You are on page 1of 22

‫مجلة الدراسات القانونية المقارنة‬

‫‪EISSN:2600-6154‬‬ ‫المجلد ‪ /08‬العـــدد‪ ،)2022( 01‬ص‪.‬ص‪209-888.‬‬ ‫‪ISSN:2478-0022‬‬

‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬


‫‪The duplication role of financial controller in the field of public‬‬
‫‪procurement control‬‬
‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫‪CHAFI Mohamed Abdelbasset‬‬
‫طالب دكتوراه تخصص‪ :‬قانون عام اقتصادي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪-‬تلمسان‬
‫‪PhD student, Specialty: Economic public Law, Faculty of Law and Political Science,‬‬
‫‪University of Abou Bakr Belkaid Tlemcen‬‬
‫عضو باحث بالمخبر المتوسطي للدراسات القانونية‬
‫‪Research member of the Mediterranean Laboratory of Legal Studies‬‬
‫‪Email : mohamedabdelbasset.chafi@univ-tlemcen.dz‬‬

‫تاريخ النشر‪2022/06/11:‬‬ ‫تاريخ القبول‪2022/05/21:‬‬ ‫تاريخ إرسال المقال‪2022/04/03:‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫هتدؼ ىاتو الدراسة إىل تسليط الضوء على رقابة ادلراقب ادلايل على الصفقات العمومية دبنظور ازدواجية األدوار‬
‫اليت ؽلارسها يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬من خبلؿ دوره العضوي يف جلاف الصفقات العمومية كونو شلثبل لوزير ادلالية كعضو شلارس‬
‫للرقابة اخلارجية من جهة‪ ،‬ودوره الوظيفي حبكم منصبو كمسؤوؿ أوؿ عن مصلحة ادلراقبة ادلالية من جهة أخرى‪.‬‬
‫إف ىاتو االزدواجية الوظيفية يف الدور الرقايب للمراقب ادلايل زبولو نطاقا أكرب لتوسيع رلاؿ رقابتو على الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬حيث يقوـ برقابة قبلية تشاركية دبسؤولية تضامنية بُت أعضاء اللجنة بصفتو عضوا فيها‪ ،‬قوامها مدى مشروعية‬
‫اإلجراءات ومبلءمة اختيار ادلتعامل ادلتعاقد‪ ،‬مبديا قبولو أو رفضو منح مقرر التأشَتة للصفقة الذي سبنحو جلنة الصفقات‬
‫العمومية ادلختصة أثناء انعقاد جلسة دراسة ملف الصفقة العمومية بناء على التصويت دببدأ األغلبية البسيطة‪ ،‬ورقابة قبلية‬
‫أصلية ربت مسؤوليتو الشخصية حوؿ التأشَتات اليت يضعها على ملف االلتزاـ موضوع الصفقة العمومية ادلودع لدى‬
‫مصاحلو تقتصر على رقابة مشروعية االلتزاـ ومطابقتو لئلجراءات واألحكاـ ادلعموؿ هبا بناء على مدى استيفائو دلتطلبات‬
‫وعناصر رقابتو‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪:‬‬
‫ادلراقب ادلايل‪ ،‬الصفقات العمومية‪ ،‬االزدواجية الرقابية‪ ،‬رقابة ادلشروعية‪ ،‬رقابة ادلطابقة‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬

‫‪881‬‬

‫‪Email : mohamedabdelbasset.chafi@univ-tlemcen.dz‬‬ ‫المؤلف المرسل‪ :‬شافي محمد عبد الباسط‬


‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫‪This study aims to highlight the financial controller's control over public‬‬
‫‪transactions from the perspective of the dual roles he plays in this field, through his‬‬
‫‪role as a member in the public transactions committees representing the Minister of‬‬
‫‪Finance as a practicing member of external control on one hand, and his role as‬‬
‫‪chief financial officer in the Financial Supervision Authority on the other hand.‬‬
‫‪This Duplication of supervision gives the financial controller a greater scope to‬‬
‫‪expand his control over public transactions, as he conducts a shared pre-control with‬‬
‫‪the committee’s members over the legitimacy of the procedures and the‬‬
‫‪appropriateness of the selection of the contracting customer, expressing acceptance‬‬
‫‪or refusal for the transaction which is granted by the competent Public Transactions‬‬
‫‪Committee during the session of the study of the public transaction file based on the‬‬
‫‪vote of the simple majority, and original pre-control under his personal responsibility‬‬
‫‪for the permissions he places on the compliance file of the public transaction, it is‬‬
‫‪limited to monitoring the legitimacy of the obligation and its compliance to the‬‬
‫‪procedures and provisions based on the extent to which it meets the requirements and‬‬
‫‪elements of his control.‬‬
‫‪Keywords:‬‬
‫‪Financial controller, Public procurement, Duplication of supervision,‬‬
‫‪Legitimacy control, Conformity control.‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـة‪:‬‬
‫تعترب الصفقات العمومية رلاال خصبا لئلنفاؽ العمومي تسلكو اإلدارات العمومية من أجل ذبسيد برارلها واليت‬
‫هتدؼ من خبلذلا إىل ربقيق أكرب إشباع لبلحتياجات وادلصاحل العامة‪ ،‬إال أهنا يف ذات الوقت تعترب من أكرب بؤر الفساد‬
‫ادلايل يف اإلدارات العمومية كوهنا سبس اعتماد ات مالية كبَتة داخل ادليزانية وتوطئ دلمارسات من شأهنا إىدار ادلاؿ العاـ‬
‫ما مل تسيج بإطار رقايب خارجي فعاؿ على مدى مشروعية إجراءات اإلبراـ واختيار ادلتعامل ادلتعاقد‪ ،‬ولعل ادلراقب ادلايل‬
‫أثناء أدائو دلهامو غلسد أفضل رقابة خارجية قبلية على مشروعية اإلجراءات ذلك أنو يتقمص دورا رقابيا مزدوجا على‬
‫الصفقات العمومية باعتباره شلثبل لوزير ادلالية يف جلاف الصفقات العمومية دبوجب نص ادلادة ‪ 10‬من ادلرسوـ التنفيذي‬
‫‪ 381-11‬ادلتعلق دبصاحل ادلراقبة ادلالية من جهة‪ ،‬ومسؤوال عن الرقابة ادلالية السابقة للصفقات العمومية كونو موظفا‬
‫ينتمي إىل وزارة ادلالية مهمتو التأشَت على مشروع االلتزاـ (النفقة) الذي ػلرره اآلمر بالصرؼ من جهة أخرى‪.‬‬
‫إف ىذه االزدواجية الرقابية تكرس القبعة ادلزدوجة للمراقب ادلايل ( ‪The Double Cap of financial‬‬
‫‪ )controller‬اليت يتمتع هبا يف شلارسة رقابتو على الصفقات العمومية‪ ،‬من خبلؿ فصل دوره كعضو يف عمل جلاف‬
‫الرقابة اخلارجية ادلتخصصة للصفقات العمومية‪ ،‬عن دوره يف مصاحل ادلراقبة ادلالية السابقة كموظف يف مصاحل ادليزانية‪.‬‬
‫ونظرا ألعلية ادلوضوع وحساسيتو‪ ،‬فقد أوجد لدينا حافز قوي للبحث فيو والتطرؽ إىل مجيع النقاط ادلتعلقة بو‪،‬‬
‫وتسليط الضوء على الدور ادلزدوج للمراقب ادلايل يف رلاؿ الرقابة على الصفقات العمومية وذلك من خبلؿ‪:‬‬
‫‪ -‬إبراز دور ادلراقب ادلايل كعضو يف جلاف الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬ربديد نتاج رقابة ادلراقب ادلايل يف إطار عمل جلاف الرقابة القبلية اخلارجية وتقييمو‪.‬‬

‫‪882‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫‪ -‬إبراز دور ادلراقب ادلايل كمسؤوؿ عن تسليم تأشَتة الرقابة السابقة للنفقات ادللتزـ هبا‪.‬‬
‫‪ -‬ربديد نتائج إعماؿ رقابة ادلراقب ادلايل ضمن حدود صبلحياتو الرقابية داخل مصاحل ادلراقبة ادلالية وتقييمها‪.‬‬
‫ويقتضي ىذا ادلوضوع اإلجابة على إشكالية ىامة ىي‪:‬‬
‫ماىي آليات ونتائج ممارسة االزدواجية الرقابية للمراقب المالي على الصفقات العمومية ضمن األحكام‬
‫القانونية التي تحدد مهامو في إطار الرقابة الخارجية؟‬
‫وىو ما سيتم تناولو من خبلؿ إىل زلورين‪ ،‬أولها رقابة ادلراقبة ادلايل على الصفقات العمومية حبكم عضويتو يف‬
‫جلاف الصفقات العمومية‪ ،‬وثانيهما رقابة ادلراقبة ادلايل على الصفقات العمومية حبكم وظيفتو يف مصاحل ادلراقبة ادلالية‪.‬‬
‫وبالنظر لطبيعة الدراسة فقد اعتمدنا على ادلنهج الوصفي التحليلي وذلك من أجل اإلحاطة بادلوضوع من خبلؿ‬
‫مجع ادلعلومات وادلعطيات وربليل ادلراسيم لتبيُت ىذا الدور الرقايب على الصفقات العمومية ادلناط بادلراقب ادلايل وتقييم‬
‫نتائجو‪.‬‬
‫المحور األول‪ :‬رقابة المراقب المالي على الصفقات العمومية بحكم عضويتو في لجان‬
‫الصفقات العمومية‬
‫يعترب دور ادلراق ػ ػب كعضو يف جلاف الصفق ػ ػ ػات العمومي ػ ػة ادلقرر دبوجب نػ ػص ادلادة ‪ 10‬من ادلرسوـ التنفيػ ػذي‬
‫‪ 381-11‬ادلتعلق دبصاحل ادلراقبة ادلالية احملددة دلهاـ ادلراقب ادلايل وربديدا دوره كممثل لوزير ادلالية يف جلاف الصفقات‬
‫العمومية دورا رقابيا ماليا خارج اختصاصو الوظيفي للرقابة السابقة للنفقات ادللتزـ هبا‪ ،‬ؼللف نتائج وآثار غَت تلك‬
‫ادلرتبطة بوظيفتو‪ ،‬وىو ما سنوضحو من خبلؿ التطرؽ لدور ادلراقب ادلايل هبذه الصفة وكذا نتائج رقابتو‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الدور الرقابي للمراقب المالي كممثل لوزير المالية في لجان الصفقات العمومية‬
‫يعترب ادلراقب ادلايل أحد شلثلي وزير ادلالية يف كثَت من اجملاالت واليت يتطلب فيها القانوف حضور وزير ادلالية أو شلثل‬
‫لو‪ ،‬ولقد نصت ادلادة ‪ 10‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪( 381-11‬ادلرسوـ التنفيذي ‪ 25 ، 381-11‬ذي احلجة ‪ 1432‬ادلوافق ل ػ ‪ 27‬نوفمرب‬
‫‪ )2011‬صراحة على مهاـ ادلراقب ادلايل كممثل لوزير ادلالية واليت من بينها سبثيلو يف جلاف الصفقات العمومية اليت سبارس‬
‫رقابتها على كل مراحل الصفقة‪ ،‬وتتأكد من مطابقتها للقانوف‪ ،‬خاصة أف ىذه اللجاف ىي اليت تتوىل مسبقا مراقبة دفاتر‬
‫الشروط والتأشَت عليها (خضري ‪ ،2012 ،‬صفحة ‪ ،)180‬ويتوج عملها إما دبنح التأشَتة للصفقة أو رفض ذلك خبلؿ اآلجاؿ‬
‫القانونية اليت ػلددىا تنظيم الصفقات العمومية حسب نوع اللجنة ادلختصة‪ ،‬واليت ربسب ابتداء من تاريخ إيداع ادللف‬
‫الكامل لدى كتابة اللجنة‪.‬‬
‫وعليو فإف دور ادلراقب ادلايل أثناء مشاركتو يف دراسة مشاريع الصفقات العمومية يف إطار اجتماعات ىاتو اللجاف‬
‫يأخذ شكلُت‪ ،‬إما أف يكوف عضوا عاديا يف جلسة اجتماع اللجنة أو أف يعُت عضوا مقررا يف اجللسة‪.‬‬

‫أ‪ .‬دور المراقب المالي بصفتو عضوا عاديا في الجلسة‪:‬‬

‫‪883‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫يقتصر دور ادلراقب ادلايل يف ىاتو احلالة على تقدمي التحفظات اليت يراىا حوؿ مشروع الصفقة العمومية موضوع‬
‫اجللسة بعد منحو الكلمة من طرؼ رئيس اللجنة بناء على طلبو‪ ،‬وىو ما نصت عليو ادلادة ‪ 20‬من ادلرسوـ التنفيذي‬
‫‪( 118-11‬ادلرسوـ التنفيذي ‪ 11 ،118-11‬ربيع األوؿ ‪ 1432‬ادلوافق ل ػ ‪ 16‬مارس ‪ ،)2011‬الذي حدد النظاـ الداخلي النموذجي‬
‫للجنة الصفقات العمومية يف إطار ادلرسوـ الرئاسي ‪ 236-10‬ادلتعلق بتنظيم الصفقات العمومية السابق‪ ،‬والذي بقي‬
‫ساري ادلفعوؿ يف ظل قانوف الصفقات العمومية احلايل‪ ،‬ذلك أنو مل يتم إصدار مرسوـ بشأف النظاـ الداخلي النموذجي‬
‫للجاف الصفقات العمومية يف إطار ادلرسوـ الرئاسي ‪ ،274-15‬حيث يبدي ادلراقب ادلايل دبوجب ادلادة ‪ 20‬أعبله‬
‫كل مبلحظاتو فيما ؼلص ادللف ادلدروس يف اجللسة من حيث إجراءات التقييم واختيار ادلتعامػ ػل ادلتعاق ػ ػ ػ ػ ػد (بعلي ‪،2005 ،‬‬

‫صفحة ‪ ،)9‬وكذا مطابقة مشروع الصفقة ادلدروس دلا تضمنو دفًت الشروط ادلتعلق هبا وادلؤشر من ذات اللجنة يف جلسة‬
‫سابقة‪ ،‬كما ؽلكنو التحفظ على مبلغ الصفقة إذا رأى أنو مبالغ فيو بشكل من شأنو إىدار األمواؿ العمومية‪ ،‬أو سلفضا‬
‫فيو (تكسَت األسعار) بشكل ال ؽلكن معو ضماف استمرار ادلتعامل ادلتعاقد اليت رست عليو الصفقة يف تنفيذىا‪ ،‬كوف‬
‫أسعاره سلفضة كثَتا بالنسبة دلرجع األسعار‪ ،‬وبالتايل ال ؽلكن ضماف ربقيق األىداؼ ادلرسومة وادلتوخاة من الصفقة‬
‫العمومية‪ .‬ويكوف ادلراقب ادلايل مسؤوال عن صوتو أثناء التصويت على منح التأشَتة للملف زلل الدراسة رفضا أو قبوال‬
‫لتمرير الصفقة‪ ،‬ومنحها تأشَتة اللجنة انصياعا دلبدأ األغلبية البسيطة مع ترجيح صوت رئيس اللجنة يف حالة التساوي‪.‬‬
‫ب‪.‬دور المراقب المالي بصفتو عضوا مقررا في الجلسة‪:‬‬
‫يف حالة تعيُت ادلراقب ادلايل كعضو مقرر من بُت أعضاء اللجنة‪ ،‬فإف من مهامو حسب مضموف ادلادتُت ‪08‬‬
‫و‪ 09‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 118-11‬تقوـ على تقدمي تقرير ربليلي شلضي من طرفو وجوبا‪ ،‬يتضمن حوصلة كاملة‬
‫جلميع التحفظات وادلبلحظات والقرارات حوؿ ادللف ادلدروس‪ ،‬على أف يتأكد من رفع مجيع التحفظات باالتصاؿ مع‬
‫كتابة اللجنة‪ ،‬عدا تلك التحفظات اليت زبضع للتقدير اليت تستوجب موافقة اللجنة ككل‪.‬‬
‫ويكوف مقرر اجللسة مسؤوال بالدرجة األوىل عن ادللف ادلدروس وكذا التأشَتة ادلمنوحة‪ ،‬باعتباره ادلسؤوؿ عن رفع‬
‫التحفظات ادلدرجة على ملف الصفقة وكذا إعداده مقرر رفع اليد (رفع التحفظات)‪ ،‬األمر الذي ػلملو مسؤولية قانونية‬
‫إثر أي تأشَتات سب نح ربت علمو دوف رفع التحفظات ادلشار إليها يف جلسة دراسة مشروع الصفقة‪ ،‬على أف مبدأ‬
‫األغلبية البسيطة يف التصويت على منح التأشَتة يبقى الفيصل‪ .‬حيث أف أي مبلحظات من قبلو مل يتم إزالتها تعطيو‬
‫حق التصويت بالرفض على منح التأشَتة للصفقة مع ضرورة تدوينها يف زلضر اجللسة وذكر أسباب رفض أي عضو قبوؿ‬
‫منح التأشَتة‪ ،‬وػلق ألي عضو من أعضاء اللجنة اإلمتناع عن اإلمضاء يف زلضر جلنة الصفقات العمومية ادلنعقد لدى‬
‫مبلحظتو عدـ إدراج مبلحظاتو أو ربفظاتو على ادللف ادلدروس يف زلضر اجللسة‪.‬‬

‫وذبدر اإلشارة ىنا إىل أف غيابو كمقرر يستوجب تأجيل اجللسة‪ ،‬حيث ال يعتد باألغلبية دوف حضوره‪ ،‬أما يف‬
‫حالة العلم بغيابو مسبقا أو حصوؿ مانع ػلوؿ دوف حضوره لفًتة تتجاوز ‪ 08‬أياـ فإف ادلادة ‪ 10‬من ادلرسوـ التنفيذي‬
‫‪ 118-11‬نصت على وجوب تعيُت مستخلف لو يف ادللف ادلدروس‪.‬‬
‫‪884‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫وادلبلحظ أف دور ادلراقب ادلايل كعضو يف جلنة الصفقات العمومية يعطيو احلق يف الدمج بُت رقابة ادلشروعية وكذا‬
‫إعماؿ ولو قدر ضئيل من رقابة ادلبلءمة‪ ،‬ىاتو األخَتة اليت يفتقدىا لدى شلارستو لدوره الرقايب حبكم منصبو كعوف رقابة‬
‫سابقة على النفقات ادللتزـ هبا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نتائج رقابة المراقب المالي على الصفقات العمومية كعضو في لجان الصفقات العمومية‪.‬‬
‫تعترب نتيجة رقابة ادلراقب ادلايل على الصفقات العمومية باعتباره عضوا يف جلاف الصفقات العمومية مقتصرة على‬
‫اإلدالء برأيو حوؿ ادللف ادلدروس يف اجللسة رفضا أو قبوال دوف أف يلزـ بو باقي األعضاء‪ ،‬كونو زلكوـ بقرار األغلبية‬
‫البسيطة دبنح التأشَتة من عدمو وىذا ما تؤكده ادلادة ‪ 21‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ .118-11‬وبذلك فإف دور ادلراقب‬
‫ادلايل يف الرقابة على الصفقات العمومية هبذه الصفة ينصهر يف القالب اجلماعي للجنة سواء كاف عضوا أو مقررا‪.‬‬
‫وعليو فإف نتائج رقابتو سبثل إىل حد كبَت رأي اللجنة يف حاؿ موافقة األعضاء باإلمجاع على منح التأشَتة من‬
‫عدمو‪ ،‬وسبثل رأيو الشخصي زلررا يف احملضر بكافة التحفظات اليت دلس وجودىا يف ملف الصفقة ادلدروس إذا عارض رأيو‬
‫رأي أو قرار اللجنة يف حالة التصويت باألغلبية‪ ،‬ذلك أف اللجنة مركز ازباذ القرار فيما ؼلص الرقابة على الصفقات‬
‫العمومية الداخلة ضمن اختصاصها احملدد يف ادلادة ‪ 1/195‬من ادلرسوـ الرئاسي ‪ 247-15‬ادلتعلق بتنظيم الصفقات‬
‫العمومية وتفويضات ادلرفق العاـ (ادلرسوـ الرئاسي ‪ 2 ،247-15‬ذي احلجة ‪ 1436‬ادلوافق ل ػ ‪ 16‬سبتمرب ‪ .)2015‬ففي حالة ما إذا مل‬
‫يسجل ادلرا قب ادلايل أي ربفظات حبكم عضويتو يف جلاف الصفقات العمومية واستبُت مصداقية تدوين ذلك يف زلضر‬
‫اللجنة‪ ،‬فإنو يوقع على احملضر دوف أي إشكاؿ‪ ،‬أما يف حالة ما إذا رأى ادلراقب ادلايل أي ربفظات على ملف الصفقة‬
‫ادلدروس‪ ،‬فإنو ينبغي لو أف يشَت إليو أثناء انعقاد اللجنة‪ ،‬وػلر على أف تدوف من طرؼ كاتب اجللسة يف احملضر‬
‫النهائي الذي تسلم نسخة منو لؤلعضاء ومقرر اجللسة حسب نص ادلادة ‪ 22‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ ،118-11‬حيث‬
‫يرفض التوقيع إذا عاين نقصا دلا أدىل بو من ربفظات أو نقائص خبلؿ اجللسة يف احملضر‪ ،‬وغلب على كتابة اللجنة‬
‫تسبيب عدـ توقيعو يف احملضر حسب ما نصت عليو ادلادة ‪ 21‬من نفس ادلرسوـ‪.‬‬
‫وبالتايل فنتيجة رقابة ادلراقب ادلايل هباتو الصفة تكوف من نتائج رقابة اللجنة على ادللف ادلدروس إما دبنح مقرر‬
‫التأشَتة أو رفض منحها‪.‬‬
‫أ‪ .‬منح مقرر التأشيرة‪:‬‬
‫سبلك اللجنة كامل احلرية يف منح التأشَتة أو رفضها طبقا لنص ادلادة ‪ 2/195‬من ادلرسوـ الرئاسي ‪247-15‬‬
‫باشًتاط تعليل أسباب الرفض وىنا ظليز بُت ثبلث حاالت ىي‪:‬‬

‫‪ .8‬منح التأشيرة الشاملة ‪ :‬وتكوف يف حالة ما كاف ادللف كامبل مستوفيا جلميع الشروط القانونية واإلجرائية ووافق‬
‫األعضاء باإلمجاع على سبرير مشروع الصفقة موضوع ادللف ادلدروس مع عدـ معاينة أية ربفظات‪.‬‬
‫‪ .9‬منح التأشيرة بتحفظات ‪ :‬وتكوف عندما يبلحظ أف ادللف ادلدروس مشوب بأخطاء أو بو ربفظات‪ ،‬ففي ىاتو‬
‫احلالة سبنح اللجنة مقرر التأشَتة مع اإلشارة للتحفظات ادلوجودة بو‪ ،‬سواء كانت التحفظات موقفة أو غَت موقفة‪.‬‬
‫‪885‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫‪.1-2‬التحفظات الموقفة‪ :‬تتعلق جبوىر الصفقة أي موضوعها‪ ،‬ويف ىذه احلالة تتصل أمانة اللجنة دبقرر اجللسة‬
‫ادلكلف بدراسة ادللف من أجل متابعة رفع ىاتو التحفظات‪ ،‬حيث ال يواصل مشروع الصفقة تدرجو اإلجرائي وال يلتزـ‬
‫هبا لدى مصاحل ادلراقبة ادلالية إال بعد تصحيح ىاتو األخطاء‪ ،‬ورفع ىاتو التحفظات بإعادة عرض ادللف على أعضاء‬
‫اللجنة‪ ،‬وبذلك تكوف الصفقة معلقة على شرط إزالة التحفظات ادلوقفة اليت توقف تنفيذىا دوف أف توقف اآلجاؿ‬
‫القانونية دلنح مقرر التأشَتة‪( .‬جباوي ‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)82‬‬

‫‪.2-2‬التحفظات غير الموقفة‪ :‬تتعلق بشكليات الصفقة‪ ،‬واليت تسهر على تصحيحها أمانة اللجنة بالتنسيق مع‬
‫مقرر اجللسة ادلكلف بدراسة ادللف الذي يتابع رفع ىاتو التحفظات ربت إشرافو مع عدـ إعادة عرض ادللف على‬
‫أعضاء اللجنة‪ ،‬وادلبلحظ أف ىذا النوع من التحفظات ال يوقف التنفيذ وال اآلجاؿ‪.‬‬
‫‪ .:‬تأجيل جلسة دراسة مشروع الصفقة لغاية استكمال المعلومات‪ :‬لقد نصت على ىاتو احلالة ادلادة‬
‫‪ 6/195‬من ادلرسوـ الرئاسي ‪ ،247-15‬حيث يؤجل منح مقرر التأشَتة لغاية استكماؿ ادلعلومات اذلامة والضرورية‬
‫ادلتعلقة دبلف مشروع الصفقة ادلدروس أمامها‪ ،‬وباستقرائنا لنص ادلادة ‪ 2/195‬صلد أف التأجيل يوقف حساب اآلجاؿ‬
‫القانونية وال تعود للسرياف إال باستكماؿ ادلعلومات البلزمة‪( .‬محودي ‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)33‬‬

‫ب‪.‬رفض منح التأشيرة‪:‬‬


‫لقد أتاحت ادلادة ‪ 195‬من ادلرسوـ الرئاسي ‪ 247-15‬يف فقرهتا الثانية للجنة الصفقات العمومية رفض منح‬
‫التأشَتة على أف يكوف ىذا الرفض معلبل‪ ،‬وذلك يف احلاالت اليت تكوف فيها إجراءات الصفقة واختيار ادلتعامل ادلتعاقد‬
‫غَت مطابقة للتشريع والتنظيم ادلعموؿ بو‪ ،‬على أف تكوف ىاتو ادلخالفة تتعارض مع حرية الوصوؿ للطلبات العمومية‬
‫وادلساواة يف معاملة ادلًتشحُت وشفافية اإلجراءات اليت سبثل ادلبادئ األساسية اليت تقوـ عليها الصفقات العمومية‪.‬‬
‫ج‪.‬مقرر التجاوز كآلية الجتناب رفض منح التأشيرة‪:‬‬
‫يعد طلب التأشَتة من اإلجراءات اإللزامية ادلفروضة على ادلصاحل ادلتعاقدة (قدوج ‪ ،2008 ،‬صفحة ‪ ،)138‬وىو ذات‬
‫األمر الذي كرستو ادلادة ‪ 1/196‬من ادلرسوـ الرئاسي ‪ ،247-15‬إال أنو يف حاؿ ما عاينت ادلصلحة ادلتعاقدة تعسفا‬
‫من اللجنة يف منح تأشَتهتا‪ ،‬السيما إذا كاف الرفض غَت مؤسسا‪ ،‬ورأت ادلصلحة ادلتعاقدة من جانبها أف ادللف ادلدروس‬
‫كامل ومستويف لكل الشروط اإلجرائية والقانونية‪ ،‬وضمانا منها للسَت احلسن للمرفق العاـ وكذا حفظا للمصلحة العامة‬
‫(بعلي ‪ ،2005 ،‬صفحة ‪ ، )69‬فقد أتاح ذلا ادلشرع ذباوز رفض منح تأشَتة جلاف الصفقات العمومية وذلك دبوجب مقرر‬
‫التجاوز الذي تعده السلطة ادلختصة ادلسؤولة عن ادلصلحة ادلتعاقدة‪ ،‬واحملددة حسب احلالة دبوجب نص ادلادة ‪ 200‬من‬
‫ادلرسوـ الرئاسي ‪( 247-15‬الوزير‪ ،‬الوايل‪ ،‬رئيس اجمللس الشعيب البلدي) وفق الشروط واإلجراءات احملددة يف ادلادتُت‬
‫‪ 201‬و ‪ 202‬من نفس ادلرسوـ على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ ‬غلب أف يعلل مقرر التجاوز بتقرير من ادلصلحة ادلتعاقدة‪.‬‬
‫‪ ‬غلب أف يعد مقرر التجاوز حسب الشروط ادلنصو عليها يف التشريع والتنظيم ادلعموؿ هبما‪.‬‬
‫‪ ‬غلب أف ترسل نسخة من مقرر التجاوز إىل رللس احملاسبة والوزير ادلكلف بادلالية وجلنة الصفقات ادلعنية‪.‬‬
‫‪886‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫‪ ‬غلب أال يتعلق مقرر التجاوز برفض التأشَتة ادلؤسس على عدـ مطابقة مشروع الصفقة ادلدروس لؤلحكاـ‬
‫التشريعية‪ ،‬بينما يسمح بازباذه يف حاؿ عدـ مطابقتو األحكاـ التنظيمية ويفرض على أعواف الرقابة ادلالية السابقة‪.‬‬
‫‪ ‬غلب أف يتخذ مقرر التجاوز يف اآلجاؿ القانونية واحملددة ب ‪ 90‬يوما بدءا من تاريخ تبليغ رفض التأشَتة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تقييم نتائج رقابة المراقب المالي ضمن لجان الصفقات العمومية‬
‫تعترب رقابة جلاف الصفقات العمومية رقابة مطابقة‪ ،‬حيث ت عد رقابة مستندية إجرائية تعمل على التأكد من مدى‬
‫تطبيق القوانُت والتنظيمات ادلعموؿ هبا (بن أمحد‪ ،2018/2017 ،‬صفحة ‪ ،)130‬وبذلك فادلراقب ادلايل ؽلكنو التدخل يف رقابة‬
‫مشروعية اإلجراءات حبكم عضويتو يف جلاف الصفقات العمومية‪ ،‬حيث يبدي رأيو يف كل صغَتة وكبَتة حوؿ ملف‬
‫الصفقة العمومية أثناء انعقاد اجللسة من خبلؿ التحفظات اليت يقدمها حوؿ إجراءات تقييم واختيار ادلتعامل ادلتعاقد‪،‬‬
‫وكذا مبلغ العطاء وكل بنوده ادلالية‪ ،‬وكذا قدرات ادلتعهد على الوفاء بااللتزاـ التعاقدي موضوع الصفقة‪ ،‬شلا يعطي‬
‫للمراقب ادلايل صبلحية أكرب إلعماؿ رقابة شاملة من حيث ادلشروعية وزلدودة من حيث ادلبلءمة‪ ،‬ذلك أنو ؽلارس رقابتو‬
‫بصفة شخصية بكل حرية مستقبل عن كل القيود القانونية والتشريعية اليت ربكم وظيفتو كمراقب مايل ضمن حدود‬
‫مصلحتو )‪ ، (CLINCHAMPS , 2003, p. 80‬إال أف ىاتو الرقابة ادلمارسة من قبلو هباتو الصفة تبقى أيضا زلكومة بقيد‬
‫التصويت يف اللجنة من أجل منح التأشَتة‪ ،‬حيث تكوف األغلبية ىي الفيصل والقاضي يف منح مقرر التأشَتة دللف‬
‫مشروع الصفقة ادلدروس يف جلسة اللجنة‪.‬‬
‫وذب در اإلشارة يف ىذا ادلقاـ إىل أف ادلشرع ترؾ فراغا قانونيا كبَتا يف تأطَت إجراء التجاوز نظرا خلطورة ىذا اإلجراء‪،‬‬
‫السيما فيما تعلق بعدـ إمكانية قياـ مسؤوؿ ادلصلحة ادلتعاقدة بو يف حاؿ رفض اللجنة منح التأشَتة الذي يكوف مؤسسا‬
‫على سلالفة األحكاـ التشريعية فقط دوف األحكاـ التنظيمية‪ ،‬باعتبار أف الصفقات العمومية يف اجلزائر تنظم وتسَت‬
‫باألحكاـ التنظيمية‪ ،‬بدءا من ادلرسوـ الرئاسي ‪ 247-15‬ادلتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات ادلرفق العاـ إىل‬
‫ادلرسوـ التنفيذي ‪ 118-11‬ادلتضمن ادلوافقة على النظاـ الداخلي النموذجي للجنة الصفقات العمومية‪ ،‬إىل ادلراسيم‬
‫التنفيذية ادلتعلقة برقابة ادلراقب ادلايل السابقة على النفقات ادللتزـ هبا اليت تعد الصفقات العمومية أبرزىا وأعلها على غرار‬
‫ادلرسوـ التنفيذي ‪ 414-92‬ادلعدؿ وادلتمم بادلرسوـ التنفيذي ‪ ،374-09‬وكذا ادلرسوـ التنفيذي ‪ .381-11‬وبالتايل‬
‫فقد أفرغ ادلشرع بإتاحة ىذا االجراء الرقابة اخلارجية للجاف الصفقات العمومية من كل زلتواىا وشكك يف مصداقيتها‪،‬‬
‫ومل يقف عند ذلك احلد بل ذباوزه إلقرار فرض مقرر التجاوز على ادلراقب ادلايل واحملاسب العمومي بصريح العبارة يف نص‬
‫ادلادة ‪ 202‬من ادلرسوـ الرئاسي ‪ ،247-15‬وىو ما يعد إخبلال خطَتا بفعالية الرقابة ادلالية السابقة على الصفقات‬
‫العمومية إذا ما ألزـ ادلشرع ادلراقب ادلايل دبقرر التجاوز قياسا على مقرر التأشَتة الذي يلزـ ادلراقب ادلايل وفق نص ادلادة‬
‫‪ 196‬من ادلرسوـ الرئاسي ‪ .247-15‬وبالتايل تلغى من االعتبار رقابة ادلراقب ادلايل بصفتو عضوا ضمن إلغاء رقابة‬
‫اللجنة ككل دبوجب ىذا ادلقرر‪ ،‬وىو األمر الذي غلب على ادلشرع تداركو مستقببل‪.‬‬
‫وعلى اعتبار جلاف الصفقات العمومية رقيبا على ادلشروعية بإقرار من أعلى السلطات التنفيذية يف الدولة دبوجب‬
‫مرسوـ رئاسي ينظم إجراءات الصفقات العمومية‪ ،‬فإف ذباوز رفضها ادلعلل وادلستند لنص تنظيمي من طرؼ السلطة‬
‫‪887‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫ادلختصة بادلصادقة على إبراـ الصفقات العمومية (الوزير‪ ،‬الوايل‪ ،‬رئيس اجمللس الشعيب البلدي) يطرح بدوره إشكاال قانونيا‬
‫كبَتا‪( .‬عمار‪ ،2007 ،‬صفحة ‪)215‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬رقابة المراقب المالي على الصفقات العمومية بحكم وظيفتو في مصالح‬
‫المراقبة المالية‬
‫يعد ادلراقب ادلايل أحد أعواف الرقابة ادلالية السابقة كونو ؽلثل ىيئة رقابية إدارية خارجية متخصصة ىي مصلحة‬
‫ادلراقبة ادلالية اليت تبسط رقابتها على كل النفقات العمومية الداخلة يف نطاؽ رقابتها احملدد قانونا السيما الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬األمر الذي سنحاوؿ توضيحو من خبلؿ استعراض آلية رقابتو على الصفقات العمومية هباتو الصفة وتسليط‬
‫الضوء على نتائجها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الدور الرقابي للمراقب المالي على الصفقات العمومية بحكم منصبو الوظيفي‬
‫بعد أف ربصل الصفقة على تأشَتة جلنة الصفقات ادلختصة‪ ،‬وقبل إمضاء الصفقة اليت تعترب دبثابة عقد يتضمن‬
‫التزامات وحقوؽ اجلانبُت‪ ،‬ينبغي أف يلتزـ بالصفقة يف شكل مشروع ‪-‬أي بدوف توقيعها من قبل األطراؼ ادلتعاقدة ‪-‬‬
‫وذلك بعرضها على ىيئة الرقابة ادلالية السابقة للنفقات ادللتزـ هبا مع ملف التزاـ كامل يضم كل الوثائق ادلتعلقة بالصفقة‬
‫ضمن بطاقة التزاـ زلددة الشكل والبيانات دبوجب التنظيم‪( .‬ادلرسوـ التنفيذي ‪ 19 ،227-98‬ربيع األوؿ ‪ 1419‬ادلوافق ل ػ ‪ 13‬جويلية‬
‫‪.)1998‬‬

‫أ‪ .‬االلتزام بمشروع الصفقة‬


‫عرؼ ادلشرع اجلزائري االلتزاـ يف ادلادة ‪ 19‬من القانوف ‪ 21-90‬ادلتعلق باحملاسبة العمومية على أنو اإلجراء الذي‬
‫يتم دبوجبو إثبات نشوء الدين‪( .‬القانوف ‪ 24 ،21-90‬زلرـ ‪ 1411‬ادلوافق ل ػ ‪ 15‬أوت ‪ )1990‬ولكن عملية االلتزاـ يف الواقع تتم وفق‬
‫إجراءين‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلجراء األول‪ :‬والذي يسمى بااللتزام القانوني‪ ،‬ىو التصرؼ القانوين ادلفضي إىل إنشاء دين يف ذمة الدولة‬
‫من قبل اآلمر بالصرؼ ادلختص‪ ،‬ويتم ىذا االلتزاـ عن طريق ازباذ قرار انفرادي أو عن طريق عقد‪ ،‬وذلك بالتقيد دائما‬
‫بسقف االعتمادات ادلفتوحة يف ادليزانية‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلجراء الثاني‪ :‬والذي يسمى بااللتزام المحاسبي‪ ،‬حيث يقوـ دبقتضاه اآلمر بالصرؼ أو مفوضو للقياـ‬
‫باإلنفاؽ بتحرير بطاقة التزاـ‪ ،‬واليت تؤدي إىل زبصيص جزء من ىذا االعتماد ادلفتوح الذي يتوافق مع ادلبلغ احملتمل للنفقة‬
‫(الصفقة)‪ ،‬واليت يتم إرساذلا إىل ادلراقب ادلايل‪ ،‬الذي تنحصر مهمتو يف مراقبة مشروعية مشروع النفقة‪ ،‬وعليو يتم إعداد‬
‫كشف االلتزاـ من طرؼ اآلمر بالصرؼ‪ ،‬ويسجل فيو مبلغ االعتماد الذي يغطي النفقة زلل االلتزاـ القانوين‪ ،‬أي أف‬
‫االلتزاـ احملاسيب يتمثل يف زبصيص جزء من االعتمادات ادلفتوحة لتغطية نفقة معينة (بولرواح زلمد‪ ،2004 ،‬صفحة ‪ ،)21‬حبيث‬
‫تكوف يف ثبلث نسخ ترسل إىل ادلراقب ادلايل للحصوؿ على التأشَتة‪ ،‬الذي ػلتفظ بنسخة بعد منح تأشَتتو‪ ،‬أما النسخة‬

‫‪888‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫الثانية فتحفظ يف ملف ادلشروع لدى مصاحل اآلمر بالصرؼ‪ ،‬وتواصل النسخة الثالثة مسارىا ضلو احملاسب العمومي إلسباـ‬
‫عملية التنفيذ يف مرحلتو احملاسبية‪.‬‬
‫وؽلنح ادلراق ػ ػب ادلايل ادلعُت تأشَتتػ ػ ػو عندما يتأكد من مشروعية ملف االلتزاـ بالنفق ػ ػة وفق أحكاـ ادلرسوـ التنفيذي‬
‫‪ 414-92‬ادلتعلق بالرقابة السابقة على النفقات اليت يلتزـ هبا ادلعدؿ وادلتمم (ادلرسوـ التنفيذي ‪ 19 ،414-92‬مجادي االوىل‬
‫‪ 1413‬ادلوافق لػ ‪ 14‬نوفمرب ‪)1992‬‬
‫وذبدر اإلشارة إىل أف قانوف ادلالية لسنة ‪ 2017‬أتى دبفهوـ جديد لكيفية وإجراءات القياـ بعملية االلتزاـ بالنفقة‪،‬‬
‫وذلك من خبلؿ ادلادة ‪ 120‬منو‪ ،‬فيما يتعلق بعملية االلتزاـ يف نفقات التجهيز (القانوف ‪ 28 ،14-16‬ربيع األوؿ ‪ 1438‬ادلوافق‬

‫ل ػ ‪ 28‬ديسمرب ‪ ،)2016‬مث صدور ادلرسوـ التنفيذي رقم ‪11-17‬‬


‫(ادلرسوـ التنفيذي ‪ 16 ،11-17‬ربيع الثاين ‪ 1438‬ادلوافق ل ػ ‪ 15‬جانفي‬
‫‪ ،)2017‬ويف ىذا اإلطار صدرت التعليمة رقم ‪ 002‬الشارحة للمادة ‪ 07‬من ادلرسوـ ‪( 11-17‬التعليمة رقم ‪ 06 ،002‬فيفري‬
‫‪،)2017‬واستنادا عليها أصبحت عملية االلتزاـ تتم وفق مرحلتُت‪:‬‬
‫‪ ‬االلتزام القانوني‪ :‬دبجرد تقدمي الوثائق التعاقدية واحملاسبية والتحقق القانوين والتنظيمي‪ ،‬يضع ادلراقب ادلايل‬
‫التأشَتة ادلبدئية على االلتزاـ ادلقًتح وفق للشروط ادلنصو عليها يف التنظيمات ادلعموؿ هبا‪ .‬وذبدر اإلشارة أنو غلب أف‬
‫ربتوي بطاقة االلتزاـ ادلرفقة بالوثائق التعاقدية واحملاسبية على كل البيانات ماعدا الرصيد القدمي واجلديد للعملية موضوع‬
‫االلتزاـ‪ ،‬ويسمح ىذا االلتزاـ لآلمر بالصرؼ بادلصادقة وتنفيذ الوثائق التعاقدية حسب احلالة‪ ،‬وما غلب اإلشارة إليو أف‬
‫ىذه التأشَتة ادلبدئية ال تعطي احلق لآلمر بالصرؼ بإجراء الدفع (التعليمة رقم ‪ 06 ،002‬فيفري ‪ ،)2017‬وبذلك فااللتزاـ‬
‫القانوين يتضمن ادلعلومات والبيانات واآلثار التالية‪:‬‬
‫‪ ‬يتم االلتزاـ القانوين على رخص الربامج يف حدود اعتمادات الدفع ادلبلغة‪.‬‬
‫‪ ‬ترفق بطاقة االلتزاـ القانوين بالوثائق الثبوتية واحملاسبية‪.‬‬
‫‪ ‬تتضمن بطاقة االلتزاـ القانوين على كل البيانات االلزامية ماعدا الرصيد القدمي والرصيد اجلديد‪.‬‬
‫‪ ‬يؤشر ادلراقب ادلايل على بطاقة االلتزاـ القانوين بتأشَتة تسمى التأشَتة ادلبدئية‪.‬‬
‫‪ ‬التأشَتة ادلبدئية للمراقب ادلايل على االلتزاـ القانوين تسمح لؤلمر بالصرؼ بادلصادقة وتنفيذ الوثائق التعاقدية‬
‫واحملاسبية بينما ال سبنحو احلق يف إجراء االمر الدفع‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام المحاسبي (الحقيقي)‪ :‬بعد التأشَتة ادلبدئية للمراقب ادلايل السالفة الذكر‪ ،‬ؼلضع االلتزاـ احملاسيب‬
‫(احلقيقي) يف حدود اعتمادات الدفع طبقا للمادة ‪ 120‬من قانوف ادلالية ‪ 2017‬لتأشَتة ادلراقب ادلايل مرفقا ببطاقة التزاـ‬
‫ربتوي على البيانات ادلنصو عليها يف التنظيم ادلعموؿ بو‪ ،‬ال سيما الرصيد القدمي واجلديد‪ .‬وبذلك فااللتزاـ احملاسيب‬
‫يعترب حجزا العتمادات الدفع لفائدة النفقات اليت كانت زلل التزاـ قانوين‪ ،‬ولذلك يمي بااللتزاـ احلقيقي ألف ادلبلغ‬
‫ادلدفوع فيو يكوف يف حدود اعتمادات الدفع‪ ،‬أي يوافق ما مت إصلازه فعليا من الصفقة‪.‬‬

‫‪889‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫وينبغي التنويو إىل أف التعليمة ‪ 002‬السالفة الذكر أشارت إىل وجوب تقدمي اآلمر بالصرؼ عند اختتاـ السنة‬
‫ادلالية لبطاقة االلتزام باالقتصاد للمبلغ الناتج من الفرؽ بُت االلتزاـ احملاسيب والدفع ادلنفذ‪ ،‬ويعلل ىذا االلتزاـ باالقتصاد‬
‫حبالة ادلدفوعات بعنواف السنة ادلالية ادلعنية مؤشرا عليها من طرؼ احملاسب العمومي‪.‬‬
‫وتأسيسا على ما سبق فإف االلتزاـ وفق ما شرحتو ىاتو التعليمة يتم وفق بطاقيت التزاـ‪ ،‬تتعلق األوىل بااللتزاـ‬
‫القانوين والثانية بااللتزاـ احملاسيب‪ ،‬وال يكوف إال يف االلتزامات ادلتعلقة بنفقات التجهيز للدولة‪.‬‬
‫وما يبلحظ ميدانيا أف إجراء االلتزام ات على رخص الربامج واليت ينبغي أال تكوف إال يف حدود اعتمادات الدفع‬
‫ادلبلغة لآلمرين بالصرؼ ادلتضمن يف ادلادة ‪ 07‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 11-17‬قد طبق فيما ؼلص نفقات التجهيز‬
‫ادلتعلقة بالربامج القطاعية ادلمركزة وغَت ادلمركزة فقط دوف تلك ادلتعلقة بنفقات ادلخططات البلدية للتنمية‪.‬‬
‫غَت أف صدور ادلرسوـ التنفيذي ‪ 97-22‬ادلعدؿ وادلتمم للمرسوـ التنفيذي ‪ 11-17‬ويف نص ادلادة ‪ 04‬منو قد‬
‫أعاد إجراء االلتزامات على رخص الربامج دلا كاف عليو قبل صدور ادلرسوـ ‪ 11-17‬بإلغائو للمادة ‪ 07‬من ىذا األخَت‪،‬‬
‫وكذا الغاء كل النصو اليت صدرت لتطبيقو (ادلرسوـ التنفيذي ‪ ،97-22‬ادلؤرخ يف ‪ 11‬شعباف ‪ 1443‬ادلوافق لػ ‪ 14‬مارس ‪ ،)2022‬وىو‬
‫ما وضحو وفصلو ادلقرر ادلشًتؾ بُت ادلديرية العامة للميزانية وادلديرية العامة للخزينة والتسيَت احملاسيب للعمليات ادلالية‬
‫للدولة (ادلقرر رقم ‪ 1287‬ـ‪.‬ع‪.‬ـ‪ 1475/‬ـ‪.‬ع‪.‬خ‪.‬ت‪.‬ـ‪.‬ع‪.‬ـ‪.‬د‪ 21 ،‬فيفري ‪ ،)2022‬حيث أصبح االلتزاـ القانوين واحملاسيب يتم دبوجب‬
‫بطاقة التزاـ واحدة تتضمنهما معا‪ ،‬أي أف عرض ملف االلتزاـ على ادلراقب ادلايل يتم يف مرة واحدة دبوجب بطاقة التزاـ‬
‫تعد التزاما قانونيا وزلاسبيا يف ذات الوقت‪.‬‬
‫ودلنع حالة عدـ إبداء ادلراقب ادلايل رأيو حوؿ بطاقات االلتزاـ بالنفقات ادلرسلة إليو شلا يشكل تعسفا منو‪ ،‬عدَّلت‬
‫ادلادة ‪ 09‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 374-09‬ادلادة ‪ 14‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 414-92‬أجبل معينا للمراقب ادلايل‬
‫إلعماؿ رقابتو وإظهار نتائج ذلك‪ ،‬حيث حددت آجاؿ دراسة وتفحص ملفات االلتزاـ بالنفقة اليت يرسلها اآلمر‬
‫بالصرؼ بػ ػ ػ ‪ 10‬أياـ‪( .‬ادلرسوـ التنفيذي ‪ 28 ،374-09‬ذي القعدة ‪ 1430‬ادلوافق ل ػ ‪ 16‬نوفمرب ‪)2009‬‬

‫ب‪.‬نطاق رقابة المراقب المالي على الصفقات العمومية‬


‫لقد نصت ادلادة ‪ 10‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 414-92‬ادلتعلق بالرقابة السابقة على النفقات ادللتزـ هبا ادلعدؿ‬
‫وادلتمم على أف الرقابة على النفقات ادللتزـ هبا‪ ،‬إما أف تكوف مطابقة للشروط والعناصر ادلذكورة يف ادلادة ‪ 09‬من نفس‬
‫ادلرسوـ أو تكوف غَت مطابقة‪.‬‬
‫ويف ىذا الصدد يرسل اآلمر بالصرؼ إىل ادلراقب ادلايل مع بطاقة االلتزاـ يف حالة الصفقات العمومية الوثائق‬
‫الثبوتية التالية‪(Manuel de Controle des Dépenses Engagée-DGB, 2007, p. 202) :‬‬
‫‪ -‬مشروع الصفقة‪.‬‬
‫‪ -‬مقرر تأشَتة جلنة الصفقات ادلختصة‪.‬‬
‫‪ -‬ادلداولة ادلتعلقة بالصفقة (بالنسبة دليزانية البلدية والوالية)‪.‬‬
‫‪ -‬التقرير التقدؽلي دلشروع الصفقة‪.‬‬
‫‪890‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫ادلذكرة التحليلية دلشروع الصفقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التصريح بالًتشح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التصريح بالنزاىة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رسالة العرض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬التصريح باالكتتاب‪.‬‬
‫‪ -‬جدوؿ األسعار الوحدوية‪.‬‬
‫‪ -‬كشف كمي وتقديري‬
‫ج‪.‬العناصر الخاضعة لرقابة المراقب المالي في ملف االلتزام‬
‫لقد بينت ادل ػ ػادة ‪ 09‬من ادلرسوـ التنفي ػ ػذي رقم ‪ 414-92‬ادلعدؿ وادلتمم بادلرس ػ ػوـ التنفي ػ ػذي بادلرسوـ رقم‬
‫‪ 374-09‬العناصر اليت زبضع لرقابة ادلراقب ادلايل‪ ،‬وىي زلددة على سبيل احلصر فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬الصفة القانونية لآلمر بالصرف‪ :‬وىنا يتم التأكد شلا إذا كاف اآلمر بالصرؼ الذي ينفذ عملية االلتزاـ بالنفقة‬
‫مؤىبل قانونا للقياـ هبذه العملية (بورطالة‪ ،2014/2013 ،‬صفحة ‪ ،)111‬وذلك من خػ ػبلؿ التأكػ ػ ػ ػد من صف ػ ػ ػ ػة اآلمر بالصرؼ‬
‫(‪ ،) The quality of authorizing officer‬بناء على مطابقة ظلوذج إمضاءه (‪)Signature Specimen‬‬
‫وختمو (‪ )Stamp‬ادلودع لدى مصلحة ادلراقبة ادلالية مع اإلمضاء واخلتم ادلوجودين على بطاقة االلتزاـ وكذا سلتلف الوثائق‬
‫الثبوتية ادلتعلقة بالصفقة موضوع ملف االلتزاـ‪.‬‬
‫‪ .2‬مطابقة االلتزام للقوانين والتنظيمات المعمول بها‪ :‬وىنا يتأكد ادلراقب ادلايل من مشروعية اإلجراءات ادلتعلقة‬
‫بإبراـ الصفقة العمومية وفقا للتنظيم ادلعموؿ بو‪ ،‬وكذا شكليات بطاقة االلتزاـ احملددة بقرار من وزير ادلالية يتضمن‬
‫البيانات ادلذكورة فيها‪.‬‬
‫‪ .3‬توفر االعتمادات والمناصب المالية‪ :‬أي التحقق من وجود االعتمادات ادلالية اليت تغطي مبلغ الصفقة‬
‫العمومية موضوع االلتزاـ‪ ،‬حيث ال ؽلكن االلتزاـ بصفقة عمومية دوف وجود االعتماد الكايف لتغطيتها ضمن ادلادة أو‬
‫الفصل ادلخصص ذلا يف ادليزانية‪ ،‬ويف ىذا السياؽ ذبدر اإلشارة إىل أف ادلادة ‪ 07‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪374-09‬‬
‫ادلعدؿ وادلتمم للمرسوـ التنفيذي ‪ 414-92‬قد عدلت ىذا العنصر‪ ،‬حبيث وجب أثناء إعماؿ ادلراقب ادلايل لرقابتو على‬
‫ملف االلتزاـ بالصفقة العمومية إضافة لتأكده لوجود االعتمادات ادلالية الكافية لتغطية مبلغ الصفقة‪ ،‬تأكده أيضا من‬
‫توافر رخص الربامج كشرط وعنصر إلزامي دلنح تأشَتتو ال سيما فيما تعلق بالصفقات العمومية ادلرتبطة دبيزانية التجهيز‪.‬‬
‫‪ .4‬التخصيص القانوني للنفقة‪ :‬أي أف ادلراقب ادلايل يتأكد من أف كل نفقة عمومية يتم االلتزاـ هبا ضمن ادلادة‬
‫أو البند ادلخصص ذلا قانونا يف ادليزانية‪ ،‬مع عدـ زبصيص اعتماد مايل مفتوح لتغطية نفقة معينة من أجل تغطية نفقة‬
‫أخرى‪ ،(Manuel de Controle des Dépenses Engagée-DGB, 2007, p. 125) .‬فمثبل ال ؽلكن االلتزاـ بصفقة‬
‫أشغاؿ بناء ضمن ادلادة اليت تضم االعتماد ادلايل لنفقات العتاد وادلعدات‪.‬‬

‫‪891‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫‪ .5‬مطابقة مبلغ االلتزام للعناصر المبينة في الوثائق الملحقة‪ :‬حيث يتأكد ادلراقب ادلايل من مدى مطابقة مبلغ‬
‫النفقة ادلتضمنة يف الوثائق الثبوتية ادلرفقة مع ادلبلغ ادلوجود على بطاقة االلتزاـ وذلك بشكل زلاسيب‪ ،‬حيث يتم حساب‬
‫ادلبالغ ادلوجودة يف ادلرفقات سواء كانت كشوؼ أجور‪ ،‬أو سندات طلب‪ ،‬أو كشوؼ كمية وتقديرية لصفقة عمومية أو‬
‫اتفاقية ومقارنتها مع ادلبلغ ادلكتوب على وجو وظهر بطاقة االلتزاـ‪ ،‬ويشًتط وجوبا أف يكوف ادلبلغ الذي تتضمنو الوثائق‬
‫ادللحقة متساو مع ادلبلغ ادلوجود على بطاقة االلتزاـ‪.‬‬
‫‪ .6‬وجود التأشيرات واآلراء المسبقة‪ :‬ويتأكد ادلراقب ادلايل ىنا من وجود اآلراء السابقة أو التأشَتات ادلنصو‬
‫عليها قانونا قبل وضع تأشَتتو على بطاقة االلتزاـ‪ ،‬ويكوف ذلك حسب نوع وطبيعة النفقة‪ ،‬ومثاؿ ذلك التأكد من وجود‬
‫مقرر تأشَتة جلنة الصفقات العمومية مرفقة ببطاقة االلتزاـ ادلتعلقة هبا‪ ،‬حيث ال ؽلكن االلتزاـ بالنفقة موضوع الصفقة يف‬
‫حالة عدـ وجود مقرر تأشَتة اللجنة على مشروع الصفقة العمومية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نتائج الرقابة المالية السابقة للمراقب المالي ضمن مصالح المراقبة المالية‪.‬‬
‫لقد أكدت ادلادة ‪ 05‬من ادلرسوـ التنفيذي رقم ‪ 374-09‬ادلعدؿ وادلتمم للمرسوـ التنفيذي ‪ 414-92‬على‬
‫ضرورة أف زبضع مشاريع القرارات ادلبينة وادلتضمنة التزاما بالنفقات لتأشَتة ادلراقب ادلايل قبل التوقيع عليها‪ ،‬ومن ذلك‬
‫مشاريع الصفقات العمومية وادلبلحق (ادلرسوـ التنفيذي ‪ 28 ،374-09‬ذي القعدة ‪ 1430‬ادلوافق ل ػ ‪ 16‬نوفمرب ‪ .)2009‬وجعل ادلشرع‬
‫من ىاتو التأشَتة شرطا ضروريا إلسباـ إبراـ الصفقة بصفة هنائية‪ ،‬وبذلك يكوف ادلراقب ادلايل متفردا برأيو ربت مسؤوليتو‬
‫الشخصية يف تسليم تأشَتتو ادلسبقة على مشروع االلتزاـ ادلتعلق بالصفقة أو رفض ذلك‪ .‬وعليو فإف رقابة ادلشروعية‬
‫للمراقب ادلايل دبوجب ىذا الدور زبلص إىل نتيجتُت‪ ،‬إما مطابقة ملف للشروط القانونية والتنظيمية‪ ،‬وإما عدـ مطابقتو‬
‫ذلا‪ ،‬وبناء عليهما تتبلور نتيجة رقابتو إما قبوال لتسليم تأشَتتو أو رفضا‪.‬‬
‫فبعد قياـ ادلراقب ادلايل بفحص العناصر اخلاضعة للرقابة يف ملف االلتزاـ بالنفقة ادلرسل إليو من قبل اآلمر‬
‫بالصرؼ‪ ،‬يقوـ بادلوافقة على النفقة موضوع ادلستوفاة للشروط القانونية وذلك دبنح التأشَتة‪ ،‬أو يرفض ادلوافقة عليها‬
‫ومنحها تأشَتتو إذا كانت االلتزامات غَت مطابقة للقوانُت والتنظيمات ادلعموؿ هبا‪ ،‬حسب ما نصت عليو ادلادة ‪ 10‬من‬
‫ادلرسوـ التنفيذي ‪ 414-92‬ادلعدؿ وادلتمم (ادلرسوـ التنفيذي ‪ 19 ،414-92‬مجادي االوىل ‪ 1413‬ادلوافق لػ ‪ 14‬نوفمرب ‪.)1992‬‬
‫أ‪ .‬منح التأشيرة‬
‫إف مطابقة ملف االلتزاـ للقوانُت والتنظيمات ادلعموؿ هبا يستوجب منح ادلراقب ادلايل لتأشَتتو على ملف االلتزاـ‬
‫بالصفقة‪ ،‬مع مراعاة الزامية مقرر التأشَتة الصادر عن جلاف الصفقات العمومية ادلختصة للمراقب ادلايل‪ ،‬اليت تأخذ‬
‫أساسها من تشريعُت الئحيُت‪ ،‬يعد األوؿ دستور الرقابة ادلالية السابقة للنفقات ادللتزـ هبا (ادلرسوـ التنفيذي ‪ 28 ،374-09‬ذي‬
‫القعدة ‪ 1430‬ادلوافق ل ػ ‪ 16‬نوفمرب ‪ )2009‬من خبلؿ ادلادة ‪ 07‬منو‪ ،‬ويعد الثاين دستور الصفقات العمومية (ادلرسوـ الرئاسي ‪-15‬‬
‫‪ 2 ،247‬ذي احلجة ‪ 1436‬ادلوافق ل ػ ‪ 16‬سبتمرب ‪ )2015‬من خبلؿ ادلادة ‪ 196‬منو‪ .‬ىاتُت ادلادتُت اللتُت أكدتا على أف تأشَتة‬
‫جلنة الصفقات العمومية ادلختصة تفرض على ادلراقب ادلايل وتلزمو ما مل زبالف ىاتو التأشَتة الشاملة حكما تشريعيا‪.‬‬

‫‪892‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫غَت أف ادلراقب ادلايل إذا عاين نقائص بعد التأشَتة على مشروع الصفقة فلو أف يتخذ إشعارا بذلك للجهات اليت‬
‫أوصى هبا التنظيم بعد تسليمو لتأشَتتو من أجل إخبلء مسؤوليتو وتكريسا دلشروعية رقابتو وإدراؾ الغاية منها حسب ما‬
‫نصت عليو ادلادة ‪ 07‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 374-09‬ادلعدؿ وادلتمم للمرسوـ التنفيذي ‪.414-92‬‬
‫وبالتايل يكوف منح التأشَتة دللف االلتزاـ بالصفقة ربت قيد إلزامية تأشَتة جلاف الصفقات العمومية ادلختصة وفق‬
‫صورتُت‪:‬‬
‫‪ .1‬منح تأشيرة دون معاينة نقائص على مشروع الصفقة‪ :‬ويكوف ذلك يف حالة مطابقة ملف االلتزاـ للشروط‬
‫القانونية والتنظيمية‪ ،‬ففي ىذه احلالة وبعد تأكد ادلراقب ادلايل من مطابقة االلتزاـ بالنفقة للشروط ادلعموؿ هبا‪ ،‬يعرب عن‬
‫موافقتو على النفقة بوضع تأشَتتو على بطاقة االلتزاـ والوثائق الثبوتية‪ ،‬حيث غلد أساسو القانوين يف نص ادلادة ‪ 10‬من‬
‫ادلرسوـ التنفيذي ‪ 414-92‬ادلعدؿ وادلتمم‪ ،‬وتعرب تأشَتتو على صحة الصفقة ومشروعية إجراءاهتا‪ .‬ويف ىذه احلالة ؽلكن‬
‫لآلمر بالصرؼ بعد استبلمو بطاقة االلتزاـ ادلؤشرة من طرؼ ادلراقب ادلايل أف ؽلنح األمر بتنفيذ األشغاؿ أو اخلدمات‬
‫للمتعامل ادلتعاقد الذي رست عليو الصفقة‪ ،‬وإسباـ عملية الدفع عن طريق تقدؽلو األمر بالدفع أو حوالة الدفع للمحاسب‬
‫العمومي‪( .‬بوطورة فضيلة‪ ،2018 ،‬صفحة ‪)108‬‬

‫‪ .2‬منح التأشيرة مع اتخاذ اإلشعار عند معاينة نقائص على مشروع الصفقة‪ :‬ويف ىذه احلالة‪ ،‬وبعد منح‬
‫ادلراقب ادلايل تأشَتتو على ملف االلتزاـ دبشروع الصفقة‪ ،‬يصدر ادلراقب ادلايل إشعارا يبلغ دبوجبو النقائص اليت عاينها‬
‫للجهات اليت حددىا التنظيم‪.‬‬
‫ويعترب اإلشعار آلية وضعها ادلشرع يف يد ادلراقب ادلايل لئلخطار عن النقائص ادلوجودة يف مشروع الصفقة بعد‬
‫تأشَتة جلاف الرقابة اخلارجية ادلختصة عليها‪ ،‬حيث حددت ادلادة ‪ 07‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 374-09‬ادلعدؿ وادلتمم‬
‫للمرسوـ التنفيذي ‪ 414-92‬نطاقا للتبليغ عن التجاوزات ادلتعلقة باألحكاـ التنظيمية اليت قد تشوب مشروع الصفقة‪،‬‬
‫وادلبلحظ ىنا أف ادلشرع أتى على ذكر كلمة "نقائص" ومل ػلدد فيما إف كانت ىاتو النقائص متعلقة دبخالفة مشروع‬
‫الصفقػ ػ ػػة لؤلحكاـ التشريعية أو سلالفت ػ ػ ػ ػػو لؤلحكاـ التنظيمية‪ ،‬إال أنػ ػ ػ ػو وبالرجوع للمادة ‪ 196‬من ادلرسوـ الرئاسػ ػ ػ ػي‬
‫‪ ،247-15‬نستنتج أف ادلقصود بالنقائص ادلذكورة يف ادلادة ‪ 07‬أعبله‪ ،‬ىي تلك ادلتعلقة دبخالفة األحكاـ التنظيمية‬
‫فقط‪ .‬وبالتايل فللمراقب ادلايل أف يتخذ إشعارا (مذكرة مبلحظات) حوؿ أي مشروع صفقة مؤشر من طرؼ جلاف‬
‫الصفقات العمومية ادلختصة يف حاؿ اكتشافو لنقائص بو تتعلق دبخالفة لؤلحكاـ التنظيمية أثناء إعمالو لرقابتو عليو‪،‬‬
‫وذلك بعد وضع تأشَتتو إلزاميا على بطاقة االلتزاـ موضوع الصفقة بشرط أف تكوف ىاتو النقائص مرتبطة بعمل جلاف‬
‫الصفقات العمومية ادلختصة‪ ،‬وبتعبَت أدؽ مرتبطة دبشروعية مقرر التأشَتة الصادر بشأف مشروع الصفقة نتيجة سلالفات‬
‫للتنظيم‪( .‬ادلنشور ‪.)2014-01-16 ،000263‬‬
‫وعليو فالنقائص اليت تكوف زلل إشعار غلب أف تكوف مرتبطة دبخالفات ألحكاـ تنظيمية تأسيسا على نص ادلادة‬
‫‪ 07‬سالفة الذكر وكذا ادلنشور ‪ 000263‬ادلتعلق بكيفيات ازباذ مذكرة ادلبلحظات وربديد ظلوذجها‪ .‬ألف النقائص‬

‫‪893‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫ادلتعلقة دبخالفات ألحكاـ تشريعية تلغي الزامية تأشَتة جلاف الصفقات العمومية على ادلراقب ادلايل من أساسو‪ ،‬وبالتايل‬
‫تكوف زلل مذكرة رفض من طرؼ ادلراقب ادلايل على ملف االلتزاـ‪.‬‬
‫ولقد وضح التنظيم آليات وإجراءات ازباذ مذكرة ادلبلحظات واليت تسمى يف صلب النص إشعارا‪ ،‬وكذا واجلهات‬
‫اليت ينبغي إخطارىا بو من خبلؿ ادلادة ‪ 07‬من ادلرسوـ التنفي ػ ػ ػذي ‪ 374-09‬ادلع ػ ػ ػدؿ وادلتمم للمرسوـ التنفيػ ػ ػ ػذي‬
‫‪ ،414-92‬وىي‪:‬‬
‫‪ -‬الوزير ادلكلف بادليزانية (وزير ادلالية)‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس جلنة الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬اآلمر بالصرؼ ادلعٍت‪.‬‬
‫حيث تػتَّخذ مذكرة ادلبلحظات (اإلشعار) وفق ظلوذج زلدد من قبل التنظيم‪( .‬ادلنشور ‪)2014-01-16 ،000263‬‬

‫ب‪.‬رفض منح التأشيرة‬


‫ويكوف يف حالة عدـ مطابقة االلتزاـ للشروط القانونية والتنظيمية‪ ،‬فإذا تبُت من خبلؿ فحص ادلراقب ادلايل دللف‬
‫االلتزاـ وجود سلالفة إلحدى عناصر رقابتو واليت تفضي لعدـ ادلشروعية‪ ،‬فإنو يرفض التأشَت على بطاقة االلتزاـ‪ ،‬ويكوف‬
‫عدـ ادلوافقة على منح تأشَتتو إما برفض مؤقت أو رفض هنائي حسب احلالة‪ ،‬وذلك حسب نص الفقرة الثانية من ادلادة‬
‫‪ 07‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 374-09‬ادلعدؿ وادلتمم للمرسوـ التنفيذي ‪.414-92‬‬
‫‪ .8‬الرفض المؤقت‪ :‬ويكوف يف حاؿ معاينة ادلراقب ادلايل لعيب غَت جوىري يشوب بطاقة االلتزاـ ؽلكن تعديلو‬
‫وفق ما نصت ادلادة ‪ 13‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 414-92‬ادلعدؿ وادلتمم‪ ،‬حبيث تعاد بطاقة االلتزاـ رفقة مذكرة الرفض‬
‫اليت ربتوي على مجيع ادلبلحظات الضرورية ادلسببة لعدـ منح التأشَتة مع التعليل استنادا للنصو القانونية‪ ،‬وذلك من‬
‫أجل إعادة تصحيحها‪ ،‬ويكوف الرفض ادلؤقت حسب ادلادة ‪ 11‬من نفس ادلرسوـ معلبل بأحد األسباب التالية‪:‬‬
‫‪ ‬حالة اقًتاح التزاـ مشوب دبخالفات للتنظيم ادلعموؿ بو قابلة للتصحيح‪.‬‬
‫‪ ‬انعداـ أو نقصاف الوثائق ادلثبتة لبللتزاـ بالنفقة وادلطلوبة قانونا‪.‬‬
‫‪ ‬نسياف أحد البيانات اذلامة يف الوثائق ادلرفقة بااللتزاـ‪.‬‬
‫(حاحة عبد‬ ‫وغلب أف يكوف الرفض ادلؤقت ادلبلغ من طرؼ ادلراقب ادلايل لآلمر بالصرؼ غَت مكرر لنفس السبب‬
‫العايل‪ ،2013/2012 ،‬صفحة ‪.)536‬‬
‫‪ .9‬الرفض النهائي‪ :‬يكوف الرفض هنائيا يف حاؿ ما تضمن ملف االلتزاـ عدـ ادلطابقة ألحد العناصر األساسية‬
‫واجلوىرية اليت ال ؽلكن تعديلها‪ ،‬ويكوف ىذا الرفض زلددا لكل األسباب القانونية ادلؤدية إليو ويعلل حسب ادلادة ‪ 12‬من‬
‫ادلرسوـ التنفيذي ‪ 414-92‬بأحد األسباب التالية‪:‬‬
‫‪ ‬عدـ مطابقة االقًتاح بااللتزاـ للقوانُت والتنظيمات السارية ادلفعوؿ‪.‬‬
‫‪ ‬عدـ توفر االعتمادات أو ادلناصب ادلالية‪.‬‬
‫‪ ‬عدـ احًتاـ اآلمر بالصرؼ للمبلحظات ادلدونة على مذكرة الرفض ادلؤقت‪.‬‬

‫‪894‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫وتعد ىذه احلاالت من التحفظات واالجراءات األساسية واجلوىرية اليت ال ؽلكن لآلمر بالصرؼ تصحيحها‪ ،‬وهبذا‬
‫ال ؽلكنو تصحيح االلتزاـ بالنفقة‪ ،‬غَت أنو يشًتط أيضا على ادلراقب ادلايل أف يربر رفضو النهائي دلنح التأشَتة حىت ال‬
‫يكوف متعسفا يف شلارسة اختصاصو الرقايب‪.‬‬
‫وغلب على ادلراقب ادلايل يف حالة الرفض النهائي أف يرسل نسخة من ملف االلتزاـ ادلعٍت مرفق بتقرير مفصل إىل‬
‫وزير ادلالية‪ ،‬وؽلكن ذلذا األخَت إعادة النظر يف الرفض النهائي الصادر عن ادلراقب ادلايل عندما يرى أف العناصر اليت ب يٍت‬
‫عليها الرفض غَت مؤسسة حسب ما ورد يف ادلادة ‪ 13‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 374-09‬ادلعدؿ وادلتمم للمرسوـ التنفيذي‬
‫‪.414-92‬‬
‫وذبدر اإلشارة ىنا إىل أف ادلراقب ادلايل أثناء شلارستو للرقابة ادلالية على الصفقة العمومية يستقل عن أي رأي لو‬
‫حوؿ مشروع الصفقة كاف قد أدىل بو أثناء رقابتو عليها كعضو يف جلنة الصفقات العمومية‪ ،‬حيث ال ؽلكن أف يتبع رفضو‬
‫منح التأشَتة على مشروع الصفقة داخل اللجنة برفض تسليم تأشَتتو على مشروع االلتزاـ دبناسبة آداء وظيفتو يف مصاحل‬
‫ادلراقبة ادلالية‪ ،‬باعتبار أف التأشَتة الشاملة للجنة الصفقات ادلختصة تفرض على ادلراقب ادلايل وتلزمو ما مل زبالف حكما‬
‫تشريعيا‪ ،‬دوف أف يكوف لو حق يف الرفض إذا خالفت حكما تنظيميا‪.‬‬
‫غَت أف ادلراقب ادلايل إذا عاين نقائص قبل التأشَت على مشروع الصفقة مرتبطة بأحكاـ تشريعية مرتبطة بالصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬فإنو ال ؽلتثل لتأشَتة جلاف الصفقات العمومية ادلختصة وال يلتزـ هبا‪ ،‬وعليو تبليغ جلنة الصفقات العمومية‬
‫واعبلمها كتابيا هباتو النقائص‪ ،‬حيث ؽلكن للجنة سحب تأشَتهتا وفق ما نصت عليو ادلادة ‪ 196‬من ادلرسوـ الرئاسي‬
‫‪ 247-15‬ادلتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات ادلرفق العاـ‪.‬‬
‫‪ .:‬إمكانية سحب تأشيرة لجان الصفقات العمومية المختصة‪:‬‬
‫باستقراء ما جاءت بو ادلادة ‪ 196‬من ادلرسوـ الرئاسي ‪ 247-15‬ادلتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات‬
‫ادلرفق العاـ‪ ،‬صلد أف ادلشرع أشار إىل أنو ويف حالة معاينة ادلراقب ادلايل لعدـ مطابقة التأشَتة الشاملة اليت سبنحها جلنة‬
‫الصفقات العمومية ادلختصة دلشروع الصفقة ألحكاـ تشريعية متعلقة بالصفقات العمومية‪ ،‬فإنو يقوـ بإعبلـ جلنة‬
‫الصفقات العمومية ادلختصة كتابيا‪ ،‬اليت ذلا أف تسحب تأشَتهتا بعد إخطارىا‪ ،‬وقبل تبليغ الصفقة للمتعهد ادلختار‪.‬‬
‫ومعٌت ذلك عمليا أف سلالفة مقرر التأشَتة لؤلحكاـ التشريعية ادلتعلقة بالصفقات العمومية فقط دوف غَتىا من‬
‫األحكاـ التشريعية األخرى‪ ،‬يستتبعو رفض ادلراقب ادلايل منح تأشَتتو على ملف االلتزاـ موضوع الصفقة دبوجب مذكرة‬
‫رفض‪ ،‬ومن مث إخطار جلنة الصفقات العمومية ادلختصة كتابيا‪ ،‬ىاتو األخَتة اليت ؽلكن أف تسحب تأشَتهتا قبل تبليغ‬
‫الصفقة للمتعامل ادلتعاقد الذي رست عليو الصفقة‪ ،‬ويكوف ىذا اإلعبلـ الكتايب يف شكل تبليغ ال يستوجب ظلوذجا‬
‫معينا كوف التنظيم مل ػلدد ظلوذجو‪ .‬أما إذا عاين ادلراقب ادلايل نقائص تتعلق دبخالفة مقرر تأشَتة اللجاف ألحكاـ تشريعية‬
‫أخرى ال تعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬فإنو يكتفي برفضو دلنح التأشَتة ادلؤسس قانونا فقط‪ ،‬دوف إعبلـ جلنة الصفقات‬
‫العمومية ادلختصة بالنقائص ادلسجلة من أجل سحب تأشَتهتا‪.‬‬

‫‪895‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫وما يبلحظ من نص ىذه ادلادة ىو أف ادلشرع ترؾ اجملاؿ مفتوحا للجنة من أجل سحب تأشَتهتا أو عدمو بدليل‬
‫عبارة "ؽلكن للجنة الصفقات العمومية سحب تأشَتهتا"‪ ،‬وىنا يكوف للجنة رأي يف مدى مشروعية قرار ادلراقب ادلايل‬
‫وصحة ربفظاتو موضوع إعبلمو الكتايب‪ ،‬وتكوف نتيجة ذلك واحدة من اثنتُت‪:‬‬
‫‪.1-3‬سحب لجنة الصفقات العمومية المختصة لتأشيرتها‪ :‬ويكوف عند موافقة رأيها لرأي وربفظات ادلراقب‬
‫ادلايل ادلبلغة دبوجب اإلعبلـ الكتايب‪ ،‬وتأسيسا على ذلك تقوـ اللجنة بسحب تأشَتهتا قبل تبليغ الصفقة للمتعهد الذي‬
‫رست عليو‪.‬‬
‫‪.2-3‬عدم سحب لجنة الصفقات العمومية المختصة لتأشيرتها‪ :‬ويكوف عند سلالفة رأيها لرأي وربفظات‬
‫ادلراقب ادلايل ادلبلغة دبوجب التبليغ أو اإلعبلـ الكتايب‪ ،‬وىنا نكوف أيضا أماـ حالتُت‪:‬‬
‫‪ ‬الحالة األولى ‪ :‬اقتناع ادلراقب ادلايل برأي اللجنة ومشروعية مقرر تأشَتهتا على مشروع الصفقة وصحتو‪،‬‬
‫وبالتايل رجوعو عن رفضو ادلؤقت وتسليم تأشَتتو على ملف االلتزاـ موضوع الصفقة‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬عدـ اقتناع ادلراقب ادلايل برأي اللجنة‪ ،‬وبالتايل سبسكو دبخالفة مقرر التأشَتة الشاملة الصادر‬
‫عن اللجنة ألحكاـ تشريعية متعلقة بالصفقات العمومية‪ ،‬فيصدر بشأنو لدى إعادة ملف االلتزاـ إىل مصاحلو مذكرة‬
‫رفض هنائي‪ ،‬ىاتو األخَتة اليت ال ؽلكن بأي حاؿ من األحواؿ قياـ اآلمر بالصرؼ بإجراء التغاضي خبصوصها وفق ادلادة‬
‫‪ 05‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 374-09‬ادلعدؿ وادلتمم للمرسوـ التنفيذي ‪.414-92‬‬
‫ج‪.‬التغاضي كآلية لتجاوز الرفض النهائي لمنح التأشيرة‪:‬‬
‫يعترب التغاضي إجراء ؽل ِّكن اآلمر بالصرؼ يف حالة الرفض النهائي لبللتزاـ بالنفقة بأخذ ادلسؤولية الكاملة يف‬
‫صرؼ النفقة دوف التقيد بتأشَتة ادلراقب ادلايل‪ ،‬على أف يكوف التغاضي مرتبطا برفض االلتزامات احملددة يف نص ادلادتُت‬
‫‪ 06‬و‪ 07‬من ادلرسوـ الرئاسي ‪ 414-92‬ادلعدؿ وادلتمم‪ ،‬ويقوـ يف ىذه احلالة اآلمر بالصرؼ بالتغاضي عن طريق مقرر‬
‫معلل‪ ،‬والذي تبُت إجراءاتو ادلادة ‪ 18‬من ذات ادلرسوـ‪ ،‬ويعلم بو الوزير ادلكلف بادليزانية‪.‬‬
‫وال ؽلكن لآلمر بالصرؼ القياـ بالتغاضي يف احلاالت ادلبينة يف ادلادة ‪ 19‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 414-92‬ادلعدؿ‬
‫وادلتمم‪ ،‬واليت يكوف فيها الرفض النهائي مؤسسا على األسباب التالية‪:‬‬
‫غياب صفة اآلمر بالصرؼ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدـ توفر االعتمادات أو انعدامها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫انعداـ التأشَتات أو اآلراء ادلسبقة ادلنصو عليها بالتنظيم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫انعداـ الوثائق الثبوتية اليت تتعلق بااللتزاـ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬التخصيص غَت القانوين لبللتزاـ هبدؼ إخفاء إما ذباوزا لبلعتمادات وإما تعديبل ذلا أو ذباوزا دلساعدات مالية‬
‫بادليزانية‪.‬‬

‫‪896‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫ودبفهوـ اخللف واستخبلصا من نص ادلادة ‪ 18‬سالفة الذكر‪ ،‬ال ؽلكن لآلمر بالصرؼ القياـ بالتغاضي يف حاالت‬
‫الرفض النهائي ادلتعلقة بالنفقات موضوع ادلادة ‪ 05‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 374-09‬ادلعدؿ وادلتمم للمرسوـ التنفيذي‬
‫‪ 414-92‬وىي‪:‬‬
‫‪ ‬مشاريع قرارات التعيُت والًتسيم والقرارات اليت زبص احلياة ادلهنية ومستوى ادلرتبات للمستخدمُت باستثناء‬
‫الًتقية يف الدرجة‪.‬‬
‫‪ ‬مشاريع اجلداوؿ اإليمية اليت تعد عند قفل كل سنة مالية‪.‬‬
‫‪ ‬مشاريع اجلداوؿ األصلية األولية اليت تعد عند فتح االعتمادات وكذا اجلداوؿ األصلية ادلعدلة خبلؿ السنة‬
‫ادلالية‪.‬‬
‫‪ ‬مشاريع الصفقات العمومية وادلبلحق‪.‬‬
‫‪ .1‬إجراءات حصول التغاضي‪ :‬ػلصل التغاضي عن طريق إرساؿ اآلمر ملف االلتزاـ للمراقب ادلايل مرفقا دبقرر‬
‫معلل يدعى مقرر التغاضي‪ ،‬من أجل وضع تأشَتة األخذ باحلسباف مع اإلشارة لرقم التغاضي وتارؼلو‪.‬‬

‫‪ .2‬آثار التغاضي‪ :‬يف حالة استيفاء شروط التغاضي فإنو يرتِّب عدة نتائج وضحتها ادلواد ‪ 22 ،21 ،20‬من‬
‫ادلرسوـ التنفيذي ‪ 414-92‬ادلعدؿ وادلتمم‪ ،‬نوجزىا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يؤشر ادلراقب ادلايل على ملف االلتزاـ تأشَتة األخذ باحلسباف‪.‬‬
‫‪ ‬يقوـ ادلراقب ادلايل بإرساؿ نسخة من ادللف موضوع االلتزاـ إىل الوزير ادلكلف بادليزانية قصد اإلعبلـ‪ ،‬مرفقا‬
‫بتقرير مفصل‪.‬‬
‫‪ ‬يقوـ وزير ادلالية بإرساؿ نسخة من ملف االلتزاـ موضوع التغاضي إلزاميا للمؤسسات ادلتخصصة بالرقابة على‬
‫النفقات العمومية (رللس احملاسبة وادلفتشية العامة للمالية)‪.‬‬
‫‪ ‬يستمر اآلمر بالصرؼ يف إجراءات تنفيذ النفقة موضوع التغاضي ربت مسؤوليتو‪ ،‬وتربأ مسؤولية ادلراقب ادلايل‬
‫بشأف ىاتو النفقة‪.‬‬
‫وعليو فإف االلتزاـ الذي يتم دبوجبو التغاضي يوجو إىل ادلراقب ادلايل للتأشَت عليو بتأشَتة األخذ باحلسباف مع‬
‫الرجوع إىل تاريخ ورقم التغاضي‪ ،‬حيث يقوـ ادلراقب ادلايل بتحويل نسخة من ملف االلتزاـ إىل وزير ادلالية عن طريق‬
‫السلم اإلداري (بلوؿ و عزه‪ ،2020 ،‬صفحة ‪ ،)89‬وذبدر اإلشارة ىنا إىل أف تأشَتة األخذ باحلسباف ادلوضوعة من طرؼ‬
‫ادلراقب ادلايل تعترب إخبلءً دلسؤوليتو وإبراءً لذمتو اذباه ىذه النفقة وما يًتتب عنها‪ ،‬وتستمر إجراءات تنفيذ النفقة ربت‬
‫ادلسؤولية الكاملة لآلمر بالصرؼ‪.‬‬
‫وما ذبدر اإلشارة إليو يف ىذا الصدد أف مقرر التغاضي وإف كاف آلية لتجاوز رقابة ادلراقب ادلايل‪ ،‬إال أنو يف ذات‬
‫الوقت آلية أقرىا ادلشرع اجلزائري لآلمر بالصرؼ كضماف دلبدأ استمرارية ادلرفق العاـ‪ ،‬وذلك من أجل مواصلة تنفيذ‬
‫الصفقة العمومية ربقيقا للمصلحة العامة يف الظروؼ اليت يتعذر فيها تدارؾ التحفظات الواردة يف مذكرة رفضو النهائي‬

‫‪897‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫الصادرة عن ادلراقب ادلايل حوؿ ملف االلتزاـ بالصفقة العمومية‪ .‬إال أنو ال ؽلكن اللجوء إليو يف االلتزامات ادلتعلقة‬
‫دبشاريع الصفقات العمومية وادلبلحق قانونيا تأسيسا على نص ادلادة ‪ 05‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 374-09‬ادلعدؿ وادلتمم‬
‫للمرسوـ التنفيذي ‪.414-92‬‬
‫أما من الناحية العملية فإف مقرر التغاضي حىت وإف كاف حوؿ مضموف االلتزامات اليت أقر ادلشرع ازباذه يف شأهنا‬
‫وادلتضمنة يف ادلادتُت ‪ 06‬و‪ 07‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 414-92‬ادلتعلق بالرقابة السابقة للنفقات ادللتزـ هبا ادلعدؿ‬
‫وادلتمم‪ ،‬فإنو يعترب إجراءً نادرا ما يلجأ إليو اآلمروف بالصرؼ‪ ،‬خاصة مع زلاوالهتم اجلادة إلضفاء صفة ادلشروعية على‬
‫أعماذلم‪ ،‬كونو ػلملهم مسؤوليات كبَتة وعقوبات جزائية يف حاؿ ما مت تأكيد التجاوزات يف حقهم‪ ،‬واليت كانت جوىر‬
‫التحفظات اليت أسس عليها ادلراقب ادلايل رفضو النهائي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تقييم رقابة المراقب المالي على الصفقات العمومية بحكم وظيفتو‪.‬‬
‫إف الرقابة ادلالية اليت ؽلارسها ادلراقب ادلايل ترتكز بصفة أساسية على ادلشروعية‪ ،‬وبالتايل فهي رقابة مستندية أو‬
‫رقابة مطابقة ومشروعية تستند على مدى مطابقة ملف االلتزاـ لؤلحكاـ والتشريعات ادلعموؿ هبا بعيدا عن ربريو دلدى‬
‫مبلئمة ىاتو النفقات‪ ،‬أي أف رقابتو يف رلاؿ الصفقات العمومية تتعلق فقط دبدى سبلمة اإلجراءات دوف أف تتعداىا‬
‫دلدى صلاعة ىاتو الصفقات يف اشباع احلاجات العمومية ضمن ترشيد االنفاؽ العاـ‪ ،‬وبالتايل محايتو من كل شلارسات‬
‫الفساد ادلايل من تضخيم للنفقات وكذا ابراـ صفقات عمومية زلدودة األثر التنموي‪ ،‬أو غَت ىادفة‪ ،‬وىو األمر الذي‬
‫يعاب على رقابة ادلراقب ادلايل‪ .‬حيث ال يتاح لو التدخل يف رقابة ادلبلءمة بصفتو عوف رقابة سابقة على النفقات ادللتزـ‬
‫هبا‪ ،‬األمر الذي غلعل من رقابة ادلراقب ادلايل قاصرة غَت فعالة كوهنا رقابة وقائية ربد من إىدار ادلاؿ العاـ دوف أف تضبط‬
‫إنفاقو وفق قواعد الرشادة واحلماية من التبديد والتبذير واحلد من مظاىر تضخيم اإلنفاؽ اليت ربققها رقابة ادلبلءمة‪.‬‬
‫وذبدر اإلشارة ىنا إىل أف دور ادلراقب ادلايل يف رلاؿ الرقابة على الصفقات العمومية ادلستند إىل رقابة ادلشروعية‬
‫قزـ من جهة توقعو يف تناقض ولبس خطَت‪ .‬حيث يعد ادلراقب ادلايل ىيئة رقابية مالية مستقلة‪ ،‬يؤسس رفضو‬ ‫فقط‪ ،‬ي َّ‬
‫دلشاريع االلتزاـ بناء على ادلشروعية‪ ،‬إال تأشَتة جلاف الصفقات العمومية ادلختصة تفرض على ادلراقب ادلايل وتلزمو حبيث‬
‫وربصيل حاصل ما مل ؼلالف مقرر التأشَتة حكما تشريعيا‪،‬‬‫َ‬ ‫تصبح تأشَتتو على مشروع االلتزاـ بالنفقة (الصفقة) شكلية‬
‫حيث تبقى تأشَتة جلنة الصفقات العمومية ملزمة للمراقب ادلايل إذا خالفت حكما تنظيميا (بن أمحد‪ ،2018/2017 ،‬صفحة‬
‫‪ ،)154‬وىو ما يوقعنا يف تناقض قانوين جسيم‪ ،‬كوف كل إجراءات إبراـ الصفقات العمومية وكذا تأطَت رقابة ادلراقب ادلايل‬
‫تنظم دبوجب أحكاـ تنظيمية سواء تعلق األمر دبراسيم رئاسية أو مراسيم تنفيذية أو تعليمات‪ .‬ضف إىل ذلك ىاتو القوة‬
‫ادللزمة دلقرر التأشَتة اليت ال تفرضها قوانُت تسمو من حيث الدرجة والقوة على التنظيم‪ ،‬بل يفرضها التنظيم نفسو ادلؤطر‬
‫للرقابة ادلالية السابقة‪ ،‬وكذا التنظيم ادلتعلق بالصفقات العمومية‪.‬‬
‫غَت أف ادلشرع منح للمراقب ادلايل من جهة‪ ،‬حق ازباذ اإلشعار الذي يعترب آلية لئلخطار عن سلالفة تأشَتة جلاف‬
‫الصفقات العمومية ومشروع الصفقة لؤلحكاـ التنظيمية‪ .‬وادلبلحظ من إجراءات ازباذ اإلشعار وكيفياتو‪ ،‬أف ىذا اإلجراء‬
‫يعترب غَت منطقي كونو يتم بعد وضع ادلراقب ادلايل تأشَتتو على ملف االلتزاـ موضوع الصفقة‪ ،‬وىو ما يتناىف مع قواعد‬
‫‪898‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫وأسس الرقابة ادلالية القبلية إذا أعملنا العقل حبثا عن الغاية من الرقابة القبلية وادلتمثلة يف ذبنب اخلطأ قبل وقوعو‪ .‬وىنا‬
‫نكوف أماـ تصورين‪:‬‬
‫‪ ‬الرد السليب من الوزير ادلكلف بادليزانية حوؿ موضوع اإلشعار‪ ،‬وىو األمر الذي ليس لو أثر على رقابة ادلراقب‬
‫ادلايل حيث تكوف تأشَتتو اليت سبت على ملف االلتزاـ صحيحة ومصادؽ عليها بادلشروعية من وصايتو‪.‬‬
‫‪ ‬الرد االغلايب من الوزير ادلكلف بادليزانية حوؿ موضوع اإلشعار‪ ،‬وىو ما غلرنا لتناقض قانوين آخر‪ ،‬حيث تكوف‬
‫الصفقة قد دخلت حيز التنفيذ باعتبارىا كذلك بعد تأشَتىا من طرؼ ادلراقب ادلايل رغم عدـ مشروعيتها‪ ،‬األمر الذي‬
‫يتعذر معو جرب اخللل وتداركو‪ ،‬ال سيما إف كانت مدة اإلصلاز والتنفيذ فيها قصَتة كالصفقات ادلتعلقة باقتناء اللوازـ‪،‬‬
‫عكس تلك ادلرتبطة باألشغاؿ مثبل واليت قد يطوؿ فيها أجل التنفيذ‪ ،‬األمر الذي يفقد الرقابة القبلية بصفة عامة والرقابة‬
‫السابقة للنفقات ادللتزـ هبا بصفة خاصة جدواىا ومصداقيتها وكذا فاعليتها‪.‬‬
‫كما منح ادلشرع للمراقب ادلايل من جهة أخرى حق اإلعبلـ الكتايب للجنة الصفقات العمومية كطلب ضمٍت‬
‫لسحب تأشَتهتا إذا دلس من رقابتو سلالفة تأشَتة جلاف الصفقات العمومية لؤلحكاـ التشريعية ادلتعلقة بالصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬األمر الذي قد يفضي إىل تكريس مشروعية رقابة ادلراقب ادلايل على ملف االلتزاـ اخلا دبشروع الصفقة‬
‫العمومية يف حاؿ موافقة اللجنة على سحب التأشَتة نتيجة التحفظات اليت عاينها ادلراقب ادلايل وادلبلغ عنها كتابيا للجنة‬
‫يف حاؿ اقتناعها هبا‪ ،‬كما قد ػللينا يف حاؿ عدـ موافقة جلنة الصفقات عليو إىل فجوة قانونية خطَتة جدا من شأهنا‬
‫تعذر ازباذ اآلمر بالصرؼ إلجراء‬ ‫توقيف سَتورة إجراءات الصفقة وعدـ إمكانية الوصوؿ حلل قانوين‪ ،‬خصوصا مع ُّ‬
‫التغاضي الذي أتاحو ادلشرع لتجاوز رقابة ادلراقب ادلايل ضمانا دلبدأ استمرارية ادلرفق العاـ‪ ،‬ذلك أف إجراء التغاضي يتم‬
‫حوؿ الرفض النهائي الصادر يف حق االلتزامات موضوع النفقات ادلتضمنة يف ادلادتُت ‪ 06‬و ‪ 07‬من ادلرسوـ التنفيذي‬
‫‪ 414-92‬ادلتعلق بالرقابة السابقة للنفقات ادللتزـ هبا ادلعدؿ وادلتمم‪ ،‬وفق ما ورد يف ادلادة ‪ 18‬من ذات ادلرسوـ‪ ،‬وال يتم‬
‫حوؿ مذكرات الرفض النهائي الصادرة حوؿ االلتزامات موضوع النفقات ادلذكورة يف ادلادة ‪ 05‬من ادلرسوـ التنفيذي‬
‫‪ 374-09‬ادلعدؿ وادلتمم للمرسوـ التنفيذي ‪ 414-92‬واليت من ضمنها االلتزامات ادلتعلقة دبشاريع الصفقات‬
‫العمومية وادلبلحق (ادلرسوـ التنفيذي ‪ 28 ،374-09‬ذي القعدة ‪ 1430‬ادلوافق ل ػ ‪ 16‬نوفمرب ‪.)2009‬‬
‫كما ذبدر اإلشارة ىنا إىل أف حصر حق ادلراقب ادلايل يف طلب سحب التأشَتة وربطو فقط دبعاينتو دلخالفات‬
‫مرتبطة دبخالفة األحكاـ التشريعية للصفقات العمومية دوف غَتىا من األحكاـ التشريعية األخرى من شأنو أف يفتح رلاؿ‬
‫آخر للتأويبلت خاصة تلك ادلتعلقة بالتشريعات اليت سبس بطريقة أو بأخرى مبادئ الصفقات العمومية غَت تلك‬
‫التشريعات ادلرتبطة بالصفقات العمومية يف حد ذاهتا‪ .‬خاصة تلك ادلتعلقة دببادئ سَت الصفقات العمومية العتبارىا‬
‫مبادئا ترقى دلصاؼ الدستورية على غرار مبدأ ادلساواة ادلنصو يف ديباجة الدستور‪ ،‬ومبدأ الشفافية ادلنصو عليو يف‬
‫ادلواد ‪ 199 ،09‬و‪ ، 205‬وكذا مبدأ حرية الوصوؿ للطلبات العمومية ادلرتبط دببدأ احلرية ادلقاولة ادلنصو عليو يف ادلادة‬
‫‪ 61‬من التعديل الدستوري ‪( 2020‬ادلرسوـ الرئاسي ‪ 442-20‬ادلتضمن التعديل الدستوري ‪ 15 ،2020‬مجادى األوىل ‪ ،1442‬ادلوافق ل ػ ‪30‬‬
‫ديسمرب ‪ ،)2020‬وىي مبادئ متضمنة أيضا يف قانوف مكافحة الفساد ‪ 01-06‬ربت طائلة العقاب دلخالفيها‪.‬‬

‫‪899‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫وعليو فإف رفض ادلراقب ادلايل التأشَت على مشروع الصفقة يف حاؿ معاينتو لنقائص بعد تأشَتة جلنة الصفقات‬
‫العمومية ادلؤسس على أي سلالفة ذلاتو ادلبادئ ؽلكن أف يسمو على مقرر التأشَتة الصادر عن جلاف الصفقات العمومية‬
‫وػلد من الزاميتها عمليا الرتقائو دلصاؼ ادلخالفات ادلاسة باألحكاـ التشريعية‪ ،‬اليت تستوجب رفضو منح تأشَتتو والتبليغ‬
‫الكتايب للجنة اليت ذلا تقدير ذلك إغلابا أو سلبا‪ ،‬وىو األمر الذي يف نظرنا جعل ادلشرع ال ػلدد بصريح العبارة زلتوى‬
‫ىاتو النقائص اليت قد تكوف موضوع اإلشعار ومل يتناوذلا بالتفصيل‪ ،‬تاركا بذلك السلطة التقديرية للمراقب ادلايل يف تقدير‬
‫ما إذا كانت تستوجب التأشَتة مع اإلشعار أو الرفض مع اإلعبلـ الكتايب للجنة ادلختصة‪.‬‬
‫الخاتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‪:‬‬
‫يف ختاـ ىذا البحث طللص إىل أف ادلراقب ادلايل أثناء إعماؿ رقابتو على الصفقات العمومية يلبس قبعتُت أثناء‬
‫أداء دوره الرقايب والذي ينتهي دبنح التأشَتة أو رفضو ذلك يف احلالتُت‪:‬‬
‫األوىل تسبغها عليو عضويتو يف جلاف الصفقات العمومية كممثل لوزير ادلالية دبوجب ادلهاـ ادلوكلة إليو بنص ادلادة‬
‫‪ 10‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 381-11‬ادلتعلق دبصاحل ادلراقبة ادلالية‪ ،‬واليت ينصهر فيها دوره الرقايب يف قالب مجاعي ػلكمو‬
‫مبدأ األغلبية البسيطة يف التصويت بكل حرية على منح تأشَتة جلنة الصفقات العمومية دلشروع الصفقة أو رفض منحها‪،‬‬
‫ؽلكن مسؤوؿ ادلصلحة‬ ‫والذي ؽلكن أف تتملص منو السلطات ادلختصة باإلبراـ دبوجب مقرر التجاوز‪ ،‬ىذا األخَت الذي ِّ‬
‫ادلتعاقدة من ذباوز رفض منح التأشَتة الصادر على جلنة الصفقات العمومية ادلختصة‪.‬‬
‫والثانية تسبغها عليو وظيفيتو يف مصاحل ادلراقبة ادلالية كونو مسؤوال بصفة شخصية على تسليم تأشَتتو على مشاريع‬
‫االلتزاـ بالنفقة (الصفقة العمومية)‪ ،‬وذلك بعد تسليط رقابتو على عناصر الرقابة اجلوىرية يف ملف االلتزاـ اخلا بالصفقة‬
‫واليت ربددىا ادلادة ‪ 09‬من ادلرسوـ التنفيذي ‪ 414-92‬ادلتعلق بالرقابة السابقة على النفقات ادللتزـ هبا ادلعدؿ وادلتمم‪،‬‬
‫والذي يقيَّد بالقوة اإللزامية لتأشَتة جلاف الصفقات العمومية على ادلراقب ادلايل مامل زبالف األحكاـ التشريعية دوف‬
‫األحكاـ التنظيمية‪ .‬وبالرغم من أف ادلشرع أتاح للمراقب ادلايل ازباذ اإلشعار عند معاينتو لنقائص على مشروع الصفقة‬
‫متعلقة دبخالفة أحكاـ تنظيمية بعد منح تأشَتتو‪ ،‬وأتاح لو رفض منحها وإعبلـ اللجنة كتابيا يف حاؿ معاينتو لنقائص‬
‫على التأشَتة الشاملة للجاف الصفقات العمومية ادلختصة متعلقة دبخالفة أحكاـ تشريعية للصفقات العمومية ومل يفرض‬
‫عليها سحبها بل ترؾ ذلا إمكانية ذلك حسب تقديرىا‪.‬‬
‫إف اآلليات اليت أوجدىا ادلشرع لتجاوز كبل الرقابتُت اللتُت ؽلارسهما ادلراقب ادلايل على الصفقات العمومية تبقى‬
‫زلل استفهاـ وتستوجب عدة مراجعات‪ ،‬وعليو فإننا نقًتح بعض التوصيات دلعاجلة ىاتو االختبلالت نذكرىا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تكريس مبدأ األغلبية ادلطلقة يف التصويت على منح تأشَتة جلنة الصفقات العمومية إلعطاء وزف أكرب لصوت‬
‫العضو داخل اللجنة من أجل ربقيق أكثر صلاعة للرقابة القبلية للجاف اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر يف التأطَت القانوين دلقرر التجاوز وإقرار رفضو يف حاؿ سلالفتو لؤلحكاـ التشريعية أو التنظيمية معا‬
‫باعتباره يفقد الرقابة القلبية اخلارجية مصداقيتها‪.‬‬

‫‪900‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫‪ -‬إعادة النظر يف تقرير القوة اإللزامية لتأشَتة جلاف الرقابة القبلية اخلارجية على ادلراقب ادلايل ووجوب إلغائها يف‬
‫حاؿ سلالفتها لؤلحكاـ التنظيمية كذلك‪ ،‬ال سيما ما تعلق دبخالفة مشروع الصفقة دلبادئ الصفقات العمومية‪ ،‬كوف رلاؿ‬
‫الصفقات العمومية مؤطر بالتنظيم وليس بالتشريع من جهة وكوف مبادئ الصفقات العمومية تعد مبادئا دستورية‬
‫ومتضمنة يف بعض القوانُت من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة توسيع صبلحيات ادلراقب ادلايل لتشمل رقابة ادلبلءمة باعتبار رقابتو ادلستندية ادلقتصرة على التأكد من‬
‫مدى مشروعية اإلجراءات تبقى قاصرة عن احلد من الفساد ادلايل يف اإلدارات العمومية‪ ،‬ال سيما يف رلاؿ الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪- CLINCHAMPS Nicolas. (2003, Juin). Le contrôle financier et la LOLF du 1er août 2001 :‬‬
‫‪vers un désengagement progressif. Revue Française de Finances Publiques - N 82.‬‬
‫‪- Manuel de Controle des Dépenses Engagée-DGB. (2007). Algérie: Direction Générale du‬‬
‫‪Budget, Ministère des finances.‬‬
‫‪-‬التعليمة رقم ‪ 06( .002‬فيفري ‪ .) 2017‬ادلتضمنة تكليف ادلراقب ادلايل دبتابعة االعتمادات ادلالية ادلفتوحة ضمن حساب التخصيص‬
‫‪ ،302.145‬وربديد اجراءات االلتزاـ‪ .‬ادلديرية العامة للميزانية ‪ -‬وزارة ادلالية ‪.-‬‬
‫‪-‬القانوف ‪ 28( .14-16‬ربيع األوؿ ‪ 1438‬ادلوافق ل ػ ‪ 28‬ديسمرب ‪ .)2016‬ادلتضمن قانوف ادلالية لسنة ‪ .2017‬اجلريدة الريمية العدد‬
‫‪ 77‬ادلؤرخة يف ‪ 29‬ربيع األوؿ ‪ 1438‬ادلوافق ل ػ ‪ 29‬ديسمرب ‪67-2 . .2016‬‬
‫‪-‬القانوف ‪ 24( .21-90‬زلرـ ‪ 1411‬ادلوافق ل ػ ‪ 15‬أوت ‪ .)1990‬ادلتعلق باحملاسبة العمومية‪ .‬اجلريدة الريمية العدد ‪ 24 ،35‬زلرـ‬
‫‪ 1411‬ادلوافق ل ػ ‪ 15‬أوت ‪.1138-1131 . .1990‬‬
‫‪-‬ادلرسوـ التنفيذي ‪ 28( .374-09‬ذي القعدة ‪ 1430‬ادلوافق ل ػ ‪ 16‬نوفمرب ‪ .)2009‬ادلعدؿ وادلتمم للمرسوـ التنفيذي ‪414-92‬‬
‫ادلؤرخ يف ‪ 19‬مجادى األوىل ادلوافق ل ػ ‪ 14‬نوفمرب ‪ 1992‬وادلتعلق بالرقابة السابقة للنفقات اليت يلتزـ هبا‪ .‬اجلريدة الريمية العدد ‪ 67‬ادلؤرخة‬
‫يف ‪ 2‬ذي احلجة ‪ 1430‬ادلوافق ل ػ ‪ 19‬نوفمرب ‪.7-3 . .2009‬‬
‫‪-‬ادلرسوـ التنفيذي ‪ 11( .118-11‬ربيع األوؿ ‪ 1432‬ادلوافق ل ػ ‪ 16‬مارس ‪ .)2011‬ادلتضمن ادلوافقة على النظاـ الداخلي النموذجي‬
‫للجنة الصفقات العمومية‪ .‬اجلريدة الريمية رقم ‪ 16‬ادلؤرخة يف ‪ 08‬ربيع الثاين ‪ 1432‬ادلوافق لػ ػ ‪ 13‬مارس ‪.13-7 . .2011‬‬
‫‪-‬ادلرسوـ التنفيذي ‪ 25( . 381-11‬ذي احلجة ‪ 1432‬ادلوافق ل ػ ‪ 27‬نوفمرب ‪ .)2011‬ادلتعلق دبصاحل ادلراقبة ادلالية‪ .‬اجلريدة الريمية‬
‫العدد ‪ 64‬ادلؤرخة يف ‪ 2‬زلرـ ‪ 1433‬ادلوافق ل ػ ‪ 27‬نوفمرب ‪.23-19 . .2011‬‬
‫‪-‬ادلرسوـ التنفيذي ‪ 16( .11-17‬ربيع الثاين ‪ 1438‬ادلوافق ل ػ ‪ 15‬جانفي ‪ .)2017‬احملدد لكيفيات تسيَت حساب التخصيص‬
‫اخلا رقم ‪" 302-145‬حساب تسيَت عمليات االستثمارات العمومية ادلسجلة بعنواف ميزانية الدولة للتجهيز‪ .‬اجلريدة الريمية العدد‬
‫‪ 03‬ادلؤرخة يف ‪ 19‬ربيع الثاين ‪ 1438‬ادلوافق ل ػ ‪ 18‬جانفي ‪.5-4 . .2017‬‬
‫‪-‬ادلرسوـ التنفيذي ‪ 11( 97-22‬شعباف ‪1443‬ادلوافق لػ ‪14‬مارس ‪ .)2022‬ادلعدؿ وادلتمم للمرسوـ التنفيذي ‪ 11-17‬احملدد‬
‫لكيفيات تسيَت حساب التخصيص اخلا رقم ‪ 302-145‬باسم حساب تسيَت عمليات االستثمارات العمومية ادلسجلة بعنواف ميزانية‬
‫الدولة للتجهيز ‪).‬اجلريدة الريمية العدد ‪18‬ادلؤرخة يف ‪12‬شعباف ‪1443‬ادلوافق لػ ‪15‬مارس ‪.8-6 . .)2022‬‬
‫‪-‬ادلرسوـ التنفيذي ‪ 19( .414-92‬مجادي االوىل ‪ 1413‬ادلوافق لػ ‪ 14‬نوفمرب ‪ .)1992‬ادلتعلق بالرقابة السابقة للنفقات ادللتزـ هبا‪،‬‬
‫ادلعدؿ وادلتمم‪ .‬اجلريدة الريمية العدد ‪ 82‬ادلؤرخة يف ‪ 20‬مجادي االوىل ‪ 1413‬ادلوافق لػ ‪ 15‬نوفمرب ‪.2104-2101 . .1992‬‬

‫‪901‬‬
‫إزدواجية دور المراقب المالي في مجال الرقابة على الصفقات العمومية‬ ‫شافي محمد عبد الباسط‬
‫‪-‬ادلرسوـ التنفيذي ‪ 19( .227-98‬ربيع األوؿ ‪ 1419‬ادلوافق ل ػ ‪ 13‬جويلية ‪ .)1998‬ادلتعلق بنفقات الدولة للتجهيز‪ .‬اجلريدة الريمية‬
‫العدد ‪ 21 ،51‬ربيع األوؿ ‪ 1419‬ادلوافق ل ػ ‪ 15‬جويلية ‪.12-6 . .1998‬‬
‫‪-‬ادلرسوـ الرئاسي ‪ ( 247-15‬ادلؤرخ يف ‪ 2‬ذي احلجة ‪1436‬ادلوافق ل ػ ‪16‬سبتمرب ‪ .)2015‬ادلتعلق بتنظيم الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات ادلرفق العاـ‪ .‬اجلريدة الريمية العدد ‪50‬ادلؤرخة يف ‪6‬ذو احلجة ‪1436‬ادلوافق ل ػ ‪20‬سبتمرب ‪.48-3 . .2015‬‬
‫‪-‬ادلرسوـ الرئاسي ‪15( . 442-20‬مجادى األوىل ‪ ،1442‬ادلوافق ل ػ‪ 30‬ديسمرب ‪ .)2020‬ادلتضمن التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫اجلريدة الريمية العدد ‪ 82‬ادلؤرخة يف ‪15‬مجادى األوىل ‪ ،1442‬ادلوافق ل ػ ‪30‬ديسمرب ‪.47-4 . .2020‬‬
‫‪-‬ادلقرر رقم ‪1287‬ـ‪.‬ع‪.‬ـ ‪/1475‬ـ‪.‬ع‪.‬خ‪.‬ت‪.‬ـ‪.‬ع‪.‬ـ‪.‬د‪( 21( .‬فيفري ‪ .)2022‬ادلتعلق بوضع حيز التنفيذ قبل التوقيع والنشر أحكاـ‬
‫مشروع ادلرسوـ التنفيذي ادلعدؿ وادلتمم للمرسوـ التنفيذي ‪ .11-17‬ادلديرية العامة للميزانية ‪-‬وزارة ادلالية‪ .‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬ادلنشور ‪ 16( .000263‬جانفي ‪ .)2014‬احملدد لكيفيات إعداد مذكرة ادلبلحظات من طرؼ ادلراقب ادلايل ‪.‬ادلديرية العامة للميزانية‬
‫‪-‬وزارة ادلالية‪ .‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬بوضياؼ عمار‪ .)2007( .‬الصفقات العمومية يف اجلزائر ‪.‬ط‪ .1‬جسور للنشر والتوزيع‪ .‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬بوطورة فضيلة‪( .‬جواف‪ .)2018 ,‬الرقابة ادلسبقة للمراقب ادلايل على الصفقات العمومية كآلية دلنع الفساد ‪ .‬رللة دراسات يف االقتصاد‬
‫وإدارة األعماؿ‪ ،‬العدد ‪.01‬‬
‫‪-‬بولرواح زلمد‪ .)2004( .‬دور خزينة الوالية يف تنفيذ النفقات العمومية‪ .‬مقرر تربص زبرج بادلدرسة الوطنية لئلدارة‪ .‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬حاحة عبد العايل‪ .)2013/2012( .‬اآلليات القانونية دلكافحة الفساد اإلداري يف اجلزائر‪ .‬أطروحة دكتوراه‪ .‬جامعة زلمد خيضرة‬
‫بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬محزة خضري ‪( .‬جواف‪ .)2012 ,‬الوقاية من الفساد ومكافحتو يف إطار الصفقات العمومية‪ .‬دفاتر السياسة والقانوف ‪ -‬العدد ‪،7‬‬
‫الصفحات ‪.188-173‬‬
‫‪-‬حورية بن أمحد‪ .)2018/2017( .‬الرقابة اإلدارية والقضائية على الصفقات العمومية‪ .‬تلمساف‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬شهَتة جباوي ‪ .)2012( .‬الدور الرقايب للجاف الصفقات العمومية على ادلستوى احمللي ‪ .‬مذكرة ماجستَت ‪ .‬كلية احلقوؽ بودواو‪ ،‬جامعة‬
‫أزلمد بوقرة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬علي بورطالة‪ .)2014/2013( .‬ادلراقب ادلايل يف اجلزائر‪ .‬مذكرة لنيل شهادة ادلاجستَت فرع االدارة وادلالية العامة‪ .‬جامعة اجلزائر ‪.1‬‬
‫‪-‬زلمد الصاحل بلوؿ‪ ،‬و األزىر عزه‪ 20( .‬جانفي‪ .)2020 ,‬آليات الرقابة ادلالية القبلية على الصفقات العمومية – البلدية أظلوذجػػا‪ .‬اجمللة‬
‫اجلزائرية للتنمية االقتصادية‪ ،‬الصفحات ‪.96-83‬‬
‫‪-‬زلمد الصغَت بعلي ‪ .)2005( .‬العقود اإلدارية‪ .‬دار العلوـ للنشر والتوزيع‪ .‬عنابة‪ .‬اجلزائر‪.‬‬
‫زلمد محودي ‪( .‬جواف‪ .) 2019 ,‬دور ىيئات الرقابة اخلارجية يف ضماف شفافية إجراءات إبراـ الصفقات العمومية (دراسة يف‬ ‫‪-‬‬
‫إطار ادلرسوـ الرئاسي ‪ 247-15‬ادلتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات ادلرفق العاـ)‪ .‬رللة دفاتر السياسة والقانوف ‪ ،‬الصفحات‬
‫‪.36-28‬‬

‫‪902‬‬

You might also like