You are on page 1of 24

‫إدراك اساليب التنشئة االسرية بين األطفال دراسة مقارنة بين عينة‬

‫من األطفال املصريين والجزائريين دراسة في االنثربولوجيا النفسية‬


‫(‪)1‬‬
‫أ‪ .‬عادل عطا هللا سليم‬
‫(‪)4‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محب شعبان‬ ‫(‪)3‬‬
‫أ‪.‬د شعبان جاب هللا‬ ‫(‪)2‬‬
‫أ‪.‬د سلوى درويش‬

‫هدفت هذه الدراسة إلي التعرف علي اساليب التنشئة االسرية في مصر والجزائر من‬
‫وجهة نظر االبناء دراسة ميدانية في االنثربولوجيا النفسية‪ ،‬وقد اشتملت عينة الدراسة المصرية‬
‫علي عينة كلية قوامها (‪ )77‬طفال‪ ،‬بينما اشتملت عينة الدراسة الجزائرية علي عينة كلية قوامها‬
‫(‪ )66‬طفال تتراوح اعمارهم ما بين ‪ 8‬سنوات إلي ‪ 15‬سنة‪ ،‬وقد تم اختيار المشاركين من‬
‫األطفال الذين يستطيعوا القراءة والكتابة‪ ،‬وقد تم تطبيق اختبار للمعاملة الوالدية للتعرف علي‬
‫اساليب التنشئة المستخدمة من جانب االباء واالمهات في مصر والجزائر‪ ،‬وقد أظهرت النتائج‬
‫وجود فروق ذات داللة احصائية في اساليب التنشئة االسرية التي تستخدمها االمهات في تنشئة‬
‫ابنائها وهي اساليب االتزان‪/‬التذبذب‪ ،‬الرعاية‪/‬االهمال‪ ،‬لصالح االطفال الجزائريين في حين ال‬
‫يوجد فروق بين العينتين في اساليب التنشئة االسرية التي تقوم بها االمهات وهي اساليب‬
‫القبول‪/‬الرفض‪ ،‬التسامح‪/‬القسوة‪ ،‬المساواة‪/‬التفرقة‪ ،‬وأيضا اظهرت النتائج وجود فروق ذات داللة‬
‫احصائية في اساليب التنشئة االسرية التي يستخدمها األباء وهي االتزان‪/‬التذبذب‪،‬‬
‫الرعاية‪/‬االهمال لصالح عينة االطفال الجزائريين بينما ال يوجد فروق في اتباع األباء لالساليب‬
‫الثالثة االخري وهي القبول‪/‬الرفض‪ ،‬التسامح‪/‬القسوة‪ ،‬المساواة‪/‬التفرقة‪ ,‬وقد بينت الدراسة أن‬
‫األبناء األسوياء في الجزائر يدركون ان امهاتهم وابائهم يتعاملون معهم بنفس األساليب وال يوجد‬
‫فروق بينهما وبالمثل يدرك األبناء االسوياء في العينة المصرية أن ابائهم وامهاتهم يتعاملون‬
‫معهم باساليب متشابهة‪.‬‬

‫(‪ )1‬باحث دكتوراه ‪ :‬قسم األنثروبولوجيا ‪ -‬كلية الدراسات اإلفريقية العليا – جامعة القاهرة – ‪2022‬م‪.‬‬
‫(‪ )2‬أستاذ العلوم األنثروبولوجيا الثقافية‪ -‬كلية الدراسات اإلفريقية العليا ‪ -‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أستاذ علم النفس ‪ -‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫(‪ )4‬أستاذ مساعد األنثروبولوجيا الطبيعية ‪ -‬كلية الدراسات اإلفريقية العليا ‪ -‬جامعة القاهرة‪.‬‬

‫جملد (‪ – )44‬عدد (‪ )3‬يوليو ‪2022‬م‬


Abstract:
This study aimed to identify the methods of family upbringing in
Egypt and Algeria from the point of view of children, a field study in
psychological anthropology. Their ages ranged between 8 to 15 years.
The participants were selected from children who can read and write. A
parenting test was applied to identify the methods of upbringing used by
fathers and mothers in Egypt and Algeria. The results showed that there
are statistically significant differences in the methods of upbringing. The
family that mothers use in raising their children, which are the methods of
balance/oscillation, care/neglect, for the benefit of Algerian children,
while there are no differences between the two samples in the methods of
family upbringing carried out by mothers, which are the methods of
acceptance/rejection, tolerance/cruelty, equality/discrimination, and also
The results showed that there were statistically significant differences in
the methods of family upbringing used by parents, which are balance /
vacillation, care / neglect in favor of the sample of Algerian children,
while there are no differences in following the Parents of the other three
methods, which are acceptance/rejection, tolerance/cruelty,
equality/discrimination. The study showed that normal children in
Algeria realize that their mothers and fathers deal with them in the same
ways and there are no differences between them. Similarly, normal
children in the Egyptian sample realize that their fathers and mothers deal
with them in the same ways are similar.

‫جملة الدراسات اإلفريقية‬


‫تعد األسرة هي أول وأهم وسيط لعملية التنشئة األسرية‪ ،‬فأسرة الطفل تحدد هويته‬
‫األجتماعية ومركزه االجتماعي علي أساس وضعها في المجتمع‪ .‬كما يؤثر مركز األسرة‬
‫اقتصاديا واجتماعيا علي الفرص المتاحة لنمو الطفل جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا‪ ،‬وعلي‬
‫أنواع واساليب التنشئة التي تنتقيها األسرة وتستخدمها مع أبنائها‪.‬‬
‫وبالتالي فإن األسرة تحدد إلي درجة كبيرة إن كان الطفل سينمو نموا نفسيا واجتماعيا‬
‫سليما او غير سليم‪ ،‬فهي مسئولة إلي حد كبير عن تحديد سمات شخصيته وسلوكه في‬
‫(‪)1‬‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫ويتم ذلك من خالل أساليب المعاملة التي يتبعها الوالدان في تربية أبنائهما في مراحل‬
‫العمر المختلفة لألبناء من الطفولة للمراهقة وصوال لمرحلة الشباب‪ ،‬وهذه األساليب تتفاوت ما‬
‫بين أساليب سلبية في المعاملة كاألسراف في التدليل أو القسوة الزائدة أو التذبذب في المعاملة أو‬
‫فرض الحماية الزائدة علي األبناء وإخضاعهم للكثير من القيود أو عدم المساواة والعدالة في‬
‫التعامل مع األبناء والتمييز فيما بينهم بناء علي الجنس أو الترتيب‪ .‬وأساليب إيجابية تتمثل في‬
‫التعرف علي قدرات األبناء وتوجهيهم توجيها مثاليا بناء علي إمكاناتهم وقدراتهم العقلية والجسدية‬
‫واالنفعالية وإتاحة الفرص أمامهم للنمو والتفاعل االجتماعي والتوافق مع البيئة الخارجية والتوسط‬
‫(‪)2‬‬
‫واالعتدال وتحاشي القسوة الزائدة أو التدليل الزائد‪.‬‬
‫ومع تلك األساليب السابقة‪ ،‬من المالحظ في الثقافة العربية وجود بعدا اساسيا من ابعاد‬
‫التنشئة االجتماعية للطفل وهو تطبيعه علي االنصياع لتوقعات الكبار‪ ،‬ويتم ذلك باحد االساليب‬
‫السابقة او باساليب اخري مثل التسلط أو عن طريق الرعاية الزائدة‪ ،‬حيث وجد الباحثون أن قيمة‬
‫الفرد ومكانته متحددتان في المقام األول بعوامل كالسن والجنس‪ ،‬ال بما يسهم به من نشاط‪ ،‬أو‬
‫بما يتحمله من مسئوليات‪ ،‬مما يؤيد بناء شخصيات جامدة متسلطة‪ ،‬كما أن السلطة في األسرة‬
‫العربية تتركز في فرد هو األب أو بديله مما يخلق جوا استبداديا (اتوقراطيا) يعطل تنمية القدرات‬
‫المختلفة للفرد ويدعم االنصياع والسلبية كذلك وجدوا أن االسلوب االكثر شيوعا الذي تستخدمه‬
‫(‪)3‬‬
‫السلطة لكي ينصاع الصغير لتوقعات الكبار هو أسلوب العقاب بأشكاله المختلفة‪.‬‬

‫(‪ )1‬مختار حمزة‪1982 ،‬‬


‫(‪ )2‬نايف الرومي‪.1996 ،‬‬
‫(‪ )3‬محمد عماد الدين إسماعيل‪.274 ،1986 ،‬‬

‫جملد (‪ – )44‬عدد (‪ )3‬يوليو ‪2022‬م‬


‫وقد واجهت دراسات التنشئة األسرية مشكلة هامة وهي تحديد االساليب التي تتم بها‬
‫عملية التنشئة‪ ،‬فبرغم اهتمام الباحثين بذلك االمر غير ان محاور التنشئة االساسية ما زالت غير‬
‫واضحة‪ ،‬وربما يرجع ذلك االمر إلي اختالف الخلفيات النظرية للباحثين‪ ،‬ونتج عن ذلك عدم‬
‫(‪)1‬‬
‫االتفاق حول ابعاد واساليب التنشئة االسرية‪.‬‬
‫مما سبق يتضح تأثير أساليب التنشئة األسرية في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته السوية‬
‫المتوازنة القادرة علي التكيف مع المجتمع والتفاعل معه‪ ،‬وذلك من خالل إكسابه المعايير‬
‫واألنماط السلوكية المتوافقة مع بيئته ومجتمعه وذلك باتباع أساليب تربوية متوازنة تجمع بين‬
‫المرونة والحزم‪ ،‬واستخدام أساليب الثواب والعقاب المتوازنة للوصول بالطفل إلي شخصية سوية‬
‫بعيدة عن االضطراب‪.‬‬

‫التنشئة األسرية‪ :‬وتعرف بأنها عملية تعلم وتعليم وتربية‪ ،‬تقوم علي التفاعل االجتماعي‪،‬‬
‫وتهدف إلي اكساب الفرد سلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة ألدوار اجتماعية معينة تمكنه من‬
‫مسايرة جماعته والتوافق االجتماعي معها‪ ،‬وتكسبه الطابع االجتماعي وتيسر االندماج في الحياة‬
‫(‪)2‬‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫التنشئة األسرية من وجهة نظر علم النفس‬
‫وقدم "عالء الدين كفافي" تفصيال أكثر حيث عرف التنشئة األسرية بأنها‪ :‬كل سلوك‬
‫يصدر من األب أو األم أو كليهما‪ ،‬ويؤثر علي الطفل وعلي نمو شخصيته سواء قصد بهذا‬
‫السلوك التوجيه‪ ،‬أو التربية‪ ،‬أو غيرهما‪ .‬وحدد االساليب التالية‪ :‬الرفض – القسوة – الحماية‬
‫(‪)3‬‬
‫الزائدة – التذبذب – التحكم – اإلهمال – التفرقة ‪ - -‬إثارة القلق – الشعور بالذنب‪.‬‬
‫وعرفها "الهامي عبد العزيز" بأنها مواقف اآلباء واألمهات تجاه أبنائهم واالسلوب المتبع‬
‫(‪)4‬‬
‫في التنشئة خالل مواقف الحياة المختلفة‪ ،‬ويتم التعرف عليها من خالل إدراك األبناء لها‪.‬‬
‫كما عرفت "انشراح دسوقي" التنشئة االجتماعية واالتجاهات الوالدية بأنها‪ :‬استمرار‬
‫أسلوب معين أو مجموعة من األساليب المتبعة في تربية الطفل وتنشئته‪ ،‬ويكون لها أثر في‬

‫(‪ )1‬أحمد السيد اسماعيل‪.170 ،1990 ،‬‬


‫(‪ )2‬زهران‪ :1984 ،‬ص ‪.243‬‬
‫(‪ )3‬عالء الدين كفافي‪.56 :1989 ،‬‬
‫(‪ )4‬الهامي عبد العزيز‪.52 ،1989 ،‬‬

‫جملة الدراسات اإلفريقية‬


‫تكوين شخصيته‪ ،‬وهي األتجاهات واألساليب التي يتبعها االباء إلكساب االبناء أنواع السلوك‬
‫المختلفة والقيم والعادات والتقاليد‪ .‬وتختلف أساليب التنشئة باختالف الثقافة والطبقة االجتماعية‪،‬‬
‫وتعليم الوالدين والمهنة‪ ،‬ويؤثر ذلك علي ما سوف يكتسبه الفرد من خصائص مرتبطة بالسلوب‬
‫التربوي المتبع‪ ،‬ومنها علي سبيل المثال اساليب‪ ،‬التقبل‪ ،‬الرفض‪ ،‬االستحواذ‪ ،‬الضبط‪ ،‬عدم‬
‫(‪)1‬‬
‫االتساق‪ ،‬االكراه‪.‬‬
‫اما "بومريند‪ " Baumrind ،‬قدمت نموذجا عن المتغيرات المحورية في أساليب التنشئة‬
‫األسرية‪ ،‬وتري أن أسلوب التنشئة داخل األسرة معقد‪ ،‬وهو اكثر من مجموع أجزائه‪ ،‬وأن‬
‫المتغيرات الرئيسية المكونة ألاساليب التنشئة األسرية (الدفء‪ ،‬السيطرة‪ ،‬التماسك) بمستوياتها‬
‫المختلفة تقلل الصراع بين أفراد األسرة‪ ،‬ومن ثم يقصد بأساليب التنشئة‪ :‬بأنها العدد الكلي من‬
‫الممارسات الوالدية التي تتفاعل‪ ،‬لتحدث اث ار مشتركا يختلف عن مجموع التأثيرات الفردية التي‬
‫(‪)2‬‬
‫تتركها في أفراد االسرة‪.‬‬
‫التنشئة االسرية من وجهة النظر علم االجتماع واالنثربولوجيا‬
‫تحدث علماء االجتماع عن التنشئة األسرية بصورة أعم من علم النفس حيث يطلق عليها‬
‫مصطلع اشمل وهو مصطلح التنشئة االجتماعية‪:‬‬
‫ويقصد بالتنشئة االجتماعية بانها‪ :‬العملية االجتماعية االساسية التي يصبح الفرد عن‬
‫طريقها مندمجا في جماعة اجتماعية من خالل تعلم ثقافتها ومعرفة دوره فيها‪ .‬وطبقا لهذا‬
‫(‪)3‬‬
‫التعريف تكون التنشئة االجتماعية عملية مستمرة مدي الحياة‪.‬‬
‫وهي عملية اجتماعية شاملة تستهدف نفل ثقافة المجتمع إلي الفرد وتطبيعه بطابع‬
‫الجماعة التي يولد فيها ويتعامل معها وتستحوذ األسرة علي جزء اساسي في هذه العملية الهامة‬
‫فعن طريق التنشئة االجتماعية يتعلم الطفل آداب السلوك مع الكبار والزوار وآداب المائدة‬
‫واالصول التبعة في الملبس والمفاهيم األساسية للدين وشعائره كما تتعلم الطفلة البنت ان عليها‬
‫سلوكا خاصا النها بنت ويتعلم الطفل الذكر ان واجباته تختلف النه ذكر ويعتاد الطفل انواعا‬

‫(‪ )1‬انشراح دسوقي‪.96 ،1991 ،‬‬


‫‪(2) Baumrind, 2013: 23‬‬
‫(‪ )3‬محمد عاطف غيث‪450 :1990 ،‬‬

‫جملد (‪ – )44‬عدد (‪ )3‬يوليو ‪2022‬م‬


‫معينة من اللعب ويردد انواعا معينة من القصص واالغاني ‪ ....‬الخ فيصبح بذلك طفال يتطبع‬
‫(‪)1‬‬
‫بالطابع الريفي اذ نما في القرية وبالطابع الحضري إذا نما في المدينة‪.‬‬
‫كما يؤكد علماء االنثربولوجيا منهجيا علي ان التنشئة االجتماعية هي عملية امتصاص‬
‫تلقائية من الطفل لثقافة المجتمع المحيط به فالطفل يكتسب ثقافة المجتمع من خالل المواقف‬
‫االجتماعية المختلفة التي يتعرض لها في طفولته االولي وهذه االساليب تختلف من مجتمع‬
‫الخر باختالف الثقافة السائدة فثقافة المجتمع هي التي تحدد اساليب التنشئة االجتماعية المتبعة‬
‫(‪)2‬‬
‫في كل مجتمع‪.‬‬
‫وهي عملية ادماج الطفل في االطار الثقافي العام عن طريق ادخال التراث الثقافي في‬
‫تكوينه وتوريثه اياه توريثا معتمدا بتعليمه نماذج السلوك المختلفة في المجتمع الذي ينتسب اليه‬
‫وتدريبه علي طرق التفكير المختلفة السائدة فيه وغرس المعتقدات الشائعة في نفسه أي تشكيل‬
‫ذاته وتكوين العقلي والنفسي والوجداني فينشأ منذ طفولته وقد تغلغلت في نفسه وأصبحت طبيعة‬
‫(‪)3‬‬
‫ثانية له أي اصبحت من مكونات شخصيته‪.‬‬
‫وتختلف عملية التنشئة في كل مجتمع باختالف طبيعة الثقافة التي تسود ذلك المجتمع‪،‬‬
‫وتعد األم هي الحلقة األولي في الوجود كله علي مستوي الكائنات الحية‪ ،‬وفي النوع االنساني‬
‫(‪)4‬‬
‫التي يقع علي عاتقها الدور األكبر في مهمة التنشئة الثقافية‪.‬‬
‫وتعرف "سهير عبد العزيز" التنشئة بأنها أهم عملية تحدث في المجتمع‪ ،‬وتنظر إلي هذه‬
‫العملية بأعتبارها الطريقة التي تتكون بها الشخصية اإلنسانية من خاللها‪ ،‬فعن طريق هذه العملية‬
‫ينصاع الشخص لمعايير الجماعة التي ينتمي اليها‪ ،‬ومن ثم تظهر الذات االجتماعية أو تتبلور‬
‫نتيجة تفاعل الفرد مع غيره من األفراد في المجتمع‪ ،‬باالضافة إلي تفاعل االستعدادات الفطرية‬
‫(‪)5‬‬
‫التي نولد بها‪ ،‬مع العوامل الثقافية والبيئية‪.‬‬

‫(‪ )1‬مهدي محمد القصاص‪.140 :2008 ،‬‬


‫(‪ )2‬محمد عبده محجوب‪.49 ،2005 ،‬‬
‫(‪ )3‬سامية حسن الساعاتي‪.30-25 :2006 ،‬‬
‫(‪ )4‬سلوي يوسف درويش‪ ،1997 ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )5‬سهير عبد العزيز‪.1 :2001 ،‬‬

‫جملة الدراسات اإلفريقية‬


‫وعلي الرغم من تعدد تعريفات عملية التنشئة االجتماعية اال ان بين تلك التعريفات قاسم‬
‫مشترك‪ ،‬حيث تحتوي التنشئة االجتماعية علي العمليات التي يتم بها ادماج الطفل في االطار‬
‫العام السرته ومجتمعه مما يساعده فيما بعد علي اداء واجبه تجاه االسرة والمجتمع بكفأة‪.‬‬
‫التعريف اإلجرائي ألساليب التنشئة األسرية‪:‬‬
‫بعد العرض السابق لمفهوم التنشئة األسرية يمكن استخالص التعريف االجرائي التالي‪.‬‬
‫التنشئة األسرية هي الدرجة التي يحصل عليها الفرد علي مقياس اساليب المعاملة الوالدية كما‬
‫يدركها االبناء وهي مجموعة األساليب السوية والالسوية التي يستخدمها الوالدان في تربية أبنائهم‬
‫ويعبرون عنها من خالل اجابتهم علي مقياس اساليب المعاملة الوالدية كما يدركها االبناء والذي‬
‫يتضمن أساليب‪.‬‬
‫القبول‪/‬الرفض‪ ،‬التسامح‪/‬القسوة‪ ،‬االتزان‪/‬التذبذب‪ ،‬الرعاية‪/‬اإلهمال‪ ،‬المساواة‪/‬التفرقة‪.‬‬

‫يمكن حصر مبررات اختيار مشكلة الدراسة في النقاط التالية‪:‬‬


‫تدور فكرة الدراسة الحالية حول الفروق بين األطفال المصريين والجزائريين في ادراكهم‬
‫الساليب التنشئة االسرية‪ ،‬وعليه فأن التساؤل الرئيس هو‪:‬‬
‫هل هناك فروق في ادراك عينة من االطفال المصريين والجزائريين الساليب التنشئة‬
‫األسرية ؟‬
‫وبناء علي ما سبق يمكن صياغة هذا التساؤل العام في التساؤالت الفرعية التالية‬
‫التساؤل األول‪ :‬هل هناك فروق ذات داللة احصائية بين األطفال المصريين والجزائريين في ادراك‬
‫اساليب التنشئة األسرية التي تقوم بها األم؟‬
‫التساؤل الثاني‪ :‬هل هناك فروق ذات داللة احصائية بين األطفال المصريين والجزائريين في ادراك‬
‫اساليب التنشئة األسرية التي يقوم بها األب؟‬

‫تحاول الدراسة تحقيق االهداف التالية‪:‬‬


‫األول‪ :‬التعرف علي نوع اساليب التنشئة االسرية السائدة في أسر األطفال في العينتين المصرية‬
‫والجزائرية وذلك عن طريق المقابالت الفردية وتطبيق بعض االختبارات النفسية التي تقيس‬
‫اساليب التنشئة االسرية‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬التعرف علي الفروق في اساليب التنشئة االسرية في العينتين المصرية والجزائرية‪.‬‬

‫جملد (‪ – )44‬عدد (‪ )3‬يوليو ‪2022‬م‬


‫الثالث‪ :‬معرفة أي من الوالدين هو األكثر استخداما الساليب المعاملة الوالدية االيجابية والسلبية‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬التعرف علي تأثير االختالفات الثقافية في المجتمعين المصري والجزائري في استخدام اساليب‬
‫التنشئة االسرية‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬معرفة ما هو اكثر اساليب التنشئة االسرية شيوعا في كل من مصر والجزائر‪.‬‬

‫هذه الدراسة هي محاولة لبيان الفروق الثقافية في اساليب التنشئة لدي عينة من األطفال في‬
‫كل من الق اهرة والجزائر‪ ،‬وترجع أهمية تلك الدراسة في انها تعد من الدراسات القليلة في مجتمعنا العربي‬
‫بحسب ما توصل الباحث والتي تستخدم اساليب البحث االنثربولوجي والنفسي في جمع البيانات وتحليلها‪.‬‬
‫ويمكن اجمال اهمية الدراسة في النقاط التالية‪:‬‬
‫األهمية النظرية‪:‬‬
‫‪-1‬االسهام في سد الثغرة لعدم توفر دراسات في المجتمع المحلي‪ -‬علي حد علم الباحث عن الفروق‬
‫بين اساليب التنشئة في كل من مصر والجزائر‪.‬‬
‫‪ -2‬التعاون بين العلوم المختلفة في دراسة الظواهر النفسية واالجتماعية ويقصد بالعلوم المختلفة اي‬
‫علم النفس واالنثربولوجية الثقافية‪.‬‬
‫‪ -3‬التعرف علي االختالفات الثقافية في اساليب التنشئة‪.‬‬
‫‪ -4‬محاولة االسهام في حسم النتائج المتعارضة في التراث فيما يختص بطبيعة العالقة بين اساليب‬
‫التنشئة األسرية والثقافة ‪.‬‬
‫األهمية التطبيقية‪:‬‬
‫‪-1‬محاولة االسهام في تحقيق إدراك أوسع حول اساليب التنشئة االسرية وذلك باالستفادة من أدوات‬
‫الدراسة ونتائجها‪ ،‬وبالتالي قد ييسر توجيه أولياء األمور حول كيفية التعامل مع أبنائهم‪.‬‬
‫‪-2‬يمكن ان تساهم في توجيه المجتمع لالسلوب المناسب في التنشئة االسرية‪.‬‬
‫‪ -3‬االجابة علي تساؤالت الدراسة من شأنها أن ترشد القائمين علي تنمية مهارات األسرة في التعامل‬
‫مع األطفال‪.‬‬

‫‪-1‬دراسة دوكوفيس (‪:)Dekovic, et al 1992‬‬


‫بعنوان أسلوب التربية الوالدية وسلوك الطفل االجتماعي‪ ،‬وكانت تهدف إلي التعرف علي‬
‫العالقة بين أسلوب التربية الوالدية والسلوك االجتماعي االيجابي للطفل‪ ،‬وكانت العينة تشمل‬

‫جملة الدراسات اإلفريقية‬


‫علي (‪ )112‬طفال من ‪ 12-6‬سنة وقد أظهرت النتائج وجود نوعين من التربية الوالدية‪:‬‬
‫األسلوب الحازم الديمقراطي‪ ،‬وكان أكثر انتشا ار بين اآلباء المنتمين إلي المستوي االجتماعي‬
‫المتوسط‪ ،‬واألسلوب التسلطي المقيد‪ ،‬وكان أكثر انتشا ار من قبل االباء المنتمين إلي مستويات‬
‫اجتماعية دنيا‪ ،‬كما اسفرت النتائج أن األطفال االجتماعيين والذين يتمتعون بشعبية بين‬
‫أصدقائهم تعرضوا إلي والدية حازمة وديمقراطية استخدم فيها الوالدان أساليب اتسمت باالقناع‬
‫والحوار اللفظي والتشجيع والتفسير‪ ،‬كما كانوا اكثر استخداما للتعزيز والتشجيع‪ ،‬مقارنة باألطفال‬
‫المرفوضين اجتماعيا الذين تعرضوا إلي معاملة والدية اتسمت بالتسلط والتقييد‪ ،‬وقلة التعاطف‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وضألة الحوار اللفظي‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة كامل عايد عبدوني (‪)1995‬‬
‫بعنوان انماط التنشئة االجتماعية الوالدية لدي عينة من طلبة المرحلة الثانوية في مديرية‬
‫تربية عمان‪ ،‬وكانت تهدف إلي التعرف علي أنماط التنشئة الوالدية‪ ،‬كما يدركها األبناء الذكور‬
‫واإلناث وكذلك معرفة نمط التنشئة التي يستخدمها الوالدان ديمقراطي‪ /‬تسلطي‪ ،‬كما يدركها‬
‫األبناء بأختالف المؤهل العلمي لرب األسرة‪ ،‬وكذلك باختالف دخل رب األسرة‪ .‬وقد أظهرت‬
‫النتائج أن نمط التنشئة الوالدية مستقل عن المستوي التعليمي لرب األسرة‪ ،‬وأيضا مستقل عن‬
‫(‪)2‬‬
‫مستوي دخل رب األسرة‪.‬‬
‫‪ -3‬دراسة مزدلفة الخير أبوعاقلة أحمد‪2000،‬‬
‫عنوان الدراسة ‪:‬أساليب المعاملة الوالدية كما يدركها االبنا ء والمستو ى االجتماعي‬
‫واالقتصادي وعالقتها بالسلوك العدواني لدى االبناء‪ ،‬وأستخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي‪،‬‬
‫بلغ حجم عينة الدراسة ‪ 200‬طالب وطالبة من طالب الصف االول والثاني بالمرحلة الثانوية وتم‬
‫إختيارهم عشوائيا وتوصلت الدراسة إلي النتائج التالية‪ :‬أ‪ -‬تميزت السمة العامة ألساليب المعاملة‬
‫الوالدية بالسلبية‪ ،‬عدا في مساواة تفرقة أب‪/‬أم كانت إيجابية‪.‬‬
‫ب‪-‬وجود عالقة إرتباطية بين أساليب المعاملة الوالدية كما يدركها االبناء والسلوك العدواني‪.‬‬
‫ج‪-‬ال توجد عالقة بين المستوي االجتماعي االقتصادي والسلوك العدواني‪.‬‬
‫د‪ -‬وجود عالقة إرتباطية بين النوع والسلوك العدواني‪.‬‬

‫‪(1) Dekovic, Maja: 1992, p 925-932.‬‬


‫(‪ )2‬كامل عايد عبدوني‪.1995 ،‬‬

‫جملد (‪ – )44‬عدد (‪ )3‬يوليو ‪2022‬م‬


‫(‪)1‬‬
‫ه‪ -‬التسلط والرفض أكثر أساليب المعاملة الوالدية داللة للتنبؤ بالسلوك العدواني‪.‬‬
‫‪ -4‬دراسة شفاء أحمد حسين جالل (‪)2001‬‬
‫وكانت تهدف لدراسة مكونات العالقة بين أساليب المعاملة الوالدية وبناء الشخصية‬
‫السوية لدي الطلبة وأيضا معرفة الفروق بين الطلبة والطالبات ومدي تأثرهم بالمعاملة الوالدية‬
‫وهل اساليب المعاملة الوالدية تختلف عند االناث منها عند الذكور‪ ،‬وتكونت عينة الدراسة من‬
‫‪ 200‬طالب وطالبة في المرحلة الثانوية وقد توصلت إلي عدد من النتائج منها ان هناك عالقة‬
‫ارتباطية دالة احصائيا بين بعض اساليب المعاملة الوالدية‪ ،‬التقبل‪-‬التسامح‪ -‬االستقالل‪-‬‬
‫الرفض‪ -‬التشدد – التبعية – االهمال‪ ،‬وبعض سمات الشخصية‪ ،‬وانه توجد عالقة ارتباطية دالة‬
‫احصائيا بين تلك األساليب التقبل‪ -‬التسامح – االستقالل في المعاملة وبين الدرجة الكلية لسمات‬
‫(‪)2‬‬
‫الشخصية وكان الفرق داال لصالح الذكور أكثر من االناث‪.‬‬
‫‪ -5‬دراسة تعزيز الغالي (‪)2003‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى معرفة أساليب التنشئة االجتماعية لألمهات وعلى ما يؤثر على تلك‬
‫األساليب من متغيرات كالمستوى التعليمي‪ ،‬وتوصلت الباحثة إلى مجموعة من النتائج منها‪ :‬ميل‬
‫األمهات إلى ممارسة أسلوب التسلط والحماية الزائدة والتدليل واأللم النفسي والسواء‪ ،‬و عدم ميل‬
‫(‪)3‬‬
‫األمهات إلى أسلوب اإلهمال‪.‬‬
‫‪ -6‬دراسة نجيب موسي نجيب (‪:)2003‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلي تحديد أساليب المعاملة الوالدية لألطفال الموهوبين كما يدركها‬
‫األبناء وكما يدركها األباء‪ ،‬وإلي تحديد الفروق بين أساليب معاملة الوالدين ألبنائهم الذكور‬
‫واألناث‪ ،‬ولقد طبقت هذه الدراسة بمركز سوزان مبارك االستكشافي للعلوم‪ ،‬وتكونت عينة الدراسة‬
‫من (‪ )60‬طفال تتراوح اعمارهم ما بين ‪ 12 – 6‬سنة باالضافة إلي والديهم‪ ،‬واستخدم الباحث كل‬
‫من مقياس المعاملة الوالدية كما يدركها األبناء ومقياس اساليب المعاملة الوالدية كما يدركها‬
‫األباء‪ ،‬وتوصلت نتائج الدراسة إلي أن أساليب المعاملة الوالدية التي يدركها األبناء تتمثل فيما‬
‫(‪)4‬‬
‫يلي اسلوب الديمقراطية – أسلوب التقبل – اسلوب الحماية الزائدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬مزدلفة الخير أحمد‪.2000 ،‬‬


‫(‪ )2‬شفاء أحمد حسين جالل‪.2001 ،‬‬
‫(‪ )3‬تعزيز الغالي‪.2003 ،‬‬
‫(‪ )4‬نجيب موسي نجيب ‪ ،2003 ،‬ص ‪.33‬‬

‫جملة الدراسات اإلفريقية‬


‫‪ -7‬دراسة أماني عبد المنعم (‪)2004‬‬
‫عن العالقة بين التوافق الزواجي لآلباء واساليب الرعاية الوالدية لألبناء وتأثيرها علي‬
‫األبناء‪ .‬وقد اظهرت النتائج وجود عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين درجات التوافق‬
‫الزواجي للزوجة ودرجات أساليب الرعاية الوالدية كما يدركها األبناء‪ .‬وعدم وجود فروق ذات‬
‫داللة إجصائية بين متوسطي درجات أساليب الرعاية الوالدية لألباء وأساليب الرعاية الوالدية التي‬
‫(‪)1‬‬
‫تتبعها األمهات‪.‬‬
‫‪ -8‬دراسة دعاء عبد الفتاح عبد العظيم (‪)2005‬‬
‫استهدفت تلك الدراسة التعرف عن اساليب التنشئة االجتماعية في المناطق العشوائية‪،‬‬
‫ومدي تمسكها بأساليب التنشئة االجتماعية السوية‪ ،‬وغير السوية‪ .‬وتوصلت الدراسة إلي ان‬
‫خصائص األسرة من حيث الحجم‪ ،‬المستوي االجتماعي االقتصادي‪ ،‬والمستوي التعليمي‪،‬‬
‫والمستوي السكني‪ ،‬تؤثر علي عملية التنشئة االجتماعية‪ ،‬كما بينت الدراسة ان األساليب المتبعة‬
‫مع األبناء بمجتمع الدراسة عدم المساواة في المعاملة بين األبناء‪ ،‬القسوة الزائدة في المعاملة‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وأسلوب الثواب والعقاب أكثر من أسلوب األثابة في عملية التنشئة‪.‬‬
‫‪ -9‬دراسة شرقي رحيمة (‪)2005‬‬
‫وكانت بعنوان أساليب التنشئة االجتماعية وانعكاساتها علي المراهق وكانت تهدف‬
‫الدراسة إلي التعرف علي أساليب التنشئة األسرية وعالقتها ببعض الممارسات والسلوكيات السلبية‬
‫لدي المراهق وقد خلصت الدراسة إلي عدد من النتائج منها ان معظم مشكالت المراهق ترجع إلي‬
‫استخدام األسر لعدد من االساليب الغير سوية منها االهمال التدليل الزائد‪ ،‬القسوة واخي ار التذبذب‬
‫(‪)3‬‬
‫في المعاملة‪.‬‬
‫‪ -10‬دراسة خالد قزيط (‪:)2006‬‬
‫بعنوان أساليب المعاملة الوالدية وعالقتها باالضطرابات السلوكية لدى تالميذ مرحلة التعليم‬
‫األساسي‪ ،‬استخدم الباحث مقياس أساليب المعاملة الوالدية‪ ،‬ومقياس االضطرابات السلوكية‪،‬‬
‫وتوصل الباحث إلى النتائج التالية‪ :‬توجد عالقة بين أساليب المعاملة الوالدية واالضطرابات‬
‫السلوكية لدى األبناء‪ ،‬توجد فروق في أساليب المعاملة الوالدية كما يمارسها الوالدان لصالح الذكور‬

‫(‪ )1‬أماني عبد المنعم‪.2004 ،‬‬


‫(‪ )2‬دعاء عبد العظيم‪.2005 ،‬‬
‫(‪ )3‬شرقي رحيمة‪.2005 ،‬‬

‫جملد (‪ – )44‬عدد (‪ )3‬يوليو ‪2022‬م‬


‫إحصائيا في أساليب المعاملة الوالدية‬
‫ً‬ ‫على بعد القلق الدائم‪ ،‬والتذبذب في المعاملة‪ ،‬توجد فروق دالة‬
‫كما يمارسها األب لصالح الذكور على بعد الضبط العدواني‪ ،‬والرفض‪ ،‬والقلق الدائم‪ ،‬والضبط من‬
‫إحصائيا في أساليب المعاملة الوالدية‬
‫ً‬ ‫خالل الشعور بالذنب والتذبذب في المعاملة‪ ،‬توجد فروق دالة‬
‫كما تمارسها األم لصالح اإلناث على بعد اإلكراه‪ ،‬توجد فروق في االضطرابات السلوكية بين الذكور‬
‫(‪)1‬‬
‫واإلناث من حيث بعد التخريب لصالح الذكور‪ ،‬وقضم األظافر لصالح اإلناث‪.‬‬
‫‪ - 11‬دراسة هدى المبروك موسى ) ‪( 2008‬‬
‫وتهدف الدراسة إلى معرفة عالقة مخاوف األطفال بأساليب المعاملة الوالدية‪ ،‬واستخدمت‬
‫الباحثة مقياس أساليب المعاملة الوالدية من وجهة نظر األبناء‪ ،‬على عينة من ‪ 200‬تلميذ بالصف‬
‫الخامس من التعليم األساسي‪ ،‬توصلت الدراسة إلى‪ :‬عدم وجود فروق دالة بين الجنسين في أساليب‬
‫المعاملة الوالدية لألب واألم‪ ،‬التسلط‪ ،‬التسامح‪ ،‬الديمقراطية‪ ،‬الحماية الزائدة واإلهمال‪ ،‬التقبل‬
‫معا في أسلوب التسامح‪ ،‬الديمقراطية‪ ،‬الحماية‬
‫والرفض‪ ،‬التقيد واالستقالل‪ .‬وكذلك بين األب واألم ً‬
‫الزائدة واإلهمال‪ ،‬التقبل والرفض‪ ،‬بينما كان داال بين الجنسين في معاملة األب واألم في أسلوب‬
‫االستقالل‪ ،‬والتقيد‪ ،‬والتسلط‪ ،‬التسامح‪ ،‬ودالة في أسلوب الديمقراطية واألوتوقراطية‪ ،‬والحماية الزائدة‬
‫واإلهمال‪ ،‬والتقبل والرفض‪ ،‬وتوجد عالقة ارتباطية بين أساليب المعاملة الوالدية االستقالل‪ ،‬التقيد‬
‫والخوف‪ ،‬بينما ال توجد عالقة بين أسلوب األب واألم المتسم باالستقالل والتسلط والديمقراطية‬
‫والتقبل والرفض والخوف لعينة الذكور واإلناث والعينة الكلية‪ ،‬بينما كان داال عند أسلوب‬
‫(‪)2‬‬
‫معا‪.‬‬
‫الديمقراطية والحماية الزائدة لألب والخوف وكذلك أسلوب معاملة األب واألم ً‬
‫‪ - 12‬دراسة مواهب عثمان (‪)2012‬‬
‫عن العالقة بين االغتراب النفسي لدي الشباب واساليب التنشئة االجتماعية المتبعة داخل‬
‫األسرة‪ ،‬وبلغت العينة ‪ 300‬طالب وطالبة‪ ،‬وكانت أهم النتائج التي توصلت اليها الباحثة تتمثل‬
‫في اتسام اساليب التنشئة االجتماعية باالرتفاع في بعدي المساواة والتقبل‪ ،‬وتكون وسط في بعدي‬
‫التسامح والحماية الزائدة ومنخفضة في بعدي التفرقة والرفض والتسلط واالهمال‪ ،‬وانه توجد فروق‬

‫(‪ )1‬خالد قزيط‪.2006 ،‬‬


‫(‪ )2‬هدي المبروك موسي‪.2008 ،‬‬

‫جملة الدراسات اإلفريقية‬


‫فروق ذات داللة في اساليب التنشئة االجتماعية بين اآلباء واألمهات في بعدي التقبل والحماية‬
‫(‪)1‬‬
‫الزائدة لصالح األمهات‪.‬‬
‫‪ -13‬دراسة نوار شهرزاد‪ ،‬حشاني سعاد (‪)2013‬‬
‫واستهدفت الدراسة التعرف علي أساليب المعاملة الوالدية‪ ،‬كما يدركها تالميذ الثانوية‬
‫بمدينة ورقلة‪ .‬وقد توصلت الدراسة إلي ان هناك عدة عوامل تتحكم في توجيه إدراكات األبناء‬
‫ألساليب المعاملة الوالدية منها الجنس‪ ،‬الحالة األقتصادية‪ ،‬عمل األم وعدم عمل األب‪ ،‬عامل‬
‫تأثير الرتبة بين األخوة الذي أظهر اختالفات في االدراكات اال انه رغم ذلك تبقي هذه‬
‫(‪)2‬‬
‫االختالفات غير عميقة أي ليست بفارق كبير‪.‬‬
‫‪ -14‬دراسة فتحية مقحوت (‪)2014‬‬
‫وكانت تهدف إلي التعرف علي اساليب التنشئة الوالدية كما يدركها األبناء والتي تشجع‬
‫علي التفوق الدراسي‪ .‬وقد اظهرت النتائج ان اساليب المعاملة الوالدية التي تشجع علي التفوق‬
‫الدراسي هي التقبل واالهتمام والديمقراطية في المعاملة والتشجيع والمكافأة والمساواة‪ ،‬وقد اظهرت‬
‫ايضا ان االسلوب الديمقراطي كان في مقدمة االساليب التي يستخدمها األب يليه أسلوب‬
‫التشجيع والمكافأة ثم أسلوب التقبل واالهتمام واخي ار المساواة في حين ان أسلوب التشجيع‬
‫والمكافأة كان في مقدمة األساليب التي تستخدمها األم يليه األسلوب الديمقراطي ثم أسلوب التقبل‬
‫واالهتمام واخي ار المساواة‪ ،‬وقد اظهرت النتائج أيضا انه ال توجد فروق ذات داللة احصائيا بين‬
‫اآلباء واألمهات في استخدام كل من األساليب السوية وهي (التقبل‪ ،‬االهتمام‪ ،‬الديمقراطية في‬
‫المعاملة‪ ،‬التشجيع‪ ،‬والمكافأة والمساواة)‪ ،‬واساليب المعاملة غير السوية وهي (النبذ‬
‫(‪)3‬‬
‫واألهمال‪.‬الحماية الزائدة‪ ،‬القسوة‪ ،‬التسلط واثارة االلم)‪.‬‬
‫‪ -15‬دراسة دينا علم الشربيني (‪)2015‬‬
‫وكانت تهدف إلي التعرف علي العالقة بين أنماط أساليب التنشئة االجتماعية التي‬
‫يتبعها الوالدان في تربية أبنائهم‪ ،‬وبعض القيم المتمثلة في‪ :‬االحترام – التعاون – المسئولية‬
‫االجتماعية – العالقات االنسانية – القيادة لدي طالب المرحلة االعدادية والثانوية‪ ،‬وقد توصلت‬
‫تلك الدراسة إلي أن االساليب التي يدركها طالب المرحلة االعدادية والثانوية هي االسلوب‬

‫(‪ )1‬مواهب عثمان‪.2012 ،‬‬


‫(‪ )2‬نوار شهرزاد‪ ،‬حشاني سعاد‪.2013 ،‬‬
‫(‪ )3‬فتحية مقحوت‪.168-165 :2014 ،‬‬

‫جملد (‪ – )44‬عدد (‪ )3‬يوليو ‪2022‬م‬


‫الديمقراطي يليه أسلوب الحماية الزائدة ثم األسلوب التسلطي ثم أسلوب األهمال وأخي ار أسلوب‬
‫التذبذب وانه ال يوجد فروق بين اساليب التنشئة في الريف والحضر كما توصلت الدراسة أيضا‬
‫إلي ان اساليب التنشئة كما يدركها طالب المرحلة االعدادية والثانوية ال تختلف باختالف‬
‫المتغيرات األتية السن‪ ،‬النوع‪ ،‬الترتيب الميالدي‪ ،‬المستوي التعليمي للوالدين‪ ،‬ودخل األسرة بين‬
‫الريف والحضر ما عدا متغير واحد وهو عدد أفراد األسرة في الحضر حيث تأثرت أساليب‬
‫(‪)1‬‬
‫التنشئة االجتماعية في الحضر بعدد أفراد األسرة‪.‬‬
‫‪ –16‬دراسة مسعودة بن علية (‪)2015‬‬
‫بعنوان اساليب المعاملة الوالدية وعالقتها باالغتراب النفسي لدي المراهق الجزائري‪،‬‬
‫دراسة ميدانية علي عينة من تالميذ ثانويات اوالد جالل‪ -‬بسكرىة‪ .‬وقد اظهرت النتائج ان اكثر‬
‫اساليب المعاملة الوالدية كما يدركها األبناء من افراد الدراسة هو اسلوب التسلط يليه اسلوب‬
‫التسامح‪ /‬التشدد ثم اسلوب الحماية‪/‬االهمال واخر اسلوب هو عدم االتساق‪ ،‬كما اظهرت النتائج‬
‫ان اكثر اساليب معاملة اآلباء شيوعا كما يدركها االبناء كانت اسلوب التسلط يليه اسلوب‬
‫الحماية‪/‬االهمال فاسلوب التسامح‪ /‬التشدد‪ ،‬بينما اكثر اساليب معاملة االمهات شيوعا كما يدركها‬
‫االبناء من افراد العينة كانت اسلوب التسلط يليه اسلوب التسامح‪/‬التشدد ثم اسلوب‬
‫(‪)2‬‬
‫الرعاية‪/‬االهمال‪.‬‬
‫أوجه الشبه واالختالف بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية‪:‬‬
‫إتفقت الدراسة الحالية مع كثي ار من الدراسات السابقة التي تناولت أساليب المعاملة الوالدية‬
‫ومختلف المتغيرات بان االسلوب االمثل والفعال فى أساليب المعاملة الوالدية هو االسلوب السوى‪.‬‬
‫‪-1‬التوجد دراسة تطابق عنوان الدراسة الحالية تماما‪.‬‬
‫‪-2‬كما اختلفت الدراسة الحالية مع بعض الدراسات السابقة في تناولها ألساليب المعاملة الوالدية مع‬
‫متغيرات أخرى مثل االضطرابات السلوكية‪ ،‬المشكالت السلوكية‪ ،‬السلوك العدواني‪.‬‬
‫‪-3‬تميزت هذه الدراسة عن الدراسات السابقة بأنها اول دراسة اهتمت بدراسة اساليب التنشئة‬
‫االسرية في مصر والجزائر‪.‬‬

‫(‪ )1‬دينا الشربيني‪.2015 ،‬‬


‫(‪ )2‬مسعودة بن علية‪.2015 ،‬‬

‫جملة الدراسات اإلفريقية‬


‫وبناء علي االستعراض السابق للتراث والدراسات السابقة أمكن صياغة فروض الدراسة علي‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫الفرررا االول‪:‬ال يوجددد فددروق بددين متوسددط درجددات األطفددال الج ازئ دريين و متوسددط درجددات األطفددال‬
‫المصريين على مقياس اساليب التتشئة الوالدية لألمهات‪.‬‬
‫بين متوسط درجات األطفال الجزائريين و متوسط درجات‬ ‫الفرا الثاني‪ :‬ال يوجد فروق‬
‫األطفال المصريين على مقياس اساليب التتشئة الوالدية لألباء‪.‬‬

‫أوال‪ :‬منهج الدراسة‪:‬‬


‫اعتمد الباحث في الدراسة الحالية علي المنهج االنثربولوجي بانواعه الوصفي‪ ،‬االرتباطي‬
‫والمقارن‪ ،‬بغية تحقيق أهدافها‪ ،‬واإلجابة عن التساؤالت التي طرحها‪ ،‬حيث يري الباحث ان هذا‬
‫المنهج هو المناسب للدراسة‪ ،‬ويقصد بالمنهج االنثربولوجي‪ :‬ذلك النوع من االساليب التي تهتم‬
‫بدراسة الظواهر في مجتمع الدراسة حيث يدرس الحقائق والظواهر المرتبطة بها‪،‬‬
‫ثانيا‪ :‬مجتمع وعينة الدراسة‪:‬‬
‫اوال المجتمع المصري‪:‬‬
‫تكون مجتمع الدراسة من األطفال ووالديهم‪ ،‬حيث تم الحصول عليهم من القاهرة الكبري‪،‬‬
‫حيث استهدفت الدراسة األطفال في المجتمع العام‪ ،‬وتم الحصول علي العينة المصرية من عدد‬
‫من المدارس األبتدائية واالعدادية في محافظة القاهرة والجيزة‪ ،‬وقام الباحث باستهداف المدارس‬
‫بمختلف مستوياتها الحكومي‪ ،‬الخاص‪ ،‬التجريبي‪.‬‬
‫عينة الدراسة المصرية‪:‬‬
‫اشتملت عينة الدراسة علي عينة كلية عددهم ‪ 77‬طفال‪ 35 ،‬من الذكور و ‪ 42‬من‬
‫االناث‪ ،‬تراوحت أعمارهم من ‪ 15 : 8‬وكان المتوسط الحسابي للعينة (‪ )11,53‬واالنحراف‬
‫المعياري (‪)1,84‬‬
‫ثانيا‪ :‬المجتمع الجزائري‪:‬‬
‫تكون مجتمع الدراسة من األطفال‪ ،‬حيث تم الحصول عليهم من الجزائر العاصمة من‬
‫عدة مدن وهي بومرداس‪ ،‬الثنية‪ ،‬األغواط‪ ،‬حيث استهدفت الدراسة األطفال في المجتمع العام‬
‫حيث تم الحصول علي العينة من عدد من المدارس األبتدائية واالعدادية‪.‬‬

‫جملد (‪ – )44‬عدد (‪ )3‬يوليو ‪2022‬م‬


‫عينة الدراسة الجزائرية‪:‬‬
‫اشتملت عينة الدراسة علي عينة كلية قوامها ‪ 66‬طفال‪ 30 ،‬ذكرا‪ 36 ،‬أنثي‪ ،‬تراوحت‬
‫أعمارهم من ‪ 15 :8‬وكان المتوسط الحسابي للعينة (‪ )11,16‬واالنحراف المعياري (‪)1,35‬‬
‫تجانس العينة من حيث العمر الزمنى‬
‫قام الباحث بايجاد داللة الفروق بين متوسط عمر األطفال المصريين والجزائريين‬
‫باستخدام اختبار ت كما يتضح فى جدول ( ‪) 1‬‬
‫جدول ( ‪ ) 1‬داللة الفروق بين متوسط عمر األطفال المصريين والجزائريين‬
‫باستخدام اختبار ت‬

‫االطفال المصريين‬ ‫األطفال الجزائريين‬


‫مستوى‬ ‫ت‬ ‫ن =‪77‬‬ ‫ن = ‪66‬‬ ‫المتغيرات‬
‫الداللة‬ ‫ع‪1‬‬ ‫م‪1‬‬

‫غير دالة‬ ‫‪0.303‬‬ ‫‪1.84‬‬ ‫‪11.43‬‬ ‫‪1.35‬‬ ‫‪11.16‬‬ ‫العمر الزمنى‬

‫ت= ‪ 1,64‬عند مستوى ‪0,05‬‬ ‫‪2,32‬عند مستوى ‪0,01‬‬ ‫ت=‬


‫يتضد د ددح مد د ددن جد د دددول (‪ )1‬عد د دددم وجد د ددود فد د ددروق دالد د ددة احصد د ددائيا بد د ددين متوسد د ددط عمد د ددر األطفد د ددال‬
‫المصريين والجزائريين مما يشير الى تكافؤ المجموعتين ‪.‬‬

‫شروط التضمين واالستبعاد في عينات الدراسة‪:‬‬


‫‪ ‬أن يتراوح عمر الطفل في حدود المدي الزمني للعينة ‪ 15 – 8‬سنة‬
‫‪ ‬استبعاد من عمرهم يقل عن المدي العمري لعينة الدراسة أي من ‪ 15-8‬سنة‬
‫‪ ‬استبعاد من لم يكمل تطبيق المقاييس ألنها ستؤثر علي النتائج النهائية‪.‬‬
‫‪ ‬ان يكون الباحث استشعر في اثناء التطبيق عدم الجدية‪ ،‬أو الحظ تكرار األجابات‬
‫بصورة تعبر عن عدم صدق المفحوص‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أدوات الدراسة‪:‬‬
‫اشتملت الدراسة علي األدوات اآلتية‪:‬‬
‫‪ - -1‬دليل العمل الميداني‪ :‬وهو عبارة عن مجموعة من األسئلة يتم تطبيقها علي اسر‬
‫عينة المرضي للتعرف علي تطور الحالة والعوامل الثقافية التي تؤثر علي األسرة‪.‬‬
‫‪ - -2‬اختبار اساليب المعاملة الوالدية كما يدركها األبناء‪.‬‬

‫جملة الدراسات اإلفريقية‬


‫وفيما يلي شرحا مفصال ألدوات الدراسة من حيث مكوناتها‪ ،‬وخصائصها السيكومترية‬
‫من صدق وثبات‪.‬‬
‫استمارة بيانات ديموجرافية‪:‬‬
‫هي اداة من اعداد الباحث الهدف منها جمع بيانات حول الطفل محل الدراسة تسهم في التحقق‬
‫من فروض الدراسة‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مقياس اساليب المعاملة الوالدية كما يدركها األبناء‬
‫قام باعداد المقياس دكتورة (عفاف عبد الفادي) حيث يتضمن المقياس (‪ )100‬بندا‬
‫ويقيس خمسة أساليب للمعاملة الوالدية وهي القبول‪ /‬الرفض الوالدي (‪ 20‬بندا)‪ ،‬التسامح‪ /‬القسوة‬
‫(‪ 20‬بندا)‪ ،‬االتزان‪ /‬التذبذب (‪ 20‬بندا)‪ ،‬الرعاية‪ /‬األهمال (‪ 20‬بندا)‪ ،‬المساواة‪ /‬التفرقة (‪20‬‬
‫بندا)‬
‫الخصائص السيكومترية للمقياس‪-:‬‬
‫قامت معدة المقياس بحساب معامالت ثبات مقياس أساليب المعاملة الوالدية كما يدركها‬
‫األبناء بطريقة التجزئة النصفية باستخدام معادلتي (سبيرمان براون– جتمان) للتصحيح وكانت‬
‫معامالت الثبات باستخدام التجزئة النصفية تتراوح ما بين (‪ )0,92 – 0,75‬البعاد المقياس‬
‫والدرجة الكلية له‪ ،‬وهي معامالت ثبات مرتفعة‪.‬‬
‫كما تم أيضا حساب معامالت ثبات مقياس أساليب المعاملة الوالدية كما يدركها األبناء‬
‫عن طريق معادلة الفا كرونباخ وكانت تتراوح ما بين (‪ )0,85 – 0,77‬وهي معامالت ثبات‬
‫عالية ومرتفعة وتشير إلي مدي ما يتمتع به المقياس من قدر عال ومرتفع في الثبات‪.‬‬
‫حساب صدق مقياس أساليب المعاملة الوالدية كما يدركه األبناء‪.‬‬
‫تم حساب صدق المحك لمقياس أساليب المعاملة الوالدية كما يدركها األبناء حيث قامت‬
‫معدة المقياس بالتحقق من صدق المحك الخارجي للمقياس‪ ،‬وذلك بحساب معامل االرتباط بين‬
‫الدرجات التي حصل عليها مجموعة مكونة من (‪ )100‬تلميذ من تالميذ المرحلة االبتدائية (‪)50‬‬
‫ذكور‪ )50( ،‬إناث علي مقياس أساليب المعاملة الولدية لذوي االعاقة السمعية والعاديين (اعداد‬
‫محمد النوبي‪ )2010 ،‬وتم التوصل إلي معامل ارتباط قدره ‪ 0,894‬بالنسبة للذكور‪ ،‬و‪0,785‬‬
‫بالنسبة لإلناث وكال المعاملين دال احصائيا عند مستوي ‪ 0,01‬مما يشير إلي صدق محك‬

‫(‪ )1‬عفاف عبد الفادي‪.2013 .‬‬

‫جملد (‪ – )44‬عدد (‪ )3‬يوليو ‪2022‬م‬


‫خارجي مرتفع للمقياس‪ ،‬وقد قام الباحث بالتحقق من الخصائص السيكومترية لمقياس اساليب‬
‫المعاملة الوالدية علي عينات الدراسة وتوصل ألي النتائج التالية‪.‬‬
‫ا‪ -‬معامالت الصدق‬
‫الصدق العاملي‪:‬‬
‫قام الباحث باجراء التحليل العاملي التحققى لبنود االختبار وكانت جميع التشبعات‬
‫الخاصة باألبعاد الخمسة (القبول‪ /‬الرفض الوالدي‪ ،‬التسامح‪/‬القسوة‪ ،‬األتزان‪/‬التذبذب‪،‬‬
‫الرعاية‪/‬األهمال‪ ،‬المساواة‪/‬التفرقة) دالة احصائيا حيث بلغت قيمة كل منها أكبر من ‪ 0,30‬على‬
‫محك جيلفورد‪.‬‬
‫معامالت الثبات‬
‫قام الباحث بايجاد معامالت الثبات لمقياس اساليب المعاملة الوالدية على عينة قوامها‬
‫‪ 100‬من الوالدين (‪ 50‬أم ‪ 50 ،‬أب) باستخدام معامل الفا ‪ -‬كرونباخ كما يتضح فى الجدول‬
‫التالي ‪-:‬‬

‫معامالت الثبات لمقياس اساليب المعاملة الوالدية‬


‫بطريقة معامل الفا ‪ -‬كرونباخ‬

‫معامل الثبات‬ ‫المتغيرات‬


‫االم‬ ‫االب‬

‫‪0.73‬‬ ‫‪0.72‬‬ ‫القبول ‪ /‬الرفض الوالدى‬


‫‪0.74‬‬ ‫‪0.74‬‬ ‫التسامح ‪ /‬القسوة‬
‫‪0.74‬‬ ‫‪0.73‬‬ ‫االتزان ‪ /‬التذبذب‬
‫‪0.71‬‬ ‫‪0.74‬‬ ‫الرعاية ‪ /‬االهمال‬
‫‪0.75‬‬ ‫‪0.73‬‬ ‫المساواة ‪ /‬التفرقة‬

‫يتضح من الجدول ان قيم معامالت الثبات مرتفعة مما يدل على ثبات المقياس‬
‫كمد د ددا قد د ددام الباحد د ددث بإيجد د دداد معد د ددامالت الثبد د ددات لمقيد د دداس اسد د دداليب المعاملد د ددة الوالديد د ددة باسد د ددتخدام‬
‫طريقة التجزئة النصفية كما يتضح فى جدول التالي‬

‫جملة الدراسات اإلفريقية‬


‫أوال‪ :‬عرا النتائج ‪:‬‬
‫في ضوء مشكلة البحث واألسئلة التي تطرحها الدراسة الحالية والفروض التي تقوم عليها‬
‫واألساليب االحصائية المستخدمة للتحقق من هذه الفروض جاءت نتائج الدراسة الحالية علي‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫نتائج البحث‬
‫الفرا االول ‪:‬‬
‫ال يوجد فروق بين متوسط درجات األطفال األسوياء الجزائريين ومتوسط درجات األطفال‬
‫األسوياء المصريين على مقياس اساليب التنشئة الوالدية التي تتبعها األمهات‪.‬‬
‫و للتحقق من صحة ذلك الفرض استخدم الباحث اختبار" ت" اليجاد الفروق بين متوسط درجات‬
‫األسوياء الجزائريين ومتوسط درجات األسوياء المصريين على مقياس اساليب التتشئة الوالدية‬
‫الخمسة( االمهات ) كما يتضح فى الجدول التالي‪-:‬‬
‫الفروق بين متوسط درجات األسوياء الجزائريين و متوسط درجات األسوياء المصريين على مقياس اساليب‬
‫التنشئة الوالدية الخمسة( االمهات)‬
‫اتجاه الداللة‬ ‫األسوياء الجزائريين األسوياء المصريين‬
‫مستوى‬ ‫ت‬ ‫ن= ‪77‬‬ ‫ن=‪66‬‬ ‫المتغيرات‬
‫الداللة‬ ‫ع‪2‬‬ ‫م‪2‬‬ ‫ع‪1‬‬ ‫م‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫غير دالة‬ ‫‪0.215‬‬ ‫‪2.39‬‬ ‫‪21.24‬‬ ‫‪2.89‬‬ ‫الرفض ‪21.15‬‬ ‫‪/‬‬ ‫القبول‬
‫الوالدى‬
‫‪-‬‬ ‫غير دالة‬ ‫‪1.512‬‬ ‫‪2.89‬‬ ‫‪17.22‬‬ ‫‪3.14‬‬ ‫‪17.98‬‬ ‫التسامح ‪ /‬القسوة‬
‫األسوياء‬ ‫دالة عند مستوى لصالح‬ ‫‪3.395‬‬ ‫‪4.85‬‬ ‫‪18.62‬‬ ‫‪5.17‬‬ ‫‪21.46‬‬ ‫االتزان ‪ /‬التذبذب‬
‫الجزائريين‬ ‫‪0.01‬‬
‫األسوياء‬ ‫دالة عند مستوى لصالح‬ ‫‪2.806‬‬ ‫‪2.84‬‬ ‫‪19.21‬‬ ‫‪3.24‬‬ ‫‪20.56‬‬ ‫الرعاية ‪ /‬االهمال‬
‫الجزائريين‬ ‫‪0.01‬‬
‫‪-‬‬ ‫غير دالة‬ ‫‪0.453 2.630‬‬ ‫‪18.96‬‬ ‫‪3.19‬‬ ‫‪19.18‬‬ ‫المساواة ‪ /‬التفرقة‬
‫ت= ‪ 1,64‬عند مستوى ‪0,05‬‬ ‫ت= ‪2,32‬عند مستوى ‪0,01‬‬ ‫ن = ‪161‬‬
‫يتبين من الجدول السابق وجود فروق دالة احصائيا عند مستوى ‪ 0,01‬بين متوسط درجات‬
‫األسوياء الجزائريين ومتوسط درجات األسوياء المصريين من حيث االتزان‪/‬التذبذب‪ ،‬والرعاية‪/‬‬
‫االهمال على مقياس اساليب التنشئة الوالدية الخمسة (االمهات) لصالح األسوياء الجزائريين‪.‬‬

‫جملد (‪ – )44‬عدد (‪ )3‬يوليو ‪2022‬م‬


‫كما يتضح عدم وجود فروق دالة احصائيا بين متوسط درجات األسوياء الجزائريين ومتوسط‬
‫والتسامح‪/‬القسوة‪،‬‬ ‫الوالدى‪،‬‬ ‫القبول‪/‬الرفض‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫المصريين‬ ‫األسوياء‬ ‫درجات‬
‫والمساواة‪/‬التفرقة على مقياس اساليب التنشئة الوالدية الخمسة (االمهات)‪.‬‬
‫الفرا الثاني‪:‬‬
‫بين متوسط درجات األطفال األسوياء الجزائريين ومتوسط درجات‬ ‫ال يوجد فروق‬
‫األطفال األسوياء المصريين على مقياس اساليب التنشئة الوالدية التي يتبعها األباء‪.‬‬
‫و للتحقق من صحة ذلك الفرض استخدم الباحث اختبار" ت" اليجاد الفروق بين متوسط‬
‫درجات األسوياء الجزائريين ومتوسط درجات األسوياء المصريين على مقياس اساليب التتشئة‬
‫الوالدية الخمسة( االباء) كما يتضح فى الجدول التالي‪-:‬‬

‫الفروق بين متوسط درجات األسوياء الجزائريين و متوسط درجات األسوياء المصريين على مقياس اساليب‬
‫التنشئة الوالدية الخمسة(األباء)‬
‫اتجاه الداللة‬ ‫األسوياء الجزائريين األسوياء المصريين‬
‫مستوى‬ ‫ت‬ ‫ن= ‪77‬‬ ‫ن=‪66‬‬ ‫المتغيرات‬
‫الداللة‬ ‫ع‪2‬‬ ‫م‪2‬‬ ‫ع‪1‬‬ ‫م‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫غير دالة‬ ‫‪0.526‬‬ ‫‪2.66‬‬ ‫‪20.1‬‬ ‫‪2.53‬‬ ‫الرفض ‪20.33‬‬ ‫‪/‬‬ ‫القبول‬
‫الوالدى‬
‫‪-‬‬ ‫غير دالة‬ ‫‪0.184‬‬ ‫‪2.99‬‬ ‫‪17.38‬‬ ‫‪3.59‬‬ ‫‪17.96‬‬ ‫التسامح ‪ /‬القسوة‬
‫األسوياء‬ ‫دالة عند مستوى لصالح‬ ‫‪2.56‬‬ ‫‪4.96‬‬ ‫‪18.07‬‬ ‫‪4.79‬‬ ‫‪20.18‬‬ ‫االتزان ‪ /‬التذبذب‬
‫الجزائريين‬ ‫‪0.01‬‬
‫األسوياء‬ ‫دالة عند مستوى لصالح‬ ‫‪2.36‬‬ ‫‪3.05‬‬ ‫‪19.93‬‬ ‫‪3.87‬‬ ‫‪21.3‬‬ ‫الرعاية ‪ /‬االهمال‬
‫الجزائريين‬ ‫‪0.01‬‬
‫‪-‬‬ ‫غير دالة‬ ‫‪0.398 3.160‬‬ ‫‪19.1‬‬ ‫‪3.73‬‬ ‫‪19.33‬‬ ‫المساواة ‪ /‬التفرقة‬
‫ت= ‪ 1,64‬عند مستوى ‪0,05‬‬ ‫ت= ‪2,32‬عند مستوى ‪0,01‬‬ ‫ن = ‪161‬‬
‫يتبين من الجدول السابق وجود فروق دالة احصائيا عند مستوى ‪ 0,01‬بين متوسط درجات‬
‫األسوياء الجزائريين ومتوسط درجات األسوياء المصريين من حيث االتزان‪/‬التذبذب‪،‬‬
‫والرعاية‪/‬االهمال على مقياس اساليب التنشئة الوالدية الخمسة األباء لصالح األسوياء الجزائريين‪.‬‬
‫كما يتضح أيضا عدم وجود فروق دالة احصائيا بين متوسط درجات األسوياء الجزائريين و‬
‫متوسط درجات األسوياء المصريين من حيث القبول‪/‬الرفض الوالدى‪ ،‬والتسامح‪/‬القسوة‪،‬‬
‫والمساواة‪/‬التفرقة على مقياس اساليب التنشئة الوالدية الخمسة األباء‪.‬‬

‫جملة الدراسات اإلفريقية‬


‫مناقشة النتائج‬
‫في الصفحات السابقة تم عرض نتائج الدراسة كما كشفت عنها التحليالت اإلحصائية‬
‫التي أجريت علي البيانات التي تم جمعها من عينات الدراسة‪ .‬وقد قدمت النتائج في صورة رقمية‬
‫حيث تم عرض نتائج التحليالت اإلحصائية في صورة جداول وأشكال توضح مدي داللة هذه‬
‫النتائج إحصائيا ولقد تم تقديم توضيح لمعني تلك النتائج الرقمية ولكن بإيجاز‪ ،‬في ضوء ما سبق‬
‫طرحه سيتم مناقشة النتائج وعالقتها بأسئلة الدراسة ونتائج الدراسات السابقة في ضوء المحاور‬
‫التالية‪-:‬‬
‫‪ -1‬نتائج الفروق بين مختلف متغيرات الدراسة‪.‬‬
‫‪ -2‬طبيعة عالقة نتائج الدراسة الراهنة بنتائج الدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلفادة التطبيقية من الدراسة الراهنة‪.‬‬
‫‪ : -1‬نتائج الفروق بين العينتين في مختلف متغيرات الدراسة‪:‬‬
‫الفرا األول‪ :‬ال يوجد فروق بين األطفال األسوياء المصريين والجزائريين في ادراكهم الساليب‬
‫التنشئة األسرية تستخدمها االمهات‪.‬‬
‫بينت النتائج االحصائية وجود فروق ذات داللة احصائية في اساليب التنشئة االسرية‬
‫التالية االتزان‪/‬التذبذب‪ ،‬الرعاية‪/‬االهمال لصالح االطفال الجزائريين في حين ال يوجد فروق بين‬
‫العينتين في اساليب التنشئة االسرية القبول‪/‬الرفض‪ ،‬التسامح‪/‬القسوة‪ ،‬المساواة‪/‬التفرقة‪ ،‬وبالنظر‬
‫إلي نتائج هذا الفرض ونتائج الفرض السابق نجد تشابه كبير في اساليب التنشئة التي تقوم بها‬
‫األمهات الجزائريات البنائهم المرضي واالسوياء في اسلوب الرعاية‪ /‬األهمال وأيضا تشابه في‬
‫أساليب التنشئة التي تستخدمها األمهات المصريات البنائهم المرضي واألسوياء في نفس‬
‫األسللوب وهو الرعاية‪/‬األهمال‪ ،‬في حين وجد اختالف بين هذه النتائج ونتائج الفرض السابق في‬
‫أن هناك فروق بين عينة األسوياء وعينة المرضي في استخدام االمهات الجزائريات السلوب‬
‫االتزان‪ /‬التذبذب مع ابنائهم االسوياء بصورة تفوق استخدام االمهات المصريات لذلك األسلوب‪.‬‬
‫الفرا الثاني‪ :‬عن وجود فروق في ادراك األبناء الساليب التنشئة الوالدية التي يستخدمها‬
‫االباء في العينتين المصرية والجزائرية‪.‬‬
‫بينت النتائج وجود فروق ذات داللة احصائية في كل من اساليب التنشئة االسرية التالية‬
‫االتزان‪/‬التذبذب‪ ،‬الرعاية‪/‬االهمال لصالح عينة االطفال الجزائريين بينما ال يوجد فروق في اتباع‬
‫االساليب الثالثة االخري وهي القبول‪/‬الرفض‪ ،‬التسامح‪/‬القسوة‪ ،‬المساواة‪/‬التفرقة‪.‬‬

‫جملد (‪ – )44‬عدد (‪ )3‬يوليو ‪2022‬م‬


‫بالنظر إلي هذه النتائج ونتائج الفرض السابق نجد تطابق في االساليب المستخدمة‬
‫لألمهات واالساليب التي يستخدمها اآلباء في العينتين المصرية والجزائرية وأيضا نجد تماثل في‬
‫الفروق بين العينتين المصرية والجزائرية‪ ،‬بمعني أن األبناء األسوياء في الجزائر يدركون ان‬
‫امهاتهم وابائهم يتعاملون معهم بنس األساليب وال يوجد فروق بينهما وكذلك ادراك األبناء‬
‫االسوياء في العينة المصرية يدركون ابائهم وامهاتهم بانهم يتعاملون معهم باساليب متشابهة‪.‬‬
‫ويمكن تفسير اتباع االباء الجزائريين الي هذه االساليب بانه اسلوب معاملة عادي وليس‬
‫بصورة مفرطة وقد يرجع ذلك إلي التغيرات التي طرأت علي طبيعة المجتمع الجزائري حيث‬
‫أصبح األبناء يعتمدون كثي ار علي اآلباء مقارنة مع السابق لذلك فاتباع الوالدين لهذه األساليب‬
‫اصبح محبذا من طرف األبناء‪ ،‬وقد يعود األمر إلي ان االباء لكثرة انشغ‪//‬الهم في متاعب الحياة‬
‫عن أسرهم يقضون معظم أوقاتهم بعيدا عن تنشئة أبنائهم تاركين األمر وحده لألم وهذا ما‬
‫نالحظه كثي ار في األسر داخل المجتمع الجزائري اليوم‪.‬‬
‫ويؤكد كل من (أحمد سالمة‪ ،‬عبد السالم عبد الغفار) أن االبن الذي ينشاء في مناخ‬
‫مشبع بالحب والتقبل‪ ،‬والثقة يتحول عند نموه إلي شخص يستطيع أن يحب ألنه أحب‪ ،‬وتعلم‬
‫كيف يحب‪ ،‬يستطيع أن يثق في غيره‪ ،‬ويقي نفسه من االنحراف النه عاش في مناخ من الثقة‬
‫‪1‬‬
‫وتشير تلك النتائج ان االباء واالمهات في الجزائر يتبعا نفس االساليب في تنشئتهم‬ ‫مع والديه‪.‬‬
‫البنائهم االسوياء وكذلك في العينة المصرية لم يختلف االباء عن االمهات في اتباعهم الساليب‬
‫التنشئة االسرية‪ ،‬وتتفق تلك النتيجة جزئيا مع نتائج دراسة (فتحية مقحوت‪ )2014 ،‬حيث كانت‬
‫النتائج انه ال توجد فروق بين االباء واالمهات في استخدام كل من اساليب المعاملة السوية‬
‫واساليب المعاملة غير السوية المتمثلة في ‪( :‬التقبل‪ ،‬االهتمام‪ ،‬الديمقراطية‪ ،‬التشجيع والمكافأة‪،‬‬
‫المساواة)‪( ،‬النبذ‪ ،‬االهمال‪ ،‬الحماية الزائدة‪ ،‬القسوة‪ ،‬التسلط) من وجهة نظر وادراك االبناء‪ ،‬مما‬
‫يعني ان االبناء يدركون هذه االساليب التي يمارسها االباء واالمهات سواء السوية وغير السوية‬
‫بنفس الطريقة‪.‬‬
‫ويمكن تفسير اتباع االباء الجزائريين الي هذه االساليب بانه اسلوب معاملة عادي وليس‬
‫بصورة مفرطة كما ذكرت (سامية ابريعم)‪ 2‬وأن السبب في ذلك قد يرجع إلي التغيرات التي طرأت‬

‫(‪ )1‬سميحة نصر‪.4 ،1983 ،‬‬


‫(‪ )2‬سامية ابريعم‪1804 ،2011 ،‬‬

‫جملة الدراسات اإلفريقية‬


‫علي طبيعة المجتمع الجزائري حيث أصبح لألبناء يعتمدون كثي ار علي اآلباء مقارنة مع السابق‬
‫لذلك فاتباع الوالدين لهذه األساليب اصبح محبذا من طرف األبناء‪ ،‬وقد يعود األمر إلي ان االباء‬
‫لكثرة انشغالهم في متاعب الحياة عن أسرهم يقضون معظم أوقاتهم بعيدا عن تنشئة أبنائهم‬
‫تاركين األمر وحده لألم وهذا ما نالحظه كثي ار في األسر داخل المجتمع الجزائري اليوم‪ ،‬فعندما‬
‫وتتفق تلك النتيجة جزئيا مع نتائج (فتحية‬ ‫تتسني لهم الفرصة ويقومون بأدوارهم في التنشئة‪.‬‬
‫مقحوت‪ )2014 ،‬حيث كانت النتائج انه ال توجد فروق بين االباء واالمهات في استخدام كل من‬
‫اساليب المعاملة السوية واساليب المعاملة غير السوية المتمثلة في‪ ،‬التقبل ‪ ،‬االهتمام‪،‬‬
‫الديمقراطية في المعاملة‪ ،‬التشجيع والمكافأة‪ ،‬المساواة‪ ،‬النبذ‪ ،‬االهمال‪ ،‬الحماية الزائدة‪ ،‬القسوة‪،‬‬
‫التسلط من وجهة نظر وادراك االبناء‪ ،‬مما يعني ان االبناء يدركون هذه االساليب التي يمارسها‬
‫االباء واالمهات سواء السوية وغير السوية بنفس الطريقة‪.‬‬
‫التوصيات والمقترحات‬
‫يمكننا من استعراض النتائج الرئيسية لدراسة اساليب التنشئة االسرية استخالص تلك‬
‫التوصيات‪.‬‬
‫‪ -1‬الدراسات والبحوث في األنثروبولوجية النفسية مجال خصب وعريض ويجب علينا أن نوليه‬
‫اهتماما أكثر ألنه من خالل تلك الدراسات يمكن للمرء أن يكشف الكثير من كنوز المعرفة‬
‫المدفونة داخل الثقافات المختلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬الحظ الباحث في حدود اطالعه أنه ال توجد أية دراسة عربية تناولت هذا المجال بالبحث‬
‫والدراسة رغم ما له من أهمية كبيرة‪ ،‬وبهذا الموقف فالبحث الحالي يفتح المجال أمام‬
‫الباحثين للخوض في غمار الثقافة العربية والثقافة األفريقية األصيلة والمتفردة بين ثقافات‬
‫العالم أجمع ‪.‬‬
‫‪ -3‬يمكن أن تتناول الدراسات ثقافات الشعوب من جوانب عديدة منها األمراض النفسية‬
‫والشخصية واالعاقات العقلية والظواهر السلبية في الثقافات المختلفة للمقارنة بعضها‬
‫ببعض للتوصل إلي حلول إلي تلك المشكالت‪.‬‬
‫‪-4‬قد يجد الباحثون صعوبة مستمرة في جمع البيانات من أجل األهداف العلمية خاصة من‬
‫الجماعات الثقافية المختلفة‪ ،‬ولذلك فنحن في حاجة إلي توسيع شبكة االتصاالت‪ ,‬وإنشاء‬
‫قاعدة أكبر للبيانات التي تهتم بالبحوث عبر الثقافية التي تنجم عنها وطرق التغلب عليها‪.‬‬

‫جملد (‪ – )44‬عدد (‪ )3‬يوليو ‪2022‬م‬


‫‪-5‬العمل علي تشجيع الدراسات والبحوث المستعرضة بين الثقافات المختلفة حتي داخل القطر‬
‫الواحد‪ ،‬وتناول جميع المتغيرات الشخصية والمعرفية بالدراسة األنثروبولوجية عبر الثقافية‪,‬‬
‫وذلك إلثراء المكتبة العربية بهذه النوعية من الدراسات والبحوث‪.‬‬
‫‪-6‬القيام بدراسات مقارنة في اساليب التنشئة األسرية وكيفية تأثرها بوسائل الميديا الحديثة‪.‬‬
‫‪-7‬االهتمام باالختبارات النفسية التي تنبع من البيئات الثقافية نفسها‪ ،‬وتوظيف وتقنين‬
‫االختبارات والمقاييس األجنبية خاصة االختبارات التي تقيس عناصر لها عالقة بالثقافة‬
‫مثل اساليب التنشئة‪.‬‬
‫‪ -8‬دراسة مرحلة المراهقة في الثقافات المختلفة وتأثرها بوسائل األعالم ووسائل التواصل‬
‫االجتماعي مع دراسة تاثير وسائل التواصل االجتماعي علي األسرة في الثقافات المختلفة‪.‬‬

‫جملة الدراسات اإلفريقية‬

You might also like