Professional Documents
Culture Documents
ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺑﺣث ٢٠٠٩/٣/٢٥ :؛ ﺗﺎرﯾﺦ ﻗﺑول اﻟﻧﺷر ٢٠٠٩/٦/٣ :
Abstract:
٢٩٨
ﻋﻣﺎد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز
اﻟﻣﻘدﻣﺔ:
ﺗﻌد دراﺳﺔ ﺗﻣردات اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻏﺿون اﻻﻋوام )-١٤٨١
١٦٤٨م( ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب ﻛﺑﯾر ﻣن اﻻﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،وﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر ﺗﻠك
اﻟﺗﻣردات ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اوج ﻗوﺗﻬﺎ .
إن ﻗوة اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ إﺑﺎن ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﻋﺳﻛرﯾﺎ ﺟﻌﻠت ﻣﻧﻬم ﻋﻣﺎد اﻟﺟﯾش اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ،إﻻ أﻧﻬم
ﻟم ﯾﻘﺗﺻروا ﻋﻠﻰ دورﻫم اﻟﻌﺳﻛري ،اذ ﺗدﺧﻠوا ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻣرداﺗﻬم ،
ﻣرﺗﻛزﯾن ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ ادوارﻫم اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟﻣﻣﺗدة ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟراﺑﻊ ﻋﺷر وﺣﺗﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ
اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ﻟﻠﻣﯾﻼد .ﻓﻛﺎن ﻻﺑد ﻣن دراﺳﺔ ﺗﺗﺎﺑﻌﯾﺔ ﻟﺗﻣرداﺗﻬم ﺑوﺻﻔﻬﺎ ظﺎﻫرة ﻣؤﺛرة ﻓﻲ
اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ .
واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﺗﻣردات اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻟم ﺗﺗوﻗف ﺑﻌد ﻣﻘﺗل اﻟﺳﻠطﺎن اﺑراﻫﯾم اﻷول
١٦٤٨م ٕواﻧﻣﺎ اﺳﺗﻣرت اﻟﻰ ﻋﺎم ١٨٢٦وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﺣث آﺧر إن ﺷﺎء اﷲ .
ﺗﻣﮭﯾد:
ﯾﻌد اﻟﺑﺣث ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻟوﺿﻊ ﻣرﺗﺳم ﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﺗﻣردات اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ.
وﺗﻛﻣن اﻫﻣﯾﺔ ﺗﻠك اﻟﺗﻣردات ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ ﺻﺎدرة ﻣن ﺟﻬﺔ رﺳﻣﯾﺔ )اﻟﺟﯾش اﻻﻧﻛﺷﺎري( .واﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت
ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣن اﻟﻔﺗرات ﺗﻣﺛل اﺣدى ﻣراﻛز اﻟﻘوى ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ وﻟﻬﺎ ﻧﻔوذ واﺳﻊ وﺧطﯾر ﻓﻲ دواﺋر
اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﻟﻬﺎ دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ ﺷؤون اﻟدوﻟﺔ ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ او
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﻟذﻟك ﻛﺎن ﻟﺗﻣرداﺗﻬم ﺗﺄﺛﯾرﻩ اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷؤون اﻟدوﻟﺔ .
وﺗﻛﻣن اﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة )١٦٤٨-١٤٨١م( اﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل ﻓﺗرة ﻗوة اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ
)ﻋﺎم ١٤٨١ﯾﻣﺛل اول ﺗﻣرد ﻟﻼﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ وﺻوﻻ اﻟﻰ ﻋﺎم ١٦٤٨ﻣﻘﺗل اﻟﺳﻠطﺎن اﺑراﻫﯾم ﻋﻠﻰ ﯾد
اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ( .
وﻻﺑد ﻣن اﻻﺷﺎرة اﻟﻰ ان ﺑداﯾﺎت ظﻬور اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﺗﻌود اﻟﻰ ﻓﺗرات ﺳﺎﺑﻘﺔ ،اذ ﻛﺎن
اﻟﺑداﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﺳﻠطﺎن اورﺧﺎن ﺑن ﻋﺛﻣﺎن )١٣٥٩-١٣٢٦م( إذ ﺣﺑب وزﯾر اﻟﺳﻠطﺎن )ﻫﺎﺑﯾل
اﻻﺳود( ﻓﻛرة ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻐﻠﻣﺎن اﻟﻧﺻﺎرى اﻷرﺛوذوﻛس ،وﻧﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺿرﯾﺑﺔ ادﻣﯾﺔ ﻓرﺿﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ
ﻋﻠﻰ اﺑﻧﺎء اﻟرﻋﺎﯾﺎ اﻟﻧﺻﺎرى اﻟذﯾن ﯾﻌﺗﻧﻘون ﻣذﻫب اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ اﻻرﺛوذﻛﺳﯾﺔ ،وﺗﺣوﯾل ﻫؤﻻء اﻻطﻔﺎل
اﻟﻰ ﻣﺳﻠﻣﯾن ،وﺗﺟرى ﻟﻬم ﺟراﺣﺔ اﻟﺧﺗﺎن وﺗﻧظم ﻟﻬم دراﺳﺎت دﯾﻧﯾﺔ وﻋﻠﻣﯾﺔ وﻣدﻧﯾﺔ وﻋﺳﻛرﯾﺔ ﻟﯾﺗﺧذ
ﻣﻧﻬم ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ﻗوة اﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛم واﻟﺣرب ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء .وﯾطﻠق
ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺻطﻠﺢ دوﺷرﻣﺔ او دﻓﺷرﻣﺔ )ﺿرﯾﺑﺔ اﻟدم(). (١
واﻟدوﺷرﻣﺔ ﺗﺳﻣﯾﺔ اﺧﺗﻠف اﻟﻣؤرﺧون ﻓﻲ ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ إذ ﯾذﻛر زﯾﺎد أﺑو ﻏﻧﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺟواﻧب
ﻣﺿﯾﺋﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﯾن واﻷﺗراك إن اﻟدوﺷرﻣﺔ ﻛﻠﻣﺔ ﺗرﻛﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ اﻻﺳﻘﺎط او اﻟﺳﻘوط وﺗطﻠق
٢٩٩
ﺗﻣردات اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ …
ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟذﯾن ﺗﻠدﻫم اﻣﻬﺎﺗﻬم ﺳ ار ﺛم ﯾﻘذﻓون ﻓﻲ اﻟطرﻗﺎت او ﻋﻠﻰ اﺑواب اﻟﻣﻼﺟﺊ ﺛم اﻧﺳﺣﺑت
)(٢
،أﻣﺎ اﯾرﯾﻧﺎ ﺑﯾﺗروﺳﯾﺎن ذﻛرت ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل طﻔل ﻟﻘﯾط او ﻣﺷرد ﻻي ﺳﺑب ﻣن اﻻﺳﺑﺎب
ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻬﺎ اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾون ﻓﻲ اﻻﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ إﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﻣﺢ ﻷﺑﻧﺎء اﻟﻔﻼﺣﯾن اﻟذﯾن ﺗﺑدو
ﻋﻠﯾﻬم ﻣﻼﻣﺢ اﻟرﺟوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻠﺣﺎق ﺑﺟﯾش اﻟﻣﺷﺎة وﺑﻌد اﻋﺗﻧﺎﻗﻬم اﻹﺳﻼم ﺷﻛﻠوا ﻣﻧﻬم ﻓﯾﻠق اﻟﻣﺷﺎة اﻟذي
ﻛﺎن ﯾﺷﺎرك ﻓﻲ اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻼع .وﺧﻼل ﺳﻧوات ﺟﻧد ﻣﻧﻬم ﺣواﻟﻲ ١٠٠٠ﺷﺧص
وﺧﺻﺻت ﻟﻬم اﺟور ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺛم ﯾذﻛر أن اﻟﺟﯾش أﺻﺑﺢ ﯾﺗﺄﻟف ﻣن اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻧﺻﺎرى اﻷﺳرى اﻟذﯾن
)(٣
.أﻣﺎ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺷﻧﺎوي ﻓﻲ ﻛﺎﻧوا ﯾﺧدﻣون ﺧدﻣﺔ ﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ ﻗﺑل اﻟﺗﺣﺎﻗﻬم ﺑﺎﻟﺟﯾش اﻻﻧﻛﺷﺎري
ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﻔﺗرى ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺟزﺋﻪ اﻷول ﯾذﻛر ﺑﺻدد اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ إن
ﺿرﯾﺑﺔ اﻟدم ﻫﻲ ﺿرﯾﺑﺔ أدﻣﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻋوﻧﺎً ﻛﺑﯾ اًر ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋﻠﻰ إﯾﺟﺎد ﻣورد أدﻣﻲ ﻻ ﯾﻧﺿب
وﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺗﺟﻧﯾد ﻓرق ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﺷﺎة ﯾﺿﻌون ﻋﻘوﻟﻬم وأﺟﺳﺎﻣﻬم وﺧﺑراﺗﻬم ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ
اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﻲ ﻣﯾﺎدﯾن اﻟﻘﺗﺎل اﺑﺗﻐﺎء إﺣراز اﻧﺗﺻﺎرات ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﺗﺣﻘق ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣزﯾداً ﻣن اﻟﺗوﺳﻊ
اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ .وﻛﺎن ﻣﻌظم ﻫؤﻻء اﻟﻣﺷﺎة ﯾﻧﺧرطون ﻓﻲ ﺳﻠك اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ .وﯾذﻛر اﻟﺷﻧﺎوي إن ﻓﯾﺎﻟق
اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻟم ﺗﻛن ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻣن ﺣﺻﯾﻠﺔ ﺿرﯾﺑﺔ اﻟدم ﺑل ﺗﺿم ﻓﻲ ﺻﻔوﻓﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺻﻐﯾرة اﻟﻌدد
)(٤
. ﻣن أوﻻد أﺳروا ﻓﻲ اﻟﺣرب او اﺷﺗروا ﺑﺎﻟﻣﺎل
وﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ ﺗﻘﺳﻣﻬم اﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ اﻗﺳﺎم ،اﻟﻘﺳم اﻷول ﯾﻌد اﻓرادﻫﺎ ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻘﺻور
اﻟﺳﻠطﺎﻧﯾﺔ ،وﯾﺳﻣون )اﯾﺞ اوﻏﻼن( ﻏﻠﻣﺎن اﻟﺑﻼد واﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﻓﻲ
اﻟدوﻟﺔ .اﻣﺎ اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻟث ،ﻓﯾﺷﻛل أﻓرادﻫﺎ ﻓرق ﻣﺷﺎة ﻓﻲ اﻟﺟﯾش اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ،وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ أﻓرادﻩ
ﺑﺎﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ وﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟﺟﻧود اﻟﺟدد )ﯾﻧﻛﻲ ﺟرى( أي اﻟﺟﻧدي اﻟﺟدﯾد وﻛﺎﻧوا ﯾﺷﻛﻠون اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻻﻋﻠﻰ
)(٥
. ﻗﯾﺎﺳﺎ ﻟﻠﻘﺳﻣﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻟﻌدد
وﯾذﻛر ان اﻟﺳﻠطﺎن اورﺧﺎن ﻗد وﺿﻊ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﺗﺿﻣن اﻗرار ﻧظﺎم داﺧﻠﻲ
ﺧﺎص ﻟﻬم ،وﺗﻧظﯾم ﻋﻼﻗﺗﻬم اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ ،واﻟطﺎﻋﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺎن .
٣٠٠
ﻋﻣﺎد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز
اﻟﺻدر اﻷﻋظم ﻣﺣﻣد ﺑﺎﺷﺎ إﻧﻪ ﻛﺎن ﻧﺻﯾ اًر ﺳرﯾﺎً ﻹﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺗﺢ اﻟﺻﻐﯾر )ﺟم( ﻓﺑﻔذ ظﺎﻫرﯾﺎً
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﺗورﯾث اﻟﻌرش ﻓﺄرﺳل ﻟﺑﺎﯾزﯾد ﺛم ﺣﺎول أن ﯾﺑﻠﻎ ﻧﻔس اﻟﺧﺑر ﻟﺟم أﻣﻼً ﺑﺣﺿورﻩ
اﻟﺳرﯾﻊ اﻟﻰ اﺳطﻧﺑول ﻓﻌﻠم اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﺑﺗﺻرف اﻟﺻدر اﻻﻋظم ﻓﺛﺎروا ﻋﻠﯾﻪ وﻗﺗﻠوﻩ وﻋﯾﻧوا ﻣﻛﺎﻧﻪ
)(٨
.وﺗﻣردوا ﻓﻲ اﺳﺗﺎﻧﺑول وﻋﺎﺛوا ﻓﻲ اﻟﺑﻼد ﺳﻠﺑﺎ وﻧﻬﺑﺎ وﺟﺎءوا ﺑﺎﻻﻣﯾر ﻗرﻗد )ﻗورﻗود( اﺳﺣق ﺑﺎﺷﺎ
)(٩
. ﺑن ﺑﺎﯾزﯾد ﻟﺗوﻟﻲ ﻣﻬﺎم اﻟدوﻟﺔ ﻟﺣﯾن وﺻول اﺑﯾﻪ ﻣن اﻣﺎﺳﯾﺎ
وﺻل ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ اﺳﺗﺎﻧﺑول ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ﺷﻬر اﯾﺎر ﻋﺎم ١٤٨١ﻋن طرﯾق
اﻟﺑﺳﻔور ﺣﯾث اﺳﺗﻘﺑﻠﻪ ﻛﺑﺎر رﺟﺎل اﻟدوﻟﺔ ورأى ان ﺳﻔن اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻗد اﺣﺎطت اﻟطرﯾق ﻟﻠﺗرﺣﯾب ﺑﻪ
.واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ان اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻗﺎﻣوا ﺑﻬذا اﻟﻌﻣل ﻟﻛﻲ ﯾﺑﯾﻧوا ﻟﻸﻣﯾر ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻧﻪ ﺟﺎء اﻟﻰ ﻛرﺳﻲ
)(١٠
وﻋﻧدﻣﺎ دﺧل اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻘﺻر اﻟﺳﻠطﺎﻧﻲ راى ان ﻗوات اﻟﺳﻠطﻧﺔ ﺑﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم
اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻗد اﻧﺗﺷروا ﺣول اﻟﻘﺻر وﻣداﺧﻠﻪ ﯾﻧﺗظرون اﻟﺳﻠطﺎن اﻟﺟدﯾد وﻣﻌﻬم ﻣطﺎﻟﯾب ﯾرﯾدون ان
ِ
ﻣﻧﺻﺑﻪ ﻛوزﯾر ﻷﻧﻪ أﺣد ﻣﻘرﺑﻲ اﻟﺳﻠطﺎن ﯾﻧﻔذﻫﺎ ﻟﻬم وﻋﻠﻰ اﻟﻔور اوﻟﻬﺎ ﻋزل ﻣﺻطﻔﻰ ﺑﺎﺷﺎ ﻣن
ﺑﺎﯾزﯾد )ﺷﯾﺧزادﻩ ﺑﺎﯾزﯾد( ﻷﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل أن ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺻدر اﻷﻋظم وﻟن ﯾرﻓﻊ أﺟور اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ
وﺗﻌﯾﯾن اﺳﺣق ﺑﺎﺷﺎ ﺑدﻻ ﻋﻧﻪ ﻻﻧﻪ ﻣﺗﻌﺎطف ﻣﻊ اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ وﺳﯾرﻓﻊ أﺟورﻫم .وﺛﺎﻧﯾﺎ ان ﯾﻘدم
)(١١
.واﺧﯾ ار ان ﯾﺻدر اﻣ ار ﺑﺎﻟﻌﻔو ﻋن اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ﻋطﺎﯾﺎ ﻟﻬم ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗوﻟﯾﻪ اﻟﺳﻠطﻧﺔ
)(١٢
. ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﺎ ارﺗﻛﺑوﻩ ﻣن ﻓظﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ .وﻗد اﺳﺗﺟﺎب اﻟﺳﻠطﺎن ﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣطﺎﻟﯾب اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ
ﺗﻣﺎدى اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﻌد ﺛﻼﺛﺔ اﺷﻬر ﻣن ﺗوﻟﯾﻪ ﻣﻧﺻﺑﻪ إذ طﻠﺑوا ﻣﻧﻪ ان
ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬم ﺑﻧﻬب ﻣدﯾﻧﺔ ﺑورﺻﺔ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻟﺳﻛﺎﻧﻬﺎ ﺑﺣﺟﺔ اﻧﻬم ﺗﻌﺎوﻧوا ﻣﻊ اﻻﻣﯾر ﺟم ٕواﯾواﺋﻪ ﻋﻧدﻫم ،
ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟﺳﻠطﺎن اﻻ ان رﻓض طﻠﺑﻬم .ﻟﻣﻧﻊ ﺣدوث ﺷﻐب ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧﺔ اﺟزل اﻟﺳﻠطﺎن اﻟﻌطﺎﯾﺎ
ﻟﻼﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻣرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﻫو ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺣﻛﻣﻪ .ﻛﻣﺎ أﺟﺑروﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﺗﺢ ﻣﺣﻼت ﺑﯾﻊ اﻟﺧﻣور ﻟﻛﻲ
)(١٣
.وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧرى ان اﻟﺗﻣرد اﻻول ﻟﻼﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻗد ﺳﺑب ﺿر ار اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﯾﺗﻧﺎوﻟوا ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺳﻛرات
ﻟﻠدوﻟﺔ وذﻟك ﻟﺻرف اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﻣوال ﻟﻬم واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎً ﻷﻧﻬم أﺣدﺛوا ﺧراﺑﺎ ﻛﺑﯾ ار ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻛﻣﺎ
أﺳﻬﻣوا ﻓﻲ ﻓﺗﺢ ﻣﺣﻼت اﻟﺧﻣور ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻋﻠﻧﺎً وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ .
اﻣﺎ اﻟﺗﻣرد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻼﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻘد ﺣدث اﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ،واﻟﻣﻔﺎرﻗﺔ
ان اﻟﺗﻣرد اﻻول ﻛﺎن ﻟﺗﻌﯾﯾن اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻣﺎ اﻟﺗﻣرد )اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻓﻛﺎن ﻟﻌزﻟﻪ وﺳﺑب ﻫذا
اﻟﺗﻣرد ان اﻟﺳﻠطﺎن ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣن اﻻوﻻد ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﺗوﻓﻰ ﻣﻧﻬم ﺧﻣﺳﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ وﺑﻘﻲ ﺛﻼﺛﺔ وﻫم اﻻﻣﯾر
اﺣﻣد واﻻﻣﯾر )ﻗورﻗود( واﻻﻣﯾر ﺳﻠﯾم .وﻛﺎن اﺣﻣد اﻛﺑرﻫم واﺣﺑﻬم واﻗرﺑﻬم ﻷﺑﯾﻪ وﻣﺣﺑﺑﺎ ﻟدى
اﻻﻋﯾﺎن واﻻﻣراء ﻟذﻟك ﻋﯾﻧﻪ واﻟدﻩ وﻟﯾﺎ ﻟﻠﻌﻬد وﺣﺎﻛﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻧطﻘﺔ اﻣﺎﺳﯾﺎ .وﻛﺎن ﻗرﻗود ﺣﺎﻛﻣﺎ ﻋﻠﻰ
ﺻﺎروﺧﺎن )ﻣﺎﻧﯾﺳﺔ( وﻛﺎن ﻣﺣﺑﺎ ﻟﻠﻌﻠوم وﻣﺟﺎﻟﺳﺔ اﻟﻌﻠﻣﺎء .وﺳﻠﯾم ﺣﺎﻛﻣﺎ ﻋﻠﻰ طراﺑزون .وﻛﺎن
ﺳﻠﯾم ﻣﺷﻬو ار ﺑﺎﻟﻘوة وﺣﺑﻪ ﻟﻠﻘﺗﺎل وﻟﻪ ﻣﻧزﻟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟدى ﻗوات اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﻛﺎن واﻟدﻩ
٣٠١
ﺗﻣردات اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ …
ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺣب اﻟﺳﻠم اﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﯾﺣب اﻟﺣرب ﻟذﻟك ﻛﺎن اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﯾﺑﺗﻌدون ﻋن ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ
)(١٤
. ﻟﺳﯾﺎﺳﺗﻪ اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ
وﺣدث ﺧﻼف ﺑﯾن ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ واﺑﻧﻪ ﺳﻠﯾم ﻧﺗﯾﺟﺔ طﻠب اﻻﺧﯾر ﻧﻘﻠﻪ ﻣن طراﺑزون اﻟﻰ
ﻣﻧطﻘﺔ اﺧرى ﺑﺣﺟﺔ أﻧﻬﺎ ﻣﻧطﻘﺔ ﻧﺎﺋﯾﺔ وﺑﻌﯾدة ﻋن اﻟﻣرﻛز وﻋﻧدﻣﺎ رﻓض واﻟدﻩ طﻠﺑﻪ ﺟﻬز ﺑﻌض
رﺟﺎﻟﻪ وﺗوﺟﻪ اﻟﻰ ادرﻧﺔ ﻟﯾﺗﺑﺎﺣث ﻣﻊ واﻟدﻩ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻘﯾم ﻫﻧﺎك ﻟﻔﺗرة ﻣن اﻟزﻣن إﻻ اﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ
وﺻل اﻟﻰ ادرﻧﺔ ﻛﺎن واﻟدﻩ ﻗد ﻏﺎدر اﻟﻰ اﺳﺗﺎﻧﺑول ﺑﻌد ﺳﻣﺎع ﺧﺑر وﻓﺎة اﺑﻧﻪ ﺷﺎﻫﻧﺷﺎﻩ .ﻓﺎﺷﺗد
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣرض ﻋﻧد ذﻟك ارﺳل اﻟﻰ اﺑﻧﻪ اﺣﻣد ﻟﻠﻘدوم اﻟﻰ اﺳﺗﺎﻧﺑول ﻟﯾﻛون ﺑﺎﻟﻘرب ﻣﻧﻪ ﻻﻧﻪ وﻟﻲ
اﻟﻌﻬد اﻻ ان اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﺳﯾطروا ﻋﻠﻰ ﻣداﺧل اﺳﺗﺎﻧﺑول وﻣﻧﻌوا دﺧول اﻻﻣﯾر اﺣﻣد اﻟﻰ اﺳﺗﺎﻧﺑول
)(١٥
وﻓﻲ ﻫذا اﻟوﻗت ﺗدﺧل اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻻﻣر واﺟﺑروا اﻟﺳﻠطﺎن واﺟﺑروﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌودة اﻟﻰ اﻣﺎﺳﯾﺎ
ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ إﺻدار ﻣرﺳوم أوﻫﻣﺎﯾون ﺑﺎﻟﻌﻔو ﻋن اﻻﻣﯾر ﺳﻠﯾم واﻋﺎﺗﻪ اﻟﻰ وﻻﯾﺔ ﺳﻣﻧدرﯾﺔ ،
)(١٦
،واﺛﻧﺎء ﺳﻔر ﺳﻠﯾم اﻟﯾﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﻪ اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ وﻋﺎدوا ﺑﻪ اﻟﻰ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻟﺑﻼدﻩ اﻟﺻرب
اﺳﺗﺎﻧﺑول ﻓدﺧﻠﻬﺎ ﺳﻠﯾم وﺳط ﺣﺷود ﻣن اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻋﻧد ذﻟك ﻋرض اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﺎﯾزﯾد ﻋﻠﻰ اﺑﻧﻪ ﺳﻠﯾم
أﻣواﻻً ﻛﺄﻏراء ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌودة اﻟﻰ ﺳﻣﻧدرﯾﺔ إﻻ ان ﺳﻠﯾم رﻓض ﺧﺎﺻﺔ وان اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﺑﺟﺎﻧﺑﻪ ﺣﺗﻰ
اﺿطر اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ان ﯾﻌرض ﻋﻠﻰ اﺑﻧﻪ ﺳﻠﯾﻣﺎً ان ﯾﻛون وﻟﯾﺎ ﻟﻠﻌﻬد ﻣﻊ ﺑﻘﺎء واﻟدﻩ
)(١٧
ﻟﻛن اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ وﺳﻠﯾم رﻓﺿوا اﻻﻣر واﺻروا ﻋﻠﻰ اﺧذ اﻟﺳﻠطﻧﺔ ﻣن ﺣﺎﻛﻣﺎً ﻟﻠدوﻟﺔ ﺣﺗﻰ وﻓﺎﺗﻪ
ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺗوﺟﻬت ﻓﻲ اﻟﺧﺎﻣس واﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ﺷﻬر ﻧﯾﺳﺎن ﻋﺎم ١٥١٢ﻗوات ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﺿﻣت
اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ واﻟﺳﺑﺎﻫﯾﺔ –اﻟﻔرﺳﺎن اﻻﻗطﺎﻋﯾﯾن– ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻎ ﻋددﻫم اﺛﻧﻲ ﻋﺷر اﻟف ﺟﻧدي ﻧﺣو ﻗﺻر
اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ وطﻠب ﻛﺑﺎر اﻟﺿﺑﺎط ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﺄذن ﻟﻬم اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﻘﺎﻟوا ﻟﻪُ اﻧك
طﺎﻋن ﻓﻲ اﻟﺳن وﻣرﯾض وﻋﻠﯾك ان ﺗﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﻌرش ﻟوﻟدك ﺳﻠﯾم) ، (١٨وﺑﻌد ان وﺟد اﻟﺳﻠطﺎن
ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺟدﯾﺔ طﻠب اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﻌرش ﻟوﻟدﻩ ﺳﻠﯾم وﺑﻌد ﻋﺷرﯾن ﯾوﻣﺎ ارﺳل اﻟﻰ
)(١٩
ﻟﯾﻘﺿﻲ ﺑﻘﯾﺔ ﺣﯾﺎﺗﻪ اﺑﻧﻪ ﺳﻠﯾم ﯾطﻠب ﻣﻧﻪ ان ﯾﺄذن ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻐﺎدرة اﺳﺗﺎﻧﺑول وﯾذﻫب اﻟﻰ دﯾﻣوﺗﯾﻘﺎ
)(٢٠
وﻛﺎن اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﺎﯾزﯾد ﻣرﯾﺿﺎ ﻟذا ﺗﺄﺧر ﻓﻲ ﻫﻧﺎك ﻓﺧرج ﻣﻌﻪ اﺑﻧﻪ ﺳﻠﯾم ﺣﺗﻰ أﺳوار اﺳﺗﺎﻧﺑول
اﻟطرﯾق ﺑﺳﺑب اﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﯾﻬﺎ ﻓﻲ رﻛوب اﻟﺧﯾل وﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﻧﻘل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻔﺔ وﺑﻌد ﻣﺿﻲ
ﺷﻬر ﻓﻲ اﻟطرﯾق ﺗوﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﺎدس واﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ﺷﻬر اﯾﺎر ﻋﺎم ١٥١٢م
)(٢١
.وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧرى ،ﻓﻧﻘل ﺟﺛﻣﺎﻧﻪ اﻟﻰ اﺳﺗﺎﻧﺑول ودﻓن ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟذي ﺷﯾدﻩ واﻟذي ﯾﺣﻣل اﺳﻣﻪ
ان اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻛﺎﻧوا وراء ﻋزل اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ووﻓﺎﺗﻪ ﺑﺳﺑب ﻛرﻫﻬم ﻟﺳﯾﺎﺳﺗﻪ اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ ،وﻓﻲ
اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﻛﺎﻧوا وراء ﺗﻧﺻﯾب اﻷﻣﯾر ﺳﻠﯾم ﺑن ﺑﺎﯾزﯾد اﻟذي ﻛﺎن ﻣﻌروﻓﺎ ﺑﺷدﺗﻪ وﺣﺑﻪ ﻟﻠﺣروب
ﺳﻠطﺎﻧﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ .
٣٠٢
ﻋﻣﺎد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز
ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ واﺟﻬﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎن ﺳﻠﯾم اﻷول ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻬل ﺣﻛﻣﻪ ﺗﻣرد اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ
ﺿدﻩ وﻫم اﻟذﯾن ﺟﺎءوا ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم وﻗد ﺟﻌﻠﻬم اﻟﺳﻠطﺎن ﺳﻠﯾم اﻷول رﻛﯾزة ﻟﺣﻛﻣﻪ ﻓزاد أﻋدادﻫم
)(٢٢
وﺳﺑب اﻟﺗﻣرد ان اﻟﺳﻠطﺎن ﺳﻠﯾم ﻋﻧدﻣﺎ ﺧرج ﻣودﻋﺎ واﻟدﻩ ﺑﺎﯾزﯾد اﻟﻰ ٣٥٠٠٠وزاد رواﺗﺑﻬم
اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي اراد اﻟذﻫﺎب اﻟﻰ دﯾﻣوﺗﯾﻘﺎ وﻋﻧد ﻋودﺗﻪ ﺟﺎءﺗﻪ اﻷﻧﺑﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾد ﺑﺄن اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻗد
)(٢٣
.إﻻ أن اﻟﺳﻠطﺎن ﺳﻠﯾم اﻷول ﻏﯾر ﺗﺟﻣﻌوا ﻓﻲ طرﯾﻘﻪ اﻟﻣؤدي ﻟﻠﻘﺻر ﯾطﺎﻟﺑوﻧﻪ ﺑﺑﻌض اﻻﻣوال
طرﯾﻘﻪ وﻣﻊ ذﻟك ﺑﻌد ﻋودﺗﻪ ودﺧوﻟﻪ اﻟﻘﺻر ﺟﺎء ﻛﺑﺎر ﻗﺎدة اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ وطﺎﻟﺑوﻩ ﺑﺑﻌض اﻷﻣوال
)(٢٤
ﻓدﻓﻊ ﻟﻛل اﻧﻛﺷﺎري ﻛﺎن ﻗد ﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟﺗﺟﻣﻊ ﻟﻺﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻓواﻓق ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﺣﺎﺷﯾﺎ ﻟﻣﺷﺎﻛﻠﻬم
)(٢٥
ﻛﻣﺎ وﺗﻣﺎدى اﺣد اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ وطﺎﻟب اﻟﺳﻠطﺎن ﺑزﯾﺎدة رواﺗﺑﻬم ﻋﻧد ذﻟك ﺧﻣﺳﯾن دوﻛﺎ )دوﻛﺔ(
)(٢٦
. اﺳﺗﺎء اﻟﺳﻠطﺎن ورﻓﻊ ﺳﯾﻔﻪ وﻗطﻊ رأس ذﻟك اﻻﻧﻛﺷﺎري ﻟﺗﻣﺎدﯾﻪ ﻓﻲ اﻟطﻠﺑﺎت
اﻣﺎ اﻟﺗﻣرد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻸﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﺳﻠطﺎن ﺳﻠﯾم ﻓﻘد ﺣدث اﺛﻧﺎء اﻟﺣرب اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ
اﻟﺻﻔوﯾﺔ ﻋﺎم ١٥١٤ﻓﻲ ﻣﻌرﻛﺔ ﺟﺎﻟدﯾران واﻟﺗﻲ اﻧﺗﺻرت ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘوات اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘوات
اﻟﺻﻔوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺑﻘﯾﺎدة اﻟﺷﺎﻩ اﺳﻣﺎﻋﯾل اﻟﺻﻔوي )١٥٢٤-١٥٠١م( وأراد اﻟﺳﻠطﺎن ﺳﻠﯾم اﻻول
ﺑﻌد ﻫذا اﻻﻧﺗﺻﺎر ﻋدم اﻟﺗوﻗف واﻟﻠﺣﺎق ﺑﺎﻟﺷﺎﻩ اﺳﻣﺎﻋﯾل اﻟﺻﻔوي اﻻ اﻧﻪ ﺗراﺟﻊ ﻟﻘﻠﺔ اﻟﻣؤوﻧﺔ اﻟﺗﻲ
)(٢٧
.واﻟﺳﺑب اﻻﺧر ﻓﻲ ﻋودة اﻟﺳﻠطﺎن ﺳﻠﯾم اﻻول ان اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ اﻣﺗﻧﻌوا ﻻ ﺗﻛﻔﻲ أﻓراد اﻟﺟﯾش
ﻋن اﻟﺗﻘدم ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺷﺗداد اﻟﺑرد وﻋدم وﺟود اﻟﻣﻼﺑس اﻟﺷﺗوﯾﺔ ﻟذﻟك طﻠﺑوا ﻣن اﻟﺳﻠطﺎن ﺳﻠﯾم اﻻول
)(٢٨
.وﻗد اﺿطر اﻟﺳﻠطﺎن ﺳﻠﯾم اﻟﻌودة اﻟﻰ ﻣدﯾﻧﺔ اﻣﺎﺳﯾﺎ ﺛم اﻟرﺟوع ﺻﯾﻔﺎ اﻟﻰ ﻣﻘﺎﺗﻠﺔ اﻟﺻﻔوﯾﯾن
ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ طﻠﺑﻬم ظﻧﺎ ﻣﻧﻪ ان ﻟم ﯾواﻓق ﻓﺈﻧﻪ رﺑﻣﺎ ﺳﯾﻘوﻣون ﺑﺗﻣرد داﺧل اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ او ﻓﻲ طرﯾق اﻟﻌودة
ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﻧﺗﻪ ﺧﺎﺻﺔ وﻫو ﺑﻌﯾد ﻋن اﻟﻣرﻛز ورﺑﻣﺎ ﯾﺳﺗﻐل اﻟﺷﺎﻩ اﺳﻣﺎﻋﯾل اﻟﺻﻔوي
ِ
ﺟﯾﺷﻪ ﻟﻼﻧﻘﺿﺎض ﻋﻠﻰ اﻟﺟﯾش اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ).(٢٩ اﻟﻣوﻗف وﯾﻌود ﻣﻊ
٣٠٣
ﺗﻣردات اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ …
اﻻوﻟﻰ )اﻟف دوﻛﺎ( وﺗﻘﺎﺳﻣوﻩ طﻣﻌﺎ ﺑﺄﻣوال اﺧرى ،اﻻ ان اﻟﺳﻠطﺎن ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻛﺎن ذﻛﯾﺎ اذ
اﺳﺗطﺎع ان ﯾﺑﻌد ﺑﻌض رؤﺳﺎء اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ اﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺑﻌﯾدة ﻟﯾﺧدﻣوا ﻫﻧﺎك وﯾداﻓﻌوا ﻋن
اﻟدوﻟﺔ ﺿد اﻟﻌدو اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻛﻣﺎ ﻗﺗل وﺳﺟن ﺑﻌض زﻋﻣﺎء اﻟﺗﻣرد وﺑذﻟك اﺳﺗطﺎع ﺗﺷﺗﯾت ﺷﻣﻠﻬم
)(٣٣
. واﻧﻬﺎء اﻟﻔﺗﻧﺔ
٣٠٤
ﻋﻣﺎد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز
اﺳﺗﺎﻧﺑول اﻟﻰ ﻫذا اﻻﺟراء وذﻟك ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟزﯾﺎدة اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﻔﺎق اﻟﻌﺳﻛري ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟزﯾﺎدة اﻋداد
اﻟﺟﯾش اﻻﻧﻛﺷﺎري ﺣﯾث ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﺳﻣﺢ اﻟﺳﻠطﺎن ﻣراد اﻟﺛﺎﻟث ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﺎﻻﻟﺗﺣﺎق ﺑﺎﻟﺟﯾش
)(٣٩
. اﻻﻧﻛﺷﺎري ﻓﺎزداد ﻋددﻫم
٣٠٥
ﺗﻣردات اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ …
٣٠٦
ﻋﻣﺎد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻘراء ادوار اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ :
ﺷﻛل اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺗﻛوﯾﻧﻬم ﻗوة ﻋﺳﻛرﯾﺔ ادت ادوا ار اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣروب اﻟﺗﻲ ﺧﺎﺿﺗﻬﺎ .١
اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص ﻓﻲ اﻟﺟﺑﻬﺔ اﻻورﺑﯾﺔ
ﺑدأ اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻣﻧذ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ﺑﺎﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺷؤون اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ،وﻧﺟم ﻋن .٢
ذﻟك ،اﺿطراب ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوﯾﯾن اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟداﺧﻠﻲ ،
اﺳﺗﻬدﻓت ﺗﻣرداﺗﻬم اﻟﺳﻠطﻧﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻛراﻩ اﻟﺳﻼطﯾن ﻋﻠﻰ اﻏداق اﻻﻣوال ﻋﻠﯾﻬم
،وﻓﻲ ﺣﺎﻻت رﻓض اﻟﺳﻠطﺎن ،ﻓﺈﻧﻬم ﻟم ﯾﺗرددوا ﻓﻲ ﻗﺗﻠﻪ .
ﺳﻌﻰ اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ اﻟﻰ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗﻧﺻﯾب اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗؤدي ﻟﻬم اﻟﺧدﻣﺎت وﺗﻧﻔﯾذ .٣
ﻣطﺎﻟﯾﺑﻬم ،وﻟﻌل ﻣن اﺑرزﻫﺎ ﻣﻧﺻب )اﻟﺻدارة اﻟﻌظﻣﻰ( واﻟﺗﻲ اﺳﺗﻧﻔذوﻫﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻘﺎﺻدﻫم.
ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻗوة اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺗوﺣﺎت اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺑﻬﺔ اﻻورﺑﯾﺔ ،ﻓﺎﻧﻬم .٤
أﺻﺑﺣوا ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ إﺿﻌﺎف اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻗ ارراﺗﻬم اﻟﻘﺎطﻌﺔ ﻓﻲ اﯾﻘﺎف اﻟﺣروب،
واﺟﺑﺎر اﻟﺳﻠطﺎن اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﻣﻌﺎﻫدات ﻣﻊ اﻟدول اﻻﺧرى ،واﻟﺗﻬدﯾد ﺑﺎﻟﺗﻣرد ان ﻟم ﺗﻧﻔذ
رﻏﺑﺎﺗﻬم .
ادرك ﺑﻌض اﻟﺳﻼطﯾن ﻣدﯾﺎت ﺗﺄﺛﯾر اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ،ﻓﺂﺛروا ﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﺣﯾﺎن اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ .٥
ﻟﻣطﺎﻟﯾﺑﻬم ،وﯾﺑدو ان ذﻟك ﻻ ﯾﻌد ﺿﻌﻔﺎ ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﺳﻠطﺎن ،ﺑﻘدر ﺣرص اﻟﺳﻠطﻧﺔ
اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺷﺎﻋﺔ اﻻﻣن واﻻﺳﺗﻘرار وﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﺎﻧﺑول .
٣٠٧
ﺗﻣردات اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ …
) (٦ذﻛرﻧﺎ ﺗﺎرﯾﺧﯾن ﻟﻔﺗرة ﺳﻠطﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺗﺢ ذﻟك ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ١٤٤٤م اﺳﺗﻠم اﻟﺣﻛم ﻋﻧدﻣﺎ اﻋﺗزل واﻟدﻩُ
ﯾﻣﺗﻪ أﻣﺎم اﻟﻣﺟر ووﻓﺎة ِ
وﻟدﻩ ﻋﻼء اﻟدﯾن .ﻓﺗوﻟﻰ ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺗﺢ اﻟﺣﻛم ﺣﺗﻰ ﻋﺎم ١٤٤٦م اﻟﺳﻠطﻧﺔ واﻟﻧﺎس ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫز ِ
ﺣﯾث ﻋﺎد واﻟدﻩ ﻣراد اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻰ اﻟﺳﻠطﻧﺔ ،وﺑﻌد وﻓﺎة ﻣراد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺎم ١٤٥١ﺗوﻟﻰ ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺗﺢ ﻟﻠﻣرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺳﻠطﻧﺔ
اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ .ﯾﻧظر ﺷﻛﯾب ارﺳﻼن ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ،ﺗﺣﻘﯾق :ﺣﺳن اﻟﺳﻣﺎﺣﻲ ﺳوﯾدان ) ،دﻣﺷق –
ﺑﯾروت ، (٢٠٠١ ،ص. ٧٨
) (٧ﻣﺣﻣد ﺳﻬﯾل طﻘوش ،اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون ﻣن ﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ اﻟﻰ اﻻﻧﻘﻼب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻼﻓﺔ ) ،ﺑﯾروت ، (١٩٩٥ :ص ١٢٠؛
ﺳﯾﺎر ﻛوﻛب ﻋﻠﻲ اﻟﺟﻣﯾل ،ﺗﻛوﯾن اﻟﻌرب اﻟﺣدﯾث ) ، ١٩١٦-١٥١٦ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣوﺻل ، (١٩٩١ :ص ٤٢؛
ﻫﯾﺛم ﺟﻣﻌﺔ ﻫﻼل ،اﻟﺳﻠطﺎن ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺗﺢ ) ،ﺣﻠب ، (٢٠٠٧ :ص. ٧٦
) (٨طﻘوش ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ١٢١؛ ﻫﻼل ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ٧٦؛ ﺑﺗروﺳﯾﺎن ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،
ص. ١١٩
) (٩ﻛﺎرل ﺑروﻛﻠﻣﺎن ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷﻌوب اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻧﻘﻠﻪُ اﻟﻰ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻧﺑﯾﻪ أﻣﯾن ﻓﺎرس وﻣﻧﯾر اﻟﺑﻌﻠﺑﻛﻲ ) ،ﺑﯾروت:
، (٢٠٠٥ص ٤٤٣؛ طﻘوش ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ١٢١
) (١٠ﻣﺣﻣد ﻓرﯾدﺑك اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﻠﯾﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ،ﺗﺣﻘﯾق :إﺣﺳﺎن ﺣﻘﻲ ،ط) ٩ﺑﯾروت ،(٢٠٠٣ :
ص. ١٧٩
) (١١واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ان اﻋطﺎء اﻻﻣوال ﻟﻼﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ اﺻﺑﺢ ﺗﻘﻠﯾدا ﯾﻠﺗزم ﺑﻪ ﻛل ﺳﻠطﺎن ﯾﺗوﻟﻰ ﺳﻠطﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ
وﯾﻌطﻲ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣن اﻟﻣﺎل ﻟﻼﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﺣﯾث ﻣﻧذ ﻋﻬد اﻟﺳﻠطﺎن ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺗﺢ أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻌﺗﺎد أن ﯾﻘوم ﻛل
ﺳﻠطﺎن ﺟدﯾد ﺑﺗوزﯾﻊ )ﻧﻘود ﻟﻼﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ( ﻟﺿﻣﺎن وﻻﺋﻬم وﺑﻘﯾت ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﻣدة ) (٢٩٤ﻋﺎﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺟﺢ
اﻟﺳطﺎن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻻول )١٧٨٩-١٧٧٤م( ﻣن اﻟﻐﺎء ﻫذا اﻟﺗﻘﻠﯾد .ﯾﻧظر :اﺣﻣد ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ﻣﺻطﻔﻰ،
ﻓﻲ أﺻول اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ،ط) ، ٣اﻟﻘﺎﻫرة ، (٢٠٠٣ :ص ١٢٥؛ ﺑروﻛﻠﻣﺎن ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،
ص٤٤٣؛ ﻋدﻧﺎن اﻟﻌطﺎر ،اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﯾﻼد اﻟﻰ اﻟﺳﻘوط ) ،ﺑﯾروت ، (٢٠٠٦ :ص. ٥٣
) (١٢ﺑﯾﺗروﺳﯾﺎن ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ١٢١؛ طﻘوش ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ٢٤٩؛ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،اﻟﻣﺻدر
اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ١٧٩
) (١٣اﻟﺷﻧﺎوي ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٥٠٤
) (١٤راﻏب اﻟﺳرﺟﺎﻧﻲ ،اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻣﯾﺳرة ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ج ، ٢ط) ، ٧اﻟﻘﺎﻫرة ، (٢٠٠٧ :ص ١٥٦؛
طﻘوش ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ١٢٧؛
٣٠٨
ﻋﻣﺎد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز
ج
Stamford shaw, History of the ottoman Empiread modern Turkey, Vol. 1, (Newyork:
1976) p. 78.
) (١٥ﺑﯾﺗروﺳﯾﺎن ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص. ١٢٥-١٢٤
) (١٦اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ١٨٧
) (١٧اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ واﻟﺻﻔﺣﺔ .
) (١٨اﻟﺷﻧﺎوي ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ج ، ١ص. ٥٠٨
) (١٩وﻫﻲ ﺗﻘﻊ اﻟﻰ اﻟﺟﻧوب ﻣن ادرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﯾوﻧﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺣدود اﻟﺗرﻛﯾﺔ ،ﯾﻧظر :اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،
ص. ١٨٧
) (٢٠ﺑﯾﺗروﺳﯾﺎن ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص. ١٢٧-١٢٦
) (٢١ﯾوﺳف ﺑك آﺻﺎف ،ﺗﺎرﯾﺦ ﺳﻼطﯾن ﺑﻧﻲ ﻋﺛﻣﺎن ﻣن أول ﻧﺷﺄﺗﻬم ﺣﺗﻰ اﻵن ،ﺗﻘدﯾم ﻣﺣﻣد زﯾﻧﻬم ﻣﺣﻣد
ﻋزب ) ،اﻟﻘﺎﻫرة ، (١٩٩٥ :ص. ٥٥
) (٢٢ﻣﺻطﻔﻰ ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ٧٩؛
Shaw, op. cit, Vol, 1, pp. 79-80.
) (٢٣اﻟﺷﻧﺎوي ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ج ، ١ص. ٥٠٩
) (٢٤ارﺳﻼن ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ١٣٤
) (٢٥وﻫﻲ إﺣدى اﻟﻌﻣﻼت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ وﻗد أﻗﺑل اﻟﺗﺟﺎر وأﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺷﻌب ﻋﻠﻰ ﺗداوﻟﻬﺎ
وذﻟك ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻣﺗﺎز ﺑوزﻧﻬﺎ اﻟﺛﺎﺑت واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎدل ٢٤ﻗﯾراطﺎً وﻗد ﻛﺎﻧت ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟدوﻛﺎ اﻟﺑﻧدﻗﻲ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻰ
ﻫذﻩ اﻟﻧﻘود .ﯾﻧظر :اﻟﺷﻧﺎوي ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ج ، ١ص ٥٠٩؛ ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺑﻧدﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿرب ﻓﯾﻬﺎ ِ
ﺷوﻛت ﺑﺎﻣوك ،اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ،ﺗﻌرﯾب ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف اﻟﺣﺎرس ) ،ﺑﯾروت ، (٢٠٠٥ :
ص. ٣٤
) (٢٦اﻟﺷﻧﺎوي ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ج ، ١ص. ٥٠٩
) (٢٧اﻟﺟﻣﯾل ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ٦٤؛ طﻘوش ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٢٤٩
) (٢٨ﻓﺎﺿل ﺑﯾﺎت ،اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻌرﺑﻲ ) ،ﺑﯾروت ، (٢٠٠٧ :ص ٢٤٦؛ اﻛﻣل اﻟدﯾن إﺣﺳﺎن
اوﻏﻠﻲ ،اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﺗﺎرﯾﺦ وﺣﺿﺎرة ،ﺗرﺟﻣﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﺳﻌداوي ،ج) ، ١اﺳﺗﺎﻧﺑول ، (١٩٩٩ :ص ٣١؛
اﻟﺟﻣﯾل ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص. ٦٥-٦٤
) (٢٩ﺑﯾﺗروﺳﯾﺎن ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ١٢٩
) (٣٠ﻫﺎروﻟدﻻﻣب ،ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﺗرﺟﻣﺔ ﺷﻛري ﻣﺣﻣود ﻧدﯾم ) ،ﺑﻐداد ، (١٩٦١ :ص. ١٠١
) (٣١طﻘوش ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٢٥٠
) (٣٢اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٢٠٨
) (٣٣طﻘوش ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٢٥٠
) (٣٤آرﺳﻼن ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ١٨٩؛ ﺑﯾﺗروﺳﯾﺎن ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص. ١٦٦-١٦٥
) (٣٥ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻼﺑﻲ ،اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋواﻣل اﻟﻧﻬوض وأﺳﺑﺎب اﻟﺳﻘوط ) ،اﻟﻘﺎﻫرة ، (٢٠٠٤ :ص٣٤٨
؛ ﻓﺎطﻣﺔ ﻣﺣﻣود اﻟﺟواﺑرة ،ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺧﻠﻔﺎء –اﻟﻔﺎطﻣﯾون -اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون ،ج) ، ٢ﻋﻣﺎن ، (٢٠٠٤ :ص ٢٣٩؛
اﻟﺳرﺟﺎﻧﻲ ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ١٧١؛ اﻟﻌطﺎر ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٧٣
٣٠٩
ﺗﻣردات اﻻﻧﻛﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ …
ج
) (٣٦ﺑﺎﻣوك ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ٢٦٣؛ ﺑﻠﻘﺎﺳم اﻟﻘروي اﻟﺷﺎﺑﻲ ،اﻟﻔﺗوﺣﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﺄورﺑﺎ واﻟردود
اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ ) ،ﺗوﻧس ، (١٩٩٧ :ص. ١٣٧
) (٣٧اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪُ واﻟﺻﻔﺣﺔ .
) (٣٨ﻧﺳﯾﺑﺔ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﷲ اﻟﺣﺎج ﻋﻼوي ،اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ، ١٧٨٩-١٦٢٣
أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ )ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة( ،ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣوﺻل ، ٢٠٠٦ ،ص. ٨٦
) (٣٩ﺑﺎﻣوك ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٢٦٣
) (٤٠ﻣﺣﻣود ﻋﻠﻲ ﻋﺎﻣر ،اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﺗﺎرﯾﺦ ووﺛﺎﺋق ) ،دﻣﺷق ، (٢٠٠١ :ص ص ١٦١-١٦٠؛ ﻋﻼوي،
اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٨٦
) (٤١طﻘوش ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٢٥١
) (٤٢ﻋﻼوي ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ٨٦؛ اﻟﻌطﺎر ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ٨٥؛
Mustafa Ozden “yenicerilik isyanlari ve Vaka-I Hayriye”, Turk Dunyasi Tarih
Dergisi, Sayi, 109, Ocak, 1996. ss 36-37.
) (٤٣ﺳﯾد ﻣﺻطﻔﻰ ،ﻧﻘد ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔن اﻟﻌﺳﻛري واﻟﻬﻧدﺳﺔ واﻟﻌﻠوم ﻓﻲ اﻟﻘﺳطﻧطﯾﻧﯾﺔ ١٨٠٣م ،ﺗﺣﻘﯾق :ﺧﺎﻟد زﯾﺎدة
) ،ﺑﯾروت ، (١٩٧٩ :ص ١٢؛ اﻟﺟواﺑرة ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٢٥٣
) (٤٤أرﺳﻼن ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٢١٦
) (٤٥ﻋﺎﻣر ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ١٦١؛ ﻋﻣﺎد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﯾوﺳف وﻣﺎﻫر ﺣﺎﻣد ﺟﺎﺳم " ،دور ﺷﯾوخ اﻹﺳﻼم
ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ" ،ﻣﺟﻠﺔ أﺑﺣﺎث ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ع ، ٢ﻣﺞ) ، ٦اﻟﻣوﺻل( ،
، ٢٠٠٧ص ٣٣٠؛ دوﻧﺎﻟدﻛواﺗرت ،اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ، ١٩٢٢-١٧٠٠ﺗﻌرﯾب :أﯾﻣن اﻻرﻣﻧﺎزي ،
)اﻟرﯾﺎض ، (٢٠٠٤ :ص. ١٨٦
) (٤٦آرﺳﻼن ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٢١٦
) (٤٧وﻫو اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟذي أطﻠﻘﻪُ اﻟﻣؤرﺧون ﻋﻠﻰ اﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺿد اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺛﻣﺎن اﻟﺛﺎﻧﻲ )-١٦١٨
ﻗﺗﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﺻدر اﻷﻋظم وﻻور ﺑﺎﺷﺎ اﻟذي ﻛﺎن ﻣواﻟﯾﺎ ﻟﻪُ .ﯾﻧظر :إﺑراﻫﯾم ﺑك ١٦٢٢م( واﻟﺗﻲ أدت اﻟﻰ ِ
ﺣﻠﯾم ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌرف ﺑـ ﻛﺗﺎب اﻟﺗﺣﻔﺔ اﻟﺣﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﻠﯾﺔ ) ،اﻟﻘﺎﻫرة:
، (٢٠٠٤ص ص ١٨٠-١٧٩؛ ﯾوﺳف وﺟﺎﺳم ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٣٤٠
) (٤٨ﻣﺻطﻔﻰ ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ، ١٥١ﯾﻠﻣﺎزاوزﺗوﻧﺎ ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻋدﻧﺎن ﻣﺣﻣود
ﺳﻠﻣﺎن ،ﻣﺞ) ، ١اﺳﺗﺎﻧﺑول ، (١٩٨٨ :ص ٤٧٠؛ آرﺳﻼن ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ٢١٧؛ ﻋﻼوي ،
اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٨٨
) (٤٩ﻋﻠﻲ ﺣﺳون ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ،ط) ٤ﺑﯾروت ، (٢٠٠٢ :ص. ١٣٥
) (٥٠ﺷﺎﻛر أﻓﻧدي اﻟﺣﻧﺑﻠﻲ ،ﺗﻠﺧﯾص اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ اﻟﻣﺻور ) ،د.م :د.ت( ،ص ٧٥؛ ﻋﻠﻲ ﺳﻠطﺎن ،ﺗﺎرﯾﺦ
اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ) ،دﻣﺷق ، (١٩٩١ :ص. ٢١٣
٣١٠
ﻋﻣﺎد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز
ج
) (٥٢ﺛرﯾﺎﻓﺎروﻗﻲ ،اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ واﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺣﯾط ﺑﻬﺎ ،ﺗرﺟﻣﺔ ﺣﺎﺗم اﻟطﺣﺎوي ) ،ﺑﯾروت ، (٢٠٠٨ :ص١١١
؛ أرﺳﻼن ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٢٢٠
) (٥٣ﺳﻠطﺎن ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ٢١٨؛ ﯾوﺳف وﺟﺎﺳم ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٣٣١
) (٥٤ﻣﺣﻣود ﺷﺎﻛر ،اﻟﺧﻠﻔﺎء اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون )١٣٤٢-٩٢٣ﻫـ( ) ،ﺑﯾروت ، (٢٠٠٣ :ص ١٩٢؛ ﺣﻠﯾم ،اﻟﻣﺻدر
اﻟﺳﺎﺑق ،ص ٢٠١؛ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ٨٨؛ اﺻﺎف ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص-٨٧
. ٨٨
) (٥٥ﯾوﺳف وﺟﺎﺳم ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص ٣٣١؛ ﺣﻠﯾم ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص. ٢٠١
٣١١