You are on page 1of 64

‫جامعة الحاج موسى آق أخموك‪ ..

‬تامنغست‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫محــاضـــرات في‬
‫القانــــــون البنـــــكـي‬
‫موجهة لطلبة ماسـتر قانون األعـمال‬
‫‪-‬السداسي الثاني‪-‬‬
‫من إعداد األستاذ‪ :‬نواصر الطاهر‬
‫الموسم الجامعي‪2022-2021 :‬‬
‫‪0‬‬
‫فهــــرس املـحـاور‬
‫المحور األول‪ :‬مفهوم القانون البنكي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف القانون البنكي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص القانون البنكي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عالقة القانون البنكي بغيره من القوانين‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مصادر القانون البنكي‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬البنك المركزي الجزائري‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم البنوك المركزية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬البنك المركزي الج ازئري‪-‬بنك الجزائر‪.-‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬مجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار التنظيمي لمجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صالحيات مجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الطبيعة القانونية لمجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجارءات تأسيس البنوك والمؤسسات المالي‪.‬‬
‫المحور الخامس‪ :‬العمليات البنكية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العمليات البنكية التقليدية‬
‫ثانيا‪ :‬العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ثالثا‪ :‬الخدمات البنكية المجانية‪.‬‬
‫المحور السادس‪ :‬أليات الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬محافظو الحسابات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اللجنة المصرفية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المحور األول‪ :‬مفهوم القـانون البنـكي‪.‬‬
‫يقتضي لتبيان مفهوم القانون البنكي تناول تعريفه ثم عالقة هذا القانون بغيره من فروع‬
‫القانون األخرى‪ ،‬ثم إبراز الخصائص التي تميزه‪ ،‬إضافة إلى التطرق إلى أهم مصادر قواعده‬
‫ذات الطبيعة التجارية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف القانون البنكي‪.‬‬
‫لم يقدم المشرع الجزائري تعريف للقانون البنكي بل اكتفى بتوضيح العمليات البنكية وأنواع‬
‫البنوك وكذا آليات الرقابة عليها وبعض المسائل المتعلقة بها‪ ،‬كما أن الفقه لم يستقر عند تعريف‬
‫موحد لهذا القانون‪ ،‬ورغم اختالف اآلراء وتعدد هذه التعاريف عند محاولة ضبط تعريف له‪ ،‬إال‬
‫أنها تشترك في كونه القانون الذي ينظم العمل المصرفي‪ ،‬وفي ما يلي البعض منها‪:‬‬
‫التعريف األول‪ :‬القانون البنكي هو مجموعة القواعد القانونية التي تحكم األعمال المصرفية‬
‫والقائمين بها على سبيل االحتراف‪.‬‬
‫التعريف الثاني‪ :‬القانون البنكي هو القانون الذي يهدف إلى تنظيم النشاطات الممارسة بصفتها‬
‫مهنة معتادة‪ ،‬من قبل مؤسسات القرض‪.‬‬
‫التعريف الثالث‪ :‬القانون البنكي يمثل مجموعة القواعد القانونية التي تنظم مسائل ونشاط‬
‫ومؤسسات االئتمان‪.‬‬
‫من خالل هذه التعاريف نلحظ أنه كل منها ينظر للقانون البنكي والقواعد القانونية البنكية‬
‫من زاوية تختلف عن األخرى‪ ،‬لذلك سنحاول تقديم تعاريف للقانون البنكي يكون أكثر دقة‪:‬‬
‫• القانون البنكي هو مجموعة القواعد القانونية التي تحكم النشاط المصرفي وتنظم‬
‫العالقة بين القائمين به‪.‬‬
‫• القانون البنكي يمثل جملة القواعد المنظمة للخدمات والمنتجات التي يتم تداولها في‬
‫السوق المصرفي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص القانون البنكي‪.‬‬
‫كغيره من القوانين فإن القانون البنكي يتميز بجملة من الخصائص تميزه عن غيره من‬
‫القوانين‪.‬‬
‫أ‪ -‬القانون البنكي ذو طابع دولي‪ :‬تظهر صور الدولية في القانون البنكي في المؤسسات‬
‫البنكية التي يكون لها عادة شبكة فروع عبر العالم‪ ،‬كما أن العمليات المصرفية والتحويالت‬
‫المالية الناشئة عن عقود السياحة ذات الطابع الدولي وعمليات االستيراد والتصدير هي تصرفات‬
‫يحكمها العنصر األجنبي‪.‬‬
‫ب‪ -‬القانون البنكي ذو طابع مهني‪ :‬تكمن الطبيعة المهنية في القانون البنكي كونه يطبق على‬
‫فئات معينة من األشخاص‪ ،‬ممثلة مؤسسات االئتمان ممثلة البنوك والمؤسسات المالية التي تقوم‬
‫بالعمل المصرفي وتتخذه مهنة معتادة لها‪.‬‬
‫جــ‪ -‬القانون البنكي ذو طابع تقني‪ :‬تتسم العمليات التي ينظمها القانون البنكي بالتكرار وبشكل‬
‫متماثل عدة مرات‪ ،‬حيث تقوم على فكرة القيام بعمليات مختلفة بنفس األسلوب وبنفس التقنية‪،‬‬
‫ما يعطي انطباع باالستقرار واألمان ويجعل من العمل البنكي سهال وسريعا‪ ،‬كسحب وتحويل‬
‫األموال والدفعات واالقتطاعات المالية الشهرية واحتساب معدالت الفائدة وأسعار الصرف‪.‬‬
‫د‪ -‬ارتباط القانون البنكي بعنصر المخاطرة‪ :‬تنضوي العمليات التي تنظمها قواعد القانون‬
‫البنكي بدراجات متفاوتة على عنصر المخاطرة‪ ،‬فعمليات الصرف تتسم بصفة الدولية وتخضع‬
‫لعنصر المنافسة وتقلبات السوق بين المؤسسات المصرفية الدولية‪ ،‬وكذلك تسيير حافظة‬
‫القروض والعمليات الخاضعة لها‪ ،‬ترتبط بقدرة المقترض على الوفاء‪ ،‬خاصة وأن األخير ‪-‬أي‬
‫المقترض‪ -‬قد يقع تحت طائلة عدم القدرة على الوفاء والخضوع لنظام اإلفالس والتسوية‬
‫القضائية‪ ،‬ضف إلى ذلك التأثير الكبير لتقلبات قيمة العملة على حجم التضخم واألسعار‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ثالثا‪ :‬عالقة القانون البنكي بغيره من فروع القانون األخرى‪.‬‬
‫عند دراسة قواعد القانون البنكي ال يمكن تناولها بمعزل عن القواعد القانونية األخرى‪ ،‬ا‬
‫نظر‬
‫لالرتباط والتقاطع في ما بينها‪ ،‬لذا سنتناول في ما يلي العالقة التي تجمع القانون البنكي بغيره‬
‫من فروع القانون األخرى‪.‬‬
‫‪ -01‬عالقة القانون البنكي بالقانون المدني‪ :‬يعد القانون المدني الشريعة العامة للقوانين‪ ،‬فهو‬
‫ال محالة يلتقي ويتقاطع مع القانون البنكي‪ ،‬فالقانون المدني ينظم جملة من المسائل‪ ،‬كحماية‬
‫التصرفات القانونية ذات الطبيعة المالية وكيفية حماية الحقوق وااللتزامات الناشئة بشأنها‪،‬‬
‫فالمدين ملزم بتقديم ضمانات للدائن تكون بمثانة تأمين عند الدين كالتأمينات الشخصية‬
‫والتأمينات العينية‪ ،‬وهي أمور تخضع في تنظيمها إلى قواعد القانون المدني‪ ،‬ضف إلى ذلك أن‬
‫المؤسسات المصرفية تربطها عقود مع األشخاص والمؤسسات‪ ،‬هذه العقود تخضع في تنظيمها‬
‫إلى النظرية العامة للعقود‪ ،‬إلى جانب ذلك ان المشرع نص على ضرورة ان تؤسس المؤسسات‬
‫المصرفية في شكل شركات تجارية‪ ،‬أي اقتصار احتراف هذا النشاط على األشخاص االعتبارية‬
‫دون الطبيعية وهي مسائل تخضع في قواعدها إلى القواعد العامة القانون المدني‪.‬‬
‫‪ -02‬عالقة القانون البنكي بالقانون التجاري‪ :‬يكتسب القائم باألعمال المصرفية على سبيل‬
‫االحتراف صفة التاجر‪ ،‬الذي تقع عليه االلتزامات المقررة على التجار‪ ،‬وهي مسائل تخضع في‬
‫تنظيمها إلى قواعد القانون التجاري‪ ،‬كما أن المؤسسات المصرفية في طبيعتها شركات تجارية‬
‫تخضع للتقنين التجاري‪ ،‬دون أن ننسى أنه في بعض النظم القانونية أن القانون البنكي قبل أن‬
‫يكون مستقال بذاته كان جزء من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -03‬عالقة القانون البنكي بالقانون بقانون العقوبات‪ :‬إذا كان القانون البنكي ينظم العالقة‬
‫بين القائمين بالنشاط المصرفي‪ ،‬فإن اإلخالل بهذه القواعد القانونية يؤدي في حاالت عدة إلى‬

‫‪5‬‬
‫توقيع جزاءات ذات طابع مدني او ذات طابع جنائي‪ ،‬وهي مسائل تخضع في تنظيمها إلى‬
‫قواعد قانون العقوبات‪ ،‬فمثال تزوير العملة يعد فعال يجرمه القانون ويعاقب عليه‪.‬‬
‫‪ -04‬عالقة القانون البنكي بالقانون االقتصادي‪ :‬ينظم القانون االقتصادي قوانين السوق وقوى‬
‫العرض والطلب‪ ،‬وطبيعة العالقة بين الفاعلين االقتصاديين‪ ،‬وكذلك مسائل الركود االقتصادي‬
‫وعرض النقود وغيرها‪ ،‬فكل هذه المواضيع هي من مواضيع السياسة النقدية وفي عالقة مباشرة‬
‫بالنشاط المصرفي الذي يخضع في قواعده التنظيمية إلى القانون البنكي‪ ،‬ضف إلى ذلك أن هذا‬
‫األخير وان كان مستقال بذاته ال يغدوا أن يكون جزء أو فرع من فروع الدراسة في القانون‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مصادر القانون البنكي‪.‬‬
‫بحكم طبيعته الخاصة وامتداد نطاق تطبيقه‪ ،‬فإن مصادر القانون البنكي تتنوع بين‬
‫المصادر الدولية والمصادر الداخلية‪.‬‬
‫‪ -01‬المصادر الدولية‪ :‬تعد االتفاقيات ذات الطابع الثنائي والدولي المتعلقة بتنظيم العمل‬
‫المصرفي والعمل المالي على المستويين الدولي والمحلي‪ ،‬كاتفاقيات بازل للرقابة البنكية‬
‫والتنسيق بين المؤسسات المالية الدولية والمحلية والقواعد المنظمة لمسألة االنتساب والعضوية‬
‫ودفع االشتراكات في هذه المؤسسات المالية الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد والدولي والبنك‬
‫الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ،‬من أهم المصادر ذات الطابع الدولي التي يستمد منها القانون البنكي‬
‫قواعده‪.‬‬
‫‪ -02‬المصادر الداخلية‪ :‬في المصادر الداخلية سنتوقف عند كل من القانون بمفهومه الواسع‬
‫واالجتهاد القضائي ثم العرف الذي يعد مصدر داخلي كما قد يكون دولي نظ ار لطبيعة‬
‫المعامالت البنكية التي تعد ذات طابع تجاري‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أ‪ -‬القانون‪ :‬ويشتمل على التشريع والتنظيم‪ ،‬حيث نجد القواعد القانونية البنكية قد تصدر في‬
‫شكل قانون أو أوامر رئاسية أو في شكل تنظيمات صادرة عن المؤسسة النقدية تحمل الطابع‬
‫التشريعي‪ ،‬وان كانت هذه األنظمة تخضع للنشر في الجريدة الرسمية إال انها ال تخضع إلى‬
‫نفس إجراءات إصدار النصوص التشريعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬االجتهاد القضائي‪ :‬يعد االجتهاد القضائي أحد مصادر القانون البنكي‪ ،‬فالمعامالت البنكية‬
‫تنظمها العقود المبرمة بين المؤسسات المصرفية والعمالء‪ ،‬التي تخضع في نزاعاتها إلى الجهات‬
‫القضائية المختصة‪.‬‬
‫جــ‪ -‬العرف‪ :‬تعد المؤسسات المصرفية شركات تجارية المتهانها العمل التجاري‪ ،‬فهي تخضع‬
‫للتقنين التجاري الذي يعد العرف أحد مصادره‪ ،‬فالعالقات بين التجار ال تختلف عن العالقات‬
‫بين المؤسسات المصرفية خاصة وأن العمل التجاري والمصرفي يشتركان في عناصر السرية‬
‫والسرعة واالئتمان‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬البنك المركـــزي الجزائري‪.‬‬


‫قبل الخوض في موضوع البنك المركزي الجزائري‪-‬بنك الجزائر‪ -‬وكل ما يتعلق به‪ ،‬نعرج‬
‫ولو قليال على البنوك المركزية بصفة عامة‪ ،‬مع التوقف عند بعض الخصائص التي تميزها عن‬
‫البنوك التجارية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم البنوك المركزية‪.‬‬
‫لم يستقر الفقه على إعطاء تعريف موحد للبنوك المركزية‪ ،‬إال أن تعريف "دي كوك ‪De‬‬
‫‪ "Kock‬يعد التعريف األوسع واألشمل‪ ،‬حيث عرف البنك المركزي على أنه‪ '' :‬البنك الذي يقنن‬
‫ويحدد الهيكل النقدي والمصرفي بحيث يحقق اكبر منفعة لالقتصاد الوطني‪ ،‬من خالل قيامه‬
‫بوظائف متعددة‪ ،‬كتقنين العملة‪ ،‬والقيام بإدارة العمليات المالية الخاصة بالحكومة‪ ،‬واحتفاظه‬
‫باالحتياطات النقدية للبنوك التجارية‪ ،‬وادارة احتياطات الدولة من العمالت األجنبية‪ ،‬وقيامه‬
‫‪7‬‬
‫بخدمة البنوك التجارية من خالل إعادة خصم األوراق التجارية‪ ،‬وقيامه بدور المقرض للبنوك‬
‫التجارية‪ ،‬وانجاز أعمال المقاصة بين البنوك التجارية‪ ،‬والقيام بالتنظيم والتحكم في االئتمان بما‬
‫يتالءم ومتطلبات االقتصاد الوطني وتحقيق أهداف السياسة النقدي ''‪.‬‬
‫في أي نظام اقتصادي تتبوا البنوك أو المصارف المركزية قمة الجهاز المصرفي للدولة‪،‬‬
‫وذلك لتميزها عن البنوك التجارية بجملة من الخصاص‪ ،‬نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫البنوك المركزية‪ * :‬ملكيتها عامة‪.‬‬
‫* ال تقوم بتسيير وسائل الدفع‪.‬‬
‫* ال تتلقى الودائع من الجمهور‪.‬‬
‫* تتميز بطابع الوحدة‪.‬‬
‫* تتولي عملية اإلصدار النقدي‪.‬‬
‫وعبر التاريخ؛ يعد البنك المركزي السويدي أقدم بنك مركزي تم تأسيسه عام ‪ ،1656‬ثم‬
‫يليه بنك إنجلت ار عام ‪ ،1694‬ثم بنك فرنسا عام ‪ ،1800‬وتأسست بنوك االحتياط االتحادية في‬
‫أمريكا عام ‪ 1914‬وتأسس بنك فلسطين عام ‪ ،1954‬وتوالى إنشاء البنوك المركزية عبر العالم‬
‫خاصة بعد مؤتمر بروكسل عام ‪ 1920‬الذي أصدر توصية بضرورة إنشاء بنك مركزي في كل‬
‫دولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البنك المركزي الجزائري‪-‬بنك الجزائر‪.-‬‬

‫إن دراسة موضوع البنك المركزي الجزائري يعود بنا الحديث إلى مؤسسة بنك الجزائر كأول‬
‫بنك إصدار تأسس فترة الوجود الفرنسي بالجزائر‪ ،‬بموجب قانون ‪ 04‬أوت عام ‪ 1851‬ليباشر‬
‫مهامه في الفاتح من شهر نوفمبر من نفس السنة‪ ،‬حيث عرف مراحل عدة‪ ،‬بدأت بفتح فروع له‬
‫في بعض مدن الجزائر في فترات مختلفة‪ ،‬ثم نقل مقره من الجزائر إلى باريس وتغير اسمه إلى‬

‫‪8‬‬
‫بنك الجزائر وتونس‪ ،‬وبعد استقالل األخيرة فقد البنك حق اإلصدار لها (تونس)‪ ،‬ليعود اسمه‬
‫مجددا بنك الجزائر وبالضبط عام ‪ ،1958‬وبقي هكذا حتى ورثه البنك المركزي الجزائري في‬
‫األول من جانفي سنة ‪.1963‬‬

‫ونشير إلى أن النقود التي كان يصدرها بنك الجزائر إبان الحقبة االستعمارية لم تكن تتمتع‬
‫بقوة إبرائية تبادلية "‪ "Pouvoir Libératoire‬فهي غير ملزمة ال في فرنسا وال في دولة أخرى‬
‫بحيث لم تكن تتعدى حدود الجزائر إلى غاية سنة ‪ 1959‬أين تقرر اإلبراء "‪ "Réciproque‬بينها‬
‫وبين الفرنك الفرنسي‪.‬‬

‫‪ -01‬تأسيس البنك المركزي الجزائري‪.‬‬


‫تأسس البنك المركزي الجزائري بموجب القانون ‪ 144-62‬الصادر في ‪ 13‬ديسمبر‬
‫‪ ،1962‬برأس مال قدره أربعين (‪ )40‬مليون فرنك جديدة‪ ،‬مملوكا بكامله للدولة وأعطي له صفة‬
‫المؤسسة العمومية التي تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬وتقتصر معامالته مع‬
‫الدولة ممثلة في الحزينة العمومية ومع المصارف التجارية دون األفراد‪ ،‬كما أوكلت له الوظائف‬
‫التي تعهد بها عادة للبنوك المركزية أهمها امتياز إصدار العملة الورقية والنقدية واستبدال التالف‬
‫منها‪.‬‬
‫بعد صدور القانون ‪ 10-90‬المتعلق بالنقد والقرض صار البنك المركزي الجزائري يدعى‬
‫بنك الجزائر عندما يدخل في عالقة مع الغير‪ ،‬وبموجب هذا القانون تبوأ البنك المركزي المكانة‬
‫الحقيقة له في هرم النظام المصرفي‪ ،‬وأوكلت له نفس الوظائف والمهام المعهودة للبنوك‬
‫المركزية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الغي القانون ‪ 10-90‬بموجب المادة ‪ 142‬من االمر ‪ 11-03‬المتعلق بقانون النقد والقرض‬
‫الجديد‪ ،‬الذي كرس نفس المهام والوظائف الموكلة للبنك المركزي‪ ،‬مع بعض االختالف في‬
‫الجانب الهيكلي تمليه التغيرات االقتصادية والتقنية الحالية والمستقبلية‪.‬‬
‫‪ -02‬تعريفه البنك المركزي الجزائري‪.‬‬
‫عرفته المادة ‪ 09‬من األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬التي نصت على انه‪:‬‬
‫'' بنك الجزائر مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬ويعد تاج ار في‬
‫العالقة مع الغير‪ .‬ويحكمه التشريع التجاري ما لم يخالف ذلك احكام هذا األمر‪ .‬ويتبع قواعد‬
‫المحاسبة التجارية وال يخضع إلجراءات المحاسبة العمومية وال لمراقبة مجلس المحاسبة‪ .‬كما ال‬
‫يخضع إلجراءات التسجيل في السجل التجاري''‪.‬‬
‫وحسب نص المادة ‪ 12‬من نفس األمر فإنه‪'' :‬ال يمكن أن يصدر حل بنك الجزائر إال‬
‫بموجب قانون يحدد كيفيات تصفيته''‪.‬‬
‫وبخصوص ملكية البنك فإنه وفقا للمادة ‪ 10‬من قانون النقد والقرض فإن الدولة تملك كل‬
‫رأس مال بنك الجزائر‪.‬‬
‫يقع مقر بنك الجزائر في مدينة الجزائر (العاصمة) وخوله المشرع صالحية فتح فروع أو‬
‫وكاالت له حيث يرى ضرورة لذلك‪.‬‬
‫‪ -03‬التنظيم الهيكلي‪.‬‬
‫نظ ار لحجم وطبيعة المهام الموكلة له‪ ،‬فإنه وفقا للمخطط التنظيمي األخير المبين على‬
‫الموقع الرسمي للبنك (آخر تعديل سنة ‪ ،)2020‬فإن مؤسسة بنك الجزائر ‪-‬البنك المركزي‬
‫الجزائري‪ -‬تتشكل من ‪ 11‬مديرية عامة و ‪ 47‬مديرية فرعية‪ ،‬إضافة إلى امانة عامة لمجلس‬
‫النقد والقرض وأمانة عامة للجنة المصرفية‪ ،‬وامانة عامة أخرى لكل من مديرية الشؤون القانونية‬

‫‪10‬‬
‫ومديرية الممتلكات واألرشيف ثم مديرية االتصال‪ ،‬ويعلوا كل ذلك منصب المحافظ بنوابه‬
‫الثالثة‪.‬‬
‫‪ -04‬وظائف ومهام البنك المركزي الجزائري‪.‬‬
‫إن التنظيم الهيكلي الضخم الذي يتمتع به بنك الجزائر يعكس بالضرورة حجم الوظائف‬
‫الموكلة إليه‪ ،‬وبالرجوع إلى أحكام قانون النقد والقرض وبالضبط إلى الكتاب الرابع منه المعنون‬
‫بصالحيات بنك الجزائر وعملياته‪ ،‬يمكن حصر هذه الوظائف في العناصر اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬االش ارف عن السياسة النقدية‪.‬‬
‫تعرف السياسة النقدية على أنها‪'' :‬مجموعة من القواعد والوسائل واألساليب واإلجراءات‬
‫والتدابير التي تقوم بها السلطة النقدية (البنك المركزي) للتأثير في عرض النقود بما يتالءم مع‬
‫النشاط االقتصادي لتحقيق أهداف اقتصادية معينة‪ ،‬خالل فترة زمنية معينة''‪ ،‬وتعرف كذلك على‬
‫أنها‪'' :‬استخدام عرض النقود لتحقيق أهداف اقتصادية معينة‪.''...‬‬
‫وكباقي األنظمة المصرفية فإن بنك الجزائر كلف صراحة بمهام السياسة النقدية‪ ،‬بموجب‬
‫المادة ‪ 35‬من األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬حيث يقوم مجلس النقد والقرض بتحديدها‬
‫واإلشراف عليها ومتابعتها وتقييمها‪.‬‬
‫وحددت المادة ‪ 10‬من النظام ‪ 02-09‬المؤرخ في ‪ 26‬ماي ‪ 2009‬المتعلق بعمليات‬
‫السياسة النقدية وادواتها واجراءاتها‪ ،‬الصدر في الجريدة الرسمية رقم ‪ 53‬المؤرخة في ‪13‬‬
‫سبتمبر ‪ ،2009‬أدوات السياسة النقدية التي يجب توافرها لدى بنك الجزائر بداية كل سنة مالية‪،‬‬
‫لبلوغ أهداف السياسة النقدية المسطرة من قبل مجلس النقد والفرض‪ ،‬وهي على التوالي‪:‬‬
‫عمليات إعادة الخصم والقرض‪.‬‬ ‫✓‬

‫الحد األدنى لالحتياطات اإلجبارية لدى بنك الجزائر‪ :‬استحدث هذا االحتياطي بموجب‬ ‫✓‬

‫المادة ‪ 93‬من القانون ‪ 10-90‬الملغى‪ ،‬وغفل عنه المشرع في األمر ‪ ،11-03‬وبعد‬


‫صدور النظام ‪ 02-04‬فإن نسبة االحتياطي االلزامي تتراوح بين صفر و ‪ 15‬بالمائة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫عمليات السوق المفتوحة‪ ،‬وهي قيام البنك المركزي بشراء األوراق المالية والتجارية في‬ ‫✓‬

‫السوق المالية‪ ،‬بهدف التأثير على حجم النقود المتداولة‪.‬‬


‫التسهيالت الدائنة‪ ،‬وهي تتم بمبادرة من البنوك بأليات تضمن تمويلها بالسيولة الكافية‬ ‫✓‬

‫عن طريق ما يصطلح عليه بتسهيالت القرض الهامشي‪ ،‬أو سحب الفائض منها من‬
‫السيولة لتوظيفها لدى بنك الجزائر للحصول على فوائد منها‪ ،‬وذلك عن طريق ما‬
‫المغلة للفائدة‪.‬‬
‫يصطلح علية بتسهيالت الودائع ُ‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان جل هذه األدوات هي نفسها المعتمدة من قبل البنوك المركزية‬
‫العالمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬وظيفة اإلصدار النقدي‪.‬‬
‫تعد وظيفة اإلصدار النقدي حك ار على البنوك المركزية‪ ،‬لذا يطلق عليها بنوك‬
‫اإلصدار‪ ،‬وتلجأ الدول عادة إلى اإلصدار النقدي لخلق التوازن بين حجم الكتلة النقدية‬
‫والمعروض من السلع والخدمات‪ ،‬وكذلك لتغطية العجز في الميزانية العامة‪.‬‬
‫يتم اإلصدار النقدي بناء على عناصر تغطية‪ ،‬فإذا تم اإلصدار بأكثر من قيمة هذه‬
‫العناصر يؤدي ذلك إلى ما يعرف بالتضخم‪ ،‬فإذا كان الذهب يعد الغطاء الرئيسي لإلصدار‬
‫النقدي في السابق‪ ،‬فإنه في ظل التغيرات االقتصادية صار اإلصدار يخضع لعناصر متعددة‪.‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 38‬من األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض على أنه‪'' :‬يصدر بنك‬
‫الجزائر العملة النقدية‪ ،‬ضمن شروط التغطية المحددة عن طريق التنظيم المتخذ ووفقا للفقرة "أ"‬
‫من المادة ‪ 62‬أدنا‪ .‬تتضمن تغطية النقد العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬السبائك الذهبية والنقود الذهبية؛‬
‫‪ -‬العمالت األجنبية؛‬
‫‪ -‬سندات الخزينة؛‬
‫‪ -‬سندات مقبولة تحت نظام إعادة الخصم أو الضمان أو الرهن''‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫تتولى المديرية العامة لدار النقود ''‪ ،"Direction de l’exploitation bancaire‬عن طريق‬
‫مديرياتها الخمس‪ ،‬وبالضبط مديرية إنتاج العملة النقدية '' ‪Direction de la production‬‬

‫‪ ،"fiduciaire‬عمليات إصدار النقود الورقية والقطع النقدية المعدنية‪.‬‬


‫نشير على انه بعد االستقالل مباشرة اتخذت الجزائر جملة من اإلجراءات ذات الطابع‬
‫السيادي في مجاالت عدة بما فيها المجال المصرفي‪ ،‬فإلى جانب تأسيس البنك المركزي بموجب‬
‫القانون ‪ ،144-62‬قامت بإصدار أول عملة وطنية هي الدينار الجزائري‪ ،‬على أساس غطاء‬
‫ذهبي ‪18‬غ من الذهب النقي لكل ‪ 100‬دينار‪ ،‬بنفس غطاء الفرنك الفرنسي الجديد لسنة‬
‫‪.1958‬‬
‫وتجدر اإلشارة كذلك أن األمر ‪ 11-03‬لم يتناول مسألة تحديد قيمة العملة الوطنية‪ ،‬على‬
‫غرار القانون ‪ 10-90‬الملغى الذي جاء في المادة الثانية منه على أنه‪'' :‬يحدد القانون قيمة‬
‫الدينار مع احترام االتفاقيات الدولية''‪ُ ،‬يفسر هذا على أن تحديد قيمة الدينار هو من اختصاص‬
‫السلطة التشريعية‪ ،‬هذه األخيرة لم يتم إشراكها عندما قام مجلس النقد والقرض بخفض قيمة‬
‫الدينار بتاريخ ‪ 19‬سبتمبر ‪ ،1991‬دون مراعاة ألحكام المادة الثانية من القانون ‪ ،10-90‬حيث‬
‫صار واحد دوالر يساوي ‪ 22‬دينار جزائري‪ ،‬وتم ذلك على أساس االتفاق المبرم مع صندوق‬
‫النقد الدولي‪ ،‬ليقوم مجلس النقد والقرض من جديد بتاريخ ‪ 10‬أفريل ‪ 1994‬ودون سابق إعالن‬
‫وقبل إبرام االتفاق الجديد مع صندوق النقد الدولي‪ ،‬بتخفيض سعر صرف الدينار مقابل الدوالر‬
‫األمريكي وبنسبة ‪ ،%40.17‬حيث صار واحد دوالر يساوي ‪ 36‬دينار جزائري‪.‬‬
‫جــ‪ -‬تسيير احتياطي الذهب والعمالت األجنبية وادارة احتياطي الصرف‪.‬‬
‫كانت عملية توزيع الذهب من اختصاص البنك المركزي الجزائري‪ ،‬وبعد إنشاء الوكالة‬
‫الوطنية لتوزيع الذهب والمعادن الثمينة األخرى‪ ،‬تولت هذه األخيرة مهام البنك المركزي في‬

‫‪13‬‬
‫مجال عمليات توزيع الذهب‪ ،‬التي تخضع في تسييرها لمراقبة مصلحة المفتشية العامة التابعة‬
‫للبنك المركزي الجزائري‪.‬‬
‫ونص القانون األساسي للوكالة على انه‪ '' :‬تنقل االختصاصات الممارسة سابقا من طرف‬
‫البنك المركزي الجزائري فيما يتعلق بتوزيع الذهب بين الصياغين التقليديين‪ ،‬إلى الوكالة‬
‫الوطنية لتوزيع وتحويل الذهب والمعادن الثمينة األخرى '' المعروفة تحت المسمى المختصر‬
‫باللغة الفرنسية ''‪ ''AGENOR‬التي تأسست بموجب االمر ‪ 06-70‬المتضمن استحداث هذه‬
‫الوكالة وقانونها األساسي‪ ،‬المؤرخ في ‪ 16‬جانفي ‪ ،1970‬والصدر في الجريدة الرسمية عدد رقم‬
‫‪ 08‬المؤرخة في ‪ 23‬جانفي ‪.1970‬‬
‫سنويا تقوم ‪ AGENOR‬بتحديد سعر بيع الذهب الذي يتم على أساس سعر الشراء من‬
‫البورصة العالمية‪ ،‬وبموجبه يتم احتساب مقدار نصاب زكاة النقود والعروض التجارية‪ ،‬على‬
‫أساس قاعدة عشرين (‪ )20‬مثقال (دينا ار) ذهبي‪ ،‬مع العلم ان المثقال الذهبي الواحد يساوي‬
‫‪ 4.25‬غرام ‪ Gramme‬من الذهب‪ ،‬والتي تساوي في مجموعها خمسة وثمانون غرام من الذهب‬
‫(‪85‬غ)‪ ،‬كما يلي ( ‪ 20‬مثقال ‪ 4.25 x‬غ = ‪ 85‬غ)‪.‬‬
‫نشير إلى انه في عام ‪ 2021‬حددت الوكالة سعر الذهب يساوي ‪ 8600‬دينار جزائري‬
‫للغرام الواحد لذلك قدر نصاب الزكاة بمبلغ يساوي ‪ 731000.00‬دج‪ ،‬وفي العام الموالي أي في‬
‫‪ 2022‬حددت الوكالة سعر الذهب ب ـ ‪ 8300‬دينار جزائري للغرام الواحد‪ ،‬لذلك قدر نصاب‬
‫مقدار الزكاة بمبلغ ‪ 705500.00‬دج‪ ،‬وذلك عن طريق حاصل ضرب سعر غرام الذهب في‬
‫‪ 85‬غرام‪ ،‬أي ان (سعر غرام الذهب ‪ 85 x‬غ = مقدار نصاب الزكاة بالدينار الجزائري)‪.‬‬
‫جاء في المادة ‪ 39‬من األمر ‪ 11-03‬على أن‪ '' :‬االحتياطي من الذهب الذي يتوفر عليه‬
‫بنك الجزائر ملك للدولة‪ .‬ويمكن بنك الجزائر أن يقوم بكل العمليات على الذهب‪.'' ...‬‬

‫‪14‬‬
‫وبخصوص تسيير العملة األجنبية‪ ،‬نصت المادة ‪ 40‬من نفس األمر على أنه‪ '' :‬يجوز‬
‫لبنك الجزائر أن يشتري ويبيع أو يخصم أو يعيد الخصم أو يضع أو يأخذ تحت نظام األمانة‬
‫ويرهن ويسترهن أو يودع أو يأخذ كوديعة كل سندات الدفع المحررة بالعمالت األجنبية وكذا كل‬
‫األرصدة بالعمالت األجنبية‪ .‬ويدير احتياطات الصرف ويوظفها‪ .‬كما يجوز لبنك الجزائر‪ ،‬في‬
‫هذا اإلطار االقتراض واالكتتاب بسندات مالية محررة بعمالت أجنبية‪ ،'' ...‬وجاء في الفقرة ‪02‬‬
‫من المادة ‪ 51‬من األمر ‪ 11-03‬على أن بنك الجزائر ال يمكنه أن يتعامل مع البنوك العاملة‬
‫في الخارج‪ ،‬إال في عمليات بالعمالت األجنبية‪.‬‬
‫بالرجوع إلى الفقرة "م" من المادة ‪ 62‬من األمر ‪ 11-03‬نجد أن المشرع خول صالحية‬
‫تسيير احتياطات الصرف إلى بنك الجزائر‪ ،‬عن طريق الوسطاء المعتمدين وفق لشروط الفقرة‬
‫"و" من المادة ‪ 62‬األنفة الذكر‪.‬‬
‫د‪ -‬اإلشراف على نظام المقاصة المصرفية‪.‬‬
‫عبر نظام المقاصة المصرفية يمكن للبنوك وكذا خزينة الدولة والمصالح المالية لبريد‬
‫الجزائر من تسوية األرصدة والمبالغ المستحقة فيما بينها‪.‬‬
‫تاريخيا تم إنشاء أول غرفة مقاصة في لندن من طرف "‪ "Frisk Bank‬عام ‪1773‬م‪ ،‬وفي‬
‫الواليات المتحدة األمريكية بدأ العمل بنظام المقاصة في نيويورك عام ‪1853‬م ثم عمم على‬
‫‪.‬‬
‫باقي الواليات‬
‫وتبنى المشرع الجزائري نظام المقاصة بموجب القانون ‪ 10-90‬الملغى‪ ،‬حيث جاء في‬
‫المواد ‪ 89‬و ‪ 90‬منه على أنه‪ :‬يقرر البنك المركزي إنشاء وتنظيم واقفال غرفة لمقاصة وجميع‬
‫وسائل اإليفاء الكتابية واإللكترونية ويقوم بتسييرها‪ ،‬وتتحمل كل من البنوك والمؤسسات المالية‬
‫نفقات غرف المقاصة المنشأة على مستوى الفروع المحلية لبنك الجزائر‪ ،‬غير أنه تأخر إنشاء‬
‫هذه الغرف لغاية سنة ‪ 1998‬بعد صدور النظام ‪ 03-97‬المتعلق بغرف المقاصة‪ ،‬حيث جاء‬

‫‪15‬‬
‫في المادة ‪ 02‬منه على أنه وفقا لنص المادة ‪ 98‬من القانون ‪ 10-90‬األنف ذكره‪ ،‬يكون إنشاء‬
‫وتنظيم وتمويل وتوفير الدعم المادي والبشري لغرفة المقاصة وغلقها من الصالحيات الخاصة‬
‫لبنك الجزائر‪.‬‬
‫ونص األمر ‪ 11-03‬في مادته ‪ 56‬على أنه‪ '' :‬ينظم بنك الجزائر غرفة المقاصة ويشرف‬
‫عليها‪ ،‬ويسهر على حسن سير نظم الدفع وأمنها وفقا لنظام مجلس النقد والقرض ''‪ ،‬إال انه بعد‬
‫صدور األمر ‪ 04-10‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 11-03‬لم يرد فيه تعبير غرف المقاصة‪ ،‬واكتفى‬
‫في المادة ‪ 56‬منه بذكر أن بنك الجزائر يحرص على السير الحسن لنظم الدفع وفعاليتها‬
‫وسالمتها‪ ،‬كإشارة لكل أنظمة الدفع بما فيها نظام المقاصة بين البنوك‪.‬‬
‫وقبل صدور األمر ‪ 04-10‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬صدر‬
‫النظام ‪ 06-05‬المتعلق بمقاصة الصكوك وأدوات الدفع الخاصة بالجمهور العريض‪ ،‬المؤرخ في‬
‫‪ 15‬ديسمبر ‪ 2005‬والصادر في الجريدة الرسمية عدد رقم ‪ 26‬المؤرخة في ‪ 23‬أفريل ‪،2006‬‬
‫الذي بموجبه تم إنشاء نظام المقاصة اإللكترونية فيما بين البنوك‪ ،‬والذي يدعى نظام الجزائر‬
‫للمقاصة المسافية ما بين البنوك‪ :‬أتكي )‪ (A.T.C.I‬وهي اختصار لعبارة‪:‬‬
‫‪ ،Algérie-Télé-Compensation Interbancaire‬وهو نظام ما بين البنوك للمقاصة‬
‫اإللكترونية للصكوك والسندات والتحويالت واالقتطاعات األتوماتيكية السحب باستعمال البطاقة‬
‫المصرفية‪ ،‬وال يقبل هذا النظام إال التحويالت التي تقل قيمتها االسمية عن مليون(‪ )01‬دينار‬
‫جزائري‪ ،‬ويعرف على أنه نظام جزائري آلي وغير مادي ألوامر الدفع المسددة عن طريق‬
‫المقاصة‪ ،‬للتسديدات الخاصة بالجمهور العريض‪ ،‬وتم تفويض مهمة تسيير نظام "أتكي" لـــ‪:‬‬
‫مركز المقاصة المسبقة المصرفية (م‪.‬م‪.‬م‪.‬م) )‪Centre de Précompensation '' (C.P.I‬‬

‫‪ ،"Interbancaire‬يعد مركز المقاصة المسبقة شركة ذات أسهم ‪ S.P.A‬وهو فرع تابع لبنك‬

‫‪16‬‬
‫الجزائر‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن نظام المقاصة اإللكترونية المسمى "أتكي" دخل حيز الخدمة في‬
‫ماي ‪.2006‬‬
‫إضافة إلى نظام أتكي لدينا نظام آخر يصطلح عليه ويختصر ب ''أرت ــس'' وهي اختصار‬
‫لعبارة‪ Algérie Real Time Settlement :‬وتعني نظام الجزائر للتسوية اإلجمالية الفورية‬
‫للمبالغ الكبيرة والدفع المستعجل‪ ،‬الذي بدأ العمل به ابتداء من فيفري ‪ ،2006‬بموجبه تقوم‬
‫البنوك بالتسوية اإللكترونية للمبالغ المستحقة بينها والتي تساوي أو تفوق ‪ 01‬مليون دينار‬
‫جزائري‪ ،‬أو تقل عن ذلك في حالة الدفع المستعجل‪ ،‬ووضع هذا النظام تحت مراقبة واشراف بنك‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫تعد كل معلومة صادرة عن نظام "أتكي" سرية وال يمكن إفشاؤها لطرف ثالث‪ ،‬ماعدا‬
‫السلطات القضائية‪ ،‬والمفتشية العامة لبنك الجزائر‪ ،‬لذا أوجب المشرع على المشاركون في‬
‫النظام بالسر المهني‪.‬‬
‫وبخصوص طريقة عمل نظام المقاصة "أتكي"‪ ،‬يقوم المشاركون بإرسال حواالت القيم‬
‫مقومة بالدينار إلى نظام "أتكي"‪ ،‬في شكل رسائل إلكترونية‪ ،‬كما توجه الصور المختومة‬
‫للصكوك والسفتجات والسندات ألمر المرسلة إلى النظام الذي يعلم باستالم الحوالة‪ ،‬إلى‬
‫المشاركين المرسلة إليهم‪ ،‬ليتم تسويتها كما يلي‪:‬‬
‫• بالنسبة للتحويالت وللبطاقة المصرفية‪ ،‬يكون يوم التقديم‪.‬‬
‫• بالنسبة للسفتجات والسندات ألمر يكون في اليوم الذي يلي يوم التقديم‪.‬‬
‫• بالنسبة للصكوك يكون يومان بعد يوم التقديم‪.‬‬
‫بعد ذلك يقوم نظام "أتكي" بإجراء حساب المقاصة الثنائية والمتعددة األطراف لمجموع القيم‬
‫التي تمت معالجتها‪ ،‬ويرسل للمشاركين معلومات حول أرصدتهم‪ ،‬ليعلن بعد ذلك مركز المقاصة‬

‫‪17‬‬
‫المسبقة المصرفية ‪ CPI‬عن نهاية يوم التبادل‪ ،‬ليقوم بعدها بإرسال أرصدة المقاصة المتعددة‬
‫األطراف قصد اقتطاعها عن نظام "أرتس"‪.‬‬
‫وفي إطار التنسيق بين نظام "أتكي" ونظام "أرتس"‪ ،‬فإنه يتم التوقيف اآللي لكل مشارك‬
‫في نظام "أتكي" تم توقيفه عن نظام "أرتس"‪ ،‬غير أنه يمكن توقيف المشارك من نظام "أتكي"‬
‫ويبقى مشترك في نفس الوقت في نظام "أرتس" في حالة عدم تقيده بمرشد المستعمل وباتفاقية‬
‫ويعلم مركز ‪ CPI‬كل المشاركين في نظام "أتكي" بإبطال أو توقيف أو استبعاد أي‬
‫نظام "أتكي"‪ُ ،‬‬
‫مشارك‪.‬‬
‫هـــ‪ -‬إعداد ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫يعرف ميزان المدفوعات على أنه تقدير مالي لجميع المعامالت االقتصادية المالية‬
‫والتجارية التي تنجز بين مقيمي البلد ونظرائهم بالعالم الخارجي‪ ،‬خالل فترة زمنية غالبا ما تكون‬
‫سنة‪ ،‬وهو يعكس حجم ونوع المبادالت الخارجية ويظهر القوة المحددة لسعر الصرف‪.‬‬
‫ويشتمل ميزان المدفوعات على مجموعة حسابات أهمها الحساب الجاري الذي يتألف من‬
‫الميزان التجاري الذي يتعلق بتجارة السلع من صادرات و واردات‪ ،‬وميزان الخدمات الذي تسجل‬
‫فيه خدمات النقل والتأمين والسياحة‪ ،‬ثم حساب التحويالت من طرف واحد الذي تسجل فيه‬
‫العمليات غير التبادلية والتي تكون من جانب واحد‪ ،‬كالهبات والمنح والهدايا والمساعدات‪ ،‬ثم‬
‫لدينا حساب رأس المال الذي تسجل فيه حركات رؤوس األموال الطويلة والقصيرة األجل‪ ،‬ثم‬
‫نجد حساب حركة الذهب والنقد األجنبي‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى قانون النقد والقرض فإن إعداد ميزان المدفوعات هو من اختصاص بنك‬
‫الجزائر‪ ،‬عن طريق مديرية ميزان المدفوعات المنضوية تحت المديرية العامة للصرف‪ ،‬حيث‬
‫نصت المادة ‪ 36‬مكرر من األمر ‪ 11-03‬على ما يلي‪ُ " :‬ي ِعد بنك الجزائر ميزان المدفوعات‬
‫ويعرض الوضعية المالية الخارجية للجزائر‪ .‬يمكنه أن يطلب من البنوك والمؤسسات المالية‬

‫‪18‬‬
‫وكذلك اإلدارات المالية وكل شخص معني‪ ،‬تزويده بالمعلومات التي يراها مفيدة"‪ ،‬كما يمكنه أن‬
‫يقترح على الحكومة كل تدبير من شأنه أن يحسن ميزان المدفوعات وحركة األسعار‪ ،‬هذه‬
‫األخيرة لها تأثير مباشر على ميزان المدفوعات‪ ،‬فانخفاض األسعار يؤدي إلى زيادة الطلب على‬
‫المنتجات الوطنية‪ ،‬وبالتالي زيادة في حجم الصادرات وانخفاض في الواردات‪ ،‬مما ينتج فائض‬
‫في ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫‪ -05‬إدارة وتســــيير البنك المركزي الجزائري ‪-‬بنك الجــــزائر‪.-‬‬


‫من خالل إدارة وتسيير بنك الجزائر‪ ،‬سنتناول كل من مجلس إدارة بنك الجزائر من خالل‬
‫أليات سير أعماله ثم السلطات الموكلة إليه‪ ،‬ثم منصب محافظ البنك ودوره في التسيير وكذا‬
‫الصالحيات المخولة له بموجب القانون‪.‬‬
‫أ‪ -‬مجــلـس إدارة بنــك الجــــــــزائــر‪.‬‬
‫يعد مجلس إدارة بنك الجزائر أكبر هيئة إدارية في بنك الجزائر تتولى الشؤون العامة للبنك‪،‬‬
‫بتشكيلة تتالءم مع طبيعة المهام والوظائف الموكلة له‪.‬‬
‫أ‪ -01-‬تشكيلة مجلس إدارة بنك الجزائر‪.‬‬
‫بالرجوع إلى أحكام المواد ‪ 18‬و ‪ 19‬من األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬نالحظ أن‬
‫المشرع حافظ على نفس تشكيلة مجلس إدارة بنك الجزائر التي اعتمدت في األمر ‪01-01‬‬
‫المعدل والمتمم للقانون ‪ 10-90‬السالف الذكر‪ ،‬كما نص المشرع على تعيين مستخلفين محل‬
‫الموظفين الثالثة في حالة غيابهم أو شغور مناصبهم‪.‬‬
‫أ‪ -02-‬سير أعمال مجلس إدارة بنك الجزائر‪.‬‬
‫لم يتناول المشرع من خالل األمر ‪ 11-03‬مسألة سير أعمال مجلس إدارة بنك الجزائر‪ ،‬ما‬
‫عدا اإلشارة إلى بعض التفاصيل المتعلقة بذلك‪ ،‬وهوما سنتناوله فيما يأتي‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أ‪ -03-‬استدعاء مجلس إدارة بنك الجزائر لالجتماع‪.‬‬
‫يجتمع مجلس إدارة بنك الجزائر بناء على استدعاء من محافظ بنك الجزائر بصفته رئيس‬
‫المجلس‪ ،‬كما يمكن لثالثة أعضاء المجلس طلب ذلك كلما دعت الضرورة لذلك‪ ،‬التي تخضع‬
‫في تقديرها لسلطة جهة تقديم طلب االجتماع‪ ،‬دون اإلشارة إلى عدد الدورات العادية للمجلس‪،‬‬
‫حيث جاء في الفقرة الثانية من المادة ‪ 22‬من األمر ‪ 11-03‬على أنه‪" :‬يجتمع مجلس اإلدارة‬
‫بناء على استدعاء من رئيسه كل ما دعت الضرورة لذلك‪ ،‬كما يجتمع كل ما طلب ثالثة‬
‫أعضاء ذلك"‪.‬‬
‫أ‪ -04-‬شروط صحة اجتماعات مجلس إدارة بنك الجزائر‪.‬‬
‫حسب نص المادة ‪ 23‬من األمر ‪ 11-03‬فإن سير جلسات مجلس إدارة بنك الج ازئر‬
‫تخضع ألحكام النظام الداخلي للمجلس‪ ،‬ولصحة اجتماعات هذا المجلس يشترط حضور أربعة‬
‫(‪ )04‬أعضاء كحد أدنى‪ ،‬وبتخلفهم ال تكون اجتماعات المجلس قانونية‪ ،‬كما ال يمكن ألي‬
‫عضو أن ينتدب عضوا آخر ليمثله في اجتماعات المجلس‪.‬‬
‫أ‪ -05-‬شروط تداول مجلس إدارة بنك الجزائر‪.‬‬
‫تتخذ الق اررات على مستوى مجلس إدارة بنك الجزائر باألغلبية البسيطة لعدد األعضاء‬
‫الحاضرين‪ ،‬وفي حالة تساوي عدد األصوات يرجح صوت الرئيس‪ ،‬وهذا تماشيا وأحكام الفقرة‬
‫األخيرة من المادة ‪ 24‬من األمر ‪ 11-03‬التي جاء فيها على انه‪ '' :‬تتخذ الق اررات باألغلبية‬
‫البسيطة ألصوات األعضاء الحاضرين‪ ،‬وفي حالة تساوي عدد األصوات يكون صوت الرئيس‬
‫مرجحا ''‪.‬‬
‫أ‪ -06-‬سلطات مجلس إدارة بنك الجزائر‪.‬‬
‫وفقا ألحكام المادة ‪ 19‬من األمر ‪ ،11-03‬أوكل المشرع لمجلس اإلدارة سلطة إدارة‬
‫وتسيير شؤون بنك الجزائر في الميادين اآلتية‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫* يتداول بشأن التنظيم العام لبنك الجزائر‪ ،‬وكذا فتح الوكاالت والفروع أو إلغائها‪،‬‬
‫* يضبط اللوائح المطبقة في بنك الجزائر‪،‬‬
‫* يوافق على القانون األساسي للمستخدمين ونظام رواتب أعوان بنك الجزائر‪،‬‬
‫* يتداول بمبادرة من المحافظ بشأن جميع االتفاقيات‪،‬‬
‫* يفصل في شراء العقارات والتصرف فيها‪،‬‬
‫* يبت في الدعاوى القضائية التي ترفع باسم بنك الجزائر ويرخص بإجراء المصالحات‬
‫والمعامالت‪،‬‬
‫‪ -‬يحدد ميزانية بنك الجزائر‪،‬‬
‫‪ -‬يحدد الشروط والشكل اللذين يعد بنك الجزائر بموجبها حساباته ويضبطها‪،‬‬
‫‪ -‬يضبط توزيع األرباح ويوافق على مشروع التقرير الذي يرفعه المحافظ باسمه إلى رئيس‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫‪ -‬يضطلع بجميع الشؤون التي تخص تسيير بنك الجزائر‪.‬‬
‫ب‪ -‬محافظ بنك الجزائر‪.‬‬
‫يعد منصب المحافظ أعلى رتبة إدارية في بنك الجزائر‪ ،‬فهو يدير بنك الجزائر من موقعه‬
‫كرئيس مجلس إدارة بنك الجزائر‪ ،‬ويقوم بإصدار ق اررات تخص المجاالت المالية والمصرفية‬
‫كونه يرأس مجلس النقد والقرض‪ ،‬كما يقوم بإصدار ق اررات تتعلق بالعمل الرقابي الذي تتواله‬
‫اللجنة المصرفية‪ ،‬وذلك من موقعه كرئيس لهذه اللجنة التي تتصرف كسلطة رقابة مستقلة في‬
‫المجال المالي والمصرفي‪ ،‬فالمحافظ بذلك يتبوأ مركز قانوني ذو طبيعة خاصة‪.‬‬
‫ونظ ار ألهمية وطبيعة مركز محافظ بنك الجزائر‪ ،‬فإن دستور سنة ‪ 1996‬منح مرك از‬
‫دستوريا لمحافظ بنك الجزائر‪ ،‬حيث يقوم رئيس الجمهورية بالتعيين في الوظائف العليا للدولة‬
‫التي من بينها منصب محافظ البنك المركزي‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ب‪ -01-‬خضوع وظيفة المحافظ ونواب المحافظ لحاالت التنافي‪.‬‬
‫وفقا للمواد ‪ 14‬و ‪ 15‬من األمر ‪ ،11-03‬فإنه تتنافى وظيفة المحافظ ونوابه مع كل عهدة‬
‫انتخابية وكل وظيفة حكومية وكل وظيفة عمومية‪ ،‬كما ال يمكنهم أن يمارسوا أي نشاط أو مهنة‬
‫أو وظيفة أثناء عهدتهم‪ ،‬ما عدا تمثيل الدولة لدى المؤسسات العمومية الدولية ذات الطابع‬
‫النقدي أو المالي أو االقتصادي‪ ،‬وتمتد حاالت التنافي لتشمل المنع من االقتراض من أي‬
‫مؤسسة جزائرية كنت أو أجنبية‪ ،‬وال يمكن أن يقبل أي تعهد عليه توقيع أحدهم في محفظة بنك‬
‫الجزائر وال في محفظة أية مؤسسة عاملة في الجزائر‪.‬‬
‫كما ُيمنع على المحافظ ونوابه أن تكون لهم خالل فترة نشاطهم بأنفسهم أو بواسطة‬
‫أشخاص آخرين داخل البالد أو خارجها‪ ،‬مصالح لدى الهيئات التي يتولون مراقبتها أو اإلشراف‬
‫عليها أو التي أبرموا صفقة معها‪ ،‬وال يمكنهم عند نهاية مهمتهم ألي سبب كان ولمدة سنتين‬
‫(‪ )02‬أن يمارسوا نشاطا استشاريا أو نشاطا مهنيا أيا كان طبيعته‪ ،‬أو تكون لهم مصالح مباشرة‬
‫وغير مباشرة لدى الهيئات والمؤسسات التي سبق لهم أن تولوا مراقبتها أو اإلشراف عليها‪.‬‬
‫ب‪ -02-‬صالحيات المحافظ بصفته رئيس مجلس إدارة بنك الجزائر‪.‬‬
‫يعتبر المحافظ أعلى هيئة قانونية في بنك الجزائر‪ ،‬فهو يقوم في حدود الصالحيات‬
‫المخولة له قانونا بكل من شأنه أن يعمل على السير الحسن لمصالح بنك الجزائر‪ ،‬وبصفة‬
‫عامة يمكن اختصار أهم صالحيات محافظ بنك الجزائر حسب المواد ‪ 16‬و ‪ 17‬و ‪ 22‬من‬
‫األمر ‪ 11-03‬فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬يتولى إدارة شؤون بنك الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬يتخذ جميع تدابير التنفيذ ويقوم بجميع األعمال في إطار القانون‪.‬‬
‫‪ -‬يوقع باسم بنك الجزائر جميع االتفاقيات والمحاضر المتعلقة بالسنوات المالية والحصائل‬
‫وحسابات النتائج‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬يمثل بنك الجزائر لدى السلطات العمومية في الجزائر ولدى البنوك المركزية األجنبية ولدى‬
‫الهيئات المالية الدولية ولدى الغير بشكل عام‪.‬‬

‫‪ -‬تُرفع الدعاوى القضائية ُ‬


‫ويدافع عنها بناء على متابعته وتعجيله‪ ،‬ويتخذ جميع التدابير‬
‫التحفظية التي يراها ضرورية‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم بكل شراء لألمالك العقارية المرخص بها قانونا والتصرف فيها‪.‬‬
‫‪ -‬ينظم مصالح بنك الجزائر ويحدد مهامها‪.‬‬
‫‪ -‬يوظف أعوان بنك الجزائر وفقا للشروط المنصوص عليها في القانون األساسي للمستخدمين‬
‫ويعينهم في مناصبهم ويرقيهم ويعزلهم ويفصلهم‪.‬‬
‫‪ -‬يعين ممثلي بنك الجزائر في مجالس المؤسسات األخرى‪ ،‬عندما يكون مثل هذا التمثيل‬
‫مقر ار‪.‬‬
‫‪ -‬يحدد صالحيات كل نائب من نوابه ويحدد سلطاتهم‪.‬‬
‫‪ -‬يمكنه أن يفوض إمضاءه ألعوان بنك الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬يمكنه لحاجات الخدمات أن يختار من بين إطارات بنك الجزائر وكالء خاصين‪.‬‬
‫‪ -‬يستدعي مجلس اإلدارة ويرأسه ويحدد جدول أعمال دوراته‪ ،‬وفي حالة غيابه يرأس الجلسة‬
‫النائب الذي يتولى نيابته‪.‬‬
‫وفي إطار اإلشراف البنكي والعالقة مع سلطة التعيين ممثلة في السلطة التنفيذية‪ ،‬فإنه‬
‫وفقا لمادة ‪ 29‬من نفس األمر فإن مهام محافظ بنك الجزائر تتمثل فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬يرفع المحافظ إلى رئيس الجمهورية خالل الثالثة أشهر التي تلي اختتام كل سنة مالية‬
‫الحصيلة والنتائج مع تقرير يتضمن عرض حال عن عمليات بنك الجزائر ونشاطاته‪ ،‬ال سيما‬
‫التي تتعلق باإلشراف البنكي الجاري أثناء السنة المالية‪ ،‬ووضعية البنوك والمؤسسات المالية‬

‫‪23‬‬
‫وِ‬
‫العبر المستخلصة من نشاطات مركزية المخاطر‪ ،‬التي تنشر في الجريدة الرسمية بعد شهر من‬
‫التسليم‪.‬‬
‫‪ -‬يرسل المحافظ دوريا إلى رئيس الجمهورية‪ ،‬تقري ار حول اإلشراف المصرفي‪ ،‬مع تبليغه إلى‬
‫رئيس مجلس النقد والقرض والى اللجنة المصرفية‪.‬‬
‫ونص المشرع على أن لمحافظ بنك الجزائر مهام تجعله في عالقة مشتركة مع رئيس‬
‫الجمهورية ورئيس الحكومة ومجلس النقد والقرض‪ ،‬بموجبها يسلم لهذه الهيئات الوثائق‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬تقرير حول تسيير احتياطات الصرف‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير حول تسيير المديونية الخارجية يتضمن تحليال حول وضعــية وأفاق قــدرة االقــتصــاد‬
‫الوطني على الوفاء بالمديونية الخارجية‪.‬‬
‫‪ -06‬آليــــات مــــراقــبة بنــــــك الجـــــزائــر‪.‬‬
‫ال يخضع بنك الجزائر آلليات الرقابة المالية التي تخضع لها المؤسسات العمومية‪،‬‬
‫وبالمقابل فإن عملياته تخضع ألنظمة رقابية خاصة‪ ،‬ممثلة في رقابة المفتشية العامة للبنك‪،‬‬
‫ورقابة هيئة المراقبة‪.‬‬
‫أ‪ -‬بنك الجزائر والرقابة المالية‪.‬‬
‫أ‪ -01-‬عدم خضوع بنك الجزائر إلجراءات المحاسبة العمومية‪.‬‬
‫نصت الفقرة ‪ 03‬من المادة ‪ 09‬من األمر ‪ 11-03‬على أنه‪..." :‬ويتبع قواعد المحاسبة‬
‫التجارية‪ ،‬وال يخضع إلجراءات المحاسبة العمومية"‪ ،‬وتفسير ذلك أن بنك الجزائر ال يقوم بإعداد‬
‫موازنته بنفس الكيفية التي تعد بها موازنة المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬هذه األخيرة‬
‫ألزمها المشرع بإتباع قواعد المحاسبة العمومية‪ ،‬كآلية من آليات الرقابة التي تمارسها الدولة‬
‫لحماية نفقات وايرادات المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية‪.‬‬
‫أ‪ -02-‬عدم خضوع بنك الجزائر لرقابة مجلس المحاسبة‬
‫‪24‬‬
‫كذلك نصت الفقرة ‪ 03‬من المادة ‪ 09‬من األمر ‪ 11-03‬على أنه‪" :‬ويتبع قواعد المحاسبة‬
‫التجارية‪ ،‬وال يخضع إلجراءات المحاسبة العمومية‪ ،‬ومراقبة مجلس المحاسبة"‪ ،‬ومؤدى ذلك أن‬
‫بنك الجزائر ال يخضع لمراقبة مجلس المحاسبة‪ ،‬وأكد المشرع ذلك من خالل القانون المنظم‬
‫لعمل مجلس المحاسبة الذي نص صراحة على عدم خضوع بنك الجزائر لرقابة مجلس‬
‫المحاسبة‪ ،‬حيث جاء في المادة ‪ 03‬من األمر ‪ 02-10‬المتعلق بمجلس المحاسبة على أنه‪:‬‬
‫"بغض النضر على أحكام الفقرة األولى أعاله ال يخضع بنك الجزائر لرقابة مجلس المحاسبة"‪.‬‬
‫أ‪ -03-‬عدم خضوع بنك الجزائر لرقابة المفتشية العامة للمالية‪.‬‬
‫بالرجوع إلى أحكام قانون النقد والقرض‪ ،‬نجد أن المشرع نص صراحة على عدم خضوع‬
‫بنك الجزائر لقواعد المحاسبة العمومية‪ ،‬ولرقابة مجلس المحاسبة‪ ،‬إال أنه بالمقابل سكت عن‬
‫إمكانية خضوعه لرقابة المفتشية العامة للمالية‪ ،‬التي تقوم المفتشية العامة للمالية مع مجلس‬
‫المحاسبة بالرقابة البعدية على نفقات المؤسسات العمومية التي تمتلك الدولة كل أو جزء من‬
‫رأس مالها‪.‬‬
‫وجاء في الفقرة األولى من المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي ‪ 272-08‬المحدد لصالحيات‬
‫المفتشية العامة للمالية على أنه‪" :‬تمارس رقابة المفتشية العامة للمالية على التسيير المالي‬
‫والمحاسبي لمصالح الدولة والجماعات اإلقليمية وكذا الهيئات واألجهزة والمؤسسات الخاضعة‬
‫لقواعد المحاسبة العمومية‪ ،" ...‬فبمفهوم المخالفة لهذا النص فإن بنك الجزائر ال يخضع لرقابة‬
‫لمفتشية العامة للمالية‪ ،‬ألنه ال تطبق عليه قواعد المحاسبة العمومية‪.‬‬
‫ب‪ -‬خضوع بنك الجزائر لنظام رقابي خاص‪.‬‬
‫يتولى كل من المفتشية العامة للبنك وهيئة رقابة بنك الجزائر عمليات الرقابة والح ارسة‬
‫لمصالح وهياكل وعمليات بنك الجزائر‪.‬‬
‫ب‪ -01-‬رقابة المفتشية العامة للبنك‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫تمثل المديرية العامة للمفتشية العامة إحدى المديريات العامة لبك الجزائر‪ ،‬ووفقا للتنظيم‬
‫الهيكلي الجديد لبنك الجزائر‪ ،‬فإن المديرية العامة للمفتشية العامة تضم ست (‪ )06‬مديريات‬
‫وهي على التوالي‪:‬‬
‫‪ -‬مديرية المفتشية الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية المفتشية الداخلي‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية مراقبة المستندات‪.‬‬
‫‪ -‬المفتشية الجهوية للوسط‬
‫‪ -‬المفتشية الجهوية للشرق‪.‬‬
‫‪ -‬المفتشية الجهوية للغرب‪.‬‬
‫تتولى كل مديرية أو مفتشية من المديريات والمفتشيات السابقة الذكر‪ ،‬دو ار في منظومة‬
‫العمل الرقابي الذي تقوم به المفتشية العامة للبنك على النظام المصرفي‪ ،‬وبصفة عامة فإن‬
‫المهام الرقابية لمديرية المفتشية العامة تتنوع بين المهام الرقابية ذات الطابع اإلداري والطابع‬
‫التقني‪ ،‬وتمتد لتشمل العمليات المنجزة مع البنوك األجنبية وعمل نظام المقاصة البنكية وميزانية‬
‫البنك‪ ،‬واجماال يمكن تلخيصها في ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬التأكد من التنظيم الجيد لمختلف هياكل بنك الجزائر‪ ،‬ومدى االحترام لمعايير اإلدارة والتسيير‬
‫ومطابقة ذلك مع الق اررات التي يصدرها مجلس اإلدارة ممثال في شخص المحافظ‪.‬‬
‫‪ -‬فحص دوري لمختلف هياكل ومصالح بنك الجزائر‪ ،‬والتحقق من مدى سالمة العمليات‬
‫المنجزة بين مختلف الهياكل‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة وتأمين العمليات المنجزة لحساب المؤسسات والبنوك األجنبية‪ ،‬والمتعلقة بالمخزون من‬
‫العملة الوطنية وبالعملة األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة ومراجعة عمليات البنك والمتعلقة بميادين النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من العمليات المحاسبية المسجلة في الميزانية‪ ،‬ومدى مطابقتها للوثائق والمستندات‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬مراقبة ومراجعة عمل نظام المقاصة‪ ،‬وعمليات مديرية التمويل‪ ،‬وكل ما يتعلق بالسوق‬
‫النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬معالجة العمليات الدقيقة وذات الطبيعة الخاصة بالنسبة للبنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫ب‪ -02-‬هيئة م ارقبة بنك الجزائر‪.‬‬
‫أخضع المشرع بنك الجزائر إلى هيئة مراقبة‪ ،‬تتولى حراسة مصالحه ومراقبة عملياته‪ ،‬حيث‬
‫جاء في األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض على أنه‪" :‬تتولى حراسة بنك الجزائر هيئة مراقبة‬
‫تتألف من مراقبين (‪ )02‬يعينان بمرسوم من رئيس الجمهورية"‪ ،‬دون اإلشارة إلى مدة تولي‬
‫المراقبين لوظائفهما‪ ،‬كما نص على أنه تنهى مهامهما حسب األشكال نفسها‪.‬‬
‫وجاء في األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض على أن المراقبان يمارسان وظائفهما‬
‫بنظام الدوام الكامل‪ ،‬ويكونان في وضعية انتداب من إدارتهما األصلية‪ ،‬دون تحديد لطبيعة هذه‬
‫اإلدارة‪ ،‬ويشترط أن تكون للمراقبين معارف في مجال المالية والمحاسبة المتصلة بالبنوك‬
‫المركزية‪ ،‬كما أن المشرع من خالل األمر ‪ 11-03‬لم ينص على أن وظيفة المراقبين تصنف‬
‫ضمن الوظائف العليا للدولة‪ ،‬كما فعل في قانون النقد والقرض ‪ 10-90‬الذي جاء فيه أن‬
‫المراقبان يتم اختيارهما من بين الموظفين السامين في الدولة والمنتمين إلى السلك اإلداري لو ازرة‬
‫المالية‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن المرسوم التنفيذي ‪ 227-90‬المحدد قائمة الوظائف العليا في‬
‫الدولة‪ ،‬صنف وظيفة مراقبي البنك المركزي ضمن الوظائف العليا للدولة‪.‬‬
‫وبالنسبة للجانب التنظيمي لهيئة الرقابة فإن المشرع نص على أنه‪" :‬يحدد مجلس اإلدارة‬
‫تنظيم هيئة المراقبة والوسائل البشرية والمادية الموضوعة تحت تصرفها"‪.‬‬
‫ب‪ -01-02-‬صالحيات هيئة المراقبة‬
‫وفي إطار الصالحيات المخولة لهيئة مراقبة بنك الجزائر‪ ،‬فإنه بالرجوع إلى األمر ‪11-03‬‬
‫نجد أن مهام هيئة مراقبة بنك الجزائر تتمثل في تأمين حراسة عامة وحراسة خاصة لمصالح‬
‫وعمليات بنك الجزائر‪ ،‬وتقديم اقتراحات وتقارير إلى الجهات المعنية تتعلق بنتائج المراقبة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ب‪ -02-02-‬قيام هيئة مراقبة بنك الجزائر بحراسة ومراقبة شاملة مصالح وعمليات بنك‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫جاء في المادة ‪ 27‬من األمر ‪ 11-03‬على انه‪ '' :‬يقوم المراقبان بحراسة عامة تشمل‬
‫جميع مصالح بنك الجزائر‪ ،‬وجميع العمليات التي يقوم بها‪ ،‬ويمارسان حراسة خاصة على‬
‫مركزية المخاطر ومركزية المستحقات غير المدفوعة وكذا حراسة السوق النقدية وسيره‪ .‬يمكن أن‬
‫يجري المراقبان معا أو كل على حدة عمليات التدقيق والمراقبة التي يريانها مجدية ''‪.‬‬
‫يتضح من هذا النص أن مهام هيئة المراقبة هو الحراسة العامة لجميع مصالح وعمليات‬
‫بنك الجزائر‪ ،‬إال أن المشرع لم يحدد نوع هذه الحراسة والمصالح المعنية بها‪ ،‬فإذا كان المقصود‬
‫بها عملية الحراسة المادية‪ ،‬فإن دور هيئة الرقابة يكمن في التحقق من مدى تنفيذ هذه العملية‪،‬‬
‫ومدى نجاعة نظام حراسة المطبق على مصالح وهياكل بنك الجزائر‪.‬‬
‫كما يتضح كذلك أن هيئة المراقبة تمارس حراسة خاصة على مركزية المخاطر ومركزية‬
‫المستحقات أو المبالغ غير المدفوعة وكذا حراسة السوق النقدية‪ ،‬بحيث تشمل العمليات التي‬
‫تقوم بها هذه المركزيات وكذا عمليات السوق النقدي‪.‬‬
‫وفي إطار العمل الرقابي‪ ،‬فإن المراقبان يقومان بصفة منفردة أو معا بالتدقيق في عمليات‬
‫بنك الجزائر التي تتميز بالطابع المالي والمحاسبي‪ ،‬والمتمثلة أساسا في مراقبة حجم الكتلة‬
‫النقدية وتسيير احتياطي الصرف والعملة الصعبة وتسيير محفظة القروض وادارة المديونية‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫ب‪ -03-02-‬قيام هيئة مراقبة بنك الجزائر بتقديم االقتراحات ورفع التقارير‪.‬‬
‫إضافة إلى مهام الحراسة والمراقبة‪ ،‬يقوم مراقبي بنك الجزائر برفع تقرير سنوي حول‬
‫عمليات تدقيق حسابات نهاية السنة المالية لمجلس اإلدارة‪ ،‬حيث أتاح المشرع للمراقبين حضور‬

‫‪28‬‬
‫جلسات المجلس لعرض نتاج المراقبة التي أجرياها‪ ،‬ولكن حضورهم يكون بصوت استشاري ال‬
‫تداولي مع إبداء المالحظات وتقديم االقتراحات المالئمة للمجلس‪ ،‬وفي حالة تم رفضها يمكن‬
‫لهما تدوينها في سجل المداوالت مع تبليغ الوزير المكلف بالمالية بذلك‪.‬‬
‫كما يمكن لوزير المالية أن يطلب من أعضاء هي مراقبة بنك الجزائر في كل حين تقرير‬
‫حول مسائل تدخل ضمن اختصاصاتهما‪ ،‬وخالل األربعة (‪ )04‬أشهر التي تلي اختتام السنة‬
‫المالية يرفعان إليه تقرير حول نتائج عمليات الم ارقبة والتدقيق‪ ،‬الذي تبلغ نسخة منه إلى محافظ‬
‫بنك الجزائر‪.‬‬
‫مما تقدم نخلص إلى أن المشرع أوكل مسؤولية حراسة ورقابة مصالح وعمليات بنك‬
‫الجزائر‪ ،‬إلى هيئة رقابة تتشكل من مراقبين يجريان معا أو كل على حدة عمليات التدقيق‬
‫والمراقبة المتعلقة بنشاط بنك الجزائر‪ ،‬تخضع في تنظيمها إلى مجلس إدارة البنك‪ ،‬كما أن اآلراء‬
‫واالقتراحات المقدمة من أعضاء الهيئة غير ملزمة‪ ،‬وعليه كان أجدر بالمشرع منح هذه الهيئة‬
‫استقاللية عن طريق منحها سلطة إعداد نظامها الداخلي‪ ،‬حتى يتمكن أعضاؤها من القيام‬
‫بمهامهم بصفة مستقلة وجعل آراء الهيئة لها صفة اإللزامية خاصة وأن بنك الجزائر ال يخضع‬
‫لرقابة المفتشية العامة للمالية‪ ،‬كما ال يخضع لرقابة مجلس المحاسبة‪ ،‬ولكي ال تثار مسألة‬
‫مهمة ومهمة جدا وهي مسألة وجود الهيئة من عدمه‪ ،‬فالمراقبين حسب األمر ‪ 11-03‬يحضران‬
‫دورات المجلس بصوت استشاري فقط‪ ،‬وبالتالي ما يقومان به يجب أن يخرج عن دائرة‬
‫االستشارة‪.‬‬
‫ب‪ -04-02-‬مدى استقاللية هيئة رقابة بنك الجزائر من الناحيتين العضوية والوظيفية‪.‬‬
‫كما الحظنا فإن أعضاء هيئة مراقبة بنك الجزائر يخضعون في تعيينهم إلى سلطة رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬على أن يكون لديهم معارف في المالية ومجال المحاسبة المتعلقة بالبنوك المركزية‪،‬‬
‫دون تحديد طبيعة اإلدارة األصلية التي ينتمون إليها وال المدة التي يقضيها هذين المراقبين في‬
‫وضعية انتداب لدى الهيئة وال األسباب التي بموجبها تنهى مهامهما‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وعليه فرئيس الجمهورية يتمتع بسلطات واسعة في تعيين أعضاء هيئة الم ارقبة وتحديد‬
‫عهدتهم وكذا إنهاء مهامهم وتحديد إدارتهم األصلية التي ينتمون إليها والتي قد تكون من هيئات‬
‫الجهاز التنفيذي‪.‬‬
‫كما أن تنظيم هيئة المراقبة والموارد المادية والبشرية الموضوعة تحت تصرفها هو من‬
‫اختصاص مجلس إدارة البنك‪.‬‬
‫وبخصوص حضور أعضاء الهيئة لدورات المجلس يكون بصوت استشاري فقط‪ ،‬بحيث‬
‫يقومان بتقديم اقتراحات وتقارير عن عمليات التدقيق والمراقبة لكل من المجلس ووزير المالية‬
‫على التوالي‪ ،‬وبدوره (الوزير) يمكنه طلب تقارير في كل حين حول عمليات الرقابة التي تجريها‬
‫هيئة مراقبة بنك الجزائر‪ ،‬ولم يذكر المشرع طبيعة هذه التقارير‪ ،‬التي ترك فيها الحرية التامة‬
‫لوزير المالية‪.‬‬
‫كل هذا يجعل من هيئة مراقبة بنك الجزائر ال تتمتع باالستقاللية العضوية وال االستقاللية‬
‫الوظيفية‪.‬‬
‫ب‪ -05-02-‬مدى تمتع هيئة مراقبة بنك الجزائر بالشخصية المعنوية‪.‬‬
‫نص المشرع من خالل المادتين ‪ 26‬و ‪ 27‬من األمر ‪ 11-03‬على أن المالحظات‬
‫والتقارير التي يتم رفعها من قبل أعضاء هيئة مراقبة بنك الجزائر ال تحمل طابع اإللزام‪ ،‬وفي‬
‫حالة رفض المالحظات وتضمنت التقارير مخالفات و تجاوزات في عمليات بنك الجزائر‪ ،‬ال‬
‫يمكن للهيئة اللجوء إلى القضاء ضد مؤسسة بنك الجزائر وال يمكن لها التأسيس كطرف في‬
‫ذلك‪ ،‬إضافة إلى أن هيئة مراقبة بنك الجزائر ال يوجد نائب يعبر عن إرادتها وال تمتلك أهلية‬
‫التقاضي‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى النصين السالف ذكرهما‪ ،‬فإن مجلس اإلدارة هو الذي يحدد الوسائل المادية‬
‫والبشرية لهيئة مراقبة بنك الجزائر‪ ،‬أي أن الهيئة في تبعية مالية لمجلس اإلدارة كما أن مرتبات‬
‫المراقبين تحدد عن طريق التنظيم‪ ،‬وبالتالي ليس للهيئة إي دور في تحديد مرتبات أعضائها‬
‫لعدم امتالكها ذمة مالية مستقلة‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫مما تقدم نخلص أن هيئة المراقبة ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬ألنها ال تمتلك أهلية‬
‫التقاضي وال يوجد نائب يعبر عن إرادتها وليس لديها ذمة مالية مستقلة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن هيئة المراقبة ليس لها استقاللية عن بنك الجزائر وال عن السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬فهي تعتبر هيئة من الهيئات التابعة لبنك الجزائر‪ ،‬وتقوم بعملية المراقبة والحراسة‬
‫لعملياته ومصالحه‪ ،‬كما تعتبر آلية من اآلليات التي تستعملها السلطة التنفيذية لمراقبة نشاط‬
‫بنك الجزائر‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬مجلس النقد والقرض‪.‬‬


‫قبل صدور القانون ‪ 10-90‬المتعلق بالنقد والقرض ظلت السلطة النقدية من اختصاص‬
‫السلطة التنفيذية‪ ،‬حيث جاء هذا القانون وأسس لمفهوم جديد في العمل المصرفي والنقدي في‬
‫الجزائر‪ ،‬وتم بموجبه إنشاء سلطة نقدية مستقلة تماما ممثلة في "مجلس النقد والقرض"‪.‬‬
‫نصت الفقرة الثانية من المادة ‪ 19‬من القانون ‪ 10-90‬السالف الذكر على انه‪'' :‬يتصرف‬
‫مجلس النقد والقرض المسمى في ما يلي المجلس‪ ،‬كمجلس إدارة البنك المركزي وكسلطة إدارية‬
‫تصدر تنظيمات نقديو ومالية ومصرفية ''‪.‬‬
‫منذ تأسيسه ُكلف مجلس النقد والقرض بتسيير وادارة البنك المركزي وسلطة اتخاذ ق اررات في‬
‫المجالين المالي والنقدي‪ ،‬من منطلق تصرفه كمجلس إدارة البنك المركزي وكسلطة نقدية في‬
‫نفس الوقت‪ ،‬وذلك إلى غاية سنة ‪ ،2001‬أين بادر المشرع بإدخال تعديالت على قانون النقد‬
‫والقرض‪ ،‬حيث تم إنشاء مجلس إدارة للبنك المركزي مستفل عن مجلس النقد والقرض‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار التنظيمي مجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -01‬تشكيلة مجلس النقد والقرض في ظل األمر ‪.11-03‬‬
‫بموجب األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض صار مجلس النقد والقرض‪ ،‬يتشكل من‬
‫أعضاء مجلس إدارة بنك الجزائر وشخصيتين يختاران بحكم كفاءتهما في المسائل االقتصادية‬
‫والنقدية‪.‬‬
‫مما سبق نخلص إلى أن أعضاء مجلس إدارة بنك الجزائر يمثلون ثالثة أرباع (‪)4/3‬‬
‫أعضاء مجلس النقد والقرض‪ ،‬ما من شأنه أن ينعكس على طبيعة الق اررات المتخذة على مستوى‬
‫المجلس‪ ،‬ألن الق اررات تتخذ باألغلبية البسيطة بحيث ال يكون لهذين العضوين تأثير كبير على‬
‫مداوالت المجلس‪ ،‬زد إلى ذلك أن المشرع لم ينص على إمكانية استحالفهما في حالة الغياب‪،‬‬
‫كما نص عليه بالنسبة ألعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬مما قد يجعل مجلس النقد والقرض ينعقد في‬
‫صورة مجلس إدارة بنك الجزائر‪.‬‬
‫‪ -02‬رئاسة مجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫يتولى محافظ بنك الجزائر رئاسة مجلس النقد والقرض‪ ،‬وفي حالة غياب المحافظ لم يثر‬
‫المشرع مسألة من يتولى رئاسة مجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫إن سكوت المشرع عن مسألة استخالف المحافظ حالة وجود مانع له‪ ،‬قد يؤدي إلى تعطيل‬
‫نشاط مجلس النقد والقرض‪ ،‬وهو شيء ال يتصور حدوثه نظ ار لطبيعة المهام الموكلة للمجلس‪،‬‬
‫وبالتالي كان على المشرع تدارك ذلك بالعودة إلى آلية ترتيب نواب المحافظ‪ ،‬ويعين أحد النواب‬
‫وفقا لترتيبه باستحالف المحافظ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -03‬سير أعمال مجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫أ‪ -‬شروط صحة اجتماعات مجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫نص المشرع على أن مجلس النقد والقرض يجتمع في دورات عادية‪ ،‬كما قد يجتمع في‬
‫دورات استثنائية‪.‬‬
‫ب‪ -‬اجتماعات مجلس النقد والقرض في دورات عادية‪.‬‬
‫وفقا لنص المادة ‪ 60‬من األمر ‪ ،11-03‬فإن مجلس النقد والقرض يعقد على األقل أربع‬
‫(‪ )04‬دورات عادية في السنة‪ ،‬بدعوة من المحافظ الذي يرأس اجتماعات المجلس ويحدد جدول‬
‫أعماله‪ ،‬بحيث تتوج هذه الجلسات بسن أنظمة تتعلق بمجاالت النقد والقرض‪ ،‬ونشير إلى أن‬
‫المشرع لم يحدد على أي أساس تحدد تواريخ انعقاد الدورات األربع التي تمثل الحد األدنى من‬
‫االجتماعات‪.‬‬
‫جــ‪ -‬اجتماعات مجلس النقد والقرض في دورات استثنائية‪.‬‬
‫يجتمع في حاالت الضرورة‪ ،‬بمبادرة من محافظ البنك أو بمبادرة من عضوين من‬
‫األعضاء الثمانية (‪ )08‬من أعضاء المجلس‪ ،‬الذين يقترحون جدول أعمال المجلس‪ ،‬وفقا لنص‬
‫المادة ‪ 60‬من األمر ‪ 11-03‬التي جاء فيها على انه‪" :‬يعقد المجلس أربع دورات عادية على‬
‫األقل ويمكن أن يستدعي إلى االنعقاد كلما دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬بمبادرة من رئيسه أو من‬
‫عضوين منه‪ ،‬ويقترحون في هذه الحالة جدول أعمال المجلس‪."...‬‬
‫د‪ -‬الحد األدنى لصحة انعقاد اجتماعات المجلس‪.‬‬
‫اشترط المشرع حضور ستة (‪ )06‬أعضاء على األقل‪ ،‬حتى تكون اجتماعات مجلس النقد‬
‫والقرض قانونية‪ ،‬حيث تتعدد احتماالت حضور األعضاء في الحد األدنى لالجتماعات وذلك‬
‫لعدم اشتراط المشرع حضور أعضاء معينين بذاتهم‪ ،‬فقد نكون مع احتمالية انعقاد المجلس‬

‫‪33‬‬
‫بصفة مجلس إدارة بنك الجزائر‪ ،‬أي بحضور أعضاء مجلس اإلدارة فقط وهو واحد من‬
‫االحتماالت المتعددة النعقاد المجلس في الحد األدنى‪.‬‬
‫هــ‪ -‬كيفية اتخاذ ق اررات مجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫خول المشرع مجلس النقد والقرض سلطة اتخاذ ق اررات في المجالين المالي والنقدي‪ ،‬دون‬
‫التطرق لطريقة وكيفية اتخاذ هذه الق اررات سواء بما تعلق بكيفية تحضير مشاريع هذه الق اررات‪،‬‬
‫أو الطريقة التي ترفع بها إلى أمانة المجلس‪ ،‬ونصت المادة ‪ 60‬من األمر ‪ 11-03‬على أن‬
‫ق اررات المجلس تتخذ باألغلبية البسيطة‪ ،‬حيث جاء في الفقرة األولى منها على انه‪" :‬يرأس‬
‫المجلس محافظ بنك الجزائر الذي يستدعيه لالجتماع‪ ،‬ويحدد جدول أعماله‪ ،‬ويحدد المجلس‬
‫نظامه الداخلي‪ ،‬وتتخذ الق اررات باألغلبية البسيطة لألصوات‪ ،‬وفي حالة تساوي األصوات يكون‬
‫صوت الرئيس مرجحا"‪.‬‬
‫نشير إلى أن النظام الداخلي يحدد آلية سير أعمال مجلس النقد والقرض‪ ،‬بدءا من مشاريع‬
‫الق اررات إلى غاية صدورها في شكل أنظمة‪ ،‬كما يحدد بدل حضور أعضائه والشروط التي تسدد‬
‫بموجبها المصاريف المحتملة التي قد يقوم بها أعضاؤه وهذا حسب نص المادة ‪ 60‬من قانون‬
‫النقد والقرض‪.‬‬
‫وفي إطار العمل االستشاري فإنه حسب الفقرة ‪ 05‬من المادة ‪ 60‬من نفس القانون فإن‬
‫مجلس النقد والقرض يمكنه أن يشكل ضمنه لجانا استشارية ويحدد مهامها‪ ،‬إال أن المشرع لم‬
‫يبين طبيعة هذه االستشارة‪ ،‬هل تكون داخلية أم تكون خارجية‪ ،‬هذه األخيرة تبقى واردة الحدوث‬
‫إذا أخذنا بالمفهوم الحرفي للفقرة األخير من المادة ‪ 61‬من األمر ‪ ،11-03‬التي نصت على أنه‬
‫يمكن للمجلس اللجوء إلى بعض األشخاص ألي سبب كان‪ ،‬وذلك في إطار اإلجراءات‬
‫المساعدة على القيام بالمهام المنوطة به‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ثانيا‪ :‬صالحيات ومهام مجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫لمجلس النقد والقرض صالحيات واسعة في المجال المالي والنقدي‪ ،‬تضمنتها المادة ‪62‬‬
‫من قانون النقد والقرض والتي جاء فيها‪:‬‬
‫يخول المجلس صالحيات بصفته سلطة نقدية في الميادين المتعلقة بما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إصدار النقد‪ ،‬كما هو منصوص عليه في المادتين ‪ 4‬و ‪ 5‬من هذا األمر وكذا تغطيته‪،‬‬
‫ب‪ -‬مقاييس وشروط عمليات البنك المركزي‪ ،‬ال سيما فيما يخص الخصم والسندات تحت نظام‬
‫األمانة‪ ،‬ورهن السندات العامة والخاصة والعمليات المتصلة بالمعادن الثمينة والعمالت‪،‬‬
‫ج‪ -‬تحديد السياسة النقدية واإلشراف عليها ومتابعتها وتقييمها‪ .‬ولهذا الغرض‪ ،‬يحدد المجلس‬
‫األهداف النقدية السيما فيما يتصل بتطور المجاميع النقدية والقرضية ويحدد استخدام النقد وكذا‬
‫وضع قواعد الوقاية في سوق النقد ويتأكد من نشر معلومات في السوق ترمي إلى تفادي مخاطر‬
‫االختالل‪،‬‬
‫د‪ -‬منتجات التوفير والقرض الجديدة‪،‬‬
‫ه‪ -‬إعداد المعايير وسير وسائل الدفع وسالمتها‪،‬‬
‫و‪ -‬شروط اعتماد البنوك والمؤسسات المالية وفتحها‪ ،‬وكذا شروط إقامة شبكاتها‪ ،‬السيما تحديد‬
‫الحد األدنى من رأسمال البنوك والمؤسسات المالية وكذا كيفيات إبرائه‪،‬‬
‫ز‪ -‬شروط فتح مكاتب تمثيل البنوك والمؤسسات المالية األجنبية في الجزائر‪،‬‬
‫ح‪ -‬المقاييس والنسب التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية السيما فيما يخص تغطية‬
‫المخاطر وتوزيعها‪ ،‬والسيولة والقدرة على الوفاء والمخاطر بوجه عام‪،‬‬
‫ط‪ -‬حماية زبائن البنوك والمؤسسات المالية السيما في مجال العمليات مع هؤالء الزبائن‪،‬‬
‫ي‪ -‬المقاييس والقواعد المحاسبية التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية مع مراعاة‬
‫التطور الحاصل على الصعيد الدولي في هذا الميدان‪ ،‬وكذا كيفيات وآجال تبليغ الحسابات‬
‫والبيانات المحاسبية اإلحصائية والوضعيات لكل ذوي الحقوق‪ ،‬السيما منها بنك الجزائر‪،‬‬

‫‪35‬‬
‫ك‪ -‬الشروط التقنية لممارسة المهنة المصرفية ومهنتي االستشارة والوساطة في المجالين‬
‫المصرفي والمالي‪،‬‬
‫ل‪ -‬تحديد أهداف سياسة سعر الصرف وكيفية ضبط الصرف‪،‬‬
‫م‪ -‬تسيير احتياطات الصرف‪،‬‬
‫ن‪ -‬قواعد السير الحسن وأخالقيات المهنة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالي‪.‬‬
‫ويتخذ المجلس الق اررات الفردية اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الترخيص بفتح البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وتعديل قوانينها األساسية‪ ،‬وسحب االعتماد‪،‬‬
‫ب‪ -‬الترخيص بفتح مكاتب تمثيل البنوك األجنبية‪،‬‬
‫ج‪ -‬تفويض الصالحيات في مجال التنظيم الخاص بالصرف‪،‬‬
‫القررات المتعلقة بتطبيق األنظمة التي يسنها المجلس‪.‬‬
‫د‪ -‬ا‬
‫‪ -‬يمارس المجلس سلطاته‪ ،‬في إطار هذا األمر‪ ،‬عن طريق األنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬يستمع المجلس إلى الوزير المكلف بالمالية بناء على طلب من هذا األخير‪ .‬وتستشير‬
‫الحكومة المجلس كلما تداولت في مسائل تتعلق بالنقد أو القرض أو مسائل يمكن أن تنعكس‬
‫على الوضع النقدي‪.‬‬
‫عند مقارنة هذه الصالحيات بما كانت عليه في القانون ‪ 10-90‬المتعلق بالنقد والقرض‪،‬‬
‫فإن المشرع من خالل األمر ‪ 11-03‬منح صالحيات أوسع لمجلس النقد لم تكن موجودة من‬
‫قبل‪ ،‬خاصة ما يتعلق بتحديد السياسة النقدية واإلشراف عليها ومتابعتها وتقييمها التي كانت من‬
‫اختصاص السلطة التنفيذية‪ ،‬وكذا تحديد سياسة سعر الصرف وتسيير احتياطي العملة الصعبة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الطبيعة القانونية لمجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫إن تناول مسألة الطبيعة القانونية لمجلس النقد والقرض تكتسي من األهمية نط ار للطبيعة‬
‫الخاصة لهذه الهيئة وطبيعة وخصوصية المهام الموكلة إليها‪ ،‬لذا ستناول في ما يلي المركز‬
‫القانوني للمجلس والطابع السلطوي لها‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫أ‪ -‬المركز القانوني لمجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫سيتم تناول المركز القانوني لمجلس النقد والقرض من خالل عالقة المجلس بالحكومة‬
‫بالبرلمان ثم عالقته ببنك الجزائر‪.‬‬
‫أ‪ -01-‬المركز القانون لمجلس النقد والقرض بالنسبة للحكومة‪.‬‬
‫في إطار العمل االستشاري‪ ،‬تقوم الحكومة باستشارة المجلس في مسائل النقد أو القرض‪،‬‬
‫حيث جاء في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 62‬من األمر ‪ 11-03‬على انه‪ '' :‬يستمع المجلس إلى‬
‫الوزير المكلف بالمالية بناء على طلب األخير‪ ،‬وتستشير الحكومة المجلس كلما تداولت في‬
‫مسائل يمكن أن تنعكس على الوضع النقدي''‪.‬‬
‫كما يمكن للحكومة ممثلة في الوزير المكلف بالمالية ان تمارس نوع من الرقابة في المسائل‬
‫ذات الطابع التشريعي‪ ،‬التي يمارسها المجلس من خالل األنظمة التي يصدرها‪ ،‬تماشيا وما جاء‬
‫في المادة ‪ 01/63‬من األمر ‪ 11-03‬التي نصت على انه‪ '' :‬يبلغ المحافظ مشاريع األنظمة‬
‫إلى الوزير المكلف بالمالية الذي يتاح له أجل عشرة (‪ )10‬أيام لطلب تعديلها‪ ،‬قبل إصدارها‬
‫حالل اليومين اللذين يليان موافقة المجلس عليها‪ ،'' ...‬والمادة ‪ 65‬الفقرات ‪ 01‬و ‪ 02‬التان جاء‬
‫فيهما‪ '' :‬يكون النظام الصادر والمنشور كما هو مبين في المادة ‪ 64‬أعاله‪ ،‬موضوع طعن‬
‫باإلبطال يقدمه الوزير المكلف بالمالية أمام مجلس الدولة‪ .‬وال يكون لهذا الطعن أثر موقف‪.‬‬
‫يجب ان يقدم الطعن خالل ستين (‪ )60‬يوما ابتداء من تاريخ نشره تحت طائلة البطالن‪.''...‬‬
‫أ‪ -02-‬المركز القانوني لمجلس النقد والقرض بالنسبة للبرلمان‪.‬‬
‫جاء في المادة ‪ 139‬من الدستور الحالي على انه‪'' :‬يشرع البرلمان‪ ......‬وكذلك في‬
‫المجاالت اآلتية‪ :‬مط ‪ -15‬نظام إصدار النقود ونظام البنوك والقرض والتأمينات‪ ،'' ...‬وجاء‬
‫في المادة ‪ 62‬من األمر ‪ 11-03‬على ان مجلس النقد والقرض بصفته سلطة نقدية يخول له‬
‫صالحية إصدار النقد‪ ،‬وصالحية طرح منتجات وقوض جديدة واعداد شروط اعتماد البنوك‬
‫والمؤسسات المالية وغيرها‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫من خالل ما جاء في النصوص السالفة الذكر يبادر إلى الذهن إلى ان مجلس النقد‬
‫والقرض وكأنه يتعدى على صالحيات البرلمان او تتداخل الصالحيات بينه وبين البرلمان‪ ،‬إال‬
‫أنه في الحقيقة ان السلطة التشريعية تستشير مجلس النقد والقرض في كل المسائل التي وردت‬
‫في المطة ‪ 15‬من المادة ‪ 139‬من الدستور‪ ،‬والتي تعد من المواضيع العامة التي يشرع فيها‬
‫البرلمان‪ ،‬وتخضع في تفصيلها ودراستها إلى مجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫أ‪ -03-‬المركز القانوني لمجلس النقد والقرض بالنسبة لبنك الجزائر‪.‬‬
‫• من الناحية العضوية فإن مجلس النقد والقرض يترأسه المحافظ الذي هو رئيس مجلس‬
‫اإلدارة وأن ثالثة أرباع مجلس النقد والقرض هم أعضاء مجلس إدارة بنك الجزائر‪ ،‬لذلك‬
‫ال يمكن الحديث عن استقاللية عضوية بين بنك الجزائر ومجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫• ومن الناحية الوظيفية فإن صالحيات مجلس النقد والقرض هي في األصل الصالحيات‬
‫العامة المخولة للبنك المركزي‪ ،‬فإصدار النقد هو امتياز واختصاص أصيل للدولة‪ ،‬هذا‬
‫ض به البنك المركزي‪ ،‬وبإعمال احكام الفقرة ‪-‬أ‪ -‬من المادة ‪ 62‬من األمر‬
‫االمتياز يفو ُ‬
‫‪ 11-03‬التي تقضي بأن اإلصدار ُيخو ُل به مجلس النقد والقرض‪ ،‬فإننا نخلص إلى ان‬
‫عملية اإلصدار هو امتياز لبنك الجزائر يقوم به مجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫• ومن الناحية المالية فإن المشرع نص على ان بنك الجزائر يتمتع باستقاللية مالية وفقا‬
‫لنص المادة ‪ 06‬من قانون النقد والقرض‪ ،‬ولم ينص على ان مجلس النقد والقرض يتمتع‬
‫كذلك بهذه الصالحية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مدى تمتع مجلس النقد والقرض بسلطة اتخاذ الق اررات ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫جاء في المادة ‪ 62‬من األمر ‪ 11-03‬أن مجلس النقد والقرض يحول بصالحيات‪ ،‬وذكر‬
‫منها‪ '' :‬الق اررات الفردية اآلتية ‪ ،''...‬ليطرح التساؤل حول طبيعة هذه الق اررات‪ ،‬ولتبيان ذلك نقوم‬
‫بإعمال معيارين؛ مادي وأخر عضوي‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ب‪ -01-‬المعيار المادي‪ :‬إن طبيعة الق اررات التي يصدرها المجلس تعد انعكاسا لطبيعة‬
‫الصالحيات المخولة له‪ ،‬وهي صالحيات ترتقي في طبيعتها إلى درجة صالحيات المرفق العام‪،‬‬
‫وهذا يؤشر على الطبيعة اإلدارية للمجلس‪.‬‬
‫ب‪ -02-‬المعيار العضوي‪ :‬كما تم تناوله سلفا فإن األنظمة التي يصدرها مجلس النقد والقرض‬
‫تكون محل طعن باإلبطال يقدمه وزير المالية امام مجلس الدولة وفقا للمادة ‪ 65‬من قانون النقد‬
‫والقرض‪ ،‬أي ان هذه األنظمة تخضع لرقابة القاضي اإلداري‪ ،‬الشيء الذي يؤشر على الطابع‬
‫اإلداري لهذه الهيئة‪.‬‬
‫وكخالصة لكل ما سبق‪ ،‬فإن الطبيعة القانونية لمجلس النقد والقرض تبقى غامضة‪ ،‬رغم‬
‫ان المشرع عده سلطه إدارية من خالل سلطة اتخاذ الق اررات ذات الطابع اإلداري‪ ،‬لكن ليس‬
‫كالسلطات اإلدارية األخرى‪ ،‬لعدم تمتعه باالستقاللية المالية والعضوية والوظيفية‪ ،‬وهو ما يدفعنا‬
‫إلى القول بان مجلس النقد والقرض ال يغدو ان هيئة تابعة لبنك الجزائر‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬البـــنوك والمــؤســســات المالية‪.‬‬
‫إذا كان البنك المركزي يتبوأ قمة النظام المصرفي‪ ،‬فإن البنوك والمؤسسات المالية تمثل‬
‫قاعدة هذا الهرم‪ ،‬حيث تجمع بينهما عالقة األصل بالفرع‪ ،‬لذا سنتناول في يأتي مفهوم البنوك‬
‫والمؤسسات المالية كمصارف تجارية‪ ،‬لها خصائص تميزها عن البنوك والمصارف المركزية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫تعددت اآلراء والتعاريف الفقهية بخصوص البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬إال ان ما يجعلها‬
‫متكاملة أن أغلب هذه التعاريف تتعلق بطبيعة وظائفها والخدمات التي تقدمها‪ ،‬فهناك من‬
‫يسميها بنوك الودائع ورأي آخر يربطها في وظيفة االئتمان وغير ذلك‪ ،‬وهو ما يدفعنا أي تقديم‬
‫التعريف اآلتي‪'' :‬البنوك والمؤسسات المالية منشآت مالية تقوم بحكم وظيفتها بتسيير حافظة‬
‫القروض وادارة وسائل الدفع وتلقي األموال من الجمهور''‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -01‬تمييز البنوك عن المؤسسات المالية‪.‬‬

‫إعماال بأحكام قانون النقد والقرض وتطبيقا للنصوص التنظيمية الصادرة عن مجلس النقد‬
‫والقرض‪ ،‬ميز المشرع بين البنوك والمؤسسات المالية من خالل المسائل اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬من حيث طبيعة النشاط‪ :‬البنوك دون المؤسسات المالية مخولة بالقيام بالعمليات البنكية وفقا‬
‫للقرار الذي يصدره من مجلس النقد والقرض المتضمن الترخيص لها القيام بالعمليات البنكية‪،‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 70‬من األمر ‪ 11-03‬المعدل والمتمم على أن‪'' :‬البنوك مخولة دون سواها‬
‫بالقيام بجميع العمليات المبينة في المواد من ‪ 66‬إلى ‪ 68‬أعاله‪ ،‬بصفة مهنتها العادية''‪ ،‬وتتمثل‬
‫هذه العمليات في تلقي األموال من الجمهور‪ ،‬وعمليات القرض‪ ،‬ووضع وتسيير وسائل الدفع‪،‬‬
‫وتضيف المادة ‪ 71‬من نفس األمر‪'' :‬ال يمكن للمؤسسات المالية تلقي األموال من العموم‪ ،‬وال‬
‫إدارة وسائل الدفع أو وضعها تحت تصرف زبائنها‪ ،‬وبإمكانها القيام بكامل العمليات األخرى''‪.‬‬
‫ب‪ -‬من حيث الحد األدنى لرأس المال‪ :‬وفقا لتعديل ‪ 2018‬الصادر بموجب النظام ‪03-18‬‬
‫فإن الحد األدنى الذي يجب على كل من البنوك والمؤسسات المالية أن تمتلكه عند تأسيسها‬
‫محر ار كليا ونقدا‪:‬‬
‫✓ عشرين مليار دج بالنسبة للبنوك‪.‬‬
‫✓ ستة ماليير وخمس مائة مليون دج بالنسبة للمؤسسات المالية‪.‬‬
‫جــ‪ -‬من حيث طبيعة ومصادر التمويل‪ :‬تعد األموال المشكلة عن الودائع ومدخرات الجمهور‬
‫وتسيير الحسابات ا لجارية ووسائل الدفع إضافة إلى رؤوس أموالها المكتتبة عند التأسيس‬
‫مصادر تمويل متعددة للبنوك‪ ،‬وهو الشيء الذي ليس متاح للمؤسسات المالية بحكم طبيعة‬
‫نشاطها‪ ،‬فمصادر تمويلها يقتصر على أموالها الخاصة فقط والمكونة أساسا من رأسمال‬
‫التأسيس إضافة إلى الفوائض المحققة من العمليات المرخص لها بها‪.‬‬

‫د‪ -‬من حيث اإلجراءات الخاصة بالتأسيس‪ :‬بحكم الترخيص لها باستقبال الودائع واستغاللها‬
‫في نشاطها االستثماري مع االلتزام بردها عند الطلب عليها‪ ،‬فإن المشرع وحماية لحقوق وأموال‬

‫‪40‬‬
‫جموع المدخرين‪ ،‬ألزم البنوك ببعض اإلجراءات الخاصة في التأسيس دون المؤسسات المالية‪،‬‬
‫نوجزها فيما يأتي‪:‬‬

‫• تكوين االحتياطي اإللزامي‪ ،‬استحدث بموجب المادة ‪ 93‬من القانون ‪ 10-90‬المتعلق‬


‫بالنقد والقرض الملغى‪ ،‬وغفل عنه المشرع في األمر ‪ ،11-03‬وصدر النظام ‪02-04‬‬
‫الذي حدد النسبة التي يجب االحتفاظ بها لدى بنك الجزائر‪ ،‬حيث نص على ان هذه‬
‫النسبة تتراوح بين ‪ %0‬إلى ‪ ،%15‬بعد ما كنت من صفر إلى ‪ ،% 25‬حيث كانت‬
‫‪ % 11.5‬سنة ‪ 1994‬ليتم خفضها إلى نسبة ‪ %1.75‬عام ‪.2004‬‬

‫• فتح حساب جاري دائن لدى بنك الجزائر‪،‬‬

‫• ضرورة االنخراط في صندوق الودائع المصرفية‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 118‬من قانون النقد‬
‫والقرض‪.‬‬

‫• تكتسب الدولة سهم نوعي في رأسمال البنوك‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 3/83‬من قانون النقد‬
‫والقرض‪.‬‬

‫‪ -02‬أنواع البنوك‪.‬‬

‫نظ ار لتعدد اختصاصاتها وتنوع الخدمات المقدمة من قبلها فإنه يمكننا أن نذكر على سبيل‬
‫الحصر أهم أنواع البنوك‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬

‫• بحكم وظيفتها‪ :‬تنقسم البنوك إلى بنوك مركزية (بنوك إصدار) وبنوك تجارية‪.‬‬

‫• بحكم جنسيتها‪ :‬تنقسم البنوك إلى بنوك خارجية وبنوك وطنية‪.‬‬

‫• بحكم طبيعة نشاطها‪ :‬تنقسم البنوك إلى بنوك متخصصة وبنوك شاملة‪ ،‬فاألخيرة تقوم‬
‫بتقديم كل الخدمات المصرفية بكل تنوعها‪ ،‬أما المتخصصة فعادة تختص بتقديم خدمات‬

‫‪41‬‬
‫وفقا لقطاع التخصص‪ ،‬ومن امثلتها‪ :‬البنوك العقارية‪ ،‬بنوك السكن‪ ،‬بنوك‬
‫االستثمار‪...،‬إلخ‪.‬‬

‫• بحكم طبيعة رأس المال‪ :‬تنقسم إلى بنوك عامة (عمومية) وبنوك مختلطة‪ ،‬وبنوك‬
‫خاصة‪.‬‬

‫‪ -03‬تعاونيات االدخار والقرض‪.‬‬

‫إضافة إلى البنوك والمؤسسات المالية نص المشرع على إمكانية تأسيس مؤسسات‬
‫مالية ذات طابع خاص‪ ،‬ممثلة في تعاونيات االدخار والقرض‪ ،‬حيث صدر القانون‬
‫‪ 01-07‬المتعلق بتعاونيات االدخار والقرض‪ ،‬المؤرخ في ‪ 27‬فيفري ‪ ،2007‬والصادر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ ،15‬المؤرخة في ‪ 28‬فيفري ‪ 2007‬حيث عرف في مادته ‪ 02‬هذا النوع‬
‫من المؤسسات المالية التي نصت على أنه‪ ":‬الـتـعـاونـيـة مـؤسـسـة مـالـيـة ذات هـدف غـير‬
‫ربــحي‪ ،‬وهـي مــلك أعــضـــائــهــا وتـــســيــر بــحـــسب المبادئ الــتــعــاضــديــة‪ ،‬وتــهــدف إلى‬
‫ّ‬
‫تــشــجــيع االدخــار واســتــعــمــال األموال التي يودعهـا أعضاؤها معا لمنحهم قروضا‬
‫وتقديم خدمات مالية لهم"‪.‬‬

‫نشير إلى انه وفقا للمقر األخير الصادر في سنة ‪ 2022‬المتضمن قائمة البنوك‬
‫والمؤسسات المالية المعتمدة في الجزائر الذي تضمن ‪ 19‬بنكا بين عمومية وخاصة و‪08‬‬
‫مؤسسات مالية لم ينص على وجود أي تعاونية لالدخار والقرض في هذه القائمة‪ ،‬مما‬
‫يعني عدم وجود أي مؤسسة مالية في شكل تعاونية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات تأسيس البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫نظم المشرع إجراءات تأسيس البنوك والمؤسسات وتدخل فيها بقواعد آمرة خاصة‪ ،‬تضمنتها‬
‫أحكام قانون النقد والقرض والنصوص التنظيمية المقررة لذلك‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫هذه اإلجراءات تأخذ الطبيعة الرقابية االحت ارزية المتجسدة في الجانب المتعلق بإصدار‬
‫ق اررات التراخيص ومقررات االعتماد‪ ،‬وتأخذ شكل الحمائية والضمان للجمهور والمتعاملين‬
‫والمجسدة في الشق المتعلق؛ بالشكل القانوني والحد األدنى لرأس المال وأسهم الضمان وغيرها‪.‬‬

‫أ‪ -‬قرار الترخيص‪.‬‬

‫يعرف الترخيص على انه ذلك القرار الصادر عن السلطة للسماح للمتعامل بالولوج إلى‬

‫السوق ومنحه الحق في ممارسة هذا النشاط‪ ،‬والذي ال يكون إال بعد توفر الشروط التي نص‬
‫عليها القانون المنظم لهذا النشاط‪ ،‬حيث تقوم هذه السلطة بالتحقق من وجود هذه الشروط في‬
‫طالب الترخيص‪.‬‬

‫وتتنوع هذه الشروط‪ ،‬فهناك شروط متعلقة بطبيعة النشاط التجاري وفقا للمادة ‪ 25‬من‬
‫القانون ‪ 08-04‬المتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪ ،‬وشروط متعلقة بمكان مزاولة‬
‫النشاط وفقا لنض المادة ‪ 21‬من نفس القانون‪ ،‬وشروط تلحق بشخص القائم بالنشاط‪ ،‬من حيث‬
‫كونه يتمتع بحقوقه المدنية والسياسية‪ ،‬أو من حيث كونه شخص طبيعي او معنوي‪ ،‬او من‬
‫حيث جنسيته أجنبي أو وطني‪ ،‬لألن األول يخضع إلجراءات خاصة كضرورة الحصول على‬
‫بطاقة التاجر األجنبي‪.‬‬

‫يعد مجلس النقد والقرض الجهة الوحيدة المخولة بمنح قرار الترخيص‪ ،‬حيث جاء في المواد‬
‫‪ 82‬و‪ 84‬و‪ 85‬من األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض على أنه‪" :‬يجب أن يرخص المجلس‬
‫بإنشاء أي بنك وأي مؤسسة مالية يحكمها القانون الجزائري‪ ،"...‬كما يجب على المجلس أن‬
‫يرخص بفتح مكاتب تمثيل للبنوك األجنبية‪ ،‬ويمكن للمجلس أن يرخص بفتح فروع البنوك‬
‫والمؤسسات المالية األجنبية مع مراعاة مبدأ المعاملة بالمثل‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ويأخذ الترخيص المتضمن موضوعه ممارسة العمل المصرفي شكل قرار‪ ،‬حيث جاء في‬
‫المادة ‪ 87‬من قانون النقد والقرض على أنه‪" :‬ال يمكن الطعن أمام مجلس الدولة في الق اررات‬
‫التي يصدرها التي يتخذها مجلس بموجب المواد ‪ 82‬و‪ 84‬و‪ 85‬أعاله‪ ،‬إال بعد ق اررين‬
‫بالرفض‪ ،"...‬وكان المشرع يقصد هنا الق اررات المتضمنة الترخيص بممارسة النشاط المصرفي‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن النصوص األنفة الذكر جاءت تماشيا ومقتضيات المادة ‪ 62‬من‬
‫األمر ‪ 11-03‬المتعلقة بصالحيات مجلس النقد والقرض‪ ،‬والتي جاء فيها على أنه‪" :‬يتخذ‬
‫المجلس الق اررات الفردية اآلتية‪ :‬وذكر منها‪ :‬الترخيص بفتح البنوك والمؤسسات المالية‪ ،..‬ثم‬
‫ذكر‪ :‬الترخيص بفتح مكاتب تمثيل للبنوك األجنبية"‪ ،‬وعليه فالمجلس يصدر وباإلرادة المنفردة‬
‫الترخيص في شكل قرار فردي‪.‬‬
‫أ‪ -01-‬جهة تقديم طلب الترخيص‪.‬‬
‫يقدم الطلب المتضمن الترخيص إلقامة بنك او مؤسسة مالية أو فرع بنك او مؤسسة مالية‬
‫اجنبية إلى رئيس مجلس النقد والقرض‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 02‬من النظام ‪ 02-06‬المتضمن‬
‫شروط تأسيس بنك او مؤسسة مالية وشروط إقامة فرع بنك او مؤسسة مالية اجنبية المؤرخ في‬
‫‪ 24‬سبتمبر ‪ 2006‬والصادر في الجريدة الرسمية عدد رقم ‪ 77‬والمؤرخة في ‪ 02‬ديسمبر‬
‫‪ ،2006‬على أنه‪'' :‬يوجه طلب الترخيص بتأسيس بنك أو مؤسسة مالية او الترخيص بإقامة فرع‬
‫بنك أو مؤسسة مالية اجنبية لرئيس مجلس النقد والقرض‪ ،‬ويرفق الطلب بملف تحدد عناصره‬
‫عن طريق تعليمة يصدرها بنك الجزائر''‪.‬‬
‫أ‪ -02-‬الشروط الالزمة لصدور قرار الترخيص‪.‬‬
‫جاء في المادة ‪ 82‬من األمر ‪ 11-03‬على أنه‪" :‬يجب أن يرخص المجلس بإنشاء أي‬
‫بنك أو أي مؤسسة مالية يحكمها القانون الجزائري‪ ،‬على أساس ملف يحتوي خصوصا‪ ،‬على‬
‫نتائج تحقيق يتعلق بمراعاة أحكام المادة ‪ 80‬أعاله"‪ ،‬ووفقا للمادة ‪ 03‬من النظام ‪02-06‬‬

‫‪44‬‬
‫السالف الذكر‪ ،‬فإنه يجب أن يتضمن ملف طلب الترخيص المقدم من طرف طالب الترخيص‬
‫العناصر والمعطيات المتعلقة بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬برنامج النشاط الذي يمتد إلى خمس (‪ )05‬سنوات‪،‬‬
‫‪ -‬استراتيجية تنمية الشبكة والوسائل المسخرة لذلك‪،‬‬
‫‪ -‬الوسائل المالية‪ ،‬مصدرها والوسائل الفنية التي ينتظر استعمالها‪،‬‬
‫‪ -‬نوعية وشرفية ‪( )Honorabilité(-‬من الشرف)‪ -‬المساهمين وضامنيهم المحتملين‪،‬‬
‫‪ -‬القدرة المالية لكل واحد من المساهمين ولضامنيهم‪،‬‬
‫‪ -‬المساهمين الرئيسيين المشكلين "النواة الصلبة" ضمن مجموعة المساهمين‪ ،‬السيما فيما يتعلق‬
‫بقدرتهم المالية وتجربتهم وكفاءتهم في الميدان المصرفي والمالي‪ ،‬على العموم‪ ،‬وبالتزامهم بتقديم‬
‫المساعدة يكون مجسدا في شكل اتفاق بين المساهمين‪،‬‬
‫‪ -‬وضع المؤسسة التي تمثل المساهم المرجعي‪ ،‬السيما في بلدها األصلي بما في ذلك‬
‫لمؤشرات حول سالمتها المالية‪،‬‬
‫‪ -‬قائمة المسيرين الرئيسيين بمعنى المادة ‪ 90‬من األمر ‪ ،11-03‬بحيث يجب أن يتمتع اثنان‬
‫منهما بصفة مقيمين‪،‬‬
‫‪ -‬مشاريع القوانين األساسية إذا تعلق األمر بإنشاء بنك أو مؤسسة مالية‪،‬‬
‫‪ -‬القوانين األساسية للبنك أو للمؤسسة المالية المقر إذا تعلق األمر بفتح فرع بنك أو مؤسسة‬
‫مالية أجنبية‪،‬‬
‫‪ -‬التنظيم الداخلي‪ ،‬أي المخطط التنظيمي مع اإلشارة إلى عدد الموظفين المرتقب وكذا‬
‫الصالحيات المخولة لكل مصلحة‪.‬‬
‫وجاءت المادة ‪ 03‬من النظام ‪ 02-06‬السالف الذكر‪ ،‬تماشيا ومقتضيات المادة ‪ 91‬من‬
‫األمر ‪ 11-03‬التي نصت على أنه‪" :‬من أجل الحصول على الترخيص المنصوص عليه في‬

‫‪45‬‬
‫المادة ‪ 82‬أو في المادة ‪ 84‬أعاله‪ ،‬يقدم الملتمسون برنامج النشاط واإلمكانات المالية والتقنية‬
‫التي يعتزمون استخدامها وكذا صفة األشخاص الذين يقدمون األموال‪ ،‬وعن االقتضاء‬
‫ضامنيهم‪ .‬ومهما يكن من أمر‪ ،‬فإن مصدر هذه األموال ينبغي أن يكون مبررا‪ .‬يسلم الملتمسون‬
‫للمجلس قائمة المسيرين الرئيسيين ومشروع القانون األساسي للشركة األجنبية وكذا التنظيم‬
‫الداخلي حسب الحال‪ .‬ويثبتون نزاهة المسيرين وأهليتهم وتجربتهم في المجال المصرفي‪ .‬كما‬
‫تؤخذ بعين االعتبار قدرة المؤسسة الملتمسة على تحقيق أهدافها التنموية في ظروف تتجانس مع‬
‫السير الحسن للنظام المصرفي‪ ،‬مع ضمان خدمات نوعية للزبائن"‪.‬‬
‫وفي نفس ا لسياق ألزم المشرع البنوك والمؤسسات المالية أن تؤسس في شكل شركة تجارية‬
‫ذات أسهم‪ ،‬حيث جاء في األمر ‪ 11-03‬على أنه‪" :‬يجب أن تؤسس البنوك والمؤسسات المالية‬
‫الخاضعة للقانون الجزائري في شكل شركات مساهمة‪ ،‬ويدرس المجلس جدوى اتخاذ بنك أو‬
‫مؤسسة مالية شكل تعاضديه"‪.‬‬
‫إضافة إلى الشروط الواجب توفرها في الملف المرفق لطلب الترخيص هو بيان رأس المال‬
‫األدنى الواجب على البنوك والمؤسسات المالية أن تحرره عند تأسيسها‪ ،‬وذلك وفقا لما تم تناوله‬
‫سلفا‪.‬‬
‫بعد فتح االستثمار في المجال المصرفي أمام رؤوس األموال الخاصة الوطنية واألجنبية‪،‬‬
‫ألزم المشرع المستثمرين في مجال البنوك والمؤسسات المالية على ضرورة االلتزام بالقاعدة‬
‫‪ ،49/51‬حيث نصت الفقرة ‪ 04‬من المادة ‪ 83‬من األكر ‪ 11-03‬على انه‪" :‬ال يمكن‬
‫الترخيص بالمساهمات الخارجية في البنوك والمؤسسات المالية التي يحكمها القانون الجزائري إال‬
‫في إطار شراكة تمثل المساهمة الوطنية المقيمة ‪ %51‬على األقل من رأس المال‪ .‬يمكن أن‬
‫يقصد بالمساهمة الوطنية جمع عدة شركاء"‪ ،‬إال ان هذه القاعدة قد عرفت إعادة نظر فيها من‬
‫قبل المشرع وذلك بموجب المادة ‪ 139‬من قانون المالية لسنة ‪ 2021‬التي نصت على تعديل‬

‫‪46‬‬
‫المادة ‪ 49‬من القانون ‪ 07-20‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 2020‬التي اشارت إلى‬
‫المادة ‪ 50‬من نفس القانون أي القانون ‪ ،07-20‬حيث اقتصر تطبيق هذه القاعدة على‬
‫القطاعات او السلع التي تكتسي طابعا استراتيجيا‪.‬‬
‫وصدر المرسوم التنفيذي ‪ 145-21‬المؤرخ في ‪ 17‬أفريل ‪ 2021‬الذي يحدد قائمة‬
‫النشاطات التي تكتسي طابعا استراتيجيا‪ ،‬في الجريدة الرسمية رقم ‪ 30‬المؤرخة في ‪ 22‬أفريل‬
‫‪ ، 2021‬الذي تضمن جدول يفصل فيه قائمة هاته النشاطات‪ ،‬حيث تم استثناء االستثمار في‬
‫النشاط المصرفي من الخضوع إلى هذه القاعدة‪.‬‬
‫نشير إلى ان الترخيص ال يقتصر على نشاط البنوك والمؤسسات المالية في الجزائر‪ ،‬أو‬
‫فتح فروع لبنوك ومؤسسات أجنبية في الجزائر‪ ،‬بل كذلك يشمل الترخيص باالستثمار أو إقامة‬
‫مكتب تمثيل في الخارج للمتعاملين االقتصاديين الخاضعين للقانون الجزائري‪ ،‬حيث جاء في‬
‫المادة ‪ 02‬من النظام رقم ‪ 01-02‬المحدد لشروط تكوين ملف خاص بطلب الترخيص‬
‫باالستثمار و‪/‬أو إقامة مكتب تمثيل في الخارج للمتعاملين االقتصاديين الخاضعين للقانون‬
‫الجزائري على أنه‪" :‬تخضع اإلقامة في الخارج للمتعاملين االقتصاديين الخاضعين للقانون‬
‫الجزائري وهذا بغض النظر عن الشكل القانوني الذي يمكن أن تتخذه في البلد المستقبل‪،‬‬
‫لترخيص مسبق يصدر من مجلس النقد والقرض"‪.‬‬
‫من كل ما سبق نخلص إلى أن إجراءات استصدار قرار الترخيص‪ ،‬هي إجراءات رقابية‬
‫احت ارزية يمارسها بنك الجزائر على تأسيس البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬بموجبها يضمن احترام‬
‫بعض اإلجراءات الخاصة المتعلقة بذلك‪ ،‬كالشكل القانوني للمؤسسة المصرفية‪ ،‬وصفة القائمين‬
‫باإلدارة‪ ،‬وكذا مصدر ومبلغ رؤوس األموال المثبتة في حسابات هذه المؤسسات‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ب‪ -‬مقرر االعتماد‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 08‬من النظام ‪ 02-06‬السالف الذكر على انه‪'' :‬يتعين على البنك أو‬
‫المؤسسة المالية أو الفرع التابع لبنك او لمؤسسة مالية أجنبية‪ ،‬الذي تحصل على الترخيص‬
‫المنصوص عليه في المادة ‪ 05‬أعاله‪ ،‬ان يلتمس من محافظ بنك الجزائر االعتماد المذكور في‬
‫المادة ‪ 92‬من االمر ‪ .....11-03‬يجب أن يرسل طلب االعتماد المرفق بالسندات أو‬
‫المعلومات المطالب وفقا للقانون والتنظيم وكذا الوثائق التي تثبت استيفاء الشروط الخاصة‬
‫المحتملة التي يتضمنها الترخيص‪ ،‬لمحافظ بنك الجزائر في أجل ‪ 12‬شه ار ابتداء من تاريخ‬
‫تبليغ الترخيص المذكور أعاله‪.''...‬‬
‫وجاء في الفقرة األخيرة من نفس المادة ‪ 08‬على انه‪'' :‬يمنع البنك او المؤسسة المالية أو‬
‫فرع البنك أو المؤسسة المالية األجنبي ة من القيام بأية عملية مصرفية قبل الحصول على‬
‫االعتماد الشمار إليه في الفقرة األولى أعاله''‪.‬‬
‫تباشر إجراءات الحصول على مقرر‬
‫ُ‬ ‫ويفهم من ذلك أنه بعد صدور قرار الترخيص‪،‬‬
‫االعتماد‪ ،‬فال يمكن مباشرة إجراءات االعتماد إال بعد الحصول على قرار الترخيص‪ ،‬واذا كان‬
‫طلب الترخيص ُيبت فيه من قبل مجلس النقد والقرض فإنه وفقا للمادة ‪ 08‬من النظام ‪02-06‬‬
‫المذكور أعاله ووفقا للفقرة ‪ 04‬من المادة ‪ 62‬من األمر ‪ 11-03‬فإن طلب مقرر االعتماد‬
‫نظر فيه من قبل محافظ بنك الجزائر‪.‬‬
‫يوجه وُي ُ‬
‫ب‪ -01-‬إجراءات الحصول على مقرر االعتماد‪.‬‬
‫للحصول على مقرر االعتماد يجب على المؤسسة صاحبة قرار الترخيص تقديم الطلب‬
‫لمحافظ بنك الجزائر‪ ،‬تماشيا ومقتضيات المادة ‪ 92‬من األمر ‪ 11-03‬التي جاء فيها على أنه‪:‬‬
‫''بعد الحصول على الترخيص طبقا للمادة ‪ 91‬أعاله‪ ،‬يمكن تأسيس الشركة الخاضعة للقانون‬
‫الجزائري ويمكنها أن تطلب اعتمادها كبنك أو مؤسسة مالية‪ ،‬حسب الحالة''‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫وبعد استيفاء شروط التأسيس‪ ،‬والنظر في طلب االعتماد من طرف محافظ البنك‪ ،‬يمكن‬
‫لألخير أن يصدر مقرر االعتماد‪ ،‬حيث جاء في المادة ‪ 08‬والمادة ‪ 09‬من هذا النظام على‬
‫أنه‪:‬‬
‫''يمنح مقرر االعتماد من محافظ بنك الجزائر إذا استوفى الطالب كل شروط التأسيس أو اإلقامة‬
‫حسب الحالة‪ ،‬مثلما حددها التشريع والتنظيم المعمول بهما‪ ،‬وكذا الشروط الخاصة المحتملة التي‬
‫يتضمنها الترخيص"‪ ،‬والذي بدونه ال يمكن للمؤسسات المصرفية ممارسة أية عمل مصرفي إال‬
‫بعد الحصول عليه‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى أحكام المادة ‪ 93‬من األمر ‪ 11-03‬األنف الذكر‪ ،‬نجد أن المشرع ألزم‬
‫محافظ بنك الجزائر بضرورة نشر قائمة البنوك والمؤسسات المالية المعتمدة في الجزائر سنويا‬
‫في الجريدة الرسمية‪ ،‬مثل ما نص عليه في القانون ‪ 10-90‬الملغى في المادة ‪ 138‬منه‪ ،‬غير‬
‫أنه لم يتم الشروع في ذلك إال ابتداء من سنة ‪ ،2004‬مع مالحظة أنه لم يتم نشر هاتين‬
‫القائمتين في سنة ‪.2006‬‬
‫ب‪ -02-‬حاالت سحب مقرر االعتماد‪.‬‬
‫كإجراء تلقائي يمكن أن يكون مقرر االعتماد الصادر عن محافظ بنك الجزائر محل‬
‫سحب‪ ،‬بحيث يكون بطلب من قبل البنك أو المؤسسة المالية ويؤول فيه االختصاص إلى‬
‫مجلس النقد والقرض‪ ،‬وقد يكون كإجراء جزائي عقابي ويؤول في االختصاص إلى اللجنة‬
‫المصرفية‪.‬‬
‫ب‪ 01-02-‬سحب مقرر االعتماد من قبل مجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫جاء في األمر ‪ 11-03‬األنف ذكره‪ ،‬أن سحب مقرر االعتماد يؤول فيه االختصاص إلى‬
‫مجلس النقد والقرض في الحاالت المنصوص عليه في المادة ‪ 95‬منه‪ ،‬التي نصت على أنه‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫"دون اإلخالل بالعقوبات التي قد تقررها اللجنة المصرفية في إطار صالحياتها‪ ،‬يقرر المجلس‬
‫سحب االعتماد‪:‬‬
‫أ‪ -‬بناء على طلب من البنك أو المؤسسة المالية‪،‬‬
‫ب‪ -‬تلقائيا‪:‬‬
‫‪ -1‬إن لم تصبح الشروط التي يخضع لها االعتماد متوفرة‪،‬‬
‫‪ -2‬إن لم يتم استغالل االعتماد لمدة اثني عشر ( ‪ ) 12‬شهرا‪،‬‬
‫‪ -3‬إذا توقف النشاط موضوع االعتماد لمدة ستة ( ‪ ) 6‬أشهر"‪.‬‬
‫حيث يتداول مجلس النقد والقرض بشأن سحب مقررات االعتماد للبنوك والمؤسسات‬
‫المالية‪ ،‬بناء على الطلب المقدم من قبلها‪ ،‬أو عند عدم احترام شروط إصدار مقرر االعتماد‪.‬‬
‫‪ -02‬سحب مقرر االعتماد من قبل اللجنة المصرفية‪.‬‬
‫جاء في الفقرة ‪ 06‬من المادة ‪ 114‬من األمر ‪ 11-03‬على أنه‪" :‬إذا أخل بنك أو‬
‫مؤسسة مالية بأحد األحكام التشريعية أو التنظيمية المتعلقة بنشاطه أو لم يذعن ألمر أو يأخذ‬
‫بالحسبان التحذير‪ ،‬يمكن للجنة أن تقضي بإحدى العقوبات اآلتية‪ :‬وذكرت منها سحب‬
‫االعتماد"‪.‬‬
‫يصبح قيد التصفية كل مصرف تقرر سحب اعتماده‪ ،‬تطبيقا للفقرة ب "مطة ‪ "3‬من المادة‬
‫‪ 95‬من األمر ‪ ،11-03‬وتطبيقا للفقرة األولى "مطة ‪ "6‬من المادة ‪ 114‬من األمر ‪،11-03‬‬
‫كتعيين مصفي من طرف اللجنة المصرفية‪ ،‬يسهر على التسيير اإلداري والتمثيل القانوني‬
‫للمصرف قيد التصفية واإلعالن بأن هذا المصرف في حالة تصفية‪ ،‬مع االمتناع من قبل أي‬
‫شخص عن كل ما من شأنه أن يعرقل عمل المصفي‪ ،‬حيث نص القانون على أنه‪" :‬يصبح قيد‬
‫التصفية كل بنك أو مؤسسة مالية خاضعة للقانون الج ازئري تقرر سحب االعتماد منه‪ ،‬كما‬
‫تصبح قيد التصفية فروع البنوك والمؤسسات المالية األجنبية العاملة في الجزائر والتي تقرر‬

‫‪50‬‬
‫سحب االعتماد منها‪ .‬تعين اللجنة مصف تنقل إليه كل سلطات اإلدارة والتسيير والتمثيل‪ .‬يتعين‬
‫على البنك أو المؤسسة المالية خالل فترة تصفيتها‪:‬‬
‫✓ أال يقوم (تقوم) إال بالعمليات الضرورية لتطهير الوضعية‪،‬‬
‫✓ يذكر بأنه (بأنها) قيد التصفية‪،‬‬
‫✓ أن يبقى خاضع (خاضعة) لمراقبة اللجنة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن المشرع نص على ضرورة نشر مقررات سحب االعتماد في الجريدة‬
‫الرسمية وفقا للفقرة الثالثة من المادة ‪ 65‬من األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض المعدل‬
‫والمتمم‪.‬‬

‫المحور الخامس‪ :‬العمــــليات البنكــــية‪.‬‬


‫ال يمكن لغير البنوك والمؤسسات المالية القيام بالعمليات البنكية‪ ،‬على اعتبار أنه ال يمكن‬
‫ممارستها خارج اإلطار المصرفي‪ ،‬إلخضاعها إلجراءات خاصة يفرضها قانون النقد‪.‬‬
‫وتختلف العمليات المصرفية من وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن وادارتها واستقبال‬
‫الودائع وتسيير الحسابات الجارية وتسيير حافظة القروض وغيرها من العمليات التقليدية‪ ،‬التي‬
‫تعد من صميم مهام وصالحيات المؤسسات المصرفية التجارية‪.‬‬
‫ونصت المادة ‪ 03‬من النظام ‪ 01-20‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالشروط البنكية‬
‫المطبقة على العمليات البنكية على أنه‪'' :‬تعتبر عمليات مصرفية كل العمليات التي تقوم بها‬
‫البنوك والمؤسسات المالية في معامالتها مع الزبائن‪ ،‬كما هي محددة في المواد ‪ 66‬إلى ‪69‬‬
‫من األمر رقم ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 27‬جمادى الثانية عام ‪ 1424‬الموافق ل ‪ 26‬غشت سنة‬
‫‪ ،2003‬المعدل والمتمم والمذكور أعاله''‪ ،‬ونصت المادة ‪ 04‬من نفس النظام على انه‪'' :‬يجب‬
‫أن يخضع تسويق أي منتوج جديد أو خدمة بنكية من طرف البنوك أو المؤسسات المالية‪،‬‬
‫لترخيص مسبق صادر عن بنك الجزائر''‪ ،‬ونصت المادة ‪ 05‬كذلك من نفس النظام على أنه‬
‫‪51‬‬
‫''في مفهوم هذا النظام‪ُ ،‬يقصد بمنتوج أو خدمة جديدة‪ ،‬كل منتوج ادخار‪ ،‬منتوج قرض أو خدمة‬
‫بنكية لم يكن محل ترخيص ولم يكن محل طرح في السوق''‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العمليات البنكية التقليدية‪.‬‬
‫تعد العمليات البنكية التقليدية العمليات المنصوص عليها في المواد من ‪ 66‬إلى ‪ 69‬من‬
‫قانون النقد والقرض‪ ،‬والتي تقوم بها البنوك والمؤسسات المالية كل حسن طبيعة نشاطه‪.‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 66‬من األمر ‪ 11-03‬على أنه‪'' :‬تتضمن العمليات المصرفية تلقي‬
‫األموال من الجمهور وعمليات القرض‪ ،‬وكذا وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن وادارة هذه‬
‫الوسائل‪.‬‬
‫وتعد أمواال متلقاة من الجمهور‪ ،‬األموال التي يتم تلقيها من الغير‪ ،‬السيما في شكل ودائع‪،‬‬
‫مع حق استعمالها لحساب من تلقاها‪ ،‬بشرط إعادتها‪ ،‬ويستثنى من ذلك األموال المتلقاة من‬
‫الجمهور المتبقية في الحساب والعائدة لمساهمين يملكون على األقل خمسة (‪ )5‬في المائة من‬
‫الرأسمال‪ ،‬وألعضاء مجلس اإلدارة وللمديرين‪ ،‬وكذا األموال الناتجة عن قروض المساهمة‪.‬‬
‫وبخصوص عمليات القرض فإنه يشكل عملية قرض كل عمل لقاء عوض يضع بموجبه‬
‫شخص ما أو يعد بوضع أموال تحت تصرف شخص آخر‪ ،‬أو يأخذ بموجبه لصالح الشخص‬
‫اآلخر التزاما بالتوقيع كالضمان االحتياطي أو الكفالة أو الضمان‪.‬‬
‫وتعد عمليات اإليجار المقرونة بحق خيار بالشراء بمثابة عمليات قرض‪ ،‬ال سيما عمليات‬
‫القرض اإليجاري (الليزينغ)‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 69‬من قانون النقد والقرض فقد جاء فيها على أنه‪'' :‬تعتبر وسائل دفع كل‬
‫األدوات التي تمكن كل شخص من تحويل أموال مهما يكن السند أو األسلوب التقني‬
‫المستعمل''‪.‬‬
‫من خالل ما سبق فإن العمليات البنكية التقليدية تتمثل في‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫• تلقي األموال من الجمهور‪.‬‬
‫• عمليات القرض (تسيير حافظة القروض)‪.‬‬
‫• وضع وتسيير وسائل الدفع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪.‬‬
‫تعد العمليات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬عمليات بنكية مستحدثة في النظام المصرفي‬
‫الجزائري‪ ،‬بموجب النظام رقم ‪ 02-2020‬المؤرخ في ‪ 20‬رجب عام ‪ 1441‬الموافق ‪ 15‬مارس‬
‫‪ 2020‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫حيث نصت المواد األولى والثانية على التوالي من هذا النظام على أنه‪:‬‬
‫‪'' -01‬يهدف هذا النظام إلى تحديد العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬والقواعد‬
‫المطبقة عليها‪ ،‬وشروط ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وكذا شروط الترخيص‬
‫المسبق لها من طرف بنك الجزائر''‪.‬‬
‫‪'' -02‬في مفهوم هذا النظام‪ ،‬تُعد عملية بنكية متعلقة بالصيرفة اإلسالمية كل عملية بنكية ال‬
‫يترتب عنها تحصيل أو تسديد الفوائد‪ .‬يجب على هذه العمليات أن تكون مطابقة لألحكام‬
‫المشار إليها في المواد ‪ 66‬إلى ‪ 69‬من األمر رقم ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم''‪.‬‬
‫تخص العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة‬
‫وجاء في المادة ‪ 04‬من هذا النظام على أنه‪ُ :‬‬
‫المنتجات اآلتية‪:‬‬
‫اإلسالمية‪ُ ،‬‬
‫✓ المرابحة‪.‬‬
‫✓ المشاركة‪،‬‬
‫✓ المضاربة‪،‬‬

‫‪53‬‬
‫✓ اإلجارة‪،‬‬
‫✓ السلم‪،‬‬
‫✓ اإلستصناع‪،‬‬
‫✓ حسابات الودائع‪،‬‬
‫✓ الودائع في حسابات االستثمار‪.‬‬
‫وجاءت المواد الموالية لتقدم شرح وتفسير لكل عملية‪:‬‬
‫المرابحة‪ :‬المرابحة هي عقد يقوم بموجبه البنك أو المؤسسة المالية ببيع لزبون سلعة معلومة‪،‬‬
‫سواء كانت منقولة أو غير منقولة‪ ،‬يملكها البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬بتكلفة اقتنائها مع إضافة‬
‫هامش ربح متفق عليه مسبقا ووفقا لشروط الدفع المتفق عليها بين الطرفين‪.‬‬
‫المشاركة‪ :‬المشاركة هي عقد بين بنك أو مؤسسة مالية وواحد أو عدة أطراف‪ ،‬بهدف المشاركة‬
‫في رأس مال مؤسسة أو في مشروع أو في عمليات تجارية من أجل تحقيق أرباح‪.‬‬
‫المضاربة‪ :‬المضاربة هي عقد ُيقدم بموجبه بنك أو مؤسسة مالية‪ ،‬المسمى مقرض لألموال‪،‬‬
‫رأس المال الالزم للمقاول‪ ،‬الذي يقدم عمله في مشروع من أجل تحقيق أرباح‪.‬‬
‫اإلجارة‪ :‬اإلجارة هي عقد إيجار يضع من خالله البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬المسمى الم ِ‬
‫ؤجر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫المستأ ِجر‪ ،‬وعلى أساس اإليجار‪ ،‬سلعة منقولة أو غير منقولة‪،‬‬
‫المسمى ُ‬‫تحت تصرف الزبون ُ‬
‫يملكها البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬لفترة محددة مقابل تسديد إيجار يتم تحديده في العقد‪.‬‬
‫السلم‪ :‬السلم هو عقد يقوم من خالله البنك أو المؤسسة المالية الذي يقوم بدور المشتري بشراء‬
‫ّ‬
‫سلعة‪ ،‬التي تُسلم له آجال من طرف زبونه‪ ،‬مقابل الدفع الفوري والنقدي‪.‬‬
‫االستصناع‪ :‬االستصناع هو عقد يتعهد بمقتضاه البنك أو المؤسسة المالية بتسليم سلعة إلى‬
‫صنع سلعة ستُصنع وفقا لخصائص محددة ومتفق عليها‬ ‫زبونه صاحب األمر‪ ،‬أو بشراء لدى م ِ‬
‫ُ‬
‫بين األطراف‪ ،‬بسعر ثابت ووفقا لكيفيات تسديد متفق عليها مسبقا بين الطرفين‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫حسابات الودائع‪ :‬حسابات الودائع هي حسابات تحتوي على أموال يتم إيداعها في بنك من‬
‫طرف أفراد أو كيانات‪ ،‬مع ِ‬
‫االلتزام بإعادة هذه األموال أو ما يعادلها إلى المودع أو إلى شخص‬
‫آخر معين‪ ،‬عند الطلب أو حسب شروط متفق عليها ُمسبقا‪.‬‬
‫الودائع في حسابات االستثمار‪ :‬الودائع في حسابات االستثمار هي توظيفات ألجل‪ ،‬تُترك تحت‬
‫تصرف البنك من طرف الموِدع لغرض استثمارها في تمويالت إسالمية وتحقيق أرباح‪.‬‬
‫في إطار ممارسة العمليات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬يتعين على البنك أو المؤسسة‬
‫المالية إنشاء هيئة الرقابة الشرعية‪ ،‬تتكون هذه الهيئة من ثالثة أعضاء على األقل‪ ،‬يتم تعيينهم‬
‫من طرف الجمعية العامة‪ ،‬وتكمن مهام هيئة الرقابة الشرعية على وجه الخصوص و في إطار‬
‫مطابقة المنتجات للشريعة‪ ،‬في رقابة نشاطات البنك أو المؤسسة المالية المتعلقة بالصيرفة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫تخضع منتجات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬المذكورة أعاله‪ ،‬إلى طلب ترخيص مسبق لدى بنك‬
‫الجزائر‪ ،‬وقبل تقديم طلب الترخيص لتسويق منتجات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬يجب على البنك أو‬
‫المؤسسة المالية أن يحصل على شهادة المطابقة ألحكام الشريعة‪ ،‬تُسلم له من طرف الهيئة‬
‫الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬ويتعين على البنك أو المؤسسة المالية‬
‫تقديم ملف لبنك الجزائر لطلب الترخيص المسبق لتسويق منتجات الصيرفة اإلسالمية‪ .‬يتكون‬
‫هذا الملف على وجه الخصوص‪ ،‬من الوثائق التالية‪:‬‬
‫‪ -‬شهادة المطابقة ألحكام الشريعة مسلمة من طرف الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة‬
‫المالية اإلسالمية‪،‬‬
‫‪ -‬بطاقة وصفية للمنتوج‪،‬‬
‫‪ -‬رأي مسؤول رقابة المطابقة للبنك أو المؤسسة المالية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ثالثا‪ :‬الخدمات البنكية المجانية‪.‬‬
‫وهي الخدمات التي تقدمها البنوك والمؤسسات بدون مقابل وبدون رسوم تقتطع من زبائنها‪،‬‬
‫جاء في المادة ‪ 14‬من النظام ‪ 01-20‬السالف الذكر على أنه‪:‬‬
‫يتعين على البنوك أن تقدم مجانا الخدمات المصرفية القاعدية اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬فتح واقفال الحسابات بالدينار؛‬
‫‪ -‬منح دفتر الشيكات؛‬
‫‪ -‬منح دفتر االدخار؛‬
‫‪ -‬منح بطاقات بنكية (داخلية)؛‬
‫‪ -‬عمليات الدفع نقدا لدى البنك المو ِّّ‬
‫طن؛‬
‫‪ -‬إعداد وتسليم أو إرسال‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬كشف حساب سنوي للزبون؛‬
‫‪ -‬االطالع على الحساب عن بعد؛‬
‫‪ -‬عملية تحويل ما بين الخواص على مستوى نفس البنك‪.‬‬

‫المحور السادس‪ :‬آليات الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫تتنوع آليات الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬والتي تكون في شكل رقابة داخلية و‬
‫رقابة خارجية‪ ،‬وفي ما يلي سنتناول آلتين مهمتين هما محافظو الحسابات واللجنة المصرفية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬محافظو الحسابات‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 100‬من قانون النقد والقرض على أنه‪ '' :‬يحب على كل بنك او مؤسسة‬
‫مالية وعلى كل فرع من فروع بنك او مؤسسة مالية أجنبية ان تعين‪ ،‬بعد رأي الجنة المصرفية‬
‫وعلى أساس المقاييس التي تحددها‪ ،‬محافظين (‪ )2‬للحسابات على األقل‪ ،‬مسجلين في قائمة‬
‫الخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات ''‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫لم يتناول األمر ‪ 11-03‬المعايير المعتمدة التي بموجبها يتم أخذ رأي اللجنة في تعيين‬
‫محافظي الحسابات‪ ،‬لكن بالرجوع إلى القواعد العامة‪ ،‬وبالضبط إلى القانون ‪ 01-10‬المنظم‬
‫لمهنة محافظي الحسابات في الجزائر‪ ،‬الذي نص على ألنه لممارسة مهنة محافظ الحسابات‬
‫يجب أن تتوفر في جملة من الشروط نوجزه في ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون جزائري الجنسية‪،‬‬
‫‪ -‬أن يكون حائ از الشهادة الجزائرية لمحافظ الحسابات أو شهادة معترف بمعادلتها‪،‬‬
‫‪ -‬أن يتمتع بجميع الحقوق المدنية والسياسية‪،‬‬
‫‪ -‬أن ال يكون قد صدر في حقه حكم بارتكاب جناية أو جنحة مخلة بشرف المهنة‪،‬‬
‫‪ -‬أن يؤدي اليمين القانونية‪،‬‬
‫‪ -‬أن يكون حاصال على شهادة جامعية في التخصص‪،‬‬
‫‪ -‬أن يكون قد تابع تكوينا قصد الحصول على شهادة محافظ الحسابات من المعهد المختص‬
‫التابع للوزير المكلف بالمالية أو المعاهد المعتمدة من طرفه‪.‬‬
‫وبخصوص االلتزامات التي تقع على عاتق محافظو الحسابات‪ ،‬فإن المادة ‪ 101‬من األمر‬
‫‪ ،11-03‬نصت على أنه‪ '' :‬يتعين على محافظي حسابات البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬زيادة‬
‫على التزاماتهم القانونية‪ ،‬القيام بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يعلموا فو ار المحافظ بكل مخالفة ترتكبها المؤسسة الخاضعة لمراقبتهم طبقا لهذا األمر‬
‫والنصوص التنظيمية المتخذة بموجب أحكامه‪،‬‬
‫‪ -2‬أن يقدموا لمحافظ بنك الجزائر تقري ار خاصا حول المراقبة التي قاموا بها‪ .‬ويجب أن يسلم‬
‫هذا التقرير للمحافظ في أجل أربعة (‪ )4‬أشهر ابتداء من تاريخ قفل كل سنة مالية‪،‬‬
‫‪ -3‬أن يقدموا للجمعية العامة تقري ار خاصا حول منح المؤسسة أية تسهيالت ألحد األشخاص‬
‫الطبيعيين أو المعنويين المذكورين في المادة ‪ 104‬من هذا األمر‪ .‬وفي ما يخص فروع البنوك‬
‫والمؤسسات المالية األجنبية فيقدم التقرير لممثليها في الجزائر‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫‪ -4‬أن يرسلوا على محافظ بنك الجزائر نسخة من تقاريرهم الموجهة للجمعية العامة للمؤسسة''‪.‬‬

‫كما يمكن ان يقع محافظو الحسابات تحت طائلة العقوبات التي توقعها عليهم اللجنة‬
‫المصرفية عند اإلخالل بالتزاماتهم‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 102‬من األمر ‪ ،11-03‬على أنه‪:‬‬
‫''يخضع محافظو البنوك والمؤسسات المالية لرقابة اللجنة المصرفية التي يمكنها أن تسلط عليهم‬
‫العقوبات اآلتية‪ ،‬دون اإلخالل بالمالحقات التأديبية والجزائية‪:‬‬
‫‪ -1‬التوبيخ‪،‬‬
‫‪ -2‬المنع من مواصلة عمليات مراقبة بنك أو مؤسسة مالية ما‪،‬‬
‫‪ -3‬المنع من ممارسة محافظي الحسابات لبنك أو مؤسسة مالية ما لمدة ثالث (‪ )3‬سنوات‬
‫مالية‪.'' ...‬‬
‫ثانيا‪ :‬اللجنة المصرفية‪.‬‬

‫استحدثت اللجنة المصرفية ‪ Commission Bancaire‬بموجب ‪ 143‬من القانون‬


‫‪ 10-90‬المتعلق بالنقد والقرض الملغى‪ ،‬وكرسها المشرع بموجب المادة ‪ 105‬من قانون النقد‬
‫والقرض الجديد الصادر بموجب األمر ‪ 11-03‬المعدل والمتمم‪ ،‬التي نصت على أنه‪'' :‬تؤسس‬
‫لجنة مستقلة تدعى في صلب النص اللجنة المصرفية''‪ ،‬هذه األخيرة عوضت '' لجنة رقابة‬
‫العمليات المصرفية ''‪ ،‬المنشأة بموجب المادة ‪ 29‬من القانون ‪ 12-86‬المتعلق بنظام البنوك‬
‫والقروض‪ ،‬وهي بدورها جاءت بعد إلغاء '' اللجنة التقنية لمؤسسات الصر''"‪ ،‬المنشأة بموجب‬
‫األمر ‪ 47-71‬المتضمن تنظيم مؤسسات القرض‪ ،‬وتتولى اللجنة المصرفية مهمة ضبط ومراقبة‬
‫النشاط المصرفي‬
‫أ‪ -‬مهام اللجنة المصرفية‪.‬‬
‫إن مهمة ضبط ومراقبة النشاط المصرفي من صالحيات مجلس النقد والقرض واللجنة‬
‫المصرفية‪ ،‬هذه األخيرة خولها المشرع مهام متعددة‪ ،‬تتأرجح بين المراقبة والمعاينة والفحص‬
‫وتوقيع العقوبات عند اإلخالل بقواعد حسن سير المهنة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫وبالرجوع إلى أحكام المادة ‪ 105‬من األمر ‪ 11-03‬نجدها تضمنت أهم الصالحيات التي‬
‫أوكلها المشرع اللجنة المصرفية‪ ،‬حيث نصت على أنه‪:‬‬
‫'' تؤسس لجنة مصرفية تدعى في صلب النص اللجنة وتكلف بما يأتي‪:‬‬
‫* مراقبة مدى احترام البنوك والمؤسسات المالية لألحكام التشريعية والتنظيمية المطبقة عليها؛‬
‫* المعاقبة على االختالالت التي تتم معاينتها؛‬
‫* تفحص اللجنة شروط استغالل البنوك وتسهر على نوعية وضعياتها المالية؛‬
‫* وتسهر على احترام قواعد حسن سير المهنة؛‬
‫* كما تعاين عند االقتضاء‪ ،‬المخالفات التي يرتكبها أشخاص يمارسون نشاطات البنك أو‬
‫المؤسسة المالية دون أن يتم اعتمادهم‪ ،‬وتطبق عليهم العقوبات التأديبية المنصوص عليها في‬
‫هذا األمر دون المساس بالمالحقات األخرى الجزائية والمدنية ''‪.‬‬
‫وبالمقابل نصت الفقرة ‪ 02‬من المادة ‪ 143‬من القانون ‪ 10-90‬الملغى على أنه‪ '':‬تبحث‬
‫اللجنة عند االقتضاء‪ ،‬المخالفات التي يرتكبها أشخاص غير مرخص لهم‪ ،‬يقومون بأعمال‬
‫البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وتنزل بهم العقوبات التأديبية المنصوص عليها في هذا القانون‪،‬‬
‫على أن ال يحول ذلك دون المالحقة المدنية والجزائية ''‪.‬‬
‫ب‪ -‬تشكيلة اللجنة المصرفية‪.‬‬
‫صارت تشكيلة اللجنة المصرفية بعد تعديل قانون األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض‬
‫بموجب األمر ‪ 04-10‬على النحو اآلتي‪:‬‬
‫* المحافظ رئيسا‪،‬‬
‫* ثالثة (‪ )03‬أعضاء يختارون بحكم كفاءتهم في المجال المصرفي والمالي والمحاسبي‪،‬‬
‫* قاضيين (‪ ،)02‬ينتدب األول من المحكمة العليا ويختاره رئيسها األول وينتدب الثاني من‬
‫مجلس الدولة ويختاره رئيس المجلس‪ ،‬بعد استشارة رئيس المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬
‫* ممثل عن مجلس المحاسبة يختاره رئيس المجلس من بين المستشارين األولين‪،‬‬

‫‪59‬‬
‫* ممثل عن الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬ق اررات اللجنة المصرفية‪.‬‬
‫تتخذ اللجنة المصرفية جملة من الق اررات‪ ،‬فقد تأخذ شكل تحذير فقط‪ ،‬وقد تأخذ شكل‬
‫سحب مقرر االعتماد‪ ،‬وربما تقضي اللجنة بدال عن كل ذلك بعقوبات مالية‪ ،‬حيث نصت‬
‫المادة ‪ 114‬من األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬على أنه‪:‬‬
‫'' إذا أخل بنك أو مؤسسة مالية بأحد األحكام التشريعية أو التنظيمية المتعلقة بنشاطه أو لم‬
‫يذعن ألمر أو لم يأخذ في الحسبان التحذير‪ ،‬يمكن اللجنة أن تقضي بإحدى العقوبات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلنذار‪،‬‬
‫‪ -2‬التوبيخ‪،‬‬
‫‪ -3‬المنع من ممارسة بعض العمليات وغيرها من أنواع الحد من ممارسة النشاط‪،‬‬
‫‪ -4‬التوقيف المؤقت لمسير أو أكثر مع تعيين قائم باإلدارة مؤقتا أو عدم تعيينه‪،‬‬
‫‪ -5‬سحب االعتماد‪.‬‬
‫‪ -‬وزيادة على ذلك يمكن اللجنة‪ ،‬أن تقضي إما بدال عن هذه العقوبات المذكورة أعاله‪ ،‬واما‬
‫إضافة إليها‪ ،‬بعقوبة مالية تكون مساوية على األكثر للرأسمال األدنى الذي يلزم البنك أو‬
‫المؤسسة المالية بتوفيره‪ ،‬وتقوم الخزينة بتحصيل المبالغ الموافقة ''‪.‬‬
‫قبل أن تقضي اللجنة المصرفية بإحدى العقوبات الواردة في نص المادة ‪ 114‬من األمر‬
‫‪ ،11-03‬تقوم بتوجيه تحذير لمسيري البنوك والمؤسسات المالية إلتاحة الفرصة لتقديم تفسير‬
‫عن كل خلل لقواعد حسن سير المهنة‪ ،‬كما يمكن للجنة أن تدعوا البنوك والمؤسسات المالية‬
‫التي تبرر وضعيتها‪ ،‬أن تتخذ كل التدابير التي من شأنها أن تصحح أساليب تسييرها أو أن‬
‫تعيد توازنها المالي‪ ،‬على أن يتم ذلك في آجال تحدد مسبقا بين اللجنة المصرفية وبين المصرف‬
‫المعني‪ ،‬تماشيا ومقتضيات المواد ‪ 111‬و‪ 112‬من األمر ‪.11-03‬‬

‫‪60‬‬
‫ووفقا لمقتضيات المادة ‪ 113‬من قانون النقد والقرض‪ ،‬فإنه من صالحيات اللجنة‬
‫المصرفية‪ ،‬تعيين قائم باإلدارة مؤقتا تنقل له السلطات الالزمة إلدارة أعمال البنك أو المؤسسة‬
‫المالية أو فروعها في الجزائر وتسييرها‪ ،‬ويتم هذا التعيين إما بناء على مبادرة من مسيري‬
‫المؤسسة المعنية إذا قدروا أنه له لم يعد باستطاعتهم ممارسة مهامهم بشكل عاد‪ ،‬وقد يتم‬
‫التعيين بمبادرة من اللجنة إذا رأى أعضائها أنه لم يعد باستطاعة مسيري تلك المؤسسة ممارسة‬
‫مهامهم في ظروف عادية‪ ،‬أو عندما تقضي اللجنة بواحدة من العقوبات المنصوص عليها في‬
‫الفقرتين ‪ 4‬و ‪ 5‬من المادة ‪ 114‬من األمر ‪ ،11-03‬ويحق للقائم باإلدارة المعين في هذه‬
‫الحالة إعالن توقف المصرف المعني عن الدفع‪.‬‬
‫عندما تقضي اللجنة المصرفية بعقوبة سحب االعتماد‪ ،‬يصبح قيد التصفية كل بنك أو‬
‫مؤسسة المالية‪ ،‬أو فرع بنك أو فرع مؤسسة مالية أجنبية تقرر سحب اعتمادها‪ ،‬وتعين اللجنة‬
‫المصرفية مصف تنقل إليه سلطات اإلدارة والتسيير والتمثيل‪ ،‬وتُتخذ عادة هذه اإلجراءات تُجاه‬
‫كل كيان مالي يمارس بطريقة غير قانونية العمليات المخولة للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬أو‬
‫الذي ُيخل بإحدى الممنوعات المنصوص عليها في المادة ‪ 81‬من األمر ‪ ،11-03‬وهذا تماشيا‬
‫والمادة ‪ 115‬من نفس األمر‪.‬‬

‫ـ‬ ‫ل‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ب‬


‫مّّ ّ ّونّ ّ ّه‪ّ .‬‬‫ت‬

‫‪61‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬
‫‪- Loi N° 62-144 du 13 décembre 1962 portant création et fixant les statuts de la‬‬
‫‪Banque centrale d’Algérie, JO N° : 10, du 28 décembre 1962.‬‬
‫‪- Loi N° 62-156 du 31 décembre 1962 fixant le capital de la banque central‬‬
‫‪d’Algérie, J O N° : 02 le 11 janvier 1962.‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 10-90‬المؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ ،1990‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر ج ج العدد‬


‫رقم ‪ 19‬الصادرة بتاريخ ‪ 18‬فيفري ‪ ،1990‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 01-01‬المؤرخ في ‪27‬‬
‫فيفري ‪ ،2001‬ج ر ج ج العدد رقم ‪ 14‬الصادرة بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪.2001‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01-07‬المؤرخ في ‪ 27‬فيفري ‪ ،2007‬المتعلق بتعاونيات االدخار والقرض‪ ،‬ج‬


‫ر ج ج العدد رقم ‪ 15‬الصادرة بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪.2007‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01-10‬المؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ ،2010‬المتعلق بمهنة الخبير المحاسب‬


‫ومحافظ الحسابات والمحاسب المعتمد‪ ،‬ج ر ج ج العدد رقم ‪ 42‬الصادرة بتاريخ ‪ 11‬جويلية‬
‫‪ ،2010‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪ -‬األمر رقم ‪ ،11-03‬المؤرخ في ‪ 26‬غشت ‪ ،2003‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر ج ج العدد‬


‫رقم ‪ 50‬الصادرة بتاريخ ‪ 01‬سبتمبر ‪ ،2003‬المعدل بموجب المادة ‪ 107‬من األمر رقم‬
‫‪ 01-09‬المؤرخ في ‪ 22‬يوليو ‪ ،2009‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2009‬ج ر ج‬
‫ج العد رقم ‪ 04‬الصادرة بتاريخ ‪ 26‬يوليو ‪ ،2009‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 04-10‬المؤرخ‬
‫في ‪ 20‬غشت ‪ 2010‬ج ر ج ج العدد رقم ‪ 20‬الصادرة بتاريخ ‪ 01‬سبتمبر ‪ ،2010‬المعدل‬
‫والمتمم بالمادة ‪ 68‬من القانون رقم ‪ 08-13‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2013‬المتضمن قانون‬
‫المالية لسنة ‪ 2014‬ج ر ج ج العدد رقم ‪ 68‬الصادرة بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،2013‬المعدل‬
‫والمتمم بالمادة ‪ 102‬من القانون رقم ‪ 14-16‬المؤرخ في ‪ 28‬ديسمبر ‪ 2016‬المتضمن قانون‬
‫‪62‬‬
‫المالية لسنة ‪ ،2017‬ج ر ج ج العدد رقم ‪ 77‬الصادرة بتاريخ ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،2016‬المعدل‬
‫والمتمم بالقانون رقم ‪ 10-17‬المؤرخ في ‪ 11‬أكتوبر ‪ ،2017‬ج ر ج ج العدد رقم ‪ 57‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 12‬أكتوبر ‪ 2017‬المعدل والمتمم بالمادة ‪ 157‬من القانون رقم ‪ 16-21‬المؤرخ في ‪30‬‬
‫ديسمبر ‪ 2021‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2022‬ج ر ج ج العدد رقم ‪ 100‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪.2021‬‬

‫‪ -‬النظام ‪ 01-12‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2012‬المتضمن تنظيم مركزية مخاطر المؤسسات‬


‫واألسر وعملها‪ ،‬ج ر ج ج العدد رقم ‪ 36‬الصادرة بتاريخ ‪ 13‬جوان ‪.2012‬‬

‫‪ -‬النظام رقم ‪ 02-2020‬المؤرخ في ‪ 15‬مارس ‪ 2020‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة‬


‫بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها من قبل البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬ج ر ج ج العدد رقم‬
‫‪ 16‬الصادرة بتاريخ ‪ 24‬مارس ‪.2020‬‬

‫‪ -‬شاكر القزويني‪ ،‬محاضرات في اقتصاد البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫‪.1992‬‬

‫‪ -‬محمد ضويفي‪ ،‬المركز القانوني للبنك المركزي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪،1‬‬
‫‪.2015-2014‬‬

‫‪- www.bank-of-algeria.dz‬‬
‫‪- www.agenor.dz‬‬

‫‪63‬‬

You might also like