Professional Documents
Culture Documents
سكوتي خالد
إطاربالخزينة العمومية
الجلفة
508
أن التنفيذ تم على الوجه الذي يجب أن يتم عليه فعالية ونجاعة ومالءمة وقانونا.
فالرقابة تعتبر وسيلة ضرورية لضمان الصرف الحسن للميزانية العامة للدولة ،فكان لزاما التعرف على األجهزة الرقابية
املختصة والساهرة على ذلك وهي :البرملان الذي يمارس الرقابة على أعمال وتصرفات السلطة التنفيذية ،ومجلس املحاسبة
الذي يمثل هيئة رقابية قضائية ،فاملفتشية العامة للمالية كهيئة إدارية رقابية دائمة تابعة لوزارة املالية ،وأخيرا أعوان التنفيذ
الذين يتمثلون أساسا في اآلمربالصرف واملراقب املالي واملحاسب العمومي.
وسيتم دراسة اآلمر بالصرف باعتباره عونا من أعوان التنفيذ الذين خول لهم القانون مهمة مراقبة وتنفيذ امليزانية كما
جاء في القانون 90-21املؤرخ في 24محرم 1411املوافق لـ 15أوت 1990املتعلق باملحاسبة العمومية 1في الفصل األول من
الباب الثاني منه ،بالتعرف عليه وعلى الدور الذي يلعبه من خالل التطرق إلى تعريفه ،مهامه ،وعلى كيفية تعيينه وتنصيبه،
مسؤولياته وكذلك على الدفاتراملحاسبية التي يمسكها.
اإلشكالية:
إن دور اآلمربالصرف باعتباره عونا من أعوان التنفيذ يثيرعدة تساؤالت منها:
-ما املقصود باآلمربالصرف ؟
-ما طبيعة املهام التي يقوم بها اآلمربالصرف ؟
-ما مدى نجاعة دور اآلمربالصرف باعتباره عنصرا فعاال ضمن األعوان املكلفين بمراقبة وتنفيذ ميزانية الدولة ؟
لإلجابة على هذه اإلشكالية ،كان لزاما االعتماد على املنهج الوصفي واالستقرائي ،وكذا املزج بين الجانب النظري والجانب
التطبيقي ،وهذا للتعرف على مدى التوافق بين ما هو نظري وما نصت عليه النصوص التشريعية والقانونية مع ما هو موجود
في امليدان العملي.
الخطة
نتعرض من خالل هذه املداخلة إلى محوران ،املحور األول الذي يقدم لنا تعريفا لآلمر بالصرف باعتباره أول فاعل في عملية
الرقابة والتنفيذ ،كما سيتم التعرف على طرق تأهيله وعلى تصنيفاته املختلفة ،وكذا على مختلف دفاتره املتعددة ،أما في
املحور الثاني ،سيتم التطرق إلى دوره ومختلف صالحياته ،بداية باملهام املنوطة له ،ثم على مسؤولياته املختلفة ،كما سيتم
التعرف على أهم مبدأ في املحاسبة العمومية وهو مبدأ الفصل بين الوظائف اإلدارية واملحاسبية وما إلى ذلك من استثناءات
وتطبيقات لهذا املبدأ.
أوال -اآلمربالصرف
يعتبر اآلمر بالصرف أول فاعل في رقابة وتنفيذ امليزانية ،وللتعرف على دوره ومختلف صالحياته ،يستوجب بداية تحديد
املقصود باآلمربالصرف ،ثم بيان أصنافه.
-1املقصود باآلمربالصرف
من الضروري لبيان املقصود باآلمربالصرف ،تحديد املصطلح لغة ،ثم التعريف به قانونا ،فالتطرق إلى طرق تأهيله.
509
1-1التعريف اللغوي لآلمربالصرف
إن كلمة «اآلمر» تطلق لغة على من يعطي أمرا للغير ،الذي يفترض فيه االستجابة بالطاعة لهذا األمر ،وذلك لوجود عالقة بين
اآلمرواملأمور أساسها السلطة التي يملكها األول ويلتزم بالخضوع لها الثاني.2
أما عبارة «اآلمربالصرف» فتطلق على من يأمرغيره بصرف النقود ،بناء على سلطة مخولة له وهذا هو املفروض حال الرئيس
اإلداري أو من يقوم مقامه قانونا عندما يتعلق األمر بالتصرفات املالية (العمليات املالية) املتعلقة بتنفيذ النفقات التي يجريها
أو يأمربإجرائها.3
وعبارة اآلمر بالصرف التي تقابلها في اللغة الفرنسية كلمة « »ordonnateur’lالتي تعني «اآلمر» فقط ،أما في اللغة العربية
فقد أضيفت لها كلمة «بالصرف» ،وهي عبارة ال تنسجم مع ما يقوم به اآلمر ordonnateur’lألن هذا األخير يأمر بتحصيل
اإليرادات كما يأمر بصرف النفقات ،ولعله يأمر بالتحصيل قبل اإلنفاق ،ألن التحصيل هو مصدر اإلنفاق ،وعليه فإنه إذا كان
من الضروري ربط تسمية اآلمربما يقوم به فعال ،فإنه من األجدرواألحسن أن يسمى «اآلمربالتحصيل والصرف» باعتباره يقوم
بالعمليتين معا ،أويسمى «اآلمربالتصفية» ألنه يأمربتصفية اإليرادات ،كما يأمربتصفية النفقات ،غيرأنه من األفضل تسميته
«اآلمر» فقط دون إضافة صفة له ،تحقيقا لالختصاراملطلوب في التسمية من الناحية القانونية الدقيقة وتماشيا مع املصطلح
املتعارف عليه في اللغة الفرنسية « »ordonnateur’lوالذي يستعمل في جميع النصوص القانونية الجزائرية املترجمة إلى اللغة
الفرنسية بصفة رسمية.
1-2التعريف القانوني لآلمربالصرف
اآلمر بالصرف بوجه عام هو كل شخص يتولى بصفة قانونية أمر إدارة وتسيير إدارة عمومية ،ماليا وإداريا ،باعتباره رئيسا
إداريا لها ،كما هو الشأن بالنسبة للوزير ،الوالي ،رئيس املجلس الشعبي البلدي ،ورئيس املؤسسة اإلدارية ذات الطابع اإلداري.4
أما من وجهة النظر املالية ،فإن اآلمر بالصرف هو املسؤول املكلف بالتسيير املالي لهيئة أو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري أو
مصلحة من مصالح الدولة املستفيدة من ميزانية ملحقة ،وكل شخص يؤهل قانونا الكتساب هذه الصفة.5
وقد حاول املشرع تحديد تعريف لآلمر بالصرف في املادة 23من قانون املحاسبة العمومية ،والتي جاء فيها« :يعد آمرا بالصرف
كل شخص مؤهل لتنفيذ العمليات املشارإليها في املواد 21 ،20 ،19 ،17 ،16أي العمليات التالية:
-اإلثبات والتصفية بالنسبة لإليرادات.6
-االلتزام ،التصفية واألمربالدفع بالنسبة للنفقات.7
يخول التعيين أو االنتخاب لوظيفة لها من بين الصالحيات تحقيق العمليات املشار إليها أعاله ،صفة اآلمر بالصرف ،وتزول
هذه الصفة مع انتهاء هذه الوظيفة».
ولقد أضاف املشرع في املادة 02من املرسوم التنفيذي 97/268املتعلق بصالحيات اآلمر بالصرف ومسؤولياتهم ،حيث نص
على أنه« :يعتبر آمرا بالصرف ،حسب مفهوم هذا املرسوم ،املوظف املعين قانونا في منصب مسؤول تسيير الوسائل املالية
والبشرية واملادية ،الذي تفوض له السلطة وفقا للمواد ،29 ،28 ،26من القانون رقم 90/21املتعلق باملحاسبة العمومية،
510
ويكون معتمدا قانونا طبقا للتنظيم الجاري به العمل»
ومنه ،يتبين من خالل نص املادة 23من القانون 90/21واملادة 02من املرسوم التنفيذي ،97/268أن اآلمر بالصرف هو
الشخص املؤهل قانونا بالتعيين أو باالنتخاب ،ملنصب مسؤول التسيير ،الذي تفوض له السلطة للقيام بالعمليات املالية
اإلدارية.
ولكن بالرغم من وجود كل هذه العناصر املحددة ملفهوم اآلمر بالصرف ،إال أنها تبقى عاجزة عن تقديم املفهوم الشامل،
فبالتدقيق في كال التعريفين ،يالحظ أن فيه غياب للجهة اإلدارية التي يعمل باسمها أو لحسابها،فهو املوظف املعين قانونا في
منصب مسؤول تسييرفي أية جهة ؟ الذي تفوض له السلطة للقيام بالعمليات املالية اإلدارية لصالح من؟ .ومنه فتحديد الجهة
اإلدارية التي يمكن أن تكون الدولة أو الهيئات التابعة لها ،أو األشخاص املعنوية العامة األخرى كالوالية والبلدية واملؤسسات
العمومية ذات الطابع اإلداري ،إذا فهذا التحديد من شأنه إعطاء مفهوما كامال لآلمر بالصرف ،بل أكثر من ذلك ،فهو العنصر
األسا�سي الذي تستند إليه بقية العناصراألخرى.
وعلى هذا األساس يمكن تعريف اآلمربالصرف بأنه« :كل شخص يؤهل قانونا لتنفيذ العمليات املالي واإلدارية ،باسم ولحساب
8
الدولة أو الهيئات واملؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري»
بمعنى أن اآلمر بالصرف هو كل شخص يكتسب الصفة القانونية إلنجاز التصرفات املتعلقة بتنفيذ العمليات املالية ،باسم
ولحساب جهة إدارية ،في شقها اإلداري ،سواء تعلق األمر بتنفيذ اإليرادات بدءا من إثبات الديون وتصفيتها إلى غاية األمر
9
بتحصيلها ،أو تعلق األمربتنفيذ النفقات من حيث االلتزام بها وتصفيتها واألمربدفعها أو تحريرالحواالت بشأن صرفها.
-2تأهيل اآلمربالصرف
يؤهل الشخص قانونا ليكون آمربالصرف عن طريق التعيين أو االنتخاب ،ثم بعد ذلك تجرى عملية االعتماد.
2-1تعيين اآلمربالصرف
مبدئيا ،يعين اآلمر بالصرف بموجب قرار إداري ،متى توفرت فيه الشروط املطلوبة قانونا .فاإلدارة تعبر عن إرادتها في تعيين
املوظف العمومي بمقت�ضى قرار إداري ،الذي يجب أن يصدر من الجهة اإلدارية املختصة قانونا ،10وأن يتم اإلفصاح فيه عن
إرادة اإلدارة وفقا للشكليات واإلجراءات التي تنص عليها القوانين والتنظيمات املرعية في هذا الخصوص ،11وأن يكون لهذا
القرار سببا شرعيا غير مخالف للقانون والنظام العام ،وأن يكون له محال ،باعتبار هذا املحل هو األثر القانوني الحال واملباشر
املترتب عن القرار اإلداري ،وعلى ذلك يكون املحل القا�ضي بتعيين اآلمر بالصرف باعتباره موظفا عموميا هو إنشاء العالقة بين
اإلدارة وهذا املوظف ،وأخيرا يجب أن يكون الهدف من قرار تعيين املوظف العام هو تحقيق املصلحة العامة ،12وكمثال لذلك
الوالي الذي يعين على مستوى الوالية عن طريق مرسوم رئا�سي.
وحتى يصدر قرار تعيين اآلمر بالصرف ،باعتباره موظفا عموميا ،يجب أن تتوفر فيه الشروط القانونية التي يتطلبها املشرع،
حيث أنه ال يمكن توظيف أيا كان في وظيفة عمومية إال إذا توفرت فيه الشروط التالية:13
-أن يكون جزائري الجنسية،
511
-أن يكون متمتعا بحقوقه املدنية،
-أال تحمل شهادة سوابقه العدلية مالحظات تتنافى وممارسة الوظيفة املراد االلتحاق بها،
-أن يكون في وضعية قانونية تجاه الخدمة الوطنية،
-أن تتوفر فيه شروط السن القانونية للتوظيف ،وهي كحد أدنى 18سنة ميالدية كاملة ،وأن يكون متمتعا بقدراته
البدنية والذهنية ،وكذا املؤهالت املطلوبة لاللتحاق بالوظيفة املراد شغلها.
2-2انتخاب اآلمربالصرف
كما يؤهل اآلمر بالصرف عن طريق التعيين ،فإنه يؤهل كذلك عن طريق االنتخاب ،كما هو الحال بالنسبة لرئيس املجلس
الشعبي البلدي ،الذي يعد آمرا أساسيا أو رئيسيا بالصرف ،بعد انتخابه على رأس البلدية ،وفقا ملا ينص به القانون رقم 11-
1410في مادته ،62حيث يقوم أعضاء القائمة التي نالت أغلبية املقاعد نتيجة االنتخابات البلدية ،على مستوى بلدية ما،
باختيارعضومن بينهم ليكون رئيسا للمجلس الشعبي البلدي للمدة االنتخابية ،والذي يجب أن ينصب ويعلن للعموم ويبلغ قرار
تعيينه مرفقا بمحضرللوالي املعني في مدة ال تتعدى ثمانية ( )08أيام بعد اإلعالن عن نتائج االقتراع.15
2-3اعتماد اآلمربالصرف
بعد تعيين أو انتخاب اآلمر بالصرف ،يتم اعتماده لدى املحاسب العمومي املكلف باإليرادات والنفقات الذي يأمر بتنفيذها،
باعتباره محاسبا مخصصا ،comptable assignataireمن خالل تقديم قرارتعيينه (اآلمربالصرف) أو القرارالناتج عن املداولة
القاضية بانتخابه ،مرفقا بالوثيقة التي تحمل نموذجا لتوقيعه .أما اآلمر بالصرف املساعد أو املفوض له ،فإنه فضال عن ذلك
يلتزم بتقديم قرارتفويض التوقيع ،أما الوكيل فإن اعتماده يتم عن طريق تبليغ قرارتعيينه من اآلمربالصرف الذي عينه إلى كل
من املحاسب العمومي املخصص واملراقب املالي للهيئة العمومية.16
-3تصنيفات اآلمربالصرف
لآلمر بالصرف عدة تصنيفات ،فيمكن تصنيفه إلى أربعة أنواع :اآلمر بالصرف الرئي�سي ،واآلمر بالصرف الثانوي ،أو آمرا
بالصرف وحيدا ،17واآلمربالصرف املفوض له.
3-1اآلمربالصرف الرئي�سي principal Ordonnateur
اآلمربالصرف الرئي�سي ،هوالذي تم تعيينه أوانتخابه على رأس الهرم اإلداري للهيئة التي يتولى إدارتها ،والذي تمنح له السلطات
الخاصة بتراخيص امليزانية بصفة مباشرة دون وسيط ،18فيصدر أوامر بالدفع لفائدة الدائنين وأوامر تحصيل اإليرادات ضد
املدينين ،وأوامرتفويض اإلعتمادات لفائدة اآلمرين بالصرف الثانويين سواء تعلق األمربتفويض اإلعتمادات الخاصة بالتسيير،
أو اإلعتمادات الخاصة بالتجهيز واالستثمار ،حيث يقوم اآلمر بالصرف الرئي�سي في هذه األخيرة بتبليغ أوامر التفويض بالبرامج
املأذون بها إلى اآلمر بالصرف الثانوي وذلك ضمن الحدود املرخص بها .19وبهذا الوصف ،يعد مكتسبا لصفة اآلمر بالصرف
الرئي�سي كل من:20
-املسؤولون املكلفون بالتسييراملالي للمجلس الدستوري واملجلس الشعبي الوطني ومجلس املحاسبة.
512
-الوزراء.
-الوالة عندما يتصرفون لحساب الوالية.
-رؤساء املجالس الشعبية البلدية الذين يتصرفون لحساب البلديات.
-املسؤولون املعينون قانونا على املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري.
-املسؤولون املعينون قانونا على مصالح الدولة املستفيدة من امليزانية امللحقة.
كما يمكن لآلمر بالصرف الرئي�سي وحسب املادتين 29 ،28من القانون رقم 90-21املتعلق باملحاسبة العمومية ،أن يفوض
موظفا مرسما في املؤسسة للقيام بمهامه أو جزء منها ،على أن تكون ذلك تحت إشرافه املباشرألنه يبقى هو املسؤول األول عن
كل املهام املوكلة وذلك أمام الجهات املعنية.
تجدراإلشارة إلى أنه في مجال تنفيذ امليزانية ،ال توجد سلطة رئاسية بين اآلمرين بالصرف الرئيسيين ،وإنما توجد سلطة وصاية
إدارية فقط ،كما هو الشأن في العالقة بين وزيرالداخلية والوالة ورؤساء املجالس الشعبية البلدية والعالقة بين الوالة ورؤساء
البلديات ،وكذا في العالقة بين الوزيرواملؤسسات العمومية اإلدارية التابعة لقطاعه.21
وبناء على هذه العالقة ،فإن املسؤول ذو املستوى األعلى – الوزير مثال – ال يستطيع إعطاء األوامر إلى من هو أدنى منه
مسؤولية ،كالوالي أورئيس البلدية أومديراملؤسسة العمومية مثال ،بإنجازالعملية كذا ،ألن كل آمربالصرف رئي�سي مسؤول عن
التصرفات والعمليات املالية املسندة إليه والتي ال يجريها إال في حدود اإلعتمادات املفتوحة له كي تكون قابلة للدفع من صندوق
أمين الخزينة املركزي أو أمين الخزينة الرئي�سي ،22وفضال عن ذلك فهو ملزم بتقديم حساب بشأنها.23
لقد نصت املادة 29املذكورة أعاله على أنه «يمكن لآلمرين بالصرف تفويض التوقيع للموظفين املرسمين العاملين تحت
سلطتهم املباشرة وذلك في حدود الصالحيات املخولة لهم وتحت مسؤولياتهم.« 24
أما املادة 28التي تطرقت الستخالف اآلمرين بالصرف ،فإنها نصت على ما يلي»:في حالة غياب أو مانع ،فإنه يتم استخالف
اآلمرين بالصرف في أداء وظائفهم بعقد تعيين يعد قانونا ويبلغ للمحاسب العمومي املكلف بذلك».25
3-2اآلمربالصرف الثانوي secondaire Ordonnateur
يعتبر آمرا بالصرف ثانويا ،كل رئيس ملصلحة من مصالح الدولة غير املمركزة ،أو املؤسسات أو الهيئات العمومية التي ينص
قانونها األسا�سي على منح الوحدات التابعة لها شيئا من االستقالل املالي ،علما أن هذه املصالح غيراملمركزة والوحدات التابعة
للمؤسسات والهيئات العمومية ال تتمتع بالشخصية املعنوية.
ففيما يخص مصالح الدولة غير املمركزة ،فإن األمر يتعلق باملصالح الخارجية التابعة للوزارات على مستوى الواليات وكذا
املراكز الدبلوماسية والقنصلية ،أما فيما يخص املؤسسات أو الهيئات العمومية اإلدارية ،فإن األمر يخص الوحدات التابعة
لها ،مثل الكليات بالنسبة للجامعات.
فاآلمربالصرف الثانوي في مثل هذه املصالح والوحدات هواملكلف بإصدارحواالت الدفع لفائدة الدائنين في حدود اإلعتمادات،
ويباشر هذه الوظيفة تحت السلطة الرئاسية لآلمر بالصرف الرئي�سي ،وفي حدود اإلعتمادات املفوضة له من هذا األخير،26
513
وزيادة على ذلك ،فإنه لكي تكون حواالت الدفع الصادرة من اآلمربالصرف الثانوي قابلة للدفع من صندوق أمناء خزينة الوالية
املختصين إقليميا مثال ،فإنه يجب أن تكون في حدود اإلعتمادات املفوضة له.27
من خالل ما سبق يمكن تعريف اآلمر بالصرف الثانوي كما يلي :أنه الشخص الذي تم تفويضه من طرف اآلمر بالصرف
الرئي�سي ،ويقوم بإصدارحواالت الدفع لفائدة الدائنين في حدود اإلعتمادات املفتوحة وأوامراإليرادات ضد املدينين.28
3-3اآلمربالصرف الوحيد unique Ordonnateur
اآلمر بالصرف الوحيد ،هو الوالي عندما ينجز العمليات املالية املتعلقة بنفقات الدولة الخاصة ببرامج التجهيز العمومية غير
املمركزة ،حيث توضع اعتمادات الدفع املفتوحة في مجال نفقات التجهيز واالستثمار تحت تصرفه عن طريق مقرر أو تفويض
من قبل الوزيراملكلف باملالية.29
ويقوم الوالي بتوزيع اعتمادات الدفع املخصصة له ،والتي بلغت إليه من قبل الوزير املكلف باملالية حسب كل فصل بموجب
مقرر ،وله سلطة تقديرية في حدود هذه اإلعتمادات املرخص له بها ،إذ بإمكانه أن يقوم بتحويالت من قطاع فرعي إلى قطاع
فرعي آخرضمن نفس القطاع ،أو بتحويالت بين قطاعين حسب نسب يحددها قانون املالية ،على أنه في جميع الحاالت ،يتعين
عليه االلتزام بتبريرقانوني إلثبات كل نفقة تجهيزعمومي.30
3-4اآلمربالصرف املفوض له
باعتباراآلمربالصرف قد يحمل في نفس الوقت صفتي اآلمربالصرف الرئي�سي والوحيد ،فإنه يمكن له ضمن صالحياته وتحت
مسؤولياته تفويض توقيعه إلى موظفين مرسمين موضوعين تحت سلطته املباشرة ،31كأن يفوض الوزيرتوقيعه ملديرديوانه أو
للمديراملكلف باملالية على مستوى وزارته ،أو كتفويض الوالي توقيعه للكاتب العام للوالية التي هو على رأسها ،وكتفويض توقيع
مديراملؤسسة العمومية اإلدارية للمسؤول املكلف باملالية في نفس املؤسسة.
هؤالء املوظفون يأخذون تسمية اآلمرين بالصرف املساعدين أو املفوضين ،ويباشرون العمليات املالية املفوض لهم بشأنها
تحت سلطة ومسؤولية اآلمرين بالصرف الرئيسيين أو الوحيدين الذين فوضهم توقيعهم.
تجدر اإلشارة ،بأن تفويض التوقيع مسألة شخصية ،ينتهي آليا بانتهاء مهام املفوض أو املفوض له ،وأن املفوض له بالصرف
ال يمكنه تفويض موظف آخروذلك تطبيقا لقاعدة أن املفوض له ال يمكن أن يكون مفوضا ،وعليه فإن العالقة تبقى محصورة
بين اآلمر بالصرف الرئي�سي أو الوحيد بصفته مفوضا واآلمر بالصرف املساعد بصفته مفوضا له والتي يحكمها مبدأ التدرج
الرئا�سي ،وقواعد تفويض التوقيع التي أقرها القانون اإلداري 32وقواعد املسؤولية التضامنية املبنية على أساس الثقة بين
الطرفين (املفوض واملفوض له).33
في األخيريجب التذكيربأنه في حال غياب اآلمربالصرف أوحدوث مانع له يمكن استخالفه في أداء مهامه بقرارتعيين ،يعد قانونا
ويبلغ للمحاسب العمومي املعني.34
ثانيا -الدور الرقابي لآلمربالصرف
-1مهام اآلمربالصرف
514
تتلخص مهام اآلمربالصرف في النقاط التالية:
-إعداد امليزانية التقديرية وعرضها على مجلس إدارة املؤسسة ،ثم تقديمها إلى الوزارة الوصية (بالنسبة للخزينة يقدمها
مباشرة لوزارة املالية) ،مرفقة بتقريرتبريري لهذه املبالغ املقررة.
-متابعة امليزانية حسب أبواب املواد والفقرات املسجلة بعد املصادقة عليها مع احترام املبالغ املعتمدة لكل منها.
-املحافظة على ممتلكات املؤسسة والقيام بعمليات الصيانة الالزمة لضمان االستغالل األمثل لإلمكانيات املادية.
املحافظة على كل وثائق املحاسبة املتعلقة بعمليات االلتزام والتصفية واألمربالصرف.
-تقديم الوضعية املالية املتعلقة بعمليتي االلتزام و األمربالدفع وذلك كل ثالثة أشهرإلى الوزارة الوصية.
-تقديم الحساب اإلداري للمؤسسة واملتعلق بالسنة املالية ،إلى كل من الوزارة الوصية ومجلس املحاسبة ،وذلك في
اآلجال املحددة.
-2مسؤوليات اآلمربالصرف
إن مسؤولية اآلمر باآلمر بالصرف ذات أهمية فهو مسؤول شخصيا عن كل التصريحات(التصريح بالصرف أو اإليراد) ،التي
يقوم بها.
«اآلمرون بالصرف مسؤولون عن اإلثباتات الكتابية التي يسلمونها كما أنهم مسؤولون على األفعال غيرالشرعية واألخطاء التي
يرتكبونها والتي ال يمكن أن تكتشفها املراقبة الحسابية للوثائق وذلك في حدود األحكام القانونية املقررة في هذا املجال» ،35كما
يعتبر اآلمر بالصرف مسؤوال مدنيا أو جزائيا على صيانة واستعمال املمتلكات املنقولة والعقارية املكتسبة أو املخصصة لهم.36
ومنه يمكن تقسيم مسؤولية اآلمر بالصرف إلى مسؤولية سياسية ،مسؤولية تأديبية ،مسؤولية مدنية مسؤولية جزائية ،وإلى
مسؤولية عن عدم مراعاة االنضباط امليزاني واملالي.
2-1املسؤولية السياسية
تشمل املسؤولية السياسية خصوصا ،أعضاء الحكومة (الوزراء) واملنتخبين الذين لهم صفة اآلمرين بالصرف (السيما رؤساء
املجلس الشعبية البلدية).
وهي تستند إلى فكرة أن امليزانية هي عبارة عن الترجمة املالية لسياسة معينة ،وهي كذلك رخصة يعطيها البرملان للحكومة.37
من هنا ،فإن املكلفين بتنفيذ هذه امليزانية يكونون محل مساءلة من طرف الهيئة التي أقرت اإلعتمادات املالية ورخصت لهم
باستعمالها في إطارأهداف تلك السياسة .فبالنسبة ألعضاء الحكومة ،يحق للبرملان (دستوريا) مساءلة أي وزيرعن االنحرافات
في استعمال اإلعتمادات املقررة لدائرته الوزارية .كما يمكن ،مبدئيا ،أن يتعرض الوزيرإلى العزل (من طرف رئيس الجمهورية)
بسبب املخالفات املالية التي يمكن أن يرتكبها.
وتجدر اإلشارة أن هذه املسؤولية ليست لها أي فاعلية في الواقع ،ألن القرارات املالية لآلمرين بالصرف ،بصفة عامة ،غالبا
ما تفلت ،بصدد تبريرها ،من دائرة الشرعية الضيقة Régularitéلتدخل ضمن دائرة املالءمة الواسعة ،Opportunitéحيث
تلعب فيها السلطة التقديرية دورا هاما ،األمر الذي يصعب من تجسيد فكرة مساءلتهم عما يمكن أن يتبدى من انحراف في
515
تسييرهم املالي.38
2-2املسؤولية التأديبية
يمكن اعتبار املسؤولية التأديبية التي يتعرض لها اآلمرون بالصرف اآلخرون مقابلة للمسؤولية السياسية الخاصة بأعضاء
الحكومة واملسؤولين املنتخبين .فاملدير الذي يرتكب مخالفات في تنفيذ امليزانية يكون محل مساءلة من قبل املسؤول السلمي
األعلى منه والذي يمكن أن يسلط عليه عقوبة أو أكثرمن العقوبات املقررة قانونا (مثل اإلنذارأو التوبيخ أو التنزيل في الرتبة أو
العزل...الخ ).
غيرأن التطبيق الفعلي لهذه املسؤولية يبقى محدودا جدا .فاملخالفات املالية التي يمكن أن يرتكبها اآلمربالصرف غالبا ما تتم
في إطارممارسة صالحياته اإلدارية ،مما يجعل من الصعب إثبات الخطأ الشخ�صي لهذا األخير ،أو ارتكابها يكون بدافع املصلحة
العامة التي يستطيع التذرع بها لتبرير انحرافه عن االنضباط املالي .كما أن توقيع العقوبات التأديبية يظل مرهونا بالسلطة
التقديرية ملسئول اآلمربالصرف السلمي والذي قد يكون هو نفسه املتسبب في املخالفات املنسوبة لهذا األخير (مثل حالة تنفيذ
أوامروزيرمن طرف آمربالصرف ثانوي).39
2-3املسؤولية املدنية
أساس املسؤولية املدنية 40هو الخطأ الشخ�صي الذي قد يرتكبه اآلمر بالصرف عند تنفيذه للعمليات املوكلة إليه ،والضرر
الذي يمكن أن يلحق الهيئة العمومية املعنية من جراء ذلك ،إضافة إلى أن أساس املسؤولية املدنية لآلمر بالصرف يمكن أن
يستشف من أحكام املادة 31من قانون املحاسبة العمومية التي تنص على أن «اآلمرون بالصرف مسؤولون على اإلثباتات
الكتابية التي يسلمونها ،كما أنهم مسؤولون على األفعال الغيرشرعية واألخطاء التي يرتكبونها والتي ال يمكن أن تكتشفها املراقبة
الحسابية للوثائق وذلك في حدود األحكـام القانونية املقررة في هذا املجال» ،41وكذا من املادة 32/01التي جاء فيها أن «اآلمرون
بالصرف مسؤولون مدنيا وجزائيا على صيانة واستعمال املمتلكات املكتسبة من األموال العمومية ،لذا فهم ملزمون شخصيا
على مسك جرد للممتلكات املنقولة والعقارية املكتسبة املخصصة لهم».42
2-4املسؤولية الجزائية
قد يبدو للوهلة األولى ،أن تطبيق املسؤولية الجزائية لآلمرين بالصرف هوسهل نسبيا ،مقارنة بأنواع املسؤولية األخرى .فاآلمر
بالصرف الذي يرتكب مخالفة في التسيير املالي يكون لها وصف الجريمة الجزائية طبقا لقانون العقوبات (اختالس ،تبديد،
غدر )...،ويكون بذلك اآلمربالصرف محل مساءلة جزائية من طرف الجهة القضائية املختصة.
إال أن إثبات املسؤولية الجزائية في الواقع يمكن أن يطرح صعوبات كبيرة .فعلى الرغم من أهمية األخطاء واملخالفات التي
يرتكبها اآلمرون بالصرف أثناء تنفيذ امليزانية والعمليات املالية ،فإنه من الصعب إثبات طابعها الجزائي ،أي إقامة الدليل على
وجود الخطأ الشخ�صي املقترن بالقصد الجنائي ملرتكبيها ،وتحديد الضرر املالي الذي يكون قد لحق الهيئات العمومية املعنية
أو الخزينة العمومية من جراء ذلك.
وحتى في الحاالت التي يمكن أن يكون طابعها الجزائي متبديا ،فإن إيصالها إلى علم الجهات القضائية املختصة يظل مرهونا ،في
516
كثيرمن األحيان ،بالتبليغ عنها من طرف السلطات املعنية (السيما املسؤولون السلميون لآلمرين بالصرف أو سلطات الوصاية
التي يتبعونها) والتي غالبا ما تتقاعس عن ذلك ألسباب مختلفة.43
ويلعب مجلس املحاسبة الذي يعتبرالهيئة الرقابية العليا دورا بارزا في الكشف عن املسؤولية الجنائية ،حيث أنه إذا ما كشف
أثناء ممارسة وظيفته الرقابية وقائع يمكن وصفها بجرائم ،فإنه يرسل امللف إلى النائب العام املختص إقليميا بغرض القيام
باملتابعة ،وهذا ما أكدته املادة 27من األمر 95/20املتعلق بمجلس املحاسبة.
أما عن املسؤولية الخاصة باآلمر بالصرف فيوجد تأكيد عليها في نص املادة 62من قانون املحاسبة العمومية والتي تخضع
اآلمر بالصرف ملراقبة وتحقيقات املؤسسات واألجهزة املؤهلة لهذا الغرض .كما تجبر املادة 06من املرسوم التنفيذي 97/268
اآلمرين بالصرف على احترام التنظيم الجاري به العمل ،وإال فستسلط عليهم العقوبات املنصوص عليها في املادة 89من األمر
.95/20
يالحظ من كل هذا أن اآلمرين بالصرف يخضعون لرقابة االنضباط في مجال تسييرامليزانية واملالية من طرف مجلس املحاسبة
وأكثر من هذا فهم ملزمين بتقديم حساباتهم اإلدارية له كل سنة .يعد هذا اإلجراء وسيلة رقابية للمجلس وهذا ما يساعد على
اكتشاف مواطن الخلل .كما أن اآلمربالصرف يتعرض لعقوبات في حال تأخره في تقديم الحسابات أو عدم تقديمها أصال ملجلس
املحاسبة.44
2-5املسؤولية عن عدم مراعاة االنضباط امليزاني واملالي
إن عدم الفاعلية في األخذ بمختلف أنواع مسؤولية اآلمرين بالصرف ضمن قواعد القانون العام كما تم بيانه أعاله ،أدى
باملشرع إلى تأسيس مسؤولية خاصة بمسئولي وأعوان الهيئات العمومية املضطلعين بالتسييراملالي.
في الجزائر ،إن التحقيق في هذه املخالفات واملعاقبة عليها هما من اختصاص مجلس املحاسبة ،ممثال في غرفة االنضباط
امليزاني واملالي ، budgétaire discipline de Chambre et financièreبموجب أحكام األمر رقم 95-20املؤرخ في 17جويلية
1995واملتعلق بمجلس املحاسبة.45
أمـا في فرنسـا ،فبموجب قـانون 09/1948/ 25تم إحداث محكمة االنضبـاط امليزاني التي أصبحت تسمى فيمـا بعد بمحكمة
االنضبـاط امليزاني واملالي ،financière et budgétaire discipline de courلتختص بزجر املخالفـات لقواعد امليزانية واملحاسبة
العمومية.
-3مبدأ الفصل بين الوظائف اإلدارية والوظائف الحسابية
يكت�سي مبدأ الفصل بين الوظائف اإلدارية والوظائف الحسابية أهمية بالغة في مجال تنفيذ ورقابة النفقات العمومية ،لذلك
يستوجب بداية تحديد املقصود بهذا املبدأ ،وبيان تطبيقاته املختلفة.
3-1املقصود بمبدأ الفصل بين الوظائف اإلدارية والوظائف الحسابية
تقسم عملية تنفيذ النفقات العمومية إلى قسمين:
-عمليات إدارية تتضمن :االلتزام بالنفقة ،وتصفيتها واألمربدفعها ،46والتي يقوم بها اآلمربالصرف.
517
-عمليات محاسبية :وتتمثل في دفع النفقات وتأدية قيمتها إلى مستحقيها ،والتي يقوم بها املحاسب العمومي.47
هذا التمييزأو الفصل بين الوظائف اإلدارية والوظائف الحسابية والذي ينبني على أساسين أحدهما عضوي والثاني وظيفي،48
كرسه املشرع بموجب قانون املحاسبة العمومية الذي عالج فيه بشكل منفصل دور كل من اآلمربالصرف واملحاسب العمومي،
وهذا الفصل ليس له قيمة فنية فحسب ،كما هو الحال في املؤسسات الخاصة التي يكون فيها املحاسب أو أمين الصندوق
خاضعا للمشرفين عليها رئاسيا يؤتمر في عمليات القبض والدفع بأوامرهم ،وإنما ينبع هذا الفصل من االستقالل العضوي
للمحاسب العمومي في أجهزة الدولة عن اآلمر بالصرف ،فهو ال يخضع له رئاسيا وال يأتمر بأوامره ،ومن ثمة فهو ال ينفذ أوامر
الدفع الصادرة إليه من اآلمربالصرف إال إذا كانت متوافقة مع القوانين واألنظمة املرعية ،وبذلك يكون املحاسب العمومي حق
الرقابة على أعمال اآلمربالصرف.49
زيادة على ذلك ،فإن وظيفة اآلمربالصرف تتنافى مع وظيفة املحاسب العمومي فالوالي مثال باعتباره آمرا بالصرف ال يمكنه أن
يكون محاسبا عموميا مليزانية الوالية وإن فعل ذلك تعرض لعقوبة املحاسب الفعلي .وتماشيا مع هذا النسق ،ال يجوز كذلك
لزوج اآلمربالصرف مهما يكن من أمرأن يكون محاسبا عموميا معينا لديه.50
وإذا كان مبدأ الفصل بين الوظائف اإلدارية والوظائف الحسابية مطبق في مجال اإليرادات العمومية والنفقات العمومية،
فإنه مكرس بشكل شبه تام في مجال النفقات العمومية وذلك ملا يرافق عمليات تنفيذ النفقات من حيطة وحذر ،ويظهر هذا
التكريس جليا من خالل إناطة سلطة تقرير النفقات من حيث االلتزام بها «عقدها»وتصفيتها واألمر بدفعها لآلمر بالصرف،
وإناطة سلطة دفع النفقات وتسديد قيمتها إلى مستحقيها للمحاسب العمومي.51
تجدر اإلشارة أخيرا في هذا الخصوص إلى أن املحاسب العمومي الذي يتولى دفع النفقات هو الذي يقوم بتحصيل اإليرادات
بنفسه أو بواسطة محاسبين تابعين له وذلك تطبيقا ملبدأ «وحدة الصندوق» ،في حين نجد األجهزة اإلدارية املكلفة بتقرير
النفقات تختلف عن األجهزة اإلدارية التي تقرر اإليرادات وتحققها.52
53
3-2تطبيقات مبدأ الفصل بين الوظائف اإلدارية والوظائف الحسابية
إن مجرد فتح اإلعتمادات في امليزانية ال يعني تنفيذ النفقات ،ألن هذا التنفيذ مرتبط بقواعد وأصول معقدة ،هدفها مراقبة
هذه النفقات والتحقق من مطابقتها للقوانين واألنظمة املعمول بها ،وصرفها في الغايات التي أجازها البرملان دون تالعب أو إساءة
استعمال.
وتنفيذ النفقات العمومية ،بوجه عام ،يستوجب وجود رابطة قانونية بين الدولة ودائنيها ،وقيام الدائن صاحب العالقة
بالعمل املطلوب منه ،وأن يصدر من الجهات العمومية املختصة أمرا إلى املسؤول عن الخزينة العمومية بدفع قيمة النفقة
امللتزم بها ،وأن يتم دفع قيمة الدين من صناديق الخزينة بعد التأشيرعليها من طرف الشخص املسؤول.
وعمال بمبدأ الفصل بين الوظائف اإلدارية والوظائف الحسابية ،يمرتنفيذ النفقات العمومية بنوعين من العمليات :عمليات
إدارية ،يتوالها اآلمر بالصرف ،وهي تتمثل في االلتزام بالنفقة (عقد النفقة) ،تصفية النفقة ،صرف النفقة أو األمر بدفعها.
وعمليات مالية حسابية يتوالها املحاسب العمومي ،وهي تتمثل في دفع النفقة وصرفها إلى مستحقيها.
518
وما يهمنا في هذا املقام ،هي العمليات اإلدارية التي يختص بها اآلمربالصرف ،والتي من أجلها يلتزم بمسك محاسبة إدارية.
54
3-2-1العمليات املالية اإلدارية
تتميز إجراءات تنفيذ النفقات العمومية بنوع من التعقيد والبطء( 55مقارنة باإلجراءات املعمول بها في الهيئات غير الخاضعة
لقواعد املحاسبة العمومية) ،حيث يمر هذا التنفيذ في شق العمليات املالية اإلدارية ،باملراحل الثالث املتمثلة – ترتيبا -في:
االلتزام بالنفقة عقدها ،التصفية ،األمربالصرف أو الدفع.
وتطبيقا ملبدأ الفصل بين اآلمرين بالصرف واملحاسبين ،فإن املراحل الثالث األولى ،التي يمكن أن توصف مجتمعة باملرحلة
اإلدارية ،هي من صالحيات اآلمرين بالصرف ،أما الرابعة ،التي تسمى باملرحلة املحاسبية ،فهي من اختصاص املحاسبين
.56
العموميين
57
أ -االلتزام بالنفقة أو عقد النفقة
يعرف االلتزام بالنفقة ،عادة ،بأنه التصرف الذي بمقتضاه تن�شئ هيئة عمومية ما أو تثبت عليها التزاما Obligationينتج عنه
.58
عبء
وهو بمفهوم املادة 19من قانون املحاسبة العمومية «يعد االلتزام اإلجراء الذي يتم بموجبه إثبات نشوء الدين».
إن هذا النص يوحي للقارئ بأن عملية االلتزام بالنفقة ،هي عملية مقررة إلثبات النفقة وليس النعقادها أو إنشائها ،لكن
األرجح واألصح هو أن عملية االلتزام بالنفقة تعني اإلجراء الذي يتم بموجبه نشوء الدين وإثباته ،وليس إثباته فقط كما ورد في
نص املادة ،ومن ثمة فهي عملية مقررة إلنشاء االلتزام أوال وإلثباته ثانيا وليست مقررة لإلثبات فحسب ،لهذا كان من األجدر
باملشرع أن يصيغ نص املادة 19سالفة الذكرعلى النحو اآلتي« :يعد االلتزام بالنفقة إجراء يتم بموجبه إنشاء الدين وإثباته».
كما يمكن حسب مصدرهذا الدين ،أن نفرق بين:
االلتزام اإلرادي وااللتزام الالإرادي
▪ االلتزام اإلرادي ( :)Engagement volontaireويتمثل في التصرف القانوني الذي تقوم به الهيئة العمومية إلنشاء التزام عليها،
مثل طلب شراء لوازم مكتبية ،أو إمضاء عقد أشغال ،أو توظيف مستخدم.
▪ أما االلتزام الالإرادي ( :)Engagement involontaireفهو إثبات نشوء دين خارج عن إرادة الهيئة العمومية واملثال التقليدي
له هو تعويض الضرر النا�شئ عن قيام املسؤولية املدنية للهيئات العمومية :تورط سيارة إدارية في حادث مرور ،خطأ إداري
ملوظف عمومي .فااللتزام بالنفقة هنا مصدره الفعل املادي لحادث املرورأو لخطأ املوظف املتسبب في ضرر للغير.
وبناء على ذلك ،يمكن القول إن االلتزام (كتصرف قانوني أو فعل مادي) هو مصدر النفقات ،قبل أن يكون إجراء لتنفيذها.
وهو ما يؤدي إلى التمييز بين االلتزام القانوني بهذا املعنى وااللتزام املحاسبي الذي يعني تخصيص اعتماد من امليزانية لتنفيذ
نفقة ،وهذا االلتزام املحاسبي يكون سابقا عن االلتزام القانوني في حالة التصرف اإلرادي للهيئات العمومية (االلتزام اإلرادي)،
بحيث يتم أوال التحقق من مطابقة النفقة املزمع إجراؤها للترخيص امليزاني (وجود الباب الذي تحسم منه النفقة ،كفاية
اإلعتمادات املخصصة ،)...واتباع اإلجراءات املقررة قانونا لاللتزام بها (مثل املصادقة على صفقة عمومية ،تأشيرة املراقب
519
املالي ،تأشيرة مصلحة الوظيفة العمومية ،)...،قبل أن يصبح االلتزام القانوني بها قابال للتنفيذ .أما في حالة االلتزام الالإرادي،
فمن البديهي أن يكون االلتزام املحاسبي تاليا لاللتزام القانوني ،ألن نشوء الدين خارج عن إرادة الهيئة العمومية املعنية ويجعلها
.59
أمام أمرواقع ،وهو االلتزام بتسديد ذلك الدين
والتمييز بين االلتزام القانوني وااللتزام املحاسبي يدعو إلى مالحظة أن األول ال يقوم به اآلمرون بالصرف فحسب بل يمكن أن
يكون مجرد تطبيق ألحكام تشريعية أو تنظيمية (تعويضات لصالح ضحايا كارثة طبيعية ،عالوات ومنح لفائدة املوظفين ،)...،أو
تنفيذا لقرارات السلطات العمومية ،فهو اإلجراء الالحق الذي يضع اإلجراء املحاسبي موضع التنفيذ ،ويترتب عنه إنشاء الدين
وإثباته في ذمة الدولة .بينما الثاني أي االلتزام املحاسبي ،فهو يصدرمن اآلمربالصرف مسبقا بغرض الحجزمحاسبيا فقط ملبلغ
يشكل قيمة مالية لنفقة متوقعة ستنجم عن االلتزام القانوني ،وبالتالي فإن هذا وااللتزام املحاسبي ال يزيد عن كونه عملية
مادية ترمي إلى التأكد من أن اإلعتمادات املالية موجودة ،وأن هذه اإلعتمادات مخصصة لنوع من النفقات التي ستلتزم بها
قانونا الجهة اإلدارية.
وإذا كان األصل أن رابطة االلتزام بالنفقة – دائمة كانت أو مؤقتة – تنشأ من عمل إرادي يصدرعن السلطة التنفيذية ،يجعل
الدولة مدينة للغير ،كتعيين موظف أو عقد صفقة ،...فإن هذه الرابطة يمكن أن تنشأ دون أن يكون للسلطة التنفيذية يد في
نشأتها ،كصدور حكم قضائي على الدولة ملصلحة أحد األشخاص يلزمها بنفقة ،وقد تنشأ رابطة االلتزام بالنفقة عن عمل غير
إرادي ،كما لو صدمت سيارة اإلدارة أحد املارة ،فسببت له ضررا استلزم تعويضا لجبره ،فيكون الحادث هو سبب نشوء رابطة
االلتزام.60
ويضيف البعض أن رابطة االلتزام بالنفقة ال تنشأ فقط من أعمال السلطة التنفيذية ،بل قد تنشأ من عمل البرملان كالتصويت
على قانون يق�ضي بزيادة رواتب املوظفين ،أو بالتعويض للمتضررين من الكوارث الطبيعية.61
غيرأنه ومهما يكن من أمر ،فإن تنفيذ النفقات العمومية يبدأ حتما بااللتزام بالنفقة ،بصرف النظرمن كونه دائما أو مؤقتا،
ناتجا عن تصرف قانوني انفرادي ،أو تصرف قانوني ثنائي أو متعدد األطراف ،أو ناتج عن عمل غير إرادي أو عن مجرد واقعة
مادية ،62املهم هو يجب أن يكون هذا االلتزام بالنفقة سليما من الناحية القانونية.
أ-أشروط صحة االلتزام بالنفقة
يشرط لصحة االلتزام بالنفقة قانونا ،أن يكون صادرا عن السلطة أو الجهة اإلدارية املختصة ،وأن يكون متطابقا مع
اإلعتمادات املخصصة له.
أ -1/صدور االلتزام بالنفقة من الجهة اإلدارية املختصة قانونا
إن اختصاص االلتزام بالنفقة ،يعود من حيث املبدأ لكل وزيرفي نطاق وزارته ،باعتباره اآلمربالصرف والرئيس اإلداري الصالح
لاللتزام بالقيام بهذا التصرف امللزم بالنفقة لذمة الدولة ،ولكن القانون نص على تعيين أشخاص آخرين وأعطى لهم صفة اآلمر
بالصرف كذلك ،63وعلى هذا األساس فإن عقد النفقات أو االلتزام بها يجب أن يكون صادرا من هذه الجهات اإلدارية املختصة
قانونا.
520
أ -2/وجود اعتماد مالي مخصص لاللتزام بالنفقة أو عقدها
إن االلتزام بالنفقة أو عقدها ال يكون صحيحا ،ولو صدرمن جهة قانونية مختصة ،إال إذا وجد اعتماد مالي مخصص لها وكاف
لتغطيتها ،حيث ال يمكن االلتزام بالنفقة إال إذا توفرلها االعتماد املالي في امليزانية وكان كافيا لتغطيتها ،وهذا ما نصت عليه املادة
75من القانون املتضمن لقوانين املالية التي جاء فيها« :ال يجوز صرف أية نفقة بما يتجاوز مبلغ اإلعتمادات املفتوحة ضمن
64
الشروط املحددة في هذا القانون ،ما لم تنص أحكام تشريعية على خالف ذلك»
وعلى هذا األساس ،فإنه لكي يصبح االلتزام بالنفقة التزاما قانونيا ،يجب أن يتطابق تطابقا تاما مع االعتماد املالي املقرر في
امليزانية ،هدا بتطلب التقيد في االلتزام بالنفقة في حدود االعتماد املالي ،بحيث ال يمكن للنفقة امللتزم بها أن تتجاوز الحد األعلى
لهذا االعتماد .والتقيد بوجه اإلنفاق ،بمعنى أن االلتزام بالنفقة ضمن الغرض الذي خصص له االعتماد إذ ال يجوز االلتزام
65
بنفقة معينة على اعتماد مخصص لنفقة أخرى
ب-بنوع االلتزام بالنفقة
االلتزام بالنفقة على نوعين ،قد يكون دائما أو مؤقتا .أما فيما يخص االلتزام بالنفقة الدائم ،فهو الذي ينتج عنه مفعول دائم
ومستمر يتجاوز السنة املالية التي نشأ خاللها إلى السنوات املالية املوالية،وهذا االلتزام بالنفقة يتجدد تلقائيا بتجدد أسبابه
من غيرحاجة إلى عقد التزام جديد ،كما هو األمرفي تعيين موظف.
أما عقد النفقة املؤقت ،فهو الذي يهدف إلى تحقيق غاية مؤقتة ،وينتهي مفعوله بتحقيقها كما هو الشأن في عقود النفقات
66
الفورية ،أو تعويض ضرر لحق شخص ،أو تسديد مبلغ مالي محكوم به قضائيا على الدولة
ب -تصفية النفقة liquidation La
يقصد بتصفية النفقة ،تحديد الدين الذي تلتزم به الدولة والتأكد من صحته واستحقاقه ،بمعنى إثبات ترتب الدين على
الدولة وتحديد مقداره واستحقاقه وعدم سقوطه بالتقادم أو بأي سبب آخر.
ولقد نصت املادة 20من قانون املحاسبة العمومية ،على أنه« :تسمح التصفية بالتحقيق على أساس الوثائق الحسابية
وتحديد املبلغ الصحيح للنفقة العمومية».
ومنه ،فموضوع التصفية هو التحقق من وجود الدين وضبط مبلغ النفقة ،إذ أن النفقة امللتزم بها ال تصبح فعلية ،إال بعد
تنفيذ االلتزام املرتبط بها والذي يترتب عنه دين في ذمة الهيئة العمومية.
فالتصفية – كمرحلة مستقلة عن االلتزام – تعتبر تطبيقا لقاعدة هامة في نظام املحاسبة العمومية ،وهي قاعدة أداء
الخدمةأوقاعدة الحق املكتسب ،acquis67 droit de ou fait service du Règleأي أنه ال يمكن صرف النفقات العمومية إال بعد
تنفيذ موضوعها ( الهيئات العمومية ال تدفع مسبقا ) ،فالدولة ال تدفع مسبقا وإنما يجب أن تتأكد من أن الدائن قام بتقديم
الخدمة امللقاة على عاتقه فعال وبالشكل املطلوب قانونا أو اتفاقا باستثناء حاالت قليلة جدا ومقررة قانونا (مثل التسبيقات
على الصفقات العمومية).
ولقد قررت قاعدة أداء الخدمة ،بهدف حماية املال العام من مخاطراإلسراف واالنحراف ،وفي هذا الخصوص بالذات ،خوفا
521
68
من أال يتم القيام باألشغال والخدمات املطلوب إنجازها لو أن املتعهد بذلك أخذ املال قبل القيام بها
وملا كانت هذه القاعدة «أداء الخدمة» ،مهمة وضرورية وشرطا أساسيا الستكمال بنود التصفية ،فاألجدر على املشرع أن
يضيفها في صياغة املادة 20من قانون املحاسبة العمومية ،كأن تكون الصياغة مثال« :تسمح التصفية بالتأكد من أداء الخدمة
وبالتحقيق على أساس الوثائق الحسابية وتحديد املبلغ الصحيح للنفقة العمومية»
وهكذا ،فإن التحقق من وجود الدين هو إثبات أداء الخدمة من طرف الدائن ،ومطابقة هذا األداء لشروط االلتزام بالنفقة،
ففي حالة صفقة أشغال مثال ،يتم التأكد من إنجازاألشغال ومطابقتها لبنود الصفقة.
وبما أن مبلغ النفقة القابل للدفع ال يمكن في كثير من الحاالت تحديده بدقة أثناء االلتزام (يكون تقديريا) ،فإن التصفية
تسمح بضبطه على أساس اإلثباتات التي تمت أثناء التحقيق في أداء الخدمة .ففي املثال السابق ،يتم حساب مبلغ األشغال
التامة التنفيذ (أي مبلغ النفقة القابل للدفع) عن طريق ضرب الكميات املنجزة بأسعارالوحدة لها املنصوص عليها في الصفقة
.69
(بافتراض أن سعرالصفقة يدفع بناء على قائمة سعرالوحدة)
ج -األمربالدفع أو بصرف النفقة ordonnancement›L
األمر بالدفع أو صرف النفقة ،هو األمر بالدفع أو تحرير الحوالة الذي يصدره اآلمر بصرف إلى املحاسب العمومي بدفع مبلغ
الدين املحدد مقداره إلى صاحب الدين ،وهذا ما جاء به نص املادة 21من قانون املحاسبة العمومية املذكور سابقا ،الذي
يق�ضي بأنه« :يعد األمربالصرف أو تحريرالحوالة اإلجراء الذي يؤمربموجبه دفع النفقات العمومية».
إذا ،فاألمربالدفع أو صرف النفقة هو عبارة عن قرارإداري يعطى بموجبه األمرإلى املحاسب العمومي املخصص لدفع النفقة
املصفاة .فالتصفية ،وإن كانت تقرحق الدائن في استيفاء دينه ،إال أنها تبقى بدون قوة تنفيذية قبل صدور األمربصرف النفقة.
وهنا تتبدى السلطة التقديرية لآلمربالصرف بصفته مديرا أو مسيرا قبل كل �شيء حيث يستطيع أن يرفض أو يعلق األمربدفع
النفقة إذا قدر أن ذلك هو األنسب .كما أنه ال يمكن لآلمر بالصرف أن يطلب من املحاسب العمومي تنفيذ النفقات العمومية
بدفعها إلى مستحقيها ،حيث نصت على ذلك املادة 30من نفس القانون والتي جاء فيها« :ال يمكن لآلمربالصرف أن يأمربتنفيذ
النفقات العمومية دون أمربالدفع مسبق إال بمقت�ضى أحكام قانون املالية».
ولكي يكون األمربالدفع قانونيا ويلتزم بموجبه املحاسب العمومي بصرف النفقة إلى مستحقيها ،يجب أن يكون ممهورا بتأشيرة
النفقة السابقة ،وأن يرفق بجميع الوثائق املتعلقة بالنفقة ،وأن يكون ضمن آجال تنفيذ الترخيص ،70أي خالل السنة املالية
التي تنفذ فيها النفقة.
كما يجب أن تتم اإلشارة فيه إلى:71
-رقم العملية والفصل الفرعي وحتى البند املخصوم منه النفقة.
-موضوع النفقة وطبيعتها وتاريخ أداء الخدمة.
-تحديد شخصية الدائن.
الخاتمة
522
لقد تم التعرف على اآلمرين بالصرف الذين يجب اعتمادهم لدى املحاسبين
العموميين ،وعلى تصنيفاتهم املختلفة من حيث أنهم رئيسيون أو ثانويون ،وعلى كيفية تعيينهم وتنصيبهم وكذا على مختلف
مهامهم ومسؤولياتهم ،حيث يعتبرون مسؤولون عن كل وثائق املحاسبة املتعلقة بعمليات االلتزام والتصفية واألمر بالصرف
واملحافظة عليها ،وكذا عن اإلثباتات الكتابية التي يسلمونها وعن األفعال الغير شرعية واألخطاء التي يرتكبونها ،كما يعتبرون
مسؤولون مدنيا أو جزائيا على صيانة واستعمال املمتلكات املنقولة والعقارية املكتسبة.
الــهوامش
)1القانون 90-21املؤرخ في 24محرم 1411املوافق لـ 15أوت 1990املتعلق باملحاسبة العمومية ،الجريدة الرسمية عدد ،35
الصادرة في 15أوت ،1990ص .1129
)2فنينش محمد الصالح ،الرقابة على تنفيذ النفقات العمومية في القانون الجزائري ،رسالة دكتوراه الدولة ،جامعة الجزائر،
،2012ص .13
)3مع عدم إنكار ما لإليرادات من أهمية قصوى في حياة املجتمع ،خصوصا الضرائب التي تعد ضرورية الستقرار املجتمع ألنها
,Parafiscalités Domaniaux Produits Fiscalité ,BENAÏSSA SAÏD تمثل املصدر الذي يمول عمليات اإلنفاق ،أنظر:
02 p ,2001 ,Alger ,Megasoft édition ,Nouvelles
9(Mohand Boukersi ,Gestion des Finances Publiques ( Les règles d’Exécution du Budget ,)Polycopie ,Ecole Nationale d’Adminis-
10 )Ahmed MAHIOU ,Coures d’Institution Administratives ,Troisième Semestre de la Licence en Droit ,O P U ,Alger ,1976 ,P 204 a209
11André De L’aubader ,Traite de Droit Administratif ,L G D J ,Soufflot ,Paris ,T ,1976 ,01 pp299
523
)15فنينش محمد الصالح ،مرجع سابق ،ص .21
)16نفس املرجع ،ص .21
)17ابن داود إبراهيم ،الرقابة املالية على النفقات العمومية بين الشريعة اإلسالمية والتشريع الجزائري ،مذكرة ماجستير،
جامعة الجزائر ،كلية الحقوق ،2002/2003 ،ص 51و .52واملادة 25من القانون ،90/21معدلة بموجب املادة 73من املرسوم
التشريعي رقم 92/04املؤرخ في ،11/10/1992املتضمن قانون املالية التكميلي ،ج ،رعدد ،73واملادة 06من املرسوم رقم . 91-313
)18شاللي رضا ،تنفيذ النفقات العامة ،مذكرة ماجستير ،جامعة الجزائر ،كلية الحقوق ،2001/2002 ،ص .13
)19املادة 27من القانون ،90-21ج .ر عدد ،35ص ،1134واملواد 20 ،13 ،07من املرسوم التنفيذي رقم ،91-313ج .ر عدد ،43
الصادرة في 18سبتمبر ،1991ص ،1649واملادة 08من املرسوم الرئا�سي رقم ،97/498املؤرخ في ،27/12/1997املتعلق بالتسيير
املالي واإلداري للمراكزالدبلوماسية والقنصلية ،ج .ر .86
)20املادة 26من القانون ،90-21ج .رعدد ،35ص .1134
)21فنينش محمد الصالح ،مرجع سابق ،ص .25
)22املادة 25/01من املرسوم رقم ،91-313ج .رعدد ،43ص .1650
23 Mohand Boukersi ,op ,cit ,p05
524
)33فنينش محمد الصالح ،مرجع سابق ،ص .28
)34املادة 28من القانون 90-21السالف ذكره ،ج .رعدد ،35ص .1134
)35املادة 31من القانون رقم ،90-21ج .رعدد ،35ص .1134
)36املادة 32من نفس القانون املذكور ،ج .رعدد ،35ص .1134
37 BOUARA( M.T ,)La loi de finances en Algérie ,Doctorat d’Etat ,Université d’Alger2006 ,, p. 32
السالف ذكره.
)47أنظر املواد 34 ،22من نفس القانون ،واملواد من 09إلى 13و 32 ،31من املرسوم 91-313السالف ذكره ،واملواد من 02إلى
06من املرسوم التنفيذي رقم 91-311املؤرخ في 07/09/1991املتعلق بتعيين املحاسبين العموميين واعتمادهم ،ج .ر عدد ،43
املعدل واملتمم بموجب املرسوم التنفيذي رقم ،03-41املؤرخ في ،19/01/2003ج .ر عدد ،04واملرسوم التنفيذي رقم 04-379
)48أنظراملوضوع18 p .cit .op ?mutation quelle ,paiement avant administratifs contrôles Les -Saïd BENAISSA:
49Michel Bouvier -M .Chiratine Exlasson -Jean Pierre Lassalle -Finances Publiques 4 -ème Edit -L G D J – Paris -1998 – P .367 Voir
)50أنظراملواد 56 ،55 ،52 ،51من القانون 90-21املتعلق باملحاسبة العمومية السالف ذكره.
)51فنينش محمد الصالح ،الرقابة على تنفيذ النفقات العمومية في القانون الجزائري ،مرجع سابق ،ص .31
)52حسن عواضه ،املالية العامة ،دراسة مقارنة /دارالنهضة العربية ،بيروت ،لبنان ،ط ،1973 ،03ص .200 ،199
)53فنينش محمد الصالح ،مرجع سابق ،ص .38
)54نفس املرجع ،ص .39
525
)55يبرر عادة هذا التعقيد والبطء في إجراءات تنفيذ النفقات العمومية بفكرة الرقابة التي يتمحور حولها نظام املحاسبة
العمومية والتي تهدف أساسا إلى منع التالعب في استعمال األموال العمومية.
)56ابن داود إبراهيم ،مرجع سابق ،ص .77
)57يسمى كذلك االرتباط بالنفقة ،أنظر :طارق الحاج ،املالية العامة ،دار الفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،ط ،1999 ،01
ص .178
)58هذا هو التعريف الذي اعتمدته املادة 29من املرسوم الفرن�سي رقم 62-1587املؤرخ في 29ديسمبر 1962واملتضمن
التنظيم العام للمحاسبة العمومية.
)59ابن داود إبراهيم ،مرجع سابق ،ص .76
)60فنينش محمد الصالح ،مرجع سابق ،ص .40
)61حسن عواضة ،مرجع سابق ،س .212
)62شاللي رضا ،مرجع سابق ،ص .09 ،08
)63أنظراملواد 27 ،26من قانون املحاسبة العمومية املشارإليه.
)64أنظرأيضا املادة 36من نفس القانون.
)65حسن عواضة ،مرجع سابق ،ص .215
)66فنينش محمد الصالح ،مرجع سابق ،ص .43
)67جرت العادة على استعمال عبارة أداء الخدمة (أو إنجازالخدمة) ،لكن في بعض الحاالت ال تكون هذه العبارة مناسبة عندما
يتعلق األمربديون عمومية بدون عوض ،مثل املنح واإلعانات ،إذا عبارة الحق املكتسب تكون أشمل.
)68فنينش محمد الصالح ،مرجع سابق ،ص .44
)69ابن داود إبراهيم ،مرجع سابق ،ص .79
)70أنظر املادتين 03 ،02من المرسوم التنفيذي رقم 93-46املؤرخ في 06/04/1993املحدد آلجال دفع النفقات وتحصيل األوامر
باإليرادات والبيانات التنفيذية وإجراءات قبول القيم املنعدمة ج ،رعدد .09
)71فنينش محمد الصالح ،مرجع سابق ،ص .47
526