You are on page 1of 63

‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬

‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫ملخص البحث‬

‫ً ورقابة رقابة‬‫تحتل الرقابة اإلدارية عموما‬


‫مكتب المفتش العام على اإلجراءات التي تسبق اإلعالن‬
‫عن المناقصة أهمية بالغة تنبع من األهداف التي‬
‫ترمي إلى تحقيقها‪ ,‬وتجد هذه الرقابة أساسها‬
‫التشريعي في كل من القواعد الدستورية التي ترسم‬
‫االطار العام لها‪ ,‬والقواعد القانونية التي تتولى‬
‫تنظيم ممارستها وتحديد السلطة المختصة بها‪.‬‬
‫وقد عكف الباحث أثناء بحثه على بيان ماهية‬
‫الرقابة اإلدارية لمكتب المفتش العام على مرحلة‬
‫إقرار دراسة الجدوى االقتصادية وأعداد الكلفة‬
‫التخمينية مرورا بتوفير االعتماد المالي واستكمال‬
‫اإلجراءات القانونية والفنية‪ ،‬وقد تبين من خاللها‬
‫وجود كثير من حاالت الجهل وعدم التقيد بالقوانين‬
‫والتعليمات ذات العالقة بالمناقصات وإجراءاتها‪.‬‬
‫ً على ما تقدم سوف نقسم موضوع البحث إلى‬ ‫وبناء‬
‫ثالثة مباحث نبين في المبحث األول التعريف‬
‫بالمناقصة والمبادئ األساسية لها أما المبحث‬
‫الثاني سنبين فيه رقابة مكتب المفتش العام على‬
‫دراسة الجدوى االقتصادية وأعداد الكلفة التخمينية‬
‫للمشروع‬
‫أما المبحث الثالث نتناول فيه رقابة مكتب‬
‫المفتش العام على توفير االعتماد المالي للمشروع‬
‫واستكمال اإلجراءات الفنية والقانونية له وسنختم‬
‫البحث بخاتمة تتضمن االستنتاجات والتوصيات التي تم‬
‫التوصل إليها‪.‬‬
‫وفق اهلل الجميع وسدد خطانا لما فيه الخير والصالح‪.‬‬

‫المقدمة‬
‫ً‪ /‬موضوع البحث‬
‫اوال‬

‫‪189‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫تسبق عملية اإلعالن عن المناقصة إجراءات‬


‫معينة وخطوات ضرورية وأساسية فال يمكن اإلعالن عن‬
‫المناقصة دون تهيئة المال الالزم ودون وجود‬
‫مصادقة على التخصيصات المرصودة للمشروع ضمن‬
‫الموازنة ودون وجود الدراسات الفنية والتصاميم‬
‫وإعداد الكلف التخمينية التي تعتبر األساس‬
‫للمفاضلة وإعداد الشروط الفنية والمالية‬
‫والقانونية الالزمة إلعالن المناقصة‬
‫ونظرا ألهمية هذه المرحلة التي تسبق اإلعالن عن‬
‫المناقصة البد من وجود رقابة أدارية تضمن االلتزام‬
‫بالقانون والتعليمات النافذة وهذا ما تضمنه موضوع‬
‫بحثنا من بيان رقابة مكتب المفتش العام على‬
‫اإلجراءات التي تسبق اإلعالن عن المناقصة وذلك‬
‫لسببين األول يتمثل بكون مكاتب المفتشين العمومين‬
‫تمثل عادة خط المواجهة األول من بين األجهزة‬
‫الرقابية األخرى وتتحمل العبء األكبر بسبب تماسها‬
‫الميداني المباشر مع حلقات الفساد اإلداري والمالي‬
‫أما السبب الثاني فيتمثل بضرورة أحكام الرقابة‬
‫على تلك اإلجراءات إذ تعد أمر مهم يستوجب توخي‬
‫الدقة قدر اإلمكان لكي تؤدي إلى تحقيق األهداف‬
‫المتوخاة منها وان أي خلل فيها يساهم في إضاعة‬
‫العديد من الفرص في تنفيذ المناقصات من خالل إعادة‬
‫إعالن المناقصة أو إلغاءها أو قبول مناقصات بمبالغ‬
‫غير واقعية لذا سوف نقوم ببيان رقابة هذه المكاتب‬
‫على اإلجراءات التي تسبق اإلعالن عن المناقصة متوخين‬
‫شرح اإلجراءات باإلضافة إلى مناقشة هذه اإلجراءات من‬
‫زاوية تأمين الرقابة الكافية للحد من مظاهر‬
‫الفساد اإلداري والتي غالبا ما تحدث عند حصول خلل‬
‫في تطبيق القوانين والتعليمات النافذة‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬أهمية البحث‬


‫تعد مكاتب المفتشين العموميين احدى الجهات‬
‫المسؤولة عن تطبيق وتنفيذ قوانين مكافحة الفساد‬

‫‪190‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫من بين األجهزة الرقابية األخرى من خالل الصالحيات‬


‫الممنوحة لها بموجب امر سلطة االئتالف المؤقتة‬
‫(المنحلة) رقم ‪ 57‬لسنة ‪ 2004‬المعدل من اجل تحسين‬
‫كفاءة وفعالية األداء في الدوائر والمؤسسات والعمل‬
‫بمفاهيم ومعايير المراقبة وتقويم األداء والتصدي‬
‫لحاالت الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬
‫ً على ذلك منحت هذه المكاتب سلطات واسعة‬ ‫وبناء‬
‫في التحقيق والتفتيش والتقييم والتدقيق‪ ,‬ومن هنا‬
‫تكمن أهمية دراسة هذا البحث من الناحية العملية‬
‫اذ تبين ما أفرزته هذه المكاتب من كشف‬
‫مخالفات وجرائم فساد من خالل عملية التدقيق التي‬
‫تجريها على تلك المرحلة انطالقا من ضرورة قيام‬
‫مكاتب المفتشين العموميين بتحقيق الرقابة‬
‫الوقائية على العقود والمشاريع والتي تنفذها‬
‫الوزارات ورفع التوصيات للوزير وتسهيل الهدف‬
‫اإلستباقي عليها وتسهيل مهمة مكافحة الفساد ومنع‬
‫الهدر بالمال العام هذا من جانب ومن جانب آخر فأن‬
‫أهمية البحث تكمن بأن هذا الموضوع لم يحظ‬
‫باالهتمام المطلوب في العراق وخاصة في موضوع البحث‬
‫العلمي االكاديمي باإلضافة إلى قلة الدراسات‬
‫الفقهية المتخصصة بهذا الشأن‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬منهجية البحث‬


‫ان المنهجية األكثر انسجاما مع طبيعة‬
‫الموضوع هي التي تتطلب االستعانة بالمنهج التحليلي‬
‫المقارن لنصوص األمر رقم ‪ 57‬لسنة ‪ 2004‬المعدل مع‬
‫اإلشارة إلى بعض نصوص التشريعات العربية مثل مصر‬
‫ولبنان في مواضيع معينة من الدراسة‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬مشكلة البحث‬


‫تعالج الدراسة مشكلة في غاية األهمية تتمثل‬
‫في معرفة الدور الرقابي الذي يقوم به مكتب المفتش‬
‫العام على اإلجراءات التي تسبق اإلعالن عن المناقصة‬
‫وتدقيقها من النواحي المالية والفنية والقانونية‬
‫والكشف عن الجرائم التي تعد من قضايا الفساد‬
‫اإلداري والمالي التي تعاني منها مؤسسات الدولة‬

‫‪191‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫العراقية وأجهزتها وبيان مواطن الخلل وحاالت‬


‫التالعب أو إساءة استعمال السلطة اذ كثيرا ما يسبب‬
‫هدر بالمال العام وما لهذه الجرائم من اثر سلبي‬
‫في إعاقة التنمية في البلد‪ ,‬وكذلك تحجيم هذه‬
‫الجرائم قدر اإلمكان من خالل الصالحيات الممنوحة‬
‫لها‪ .‬بموجب القانون كما تعالج الدراسة بيان رقابة‬
‫هذه المكاتب على حاالت عدم التقيد بالتعليمات‬
‫واإلجراءات الواجب مراعاتها األمر الذي يؤدي إلى‬
‫حالة خلل يستوجب الوقوف عندها وان تكون اإلدارات‬
‫واعية ومدركة لتنفيذ اإلجراءات ومعالجة مظاهر عدم‬
‫االلتزام بالتعليمات لغرض تنفيذ المشاريع بشكل‬
‫سليم بغية تحقيق المصلحة العامة وخدمة المجتمع‪.‬‬

‫خامسا‪ /‬هيكلية البحث‬


‫سوف نقسم موضوع البحث إلى ثالثة مباحث نبين‬
‫في المبحث األول التعريف بالمناقصة والمبادئ‬
‫األساسية لها أما المبحث الثاني سنبين فيه رقابة‬
‫مكتب المفتش العام على دراسة الجدوى االقتصادية‬
‫وأعداد الكلفة التخمينية للمشروع‬
‫أما المبحث الثالث نتناول فيه رقابة مكتب‬
‫المفتش العام على توفير االعتماد المالي للمشروع‬
‫واستكمال اإلجراءات الفنية والقانونية له وسنختم‬
‫البحث بخاتمة تتضمن االستنتاجات والتوصيات التي تم‬
‫التوصل اليها‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫المبحث األول‬
‫التعريف بالمناقصة والمبادئ األساسية لها‬
‫تعد المناقصة العامة من حيث مضمونها وفكرتها‬
‫األساسية مجموعة اإلجراءات التي تلزم اإلدارة‬
‫بأتباعها عند التعاقد ويتم من خاللها اختيار أفضل‬
‫العروض المقدمة من المتنافسين إلنجازاألعمال‬
‫المطلوبة لذا سوف نبين في هذا المبحث إلى التعريف‬
‫بالمناقصة العامة وأنواعها في المطلب األول ومن ثم‬
‫نتناول في المطلب الثاني المبادئ األساسية في‬
‫المناقصة العامة‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫التعريف بالمناقصة وأنواعها‬
‫سوف نقوم بهذا المطلب بتعريف المناقصة وهذا‬
‫ما سنبينه في الفرع األول ثم نتناول بيان أنواع‬
‫المناقصات في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫تعريف المناقصة‬
‫تعددت وتنوعت التعاريف التشريعية والقضائية‬
‫والفقهية التي قيلت بشأن المناقصات(‪ )1‬وذلك بتعدد‬
‫النظم القانونية والقضائية المطبقة في الدول‪ ،‬إال‬
‫ان هذا التعدد والتنوع في تعريف المناقصات جاء‬
‫نتيجة االختالف والتباين في ظروف الدول االقتصادية‬
‫والسياسية والبيئية ولكن رغم هذا التعدد والتنوع‬
‫في التعاريف إال إنها ال تختلف من حيث المضمون‬
‫والجوهر(‪.)2‬‬
‫ففي لبنان فقد أشار المشرع بأن تجري‬
‫المناقصة أما على أساس سعر يقدمه العارض‪ ،‬وإما‬
‫على أساس تنزيل مئوي بين أسعار الكشف التخميني(‪.)3‬‬
‫كما عرفت بأنها مجموعة من اإلجراءات اإلدارية‬
‫والفنية والقانونية التي تتخذها الجهة اإلدارية‬

‫‪193‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫لتنفيذ أعمالها المختلفة بطريقة تنافسية وفق‬


‫وثائق المناقصة بهدف الوصول إلى أفضل العطاءات‬
‫ً إلى معايير ودرجات التقييم المحددة‬
‫استنادا‬
‫للمناقصة المعلنة(‪.)4‬‬
‫هذا يعني أن المناقصة طريقة تلزم اإلدارة‬
‫باختيار أفضل من يتقدمون للتعاقد معها سواء من‬
‫الناحية الفنية أم من الناحية المالية(‪.)5‬‬
‫وتتمثل بمجموعة من اإلجراءات تبتغي اإلدارة من‬
‫خاللها الحصول على عدد من العروض تتقدم للمنافسة‬
‫على تجهيز مواد أو تنفيذ عمل أو خدمة بقصد اإلحالة‬

‫(?)د‪ .‬دويب حسين صابر‪ :‬الوجيز في العقود اإلدارية‬ ‫‪5‬‬

‫والتقليدية والحديثة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2010 ,‬ص‬


‫‪.125‬‬
‫(?) المناقصة هي احدى أساليب إبرام العقد اإلداري اذ‬ ‫‪1‬‬

‫تختلف عملية إبرام العقد اإلداري بحسب موضوعه فإذا كان‬


‫ً على أموال الدولة أو التزام المرافق العامة‬ ‫منصبا‬
‫ً على مقاولة أو‬ ‫يكون بالمزايدة العلنية وإذا كان منصبا‬
‫توريد أو نقل يكون بالمناقصة العلنية كما يمكن لإلدارة‬
‫ً وتختلف اإلجراءات حسب طريقة اإلدارات في‬
‫التعاقد مباشرة‬
‫التعاقد لمزيد من التفصيل ينظر‪ :‬د‪ .‬محمود خلف‬
‫الجبوري‪ :‬العقود اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار ثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2010 ،‬ص‪.56‬‬
‫(?) السالل سعيد جمعة الهويدي‪ :‬أسلوب المناقصة في إبرام‬ ‫‪2‬‬

‫العقود اإلدارية دراسة نظرية وتطبيقية مقارنة في‬


‫األنظمة اإلدارية لدولة اإلمارات العربية المتحدة والدول‬
‫األجنبية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة طنطا‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص‪.52‬‬
‫(?) ينظر المادة (‪ )124‬من المرسوم االشتراعي رقم ‪14969‬‬ ‫‪3‬‬

‫في ‪ (30/12/1963‬قانون المحاسبة العمومية اللبنانية)‪.‬‬


‫(?)ينظر المادة (‪ )2‬من الالئحة التنفيذية لقانون‬ ‫‪4‬‬

‫المناقصات والمزايدات والمخازن الحكومية رقم ‪ 23‬لسنة‬


‫‪ 2007‬في الجمهورية اليمنية‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫ً أو األنسب من حيث المواصفات‬


‫على العرض األقل سعرا‬
‫الفنية والشروط األخرى(‪.)6‬‬
‫أو هي مجموعة من اإلجراءات تهدف في جملتها‬
‫إلى دعوة الجمهور لالشتراك في العملية التي تطرحها‬
‫اإلدارة بقصد الوصول إلى المتناقص الذي يتقدم‬
‫بأوطأ أسعار التعاقد(‪.)7‬‬
‫وقد عرف القضاء العراقي المناقصة بأنها‬
‫(إعالن الدعوة العامة إلى جميع الراغبين في‬
‫المشاركة بتنفيذ المناقصة)(‪ )8‬ويمكن ان نعرف‬
‫المناقصة بأنها مجموعة اإلجراءات القانونية‬
‫واإلدارية والفنية المعلن عنها بقصد الوصول إلى‬
‫افضل عطاء من الناحيتين الفنية والمالية تمهيدا‬
‫ً‬
‫لإلحالة على المناقص بما يتناسب مع قدرته الفنية‬
‫وإمكانياته المالية واإلدارية وحجم التزاماته‬
‫وقدرته على األداء‪.‬‬
‫وبالرغم من كثرة وتواتر التشريعات التي تلزم‬
‫اإلدارة بااللتجاء إلى طريقة المناقصة إلبرام عقودها‬
‫إال ان القاعدة في فرنسا ما تزال هي حرية اإلدارة‬
‫في التعاقد إذ لم يوجد نص يفرض عليها االلتجاء إلى‬
‫طريقة المناقصة العامة(‪.)9‬‬

‫(?)طعمة جبر لوج‪ :‬المناقصة المفهوم واإلجراءات‪ ،2008 ،‬ص‬ ‫‪6‬‬

‫‪.5‬‬
‫(?) د‪ .‬فؤاد العطار‪ :‬بحث وسائل تعاقد اإلدارة‪ ،‬نظرية‬ ‫‪7‬‬

‫المناقصة والممارسة‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬مجلد السنة‬


‫الخامسة والسادسة‪ ،‬ص‪ 257‬وما بعدها‪.‬‬
‫(?) قرار الهيئة التميزية في محكمة استئناف بغداد‬ ‫‪8‬‬

‫الرصافة االتحادية المرقم ‪ /1401‬م‪ 2011 /‬في ‪/ 11 /14‬‬


‫‪.2011‬‬
‫(?) د‪ .‬سليمان محمد الطماوي‪ :‬األسس العامة للعقود‬ ‫‪9‬‬

‫اإلدارية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،1991 ،‬ص‪.238‬‬

‫‪195‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫أنواع المناقصات‬

‫‪a‬ون‬
‫‪a‬ات فهي أما أن تك‪a‬‬‫‪a‬واع من المناقص‪a‬‬‫توجد ثالثة أن‪a‬‬
‫عامة تفتح لكل من يريد ال‪aaa‬دخول فيها على أس‪aaa‬اس‬
‫اختي‪aa‬ار أوطأ العط‪aa‬اءات ‪,‬أو تك‪aa‬ون مح‪aa‬دودة تعطي‬
‫األولوية للمواصفات الفنية فيها ‪,‬أو تجري على أساس‬
‫السعر والجودة في وقت واحد ‪.‬‬

‫‪ -1‬المناقصة العامة المفتوحة‬


‫وتعني فتح باب المنافسة لمن يرغب في‬
‫المشاركة لتنفيذ األعمال المختلفة ممن تتوفر فيهم‬
‫الشروط األساسية للتأهيل المحدد في وثائق المناقصة‬
‫وذلك عن طريق إعالن ينشر من قبل الجهة المختصة في‬
‫وسائل اإلعالم الحكومية وأية وسائل إعالم أخرى(‪.)10‬‬
‫وهنا تلتزم اإلدارة باختيار أوطأ األسعار وهذه‬
‫الطريقة تؤمن لخزينة الدولة أكبر قدر ممكن من‬
‫األعباء الن المشاركة الواسعة فيها تعني احتمال رسو‬
‫المناقصة على أوطأ عطاء ممكن من بين العطاءات‬
‫التي تقدم فيها وتتبع هذه الطريقة في العقود التي‬
‫ال تتطلب دراسة فنية كبيرة من اإلدارة(‪.)11‬‬
‫وقد عرفت المناقصة العامة المفتوحة في‬
‫تعليمات تنفيذ العقود الحكومية في العراق بانها‬
‫تلك المناقصة التي تقضي بإعالن الدعوة العامة إلى‬
‫جميع الراغبين في المشاركة ممن تتوفر فيهم الشروط‬
‫المطلوبة للمشاريع التي ال تقل عن خمسين مليون‬
‫دينار أو أي مبلغ آخر يحدد من الجهات المعنية‬
‫وتكون أما دولية أو وطنية وحسب طبيعة المشروع‬
‫وصالحيات رئيس جهة التعاقد(‪.)12‬‬

‫(?)ينظر المادة (‪ )2‬من الالئحة التنفيذية لقانون‬ ‫‪10‬‬

‫المناقصات والمزايدات والمخازن الحكومية رقم ‪ 23‬لسنة‬


‫‪ 2007‬في الجمهورية اليمنية‪.‬‬
‫(?) د‪ .‬محمود خلف الجبوري‪ :‬العقود اإلدارية‪ ،‬المصدر‬ ‫‪11‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.65‬‬

‫‪196‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫‪ -2‬المناقصة العامة المحدودة‪.‬‬


‫وهي المناقصة المقصورة على عدد معين من‬
‫المؤسسات والشركات المتخصصة التي تختار اإلدارة‬
‫ً لطبيعة األعمال‬ ‫ً طرح المناقصة عليها وفقا‬‫سلفا‬
‫‪13‬‬
‫والخدمات النفعية العامة المعلن عنها( )‪.‬‬
‫أما في لبنان فقد نص قانون المحاسبة‬
‫العمومية بأنه يمكن لإلدارة اذا كانت طبيعة األشغال‬
‫أو الخدمات ال تسمح بفتح باب المنافسة أمام الجميع‬
‫فلها ان تحصر المنافسة بين فئة محدودة من‬
‫المناقصين الذين تتوفر فيهم المؤهالت المالية‬
‫والفنية والمهنية المطلوبة على ان تحدد هذه‬
‫المؤهالت بصورة مفصلة في دفتر الشروط الخاص‪ ,‬ويجب‬
‫ان تطبق على المناقصة المحصورة سائر األحكام‬
‫المتعلقة بالمناقصة العمومية(‪.)14‬‬
‫وقد عرفت المناقصة المحدودة بموجب الالئحة‬
‫التنفيذية لقانون المناقصات والمزايدات في‬
‫الجمهورية اليمنية بأنها مجموعة اإلجراءات الفنية‬
‫واإلدارية والقانونية التي تقوم بها الجهة في‬
‫المناقصة العامة عدا اإلعالن لفتح باب المناقصة بين‬
‫عدد محدد من الشركات المستوفية لشروط التأهيل أو‬
‫بين عدد محدد ال يقل عن ثالثة متقدمين(‪.)15‬‬
‫أما في التشريع المصري فقد عرفت المناقصة‬
‫المحدودة بأنها ((يكون التعاقد بطريقة المناقصة‬
‫المحدودة في الحاالت التي تتطلب بحسب طبيعتها قصر‬

‫(?) السالل سعيد جمعة الهويدي‪ :‬أسلوب المناقصة في إبرام‬ ‫‪13‬‬

‫العقود اإلدارية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.64‬‬


‫(?)ينظر المادة (‪ )143‬من قانون المحاسبة العمومية‬ ‫‪14‬‬

‫اللبناني الصادر بالمرسوم رقم ‪ 14969‬في ‪.30/12/1963‬‬


‫(?)ينظر المادة (‪ )2‬من الالئحة التنفيذية لقانون‬ ‫‪15‬‬

‫المناقصات والمزايدات والمخازن الحكومية في الجمهورية‬


‫اليمنية رقم (‪ )23‬لسنة ‪.2007‬‬
‫ً) من المادة (‪ )4‬من تعليمات تنفيذ‬‫(?)ينظر البند (أوال‬ ‫‪12‬‬

‫العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2008‬المعدلة‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫االشتراك فيها على موردين أو مقاولين أو استشاريين‬


‫أو فنيين أو خبراء بذواتهم سواء في مصر أو في‬
‫الخارج معينين على ان تتوفر في شأنهم شروط‬
‫الكفاية الفنية والمالية وحسن السمعة))(‪.)16‬‬
‫أما تعليمات تنفيذ العقود الحكومية في‬
‫العراق فقد عرفت المناقصة المحدودة بانها‬
‫(‪...‬وتتم بإعالن الدعوة العامة من جهة التعاقد إلى‬
‫جميع الراغبين بالمشاركة بتنفيذ العقود بمختلف‬
‫أنواعها ممن تتوفر فيهم شروط المناقصة وللمبالغ‬
‫التي ال تقل‪ 50,000,000‬خمسين مليون دينار أو أي‬
‫مبلغ آخر يحدد من قبل الجهات المعينة‪.)17()....‬‬
‫وتتم على مرحلتين‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬تقديم الوثائق الخاصة بالتأهيل‬
‫الفني والمالي للمشاركين وذلك لتقويمهما من قبل‬
‫لجنة متخصصة للتوصل إلى اختيار المؤهلين للمشاركة‬
‫في المرحلة الثانية‪.‬‬
‫ً إلى‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬توجيه دعوة مباشرة ومجانا‬
‫المؤهلين للمشاركة في المناقصة الثانية لتقديم‬
‫عطاءاتهم الفنية والتجارية على ان ال تقل عن ست‬
‫دعوات(‪.)18‬‬
‫ً يتبين أن المناقصة المحدودة‬ ‫مما ورد آنفا‬
‫تختلف عن المناقصة العامة من حيث اختيار من لهم‬
‫حق االشتراك في المناقصة ويتم ذلك عن طريق معيار‬
‫القابلية الفنية والمقدرة على تنفيذ عقود ذات‬
‫طبيعة معينة وتتمتع جهة اإلدارة بسلطة تقديرية‬
‫ً لما حدده القانون‪.‬‬ ‫وفقا‬
‫‪ -3‬المناقصة على أساس السعر والجودة في آن واحد‬
‫وهي المناقصة التي يتم فيها مراعاة الجانب‬
‫ٍ سواء حيث تختار اإلدارة أفضل‬ ‫الفني والمالي على حد‬
‫العطاءات من الناحية الفنية مع أوطائها من ناحية‬
‫الكلفة(‪.)19‬‬
‫وهذه األنواع من المناقصات جميعها في العراق‬
‫ً ما نالحظ في اإلعالن عن المناقصات بان‬ ‫إال إننا غالبا‬
‫اإلدارة غير ملزمة بقبول أوطأ العطاءات وهذا يعني‬

‫‪198‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫أن العمل في العراق يحبذ المناقصة المحدودة‬


‫والمناقصة على أساس السعر والجودة‪.‬‬
‫ونرى ان المناقصة المحدودة هي أفضل من أنواع‬
‫المناقصات األخرى وذلك لطبيعة المناقصات المنفذة‬
‫خاصة وإن العراق يعاني من ترهل البنى التحتية‬
‫ويحتاج إلى العديد من المشاريع ذات الطبيعة‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫المبادئ األساسية في المناقصات العامة‬
‫ً الن المناقصة تهدف إلى فتح الباب أمام‬ ‫نظرا‬
‫‪20‬‬
‫أكبر عدد ممكن من األفراد للتقدم اليها( ) من أجل‬
‫التوفير لخزينة الدولة أكبر قدر ممكن من المال‬
‫حين الصرف على تنفيذ العقد في المناقصات(‪ )21‬لذا‬
‫البد من وجود مبادئ أساسية يجب مراعاتها دائما‬
‫ً‬
‫سواء كان من جانب اإلدارة أم المتعاقدين معها وأهم‬
‫هذه المبادئ هي‪:‬‬
‫ً‪ :‬مبدأ العالنية بالتعاقد‬ ‫أوال‬
‫ويعني إعالن اإلدارة عن رغبتها في تنفيذ‬
‫األعمال أو تجهيز المواد من قبل اآلخرين وهذا اإلعالن‬
‫يجب ان يكون موضوعي أي يصل إلى أكثر عدد من‬
‫(‪)22‬‬
‫المهتمين والمختصين لتحقيق المطلوب منه‬
‫والعلنية تعني معرفة الكافة بأن الدولة سوف تبيع‬
‫أو تشتري أو تؤجر وان الحكمة من ذلك حتى ال تبرم‬
‫العقود اإلدارية في أجواء تشوبها الريبة وبالتالي‬
‫يجنب اإلدارة أي شكوك في تصرفاتها(‪)23‬والعلنية في‬
‫المناقصة قد تختلف من مناقصة إلى أخرى حسب طبيعة‬
‫ونوعية األعمال المطلوب إنجازها وحسب ظروف اإلدارة‬
‫فقد تكون علنية عامة بموجب المناقصة العامة وقد‬
‫تكون علنية محدودة يتم من خاللها االتصال بعدد محدد‬
‫من المختصين(‪.)24‬‬
‫وال يتنافى مع مبدأ علنية التعاقد اإلعالن عن‬
‫عقد إداري بالمناقصة السرية الن السرية في هذه‬

‫‪199‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫الحالة ال تعني عدم علم الناس بالعقد بل هم على‬


‫علم بالتعاقد(‪)25‬بل اعتمدت بعض الدول هذا المبدأ‬
‫حتى بالنسبة للمعلومات التي كانت تعتبر سرية مثل‬
‫الكلفة التخمينية للمشاريع اذ أجازت الكشف عنها‬
‫عند اإلعالن في المناقصة(‪ .)26‬وقد اخذ اغلب الدول‬
‫بهذا المبدأ ومنها لبنان اذ نص نظام المناقصات‬
‫على ان يتم نشر اإلعالن في خمس صحف يومية تفيد‬
‫إدارة المناقصات فيه من يهمهاألمر عن اعداد‬
‫البرنامج العام السنوي وعن أمكانية االطالع عليه في‬
‫دوائرها وحتى عن أمكانية الحصول على نسخة طبق‬
‫األصل عنه ضمن الشروط التي تحددها(‪)27‬كما نص على ان‬
‫ال يغني اإلعالن عن البرنامج السنوي العام عن اإلعالن‬
‫الخاص بكل مناقصة(‪.)28‬‬
‫ً أذ‬ ‫أما في مصر فقد اخذ بمبدأ العالنية ايضا‬
‫نص قانون المزايدات والمناقصات المصري على ان‬
‫تخضع كل من المناقصة العامة والممارسة العامة‬
‫لمبادئ العالنية وتكافؤ الفرص والمساواة وحرية‬
‫المنافسة(‪.)29‬‬
‫أما في العراق فقد أخذ بهذا المبدأ في قانون‬
‫العقود العامة اذ نص على ان تكون إجراءات الدعوة‬
‫العامة تنافسيه وتامة وعادلة وعلنية إلى اقصى حد‬
‫ممكن وان يتم اإلعالن عن الدعوات بشكل واف‬
‫والموضوعية في معايير تقييم العطاءات والعلنية في‬
‫فتح العطاءات(‪ )30‬كما بينت تعليمات تنفيذ العقود‬
‫الحكومية المعلومات الواجب توافرها في اإلعالن ومدة‬
‫اإلعالن ومعلومات أخرى يجب مراعاتها في اإلعالن(‪.)31‬‬

‫ً‪ :‬مبدأ المساواة بين الراغبين بالتعاقد‬‫ثانيا‬


‫يعني توفير الفرصة نفسها لكل من يرغب‬
‫ً وآخر‬
‫بالتنافس على المناقصة دون تمييز بين طرفا‬
‫من أجل ضمان منافسة واسعة بقدر اإلمكان للحصول على‬

‫‪200‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫أفضل أسعار ممكنة(‪)32‬أي انه يجب ان يتم االختيار من‬


‫بين المتقدمين على ضوء محددات واسعة ولم يتم‬
‫حرمان من يرغب باالشتراك بالمناقصة إال اذا كان مخال‬
‫ً‬
‫بأحد الشروط المطلوبة والمعلنة أو التي يفرضها‬
‫قانون العقود والتعليمات ذات العالقة(‪ )33‬وبذلك يبقى‬
‫مبدأ المساواة من المبادئ المهمة التي تحكم‬
‫المناقصات العامة وان اإلخالل بهذا المبدأ يؤدي إلى‬
‫اإلخالل بعدالة إجراءات المناقصة وبالتالي يعتبر‬
‫ذلك جريمة بموجب قانون العقوبات العراقي أذ نص‬
‫على الحبس والغرامة أو بإحدى العقوبتين على كل‬
‫موظف أو مكلف بخدمة عامة أخل بطريق الغش أو اي‬
‫وسيلة أخرى غير مشروعة بحرية أو سالمة المزايدات‬
‫أو المناقصات المتعلقة بالحكومة أو المؤسسات أو‬
‫الشركات التي تسهم الحكومة بمالها بنصيب(‪)34‬كما‬
‫عاقب كل من ارتكب الفعل المنصوص عليه في الفقرة‬
‫سالفة الذكر من غير الموظفين أو المكلفين بخدمة‬
‫عامة بنفس العقوبة باإلضافة إلى رد بدل الخسارة عن‬
‫الفعل أعاله(‪.)35‬‬
‫ولكن قد ترد بعض االستثناءات على هذا المبدأ‬
‫فالمناقصة المحددة توجه إلى عدد من األشخاص ممن‬
‫يتوفر فيهم المؤهالت المطلوبة أو إعطاء األولوية‬
‫لشركات القطاع العام والمختلط(‪.)36‬‬
‫أما في لبنان فقد اخذ نظام المناقصات بذات‬
‫المبدأ اذ أوجب على إدارة المناقصات ان تعد نماذج‬
‫مطبوعة من التصاريح والبيانات والعالمات وتعطيها‬
‫للراغبين في االشتراك في المناقصات دون بدل(‪ )37‬كما‬
‫نص نظام المناقصات بأنه ال يجوز للجنة أقصاء‬
‫المناقص الذي سبق قبوله في مناقصة أجريت لصفقة‬
‫مماثلة اذا كانت المؤهالت والشروط ال تزال متوفرة‬
‫ً لمبدأ المساواة‪ ،‬وقد اخذ‬ ‫فيه(‪ )38‬الن ذلك يعتبر أخالال‬
‫التشريع المصري بهذا المبدأ اذ اكد على مبدأ‬

‫‪201‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫العالنية وتكافؤ الفرص والمساواة وحرية‬


‫المنافسة(‪.)39‬‬
‫أما في العراق فقد أشار قانون العقود العامة‬
‫إلى هذا المبدأ إذ أوجب ان تكون إجراءات الدعوة‬
‫العامة تنافسية وتامة وعادلة وعلنية إلى أقصى حد‬
‫ممكن وان تكون بموجب المعايير الدولية للشفافية‬
‫وان تسمح بإمكانية التنبؤ بما سيحصل وان تتسم‬
‫بالعدالة والمساواة(‪ )40‬كما نصت تعليمات العقود‬
‫الحكومية على هذا المبدأ اذ أكدت على ان يتم‬
‫تنفيذ المناقصة العامة بإعالن الدعوة إلى جميع‬
‫الراغبين بالمشاركة وان تتسم إجراءات التعاقد‬
‫ألبرام العقود بالشفافية والنزاهة والعدالة في‬
‫التنافس(‪)41‬هذا يعني ان التشريعات العراقية أكدت‬
‫على مبدأ المساواة وفي اكثر من موضع‪.‬‬
‫وقد أصدر القضاء العراقي العديد من القرارات‬
‫بهذا الشأن نذكر منها قراره المتضمن (لدى التدقيق‬
‫والمداولة‪ ......‬وجد بأنه غير صحيح ومخالفا‬
‫ً‬
‫للقانون اذ تبين من األوليات الخاصة بالمقاولة رقم‬
‫‪ /34‬دعوة مباشرة والمتعلقة بهدم المدارس الطينية‬
‫وغير النظامية وإعادة أنشاء مدارس ‪ ......‬بأن جهة‬
‫اإلحالة وجهت دعوة مباشرة إلى أربع شركات لتنفيذ‬
‫المناقصة المذكورة دون اللجوء إلى المنافسة‬
‫العامة بإعالن الدعوة العامة إلى جميع الراغبين‬
‫بالمشاركة في تنفيذ المناقصة ودون ان تالحظ بان‬
‫الدعوة المباشرة توجه من جهات التعاقد على ان ال‬
‫تقل عن خمس من المقاولين والمؤسسات المعتمدة‬
‫وكفاءتها الفنية والمالية ولوجود أسباب مبرره‬
‫تدعو لذلك منها العقود ذات الطابع التخصصي أو‬
‫يتطلب السرية بإجراءات التعاقد والتنفيذ أو أي‬
‫أسباب ضرورية أخرى في حين ان المناقصة موضوع‬
‫الدعوى ذات طابع مدني وعمراني وتحتاج إلى خبرات‬
‫فنية ومالية ذات طابع عام تتوفر لدى الشركات‬
‫والمقاولين الممارسين لتلك األعمال األمر الذي اخل‬

‫‪202‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫بمبدأ المساواة كون األمر يتطلب توجيه دعوة عامة‬


‫(‪)42‬‬
‫للمناقصة‪)....‬‬
‫وقد أشرت مكاتب المفتش العام(‪ )43‬العديد من‬
‫المالحظات بشان عدم مراعاة مبدأ المساواة نذكر‬
‫منها ما أشار اليه مكتب المفتش العام في وزارة‬
‫التعليم العالي والبحث العلمي من فقدان المبرر‬
‫الالزم إلحالة المشاريع بأسلوب الدعوة المباشرة مما‬
‫أخل بمبدأ المساواة بين الراغبين بالمشاركة‬
‫بالمناقصة(‪)44‬في حين ذكر مكتب المفتش العام في‬
‫وزارة األعمار واألسكان عدم الدقة في احتساب النسب‬
‫ً لإلحالة وبالتالي عدم‬‫الترجيحية والتي تعتمد اساسا‬
‫مراعاة مبدأ المساواة(‪.)45‬‬

‫‪203‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫رقابة مكتب المفتش العام على دراسة الجدوى‬
‫االقتصادية‬
‫وإعداد الكلفة التخمينية للمشروع‬
‫سوف نقوم بهذا المبحث ببيان رقابة مكتب‬
‫المفتش العام على دراسة الجدوى االقتصادية وهذا ما‬
‫سنبينه في المطلب األول ثم نتناول بيان رقابة مكتب‬
‫المفتش العام على اعداد الكلفة التخمينية للمشروع‬
‫في المطلب الثاني‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫رقابة مكتب المفتش العام على دراسة الجدوى‬
‫االقتصادية‬
‫ان دراسة الجدوى وتقييم المشاريع‬
‫الرأسمالية واالستثمارية هي من أهم الخطوات‬
‫واألدوات لنجاح المشاريع حيث ان التخطيط السليم‬
‫يضمن مدى نجاح وفعالية هذه المشاريع(‪.)46‬‬
‫لذا فقد تعددت المفاهيم التي قيلت بشان‬
‫دراسة الجدوى إال انه يمكن التمييز بين مفهومين‬
‫لدراسة الجدوى هما‪:‬‬
‫المفهوم األول يتميز بالشمول وتعني بموجبه دراسة‬
‫الجدوى كل الدراسات التي تتعلق بالفرصة‬
‫االستثمارية في مراحلها المختلفة منذ ان كانت فكرة‬
‫حتى الوصول إلى القرار النهائي بقبول الفكرة أو‬
‫ً‪.‬‬
‫رفضها باعتبارها غير مبررة اقتصاديا‬
‫المفهوم الثاني فهو مفهوم ضيق يحصر دراسة الجدوى‬
‫في المرحلة بين بداية المشروع كفكرة والمرحلة‬
‫السابقة للتقييم(‪.)47‬‬
‫وتهدف دراسة الجدوى بشكل عام إلى معرفة‬
‫إمكانية تنفيذ المشروع واقتراح الحلول البديلة أي‬
‫إنها توفر لصانعي القرار معلومات كافية التخاذ‬
‫القرارات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬هل يمكن تنفيذ المشروع؟‬
‫‪ -‬هل النتيجة النهائية في مصلحة المستفيدين؟‬

‫‪204‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫‪ -‬ما هي البدائل والحلول التي يمكن اختيارها‬


‫خالل مرحلة المشروع القادمة؟‬
‫(‪)48‬‬
‫‪ -‬هل هناك خيار لبديل أفضل؟‬
‫بمعنى أن دراسة الجدوى تهدف إلى الوصول إلى‬
‫قرار مدروس بقبول أو رفض المشروع االستثماري الذي‬
‫بدأ كفكرة(‪.)49‬‬
‫ويجب أن تتضمن دراسة الجدوى كافة الدراسات‬
‫القانونية والتسويقية والمالية واالقتصادية األمر‬

‫(?)دراسات الجدوى وتقييم المشاريع‪ :‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪.9‬‬ ‫‪48‬‬

‫(?) د‪ .‬خليل محمد خليل عطية‪ :‬دراسة الجدوى االقتصادية‪,‬‬ ‫‪49‬‬

‫المصدر السابق‪ ,‬ص‪.5‬‬


‫(?)ينظر المادة (‪ )3‬من قانون المناقصات والمزايدات‬ ‫‪16‬‬

‫المصري رقم (‪ )89‬لسنة ‪ 1998‬المعدل‪.‬‬


‫ً) من المادة (‪ )4‬من تعليمات تنفيذ‬‫(?)ينظر البند (أوال‬ ‫‪17‬‬

‫العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2008‬المعدلة‬


‫ً) من المادة (‪)4‬‬‫(?)ينظر الفقرتان (أ‪,‬ب) من البند (ثانيا‬ ‫‪18‬‬

‫من تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة ‪2008‬‬


‫المعدلة‪.‬‬
‫(?) د‪ .‬محمود خلف الجبوري‪ :‬العقود اإلدارية‪ ،‬المصدر‬ ‫‪19‬‬

‫السابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬


‫(?) د‪ .‬أنس جعفر‪ :‬العقود اإلدارية دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪20‬‬

‫الرابعة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2007 ،‬ص‪.113‬‬


‫(?)د‪ .‬محمود خلف الجبوري‪ :‬العقود اإلدارية‪ ،‬المصدر‬ ‫‪21‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫(?) طعمة جبر لوج‪ :‬المناقصة المفهوم واإلجراءات‪ ،‬المصدر‬ ‫‪22‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫(?) د‪ .‬محمود خلف الجبوري‪ :‬العقود اإلدارية‪ ،‬المصدر‬ ‫‪23‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫(?) طعمة جبر لوج‪ :‬المناقصة المفهوم واإلجراءات‪ ،‬المصدر‬ ‫‪24‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫(?) د‪ .‬محمود خلف الجبوري‪ :‬العقود اإلدارية‪ ،‬المصدر‬ ‫‪25‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.62‬‬

‫‪205‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫الذي يتطلب وضعها من فريق أو لجنة تكون لها‬


‫ً بالعديد من العلوم اإلدارية واالقتصادية‬‫الماما‬
‫والتسويقية والمحاسبية واإلحصائية والفنية‬
‫والهندسية وغيرها من العلوم(‪.)50‬‬
‫ويجب أن تتوفر في دراسة الجدوى الشروط‬
‫التالية‬
‫‪ -1‬أن تكون سهلة القراءة وقابلة للفهم‪.‬‬

‫(?)قرار مجلس الوزراء العراقي رقم (‪ )395‬في ‪30/10/2012‬‬ ‫‪26‬‬

‫الذي نص على (إعالن الكلفة التخمينية للمشاريع عند‬


‫ً مع توخي الدقة في تحديد الكلفة)‪,‬‬ ‫اإلعالن عنها ابتداء‬
‫(قرار غير منشور)‪.‬‬
‫(?)ينظر الفقرة (‪ )1‬من المادة (‪ )5‬من المرسوم االشتراعي‬ ‫‪27‬‬

‫رقم ‪ 2866‬الصادر في ‪ 16/12/1959‬والخاص بنظام‬


‫المناقصات اللبناني ‪.‬‬
‫(?)ينظر المادة (‪ )6‬من المرسوم أعاله‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪)?( 29‬ينظر المادة (‪ )2‬من قانون المناقصات والمزايدات‬


‫المصري رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1998‬المعدل‪.‬‬
‫‪)?( 30‬ينظر الفقرة (أ) من البند (‪ )1‬من القسم (‪ )1‬من قانون‬
‫العقود العامة رقم ‪ 87‬لسنة ‪ 2004‬المعدل المنشور في‬
‫جريدة الوقائع العراقية بالعدد ‪ 3984‬في حزيران ‪.2004‬‬
‫ً) من المادة (‪ )5‬من تعليمات تنفيذ‬ ‫‪)?( 31‬ينظر البند (أوال‬
‫العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2008‬المعدلة‪.‬‬
‫‪)?(33‬طعمة جبر لوج‪ :‬المناقصة المفهوم واإلجراءات‪ ،‬المصدر‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪)?( 34‬ينظر الفقرة (‪ )1‬من المادة (‪ )336‬من قانون العقوبات‬
‫العراقي المرقم (‪ )111‬لسنة ‪ 1969‬المعدل المنشور في‬
‫جريدة الوقائع العراقية بالعدد ‪ 1778‬في ‪.15/9/1969‬‬
‫‪ )?( 35‬ينظر الفقرتان (‪ )3,2‬من المادة (‪ )336‬من قانون‬
‫العقوبات العراقي المرقم (‪ )111‬لسنة ‪ 1969‬المعدل‪.‬‬
‫‪)?(32‬د‪ .‬محمود خلف الجبوري‪ :‬العقود اإلدارية‪ ،‬المصدر السابق‪،‬‬
‫ص‪12‬‬
‫(?)‬
‫د‪ .‬محمود خلف الجبوري‪ :‬العقود اإلدارية‪ ،‬المصدر‬ ‫‪36‬‬

‫السابق‪ ،‬ص‪.64‬‬

‫‪206‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫أن تتضح فيها األسئلة واألمور المهمة في‬ ‫‪-2‬‬


‫الدراسة‪.‬‬
‫تحديد ومناقشة كل الفروض المتصلة بتحديد‬ ‫‪-3‬‬
‫المشروع‪.‬‬
‫تحقيق توقعات إدارة المشروع‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫يتوفر فيها قواعد البحث العلمي والبحث‬ ‫‪-5‬‬
‫المنطقي(‪.)51‬‬
‫وتقسم دراسة الجدوى إلى نوعين هما‪:‬‬

‫(?) ينظر المادة (‪ )21‬من المرسوم االشتراعي رقم ‪ 2866‬في‬ ‫‪37‬‬

‫‪ 1959‬والخاص بنظام المناقصات اللبناني‪.‬‬


‫(?) ينظر المادة (‪ )36‬من المرسوم االشتراعي أعاله‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫(?)ينظر المادة (‪ )2‬من قانون الناقصات والمزايدات‬ ‫‪39‬‬

‫المصري رقم ‪ 89‬لسنة ‪.1998‬‬


‫(?)ينظر (أ‪ ,‬ب) من الفقرة (‪ )1‬من القسم (‪ )1‬من قانون‬ ‫‪40‬‬

‫العقود العامة رقم ‪ 87‬لسنة ‪. 2004‬‬


‫(?) ينظر المادة (‪ )1‬من تعليمات تنفيذ العقود الحكومية‬ ‫‪41‬‬

‫رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2008‬المعدلة‪.‬‬


‫(?) قرار الهيئة التميزية في محكمة استئناف بغداد‬ ‫‪42‬‬

‫الرصافة االتحادية المرقم ‪/1401‬م‪ 2011/‬في ‪14/11/2011‬‬


‫(غير منشور) وينظر أيضا في نفس المعنى قرار المحكمة‬
‫اإلدارية الملغاة المرقم ‪/1516‬م‪ 2011/‬في ‪.29/11/2011‬‬
‫(?) ينظر التقرير السنوي لمكتب المفتش العام في وزارة‬ ‫‪44‬‬

‫التعليم العالي والبحث العلمي لعام ‪ ،2011‬ص‪.108‬‬


‫(?) ينظر التقرير السنوي لمكتب المفتش العام في وزارة‬ ‫‪45‬‬

‫اإلعمار واإلسكان لعام ‪ ، 2012‬ص‪.50‬‬


‫(?) ورد مصطلح المفتش العام في العديد من القوانين‬ ‫‪43‬‬

‫والتشريعات العربية والعراقية إال إنها لم تضع تعريف‬


‫محدد له ولم تبين المراد به على وجه الدقة واكتفت‬
‫ً عن اختصاصاته وشروط توليه‬‫بتحديد مهامه وصالحياته‪ ،‬فضال‬
‫المنصب اذ تمارس مكاتب المفتشين العموميين الرقابة‬
‫اإلدارية من اجل الحد من ظاهرة الفساد اإلداري والمالي‪،‬‬
‫لمزيد من التفصيل ينظر‪ :‬علي غني عباس الجنابي‪:‬‬
‫الرقابة على الموازنة العامة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫القانون‪ ،‬جامعة تكريت‪ ،2012 ،‬ص‪ 106‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫‪ -2‬دراسات‬ ‫‪ -1‬دراسات الجدوى المبدئية‪.‬‬


‫الجدوى التفصيلية(‪.)52‬‬

‫دراسات الجدوى المبدئية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫وهي مرحلة استكشافية لقياس األمور والظروف‬
‫المحيطة بالمشروع والتي يمكن من خاللها اتخاذ‬
‫القرارات بالدخول في دراسات الجدوى التفصيلية‬
‫التي يمكن أن تكلف الكثير من الجهد والمال وهنا‬
‫تكمن أهمية دراسة الجدوى المبدئية في تحديد ما‬
‫أذا كان سيتم الدخول في دراسات الجدوى التفصيلية‬
‫ام ال(‪.)53‬‬

‫(?) دراسات الجدوى وتقييم المشاريع‪ :‬دورة أعدت لتدريب‬ ‫‪46‬‬

‫أعضاء في أقسام أو وحدات إدارة المشاريع‪ ,2012 ,‬ص‪.8‬‬


‫(?) د‪ .‬خليل محمد خليل عطية‪ :‬دراسة الجدوى االقتصادية‪,‬‬ ‫‪47‬‬

‫مركز تطوير الدراسات العليا والبحوث‪ ,‬جامعة القاهرة‪,‬‬


‫الطبعة األولى‪ ,2008 ,‬ص‪ .5‬وينظر أيضا يسرى خضر‬
‫إسماعيل‪ :‬دراسات الجدوى إلعداد وتقييم المشروعات‬
‫االستثمارية‪ ,‬دار النهضة العربية‪ ,‬القاهرة‪ ,1994 ,‬ص‪,75‬‬
‫منير صالح هندي‪ :‬اإلدارة المالية‪ ,‬المكتب العربي‬
‫الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ,1991 ,‬ص‪ ,23‬محمد صالح الحناوي‪:‬‬
‫دراسات جدوى المشروع وسياسات االستثمار‪ ,‬المكتب العربي‬
‫الحديث‪ ,‬القاهرة‪ ,1996,‬ص‪.61‬‬
‫(?) احمد فوزي ملوخية‪ :‬أسس دراسات الجدوى االقتصادية‬ ‫‪50‬‬

‫للمشروعات االقتصادية‪ ,‬مكتبة بستان المعرفة‪,‬‬


‫اإلسكندرية‪ ,2002 ,‬ص‪.15‬‬
‫(?) د‪ .‬خليل محمد خليل عطية‪ :‬دراسة الجدوى االقتصادية‪,‬‬ ‫‪51‬‬

‫المصدر السابق‪ ,‬ص‪.7‬‬


‫(?) سيد كاسب‪ ,‬جمال كمال الدين‪ :‬المشروعات الصغيرة‬ ‫‪52‬‬

‫الفرص والتحديات‪ ,‬مركز تطوير الدراسات العليا‬


‫والبحوث‪ ,‬كلية الهندسة‪ ,‬جامعة القاهرة‪ ,2007 ,‬ص‪.15‬‬
‫(?)سعيد عبد العزيز عثمان‪ :‬دراسات جدوى المشروعات بين‬ ‫‪53‬‬

‫النظرية والتطبيق‪ ,‬مطبعة االنتصار‪ ,‬اإلسكندرية‪ ,1993 ,‬ص‬


‫‪.31‬‬

‫‪208‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫وهذا يعني ان دراسات الجدوى المبدئية تساعد‬


‫على تقدير كلفة الدراسة التفصيلية والهدف الرئيسي‬
‫منها اتخاذ القرار المتعلق بالدخول في دراسات‬
‫الجدوى التفصيلية باإلضافة إلى النتائج التي تسفر‬
‫عنها الدراسة المبدئية كما إنها يمكن ان تحدد‬
‫المشاكل والمعوقات أو أنواع المخاطر(‪ )54‬التي يمكن‬
‫ان تواجه المشروع وكيفية التعامل معها(‪.)55‬‬
‫ويمكن الحصول على المعلومات التي تتطلبها‬
‫دراسات الجدوى المبدئية من عدة مصادر سواء كانت‬
‫مصادر ميدانية والتي تتمثل بالمقابالت الشخصية‬
‫للزبائن والعمالء والمسؤولين في الحكومة والغرف‬
‫التجارية أم مصادر مكتوبة والتي تتمثل بالبيانات‬
‫واإلحصاءات والنشرات الصادرة عن الهيئات واألجهزة‬
‫الحكومية(‪.)56‬‬

‫دراسات الجدوى التفصيلية‬ ‫‪-2‬‬


‫وهي الدراسات التي تدخل في تحليالتها‬
‫الجوانب البيئية والقانونية والتسويقية والفنية‬
‫والمالية واالجتماعية للمشروع االستثماري وإنها‬
‫تنقسم إلى دراسات الجدوى البيئية وتهدف للتعرف‬
‫على اآلثار السلبية واإليجابية للمشروع على البيئة‬
‫والعمل على تجنب اآلثار السلبية والتقليل منها أو‬

‫‪ )?( 54‬وتتمثل هذه المعوقات والصعوبات بما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬صعوبات فنية تتمثل بقلة أو ندرة الخبرات الفنية‪.‬‬
‫‪ -‬نقص المعلومات أو البيانات أو تضاربها أو عدم وضوحها‬
‫مما يؤثر على دقة تقدير بعض المتغيرات الداخلة في‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التوازن بين تكاليف دراسة الجدوى ورأس المال‬
‫المخصص لالستثمار في المشروع‪.‬‬
‫لمزيد من التفصيل ينظر دراسات الجدوى االقتصادية‬
‫وتقييم المشاريع‪ ,‬المصدر السابق‪ ,‬ص ‪. 10‬‬
‫‪ )?( 55‬دراسة الجدوى االقتصادية‪ ,‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪.14‬‬
‫(?) د‪ .‬سمير عبد العزيز‪ :‬دراسة الجدوى االقتصادية‪ ,‬مؤسسة‬ ‫‪56‬‬

‫شباب الجامعة‪ ,‬اإلسكندرية‪ ,1990 ,‬ص‪.75‬‬

‫‪209‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫منع حدوثها ودراسات جدوى قانونية والتي تبحث في‬


‫الشكل القانوني للمشروع االستثماري ودراسات جدوى‬
‫تسويقية والتي هي عبارة عن مجموعة أبحاث وتقديرات‬
‫لتحديد ما أذا كان هنالك طلب على منتجات المشروع‬
‫خالل عمره االفتراضي ام ال‪ ,‬ودراسات الجدوى الفنية‬
‫التي تختص بالمسائل الفنية المتعلقة بإقامة‬
‫المشاريع بصورة تفصيلية وتمثل نقطة البداية‬
‫لتقديرات التكاليف الرأسمالية‪ ,‬ودراسات الجدوى‬
‫المالية والتي تدور حول تخطيط وتوجيه وتنظيم‬
‫ومتابعة وتامين احتياجات المشروع من األموال في‬
‫مجاالت النشاط االقتصادي المختلفة الخاصة بالمشروع‬
‫وبما يعظم ناتجها ويعطي أعلى مردود وعامل اقتصادي‬
‫ممكن في ظل الظروف والبيئة المحيطة بالمشروع(‪.)57‬‬
‫ً ألهمية دراسات الجدوى االقتصادية فقد‬‫ونظرا‬
‫أوجبت التعليمات الصادرة من وزارة التخطيط على‬
‫الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة واألقاليم‬
‫والمحافظات غير المنتظمة بإقليم تزويد الدوائر‬
‫المعنية في وزارة التخطيط بنسخ من تقارير ودراسات‬
‫الجدوى الفنية واالقتصادية للمشاريع المعدة وفق‬
‫التعليمات رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 1984‬المعدلة والصادرة من‬
‫مجلس التخطيط الملغي ودراسات الجدوى الفنية‬
‫واالقتصادية أو التقرير الفني للمشاريع الجديدة‬
‫المقترحة للسنة التي تليها للمصادقة عليها وتتحمل‬
‫تلك الجهات المسؤولية القانونية عن عدم تقديم ذلك‬
‫وعلى الدائرة المختصة في وزارة التخطيط مراعاة‬
‫ذلك وعدم إدراج أي مشروع استثماري ال يتضمن دراسة‬
‫الجدوى الفنية واالقتصادية أو التقرير الفني(‪.)58‬‬

‫(?) لمزيد من التفصيل ينظر د‪ .‬خليل محمد خليل عطية‪:‬‬ ‫‪57‬‬

‫دراسات الجدوى االقتصادية‪ ,‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪ 11‬وما‬


‫ً دراسات الجدوى االقتصادية وتقييم‬
‫بعدها‪ ,‬وينظر ايضا‬
‫المشاريع‪ ,‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪ 16‬وما بعدها‪.‬‬
‫(?)ينظر الفقرة (‪ )6‬من الفصل الرابع من تعليمات تسهيل‬ ‫‪58‬‬

‫تنفيذ قانون الموازنة االتحادية رقم (‪ )7‬لسنة ‪.2013‬‬

‫‪210‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫وهذا يعني أن الجهة المسؤولة عن مراقبة‬


‫دراسات الجدوى الفنية واالقتصادية فيما لو كانت‬
‫موجودة ام ال وإنها معدة بموجب التعليمات هي وزارة‬
‫التخطيط وذلك بموجب التعليمات رقم (‪ )1‬لسنة ‪1984‬‬
‫المعدلة الصادرة من مجلس التخطيط الملغي وتعليمات‬
‫تسهيل تنفيذ قانون الموازنة االتحادية إذ أنها نصت‬
‫(‪ ....‬وعلى الدائرة المختصة في وزارة التخطيط‬
‫مراعاة ذلك وعدم إدراج أي مشروع استثماري ال يتضمن‬
‫دراسة الجدوى الفنية واالقتصادية أو التقرير‬
‫الفني‪ .)59()......‬وكذلك بموجب تعليمات تنفيذ‬
‫العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة ‪.)60(2008‬‬
‫لذلك تأتي رقابة مكاتب المفتشين العموميين‬
‫في هذه المرحلة من مراحل أبرام العقد وتكون رقابة‬
‫الحقة ألن هذه المكاتب ال تستطيع الرقابة على دراسات‬
‫الجدوى للمشاريع قبل إقرارها من قبل وزارة‬
‫التخطيط والمصادقة عليها ألنه لو مارست الرقابة‬
‫السابقة على دراسات الجدوى االقتصادية لتعذرت‬
‫الجهات المسؤولة بعدم مصادقة تلك الدراسات‬
‫وإكمالها‪.‬‬
‫ولهذا فان هذه المكاتب تمارس الرقابة‬
‫الالحقة على أعداد دراسات الجدوى الفنية‬
‫واالقتصادية عند استحداث المشروع أو عند استحداث‬
‫أي مكون للمشاريع المستمرة ويكون ذلك من خالل‬
‫رقابة مدى التزام الدوائر المعنية المكلفة بإعداد‬
‫(‪)61‬‬
‫دراسات الجدوى الفنية واالقتصادية مع التعليمات‬
‫والتعاميم الصادرة من دائرة األعمار والمشاريع‬
‫الصادرة من قبل الوزارات المعنية والتي تلزم وجود‬

‫(?)ينظر الفقرتان (أ‪ ,‬ب) من البند (‪ )6‬من الفصل الرابع‬ ‫‪59‬‬

‫من تعليمات تسهيل تنفيذ قانون الموازنة االتحادية رقم‬


‫(‪ )7‬لسنة ‪.2013‬‬
‫(?) ينظر الفقرة (أ) من البند (اوال‬
‫ً) من المادة (‪ )3‬من‬ ‫‪60‬‬

‫تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة ‪2008‬‬


‫المعدلة‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫دراسات جدوى مرفقة مع أوليات المشروع لغرض إقراره‬


‫من قبل وزارة التخطيط(‪.)62‬‬
‫وبالرجوع إلى تقارير مكاتب المفتشين‬
‫العموميين بشان رقابتهم على مرحلة دراسات الجدوى‬
‫للمشاريع نجد أن مكتب المفتش العام لوزارة‬
‫التعليم العالي والبحث العلمي اشر العديد من‬
‫المالحظات على الموضوع ونذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم إيالء أعداد دراسات الجدوى االهتمام‬
‫المطلوب حيث تفتقر هذه الدراسات إلى الدقة‬
‫والموضوعية في معظم المشاريع(‪.)63‬‬
‫‪ -2‬قيام بعض التشكيالت بإعداد دراسات الجدوى‬
‫لمشاريعها بشكل ال يتضمن األسس الواردة في‬
‫تعاميم دائرة األعمار والمشاريع(‪ )64‬وتم قبولها‬
‫من قبل الدائرة لغرض إقرارها من قبل وزارة‬
‫التخطيط دون قيامها بأي تدقيق أو مطابقة لما‬
‫تضمنته الدراسات المقدمة مع تصاميم الدائرة‪.‬‬

‫(?)مثال ذلك كراس (اإلطار العام ألسس دراسات الجدوى‬ ‫‪61‬‬

‫لمشاريع التنمية) المعد من قبل وزارة التخطيط‪.‬‬


‫(?) نذكر منها تعاميم وزارة التعليم العالي والبحث‬ ‫‪62‬‬

‫العلمي المرقمة ‪ 5188‬في ‪ 6/8/2009‬و ‪ 678‬في ‪ 8/2/2012‬و‬


‫‪ 2779‬في ‪ 6/5/2012‬الخاصة بدراسة الجدوى االقتصادية‬
‫والفنية للمشاريع‪.‬‬
‫(?) تقرير وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪ /‬مكتب‬ ‫‪63‬‬

‫المفتش العام‪ /‬شعبة العقود والمقاوالت المرقم ‪/1480‬‬


‫عقود‪ 1046 /‬في ‪،1/12/2010‬ص ‪(،2 ,1‬غير منشور)‪.‬‬
‫(?) تعميم دائرة األعمار والمشاريع المرقم ش‪ 5188 /‬في‬ ‫‪64‬‬

‫‪ 16/8/2009‬والمتضمن تعميم استمارة الجدوى الفنية‬


‫المتضمنة عدد من الفقرات والتي تتمثل باسم المشروع‬
‫وعائديته‪ ,‬أهداف المشروع‪ ,‬دراسة السوق‪ ,‬تحديد‬
‫المستلزمات دراسة الموقع‪ ,‬التخمينات االستثمارية‪,‬‬
‫التخمينات التشغيلية‪ ,‬التسويق‪ ,‬تخمينات العملة‬
‫األجنبية‪ ,‬المؤشرات التجارية واالقتصادية والبيئية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫قبول دراسات الجدوى دون توقيع بعضها من قبل‬ ‫‪-3‬‬


‫الجهة المستفيدة والبعض األخر ال يحتوي على‬
‫اسم التشكيل العائد له دراسة الجدوى‬
‫االقتصادية مما يدل على عدم االهتمام بهذا‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫قيام بعض تشكيالت الوزارة بإعداد دراسات‬ ‫‪-4‬‬
‫الجدوى لمشاريعها وتقديمها باستمارة بسيطة‬
‫عبارة عن صفحة واحدة تختلف من تشكيل إلى اخر‬
‫دون بيان المسوغات االقتصادية واالجتماعية‬
‫والبيئية المتوخاة من إقامة المشروع واألضرار‬
‫المتوقعة في حالة عدم تنفيذه ومؤشرات‬
‫التنمية البشرية وتحديد الجهات ذات العالقة‬
‫بالمشروع‪ ,‬وبالرغم من ذلك يتم قبولها من قبل‬
‫قسم المشاريع وعدم القيام بتوجيه التشكيالت‬
‫بضرورة االلتزام بما ورد في التعليمات‬
‫والتعاميم ذات الشأن‪.‬‬
‫الحظ مكتب المفتش العام أثناء تدقيقه أحدى‬ ‫‪-5‬‬
‫دراسات الجدوى المقدمة من أحدى تشكيالت‬
‫الوزارة بان المشروع المقدم بشأنه دراسة‬
‫الجدوى يعطي فرصة للشركات المحلية للمشاركة‬
‫في إنشاء مثل هذا المشروع في حين ان دراسة‬
‫الجدوى ال عالقة لها بالشركات وإنما تتعلق‬
‫باحتياجات الدولة المستفيدة‪.‬‬
‫تقديم دراسات جدوى مثبت فيها نفس األهداف‬ ‫‪-6‬‬
‫واالحتياجات والفوائد والمردودات االقتصادية‬
‫واالجتماعية لها على الرغم من اختالف نوعية‬
‫المشاريع(‪.)65‬‬
‫قيام الدائرة المعنية بقبول دراسة جدوى‬ ‫‪-7‬‬
‫المشروع إنشاء البرج اذ ورد في الجدوى‬
‫االجتماعية للمشروع (خلق جو ترفيهي في داخل‬
‫الجامعة بصورة خاصة وللمحافظة بصورة عامة‬

‫(?)تقرير مكتب المفتش العام في وزارة التعليم العالي‬ ‫‪65‬‬

‫والبحث العلمي المرقم ‪ /1480‬عقود‪ 1046 /‬في ‪1/12/2010‬‬


‫المصدر السابق‪ ،‬ص‪.2‬‬

‫‪213‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫وتقارب الفئات االجتماعية المختلفة) وعند‬


‫استفسار المكتب عن أسباب إدراج هذا المشروع‬
‫والموافقة عليه بهذه المبررات التي هي خارج‬
‫أهداف الموازنة االستثمارية للوزارة تبين انه‬
‫تم تعديل هذا المشروع بإجراء تغييرات كبيرة‬
‫عليه ليصبح مركز ثقافي للجامعة‪ ,‬أي بإصدار‬
‫أوامر تغيير كبيرة بفقراتها ضمن جدول‬
‫الكميات وبمبالغها بما يسهل حصول عملية تالعب‬
‫ويؤدي إلى حصول مخالفات لتعليمات تنفيذ‬
‫العقود الحكومية والتي نصت على انه ال يجوز‪:‬‬
‫(أوال‪ /‬ال يجوز اللجوء إلى تغيير األعمال‬
‫المتعاقد عليها أو إضافة أعمال أو كميات جديدة‬
‫إال عند الضرورة القصوى وعلى أن يحصر التغيير‬
‫في أضيق نطاق ممكن عند تحقق أحدى الحاالت‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬أذا كان عدم التغيير أو عدم اإلضافة من شانه‬
‫ً من‬‫ً كبيرا‬‫أن يسبب تأخير في العمل أو ضررا‬
‫الناحية االقتصادية أو الفنية‪.‬‬
‫ب‪-‬أذا كان عدم التغيير أو عدم اإلضافة يؤدي إلى‬
‫عدم إمكان االستفادة من أعمال المقاولة أو‬
‫التجهيز عند إنجازها‪.‬‬
‫ج‪-‬اذا كان التغيير أو اإلضافة يؤدي إلى توفير‬
‫في كلفة المشروع أو العمل‪.‬‬
‫ح‪-‬اذا لم يترتب على التغيير أو اإلضافة تبديل‬
‫أساسي للخدمة أو القدرة اإلنتاجية المقررة‬
‫للمشروع أو العمل‪.‬‬
‫خ‪-‬اذا كان التغيير يؤدي إلى تقليص مدة العقد‬
‫على ان ال يؤدي ذلك إلى التدني في المواصفات‬
‫الفنية للعمل أو المشروع)(‪.)66‬‬
‫وفي تقرير اخر لمكتب المفتش العام لوزارة‬
‫التعليم العالي والبحث العلمي لوحظ عدم اعداد‬
‫ً لما ورد في‬ ‫دراسة جدوى لعدد من المشاريع خالفا‬
‫ً) من المادة (‪ )3‬من تعليمات تنفيذ‬ ‫البند (اوال‬

‫‪214‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫(‪)67‬‬
‫في حين لوحظ عدم وجود دراسة‬ ‫العقود الحكومية‬
‫جدوى تفصيلية للبعض األخر من المشاريع(‪.)68‬‬
‫وقد تنوعت التوصيات بشان المخالفات الصريحة‬
‫لتعليمات تنفيذ العقود الحكومية والتعليمات‬
‫األخرى ومنها التعليمات رقم (‪ )1‬لسنة ‪1984‬‬
‫الصادرة من مجلس التخطيط الملغي بين تشكيل لجان‬
‫تحقيقية أو توجيه التشكيالت المعنية بضرورة‬
‫االلتزام بالتعليمات النافذة‪ .‬فقد الحظ مكتب‬
‫المفتش العام‪ /‬أمانة بغداد عدم التزام الدوائر‬
‫بإعداد دراسة الجدوى االقتصادية والفنية للمشروع‬
‫قبل اإلعالن عنه مما يدل على شكلية اإلجراءات‬
‫المتخذة بشان أعداد دراسات الجدوى(‪.)69‬‬
‫ولنا بصدد رقابة مكاتب المفتشين العموميين‬
‫على مرحلة إعداد دراسات الجدوى المالحظات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬كثرة المالحظات المؤشرة على مرحلة إعداد‬
‫الجدوى االقتصادية للمشاريع من قبل المكاتب‬
‫منها عدم وجود دراسات جدوى للمشاريع ومنها‬
‫مخالفتها للتعليمات النافذة ومنها شكلية‬
‫دراسات الجدوى المقدمة‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم توحيد اإلجراءات المتخذة من قبل هذه‬
‫المكاتب اذ لوحظ البعض منها يكتفي بذكر‬
‫المخالفة فقط والبعض األخر يوصي بضرورة‬
‫مراعاة التعليمات النافذة بينما يوصي األخر‬
‫بتشكيل لجان تحقيقية‪.‬‬
‫‪ -3‬تكون رقابة مكاتب المفتشين العموميين رقابة‬
‫الحقة على مرحلة إعداد دراسات الجدوى‬
‫االقتصادية الن الرقابة السابقة تمارس من قبل‬
‫وزارة التخطيط لذا كان األحرى بها عدم إمرار‬
‫المشاريع وإدراجها ضمن الخطة االستثمارية اذا‬
‫لم تقدم فيها دراسات جدوى أو كانت مقدمة‬
‫ولكنها مخالفة للتعليمات‪.‬‬
‫‪ -4‬نقترح قيام مكاتب المفتشين العموميين في‬
‫الوزارات بمخاطبة الدائرة المعنية بوزارة‬
‫التخطيط أو مكتب المفتش العام لوزارة‬

‫‪215‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫التخطيط عن كيفية إقرار المشاريع وإدراجها‬


‫ضمن الخطة االستثمارية رغم عدم وجود دراسات‬
‫الجدوى االقتصادية أو وجودها ولكنها ال يراعى‬
‫فيها اإلطار العام ألسس دراسات الجدوى‪.‬‬
‫‪ -5‬ونوصي أيضا بان تقوم هذه المكاتب بوضع‬
‫معايير يجب مراعاتها عند قيام التشكيالت‬
‫التابعة للوزارات الخاضعة لرقابتهم في تشكيل‬
‫اللجان التي تقوم بإعداد دراسات الجدوى‬
‫وتتمثل هذه المعايير بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ان يكون لديه خبرة مسبقة في دراسات الجدوى‬
‫ونوعية المشروع‪.‬‬
‫‪ -2‬ان يعمل ضمن الميزانية المحددة له لدراسة‬
‫الجدول وضمن جدول زمني محدد‪.‬‬
‫‪ -5‬ان يكون لديه معلومات واضحة ومسبقة وعنده‬
‫استعداد ان يتعاون مع اللجنة‪.‬‬
‫‪ -8‬ان يكون لديه استعداد للقيام بالتعديالت‬
‫المطلوبة خالل الدراسة‪.‬‬
‫‪ -26‬مراعاة التخصصات المحاسبية والفنية‬
‫واإلدارية والهندسية وغيرها من المجاالت ذات‬
‫الصلة عند تشكيل هذه اللجان‪.‬‬
‫‪ -27‬في حالة مخالفة ذلك تتحمل الجهات المعنية‬
‫مسؤولية ذلك‪.‬‬
‫ً في‬ ‫ً مهما‬
‫‪ -6‬يمكن ان تكون دراسة الجدوى عامال‬
‫الرقابة على إجراءات التنفيذ من كافة‬
‫النواحي الفنية والمالية واألمور التفصيلية‬
‫األخرى اذا ما كانت معدة بشكل دقيق اذ ان أي‬
‫نقص فيها يؤدي إلى إرباك وخلل في اإلجراءات‬
‫ً من إعداد الكلفة التخمينية‬ ‫الالحقة بدءا‬
‫والمواصفات إلى مراحل التنفيذ والذي قد‬
‫ً للدخول‬ ‫يعرقل إجراءات التنفيذ أو يكون بابا‬
‫منه أو استغالله من قبل البعض في حاالت قد‬
‫تؤدي إلهدار المال العام أو التأخير في‬
‫التنفيذ أو التلكؤ مما يتطلب من مكاتب‬
‫المفتشين العموميين أحكام الرقابة على مرحلة‬

‫‪216‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫إعداد دراسات الجدوى وإيجاد اآلليات موحدة‬


‫للحد من المخالفات الواضحة فيها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫رقابة مكتب المفتش العام على إعداد الكلفة‬
‫التخمينية للمشروع‬

‫أش‪aa‬ارت تعليم‪aa‬ات تنفيذ العق‪aa‬ود الحكومية رقم (‪)1‬‬


‫لسنة ‪ 2008‬المعدلة على جهات التعاقد في الوزارات‬
‫والجهات غير المرتبطة بوزارة واألقاليم والمحافظات‬
‫غير المرتبطة بإقليم مراعاة استكمال إعداد وث‪aa‬ائق‬
‫المناقصة ومنها وج‪aaaaaaa‬ود دراسة محدثة عن الكلفة‬
‫التخمينية للمشروع أو العقد المطلوب تنفي‪aa‬ذه ض‪aa‬من‬
‫‪a‬اس عند‬‫‪a‬تخدامها كمقي‪a‬‬ ‫‪a‬دوى بغية اس‪a‬‬‫تقرير دراسة الج‪a‬‬
‫تحليل العط‪aa‬اءات وترس‪aa‬ية العق‪aa‬ود على أن ت‪aa‬راعى‬
‫السرية في ذلك(‪.)70‬‬
‫لذلك يعتبر إعداد الكلفة التخمينية للمشروع‬
‫مرحلة مهمة في اإلجراءات التي تسبق اإلعالن عن‬
‫المناقصة كونها تمثل النقطة المهمة التي يتم من‬
‫خاللها تحليل العطاءات من خالل مقارنة الكلفة‬
‫التخمينية مع مبالغ العطاءات المقدمة ويتم قبول‬
‫أو رفض هذه العطاءات من خالل هذه المقارنة(‪.)71‬‬
‫حيث أوجبت التعليمات لرئيس جهة التعاقد أو‬
‫من يخوله قبول العطاء وتحليله اذا كان ال يزيد عن‬
‫‪ ٪25‬من الكلفة التخمينية شرط توفر التخصيص المالي‬
‫وضمن الكلفة الكلية للمشروع مع إعالم وزارة‬
‫التخطيط بذلك(‪.)72‬‬
‫كما أجازت التعليمات لرئيس التعاقد أو من‬
‫يخوله قبول العطاء وتحليله اذا كان يزيد بنسبة ال‬
‫تتجاوز ‪ ٪30‬من الكلفة التخمينية بشرط توفر‬
‫التخصيص المالي الالزم وضمن الكلفة الكلية للمشروع‬
‫مع مفاتحة لجنة العقود المركزية في األمانة العامة‬
‫لمجلس الوزراء(‪ .)73‬من هنا تبرز أهمية إعداد‬

‫‪217‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫الكلفة التخمينية للمشروع حيث تعتبر المقياس‬


‫المهم في تحليل العطاءات‪.‬‬
‫ً لإلدارة‬
‫كما وتعتبر الكلفة التخمينية مؤشرا‬
‫في مراقبة المصروفات الفعلية أثناء التنفيذ ويجري‬
‫ً احتياطي لكي يغطي األعمال‬ ‫تضمين الكلفة مبلغا‬
‫‪74‬‬
‫اإلضافية المتوقعة للمشروع( )‪.‬‬
‫وقد مارست مكاتب المفتشين العموميين رقابتهم‬
‫ً من‬
‫على إعداد الكلفة التخمينية للمشاريع ابتداء‬
‫ً بإدراجها في الخطة‬ ‫آلية إقرارها وانتهاء‬
‫االستثمارية بموجب جداول الكميات‪ ,‬فقد وجدت هذه‬
‫المكاتب عند االستفسار من مسؤولي أقسام المشاريع‬
‫عن اآللية المعتمدة في إقرار الكلفة التخمينية‬
‫اتضح بانها تتم عن طريق إرسال الكلفة الكلية‬
‫التخمينية المعدة من قبل لجان فنية مختصة في‬
‫التشكيالت المختلفة إلى دائرة األعمار والمشاريع _‬
‫قسم المشاريع بموجب كتب رسمية و يتم تدقيق هذه‬
‫الكلف من قبل القسم المذكور وفي حالة كون الكلفة‬
‫غير منطقية يتم إعادتها إلى التشكيل المعني لغرض‬
‫تعديلها ثم ترسل إلى وزارة التخطيط لغرض إقرار‬
‫المشروع إال انه من خالل ما تم تدقيقه من قبل مكتب‬
‫المفتش العام في وزارة التعليم العالي والبحث‬
‫العلمي فلم يالحظ العمل بذلك من قبل القسم المعني‬
‫ألي مشروع(‪.)75‬‬
‫كما الحظ مكتب المفتش العام في وزارة التعليم‬
‫العالي ان بعض األقسام المعنية تقوم بتدقيق‬
‫المخططات وجداول الكميات لعدد من المشاريع دون‬
‫تثبيت أية مالحظات أو تقديم تقارير فيما اذا كانت‬
‫هذه المخططات وجداول الكميات دقيقة ام ال ويقوم‬
‫القسم بإعالم الجامعات المعنية بالمالحظات شفهيا‬
‫ً‬
‫لغرض إجراء التعديل المطلوب كما الحظ قيام بعض‬
‫التشكيالت بإرسال جداول الكميات إلى الدائرة لغرض‬
‫تدقيقها وأخرى تقوم بإرسال الكلفة الكلية فقط مع‬
‫المخططات لغرض تدقيقها بهدف إقرار الكلفة الكلية‬
‫للمشروع والحظ المكتب عدم قيام القسم بالتوقيع على‬
‫أي من المستمسكات المرفوعة إلى وزارة التخطيط‬

‫‪218‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫لغرض إقرار المشروع أما فيما يتعلق بزيادة الكلفة‬


‫للمشروع أو إضافة مكون جديد فقد الحظ مكتب المفتش‬
‫العام في وزارة التعليم العالي بأنه يتم تدقيق‬
‫الكشوفات المسعرة المرسلة من قبل التشكيل في شعبة‬
‫التدقيق الفني بالقسم دون إعداد أي تقرير بذلك أو‬
‫تثبيت راي القسم بكتاب رسمي بصدد المالحظات بوجوب‬
‫أو عدم الحاجة إلى إضافة المكون أو زيادة التخصيص‬
‫السنوي للمشروع(‪.)76‬‬
‫وهذا يعني ان مكتب المفتش العام تبين له عدم‬
‫قيام الدائرة المعنية بإداء الدور األساسي المطلوب‬
‫منها في إقرار المشاريع بالموافقة على الكلفة‬
‫الكلية المقترحة من التشكيالت بموجب ذلك مما قد‬
‫ً من‬
‫يسبب بالموافقة على كلف ضخمة ممكن التالعب الحقا‬
‫خاللها وبعد إقراره أو إدراج المشاريع بالخطة‬
‫االستثمارية بالتالعب بمفردات جدول الكميات وبما‬
‫يحقق هدر بالمال العام وقد قدم توصياته بضرورة‬
‫قيام قسم المشاريع بتدقيق المخططات وجداول‬
‫الكميات والمصادقة عليها لتجنب إقرار مشاريع بكلف‬
‫كلية غير دقيقة(‪.)77‬‬
‫أما مكتب المفتش العام لوزارة الداخلية فقد‬
‫ّ العديد من المالحظات فيما يتعلق بإعداد الكلفة‬ ‫اشر‬
‫التخمينية للمشروع يمكن إجمالها بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم وجود دراسة محدثة للمشروع(‪.)78‬‬
‫‪ -2‬عدم دقة إعداد دراسة الكلفة التخمينية‬
‫للمشروع(‪.)79‬‬
‫‪ -3‬مخالفة الكشف التخميني المقدم لتعليمات‬
‫تنفيذ العقود الحكومية(‪.)80‬‬
‫‪ -4‬عدم تقديم كتاب إعداد دراسة الكلفة‬
‫التخمينية(‪.)81‬‬
‫‪ -5‬عدم تضمين محضر دراسة الكلفة التخمينية على‬
‫رقم صادر وتاريخ وكذلك عدم وجود أمر تشكيل‬
‫لجنة الخاصة بإعداد الكلفة التخمينية(‪.)82‬‬

‫‪219‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫َ مكتب المفتش العام لوزارة اإلعمار‬ ‫كما اشر‬


‫واإلسكان عدم تحديد الكلف التخمينية لبعض‬
‫المشاريع إذ يفترض ان تسعر الفقرات بمختلف‬
‫أنواعها دون المجموع النهائي الذي يجب ان يكون‬
‫عند الغلق أو عند فتح المناقصة للمحافظة على‬
‫سرية الكلف التخمينية(‪.)83‬‬
‫كما الحظ مكتب المفتش العام في وزارة التعليم‬
‫العالي والبحث العلمي عدم الدقة في إعداد الكلفة‬
‫التخمينية لبعض المشاريع باإلضافة إلى تسريب مبلغ‬
‫وزارة‬ ‫(?) ينظر التقرير السنوي لمكتب المفتش العام في‬ ‫‪83‬‬

‫اإلعمار واإلسكان لعام ‪ ,2012‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.50‬‬


‫ً) من المادة (‪ )15‬من تعليمات تنفيذ‬ ‫(?) ينظر البند (اوال‬ ‫‪66‬‬

‫العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2008‬المعدلة‪.‬‬


‫(?)تقرير المفتش العام لوزارة التعليم العالي المرقم (‬ ‫‪67‬‬

‫‪ /290‬عقود‪ )1063 /‬في ‪ ,13/3/2011‬ص ‪( 3‬غير منشور)‬


‫وكذلك ينظر التقرير المعد من قبل المكتب نفسه‬
‫والمصادق عليه بتاريخ ‪( 11/11/2010‬غير منشور) وتقريره‬
‫المصادق عليه بتاريخ ‪( 29/10/2009‬غير منشور)‪.‬‬
‫(?)ينظر التحقيق اإلداري الذي أجراه مكتب المفتش العام‬ ‫‪68‬‬

‫في أمانة بغداد بموجب األمر الوزاري ذي العدد ‪ 3188‬في‬


‫‪ ,16/2/2011‬ص‪( 12‬غير منشور)‪.‬‬
‫(?)ينظر التقرير السنوي لمكتب المفتش العام‪ /‬أمانة‬ ‫‪69‬‬

‫بغداد‪ ,‬عام ‪ ،2010‬ص‪,30‬وينظر بنفس المعنى التقرير‬


‫السنوي لمكتب المفتش العام لوزارة الداخلية لعام‬
‫‪ ,2011‬ص‪ 24‬وما بعدها‪.‬‬
‫ً) من المادة (‪ )3‬من‬‫(?) ينظر الفقرة (ب) من البند (اوال‬ ‫‪70‬‬

‫تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة ‪2008‬‬


‫المعدلة‪.‬‬
‫(?)طعمة جبر لوج‪ :‬المناقصة المفهوم واإلجراءات‪ ,‬المصدر‬ ‫‪71‬‬

‫السابق‪ ,‬ص‪.17‬‬
‫ً)من المادة (‪ )5‬من تعليمات تنفيذ‬ ‫(?)ينظر البند (رابعا‬ ‫‪72‬‬

‫العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2008‬المعدلة‪.‬‬


‫ً) من المادة (‪)5‬‬ ‫(?) ينظر الفقرة (ج) من البند (خامسا‬ ‫‪73‬‬

‫من تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة ‪2008‬‬


‫المعدلة‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫الكلفة التخمينية وعدم المحافظة على سريته وقد‬


‫أوصى بضرورة الحفاظ على سرية المعلومات الخاصة‬
‫بتسعير الكشوفات التخمينية(‪.)84‬‬
‫ً مكتب المفتش العام ألمانة بغداد‬ ‫وقد الحظ أيضا‬
‫عدم االحتفاظ بسرية مبلغ الكلفة التخمينية المعد‬
‫من قبل الدوائر المعنية وتبين ذلك من خالل مطابقة‬
‫عطاء بعض الشركات مع كافة فقرات الكلفة‬

‫(?) طعمة جبر لوج‪ :‬المناقصة المفهوم واإلجراءات‪ ,‬المصدر‬ ‫‪74‬‬

‫السابق‪ ,‬ص‪.17‬‬
‫(?) تقرير مكتب المفتش العام في وزارة التعليم العالي‬ ‫‪75‬‬

‫والبحث العلمي رقم ‪ /1480‬عقود‪ 1064/‬في ‪1/12/2010‬‬


‫الفقرة (‪ /2‬ب‪ ,‬جـ‪ ,‬د‪ ,‬هـ) ص‪ 2‬المصدر السابق‪.‬‬
‫(?)المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.3‬‬ ‫‪76‬‬

‫(?) وقد حصلت موافقة معالي الوزير على التوصيات بموجب‬ ‫‪77‬‬

‫هامشه المؤرخ في ‪ .21/12/2010‬ينظر كتاب مكتب المفتش‬


‫العام‪ /‬وزارة التعليم‪ /‬شعبة العقود الحكومية المرقم‬
‫‪/1526‬عقود‪ 4986 /‬في ‪.12/12/2012‬‬
‫(?)حصل ذلك عند قيامه بتدقيق مسودة عقد إعداد تصاميم‬ ‫‪78‬‬

‫وجداول الكميات إلنشاء مقر الهيئة العامة للمنشآت‬


‫الحيوية بمبلغ مائة وستة وثمانون مليون دينار‪.‬‬
‫(?) كان ذلك عند قيامه بتدقيق مناقصة رقم (‪ )37‬بمبلغ‬ ‫‪79‬‬

‫أربعة مليارات وتسعمائة وثمانون مليون دينار‪.‬‬


‫(?) تحقق ذلك عند قيامه بتدقيق مشروع إنشاء معمل‬ ‫‪80‬‬

‫التصليح الشامل التابع للمديرية العامة لشرطة محافظة‬


‫بابل بمبلغ ثمانية مليارات وخمسمائة وخمسة ماليين‬
‫دينار‪.‬‬
‫(?) حدث ذلك عند قيامه بتدقيق مسودة عقد إعداد تصاميم‬ ‫‪81‬‬

‫جداول الكميات إلنشاء المركز الوطني لتحقيق الشخصية‬


‫بمبلغ ستون مليون دينار‪.‬‬
‫(?)حصل ذلك عند تدقيقه العقد المبرم مع الشركة العامة‬ ‫‪82‬‬

‫للصناعات الكهربائية بمبلغ مائتان وسبعة وسبعون مليون‬


‫دينار لمزيد من التفصيل ينظر التقرير السنوي لمكتب‬
‫المفتش العام في وزارة الداخلية لعام ‪ ,2010‬المصدر‬
‫السابق‪،‬ص‪ 28‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫التخمينية(‪)85‬ونتيجة لكثرة المالحظات المؤشرة من‬


‫قبل مكاتب المفتشين العموميين بشأن تسريب مبلغ‬
‫الكلفة التخمينية وعدم المحافظة على سريتها فقد‬
‫قرر مجلس الوزراء العراقي إعالن الكلفة التخمينية‬
‫ً مع توخي الدقة‬ ‫للمشاريع عند اإلعالن عنها ابتداء‬
‫في تحديد الكلفة(‪)86‬وقد اعتمدت الوزارات مضمون‬
‫القرار وعممت مضمون القرار على تشكيالتها للعمل‬
‫بموجبه(‪.)87‬‬
‫ونؤيد اتجاه مجلس الوزراء إعالن الكلفة‬
‫التخمينية لسببين‪:‬‬
‫‪ -1‬انه يجعل الشركات والمقاولين الراغبين في‬
‫المناقصة من تقديم كلفة قريبة إلى مبلغ‬
‫الكلفة التخمينية المعلنة‪.‬‬
‫‪ -2‬انه يساعد على القضاء على حاالت الفساد اإلداري‬
‫والمالي فيما يتعلق بتسريب مبالغ الكلفة‬
‫التخمينية وعدم المحافظة على سريتها‪.‬‬
‫ً وجود خطأ في احتساب الكلف‬ ‫كما الحظ أيضا‬
‫(‪)88‬‬
‫التخمينية المدققة وفي بعض األحيان ان مبلغ‬
‫الكلفة يزيد على مبلغ اإلحالة بحدود (أربعمائة‬
‫واثنان مليون دينار) مما يعني عدم الدقة في‬
‫تسعير وتدقيق الكلف التخمينية(‪.)89‬‬

‫(?)ينظر التقرير السنوي لمكتب المفتش العام في وزارة‬ ‫‪84‬‬

‫التعليم العالي والبحث العلمي لعام ‪,2011‬المصدر‬


‫السابق‪ ،‬ص‪ 118‬وما بعدها‪.‬‬
‫(?)قرار مجلس الوزراء المرقم ‪ 319‬لسنة ‪( 2012‬غير منشور)‪.‬‬ ‫‪86‬‬

‫(?)كتاب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي دائرة‬ ‫‪87‬‬

‫اإلعمار والمشاريع المرقم ع‪ 9455/‬في ‪( 3/12/2012‬غير‬


‫منشور)‪.‬‬
‫(?)ينظر التقرير السنوي لمكتب المفتش العام في أمانة‬ ‫‪85‬‬

‫بغداد لعام ‪,2010‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.29‬‬


‫(?) ينظر تقرير المفتش العام‪ /‬أمانة بغداد المرقم ع‪/‬‬ ‫‪88‬‬

‫‪ 2/15/15407‬في ‪ 2/4/2012‬بشان تدقيق المناقصة رقم‬


‫‪ 22/2009‬ص‪( 1‬غير منشور)‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫ً ألداء مكاتب المفتش العموميين‬ ‫واستكماال‬


‫لدورهم الرقابي فقد تعمل بالتعاون مع األجهزة‬
‫الرقابية األخرى مثل ديوان الرقابة المالية حيث‬
‫تقوم مكاتب المفتشين العموميين بتثبيت اهم‬
‫المالحظات التي يتم تأشيرها بموجب تقارير ديوان‬
‫(‪)90‬‬
‫الرقابة المالية‬
‫وتعميمها على تشكيالت الوزارات للعمل على‬
‫تجنبها وتطبيق القانون(‪.)91‬‬

‫(?)ينظر تقرير المفتش العام‪ /‬أمانة بغداد المرقم ‪ 39‬في‬ ‫‪89‬‬

‫‪ 28/2/2013‬بشان التدقيق األولي للمناقصة رقم ‪116/2012‬‬


‫(غير منشور) كذلك تقريره المرقم ‪ 38‬في ‪ 28/2/2013‬ص‪1‬‬
‫بشان التدقيق األولي للمناقصة رقم ‪( 83/2012‬غير منشور)‬
‫وتقريره المرقم ع‪ 2/15/1250/‬في ‪ 11/3/2012‬بشان تدقيق‬
‫المناقصة رقم ‪ ,75/2010‬ص‪( ،1‬غير منشور) وتقريره‬
‫المرقم ‪ 37‬في ‪ 28/2/2013‬ص‪ 1‬بشان التدقيق األولي‬
‫للمناقصة رقم ‪.2012 /105‬‬
‫(?) تعاميم مكتب المفتش العام‪ /‬وزارة التعليم العالي‬ ‫‪91‬‬

‫والبحث العلمي‪ /‬قسم التفتيش المرقمة ‪ 1545‬في ‪26/6/2007‬‬


‫و ‪ 440‬في ‪ 19/2/2008‬و ‪ 1822‬في ‪ 30/6/2008‬و ‪ 2355‬في‬
‫‪( 25/8/2008‬غير منشورة)‪.‬‬
‫(?) من خالل قيام ديوان الرقابة المالية بمقارنة الكلفة‬ ‫‪90‬‬

‫التخمينية المحددة للمشروع من قبل احدى الجامعات مع‬


‫مبلغ العطاء المقدم من قبل الشركة المقاولة لوحظ مغاالة‬
‫في إعداد الكلفة التخمينية اذ تم إحالة المشروع إلى‬
‫الشركة المقاولة بمبلغ اقل من مبلغ الكلفة التخمينية‬
‫ً لكتاب مجلس الوزراء‪ /‬لجنة الشؤون‬ ‫بنسبة (‪ )٪67‬خالفا‬
‫االقتصادية المرقم ‪ 1109‬في ‪ 2/8/2007‬بشان تحديد الكلفة‬
‫التخمينية وجعلها اقرب إلى الواقع وبدقة عالية‪ ,‬ينظر‬
‫تقرير ديوان الرقابة المالية‪ /‬دائرة تدقيق المنطقة‬
‫السادسة‪ /‬ديوانية المرقم ‪ 12/15/18/1750‬في ‪ 2/2/2012‬ص‪2‬‬
‫(غير منشور)‪.‬‬
‫كما الحظ عدم وجود دراسة محدثة عن الكلفة التخمينية‬
‫للمشروع أو العقد المطلوب تنفيذه ضمن تقرير دراسة‬
‫الجدوى بغية استخدامها كمقياس عند تحليل العطاءات‬
‫ً‪ /‬ب) من تعليمات‬‫ً للمادة (‪ /3‬اوال‬
‫وترسية العقود خالفا‬
‫تنفيذ العقود الحكومية‪,‬ينظر تقرير ديوان الرقابة‬
‫المالية‪ /‬دائرة تدقيق المنطقة السادسة‪ /‬ديوانية المرقم‬
‫‪ 12/15/18/386‬في ‪ ,30/1/2012‬ص‪( 2‬غير منشور) وانظر ايضا‬
‫ً‬
‫تقريره المرقم ‪ 12/15/18/76‬في ‪ ,26/1/2012‬ص‪( 2‬غير‬
‫منشور)‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫مما ورد أعاله يتضح ان االهتمام بإعداد الكلفة‬


‫التخمينية أمر مهم يستوجب توخي الدقة قدر اإلمكان‬
‫لكي تؤدي إلى تحقيق األهداف المتوخاة منها وان أي‬
‫خلل أو احتساب غير دقيق يساهم في إضاعة العديد‬
‫من الفرص في تنفيذ المناقصات من خالل إعادة إعالن‬
‫المناقصة أو إلغاءها أو قبول مناقصات بمبالغ غير‬
‫واقعية كونها ضمن حدود هذه الكلفة وهذا ما تسعى‬
‫اليه مكاتب المفتشين العموميين من خالل رقابتها‬
‫على إعداد الكلفة التخمينية للمشاريع إال أنه‬
‫يالحظ من خالل تقارير مكاتب المفتشين العموميين‬
‫أنها تكتفي بتأشير المالحظات دون ان توصي بإجراء‬
‫معين أو محاسبة الجهة اإلدارية المخالفة‬
‫للتعليمات األمر الذي يجعل من رقابتها غير فعالة‬
‫وعليه ندعو هذه المكاتب إجراء رقابة دقيقة على‬
‫مرحلة إعداد الكلفة التخمينية ألنها مرحلة مهمة‬
‫كونها تمثل المقياس المهم في تحليل العطاءات‬
‫وهذا ما لمسناه من خالل عملنا في الرقابة‬
‫ً رئيسيا‬
‫ً‬ ‫والتفتيش بان الكلفة التخمينية كانت عامال‬
‫في رفض أو تأخير المناقصات أو تنفيذها بمبالغ‬
‫تزيد عن الواقع مما أدى إلى هدر األموال أو الزمن‬
‫وعدم استغالل التخصيصات السنوية‪.‬‬
‫وندعو بهذا الصدد إلى االعتماد في اختيار‬
‫العناصر التي تضع هذه الكلف أو االعتماد على‬
‫الجهات االستشارية المتخصصة في حال توفر اإلمكانات‬
‫الذاتية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫رقابة مكتب المفتش العام على توفير‬
‫االعتماد المالي للمشروع‬
‫واستكمال اإلجراءات الفنية والقانونية له‬
‫‪a‬بين‬‫‪a‬ذا المبحث إلى مطل‪a‬‬
‫‪a‬وف نقسم ه‪a‬‬‫لغرض بيان ذلك س‪a‬‬
‫‪a‬ام‬
‫‪a‬اول في المطلب األول رقابة مكتب المفتش الع‪a‬‬‫نتن‪a‬‬
‫‪a‬روع وفي المطلب‬‫‪a‬الي للمش‪a‬‬
‫‪a‬اد الم‪a‬‬
‫‪a‬ير االعتم‪a‬‬
‫على توف‪a‬‬
‫الث‪aaaaa‬اني نوضح رقابة مكتب المفتش الع‪aaaaa‬ام على‬
‫اإلجراءات الفنية والقانونية للمشروع‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫‪224‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫رقابة مكتب المفتش العام على توفير االعتماد المالي للمشروع‬

‫ان اإلدارة عندما تقوم بالتعاقد فانه يترتب‬


‫على ذلك تحمل خزانة الدولة أعباء مالية‪ ,‬واإلدارة‬
‫ال يمكنها إبرام عقد إداري يكلف أعباء مالية إال‬
‫اذا وجد االعتماد المالي المخصص لذلك في قانون‬
‫الموازنة العامة(‪ )92‬لذلك تحرص اإلدارة على ضرورة‬
‫توافر االعتماد المالي المناسب قبل اتخاذ إجراءات‬
‫التعاقد وهذا أمر تقتضيه الضرورات العملية‬
‫لمواجهة األعباء التي ينشئها العقد(‪ )93‬وهذا يعني‬
‫أن وجود اعتماد مالي كاف لتغطية نفقات العقد‬
‫مسالة ضرورية(‪ )94‬وهنا يرد التساؤل عن مصير العقد‬
‫اإلداري فيما لو خالفت اإلدارة شرط توفر االعتماد‬
‫المالي؟‬
‫في مصر ان عدم وجود اعتماد مالي أو عدم‬
‫كفايته يترتب عليه مسؤولية اإلدارة القانونية‬
‫وإلزامها بالوفاء بالتزاماتها التعاقدية تجاه‬
‫المتعاقد إال ان المتعاقد ال يستطيع إجبارها على‬
‫الوفاء بالتزاماتها إال بعد توفير االعتماد المالي‬
‫للمشاريع وال يترتب عليه بطالن العقد ويمكن‬

‫(?) د‪ .‬جابر جاد نصار‪ :‬العقود اإلدارية من دون سنة نشر‪,‬‬ ‫‪92‬‬

‫ص‪ ,129‬د‪ .‬عبد المنعم عبد الحميد إبراهيم شرف‪ :‬العقود‬


‫اإلدارية‪ ,‬دار النهضة العربية‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,2002 ,‬ص‬
‫‪ ,160‬مصطفى كمال محمد علي‪ :‬الشروط واإلجراءات السابقة‬
‫على عمل السلطة المتعاقدة وآثارها على عقود اإلدارة –‬
‫دراسة مقارنة‪ -‬أطروحة دكتوراه مقدمة لكلية الحقوق‪,‬‬
‫جامعة القاهرة‪ ,2006 ,‬ص‪ ,550‬هاني عبد الرحمن غانم‪:‬‬
‫أساليب التعاقد اإلداري‪ ,‬دراسة مقارنة‪ ,‬رسالة ماجستير‬
‫مقدمة لمعهد البحوث والدراسات العربية‪ ,2007 ,‬ص‪315‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬
‫(?) د‪ .‬محمد احمد عبد النعيم‪ :‬مرحلة المفاوضات في‬ ‫‪93‬‬

‫العقود اإلدارية‪ ,‬دراسة مقارنة‪ ,‬دار النهضة العربية‪,‬‬


‫‪ ,2000‬ص‪.23‬‬
‫(?) د‪ .‬سعاد الشرقاوي‪ :‬العقود اإلدارية‪ ,‬دار النهضة‬ ‫‪94‬‬

‫العربية‪ ,1999 ,‬ص‪.220‬‬

‫‪225‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫للمتعاقد الرجوع على الجهة اإلدارية للمطالبة‬


‫بالتعويض ان كان له مقتضى (‪ )95‬أي ان مخالفة اإلدارة‬
‫للقواعد الخاصة بشرط االعتماد المالي ال يترتب عليه‬
‫ً وملزما‬
‫ً‬ ‫بطالن العقد اإلداري بل يظل العقد صحيحا‬
‫لإلدارة في مواجهة الطرف األخر سواء كان االعتماد‬
‫غير موجود ام كانت االلتزامات التعاقدية تزيد عن‬
‫المبلغ المسموح به(‪ )96‬وترجع العلة من اعتبار مثل‬
‫هذه العقود صحيحة ونافذة إلى حماية الغير الذي‬
‫وثق باإلدارة والذي ال يعلم مهما بلغت درجة حرصه ما‬
‫ً من عدمه أو يسمح‬ ‫اذا كان االعتماد المالي متوفرا‬
‫بإبرام العقد أو ال يسمح‪ ,‬وما اذا كان العقد في‬
‫حدود الغرض المخصص له االعتماد أو ليس في هذا‬
‫الحدود(‪.)97‬أما في العراق فقد اوجبت تعليمات تنفيذ‬
‫العقود الحكومية جهات التعاقد في الوزارات‬
‫والجهات غير المرتبطة بوزارة واألقاليم والمحافظات‬
‫غير المنتظمة في إقليم مراعاة وجود تخصيصات‬
‫لتنفيذ العقد في الموازنة العامة االتحادية مؤيدة‬
‫من الجهات المختصة لطلبات احتياجات الجهات‬
‫التعاقدية(‪ )98‬ويجب التأكيد على االلتزام التام‬
‫بأحكام قانون اإلدارة المالية رقم ‪ 95‬لسنة ‪2004‬‬
‫المتضمنة عدم الدخول بأي التزامات مالية أو‬
‫التعاقدية قبل التأكد من توفير التخصيص المالي‬
‫الالزم لذلك في الموازنة المختصة(‪)99‬وهذا يعني ان‬
‫النصوص القانونية في العراق ال تسمح للجهات‬
‫اإلدارية االلتزام بتنفيذ المشاريع ما لم تتوفر‬
‫التخصيصات المالية الالزمة للمشاريع المزمع‬
‫تنفيذها‪ ,‬لذا يرى بعض الفقه اذ العقد الذي يبرم‬
‫ً على‬
‫دون مراعاة التخصيصات المالية له يصبح موقوفا‬
‫ً فأن لم‬‫أجازه من يملك قرار أجازته صراحة أو ضمنا‬
‫ً(‪.)100‬‬
‫يصدر ما يدل على أجازته فأنه يعد باطال‬
‫وتكمن الحكمة من أهمية توافر االعتماد المالي‬
‫إلى تمكين اإلدارة من تنفيذ التزاماتها التعاقدية‬
‫ً عما يؤدي إلى عدم زعزعة الثقة في اإلدارة اذ‬ ‫فضال‬

‫‪226‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫ان عدم وفاء اإلدارة في التزاماتها للمتعاقد معها‬


‫نتيجة عدم توافر االعتمادات المالية يؤدي إلى‬
‫زعزعة الثقة باإلدارة فيمتنع المتعاقدين من اإلقدام‬
‫على التعاقد مع اإلدارة‪ ,‬وعلى ذلك فان عدم توافر‬
‫ا لمصلحة المتعاقد مع‬ ‫االعتماد المالي يعد اهدارً‬
‫اإلدارة من جانب وزعزعة الثقة باإلدارة من جانب‬
‫اخر(‪.)101‬‬
‫وقد ذهب بعض الفقه في هذا الشأن ان باستطاعة‬
‫المتعاقد مع اإلدارة في حالة عدم توافر االعتماد‬
‫المالي أو عدم كفايته المطالبة بفسخ العقد مع‬
‫المطالبة بالتعويض عن األضرار التي تلحق به(‪.)102‬‬
‫ويضيف بعض الفقه طلب الفسخ يكون نتيجة إلخالل‬
‫اإلدارة بالتزامها التعاقدي في إداء مقابل ما قدمه‬
‫ً اذ لم تستطع الوفاء‬ ‫ً جسيما‬
‫المقاول من أعمال إخالال‬
‫ً لعدم توافر االعتماد‬ ‫بالمقابل المالي للعقد نظرا‬
‫المالي(‪.)103‬‬
‫ً عن ضرورة توافر االعتماد المالي الالزم‬ ‫وفضال‬
‫لوفاء اإلدارة بالتزاماتها التعاقدية فانه يجب‬
‫عليها اتباع القواعد القانونية التي تحدد‬
‫استخدامه(‪ )104‬لذلك نص قانون العقود الحكومية رقم‬
‫‪ 87‬لسنة ‪ 2004‬المعدل بأنه ال يجوز نشر إعالن‬
‫المناقصة قبل الحصول على مصادقة الموظف الرسمي‬
‫األقدم أو من ينوب عنه بالنسبة للوحدة أو الوكالة‬
‫الحكومية التي تطرح المناقصة على توفير األموال‬
‫الكافية الستيفاء التكاليف المقدرة للحكومة‬
‫بالنسبة ألي عقد وال يجوز منح العقد دون أثبات‬
‫األموال الكافية والمخصصة لهذا الغرض على ان تكون‬
‫مبالغ كافية الستيفاء ثمن العقد كاملة(‪ )105‬أما‬
‫تعليمات تنفيذ العقود الحكومية فقد نصت على جهات‬
‫التعاقد في الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة‬
‫واألقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم‬
‫مراعاة وجود تخصيصات مالية لتنفيذ العقد في‬
‫الموازنة العامة االتحادية مؤيدة من الجهات‬

‫‪227‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫المختصة لطلبات احتياجات الجهات التعاقدية مع‬


‫اإلشارة في وثائق العطاءات إلى التبويب الخاص‬
‫بالمشروع في الخطة(‪.)106‬‬
‫ً ألي إشكاالت قد‬‫وتكمن الحكمة من ذلك تجنبا‬
‫تحصل في حاالت عدم المصادقة على الموازنة أو عدم‬
‫توفر التخصيص الكافي أو التأخر في المصادقة على‬
‫الموازنات وان قيام بعض اإلدارات في التعاقد مع‬
‫الغير لتنفيذ أعمال دون التحقق من توفر األموال‬
‫الالزمة يسبب مشاكل مع المقاولين قد يصعب حلها أو‬
‫تكون عواقبها وخيمة على الجهات المعنية(‪.)107‬‬
‫ومن هنا تأتي أهمية رقابة مكاتب المفتشين‬
‫العموميين على التأكد من توافر االعتماد المالي‬
‫للمشاريع وإدراجها ضمن مشاريع الخطة االستثمارية‬
‫من اجل تنبيه أصحاب القرار ممن يملكون صالحية‬
‫اإلحالة للمناقصة أو التوقيع على العقود إلى توفر‬
‫التخصيص المالي الكافي للمشروع مؤيد من الجهة‬
‫المالية قبل أي خطوة لإلحالة أو التوقيع على أي‬
‫عقد‪.‬‬
‫إال انه ومع صراحة قانون العقود العامة‬
‫وتعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة‬
‫‪ 2008‬بشان وجود التخصيصات لتنفيذ العقود في‬
‫الموازنة العامة االتحادية إال ان اللجان التدقيقية‬
‫لمكتب المفتش العام لوزارة الداخلية أشرت بعض‬
‫المالحظات‪ ,‬إذ وجدت أثناء التدقيق عدم توفر‬
‫االعتماد المالي في الحاالت األتية‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم وجود كتاب تأييد توفر االعتماد المالي‬
‫الالزم للمناقصة أثناء تدقيق مسودة عقد إعداد‬
‫تصاميم جداول كميات إلنشاء المركز الوطني‬
‫بمبلغ ستون مليون دينار‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم وجود كتاب تأييد توفر االعتماد المالي‬
‫أثناء تدقيق مسودة عقد إعداد التصاميم‬
‫والجداول والكميات لمقر المفتشية ومركز‬

‫(?)ينظر التقرير السنوي لمكتب المفتش العام لوزارة‬ ‫‪107‬‬

‫الداخلية لعام ‪ ,2010‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ 41‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫التحقيقات الوطنية بمبلغ أربعمائة وخمسة‬


‫وسبعون مليون دينار‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم وجود كتاب تأييد توفر االعتماد المالي‬
‫أثناء تدقيق مسودة عقد إعداد الدراسات‬
‫والتصاميم وجداول الكميات للنادي الترفيهي‬
‫في المحافظات وبناية متعدد الطوابق بمبلغ‬
‫خمسمائة وثمانون مليون دينار(‪.)108‬‬

‫(?)ينظر التقرير السنوي لمكتب المفتش العام لوزارة‬ ‫‪108‬‬

‫الداخلية لعام ‪ ,2010‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪ 27‬وما بعدها‪.‬‬


‫(?) د‪ .‬عمر حلمي‪ :‬طبيعة اختصاص القضاء اإلداري بمنازعات‬ ‫‪102‬‬

‫العقود اإلدارية‪ ,‬دار النهضة العربية‪ ,1993 ,‬ص‪.194‬‬


‫(?) د‪ .‬فاروق احمد خماس‪ ,‬د‪ .‬محمد عبداهلل الدليمي‪ :‬الوجيز‬ ‫‪95‬‬

‫في النظرية العامة للعقود اإلدارية‪ ,‬دار الكتب للطباعة‬


‫و النشر‪,1992 .‬ص‪ ،73‬وكذلك عبد اهلل حنفي‪ :‬العقود‬
‫اإلدارية‪ /‬الكتاب األول‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1999 ،‬ص‬
‫‪.114‬‬
‫(?)د‪ .‬سليمان محمد الطماوي‪ :‬األسس العامة للعقود‬ ‫‪96‬‬

‫اإلدارية‪ ,‬الطبعة الخامسة‪ ,1991 ,‬مطبعة جامعة عين شمس‪,‬‬


‫ص‪.338‬‬
‫(?) د‪ .‬دويب حسين ناصر‪ :‬الوجيز في العقود اإلدارية‬ ‫‪97‬‬

‫التقليدية والحديثة‪ ,‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪.119‬‬


‫ً) من المادة (‪ )3‬من‬ ‫(?)ينظر الفقرة (ج) من البند (اوال‬ ‫‪98‬‬

‫تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة ‪2008‬‬


‫المعدلة‪.‬‬
‫(?) ينظر المادة (‪ )7‬من تعليمات تنفيذ قانون الموازنة‬ ‫‪99‬‬

‫االتحادية رقم ‪ 7‬لسنة ‪.2013‬‬


‫(?) د‪ .‬فاروق احمد خماس‪ ,‬د‪ .‬محمد عبداهلل الدليمي‪ :‬الوجيز‬ ‫‪100‬‬

‫في النظرية العامة للعقود اإلدارية‪ ,‬المصدر السابق‪,‬ص‬


‫‪.74‬‬
‫(?) د‪ .‬مصطفى كامل محمد علي‪ :‬الشروط واإلجراءات السابقة‬ ‫‪101‬‬

‫على عمل السلطة المتعاقدة وآثارها على عقود اإلدارة –‬


‫دراسة مقارنة‪ -‬بدون سنة نشر‪ ,‬ص‪ ،45‬د‪ .‬عمر احمد حسبو‪:‬‬
‫التطور الحديث لعقود التزام المرافق العامة طبقا‬
‫ً‬
‫لنظام الـ‪–BOT‬دراسة مقارنة‪ -‬دار النهضة العربية‪,‬‬
‫‪ ,2000‬ص‪.5‬‬

‫‪229‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫كما الحظت هذه اللجان التدقيقية عدم إدراج‬


‫بعض المشروعات ضمن مشاريع الخطة االستثمارية وكما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬مشروع إنشاء (‪ )20‬مجمع لتسجيل المركبات‬
‫وإجازات السياقة في المحافظات بأسلوب‬
‫المشروع الجاهز (تسليم المفتاح بمبلغ واحد‬
‫وثمانون مليار وخمسمائة مليون دينار)‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم إدراج المشروع ضمن مشاريع الخطة‬
‫االستثمارية أثناء تدقيق مسودة عقد إعداد‬
‫تصاميم وجداول كميات لمحكمة قوى األمن‬
‫الداخلي في بغداد والمحافظات بمبلغ ثالثمائة‬
‫وخمسة وثالثون مليون دينار‪.‬‬
‫‪ -3‬أثناء تدقيق مسودة عقد إعداد تصاميم وجداول‬
‫كميات إلنشاء مقر الهيئة العامة للمنشآت‬
‫الحيوية لوحظ عدم إدراج المشروع ضمن مشاريع‬
‫الخطة االستثمارية‪.‬‬
‫‪ -4‬أثناء تدقيق مسودة عقد إعداد تصاميم وجداول‬
‫الكميات للمديرية العامة لحماية الشخصيات‬
‫لوحظ عدم إدراج المشروع ضمن مشاريع الخطة‬
‫االستثمارية(‪.)109‬‬
‫يتبين مما ورد أعاله ان العديد من اإلدارات أعاله‬
‫عملت على التعاقد دون توفر االعتماد المالي‬
‫للمشروع أو دون إدراجه ضمن مشاريع الخطة‬
‫(?) د‪ .‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ :‬األسس العامة‬ ‫‪103‬‬

‫للعقود اإلدارية‪ ,‬منشأة المعارف‪ ,2004 ,‬ص‪.94‬‬


‫(?) د‪ .‬صابر جاد نصار‪ :‬الوجيز في العقود اإلدارية‪ ,‬دار‬ ‫‪104‬‬

‫النهضة العربية‪ ,2000 ,‬ص‪ 49‬وما بعدها‪.‬‬


‫(?)تنظر الفقرتان (أ‪ ,‬ب) من القسم (‪ )10‬من قانون العقود‬ ‫‪105‬‬

‫العامة رقم ‪ 87‬لسنة ‪ 2004‬المعدل‪.‬‬


‫ً) من المادة (‪ )3‬من‬‫(?) ينظر الفقرة (ج) من البند (اوال‬ ‫‪106‬‬

‫تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة ‪2008‬‬


‫المعدلة‪.‬‬
‫(?)ينظر التقرير السنوي لمكتب المفتش العام في وزارة‬ ‫‪109‬‬

‫الداخلية لعام ‪ ،2010‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ ،35‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫االستثمارية وبفعل رقابة مكاتب المفتشين‬


‫العموميين السابق تم تأشير العديد من المالحظات‬
‫الخاصة بذلك واتخذت اإلجراءات الالزمة بعدم المضي‬
‫ً في المشروع حتى يتم معالجة هذه المالحظات‬‫قدما‬
‫بما ينسجم مع تعليمات تنفيذ العقود الحكومية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫رقابة مكتب المفتش العام على اإلجراءات‬
‫الفنية والقانونية له‬

‫نص قانون العقود العامة رقم ‪ 87‬لسنة ‪2004‬‬


‫المعدل على ان تعبر كشوفات العمل وخواص العقد‬
‫بشكل دقيق عن احتياجات الحكومة والبد أن تكتب‬
‫بطريقة ليس فيها ما يقيد المنافسة بشكل‬
‫تعسفي(‪)110‬كما نصت تعليمات تنفيذ العقود الحكومية‬
‫رقم (‪ )1‬لسنة ‪(2008‬أن تكون الشروط والمواصفات‬
‫وجدول الكميات والخرائط وغير ذلك مما هو ضروري‬
‫للتنفيذ جاهزة ودقيقة لتجنب إجراء التغييرات أو‬
‫اإلضافات أثناء التنفيذ‪ ,)111( )...‬إذ أن الدقة في‬
‫ً في مراقبة التنفيذ‬‫ً مهما‬ ‫هذا الجانب يعتبر عامال‬
‫وتحديد أي مخالفة من قبل المقاول أو المنفذ أو‬
‫المجهز‪ ,‬كما ان الدقة في استكمال المواصفات‬
‫الفنية وجداول الكميات والخرائط والتصاميم‬
‫المطلوبة تجنب اإلدارة من إجراء تغييرات أو إضافات‬
‫ً أو تؤدي إلى‬‫أثناء التنفيذ ال يمكن تغطيتها ماليا‬
‫إشكال مع الجهة المنفذة(‪.)112‬‬

‫(?)ينظر الفقرة (‪ )1‬من القسم (‪ )7‬من قانون العقود‬ ‫‪110‬‬

‫العامة رقم ‪ 87‬لسنة ‪ 2004‬المعدل‪.‬‬


‫ً) من المادة (‪ )3‬من‬‫(?) ينظر الفقرة (د) من البند (اوال‬ ‫‪111‬‬

‫تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة ‪2008‬‬


‫المعدلة‪.‬‬
‫(?) طعمة جبر لوج‪ :‬المناقصة المفهوم واإلجراءات‪ ,‬المصدر‬ ‫‪112‬‬

‫السابق‪ ,‬ص‪.18‬‬

‫‪231‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫كما يجب إزالة كافة المشاكل القانونية‬


‫والمادية ان وجدت في موقع العمل عند تنفيذ مقاوالت‬
‫األشغال العامة بما فيها إجراءات استمالك‬
‫الموقع(‪)113‬واستحصال الموافقات األصولية من قبل‬
‫الجهات المعنية لتشخيص هذه المواقع(‪ )114‬من اجل‬
‫تجنب حاالت التأخير في المباشرة بتنفيذ العقد أو‬
‫منع تلك الجهة من االلتزام بالتنفيذ أو تدخل‬
‫الجهات المعنية أو حدوث إشكاالت غير متوقعة وهذا‬
‫ما يحدث في كثير من العقود والمناقصات التي‬
‫تنفذها بعض الجهات المعنية على أمل الحصول على‬
‫الموافقات أو إخالء الشواغل بعد توقيع العقد أو‬
‫المباشرة في التنفيذ ومن ثم على الجهات المستفيدة‬
‫ً بما ينسجم والمنهاج‬ ‫تهيئة الموقع وان يكون جاهزا‬
‫الزمني المقرر لتنفيذ العمل(‪.)115‬‬
‫ومن خالل االطالع على تقارير مكاتب المفتشين‬
‫العموميين بشان الرقابة على المواصفات الفنية‬
‫وجداول الكميات والخرائط والتصاميم المطلوبة وعلى‬
‫اإلجراءات القانونية لوحظ تثبيت العديد من‬
‫المالحظات بهذا الجانب نذكر منها المالحظات التي تم‬
‫تأشيرها من قبل مكتب المفتش العام لوزارة التعليم‬
‫العالي والبحث العلمي بشان رقابته على إعداد‬
‫التصاميم والمخططات وجداول الكميات فقد لوحظ قبول‬
‫المخططات والتصاميم المعدة من قبل المكاتب‬
‫االستشارية واعتمادها في مستندات المناقصة دون‬
‫قيام القسم الهندسي المعني بإجراء التدقيق الالزم‬
‫لها األمر الذي أدى أثناء التنفيذ إلى المخاطبات‬
‫ً) من المادة (‪)3‬من‬ ‫(?) ينظر الفقرة (و) من البند (اوال‬ ‫‪113‬‬

‫تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة ‪2008‬‬


‫المعدلة‪.‬‬
‫ً) من المادة (‪ )3‬من‬‫(?) ينظر الفقرة (هـ) من البند (اوال‬ ‫‪114‬‬

‫تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم (‪ )1‬لسنة ‪2008‬‬


‫المعدلة‪.‬‬
‫(?) طعمة جبر لوج‪ :‬المناقصة المفهوم واإلجراءات‪ ,‬المصدر‬ ‫‪115‬‬

‫السابق‪ ,‬ص‪.18‬‬

‫‪232‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫من اجل التعديل والتغيير مما أدى إلى هدر بالمال‬


‫العام بسبب صرف مبالغ ضخمة للمكاتب االستشارية دون‬
‫وجه حق بالرغم من عدم قيامها بإعداد التصاميم‬
‫وجداول الكميات بصورة صحيحة وتنفيذ جزء من‬
‫‪116‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫البنايات بموجب المخططات القديمة قبل التغيير‬
‫وبذلك هدرت كميات كبيرة من مواد البناء تحملت‬
‫الدولة قيمتها وكذلك التصميم وتعديل التصميم يتم‬
‫من قبل نفس الجهة التي أعدت التصاميم السابقة‬
‫(غير الدقيقة) وهذا يؤدي إلى احتمال تنفيذ فقرات‬
‫ً إلى تصاميم غير دقيقة‬ ‫أخرى من المشروع استنادا‬
‫بسبب عدم دقة عمل تلك المكاتب االستشارية‪ ,‬وتبين‬
‫ً وجود التأخير في إنجاز التصاميم دون قيام‬ ‫ايضا‬
‫الجامعات باتخاذ أي إجراءات قانونية بصدد التأخير‬
‫في إنجاز العمل ودون احتساب غرامات تأخيرية على‬
‫تلك المكاتب مما يؤشر عدم المتابعة الجادة من قبل‬
‫ً صدور العديد من‬ ‫األقسام ذات العالقة كما لوحظ ايضا‬
‫األوامر المتضمنة حذف واستحداث للفقرات مما يبين‬
‫عدم دقة التصاميم والمخططات وجداول الكميات‬
‫المعدة من قبل المكاتب االستشارية وعدم تدقيقها من‬
‫قبل األقسام المعنية ودفع كلف إعدادها ومن ثم‬
‫اإلعالن عن المشروع(‪.)117‬‬
‫من كل ما تقدم يتبين عدم الدقة في اعداد‬
‫التصاميم وجداول الكميات ألغلب المشاريع وعدم‬
‫تدوين البيانات التفصيلية عن الفقرات الواجب‬
‫تنفيذها مما أدى إلى إصدار أوامر تغيير عديدة‬
‫ً تغيير التصاميم بأكملها‬ ‫ومنح مدد إضافية واحيانا‬
‫لعدم إعدادها وفق أسس علمية صحيحة وعدم قيام قسم‬
‫الشؤون الهندسية بتدقيق أعمال التصاميم والمخططات‬

‫(?)ينظر تقرير مكتب المفتش العام‪ /‬وزارة التعليم العالي‬ ‫‪116‬‬

‫والبحث العلمي‪ /‬شعبة العقود والمقاوالت (‪/290‬عقود‪1036/‬‬


‫في ‪ ,)13/3/2011‬ص‪( ,2‬غير منشور)‪.‬‬
‫(?)ينظر تقرير مكتب المفتش العام‪ /‬وزارة التعليم والبحث‬ ‫‪117‬‬

‫العلمي‪ /‬شعبة العقود والمقاوالت (‪/290‬عقود‪ 1036/‬في‬


‫‪ ,)13/3/2011‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.8‬‬

‫‪233‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫قبل تأييد استالمها وصرف مبالغها مما أدى إلى قبول‬


‫أعمال تتضمن نواقص وأخطاء كثيرة تسببت في حصول‬
‫هدر بالمال العام(‪ )118‬ونؤيد ما ذهب إليه مكتب‬
‫المفتش العام لوزارة التعليم العالي بتشكيل لجان‬
‫متخصصة تتولى تدقيق المخططات والتصاميم قبل تأييد‬
‫استالمها من المكاتب االستشارية وصرف مستحقاتها‬
‫وتضمين العقود االستشارية فقرة تتضمن (تحميل‬
‫المكتب االستشاري المصمم المسؤولية عن أية أخطاء‬
‫أو نقص في التصاميم) (‪)119‬كما أوصى بتشكيل لجنة‬
‫فنية من ذوي الخبرة واالختصاص من دائرة األعمار‬
‫والمشاريع لبيان مدى استحقاق أحدى المكاتب‬
‫االستشارية لمبلغ سبعة وعشرون مليون وتسعمائة الف‬
‫دينار واآلخر أربعون مليون عن مشروع إعداد‬
‫التصاميم دون وجه حق اذ تم تغيير إجراءات كبيرة‬
‫على هذه التصاميم(‪.)120‬‬
‫وفي تقرير اخر ذكر مكتب المفتش العام في‬
‫وزارة التعليم العالي بأنه تم إحالة المقاولة إلى‬
‫الشركة المنفذة من دون إعداد تصاميم للمشروع وتم‬
‫إعداد جداول كميات من قبل لجنة إعداد الكشوفات في‬
‫قسم الشؤون الهندسية بشكل غير دقيق وعلى هذا‬
‫األساس تم إعداد الكلفة التخمينية للمشروع حيث‬
‫ادرج في جدول الكميات فقرة (تجهيز وإعداد‬
‫التصاميم المعمارية واإلنشائية والكهربائية‬
‫والصحية من قبل مكتب استشاري حكومي مجاز) مما أدى‬
‫إلى استحداث وحذف الكثير من الفقرات الخاصة‬
‫بالمشروع فقد بلغ مجموع مبالغ الفقرات المحذوفة (‬

‫(?)‬
‫انظر التقرير أعاله ذاته ص‪.13‬‬ ‫‪118‬‬

‫(?) تقرير مكتب المفتش العام‪ /‬وزارة التعليم العالي‬ ‫‪119‬‬

‫والبحث العلمي رقم ‪/290‬عقود‪ 1036/‬في ‪,13/3/2011‬‬


‫المصدر السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫(?)تقرير مكتب المفتش العام‪ /‬وزارة التعليم العالي‬ ‫‪120‬‬

‫والبحث العلمي رقم ‪/290‬عقود‪ 1036/‬في ‪,13/3/2011‬‬


‫المصدر السابق‪ ,،‬ص‪.16‬‬

‫‪234‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫‪ )2,342,365,000‬مليار دينار وتم تقديم التصاميم‬


‫والمصادقة عليها بعد شهرين من تاريخ المباشرة‬
‫الفعلي للمشروع وقد أوصى المكتب بتشكيل لجنة‬
‫تحقيقية للتحقيق في إحالة المشروع دون وجود‬
‫تصاميم معدة من قبل مكتب استشاري(‪)121‬أما بشان‬
‫رقابة مكتب المفتش العام على إزالة كافة المشاكل‬
‫القانونية والمادية في مواقع العمل واستحصال‬
‫الموافقات األصولية من قبل الجهات المعنية فقد‬
‫تبين من خالل قيام مكتب المفتش العام لوزارة‬
‫الداخلية أثناء تدقيقه مشروع إنشاء بناية آليات‬
‫المرور مع المستودعات بمبلغ أكثر من ثالثة مليارات‬
‫دينار إذ لم يتم إعالم المكتب عن موقع األرض التي‬
‫سيقام عليها المشروع ولم يتم تزويده بما يؤيد‬
‫استمالك األرض التي سيقام عليها المشروع أصوليا‬
‫ً لتلك المديرية في دائرة التسجيل‬ ‫وقانونيا‬
‫العقاري‪ ,‬كما لم يتم بيان ما اذا كانت تلك األرض‬
‫خالية من الشواغل(‪.)122‬‬
‫كما تبين له أثناء تدقيق مشروع بناء مركز‬
‫شرطة النهضة في الصويرة بان سند التسجيل العقاري‬
‫الخاص بقطعة األرض التي سيقام عليها المشروع على‬
‫إنها ارض زراعية تسقى بالواسطة وإدراج أسماء عدد‬
‫من المواطنين لهم حق التصرف فيها وهنالك معاملة‬
‫تنازل إال إنها لم تكن محسومة لغاية المباشرة‬
‫بالمشروع(‪ )123‬وتبين للمكتب أعاله أثناء تدقيقه‬
‫مشروع بناء مقر الفوج األول عدم عائدية األرض التي‬
‫سيتم بناء المخافر والمالحق عليها في حين اتضح له‬
‫أثناء تدقيق عقد إنشاء مركز شرطة الراشدية ان سند‬
‫األرض المزمع إقامة المشروع عليها هو ارض زراعية‬
‫وليست مخصصة ألغراض البناء(‪.)124‬‬
‫من كل ما تقدم يتبين من رقابة مكاتب‬
‫المفتشين العموميين ان هنالك مخالفات واضحة‬
‫وصريحة لما ورد بقانون العقود العامة رقم ‪ 87‬لسنة‬
‫‪ 2004‬المعدل بشان عدم إزالة المشاكل القانونية‬
‫والمادية في مواقع العمل بما في ذلك إجراءات‬

‫‪235‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫استمالك الموقع(‪)125‬األمر الذي يؤدي إلى كثير من حاالت‬


‫التأخير في المباشرة بالتنفيذ بسبب كون الجهات‬
‫المعنية تباشر بالتنفيذ على امل الحصول على‬
‫الموافقات أو إخالء الشواغل بعد توقيع العقد أو‬
‫المباشرة بالتنفيذ األمر الذي يستهلك الكثير من‬
‫الوقت وبالتالي هدر المال العام وندعو هذه‬
‫المكاتب بإصدار تعليمات صارمة بضرورة إزالة كافة‬
‫المشاكل القانونية والمادية من مواقع العمل‬
‫واتخاذ اإلجراءات القانونية بحق الوزارات المخالفة‬
‫لذلك‪ .‬أما في لبنان فأن إدارة التفتيش المركزي‬
‫تعمل على مراقبة اإلدارة العامة والبلديات فيما‬
‫يتعلق بكيفية القيام بالمهام الموكلة اليها وفقا‬
‫ً‬
‫للشروط التي تنص عليها أنظمتها الخاصة(‪)126‬وبالرجوع‬
‫إلى األنظمة التي تنظم أحكام المناقصات نجد بأنها‬
‫ً عقد صفقات األشغال العامة إال بعد‬ ‫ال تسمح مبدئيا‬
‫إتمام جميع اإلجراءات القانونية التي تمكن اإلدارة‬
‫من وضع يدها على موقع العمل إال انه يمكن مباشرة‬
‫هذه المعامالت قبل إتمام هذه اإلجراءات شرط ان ال‬
‫تصدق الصفقة إال بعد وضع اليد على موقع‬
‫العمل(‪)127‬ويجب ان توضع للصفقات التي تعقد‬
‫بالمناقصة دفاتر شروط عامة نموذجية تصدق بمراسيم‬
‫وتنشر في الجريدة الرسمية باإلضافة إلى دفاتر شروط‬
‫خاصة تنظمها اإلدارة صاحبة العالقة(‪،)128‬أما في مصر‬
‫فقد أشار قانون المناقصات والمزايدات المصري على‬
‫ان يجب التعاقد على أساس مواصفات ورسومات فنية‬
‫دقيقة ومفصلة(‪ )129‬لألصناف أو مقاوالت األعمال أو‬
‫الخدمات المطلوبة(‪.)130‬‬

‫‪236‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫الخاتمة‬

‫بعد أن انتهينا من دراسة (رقابة مكتب المفتش‬


‫العام على اإلجراءات التي تسبق اإلعالن عن‬
‫المناقصة)‪ ,‬أصبح من الضروري أن نوجزها بخاتمة‬
‫تتضمن أهم ما توصلنا إليه من استنتاجات‬
‫ومقترحات‪ ,‬كاآلتي‪:‬‬
‫ً ‪ :‬االستنتاجات‬ ‫أوال‬
‫‪ -1‬تمارس مكاتب المفتشين العموميين رقابتها على‬
‫عقد األشغال العامة كونه من العقود اإلدارية‬
‫ً كما تعد من أكثر‬ ‫المهمة وأكثرها انتشارا‬
‫العقود اإلدارية التي فيها ظاهرة الفساد‬
‫اإلداري لذلك تقوم هذه المكاتب بممارسة‬
‫الرقابة على كل مرحلة من المراحل التي تمر‬
‫بها عقود األشغال العامة‬
‫‪ -2‬تكون رقابة مكاتب المفتشين العموميين على‬
‫مرحلة إعداد دراسات الجدوى الفنية واالقتصادية‬
‫رقابة الحقة الن الجهة المسؤولة عن مراقبة‬
‫دراسات الجدوى الفنية واالقتصادية فيما لو‬
‫كانت موجودة أم ال وإنها معدة بموجب التعليمات‬
‫هي وزارة التخطيط‪.‬‬
‫ولنا بصدد رقابة مكاتب المفتشين العموميين‬ ‫‪-3‬‬
‫على مرحلة إعداد دراسات الجدوى المالحظات‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬كثرة المالحظات المؤشرة على مرحلة إعداد الجدوى‬
‫االقتصادية للمشاريع من قبل المكاتب فمنها عدم‬
‫وجود دراسات جدوى للمشاريع ومنها مخالفتها‬
‫للتعليمات النافذة ومنها شكلية دراسات الجدوى‬
‫المقدمة‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم توحيد اإلجراءات المتخذة من قبل هذه‬
‫المكاتب اذ لوحظ البعض منها يكتفي بذكر‬
‫المخالفة فقط والبعض األخر يوصي بضرورة مراعاة‬

‫‪237‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫التعليمات النافذة بينما يوصي األخر بتشكيل‬


‫لجان تحقيقية‪.‬‬
‫‪ -3‬تكون رقابة مكاتب المفتشين العموميين رقابة‬
‫الحقة على مرحلة إعداد دراسات الجدوى االقتصادية‬
‫الن الرقابة السابقة تمارس من قبل وزارة‬
‫التخطيط لذا كان األحرى بها عدم إمرار المشاريع‬
‫وإدراجها ضمن الخطة االستثمارية اذا لم تقدم‬
‫فيها دراسات جدوى أو كانت مقدمة ولكنها مخالفة‬
‫للتعليمات‪.‬‬
‫‪ -4‬يتضح عدم قيام الدوائر المعنية بأداء الدور‬
‫األساسي المطلوب منها في إقرار المشاريع‬
‫بالموافقة على الكلفة التخمينية المقترحة من‬
‫التشكيالت مما قد يسبب بالموافقة على كلف ضخمة‬
‫ً من خاللها وبعد إقرارها‬
‫ممكن التالعب الحقا‬
‫وإدراج المشاريع بالخطة االستثمارية بالتالعب‬
‫بمفردات جدول الكميات وبما يحقق هدر بالمال‬
‫العام‬
‫‪ -5‬تسعى مكاتب المفتشين العموميين من خالل‬
‫رقابتها على إعداد الكلفة التخمينية للمشار‬
‫على توخي الدقة قدر اإلمكان لكي تؤدي إلى‬
‫تحقيق األهداف المتوخاة منها الن أي خلل أو‬
‫احتساب غير دقيق يساهم في إضاعة العديد من‬
‫الفرص في تنفيذ المناقصات إال أنه يالحظ من خالل‬
‫تقارير مكاتب المفتشين العموميين أنها تكتفي‬
‫بتأشير المالحظات دون ان توصي بإجراء معين أو‬
‫محاسبة الجهة اإلدارية المخالفة للتعليمات‬
‫األمر الذي يجعل من رقابتها غير فعالة أو إنها‬
‫ً على ورق‪.‬‬ ‫حبرا‬
‫‪ -6‬الحظت مكاتب المفتشين العموميين ان العديد من‬
‫اإلدارات عملت على التعاقد دون توفر االعتماد‬
‫المالي للمشروع أو دون إدراجه ضمن مشاريع‬
‫الخطة االستثمارية حيث يتم اإلجراء بعدم المضي‬
‫ً في المشروع حتى يتم معالجة هذه المالحظات‬ ‫قدما‬
‫بما ينسجم مع تعليمات تنفيذ العقود الحكومية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المقترحات‬

‫‪238‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫نوصي بضرورة توحيد إجراءات مكاتب المفتشين‬ ‫‪.1‬‬


‫العموميين بشان المخالفات المرتكبة بشان عدم‬
‫وجود دراسات جدوى للمشاريع عن طريق قيام هذه‬
‫المكاتب بمخاطبة الدائرة المعنية بوزارة‬
‫التخطيط أو مكتب المفتش العام لوزارة التخطيط‬
‫عن كيفية إقرار المشاريع وإدراجها ضمن الخطة‬
‫االستثمارية رغم عدم وجود دراسات الجدوى‬
‫االقتصادية أو وجودها ولكنها ال يراعى فيها‬
‫اإلطار العام ألسس دراسات الجدوى‪.‬‬
‫نوصي أيضا بان تقوم هذه المكاتب بوضع معايير‬ ‫‪.2‬‬
‫يجب مراعاتها عند قيام التشكيالت التابعة‬
‫للوزارات الخاضعة لرقابتهم في تشكيل اللجان‬
‫المكلفة بإعداد دراسات الجدوى وتتمثل هذه‬
‫المعايير بما يلي‪:‬‬
‫أن يكون لديه خبرة مسبقة في دراسات الجدوى‬ ‫‪-3‬‬
‫ونوعية المشروع‪.‬‬
‫أن يعمل ضمن الميزانية المحددة له لدراسة‬ ‫‪-4‬‬
‫الجدول وضمن جدول زمني محدد‪.‬‬
‫أن يكون لديه معلومات واضحة ومسبقة وعنده‬ ‫‪-5‬‬
‫استعداد ان يتعاون مع اللجنة‪.‬‬
‫أن يكون لديه استعداد للقيام بالتعديالت‬ ‫‪-6‬‬
‫المطلوبة خالل الدراسة‪.‬‬
‫مراعاة التخصصات المحاسبية والفنية واإلدارية‬ ‫‪-7‬‬
‫والهندسية وغيرها من المجاالت ذات الصلة عند‬
‫تشكيل هذه اللجان‪.‬‬
‫في حالة مخالفة ذلك تتحمل الجهات المعنية‬ ‫‪-8‬‬
‫مسؤولية ذلك‪.‬‬
‫ندعو مكاتب المفتشين العموميين على أحكام‬ ‫‪.3‬‬
‫الرقابة على مرحلة إعداد دراسات الجدوى وإيجاد‬
‫اآلليات موحدة للحد من المخالفات الواضحة إذ‬
‫ً في‬
‫ً مهما‬
‫يمكن أن تكون دراسة الجدوى عامال‬
‫الرقابة على إجراءات التنفيذ من كافة النواحي‬
‫الفنية والمالية واألمور التفصيلية األخرى أذا‬
‫ما كانت معدة بشكل دقيق‪.‬‬
‫ندعو مكاتب المفتشين العموميين على إجراء‬ ‫‪.4‬‬
‫رقابة دقيقة على مرحلة إعداد الكلفة التخمينية‬
‫ألنها مرحلة مهمة كونها تمثل المقياس المهم في‬
‫تحليل العطاءات إذ إن الكلفة التخمينية تمثل‬
‫ً في رفض أو تأخير مناقصات أو‬ ‫ً رئيسيا‬
‫عامال‬

‫‪239‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫تنفيذها بمبالغ تزيد عن الواقع مما أدى إلى‬


‫هدر األموال أو الزمن وعدم استغالل التخصيصات‬
‫السنوية وندعو بهذا الصدد إلى االعتماد في‬
‫اختيار العناصر الكفوءة التي تضع هذه الكلف أو‬
‫االعتماد على الجهات االستشارية المختصة في حال‬
‫عدم توفر اإلمكانات الذاتية‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫الهوامش‬

‫‪241‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫‪242‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫‪243‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫‪244‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫‪245‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫‪246‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫‪247‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫‪248‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫‪249‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫‪250‬‬
‫العدد الرابع‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫‪ /‬السنة السابعة ‪2015‬‬

‫‪251‬‬

You might also like