You are on page 1of 65

‫كلية اآلداب والعلوم االنسانية‬ ‫الجمهورية التونسية‬

‫بصفاقس‬ ‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫قسم علم االجتماع‬ ‫جامعة صفاقس‬

‫تقرير تربص‬
‫لنيل شهادة الماجيستير المهني في علم االجتماع‬
‫اختصاص‪:‬‬
‫الوساطة والمرافقة االجتماعية والتربوية‬
‫العنوان‪:‬‬
‫" آليات الرعاية واإلدماج االجتماعي لألطفال فاقدي السند"‬
‫مكان التربص‬
‫المركز المندمج للشباب والطفولة بسيدي بوزيد‬
‫مدة التربص‪:‬‬
‫من ‪ /28/09/2020‬إلى ‪28/12/2020‬‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬نسرين ضياوي‬

‫المؤطرالميداني‪:‬‬ ‫المؤطر البيداغوجي‪:‬‬


‫األستاذ نجيب نصري‬ ‫د‪ .‬حافظ المداني‬

‫السنة الجامعية‪2021 – 2020 :‬‬

‫‪5‬‬
‫كلية اآلداب والعلوم االنسانية‬ ‫الجمهورية التونسية‬
‫بصفاقس‬ ‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫قسم علم االجتماع‬ ‫جامعة صفاقس‬

‫تقرير‬
‫تربص‬
‫لنيل شهادة الماجيستير المهني في علم االجتماع‬
‫اختصاص‪:‬‬
‫الوساطة والمرافقة االجتماعية والتربوية‬
‫العنوان‪:‬‬
‫"آليات الرعاية واإلدماج االجتماعي لألطفال فاقدي السند"‬
‫مكان التربص‬
‫المركز المندمج للشباب والطفولة بسيدي بوزيد‬
‫مدة التربص‪:‬‬
‫من ‪ /28/09/2020‬إلى ‪28/12/2020‬‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬نسرين ضياوي‬

‫المؤطر الميداني‪:‬‬ ‫المؤطر البيداغوجي‪:‬‬


‫األستاذ نجيب نصري‬ ‫د‪ .‬حافظ المداني‬

‫السنة الجامعية‪2021 – 2020 :‬‬

‫‪5‬‬
‫االهداء‬

‫أهدي ثمرة نجاحي إلى أبي الغالي وأمي الحبيبة‪،‬‬


‫إلى أخواتي وأصدقائي‪ ،‬وكل من ساهم في دعمي وتشجيعي من‬
‫قريب أو من بعيد‪...‬‬

‫‪5‬‬
‫الشكر‬
‫الشكر أوال وأخيرا إلى هللا عز وجل الذي وفقني في إعداد هذا‬
‫البحث‪.‬‬
‫كما أتقدم بجزيل الشكر والعرفان إلى المشرف البيداغوجي‬
‫الدكتور "حافظ المداني" والمشرف الميداني األستاذ‬
‫"نجيب نصري" على حسن تعاونهما ومدي بما احتجت له إلنجاز‬
‫هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫محتوى العناوين‬
‫‪09‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪11‬‬ ‫القسم األول ‪ :‬المعالجة النظرية والمفهومية‬
‫‪12‬‬ ‫‪ )Ⅰ‬االتجاهات النظرية التي تناولت دراس‪PP‬ة موض‪PP‬وع االس‪PP‬رة‬
‫والطفل‬
‫‪12‬‬ ‫‪ )1‬نظرية التحليل النفسي‬
‫‪12‬‬ ‫‪ )2‬نظرية البنائية الوظيفية‬
‫‪13‬‬ ‫‪ )3‬نظرية التفاعل الرمزي‬
‫‪14‬‬ ‫‪ )Ⅱ‬المفاهيم السوسيولوجية والمفاهيم التقنية‬
‫‪14‬‬ ‫‪ )1‬المفاهيم السوسيولوجية‬
‫‪14‬‬ ‫أ) مفهوم الوساطة‬
‫‪14‬‬ ‫ب) مفهوم المرافقة‬
‫‪15‬‬ ‫ت) الرعاية االجتماعية وعالقتها بالطفل‬
‫‪16‬‬ ‫ث)مفهوم اإلحاطة واإلدماج‬
‫‪17‬‬ ‫‪ )2‬المفاهيم التقنية‬
‫‪17‬‬ ‫أ) مفهوم الطفل‬
‫‪17‬‬ ‫ب) مفهوم الطفولة‬
‫‪17‬‬ ‫ت) مفهوم الطفل المهدد‬
‫‪18‬‬ ‫ث) مفهوم الطفل الفاقد للسند‬
‫‪18‬‬ ‫ج) مفهوم الحرمان األسري‬
‫‪19‬‬ ‫ح) مفهوم الطفل المحروم‬
‫‪19‬‬ ‫‪ )Ⅲ‬العوام‪PPP‬ل المرتبط‪PPP‬ة باإلي‪PPP‬داع في مؤسس‪PPP‬ات الرعاي‪PPP‬ة‬
‫االجتماعية وأثرها في شخصية الطفل‬
‫‪19‬‬ ‫‪ )1‬فقدان األم‬
‫‪19‬‬ ‫‪ )2‬فقدان األب‬
‫‪20‬‬ ‫‪ )3‬فقدان الوالدين معا‬
‫‪20‬‬ ‫‪ )4‬سوء الحالة االقتصادية واإلجتماعية‬
‫‪20‬‬ ‫‪ )5‬الطالق‬
‫‪20‬‬ ‫‪ )6‬الطفل غير الشرعي‬
‫‪21‬‬ ‫‪ )7‬مرض العائل لمدة طويلة أو بمرض مزمن‬
‫‪21‬‬ ‫‪ )Ⅳ‬حاجات الطفل وحقوقه‬
‫‪21‬‬ ‫‪ )1‬حاجات الطفل‬
‫‪22‬‬ ‫‪ )2‬حقوق الطفل‪ :‬حسب مجلة حقوق الطفل‬
‫‪22‬‬ ‫‪ )3‬الحق‪PP‬وق ال‪PP‬تي يتمت‪PP‬ع به‪PP‬ا األطف‪PP‬ال المه‪PP‬ددون داخ‪PP‬ل‬
‫المؤسسات‬
‫‪23‬‬ ‫القسم الثاني ‪ :‬تحليل معطيات ونتائج التربص‬

‫‪5‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪ )Ⅰ‬المركز المندمج للشباب والطفولة بسيدي بوزيد‬
‫‪24‬‬ ‫‪ )1‬التأسيس‬
‫‪24‬‬ ‫‪ )2‬المهام‬
‫‪25‬‬ ‫‪ )3‬الهيكلة‬
‫‪25‬‬ ‫‪ )4‬الموارد البشرية‬
‫‪26‬‬ ‫‪ )5‬الفئات المعنية بالقبول‬
‫‪27‬‬ ‫‪ )6‬شروط القبول بالمركز‬
‫‪28‬‬ ‫‪ )Ⅱ‬يوميات التربص واألعمال المنجزة‬
‫‪28‬‬ ‫‪ )1‬األنشطة واألعمال المنجزة حسب التوزيع الزمني‬
‫‪31‬‬ ‫‪ )2‬األنشطة واألعمال حسب المهام‬
‫‪31‬‬ ‫أ) استكشاف المؤسسة‬
‫‪31‬‬ ‫ب) الخدمات المقدمة للطفل‬
‫‪32‬‬ ‫ت) تأطير األطفال‬
‫‪32‬‬ ‫‪ )3‬الزيارات الميدانية وأهميتها‬
‫‪33‬‬ ‫‪ )4‬دراسة الحاالت‬
‫‪35‬‬ ‫أ) مدى تقبل األطفال للعيش في المركز‬
‫‪39‬‬ ‫ب) بعض الح‪PPPP‬االت المتعه‪PPPP‬د به‪PPPP‬ا في المرك‪PPPP‬ز ودراس‪PPPP‬ة‬
‫سلوكياتهم‬
‫‪45‬‬ ‫‪ )Ⅲ‬قراءة في أساليب العمل والعالقات داخل المؤسسة‬
‫‪46‬‬ ‫‪ )1‬العالقات بين الموظفين‬
‫‪46‬‬ ‫‪ )2‬العالقات بين المربين والمنشطين‬
‫‪47‬‬ ‫‪ )3‬العالقات بين المنشطين واألطفال‬
‫‪47‬‬ ‫‪ )4‬العالقات بين األطفال‬
‫‪48‬‬ ‫‪ )Ⅳ‬برامج وآليات رعاية الطفل‬
‫‪48‬‬ ‫‪ )1‬البرامج المعتمدة في تأطير الطفل‬
‫‪48‬‬ ‫‪ )2‬رعاية الطفل وتوفير حاجياته األساسية‬
‫‪49‬‬ ‫أ) توفير حاجات فيزيولوجية‬
‫‪50‬‬ ‫ب) توفير حاجات نفسية‬
‫‪51‬‬ ‫ج) توفير حاجات اجتماعية‬
‫‪52‬‬ ‫‪ )Ⅴ‬مظاهر إدماج الطفل‬
‫‪52‬‬ ‫‪ )1‬اإلدماج االجتماعي‬
‫‪52‬‬ ‫‪ )2‬االدماج التربوي والمهني‬
‫‪53‬‬ ‫‪ )Ⅵ‬تقييم تجربة التربص‬
‫‪53‬‬ ‫‪ )1‬المكاسب‬
‫‪53‬‬ ‫أ) مكاسب معرفية‬
‫‪53‬‬ ‫ب) مكاسب مهنية ومنهجية‬
‫‪54‬‬ ‫ت) مكاسب قانونية‬

‫‪5‬‬
‫‪54‬‬ ‫ث) مكاسب عالئقية‬
‫‪55‬‬ ‫‪ )2‬الصعوبات‬
‫‪56‬‬ ‫‪ )3‬تقييم تجربة المركز المندمج في رعاية األطفال وادماجهم‬
‫‪58‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪60‬‬ ‫المالحق‬
‫‪71‬‬ ‫المراجع‬

‫‪5‬‬
‫المقدمة‬
‫‪-‬مبررات اختيار المؤسسة‪:‬‬
‫تعتبر ظاهرة الطفولة الفاقدة للسند من أبرز وأخطر الظواهر انتش ارا على الص عيد‬
‫الع المي‪ ،‬ونظ را ألهمي ة األطف ال في المجتم ع‪ ،‬فق د ب رزت العدي د من مؤسس ات‬
‫الرعاية االجتماعية ال تي تت ولى حماي ة ورعاي ة ه ذه الفئ ة وتوف ير متطلباته ا ق در‬
‫المستطاع‪ .‬لذلك‪ ،‬قمت باختيار "المركز المندمج للش باب والطفول ة بس يدي بوزي د"‬
‫قصد التع رف على المؤسس ة والتطل ع على اآللي ات وال برامج المس تخدمة لرعاي ة‬
‫الطفل الفاقد للسند وكيفية ادماجه‪.‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬يمكن الق ول إن ه ذه المؤسس ة على اعتب ار أنه ا مؤسس ة رعاي ة‬
‫اجتماعية خاصة بالطفل‪ ،‬فإنه ا تض طلع ب أدوار عدي دة ومهم ة تص ب جميعه ا في‬
‫حماية هذه الفئة ورعايتها وإدماجها وذلك من خالل الخدمات االجتماعية والتربوي ة‬
‫التي تقوم بها‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬يمكن القول إن هذه المؤسس ة تض طلع تقريب ا بنفس الوظ ائف واالدوار ال تي‬
‫تضطلع به ا الن واة األولى للتنش ئة االجتماعي ة "االس رة"‪ ،‬حيث تس عى إلى رعاي ة‬
‫وحماي ة الطف ل الفاق د للس ند وت وفر ل ه م ا لم يعه ده في أس رته‪ ،‬فتحمي ه ب ذلك من‬
‫مؤسسة الشارع ال ذي ق د يك ون مص يره في ه الض ياع واالنخ راط حتم ا في دوائ ر‬
‫االنحراف والفساد واالجرام‪.‬‬

‫‪-‬مبررات اختيار الموضوع‪:‬‬


‫تعد الطفولة شريحة واسعة وكبيرة في اله رم الس كاني‪ .‬وهن اك اجم اع على أهمي ة‬
‫هذه الشريحة بما في ذلك علماء االجتماع وعلماء النفس بمختلف تفرعاته باإلضافة‬
‫الى المنظمات الدولية والقمم العالمية لحماية الطفولة‪ .‬وتس عى ج ل ه ذه القطاع ات‬
‫الى ض مان حق وق الطف ل وتنش ئته تنش ئة س ليمة ورعايت ه وحمايت ه‪.‬‬
‫باإلضافة الى ان هن اك تواف ق كب ير ي رى ان مرحل ة الطفول ة تع د من أب رز واهم‬
‫مراحل النمو عند االفراد‪ .‬ففيه ا تتش كل مالمح شخص يته‪ .‬فم ا يتعلم ه الطف ل عن د‬

‫‪5‬‬
‫صغره ينعكس عليه عند كبره‪ .‬كما تعتبر الطفولة من المراحل الحياتية المهمة ليس‬
‫للفرد فحسب وانما للمجتمع كك ل‪ .‬فاألطف ال في أي مجتم ع هم أس اس اس تمراريته‬
‫وتقدمه وأمله‪ ،‬فاذا لم يحظوا بالرعاي ة والعناي ة الالزم ة في إط ار من الفهم العلمي‬
‫والموضوعي‪ ،‬فان هذا االمل وذلك الطموح الذي يعقده المجتم ع في أبن اءه س يكون‬
‫مصيره الضياع والتبدد وسيكون التخلف مصيره‪.‬‬
‫وه‬
‫كذا كانت رعاية الطفولة من األمور البالغة األهمية التي تستدعي إيج اد الض مانات‬
‫ة‪.‬‬ ‫دة والهادف‬ ‫ة الجي‬ ‫رامج الرعاي‬ ‫قب‬ ‫ة عن طري‬ ‫الكافي‬
‫من ناحي ة أخ رى‪ ،‬إن تق دم أي مجتم ع يرتك ز الى ح د كب ير على م دى اهتمام ه‬
‫وفاعلي ة برامج ه ال تي يض عها من أج ل تحقي ق االس تفادة القص وى والعملي ة من‬
‫امكانياته وموارده البشرية وفي توجيه وتخطيط هذه اإلمكاني ات على أس س س ليمة‬
‫وهادفة‪ .‬وبقدر تمكن المجتمع من رعاية م واره البش رية والحف اظ عليه ا‪ ،‬بق در م ا‬
‫يكون المجتمع قد نجح في توفير العناصر البشرية الالزم ة لتحم ل مس ؤولية البن اء‬
‫الهادف للمجتمع‪ .‬ويمكن القول ان رعاية الطفولة تمثل ضرورة اجتماعية قصوى‪.‬‬
‫حيث تقتضي الحياة واستمراريتها في المجتمع العم ل على خل ق جي ل جدي د ق ادر‬
‫على دفع عجلة الحياة نحو تحقيق الرفاهية وبلوغ درجات عالية من التقدم والتنمية‪،‬‬
‫وإذا لم يجد الطفل الرعاية الجيدة والتوجيه الهادف واالعداد الس ليم‪ ،‬فإن ه غالب ا م ا‬
‫يفشل في حياته االجتماعية وقد يكون االنحراف هو الطريق الذي يجد نفسه فيه‪.‬‬

‫بع د ع رض مجم ل ه ذه الم بررات‪ ،‬يمكن ان ننتهي الى ط رح اإلش كاليات‬


‫اآلتية‪:‬‬
‫من هو الطف‪P‬ل الفاق‪P‬د للس‪PP‬ند؟ م‪PP‬ا هي الفئ‪PP‬ات المتعه‪PP‬د به‪PP‬ا داخ‪P‬ل المرك‪P‬ز المن‪PP‬دمج‬
‫للشباب والطفولة بسيدي بوزيد؟ ما هي مهام هذه المؤسسة؟ وفيم تتمث‪PP‬ل االلي‪PP‬ات‬
‫المستخدمة لرعاية وادماج الطفل الفاقد للسند؟‬

‫‪5‬‬
‫نوع التربص‪:‬‬
‫يعد التربص مرحلة مهمة في حياة الطالب ألنه يس اهم في تك وين الط الب وتمكين ه‬
‫من تط بيق الي ات العم ل المي داني واس تخدام أدوات البحث االجتم اعي حس ب م ا‬
‫تقضيه المؤسسة والعينات التي هو بصدد التعامل معه ا‪ .‬وه ذا ال تربص ال ذي قمت‬
‫به هو تربص كشفي وصفي باألساس وذلك قصد الكش ف على المؤسس ة وقوانينه ا‬
‫وكيفية سيرها‪ ،‬والتعرف على االليات التي تستخدمها قصد رعاي ة وادم اج وتأهي ل‬
‫األطفال فاقدي السند‪.‬‬

‫اهداف التربص‪:‬‬
‫هناك العديد من األهداف التي دفعتني إلجراء هذا التربص‪.‬‬
‫التدرب على تنمي ة واكتس اب مه ارات العم ل المي داني من خالل ممارس ة‬ ‫‪-‬‬
‫الخدمة االجتماعية في هذا المركز‪.‬‬
‫التع رف على الق وانين ال تي تس ير ه ذه المؤسس ة والتع رف على هيكلته ا‬ ‫‪-‬‬
‫ومواردها المالية والبشرية‪.‬‬
‫التعرف على خصوصية األطفال فاقدي السند وعلى الفئات المعني ة ب القبول‬ ‫‪-‬‬
‫في هذه المؤسسة‪ ،‬ودراسة األنشطة بمختلف أنواعها التربوي ة واالجتماعي ة‬
‫والنفسية والترفيهية‪.‬‬
‫التعرف على البرامج المستخدمة وتأثيرها في بناء شخصية الطفل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكشف على اليات الرعاية واالدماج ومدى نجاح ه ذه المؤسس ة في تحقي ق‬ ‫‪-‬‬
‫أهدافها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫القسم األول‬
‫المعالجة النظرية والمفهومية‬

‫‪5‬‬
‫‪ )Ⅰ‬االتجاهات النظرية التي تناولت دراسة موضوع االسرة والطفولة‪:‬‬

‫نظرية التحليل النفسي‪:‬‬ ‫‪)1‬‬


‫تعد نظرية التحليل النفسي من أكثر النظري ات تأكي دا على أهمي ة العالق ات القائم ة‬
‫بين الوالدين واالبناء‪ ،‬حيث ركزت على أهمي ة النظ ر إلى الشخص ية كونه ا وح دة‬
‫والى أهمية الحب الوالدي كواحد من أهم الحاجات األساسية‪.‬‬
‫يرى "فرويد" أن المراح ل األولى من النم و هي من أهم المراح ل في حي اة الف رد‪،‬‬
‫حيث أن األخط ار ال تي ت ؤدي إلى القل ق ت أتي من خ ارج الف رد كالوال دين‪ ،‬ولكي‬
‫يعيش الف رد حي اة نفس ية س ليمة ينبغي إش باع حاج ات الطف ل في مراح ل حيات ه‬
‫المختلفة من قبل الوالدين‪.‬‬
‫كما يعتقد أيضا أن العائلة وتف اعالت الطف ل والموق ف الع ائلي ه و النم وذج األول‬
‫للحياة االجتماعية التالية حيث غالبا ما يسلك الف رد نفس األس لوب ال ذي يس لكه في‬
‫‪1‬‬
‫جماعته‪ ،‬فكل عضو فرد يؤثر على أعضاء الجماعة‪.‬‬

‫يمكن القول انني اشرت لهذه النظرية لإلحاطة فقط لكنني س أتجاوزها الى نظري ات‬
‫أخرى سوسيولوجية وذلك بحكم تخصصي‪.‬‬

‫النظرية البنائية الوظيفية‪:‬‬ ‫‪)2‬‬


‫ترتكز هذه النظرية على أن األسرة بناء وظيفي يحقق وظيفة مجتمعية‪ ،‬وتنظ ر الى‬
‫التنشئة االسرية على انها عملية اجتماعية تعليمية ته دف إلى إكس اب األف راد ثقاف ة‬
‫المجتمع‪ ،‬وأن االسرة تق وم بوظيف ة هام ة ألعض ائها ولمجتمعه ا تتمث ل في إش باع‬
‫حاج ات األعض اء االجتماعي ة والنفس ية واالقتص ادية والحماي ة واالمن واكس اب‬
‫المكانة التي تعت بر وظيف ة محوري ة ترب ط االس رة ب المجتمع‪ ،‬وذل ك به دف إع داد‬

‫‪1‬‬
‫معن خليل عمر‪ ،‬علم اجتماع االسرة‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ,2000‬ص‪.36‬‬

‫‪5‬‬
‫األفراد ألداء أدوارهم االجتماعية واكسابهم الهوية التي تمكنهم من االسهام مس تقبال‬
‫‪1‬‬
‫في بناء المجتمع وتطوره‪.‬‬

‫نظرية التفاعل الرمزي‪:‬‬ ‫‪)3‬‬


‫تهتم هذه النظرية الشهيرة بدراسة االس رة والعالق ات االس رية القائم ة بين ال زوج‬
‫والزوجة من جهة وبينهم وبين األبناء من جه ة أخ رى باعتب ار ان ك ل واح د منهم‬
‫يتفاعل مع اآلخر من خالل األدوار ال تي يق وم به ا ك ل واح د منهم داخ ل االس رة‪,‬‬
‫ومحور هذه النظرية هو أن األفراد يتفاعلون مع بعضهم بعضا من خالل تفسيراتهم‬
‫لسلوكيات غيرهم عن طري ق إش ارات أو رم وز متع ارف عليه ا تجع ل ال زوج أو‬
‫الزوجة أو األبناء يستجيبون لبعضهم بعضا من خالل تفسيراتهم لها‪ ,‬وهكذا يستطيع‬
‫الفرد أن يعدل أو ينظم سلوكه واتجاهاته وتوقعاته ويعي د النظ ر في القيم والمع ايير‬
‫‪2‬‬
‫التي يعتمدها من أجل التوافق مع مواقف التفاعل‪.‬‬
‫تعتبر هذه النظرية من أبرز النظريات التي تدرس التفاعالت بين االفراد‪ ،‬ل ذلك‬
‫فإنني سأعتمدها الحقا في دراسة العمل الميداني‪.‬‬

‫‪ 1‬نفس المصدر السابق ص‪.37‬‬


‫‪ 2‬معن خليل عمر‪ ،‬علم اجتماع االسرة‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ,2000 ,‬ص‪.46‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ )Ⅱ‬المفاهيم السوسيولوجية والمفاهيم التقنية‪:‬‬
‫‪)1‬المفاهيم السوسيولوجية‪:‬‬
‫أ) مفهوم الوساطة‪:‬‬
‫الوساطة هي عملية تطوعية وسرية يساعد خاللها ط رف محاي د ث الث المتن ازعين‬
‫على البحث عن خل للنزاع يقبل به الجميع‪ .‬ويتمثل الهدف الرئيسي منه ا في إيج اد‬
‫حل يس تجيب لمص الح الط رفين‪ ،‬ويك ون أفض ل من الب دائل المتاح ة (اللج وء إلى‬
‫‪1‬‬
‫التقاضي عادة)‪ ،‬أي الوصول في أفضل الحاالت إلى وضع "رابح‪-‬رابح"‪.‬‬
‫ب) مفهوم المرافقة‪:‬‬
‫تعتبر المرافقة في الوقت الحالي‪ ،‬كلمة سائدة‪ ،‬ومصطلح ذو استعمال واسع‪ ،‬وكلم ة‬
‫ذات أدراج‪ ،‬يمكن أن تتخ ذ ع دة أش كال‪ :‬المرافق ة المدرس ية‪ ،‬المرافق ة التربوي ة‪،‬‬
‫والمرافقة الصحية واالستشفائية‪ ،‬والمرافقة االجتماعية‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫تختلف المرافقة االجتماعية عن األشكال القديمة للتتب ع‪ ،‬ألنه ا ال ترتك ز فق ط على‬
‫الشخص بل تشمل العمل الذي يتمحور حوله العرض‪ ،‬والبحث عن األجوبة وتكيفها‬
‫مع وضعية كل مستفيد‪ ،‬ثم وضع كل االستعدادات التيسيرية الستقبالهم‪.‬‬
‫خالفا لممارسة العمل االجتم اعي التقلي دي‪ ،‬ال ذي يس تند على تص ور مب ني على‬
‫مه ني مكل ف بمهم ة ومس تفيد يتم مس اعدته‪ ،‬يق وم اج راء المرافق ة االجتماعي ة‬
‫المشخص نة على اخالقي ات تقتض ي االل تزام المتب ادل بين االف راد (مب دأ المس ار‬
‫المشترك)‪.‬‬
‫مفهوم المرافقة االجتماعية يتضمن ثالثة أبعاد‪:‬‬
‫‪-‬البعد المبني على العالقة (يكون مع)‪ :‬تك ون نوعي ة العالق ة (المعرف ة واالح ترام‬
‫المتبادل) هي التي تحدد الى حد كبير نجاح هذا العمل‪.‬‬
‫–البعد المبني على التغي ير واالنتق ال الى وض عية جدي دة أو إلى وض عية أفض ل‪:‬‬
‫المرافق يكون‪:‬‬
‫وراء الف اعلين‬ ‫‪+‬في االم ام‪ :‬لل دفع ولكن ب دون مبالغ ة ألن الش خص "يج ري"‬
‫االجتماعيين‪+ .‬في الجانب‪ :‬لالقتسام والمشاركة والبناء المشترك والتفاوض‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫كوثر عمراوي وصديق أبو الحسن‪ ،‬دليل التدريب على الوساطة للوسطاء ومدربي الوسطاء‪ ،‬المغرب‪ ,2008 ,‬ص‪.27‬‬

‫‪5‬‬
‫‪+‬في الوراء‪ :‬للسماح للشخص أن يشق طريقه ولكن في حالة الفش ل أو التعب يجب‬
‫تقديم الدعم و"االحتواء" أو "الدفع"‪.‬‬
‫‪-‬البع د الزم ني‪ :‬للمرافق ة االجتماعي ة بداي ة ونهاي ة يجب تحدي دهما باالتف اق م ع‬
‫الشخص‪ .‬يجب أن يحترم إطار التدخل (مدة البرنامج)‪ .‬ال يجب أن تستمر المرافق ة‬
‫وقت ا ط ويال ج دا‪ ،‬س تتولد ب ذلك عالق ة اتكالي ة بين المت دخل والش خص ال ذي تتم‬
‫‪1‬‬
‫مساعدته‪.‬‬

‫ت) الرعاية االجتماعية وعالقتها بالطفل‪:‬‬


‫‪ -‬مفهوم الرعاية االجتماعية للطفل‪:‬‬
‫ويقصد بها‪" :‬برامج الرعاية االجتماعية التي تصاغ لصالح الطفول ة‪ ،‬وتش ير أيض ا‬
‫الى ما تق وم ب ه مهن ة الخدم ة االجتماعي ة وغيره ا من المهن من خ دمات موجه ة‬
‫لرعاي ة األطف ال ورعاي ة الطفول ة في أوس ع معانيه ا‪ .‬وهي ج زء من الممارس ة‬
‫الميدانية للرعاية االجتماعية التي تهتم بتحقيق وضمان رفاهية األطفال"‪.‬‬
‫كما تعرف بأنه ا مجموع ة من الجه ود المهني ة ال تي تق دم لألطف ال في أس رهم أو‬
‫مؤسسات رعاية الطفول ة بقص د تحقي ق النم و الس وي او تص حيح أخط اء التنش ئة‬
‫‪2‬‬
‫االجتماعية من خالل برامج تعد لذلك الهدف‪.‬‬

‫أسس الرعاية االجتماعية للطفل‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫إن رعاية الطفولة بكل ما تعنيه من أهمية وما ترتبط به من فاعلي ة وم ا تتص ل ب ه‬
‫من نظريات وجه ود علمي ة ليس ت ب األمر اليس ير وال هي بالعملي ة الهين ة‪ ،‬ب ل أن‬
‫رعاية الطفولة مسؤولية ذات الزامات وأبع اد خط يرة وج ذر متش عبة ترتب ط كله ا‬
‫بحي اة االنس ان ومس تقبله ويحت اج الق ائمون عليه ا إلى التوس ع في الدراس ات وفهم‬
‫الكثير من األمور التي ترتبط بحياة الطفل وطبيعة حاجاته وحركة نموه وتطوره‪.‬‬

‫‪ 1‬أودري رونالدو وناتالي شيغوبيني‪ ،‬المرافقة االجتماعية المشخصنة‪ :‬المقاربة الخاصة بالعمل االجتماعي عن قرب مناهجها‬
‫وأدواتها‪ ،‬فرنسا‪ ,2009 ,‬ص ‪16-15‬‬
‫‪ 2‬حسين أحمد حسين‪ ،‬دور الخدمة االجتماعية في تدعيم مؤسسات رعاية األطفال المحرومين من الرعاية األسرية‪ ،‬معهد العلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬مصر‪ ,2013 ,‬ص‪.12‬‬

‫‪5‬‬
‫ويرتبط نجاح برامج رعاية الطفولة بجدوى وواقعي ة التخطي ط العلمي المب ني على‬
‫أس اس من الدراس ة الدقيق ة لحاج ات الطفول ة وطبيعته ا وأس س اش باعها مس تمدة‬
‫أصولها من المجتمع الذي يستهدف الطفولة فيه بالرعاية وذل ك ألن حاج ات الطف ل‬
‫ترتبط بالمجتمع الذي يوجد فيه وهي تختلف أيضا من مجتمع إلى آخر وفقا لتقالي ده‬
‫والنظم االجتماعي ة الس ائدة في ه‪ .‬ويرتب ط برعاي ة الطفول ة أيض ا توف ير العناص ر‬
‫البشرية المتخصص ة في مج االت رعاي ة الطفول ة لتحم ل مس ؤولية وض ع وتنفي ذ‬
‫برامج رعاية الطفولة‪.‬‬
‫وال يقتص ر مج ال رعاي ة الطفول ة في مجتم ع م ا على جه ة أو مص لحة أو نظ ام‬
‫اجتماعي بعينه‪ ،‬بل يتعداه ليشمل أكثر من جهة ويحتاج إلى تكاتف الجهود من أج ل‬
‫توفير رعاية كاملة وشمولية لمواجهة واش باع حاج ات الطف ل ح تى ينم و بص ورة‬
‫‪1‬‬
‫طبيعية ويكون بمقدوره الحياة وسط جماعة وأن يقوم بدوره كعضو نافع فيها‪.‬‬

‫ث) مفهوم اإلحاطة واالدماج‪:‬‬


‫تعني اإلحاطة التدخل بين الطفل وجوانب الحي اة الض ارة أو غ ير المرغ وب فيه ا‪.‬‬
‫والتدخل هنا ال يعني الحماية المباشرة بل إعداد الطفل ليتأقلم مع جوانب الحياة‪.‬‬
‫أما االدماج فهو محاولة جعل فرد معين فشل في االندماج وسط محيطه االجتم اعي‬
‫عبر سلسلة من العمليات التي تساعده وتسمح له باالندماج ثاني ة في المجتم ع ال ذي‬
‫كان ينتمي إلي ه أو ي رغب في االنتم اء إلي ه وتت وفر ل ه الوس ائل والظ روف ألج ل‬
‫‪2‬‬
‫التأقلم من جديد‪.‬‬

‫‪ )2‬المفاهيم التقنية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫زينب إبراهيم الغربي‪ ،‬علم االجتماع العائلي‪ ،‬جامعة بنها‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬ص‪.170-190‬‬
‫‪2‬‬
‫بسام مصطفى عيشة‪ ،‬رصد وتقييم حقوق األطفال في المؤسسات اإليوائية‪ ،‬تونس‪ ,2020 ,‬ص‪192‬‬

‫‪5‬‬
‫أ) مفهوم الطفل‪:‬‬
‫عرفه المشرع العالمي التفاقية حقوق الطفل اذ تنص المادة األولى لالتفاقي ة "يع ني‬
‫‪1‬‬
‫الطفل كل انسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد"‪.‬‬
‫ب) مفهوم الطفولة‪:‬‬
‫تناولت الدراسات واألبحاث في مجال علم نفس األطفال تعريف الطفولة وك ذلك في‬
‫المراحل التي تتضمنها فقد عرفها "حمدان زه ران" بأنه ا مرحل ة تمت د من ذ الميالد‬
‫وحتى بداية المراهقة‪ .‬وهي ف ترة زمني ة تبل غ طوله ا اثن تي عش ر س نة تط رأ فيه ا‬
‫تغيرات هائلة على الطفل‪.‬‬
‫وهذه المرحلة الزمنية يمكن تقسيمها إلى مراحل فرعي ة تتكام ل فيم ا بينه ا‪ .‬ويمكن‬
‫عرض مراحل النمو كاآلتي‪:‬‬
‫‪-‬مرحلة ما قبل الوالدة‪ :‬من الميالد حتى سن ثالث سنوات‪.‬‬
‫‪-‬مرحلة الطفولة المبكرة‪ :‬من ثالث سنوات وحتى سن ست سنوات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬مرحلة الطفولة الوسطى‪ :‬من ست سنوات وحتى سن ‪ 12‬سنة‪.‬‬
‫ت) مفهوم الطفل المهدد‪:‬‬
‫هو كل طفل يعيش وضعا صعبا يهدد صحته أو سالمته البدنية أو سالمته المعنوي ة‬
‫أو المهددة أو معرضة للخطر بسبب الوسط الذي يعيش فيه الطف ل‪ ،‬أو األنش طة أو‬
‫االعمال التي يقوم بها أو شتى أنواع األعمال المسلطة عليه‪.‬‬
‫‪-‬أشكال التهديد‪ :‬نص عليها الفصل ‪ 20‬من مجلة حماي ة الطف ل وال تي ج اءت على‬
‫سبيل الذكر وليس الحصر وهي‪:‬‬
‫*فقدان الطفل ألبويه وبقاؤه دون سند عائلي‪.‬‬
‫*تعريض الطفل لإلهمال والتشرد‪.‬‬
‫*التقصير البين والمتواصل في التربية والرعاية‪.‬‬
‫*اعتياد سوء معاملة الطفل‪.‬‬
‫*استغالل الطفل ذكرا كان أو أنثى جنسيا‪.‬‬
‫‪ 1‬آمال العاقب حسب الرسول‪ ،‬التطور والتغير في قوانين األطفال وآثارها االجتماعية في السودان‪ ،‬جامعة خرطوم معهد الدراسات‬
‫اآلسيوية واإلفريقية‪ ،‬السودان‪ ,2009 ,‬ص‪.17‬‬
‫‪ 2‬نفس المصدر السابق ص‪.17‬‬

‫‪5‬‬
‫*استغالل الطفل في االجرام المنظم‪.‬‬
‫*تعريض الطفل للتسول أو استغالله اقتصاديا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫*عجز األبوين أو من يسهر على رعاية الطفل عن اإلحاطة والتربية‪.‬‬
‫ث) مفهوم الطفل الفاقد للسند‪:‬‬
‫التعريف الشامل لهذه الفئة يرى أنهم يحرمون من رعاية الوالدين واألسرة لألسباب‬
‫التالية‪:‬‬
‫*من فقد والديه بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫*من فقد أبويه أو أحدهما ألي سبب من األسباب‪.‬‬
‫*من تم وضعه في مؤسسات نتيجة ألمر قضائي أو دولي‪.‬‬
‫*األطفال الذين يصلون إلى دول كالجئين دون مصاحبة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫*من يعيش ويعمل لفترات طويلة بعيدا عن المنزل‪.‬‬
‫ج) مفهوم الحرمان االسري‪:‬‬
‫هو االنفصال عن الوالدين وما في ذلك من فقدان األثر الخاص الذي يستتبع الرب اط‬
‫العائلي‪ .‬فالحرمان من الوالدين هو حرمان من سبل الحياة االسرية بما ينطوي عليه‬
‫من انقطاع العالقات والتبادل الوجداني الدائم بالوالدين‪.‬‬
‫والحرمان االسري أيضا هو غياب الطف ل عن أس رته الطبيعي ة من أب وأم واخ وة‬
‫وايداع ه في اح دى المؤسس ات ال تي تعت ني باليت امى س واء ك ان ذل ك بم وت أح د‬
‫الوالدين او الطالق أو أي س بب يس مح بإي داع الطف ل في المؤسس ة حس ب ش روط‬
‫‪3‬‬
‫المؤسسة والشؤون االجتماعية‪.‬‬

‫د) مفهوم الطفل المحروم‪:‬‬

‫‪ 1‬بسام مصطفى عيشة‪ ،‬رصد وتقييم حقوق األطفال في المؤسسات اإليوائية‪ ،‬تونس‪ ,2020 ,‬ص‪.191‬‬
‫‪ 2‬دخينات خديجة‪ ،‬وضعية األطفال غير الشرعيين في المجتمع الجزائري‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية والعلوم اإلسالمية‪ ،‬الجزائر‪ ,2012 ,‬ص‪.12‬‬
‫‪ 3‬ياسر يوسف إسماعيل‪ ،‬المشكالت السلوكية لدى األطفال المحرومين من بيئتهم األسرية‪ ،‬الجامعة اإلسالمية عمادة الدراسات العليا‪،‬‬
‫كلية التربية قسم علم النفس‪ ،‬العراق‪ ,2009 ,‬ص‪.08‬‬

‫‪5‬‬
‫هو طفل دعته الظ روف التعليمي ة واالجتماعي ة أن يح رم من الرعاي ة الالزم ة في‬
‫أسرته ألي سبب من األسباب لتقوم بإيوائه مؤسسات إيوائية حكومية وغير حكومية‬
‫‪1‬‬
‫تقدم الرعاية‪.‬‬
‫‪ )Ⅲ‬العوام‪PP‬ل المرتبط‪P‬ة باإلي‪PP‬داع في مؤسس‪PP‬ات الرعاي‪PP‬ة االجتماعي‪PP‬ة وأثره‪PP‬ا على‬
‫شخصية الطفل‪:‬‬
‫يمكن عرض أهم العوامل واألسباب المرتبطة بإيداع الطفل في المؤسسات االيوائية‬
‫فيمايلي‪:‬‬
‫‪ )1‬فقدان األم‪:‬‬
‫يعتبر وجود الطفل بعيدا عن أمه وحرمانه منها في سنواته األولى ل ه ت أثير مباش ر‬
‫‪2‬‬
‫على صحته النفسية وعلى كل جوانب شخصيته‪.‬‬
‫‪ )2‬فقدان االب‪:‬‬
‫مما ال شك فيه فان الحرمان االبوي ل ه ت أثير ض ار على األبن اء وعلى شخص يتهم‬
‫وينعكس أث ره على ع دم إش باع الكث ير من الحاج ات النفس ية كالحاج ة إلى الحب‬
‫والعط ف واألمن والش عور باالنتم اء وأيض ا على س لوك األطف ال مث ل العدواني ة‬
‫والسلبية واألنانية‪ ،‬فاألب له دور في تربية األبناء وغياب ه او فقدان ه بالض رورة ل ه‬
‫‪3‬‬
‫أثره السلبي على شخصية األطفال وعلى سلوكهم‪.‬‬
‫‪ )3‬فقدان الوالدين معا‪:‬‬
‫إذا كان الحرمان من األم له تأثير على نمو وتكامل شخصية الطفل‪ ،‬وكذا الحرم ان‬
‫االبوي يشكل عجزا في النم و النفس ي واالجتم اعي للطف ل‪ ،‬ف إن الحرم ان من كال‬
‫الوالدين معا وهما المحورين األساسيين لنشأة الطفل وأساس وجوده ل ه أث ره الب الغ‬
‫الخط ورة على تش كيل شخص ية الطف ل وطب ع س ماتها بم ا يعكس ه ذا الحرم ان‬
‫وتأثيراته الس لبية‪ .‬وه ذا معن اه أن حرم ان الطف ل من والدي ه ال ذين يمدان ه ب الحب‬

‫‪ 1‬ياسر يوسف إسماعيل‪ ،‬المشكالت السلوكية لدى األطفال المحرومين من بيئتهم األسرية‪ ،‬الجامعة اإلسالمية عمادة الدراسات العليا‪،‬‬
‫كلية التربية قسم علم النفس‪ ،‬العراق‪ ,2009 ,‬ص‪.09‬‬
‫‪ 2‬أحمد عبد الجواد فهمي حسانين تعيلب‪ ،‬مدى فعالية برنامج لتعديل السلوك العدواني لدى األطفال من نزالء المؤسسات‪ ،‬كلية اآلداب‬
‫قسم علم النفس‪ ،‬مصر‪ ,2006 ,‬ص‪.88‬‬
‫‪ 3‬نفس المصدر السابق ص‪89‬‬

‫‪5‬‬
‫واألمن والحنان والرعاي ة والحماي ة ت ؤدي إلى خل ق شخص ية غ ير متزن ة وغ ير‬
‫‪1‬‬
‫سوية‪.‬‬
‫‪ )4‬سوء الحالة االقتصادية واالجتماعية‪:‬‬
‫أكدت الدراسات واألبحاث أن تدني المستوى االقتص ادي واالجتم اعي ال ذي يعيش‬
‫فيه الطف ل ل ه ت أثير واض ح على خل ق شخص ية غ ير س وية ومض طربة س لوكيا‪،‬‬
‫فالطف ل ال ذي ينش أ في بيئ ة فق يرة يع اني من الحرم ان لع دم االش باع الحتياجات ه‬
‫األساس ية (مث ل المأك ل أو الملبس أو الم أوى)‪ ،‬والحرم ان ي ؤدي إلى اض طراب‬
‫الشخصية واالتجاهات العدواني ة المنحرف ة وال ذي يك ون من الص عب تعديل ه نح و‬
‫‪2‬‬
‫الطفل والمجتمع‪.‬‬
‫‪ )5‬الطالق‪:‬‬
‫على الرغم من أن الطالق هو الحل الناجح لزواج فاشل فإنه عامل مث ير لكث ير من‬
‫االضطرابات والمشكالت النفسية لدى األبن اء من األطف ال والم راهقين‪ :‬اذ ينط وي‬
‫على الحل والمشكلة في آن واحد‪ ،‬ومن الصعب إيج اد ت وازن بين ه اتين النتيج تين‬
‫المتضاربتين‪.‬‬
‫وطالق الوالدين ال يفسد النمو النفسي للطفل فحسب وال يدفعه لالنح راف والجن اح‬
‫واالدمان فقط‪ ،‬ولكن الخالفات االسرية والعداوة والصراع بين الزوجين قبل واثن اء‬
‫وبعد الطالق تمثل لونا من الضغوط عالية التأثير على البناء النفسي له ؤالء األبن اء‬
‫‪3‬‬
‫فتجعلهم متوترين قلقين‪ ،‬حيث يقل األمن النفسي وتنضب الطمأنينة‪.‬‬
‫‪ )6‬الطفل غير الشرعي‪:‬‬
‫نج د أن الطف ل غ ير الش رعي ينش أ بطبيعت ه ونظ را لظ روف حرمان ه من رعاي ة‬
‫والديه‪ ،‬تظل في حياته عار خطيئة لم يرتكبها‪ ،‬ويعاني في نفسه ال ذل ويش عر بع دم‬
‫تقبل المجتمع له حيث يميل إلى العدوانية والتمرد وعدم الثقة بالنفس وباآلخرين وقد‬

‫‪ 1‬نفس المصدر السابق ص ‪89‬‬


‫‪ 2‬أحمد عبد الجواد فهمي حسانين تعيلب‪ ،‬مدى فعالية برنامج لتعديل السلوك العدواني لدى األطفال من نزالء المؤسسات‪ ،‬كلية اآلداب‬
‫قسم علم النفس‪ ،‬مصر‪ ,2006 ,‬ص‪.90‬‬
‫‪ 3‬نفس المصدر السابق ص ‪91-90‬‬

‫‪5‬‬
‫ينحرف ويتجه إلى ع الم الجريم ة نتيج ة كراهيت ه لنفس ه وللمجتم ع وع دم ش عوره‬
‫‪1‬‬
‫بالعطف والحنان‪.‬‬
‫‪ )7‬مرض العائل لمدة طويلة أو بمرض مزمن‪:‬‬
‫إن اعتالل صحة أحد الوالدين لفترة طويلة يؤثر على نظ ام الحي اة اليومي ة لألس رة‬
‫ويسبب أضرار بالغة وخصوصا إذا كان المرض ذا طبيعة معدية‪ ،‬وعن دما يص اب‬
‫العائل بمرض مزمن أو بمرض يستمر عالج ه لم دة طويل ة‪ ،‬ف ان ذل ك ي ؤثر على‬
‫دخل ه فينخفض أو يتوق ف ونتيج ة ل ذلك تت أثر االس رة وتع اني من الحرم ان مم ا‬
‫‪2‬‬
‫ينعكس على اضطراب الحياة االسرية‪.‬‬

‫‪ )Ⅳ‬حاجات الطفل وحقوقه‪:‬‬


‫‪ )1‬حاجات الطفل‪:‬‬
‫إن حاجات الطفل كل ال يتج زأ فهي متداخل ة وي ؤثر إش باع حاج ة منه ا على بقي ة‬
‫الحاجات‪ ،‬ان أي محاولة تستهدف النظ ر والترك يز على إش باع حاج ة معين ة دون‬
‫سواها ستكون مبتورة أو ناقصة ما لم يتم اعتبارها في صورتها الشمولية المتكامل ة‬
‫والمتداخلة مع بقي ة الحاج ات‪ ،‬ويقس م أح د الب احثين الحاج ات اإلنس انية إلى ثالث ة‬
‫أنواع رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ -)1‬الحاجات الفسيولوجية العض وية‪ ،‬تنب ع من طبيع ة التك وين الجس مي ويتطلبه ا‬
‫الجسم وتوازنه وصحته‪.‬‬
‫‪-)2‬الحاج ات النفس ية‪ ،‬وتتص ل بتنظيم الف رد النفس ي ويتطلب ارض اؤها تكام ل‬
‫شخصيته وتوازنه النفسي‪.‬‬
‫‪ )3‬الحاج ات االجتماعي ة‪ :‬وال تي تنب ع من الحي اة في مجتم ع وثقاف ة معي نين له ذه‬
‫‪3‬‬
‫مطالبهما الخاصة من الفرد إذا ما أراد أن يكون عنصرا متكيفا معهما‪.‬‬

‫‪ 1‬أحمد عبد الجواد فهمي حسانين تعيلب‪ ،‬مدى فعالية برنامج لتعديل السلوك العدواني لدى األطفال من نزالء المؤسسات‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب قسم علم النفس‪ ،‬مصر‪ ,‬ص ‪.93-92‬‬
‫‪ 2‬نفس المصدر السابق ص‪.93‬‬
‫‪ 3‬زينب إبراهيم الغربي‪ ،‬علم االجتماع العائلي‪ ،‬جامعة بنها كلية اآلداب قسم علم االجتماع‪ ،‬مصر‪ ,2012 ,‬ص‪.180‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ )2‬حقوق الطفل‪ :‬حسب مجلة حقوق الطفل‪:‬‬
‫*الفصل ‪ :5‬لكل طفل الح ق في الهوي ة من ذ والدت ه‪ .‬ويش مل الهوي ة االس م واللقب‬
‫العائلي وتاريخ الوالدة والجنسية‪.‬‬
‫*الفص ل ‪ :6‬لك ل طف ل الح ق في اح ترام حيات ه الخاص ة م ع مراع اة حق وق‬
‫ومسؤوليات أبويه أو من يحل محلهما حسب القانون‪.‬‬
‫*الفصل ‪ :8‬يجب أن يهدف كل قرار يقع اتخاذه إلى إبقاء الطفل في محيطه الع ائلي‬
‫وع دم فص له عن أبوي ه إال إذا ت بين للس لطة القض ائية أن ه ذا الفص ل ض روري‬
‫لصيانة مصلحة الطفل الفضلى‪ ،‬ويجب أن يكف ل الق رار للطف ل الح ق في مواص لة‬
‫التمتع بمختلف ظروف الحياة والخدمات المالئم ة لحاجيات ه ولس نه والمتناس بة م ع‬
‫المحيط العائلي العادي‪.‬‬
‫*الفصل ‪ :15‬يتمتع الطفل المسلم إلحدى مؤسسات الرعاية التربوي ة واإلص الح أو‬
‫المودع بمحل إيقاف بالحق في الحماية الصحية والجسدية واألخالقية‪ ،‬كما له الح ق‬
‫في العناي ة االجتماعي ة والتربوي ة‪ ،‬وي راعي في ذل ك س نه وجنس ه وقدرات ه‬
‫‪1‬‬
‫وشخصيته‪.‬‬
‫‪)3‬الحقوق التي يتمتع بها األطفال المهددون داخل المؤسسات‪:‬‬
‫‪-‬الحق في الحماية‪.‬‬
‫‪-‬الحق في الصحة األساسية والرفاه‪.‬‬
‫‪-‬الحق في التأهيل وإعادة اإلدماج‪.‬‬
‫‪-‬الحق في بيئة أسرية والرعاية البديلة‪.‬‬
‫‪-‬الحق في الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪-‬الحق في التعليم واألنشطة الثقافية والترفيهية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬الحق في مستوى عيش مالئم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سميرة مرعي فريعة ونعمان الرقيق‪ ،‬حقوق الطفل على ضوء الدستور‪ ،‬دار محمد علي للنشر‪ ،‬تونس‪ ,2016 ,‬ص‪.61-60-59‬‬
‫‪2‬‬
‫بسام مصطفى عيشة‪ ،‬رصد وتقييم حقوق األطفال في المؤسسات اإليوائية‪ ،‬تونس‪ ,2020 ,‬ص‪.193-192‬‬

‫‪5‬‬
‫القسم الثاني‬
‫تحليل معطيات ونتائج تجربة التربص‬

‫‪5‬‬
‫‪ )Ⅰ‬المركز المندمج للشباب والطفولة بسيدي بوزيد‪:‬‬
‫التأسيس‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫تأسس المرك ز المن دمج للش باب والطفول ة بس يدي بوزي د في ‪ 10‬م ارس ‪,1976‬‬
‫وتع رف المراك ز المندمج ة طب ق الق انون األساس ي ع دد ‪ 72‬لس نة ‪ 1999‬بأنه ا‬
‫مراكز تربوي ة لإلدم اج تحتض ن األطف ال الفاق دين للس ند الع ائلي والمه ددين على‬
‫معنى الفصل ‪ 20‬من مجلة حماية الطفل أو الذين يعيشون صعوبات إجتماعية على‬
‫أن يكون عمرهم بين ‪ 16‬و ‪ 18‬سنة ومزاولين للتعليم أو التكوين المهني ومتمتعين‬
‫بالسالمة البدنية والذهنية وقادرين على التع ايش م ع مجموع ات األطف ال كم ا تهتم‬
‫هذه المراكز بإعطاء بداية جديدة في الحياة مما يض من لهم الج و الحي وي المناس ب‬
‫للنم و والتط ور بص ورة طبيعي ة ويتم ب ذلك إدم اجهم بص فة نهائي ة في الحي اة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫المهام‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫تتمثل المهمة األساسية للمركز المندمج للشباب والطفولة في كفالة األطفال المهملين‬
‫وفاق دي الس ند الع ائلي ومس اعدتهم على االن دماج االجتم اعي‪ ،‬واي واء األطف ال‬
‫المه ددين على مع نى الفص ل ‪ 20‬من مجل ة حق وق الطف ل (طالق االب وين‪ ،‬ف راق‬
‫وين)‪.‬‬ ‫دني لألب‬ ‫ادي أو ب‬ ‫زم‬ ‫تيم‪ ،‬عج‬ ‫وين‪ ،‬ي‬ ‫االب‬
‫تعمل هذه المؤسسات على رعاي ة األطف ال إلى غاي ة زوال حال ة التهدي د في إط ار‬
‫مشروع خاص بك ل طف ل من أج ل تمكين ه من االن دماج في المجتم ع‪ ،‬وهي ت وفر‬
‫خدمات متعددة ومتنوعة سواء بصيغة اإلقامة أو نصف اإلقامة‪ .‬حيث تت ولى ت أمين‬
‫المتابع ة التربوي ة لألطف ال المكف ولين (مرافق ة تربوي ة ومدرس ية‪ ،‬متابع ة نفس ية‪،‬‬
‫رعاية اجتماعية وصحية‪ )...‬وتوفير خدمات التنشيط التربوي االجتم اعي لألطف ال‬
‫المكفولين بالمؤسسة من خالل اتاحة ف رص ألنش طة تكويني ة وترفيهي ة ذات ط ابع‬
‫ثقافي ورياضي وفني وعلمي لتحقيق توازن األطفال‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪)3‬هيكلة المؤسسة‪:‬‬
‫تتكون المؤسسة مما يلي‪:‬‬
‫*اإلدارة‪ :‬ونجد فيها‪ :‬مكتب المدير‪ ،‬مكتب المنسق اإلداري والمالي‪ ،‬مكتب الطباع ة‬
‫والهاتف‪ ،‬مكتب الكتابة‪ ،‬المكتب االجتماعي‪ ،‬مكتب االخصائي االجتماعي‪.‬‬
‫*مكتب االخصائية النفسية‪.‬‬
‫* المطعم‪.‬‬
‫* نادي اإلعالمية‪.‬‬
‫* مكتبة‪.‬‬
‫* مغازة المالبس‪.‬‬
‫* المغسلة والخياطة‪.‬‬
‫* نادي التنشيط التربوي واالجتماعي‪.‬‬
‫* وحدات الحياة‪ 4 :‬لإلناث و‪ 3‬للذكور‪.‬‬
‫* وحدات الوسط الطبيعي‪ :‬عددها ‪.3‬‬
‫‪ )4‬الموارد البشرية‪:‬‬
‫*المدير‪ :‬مهمته الس هر على حف ظ النظ ام داخ ل المرك ز واإلش راف على األع وان‬
‫وتحديد مهامهم وصريف شؤونهم‪ .‬كما يساعد المش رفون على وح دات الحي اة على‬
‫حماية األطفال ورعايتهم وتوفير مستلزماتهم‪.‬‬
‫*األخص ائية النفس ية‪ :‬تتمث ل مهمته ا في الت دخل النفس اني في ك ل مراح ل التعه د‬
‫بالطفل منذ قبوله إلى غاية إدماجه‪.‬‬
‫*المربين‪ :‬يشرفون على وحدات الحي اة ويس هرون على حماي ة األطف ال ورع ايتهم‬
‫داخل وحدات الحياة وخارجها وإحاطتهم بالعناية الالزمة‪.‬‬
‫*المنشطين التربويين واالجتماعيين‪.‬‬
‫*األطفال‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪-‬إقامة كاملة‪ :‬عددهم ‪ 17( 37‬إناث و‪ 20‬ذكور)‪.‬‬
‫‪-‬نصف إقامة‪ :‬عددهم ‪ 88‬طفل (‪ 46‬إناث و‪ 42‬ذكور)‪.‬‬
‫‪-‬األطفال باإليداع العائلي‪ 27 :‬طفل (‪ 14‬إناث و‪ 13‬ذكور)‪.‬‬
‫*اإلطار العمالي‪:‬‬
‫‪ -‬عاملون بالمطبخ‪.‬‬
‫‪ -‬حراس‪.‬‬
‫‪ -‬حافظ المغازة‪.‬‬
‫‪ -‬مكلف بالصيانة والتصليح‪.‬‬
‫‪ -‬عمال تنظيف‪.‬‬
‫‪ -‬سائق حافلة وسيارة‪.‬‬
‫تعتبر الم وارد البش رية على غاي ة من األهمي ة ألنه ا تمث ل أس اس س ير المؤسس ة‬
‫ونجاحها وذلك من خالل األدوار والوظائف التي يضطلعون بها‪ .‬وتؤدي اإلطارات‬
‫العاملة والموظفين أدوارا مختلفة ومهمة بالنسبة لألطفال المتعهد بهم داخل المركز‪.‬‬
‫اال انه هن اك نقص واض ح ويتمث ل خصوص ا في ع دم وج ود اخص ائي اجتم اعي‬
‫بالمؤسسة رغم أهمية وضرورة توفره وذلك لما يتمتع ب ه من مه ارات في مس توى‬
‫العمل االجتماعي وإدراك وتطبيق لمبادئه واساليبه‪ .‬كما ان االخص ائي االجتم اعي‬
‫يتمتع بتكوين أكاديمي متميز في مجال الخدمة االجتماعية باإلضافة الى االتجاه ات‬
‫الشخصية الصالحة للعمل مع الناس كالمق درة على حب الن اس والرغب ة في العم ل‬
‫معهم وتقدير ظروفهم‪ ...‬اال انه لم يتم انتداب اخص ائي اجتم اعي من ذ س نة ‪2013‬‬
‫أي ما يقارب ‪ 8‬سنوات‪.‬‬
‫‪ )5‬الفئات المعنية بالقبول‪:‬‬
‫‪-‬األطفال فاقدي السند‪.‬‬
‫‪-‬األطفال الذين يعيشون حالة من التهديد‪.‬‬
‫‪-‬األطفال المهددين المتمدرسين أو الذين يزاولون التكوين المهني‪.‬‬
‫‪-‬األطفال الذين يعيشون صعوبات اجتماعية أو اقتصادية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ )6‬شروط القبول بالمراكز المندمجة‪:‬‬
‫*بالنسبة لوح دات الحي اة ال تي تحتض ن األطف ال الفاق دين للس ند الع ائلي إلى غاي ة‬
‫إدماجهم في المجتمع واألطفال المهددين إلى غاية زوال حالة التهديد‪:‬‬
‫‪-‬أن يعيش الطف ل أح د الح االت الص عبة ال تي ته دد ص حته أو س المته البدني ة أو‬
‫المعنوية‪.‬‬
‫‪-‬أن يتراوح عمره بين ‪ 6‬و‪ 18‬سنة‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون مزاوال للتعليم أو التكوين المهني‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون قادرا على التعايش مع مجموعات األطفال‪.‬‬
‫*بالنس بة لش روط قب ول األطف ال بالوس ط الط بيعي ب المراكز المندمج ة للش باب‬
‫والطفولة والتمتع بنظام نصف اإلقام ة وبالخ دمات التربوي ة واالجتماعي ة والمادي ة‬
‫فهي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يعيش صعوبات اجتماعية نتيجة اليتم من أحد األبوين أو التفكك األسري‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتراوح عمره بين ‪ 6‬و‪ 18‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون مقر إقامته يسمح له بالتردد يوميا على المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون متمتعا بالسالمة البدنية والذهنية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون قادرا على التعايش مع مجموعات األطفال‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ )Ⅱ‬يوميات التربص واألعمال المنجزة‪:‬‬
‫‪)1‬األنشطة واالعمال المنجزة حسب التوزيع الزمني‪:‬‬
‫المع‪PPPPPP‬ارف والخ‪PPPPPP‬برات‬ ‫الظواهر المالحظة‬ ‫األعمال المنجزة‬ ‫األشهر واألسابيع‬
‫المكتسبة‬
‫األس بوع األول‪ :‬من ‪ 28‬التع رف على الم ربي الحظت وج ود عالق ة التع رف على مكون ات‬
‫ربي المركز المادية‪.‬‬ ‫دة بين الم‬ ‫س بتمبر إلى ‪ 06‬أكت وبر وهو المؤطر الخاص بي‪ ،‬وطي‬
‫ومشرف على وحدة حي اة واألطف ال تق وم على‬ ‫‪2020‬‬
‫ل ‪ 6‬من األطفال (ذكور) االحترام المتبادل‪ .‬إضافة‬
‫وانين‬ ‫تبل غ أعم ارهم بين ‪ 12‬و إلى فهمهم للق‬
‫ة‬ ‫ة بالمؤسس‬ ‫الخاص‬ ‫‪ 18‬سنة‪.‬‬
‫كم ا تع رفت على البيئ ة والعمل بها‪.‬‬
‫ة وعلى بعض‬ ‫المادي‬
‫الموارد البشرية الخاص ة‬
‫بالمركز‪.‬‬
‫األس بوع الث اني‪ :‬من ‪ 07‬التع رف على المنش طين المنشطون على غاي ة من ‪-‬التكيف داخل المؤسسة‪.‬‬
‫أكت وبر إلى ‪ 14‬أكت وبر‪ .‬داخ ل المرك ز وأدوارهم الجدية‪ :‬يتسمون بأسلوبهم ‪-‬التع رف على الق وانين‬
‫تي اللين في تع املهم م ع الخاصة بالمؤسسة‪.‬‬ ‫طة ال‬ ‫وأهم األنش‬ ‫‪2020‬‬
‫وارد‬ ‫اءتهم ‪-‬االطالع على الم‬ ‫ال وكف‬ ‫يقوم ون به ا‪ .‬إض افة إلى األطف‬
‫ة‬ ‫رية للمؤسس‬ ‫التع رف على الخ دمات المش هود به ا في أداء البش‬
‫جيعهم وأدوارهم‪.‬‬ ‫المقدم ة لألطف ال وبعض عملهم وتش‬
‫ال‬ ‫ل لألطف‬ ‫ة المتواص‬ ‫وانين الخاص‬ ‫الق‬
‫وتنويع األنش طة المقدم ة‬ ‫بالمؤسسة‪.‬‬
‫لألطف ال داخ ل الن ادي‪,‬‬
‫كم ا انهم يح اولون دائم ا‬
‫التخفي ف وع دم الض غط‬
‫على األطفال‪.‬‬
‫األسبوع الث الث‪ :‬من ‪ 15‬لم يش هد ه ذا األس بوع هن اك اقب ال من اغلب تنمي ة مه ارات اس تخدام‬
‫أكت وبر إلى ‪ 21‬أكت وبر الكث ير من التغي يرات األطفال المقيمين بالمركز تقنية المالحظة كتقني ة من‬
‫ردد بين من جه ة واح ترامهم تقنيات البحث االجتماعي‪.‬‬ ‫حيث بقيت ات‬ ‫‪2020‬‬
‫ام‬ ‫طين وللنظ‬ ‫الن ادي ووح دة الحي اة للمنش‬
‫ال الداخلي الخ اص بالن ادي‬ ‫ة باألطف‬ ‫الخاص‬
‫المقيمين وذل ك قص د من جهة أخرى‪.‬‬
‫التعرف أك ثر على كيفي ة‬

‫‪5‬‬
‫عيش األطفال داخ ل ه ذه‬
‫الوح دة وتكيفهم داخ ل‬
‫المرك ز وم دى إقب الهم‬
‫على المشاركة في أنشطة‬
‫النادي‪.‬‬
‫أيض ا‪ ,‬التع رف على‬
‫الفئ ات المعني ة ب القبول‬
‫وشروط قبولهم‪.‬‬
‫ة على تنمية المه ارات العالئقي ة‬ ‫ات قائم‬ ‫بوع عالق‬ ‫ذا األس‬ ‫األسبوع الراب ع‪ :‬من ‪ 22‬خالل ه‬
‫ة االحترام المتبادل والسعي داخل المؤسسة‪.‬‬ ‫أكت وبر إلى ‪ 29‬أكت وبر اكتفيت بمالحظ‬
‫ل‬ ‫ل من قب‬ ‫العالق ات بين المنش طين المتواص‬ ‫‪2020‬‬
‫واألطف ال من جه ة وبين المنش طين على ت أطير‬
‫األطف ال فيم ا بينهم من األطفال وتنوي ع األنش طة‬
‫قص د ت ربيتهم والتخفي ف‬ ‫جهة أخرى‪.‬‬
‫والترفيه عنهم‪.‬‬
‫األس بوع الخ امس‪ :‬من بعد التعرف على الموارد ‪-‬س عة رحب واس عة من‬
‫ات قب ل الم ربين وتش جيعهم‬ ‫رية والمكون‬ ‫وبر إلى ‪ 05‬البش‬ ‫‪ 30‬أكت‬
‫المادي ة للمرك ز وكيفي ة المتواصل لي‪.‬‬ ‫نوفمبر ‪2020‬‬
‫ربي في‬ ‫ة الم‬ ‫س يره‪ ,‬اخ ترت ان تك ون ‪-‬أهمي‬
‫ه ذه الف ترة بداي ة عملي المركز ودوره الكب ير في‬
‫ذلك قمت رعاية وادماج األطفال‪.‬‬ ‫داني ل‬ ‫المي‬
‫بمقابل ة م ع ثالث م ربين‬
‫قص د التع رف على دور‬
‫ز‬ ‫رب في المرك‬ ‫الم‬
‫باب‬ ‫دمج للش‬ ‫المن‬
‫والطفولة‪.‬‬
‫األس بوع الس ادس‪ :‬من مش اركة األطف ال في أهم ش يء الحظت ه ان ‪-‬من اهم المكاس ب ال تي‬
‫طة العالق ات داخ ل ه ذه حققته ا كيفي ة التكي ف في‬ ‫بر الى ‪ 13‬بعض األنش‬ ‫‪ 06‬نوفم‬
‫كمس اعدتهم على الرس م المؤسسة أغلبه ا عالق ات المؤسس ة وم ع اإلط ار‬ ‫نوفمبر ‪2020‬‬
‫أفقي ة واألج واء عائلي ة العامل بها‪.‬‬ ‫والتلوين واللعب معهم‪.‬‬
‫يس ودها الحب والتف اهم ‪-‬أيضا كيفي ة التعام ل م ع‬
‫ال وفهم‬ ‫ة األطف‬ ‫وذلك م ا ي ؤثر باإليج اب فئ‬
‫في شخصية الطفل ويزيد خصوصياتهم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫من تحفيزه‪.‬‬
‫ع ‪ -‬االخص ائية النفس ية‬ ‫ةم‬ ‫األسبوع الس ابع‪ :‬من ‪- 14‬قمت بمقابل‬
‫ية تتمتع بزاد معرفي كب ير‪،‬‬ ‫ائية النفس‬ ‫نوفم بر إلى ‪ 21‬نوفم بر االخص‬
‫لالطالع على دوره ا في باإلض افة الى دوره ا‬ ‫‪2020‬‬
‫المهم داخ ل المؤسس ة‬ ‫المؤسسة‪.‬‬
‫‪-‬قمنا بزيارة ميداني ة ل ‪ 3‬باعتبار انها تق وم بت أطير‬
‫عائالت لألطفال المقيمين الطفل طوال ف ترة إقامت ه‬
‫ب المركز إقام ة كامل ة في المؤسسة‪.‬‬
‫رافقن ا فيه ا الم ربي ‪-‬ح رص المؤسس ة على‬
‫ال‪ ,‬تنمي ة الرواب ط العائلي ة‬ ‫اص باألطف‬ ‫الخ‬
‫ية‪ ,‬وذلك من خالل الزيارات‬ ‫ائية النفس‬ ‫االخص‬
‫العائلية‪.‬‬ ‫والسائق‪.‬‬
‫من ‪ 22‬نوفم بر إلى ‪ 28‬كانت هذه الفترة هي فترة‬
‫الدراسة الميداني ة إض افة‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬
‫الى تف اعلي المباش ر م ع‬
‫األطفال بصفة دائمة ومع‬
‫بقي ة اإلط ارات العامل ة‬
‫بالمؤسس ة‪ ،‬وفهم وتفس ير‬
‫العالقات القائم ة ودراس ة‬
‫بعض الح االت لألطف ال‬
‫المقيمين‪.‬‬
‫كم ا تخللت ه ذه الف ترة‬
‫أيض ا بعض االحتف االت‬
‫مث ل االحتف ال باألعي اد‬
‫الرس مية كث ورة الحري ة‬
‫اد‬ ‫ة‪ ،‬واالعي‬ ‫والكرام‬
‫الديني ة مث ل االحتف ال‬
‫بالمولد النبوي الشريف‪.‬‬
‫‪-‬قمنا أيضا بزيارة ميدانية‬
‫لعائل ة أح د األطف ال‬
‫المقيمين‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ )2‬األنشطة واألعمال حسب المهام‪:‬‬
‫تعتبر فترة التربص هامة جدا ألنها تمكن الطالب بصفة عامة من اكتساب مه ارات‬
‫تطبيقية وتنمي ة ق درات التواص ل م ع المحي ط االجتم اعي‪ .‬وخالل ف ترة تربص ي‪،‬‬
‫مارست جملة من األنش طة ال تي مكنت ني من فهم س ير المؤسس ة ومه ام الم وظفين‬
‫والموارد داخل المؤسسة باإلضافة إلى رصد حقوق األطفال فاقدي السند والوظائف‬
‫التي تضطلع بها هذه المؤسسة على اعتبار أنها مؤسسة اجتماعية باألساس‪ .‬وتتمثل‬
‫األنشطة والمهام التي قمت بها في اآلتي‪:‬‬
‫أ) استكشاف المؤسسة‪:‬‬
‫تعتبر الفترة األولى من فترة تربص ي هي ف ترة التع رف على المؤسس ة واكتش اف‬
‫بيئتها المادية والتعرف على الموارد البشرية العاملة فيها وفهم أهم القوانين المسيرة‬
‫للمؤسسة‪ .‬كما تمكنت من رصد أساليب العمل وسير المؤسسة‪.‬‬
‫من ناحي ة أخ رى أيض ا‪ ،‬اس تخدمت تقني ة المالحظ ة لالطالع على العالق ات‬
‫والتفاعالت الحاصلة في المؤسسة بين مختلف اإلطارات العاملة في المؤسس ة فيم ا‬
‫بينهم‪ ،‬وبينهم وبين األطفال من ناحية أخرى ومدى تأثيرها في شخصية الطفل‪.‬‬
‫ب) الخدمات المقدمة للطفل‪:‬‬
‫تتمثل الخ دمات ال تي تق دمها المؤسس ة أساس ا في المأك ل‪ ،‬الملبس‪ ،‬توف ير األدوات‬
‫المدرسية‪ ،‬الرعاية الصحية والنفس ية‪ ،‬إض افة إلى توف ير األج واء المالئم ة للطف ل‬
‫ليعيش بصفة طبيعية شأنه شأن أقرانه‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ساهمت بدوري في مس اعدة حاف ظ المغ ازة على توزي ع المالبس‬
‫الشتوية على األطفال المقيمين إقام ة كامل ة ب المركز‪ .‬كم ا حض رت على حص ص‬
‫االكل في المطعم وساعدت بعض األطف ال على تن اول وجب اتهم‪ .‬وق د مكنت ني ه ذه‬
‫األنشطة من معرفة مدى مالئمة الوجبات لألطفال أوال‪ ،‬وتوطيد العالقة معهم وم ع‬
‫اإلطارات والمهنيين ثانيا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ت) تأطير األطفال‪:‬‬
‫تعتبر عملية تأطير األطفال من أبرز وأهم الوظائف التي تضطلع بها هذه المؤسس ة‬
‫وذلك لما تحمل ه من أه داف تأهيلي ة بغ رض تمكين األطف ال من االن دماج بطريق ة‬
‫سلسة‪ .‬إضافة إلى بناء وتنمية شخصية الطفل‪ .‬ويك ون ه ذا الت أطير باألس اس ع بر‬
‫مجموعة من األنشطة منها التربوية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬االجتماعية والترفيهية‪.‬‬
‫وفي هذه المرحلة‪ ،‬شاركت بدوري في جمل ة من األنش طة ال تي يق وم به ا األطف ال‬
‫داخل المركز كالرسم والتلوين والرقص إضافة الى بعض األلعاب الفكرية‪.‬‬
‫كما شاركت األطفال العديد من االحتفاالت مثل االحتفال بث ورة الحري ة والكرام ة‪،‬‬
‫االحتفال بالمولد النبوي الشريف واالحتف ال ب اليوم الوط ني للب اس التقلي دي وال ذي‬
‫حضر فيه جميع اإلطارات العاملة بالمؤسسة من مربين ومنشطين ومدير المؤسس ة‬
‫واالداريين‪ ،‬أيضا الهياكل التي تتعامل معها المؤسسة (الكشافة)‪ ،‬إض افة إلى أولي اء‬
‫األطفال المقيمين بالمؤسسة والذين تم دعوتهم لمشاركة أبنائهم هذا االحتفال‪ .‬وقد تم‬
‫تلبيس األطفال اللباس التونس ي التقلي دي وال رقص على الحض رة وتحض ير أكالت‬
‫تونسية أصيلة‪ .‬وقد كان للمنشطين الدور البارز في تنظيم هذا االحتفال‪.‬‬
‫تعتبر هذه األنشطة ضرورية ومهم ة ألنه ا تس اهم في تنمي ة م واهب الطف ل وبن اء‬
‫شخصيته‪ ،‬إضافة إلى أن األنشطة الجماعية من شأنها أن تس اهم في ان دماج الطف ل‬
‫ضمن محيطه االجتماعي وتعزيز تفاعالته مع االخرين وتوطي د عالقات ه م ع ذوي ه‬
‫ومع المحيط الخارجي بصفة عامة‪.‬‬
‫يمكن الق ول ان ممارس تي له ذه األنش طة مكنت ني من االحتك اك المباش ر باألطف ال‬
‫والدخول معهم في عالقات تفاعلية‪.‬‬
‫‪ )3‬الزيارات الميدانية وأهميتها‪:‬‬
‫تعتبر الزيارات الميدانية آلية مهمة لربط وتقوية العالقات بين عائلة الطف ل الم ودع‬
‫والمركز من جهة‪ ،‬وضمان اس تمرارية العالق ة وتوطي دها بين الطف ل واس رته من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وخالل فترة تربصي‪ ،‬قمت ب ‪ 4‬زيارات ميدانية لعائالت األطفال المقيمين‪ ،‬رافقن ا‬
‫فيها المربي الخاص باألطفال‪ ،‬االخصائية النفسية والسائق‪.‬‬
‫قمن ا بمقابل ة م ع ع ائالت األطف ال وطم أنتهم عن ابنهم وط رح بعض المواض يع‬
‫الخاصة بالطفل‪ .‬حاولنا ان تكون الزيارة خفيفة وغير مطول ة‪ ،‬قمت فيه ا بمالحظ ة‬
‫األوضاع االجتماعية واالقتصادية للعائلة‪.‬‬
‫تتمث ل أهمي ة ه ذه الزي ارات في تنمي ة العالق ة القائم ة بين المرك ز وأس رة الطف ل‬
‫المودع‪ ،‬وهو ما يلعب دورا هاما في تحفيز الطفل وضمان صحته النفس ية وتعزي ز‬
‫ثقت ه بنفس ه‪ .‬أيض ا‪ ،‬الزي ارات الميداني ة تعت بر فرص ة للكش ف عن بيئ ة الطف ل‬
‫واألوضاع العائلية والتعرف على خصوصية الطفل المقيم بالمركز من وجهة نظ ر‬
‫أسرته‪ .‬من أهم المبادئ ال تي يعم ل عليه ا المرك ز المن دمج رعاي ة الطف ل بالعائل ة‬
‫بمعنى الحفاظ على الروابط القائمة بين الطفل وأس رته على اعتب ار أن األس رة هي‬
‫الفضاء الطبيعي لتنشئة الطفل ورعايته‪.‬‬

‫‪ )4‬دراسة الحاالت‪:‬‬
‫*تعريف منهج دراسة الحالة‪:‬‬
‫يعد منهج دراسة الحالة نوعا من مناهج البحث المستخدمة في الدراسات الوص فية‪،‬‬
‫والذي يهدف إلى التحليل وفهم مشكلة أو ظاهرة محدودة ودقيقة بدراسة خصائصها‬
‫بالتفصيل مثل ما ح دثت في س ياقها الحقيقي أو بإع ادة تش كيله معت برا إياه ا ممثل ة‬
‫لمجتمع البحث المراد دراسته‪ .‬فمنهج دراسة الحالة هو إذن ذلك المنهج الذي يهدف‬
‫لدراسة الظواهر االجتماعية من خالل التحليل المعمق لحالة فردية قد تكون شخصا‬
‫أو جماعة أو مجتمعا محليا أو المجتمع بأكمله‪ ،‬يقوم ذل ك على اف تراض أن الوح دة‬
‫المدروسة يمكن ان تتخذ لحاالت أخرى متشابهة أو من النمط نفسه‪ ،‬فهو يهدف إلى‬
‫‪1‬‬
‫التعرف على وضعية معينة وبطريقة تفصيلية دقيقة‪.‬‬
‫*أدوات البحث المستخدمة‪:‬‬

‫‪ 1‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬إشراف بوحوش عمار‪ ،‬منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم االجتماعية‪ ،‬ألمانيا‪ ,2019 ,‬ص‪-135‬‬
‫‪.136‬‬

‫‪5‬‬
‫‪-‬المالحظة‪:‬‬
‫تعد المالحظة أداة من أدوات جمع المعطي ات والمعلوم ات حيث تس مح بالحص ول‬
‫على الكثير من البيانات‪ ،‬وهي توجيه الحواس للمشاهدة والمراقب ة لس لوك معين أو‬
‫ظاهرة معينة وتسجيل ذلك السلوك وخصائصه‪.‬‬
‫ويمكن تعريف المالحظة أنها "طريقة مهم ة من ط رق تجمي ع البيان ات يس تخدمها‬
‫‪1‬‬
‫الباحث للوصول إلى المعلومات المطلوبة والمتعلقة بموضوع الدراسة"‪.‬‬
‫‪-‬المقابلة‪:‬‬
‫تعد تقنية المقابل ة من أهم أدوات جم ع المعطي ات في دراس ة األف راد والجماع ات‬
‫اإلنسانية ويعد التحقيق بواسطة المقابلة تقني ة يط رح خالله ا الب احث مجموع ة من‬
‫األس ئلة مدروس ة ومدقق ة وهادف ة من أج ل خدم ة موض وع البحث على مجموع ة‬
‫مخت ارة من عين ة البحث حيث "تع د األك ثر اس تعماال في البحث‪ ،‬وهي ش كل من‬
‫االتصال المميز في المجتمع الحديث "‪ ,‬وتعد المقابلة محادثة موجهة يقوم بها الف رد‬
‫مع آخر أو مع أفراد بهدف حصوله على أنواع من المعلومات الستخدامها في بحث‬
‫‪2‬‬
‫علمي أو االستعانة بها في عمليات التوجيه والتشخيص والعالج"‪.‬‬
‫أ) مدى تقبل األطفال للعيش في المركز‪:‬‬
‫في دراستي لمدى تقبل األطفال للعيش في المركز المن دمج للش باب والطفول ة قمت‬
‫باستخدام تقنية المقابلة ذات األسئلة المغلقة‪ ،‬وقمت بتطبيقها على عينة عشوائية ‪10‬‬
‫من األطفال ‪5‬إناث و‪ 5‬ذكور‪ .‬وقد اخترت هذا النموذج من المقابلة لمرون ة تطبيق ه‬
‫خصوصا مع فئة األطفال حيث تتماشى مع أعمارهم وذلك لسهولة األس ئلة ال تي ال‬
‫تتطلب الكث ير من الش رح‪ ،‬باإلض افة الى تمك ني من ش رح وتفس ير بعض‬
‫المصطلحات أو األسئلة‪ ،‬أو إعادة صياغة الس ؤال بطريق ة أخ رى ح تى أتمكن من‬
‫الوصول إلى إجابات دقيقة وواضحة‪.‬‬

‫‪ 1‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬إشراف بوحوش عمار‪ ،‬منهجية البحث العلمي وتقنياته‪ ،‬في العلوم االجتماعية‪ ،‬ألمانيا‪2019 ,‬ص‪.68‬‬
‫‪ 2‬ن‪.‬م‪.‬س ص‪70‬‬

‫‪5‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬تقنية المقابلة تمكنني من استخدام تقنية المالحظ ة في نفس ال وقت‬
‫وذلك من خالل رصد انفعاالت األطفال أثناء محادثتهم كالخوف‪ ،‬الخجل‪ ،‬أو التردد‬
‫في اإلجابة‪ .‬والتي بدورها انفعاالت يمكن تفسيرها سوسيولوجيا‪.‬‬
‫*السؤال األول‪ :‬هل لك أن تخبرني كيف تقيم الخدمات التي يوفرها المركز؟‬
‫وقد كانت اإلجابات كاآلتي‪:‬‬
‫جيدة جدا‬ ‫جيدة‬ ‫متوسطة‬ ‫ضعيفة‬
‫‪X‬‬ ‫الذكور‪5 :‬‬
‫‪X‬‬ ‫ت تراوح أعم ارهم‬
‫‪X‬‬ ‫بين ‪ 8‬و ‪ 14‬سنة‪.‬‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬ ‫االناث‪5 :‬‬
‫‪X‬‬ ‫ت تراوح أعم ارهم‬
‫‪X‬‬ ‫بين ‪ 10‬و ‪16‬‬
‫‪X‬‬ ‫سنة‬
‫‪X‬‬
‫‪10%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫المجموع‪:‬‬

‫عموما‪ ،‬حسب إجابات األطفال‪ ،‬يمكن تقييم الخدمات المقدمة لهم من وجهة نظ رهم‬
‫على أنها مرضية‪ .‬حيث تتراوح أغلب اإلجابات بين "متوسطة" و"جيدة"‪.‬‬
‫ي رى األطف ال أن المرك ز ي وفر لهم حاجي اتهم األساس ية من أك ل ولب اس وأدوات‬
‫مدرسية‪ ،‬إضافة إلى األنشطة الترفيهية والثقافي ة‪ .‬باإلض افة إلى االهتم ام بنظ افتهم‬
‫الجسمية ونظافة هندامهم‪ ،‬حيث يتوفر مغسلة ب المركز تق وم بغس ل ثي ابهم‪ ،‬إض افة‬
‫إلى الخياطة التي تقوم بتصليح مالبس األطفال في صورة تمزقها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫*السؤال الثاني‪ :‬حسب رأيك‪ ،‬ما هو تقييمك لألنشطة المقدمة في النادي؟‬
‫يمكن تصنيف اإلجابات كاآلتي‪:‬‬
‫جيدة جدا‬ ‫جيدة‬ ‫متوسطة‬ ‫ضعيفة‬
‫‪X‬‬ ‫الذكور‪5 :‬‬
‫‪X‬‬ ‫ت تراوح أعم ارهم‬
‫‪X‬‬ ‫بين ‪ 8‬و ‪ 14‬سنة‪.‬‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬ ‫االناث‪5 :‬‬
‫‪X‬‬ ‫ت تراوح أعم ارهم‬
‫‪X‬‬ ‫بين ‪ 10‬و ‪16‬‬
‫‪X‬‬ ‫سنة‬
‫‪X‬‬
‫‪30%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫المجموع‪:‬‬

‫حسب إجابات األطفال‪ ،‬هناك إجماع على أن األنشطة المقدمة من قبل الن ادي جي دة‬
‫وتتماشى مع ميوالتهم‪ ،‬حيث تتراوح اإلجابات بين "جي دة" و"جي دة ج دا"‪ ,‬في حين‬
‫أن هناك إجابة واحدة "متوسطة"‪ .‬وهذا دليل على رضى األطفال باألنشطة المقدم ة‬
‫لهم بالنادي‪ .‬وعند سؤالهم عن تبرير وجه ة نظ رهم‪ ،‬ي رى األغلبي ة أن المنش طات‬
‫تقمن بدور بارز في الن ادي وتح اولن ق در اإلمك ان تنوي ع األنش طة والخ روج عن‬
‫النمطية‪ .‬ولع ل من اهم أس باب نج اح المنش طات في القي ام ب دورهن‪ ،‬ه و تك وينهم‬
‫األك اديمي المتم يز في مج ال رعاي ة الطفول ة (المعه د الع الي إلط ارات الطفول ة‬
‫قرطاج بدرمش)‪.‬‬
‫وثمة من برر اجابته بأن النادي هو عبارة على متنفس بالنس بة ل ه يقض ي في ه ك ل‬
‫وقت فراغه خصوصا لتجاوز متاعب الدراسة‪.‬‬
‫وثمة من يرى أنه في األوقات التي يكون فيها النادي مغلق ا يك ون الي وم مم ل ج دا‬
‫والمركز "حزين" حسب تعبيره‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫*الس‪PP‬ؤال الث‪PP‬الث‪ :‬ه‪PP‬ل ت‪PP‬رى أن الم‪PP‬ربي ي‪PP‬ؤدي نفس الوظ‪PP‬ائف ال‪PP‬تي يض‪PP‬طلع به‪PP‬ا‬
‫األبوين من تربية ورعاية وتكوين؟‬
‫كانت اإلجابات كاآلتي‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫األطفال‬
‫‪X‬‬ ‫الذكور‪5 :‬‬
‫‪X‬‬ ‫أعمارهم بين ‪ 8‬و‪ 14‬سنة‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬ ‫اإلناث ‪5‬‬
‫ت تراوح أعم ارهم بين ‪ 10‬و‪X 16‬‬
‫‪X‬‬ ‫سنة‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬
‫‪40%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫المجموع‬

‫حسب إجابات األطفال‪ ،‬فإن األغلبية يرون أن المربي يب ذل مجه ودا كب يرا وأن ل ه‬
‫الدور المركزي في المؤسسة ألنه يسهر دائما على رعاية وتوفير جميع مس تلزمات‬
‫األطفال المادية والمعنوية من نصح وإرشاد وتوجيه‪ .‬أما البقية فقد كانت اجابتهم ب‬
‫"ال" ألنهم يرون أن االبوين مهمين وال أحد يقوم بتعويض هما‪ .‬وهن اك من األطف ال‬
‫من أجابني بأن الطفل في المركز يتحمل المس ؤولية إلى ح د م ا في قض اء ش ؤونه‬
‫الشخصية في حين أنه مع أسرته تقوم أمه بمساعدته على كل ذلك‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫*السؤال الراب‪PP‬ع‪ :‬حس‪PP‬ب رأي‪PP‬ك‪ ،‬ه‪PP‬ل ت‪PP‬رى أن المرك‪PP‬ز ق‪PP‬ادر على رعاي‪PP‬ة األطف‪PP‬ال‬
‫وإدماجهم وحمايتهم من االنحراف؟‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫األطفال‬


‫‪X‬‬ ‫الذكور‪5 :‬‬
‫‪X‬‬ ‫أعمارهم بين ‪ 8‬و‪ 14‬سنة‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬ ‫اإلناث ‪5‬‬
‫ت تراوح أعم ارهم بين ‪ 10‬و‪X 16‬‬
‫‪X‬‬ ‫سنة‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬
‫‪20%‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫المجموع‬

‫انطالقا من إجابات األطفال‪ ،‬فإن أغلب األطفال يتفق ون على أن المرك ز ق ادر على‬
‫رعاية وادماج وحماية األطفال من االنحراف ألن األطف ال فاق دي الس ند يحت اجون‬
‫لمن يوجههم ويحميهم ويحتويهم‪ .‬ولوال وجود هذه المؤسسة ف إن مص يرهم س يكون‬
‫االنحراف والفساد كما هو مصير الكث ير من األطف ال‪ .‬وه ذا دلي ل على وعي وفهم‬
‫األطفال للوظائف التي يضطلع بها المركز لفائدتهم‪.‬‬
‫هناك اجابتين فقط يرون أن المركز غير قادر على القيام بهذه الوظيفة بصفة مطلقة‬
‫ألن الطف ل ال ذي يعيش ب المركز حس ب رأيهم يتع رض للنظ رة الدوني ة من قب ل‬
‫المجتمع أو ما نعبر عنه سوسيولوجيا "بالوص م االجتم اعي" وه و م ا يجعل ه غ ير‬
‫راضي على مستوى عيشه فيؤثر ذلك في نفسيته ويجعله ينخ رط في الفس اد‪ ،‬ولكن‬
‫ذلك بنسبة قليلة جدا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫*الس‪PP‬ؤال الخ‪PP‬امس‪ :‬ح‪PP‬دثني‪ ،‬ه‪PP‬ل تواف‪PP‬ق على االنتق‪PP‬ال للعيش في المرك‪PP‬ز بص‪PP‬فة‬
‫نهائية؟‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫األطفال‬


‫‪X‬‬ ‫الذكور‪5 :‬‬
‫‪X‬‬ ‫أعمارهم بين ‪ 8‬و‪ 14‬سنة‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬ ‫اإلناث ‪5‬‬
‫‪X‬‬ ‫ت تراوح أعم ارهم بين ‪ 10‬و‪16‬‬
‫‪X‬‬ ‫سنة‬
‫‪X‬‬
‫‪X‬‬
‫‪70%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫المجموع‬

‫عند طرحي لهذا السؤال على األطفال‪ ،‬فإن أغلب اإلجاب ات ك انت ب "ال" وأغلبهم‬
‫إناث‪ .‬حيث رفضوا االنتقال للعيش في المركز بصفة نهائية‪ .‬وعند سؤالي عن سبب‬
‫رفضهم كانت اإلجابة بأن منازلهم وأسرهم ال يمكن ألي شيء أن يقوم بتعويض هما‬
‫مهما كانت الظروف‪.‬‬
‫في حين أن ثالث أطف ال فق ط وافق وا على االنتق ال نهائي ا للعيش في المرك ز ألنهم‬
‫يجدون فيه ما ال يوجد في أسرهم من رعاية وتوفير حاجياتهم وترفيه‪.‬‬

‫ب) بعض الحاالت المتعهد بها في المركز ودراسة سلوكياتهم‪:‬‬


‫إلى جانب استخدام تقنيتي المالحظة والمقابلة في دراسة الحاالت‪ ،‬ح اولت اس تخدام‬
‫"المرافقة" باعتبار أنها آلية من آلي ات ممارس ة العم ل االجتم اعي ال تي تق وم على‬

‫‪5‬‬
‫هدي وإرشاد المرافق ودله لتحقي ق ذات ه وتنمي ة قدرات ه وتط وير إمكانيات ه الذاتي ة‬
‫الكامنة فيه الستعادة الثقة في نفسه والتغلب على مشاكله وتقرير مصيره‪.‬‬

‫*الحالة األولى‪:‬‬
‫الطفل ة ج‪.‬ع تبل غ من العم ر ‪ 16‬س نة‪ ،‬ت درس بالص ف األول من التعليم الث انوي‬
‫وتعيش في المركز منذ ثالث سنوات‪.‬‬
‫تعيش ج‪.‬ع بمنطق ة ريفي ة من والي ة س يدي بوزي د في ظ ل ظ روف اقتص ادية‬
‫واجتماعية قاسية خصوصا بعد وف اة وال دها‪ ،‬أص بحت األس رة ع اجزة عن توف ير‬
‫أدنى ض روريات العيش الك ريم‪ ،‬األم ر ال ذي اس توجب من عائلته ا اي داعها في‬
‫المركز حتى تتمكن من مواصلة دراستها‪.‬‬
‫الطفلة تبدو متميزة في دراستها ولكنها تمر بمراهقة حادة نوعا ما‪ .‬فهي منغلقة على‬
‫نفسها يبدو عليها القلق والشرود‪ .‬وعندما أردت دراسة األسباب‪ ،‬تبين لي أن الطفلة‬
‫تعيش عالقة عاطفية صعبة وغير ناجحة‪ .‬لذلك قررت التدخل‪.‬‬
‫في البداية عرفتها بنفسي وح اولت مجالس تها في كث ير من األوق ات قص د التع رف‬
‫أكثر عليها وكسب ثقتها‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬تبين لي أن الطفلة تعيش ص راع داخلي إلى ح د‬
‫ما وذلك بسبب عالقة عاطفية فاشلة مع أحد الشبان‪ .‬حاولت قدر اإلمك ان اإلص غاء‬
‫إليه ا وتوجيهه ا وإقناعه ا بص غر س نها وبأهمي ة دروس ها‪ .‬س ألتها عن طموحاته ا‬
‫وأهدافها في الحياة فأخبرتني انها ترغب في االلتحاق بقاعة الرياض ة ح تى يتس نى‬
‫لها اختيار شعبة الرياض ة في الس نة المقبل ة‪ ،‬فقمت بتش جيعها وتحفيزه ا على ذل ك‬
‫ومحادثتها عن إيجابيات هذا االختصاص‪ .‬حاولت دائم ا تش جيعها وتحفيزه ا وأنه ا‬
‫قادرة على تحقيق طموحاتها وأهدافها بمفردها‪ .‬كما أن ني قمت بمقابل ة م ع مربيته ا‬
‫للحديث عن وضعيتها وطلبت منها تمكينها من االلتحاق بقاعة الرياضة حتى يتسنى‬
‫لها تحقيق طموحه ا ف وافقت على الف ور وتح دثت م ع م دير المرك ز ال ذي وع دها‬
‫بقبول طلبها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫في األخير‪ ،‬أحسست أن الفتاة متحمسة للرياضة ولتحقيق أهدافها‪ ،‬وأنه ا ق ررت أن‬
‫تبتعد عن الشاب نهائيا‪ .‬وبقيت عالقتنا متواص لة ح تى حين أنهيت تربص ي مازلن ا‬
‫على اتصال دائم‪.‬‬

‫*الحالة الثانية‪:‬‬
‫الطفلة ر‪.‬ح ‪ 13‬سنة تدرس بالصف السابع من التعليم األساسي وهي أول س نة له ا‬
‫بالمركز‪.‬‬
‫ر‪.‬ح هي أيضا من عائل ة فق يرة ج دا‪ ،‬وهي أك بر اخوته ا‪ .‬أمه ا مريض ة بس رطان‬
‫الثدي ووالدها من ذوي االحتياجات الخصوصية‪ ،‬يقطنون بمنطق ة ريفي ة من والي ة‬
‫سيدي بوزيد‪ .‬كانت أمها تعمل بالفالحة ولكن بعد مرضها أصبحت عاجزة مما أدى‬
‫إلى انهي ار الظ روف االقتص ادية واالجتماعي ة لألس رة ولم تع د ق ادرة على توف ير‬
‫مص اريف األبن اء‪ .‬ل ذلك‪ ،‬اض طرت االم إلى إي داع ابنته ا ب المركز ال ذي س يتكفل‬
‫بمصاريف البنت من غذاء ودراسة ومالبس وصحة‪...‬‬
‫الحظت أن الطفلة خجولة جدا ومنطوي ة على نفس ها‪ .‬ح تى عن دما يجتم ع األطف ال‬
‫للعب فإنها تكتفي بالمشاهدة من بعيد وهي قليلة الكالم‪ .‬لذلك‪ ،‬ق ررت الت دخل قص د‬
‫ادماجها مع أقرانها‪.‬‬
‫في البداية جلست بجانبها وحاولت فتح بعض المواضيع الجانبية معها كالس ؤال عن‬
‫اسمها وعمرها وأين تدرس وهواياتها‪ ...‬ثم عرفتها عن نفسي‪.‬‬
‫في األيام القليلة األولى‪ ،‬ظللت أجلس معها إلى أن اعتادت علي‪ ،‬وطلبت منها عدي د‬
‫الم رات أن تش اركني لعب ة الش طرنج‪ .‬م ع م رور ال وقت ح اولت جعله ا تش ارك‬
‫األطف ال االخ رين اللعب أيض ا ومجالس تهم وال ذهاب معهم الى المطعم الخ اص‬
‫بالمركز‪ ،‬الى ان الحظت انها اندمجت مع اترابها وتخلصت من الخجل الزائد‪.‬‬
‫*الحالة الثالثة‪:‬‬
‫الطفل ع‪.‬ب ‪ 10‬سنوات يدرس بالصف الرابع من التعليم االبتدائي ويعيش بالمركز‬
‫منذ سنتين‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ينح در الطف ل من عائل ة فق يرة ج دا‪ ،‬ي تيم االب واالم ليس له ا م ورد رزق س وى‬
‫معاش شهري يقدر ب ‪180‬د‪ .‬بسبب الظ روف االجتماعي ة واالقتص ادية أص بحت‬
‫االم عاجزة عن توفير حاجيات أبنائها األربعة لذلك قامت بإيداعه في المركز‪.‬‬
‫الحظت أن الطفل حركي كثيرا وج ريء وكث يرا م ا ي تردد على الن ادي أو الملعب‬
‫ليشارك أصدقائه اللعب‪ ،‬لكنه كان ع نيف‪ .‬ك ان يحب أن يس يطر على اللعب ة فك ان‬
‫كثير الصراخ وأحيانا يقوم ب دفع أص دقائه‪ .‬ح تى المنش طات داخ ل الن ادي تفطن وا‬
‫لسلوكه وحاولوا التحدث معه‪.‬‬
‫حسب رأيي الطفل بحاجة إلى االحتواء واالحاطة النفسية واإلصغاء‪ .‬فهو يعاني من‬
‫نقص في الرعاي ة والحب واالحت واء االب وي‪ .‬ل ذلك ف إن ه ذا النقص غالب ا م ا‬
‫شخصيته وهو ما يفسر سلوكه العدواني مع أصدقائه فهو يريد جلب االنتباه وإثب ات‬
‫ذاته من خالل هذه السلوكيات‪.‬‬
‫*الحالة الرابعة‪:‬‬
‫الطفل أ‪.‬م ‪ 9‬سنوات يدرس بالصف الثالث من التعليم االبتدائي ويعيش بالمركز منذ‬
‫سنتين‪.‬‬
‫ينحدر أ‪.‬م من وس ط ريفي من عائل ة فق يرة ج دا‪ .‬ام ه واب وه مطلق ان‪ .‬وتعيش ام ه‬
‫بوالية أخرى أما بالنسبة ألبوه فقد تزوج مرة أخرى وال يسأل عنه‪.‬‬
‫يعيش أ‪.‬م مع جدته في منزل به غرفتين فقط وبأث اث بس يط ج دا‪ .‬ليس لهم ا م ورد‬
‫رزق سوى معاش شهري ‪180‬د وه و مبل غ غ ير ك افي لتلبي ة حاجياتهم ا‪ .‬فالج دة‬
‫مريضة بأمراض مزمنة على غرار السكري وضغط ال دم‪ .‬ظروفه ا قاس ية لدرج ة‬
‫أنها أص بحت ع اجزة عن توف ير مس تلزمات حفي دها األساس ية‪ ،‬ل ذلك التج أت الى‬
‫المركز حتى يتكفل به‪.‬‬
‫يعيش الطف ل في المرك ز حي اة متوازن ة عادي ة‪ ،‬كم ا الحظت أن ه نش يط وج ريء‬
‫وموهوب بالغناء‪ ،‬ح تى أن المنش طات تفطن وا لموهبت ه وكث يرا م ا تقمن بتش جيعه‬
‫وتطلبن منه الغناء‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫*الحالة الخامسة‪:‬‬
‫الطفل م‪.‬ب يعيش في عائلة فقيرة جدا‪ .‬األب له إعاقة عضوية في يده اليمنى إضافة‬
‫إلى مرضه بداء السرطان واالم تعمل بالفالحة والمال الذي تتلقاه غير كافي لتس ديد‬
‫مصاريف دواء الزوج واحتياجات العائلة‪.‬‬
‫انقط ع م‪.‬ب عن الدراس ة في الس ن ‪ 13‬وق د الحظت األم أن ه ذا الوض ع أص بح‬
‫تهديدا على ابنها وخافت أن يضيع وينحرف فقامت بتسجيله في المركز ال ذي تكف ل‬
‫برعايته وتسجيله في التكوين المهني ضمانا لمستقبله المهني ولحمايت ه من مؤسس ة‬
‫الشارع بما فيها من مخاطر‪.‬‬
‫‪-‬تقييم الحاالت‪:‬‬
‫من خالل دراسة الحاالت‪ ،‬يمكن أن نستنتج أن هناك العديد من العوامل التي تتسبب‬
‫في إنت اج ظ اهرة الطفول ة الفاق دة للس ند الع ائلي‪ .‬ومن أب رز ه ذه األس باب ت أزم‬
‫األوضاع االقتصادية واالجتماعية لألسرة‪ .‬حيث تشترك جمي ع الح االت المدروس ة‬
‫تقريبا في س وء الوض ع االجتم اعي والم ادي داخ ل االس رة مم ا تس بب في فق دان‬
‫القدرة على توفير مستلزمات العيش الكريم وبالتالي فقدان األطفال للسند للسند حيث‬
‫أصبحوا يعانون من حالة النقص والفقدان فأثر ذلك سلبا عليهم مما أدى إلى إيداعهم‬
‫داخل المركز‪ .‬لذلك‪ ،‬يمكن الق ول إن ت أزم األوض اع االقتص ادية واالجتماعي ة من‬
‫العوامل الرئيسية التي تدفع العائالت إليداع أبنائهم في هذا المركز‪ .‬كما يمكن القول‬
‫إن هذه العوامل تعتبر تهديدا حقيقيا بالنس بة للطف ل ألنه ا ت ؤثر س لبا على وض عهم‬
‫النفسي وعلى سلوكياتهم‪.‬‬
‫رغم وج ود قواس م مش تركة الحظناه ا بين األطف ال‪ ،‬ف إن لك ل حال ة خصوص يتها‬
‫ووضعيتها االجتماعية التي تنفرد بها عن غيرها‪ .‬فمثال تختلف الحالة رقم "‪ "1‬عن‬
‫باقي الحاالت في كونها تعيش صراع نفسي ومشاكل نفسية أخ رى ك القلق والت وتر‬
‫والشرود نتيج ة فش ل عالقته ا العاطفي ة م ع أح د الش بان‪ .‬ومن ناحي ة أخ رى فهي‬

‫‪5‬‬
‫طموحة وترغب في تحقيق حلمها في أن تص بح أس تاذة تربي ة بدني ة في المس تقبل‪.‬‬
‫وتختلف هذه الحال ة عن الحال ة رقم "‪ "4‬من حيث رؤيته ا ومواهبه ا‪ ،‬حيث اخت ار‬
‫الحالة ‪ 4‬االنخراط بالتكوين المهني والحظت عليه الحم اس والف رح الختي اره ه ذا‬
‫التخصص‪.‬‬
‫من ناحي ة أخ رى‪ ،‬يختل ف األطف ال أيض ا في مس توى شخص ياتهم وس لوكياتهم‬
‫وانفعاالتهم‪ ،‬حيث تتسم الحالة رقم "‪ "2‬بالخجل واالنع زال عن اص دقائها‪ .‬في حين‬
‫أن الحالة رقم "‪ "5‬تتسم بحب السيطرة واستخدام العنف في بعض المواقف‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬يمكن أن نستنتج أن الحاالت التي يستقبلها المركز المن دمج للش باب والطفول ة‬
‫بسيدي بوزيد تشترك في مس توى األوض اع واألس باب المؤدي ة إلي داع األبن اء في‬
‫المركز‪ ،‬وتختلف وتنفرد من حيث شخصياتهم وسلوكياتهم‪ .‬فلكل حالة خصوص يتها‬
‫وطريقة التدخل الخاصة بها‪.‬‬

‫‪ )Ⅲ‬قراءة في أساليب العمل والعالقات داخل المؤسسة‪:‬‬


‫في دراستي ألساليب العمل والعالق ات داخ ل المرك ز المن دمج للش باب والطفول ة‪،‬‬
‫ح اولت دراس تها على ض وء نظري ة التفاعلي ة الرمزي ة‪ ،‬وال تي تعتق د أن "الحي اة‬
‫االجتماعي ة ال تي نعيش ها م ا هي اال حص يلة التف اعالت ال تي تق وم بين البش ر‬
‫والمؤسسات والنظم وبقية الكائنات الحية والميتة"‪.‬‬
‫وتعتبر التفاعلية الرمزية واحدة من المح اور األساس ية ال تي تعتم د عليه ا النظري ة‬
‫االجتماعية في تحليل األنساق االجتماعية‪ ،‬وهي تب دأ بمس توى الوح دات الص غرى‬
‫بمعنى أنها تبدأ باألفراد وسلوكهم كم دخل لفهم النس ق االجتم اعي‪ .‬فأفع ال األف راد‬
‫تصبح ثابتة لتشكل بنية من األدوار‪ .‬يمكن النظر إلى هذه األدوار من حيث توقعات‬
‫‪1‬‬
‫البشر بعضهم تجاه البعض من حيث المعاني والرموز‪.‬‬
‫ويعت بر "ج ورج ه يربرت مي د" من أب رز رواد ه ذه النظري ة‪ .‬فق د زعم أن ذوات‬
‫الناس عبارة عن منتجات اجتماعية لكن هذه الذوات هادفة وخالقة‪.‬‬

‫‪ 1‬نادية سعيد عيشور‪ ،‬محاضرات في النظريات السوسيولوجية الحديثة‪ ،‬البدائل السوسيولوجية والظروف البنائية‪ ،‬الجزائر‪,2020 ,‬‬
‫ص‪.36‬‬

‫‪5‬‬
‫قدم "جورج هيربرت ميد" سلسلة من المحاضرات والدروس كان يفكر في تجميعها‬
‫في شكل كتاب لكنه توفي فجمع تالميذه هذه المقاالت ونشروها باسمه تحت عن وان‬
‫"العق ل‪ ،‬ال ذات‪ ،‬والمجتم ع"‪ .‬وي برز عن وان الكت اب المفه وم الج وهري للتفاع ل‬
‫االجتماعي‪:‬‬
‫‪ -‬تشير كلمة "عقل"‪ :‬إلى قدرة الفرد على اس تخدام ال روز في خل ق المع اني للع الم‬
‫المحيط بالفرد‪ ،‬إذ يستخدم األفراد اللغة والتفكير لتحقيق هذا الهدف‪.‬‬
‫‪ -‬الذات‪ :‬قدرة الفرد على التفكير بالطريقة التي يدرك بها اآلخرين الفرد‪.‬‬
‫‪ -‬المجتمع‪ :‬هي المكان الذي تحدث فيه كل هذه التفاعالت‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬انطالق ا من ه ذه الرؤي ة‪ ،‬فإنن ا س نحاول فهم وتحلي ل التف اعالت والعالق ات‬
‫الحاصلة بين األفراد حتى نتمكن من إدراك كيفية سير واشتغال هذه المؤسس ة‪ .‬فمن‬
‫خالل العالق ات وش بكة االتص ال‪ ،‬يمكن أن نفهم منظوم ة القيم والمع ايير الرس مية‬
‫وغير الرسمية التي تحكم هذه العالقات‪ .‬وك ل ه ذا يع بر عن الثقاف ة الس ائدة داخ ل‬
‫هذه المؤسسة‪.‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬التفاعالت والعالقات الحاصلة في المؤسسة هي بمثاب ة مجموع ة‬
‫الروابط المتبادلة بين االفراد التي تنشأ عن اتصال بعضهم ببعض‪ .‬لذلك فهي تساهم‬
‫في ترسيخ القيم وبناء شخصية الطفل‪.‬‬
‫من هنا اذن‪ ،‬تكمن أهمية العالقات االجتماعية في كونها ينتج عنه ا وح دة الجماع ة‬
‫والمؤسسة‪ ،‬األم ر ال ذي يزي د من فعاليته ا وق وة تماس كها وبالت الي تحق ق أه دافها‬
‫األساسية‪.‬‬
‫تضم المؤسسة موارد بشرية متنوعة تحكم بينهم عالقات مختلفة افقية وعمودية‪ ،‬أو‬
‫رسمية وغير رسمية‪.‬‬
‫العالقات بين الموظفين‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫عالقات أفقي ة خاض عة لمب دأ االح ترام بين الم وظفين على اعتب ار أن الم وظفين‬
‫محكومين بمبدأ التسلسل اإلداري‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬يمكن القول إن المركز هو مؤسسة اجتماعية تقارب أو تتشابه م ع‬
‫األسرة‪ ،‬لذلك فأن العالقات داخلها يغلب عليها الطابع الالرسمي أو األفقي وذلك في‬
‫كنف من االحترام والتعاون المتبادل‪.‬‬
‫ان الهدف ال ذي يجم ع الم وظفين في المؤسس ة يتمث ل في رعاي ة وإدم اج األطف ال‬
‫وتوفير مناخ عائلي لهم وتأهيلهم وبناء شخصياتهم‪ .‬لذلك فإن العالق ات بين مختل ف‬
‫الموظفين تبنى على أساس من التفاهم والتعاون والت آزر والت آخي تحقيق ا لمص لحة‬
‫هذا األخير‪.‬‬
‫‪)2‬العالقات بين المربين واألطفال‪:‬‬
‫يعتبر المربي هو االب الروحي المسؤول عن األطف ال في تلبي ة مختل ف حاجي اتهم‬
‫وهو الوسيط بين الطفل وباقي األعضاء‪ .‬ويسعى المربي إلى رعاية األطف ال داخ ل‬
‫الوحدة وخارجها واحاطتهم بالعناية الالزمة ومتابعتهم‪.‬‬
‫وتعتبر العالقة بينه وبين األطفال غير رسمية‪ ،‬فهو يسعى الى توفير المناخ الع ائلي‬
‫المناسب لرعاي ة الطف ل وت أمين مختل ف حاجيات ه األساس ية من الن واحي المختلف ة‬
‫التربوية والمدرس ية والمهني ة والتنش يطية والص حية وتوف ير الج و المالئم لنم وهم‬
‫المتوازن وسالمتهم المعنوية‪.‬‬
‫يمكن القول إن المربي يؤدي دورا بارز األهمية إضافة إلى كفاءت ه العالي ة في آداء‬
‫عمله وذلك يعود إلى تكوينه األكاديمي المتميز في المعهد األعلى إلطارات الطفولة‬
‫قرطاج بدرمش‪.‬‬
‫‪ )3‬العالقة بين األطفال والمنشطين‪:‬‬
‫يسعى المنشطين إلى توفير وتنويع األنشطة التي يمارسها األطفال والتي تس اهم في‬
‫ص قل م واهبهم وإدم اجهم ض من محيطهم وتنمي ة شخص ياتهم وتف اعالتهم م ع‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫لذلك تعتبر العالقة بين المنشطين واألطفال عالقة أفقية قائمة على أس اس التع اون‬
‫والتفاهم‪.‬‬
‫‪ )4‬العالقة بين األطفال‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫يعتبر األطفال في المركز بمثابة اخ وة م ع بعض هم فهم يتقاس مون الفض اءات فيم ا‬
‫بينهم كوح دات الحي اة‪ ،‬األوس اط الطبيعي ة‪ ،‬الن وادي‪ ،‬الملعب‪ ...‬ل ذلك يمكن تق ييم‬
‫العالقة بينهم على انها عالقة افقية باألساس تتسم بالحب والتفاهم‪.‬‬
‫‪ )Ⅳ‬برامج وآليات رعاية الطفل‪:‬‬
‫البرامج المعتمدة في تأطير الطفل‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫تعتمد المؤسسة على مشروع تدخل تربوي إفرادي للطف ل‪ .‬وه و عب ارة على مل ف‬
‫لمتابعة وضعية الطفل منذ قبوله بمؤسسة الرعاية إلى غاية ادماجه ويحتوي على ‪3‬‬
‫أقسام‪:‬‬
‫‪-‬األول‪ :‬يتم فيه تش خيص دقي ق لوض عية الطف ل ومختل ف حاجيات ه وخصوص ياته‬
‫النفسية واالجتماعية وبياناته الشخصية‪ ،‬كاالس م واللقب‪ ،‬الحال ة االجتماعي ة‪ ،‬س بب‬
‫قبوله بالمؤسسة‪ ،‬هواياته‪ ...‬ومعطيات إضافية أخرى‪ ،‬كمعطيات حول عائلة الطف ل‬
‫مثل تركيبة االسرة والمستوى المادي واالقتصادي واالجتماعي لألسرة‪.‬‬
‫أما بالنس بة للقس م الث اني‪ ،‬فيتم في ه تش خيص الص عوبات ال تي يع اني منه ا الطف ل‬
‫كالصعوبات النفسية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الدراسية‪ ،‬الصحية‪ ،‬السلوكية‪...‬‬
‫وأخيرا القسم الثالث فهو الذي يتعلق بوثيقة التدخل‪.‬‬
‫رعاية الطفل وتوفير حاجياته‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫تعت بر حماي ة الطفول ة ورعايته ا من األولوي ات الوطني ة حيث تت دخل العدي د من‬
‫القطاعات بصفة مباشرة في وضع البرامج واآلليات المناسبة لرعاية الطفولة‪ .‬ل ذلك‬
‫تتولى المؤسسة ضمان رعاية وتربية الطفل وحمايت ه والقي ام بالمالحظ ة المباش رة‬
‫لدراسة سلوكه وشخصيته وقدراته وتنفيذ التقنيات المالئمة للتكفل به‪.‬‬
‫في تحليلي لرعاية الطفل وتوفير احتياجاته من قبل ه ذا المرك ز‪ ،‬ح اولت االعتم اد‬
‫على ه رم "ماس لو" لالحتياج ات اإلنس انية‪ ،‬ح تى أت بين م دى ت وفر ه ذا المقي اس‬
‫واعتماده من قب ل المؤسس ات على اعتب ار أن ه ذه النظري ة تتب ع تحدي د الحاج ات‬
‫األساسية للفرد حسب أهميتها أو أولويتها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫رسم بياني رقم‪1 :‬‬
‫العنوان‪ :‬هرم الحاجات األساسية البراهام ماسلو ‪Ibraham Maslow‬‬

‫تتمحور نظرية "ماسلو" في أن يتم ترتيب االحتياجات في تسلس ل ه رمي من حيث‬


‫أهميتها رغم أن جميع هذه االحتياجات ضرورية‪ ،‬اال أن بعضها يعتبر أك ثر أهمي ة‬
‫من غيرها‪ .‬فكلم ا ارتفعن ا في اله رم قلت تل ك االحتياج ات وكلم ا نزلن ا الى اله رم‬
‫صارت تلك االحتياجات فطرية أو حتى غريزية‪.‬‬
‫أ) توفير حاجات فيزيولوجية‪:‬‬
‫تتمثل الحاجات الفيزيولوجية للطفل أساسا في الغذاء والنوم والسكن واللب اس‪ .‬ل ذلك‬
‫تسعى المؤسسة إلى توفير غذاء مناسب ومقدم في أوقات الوجب ات العادي ة وبكمي ة‬
‫ونوعي ة تل تزم بمع ايير الص حة والنظاف ة إلى ج انب توف ير م اء للش رب ومتاح ا‬
‫لألطفال في كل األوقات‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمالبس‪ ،‬فهي تزود األطفال بالمس تك ون مالئم ة ويك ون ذل ك م رتين‬
‫سنويا في أول السنة الدراسية ثم في وسط السنة الدراسية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫من ناحية أخرى أيضا‪ ،‬تهتم المؤسسة بتمكين األطف ال من غ رف مجه زة ومالئم ة‬
‫للنوم‪ .‬فتنقسم وحدة الحياة إلى ‪ 6‬غ رف مجه زة ب ‪ 3‬حمام ات ومطبخ ب ه ثالج ة‪،‬‬
‫إضافة إلى قاعة جل وس كب يرة به ا تلف از ومكتب ة ص غيرة م زودة ببعض المع اجم‬
‫ومكتبين للمراجعة‪ .‬ويتمتع كل طف ل بغرف ة به ا س رير وأغطي ة ومكتب للمراجع ة‬
‫(نظرا لجائحة الكورونا فإن كل طفل يتمتع بغرفة لوحده تفاديا لمظاهر العدوى)‪.‬‬
‫كم ا يتمت ع األطف ال المقيمين ب المركز إقام ة كامل ة أو نص ف إقام ة ب دفتر للعالج‬
‫المجاني‪.‬‬
‫ب) حاجات نفسية‪:‬‬
‫وتتضمن الحاجة إلى األمن الجسمي والصحة الجس مية والش عور ب األمن ال داخلي‪.‬‬
‫إضافة إلى الحماية من الحرمان وشعور الطفل باألمن واالطمئنان‪.‬‬
‫من المعلوم ان الطفل الفاقد للسند يكون أكثر عرضة لقلة األمان وانعدام ه وه و م ا‬
‫يهدد سالمة توازنه النفسي وبناء شخصيته‪ .‬لذلك فإن المركز المندمج يس عى لتلبي ة‬
‫هذه الحاجة وذلك من خالل توفر االمن واالستقرار والمناخ المناس ب ال ذي يض من‬
‫للطفل النمو النفسي المتوازن والتفاعل اإليجابي مع اآلخرين‪.‬‬
‫تعتبر الصحة النفسية لألطفال من األولوي ات‪ .‬حيث تس هر المؤسس ة على اإلحاط ة‬
‫به ذه الفئ ة ودعمه ا‪ .‬ل ذلك تت دخل العدي د من القطاع ات في توف ير ه ذه الحاج ات‬
‫لألطفال‪ ،‬منهم "المربين" وهم أشخاص متكونين تكوينا أكاديميا يؤهلهم للقي ام به ذه‬
‫المهم ة حيث يتمت ع بمس كن يك ون وجوب ا مالص قا لوح دة الحي اة ومنفتح ا عليه ا‪.‬‬
‫ويسعى المربي باألس اس إلى توف ير األج واء العائلي ة لألطف ال واح اطتهم بالعناي ة‬
‫الالزمة وتوفير الجو المناسب لنموهم المتوازن‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬نذكر أيضا "االخصائية النفسية" والتي تقوم بدور ه ام داخ ل المؤسس ة فهي‬
‫تتولى التعهد بالطفل منذ قبول ه بالمؤسس ة إلى غاي ة ادماج ه‪ .‬ومن أهم المه ام ال تي‬
‫تتعهد بها االخصائية النفسية‪ :‬توجي ه ومتابع ة ومرافق ة الطف ل للت أمين النفس ي ل ه‪،‬‬
‫وتشخيص وضع الطفل وتحدي د الص عوبات واالض طرابات الس لوكية ال تي يع اني‬
‫منه ا‪ .‬وفي مقابل ة قمت به ا معه ا ح ول كيفي ة التعه د باألطف ال داخ ل المؤسس ة‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫زودت ني االخص ائية ببعض المعلوم ات أهمه ا دراس ة الت اريخ الشخص ي للطف ل‪،‬‬
‫دراس ة طفولت ه الص غرى‪ ،‬مص ادر رعايت ه‪ ،‬عالقات ه م ع أص دقائه‪ ،‬مراح ل نم و‬
‫الطفل‪ ،‬بيئته االجتماعية‪...‬‬
‫من ناحية أخرى أيضا‪ ،‬نذكر األنشطة التي يمارس ها األطف ال داخ ل الن ادي وال تي‬
‫تتدخل بشكل ملحوظ في تنمية شخصية الطفل وصقل مواهبه‪.‬‬
‫ت) حاجات اجتماعية‪:‬‬
‫يكون اشباع هذه الحاج ات باألس اس عن طري ق تواج د قيم وض وابط تمث ل نظام ا‬
‫أخالقيا ييسر االندماج داخل المركز والمحيط الخارجي‪.‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬تتحقق ه ذه الحاج ات عن طري ق العالق ات المتش ابكة واألج واء‬
‫العائلية داخل المركز والتي تحقق للطفل االندماج مع االخ رين ومنه ا عالقات ه م ع‬
‫المنشطين والمربين واإلط ار العام ل بالمؤسس ة بص فة عام ة وال تي يمكن وص فها‬
‫على أنها عالقة أفقية غير رسمية تتسم باالحترام المتبادل‪.‬‬
‫أيض ا‪ ،‬عالق ات الطف ل م ع اتراب ه وهي أيض ا بش كل ع ام عالق ة تس ودها االلف ة‬
‫والتفاهم‪.‬‬
‫كل هذه العالقات االجتماعية تؤثر باإليجاب في شخص ية الطف ل فترس خ في ه روح‬
‫التضامن والتعاون واالحترام وييسر تفاعله واندماجه داخ ل المرك ز وخارج ه‪ ،‬أي‬
‫مع المحيط الخارجي بصفة عامة‪.‬‬

‫إن نجاح المركز المندمج في اشباع حاجات األطفال من شأنه أن يسهم في شعورهم‬
‫بالرضى واألمان وتق دير ال ذات‪ ،‬إض افة إلى تكيفهم النفس ي‪ ،‬خصوص ا وأن اغلب‬
‫األطفال يعانون الفقر والخصاصة والحرمان من الرعاية واالس تقرار وبالت الي ف ان‬
‫توفير حاجياتهم يلعب دورا عالجيا بالنسبة لهذه الفئة‪.‬‬
‫كما أن التمعن في السياسة الرعائية لهذا المرك ز‪ ،‬يؤك د على نجاع ة ب رامج ت دخل‬
‫هذه المؤسسة لفائدة هذه الشريحة‪ ،‬حيث تمكنت الى حد ما من توفير رعاي ة ناجع ة‬

‫‪5‬‬
‫عبر اشباعها لحاجات األطفال أدت الى ش عور نس بة كب يرة منهم باالنتم اء وه يئت‬
‫لهم السبيل بذلك الندماجهم داخل المجتمع‪.‬‬

‫‪ )Ⅴ‬مظاهر إدماج الطفل‪:‬‬


‫يعتبر ادماج األطفال بصفة عام ة ض روري ألن ه يس اهم بش كل أو ب آخرفي تنمي ة‬
‫شخص ية الطف ل وض مان شخص ية س وية متفاعل ة وتنمي ة اتجاهات ه اإليجابي ة في‬
‫الحي اة‪ ،‬واكس ابه بعض الص فات الهام ة في الشخص ية وتعزيزه ا‪ .‬ل ذلك‪ ،‬تس عى‬
‫المؤسسة إلى إدماج األطفال وتمكينهم من أبرز حقوقهم وذلك من خالل‪:‬‬
‫االدماج االجتماعي‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫ويكون ذلك من خالل األنش طة ال تي يمارس ها األطف ال داخ ل المرك ز وخصوص ا‬
‫داخل النادي والتي تضمن لهم التفاعل م ع بعض هم البعض وبن اء عالق ات إيجابي ة‬
‫وتكوين عالقات اجتماعية‪ .‬إضافة الى ذلك تمكن هذه األنشطة من تعزي ز الص فات‬
‫اإليجابية في شخصيات األطفال مثل الجرأة وتحمل المسؤولية‪.‬‬
‫‪ )2‬االدماج التربوي والمهني‪:‬‬
‫تتكفل المؤسسة بإعداد األطف ال وتعليمهم وتوف ير مس تلزمات الدراس ة‪ ،‬إض افة الى‬
‫الزيارات الدورية إلى مدارس األطفال لمتابعتهم والحرص على تحسين نتائجهم‪.‬‬
‫من ناحية أخرى أيض ا‪ ،‬تتكف ل المؤسس ة بتمكين األطف ال من الت دريب المه ني في‬
‫مراك ز التك وين المه ني ض مانا لمس تقبلهم المه ني وال ذي يتماش ى م ع مي والتهم‬
‫واهدافهم‪.‬‬
‫يعتبر االدماج ال تربوي واالجتم اعي على غاي ة من األهمي ة ألن ه يض من مس تقبل‬
‫األطفال ويحميهم من مؤسسة الش ارع وخطورته ا‪ .‬ل ذلك‪ ،‬يمكن الق ول إن للمرك ز‬
‫المندمج للشباب والطفول ة دور فع ال في حماي ة األطف ال فاق دي الس ند من التش رد‬
‫واالنحراف‪ .‬ولوال وجود مثل هذه المؤسسات‪ ،‬فان نسبة كب يرة من األطف ال فاق دي‬
‫السند س يحتويهم الش ارع وس يكون م آلهم ال دخول في دوائ ر االنح راف واالج رام‬
‫الموجودة كما ذكرنا في مؤسسة الشارع‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ )VI‬تقييم تجربة التربص ‪:‬‬
‫‪)1‬المكاسب‪:‬‬
‫تعتبر فترة التربص مهم ة في حي اة الط الب ألنه ا تعت بر تجرب ة تكويني ة باألس اس‬
‫تمكنه من اكتساب تجارب ومف اهيم ومعلوم ات جدي دة تس هم في تكوين ه األك اديمي‬
‫وتهيئه للحياة المهنية‪.‬‬
‫وقد كانت فترة ال تربص مهم ة ج دا بالنس بة لي حيث حققت من خالله ا العدي د من‬
‫المكاسب منها‪:‬‬
‫أ) مكاسب معرفية‪:‬‬
‫ومنها المعارف النظرية خصوصا في مجال علم النفس االجتماعي وذل ك من خالل‬
‫تطبيق مقارب ة علم النفس االجتم اعي م ع األطف ال لفهم س لوكياتهم وعالق اتهم م ع‬
‫اآلخرين ودراسة التاريخ الشخصي للطفل وكيفية تأثير بعض األحداث في شخصية‬
‫الطفل‪ .‬كما استفدت من هذه المقاربة في مجال التدخل االجتم اعي وفهم المش كالت‬
‫التي يعاني منها بعض األطفال ومساعدتهم على حلها‪.‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬من أهم المعارف التي اكتسبتها أذكر التعرف على أهمي ة األس رة‬
‫ودوره ا في حي اة الطف ل‪ .‬فت وازن شخص ية الطف ل يرتب ط ارتباط ا وثيق ا بت وازن‬
‫االسرة‪ .‬وانعدام توازن االسرة يؤدي بالضرورة إلى خلل في شخصية الطفل‪.‬‬
‫ب) مكاسب مهنية ومنهجية‪:‬‬
‫من أهم المكاس ب المهني ة ن ذكر تنمي ة المه ارات التكيفي ة داخ ل المؤسس ة بمع نى‬
‫التوافق مع البيئة التنظيمية للمؤسسة وفهم كيفية س يرها واش تغالها والعالق ات ال تي‬
‫تسودها‪.‬‬
‫أيضا‪ ،‬كيفية االرتباط بالمعلومات والبيانات واألشخاص وفهمهم والتعامل معهم‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬خولتني هذه التجربة من اكتشاف المؤسسة ونوعية الخدمات المقدم ة داخله ا‬
‫والفئات المتعهد بها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫كم ا يعت بر ال تربص فرص ة للت درب على آلي ات البحث االجتم اعي كالمقابل ة‬
‫والمالحظة‪ .‬إضافة إلى تطبيق آلي ات الت دخل االجتم اعي مث ل المرافق ة والوس اطة‬
‫على أرض الواقع وبالتالي فإن ال تربص بص فة عام ة يس مح للط الب من ممارس ة‬
‫النظريات والمعارف والمناهج التي اكتسبها في تكوينه األكاديمي الجامعي وبالت الي‬
‫يدرك الفجوة العميقة بين أن تظل هذه المعارف نظرية وبين ممارستها وتطبيقها‪.‬‬
‫ك ذلك‪ ،‬من أهم المع ارف المنهجي ة حس ن اس تغالل ال وقت خصوص ا في عملي ات‬
‫التدخل االجتماعي ومرافقة األطفال وحسن وضع الخطة وال وقت المناس ب للت دخل‬
‫لفائدة األطفال‪ .‬باإلضافة إلى التعامل مع األطفال فاقدي السند وفهم خصوصياتهم‪.‬‬
‫ت) مكاسب قانونية‪:‬‬
‫لقد مكنني التربص من اكتساب معارف عديدة في المجال الق انوني وذل ك من خالل‬
‫التطلع على حقوق الطفل وأهم حاجياته وكيفية حمايته من التشرد واإلهمال‪.‬‬
‫كما أصبحت على دراية بمجلة حقوق الطفل والتي تعتبر أداة أساسية لحماية الطف ل‬
‫وتنفيذ سياسات حماية الطفل‪.‬‬
‫إضافة إلى فهم سير المؤسسة والقوانين التي تحكمها وأهم الهياكل التي تتعامل معها‬
‫مثل مندوب حماية الطفولة وأهم المهام التي يضطلع بها ودوره في حماي ة الطفول ة‬
‫المهددة أو الفاقدة للسند‪.‬‬
‫ث) مكاسب عالئقية‪:‬‬
‫تتجسد هذه المكاس ب من خالل تك وين عالق ات مهني ة والق درة على التواص ل م ع‬
‫األطفال ومع اإلطار العامل بالمؤسسة مما ساهم في تعزي ز ثق تي بنفس ي وأكس بني‬
‫الجرأة في التعبير عن اآلراء واإلدالء بالمالحظات ضمن فريق العمل‪ .‬حيث أصبح‬
‫التعامل سهال وذلك في إطار االحترام المتبادل والفهم والتقدير‪.‬‬
‫تتسم العالقة بين مختلف العاملين بالمؤسسة واألطفال باالنسجام والتوافق مم ا يس ر‬
‫لي عملي ة التفاع ل معهم وبالت الي بن اء عالق ة م ع األطف ال مبني ة على االح ترام‬
‫وأساسها النصح واإلرشاد‪ ،‬حيث أصبح معظم األطفال أصدقائي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ )2‬الصعوبات‪:‬‬
‫إن ممارس ة أي بحث من البح وث ال تخل و من الص عوبات والعراقي ل‪ .‬ل ذلك يمكن‬
‫القول إن ممارستي للتربص كانت باألساس فرصة لالندماج وفهم س ير المؤسس ات‬
‫والعالقات بين مختلف الفاعلين فيها‪ ،‬كما أن انخراطي داخلها كان سهال إلى حد ما‪.‬‬
‫لكن من ناحية أخرى‪ ،‬يمكن القول إنني واجهت ع دة ص عوبات في ممارس تي له ذا‬
‫البحث أبرزها قلة المراجع حول هذه الفئة من األطفال‪.‬‬
‫يمكن القول إن المشرف الميداني (الم ربي) ال ذي ق ام بت أطيري في المؤسس ة ب ذل‬
‫مجه ود كب ير وس اعدني كث يرا وم دني بالعدي د من المعلوم ات والوث ائق الخاص ة‬
‫بالمؤسسة‪ ،‬لكن من أكثر العراقيل ال تي واجهت ني أن ه ال يوج د أخص ائي اجتم اعي‬
‫بالمؤسسة بالتالي لم يكن هناك مرجع اعتمد عليه عند مواجهتي لبعض الصعوبات‪.‬‬
‫لذلك يمكن القول إن عملي ينقص ه بعض الفني ات السوس يولوجية الى ح د م ا‪ ،‬لكن‬
‫رغم هذا نجحت في التعامل مع هذه الفئة‪.‬‬
‫من ناحي ة أخ رى‪ ،‬واجهت ص عوبات في النف اذ إلى بعض المعلوم ات الشخص ية‬
‫الخاصة باألطفال‪ .‬الن هذه المهنة تحتم على العاملين بها ض رورة االل تزام بس رية‬
‫المعلومات الخاصة باألطفال وعدم االفشاء بها‪ .‬لكنني تمكنت بطريقتي الخاصة من‬
‫الحصول على بعض المعلومات الخاصة بهذه الفئة والتعرف على بعض مش كالتهم‬
‫وظروفهم االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ ) 3‬تقييم تجربة المركز المندمج في رعاية األطفال وادماجهم ‪:‬‬
‫عموما‪ ،‬يمكن تقييم تجربة المركز في مستوى رعاية األطف ال وإدم اجهم على أنه ا‬
‫ناجحة ألنها تحتضن أهم فئة في المجتمع وهي فئة األطفال‪ .‬ويكون ذلك أساسا عبر‬
‫توفير أنشطة مالئمة ألعمارهم وميوالتهم والتي بدورها تساهم في بناء شخص ياتهم‬
‫وصقل مواهبهم وتنمية الصفات اإليجابية في شخصياتهم مثل تحمل المسؤولية‪.‬‬
‫كما تضطلع هذه المؤسسة بدور تربوي وذلك من خالل تربية األطفال تربية س ليمة‬
‫حيث يشرف عليهم إطارات مختصة ومتكونين تكوينا أكاديميا يجعلهم ق ادرين على‬
‫القيام بوظيفتهم‪ .‬من ناحية أخرى تسعى المؤسسة إلى إدم اج األطف ال في أوس اطهم‬
‫المدرسية ومت ابعتهم وتوف ير مس تلزماتهم الدراس ية والح رص ال دائم على تحس ين‬
‫نتائجهم نحو األفضل‪.‬‬
‫أيض ا‪ ،‬ت وفر المؤسس ة الحاجي ات األساس ية لألطف ال من غ ذاء ومس كن وملبس‬
‫باإلضافة إلى المتابعة الصحية‪.‬‬
‫من ناحي ة أخ رى‪ ،‬يمكن الق ول إن المؤسس ة تض طلع تقريب ا بنفس األدوار ال تي‬
‫تضطلع به ا االس رة‪ .‬فهي تح اول رعاي ة األطف ال وإدم اجهم بش تى الط رق وعلى‬
‫جميع المستويات االجتماعية‪ ،‬التربوية‪ ،‬إضافة إلى اإلحاطة النفسية والصحية‪.‬‬
‫يعتبر وجود هذه المؤسسة على غاية من األهمية ألنها تحمي أهم فئ ة في المجتم ع‪.‬‬
‫ول وال وج ود مث ل ه ذه المؤسس ات‪ ،‬ف إن ه ذه الفئ ة من األطف ال فاق دي الس ند أو‬
‫المهددين أو الذين يعانون صعوبات اجتماعية سيحتضنهم الش ارع‪ .‬فمن المعل وم أن‬
‫األطفال فاقدي السند فريسة سهلة لالنحرافات والفساد ويسهل ادم اجهم في مؤسس ة‬
‫الشارع وما تحتويه من مخاطر‪.‬‬
‫يمكن إجمال كل ما تعرضنا له في أن للمركز المندمج دور فعال في رعاية وادماج‬
‫األطفال رغم ما تواجهه هذه المؤسسة من صعوبات‪ .‬فمن الصعوبات التي يواجهها‬
‫المركز المندمج للشباب والطفولة بسيدي بوزيد نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف الميزانية المرصودة مقارنة بغالء المعيش ة‪ :‬مق دار الكلف ة اليومي ة للثالث‬
‫وجبات للطفل المقيم ‪3‬د والنصف مقيم ‪2‬د‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬غياب االخصائي االجتماعي منذ سنة ‪ 2013‬والتحاق االخصائي النفس اني خالل‬
‫شهر جانفي ‪ .2020‬يعني أن المؤسسة بقيت دون اخصائي اجتماعي ونفساني لمدة‬
‫‪ 6‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬غي اب ال دعم من قب ل الش ركات والمعام ل المنتص بة بالجه ة باس تثناء بعض‬
‫المس اعدات ال تي تق دمها مص الح الش رطة البلدي ة في ش كل محج وزات الخض ر‬
‫والغالل‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسة في حاجة دائم ة للص يانة ب الرغم من انطالق بعض االش غال بداي ة من‬
‫شهر جويلية ‪.2019‬‬

‫‪5‬‬
‫الخاتمة‬

‫تعتبر الطفولة أساس تطور المجتمعات وتقدمها‪ .‬فالطفل هو رجل وامرأة المس تقبل‪.‬‬
‫لذلك تولي العديد من القطاع ات والمج االت أهمي ة كب يرة له ذه الفئ ة‪ .‬فالمجتمع ات‬
‫المتقدمة تسعى إلى تنمية هذه الفئة واالهتمام بها وتوفير سبل الرعاية المتكامل ة له ا‬
‫لما يمثله ذلك من ارتقاء بمستقبل االمة بأكملها‪ .‬فاإلع داد الس ليم للطف ل يحق ق تق دم‬
‫ورقي المجتمع بأكمله‪.‬‬
‫من هنا‪ ،‬يمكن القول إن المراك ز المندمج ة للش باب والطفول ة هي مؤسس ة رعاي ة‬
‫اجتماعية للطفل بامتياز‪ ،‬وتؤدي دور هام ألنها توفر الرعاية االجتماعية والتربوي ة‬
‫والنفسية للطفل‪ ،‬وتسعى إلى دمجه ض من المجتم ع وتنش ئته تنش ئة س ليمة‪ .‬بالت الي‬
‫فهي تعوض األسرة في آداء بعض المهام والوظائف وحماي ة الطف ل من االم راض‬
‫االجتماعي ة ومن انخراط ه في دوائ ر الفس اد واالنح راف الموج ودة في مؤسس ة‬
‫الشارع التي كانت ستكون مصير الطفل الفاقد للسند‪.‬‬
‫تعتبر فترة التربص من أبرز وأهم التجارب التي يقوم بها الطالب‪ .‬حيث سمحت لي‬
‫هذه التجربة من اكتشاف المؤسسة والتعرف على النظام الداخلي بها وبناء عالق ات‬
‫مهنية مع أبرز اإلطارات المهنية العاملة بها‪ .‬باإلض افة إلى اكتس اب ع دة مع ارف‬
‫في عدة مجاالت‪.‬‬
‫كم ا تمكنت من التع رف عن كثب عن واق ع األطف ال فاق دي الس ند والمش اكل‬
‫االجتماعي ة ال تي يعيش ونها وكيفي ة التعام ل معهم والتخفي ف عنهم وإيج اد الحل ول‬
‫العملية لهم‪ .‬إضافة إلى البرامج المخصصة لهم وآليات رعايتهم وإدماجهم‪.‬‬
‫من ناحي ة أخ رى‪ ،‬ال تربص بمثاب ة فرص ة لي لتط بيق م ا تم دراس ته في التك وين‬
‫األكاديمي الجامعي مثل آليات البحث المي داني كالمقابل ة والمالحظ ة وتط بيق منهج‬
‫دراسة الحالة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫كل ذل ك ال يمن ع وج ود النق ائص والص عوبات ال تي واجهت ني خصوص ا في ع دم‬
‫وجود أخصائي اجتماعي بالمؤسسة والذي كان بإمكاني االستفادة من ه ومن تجارب ه‬
‫قدر اإلمكان‪ .‬فوج ود االخص ائي االجتم اعي به ذه المؤسس ة يعت بر بمثاب ة الجس ر‬
‫الرابط بين الطفل وبين باقي الموارد البشرية العاملة بالمؤسسة‪ ،‬وهو الوحيد الق ادر‬
‫على دراسة ظاهرة الطفل الفاقد للسند بعمق وتحليلها وفهم خصوصية هذه الشريحة‬
‫ومحاولة إيجاد حلول لها‪ .‬لكن ذلك ال يمنع ان ني وبفض ل التك وين األك اديمي ال ذي‬
‫تلقيته تمكنت من تجاوز هذه الصعوبات نوعا ما وحققت العديد من األهداف‪.‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬أرى أن هذه المؤسسة يجب أن تحظى أكثر باالهتم ام س واء على‬
‫مستوى القوانين بمعنى سن قوانين جديدة لفائدة هذه المؤسسة وقوانين كذلك خاص ة‬
‫باألطفال فاقدي الس ند ونش رها وتعميمه ا بك ل الجه ات‪ .‬كم ا يجب التعري ف به ذه‬
‫المؤسسة وباألطفال الذين تحتضنهم في كل المجتمعات‪.‬‬
‫في األخ ير‪ ،‬يمكن الق ول إن تجرب ة ال تربص أف ادتني كث يرا وزودت ني بالعدي د من‬
‫المهارات‪ .‬لذلك‪ ،‬فإنه بإمكاني إفادة هذه المؤسسة إذا ما تم انتدابي به ا وذل ك لفهمي‬
‫لخصوص ية األطف ال المتعه د بهم في المؤسس ة‪ ،‬وق درتي على م رافقتهم ودراس ة‬
‫شخصياتهم والمشكالت التي يعانون منها وإيجاد الحلول لهم‪.‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬بفضل تكوي ني وت دريبي به ذه المؤسس ة وتمك ني من فهم النظ ام‬
‫الداخلي لها وسيرها وانخراطي في العالقات المهنية مع مختلف العاملين بها ونظرا‬
‫ألنني على دراية بالمؤسسة ككل ومواردها‪ ،‬فإن هذا من شأنه توفير الجهد والوقت‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المالحق‬

‫‪5‬‬
‫ملحق رقم ‪01‬‬

‫دليل المقابلة‪:‬‬

‫السؤال األول‪ :‬هل لك أن تخبرني كيف تقيم الخدمات المقدمة؟‬


‫‪............................................................................................‬‬
‫السؤال الثاني‪ :‬حسب رأيك‪ ،‬ما هو تقييمك لألنشطة المقدمة في النادي؟‬
‫‪............................................................................................‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬هل ترى أن المربي يؤدي نفس الوظائف التي يض طلع به ا األب وين‬
‫من تربية ورعاية وتكوين؟‬
‫‪............................................................................................‬‬
‫الس ؤال الراب ع‪ :‬حس ب رأي ك‪ ،‬ه ل ت رى أن المرك ز ق ادر على رعاي ة األطف ال‬
‫وإدماجهم وحمايتهم من االنحراف؟‬
‫‪............................................................................................‬‬
‫السؤال الخامس‪ :‬حدثني‪ ،‬هل توافق على االنتقال للعيش في المركز بصفة نهائية؟‬
‫‪............................................................................................‬‬

‫‪5‬‬
‫صور لبعض فضاءات المؤسسة‬ ‫ملحق رقم ‪02‬‬

‫صورة للملعب‬

‫‪5‬‬
‫ملحق رقم ‪ 03‬صور لالحتفال باللباس التقليدي‬

‫‪5‬‬
‫ملحق رقم ‪ 04‬صور لبعض أنشطة النوادي الداخلية‬

‫ملحق رقم ‪ 05‬صور لبعض الزيارات الميدانية‬

‫‪5‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫أحمد عبد الجواد وفهمي حسانين تعيلب‪ ،‬مدى فعالية برنامج لتعديل الس لوك‬ ‫‪‬‬
‫العدواني لدى األطفال من نزالء المؤسسات‪ ،‬كلي ة اآلداب‪ ،‬قس م علم النفس‪،‬‬
‫مصر‪.2006 ،‬‬
‫آمال العاقب حسب الرس ول‪ ،‬التط ور والتغ ير في ق وانين األطف ال وآثاره ا‬ ‫‪‬‬
‫االجتماعي ة في الس ودان‪ ،‬جامع ة خرط وم معه د الدراس ات اآلس يوية‬
‫واإلفريقية‪ ،‬السودان‪.2009 ,‬‬
‫أودري رونالد وناتالي شيغوبيني‪ ،‬المرافقة االجتماعية المشخصنة‪ :‬المقارب ة‬ ‫‪‬‬
‫الخاصة بالعمل االجتماعي عن قرب ومناهجها وأدواتها‪.2009 ،‬‬
‫بسام مصطفى عيشة‪ ،‬رصد وتقييم حقوق األطفال في المؤسس ات االيوائي ة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تونس‪.2020 ،‬‬
‫حسين أحم د حس ين‪ ،‬دور الخدم ة االجتماعي ة في ت دعيم مؤسس ات رعاي ة‬ ‫‪‬‬
‫األطفال المحرومين من الرعاية االسرية‪ ،‬معهد العلوم االجتماعي ة‪ ،‬مص ر‪،‬‬
‫‪.2013‬‬
‫دخينات خديجة‪ ،‬وضعية األطف ال غ ير الش رعيين في المجتم ع الجزائ ري‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫جامع ة الح اج لخض ر باتن ة‪ ،‬كلي ة العل وم اإلنس انية واالجتماعي ة والعل وم‬
‫اإلسالمية‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫زينب إبراهيم الغربي‪ ،‬علم االجتماع العائلي‪ ،‬جامعة بنها‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬قسم‬ ‫‪‬‬
‫علم االجتماع‪.2008 ،‬‬
‫سميرة مرعي فريعة ونعمان الرقيق‪ ،‬حقوق الطفل على ضوء الدستور‪ ،‬دار‬ ‫‪‬‬
‫محمد علي للنشر‪ ،‬تونس‪.2016 ،‬‬

‫‪5‬‬
‫كوثر عمراوي وصديق أبو الحسن‪ ،‬دليل الت دريب على الوس اطة للوس طاء‬ ‫‪‬‬
‫ومدربي الوسطاء‪ ،‬المغرب‪.2008 ،‬‬
‫مجموع ة من الم ؤلفين‪ ،‬إش راف بوح وش عم ار‪ ،‬منهجي ة البحث العلمي‬ ‫‪‬‬
‫وتقنياته في العلوم االجتماعية‪ ،‬ألمانيا‪.2019 ،‬‬
‫معن خليل عمر‪ ،‬علم اجتماع االسرة‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عم ان‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.2000‬‬
‫نادي ة س عيد عيش ور‪ ،‬محاض رات في النظري ات السوس يولوجية الحديث ة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫البدائل السوسيولوجية والظروف البنائية‪ ،‬الجزائر‪.2020 ،‬‬
‫ياسر يوسف إسماعيل‪ ،‬المش كالت الس لوكية ل دى األطف ال المح رومين من‬ ‫‪‬‬
‫بيئتهم االسرية‪ ،‬الجامعة اإلسالمية عمادة الدراسات العليا‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬قسم‬
‫علم النفس‪ ،‬غزة‪.2009 ،‬‬

‫‪5‬‬

You might also like