You are on page 1of 34

‫المحور األول‬

‫مفهوم القانون البنكي‬


‫يتعين في كل دراسة حتى يتم تقريب المعنى إلى القارئ بصفة عامة والطالب بصفة خاصة التطرق إلى‬
‫مفهوم الشيء محل الدراسة‪ ،‬وبما أن محل دراستنا في هذه المحاضرة هو مقياس القانون البنكي‪ ،‬وبالتالي‬
‫أول سؤال يطرح هو ما مفهوم القانون البنكي‪ ،‬والذي تدخل فيه عدة مواضيع تتمثل في تعريف القانون‬
‫البنكي‪ ،‬خصائص القانون البنكي‪ ،‬مصادر القانون البنكي‪ ،‬أنواع المؤسسات المصرفية‪ ،‬وعالقة القانون‬
‫البنكي بغيره من القوانين األخرى‪ ،‬وهذا ما سنراه من خالل هذا المحور كاآلتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف القانون البنكي‬
‫يحتمل التعريف بصفة عامة وفقا لما أدرجت عليه البحوث والدراسات القانونية اعتماد تعريف لغوي وتعريف‬
‫اصطالحي‪ ،‬وبالتالي يمكن لنا تعريف القانون البنكي من الناحية اللغوية ثم من الناحية االصطالحية‪ ،‬ومنه‬
‫سوف نتطرق إلى عرضهما كاآلتي‪:‬‬
‫‪ – 1‬التعريف اللغوي للقانون البنكي‪ :‬القانون البنكي يحتوي من كلمتين كلمة قانون وكلمة بنك‪ ،‬ومن‬
‫الناحية اللغوية وجب تعريف كل مصطلح على حدا‪ ،‬فالقانون من الناحية اللغوية يجمع على قوانين‪ ،‬ومن‬
‫المعاني اللغوية له نجد كلمة قن وهو الشخص العبيد‪ ،‬وكلمة قن تحمل بداخلها الخضوع والذي إذا ما ربطناه‬
‫بمعنى القانون في االصطالح نجد أنه يجب الخضوع للقانون كالشخص الذي يكون عبدا لسيده بحيث‬
‫يخضع له‪ ،‬كما نجد أن القانون من الناحية اللغوية يحمل معنى أو يأتي في معنى قنينة والتي تعني الوعاء‬
‫وإذا ما ربطناه بالقانون يمكن القول أن القانون هو الوعاء الذي تجمع فيه القواعد القانونية‪ ،‬ويحمل القانون‬
‫أيضا من الناحية اللغوية معنى اآللة الموسيقية وإذا ربطناه بالقانون يمكن أن نعتبر القانون عبارة عن‬
‫الجانب الفني الذي تظهر فيه القاعدة القانونية‪.‬‬
‫أما كلمة بنك من الناحية اللغوية فهي من فعل بنك والذي يعني األصل كما يعني القيام أي فعل أقام‪.‬‬
‫‪ -2‬التعريف االصطالحي للقانون البنكي‬
‫وسوف نعرض التعريف الفقهي والتعريف التشريعي‬
‫أ‪ -‬التعريف الفقهي للقانون البنكي‬
‫يتبين أن القانون البنكي يتكون من مصطلحين مصطلح قانون ومصطلح بنك‪ ،‬وبالتالي يعرف القانون من‬
‫الناحية الفقهية بعدة تعاريف غير أنه سوف نكتفي بتعريف القانون على أنه مجموعة من القواعد القانونية‬
‫العامة والمجردة والتي تنظم سلوك األفراد داخل المجتمع وهي ملزمة ومقترنة بجزاء توقعه السلطة العامة‪.‬‬
‫أما البنك فهو أيضا عرف بعدة تعاريف من الجانب الفقهي نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬البنك هو المؤسسة التي تتوسط بين طرفين لديها إمكانيات أو حاجيات متقابلة ومختلفة يقوم البنك‬
‫باستثمارها أو توصيلها أو تنميتها أو تنفيذها للوصول إلى هدف أفضل ولقاء ربح مناسب‪.‬‬
‫‪ -‬البنك منشأة مالية تلعب دور الوسيط بين المودعين والمستثمرين حيث تعمل على قبول الودائع من‬
‫القطاعات المختلفة لمن احتاج إليها‪.‬‬
‫البنوك عبارة عن مؤسسات مالية تتمثل عملياتها الرئيسية على تجميع األموال الفائضة عن الحاجة لغرض‬
‫اقراضها ألصحاب العجز المالي وفق أسس معينة واستثمارها‪.‬‬
‫أما عن تعريف القانون البنكي فقد تم تعريفه باالعتماد على معيارين وهما‪:‬‬
‫المعيار الشخصي‪ :‬يعرف القانون البنكي وفقا للمعيار الشخصي على أنه مجموعة من القواعد القانونية‬
‫التي تنظم البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬فأشخاص النظام المصرفي أو المهنة المصرفية تتمثل في البنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬هذا ما يظهر من خالل العديد من مواد قانون النقد والقرض‪ ،‬منها المادة ‪ 75‬من‬
‫القانون رقم ‪ 09 – 23‬يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي‪ ،‬والتي تنص‪ ":‬البنوك مخولة دون سواها للقيام‬
‫بصفة مهنتها االعتيادية‪ ،‬بجميع العمليات المبينة في المواد من ‪ 86‬إلى ‪ 70‬و ‪ 72‬و ‪ 76‬و ‪ 77‬من‬
‫هذا القانون"‪ ،‬والمادة ‪78‬من القانون نفسه والتي تنص‪ ":‬ال يمكن للمؤسسات المالية تلقي األموال من‬
‫الجمهور‪ ،‬وال إدارة وسائل الدفع أو وضعها تحت تصرف زبائنها"‪.‬‬
‫حيث يظهر من خالل المادتين السالفتي الذكر استعمال المشرع مصطلح البنوك ومصطلح المؤسسات‬
‫المالية مما يوحي أن أشخاص القانون البنكي وفقا لقانون النقد والقرض تتمثل في البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫المعيار الموضوعي‪ :‬يعرف القانون البنكي وفقا لهذا المعيار على أنه مجموعة من القواعد القانونية التي‬
‫تنظم العمليات المصرفية‪ ،‬فالمعيار الموضوعي يعتمد في تعريف القانون البنكي على النشاط الذي تقوم به‬
‫البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وقد تتطرق المشرع الجزائري لهذه النقطة أي لمهام البنوك والمؤسسات المالية‪،‬‬
‫وذلك في الفصل الثاني من الباب الخامس من القانون النقدي والمصرفي‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 75‬منه على‬
‫أنه‪ ":‬البنوك مخولة دون سواها للقيام بصفة مهنتها االعتيادية‪ ،‬بجميع العمليات المبينة في المواد من ‪68‬‬
‫إلى ‪ 70‬و ‪ 72‬و ‪ 76‬و ‪ 77‬من هذا القانون"‪.‬‬
‫والمالحظ أن المادة ‪ 75‬السالفة الذكر أحالتنا إلى المواد ‪ 68‬إلى ‪ 70‬و‪ 72‬و‪ 76‬و‪ 77‬حيث تنص المادة‬
‫‪ 68‬المحال إليها على أنه‪ ":‬تتضمن العمليات المصرفية تلقي األموال من الجمهور وعمليات القرض‪،‬‬
‫والعمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬وكذا وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن وإدارة‬
‫هذه الوسائل"‪.‬‬
‫ب‪-‬التعريف التشريعي للقانون البنكي‬
‫المشرع الجزائري لم يعرف القانون البنكي ولكن عرف البنك وذلك من خالل المادة ‪ 114‬والمادة ‪ 115‬من‬
‫القانون رقم ‪ 10 – 90‬يتعلق بالنقد والقرض الملغى حيث عرف البنوك على أنها أشخاص معنوية مهمتها‬
‫العادية والرئيسية إجراء العمليات الموصوفة في المواد ‪ 113 – 110‬من القانون رقم ‪ 10- 90‬يتعلق بالنقد‬
‫والقرض‪.‬‬
‫في حين عرف المؤسسات المالية في المادة ‪ 115‬من القانون السالف الذكر على أنها أشخاص معنوية‬
‫مهمتها العادية والرئيسية القيام باألعمال البنكية ما عدا تلقي األموال من الجمهور‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص القانون البنكي‬
‫يتميز القانون البنكي بمجموعة من الخصائص تميزه عن غيره من القوانين تتمثل هذه الخصائص في‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون البنكي قانون مهمني‪ :‬بمعنى أن هذا القانون يغلب عليه الطابع المهني‪ ،‬فهو ينظم المهنة‬
‫المصرفية التي تقوم بها البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬فهو يحدد الشروط التي يجب توفرها في الشخص الذي‬
‫يريد ممارسة المهنة المصرفية‪ ،‬والتي تعتمد على مجموعة من الشروط نذكر منها شرط الترخيص واالعتماد‬
‫كما يحدد عن طريقها شروط فتح مكاتب تمثيل البنوك والمؤسسات المالية األجنبية في الجزائر‪ ،‬كما يحدد‬
‫المقاييس والنسب التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية السيما فيما يخص تغطية المخاطر وتوزيعها‬
‫والسيولة والقدرة على الوفاء والمخاطر بوجه عام‪ ،‬ويحدد الشروط التقنية لممارسة المهنة المصرفية ومهنتي‬
‫االستشارة والوساطة في المجالين المصرفي والمالي‪ ،‬كما تبين في حالة توفر شروط منح االعتماد كيف يتم‬
‫ذلك والذي يكون بمنح االعتماد عن طريق مقرر من المحافظ البنكي وينشر ذلك في الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫كما ينظم مهام المحافظ البنكي‪ ،‬ومهام مجلس اإلدارة‪ ،‬ومهام اللجنة المصرفية‪ ،‬ومهام مركزية المخاطر‪،‬‬
‫ومهام هيئة المراقبة وغيرها من المهام المنوطة بالبنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫وفي األخير فإن القانون البنكي يغلب عليه الطابع المهني ألنه في الغالب ينظم المهنة المصرفية‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون البنكي قانون شخصي‪ :‬بمعنى أنه يغلب عليه الطابع الشخصي‪ ،‬فالعمليات التي تقوم بها‬
‫الهيئات المصرفية في معظمها تقوم على االعتبار الشخصي بمعنى أنها تقوم بطبيعتها على ثقة كال طرفيها‪،‬‬
‫فعنصر الثقة عنصر هام جدا في المجال البنكي‪ ،‬ويؤثر في مضمون العمل وبقائه‪ ،‬وهذا االعتبار الشخصي‬
‫يتضح بصورة جلية من جانب العميل الذي ال يلجأ إال لمؤسسة قرض يثق بها نظ ار لسمعتها وسلوكها مع‬
‫زبائنها‪ ،‬ومن جانب مؤسسة القرض التي تحصن نفسها جيدا خصوصا في حاالت المخاطر المالية وتقدر‬
‫احتماالت وقوع الخطر‪ ،‬وذلك بدراسة أخالقيات الزبون وإمكانيته على الوفاء‪ ،‬كما تطلب منه ضمانات‬
‫عينية وشخصية لتغطية المخاطر‪ ،‬وهناك العديد من المواد التي تبين الطابع الشخصي للقانون البنكي‪.‬‬
‫‪ -3‬القانون البنكي قانون ذو طابع دولي‪ :‬بمعنى أن العمليات البنكية ال تنحصر داخل حدود الدولة‪ ،‬وإنما‬
‫تتعداها لتشمل دول أخرى على مستوى العالم‪ ،‬فهي عابرة للحدود الوطنية‪ ،‬وهذا فرضه التطور التكنلوجي‬
‫الملحوظ في كافة المجاالت‪ ،‬والذي حول العالم إلى رقعة جغرافية واحدة وكأنها دولة واحدة‪ ،‬كما فرضته‬
‫أيضا التجارة الخارجية والتطور الملحوظ فيها‪ ،‬وحتى التقنيات المعتمدة في القانون البنكي أغلبها مستوردة‬
‫من الخارج ولها اتصال مباشر وقوي بالتجارة الدولية مما يفرض تماثلها لتيسير العمل في هذا المجال‪ ،‬فمن‬
‫جهة هناك نظم وأساليب ظهرت في دولة ما‪ ،‬ومنها امتدت إلى دول أخرى بسبب مزاياها‪ ،‬كما هو الحال‬
‫بالنسبة للقرض اإليجاري‪ ،‬االعتماد اإليجاري‪ ،‬التوريق‪....‬وغيرها من العقود‪ ،‬ومن جهة أخرى نالحظ أن‬
‫األساليب أو النظم أو التقنيات البنكية لها غالبا طابع دولي أي أنها واحدة على مستوى كل الدول‪ ،‬وهذا‬
‫أمر طبيعي وضروري نظ ار ألن العملية الواحدة تتجاوز آثارها حدود الدولة كما هو الحال مثال بالنسبة‬
‫لالعتمادات المستندية وغيرها من العمليات المرتبطة بالتجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ -4‬القانون البنكي قانون تقني ذو طبيعة فنية ودقيقة‪ :‬فهو قانون تقني ذو طبيعة فنية دقيقة ألنه ينظم‬
‫عددا من العمليات التي تتكرر وبشكل مماثل آالف المرات‪ ،‬فالطريقة التي يتعامل بها البنك لها أهمية بالغة‬
‫تبدو في كون العمليات تتكرر بنفس الطريقة ونفس التقنية ألنه من التقنية الثابتة يأتي االستقرار واألمان‬
‫القانوني ويسهل العمل البنكي ويصبح سريعا‪.‬‬
‫‪ -5‬القانون البنكي قانون مرن وسريع التطور‪ :‬يعتبر القانون البنكي قانونا مرنا وسريع التطور‪ ،‬فهو ليس‬
‫بقانون جامد وخير دليل على ذلك هو عدد التعديالت التي عرفها القانون البنكي‪ ،‬والسبب في مرونة القانون‬
‫هو ارتباطه بالمجال االقتصادي والمجال المالي للدولة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عالقة القانون البنكي بغيره من القوانين‬
‫يتميز القانون البنكي بمجموعة من الخصائص تميزه عن غيره من القوانين‪ ،‬ولكن هذا ال يعني الفصل الكلي‬
‫بينه وبين غيره من القوانين‪ ،‬حيث هناك عالقة تربط بين القانون البنكي وغيره من القوانين هذا ما سنراه وفقا‬
‫لآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬عالقة القانون البنكي بالقانون المدني‪ :‬تربط بين القانون البنكي والقانون المدني عالقة تظهر في‬
‫عدة نقاط نذكر منها‪:‬‬
‫البنوك والمؤسسات المالية من مهامها العادية القيام بالعمليات المصرفية‪ ،‬ومن بين العمليات التي تمارسها‬
‫تلقي األموال من الجمهور في شكل ودائع‪ ،‬وهذا ما يعرف في القانون المدني بعقد الوديعة‪ ،‬وقد نظم المشرع‬
‫الجزائري أحكام الوديعة في القانون المدني بموجب المواد ‪ ،601 – 590‬حيث المشرع الجزائري بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 09 – 23‬المتعلق بالقانون النقدي والمصرفي قد تطرق إلى الودائع المصرفية‪ ،‬ولكن دون‬
‫تفصيل‪ ،‬وبالتالي في حالة وجود فراغ قانوني في هذا األمر بخصوص الوديعة المصرفية يتم العودة إلى‬
‫أحكام عقد الوديعة المنظمة في القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬من العمليات المصرفية التي تقوم بها البنوك والمؤسسات المالية عمليات القرض‪ ،‬وقد نظم المشرع‬
‫الجزائري القرض االستهالكي في القانون المدني الجزائري في المواد ‪ ،458 – 450‬وبالتالي يمكن االستعانة‬
‫بهذه المواد بخصوص القروض االستهالكية التي تمنحها البنوك والمؤسسات المالية مع العلم أن هناك‬
‫قوانين أخرى تناولت القرض االستهالكي‪.‬‬
‫‪ -‬نص المشرع الجزائري على أن المؤسسات المالية تأخذ شكل شركات المساهمة‪ ،‬ولكن لم يفصل في هذا‬
‫الشأن بموجب القانون رقم ‪ ،09 – 22‬ولكن عقد الشركة قد نظمه المشرع الجزائري في القانون المدني‬
‫الجزائري‪ ،‬وذلك في المواد ‪ 449 – 416‬ومنه يتم العودة بشأن عقد الشركة الذي تنشئ تحت إطاره‬
‫المؤسسات المالية إلى األحكام العامة لعقد الشركة المنظم في القانون المدني الجزائري الذي يعتبر الشريعة‬
‫العامة يتم العودة إليه كلما كان هناك فراغ قانوني في القوانين الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم البنوك بأعمال الكفالة المصرفية غير أن المشرع الجزائري لم ينظمها في قانون النقد والقرض وعقد‬
‫الكفالة قد نظمه المشرع الجزائري بموجب القانون المدني في المواد‪ 673 – 644‬من القانون المدني‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫‪ -2‬عالقة القانون البنكي بالقانون التجاري‬
‫للقانون البنكي عالقة مع القانون التجاري‪ ،‬وذلك ما يتبين في العديد من النقاط نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬اعتبر المشرع الجزائري بنك الجزائر‪ ،‬والذي يعتبر بنك مركزي تاج ار مع الغير‪ ،‬كما أشار إلى إخضاعه‬
‫ألحكام القانون التجاري مالم يخالف ذلك أحكام قانون النقد والقرض‪ ،‬فالمشرع الجزائري أحالنا إلى تطبيق‬
‫أحكام القانون التجاري على البنك المركزي‪ ،‬مع العلم أن هناك بعض األحكام تطبق على التاجر في القانون‬
‫التجاري وال تطبق على البنك المركزي من بينها عدم إخضاع البنك المركزي للتسجيل في السجل التجاري‪،‬‬
‫وهذا يعتبر أمر منطقي ألن المشرع الجزائري بعد أن صرح بأن البنك المركزي يعتبر تاج ار مع الغير‬
‫ويخضع ألحكام القانون التجاري مالم يخالف ذلك أحكام قانون النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -‬تأتي المؤسسات المالية في شكل شركات مساهمة والمشرع الجزائري لم ينظم أحكام شركات المساهمة‬
‫بموجب القانون النقدي والمصرفي‪ ،‬وإنما نظم أحكام شركات المساهمة في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬وذلك‬
‫في المواد ‪ 715 – 592‬مكرر ‪ 132‬مع العلم أن المشرع الجزائري قد عدل القانون التجاري سنة ‪.2022‬‬
‫‪ -‬اعتبر المشرع الجزائري العمليات المصرفية أعماال تجارية بحسب الموضوع‪ ،‬وذلك بموجب المادة الثانية‬
‫من القانون التجاري والتي تنص‪ ":‬كل عملية مصرفية ‪".......‬‬
‫‪ -‬تقوم البنوك بوضع وسائل الدفع أمام الجمهور والمشرع الج ازئري لم ينظم هذه الوسائل في قانون النقد‬
‫والقرض وإنما نظمها بنوع من اإليجاز في القانون التجاري‪ ،‬وذلك في مادتين وفقط‪ ،‬وهما المادة ‪ 543‬مكرر‬
‫‪ 23‬و ‪ 543‬مكرر ‪ 24‬من القانون التجاري‪ ،‬وتبقى دائما وسائل الدفع من المسائل التي لم تحظى بتنظيم‬
‫شامل حيث وإن كان المشرع قد أدرجها في قانون النقد والقرض والقانون التجاري غير أنها تبقى فقيرة من‬
‫الناحية التشريعية‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم البنوك بعمليات خصم األوراق التجارية من سفاتج وشيكات وغيرها وهذه األوراق التجارية لم ينظمها‬
‫القانون النقدي والمصرفي وإنما نظمها المشرع الجزائري بموجب القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -3‬عالقة القانون البنكي بالقانون االقتصادي‬
‫تعتبر البنوك والمؤسسات المالية نوع من أنواع المؤسسات االقتصادي‪ ،‬حيث تشمل المؤسسات االقتصادية‬
‫المؤسسات الفالحية والمؤسسات الصناعية‪ ،‬المؤسسات التجارية والمؤسسات المالية وهذه األخيرة هي التي‬
‫تقوم بالنشاطات المالية كالبنوك ومؤسسات التأمين وغيرها‪ ،‬وهذا ما يتبين من خالل القانون التوجيهي‬
‫للمؤسسات االقتصادية‪.‬‬
‫كما تظهر العالقة بين القانون البنكي واالقتصادي في الدور الذي يلعبه كل واحد منهما تجاه اآلخر فتتطور‬
‫اقتصاد أي دولة يعتمد بدرجة عالية على مدى تطور البنوك والمؤسسات المالية التابعة لها‪.‬‬
‫‪ -4‬عالقة القانون البنكي بالقانون المالي‬
‫توجد عالقة بين القانون البنكي والقانون المالي‪ ،‬وهذا يظهر جليا في العديد من النقاط نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬تعديل بعض مواد قانون النقد والقرض بموجب قانون المالية من بينها تعديل قانون المالية لسنة ‪2022‬‬
‫قانون النقد والقرض حيث عدل المادة ‪ 175‬منه‪.‬‬
‫‪ -‬مشروع قانون المالية لكل سنة يعتمد على الدراسة الشاملة لكل القطاعات ومن بين القطاعات التي يتم‬
‫دراستها القطاع البنكي‪.‬‬
‫‪ -‬يتدخل وزير المالية في بعض من المسائل المتعلقة بالمجال المصرفي‪.‬‬
‫‪ -‬نجد في تركيبة بعض الهيئات المصرفية والممثلة في اللجنة المصرفية أنها من أعضائها ممثل عن وزير‬
‫المالية‪.‬‬
‫‪ -‬كل هذا يبين العالقة بين القانون البنكي وقانون المالية‪.‬‬
‫‪ -6‬عالقة القانون البنكي بقانون العقوبات‬
‫يعتبر قانون العقوبات القانون العام في المجال الجنائي‪ ،‬والمشرع الجزائري وإن كان قد تضمن في القانون‬
‫النقدي والمصرفي أحكام جزائية‪ ،‬وذلك في الباب الثامن‪ ،‬والذي جاء بعنوان العقوبات الجزائية‪ ،‬وذلك في‬
‫المواد ‪ 150‬إلى ‪ 154‬إال أنه لم ينظم الجرائم المتعلقة بهذا المجال بصورة شاملة وكاملة وإنما أشار فقط‬
‫إلى القلة القليلة والتي في الغالب تخص ممارسو المهنة المصرفية وباقي الجرائم يتم الرجوع إليها لما عليه‬
‫في القانون العقوبات وغيرها من القوانين الخاصة المتعلقة ببعض الجرائم وخير مثال مانصت عليه المادة‬
‫‪ 150‬من القانون النقدي والمصرفي رقم ‪ 23 – 22‬والتي أحالتنا بدورها إلى قانون العقوبات‪ ،‬بشأن مخالفة‬
‫المادتين ‪ 7‬و ‪ 8‬من هذا القانون والتي تؤدي في حالة مخالفتها إلى ارتكاب جريمة التزوير في العملة النقدية‬
‫وقانون العقوبات قد تطرق إلى جريمة تزوير النقود وذلك في المواد ‪ ،204 – 197‬حيث تنص المادة ‪150‬‬
‫السالفة الذكر على أنه‪ ":‬يعاقب كل من يخالف أحكام المادتين ‪ 7‬و ‪ 8‬من هذا القانون‪ ،‬طبقا ألحكام‬
‫قانون العقوبات"‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أنواع المؤسسات المصرفية‬
‫يختلف تقسيم البنوك باختالف الجهة التي ننظر إليها للبنك‪ ،‬وسوف نذكرها في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬أنواع البنوك بحسب المساهمين فيها‪ :‬تنقسم البنوك بحسب المساهمين فيها إلى بنوك وطنية وهي‬
‫البنوك التي تكون حدودها داخل الوطن تابعة للدولة‪ ،‬وهي إما أن تكون بنوك عامة أو بنوك خاصة بمعنى‬
‫رأسمالها مملوك للخواص أو للدولة‪ ،‬أو مختلطة‪ ،‬وتعرف البنوك الخاصة على أنها البنوك التي تعود ملكيتها‬
‫للخواص بمعنى رأسمالها ملكا للخواص‪.‬‬
‫البنوك العامة هي البنوك التي تعود ملكيتها ـأو يكون رأسمالها مملوك للدولة مثل بنك الجزائر رأسماله يعتبر‬
‫ملك للدولة‪.‬‬
‫أما البنوك المختلطة هي البنوك التي يكون رأسمالها مشترك بين الدولة والخواص‬
‫وبنوك أجنبية وهي البنوك التي يكون رأسمالها مملوك لألجانب‪.‬‬
‫‪ -2‬تقسيم البنوك من حيث طبيعة النشاط المزاول‬
‫تنقسم البنوك من حيث طبيعة النشاط المزاول إلى بنوك تجارية‪ ،‬وهي البنوك التي تهدف إلى تحقيق الربح‬
‫فتتلقى الودائع وتمنح قروض وتتدخل في كل المجاالت‪.‬‬
‫وبنوك استثمارية وهي البنوك التي تمنح قروض طويلة األجل الهدف منها إنجاز استثمارات‪.‬‬
‫‪ -3‬أنواع البنوك من الجانب الشرعي‬
‫وتنقسم إلى بنوك تجارية ربوية‪ ،‬وهي البنوك التي تهدف إلى تحقيق الربح بتلقي الودائع ومنح القروض‪.‬‬
‫بنوك إسالمية هو البنك الذي ال يأخذ فوائد‪ ،‬ولكن من جهة أخرى يأخذ ويشارك في الربح مثلما عليه بنك‬
‫البركة‪ ،‬والصيرفة اإلسالمية التي جاءت مؤخرا‪.‬‬
‫‪ -4‬تقسيم الهيئات المصرفية وفقا لقانون النقد والقرض‬
‫وفقا لقانون النقد والقرض يتبين بأن المشرع الجزائري يقسم الهيئات المصرفية إلى البنوك والمؤسسات المالية‬
‫والبنوك بحد ذاتها نجد فيها البنك المركزي على رأسها ثم تأتي بعدها البنوك العادية ثم المؤسسات المالية‬
‫هذا ما يتبين من خالل نص المادتين ‪ 75‬و ‪ 78‬من القانون رقم ‪ 09 – 23‬أين استعمل المشرع الجزائري‬
‫مصطلح البنوك ومصطلح المؤسسات المالية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مصادر القانون البنكي‬
‫يستمد القانون البنكي مشروعيته وأساسه القانوني من مجموعة من المصادر يمكن تقسيمها إلى مصادر‬
‫داخلية ومصادر دولية‪ ،‬وهذا ما سنراه وفقا لآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬المصادر الداخلية للقانون البنكي‬
‫تتمثل مصادر القانون البنكي الداخلية في النصوص القانونية‪ ،‬وأعراف المهنة‪ ،‬واإلجتهاد القضائي نذكرها‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬النصوص القانونية‪ :‬وتتمثل النصوص القانونية في النصوص التشريعية والنصوص التنظيمية‪،‬‬
‫فالبنسبة للنصوص التشريعية تنقسم إلى نصوص تشريعية خاصة تتمثل في القانون النقدي والمصرفي‬
‫حيث صدر أول قانون ينظم المهنة البنكية في الجزائر سنة ‪ 1986‬غير أنه حاليا القانون الذي ينظم‬
‫القانون البنكي هو القانون رقم ‪ 09 – 23‬يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي‪ ،‬ونصوص تشريعية عامة‬
‫تتمثل في عدة نصوص نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 58 – 75‬يتضمن القانون المدني‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 59 – 75‬يتضمن القانون التجاري‬
‫أما بالنسبة للنصوص التنظيمية فتتمثل في التنظيمات الصادرة من بنك الجزائر وقد أصدر بنك الجزائر‬
‫العديد من األنظمة في مجال المهنة المصرفية نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬نظام رقم ‪ 02 – 06‬مؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر ‪ 2006‬يحدد شروط تأسيس بنك ومؤسسة مالية وشروط‬
‫إقامة فرع بنك ومؤسسة مالية أجنبية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪.77‬‬
‫‪ -‬نظام رقم رقم ‪ 03 – 11‬مؤرخ في ‪ 24‬مايو ‪ ،2011‬يتعلق بمراقبة مخاطر البنوك‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪.54‬‬
‫‪ -‬نظام رقم ‪ 04 – 11‬مؤرخ في ‪ 24‬مايو ‪ ،2011‬يتضمن تعريف وقياس ورقابة خطر السيولة‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ع‪.54‬‬
‫‪ -‬نظام رقم ‪ 05 – 11‬مؤرخ في ‪ 24‬ماي ‪ 2011‬يتعلق بمعالجة المحاسبة للفوائد غير محصلة‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.54‬‬
‫‪ -‬نظام رقم ‪ 02 -18‬مؤرخ في ‪ 26‬صفر عام ‪ 1440‬الموافق ‪ 4‬نوفمبر‪ ،2018‬يتضمن قواعد ممارسة‬
‫العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة التشاركية من طرف المصارف والمؤسسات المالية ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.73‬‬
‫‪ -‬نظام رقم ‪ 03 – 18‬مؤرخ في ‪ 4‬نوفمبر ‪ 2018‬يتعلق بالحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات‬
‫المالية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪.73‬‬
‫‪ -‬نظام رقم ‪ 03 – 20‬مؤرخ في ‪ 15‬مارس ‪ 2020‬يحدد العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‬
‫وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.16‬‬
‫‪ -‬نظام رقم ‪ 03 – 20‬مؤرخ في ‪ 15‬مارس ‪ ،2020‬يتعلق بسوق الصرف ما بين المصارف وبعمليات‬
‫الخزينة بالعملة الصعبة وبأدوات تغطية خطر الصرف‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.16‬‬
‫ب‪ -‬أعراف المهنة‪ :‬يعتبر العرف من مصادر القانون البنكي‪ ،‬حيث في حالة عدم وجود نص تشريعي‬
‫يحكم مسألة من مسائل النظام البنكي يمكن اللجوء إلى األعراف البنكية‪.‬‬
‫ج‪ -‬االجتهاد القضائي‪ :‬قد تطرح على الجهة القضائية مسائل في المجال البنكي إال أنها تكون غير‬
‫منظمة في القانون الخاص بالبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬والقاضي ال يمكن له أن ال يحكم في القضية‬
‫ألنه بذلك يعتبر منك ار للعدالة‪ ،‬وهذا ما يفتح له بابا لالجتهادات‪ ،‬ومنه تعتبر هذه االجتهادات القضائية‬
‫كمصدر من مصادر القانون البنكي يلجأ إليها في حالة عدم تنظيم مسألة ما بموجب نص تشريعي أو‬
‫عرف‪.‬‬
‫‪ -2‬المصادر الخارجية للقانون البنكي‬
‫يستمد القانون البنكي مصادره من مصادر خارجية دولية‪ ،‬ذلك ألنه يعتبر قانون دولي‪ ،‬وتتمثل مصادر‬
‫القانون البنكي الدولية في‪:‬‬
‫أ‪ -‬االتفاقيات الدولية‪ :‬توجد مجموعة من االتفاقيات الدولية سمحت بتوحيد ولو جزئي لبعض القواعد‬
‫البنكية‪ ،‬منها اتفاقية جنيف حول السفتجة والسند ألمر المنعقدة في ‪ 07‬جوان ‪ ،1930‬واتفاقية‬
‫جنيف حول الشيك المنعقدة في ‪ 11‬مارس ‪ ،1931‬واتفاقية األمم المتحدة للسفاتج (الكمبياالت)‬
‫الدولية والسندات اإلذنية الدولية والمنعقدة سنة ‪ ،1994‬اتفاقية بازل أو لجنة بازل ‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪3‬‬
‫للرقابة المصرفية‪ ،‬وبازل هي مدينة عريقة تقع شمال غرب سويسرا‪ ،‬فبعد أن تفاقمت أزمة الديون‬
‫الخارجية للدول النامية وتزايد حجم الديون المشكوك في تحصيلها والتي منحتها البنوك العالمية مما‬
‫تسبب أزمة لهذه الديون إضافة إلى المنافسة القوية من جانب البنوك اليابانية للبنوك األمريكية‬
‫واألوروبية بسبب انخفاض رؤوس األموال حرصت البنوك المركزية لمجموعة الدول العشر( بلجيكا‪،‬‬
‫اليابان‪ ،‬فرنسا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬لكسمبورغ‪ ،‬السويد‪ ،‬سويسرا‪ ،‬المملكة المتحدة) على تشكيل لجنة في‬
‫إطار بنك التسويات الدولي للرقابة على البنوك في نهاية سنة ‪.1974‬‬
‫وحديثا هناك اتفاقية أوتاوا حول االعتماد اإليجاري‪ ،‬وعقد تحويل الفاتورة الدوليين المؤرخة في ‪05 -28‬‬
‫– ‪.1988‬‬
‫ب‪ -‬األعراف الدولية‪ :‬ومثالها عمل الغرفة التجارية الدولية على توحيد أحكام عقد االعتماد المستندي‪.‬‬
‫المحور الثاني‬
‫نشأة وتطور القانون البنكي‬
‫أوال‪ :‬نشأة القانون البنكي‬
‫ندرس في البداية أصل كلمة بنك ثم بعدها ننتقل لدراسة نشأة البنوك‬
‫أ‪ -‬أصل كلمة بنك‬
‫كلمة بنك باإلنجليزية بنك أصلها كلمة بانكو‪ ،‬وكان يقصد بها في البداية المصطبة التي يجلس عليها‬
‫الصيارفة لتحويل العملة‪ ،‬ثم تطور المعنى فيما بعد لكي يقصد بها المنضدة التي يتم فوقها عد وتبادل‬
‫العمالت ثم أصبحت في النهاية تعني المكان الذي توجد فيه تلك المنضدة وتجري فيها المتاجرة بالنقود‪.‬‬
‫ب‪ -‬نشأة البنوك‬
‫ترجع نشأة البنوك إلى الفترة األخيرة من القرون الوسطى عندما قام بعض التجار بقبول أموال المودعين‬
‫بغية الحفاظ عليها من الصياغ‪ ،‬وذلك مقابل إصدار شهادات إسمية‪ ،‬ومع مرور الوقت قامت هذه المؤسسات‬
‫تدريجيا بتحويل الودائع من حساب مودع إلى حساب مودع آخر سدادا للمعامالت التجارية‪ ،‬وفي القرن‬
‫الرابع عشر سمح التجار والصياغة لبعض عمالئهم بالسحب على المكشوف أي سحب مبالغ تتجاوز‬
‫أرصدتهم‪ ،‬وهذا ما أدى إلى إفالس العديد من البيوت‪ ،‬وقد دفع هذا األمر عدد من المفكرين في الربع‬
‫األخير من القرن السادس عشر إلى المطالبة بإنشاء بنوك حكومية تقوم بحفظ الودائع والسهر على سالمتها‪،‬‬
‫وفي عام ‪ 1587‬تم إنشاء أول بنك حكومي في البندقية‪ ،‬ومنذ بداية القرن الثامن عشر أخذ عدد البنوك‬
‫يتزايد‪ ،‬وكانت غالبيتها يمتلكها أفراد أو عائالت‪ ،‬وأخذت وظائف البنوك في التطور حيث تقوم بقبول الودائع‬
‫ومنح القروض وتقديم التسهيالت االئتمانية‪ ،‬كما أنها تساهم في زيادة النشاط االقتصادي من خالل خلق‬
‫النقود‪ ،‬ثم شاهد القرن التاسع عشر تعديل قوانين إنشاء البنوك بحيث سمحت تلك التعديالت بتكوين بنوك‬
‫متخذة شكل شركة مساهمة‪ ،‬ويرجع ذلك إلى انتشار الثورة الصناعية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تطور النظام المصرفي (القانون البنكي) في الجزائر‬
‫سوف ندرس النظام المصرفي في فترة االحتالل الفرنسي والنظام المصرفي الجزائري في فترة االستقالل‬
‫‪ -1‬النظام المصرفي الجزائري في فترة االستعمار( الفترة ما قبل االستقالل)‬
‫أنشئ المستعمر الفرنسي العديد من البنوك نذكر منها‬
‫‪ -‬بنك فرع فرنسا وهو أول بنك تم إنشاءه من طرف المستعمر الفرنسي‪ ،‬وكان في ‪1943 -07 – 19‬‬
‫وبدأ بمهمة إصدار النقد مع بداية سنة ‪.1984‬‬
‫‪ -‬البنك الوطني للخصم أو ما يسمى بالصراف الوطني للخصم أو العداد الوطني( ‪comptoir national‬‬
‫‪ ،d'exempte‬وهو ثاني بنك قام بإنشائه المستعمر الفرنسي‪ ،‬وكانت وظيفته ائتمانية بمعنى لم تسند له‬
‫وظيفة إصدار النقود‪ ،‬وقد تأسس بعد الحرب العالمية الثانية في الجزائر العاصمة ووهران‪.‬‬
‫‪ -‬بنك الجزائر وهو ثالث بنك أنشئ من قبل المستعمر الفرنسي‪ ،‬وكان ذلك في ‪ 4‬أوت ‪ 1851‬برأسمال‬
‫خصم قدره ثالثة ماليين فرك‪ ،1‬وكان مقره االجتماعي أو الرئيسي الجزائر‪ ،‬وذلك من سنة ‪– 1581‬‬
‫‪ ،1900‬ثم انتقل مقره إلى باريس سنة ‪ ،1904‬ثم امتد نشاطه إلى تونس‪ ،‬وذلك بموجب القانون ‪ 12‬جانفي‬
‫‪ 1949‬وأخذ تسمية بنك الجزائر وتونس‪ ،‬ثم عاد إلى تسميته األولى بنك الجزائر سنة ‪ ،1958‬وذلك بموجب‬
‫اتفاق بين الجزائر والجمهورية التونسية‪.‬‬
‫‪ -‬القرض العقاري للجزائر وتونس والذي تأسس بالجزائر عام ‪ 1880‬للعقار والزراعة‪ ،‬وكانت له عدة فروع‬
‫على مستوى اإلقليم الجزائري‪ ،‬ومدد نشاطه إلى تونس عام ‪.1907‬‬
‫‪ -‬القرض الجزائري تأسس في باريس عام ‪ 1881‬لتشجيع الملكية العقارية‪.‬‬
‫‪ -‬البنك الصناعي للجزائر والبحر المتوسط تأسس سنة ‪.1911‬‬
‫‪ -‬الشركة الجزائرية للقرض والبنك تأسست عام ‪.1977‬‬
‫‪ -‬قرض الشمال تم تأسيسه في الجزائر وتونس‪.‬‬
‫‪ -‬القرض الليوني‪.‬‬
‫‪ -‬الشركة العامة وتم تأسيسها سنة ‪.1914‬‬
‫_ الشركة المرسيلية وتسمى بالبنك الوطني للتجارة والصناعة وأسست في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬القرض الصناعي والتجاري‪.‬‬
‫‪ -‬االئتمان الشعبي‪.‬‬
‫‪ -‬المنشآت العامة والشبه العامة مثل القرض العقاري‪ ،‬القرض الوطني‪.‬‬
‫‪ -2‬النظام المصرفي الجزائري في فترة االستقالل‬
‫يمكن تقسيم مراحل تطور القانون البكني في الجزائر إلى أربعة مراحل تتمثل في مرحلة إضفاء السيادة‪،‬‬
‫ومرحلة التأميم‪ ،‬ومرحلة اإلصالح وإعادة الهيكلة‪ ،‬ومرحلة صدور القوانين الخاصة بقانون البنوك‪.‬‬
‫أ‪ -‬مرحلة إضفاء السيادة‬
‫بعد خروج المستعمر الفرنسي أول هدف كانت تصبو إليه الدولة الجزائرية هو العمل على استعادة‬
‫سيادتها في جميع المجاالت‪ ،‬حيث أصدرت الجزائر القانون رقم ‪ 157 -62‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر سنة‬
‫‪ 1962‬الرامي إلى تمديد مفعول التشريع النافذ إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1962‬باستثناء مقتضياته المخالفة‬
‫للسيادة الوطنية‪ ،‬حيث يعتبر هذا القانون كبذرة من بوادر اهتمام الدولة الجزائرية بالسيادة الوطنية حيث‬
‫أقرت مبدئيا باستمرار العمل بالقوانين النافذة التي خلفها المستعمر الفرنسي‪ ،‬ولكن مع احترام السيادة الوطنية‪،‬‬
‫فكل ما يخالف السيادة الوطنية يستبعد وال يطبق‪.‬‬
‫ومنه عملت الدولة الجزائرية إلى إصدار قوانين وتنظيمات محاولة بذلك إضفاء سيادتها عن طريق‬
‫سن قوانين خاصة بها‪ ،‬وذلك في مختلف المجاالت نذكر منها المجال المصرفي‪ ،‬وعرفت هذه المرحلة‬
‫بمرحلة إضفاء السيادة والتي امتدت من سنة ‪ ،1965 – 1962‬حيث ثم إصدار بعض القوانين الخاصة‬
‫بالمجال المصرفي كما تم إنشاء وإحداث بعض البنوك وتم إنشاء الخزينة العمومية نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬إنشاء الخزينة العمومية حيث تم تأسيسها في‪ 1962 /08/29‬وتكفلت بمنح قروض استثمارية للقطاع‬
‫االقتصادي وقروض تجهيزية للقطاع الفالحي المسير ذاتيا‪.‬‬
‫‪ -‬إحداث البنك المركزي الجزائري وذلك بموجب القانون رقم ‪ 144 – 62‬مؤرخ في ‪ 1962/12/13‬وباشر‬
‫نشاطه الفعلي في ‪.1963 / 01 /11‬‬
‫‪ -‬إنشاء الصندوق الجزائري للتنمية‪ ،‬والذي تأسس بموجب القانون رقم ‪ 165/63‬المؤرخ في ‪1963/05/07‬‬
‫والذي كان يمول االستثمارات اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار العملة الوطنية وذلك بموجب القانون ‪ 111/64‬المؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪.1964‬‬
‫‪ -‬إنشاء الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط وأسس بالقانون رقم ‪ 227 -64‬مؤرخ في ‪ 10‬أوت سنة‬
‫‪.1964‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة التأميم على البنوك‬
‫امتدادا لفكرة السيادة التي تسعى كل دولة إلى تحقيقها‪ ،‬وبعد أن عملت في المراحل األولى الدولة الجزائرية‬
‫إلى محاولة إضفاء سيادتها عن طريق خلق قوانين وإنشاء وتأسيس بنوك وإنشاء الخزينة العمومية والعملة‬
‫الوطنية‪ ،‬قامت في الفترة الالحقة لها بمحاولة التأميم في المجال المصرفي علما أنه حتى بعد االستقالل‬
‫مزال المستعمر الفرنسي يحتكر في المجال المصرفي‪ ،‬وبالتالي عملت الدولة الجزائرية على التأميم على‬
‫المصارف التي كانت ومازالت تابعة للمستعمر‪ ،‬حيث قامت الجزائر بالتأميم على البنوك وذلك بإصدار‬
‫ق اررات التأميم على البنوك فمنها ما عاد إلى وطنها ومنها ما تم التأميم عليها بموجب ق اررات‪ ،‬وهذه المرحلة‬
‫بدأت من سنة ‪.1969 – 1966‬‬
‫وقد تم إحداث بعض الهيئات المصرفية بعد التأميم على البنوك األجنبية نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬القرض الشعبي الجزائري تم تأسيسه في ‪ 14‬ماي ‪.1966‬‬
‫‪ -‬الصندوق الجزائري للتدخل االقتصادي حيث تم تأسيسه بموجب المرسوم رقم ‪ 125 – 66‬مؤرخ في ‪27‬‬
‫ماي ‪.1966‬‬
‫‪ -‬البنك الوطني الجزائري والذي تأسس بموجب األمر رقم ‪ 178 – 66‬مؤرخ في ‪ 13‬يونيو سنة ‪.1966‬‬
‫‪ -‬البنك الخارجي الجزائري والذي أسس بموجب األمر رقم ‪ 204 – 67‬مؤرخ في ‪ 1‬أكتوبر ‪.1967‬‬
‫ج‪ -‬مرحلة اإلصالح وإعادة الهيكلة‬
‫هذه المرحلة بدأت من سنة ‪ 1971‬إلى ‪ 1985‬ويمكن تقسيمها إلى مرحلتين وهما‪:‬‬
‫*مرحلة اإلصالح والتي كانت ما بين سنة ‪ 1971‬إلى غاية ‪1981‬‬
‫وهذه المرحلة جاءت عقب تولي الدولة الجزائرية النظام االشتراكي‪ ،‬والذي فرض معه ضرورة اإلصالح في‬
‫جميع المجاالت‪ ،‬ومن بينها مجال البنوك ومنه تم إتباع نهج المخططات الوطنية‪ ،‬وتم خالل هذه المرحلة‬
‫تحويل الصندوق الوطني للتنمية إلى البنك الجزائري للتنمية باعتباره متخصص في التنمية‪ ،‬فبعد أن كانت‬
‫الخزينة تتدخل مباشرة في الوظيفة االئتمانية من خالل تنفيذ االستثمارات المخططة عن طريق القروض‬
‫الطويلة األجل والتي هي أصال من مهام البنوك التجارية جاء اإلصالح المالي لسنة ‪ 1971‬ليبعد الخزينة‬
‫العمومية ويكلف البنك الجزائري للتنمية بتمويل االستثمارات المخططة في إطار المخطط الرباعي األول‪،‬‬
‫والمخططات التي تليه واستمر العمل على هذا النهج إلى غاية سنة ‪.1978‬‬
‫وقد عرفت هذه المرحلة أيضا إنشاء بعض الهيئات االستشارية وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬مجلس القرض والذي أنشئ بمقتضى األمر رقم ‪ 47 – 71‬المؤرخ في ‪ 1970/06/30‬وهو هيئة رقابية‬
‫تحت سلطة وزير المالية‪.‬‬
‫‪ -‬اللجنة التقنية للمؤسسات المصرفية وتأسست هذه اللجنة بموجب األمر رقم ‪ 47 – 71‬المؤرخ في‬
‫‪ 1971 /06/30‬تحت سلطة وزير المالية‪.‬‬
‫*مرحلة إعادة الهيكلة والتي كانت ما بين سنة ‪1985 – 1982‬‬
‫تم إعادة هيكلة البنك الوطني الجزائري والقرض الشعبي الجزائري باعتبارهما أكبر بنكين في تلك الفترة حيث‬
‫انبثق عنهما بنكين هما‪:‬‬
‫بنك الفالحة والتنمية الريفية وذلك بموجب المرسوم ‪ 206 – 82‬المؤرخ في ‪ 1982/03/ 16‬بعد إعادة‬
‫هيكلة البنك الوطني الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬بنك التنمية المحلية والذي أنشئ بموجب المرسوم ‪ 85 – 85‬الصادر بتاريخ ‪ 1985/04/30‬بعد إعادة‬
‫هيكلة القرض الشعبي‪.‬‬
‫د‪ -‬مرحلة صدور النصوص التشريعية الخاصة بقانون البنوك‬
‫نظم المشرع الجزائري البنوك‪ ،‬وذلك في سنة ‪ ،1986‬وآخر قانون ينظم البنوك هو األمر رقم ‪11 – 03‬‬
‫يتعلق بالنقد والقرض المعدل والمتمم‪ ،‬حيث مر بتسميتين فكان يسمى في ظل القانونين ‪ 1986‬و‪1988‬‬
‫بنظام البنوك والقرض لتصبح تسميته في سنة ‪ 1990‬قانون النقد والقرض‪ ،‬ومازالت هذه التسمية هي التي‬
‫تطلق على قانون البنوك‪ ،‬ونحن سوف نرى نظام البنوك في ظل قانون نظام البنوك والقرض‪ ،‬ونظام البنوك‬
‫في ظل القوانين المتعلقة بالنقد والقرض‪.‬‬
‫* نظام البنوك في ظل قانون نظام البنوك والقرض‬
‫أول قانون صدر في نظام البنوك هو القانون رقم ‪ 12 – 86‬ثم تاله القانون رقم ‪ 06 - 88‬وهذا ما سنراه‬
‫بنوع من التفصيل‬
‫‪ -‬نظام البنوك في ظل القانون رقم ‪ : 12 – 86‬وهو أول قانون صدر حول البنوك حيث جمع المنظمة‬
‫البنكية في قانون واحد وصدر هذا القانون في ‪ 19‬أوت ‪ ،1986‬وهو يتعلق بنظام البنوك والقرض‪.‬‬
‫واحتوى القانون رقم ‪ 12 – 86‬على ‪ 86‬مادة‪ ،‬وقد قسم إلى ستة عناوين رئيسية حيث جاء العنوان األول‬
‫بامتياز اإلصدار وذلك من المادة( ‪ ،)9 – 2‬وجاء العنوان الثاني بالمنظومة المصرفية وذلك في المواد(‪10‬‬
‫– ‪ ،)31‬وجاء العنوان الثالث بالمخطط الوطني للقرض وذلك في المواد (‪ ،)31–26‬وجاء العنوان الرابع‬
‫بنظام القروض وذلك في المواد (‪ ،)50– 32‬وجاء العنوان الخامس بالوسائل المحاسبة وذلك في المواد‬
‫(‪ ،)52 – 51‬وجاء العنوان السادس واألخير بالضمانات واالمتيازات وذلك في المواد(‪.)59 – 53‬‬
‫وبعد تفحص مضمون القانون رقم ‪ 12 – 86‬السالف الذكر ظهرت لنا بعض النقاط والتي تم استنتاجها من‬
‫خالل تحليل مواده نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬توجه إرادة المشرع من خالل هذا القانون إلى تحديد النظام القانوني للبنوك والقروض‪ ،‬وهو ما يتبين من‬
‫خالل المادة األولى منه والتي تنص‪ ":‬يحدد هذا القانون نظام البنوك والقرض"‪ ،‬وبالتالي يعتبر هذا القانون‬
‫كمصدر يتم العودة إليه بخصوص كل ما يتعلق بالبنوك والقروض التي تقوم بها‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد المشرع الجزائري بخصوص القروض التي تمنحها البنوك والمؤسسات المالية على المخطط الوطني‬
‫للقرض‪.‬‬
‫‪ -‬منح سلطة إصدار النقود للبنك المركزي الجزائري‪ ،‬وذلك بتفويض من الدولة ألن هذه األخيرة هي من‬
‫تملك سلطة إصدار النقود‪ ،‬وتقوم بتفويض البنك المركزي بذلك‪ ،‬وذلك في المادة الثانية من القانون السالف‬
‫الذكر‪.‬‬
‫‪ -‬إقرار المشرع الجزائري بملكية الدولة لرأسمال البنك المركزي ومؤسسات القرض‪ ،‬وهو ما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 13‬من القانون السالف الذكر‪ ،‬ما يوحي أن في ظل هذا القانون لم يكن القانون الجزائري يسمح‬
‫للخواص بإنشاء البنوك ومؤسسات القرض‪.‬‬
‫‪ -‬بيان وظائف البنك المركزي‪ ،‬والتي تتمثل في إصدار النقد والمشاركة في إعداد التشريع والتنظيم المتعلقين‬
‫بالصرف والتجارة الخارجية‪ ،‬وذلك ما نصت عليه المادة ‪ 8‬من القانون السالف الذكر‪ ،‬كما يكلف البنك‬
‫المركزي بتطبيق التشريع والتنظيم المتعلقين بالصرف والتجارة الخارجية‪ ،‬كما يقوم بضبط ورقابة توزيع‬
‫االعتمادات على قطاعات االقتصاد‪ ،‬ويساعد الخزينة العمومية ويجمع احتياطات الصرف‪ ،‬كما ينفرد بجميع‬
‫العمليات الخارجية الخاصة بالذهب‪ ،‬كما يسير أدوات السياسة النقدية ويقوم بعمليات القرض‪.‬‬
‫‪ -‬نظام البنوك كان يعتمد على ال مركزية التسيير‪ ،‬وهو ما يتبين من خالل نص المادة ‪ 13‬من القانون‬
‫السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -‬تشمل المنظومة المصرفية على البنك المركزي ومؤسسات القرض‪ ،‬والتي تنقسم بدورها إلى مؤسسات‬
‫قرض ذات الصبغة العامة وتدعى البنك‪ ،‬وهي المؤسسات التي تقوم بتجميع الودائع ومنح القروض مهما‬
‫كانت مدتها وشكلها‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 17‬من القانون السالف الذكر‪ ،‬ومؤسسات قرض متخصصة‬
‫وهي كل مؤسسة قرض ال تجمع بمقتضى قوانينها األساسية إال أصنافا من القروض التابعة لهدفها‪ ،‬وهذا‬
‫ما نصت عليه المادة ‪ 18‬من القانون ‪ 12 – 86‬السالف الذكر‪.‬‬
‫*نظام البنوك في ظل القانون رقم ‪ 06 – 88‬يعدل القانون رقم ‪ :12 – 68‬صدر القانون رقم ‪– 88‬‬
‫‪ 06‬في ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬وجاء لتعديل القانون رقم ‪ 12 – 86‬يتعلق بنظام البنوك والقرض‪ ،‬وذلك في‬
‫الجريدة الرسمية عدد‪ ،2‬ويعود السبب في صدور هذا القانون إلى استمرار أزمة البترول التي عرفتها البالد‪،‬‬
‫وكان أيضا هذا التعديل متزامنا مع صدور القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية‪ ،‬وهذا ما يتبين من خالل‬
‫المادة األولى من القانون رقم ‪ 06 – 88‬والتي تنص‪ "":‬طبقا للقانون التوجيهي للمؤسسات العمومية يهدف‬
‫هذا القانون إلى تعديل وإتمام بعض أحكام القانون رقم ‪ 12 – 86‬المؤرخ في ‪ 19‬غشت ‪ 1986‬المتعلق‬
‫بنظام البنوك والقرض"‪.‬‬
‫وقد احتوى القانون السالف الذكر على ‪ 10‬مواد وبتفحص هذه المواد تبينت لنا بعض النقاط تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬إخضاع رأسمال المؤسسات المالية للقانون التوجيهي للمؤسسات المالية‪ ،‬وذلك ما يتبين من خالل المادة‬
‫‪ 2/2‬من القانون السالف الذكر بعد أن كان يخضع لقانون األمالك الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلبقاء على تملك الدولة لرأسمال البنك المركزي‪ ،‬في حين لم يتم اإلشارة إلى رأسمال مؤسسات القرض‬
‫ما يوحي عزوف الدولة عن اعتبار رأسمال مؤسسات القرض ملك للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬االعتراف بوجود مؤسسات مالية إضافة إلى البنك المركزي والبنوك المتخصصة والمتمثلة في صناديق‬
‫المساهمة والتي ال تقوم بمنح قروض وتقبل ودائع وإنما تقوم بإصدار سندات وأسهم‪.‬‬
‫‪ -‬لم يعد يرخص لمؤسسات القرض المشاركة في تمويل االقتصاد بأخذ مساهمات وإنشاء فروع بمعنى يبقى‬
‫ذلك حقا للبنك المركزي فقط‪.‬‬
‫وفي األخير نشير إلى أن في سنة ‪ 1988‬تم تعديل وإصدار الكثير من القوانين المتعلقة بالمجال المصرفي‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01 – 88‬مؤرخ في ‪ 22‬جمادى األولى عام ‪ 1408‬الموافق ‪ 12‬يناير سنة ‪ 1988‬يتضمن‬
‫القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪ 12 – 86‬يتعلق بالقرض ونظام البنوك‪،‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 02 – 88‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ 1988‬يتعلق بالتخطيط‪.‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 03 – 88‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير يتعلق بصناديق المساهمة‪.‬‬
‫_ القانون رقم ‪ 04 – 88‬والذي يتضمن القانون التجاري ويحدد القواعد الخاصة المطبقة على المؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫*نظام البنوك في ظل األوامر المتعلق بالنقد والقرض‬
‫في سنة ‪ 1990‬تم التوجه إلى نظام السوق ومنه كان لزاما التعديل أو إلغاء بعض القوانين التي كانت سارية‬
‫المفعول في ظل النظام االشتراكي السائد‪ ،‬ومن بين القوانيين التي تم إلغاءها القوانين المتعلقة بنظام البنوك‬
‫والقرض‪ ،‬حيث تم إصدار القانون رقم ‪ 10 – 90‬يتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬وهذا بدوره تم تعديله سنة ‪،2001‬‬
‫ثم تم إلغاءه سنة ‪ 2003‬وهذا ما سنراه‪.‬‬
‫* النظام المصرفي في ظل القانون رقم ‪10 – 90‬‬
‫من أسباب صدور قانون النقد والقرض سنة ‪ 1990‬هو تخلي الدولة الجزائرية عن النظام االشتراكي وتبنيها‬
‫النظام الرأسمالي‪ ،‬أو ما يعرف بالنظام الليبيرالي‪ ،‬أو ما يعرف باقتصاد السوق‪ ،‬والذي اعترف بالملكية‬
‫الخاصة لوسائل اإلنتاج وغيرها‪ ،‬حيث يعد هذا القانون منعرجا تشريعيا هاما في القانون البنكي ‪،‬وذلك من‬
‫خالل تحويل النظام المصرفي من نظام مصرفي مغلق وموجه تحتكره الدولة إلى نظام مصرفي حر ومنفتح‪.‬‬
‫ومن أهم النقاط التي جاء بها األمر رقم ‪ 10 – 90‬يتعلق بالنقد والقرض نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬االعتراف بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي واإلداري للبنك المركزي والمؤسسات المالية‪ ،‬ذلك ما‬
‫يظهر من خالل المادة ‪ 11‬من القانون السالف الذكر والتي تنص‪ ":‬البنك المركزي مؤسسة وطنية تتمتع‬
‫باالستقالل المالي‪ ،"...‬والمادة ‪ 114‬من القانون نفسه والتي تنص‪ ":‬البنوك والمؤسسات المالية أشخاص‬
‫معنوية‪."....‬‬
‫‪ -‬إعطاء البنك المركزي تسمية جديدة وهي بنك الجزائر‪ ،‬وهو ما يتبين من خالل المادة ‪ 12‬والتي تنص‪":‬‬
‫يدعى البنك المركزي في عالقاته مع الغير "بنك الجزائر"‪.‬‬
‫‪ -‬البنك المركزي ال يخضع لألحكام القانونية والتنظيمية المتعلقة بالمحاسبة العامة ولمراقبة مجلس المحاسبة‪،‬‬
‫وهو ما يتجلى من خالل نص المادة ‪ 13‬من القانون ‪ 10 – 90‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -‬البنك المركزي ال يخضع في ظل القانون رقم ‪ 10 – 90‬إلى القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية مثلما‬
‫عليه الشأن في ظل القانون رقم ‪ 12 – 86‬يتعلق بنظام البنوك والقرض‪ ،‬وهذا ما يتبين من خالل نص‬
‫المادة ‪ 13‬فقرة أخيرة من األمر رقم ‪ 10 – 90‬يتعلق بالنقد والقرض والتي تنص‪... ":‬وهو ال يخضع ألحكام‬
‫القانون رقم ‪ 01 – 88‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ 1988‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية"‪ ،‬حيث أخضع البنك المركزي للقوانين التجارية ‪ ،‬وهذا ما يتبين من المادة ‪ 2 /13‬و ‪ 3‬والتي‬
‫تنص‪...":‬البنك المركزي تاج ار في عالقاته مع الغير‪.‬‬
‫وهو يخضع ألحكام القوانين التي ترعى التجارة‪."...‬‬
‫‪ -‬يتبين بأن المشرع الجزائري يقسم المنظومة المصرفية في ظل القانون ‪ 10 - 90‬إلى البنوك والمؤسسات‬
‫المالية هذا ما يظهر في العديد من مواده نذكر المادتين ‪ 114‬و ‪ ،115‬بعد أن كان في ظل القانون رقم‬
‫‪ 12 – 86‬الملغى يقسم المنظومة المصرفية إلى البنوك ومؤسسات القرض‪.‬‬
‫‪ -‬فتح القطاع المصرفي على االستثمار الخاص الداخلي واالستثمار األجنبي أي الترخيص بإنشاء البنوك‬
‫والمؤسسات المالية الخاصة بعد أن كان ال يسمح بإنشاء البنوك الخاصة حيث كانت جميع البنوك‬
‫والمؤسسات المالية وطنية وعامة‪ ،‬وذلك ما يتبين من خالل مواد األمر رقم ‪ 10 – 90‬نذكر على سبيل‬
‫المثال المواد( ‪.)129 ،128 ،127‬‬
‫‪ -‬استحداث بعض الهيئات اإلدارية والرقابة على رأسها مجلس النقد والقرض‪ ،‬وذلك في المواد( ‪– 32‬‬
‫‪ ،)54‬واللجنة المصرفية وذلك في المواد (‪.)158 – 143‬‬
‫‪ -‬إلغاء القانون رقم ‪ 12 – 86‬المتعلق بنظام البنوك والقرض‪ ،‬والقانون رقم ‪ 06 – 88‬المعدل والمتمم‬
‫للقانون رقم ‪.12 – 86‬‬
‫*النظام المصرفي في ظل األمر رقم ‪01 – 01‬‬
‫األمر رقم ‪ 01 -01‬مؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪ 2001‬جاء لتعديل وتتميم القانون رقم ‪ 10 – 90‬والمتعلق بالنقد‬
‫والقرض‪ ،‬حيث تضمن ‪ 14‬مادة‪ ،‬منها ما عدلت في مواد القانون رقم ‪ ،10 – 90‬ومنها ما تممت‪ ،‬ومنها‬
‫ما الغت بعض المواد المتعلقة بالقانون رقم ‪ 10 – 90‬يتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬
‫حيث جاء هذا األمر بهدف تعديل وتتمت األمر رقم ‪ 10 – 90‬يتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬هذا ما يتبين من‬
‫خالل نص المادة األولى من األمر رقم ‪ 01 – 01‬والتي تنص‪ ":‬يعدل هذا األمر ويتتم بعض أحكام القانون‬
‫‪ 10 – 90‬المؤرخ في ‪ 14‬أبريل سنة ‪ 1990‬والمذكور أعاله‪ ،‬وذلك دون المساس باألحكام األخرى منه"‪.‬‬
‫ومن أهم النقاط التي جاء بها األمر رقم ‪ 01 – 01‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ 10 – 90‬فصل مجلس‬
‫اإلدارة عن مجلس النقد والقرض حيث لم يعد يسير بنك الجزائر من طرف مجلس النقد والقرض‪ ،‬وهذا ما‬
‫يتبين من خالل المادة ‪ 2‬من األمر رقم ‪ 01 – 01‬والتي تنص" تعدل أحكام المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪90‬‬
‫– ‪ 10‬المؤرخ في ‪ 14‬أبريل سنة ‪ 1990‬والمذكورة أعاله كما يلي‪:‬‬
‫المادة ‪ :19‬يتولى تسيير البنك المركزي وإدارته ومراقبته‪ ،‬على التوالي‪ ،‬محافظ يساعده ثالثة(‪ )3‬نواب‬
‫محافظ ومجلس اإلدارة ومراقبان"‪ ،‬بعد أن كانت المادة ‪ 19‬في ظل القانون ‪ 10 – 90‬تنص على أنه‪":‬‬
‫يقوم بتسيير البنك المركزي وإدارته ومراقبته محافظ يعاونه ثالثة نواب له‪ ،‬ومجلس النقد والقرض ومراقبان‪.‬‬
‫يتصرف مجلس النقد والقرض المسمى فيما يلي" المجلس" كمجلس إدارة بنك المركزي وكسلطة إدارية تصدر‬
‫تنظيمات نقدية ومالية ومصرفية"‬
‫*النظام البنكي في ظل األمر رقم ‪ 11 – 03‬يتعلق بالنقد والقرض‬
‫ومن األسباب التي أدت إلى صدور هذا األمر هو إفالس بنك الخليفة سنة ‪ 2003‬والبنك التجاري والصناعي‬
‫الجزائري‪ ،‬مما تبين سوء سير البنوك والمؤسسات المالية ومنه ضرورة إعادة النظر بشأن تنظيم البنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪:‬‬
‫أهم النقاط التي يمكن تسجيلها بخصوص هذا األمر هي‪:‬‬
‫‪ -‬بموجب األمر رقم ‪ 11 – 03‬يتعلق بالنقد والقرض قد تم إلغاء األمر رقم ‪ 01 – 01‬والقانون رقم ‪90‬‬
‫– ‪ 10‬يتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -‬األخذ بعين االعتبار التعديالت الواردة على األمر رقم ‪ 11 – 03‬المتعلق بالنقد والقرض نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬أمر رقم ‪ 04 – 10‬مؤرخ في ‪ 26‬غشت ‪ ،2010‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 11 – 03‬المؤرخ في ‪26‬‬
‫غشت ‪ ،2003‬والمتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪.50‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 10 – 17‬مؤرخ في ‪ 11‬أكتوبر ‪ 2017‬يتمم األمر رقم ‪ 11 – 03‬المؤرخ في ‪ 26‬غشت‬
‫‪ 2003‬والمتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪.57‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 26 – 21‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2021‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2022‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.100‬‬
‫ومن أهم النقاط الملحوظة في القانون ‪ 11 – 03‬السالف الذكر نجد‪:‬‬
‫‪ -‬تمكين بنك الجزائر من ممارسة صالحيته بشكل أفضل‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز التشاور بين بنك الجزائر والحكومة في المجال المالي والبنكي‪.‬‬
‫‪ -‬توفير أحسن حماية للبنوك والمؤسسات المالية والزبائن‪.‬‬
‫*النظام البنكي في ظل القانون رقم ‪ 09 – 23‬يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي‬
‫وهو القانون الذي يطبق حاليا في المجال المصرفي حيث تم من خاللها الغاء األمر رقم ‪ 11 – 03‬المتعلق‬
‫بالنقد والقرض وكافة التعديالت المتعلقة به‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬البنك المركزي‬

‫أوال‪ :‬مفهوم البنك المركزي‬


‫‪ -1‬المرجع التشريعي للبنك المركزي‬
‫نظمه المشرع الجزائري في القانون رقم ‪ 09 – 23‬من المادة ‪ 9‬إلى ‪ 60‬وخص له بابين األول بعنوان هيكل‬
‫بنك الجزائر وتنظيمه وعملياته والباب والثاني بعنوان صالحيات بنك الجزائر وعملياته‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف البنك المركزي‬
‫عرف المشرع الجزائري البنك الجزائري في المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 09 – 23‬على أنه مؤسسة وطنية‬
‫تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬ويعد تاج ار في معامالته مع الغير‪ ،‬ويحكمه التشريع التجاري‬
‫ما لم يخالف ذلك أحكام هذا القانون‪ ،‬ويتبع قواعد المحاسبة التجارية وال يخضع إلجراءات المحاسبة العمومية‬
‫ومراقبة مجلس المحاسبة‪ ،‬كما ال يخضع إلى التزامات التسجيل في السجل التجاري"‪.‬‬
‫‪ _3‬خصائص البنك المركزي‬
‫من خالل نص المادة التاسعة من القانون النقدي والمصرفي يتبين بأن البنك المركزي يتميز بمجموعة من‬
‫الخصائص تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬البنك المركزي عبارة عن مؤسسة وطنية‪ :‬بمعنى ليست مؤسسة أجنبية‬
‫‪ -‬البنك المركزي يتمتع بشخصية معنوية‪ :‬والتي يقصد بها صالحية تلقي الحقوق وتحمل االلتزامات‪ ،‬ومنه‬
‫للبنك المركزي مجموعة من الحقوق كالحق في التقاضي وعليه التزامات‪.‬‬
‫‪ -‬البنك المركز يتمتع باالستقالل المالي‪ :‬هو وحده الذي يستقل بالسياسة المالية عن غيره من البنوك‬
‫والمؤسسات األخرى وعن غيره من المؤسسات المالية األخرى والوطنية األخرى‪.‬‬
‫البنك المركزي شخص معنوي‪ :‬وهذا يعني أنه شخص قائم بذاته له ذمة مالية خاصة به يستقل بها وله أن‬
‫اسم ومقر وعنوان وله الحق في التقاضي‪.‬‬
‫البنك المركزي يتميز بصفة التاجر مع الغير‪ :‬بمعنى في معاملته مع البنوك والمؤسسات المالية ال يعتبر‬
‫تاجر ألنه في األصل ال يعمد إلى تحقيق الربح وانما يعمل على تنظيم وتسيير السياسة النقدية والبنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ -4‬ملكية رأسمال بنك الجزائر‬
‫رأسمال بنك الجزائر هو ملك للدولة‪ ،‬وهو ما يتبين من خالل نص المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪09 – 23‬‬
‫والتي تنص‪ ":‬تمتلك الدولة كلية رأسمال بنك الجزائر"‪.‬‬
‫‪ -5‬مقر بنك الجزائر‬
‫مقر بنك الجزائر هو مدينة الجزائر وتكون له فروع ووكاالت في كل الواليات وفي كل مدينة يرى فيها‬
‫ضرورة ذلك‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 09 – 23‬والتي تنص‪ ":‬يقع مقر بنك الجزائر‬
‫في مدينة الجزائر‪.‬‬
‫يفتح بنك الجزائر فروعا أو وكالت في كل الواليات وفي أية مدينة يرى فيها ضرورة ذلك‬
‫‪."....‬‬
‫‪ -6‬حل بنك الجزائر‪ :‬يتم حل بنك الجزائر بموجب قانون يحدد كيفيات ذلك‪ ،‬وهو ما كرسه المشرع في‬
‫المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 09 – 23‬والتي تنص‪ ":‬ال يمكن أن يصدر حل بنك الجزائر إال بموجب قانون‬
‫يحدد كيفيات تصفيته"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬هياكل بنك الجزائر‬
‫نظم المشرع الجزائري تسيير بنك الجزائر في الفصل الثاني من الباب الثاني بعنوان تسيير بنك الجزائر‬
‫ومراقبته في المواد ‪ 13‬إلى ‪.28‬‬
‫‪ -1‬مديرية بنك الجزائر‬
‫نطم المشرع الجزائري مديرية بنك الجزائر في القسم األول من الفصل الثاني من الباب الثاني وذلك بعنوان‬
‫مديرية بنك الجزائر وذلك في المواد ‪ 13‬إلى ‪ 20‬من القانون النقدي والمصرفي‪.‬‬
‫‪ -‬تشكيلة مديرية البنك المركزي‬
‫يتشكل من المحافظ البنكي وثالثة نواب بمعنى ينوبون المحافظ البنكي‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪1/13‬‬
‫من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص‪ ":‬يتولى إدارة البنك محافظ يساعده ثالثة نواب‬
‫‪ -‬تعيين أعضاء مديرية بنك الجزائر‬
‫يتم تعيين المحافظ البنكي ونوابه بموجب مرسوم رئاسي من طرف رئيس الجمهورية‪ ،‬وهو ما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 1/13‬من القانون النقدي والمصرفي والتي جاء نصها كاآلتي‪ ...":‬يعينون بموجب مرسوم رئاسي"‪،‬‬
‫ويتم تعيينهم لمدة خمسة سنوات وتجدد هذه المدة أو العهدة مرة واحدة وهو ما كرسه المشرع الجزائري في‬
‫من القانون السالف الذكر‪ ،‬والتي تنص‪ ... ":‬لمدة خمس (‪ )5‬سنوات‪.‬‬ ‫‪ 1/13‬و ‪2‬‬ ‫المادة‬
‫تجدد عهدة المحافظ ونواب المحافظ مرة واحدة"‪ ،‬ويتم انهاء مهام أعضاء مديرية البنك المركزي بموجب‬
‫مرسوم رئاسي يصدره رئيس الجمهورية‪ ،‬ومن أسباب إنهاء المهام إما انتهاء العهدة أو حالة ما إذا أصيب‬
‫العضو بعجز يكون ثابتا قانونا‪ ،‬أو في حالة ما إذا تم ارتكاب خطأ فادح‪ ،‬وهو ما يتبين من خالل نص‬
‫المادة ‪ 3/13‬من القانون رقم ‪ 09 – 23‬يتضمن القانون النقدي والمصرفي والتي جاء نصها كاآلتي‪":‬‬
‫في حالة عجز مثبت قانونا أو خطأ فادح‪ ،‬تنهى مهامهم بنفس األشكال"‪ ،‬إذا أصيب المحافظ البنكي‬
‫بعجز حال بينه وبين القيام بمهامها أو ارتكب خطأ فادح مما أدى إلى انهاء مهامه في هذه الحالة يتولى‬
‫أحد نوابه مهامه إلى غاية تعيين محافظ جديد‪ ،‬هذا ما تبنته المادة ‪ 13‬فقرة أخيرة من القانون النقدي‬
‫والمصرفي بالنص علي أنه‪ ":‬في حالة العجز المثبت قانونا لمحافظ بنك الجزائر أو ارتكابه خطأ فادحا‪،‬‬
‫يتولى أحد نوابه مهام المحافظ إلى غاية تعيين محافظ جديد"‪.‬‬
‫يتم تعيين أحد النواب ألداء مهام المحافظ البنكي الذي تم انهاء مهامه بعد أدائه اليمين القانونية وفقا للصيغة‬
‫المحددة قانونا أمام الجهة القضائية المتواجد بدائرتها المقر المركزي لبنك الجزائري‪ ،‬وهو ما قضت به المادة‬
‫‪ 14‬من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص على أنه‪ ":‬في حالة العجز المثبت قانونا لمحافظ بنك الجزائر‬
‫أو ارتكابه خطأ فادح‪ ،‬يتولى أحد نوابه أداء اليمين أمام الجهات القضائية المختصة التي يتواجد في دائرة‬
‫اختصاصها المقر المركزي لبنك الجزائر حسب الصيغة اآلتية‪:‬‬
‫" أقسم باهلل العظيم أن أؤدي عملي بصدق وإخالص وأن أحفظ األمانة والسر المهني وأن أحترم قوانين‬
‫الجمهورية وأحافظ على المال العام‪ .‬وهللا على ما أقول شهيد"‪.‬‬
‫يمنع على المحافظ البنكي ونوابه أثناء ممارسة عهدتهم تولي أية عهدة انتخابية كترشحهم لرئاسة الجمهورية‬
‫أو للعضوية في البرلمان وغيرها من العهدات االنتخابية‪ ،‬أو ممارسة وظيفة حكومية كتولي منصب وزير‬
‫أو ممارسة أية وظيفة عمومية وفقا للوظائف المعروفة في قانون الوظيف العمومي‪ ،‬وهو ما كرسته المادة‬
‫‪ 1/15‬من القانون رقم ‪ 09 -23‬يتضمن القانون النقدي والمصرفي والتي تنص‪ ":‬تتنافى وظيفة المحافظ‬
‫ونوابه مع كل عهدة انتخابية أو كل وظيفة حكومية أو كل وظيفة عمومية"‪.‬‬
‫ويمنع على المحافظ البنكي ونوابه ممارسة أي نشاط أو مهنة أو وظيفة أثناء عهدتهم باستثناء تمثيل الدولة‬
‫لدى المؤسسات الدولية ذات الطابع النقدي أو المالي أو االقتصادي‪ ،‬هذا ما أخذ به المشرع الجزائري في‬
‫المادة ‪ 2/15‬من القانون السابق الذكر‪ ،‬والتي تنص‪ ":‬ال يمكن للمحافظ ونوابه أن يمارسوا أي نشاط أو‬
‫مهنة أو وظيفة أثناء عهدتهم‪ ،‬ما عدا تمثيل الدولة لدى المؤسسات الدولية ذات الطابع النقدي أو المالي‬
‫أو االقتصادي"‪.‬‬
‫إضافة إلى حرمانهم من اقتراض أي مبلغ من مؤسسة جزائرية كانت أو أجنبية‪ ،‬وحرمانهم من قبول أي‬
‫تعهد عليه توقيع أحدهم في محفظة بنك الجزائر وال في محفظة أية مؤسسة عاملة في الجزائر‪ ،‬هذا ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 14‬فقرة أخيرة‪ ":‬وال يمكنهم اقتراض أي مبلغ من أية مؤسسة جزائرية كانت أو أجنبية‪،‬‬
‫وال يمكن أن يقبل أي تعهد عليه توقيع أحدهم في محفظة بنك الجزائر وال في محفظة أية مؤسسة عاملة‬
‫في الجزائر"‪.‬‬
‫ال يجوز للمحافظ البنكي ونوابه أن يسيروا أو يعملوا كوكالء أو مستشارين في مؤسسة خاضعة لسلطة أو‬
‫مراقبة بنك الجزائر أو شركة تسيطر عليها مثل هذه المؤسسة‪ ،‬وذلك خالل مدة سنتين من تاريخ انتهاء‬
‫عهدتهم‪ ،‬وهو ما قضت به المادة ‪ 16‬فقرة أخيرة والتي تنص‪ ":‬ال يجوز للمحافظ ونواب المحافظ‪ ،‬خالل‬
‫مدة سنتين بعد نهاية عهدتهم أن يسيروا أو يعملوا في مؤسسة خاضعة لسلطة أو مراقبة بنك الجزائر‬
‫أو شركة تسيطر عليها مثل هذه المؤسسة‪ ،‬وال أن يعملوا كوكالء أو مستشارين لمثل هذه المؤسسات أو‬
‫الشركات"‪.‬‬
‫‪ -‬حقوق أعضاء مديرية بنك الجزائر‬
‫يتقاضى المحافظ البنكي ونوابه مرتبا والذي يعتبر حقا من حقوقهم‪ ،‬يتم تحديده بموجب مرسوم تنفيذي‬
‫ويتحمل هذا الراتب بنك الجزائر‪ ،‬هذا ما قضت به المادة ‪ 1/16‬والتي تنص‪ ":‬يحدد مرتب المحافظ ومرتب‬
‫نواب المحافظ بموجب مرسوم تنفيذي ويتحملها بنك الجزائر"‪.‬‬
‫ويكون للمحافظ ونوابه بعد انتهاء مهامهم الحق في التعويض يتحصلون عليه شخصيا أو يتحصل عليه‬
‫ورثتهم عند ما يقتضي األمر ذلك‪ ،‬يكون ذلك التعويض مساويا لمرتب سنتين يتحمله بنك الجزائر‪ ،‬شرط أال‬
‫يكون انتهاء مهاهم كان بسبب خطأ فادح‪ ،‬وهو ما تبنته المادة ‪ 2/16‬من القانون النقدي والمصرفي والتي‬
‫تنص‪ ":‬يتقاضى المحافظ ونواب المحافظ‪ ،‬أو ورثتهم عند االقتضاء‪ ،‬إال في حالة العزل بسبب خطأ فادح‪،‬‬
‫تعويضا عند انتهاء ممارسة وظيفتهم يساوي مرتب سنتين يتحمله بنك الجزائر‪ ،‬وذلك باستثناء أي مبلغ‬
‫آخر يدفعه هذا البنك"‪.‬‬
‫‪ -‬مهام المحافظ البنكي‬
‫تطرق المشرع الجزائري إلى مهام المحافظ البنكي في المواد ‪ 17‬إلى ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 09 – 23‬من‬
‫القانون النقدي والمصرفي‪ ،‬وتتمثل هذه المهام في‪:‬‬
‫‪ -‬يتولى إدارة شؤون بنك الجزائر(م‪)1/17‬‬
‫‪ -‬يتخذ جميع تدابير التنفيذ ويقوم بجميع األعمال في اطار القانون(م‪)2/17‬‬
‫يوقع جميع االتفاقيات والمحاضر المتعلقة بالسنوات المالية والحصائل وحسابات النتائج باسم بنك‬ ‫‪-‬‬
‫الجزائر(م‪.)3/17‬‬
‫‪ -‬يقوم بتمثيل بنك الجزائر لدى السلطات العمومية في الجزائر ولدى البنوك المركزية األجنبية ولدى‬
‫الهيئات المالية والدولية لدى لغير بشكل عام(م‪.)4/17‬‬
‫‪ -‬يرفع الدعاوي القضائية ويدافع عليها بناء على متابعته وتعجيله‪ ،‬ويتخذ جميع اإلجراءات التحفظية‬
‫التي يراها مناسبة(م‪.)5/17‬‬
‫‪ -‬يمثل بنك الجزائر في جميع الدعاوي المدنية أمام المحاكم(م‪.)6/17‬‬
‫‪ -‬يقوم بكل شراء لألمالك العقارية المرخص بها قانونا والتصرف فيها(م‪.)6/17‬‬
‫‪ -‬ينظم مصالح بنك الجزائر ويحدد مهامها(م‪.)6/17‬‬
‫‪ -‬يوظف أعوان بنك الجزائر وفقا للشروط المنصوص عليها في القانون األساسي للمستخدمين ويعينهم‬
‫في مناصبهم ويرقيهم ويعزلهم ويفصلهم(م‪.)7/17‬‬
‫‪ -‬يعين ممثلي بنك الجزائر في مجالس المؤسسات األخرى عندما يكون ذلك التمثيل مقررا(م‪ 117‬فقرة‬
‫أخيرة)‪.‬‬
‫‪ -‬يدعو المساهمين الرئيسين للبنك أو المؤسسة المالية إذا ما تبين له أن وضع هذا البنك أو المؤسسة‬
‫المالية يستدعي دعما ماليا مبررا(المادة ‪)1/18‬‬
‫‪ -‬ينظم مساهمات جميع البنوك والمؤسسات المالية بهدف اتخاذ التدابير الالزمة لحماية المودعين‬
‫والغير وحسن سير النظام المصرفي وكذا المحافظة على سمعة الساحة المالية(م‪ 18‬فقرة أخيرة)‪.‬‬
‫‪ -‬يحدد صالحيات كل نائب من النواب ويوضح سلطاتهم(م‪.)1/19‬‬
‫‪ -‬يمكنه تفويض إمضاءه إلى أعوان بنك الجزائر(م‪.)2/19‬‬
‫‪ -‬يمكنه أن يختار الحتياجات الخدمة وكالء خاصين من بين إطارات بنك الج ازئر(م‪ 19‬فقرة أخيرة)‪.‬‬
‫وفي األخير نشير أن أعوان بنك الجزائر وأي شخص يعمل تحت سلطة المحافظ البنكي ال يتحملون‬
‫المسؤولية المدنية الناتجة من ممارسة مهامهم إال في حالتين وهما حالة الغش وحالة األخطاء الجسيمة‪ ،‬هذا‬
‫ما يتبين من خالل نص المادة ‪ 20‬من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص‪ ":‬باستثناء حاالت الغش أو‬
‫األخطاء الجسيمة المثبتة‪ ،‬ال يتحمل أعوان بنك الجزائر‪ ،‬أو أي شخص آخر يعمل تحت سلطة اللجنة‬
‫المصرفية‪ ،‬في إطار القيام بالمهام المحددة في إطار هذا القانون‪ ،‬أي مسؤولية مدنية جراء ممارسة‬
‫مهامهم"‪.‬‬
‫‪ -2‬مجلس اإلدارة‬
‫نظم المشرع الجزائري أحكام مجلس اإلدارة في القانون رقم ‪ 09 – 23‬يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي‪،‬‬
‫وذلك في القسم الثاني من الفصل الثاني من الباب الثاني والذي جاء بعنوان إدارة بنك الجزائر‪ ،‬وذلك في‬
‫المواد ‪.28 - 21‬‬
‫‪ -‬تشكيلة مجلس إدارة بنك الجزائر‬
‫تطرق المشرع الجزائري إلى تشكيلة مجلس إدارة بنك الجزائر في المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪09 – 23‬‬
‫يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي حيث يتشكل مما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المحافظ رئيسا‬
‫‪ -‬نواب المحافظ الثالثة‬
‫‪ -‬أربعة موظفين من أعلى درجة يعينون بموجب مرسوم رئاسي بحكم كفاءتهم في المجالين االقتصادي‬
‫والمالي‪ ،‬ويعوض الموظفين األربعة في حالة غيابهم أو شغور مهامهم بمستخلفين يعيون بنفس الشروط‬
‫التي يعين بها األربعة الموظفين‪ ،‬أي عن طريق مرسوم رئاسي بحكم كفاءتهم في المجال االقتصادي‬
‫والمالي‪.‬‬
‫يعقد الموظفين ومستخلفوهم عند ممارسة عهدتهم كأعضاء في مجلس اإلدارة جلساتهم بهذه الصفة يعني‬
‫بصفته موظف أو مستخلف وبصفتهم أعضاء بمجلس اإلدارة‪ ،‬هذا ما نصت عليه المادة ‪ 23‬من القانون‬
‫النقدي والمصرفي‪.‬‬
‫‪ -‬مهام مجلس إدارة بنك الجزائر‬
‫تتمثل مهام مجلس اإلدارة في‪:‬‬
‫_ يتداول يشأن التنظيم العام لبنك الجزائر(م‪.)2/21‬‬
‫‪ -‬يتداول بشأن فتح وكاالت وفروع أو إلغائها(م‪.)2/21‬‬
‫‪ -‬يضبط اللوائح المطبقة في بنك الجزائر (م ‪.)3/21‬‬
‫‪ -‬يوافق على القانون األساسي للمستخدمين ونظام رواتب أعوان بنك الجزائر(م‪.)4/21‬‬
‫‪ -‬يفصل في شراء العقارات وفي التصرف فيها(م‪.)5/21‬‬
‫‪ -‬يفصل في جدوى الدعاوي القضائية التي ترفع باسم بنك الجزائر ويرخص بإجراء المصالحات‬
‫والمعامالت(م‪.)6/21‬‬
‫‪ -‬يحدد ميزانية بنك الجزائر (‪.)7/21‬‬
‫‪ -‬يحدد الشروط والشكل اللذين يعد بنك الجزائر بموجبهما حساباته ويضبطها(م‪.)8/21‬‬
‫‪ -‬يضبط توزيع األرباح(م‪.)9/21‬‬
‫‪ -‬يوافق على مشروع التقرير الذي يرفعه المحافظ خالل األشهر الثالثة التي تلي اختتام كل سنة مالية إلى‬
‫رئيس الجمهورية(م‪.)9/21‬‬
‫‪ -‬يطلع بجميع الشؤون التي تخص تسيير بنك الجزائر(م‪21‬فقرة أخيرة)‪.‬‬
‫‪ -‬يحدد بدل حضور أعضائه كما يحدد الشروط التي تتم بموجبها تسديد المصاريف المحتملة للتنقل وإقامة‬
‫الموظفين األربعة(م‪.)24‬‬
‫‪ -‬يصادق على نظامه الداخلي(‪.)26‬‬
‫‪ -‬اجتماع مجلس اإلدارة‬
‫يجتمع مجلس اإلدارة إما باستدعاء من طرف المحافظ أي من طرف رئيسه وهو ما يتبين من خالل نص‬
‫المادة ‪ 1/25‬من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص‪ ":‬يستدعي المحافظ مجلس اإلدارة‪ ،"...‬ويتبين ذلك‬
‫أيضا من خالل نص المادة ‪ 2/25‬القانون نفسه والتي نصها كاآلتي‪ ":‬يجتمع مجلس اإلدارة بناء على‬
‫استدعاء من رئيسه‪ ،"...‬أو بناء على طلب من طرف أربعة من أعضائه‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة‬
‫‪ 2/25‬من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص‪...":‬كما يجتمع مجلس اإلدارة بناء على طلب أربعة(‪)4‬‬
‫من أعضائه"‪.‬‬
‫يتولى رئاسة مجلس اإلدارة المحافظ البنكي وفي حالة غيابه يتولى ذلك أحد نوابه‪ ،‬هذا ما قضت به المادة‬
‫‪ 1/25‬من القانون السالف الذكر‪ ،‬والتي تنص‪ ":‬يستدعي المحافظ مجلس اإلدارة ويرأسه ويحدد جدول‬
‫أعماله كما يرأس الجلسة أثناء غيابه أحد نوابه"‪.‬‬
‫ويجتمع مجلس اإلدارة كلما دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬هذا ما يتبين من خالل نص المادة ‪ 2/25‬من القانون‬
‫النقدي والمصرفي والتي تنص‪ ":‬يجتمع مجلس اإلدارة ‪ ...‬كل ما دعت الضرورة إلى ذلك"‪.‬‬
‫ولصحة اجتماع مجلس اإلدارة وجب حضور االجتماع خمسة من أعضائه على األقل‪ ،‬وهو ما كرسته‬
‫المادة ‪ 1/27‬من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص‪ ":‬ال تصح جلسات مجلس اإلدارة إال بحضور‬
‫خمسة (‪ )5‬من أعضاء المجلس‪ ،‬على األقل"‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار ال يجوز ألي عضو من أعضاء مجلس اإلدارة أن ينتدب من يمثله‪ ،‬وهو ما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 2/27‬من القانون السالف الذكر والتي تقضي على أنه‪ ":‬ال يجوز ألي عضو أن ينتدب من يمثله"‪.‬‬
‫أما بالنسبة لق اررات مجلس اإلدارة فإنها تتخذ باألغلبية البسيطة ألصوات األعضاء الحاضرين‪ ،‬وفي حالة‬
‫التساوي في عدد األصوات يرجح صوت رئيس المجلس‪ ،‬هذا ما تضمنته المادة ‪ 27‬فقرة أخيرة من القانون‬
‫نفسه والتي تنص‪ ":‬تتخذ الق اررات باألغلبية البسيطة ألصوات األعضاء الحاضرين‪ ،‬وفي حالة تساوي عدد‬
‫األصوات يكون صوت الرئيس مرجحا"‪.‬‬
‫حقوق وواجبات أعضاء مجلس اإلدارة‬
‫بالنسبة لحقوق أعضاء مجلس اإلدارة فإن لهم الحق في الحصول على بدل وهو ما يتبين من خالل نص‬
‫المادة ‪ 24‬من القانون النقدي والمصرفي والتي جاء نصها كاآلتي‪ ":‬يحدد مجلس اإلدارة بدل حضور‬
‫أعضائه وكذا الشروط التي يتم بموجبها تسديد المصاريف المحتملة للتنقل وإقامة الموظفين األربعة"‪.‬‬
‫‪ -3‬المجلس النقدي والمصرفي‬
‫نظمه المشرع الجزائري في المواد ‪67 – 61‬‬
‫نظم المشرع الجزائري أحكام المجلس النقدي والمصرفي في الباب الرابع من القانون رقم ‪ 09 – 23‬يتعلق‬
‫بالقانون النقدي والمصرفي‪ ،‬وذلك في المواد ‪ ،67 – 61‬حيث جاء بعنوان المجلس النقدي والمصرفي‪،‬‬
‫والذي قسم إلى فصلين‪ :‬الفصل األول بعنوان تشكيلة المجلس النقدي والمصرفي من المواد ‪،63 – 61‬‬
‫والفصل الثاني بعنوان صالحيات المجلس من المواد ‪.67 – 64‬‬
‫أ‪ -‬تشكيلة مجلس النقد والقرض‬
‫تنص المادة ‪ 61‬من القانون رقم ‪ 09 – 23‬المتعلق بالقانون النقدي والمصرفي على أنه‪ ":‬يتكون المجلس‬
‫النقدي والمصرفي الذي يدعى في صلب النص" المجلس" من‪:‬‬
‫‪ -‬أعضاء مجلس إدارة بنك الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬شخصية تختار بحكم كفاءتها في المسائل االقتصادية والنقدية‪،‬‬
‫‪ -‬شخصية تختار بحكم كفاءتها في مجال الصيرفة اإلسالمية‪،‬‬
‫‪ -‬إطار من بنك الجزائر‪ ،‬برتبة مدير عام على األقل‪،‬‬
‫يتبين من خالل المادة السالفة الذكر على أن مجلس النقد والقرض يتكون من‪:‬‬
‫أعضاء مجلس اإلدارة وأعضاء مجلس اإلدارة حسب المادة من القانون النقدي والمصرفي يتمثلون في‪:‬‬
‫_ المحافظ البنكي رئيسا‬
‫‪ -‬ثالث نواب المحافظ‬
‫‪ -‬أربعة موظفين‬
‫‪ -‬مستخلفون يحلون محل الموظفين‪.‬‬
‫وشخصيتين األولى تختار بحكم كفاءتها في المسائل االقتصادية والنقدية‪ ،‬والثانية تختار بحكم كفاءتها في‬
‫مجال الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬باإلضافة إلى إطار من بنك الجزائر برتبة مدير عام على األقل‪.‬‬
‫كما يزود المجلس بأمانة عامة‪ ،‬يحدد مجلس إدارة بنك الجزائر صالحياتها وكيفيات تنظيمها‪ ،‬وهو ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 62‬فقرة أخيرة والتي تنص‪ ":‬يزود المجلس بأمانة عامة يحدد مجلس إدارة البنك صالحياتها‬
‫وكيفيات تنظيمها وعملها‪ ،‬بناء على اقتراح من المجلس النقدي والمصرفي"‬
‫ويتم تعيين أعضاء المجلس النقدي والمصرفي بموجب مرسوم رئاسي هذا ما يتبين من خالل المادة ‪1/13‬‬
‫من القانون النقدي والمصرفي بالنسبة للمحافظ والنواب الثالثة‪ ،‬والمادة‪3/22‬وفقرة أخيرة من القانون نفسه‪،‬‬
‫والتي بينت طريقة تعيين الموظفين األربعة والمستخلفين‪ ،‬والمادة ‪ 5/61‬من القانون نفسه بالنسبة لألعضاء‬
‫الثالثة األخرى والمتمثلة في الشخصيتين واإلطار السابقة الذكر والتي تنص‪ ":‬يعين األعضاء الثالثة(‪)3‬‬
‫المذكورون في البنود الثالثة األخيرة‪ ،‬أعضاء في المجلس بموجب مرسوم رئاسي"‪.‬‬
‫ويرأس المجلس المحافظ البنكي وهو ما يتبين من خالل نص المادة ‪ 62‬من القانون النقدي والمصرفي والتي‬
‫تنص‪ ":‬يرأس المجلس محافظ بن الجزائر‪ ،"...‬ويتم انعقاده أو اجتماعه عن طريق استدعاء من طرف‬
‫المحافظ وهو ما يتبين من خالل نص المادة ‪ 1/62‬والتي تنص‪ ":‬يرأس المجلس محافظ بنك الجزائر الذي‬
‫يستدعيه لالجتماع‪ ،"...‬أو بالمبادرة من طرف رئيسه وهو المحافظ البنكي أيضا وهو ما كرسه المشرع في‬
‫المادة ‪ 2/62‬والتي تنص‪... ":‬ويمكن أن يستدعى إلى االنعقاد كلما دعت الضرورة ذلك‪ ،‬بمبادرة من‬
‫رئيسه‪ ،"...‬أو بمبادرة من عضوين منه وذلك كلما استدعت الضرورة ذلك مع اقتراحهما لجدول أعمال‬
‫المجلس‪ ،‬وهو ما قضت به المادة ‪ 2/62‬والتي تنص‪ ":‬أو من عضوين منه‪ ،‬ويقترحان في هذه الحالة‪،‬‬
‫جدول أعمال المجلس‪."...‬‬
‫أما عن تحديد واقتراح أعمال المجلس ففي حالته العادية يتم تحديده من طرف رئيسه وهو المحافظ البنكي‬
‫وفي الحاالت غير العادية الجتماع المجلس فيتم تحديده من طرف المحافظ إذا كان هو من بادر باستدعاء‬
‫المجلس لالنعقاد‪ ،‬أو يتم اقتراحه من طرف اثنين من أعضائه في حالة ما إذا كانت المبادرة باالجتماع قد‬
‫صدرت من طرف عضوين منه‪ ،‬هذا ما يتبين من خالل المادة ‪ 1/62‬من القانون النقدي والمصرفي والتي‬
‫تنص‪ ":‬يرأس المجلس محافظ بنك الجزائر الذي يستدعيه لالجتماع ويحدد جدول أعماله"‪ ،‬والمادة ‪2/62‬‬
‫من القانون نفسه والتي تنص‪... ":‬ويمكن أن يستدعي إلى االنعقاد كلما دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬بمبادرة‬
‫من رئيسه أو عضوين منه‪ ،‬ويقترحان في هذه الحالة‪ ،‬جدول أعمال المجلس‪."...‬‬
‫أما بالنسبة لعدد دوراته فينعقد المجلس في دورات عادية حددت بأربعة دورات في السنة على األقل كما‬
‫ينعقد كلما دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬هذا ما نصت عليه المادة ‪ 2/62‬والتي جاء نصها كاآلتي‪ ":‬يعقد‬
‫المجلس أربع(‪)4‬دورات عادية في السنة‪ ،‬على األقل‪ ،‬ويمكن أن يستدعى إلى االنعقاد كلما دعت الضرورة‬
‫ذلك‪."...‬‬
‫ويستلزم لعقد المجلس جلساته أن يحضرها خمسة من أعضائه على األقل‪ ،‬هذا ما نصت عليه المادة ‪2/62‬‬
‫من القانون النقدي والمصرفي والتي جاء نصها كاآلتي‪...":‬ويستلزم عقد اجتماعات المجلس حضور‬
‫خمسة(‪ )5‬من أعضائه على األقل‪."...‬‬
‫وال يمكن بخصوص االجتماعات ألي عضو أن يمنح تفويضا لتمثيله في اجتماع المجلس هذا ما قضت‬
‫به المادة ‪ 3/62‬من القانون السابق الذكر والتي تنص‪ ":‬وال يمكن ألي عضو أن يمنح تفويضا لتمثيله في‬
‫اجتماع المجلس"‪.‬‬
‫وتتخذ ق اررات المجلس عن طريق األغلبية البسيطة لألصوات وفي حالة التساوي في األصوات يرجح صوت‬
‫الرئيس‪ ،‬هذا ما كرسته المادة ‪ 1/62‬من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص‪... ":‬ويتخذ الق اررات باألغلبية‬
‫البسيطة لألصوات‪ ،‬وفي حالة تساوي عدد األصوات يكون صوت الرئيس مرجحا"‪.‬‬
‫وألعضاء المجلس النقدي والمصرفي الحق في البدل وهو ما نصت عليه المادة ‪ 4/62‬والتي جاء نصها‬
‫كاآلتي‪ ":‬يحدد المجلس بدل حضور أعضائه والشروط التي تسدد بموجبها المصاريف التي قد يقوم بها‬
‫أعضاؤه"‪ ،‬كما يكون للمجلس الحق في استشارته من طرف الحكومة كلما تداولت في مسائل تتعلق بالنقد‬
‫والقرض أو في المسائل التي يمكن أن تنعكس على الوضع النقدي‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 64‬فقرة‬
‫أخيرة من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص‪ ":‬يستمع المجلس إلى وزير المالية بناء على طلب من‬
‫هذا األخير وتستشير الحكومة المجلس كلما تداولت في مسائل تتعلق بالنقد والقرض أو في المسائل‬
‫التي يمكن أن تنعكس على الوضع النقدي"‪.‬‬
‫ويقع عليهم واجب االحتفاظ بالسر المهني الذي كرسه المشرع الجزائري في المادة ‪ 28‬بخصوص أعضاء‬
‫مجلس اإلدارة‪ ،‬هذا ما يتبين من خالل نص المادة ‪ 63‬من القانون النقدي والمصرفي والتي جاء نصها‬
‫كاآلتي‪ ":‬يلزم أعضاء مجلس اإلدارة بالواجبات المنصوص عليها في المادة ‪ 28‬أعاله‪ ،‬كما يلزم بها كل‬
‫شخص يمكن أن يلجأ إليه المجلس ألي سبب"‪.‬‬
‫ب – مهام مجلس النقد والقرض‬
‫نظم المشرع الجزائري صالحية المجلس النقدي والمصرفي في المواد ‪ ،67 – 64‬حيث يخول بصفته سلطة‬
‫نقدية بالمهام اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬سلطة إصدار النقد‪ ،‬وذلك وفقا لما هو منصوص عليه في المادة ‪ 3‬إلى ‪ 5‬من القانون النقدي والمصرفي‪،‬‬
‫(م‪/46‬أ)‪.‬‬
‫‪ -‬يحدد معايير وشروط عمليات بنك الجزائر خاصة ما يخص الخصم والسندات تحت نظام األمانة ورهن‬
‫السندات العامة والخاصة والعمليات المتعلقة بالمعادن الثمينة والعمالت(م‪/64‬ب)‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد السياسة النقدية واإلشراف عليها ومتابعتها وتقييمها‪ ،‬حيث يحدد المجلس لهذا الغرض األهداف‬
‫النقدية السيما فيما يتصل بتطور المجاميع النقدية واالئتمانية ويحدد أدوات السياسة النقدية وكذا وضع قواعد‬
‫الحذر في السوق النقدية ويتأكد من نشر معلومات عن السوق ترمي إلى تفادي مخاطر االختالل(م‪/64‬ج)‪.‬‬
‫‪ -‬يحدد منتجات التوفير والقرض الجديد وكذا الخدمات المصرفية(م‪/64‬د)‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم بإعداد معايير سير نظم الدفع وسالمتها(م‪/64‬ه)‪.‬‬
‫‪ -‬يحدد شروط اعتماد البنوك والمؤسسات المالية وانشائها‪ ،‬وكذا شروط إقامة شبكاتها‪ ،‬ال سيما تحديد الحد‬
‫األدنى من رأسمال البنوك والمؤسسات المالية وكذا كيفيات إبرائه(م‪/64‬و)‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد شروط فتح مكاتب تمثيل البنوك والمؤسسات المالية األجنبية في الجزائر(م‪/64‬ز)‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد المعايير االحت ارزية التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬والمعايير والقواعد المتعلقة بالبنوك‬
‫الرقمية ومزودي خدمات الدفع(م‪/64‬ح)‪.‬‬
‫‪ -‬حماية زبائن البنوك والمؤسسات المالية خاصة في مجال العمليات مع هؤالء الزبائن(م‪/64‬ط)‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد المعايير والقواعد المحاسبية التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية مع مراعاة التطور الحاصل‬
‫على الصعيد الدولي في الميدان‪ ،‬وكذا كيفيات وآجال تبليغ الحسابات والبيانات المحاسبية اإلحصائية‬
‫والوضعيات لكل ذوي الحقوق‪ ،‬السيما منها ينك الجزائر(م‪/64‬ي)‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الشروط التقنية لممارسة المهنة المصرفية ومهنتي االستشارة والوساطة في المجالين المصرفي‬
‫والمالي(م‪/64‬ك)‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أهداف سياسة سعر الصرف وكيفية ضبط الصرف(م‪/64‬ل)‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد التنظيم القانوني للصرف وتنظيم سوق الصرف(م‪/64‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير احتياطات الصرف(م‪/64‬ن)‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد قواعد السير الحسن وأخالقيات المهنة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬والوسطاء‬
‫المستقلين‪ ،‬ومكاتب الصرف‪ ،‬إضافة إلى مزودي خدمات الدفع(م‪/64‬س)‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد شرط اعتماد الوسطاء المستقلين ومكاتب الصرف‪ ،‬والسيما منها تحديد الحد األدنى من رأس مال‬
‫وكذا كيفيات إبرائه(م‪/64‬ع)‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد شروط اعتماد وانشاء مزودي خدمات الدفع خاصة تحديد الحد األدنى لرأس المال وكيفيات إبرائه‬
‫وحماية زبائنهم وكذا تحديد المعايير والقواعد المحاسبية التي تطبيق عليهم(المادة‪/64‬ف)‪.‬‬
‫‪ -‬استماع المجلس إلى وزير المالية بناء على طلب منه وهو ما نصت عليه المادة ‪ 64‬فقرة أخيرة من‬
‫القانون النقدي والمصرفي‪ ،‬والتي جاء نصها كاآلتي‪ ":‬يستمع المجلس إلى وزير المالية بناء على طلب من‬
‫هذا األخير"‪.‬‬
‫‪ -‬يحدد المجلس بدل حضور أعضائه والشروط التي تسدد بموجبها المصاريف التي قد يقوم بها‬
‫أعضاؤه(م‪.)4/62‬‬
‫‪ -‬سلطة إصدار األنظمة‪ ،‬حيث يمارس المجلس سلطاته عن طريق األنظمة‪ ،‬وهو ما نص عليه المشرع‬
‫الجزائري في المادة ‪ 64‬من القانون النقدي والمصرفي"‪ ...‬يمارس المجلس سلطاته في إطار هذا القانون‬
‫عن طريق األنظمة"‪ ،‬فله سلطة إصدار ق اررات فردية والتي تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬الترخيص بفتح البنوك والمؤسسات المالية وتعديل قوانينها األساسية وسحب االعتماد(م‪/64‬أ)(م‪/64‬ب)‪.‬‬
‫‪ -‬الترخيص بفتح مكاتب تمثيل للبنوك األجنبية(م‪/64‬ج)‪.‬‬
‫تفويض الصالحيات في مجال تطبيق التنظيم الخاص بالصرف(م‪/64‬د)‪.‬‬
‫الق اررات المتعلقة بتطبيق األنظمة التي يسنها المجلس(م‪/64‬ه)‪.‬‬
‫الترخيص بفتح وسطاء مستقلين ومكاتب الصرف(م‪/64‬و)‪.‬‬
‫وسلطة إصدار تنظيميات قانونية‪ ،‬والتي تمر بعدة مراحل وهي مرحلة االقتراح ومرحلة التبليغ‪ ،‬ومرحلة‬
‫اإلصدار‪ ،‬ومرحلة النشر‪ ،‬ومرحلة الطعن‪ ،‬وهو ما يتبين خالل المواد ‪ 65‬و ‪ 66‬و‪ 67‬من القانون رقم ‪23‬‬
‫– ‪ 09‬يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 65‬من القانون السالف الذكر على أنه‪ ":‬يبلغ‬
‫المحافظ مشاريع األنظمة قبل إصدارها إلى الوزير المالية‪ ،‬خالل اليومين اللذين يليان موافقة المجلس‬
‫عليها‪ ،‬الذي يتاح له أجل عشرة(‪ )10‬أيام لطلب تعديلها‪.‬‬
‫ويجب على المحافظ أن يستدعي‪ ،‬حينئذ المجلس‪ ،‬لالجتماع في أجل خمسة (‪ )5‬أيام ويعرض عليه‬
‫التعديل المقترح‪.‬‬
‫ويكون القرار الجديد الذي يتخذه المجلس نافذا مهما يكن مضمونه"‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 66‬من القانون السالف الذكر على أنه‪ ":‬يصدر المحافظ النظام الذي يصبح نافذا وينشر في‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ .‬يحتج باألنظمة تجاه الغير بمجرد نفاذها‪.‬‬
‫وتنشر األنظمة‪ ،‬في حالة االستعجال‪ ،‬في يوميتين باللغتين الوطنية واألجنبية‪ ،‬وعلى الموقع اإللكتروني‬
‫الخاص ببنك الجزائر‪ ،‬ويمكن حينئذ االحتجاج بها تجاه الغير بمجرد إتمام اإلجراء"‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 67‬من القانون السالف الذكر على‪ ":‬يكون النظام الصادر والمنشور كما هو مبين في المادة‬
‫‪ 66‬أعاله‪ ،‬موضوع دعوى الغاء يقدمها وزير المالية أمام المحكمة اإلدارية لالستئناف لمدينة الجزائر‪،‬‬
‫وال يكون لهذه الدعوى أثر موقف‪.‬‬
‫يجب أن تقدم الدعوى القضائية خالل أجل ستين (‪ )60‬يوما‪ ،‬ابتداء من تاريخ نشره‪.‬‬
‫يصدر المحافظ الق اررات في مجال النشاطات المصرفية‪ ،‬وتنشر الق اررات المتخذة بموجب الفقرات أ) وب)‬
‫وج) من المادة ‪ 64‬في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬وتبلغ الق اررات األخرى‬
‫طبقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫ترفع الدعوى القضائية أمام المحكمة اإلدارية لالستئناف لمدينة الجزائر‪ ،‬إللغاء الق اررات المتخذة بموجب‬
‫المادة ‪ 64‬أعاله لخصوص النشاطات المصرفية‪.‬‬
‫ال يسمح برفع هذه الدعوى القضائية إال لألشخاص الطبيعية أو المعنوية المستهدفة من القرار مباشرة‪.‬‬
‫يجب أن تقدم الدعوى القضائية خالل الستين(‪ )60‬يوما‪ ،‬ابتداء من نشر القرار أو تبليغه‪ ،‬حسب الحالة‬
‫مع مراعاة أحكام المادة ‪ 95‬أدناه"‪.‬‬
‫المادة ‪ ":95‬يمكن الطعن أمام المحكمة اإلدارية لالستئناف لمدينة الجزائر في الق اررات التي يتخذها بموجب‬
‫المواد ‪ 89‬و ‪ 92‬و ‪ 93‬أعاله"‪.‬‬
‫المادة ‪ ":89‬يجب أن يرخص المجلس بإنشاء بنك أو مؤسسة مالية أو وسيط مستقل أو مكتب صرف أو‬
‫مزودي خدمات الدفع الخاضعين للقانون الجزائري‪ ،‬على أساس ملف يحتوي خصوصا‪ ،‬على نتائج تحقيق‬
‫يتعلق بمراعاة أحكام المادة ‪ 87‬أعاله‪ ،‬ويتم تحيين هذا الملف وفق نظام يصدره المجلس"‪.‬‬
‫المادة ‪ ":92‬يجب أن يخضع فتح مكاتب تمثيل للبنوك األجنبية في الجزائر إلى ترخيص من المجلس"‪.‬‬
‫المادة ‪" :93‬يمكن أن يرخص المجلس بفتح فروع في الجزائر للبنوك والمؤسسات المالية األجنبية‪ ،‬مع‬
‫مراعاة مبدأ المعاملة بالمثل"‪.‬‬
‫المحور الرابع‬
‫الرقابة المصرفية‬
‫نتناول في هذا المحور الرقابة على بنك الجزائر والرقابة على البنوك والمؤسسات المالية‬
‫أوال‪ :‬الرقابة على البنك المركزي‬
‫تمارس الرقابة على البنك المركزي هيئة المراقبة التي نظمها المشرع الجزائري في المادة ‪ 29‬و‪ 30‬من‬
‫القانون رقم ‪ 09 – 22‬يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية‬
‫نظم المشرع الجزائري الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية في الباب السادس من القانون رقم ‪09 – 22‬‬
‫والذي جاء بعنوان رقابة البنوك والمؤسسات المالية والخاضعين اآلخرين‪ ،‬وذلك في المواد ‪،134 – 106‬‬
‫وتمارس الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية مجموعة من األجهزة وتكلف بها أيضا بعض األشخاص‬
‫وهو ما سنراه كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬اللجنة المصرفية‬
‫نظمها المشرع الجزائري في المادتين ‪ 131 – 116‬من القانون النقدي والمصرفي‪.‬‬
‫أ‪ -‬تشكيلة اللجنة المصرفية‬
‫تتكون اللجنة المصرفية وفقا للمادة ‪ 117‬من القانون رقم ‪ 09 – 23‬يتضمن القانون النقدي والمصرفي من‪:‬‬
‫‪ -‬المحافظ رئيسا‬
‫‪ -‬ثالثة أعضاء يختارون بحكم كفاءتهم في المجال المصرفي والمالي والمحاسبي‪.‬‬
‫‪ -‬قاضيان ينتدب القاضي األول من المحكمة ويختاره رئيس المحكمة العليا وينتدب الثاني من مجلس الدولة‬
‫ويختاره رئيس المجلس بعد استشارة المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل عن مجلس المحاسبة يختاره رئيس هذا المجلس من بين المستشارين األولين‬
‫‪ -‬ممثل عن الوزير المكلف بالمالية برتبة مدير على األقل‪.‬‬
‫ويتم تعيين أعضاء اللجنة المصرفية من طرف رئيس الجمهورية لمدة خمس سنوات‪.‬‬
‫ويقع على عاتق أعضاء اللجنة المصرفية مجموعة من الواجبات من بينها واجب االحتفاظ بالسر المهني‪،‬‬
‫وفي المقابل ألعضاء اللجنة المصرفية مجموعة من الحقوق من بينها حصولهم على مرتب في مقابل‬
‫الوظائف التي يقومون بها‪ ،‬وكذلك الحصول على تعويض‪.‬‬
‫ب – الطبيعة القانونية للجنة المصرفية‬
‫ظهر هناك رأيين بخصوص طبيعة اللجنة المصرفية‪ ،‬حيث رأي يرى بأن اللجنة المصرفية لها طابع مزدوج‬
‫أي قضائي وإداري الستعمال المشرع مصطلح الطعن القضائي‪ ،‬وكذا من خالل تشكيلة اللجنة المصرفية‬
‫والتي تتكون من قاضيين وكذلك طريقة تبليغ ق اررات اللجنة المصرفية والتي تتم وفقا لقانون اإلجراءات‬
‫المدنية‪ ،‬ورأي آخر يرى بأن اللجنة المصرفية لها طابع إداري أي هيئة إدارية ذلك كونها تمارس سلطاتها‬
‫كأي هيئة مستقلة ووجود قاضيين في تشكلية اللجنة ال يعني بالضرورة إضفاء الطابع القضائي على اللجنة‬
‫المصرفية‪ ،‬بدليل أن بعض الهيئات اإلدارية تتضمن في تشكيلتها القضاة ولكن كيفت صراحة على أنها‬
‫سلطة إدارية مستقلة‪ ،‬والقول بأن تبليغ ق ارراتها يكون وفقا لقانون اإلجراءات المدنية ال تعتبر حجة قطعية‬
‫العتبارها سلطة قضائية‪ ،‬والقول بالطعن القضائي الذي تخضع له ق اررات اللجنة المصرفية يضفي عليها‬
‫الطابع القضائي هذا أيضا محل رد‪.‬‬
‫‪ -3‬مهام اللجنة المصرفية‬
‫تقوم اللجنة المصرفية بمهام الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وهو ما يتبين من خالل المادة ‪116‬‬
‫و ‪ 120‬من القانون النقدي والمصرفي وتقوم اللجنة المصرفية بممارسة نوعين من الرقابة تتمثل األولى في‬
‫الرقابة بناء على الوثائق والرقابة في عين المكان‪ ،‬وهذه الرقابة يقوم بتنظيمها بنك الجزائر والتي تتم عن‬
‫طريق أعوان بنك الجزائر‪ ،‬كما يمكن أن تتم بواسطة تكليف أي شخص آخر يقع عليه اختيارها‪ ،‬كما يمكن‬
‫أن تستمع اللجنة المصرفية إلى الوزير المكلف بالمالية بطلب منه‪ ،‬وفي حالة االستعجال يمكن لبنك الجزائر‬
‫القيام بالرقابة ويبلغ اللجنة بالنتائج المتوصل إليها‪.‬‬
‫وتمارس اللجنة أعمال الرقابة عن طريق إعداد برنامج حول العمليات التي ستقوم بها‪ ،‬ويخول لها في إطار‬
‫الرقابة التي تمارسها أن تطلب من البنوك والمؤسسات المالية جميع المعلومات واإليضاحات واإلثباتات‬
‫الالزمة لممارسة مهمتها‪ ،‬ويمكن أن تطلب من كل شخص معني تبليغها بأي مستند أو أية معلومة وال‬
‫يجوز في هذا اإلطار االحتجاج بالسر المهني‪.‬‬
‫وقد خول المشرع الجزائري اللجنة المصرفية سلطة الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وسمح لها بتوسيع‬
‫الرقابة إلى مراقبة األشخاص المعنوية التي تسيطر على البنك والمؤسسات المالية‪ ،‬وكذا فروع هذه البنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬وكذا توسيع الرقابة إلى فروع الشركات الج ازئرية المقيمة في الخارج وذلك في إطار‬
‫االتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫وحتى بخصوص تبليغ نتائج المراقبة يمكن للجنة المصرفية تبليغ نتائج المراقبة في عين المكان إلى إدارة‬
‫فروع الشركات الخاضعة للقانون الجزائري‪ ،‬وإلى ممثلي فروع الشركات األجنبية في الجزائر كما تبلغ إلى‬
‫محافظي الحسابات‪.‬‬
‫وتنتهي أعمال الرقابة التي تقوم بها اللجنة المصرفية باتخاذ تقارير‪ ،‬وهذه التقارير تتخذ باألغلبية وفي حالة‬
‫تساوي عدد األصوات يرجح صوت الرئيس‪ ،‬وق اررات اللجنة المصرفية غير قابلة للطعن إال في بعض‬
‫ق ارراتها‪ ،‬وهذا ما يستنتج من خالل المادة ‪ 1/119‬من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص‪ ":‬تتخذ ق اررات‬
‫اللجنة المصرفية باألغلبية وفي حالة تساوي عدد األصوات يكون صوت الرئيس مرجحا"‪.‬‬
‫وتقوم اللجنة المصرفية بممارسة مهام وقائية‪ ،‬وذلك في إطار اختصاص اللجنة المصرفية بمهام السهر‬
‫على احترام قواعد حسن سير المهنة‪ ،‬وفي حالة ما إذا أخلت البنوك والمؤسسات المالية بقواعد سير المهنة‬
‫تتخذ اللجنة المصرفية إجراءات وقائية تتمثل في التحذير فتتيح الفرصة لمسيري هذه المؤسسة لتقديم‬
‫تفسيراته‪ ،‬وبعدها يمكن دعوة أي بنك أو مؤسسة مالية عندما تبرر ذلك بهدف اتخاذ في أجل معين التدابير‬
‫التي من شأنها أن تعيد التوازن المالي أو تصحيحه‪ ،‬ويمكن لها أن تقوم بتعيين قائم باإلدارة بمبادرة من‬
‫مسيري المؤسسة أو بمبادرة من اللجنة‪ ،‬ومنه يمكن توقيف المسير مؤقتا أو إنهاء مهام مسير أو أكثر‪.‬‬
‫ومنح المشرع الجزائري للجنة المصرفية سلطة توقيع عقوبات تأديبية على البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬ومن‬
‫األسباب التي تؤدي إلى الحكم بالعقوبات التأديبية على البنوك والمؤسسات المالية نجد اإلخالل باألحكام‬
‫التشريعية أو التنظيمية المتعلقة بنشاط البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬عدم اإلذعان ألمر‪ ،‬عدم األخذ في‬
‫الحسبان التحذير‪ ،‬والعقوبات التي تسلطها اللجنة المصرفية تتمثل في اإلنذار والتوبيخ والمنع من ممارسة‬
‫بعض العمليات والتوقيف المؤقت لمسير أو أكثر مع مراعاة تعيين قائم باإلدارة‪ ،‬وسحب االعتماد‪.‬‬
‫‪ -2‬مركزية المخاطر‬
‫مركزية المخاطر نظمها المشرع الجزائري في القانون رقم ‪ 09 – 23‬يتضمن القانون النقدي والمصرفي‪،‬‬
‫وذلك في المادة ‪ ،110‬كما نظمها بموجب النظام رقم ‪ 01 – 12‬يتعلق بمركزية مخاطر المؤسسات واألسر‬
‫وعملها‪ ،‬كما نظمها أيضا بموجب التعليمة رقم ‪ 04 – 19‬تتعلق بمركزية المخاطر المصرفية ذات الصلة‬
‫بالمؤسسات واألسر‪.‬‬
‫وتسمى مركزية المخاطر بمركزية مخاطر المؤسسات واألسر‪ ،‬وذلك وفقا للنظام رقم ‪ 01 – 12‬السابق‬
‫الذكر‪ ،‬ويطلق عليها في صلب النص القانوني مركزية المخاطر‪ ،‬وأطلق عليها األمر رقم ‪ 11 – 03‬تسمية‬
‫مركزية مخاطر المؤسسات ومركزية مخاطر العائالت ومركزية المستحقات غير المدفوعة المادة المادة‬
‫‪.1/110‬‬
‫ومركزية المخاطر عبارة عن مصلحة لمركزة المخاطر تكلف بجمع جميع المعلومات المتعلقة بالقروض‬
‫الممنوحة من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬حيث تنص المادة الثانية من النظام رقم ‪ 01 – 12‬السابق‬
‫الذكر على أنه‪ ":‬مركزية المخاطر مصلحة لمركزة المخاطر تكلف بالقيام‪ ،‬لدى كل بنك وكل مؤسسة مالية‬
‫على وجه الخصوص والتي تدعى في صلب النص المؤسسات المصرحة‪ ،‬بجمع هوية المستفدين من‬
‫القروض وطبيعة وسقف القروض الممنوحة ومبلغ االستعماالت ومبلغ القروض غير المسددة وكذا الضمانات‬
‫المأخوذة فيما يخص كل صنف من القروض"‪ ،‬وكذلك المادة ‪ 2/110‬من القانون النقدي والمصرفي‪.‬‬
‫وتتثمل مركزية المخاطر في مركزية مخاطر المؤسسات ومركزية مخاطر األسر‪ ،‬حيث تنص في هذا الشأن‬
‫المادة األولى من النظام رقم ‪ 01 – 12‬السابق الذكر على أنه‪ ":‬يهدف هذا النظام إلى تحديد مبادئ تنظيم‬
‫مركزية "مخاطر المؤسسات واألسر" وعملها‪ ،‬التي تدعى في صلب النص"مركزية المخاطر"‪.‬‬
‫تنقسم مركزية المخاطر إلى قسمين(‪ )2‬يسميان في صلب النص على التوالي‪ "،‬مركزية مخاطر المؤسسات"‬
‫التي تسجل فيها المعطيات المتعلقة بالقروض الممنوحة لألشخاص المعنويين واألشخاص الطبيعيين الذين‬
‫يمارسون نشاطا مهنيا بدون أجر‪ ،‬و "مركزية مخاطر األسر" التي تسجل فيها المعطيات المتعلقة بالقروض‬
‫الممنوحة لألفراد"‪.‬‬
‫وتكلف المركزية بجمع المعطيات المتعلقة بالقروض‪ ،‬والمتمثلة في معطيات إيجابية ومعطيات سلبية‪ ،‬وهو‬
‫ما يتبين من خالل المادة ‪ 5‬من النظام رقم ‪ 01 – 12‬والتي تنص‪ ":‬يتعين على المؤسسات المصرحة أن‬
‫تصرح إلى مركزية المخاطر‪ ،‬حسب طبيعة المعطيات‪ ،‬في قسمها المخصص للمؤسسات وفي قسمها‬
‫المخصص لألسر بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬المعطيات المتعلقة بتعريف المستفدين من القروض وسقف القروض وسقف وقائم القروض الممنوحة‬
‫لزبائنهم‪ ،‬مهما كان المبلغ‪ ،‬بعنوان العمليات التي أجريت على مستوى شبابيكها وكذا الضمانات‬
‫المأخوذة(ضمانات عينية وضمانات شخصية) فيما يخص كل صنف من القروض وتسمى هذه المعلومات‬
‫معطيات إيجابية‪.‬‬
‫‪ -‬المبالغ غير المسددة من قائم القروض هذه‪ ،‬وتسمى هذه المعلومات معطيات سلبية"‪..‬‬
‫ومقر مركزية المخاطر هو بنك الجزائر‪ ،‬ومن اإللتزامات التي تقع على عاتق البنوك والمؤسسات المالية‬
‫نجد‪:‬‬
‫‪ -‬التزامها باالنضمام إلى مركزية المخاطر‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 4/110‬من القانون رقم ‪09 – 23‬‬
‫حيث جاء نصها كاآلتي‪ ":‬يتعين على البنوك والمؤسسات المالية وكذا المؤسسات أو الهيئات التي تمنح‬
‫القروض المصغرة االنخراط إلى مركزية المخاطر‪ ،"...‬وهو ما يتبين أيضا من نص المادة ‪ 3‬من النظام‬
‫رقم ‪ 01 – 12‬والتي تنص‪ ":‬يتعين على المؤسسات المصرحة أن تنضم إلى مركزية المخاطر لبنك الجزائر‬
‫وتحترم قواعد سيرها"‪.‬‬
‫‪ -‬التصريح شهريا بجميع القروض التي تمنحها لزبائنها‪ ،‬وهو ما يتبين من خالل نص المادة ‪ 5‬من التعليمة‬
‫رقم ‪ 04 – 19‬والتي تنص‪ ":‬تتم التصريحات وفق وتيرة زمنية شهرية‪ ،‬مع اإلشارة إلى شهر القفل المحاسبي‬
‫الموافق لها‪.‬‬
‫يتم القفل المحاسبي للقروض المصرح بها في آخر يوم عمل من كل شهر‪ ،‬ويجب أن ترسل إلى بنك الجزائر‬
‫في موعد ال يتجاوز يوم ‪ 20‬من الشهر الموالي‪ ،‬وعند اإلقتضاء‪ ،‬إلى آخر يوم عمل منه بالنسبة للتصريحات‬
‫التصحيحية الخاصة بنفس الشهر"‪ ،‬والمادة ‪ 6‬من النظام ‪ 01 – 12‬والتي تنص‪ ":‬تصرح المؤسسات‬
‫المصرحة شهريا بجميع القروض الممنوحة لزبائنها من مؤسسات وأفراد مهما بلغت قيمتها وتكون القروض‬
‫الممنوحة لمستخدميها محل تصريح أيضا لمركزية المخاطر وفق نفس الوتيرة الزمنية طبقا للتشريع المعمول"‪،‬‬
‫وفي المقابل تقوم مركزية المخاطر بمركزة المخاطر شهريا‪ ،‬هذا ما نصت عليه المادة ‪ 7‬من النظام السابق‬
‫الذكر‪ ،‬والتي تنص‪ ":‬تقوم مركزية المخاطر شهريا بمركزة التصريحات المذكورة في المادة ‪ 5‬أعاله‪ ،‬وتعد‬
‫وتضع في متناول كل مؤسسة مصرحة نتائج عمليات المركزة المدونة في تقارير القرض المتعلقة بزبائنها‪،‬‬
‫عن طريق االطالع عن بعد واالسترجاع الشهري"‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال نتائج عمليات المركزة في إطار منح وتسيير القروض‪ ،‬ومنه ال يمكن لها بأي حال من األحوال‬
‫استخدام هذه المعلومات ألغراض أخرى والسيما البحث عن األسواق التجارية أو لغرض التسويق‪.‬‬
‫‪ -‬التبليغ دون تأخير مركزية المخاطر وبصفة مستقلة عن التصريح بالقروض بكل معلومة طرأت على‬
‫وضعية المقترض كتعديل القانون األساسي للشركة عند االقتضاء أو تغيير العنوان أو أية معلومة أخرى‪،‬‬
‫‪ -‬استشارة مركزية المخاطر قبل منح أي قرض‪.‬‬
‫‪ -‬إعالم زبائنها بالتصريح والتسجيل أمام مركزية المخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬االطالع مسبقا قبل منح أي قرض على تقرير القرض المعد من طرف مركزية المخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزام باستغالل نتائج المركزة‪.‬‬
‫‪ -‬اتخاذ التدابير الالزمة لضمان سرية المعلومات المتحصل عليها‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بمراقبة البنوك والمؤسسات المالية حول مدى احترامها للقوانين واألنظمة‪ ،‬ومراقبتها مدى أخذها‬
‫بواجب الحذر والحيطة‪ ،‬ومدى احترامها للواجبات وااللتزامات الواقعة عليها تجاه زبائنها‪ ،‬ومدى أخذها بنتائج‬
‫أعمال المركزة‪ ،‬وفي هذا اإلطار يمكن لها رفض التصريح‪ ،‬ومنه تصحيح المعلومات وفي حالة عدم اإلذعان‬
‫وعدم احترام البنوك والمؤسسات المالية اللتزاماتها تقوم مركزية المخاطر بإخطار اللجنة المصرفية بذلك‪.‬‬
‫وفي األخير يكون للزبون حق االطالع على المعطيات وحق تصحيح المعطيات‪.‬‬
‫‪ -2‬أجهزة رقابية داخلية‬
‫وقد نص عليها المشرع الجزائري في المواد ‪ 107‬و‪ 108‬من القانون النقدي والمصرفي‬
‫وتتمثل في جهاز رقابي داخلي فعال منصوص عليه في المادة ‪ 2/107‬من القانون رقم ‪ 09 – 23‬والتي‬
‫تنص‪ ":‬يجب على البنوك والمؤسسات المالية وضع جهاز فعال للرقابة الداخلية"‬
‫حيث يمنح هذا الجهاز ضمانات معقولة فيما يخص‪:‬‬
‫‪ -‬التحكم في نشاطها واالستعمال الفعال لمواردها‪.‬‬
‫‪ -‬السير الحسن للمسارات الداخلية‪ ،‬والسيما تلك التي تساعد على المحافظة على مبالغها وتضمن شفافية‬
‫العمليات المصرفية ومصادرها وتتبعها‪.‬‬
‫‪ -‬صحة المعلومات المالية‪.‬‬
‫‪ -‬األخذ بعين االعتبار بصفة مالئمة مجمل المخاطر بما في ذلك المخاطر العملية"‪.‬‬
‫وأصدر بنك الجزائر النظام رقم ‪ 08 – 11‬يتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫حيث تنص المادة األولى منه على‪ ":‬يهدف هذا النظام إلى تحديد مضمون المراقبة الداخلية التي يجب على‬
‫البنوك والمؤسسات المالية وضعها تطبيقا للمادتين ‪ 97‬مكرر و ‪ 97‬مكرر‪ 2‬من األمر ‪ 11 – 03‬المؤرخ‬
‫في ‪ 27‬جمادى الثانية عام ‪ 1424‬الموافق ‪ 26‬غشت ‪ ،"2003‬مع العلم أن األمر ‪ 11 – 03‬ملغى ومنه‬
‫يتعين إعادة النظر في هذا النظام‪.‬‬
‫ومحافظو الحسابات‪ ،‬ونصت عليهم المواد ‪ 111‬إلى ‪ 113‬من القانون رقم ‪ 09 – 23‬يتعلق بالقانون النقدي‬
‫والمصرفي والقرض حيث يجب على كل بنك أو مؤسسة مالية أن يعين محافظين إثنين على األقل وهو ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 111‬من لقانون السابق الذكر‪.‬‬
‫ومهنة محافظ الحسابات منظمة أيضا بموجب القانون رقم ‪ 01 – 10‬مؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ 2010‬يتعلق‬
‫بمهن الخبير المحاسب ومحافظ الحسابات والمحاسب المعتمد‪.‬‬
‫ومن المهام التي يقوم بها محافظو الحسابات الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية التابعين لها‪ ،‬وتحت‬
‫هذا اإلطار فإنه تقع عليهم مجموعة من االلتزامات تستنتج من خالل نص المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪23‬‬
‫– ‪ 09‬يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي والتي تنص‪ ":‬يتعين على محافظي حسابات البنوك والمؤسسات‬
‫المالية‪ ،‬زيادة على التزاماتهم القانونية القيام بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يعلموا فو ار للمحافظ بكل مخالفة ترتكبها المؤسسة الخاضعة لمراقبتهم طبقا لهذا القانون والنصوص‬
‫التنظيمية المتخذة بموجب أحكامه‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يقدموا لرئيس اللجنة المصرفية تقري ار حول المراقبة التي قاموا بها‪ ،‬ويجب أن يسلم هذا التقرير‬
‫في أجل أربعة (‪ )4‬أشهر‪ ،‬ابتداء من تاريخ قفل كل سنة مالية‪،‬‬
‫‪ -4‬أن يقدموا للجمعية العامة تقري ار خاصا حول أية تسهيالت ممنوحة من المؤسسة ألحد األشخاص‬
‫الطبيعية أو المعنوية المذكورة في المادة ‪ 115‬من هذا القانون‪ .‬وفيما يخص فروع البنوك‬
‫والمؤسسات المالية األجنبية‪ ،‬فيقدم هذا التقرير لممثليها في الجزائر‪،‬‬
‫‪ -5‬أن يرسلوا إلى المحافظ بنك الجزائر نسخة من تقاريرهم الموجهة للجمعية العامة للمؤسسة"‪.‬‬
‫ويخضع محافظو الحسابات لرقابة اللجنة المصرفية‪ ،‬وفي إطار ذلك يجوز لها أن تقوم بتوقيع عليهم بعض‬
‫العقوبات التأديبية دون اإلخالل بالعقوبات الجزائية‪ ،‬وهو ما يتبين من خالل نص المادة ‪ 113‬من القانون‬
‫رقم ‪ 09 – 23‬من القانون النقدي والمصرفي‪.‬‬
‫ومحافظي الحسابات تمنع عليهم بعض التصرفات‪ ،‬وهو ما يتبين من خالل نص المادة ‪.4/113‬‬

You might also like