬‬
‫أحد الورثة في الحالة التي ينتصب فيها خصها عن الباقين بصفة‬ ‫‪‬‬
‫ممثال لهم في الشركات التي لم تقرر تصفيتها‪ ،‬وذلك في الدعاوى‬
‫التي تقام على الميت أوله‬
‫وكيل صاحب الحق‪ ،‬سواء بوكالة تعاقدية أو قانونية‪ ،‬كحالة‬ ‫‪‬‬
‫الملكية المشتركة للعقارات المبنية‪ ،‬قانون ‪ ،18.00‬وكيل االتحاد‬
‫له الصفة في التقاضي‪.‬‬
‫بالنسبة للشخص المعنوي فإن المشرع حدد األشخاص الذين لهم الصفة‬ ‫‪‬‬
‫في اإلدعاء في الفصل ‪ 515‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي ينص " ترفع الدعوى‬
‫ضد‪:‬‬
‫‪ - 1‬الدولة‪ ،‬في شخص رئيس الحكومة وله أن يكلف بتمثيله الوزير‬ ‫‪‬‬
‫المختص عند االقتضاء؛‬
‫‪ - 2‬الخزينة‪ ،‬في شخص الخازن العام؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 3‬الجماعات المحلية‪ ،‬في شخص العامل بالنسبة للعماالت واألقاليم‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وفي شخص رئيس المجلس القروي بالنسبة للجماعات؛‬
‫‪ - 4‬المؤسسات العمومية‪ ،‬في شخص ممثلها القانوني؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ -5‬المديرية العامة للضرائب‪ ،‬في شخص المدير العام للضرائب فيما‬ ‫‪‬‬
‫يخص النزاعات المتعلقة بالقضايا الجبائية التي تدخل ضمن؛‬
‫‪ -6‬مديرية أمالك الدولة‪ ،‬في شخص مدير أمالك الدولة فيما يخص‬ ‫‪‬‬
‫النزاعات التي تهم الملك الخاص للدولة"‪.‬‬
‫‪ ‬خالصة‪:‬‬
‫‪ ‬وشرط الصفة له عالقة بالنظام العام‪ ،‬وبالتالي‬
‫يمكن إثارته من قبل األطراف في جميع مراحل‬
‫الدعوى‪ ،‬بل يجب على القاضي أن يثيره تلقائيا‬
‫تطبيقا للفقرة الثانية من الفصل األول من ق‪.‬م‪.‬م‬
‫" تثير المحكمة تلقائيا انعدام الصفة أو األهلية‬
‫أو المصلحة أو اإلذن بالتقاضي إن كان ضروريا‬
‫وتنذر الطرف بتصحيح المسطرة داخل أجل‬
‫تحدده"‪.‬‬
‫‪ ‬شروط األهلية‬
‫‪ ‬المقصود بها‪ ،‬أن يكون المدعي متمتعا باألهلية القانونية‬
‫لممارسة حقوقه‪ ،‬وإذا لم يكن كذلك وجب أن ينوب عنه‬
‫نائبه القانوني‪.‬‬
‫‪ ‬في الحالة التي يصبح فيها القاصر راشدا أو يرفع عنه‬
‫الحجرعن نقصان أو فقدان األهلية‪ ،‬وذلك أثناء النظر في‬
‫الدعوى أو قبل رفع الطعن‪ ،‬فإنه ال يجوز أن تتابع الدعوى‬
‫أو يرفع الطعن من قبل النائب الشرعي الذي كان يمثل‬
‫القاصر أو ناقص األهلية أو فاقدها‪ ،‬بل يجب أن يقع ذلك من‬
‫قبل من أصبح يتمتع بأهليته‪.‬‬
‫‪ ‬والجدير بالذكر أن القانون يسمح في بعض‬
‫الحاالت الخاصة للقاصر أن يتقاضى‬
‫شخصيا ودون الحاجة إلى نائبه القانوني‪،‬‬
‫بل ويمكنه أن يرفع الدعوى في مواجهة‬
‫هذا النائب نفسه‪.‬‬
‫‪ ‬ومن الحاالت التي يجوز فيها للقاصر أن‬
‫يتقاضى باسمه‪ ،‬حالة مطالبته ألبيه بالنفقة‪،‬‬
‫إذا امتنع هذا األب عن اإلنفاق‪.‬‬
‫‪‬شرط المصلحة‬
‫يشترط لقبول الدعوى أن تكون للمدعي مصلحة في الدعوى حتى‬ ‫‪‬‬
‫قيل بأنه "ال دعوى بدون مصلحة" "‪."Pas d’intêret pas d’action‬‬
‫ويقصد بتطلب المصلحة لدى المدعي أن يكون الحق الذي يطالب‬ ‫‪‬‬
‫باالعتراف له به أو بحمايته قضائيا عرضة لتهديد جدي‪ ،‬أو أن‬
‫يكون عرضة للجحود‪ ،‬أو على األقل أن يجني المدعي فائدة من‬
‫الطلب الذي يرفعه للمحكمة‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول بأن المصلحة هي المنفعة أو الفائدة المراد‬ ‫‪‬‬


‫حمايتها أو الحصول عليها بواسطة الحكم القضائي‪ ،‬وتشترط سواء‬
‫تعلق األمر بدعوى ترفع ابتداء أو تعلق بدفع متمسك به من طرف‬
‫المدعى عليه أو بممارسة حق الطعن ضد حكم قضائي‪.‬‬
‫‪ ‬ولم يحدد المشرع المغربي صفات المصلحة وإن كان‬
‫استعمل في بعض المواد صفة المشروعية كالمادة ‪ 217‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪ ‬و تأسيسا على ما هو متفق عليه فقها وقضاء‪ ،‬يمكن القول‬
‫بأن الصفات التي ينبغي توافرها في المصلحة لكي تكون‬
‫الدعوى مقبولة هي‪:‬‬
‫‪ ‬أن تكون قانونية‬
‫‪ ‬أن تكون شخصية ومباشرة‬
‫‪ ‬أن تكون قائمة وحالة‬
‫أن تكون المصلحة قانونية‪ :‬والمقصود بذلك أن تكون مما يسمح القانون‬ ‫‪‬‬
‫بحمايته الستنادها على حق يعترف به ويقره وال يتعارض مع النظام‬
‫العام‪.‬‬
‫وال يكفي في قانونية المصلحة وجود ضرر اقتصادي محض ولو كان‬ ‫‪‬‬
‫حقيقيا فالتاجر مثال ال يمكنه أن يرفع دعوى للمطالبة بإغالق المتجر‬
‫الجديد الذي افتتح بجانبه ألنه يقلل من فرص ربحه ويؤثر على نشاطه‬
‫االقتصادي‪ ،‬ما لم يكن هناك شرط بعدم المنافسة الناجم عن بيع األصل‬
‫التجاري‪.‬‬
‫ومن ذلك أيضا كما لو توفي شخص بسبب حادثة سير‪ ،‬وكان الشخص‬ ‫‪‬‬
‫المتوفى من زبائن محل تجاري‪ ،‬فليس لصاحب هذا المحل مطالبة‬
‫المسؤول عن الحادث بالتعويض عن الضرر الذي أصابه بسبب فقدان‬
‫أحد الزبائن‪ ،‬ألن المصلحة هنا ليست قانونية بل هي متسمة بطابع‬
‫اقتصادي محض‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون المصلحة شخصية ومباشرة‪.‬‬
‫معنى ذلك أن الشخص ال يحق له أن يطالب بحق الغير‪ ،‬ولو كانت‬ ‫‪‬‬
‫المطالبة عن حق ألخيه أو أبيه‪ ،‬ما لم تكن المطالبة مقدمة بالنيابة عن‬
‫هؤالء‪ ،‬وعليه فاألصل أن صاحب الحق هو الذي له صالحية التقاضي(ال‬
‫يجوز لشخص أن يرفع دعوى لحماية الملك العمومي من االعتداء‬
‫عليه‪،).‬‬
‫وال يجوز لموظف أن يطعن باإللغاء ضد قرار تأديبي صادر في حق‬ ‫‪‬‬
‫صديق له‪ ،‬وال المرأة أن ترفع دعوى التطليق للضرر الذي تتعرض له‬
‫صديقتها أو جارتها‪.‬‬
‫ونفس األمر يقال بخصوص طرق الطعن‪ ،‬فمثال ال يقبل من المتقاضي‬ ‫‪‬‬
‫الذي صدر الحكم لمصلحته أن يطعن فيه باالستئناف بسبب أن محكمة‬
‫الدرجة األولى ردت دفوعا أبداها الخصم دون أن تجيب عليها المحكمة‪،‬‬
‫ألن الطعن في الحكم لمثل هذا السبب ليس من حقه بل من حق من ردت‬
‫دفوعه‪.‬‬
‫‪ ‬على أن لقاعدة وجوب كون المصلحة شخصية ومباشرة‬
‫ترد عليها بعض االستثناءات‪ ،‬حيث تقبل الدعوى رغم عدم‬
‫اتصاف المصلحة بمثل هذه الصفة‪ ،‬ومن بين هذه‬
‫االستثناءات نذكر‪:‬‬
‫‪ ‬المشرع يجيز للنقابات المهنية في حالة ما إذا كان هناك‬
‫ضرر يمس المهنة مباشرة أو بصفة غير مباشرة أن يرفعوا‬
‫الدعاوى دفاعا عن المصلحة المهنية للنقابة( م ‪ 404‬من م ش)‪.‬‬

‫‪ ‬اتحاد المالك فيما يخص قانون الملكية المشتركة رقم‬


‫‪ 18.00‬المعدل بالقانون رقم ‪.106.12‬‬
‫‪ ‬أن تكون المصلحة قائمة وحالة‪:‬‬
‫ويقصد بذلك أن تكون المصلحة موجودة وقت مباشرة الدعوى‬ ‫‪‬‬
‫فالدائن الذي يكون دينه منجزا غير موقوف على شرط وال مربوط‬
‫بأجل له مصلحة قائمة وحالة في المطالبة بدينه‪ ،‬والعكس غير‬
‫صحيح‪.‬‬
‫على أنه قد يحصل أن تكون مصلحة الشخص مهددة بضرر يحتمل‬ ‫‪‬‬
‫وقوعه أووشيك الوقوع‪ ،‬كأن يخشى صاحب الحق زوال الدليل عند‬
‫النزاع في الحق الذي يدعيه‪ ،‬وكما لو قام المدين ببعض التصرفات‬
‫التي من شأنها أن تجعله في حالة عسر وغير قادر على الوفاء‬
‫بديونه عند حلول أجلها أو تحقق الشرط الواقف‪.،‬‬
‫فهل في مثل هذه الحاالت يمكن مباشرة الدعوى ال لطلب الحكم‬ ‫‪‬‬
‫بجوهر الحق‪ ،‬بل لطلب رفع الضرر المحتمل وإما لتوفير الدليل عليه‬
‫يوم النزاع فيه؟‬
‫نجد بعض التشريعات نصت صراحة على جواز رفع الدعوى بناء على‬ ‫‪‬‬
‫مصلحة محتملة‪ ،‬وفي حاالت خاصة‪ ،‬ومن بينها إثبات الحال ودعاوى‬
‫االستماع إلى الشهود‪ ،‬ودعوى تحقيق الخطوط‪ ،‬بينما ذهبت أخرى‬
‫بالسماح للقضاء االستعجالي للبت فيها‪.‬‬
‫وبالرجوع للتشريع المغربي فإننا ال نجد نص يقرر جواز رفع الدعوى‬ ‫‪‬‬
‫بناء على وجود مصلحة محتملة للبت في جوهر الدعوى‪ ،‬وعموما فإنه‬
‫لقبول مثل هذه الدعاوى التي تكون فيها المصلحة محتملة االقتصار‬
‫على الفكرتين التاليتين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن يكون الغرض من الدعوى االحتياط لدفع ضرر قد يقع في‬ ‫‪‬‬
‫المستقبل‪)( .‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن يكون الغرض من الدعوى االستئناف لحق يخشى زوال دليله‬ ‫‪‬‬
‫عند النزاع فيه‪.‬‬
‫()‪ -‬من صور هذه الحالة‪ :‬دعوى وقف األعمال الجديدة دعوى منع‬ ‫‪‬‬
‫التعرض‪.‬‬
‫‪ ‬الشروط الواجب توافرها في الحق المدعى‬
‫به‬
‫‪ ‬وهي ثالثة شروط‪:‬‬
‫‪ ‬وجوب ككون هذا الحق ثابتا ومستحق األداء‪.‬‬
‫‪ ‬وجوب كونه مشروعا‪.‬‬
‫‪ ‬وجوب عدم سبق الحكم به‪.‬‬
‫وجوب كون الحق ثابتا ومستحق األداء‬ ‫‪‬‬
‫المقصود بأن يكون الحق ثابتا أن يكون موجودا وقت المطالبة به‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فالمشتري لعقار يجوز له مقاضاة البائع إللزامه على تسليم المبيع متى‬
‫كان البيع منجزا ناقال للملكية‪ ،‬إما إذا كان الحق معلق على شرط واقف‪.‬‬
‫فالدعوى من جوهر هذا الحق ال تسمع ما لم يتحقق الشرط‪ .‬ويشترط‬ ‫‪‬‬
‫كذلك أن يكون الحق المدعى به مستحق األداء أي أن ال يكون مربوطا‬
‫بأجل أو إذا كان ذلك أن يكون األجل قد حل()‪.‬‬

‫()‪ -‬لكن هناك إمكانية التخاذ اإلجراءات التحفيظية‪ ،‬راجع الفصل ‪126‬‬ ‫‪‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬الذي ينص‪ " :‬للدائن أن يجري‪ ،‬قبل تحقق الشرط‪ ،‬جميع‬
‫اإلجراءات التحفظية لحفظ حقه"‪ ،‬والفصل ‪ 138‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي يقرر‬
‫بأنه‪ " :‬يجوز للدائن بدين مقترن بأجل أن يتخذ‪ ،‬ولو قبل حلول األجل‪،‬‬
‫كل اإلجراءات التحفظية لحفظ حقوقه‪ .‬ويجوز له أيضا أن يطلب كفيال أو‬
‫أي ضمانة أخرى أو أن يلجأ إلى الحجز التحفظي‪ ،‬إذا كانت له مبررات‬
‫معتبرة تجعله يخشى إعسار المدين أو فراره"‪.‬‬

You might also like