Professional Documents
Culture Documents
0
0
المقدمة
إن الغ رض ال ذي وج دت من أجل ه ه ذه المقدم ة ه و تزوي د الق ارئ بك ل م ا يحي ط به ذا
الموضوع ،ومن جميع جوانبه كان ال بد لنا من التركيز على الفقرات اآلتية :
أوًال .التعريف بموضوع البحث
إن للمص ارف دورًا ب الغ األهمي ة والت أثير على مختل ف ج وانب الحي اة االقتص ادية في
المجتم ع الح ديث ،فباإلض افة إلى وظائفه ا التقليدي ة في مج ال النق ود وأعم ال الص رف فإنه ا تع د
األجهزة المختصة اليوم في مجال عمليات االئتمان المتمثلة بفتح الحسابات الجارية واالعتمادات
المستندية وتقديم القروض ،ومنح خطابات الضمان لعمالئها ،إال أن أهم العمليات التي تزاولها
المصارف بهدف الوصول إلى منح االئتمان لعمالئها هو الخصم الذي يتعهد المصرف بمقتضاه
تعجي ل قيم ة ورق ة تجاري ة أو أي مس تند آخ ر قاب ل للت داول إلى المس تفيد مقاب ل نق ل ملكيت ه إلى
المصرف مع التزام هذا المستفيد برد القيمة إلى المصرف إذا لم يدفعها المدين األصلي ،ويخصم
المص رف من قيم ة الورق ة مبلغ ًا يس مى س عر الخص م يقاب ل فائ دة المبل غ الم دفوع عن الم دة من
تاريخ دفعه إلى تاريخ استحقاق الورقة .
إن أهمي ة الخص م كعملي ة مص رفية ائتماني ة ترج ع إلى ع دة ج وانب ،أوله ا :أنه ا س هلة
التنفيذ ،إذ إنها تتم بأسلوب بسيط جدًا تتمثل بالتظهير الناقل للملكية وثانيهما :إنها تنصب على
األوراق التجاري ة وال يخفى أن ه ذه األوراق هي أدوات ائتماني ة قص يرة األج ل ،وإ ن أهم م ا
يميزها سرعة تداولها وعدم تقيدها بالقيود المتعارف عليها في قواعد القانون المدني ،كما أن هذه
األوراق تش كل ض مانة من الض مانات ال تي الب د من توفره ا للمص رف ال ذي يق وم بعملي ة الخص م
وذلك لما تحمله من تواقيع الملتزمين بها ،وال سيما وان ثقة المصرف في هذه العملية ال تعتمد
على شخصية عميله فحسب بل تعتمد على شخصية الموقعين على الورقة المقدمة للخصم .األمر
ال ذي يمكن ه من الرج وع على ه ؤالء الم وقعين طبق ًا ألحك ام ق انون الص رف في حال ة امتن اع
المسحوب عليه عن الدفع في ميعاد االستحقاق ،مثلما يمكنه الرجوع على عميله الذي ق ّد م الورقة
إليه طبقًا للعقد القائم بينها أو وفق ًا للتظهير الذي تنتقل بموجبه ملكية الورقة إليه ،وثالثهما :أنها
تع د وس يلة فعاّل ة يس تخدمها المص رف الس تثمار األم وال الموّد ع ة لدي ه ب دًال من احتفاظ ه به ا في
خزائنه وذلك من خالل حصوله على الفوائد والعموالت مقابل تقديمه لرؤوس األموال على سبيل
الخصم ،ورابعها :أن هذه العملية تجعل المصرف الخاصم مطمئن ًا تمام ًا إلى انه سيحصل على
قيمة الورقة المخصومة عند حاجته إليها قبل موعد االستحقاق وذلك عن طريق إعادة خصمها
لدى مصرف آخر أو لدى البنك المركزي وبسعر اقل من السعر الذي خصم به لعميله ابتداًء .
1
المقدمة
ثانيًا .دوافع اختيار موضوع البحث
ق د يك ون من دواعي اختي ار الخص م موض وعًا له ذا البحث ،أن ه ش أن غ يره من أغلب
العملي ات المص رفية األخ رى لم يح ظ بالق در ال ذي يس تحقه من دراس ة وبحث وتحلي ل الق انونين
عمومًا ،والقانونين العرب بشكل خاص ،على الرغم من أن العمل المصرفي يشهد يوميًا عددًا ال
ب اس ب ه من عملي ات الخص م وبال ذات خص م األوراق التجاري ة ،إذ ق د تج د المص ارف في ه ذه
العملية افضل واسهل وسيلة لتقديم االئتمان إلى عمالئها كما تقدم ،وربما يكون السبب في ذلك
أن المصرف يحوز الورقة التجارية المخصومة على سبيل التمليك وهذا بال شك يطمئنه إلى أنه
سيس تعيد المبل غ المعّج ل من قبل ه الحق ًا وفي ميع اد االس تحقاق من الم دين األص لي… إّال أن
الدواعي الحقيقية التي أدت إلى اختيار هذا الموضوع تتلخص بما يأتي :
.1لم يتفق الرأي في القضاء والفقه لحد اآلن حول الطبيعة القانونية للخصم ، ،وذلك بسبب
كون ه عملي ة مركب ة ترج ع في أجزائه ا إلى ن وع واح د ،ب ل هي تنط وي على تن اقض بين
قص د الط رفين (المص رف الخاص م ،والعمي ل المس تفيد من الخص م) وبين األس لوب المتخ ذ
وسيلة إلى تحقيق هذا القصد بتنفيذ العملية ،وهذا االختالف قد يكون مبعث ًا لطرح التساؤل
اآلتي :ما الذي يجب تغليبه في تكييف عملية الخصم هل يغّلب المظهر الشكلي أم الحقيقة
المقصودة ؟ أم أن هناك طبيعة قانونية خاصة تستند إلى األنظمة المصرفية هي التي يجب
أن تأخذ مكان الصدارة في صدد هذه المسألة؟
.2النصوص القانونية التي وضعتها أغلب التشريعات التجارية العربية ومنها قانون التجارة
الع راقي الناف ذ لم تكن في مس توى تلبي ة الحاج ة إلى معالج ة ك ل المس ائل المتعلق ة بعملي ة
الخصم والتي يمكن أن تطرح أمام الباحث القانوني أو حتى أمام القاضي منها مثًال ما هو
حكم الخص م الج زئي ؟ وم ا هي الواجب ات ال تي يس توجب على المص رف القي ام به ا قب ل
المطالبة بقيمة الورقة المخصومة من المدين األصلي؟ وهل يتوجب على المصرف إجراء
القي د العكس ي بالنس بة لألوراق ال تي لم ت دفع قيمته ا أم أن ذل ك يع د مس الة اختي ار ؟ وم ا ه و
الحكم ل و أش هر إفالس العمي ل واألوراق التجاري ة المخص ومة لم تس تحق بع د ؟ ه ل يج وز
إجراء القيد العكسي بصددها ؟ وما هو مصير المبالغ التي قد يحصل عليها المصرف من
الموقعين الملتزمين في الورقة التجارية المخصومة بعد إجراء القيد العكسي بسبب اإلفالس
؟
.3أهمية اآلثار القانونية المترتبة على الخصم وتشابكها مع القواعد المتعلقة بالحساب الجاري
وقواع د ق انون الص رف ،وتل ك المتعلق ة ب اإلفالس من ش أنها أن تعطي للخص م خصوص ية
تم يزه عن العملي ات المص رفية األخ رى من جه ة وتع زز ال دعوة إلى الدراس ة والبحث في
2
المقدمة
تفاص يله من جه ة أخ رى ال س يما وأن هن اك فراغ ًا تش ريعيًا وفقهي ًا واض حًا خاص ة على
صعيد الوطن العربي في بحث ومعالجة كثير من المسائل المتعلقة به .
.4تسليط الضوء على موقف المصارف في العراق من عملية الخصم ،وهذا األمر ال يمكن
التوصل إليه ما لم يتم التعرض للشروط التي تتطلبها هذه المصارف للقيام بالخصم ومتابعة
طريق ة التنفي ذ واألس اليب المتبع ة الستحص ال قيم ة الورق ة التجاري ة المخص ومة وال تي تم
تعجيله ا للعمي ل قب ل ميع اد االس تحقاق ومن ثم بي ان م ا إذا ك ان الجه از المص رفي يم ارس
عملي ة الخص م على نح و يتف ق والنص وص التش ريعية ال تي وض عها المش رع الع راقي في
ق انون التج ارة الناف ذ لتنظيم ه ذه العملي ة ؟ أم أن ه يم ارس الخص م طبق ًا للع رف المص رفي
المستنبط من العمليات المصرفية دون االكتراث بتلك النصوص التشريعية .
.5الخصم كعملية مصرفية قد تختلط بعمليات مصرفية أخرى شبيهة بها كالتحصيل واالعتماد
بالقبول والتسليف بضمان أوراق تجارية وحوالة الديون المهنية ،وان محاولة تمييز الخصم
عن ك ل ه ذه العمليات وتحديد الس مات التي ينفرد به ا يب دو أمرًا جوهري ًا يس اهم في عملي ة
إظهار الدور البارز الذي يؤديه الخصم في المجالين القانوني والمصرفي .
.6تسليط الضوء على موقف القضاء العراقي بشأن الدعاوى المتعلقة بالخصم والتعرف من
خالل القرارات الصادرة عنه عما إذا كان يراعي الطبيعة الخاصة للخصم كعملية مصرفية
أم أنه يطبق بشأنه القواعد العامة في القانون المدني .
.7إغناء المكتبة القانونية والمصرفية بالكتب والبحوث المتعلقة بالعمليات المص رفية وخاص ة
من وجهتها القانونية .
ثالثًا .نطاق البحث
حيث أن لدراس ة الخص م وجه تين ،وجه ة قانوني ة وأخ رى محاس بية ،وإ ن نط اق ه ذا
البحث سيتحدد بالوجهة القانونية فقط دون المحاسبية مع األخذ بنظر االعتبار بأن هناك العديد من
المص طلحات المحاس بية ال تي ال يمكن تجاوزه ا أو االس تغناء عنه ا خالل مس يرة البحث ل ذا ف إن
الضرورة تقتضي إيراد تعريف موجز لها على سبيل التوضيح أو االستئناس بها ال أكثر .
وحيث أن أغلب التشريعات التجارية العربية ومنها المشرع العراقي لم تفرد النعقاد عقد
الخصم قواعد قانونية خاصة ،لذلك فانه سيتم الرجوع إلى القواعد العامة في انعقاد العقد المقررة
في الق انون الم دني .أم ا اآلث ار القانوني ة المترتب ة على عق د الخص م ولكونه ا تتس م – كم ا تق دم -
بالت داخل م ع قواع د قانوني ة أخ رى كقواع د الحس اب الج اري وقواع د ق انون الص رف ،وقواع د
اإلفالس فانه سيتم االستعانة بكل القواعد القانونية ذات الصلة بآثار الخصم .
3
المقدمة
رابعًا .صعوبات البحث
الش ك في أن أهم الص عوبات ال تي يواجهه ا الب احث في دراس ة أي ة عملي ة مص رفية ه و .1
التداخل بين المصطلحات القانونية والمصرفية أو المحاسبية وضرورة تمييزها وتحديد المقصود
بها ،وخاصة في كنف مصدر أجنبي يترجم إلى اللغة العربية .
ن درة المص ادر العربي ة واألجنبي ة الحديث ة ال تي تنص ب على دراس ة العملي ات المص رفية .2
عموم ًا ،والخصم على وجه الخصوص ،وان تهيأ للباحث أي مصدر عربي أو أجنبي حديث ،
ف إن تعرض ه لموض وع الخص م ال يس تغرق س وى اس طر مع دودة ناهي ك عن التك رار في اآلراء
واألفكار المطروحة فيه والذي ال تخلو منه اغلب المؤلفات –الكتب على وجه التحديد -المتعلقة
بموضوع الخصم والمستخدمة من قبل الباحث .
خامسًا .منهجية البحث
لقد اعتمد هذا البحث أسلوب البحث القانوني المقارن بين عدة قوانين واتجاهات فقهي ة في
نط اق القواع د القانوني ة العام ة أم في نط اق الق وانين المص رفية س واء على المس توى الوط ني أم
على المستوى الدولي ،إّال أن هناك حقائق البد من إيرادها بهذا الصدد :
هناك العديد من المسائل القانونية المتعلقة بنظام الخصم لم يعالجها المشرع العراقي في .1
ق انون التج ارة ،في حين إنه ا نظمت من قب ل بعض الق وانين ال تي ك انت موض وع ه ذه الدراس ة
المقارن ة ،بم ا كش ف للب احث ذل ك النقص والقص ور ال ذي يش وب النص وص التش ريعية المتعلق ة
بالخصم ،ومن ثّم تطلب األمر بيان الحلول المقدمة لهذه المسائل في القوانين التي تمت المقارنة
معها ومطالبة المشرع العراقي باألخذ بها أو السير على نهجها أو التوجه نحو حلول أخرى .
به دف اإلحاط ة بك ل م ا يتعل ق ب التطبيق المص رفي لعملي ة الخص م ،فق د أج ريت زي ارات .2
ميدانية عديدة إلى مصرف الرشيد ،وبالذات إلى اإلدارة العامة وفروعها المتواجدة في الموصل
،ومص رف الراف دين ،ف رع أم ال ربيعين 204/في الموص ل إض افة إلى المص رف الع راقي
اإلسالمي لالستثمار والتنمية في بغداد .ولغرض تجسيد الخطوات التنفيذية التي يقوم بها موظف
المص رف لعملي ة الخص م ،ل ذا فق د وج د ض رورة ع رض المالح ق المتكون ة من االس تمارات
والج داول –المع دة له ذا الغ رض -ض من ه ذا البحث من اج ل تك وين رؤي ة حقيقي ة لواق ع تنفي ذ
الخصم في المصارف العراقية .
وفي االتجاه المتقدم نفسه ،فقد أجريت مقابالت شخصية مع عدد من الخبراء المصرفيين .3
العاملين في البنك المركزي العراقي في بغداد والمصرف العراقي اإلسالمي لالستثمار والتنمية
4
المقدمة
في بغداد أيض ًا .كما كان هناك مشاركة في ندوة بعنوان الخصم (القطع) في األوراق التجارية
عقدت في مصرف الرشيد /فرع موصل 3/للفترة من . 10/11/2002-2
وعلى أية حال ،فقد تمت المقارنة بين عدة قوانين وكاآلتي :
آ .في مج ال القواع د العام ة تمت المقارن ة بين الق انون الم دني الع راقي رقم ( )40لس نة ،1951
والقانون المدني المصري رقم ( )131لسنة 1948والقانون المدني األردني رقم ( )43لسنة
. 1976
ب .وفي مجال القوانين التجارية عقدت المقارنة بين قانون التجارة العراقي النافذ رقم ( )30لسنة
1980وقانون التجارة المصري الجديد رقم ( )17لسنة ، 1999وقانون التجارة األردني
رقم 12لسنة ، 1966ومدونة التجارة المغربية لعام ، 1996والمجلة التجارية التونسية
رقم 129لس نة ، 1959وق انون المع امالت التجاري ة لدول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة رقم
18لسنة .1993
جـ .أم ا في مج ال الق وانين الخاص ة ذات الص لة بالعملي ات المص رفية فق د أج ريت المقارن ة بين
ق انون البن ك المرك زي الع راقي رقم 64لس نة 1976المع ّد ل وبين ق انون البن ك المرك زي
األردني ذي الرقم 23لسنة 1971المعّد ل ،وكانت هناك مقارنة أيض ًا بين تعليمات مكاتب
الص يرفة لع ام 1994في الع راق وبين ق انون أعم ال الص رافة رقم 26لس نة 1992م ع
االستعانة عندما يقتضي األمر بقانون اإلثبات العراقي رقم 107لسنة 1979المع ّد ل بالقانون
رقم 46لس نة . 2000وق انون التج ارة الع راقي رقم 149لس نة 1970الملغي ،وق انون
النق ل الع راقي رقم 80لس نة ، 1983وق انون رعاي ة القاص رين رقم 78لس نة ، 1980
وق انون الش ركات الع راقي رقم 21لس نة 1997الناف ذ ،وق انون تحص يل ال ديون الحكومي ة
رقم 56لس نة 1977المع ّد ل ،وق انون التج ارة الجزائ ري رقم ( )59-75لع ام
، 1975وق انون المع امالت اإللكتروني ة األردني رقم 58لس نة ، 2001وبعض النص وص
التشريعية الواردة في قانون 31/12/1936وقانون 25/10/1985الصادرين في فرنسا.
د .وعلى المس توى ال دولي ك ان هن اك اس تعانة بق انون االونس يترال النم وذجي بش أن التج ارة
اإللكترونية لسنة . 1996
هـ .وق د ك ان من الض رورة أيض ًا االس تعانة بتعليم ات الخص م (تعليم ات إداري ة رقم )69لس نة
، 1993وج دول أس عار العملي ات المص رفية (تعليم ات إداري ة رقم )10لع ام 1989
الص ادرين عن مص رف الرش يد /اإلدارة العام ة /القس م الف ني /ش عبة العملي ات المص رفية
إضافة إلى كل التعديالت والتوجيهات الصادرة بشأنها .
5
المقدمة
سادسًا .خطة البحث
ألج ل أن تس توفى ه ذه الدراس ة متطلباته ا وبش كل علمي ص حيح ولغ رض أن تض م بين
دفتيها كل األمور والمسائل المتعلقة بعملية الخصم كان البد من تقسيم هذه الدراسة إلى بابين ،
الباب األول :ويخصص للمفهوم القانوني للخصم وقد قسم إلى فصلين الفصل األول :ويتضمن
تحدي د معمق ًا لماهي ة الخص م ويك ون ذل ك في مب احث أربع ة ،المبحث األول :ويتن اول التعري ف
بالخصم تشريعًا وفقهًا ،والمبحث الثاني :ويتناول مزايا الخصم ،والمبحث
الثالث :يتم فيه تمييز الخصم عن الوسائل القانونية األخرى المشابهة له ،أما المبحث
الراب ع :فق د اف رد لمناقش ة التك ييف الق انوني لعملي ة الخص م .أم ا الفص ل الث اني فيتض من عق د
الخص م وق د قس م إلى أربع ة مب احث أيض ا :المبحث األول ويش تمل على خص ائص ه ذا العق د
وص وره ،والمبحث الث اني ويتض من انعق اد العق د ومن خالل ه يتم الترك يز على األرك ان
الموضوعية الواجب توافرها لذلك ،وسيضمن المبحث الثالث الطريقة التي ينفذ بها هذا العقد من
قبل المصارف ،بينما يخصص المبحث الرابع واألخير لمسألة انتهاء العقد .
أم ا الب اب الث اني :فس وف يض م اآلث ار القانوني ة المترتب ة على الخص م ويقس م ب دوره إلى
فص لين :الفص ل األول :ويخص ص لآلث ار الفوري ة للخص م والنت ائج المترتب ة على ع دم الوف اء
بقيمة الورقة التجارية في ميعاد االستحقاق ،وذلك في مبحثين األول :نناقش فيه اآلثار الفورية
والثاني :تناقش فيه النتائج المذكورة .
أما الفصل الثاني :فيتضمن الضمانات التي يتمتع بها المصرف بسبب عدم وفاء الورقة
التجارية المخصومة وسوف يقسم إلى مبحثين :المبحث األول :يشتمل على ضمانات المصرف
في إط ار الخص م بص ورته البس يطة (خ ارج الحس اب الج اري) ،في حين تض من المبحث الث اني
هذه الضمانات في إطار تنفيذ الخصم في حساب جاري .
واختتمت ه ذه الدراس ة بنت ائج تمخض عنه ا البحث في موض وع الخص م إض افة إلى عدد
من التوصيات التي تهدف إلى ض رورة تالفي الجوانب السلبية للتنظيم التشريعي لعملي ة الخصم
وبال ذات على الص عيد الوط ني ،ومطالب ة القض اء باألخ ذ بنظ ر االعتب ار خصوص ية العملي ات
المصرفية عند النظر في الدعاوى التي لها مساس بتلك العمليات ،ودعوة المصارف العراقية إلى
تط وير وتح ديث العم ل المص رفي عموم ًا وفي مج ال عملي ة الخص م على وج ه الخص وص من
خالل االستفادة من التطور الذي وصلت إليه التجارة اإللكترونية تمثل بظهور ما يعرف بشبكة
المعلومات العالمية .
6