يتعين في كل دراسة حتى يتم تقريب المعنى إلى القارئ بصفة عامة والطالب بصفة خاصة التطرق إلى مفهوم الشيء محل الدراسة ،وبما أن محل دراستنا في هذه المحاضرة هو مقياس القانون البنكي ،وبالتالي أول سؤال يطرح هو ما مفهوم القانون البنكي ،والذي تدخل فيه عدة مواضيع تتمثل في تعريف القانون البنكي ،خصائص القانون البنكي ،مصادر القانون البنكي ،أنواع المؤسسات المصرفية ،وعالقة القانون البنكي بغيره من القوانين األخرى ،وهذا ما سنراه من خالل هذا المحور كاآلتي: أوال :تعريف القانون البنكي يحتمل التعريف بصفة عامة وفقا لما أدرجت عليه البحوث والدراسات القانونية اعتماد تعريف لغوي وتعريف اصطالحي ،وبالتالي يمكن لنا تعريف القانون البنكي من الناحية اللغوية ثم من الناحية االصطالحية ،ومنه سوف نتطرق إلى عرضهما كاآلتي: – 1التعريف اللغوي للقانون البنكي :القانون البنكي يحتوي من كلمتين كلمة قانون وكلمة بنك ،ومن الناحية اللغوية وجب تعريف كل مصطلح على حدا ،فالقانون من الناحية اللغوية يجمع على قوانين ،ومن المعاني اللغوية له نجد كلمة قن وهو الشخص العبيد ،وكلمة قن تحمل بداخلها الخضوع والذي إذا ما ربطناه بمعنى القانون في االصطالح نجد أنه يجب الخضوع للقانون كالشخص الذي يكون عبدا لسيده بحيث يخضع له ،كما نجد أن القانون من الناحية اللغوية يحمل معنى أو يأتي في معنى قنينة والتي تعني الوعاء وإذا ما ربطناه بالقانون يمكن القول أن القانون هو الوعاء الذي تجمع فيه القواعد القانونية ،ويحمل القانون أيضا من الناحية اللغوية معنى اآللة الموسيقية وإذا ربطناه بالقانون يمكن أن نعتبر القانون عبارة عن الجانب الفني الذي تظهر فيه القاعدة القانونية. أما كلمة بنك من الناحية اللغوية فهي من فعل بنك والذي يعني األصل كما يعني القيام أي فعل أقام. -2التعريف االصطالحي للقانون البنكي وسوف نعرض التعريف الفقهي والتعريف التشريعي أ -التعريف الفقهي للقانون البنكي يتبين أن القانون البنكي يتكون من مصطلحين مصطلح قانون ومصطلح بنك ،وبالتالي يعرف القانون من الناحية الفقهية بعدة تعاريف غير أنه سوف نكتفي بتعريف القانون على أنه مجموعة من القواعد القانونية العامة والمجردة والتي تنظم سلوك األفراد داخل المجتمع وهي ملزمة ومقترنة بجزاء توقعه السلطة العامة. أما البنك فهو أيضا عرف بعدة تعاريف من الجانب الفقهي نذكر منها: -البنك هو المؤسسة التي تتوسط بين طرفين لديها إمكانيات أو حاجيات متقابلة ومختلفة يقوم البنك باستثمارها أو توصيلها أو تنميتها أو تنفيذها للوصول إلى هدف أفضل ولقاء ربح مناسب. -البنك منشأة مالية تلعب دور الوسيط بين المودعين والمستثمرين حيث تعمل على قبول الودائع من القطاعات المختلفة لمن احتاج إليها. البنوك عبارة عن مؤسسات مالية تتمثل عملياتها الرئيسية على تجميع األموال الفائضة عن الحاجة لغرض اقراضها ألصحاب العجز المالي وفق أسس معينة واستثمارها. أما عن تعريف القانون البنكي فقد تم تعريفه باالعتماد على معيارين وهما: المعيار الشخصي :يعرف القانون البنكي وفقا للمعيار الشخصي على أنه مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم البنوك والمؤسسات المالية ،فأشخاص النظام المصرفي أو المهنة المصرفية تتمثل في البنوك والمؤسسات المالية ،هذا ما يظهر من خالل العديد من مواد قانون النقد والقرض ،منها المادة 75من القانون رقم 09 – 23يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي ،والتي تنص ":البنوك مخولة دون سواها للقيام بصفة مهنتها االعتيادية ،بجميع العمليات المبينة في المواد من 86إلى 70و 72و 76و 77من هذا القانون" ،والمادة 78من القانون نفسه والتي تنص ":ال يمكن للمؤسسات المالية تلقي األموال من الجمهور ،وال إدارة وسائل الدفع أو وضعها تحت تصرف زبائنها". حيث يظهر من خالل المادتين السالفتي الذكر استعمال المشرع مصطلح البنوك ومصطلح المؤسسات المالية مما يوحي أن أشخاص القانون البنكي وفقا لقانون النقد والقرض تتمثل في البنوك والمؤسسات المالية. المعيار الموضوعي :يعرف القانون البنكي وفقا لهذا المعيار على أنه مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم العمليات المصرفية ،فالمعيار الموضوعي يعتمد في تعريف القانون البنكي على النشاط الذي تقوم به البنوك والمؤسسات المالية ،وقد تتطرق المشرع الجزائري لهذه النقطة أي لمهام البنوك والمؤسسات المالية، وذلك في الفصل الثاني من الباب الخامس من القانون النقدي والمصرفي ،حيث نصت المادة 75منه على أنه ":البنوك مخولة دون سواها للقيام بصفة مهنتها االعتيادية ،بجميع العمليات المبينة في المواد من 68 إلى 70و 72و 76و 77من هذا القانون". والمالحظ أن المادة 75السالفة الذكر أحالتنا إلى المواد 68إلى 70و 72و 76و 77حيث تنص المادة 68المحال إليها على أنه ":تتضمن العمليات المصرفية تلقي األموال من الجمهور وعمليات القرض، والعمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية ،وكذا وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن وإدارة هذه الوسائل". ب-التعريف التشريعي للقانون البنكي المشرع الجزائري لم يعرف القانون البنكي ولكن عرف البنك وذلك من خالل المادة 114والمادة 115من القانون رقم 10 – 90يتعلق بالنقد والقرض الملغى حيث عرف البنوك على أنها أشخاص معنوية مهمتها العادية والرئيسية إجراء العمليات الموصوفة في المواد 113 – 110من القانون رقم 10- 90يتعلق بالنقد والقرض. في حين عرف المؤسسات المالية في المادة 115من القانون السالف الذكر على أنها أشخاص معنوية مهمتها العادية والرئيسية القيام باألعمال البنكية ما عدا تلقي األموال من الجمهور. ثانيا :خصائص القانون البنكي يتميز القانون البنكي بمجموعة من الخصائص تميزه عن غيره من القوانين تتمثل هذه الخصائص في: -1القانون البنكي قانون مهمني :بمعنى أن هذا القانون يغلب عليه الطابع المهني ،فهو ينظم المهنة المصرفية التي تقوم بها البنوك والمؤسسات المالية ،فهو يحدد الشروط التي يجب توفرها في الشخص الذي يريد ممارسة المهنة المصرفية ،والتي تعتمد على مجموعة من الشروط نذكر منها شرط الترخيص واالعتماد كما يحدد عن طريقها شروط فتح مكاتب تمثيل البنوك والمؤسسات المالية األجنبية في الجزائر ،كما يحدد المقاييس والنسب التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية السيما فيما يخص تغطية المخاطر وتوزيعها والسيولة والقدرة على الوفاء والمخاطر بوجه عام ،ويحدد الشروط التقنية لممارسة المهنة المصرفية ومهنتي االستشارة والوساطة في المجالين المصرفي والمالي ،كما تبين في حالة توفر شروط منح االعتماد كيف يتم ذلك والذي يكون بمنح االعتماد عن طريق مقرر من المحافظ البنكي وينشر ذلك في الجريدة الرسمية. كما ينظم مهام المحافظ البنكي ،ومهام مجلس اإلدارة ،ومهام اللجنة المصرفية ،ومهام مركزية المخاطر، ومهام هيئة المراقبة وغيرها من المهام المنوطة بالبنوك والمؤسسات المالية. وفي األخير فإن القانون البنكي يغلب عليه الطابع المهني ألنه في الغالب ينظم المهنة المصرفية. -2القانون البنكي قانون شخصي :بمعنى أنه يغلب عليه الطابع الشخصي ،فالعمليات التي تقوم بها الهيئات المصرفية في معظمها تقوم على االعتبار الشخصي بمعنى أنها تقوم بطبيعتها على ثقة كال طرفيها، فعنصر الثقة عنصر هام جدا في المجال البنكي ،ويؤثر في مضمون العمل وبقائه ،وهذا االعتبار الشخصي يتضح بصورة جلية من جانب العميل الذي ال يلجأ إال لمؤسسة قرض يثق بها نظ ار لسمعتها وسلوكها مع زبائنها ،ومن جانب مؤسسة القرض التي تحصن نفسها جيدا خصوصا في حاالت المخاطر المالية وتقدر احتماالت وقوع الخطر ،وذلك بدراسة أخالقيات الزبون وإمكانيته على الوفاء ،كما تطلب منه ضمانات عينية وشخصية لتغطية المخاطر ،وهناك العديد من المواد التي تبين الطابع الشخصي للقانون البنكي. -3القانون البنكي قانون ذو طابع دولي :بمعنى أن العمليات البنكية ال تنحصر داخل حدود الدولة ،وإنما تتعداها لتشمل دول أخرى على مستوى العالم ،فهي عابرة للحدود الوطنية ،وهذا فرضه التطور التكنلوجي الملحوظ في كافة المجاالت ،والذي حول العالم إلى رقعة جغرافية واحدة وكأنها دولة واحدة ،كما فرضته أيضا التجارة الخارجية والتطور الملحوظ فيها ،وحتى التقنيات المعتمدة في القانون البنكي أغلبها مستوردة من الخارج ولها اتصال مباشر وقوي بالتجارة الدولية مما يفرض تماثلها لتيسير العمل في هذا المجال ،فمن جهة هناك نظم وأساليب ظهرت في دولة ما ،ومنها امتدت إلى دول أخرى بسبب مزاياها ،كما هو الحال بالنسبة للقرض اإليجاري ،االعتماد اإليجاري ،التوريق....وغيرها من العقود ،ومن جهة أخرى نالحظ أن األساليب أو النظم أو التقنيات البنكية لها غالبا طابع دولي أي أنها واحدة على مستوى كل الدول ،وهذا أمر طبيعي وضروري نظ ار ألن العملية الواحدة تتجاوز آثارها حدود الدولة كما هو الحال مثال بالنسبة لالعتمادات المستندية وغيرها من العمليات المرتبطة بالتجارة الخارجية. -4القانون البنكي قانون تقني ذو طبيعة فنية ودقيقة :فهو قانون تقني ذو طبيعة فنية دقيقة ألنه ينظم عددا من العمليات التي تتكرر وبشكل مماثل آالف المرات ،فالطريقة التي يتعامل بها البنك لها أهمية بالغة تبدو في كون العمليات تتكرر بنفس الطريقة ونفس التقنية ألنه من التقنية الثابتة يأتي االستقرار واألمان القانوني ويسهل العمل البنكي ويصبح سريعا. -5القانون البنكي قانون مرن وسريع التطور :يعتبر القانون البنكي قانونا مرنا وسريع التطور ،فهو ليس بقانون جامد وخير دليل على ذلك هو عدد التعديالت التي عرفها القانون البنكي ،والسبب في مرونة القانون هو ارتباطه بالمجال االقتصادي والمجال المالي للدولة. ثالثا :عالقة القانون البنكي بغيره من القوانين يتميز القانون البنكي بمجموعة من الخصائص تميزه عن غيره من القوانين ،ولكن هذا ال يعني الفصل الكلي بينه وبين غيره من القوانين ،حيث هناك عالقة تربط بين القانون البنكي وغيره من القوانين هذا ما سنراه وفقا لآلتي: -1عالقة القانون البنكي بالقانون المدني :تربط بين القانون البنكي والقانون المدني عالقة تظهر في عدة نقاط نذكر منها: البنوك والمؤسسات المالية من مهامها العادية القيام بالعمليات المصرفية ،ومن بين العمليات التي تمارسها تلقي األموال من الجمهور في شكل ودائع ،وهذا ما يعرف في القانون المدني بعقد الوديعة ،وقد نظم المشرع الجزائري أحكام الوديعة في القانون المدني بموجب المواد ،601 – 590حيث المشرع الجزائري بموجب القانون رقم 09 – 23المتعلق بالقانون النقدي والمصرفي قد تطرق إلى الودائع المصرفية ،ولكن دون تفصيل ،وبالتالي في حالة وجود فراغ قانوني في هذا األمر بخصوص الوديعة المصرفية يتم العودة إلى أحكام عقد الوديعة المنظمة في القانون المدني الجزائري. -من العمليات المصرفية التي تقوم بها البنوك والمؤسسات المالية عمليات القرض ،وقد نظم المشرع الجزائري القرض االستهالكي في القانون المدني الجزائري في المواد ،458 – 450وبالتالي يمكن االستعانة بهذه المواد بخصوص القروض االستهالكية التي تمنحها البنوك والمؤسسات المالية مع العلم أن هناك قوانين أخرى تناولت القرض االستهالكي. -نص المشرع الجزائري على أن المؤسسات المالية تأخذ شكل شركات المساهمة ،ولكن لم يفصل في هذا الشأن بموجب القانون رقم ،09 – 22ولكن عقد الشركة قد نظمه المشرع الجزائري في القانون المدني الجزائري ،وذلك في المواد 449 – 416ومنه يتم العودة بشأن عقد الشركة الذي تنشئ تحت إطاره المؤسسات المالية إلى األحكام العامة لعقد الشركة المنظم في القانون المدني الجزائري الذي يعتبر الشريعة العامة يتم العودة إليه كلما كان هناك فراغ قانوني في القوانين الخاصة. -تقوم البنوك بأعمال الكفالة المصرفية غير أن المشرع الجزائري لم ينظمها في قانون النقد والقرض وعقد الكفالة قد نظمه المشرع الجزائري بموجب القانون المدني في المواد 673 – 644من القانون المدني الجزائري. -2عالقة القانون البنكي بالقانون التجاري للقانون البنكي عالقة مع القانون التجاري ،وذلك ما يتبين في العديد من النقاط نذكر منها: -اعتبر المشرع الجزائري بنك الجزائر ،والذي يعتبر بنك مركزي تاج ار مع الغير ،كما أشار إلى إخضاعه ألحكام القانون التجاري مالم يخالف ذلك أحكام قانون النقد والقرض ،فالمشرع الجزائري أحالنا إلى تطبيق أحكام القانون التجاري على البنك المركزي ،مع العلم أن هناك بعض األحكام تطبق على التاجر في القانون التجاري وال تطبق على البنك المركزي من بينها عدم إخضاع البنك المركزي للتسجيل في السجل التجاري، وهذا يعتبر أمر منطقي ألن المشرع الجزائري بعد أن صرح بأن البنك المركزي يعتبر تاج ار مع الغير ويخضع ألحكام القانون التجاري مالم يخالف ذلك أحكام قانون النقد والقرض. -تأتي المؤسسات المالية في شكل شركات مساهمة والمشرع الجزائري لم ينظم أحكام شركات المساهمة بموجب القانون النقدي والمصرفي ،وإنما نظم أحكام شركات المساهمة في القانون التجاري الجزائري ،وذلك في المواد 715 – 592مكرر 132مع العلم أن المشرع الجزائري قد عدل القانون التجاري سنة .2022 -اعتبر المشرع الجزائري العمليات المصرفية أعماال تجارية بحسب الموضوع ،وذلك بموجب المادة الثانية من القانون التجاري والتي تنص ":كل عملية مصرفية "....... -تقوم البنوك بوضع وسائل الدفع أمام الجمهور والمشرع الج ازئري لم ينظم هذه الوسائل في قانون النقد والقرض وإنما نظمها بنوع من اإليجاز في القانون التجاري ،وذلك في مادتين وفقط ،وهما المادة 543مكرر 23و 543مكرر 24من القانون التجاري ،وتبقى دائما وسائل الدفع من المسائل التي لم تحظى بتنظيم شامل حيث وإن كان المشرع قد أدرجها في قانون النقد والقرض والقانون التجاري غير أنها تبقى فقيرة من الناحية التشريعية. -تقوم البنوك بعمليات خصم األوراق التجارية من سفاتج وشيكات وغيرها وهذه األوراق التجارية لم ينظمها القانون النقدي والمصرفي وإنما نظمها المشرع الجزائري بموجب القانون التجاري. -3عالقة القانون البنكي بالقانون االقتصادي تعتبر البنوك والمؤسسات المالية نوع من أنواع المؤسسات االقتصادي ،حيث تشمل المؤسسات االقتصادية المؤسسات الفالحية والمؤسسات الصناعية ،المؤسسات التجارية والمؤسسات المالية وهذه األخيرة هي التي تقوم بالنشاطات المالية كالبنوك ومؤسسات التأمين وغيرها ،وهذا ما يتبين من خالل القانون التوجيهي للمؤسسات االقتصادية. كما تظهر العالقة بين القانون البنكي واالقتصادي في الدور الذي يلعبه كل واحد منهما تجاه اآلخر فتتطور اقتصاد أي دولة يعتمد بدرجة عالية على مدى تطور البنوك والمؤسسات المالية التابعة لها. -4عالقة القانون البنكي بالقانون المالي توجد عالقة بين القانون البنكي والقانون المالي ،وهذا يظهر جليا في العديد من النقاط نذكر منها: -تعديل بعض مواد قانون النقد والقرض بموجب قانون المالية من بينها تعديل قانون المالية لسنة 2022 قانون النقد والقرض حيث عدل المادة 175منه. -مشروع قانون المالية لكل سنة يعتمد على الدراسة الشاملة لكل القطاعات ومن بين القطاعات التي يتم دراستها القطاع البنكي. -يتدخل وزير المالية في بعض من المسائل المتعلقة بالمجال المصرفي. -نجد في تركيبة بعض الهيئات المصرفية والممثلة في اللجنة المصرفية أنها من أعضائها ممثل عن وزير المالية. -كل هذا يبين العالقة بين القانون البنكي وقانون المالية. -6عالقة القانون البنكي بقانون العقوبات يعتبر قانون العقوبات القانون العام في المجال الجنائي ،والمشرع الجزائري وإن كان قد تضمن في القانون النقدي والمصرفي أحكام جزائية ،وذلك في الباب الثامن ،والذي جاء بعنوان العقوبات الجزائية ،وذلك في المواد 150إلى 154إال أنه لم ينظم الجرائم المتعلقة بهذا المجال بصورة شاملة وكاملة وإنما أشار فقط إلى القلة القليلة والتي في الغالب تخص ممارسو المهنة المصرفية وباقي الجرائم يتم الرجوع إليها لما عليه في القانون العقوبات وغيرها من القوانين الخاصة المتعلقة ببعض الجرائم وخير مثال مانصت عليه المادة 150من القانون النقدي والمصرفي رقم 23 – 22والتي أحالتنا بدورها إلى قانون العقوبات ،بشأن مخالفة المادتين 7و 8من هذا القانون والتي تؤدي في حالة مخالفتها إلى ارتكاب جريمة التزوير في العملة النقدية وقانون العقوبات قد تطرق إلى جريمة تزوير النقود وذلك في المواد ،204 – 197حيث تنص المادة 150 السالفة الذكر على أنه ":يعاقب كل من يخالف أحكام المادتين 7و 8من هذا القانون ،طبقا ألحكام قانون العقوبات". رابعا :أنواع المؤسسات المصرفية يختلف تقسيم البنوك باختالف الجهة التي ننظر إليها للبنك ،وسوف نذكرها في اآلتي: -1أنواع البنوك بحسب المساهمين فيها :تنقسم البنوك بحسب المساهمين فيها إلى بنوك وطنية وهي البنوك التي تكون حدودها داخل الوطن تابعة للدولة ،وهي إما أن تكون بنوك عامة أو بنوك خاصة بمعنى رأسمالها مملوك للخواص أو للدولة ،أو مختلطة ،وتعرف البنوك الخاصة على أنها البنوك التي تعود ملكيتها للخواص بمعنى رأسمالها ملكا للخواص. البنوك العامة هي البنوك التي تعود ملكيتها ـأو يكون رأسمالها مملوك للدولة مثل بنك الجزائر رأسماله يعتبر ملك للدولة. أما البنوك المختلطة هي البنوك التي يكون رأسمالها مشترك بين الدولة والخواص وبنوك أجنبية وهي البنوك التي يكون رأسمالها مملوك لألجانب. -2تقسيم البنوك من حيث طبيعة النشاط المزاول تنقسم البنوك من حيث طبيعة النشاط المزاول إلى بنوك تجارية ،وهي البنوك التي تهدف إلى تحقيق الربح فتتلقى الودائع وتمنح قروض وتتدخل في كل المجاالت. وبنوك استثمارية وهي البنوك التي تمنح قروض طويلة األجل الهدف منها إنجاز استثمارات. -3أنواع البنوك من الجانب الشرعي وتنقسم إلى بنوك تجارية ربوية ،وهي البنوك التي تهدف إلى تحقيق الربح بتلقي الودائع ومنح القروض. بنوك إسالمية هو البنك الذي ال يأخذ فوائد ،ولكن من جهة أخرى يأخذ ويشارك في الربح مثلما عليه بنك البركة ،والصيرفة اإلسالمية التي جاءت مؤخرا. -4تقسيم الهيئات المصرفية وفقا لقانون النقد والقرض وفقا لقانون النقد والقرض يتبين بأن المشرع الجزائري يقسم الهيئات المصرفية إلى البنوك والمؤسسات المالية والبنوك بحد ذاتها نجد فيها البنك المركزي على رأسها ثم تأتي بعدها البنوك العادية ثم المؤسسات المالية هذا ما يتبين من خالل نص المادتين 75و 78من القانون رقم 09 – 23أين استعمل المشرع الجزائري مصطلح البنوك ومصطلح المؤسسات المالية. خامسا :مصادر القانون البنكي يستمد القانون البنكي مشروعيته وأساسه القانوني من مجموعة من المصادر يمكن تقسيمها إلى مصادر داخلية ومصادر دولية ،وهذا ما سنراه وفقا لآلتي: -1المصادر الداخلية للقانون البنكي تتمثل مصادر القانون البنكي الداخلية في النصوص القانونية ،وأعراف المهنة ،واإلجتهاد القضائي نذكرها كاآلتي: أ -النصوص القانونية :وتتمثل النصوص القانونية في النصوص التشريعية والنصوص التنظيمية، فالبنسبة للنصوص التشريعية تنقسم إلى نصوص تشريعية خاصة تتمثل في القانون النقدي والمصرفي حيث صدر أول قانون ينظم المهنة البنكية في الجزائر سنة 1986غير أنه حاليا القانون الذي ينظم القانون البنكي هو القانون رقم 09 – 23يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي ،ونصوص تشريعية عامة تتمثل في عدة نصوص نذكر منها: -األمر رقم 58 – 75يتضمن القانون المدني -األمر رقم 59 – 75يتضمن القانون التجاري أما بالنسبة للنصوص التنظيمية فتتمثل في التنظيمات الصادرة من بنك الجزائر وقد أصدر بنك الجزائر العديد من األنظمة في مجال المهنة المصرفية نذكر منها: -نظام رقم 02 – 06مؤرخ في 24سبتمبر 2006يحدد شروط تأسيس بنك ومؤسسة مالية وشروط إقامة فرع بنك ومؤسسة مالية أجنبية ،ج.ر.ع.77 -نظام رقم رقم 03 – 11مؤرخ في 24مايو ،2011يتعلق بمراقبة مخاطر البنوك ،ج.ر.ع.54 -نظام رقم 04 – 11مؤرخ في 24مايو ،2011يتضمن تعريف وقياس ورقابة خطر السيولة، ج.ر.ع.54 -نظام رقم 05 – 11مؤرخ في 24ماي 2011يتعلق بمعالجة المحاسبة للفوائد غير محصلة، ج.ر.ع .54 -نظام رقم 02 -18مؤرخ في 26صفر عام 1440الموافق 4نوفمبر ،2018يتضمن قواعد ممارسة العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة التشاركية من طرف المصارف والمؤسسات المالية ج.ر.ع .73 -نظام رقم 03 – 18مؤرخ في 4نوفمبر 2018يتعلق بالحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية ،ج.ر.ع.73 -نظام رقم 03 – 20مؤرخ في 15مارس 2020يحدد العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية ،ج.ر.ع .16 -نظام رقم 03 – 20مؤرخ في 15مارس ،2020يتعلق بسوق الصرف ما بين المصارف وبعمليات الخزينة بالعملة الصعبة وبأدوات تغطية خطر الصرف ،ج.ر.ع .16 ب -أعراف المهنة :يعتبر العرف من مصادر القانون البنكي ،حيث في حالة عدم وجود نص تشريعي يحكم مسألة من مسائل النظام البنكي يمكن اللجوء إلى األعراف البنكية. ج -االجتهاد القضائي :قد تطرح على الجهة القضائية مسائل في المجال البنكي إال أنها تكون غير منظمة في القانون الخاص بالبنوك والمؤسسات المالية ،والقاضي ال يمكن له أن ال يحكم في القضية ألنه بذلك يعتبر منك ار للعدالة ،وهذا ما يفتح له بابا لالجتهادات ،ومنه تعتبر هذه االجتهادات القضائية كمصدر من مصادر القانون البنكي يلجأ إليها في حالة عدم تنظيم مسألة ما بموجب نص تشريعي أو عرف. -2المصادر الخارجية للقانون البنكي يستمد القانون البنكي مصادره من مصادر خارجية دولية ،ذلك ألنه يعتبر قانون دولي ،وتتمثل مصادر القانون البنكي الدولية في: أ -االتفاقيات الدولية :توجد مجموعة من االتفاقيات الدولية سمحت بتوحيد ولو جزئي لبعض القواعد البنكية ،منها اتفاقية جنيف حول السفتجة والسند ألمر المنعقدة في 07جوان ،1930واتفاقية جنيف حول الشيك المنعقدة في 11مارس ،1931واتفاقية األمم المتحدة للسفاتج (الكمبياالت) الدولية والسندات اإلذنية الدولية والمنعقدة سنة ،1994اتفاقية بازل أو لجنة بازل 1و 2و 3 للرقابة المصرفية ،وبازل هي مدينة عريقة تقع شمال غرب سويسرا ،فبعد أن تفاقمت أزمة الديون الخارجية للدول النامية وتزايد حجم الديون المشكوك في تحصيلها والتي منحتها البنوك العالمية مما تسبب أزمة لهذه الديون إضافة إلى المنافسة القوية من جانب البنوك اليابانية للبنوك األمريكية واألوروبية بسبب انخفاض رؤوس األموال حرصت البنوك المركزية لمجموعة الدول العشر( بلجيكا، اليابان ،فرنسا ،إيطاليا ،ألمانيا ،لكسمبورغ ،السويد ،سويسرا ،المملكة المتحدة) على تشكيل لجنة في إطار بنك التسويات الدولي للرقابة على البنوك في نهاية سنة .1974 وحديثا هناك اتفاقية أوتاوا حول االعتماد اإليجاري ،وعقد تحويل الفاتورة الدوليين المؤرخة في 05 -28 – .1988 ب -األعراف الدولية :ومثالها عمل الغرفة التجارية الدولية على توحيد أحكام عقد االعتماد المستندي. المحور الثاني نشأة وتطور القانون البنكي أوال :نشأة القانون البنكي ندرس في البداية أصل كلمة بنك ثم بعدها ننتقل لدراسة نشأة البنوك أ -أصل كلمة بنك كلمة بنك باإلنجليزية بنك أصلها كلمة بانكو ،وكان يقصد بها في البداية المصطبة التي يجلس عليها الصيارفة لتحويل العملة ،ثم تطور المعنى فيما بعد لكي يقصد بها المنضدة التي يتم فوقها عد وتبادل العمالت ثم أصبحت في النهاية تعني المكان الذي توجد فيه تلك المنضدة وتجري فيها المتاجرة بالنقود. ب -نشأة البنوك ترجع نشأة البنوك إلى الفترة األخيرة من القرون الوسطى عندما قام بعض التجار بقبول أموال المودعين بغية الحفاظ عليها من الصياغ ،وذلك مقابل إصدار شهادات إسمية ،ومع مرور الوقت قامت هذه المؤسسات تدريجيا بتحويل الودائع من حساب مودع إلى حساب مودع آخر سدادا للمعامالت التجارية ،وفي القرن الرابع عشر سمح التجار والصياغة لبعض عمالئهم بالسحب على المكشوف أي سحب مبالغ تتجاوز أرصدتهم ،وهذا ما أدى إلى إفالس العديد من البيوت ،وقد دفع هذا األمر عدد من المفكرين في الربع األخير من القرن السادس عشر إلى المطالبة بإنشاء بنوك حكومية تقوم بحفظ الودائع والسهر على سالمتها، وفي عام 1587تم إنشاء أول بنك حكومي في البندقية ،ومنذ بداية القرن الثامن عشر أخذ عدد البنوك يتزايد ،وكانت غالبيتها يمتلكها أفراد أو عائالت ،وأخذت وظائف البنوك في التطور حيث تقوم بقبول الودائع ومنح القروض وتقديم التسهيالت االئتمانية ،كما أنها تساهم في زيادة النشاط االقتصادي من خالل خلق النقود ،ثم شاهد القرن التاسع عشر تعديل قوانين إنشاء البنوك بحيث سمحت تلك التعديالت بتكوين بنوك متخذة شكل شركة مساهمة ،ويرجع ذلك إلى انتشار الثورة الصناعية. ثانيا :تطور النظام المصرفي (القانون البنكي) في الجزائر سوف ندرس النظام المصرفي في فترة االحتالل الفرنسي والنظام المصرفي الجزائري في فترة االستقالل -1النظام المصرفي الجزائري في فترة االستعمار( الفترة ما قبل االستقالل) أنشئ المستعمر الفرنسي العديد من البنوك نذكر منها -بنك فرع فرنسا وهو أول بنك تم إنشاءه من طرف المستعمر الفرنسي ،وكان في 1943 -07 – 19 وبدأ بمهمة إصدار النقد مع بداية سنة .1984 -البنك الوطني للخصم أو ما يسمى بالصراف الوطني للخصم أو العداد الوطني( comptoir national ،d'exempteوهو ثاني بنك قام بإنشائه المستعمر الفرنسي ،وكانت وظيفته ائتمانية بمعنى لم تسند له وظيفة إصدار النقود ،وقد تأسس بعد الحرب العالمية الثانية في الجزائر العاصمة ووهران. -بنك الجزائر وهو ثالث بنك أنشئ من قبل المستعمر الفرنسي ،وكان ذلك في 4أوت 1851برأسمال خصم قدره ثالثة ماليين فرك ،1وكان مقره االجتماعي أو الرئيسي الجزائر ،وذلك من سنة – 1581 ،1900ثم انتقل مقره إلى باريس سنة ،1904ثم امتد نشاطه إلى تونس ،وذلك بموجب القانون 12جانفي 1949وأخذ تسمية بنك الجزائر وتونس ،ثم عاد إلى تسميته األولى بنك الجزائر سنة ،1958وذلك بموجب اتفاق بين الجزائر والجمهورية التونسية. -القرض العقاري للجزائر وتونس والذي تأسس بالجزائر عام 1880للعقار والزراعة ،وكانت له عدة فروع على مستوى اإلقليم الجزائري ،ومدد نشاطه إلى تونس عام .1907 -القرض الجزائري تأسس في باريس عام 1881لتشجيع الملكية العقارية. -البنك الصناعي للجزائر والبحر المتوسط تأسس سنة .1911 -الشركة الجزائرية للقرض والبنك تأسست عام .1977 -قرض الشمال تم تأسيسه في الجزائر وتونس. -القرض الليوني. -الشركة العامة وتم تأسيسها سنة .1914 _ الشركة المرسيلية وتسمى بالبنك الوطني للتجارة والصناعة وأسست في الجزائر. -القرض الصناعي والتجاري. -االئتمان الشعبي. -المنشآت العامة والشبه العامة مثل القرض العقاري ،القرض الوطني. -2النظام المصرفي الجزائري في فترة االستقالل يمكن تقسيم مراحل تطور القانون البكني في الجزائر إلى أربعة مراحل تتمثل في مرحلة إضفاء السيادة، ومرحلة التأميم ،ومرحلة اإلصالح وإعادة الهيكلة ،ومرحلة صدور القوانين الخاصة بقانون البنوك. أ -مرحلة إضفاء السيادة بعد خروج المستعمر الفرنسي أول هدف كانت تصبو إليه الدولة الجزائرية هو العمل على استعادة سيادتها في جميع المجاالت ،حيث أصدرت الجزائر القانون رقم 157 -62المؤرخ في 31ديسمبر سنة 1962الرامي إلى تمديد مفعول التشريع النافذ إلى غاية 31ديسمبر 1962باستثناء مقتضياته المخالفة للسيادة الوطنية ،حيث يعتبر هذا القانون كبذرة من بوادر اهتمام الدولة الجزائرية بالسيادة الوطنية حيث أقرت مبدئيا باستمرار العمل بالقوانين النافذة التي خلفها المستعمر الفرنسي ،ولكن مع احترام السيادة الوطنية، فكل ما يخالف السيادة الوطنية يستبعد وال يطبق. ومنه عملت الدولة الجزائرية إلى إصدار قوانين وتنظيمات محاولة بذلك إضفاء سيادتها عن طريق سن قوانين خاصة بها ،وذلك في مختلف المجاالت نذكر منها المجال المصرفي ،وعرفت هذه المرحلة بمرحلة إضفاء السيادة والتي امتدت من سنة ،1965 – 1962حيث ثم إصدار بعض القوانين الخاصة بالمجال المصرفي كما تم إنشاء وإحداث بعض البنوك وتم إنشاء الخزينة العمومية نذكر منها: -إنشاء الخزينة العمومية حيث تم تأسيسها في 1962 /08/29وتكفلت بمنح قروض استثمارية للقطاع االقتصادي وقروض تجهيزية للقطاع الفالحي المسير ذاتيا. -إحداث البنك المركزي الجزائري وذلك بموجب القانون رقم 144 – 62مؤرخ في 1962/12/13وباشر نشاطه الفعلي في .1963 / 01 /11 -إنشاء الصندوق الجزائري للتنمية ،والذي تأسس بموجب القانون رقم 165/63المؤرخ في 1963/05/07 والذي كان يمول االستثمارات اإلنتاجية. -إصدار العملة الوطنية وذلك بموجب القانون 111/64المؤرخ في 10أفريل .1964 -إنشاء الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط وأسس بالقانون رقم 227 -64مؤرخ في 10أوت سنة .1964 ب -مرحلة التأميم على البنوك امتدادا لفكرة السيادة التي تسعى كل دولة إلى تحقيقها ،وبعد أن عملت في المراحل األولى الدولة الجزائرية إلى محاولة إضفاء سيادتها عن طريق خلق قوانين وإنشاء وتأسيس بنوك وإنشاء الخزينة العمومية والعملة الوطنية ،قامت في الفترة الالحقة لها بمحاولة التأميم في المجال المصرفي علما أنه حتى بعد االستقالل مزال المستعمر الفرنسي يحتكر في المجال المصرفي ،وبالتالي عملت الدولة الجزائرية على التأميم على المصارف التي كانت ومازالت تابعة للمستعمر ،حيث قامت الجزائر بالتأميم على البنوك وذلك بإصدار ق اررات التأميم على البنوك فمنها ما عاد إلى وطنها ومنها ما تم التأميم عليها بموجب ق اررات ،وهذه المرحلة بدأت من سنة .1969 – 1966 وقد تم إحداث بعض الهيئات المصرفية بعد التأميم على البنوك األجنبية نذكر منها: -القرض الشعبي الجزائري تم تأسيسه في 14ماي .1966 -الصندوق الجزائري للتدخل االقتصادي حيث تم تأسيسه بموجب المرسوم رقم 125 – 66مؤرخ في 27 ماي .1966 -البنك الوطني الجزائري والذي تأسس بموجب األمر رقم 178 – 66مؤرخ في 13يونيو سنة .1966 -البنك الخارجي الجزائري والذي أسس بموجب األمر رقم 204 – 67مؤرخ في 1أكتوبر .1967 ج -مرحلة اإلصالح وإعادة الهيكلة هذه المرحلة بدأت من سنة 1971إلى 1985ويمكن تقسيمها إلى مرحلتين وهما: *مرحلة اإلصالح والتي كانت ما بين سنة 1971إلى غاية 1981 وهذه المرحلة جاءت عقب تولي الدولة الجزائرية النظام االشتراكي ،والذي فرض معه ضرورة اإلصالح في جميع المجاالت ،ومن بينها مجال البنوك ومنه تم إتباع نهج المخططات الوطنية ،وتم خالل هذه المرحلة تحويل الصندوق الوطني للتنمية إلى البنك الجزائري للتنمية باعتباره متخصص في التنمية ،فبعد أن كانت الخزينة تتدخل مباشرة في الوظيفة االئتمانية من خالل تنفيذ االستثمارات المخططة عن طريق القروض الطويلة األجل والتي هي أصال من مهام البنوك التجارية جاء اإلصالح المالي لسنة 1971ليبعد الخزينة العمومية ويكلف البنك الجزائري للتنمية بتمويل االستثمارات المخططة في إطار المخطط الرباعي األول، والمخططات التي تليه واستمر العمل على هذا النهج إلى غاية سنة .1978 وقد عرفت هذه المرحلة أيضا إنشاء بعض الهيئات االستشارية وتتمثل في: -مجلس القرض والذي أنشئ بمقتضى األمر رقم 47 – 71المؤرخ في 1970/06/30وهو هيئة رقابية تحت سلطة وزير المالية. -اللجنة التقنية للمؤسسات المصرفية وتأسست هذه اللجنة بموجب األمر رقم 47 – 71المؤرخ في 1971 /06/30تحت سلطة وزير المالية. *مرحلة إعادة الهيكلة والتي كانت ما بين سنة 1985 – 1982 تم إعادة هيكلة البنك الوطني الجزائري والقرض الشعبي الجزائري باعتبارهما أكبر بنكين في تلك الفترة حيث انبثق عنهما بنكين هما: بنك الفالحة والتنمية الريفية وذلك بموجب المرسوم 206 – 82المؤرخ في 1982/03/ 16بعد إعادة هيكلة البنك الوطني الجزائري. -بنك التنمية المحلية والذي أنشئ بموجب المرسوم 85 – 85الصادر بتاريخ 1985/04/30بعد إعادة هيكلة القرض الشعبي. د -مرحلة صدور النصوص التشريعية الخاصة بقانون البنوك نظم المشرع الجزائري البنوك ،وذلك في سنة ،1986وآخر قانون ينظم البنوك هو األمر رقم 11 – 03 يتعلق بالنقد والقرض المعدل والمتمم ،حيث مر بتسميتين فكان يسمى في ظل القانونين 1986و1988 بنظام البنوك والقرض لتصبح تسميته في سنة 1990قانون النقد والقرض ،ومازالت هذه التسمية هي التي تطلق على قانون البنوك ،ونحن سوف نرى نظام البنوك في ظل قانون نظام البنوك والقرض ،ونظام البنوك في ظل القوانين المتعلقة بالنقد والقرض. * نظام البنوك في ظل قانون نظام البنوك والقرض أول قانون صدر في نظام البنوك هو القانون رقم 12 – 86ثم تاله القانون رقم 06 - 88وهذا ما سنراه بنوع من التفصيل -نظام البنوك في ظل القانون رقم : 12 – 86وهو أول قانون صدر حول البنوك حيث جمع المنظمة البنكية في قانون واحد وصدر هذا القانون في 19أوت ،1986وهو يتعلق بنظام البنوك والقرض. واحتوى القانون رقم 12 – 86على 86مادة ،وقد قسم إلى ستة عناوين رئيسية حيث جاء العنوان األول بامتياز اإلصدار وذلك من المادة( ،)9 – 2وجاء العنوان الثاني بالمنظومة المصرفية وذلك في المواد(10 – ،)31وجاء العنوان الثالث بالمخطط الوطني للقرض وذلك في المواد ( ،)31–26وجاء العنوان الرابع بنظام القروض وذلك في المواد ( ،)50– 32وجاء العنوان الخامس بالوسائل المحاسبة وذلك في المواد ( ،)52 – 51وجاء العنوان السادس واألخير بالضمانات واالمتيازات وذلك في المواد(.)59 – 53 وبعد تفحص مضمون القانون رقم 12 – 86السالف الذكر ظهرت لنا بعض النقاط والتي تم استنتاجها من خالل تحليل مواده نذكر منها: -توجه إرادة المشرع من خالل هذا القانون إلى تحديد النظام القانوني للبنوك والقروض ،وهو ما يتبين من خالل المادة األولى منه والتي تنص ":يحدد هذا القانون نظام البنوك والقرض" ،وبالتالي يعتبر هذا القانون كمصدر يتم العودة إليه بخصوص كل ما يتعلق بالبنوك والقروض التي تقوم بها. -اعتماد المشرع الجزائري بخصوص القروض التي تمنحها البنوك والمؤسسات المالية على المخطط الوطني للقرض. -منح سلطة إصدار النقود للبنك المركزي الجزائري ،وذلك بتفويض من الدولة ألن هذه األخيرة هي من تملك سلطة إصدار النقود ،وتقوم بتفويض البنك المركزي بذلك ،وذلك في المادة الثانية من القانون السالف الذكر. -إقرار المشرع الجزائري بملكية الدولة لرأسمال البنك المركزي ومؤسسات القرض ،وهو ما نصت عليه المادة 13من القانون السالف الذكر ،ما يوحي أن في ظل هذا القانون لم يكن القانون الجزائري يسمح للخواص بإنشاء البنوك ومؤسسات القرض. -بيان وظائف البنك المركزي ،والتي تتمثل في إصدار النقد والمشاركة في إعداد التشريع والتنظيم المتعلقين بالصرف والتجارة الخارجية ،وذلك ما نصت عليه المادة 8من القانون السالف الذكر ،كما يكلف البنك المركزي بتطبيق التشريع والتنظيم المتعلقين بالصرف والتجارة الخارجية ،كما يقوم بضبط ورقابة توزيع االعتمادات على قطاعات االقتصاد ،ويساعد الخزينة العمومية ويجمع احتياطات الصرف ،كما ينفرد بجميع العمليات الخارجية الخاصة بالذهب ،كما يسير أدوات السياسة النقدية ويقوم بعمليات القرض. -نظام البنوك كان يعتمد على ال مركزية التسيير ،وهو ما يتبين من خالل نص المادة 13من القانون السالف الذكر. -تشمل المنظومة المصرفية على البنك المركزي ومؤسسات القرض ،والتي تنقسم بدورها إلى مؤسسات قرض ذات الصبغة العامة وتدعى البنك ،وهي المؤسسات التي تقوم بتجميع الودائع ومنح القروض مهما كانت مدتها وشكلها ،وهذا ما نصت عليه المادة 17من القانون السالف الذكر ،ومؤسسات قرض متخصصة وهي كل مؤسسة قرض ال تجمع بمقتضى قوانينها األساسية إال أصنافا من القروض التابعة لهدفها ،وهذا ما نصت عليه المادة 18من القانون 12 – 86السالف الذكر. *نظام البنوك في ظل القانون رقم 06 – 88يعدل القانون رقم :12 – 68صدر القانون رقم – 88 06في 12جانفي 1988وجاء لتعديل القانون رقم 12 – 86يتعلق بنظام البنوك والقرض ،وذلك في الجريدة الرسمية عدد ،2ويعود السبب في صدور هذا القانون إلى استمرار أزمة البترول التي عرفتها البالد، وكان أيضا هذا التعديل متزامنا مع صدور القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية ،وهذا ما يتبين من خالل المادة األولى من القانون رقم 06 – 88والتي تنص "":طبقا للقانون التوجيهي للمؤسسات العمومية يهدف هذا القانون إلى تعديل وإتمام بعض أحكام القانون رقم 12 – 86المؤرخ في 19غشت 1986المتعلق بنظام البنوك والقرض". وقد احتوى القانون السالف الذكر على 10مواد وبتفحص هذه المواد تبينت لنا بعض النقاط تتمثل في: -إخضاع رأسمال المؤسسات المالية للقانون التوجيهي للمؤسسات المالية ،وذلك ما يتبين من خالل المادة 2/2من القانون السالف الذكر بعد أن كان يخضع لقانون األمالك الوطنية. -اإلبقاء على تملك الدولة لرأسمال البنك المركزي ،في حين لم يتم اإلشارة إلى رأسمال مؤسسات القرض ما يوحي عزوف الدولة عن اعتبار رأسمال مؤسسات القرض ملك للدولة. -االعتراف بوجود مؤسسات مالية إضافة إلى البنك المركزي والبنوك المتخصصة والمتمثلة في صناديق المساهمة والتي ال تقوم بمنح قروض وتقبل ودائع وإنما تقوم بإصدار سندات وأسهم. -لم يعد يرخص لمؤسسات القرض المشاركة في تمويل االقتصاد بأخذ مساهمات وإنشاء فروع بمعنى يبقى ذلك حقا للبنك المركزي فقط. وفي األخير نشير إلى أن في سنة 1988تم تعديل وإصدار الكثير من القوانين المتعلقة بالمجال المصرفي منها: -القانون رقم 01 – 88مؤرخ في 22جمادى األولى عام 1408الموافق 12يناير سنة 1988يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية. -القانون رقم 12 – 86يتعلق بالقرض ونظام البنوك، -القانون رقم 02 – 88مؤرخ في 12يناير 1988يتعلق بالتخطيط. -القانون رقم 03 – 88مؤرخ في 12يناير يتعلق بصناديق المساهمة. _ القانون رقم 04 – 88والذي يتضمن القانون التجاري ويحدد القواعد الخاصة المطبقة على المؤسسات العمومية االقتصادية. *نظام البنوك في ظل األوامر المتعلق بالنقد والقرض في سنة 1990تم التوجه إلى نظام السوق ومنه كان لزاما التعديل أو إلغاء بعض القوانين التي كانت سارية المفعول في ظل النظام االشتراكي السائد ،ومن بين القوانيين التي تم إلغاءها القوانين المتعلقة بنظام البنوك والقرض ،حيث تم إصدار القانون رقم 10 – 90يتعلق بالنقد والقرض ،وهذا بدوره تم تعديله سنة ،2001 ثم تم إلغاءه سنة 2003وهذا ما سنراه. * النظام المصرفي في ظل القانون رقم 10 – 90 من أسباب صدور قانون النقد والقرض سنة 1990هو تخلي الدولة الجزائرية عن النظام االشتراكي وتبنيها النظام الرأسمالي ،أو ما يعرف بالنظام الليبيرالي ،أو ما يعرف باقتصاد السوق ،والذي اعترف بالملكية الخاصة لوسائل اإلنتاج وغيرها ،حيث يعد هذا القانون منعرجا تشريعيا هاما في القانون البنكي ،وذلك من خالل تحويل النظام المصرفي من نظام مصرفي مغلق وموجه تحتكره الدولة إلى نظام مصرفي حر ومنفتح. ومن أهم النقاط التي جاء بها األمر رقم 10 – 90يتعلق بالنقد والقرض نذكر: -االعتراف بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي واإلداري للبنك المركزي والمؤسسات المالية ،ذلك ما يظهر من خالل المادة 11من القانون السالف الذكر والتي تنص ":البنك المركزي مؤسسة وطنية تتمتع باالستقالل المالي ،"...والمادة 114من القانون نفسه والتي تنص ":البنوك والمؤسسات المالية أشخاص معنوية.".... -إعطاء البنك المركزي تسمية جديدة وهي بنك الجزائر ،وهو ما يتبين من خالل المادة 12والتي تنص": يدعى البنك المركزي في عالقاته مع الغير "بنك الجزائر". -البنك المركزي ال يخضع لألحكام القانونية والتنظيمية المتعلقة بالمحاسبة العامة ولمراقبة مجلس المحاسبة، وهو ما يتجلى من خالل نص المادة 13من القانون 10 – 90السالف الذكر. -البنك المركزي ال يخضع في ظل القانون رقم 10 – 90إلى القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية مثلما عليه الشأن في ظل القانون رقم 12 – 86يتعلق بنظام البنوك والقرض ،وهذا ما يتبين من خالل نص المادة 13فقرة أخيرة من األمر رقم 10 – 90يتعلق بالنقد والقرض والتي تنص... ":وهو ال يخضع ألحكام القانون رقم 01 – 88المؤرخ في 12يناير 1988المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية" ،حيث أخضع البنك المركزي للقوانين التجارية ،وهذا ما يتبين من المادة 2 /13و 3والتي تنص...":البنك المركزي تاج ار في عالقاته مع الغير. وهو يخضع ألحكام القوانين التي ترعى التجارة."... -يتبين بأن المشرع الجزائري يقسم المنظومة المصرفية في ظل القانون 10 - 90إلى البنوك والمؤسسات المالية هذا ما يظهر في العديد من مواده نذكر المادتين 114و ،115بعد أن كان في ظل القانون رقم 12 – 86الملغى يقسم المنظومة المصرفية إلى البنوك ومؤسسات القرض. -فتح القطاع المصرفي على االستثمار الخاص الداخلي واالستثمار األجنبي أي الترخيص بإنشاء البنوك والمؤسسات المالية الخاصة بعد أن كان ال يسمح بإنشاء البنوك الخاصة حيث كانت جميع البنوك والمؤسسات المالية وطنية وعامة ،وذلك ما يتبين من خالل مواد األمر رقم 10 – 90نذكر على سبيل المثال المواد( .)129 ،128 ،127 -استحداث بعض الهيئات اإلدارية والرقابة على رأسها مجلس النقد والقرض ،وذلك في المواد( – 32 ،)54واللجنة المصرفية وذلك في المواد (.)158 – 143 -إلغاء القانون رقم 12 – 86المتعلق بنظام البنوك والقرض ،والقانون رقم 06 – 88المعدل والمتمم للقانون رقم .12 – 86 *النظام المصرفي في ظل األمر رقم 01 – 01 األمر رقم 01 -01مؤرخ في 27فبراير 2001جاء لتعديل وتتميم القانون رقم 10 – 90والمتعلق بالنقد والقرض ،حيث تضمن 14مادة ،منها ما عدلت في مواد القانون رقم ،10 – 90ومنها ما تممت ،ومنها ما الغت بعض المواد المتعلقة بالقانون رقم 10 – 90يتعلق بالنقد والقرض. حيث جاء هذا األمر بهدف تعديل وتتمت األمر رقم 10 – 90يتعلق بالنقد والقرض ،هذا ما يتبين من خالل نص المادة األولى من األمر رقم 01 – 01والتي تنص ":يعدل هذا األمر ويتتم بعض أحكام القانون 10 – 90المؤرخ في 14أبريل سنة 1990والمذكور أعاله ،وذلك دون المساس باألحكام األخرى منه". ومن أهم النقاط التي جاء بها األمر رقم 01 – 01المعدل والمتمم للقانون رقم 10 – 90فصل مجلس اإلدارة عن مجلس النقد والقرض حيث لم يعد يسير بنك الجزائر من طرف مجلس النقد والقرض ،وهذا ما يتبين من خالل المادة 2من األمر رقم 01 – 01والتي تنص" تعدل أحكام المادة 19من القانون رقم 90 – 10المؤرخ في 14أبريل سنة 1990والمذكورة أعاله كما يلي: المادة :19يتولى تسيير البنك المركزي وإدارته ومراقبته ،على التوالي ،محافظ يساعده ثالثة( )3نواب محافظ ومجلس اإلدارة ومراقبان" ،بعد أن كانت المادة 19في ظل القانون 10 – 90تنص على أنه": يقوم بتسيير البنك المركزي وإدارته ومراقبته محافظ يعاونه ثالثة نواب له ،ومجلس النقد والقرض ومراقبان. يتصرف مجلس النقد والقرض المسمى فيما يلي" المجلس" كمجلس إدارة بنك المركزي وكسلطة إدارية تصدر تنظيمات نقدية ومالية ومصرفية" *النظام البنكي في ظل األمر رقم 11 – 03يتعلق بالنقد والقرض ومن األسباب التي أدت إلى صدور هذا األمر هو إفالس بنك الخليفة سنة 2003والبنك التجاري والصناعي الجزائري ،مما تبين سوء سير البنوك والمؤسسات المالية ومنه ضرورة إعادة النظر بشأن تنظيم البنوك والمؤسسات المالية: أهم النقاط التي يمكن تسجيلها بخصوص هذا األمر هي: -بموجب األمر رقم 11 – 03يتعلق بالنقد والقرض قد تم إلغاء األمر رقم 01 – 01والقانون رقم 90 – 10يتعلق بالنقد والقرض. -األخذ بعين االعتبار التعديالت الواردة على األمر رقم 11 – 03المتعلق بالنقد والقرض نذكر منها: -أمر رقم 04 – 10مؤرخ في 26غشت ،2010يعدل ويتمم األمر رقم 11 – 03المؤرخ في 26 غشت ،2003والمتعلق بالنقد والقرض ،ج.ر.ع.50 -قانون رقم 10 – 17مؤرخ في 11أكتوبر 2017يتمم األمر رقم 11 – 03المؤرخ في 26غشت 2003والمتعلق بالنقد والقرض ،ج.ر.ع.57 -قانون رقم 26 – 21مؤرخ في 30ديسمبر 2021يتضمن قانون المالية لسنة ،2022ج.ر.ع .100 ومن أهم النقاط الملحوظة في القانون 11 – 03السالف الذكر نجد: -تمكين بنك الجزائر من ممارسة صالحيته بشكل أفضل. -تعزيز التشاور بين بنك الجزائر والحكومة في المجال المالي والبنكي. -توفير أحسن حماية للبنوك والمؤسسات المالية والزبائن. *النظام البنكي في ظل القانون رقم 09 – 23يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي وهو القانون الذي يطبق حاليا في المجال المصرفي حيث تم من خاللها الغاء األمر رقم 11 – 03المتعلق بالنقد والقرض وكافة التعديالت المتعلقة به. المحور الثالث :البنك المركزي
أوال :مفهوم البنك المركزي
-1المرجع التشريعي للبنك المركزي نظمه المشرع الجزائري في القانون رقم 09 – 23من المادة 9إلى 60وخص له بابين األول بعنوان هيكل بنك الجزائر وتنظيمه وعملياته والباب والثاني بعنوان صالحيات بنك الجزائر وعملياته. -2تعريف البنك المركزي عرف المشرع الجزائري البنك الجزائري في المادة 9من القانون رقم 09 – 23على أنه مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،ويعد تاج ار في معامالته مع الغير ،ويحكمه التشريع التجاري ما لم يخالف ذلك أحكام هذا القانون ،ويتبع قواعد المحاسبة التجارية وال يخضع إلجراءات المحاسبة العمومية ومراقبة مجلس المحاسبة ،كما ال يخضع إلى التزامات التسجيل في السجل التجاري". _3خصائص البنك المركزي من خالل نص المادة التاسعة من القانون النقدي والمصرفي يتبين بأن البنك المركزي يتميز بمجموعة من الخصائص تتمثل في: -البنك المركزي عبارة عن مؤسسة وطنية :بمعنى ليست مؤسسة أجنبية -البنك المركزي يتمتع بشخصية معنوية :والتي يقصد بها صالحية تلقي الحقوق وتحمل االلتزامات ،ومنه للبنك المركزي مجموعة من الحقوق كالحق في التقاضي وعليه التزامات. -البنك المركز يتمتع باالستقالل المالي :هو وحده الذي يستقل بالسياسة المالية عن غيره من البنوك والمؤسسات األخرى وعن غيره من المؤسسات المالية األخرى والوطنية األخرى. البنك المركزي شخص معنوي :وهذا يعني أنه شخص قائم بذاته له ذمة مالية خاصة به يستقل بها وله أن اسم ومقر وعنوان وله الحق في التقاضي. البنك المركزي يتميز بصفة التاجر مع الغير :بمعنى في معاملته مع البنوك والمؤسسات المالية ال يعتبر تاجر ألنه في األصل ال يعمد إلى تحقيق الربح وانما يعمل على تنظيم وتسيير السياسة النقدية والبنوك والمؤسسات المالية. -4ملكية رأسمال بنك الجزائر رأسمال بنك الجزائر هو ملك للدولة ،وهو ما يتبين من خالل نص المادة 10من القانون رقم 09 – 23 والتي تنص ":تمتلك الدولة كلية رأسمال بنك الجزائر". -5مقر بنك الجزائر مقر بنك الجزائر هو مدينة الجزائر وتكون له فروع ووكاالت في كل الواليات وفي كل مدينة يرى فيها ضرورة ذلك ،وهو ما نصت عليه المادة 11من القانون رقم 09 – 23والتي تنص ":يقع مقر بنك الجزائر في مدينة الجزائر. يفتح بنك الجزائر فروعا أو وكالت في كل الواليات وفي أية مدينة يرى فيها ضرورة ذلك .".... -6حل بنك الجزائر :يتم حل بنك الجزائر بموجب قانون يحدد كيفيات ذلك ،وهو ما كرسه المشرع في المادة 12من القانون رقم 09 – 23والتي تنص ":ال يمكن أن يصدر حل بنك الجزائر إال بموجب قانون يحدد كيفيات تصفيته". ثانيا :هياكل بنك الجزائر نظم المشرع الجزائري تسيير بنك الجزائر في الفصل الثاني من الباب الثاني بعنوان تسيير بنك الجزائر ومراقبته في المواد 13إلى .28 -1مديرية بنك الجزائر نطم المشرع الجزائري مديرية بنك الجزائر في القسم األول من الفصل الثاني من الباب الثاني وذلك بعنوان مديرية بنك الجزائر وذلك في المواد 13إلى 20من القانون النقدي والمصرفي. -تشكيلة مديرية البنك المركزي يتشكل من المحافظ البنكي وثالثة نواب بمعنى ينوبون المحافظ البنكي ،وهذا ما نصت عليه المادة 1/13 من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص ":يتولى إدارة البنك محافظ يساعده ثالثة نواب -تعيين أعضاء مديرية بنك الجزائر يتم تعيين المحافظ البنكي ونوابه بموجب مرسوم رئاسي من طرف رئيس الجمهورية ،وهو ما نصت عليه المادة 1/13من القانون النقدي والمصرفي والتي جاء نصها كاآلتي ...":يعينون بموجب مرسوم رئاسي"، ويتم تعيينهم لمدة خمسة سنوات وتجدد هذه المدة أو العهدة مرة واحدة وهو ما كرسه المشرع الجزائري في من القانون السالف الذكر ،والتي تنص ... ":لمدة خمس ( )5سنوات. 1/13و 2 المادة تجدد عهدة المحافظ ونواب المحافظ مرة واحدة" ،ويتم انهاء مهام أعضاء مديرية البنك المركزي بموجب مرسوم رئاسي يصدره رئيس الجمهورية ،ومن أسباب إنهاء المهام إما انتهاء العهدة أو حالة ما إذا أصيب العضو بعجز يكون ثابتا قانونا ،أو في حالة ما إذا تم ارتكاب خطأ فادح ،وهو ما يتبين من خالل نص المادة 3/13من القانون رقم 09 – 23يتضمن القانون النقدي والمصرفي والتي جاء نصها كاآلتي": في حالة عجز مثبت قانونا أو خطأ فادح ،تنهى مهامهم بنفس األشكال" ،إذا أصيب المحافظ البنكي بعجز حال بينه وبين القيام بمهامها أو ارتكب خطأ فادح مما أدى إلى انهاء مهامه في هذه الحالة يتولى أحد نوابه مهامه إلى غاية تعيين محافظ جديد ،هذا ما تبنته المادة 13فقرة أخيرة من القانون النقدي والمصرفي بالنص علي أنه ":في حالة العجز المثبت قانونا لمحافظ بنك الجزائر أو ارتكابه خطأ فادحا، يتولى أحد نوابه مهام المحافظ إلى غاية تعيين محافظ جديد". يتم تعيين أحد النواب ألداء مهام المحافظ البنكي الذي تم انهاء مهامه بعد أدائه اليمين القانونية وفقا للصيغة المحددة قانونا أمام الجهة القضائية المتواجد بدائرتها المقر المركزي لبنك الجزائري ،وهو ما قضت به المادة 14من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص على أنه ":في حالة العجز المثبت قانونا لمحافظ بنك الجزائر أو ارتكابه خطأ فادح ،يتولى أحد نوابه أداء اليمين أمام الجهات القضائية المختصة التي يتواجد في دائرة اختصاصها المقر المركزي لبنك الجزائر حسب الصيغة اآلتية: " أقسم باهلل العظيم أن أؤدي عملي بصدق وإخالص وأن أحفظ األمانة والسر المهني وأن أحترم قوانين الجمهورية وأحافظ على المال العام .وهللا على ما أقول شهيد". يمنع على المحافظ البنكي ونوابه أثناء ممارسة عهدتهم تولي أية عهدة انتخابية كترشحهم لرئاسة الجمهورية أو للعضوية في البرلمان وغيرها من العهدات االنتخابية ،أو ممارسة وظيفة حكومية كتولي منصب وزير أو ممارسة أية وظيفة عمومية وفقا للوظائف المعروفة في قانون الوظيف العمومي ،وهو ما كرسته المادة 1/15من القانون رقم 09 -23يتضمن القانون النقدي والمصرفي والتي تنص ":تتنافى وظيفة المحافظ ونوابه مع كل عهدة انتخابية أو كل وظيفة حكومية أو كل وظيفة عمومية". ويمنع على المحافظ البنكي ونوابه ممارسة أي نشاط أو مهنة أو وظيفة أثناء عهدتهم باستثناء تمثيل الدولة لدى المؤسسات الدولية ذات الطابع النقدي أو المالي أو االقتصادي ،هذا ما أخذ به المشرع الجزائري في المادة 2/15من القانون السابق الذكر ،والتي تنص ":ال يمكن للمحافظ ونوابه أن يمارسوا أي نشاط أو مهنة أو وظيفة أثناء عهدتهم ،ما عدا تمثيل الدولة لدى المؤسسات الدولية ذات الطابع النقدي أو المالي أو االقتصادي". إضافة إلى حرمانهم من اقتراض أي مبلغ من مؤسسة جزائرية كانت أو أجنبية ،وحرمانهم من قبول أي تعهد عليه توقيع أحدهم في محفظة بنك الجزائر وال في محفظة أية مؤسسة عاملة في الجزائر ،هذا ما نصت عليه المادة 14فقرة أخيرة ":وال يمكنهم اقتراض أي مبلغ من أية مؤسسة جزائرية كانت أو أجنبية، وال يمكن أن يقبل أي تعهد عليه توقيع أحدهم في محفظة بنك الجزائر وال في محفظة أية مؤسسة عاملة في الجزائر". ال يجوز للمحافظ البنكي ونوابه أن يسيروا أو يعملوا كوكالء أو مستشارين في مؤسسة خاضعة لسلطة أو مراقبة بنك الجزائر أو شركة تسيطر عليها مثل هذه المؤسسة ،وذلك خالل مدة سنتين من تاريخ انتهاء عهدتهم ،وهو ما قضت به المادة 16فقرة أخيرة والتي تنص ":ال يجوز للمحافظ ونواب المحافظ ،خالل مدة سنتين بعد نهاية عهدتهم أن يسيروا أو يعملوا في مؤسسة خاضعة لسلطة أو مراقبة بنك الجزائر أو شركة تسيطر عليها مثل هذه المؤسسة ،وال أن يعملوا كوكالء أو مستشارين لمثل هذه المؤسسات أو الشركات". -حقوق أعضاء مديرية بنك الجزائر يتقاضى المحافظ البنكي ونوابه مرتبا والذي يعتبر حقا من حقوقهم ،يتم تحديده بموجب مرسوم تنفيذي ويتحمل هذا الراتب بنك الجزائر ،هذا ما قضت به المادة 1/16والتي تنص ":يحدد مرتب المحافظ ومرتب نواب المحافظ بموجب مرسوم تنفيذي ويتحملها بنك الجزائر". ويكون للمحافظ ونوابه بعد انتهاء مهامهم الحق في التعويض يتحصلون عليه شخصيا أو يتحصل عليه ورثتهم عند ما يقتضي األمر ذلك ،يكون ذلك التعويض مساويا لمرتب سنتين يتحمله بنك الجزائر ،شرط أال يكون انتهاء مهاهم كان بسبب خطأ فادح ،وهو ما تبنته المادة 2/16من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص ":يتقاضى المحافظ ونواب المحافظ ،أو ورثتهم عند االقتضاء ،إال في حالة العزل بسبب خطأ فادح، تعويضا عند انتهاء ممارسة وظيفتهم يساوي مرتب سنتين يتحمله بنك الجزائر ،وذلك باستثناء أي مبلغ آخر يدفعه هذا البنك". -مهام المحافظ البنكي تطرق المشرع الجزائري إلى مهام المحافظ البنكي في المواد 17إلى 19من القانون رقم 09 – 23من القانون النقدي والمصرفي ،وتتمثل هذه المهام في: -يتولى إدارة شؤون بنك الجزائر(م)1/17 -يتخذ جميع تدابير التنفيذ ويقوم بجميع األعمال في اطار القانون(م)2/17 يوقع جميع االتفاقيات والمحاضر المتعلقة بالسنوات المالية والحصائل وحسابات النتائج باسم بنك - الجزائر(م.)3/17 -يقوم بتمثيل بنك الجزائر لدى السلطات العمومية في الجزائر ولدى البنوك المركزية األجنبية ولدى الهيئات المالية والدولية لدى لغير بشكل عام(م.)4/17 -يرفع الدعاوي القضائية ويدافع عليها بناء على متابعته وتعجيله ،ويتخذ جميع اإلجراءات التحفظية التي يراها مناسبة(م.)5/17 -يمثل بنك الجزائر في جميع الدعاوي المدنية أمام المحاكم(م.)6/17 -يقوم بكل شراء لألمالك العقارية المرخص بها قانونا والتصرف فيها(م.)6/17 -ينظم مصالح بنك الجزائر ويحدد مهامها(م.)6/17 -يوظف أعوان بنك الجزائر وفقا للشروط المنصوص عليها في القانون األساسي للمستخدمين ويعينهم في مناصبهم ويرقيهم ويعزلهم ويفصلهم(م.)7/17 -يعين ممثلي بنك الجزائر في مجالس المؤسسات األخرى عندما يكون ذلك التمثيل مقررا(م 117فقرة أخيرة). -يدعو المساهمين الرئيسين للبنك أو المؤسسة المالية إذا ما تبين له أن وضع هذا البنك أو المؤسسة المالية يستدعي دعما ماليا مبررا(المادة )1/18 -ينظم مساهمات جميع البنوك والمؤسسات المالية بهدف اتخاذ التدابير الالزمة لحماية المودعين والغير وحسن سير النظام المصرفي وكذا المحافظة على سمعة الساحة المالية(م 18فقرة أخيرة). -يحدد صالحيات كل نائب من النواب ويوضح سلطاتهم(م.)1/19 -يمكنه تفويض إمضاءه إلى أعوان بنك الجزائر(م.)2/19 -يمكنه أن يختار الحتياجات الخدمة وكالء خاصين من بين إطارات بنك الج ازئر(م 19فقرة أخيرة). وفي األخير نشير أن أعوان بنك الجزائر وأي شخص يعمل تحت سلطة المحافظ البنكي ال يتحملون المسؤولية المدنية الناتجة من ممارسة مهامهم إال في حالتين وهما حالة الغش وحالة األخطاء الجسيمة ،هذا ما يتبين من خالل نص المادة 20من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص ":باستثناء حاالت الغش أو األخطاء الجسيمة المثبتة ،ال يتحمل أعوان بنك الجزائر ،أو أي شخص آخر يعمل تحت سلطة اللجنة المصرفية ،في إطار القيام بالمهام المحددة في إطار هذا القانون ،أي مسؤولية مدنية جراء ممارسة مهامهم". -2مجلس اإلدارة نظم المشرع الجزائري أحكام مجلس اإلدارة في القانون رقم 09 – 23يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي، وذلك في القسم الثاني من الفصل الثاني من الباب الثاني والذي جاء بعنوان إدارة بنك الجزائر ،وذلك في المواد .28 - 21 -تشكيلة مجلس إدارة بنك الجزائر تطرق المشرع الجزائري إلى تشكيلة مجلس إدارة بنك الجزائر في المادة 22من القانون رقم 09 – 23 يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي حيث يتشكل مما يلي: -المحافظ رئيسا -نواب المحافظ الثالثة -أربعة موظفين من أعلى درجة يعينون بموجب مرسوم رئاسي بحكم كفاءتهم في المجالين االقتصادي والمالي ،ويعوض الموظفين األربعة في حالة غيابهم أو شغور مهامهم بمستخلفين يعيون بنفس الشروط التي يعين بها األربعة الموظفين ،أي عن طريق مرسوم رئاسي بحكم كفاءتهم في المجال االقتصادي والمالي. يعقد الموظفين ومستخلفوهم عند ممارسة عهدتهم كأعضاء في مجلس اإلدارة جلساتهم بهذه الصفة يعني بصفته موظف أو مستخلف وبصفتهم أعضاء بمجلس اإلدارة ،هذا ما نصت عليه المادة 23من القانون النقدي والمصرفي. -مهام مجلس إدارة بنك الجزائر تتمثل مهام مجلس اإلدارة في: _ يتداول يشأن التنظيم العام لبنك الجزائر(م.)2/21 -يتداول بشأن فتح وكاالت وفروع أو إلغائها(م.)2/21 -يضبط اللوائح المطبقة في بنك الجزائر (م .)3/21 -يوافق على القانون األساسي للمستخدمين ونظام رواتب أعوان بنك الجزائر(م.)4/21 -يفصل في شراء العقارات وفي التصرف فيها(م.)5/21 -يفصل في جدوى الدعاوي القضائية التي ترفع باسم بنك الجزائر ويرخص بإجراء المصالحات والمعامالت(م.)6/21 -يحدد ميزانية بنك الجزائر (.)7/21 -يحدد الشروط والشكل اللذين يعد بنك الجزائر بموجبهما حساباته ويضبطها(م.)8/21 -يضبط توزيع األرباح(م.)9/21 -يوافق على مشروع التقرير الذي يرفعه المحافظ خالل األشهر الثالثة التي تلي اختتام كل سنة مالية إلى رئيس الجمهورية(م.)9/21 -يطلع بجميع الشؤون التي تخص تسيير بنك الجزائر(م21فقرة أخيرة). -يحدد بدل حضور أعضائه كما يحدد الشروط التي تتم بموجبها تسديد المصاريف المحتملة للتنقل وإقامة الموظفين األربعة(م.)24 -يصادق على نظامه الداخلي(.)26 -اجتماع مجلس اإلدارة يجتمع مجلس اإلدارة إما باستدعاء من طرف المحافظ أي من طرف رئيسه وهو ما يتبين من خالل نص المادة 1/25من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص ":يستدعي المحافظ مجلس اإلدارة ،"...ويتبين ذلك أيضا من خالل نص المادة 2/25القانون نفسه والتي نصها كاآلتي ":يجتمع مجلس اإلدارة بناء على استدعاء من رئيسه ،"...أو بناء على طلب من طرف أربعة من أعضائه ،وهو ما نصت عليه المادة 2/25من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص...":كما يجتمع مجلس اإلدارة بناء على طلب أربعة()4 من أعضائه". يتولى رئاسة مجلس اإلدارة المحافظ البنكي وفي حالة غيابه يتولى ذلك أحد نوابه ،هذا ما قضت به المادة 1/25من القانون السالف الذكر ،والتي تنص ":يستدعي المحافظ مجلس اإلدارة ويرأسه ويحدد جدول أعماله كما يرأس الجلسة أثناء غيابه أحد نوابه". ويجتمع مجلس اإلدارة كلما دعت الضرورة إلى ذلك ،هذا ما يتبين من خالل نص المادة 2/25من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص ":يجتمع مجلس اإلدارة ...كل ما دعت الضرورة إلى ذلك". ولصحة اجتماع مجلس اإلدارة وجب حضور االجتماع خمسة من أعضائه على األقل ،وهو ما كرسته المادة 1/27من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص ":ال تصح جلسات مجلس اإلدارة إال بحضور خمسة ( )5من أعضاء المجلس ،على األقل". وفي هذا اإلطار ال يجوز ألي عضو من أعضاء مجلس اإلدارة أن ينتدب من يمثله ،وهو ما نصت عليه المادة 2/27من القانون السالف الذكر والتي تقضي على أنه ":ال يجوز ألي عضو أن ينتدب من يمثله". أما بالنسبة لق اررات مجلس اإلدارة فإنها تتخذ باألغلبية البسيطة ألصوات األعضاء الحاضرين ،وفي حالة التساوي في عدد األصوات يرجح صوت رئيس المجلس ،هذا ما تضمنته المادة 27فقرة أخيرة من القانون نفسه والتي تنص ":تتخذ الق اررات باألغلبية البسيطة ألصوات األعضاء الحاضرين ،وفي حالة تساوي عدد األصوات يكون صوت الرئيس مرجحا". حقوق وواجبات أعضاء مجلس اإلدارة بالنسبة لحقوق أعضاء مجلس اإلدارة فإن لهم الحق في الحصول على بدل وهو ما يتبين من خالل نص المادة 24من القانون النقدي والمصرفي والتي جاء نصها كاآلتي ":يحدد مجلس اإلدارة بدل حضور أعضائه وكذا الشروط التي يتم بموجبها تسديد المصاريف المحتملة للتنقل وإقامة الموظفين األربعة". -3المجلس النقدي والمصرفي نظمه المشرع الجزائري في المواد 67 – 61 نظم المشرع الجزائري أحكام المجلس النقدي والمصرفي في الباب الرابع من القانون رقم 09 – 23يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي ،وذلك في المواد ،67 – 61حيث جاء بعنوان المجلس النقدي والمصرفي، والذي قسم إلى فصلين :الفصل األول بعنوان تشكيلة المجلس النقدي والمصرفي من المواد ،63 – 61 والفصل الثاني بعنوان صالحيات المجلس من المواد .67 – 64 أ -تشكيلة مجلس النقد والقرض تنص المادة 61من القانون رقم 09 – 23المتعلق بالقانون النقدي والمصرفي على أنه ":يتكون المجلس النقدي والمصرفي الذي يدعى في صلب النص" المجلس" من: -أعضاء مجلس إدارة بنك الجزائر. -شخصية تختار بحكم كفاءتها في المسائل االقتصادية والنقدية، -شخصية تختار بحكم كفاءتها في مجال الصيرفة اإلسالمية، -إطار من بنك الجزائر ،برتبة مدير عام على األقل، يتبين من خالل المادة السالفة الذكر على أن مجلس النقد والقرض يتكون من: أعضاء مجلس اإلدارة وأعضاء مجلس اإلدارة حسب المادة من القانون النقدي والمصرفي يتمثلون في: _ المحافظ البنكي رئيسا -ثالث نواب المحافظ -أربعة موظفين -مستخلفون يحلون محل الموظفين. وشخصيتين األولى تختار بحكم كفاءتها في المسائل االقتصادية والنقدية ،والثانية تختار بحكم كفاءتها في مجال الصيرفة اإلسالمية ،باإلضافة إلى إطار من بنك الجزائر برتبة مدير عام على األقل. كما يزود المجلس بأمانة عامة ،يحدد مجلس إدارة بنك الجزائر صالحياتها وكيفيات تنظيمها ،وهو ما نصت عليه المادة 62فقرة أخيرة والتي تنص ":يزود المجلس بأمانة عامة يحدد مجلس إدارة البنك صالحياتها وكيفيات تنظيمها وعملها ،بناء على اقتراح من المجلس النقدي والمصرفي" ويتم تعيين أعضاء المجلس النقدي والمصرفي بموجب مرسوم رئاسي هذا ما يتبين من خالل المادة 1/13 من القانون النقدي والمصرفي بالنسبة للمحافظ والنواب الثالثة ،والمادة3/22وفقرة أخيرة من القانون نفسه، والتي بينت طريقة تعيين الموظفين األربعة والمستخلفين ،والمادة 5/61من القانون نفسه بالنسبة لألعضاء الثالثة األخرى والمتمثلة في الشخصيتين واإلطار السابقة الذكر والتي تنص ":يعين األعضاء الثالثة()3 المذكورون في البنود الثالثة األخيرة ،أعضاء في المجلس بموجب مرسوم رئاسي". ويرأس المجلس المحافظ البنكي وهو ما يتبين من خالل نص المادة 62من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص ":يرأس المجلس محافظ بن الجزائر ،"...ويتم انعقاده أو اجتماعه عن طريق استدعاء من طرف المحافظ وهو ما يتبين من خالل نص المادة 1/62والتي تنص ":يرأس المجلس محافظ بنك الجزائر الذي يستدعيه لالجتماع ،"...أو بالمبادرة من طرف رئيسه وهو المحافظ البنكي أيضا وهو ما كرسه المشرع في المادة 2/62والتي تنص... ":ويمكن أن يستدعى إلى االنعقاد كلما دعت الضرورة ذلك ،بمبادرة من رئيسه ،"...أو بمبادرة من عضوين منه وذلك كلما استدعت الضرورة ذلك مع اقتراحهما لجدول أعمال المجلس ،وهو ما قضت به المادة 2/62والتي تنص ":أو من عضوين منه ،ويقترحان في هذه الحالة، جدول أعمال المجلس."... أما عن تحديد واقتراح أعمال المجلس ففي حالته العادية يتم تحديده من طرف رئيسه وهو المحافظ البنكي وفي الحاالت غير العادية الجتماع المجلس فيتم تحديده من طرف المحافظ إذا كان هو من بادر باستدعاء المجلس لالنعقاد ،أو يتم اقتراحه من طرف اثنين من أعضائه في حالة ما إذا كانت المبادرة باالجتماع قد صدرت من طرف عضوين منه ،هذا ما يتبين من خالل المادة 1/62من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص ":يرأس المجلس محافظ بنك الجزائر الذي يستدعيه لالجتماع ويحدد جدول أعماله" ،والمادة 2/62 من القانون نفسه والتي تنص... ":ويمكن أن يستدعي إلى االنعقاد كلما دعت الضرورة إلى ذلك ،بمبادرة من رئيسه أو عضوين منه ،ويقترحان في هذه الحالة ،جدول أعمال المجلس."... أما بالنسبة لعدد دوراته فينعقد المجلس في دورات عادية حددت بأربعة دورات في السنة على األقل كما ينعقد كلما دعت الضرورة إلى ذلك ،هذا ما نصت عليه المادة 2/62والتي جاء نصها كاآلتي ":يعقد المجلس أربع()4دورات عادية في السنة ،على األقل ،ويمكن أن يستدعى إلى االنعقاد كلما دعت الضرورة ذلك."... ويستلزم لعقد المجلس جلساته أن يحضرها خمسة من أعضائه على األقل ،هذا ما نصت عليه المادة 2/62 من القانون النقدي والمصرفي والتي جاء نصها كاآلتي...":ويستلزم عقد اجتماعات المجلس حضور خمسة( )5من أعضائه على األقل."... وال يمكن بخصوص االجتماعات ألي عضو أن يمنح تفويضا لتمثيله في اجتماع المجلس هذا ما قضت به المادة 3/62من القانون السابق الذكر والتي تنص ":وال يمكن ألي عضو أن يمنح تفويضا لتمثيله في اجتماع المجلس". وتتخذ ق اررات المجلس عن طريق األغلبية البسيطة لألصوات وفي حالة التساوي في األصوات يرجح صوت الرئيس ،هذا ما كرسته المادة 1/62من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص... ":ويتخذ الق اررات باألغلبية البسيطة لألصوات ،وفي حالة تساوي عدد األصوات يكون صوت الرئيس مرجحا". وألعضاء المجلس النقدي والمصرفي الحق في البدل وهو ما نصت عليه المادة 4/62والتي جاء نصها كاآلتي ":يحدد المجلس بدل حضور أعضائه والشروط التي تسدد بموجبها المصاريف التي قد يقوم بها أعضاؤه" ،كما يكون للمجلس الحق في استشارته من طرف الحكومة كلما تداولت في مسائل تتعلق بالنقد والقرض أو في المسائل التي يمكن أن تنعكس على الوضع النقدي ،وهو ما نصت عليه المادة 64فقرة أخيرة من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص ":يستمع المجلس إلى وزير المالية بناء على طلب من هذا األخير وتستشير الحكومة المجلس كلما تداولت في مسائل تتعلق بالنقد والقرض أو في المسائل التي يمكن أن تنعكس على الوضع النقدي". ويقع عليهم واجب االحتفاظ بالسر المهني الذي كرسه المشرع الجزائري في المادة 28بخصوص أعضاء مجلس اإلدارة ،هذا ما يتبين من خالل نص المادة 63من القانون النقدي والمصرفي والتي جاء نصها كاآلتي ":يلزم أعضاء مجلس اإلدارة بالواجبات المنصوص عليها في المادة 28أعاله ،كما يلزم بها كل شخص يمكن أن يلجأ إليه المجلس ألي سبب". ب – مهام مجلس النقد والقرض نظم المشرع الجزائري صالحية المجلس النقدي والمصرفي في المواد ،67 – 64حيث يخول بصفته سلطة نقدية بالمهام اآلتية: -سلطة إصدار النقد ،وذلك وفقا لما هو منصوص عليه في المادة 3إلى 5من القانون النقدي والمصرفي، (م/46أ). -يحدد معايير وشروط عمليات بنك الجزائر خاصة ما يخص الخصم والسندات تحت نظام األمانة ورهن السندات العامة والخاصة والعمليات المتعلقة بالمعادن الثمينة والعمالت(م/64ب). -تحديد السياسة النقدية واإلشراف عليها ومتابعتها وتقييمها ،حيث يحدد المجلس لهذا الغرض األهداف النقدية السيما فيما يتصل بتطور المجاميع النقدية واالئتمانية ويحدد أدوات السياسة النقدية وكذا وضع قواعد الحذر في السوق النقدية ويتأكد من نشر معلومات عن السوق ترمي إلى تفادي مخاطر االختالل(م/64ج). -يحدد منتجات التوفير والقرض الجديد وكذا الخدمات المصرفية(م/64د). -يقوم بإعداد معايير سير نظم الدفع وسالمتها(م/64ه). -يحدد شروط اعتماد البنوك والمؤسسات المالية وانشائها ،وكذا شروط إقامة شبكاتها ،ال سيما تحديد الحد األدنى من رأسمال البنوك والمؤسسات المالية وكذا كيفيات إبرائه(م/64و). -تحديد شروط فتح مكاتب تمثيل البنوك والمؤسسات المالية األجنبية في الجزائر(م/64ز). -تحديد المعايير االحت ارزية التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية ،والمعايير والقواعد المتعلقة بالبنوك الرقمية ومزودي خدمات الدفع(م/64ح). -حماية زبائن البنوك والمؤسسات المالية خاصة في مجال العمليات مع هؤالء الزبائن(م/64ط). -تحديد المعايير والقواعد المحاسبية التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية مع مراعاة التطور الحاصل على الصعيد الدولي في الميدان ،وكذا كيفيات وآجال تبليغ الحسابات والبيانات المحاسبية اإلحصائية والوضعيات لكل ذوي الحقوق ،السيما منها ينك الجزائر(م/64ي). -تحديد الشروط التقنية لممارسة المهنة المصرفية ومهنتي االستشارة والوساطة في المجالين المصرفي والمالي(م/64ك). -تحديد أهداف سياسة سعر الصرف وكيفية ضبط الصرف(م/64ل). -تحديد التنظيم القانوني للصرف وتنظيم سوق الصرف(م/64م). -تسيير احتياطات الصرف(م/64ن). -تحديد قواعد السير الحسن وأخالقيات المهنة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية ،والوسطاء المستقلين ،ومكاتب الصرف ،إضافة إلى مزودي خدمات الدفع(م/64س). -تحديد شرط اعتماد الوسطاء المستقلين ومكاتب الصرف ،والسيما منها تحديد الحد األدنى من رأس مال وكذا كيفيات إبرائه(م/64ع). -تحديد شروط اعتماد وانشاء مزودي خدمات الدفع خاصة تحديد الحد األدنى لرأس المال وكيفيات إبرائه وحماية زبائنهم وكذا تحديد المعايير والقواعد المحاسبية التي تطبيق عليهم(المادة/64ف). -استماع المجلس إلى وزير المالية بناء على طلب منه وهو ما نصت عليه المادة 64فقرة أخيرة من القانون النقدي والمصرفي ،والتي جاء نصها كاآلتي ":يستمع المجلس إلى وزير المالية بناء على طلب من هذا األخير". -يحدد المجلس بدل حضور أعضائه والشروط التي تسدد بموجبها المصاريف التي قد يقوم بها أعضاؤه(م.)4/62 -سلطة إصدار األنظمة ،حيث يمارس المجلس سلطاته عن طريق األنظمة ،وهو ما نص عليه المشرع الجزائري في المادة 64من القانون النقدي والمصرفي" ...يمارس المجلس سلطاته في إطار هذا القانون عن طريق األنظمة" ،فله سلطة إصدار ق اررات فردية والتي تتمثل في: -الترخيص بفتح البنوك والمؤسسات المالية وتعديل قوانينها األساسية وسحب االعتماد(م/64أ)(م/64ب). -الترخيص بفتح مكاتب تمثيل للبنوك األجنبية(م/64ج). تفويض الصالحيات في مجال تطبيق التنظيم الخاص بالصرف(م/64د). الق اررات المتعلقة بتطبيق األنظمة التي يسنها المجلس(م/64ه). الترخيص بفتح وسطاء مستقلين ومكاتب الصرف(م/64و). وسلطة إصدار تنظيميات قانونية ،والتي تمر بعدة مراحل وهي مرحلة االقتراح ومرحلة التبليغ ،ومرحلة اإلصدار ،ومرحلة النشر ،ومرحلة الطعن ،وهو ما يتبين خالل المواد 65و 66و 67من القانون رقم 23 – 09يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي ،حيث تنص المادة 65من القانون السالف الذكر على أنه ":يبلغ المحافظ مشاريع األنظمة قبل إصدارها إلى الوزير المالية ،خالل اليومين اللذين يليان موافقة المجلس عليها ،الذي يتاح له أجل عشرة( )10أيام لطلب تعديلها. ويجب على المحافظ أن يستدعي ،حينئذ المجلس ،لالجتماع في أجل خمسة ( )5أيام ويعرض عليه التعديل المقترح. ويكون القرار الجديد الذي يتخذه المجلس نافذا مهما يكن مضمونه". وتنص المادة 66من القانون السالف الذكر على أنه ":يصدر المحافظ النظام الذي يصبح نافذا وينشر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية .يحتج باألنظمة تجاه الغير بمجرد نفاذها. وتنشر األنظمة ،في حالة االستعجال ،في يوميتين باللغتين الوطنية واألجنبية ،وعلى الموقع اإللكتروني الخاص ببنك الجزائر ،ويمكن حينئذ االحتجاج بها تجاه الغير بمجرد إتمام اإلجراء". وتنص المادة 67من القانون السالف الذكر على ":يكون النظام الصادر والمنشور كما هو مبين في المادة 66أعاله ،موضوع دعوى الغاء يقدمها وزير المالية أمام المحكمة اإلدارية لالستئناف لمدينة الجزائر، وال يكون لهذه الدعوى أثر موقف. يجب أن تقدم الدعوى القضائية خالل أجل ستين ( )60يوما ،ابتداء من تاريخ نشره. يصدر المحافظ الق اررات في مجال النشاطات المصرفية ،وتنشر الق اررات المتخذة بموجب الفقرات أ) وب) وج) من المادة 64في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،وتبلغ الق اررات األخرى طبقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية. ترفع الدعوى القضائية أمام المحكمة اإلدارية لالستئناف لمدينة الجزائر ،إللغاء الق اررات المتخذة بموجب المادة 64أعاله لخصوص النشاطات المصرفية. ال يسمح برفع هذه الدعوى القضائية إال لألشخاص الطبيعية أو المعنوية المستهدفة من القرار مباشرة. يجب أن تقدم الدعوى القضائية خالل الستين( )60يوما ،ابتداء من نشر القرار أو تبليغه ،حسب الحالة مع مراعاة أحكام المادة 95أدناه". المادة ":95يمكن الطعن أمام المحكمة اإلدارية لالستئناف لمدينة الجزائر في الق اررات التي يتخذها بموجب المواد 89و 92و 93أعاله". المادة ":89يجب أن يرخص المجلس بإنشاء بنك أو مؤسسة مالية أو وسيط مستقل أو مكتب صرف أو مزودي خدمات الدفع الخاضعين للقانون الجزائري ،على أساس ملف يحتوي خصوصا ،على نتائج تحقيق يتعلق بمراعاة أحكام المادة 87أعاله ،ويتم تحيين هذا الملف وفق نظام يصدره المجلس". المادة ":92يجب أن يخضع فتح مكاتب تمثيل للبنوك األجنبية في الجزائر إلى ترخيص من المجلس". المادة " :93يمكن أن يرخص المجلس بفتح فروع في الجزائر للبنوك والمؤسسات المالية األجنبية ،مع مراعاة مبدأ المعاملة بالمثل". المحور الرابع الرقابة المصرفية نتناول في هذا المحور الرقابة على بنك الجزائر والرقابة على البنوك والمؤسسات المالية أوال :الرقابة على البنك المركزي تمارس الرقابة على البنك المركزي هيئة المراقبة التي نظمها المشرع الجزائري في المادة 29و 30من القانون رقم 09 – 22يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي. ثانيا :الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية نظم المشرع الجزائري الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية في الباب السادس من القانون رقم 09 – 22 والذي جاء بعنوان رقابة البنوك والمؤسسات المالية والخاضعين اآلخرين ،وذلك في المواد ،134 – 106 وتمارس الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية مجموعة من األجهزة وتكلف بها أيضا بعض األشخاص وهو ما سنراه كاآلتي: -1اللجنة المصرفية نظمها المشرع الجزائري في المادتين 131 – 116من القانون النقدي والمصرفي. أ -تشكيلة اللجنة المصرفية تتكون اللجنة المصرفية وفقا للمادة 117من القانون رقم 09 – 23يتضمن القانون النقدي والمصرفي من: -المحافظ رئيسا -ثالثة أعضاء يختارون بحكم كفاءتهم في المجال المصرفي والمالي والمحاسبي. -قاضيان ينتدب القاضي األول من المحكمة ويختاره رئيس المحكمة العليا وينتدب الثاني من مجلس الدولة ويختاره رئيس المجلس بعد استشارة المجلس األعلى للقضاء. -ممثل عن مجلس المحاسبة يختاره رئيس هذا المجلس من بين المستشارين األولين -ممثل عن الوزير المكلف بالمالية برتبة مدير على األقل. ويتم تعيين أعضاء اللجنة المصرفية من طرف رئيس الجمهورية لمدة خمس سنوات. ويقع على عاتق أعضاء اللجنة المصرفية مجموعة من الواجبات من بينها واجب االحتفاظ بالسر المهني، وفي المقابل ألعضاء اللجنة المصرفية مجموعة من الحقوق من بينها حصولهم على مرتب في مقابل الوظائف التي يقومون بها ،وكذلك الحصول على تعويض. ب – الطبيعة القانونية للجنة المصرفية ظهر هناك رأيين بخصوص طبيعة اللجنة المصرفية ،حيث رأي يرى بأن اللجنة المصرفية لها طابع مزدوج أي قضائي وإداري الستعمال المشرع مصطلح الطعن القضائي ،وكذا من خالل تشكيلة اللجنة المصرفية والتي تتكون من قاضيين وكذلك طريقة تبليغ ق اررات اللجنة المصرفية والتي تتم وفقا لقانون اإلجراءات المدنية ،ورأي آخر يرى بأن اللجنة المصرفية لها طابع إداري أي هيئة إدارية ذلك كونها تمارس سلطاتها كأي هيئة مستقلة ووجود قاضيين في تشكلية اللجنة ال يعني بالضرورة إضفاء الطابع القضائي على اللجنة المصرفية ،بدليل أن بعض الهيئات اإلدارية تتضمن في تشكيلتها القضاة ولكن كيفت صراحة على أنها سلطة إدارية مستقلة ،والقول بأن تبليغ ق ارراتها يكون وفقا لقانون اإلجراءات المدنية ال تعتبر حجة قطعية العتبارها سلطة قضائية ،والقول بالطعن القضائي الذي تخضع له ق اررات اللجنة المصرفية يضفي عليها الطابع القضائي هذا أيضا محل رد. -3مهام اللجنة المصرفية تقوم اللجنة المصرفية بمهام الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية ،وهو ما يتبين من خالل المادة 116 و 120من القانون النقدي والمصرفي وتقوم اللجنة المصرفية بممارسة نوعين من الرقابة تتمثل األولى في الرقابة بناء على الوثائق والرقابة في عين المكان ،وهذه الرقابة يقوم بتنظيمها بنك الجزائر والتي تتم عن طريق أعوان بنك الجزائر ،كما يمكن أن تتم بواسطة تكليف أي شخص آخر يقع عليه اختيارها ،كما يمكن أن تستمع اللجنة المصرفية إلى الوزير المكلف بالمالية بطلب منه ،وفي حالة االستعجال يمكن لبنك الجزائر القيام بالرقابة ويبلغ اللجنة بالنتائج المتوصل إليها. وتمارس اللجنة أعمال الرقابة عن طريق إعداد برنامج حول العمليات التي ستقوم بها ،ويخول لها في إطار الرقابة التي تمارسها أن تطلب من البنوك والمؤسسات المالية جميع المعلومات واإليضاحات واإلثباتات الالزمة لممارسة مهمتها ،ويمكن أن تطلب من كل شخص معني تبليغها بأي مستند أو أية معلومة وال يجوز في هذا اإلطار االحتجاج بالسر المهني. وقد خول المشرع الجزائري اللجنة المصرفية سلطة الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية ،وسمح لها بتوسيع الرقابة إلى مراقبة األشخاص المعنوية التي تسيطر على البنك والمؤسسات المالية ،وكذا فروع هذه البنوك والمؤسسات المالية ،وكذا توسيع الرقابة إلى فروع الشركات الج ازئرية المقيمة في الخارج وذلك في إطار االتفاقيات الدولية. وحتى بخصوص تبليغ نتائج المراقبة يمكن للجنة المصرفية تبليغ نتائج المراقبة في عين المكان إلى إدارة فروع الشركات الخاضعة للقانون الجزائري ،وإلى ممثلي فروع الشركات األجنبية في الجزائر كما تبلغ إلى محافظي الحسابات. وتنتهي أعمال الرقابة التي تقوم بها اللجنة المصرفية باتخاذ تقارير ،وهذه التقارير تتخذ باألغلبية وفي حالة تساوي عدد األصوات يرجح صوت الرئيس ،وق اررات اللجنة المصرفية غير قابلة للطعن إال في بعض ق ارراتها ،وهذا ما يستنتج من خالل المادة 1/119من القانون النقدي والمصرفي والتي تنص ":تتخذ ق اررات اللجنة المصرفية باألغلبية وفي حالة تساوي عدد األصوات يكون صوت الرئيس مرجحا". وتقوم اللجنة المصرفية بممارسة مهام وقائية ،وذلك في إطار اختصاص اللجنة المصرفية بمهام السهر على احترام قواعد حسن سير المهنة ،وفي حالة ما إذا أخلت البنوك والمؤسسات المالية بقواعد سير المهنة تتخذ اللجنة المصرفية إجراءات وقائية تتمثل في التحذير فتتيح الفرصة لمسيري هذه المؤسسة لتقديم تفسيراته ،وبعدها يمكن دعوة أي بنك أو مؤسسة مالية عندما تبرر ذلك بهدف اتخاذ في أجل معين التدابير التي من شأنها أن تعيد التوازن المالي أو تصحيحه ،ويمكن لها أن تقوم بتعيين قائم باإلدارة بمبادرة من مسيري المؤسسة أو بمبادرة من اللجنة ،ومنه يمكن توقيف المسير مؤقتا أو إنهاء مهام مسير أو أكثر. ومنح المشرع الجزائري للجنة المصرفية سلطة توقيع عقوبات تأديبية على البنوك والمؤسسات المالية ،ومن األسباب التي تؤدي إلى الحكم بالعقوبات التأديبية على البنوك والمؤسسات المالية نجد اإلخالل باألحكام التشريعية أو التنظيمية المتعلقة بنشاط البنك أو المؤسسة المالية ،عدم اإلذعان ألمر ،عدم األخذ في الحسبان التحذير ،والعقوبات التي تسلطها اللجنة المصرفية تتمثل في اإلنذار والتوبيخ والمنع من ممارسة بعض العمليات والتوقيف المؤقت لمسير أو أكثر مع مراعاة تعيين قائم باإلدارة ،وسحب االعتماد. -2مركزية المخاطر مركزية المخاطر نظمها المشرع الجزائري في القانون رقم 09 – 23يتضمن القانون النقدي والمصرفي، وذلك في المادة ،110كما نظمها بموجب النظام رقم 01 – 12يتعلق بمركزية مخاطر المؤسسات واألسر وعملها ،كما نظمها أيضا بموجب التعليمة رقم 04 – 19تتعلق بمركزية المخاطر المصرفية ذات الصلة بالمؤسسات واألسر. وتسمى مركزية المخاطر بمركزية مخاطر المؤسسات واألسر ،وذلك وفقا للنظام رقم 01 – 12السابق الذكر ،ويطلق عليها في صلب النص القانوني مركزية المخاطر ،وأطلق عليها األمر رقم 11 – 03تسمية مركزية مخاطر المؤسسات ومركزية مخاطر العائالت ومركزية المستحقات غير المدفوعة المادة المادة .1/110 ومركزية المخاطر عبارة عن مصلحة لمركزة المخاطر تكلف بجمع جميع المعلومات المتعلقة بالقروض الممنوحة من طرف البنوك والمؤسسات المالية ،حيث تنص المادة الثانية من النظام رقم 01 – 12السابق الذكر على أنه ":مركزية المخاطر مصلحة لمركزة المخاطر تكلف بالقيام ،لدى كل بنك وكل مؤسسة مالية على وجه الخصوص والتي تدعى في صلب النص المؤسسات المصرحة ،بجمع هوية المستفدين من القروض وطبيعة وسقف القروض الممنوحة ومبلغ االستعماالت ومبلغ القروض غير المسددة وكذا الضمانات المأخوذة فيما يخص كل صنف من القروض" ،وكذلك المادة 2/110من القانون النقدي والمصرفي. وتتثمل مركزية المخاطر في مركزية مخاطر المؤسسات ومركزية مخاطر األسر ،حيث تنص في هذا الشأن المادة األولى من النظام رقم 01 – 12السابق الذكر على أنه ":يهدف هذا النظام إلى تحديد مبادئ تنظيم مركزية "مخاطر المؤسسات واألسر" وعملها ،التي تدعى في صلب النص"مركزية المخاطر". تنقسم مركزية المخاطر إلى قسمين( )2يسميان في صلب النص على التوالي "،مركزية مخاطر المؤسسات" التي تسجل فيها المعطيات المتعلقة بالقروض الممنوحة لألشخاص المعنويين واألشخاص الطبيعيين الذين يمارسون نشاطا مهنيا بدون أجر ،و "مركزية مخاطر األسر" التي تسجل فيها المعطيات المتعلقة بالقروض الممنوحة لألفراد". وتكلف المركزية بجمع المعطيات المتعلقة بالقروض ،والمتمثلة في معطيات إيجابية ومعطيات سلبية ،وهو ما يتبين من خالل المادة 5من النظام رقم 01 – 12والتي تنص ":يتعين على المؤسسات المصرحة أن تصرح إلى مركزية المخاطر ،حسب طبيعة المعطيات ،في قسمها المخصص للمؤسسات وفي قسمها المخصص لألسر بما يأتي: -المعطيات المتعلقة بتعريف المستفدين من القروض وسقف القروض وسقف وقائم القروض الممنوحة لزبائنهم ،مهما كان المبلغ ،بعنوان العمليات التي أجريت على مستوى شبابيكها وكذا الضمانات المأخوذة(ضمانات عينية وضمانات شخصية) فيما يخص كل صنف من القروض وتسمى هذه المعلومات معطيات إيجابية. -المبالغ غير المسددة من قائم القروض هذه ،وتسمى هذه المعلومات معطيات سلبية".. ومقر مركزية المخاطر هو بنك الجزائر ،ومن اإللتزامات التي تقع على عاتق البنوك والمؤسسات المالية نجد: -التزامها باالنضمام إلى مركزية المخاطر ،وهو ما نصت عليه المادة 4/110من القانون رقم 09 – 23 حيث جاء نصها كاآلتي ":يتعين على البنوك والمؤسسات المالية وكذا المؤسسات أو الهيئات التي تمنح القروض المصغرة االنخراط إلى مركزية المخاطر ،"...وهو ما يتبين أيضا من نص المادة 3من النظام رقم 01 – 12والتي تنص ":يتعين على المؤسسات المصرحة أن تنضم إلى مركزية المخاطر لبنك الجزائر وتحترم قواعد سيرها". -التصريح شهريا بجميع القروض التي تمنحها لزبائنها ،وهو ما يتبين من خالل نص المادة 5من التعليمة رقم 04 – 19والتي تنص ":تتم التصريحات وفق وتيرة زمنية شهرية ،مع اإلشارة إلى شهر القفل المحاسبي الموافق لها. يتم القفل المحاسبي للقروض المصرح بها في آخر يوم عمل من كل شهر ،ويجب أن ترسل إلى بنك الجزائر في موعد ال يتجاوز يوم 20من الشهر الموالي ،وعند اإلقتضاء ،إلى آخر يوم عمل منه بالنسبة للتصريحات التصحيحية الخاصة بنفس الشهر" ،والمادة 6من النظام 01 – 12والتي تنص ":تصرح المؤسسات المصرحة شهريا بجميع القروض الممنوحة لزبائنها من مؤسسات وأفراد مهما بلغت قيمتها وتكون القروض الممنوحة لمستخدميها محل تصريح أيضا لمركزية المخاطر وفق نفس الوتيرة الزمنية طبقا للتشريع المعمول"، وفي المقابل تقوم مركزية المخاطر بمركزة المخاطر شهريا ،هذا ما نصت عليه المادة 7من النظام السابق الذكر ،والتي تنص ":تقوم مركزية المخاطر شهريا بمركزة التصريحات المذكورة في المادة 5أعاله ،وتعد وتضع في متناول كل مؤسسة مصرحة نتائج عمليات المركزة المدونة في تقارير القرض المتعلقة بزبائنها، عن طريق االطالع عن بعد واالسترجاع الشهري". -استعمال نتائج عمليات المركزة في إطار منح وتسيير القروض ،ومنه ال يمكن لها بأي حال من األحوال استخدام هذه المعلومات ألغراض أخرى والسيما البحث عن األسواق التجارية أو لغرض التسويق. -التبليغ دون تأخير مركزية المخاطر وبصفة مستقلة عن التصريح بالقروض بكل معلومة طرأت على وضعية المقترض كتعديل القانون األساسي للشركة عند االقتضاء أو تغيير العنوان أو أية معلومة أخرى، -استشارة مركزية المخاطر قبل منح أي قرض. -إعالم زبائنها بالتصريح والتسجيل أمام مركزية المخاطر. -االطالع مسبقا قبل منح أي قرض على تقرير القرض المعد من طرف مركزية المخاطر. -االلتزام باستغالل نتائج المركزة. -اتخاذ التدابير الالزمة لضمان سرية المعلومات المتحصل عليها. -القيام بمراقبة البنوك والمؤسسات المالية حول مدى احترامها للقوانين واألنظمة ،ومراقبتها مدى أخذها بواجب الحذر والحيطة ،ومدى احترامها للواجبات وااللتزامات الواقعة عليها تجاه زبائنها ،ومدى أخذها بنتائج أعمال المركزة ،وفي هذا اإلطار يمكن لها رفض التصريح ،ومنه تصحيح المعلومات وفي حالة عدم اإلذعان وعدم احترام البنوك والمؤسسات المالية اللتزاماتها تقوم مركزية المخاطر بإخطار اللجنة المصرفية بذلك. وفي األخير يكون للزبون حق االطالع على المعطيات وحق تصحيح المعطيات. -2أجهزة رقابية داخلية وقد نص عليها المشرع الجزائري في المواد 107و 108من القانون النقدي والمصرفي وتتمثل في جهاز رقابي داخلي فعال منصوص عليه في المادة 2/107من القانون رقم 09 – 23والتي تنص ":يجب على البنوك والمؤسسات المالية وضع جهاز فعال للرقابة الداخلية" حيث يمنح هذا الجهاز ضمانات معقولة فيما يخص: -التحكم في نشاطها واالستعمال الفعال لمواردها. -السير الحسن للمسارات الداخلية ،والسيما تلك التي تساعد على المحافظة على مبالغها وتضمن شفافية العمليات المصرفية ومصادرها وتتبعها. -صحة المعلومات المالية. -األخذ بعين االعتبار بصفة مالئمة مجمل المخاطر بما في ذلك المخاطر العملية". وأصدر بنك الجزائر النظام رقم 08 – 11يتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية. حيث تنص المادة األولى منه على ":يهدف هذا النظام إلى تحديد مضمون المراقبة الداخلية التي يجب على البنوك والمؤسسات المالية وضعها تطبيقا للمادتين 97مكرر و 97مكرر 2من األمر 11 – 03المؤرخ في 27جمادى الثانية عام 1424الموافق 26غشت ،"2003مع العلم أن األمر 11 – 03ملغى ومنه يتعين إعادة النظر في هذا النظام. ومحافظو الحسابات ،ونصت عليهم المواد 111إلى 113من القانون رقم 09 – 23يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي والقرض حيث يجب على كل بنك أو مؤسسة مالية أن يعين محافظين إثنين على األقل وهو ما نصت عليه المادة 111من لقانون السابق الذكر. ومهنة محافظ الحسابات منظمة أيضا بموجب القانون رقم 01 – 10مؤرخ في 22يونيو 2010يتعلق بمهن الخبير المحاسب ومحافظ الحسابات والمحاسب المعتمد. ومن المهام التي يقوم بها محافظو الحسابات الرقابة على البنوك والمؤسسات المالية التابعين لها ،وتحت هذا اإلطار فإنه تقع عليهم مجموعة من االلتزامات تستنتج من خالل نص المادة 12من القانون رقم 23 – 09يتعلق بالقانون النقدي والمصرفي والتي تنص ":يتعين على محافظي حسابات البنوك والمؤسسات المالية ،زيادة على التزاماتهم القانونية القيام بما يأتي: -1أن يعلموا فو ار للمحافظ بكل مخالفة ترتكبها المؤسسة الخاضعة لمراقبتهم طبقا لهذا القانون والنصوص التنظيمية المتخذة بموجب أحكامه. -3أن يقدموا لرئيس اللجنة المصرفية تقري ار حول المراقبة التي قاموا بها ،ويجب أن يسلم هذا التقرير في أجل أربعة ( )4أشهر ،ابتداء من تاريخ قفل كل سنة مالية، -4أن يقدموا للجمعية العامة تقري ار خاصا حول أية تسهيالت ممنوحة من المؤسسة ألحد األشخاص الطبيعية أو المعنوية المذكورة في المادة 115من هذا القانون .وفيما يخص فروع البنوك والمؤسسات المالية األجنبية ،فيقدم هذا التقرير لممثليها في الجزائر، -5أن يرسلوا إلى المحافظ بنك الجزائر نسخة من تقاريرهم الموجهة للجمعية العامة للمؤسسة". ويخضع محافظو الحسابات لرقابة اللجنة المصرفية ،وفي إطار ذلك يجوز لها أن تقوم بتوقيع عليهم بعض العقوبات التأديبية دون اإلخالل بالعقوبات الجزائية ،وهو ما يتبين من خالل نص المادة 113من القانون رقم 09 – 23من القانون النقدي والمصرفي. ومحافظي الحسابات تمنع عليهم بعض التصرفات ،وهو ما يتبين من خالل نص المادة .4/113