You are on page 1of 19

‫دور اآلمربالصرف في مراقبة امليزانية‬

‫سكوتي خالد‬
‫إطاربالخزينة العمومية‬
‫الجلفة‬

‫ملخص باللغة العربية‬


‫اآلمر بالصرف هو كل شخص يكتسب الصفة القانونية إلنجاز التصرفات املتعلقة بتنفيذ العمليات املالية‪ ،‬باسم ولحساب‬
‫جهة إدارية‪ ،‬في شقها اإلداري‪ ،‬سواء تعلق األمر بتنفيذ اإليرادات بدءا من إثبات الديون وتصفيتها إلى غاية األمر بتحصيلها‪ ،‬أو‬
‫تعلق األمر بتنفيذ النفقات من حيث االلتزام بها وتصفيتها واألمر بدفعها أو تحرير الحواالت بشأن صرفها‪ ،‬وهو مسؤول عن‬
‫اإلثباتات الكتابية التي يسلمها وكذا على األفعال غيرالشرعية واألخطاء التي يرتكبها والتي ال يمكن أن تكتشفها املراقبة الحسابية‬
‫للوثائق وذلك في حدود األحكام القانونية املقررة في هذا املجال‪ ،‬كما يعتبر أيضا مسؤوال مدنيا أو جزائيا على صيانة واستعمال‬
‫املمتلكات املنقولة والعقارية املكتسبة أو املخصصة لهم‪.‬‬
‫‪Search summary‬‬
‫‪The role of the Exchange.On budget control‬‬
‫‪   This Exchange is each person acquires legal capacity to perform acts concerning the implementation of finan-‬‬
‫‪cial transactions on behalf of and for account management ,contact management ,whether made by implemen-‬‬
‫‪ting revenue from debt liquidation proof until it collects ,it is related to the implementation of expenditure in‬‬
‫‪terms of Commitment and filtered it for payment or edit drafts on the disbursement ,is responsible for written‬‬
‫‪evidence handed over by as well as illegal acts committed errors that cannot be detected by computational‬‬
‫‪control of documents within the established legal provisions in this field ,It is also responsible for civilian or‬‬
‫‪penal on maintenance and use of real estate and immovable property acquired or allocated to them.‬‬
‫مقدمة‬
‫لقد اهتمت الدول منذ أقدم العصور بتنظيم الرقابة على املالية العمومية‪ ،‬جباية وإنفاقا والتي تعني العملية اإلجرائية التي‬
‫تسبق أو ترافق أو تعقب تنفيذ النفقات العمومية‪ ،‬األمر الذي دفعها بدرجات متفاوتة منذ تلك العصور إلى التفكير جيدا في‬
‫إيجاد اآلليات والوسائل العلمية والعملية التي تمكن من تحقيق هذه الغاية املتمثلة في الرقابة على كيفية تحصيل الضرائب‬
‫وكيفية إنفاقها‪ ،‬وقد تجسد ذلك في إنشاء وتكوين أجهزة رقابية مختصة تسهر على املحافظة على املال العام وصيانته من‬
‫العبث والضياع‪ ،‬وضمان صرفه في األوجه املحددة لها قانونا‪ ،‬وهذا لتجنب وقوع أي خلل أو خطأ في التنفيذ‪ ،‬وكذا التأكد من‬

‫‪508‬‬
‫أن التنفيذ تم على الوجه الذي يجب أن يتم عليه فعالية ونجاعة ومالءمة وقانونا‪.‬‬
‫فالرقابة تعتبر وسيلة ضرورية لضمان الصرف الحسن للميزانية العامة للدولة‪ ،‬فكان لزاما التعرف على األجهزة الرقابية‬
‫املختصة والساهرة على ذلك وهي‪ :‬البرملان الذي يمارس الرقابة على أعمال وتصرفات السلطة التنفيذية‪ ،‬ومجلس املحاسبة‬
‫الذي يمثل هيئة رقابية قضائية‪ ،‬فاملفتشية العامة للمالية كهيئة إدارية رقابية دائمة تابعة لوزارة املالية‪ ،‬وأخيرا أعوان التنفيذ‬
‫الذين يتمثلون أساسا في اآلمربالصرف واملراقب املالي واملحاسب العمومي‪.‬‬
‫وسيتم دراسة اآلمر بالصرف باعتباره عونا من أعوان التنفيذ الذين خول لهم القانون مهمة مراقبة وتنفيذ امليزانية كما‬
‫جاء في القانون ‪ 90-21‬املؤرخ في ‪ 24‬محرم ‪ 1411‬املوافق لـ ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬املتعلق باملحاسبة العمومية‪ 1‬في الفصل األول من‬
‫الباب الثاني منه‪ ،‬بالتعرف عليه وعلى الدور الذي يلعبه من خالل التطرق إلى تعريفه‪ ،‬مهامه‪ ،‬وعلى كيفية تعيينه وتنصيبه‪،‬‬
‫مسؤولياته وكذلك على الدفاتراملحاسبية التي يمسكها‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫إن دور اآلمربالصرف باعتباره عونا من أعوان التنفيذ يثيرعدة تساؤالت منها‪:‬‬
‫‪ -‬ما املقصود باآلمربالصرف ؟‬
‫‪ -‬ما طبيعة املهام التي يقوم بها اآلمربالصرف ؟‬
‫‪ -‬ما مدى نجاعة دور اآلمربالصرف باعتباره عنصرا فعاال ضمن األعوان املكلفين بمراقبة وتنفيذ ميزانية الدولة ؟‬
‫لإلجابة على هذه اإلشكالية‪ ،‬كان لزاما االعتماد على املنهج الوصفي واالستقرائي‪ ،‬وكذا املزج بين الجانب النظري والجانب‬
‫التطبيقي‪ ،‬وهذا للتعرف على مدى التوافق بين ما هو نظري وما نصت عليه النصوص التشريعية والقانونية مع ما هو موجود‬
‫في امليدان العملي‪.‬‬
‫الخطة‬
‫نتعرض من خالل هذه املداخلة إلى محوران‪ ،‬املحور األول الذي يقدم لنا تعريفا لآلمر بالصرف باعتباره أول فاعل في عملية‬
‫الرقابة والتنفيذ‪ ،‬كما سيتم التعرف على طرق تأهيله وعلى تصنيفاته املختلفة‪ ،‬وكذا على مختلف دفاتره املتعددة‪ ،‬أما في‬
‫املحور الثاني‪ ،‬سيتم التطرق إلى دوره ومختلف صالحياته‪ ،‬بداية باملهام املنوطة له‪ ،‬ثم على مسؤولياته املختلفة‪ ،‬كما سيتم‬
‫التعرف على أهم مبدأ في املحاسبة العمومية وهو مبدأ الفصل بين الوظائف اإلدارية واملحاسبية وما إلى ذلك من استثناءات‬
‫وتطبيقات لهذا املبدأ‪.‬‬
‫أوال‪ -‬اآلمربالصرف‬
‫يعتبر اآلمر بالصرف أول فاعل في رقابة وتنفيذ امليزانية‪ ،‬وللتعرف على دوره ومختلف صالحياته‪ ،‬يستوجب بداية تحديد‬
‫املقصود باآلمربالصرف‪ ،‬ثم بيان أصنافه‪.‬‬
‫‪ -1‬املقصود باآلمربالصرف‬
‫من الضروري لبيان املقصود باآلمربالصرف‪ ،‬تحديد املصطلح لغة‪ ،‬ثم التعريف به قانونا‪ ،‬فالتطرق إلى طرق تأهيله‪.‬‬

‫‪509‬‬
‫‪ 1-1‬التعريف اللغوي لآلمربالصرف‬
‫إن كلمة «اآلمر» تطلق لغة على من يعطي أمرا للغير‪ ،‬الذي يفترض فيه االستجابة بالطاعة لهذا األمر‪ ،‬وذلك لوجود عالقة بين‬
‫اآلمرواملأمور أساسها السلطة التي يملكها األول ويلتزم بالخضوع لها الثاني‪.2‬‬
‫أما عبارة «اآلمربالصرف» فتطلق على من يأمرغيره بصرف النقود‪ ،‬بناء على سلطة مخولة له وهذا هو املفروض حال الرئيس‬
‫اإلداري أو من يقوم مقامه قانونا عندما يتعلق األمر بالتصرفات املالية (العمليات املالية) املتعلقة بتنفيذ النفقات التي يجريها‬
‫أو يأمربإجرائها‪.3‬‬
‫وعبارة اآلمر بالصرف التي تقابلها في اللغة الفرنسية كلمة «‪ »ordonnateur’l‬التي تعني «اآلمر» فقط‪ ،‬أما في اللغة العربية‬
‫فقد أضيفت لها كلمة «بالصرف»‪ ،‬وهي عبارة ال تنسجم مع ما يقوم به اآلمر ‪ ordonnateur’l‬ألن هذا األخير يأمر بتحصيل‬
‫اإليرادات كما يأمر بصرف النفقات‪ ،‬ولعله يأمر بالتحصيل قبل اإلنفاق‪ ،‬ألن التحصيل هو مصدر اإلنفاق‪ ،‬وعليه فإنه إذا كان‬
‫من الضروري ربط تسمية اآلمربما يقوم به فعال‪ ،‬فإنه من األجدرواألحسن أن يسمى «اآلمربالتحصيل والصرف» باعتباره يقوم‬
‫بالعمليتين معا‪ ،‬أويسمى «اآلمربالتصفية» ألنه يأمربتصفية اإليرادات‪ ،‬كما يأمربتصفية النفقات‪ ،‬غيرأنه من األفضل تسميته‬
‫«اآلمر» فقط دون إضافة صفة له‪ ،‬تحقيقا لالختصاراملطلوب في التسمية من الناحية القانونية الدقيقة وتماشيا مع املصطلح‬
‫املتعارف عليه في اللغة الفرنسية «‪ »ordonnateur’l‬والذي يستعمل في جميع النصوص القانونية الجزائرية املترجمة إلى اللغة‬
‫الفرنسية بصفة رسمية‪.‬‬
‫‪ 1-2‬التعريف القانوني لآلمربالصرف‬
‫اآلمر بالصرف بوجه عام هو كل شخص يتولى بصفة قانونية أمر إدارة وتسيير إدارة عمومية‪ ،‬ماليا وإداريا‪ ،‬باعتباره رئيسا‬
‫إداريا لها‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للوزير‪ ،‬الوالي‪ ،‬رئيس املجلس الشعبي البلدي‪ ،‬ورئيس املؤسسة اإلدارية ذات الطابع اإلداري‪.4‬‬
‫أما من وجهة النظر املالية‪ ،‬فإن اآلمر بالصرف هو املسؤول املكلف بالتسيير املالي لهيئة أو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري أو‬
‫مصلحة من مصالح الدولة املستفيدة من ميزانية ملحقة‪ ،‬وكل شخص يؤهل قانونا الكتساب هذه الصفة‪.5‬‬
‫وقد حاول املشرع تحديد تعريف لآلمر بالصرف في املادة ‪ 23‬من قانون املحاسبة العمومية‪ ،‬والتي جاء فيها‪« :‬يعد آمرا بالصرف‬
‫كل شخص مؤهل لتنفيذ العمليات املشارإليها في املواد ‪ 21 ،20 ،19 ،17 ،16‬أي العمليات التالية‪:‬‬
‫‪-‬اإلثبات والتصفية بالنسبة لإليرادات‪.6‬‬
‫‪-‬االلتزام‪ ،‬التصفية واألمربالدفع بالنسبة للنفقات‪.7‬‬
‫يخول التعيين أو االنتخاب لوظيفة لها من بين الصالحيات تحقيق العمليات املشار إليها أعاله‪ ،‬صفة اآلمر بالصرف‪ ،‬وتزول‬
‫هذه الصفة مع انتهاء هذه الوظيفة»‪.‬‬
‫ولقد أضاف املشرع في املادة ‪ 02‬من املرسوم التنفيذي ‪ 97/268‬املتعلق بصالحيات اآلمر بالصرف ومسؤولياتهم‪ ،‬حيث نص‬
‫على أنه‪« :‬يعتبر آمرا بالصرف‪ ،‬حسب مفهوم هذا املرسوم‪ ،‬املوظف املعين قانونا في منصب مسؤول تسيير الوسائل املالية‬
‫والبشرية واملادية‪ ،‬الذي تفوض له السلطة وفقا للمواد ‪ ،29 ،28 ،26‬من القانون رقم ‪ 90/21‬املتعلق باملحاسبة العمومية‪،‬‬

‫‪510‬‬
‫ويكون معتمدا قانونا طبقا للتنظيم الجاري به العمل»‬
‫ومنه‪ ،‬يتبين من خالل نص املادة ‪ 23‬من القانون ‪ 90/21‬واملادة ‪ 02‬من املرسوم التنفيذي ‪ ،97/268‬أن اآلمر بالصرف هو‬
‫الشخص املؤهل قانونا بالتعيين أو باالنتخاب‪ ،‬ملنصب مسؤول التسيير‪ ،‬الذي تفوض له السلطة للقيام بالعمليات املالية‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫ولكن بالرغم من وجود كل هذه العناصر املحددة ملفهوم اآلمر بالصرف‪ ،‬إال أنها تبقى عاجزة عن تقديم املفهوم الشامل‪،‬‬
‫فبالتدقيق في كال التعريفين‪ ،‬يالحظ أن فيه غياب للجهة اإلدارية التي يعمل باسمها أو لحسابها‪،‬فهو املوظف املعين قانونا في‬
‫منصب مسؤول تسييرفي أية جهة ؟ الذي تفوض له السلطة للقيام بالعمليات املالية اإلدارية لصالح من؟‪ .‬ومنه فتحديد الجهة‬
‫اإلدارية التي يمكن أن تكون الدولة أو الهيئات التابعة لها‪ ،‬أو األشخاص املعنوية العامة األخرى كالوالية والبلدية واملؤسسات‬
‫العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬إذا فهذا التحديد من شأنه إعطاء مفهوما كامال لآلمر بالصرف‪ ،‬بل أكثر من ذلك‪ ،‬فهو العنصر‬
‫األسا�سي الذي تستند إليه بقية العناصراألخرى‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس يمكن تعريف اآلمربالصرف بأنه‪« :‬كل شخص يؤهل قانونا لتنفيذ العمليات املالي واإلدارية‪ ،‬باسم ولحساب‬
‫‪8‬‬
‫الدولة أو الهيئات واملؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري»‬
‫بمعنى أن اآلمر بالصرف هو كل شخص يكتسب الصفة القانونية إلنجاز التصرفات املتعلقة بتنفيذ العمليات املالية‪ ،‬باسم‬
‫ولحساب جهة إدارية‪ ،‬في شقها اإلداري‪ ،‬سواء تعلق األمر بتنفيذ اإليرادات بدءا من إثبات الديون وتصفيتها إلى غاية األمر‬
‫‪9‬‬
‫بتحصيلها‪ ،‬أو تعلق األمربتنفيذ النفقات من حيث االلتزام بها وتصفيتها واألمربدفعها أو تحريرالحواالت بشأن صرفها‪.‬‬
‫‪ -2‬تأهيل اآلمربالصرف‬
‫يؤهل الشخص قانونا ليكون آمربالصرف عن طريق التعيين أو االنتخاب‪ ،‬ثم بعد ذلك تجرى عملية االعتماد‪.‬‬
‫‪ 2-1‬تعيين اآلمربالصرف‬
‫مبدئيا‪ ،‬يعين اآلمر بالصرف بموجب قرار إداري‪ ،‬متى توفرت فيه الشروط املطلوبة قانونا‪ .‬فاإلدارة تعبر عن إرادتها في تعيين‬
‫املوظف العمومي بمقت�ضى قرار إداري‪ ،‬الذي يجب أن يصدر من الجهة اإلدارية املختصة قانونا‪ ،10‬وأن يتم اإلفصاح فيه عن‬
‫إرادة اإلدارة وفقا للشكليات واإلجراءات التي تنص عليها القوانين والتنظيمات املرعية في هذا الخصوص‪ ،11‬وأن يكون لهذا‬
‫القرار سببا شرعيا غير مخالف للقانون والنظام العام‪ ،‬وأن يكون له محال‪ ،‬باعتبار هذا املحل هو األثر القانوني الحال واملباشر‬
‫املترتب عن القرار اإلداري‪ ،‬وعلى ذلك يكون املحل القا�ضي بتعيين اآلمر بالصرف باعتباره موظفا عموميا هو إنشاء العالقة بين‬
‫اإلدارة وهذا املوظف‪ ،‬وأخيرا يجب أن يكون الهدف من قرار تعيين املوظف العام هو تحقيق املصلحة العامة‪ ،12‬وكمثال لذلك‬
‫الوالي الذي يعين على مستوى الوالية عن طريق مرسوم رئا�سي‪.‬‬
‫وحتى يصدر قرار تعيين اآلمر بالصرف‪ ،‬باعتباره موظفا عموميا‪ ،‬يجب أن تتوفر فيه الشروط القانونية التي يتطلبها املشرع‪،‬‬
‫حيث أنه ال يمكن توظيف أيا كان في وظيفة عمومية إال إذا توفرت فيه الشروط التالية‪:13‬‬
‫‪-‬أن يكون جزائري الجنسية‪،‬‬

‫‪511‬‬
‫‪-‬أن يكون متمتعا بحقوقه املدنية‪،‬‬
‫‪-‬أال تحمل شهادة سوابقه العدلية مالحظات تتنافى وممارسة الوظيفة املراد االلتحاق بها‪،‬‬
‫‪-‬أن يكون في وضعية قانونية تجاه الخدمة الوطنية‪،‬‬
‫‪-‬أن تتوفر فيه شروط السن القانونية للتوظيف‪ ،‬وهي كحد أدنى ‪ 18‬سنة ميالدية كاملة‪ ،‬وأن يكون متمتعا بقدراته‬
‫البدنية والذهنية‪ ،‬وكذا املؤهالت املطلوبة لاللتحاق بالوظيفة املراد شغلها‪.‬‬
‫‪ 2-2‬انتخاب اآلمربالصرف‬
‫كما يؤهل اآلمر بالصرف عن طريق التعيين‪ ،‬فإنه يؤهل كذلك عن طريق االنتخاب‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لرئيس املجلس‬
‫الشعبي البلدي‪ ،‬الذي يعد آمرا أساسيا أو رئيسيا بالصرف‪ ،‬بعد انتخابه على رأس البلدية‪ ،‬وفقا ملا ينص به القانون رقم ‪11-‬‬
‫‪ 1410‬في مادته ‪ ،62‬حيث يقوم أعضاء القائمة التي نالت أغلبية املقاعد نتيجة االنتخابات البلدية‪ ،‬على مستوى بلدية ما‪،‬‬
‫باختيارعضومن بينهم ليكون رئيسا للمجلس الشعبي البلدي للمدة االنتخابية‪ ،‬والذي يجب أن ينصب ويعلن للعموم ويبلغ قرار‬
‫تعيينه مرفقا بمحضرللوالي املعني في مدة ال تتعدى ثمانية (‪ )08‬أيام بعد اإلعالن عن نتائج االقتراع‪.15‬‬
‫‪ 2-3‬اعتماد اآلمربالصرف‬
‫بعد تعيين أو انتخاب اآلمر بالصرف‪ ،‬يتم اعتماده لدى املحاسب العمومي املكلف باإليرادات والنفقات الذي يأمر بتنفيذها‪،‬‬
‫باعتباره محاسبا مخصصا ‪ ،comptable assignataire‬من خالل تقديم قرارتعيينه (اآلمربالصرف) أو القرارالناتج عن املداولة‬
‫القاضية بانتخابه‪ ،‬مرفقا بالوثيقة التي تحمل نموذجا لتوقيعه‪ .‬أما اآلمر بالصرف املساعد أو املفوض له‪ ،‬فإنه فضال عن ذلك‬
‫يلتزم بتقديم قرارتفويض التوقيع‪ ،‬أما الوكيل فإن اعتماده يتم عن طريق تبليغ قرارتعيينه من اآلمربالصرف الذي عينه إلى كل‬
‫من املحاسب العمومي املخصص واملراقب املالي للهيئة العمومية‪.16‬‬
‫‪ -3‬تصنيفات اآلمربالصرف‬
‫لآلمر بالصرف عدة تصنيفات‪ ،‬فيمكن تصنيفه إلى أربعة أنواع‪ :‬اآلمر بالصرف الرئي�سي‪ ،‬واآلمر بالصرف الثانوي‪ ،‬أو آمرا‬
‫بالصرف وحيدا‪ ،17‬واآلمربالصرف املفوض له‪.‬‬
‫‪ 3-1‬اآلمربالصرف الرئي�سي ‪principal Ordonnateur‬‬
‫اآلمربالصرف الرئي�سي‪ ،‬هوالذي تم تعيينه أوانتخابه على رأس الهرم اإلداري للهيئة التي يتولى إدارتها‪ ،‬والذي تمنح له السلطات‬
‫الخاصة بتراخيص امليزانية بصفة مباشرة دون وسيط‪ ،18‬فيصدر أوامر بالدفع لفائدة الدائنين وأوامر تحصيل اإليرادات ضد‬
‫املدينين‪ ،‬وأوامرتفويض اإلعتمادات لفائدة اآلمرين بالصرف الثانويين سواء تعلق األمربتفويض اإلعتمادات الخاصة بالتسيير‪،‬‬
‫أو اإلعتمادات الخاصة بالتجهيز واالستثمار‪ ،‬حيث يقوم اآلمر بالصرف الرئي�سي في هذه األخيرة بتبليغ أوامر التفويض بالبرامج‬
‫املأذون بها إلى اآلمر بالصرف الثانوي وذلك ضمن الحدود املرخص بها‪ .19‬وبهذا الوصف‪ ،‬يعد مكتسبا لصفة اآلمر بالصرف‬
‫الرئي�سي كل من‪:20‬‬
‫‪-‬املسؤولون املكلفون بالتسييراملالي للمجلس الدستوري واملجلس الشعبي الوطني ومجلس املحاسبة‪.‬‬

‫‪512‬‬
‫‪-‬الوزراء‪.‬‬
‫‪-‬الوالة عندما يتصرفون لحساب الوالية‪.‬‬
‫‪-‬رؤساء املجالس الشعبية البلدية الذين يتصرفون لحساب البلديات‪.‬‬
‫‪-‬املسؤولون املعينون قانونا على املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫‪-‬املسؤولون املعينون قانونا على مصالح الدولة املستفيدة من امليزانية امللحقة‪.‬‬
‫كما يمكن لآلمر بالصرف الرئي�سي وحسب املادتين ‪ 29 ،28‬من القانون رقم ‪ 90-21‬املتعلق باملحاسبة العمومية‪ ،‬أن يفوض‬
‫موظفا مرسما في املؤسسة للقيام بمهامه أو جزء منها‪ ،‬على أن تكون ذلك تحت إشرافه املباشرألنه يبقى هو املسؤول األول عن‬
‫كل املهام املوكلة وذلك أمام الجهات املعنية‪.‬‬
‫تجدراإلشارة إلى أنه في مجال تنفيذ امليزانية‪ ،‬ال توجد سلطة رئاسية بين اآلمرين بالصرف الرئيسيين‪ ،‬وإنما توجد سلطة وصاية‬
‫إدارية فقط‪ ،‬كما هو الشأن في العالقة بين وزيرالداخلية والوالة ورؤساء املجالس الشعبية البلدية والعالقة بين الوالة ورؤساء‬
‫البلديات‪ ،‬وكذا في العالقة بين الوزيرواملؤسسات العمومية اإلدارية التابعة لقطاعه‪.21‬‬
‫وبناء على هذه العالقة‪ ،‬فإن املسؤول ذو املستوى األعلى – الوزير مثال – ال يستطيع إعطاء األوامر إلى من هو أدنى منه‬
‫مسؤولية‪ ،‬كالوالي أورئيس البلدية أومديراملؤسسة العمومية مثال‪ ،‬بإنجازالعملية كذا‪ ،‬ألن كل آمربالصرف رئي�سي مسؤول عن‬
‫التصرفات والعمليات املالية املسندة إليه والتي ال يجريها إال في حدود اإلعتمادات املفتوحة له كي تكون قابلة للدفع من صندوق‬
‫أمين الخزينة املركزي أو أمين الخزينة الرئي�سي‪ ،22‬وفضال عن ذلك فهو ملزم بتقديم حساب بشأنها‪.23‬‬
‫لقد نصت املادة ‪ 29‬املذكورة أعاله على أنه «يمكن لآلمرين بالصرف تفويض التوقيع للموظفين املرسمين العاملين تحت‬
‫سلطتهم املباشرة وذلك في حدود الصالحيات املخولة لهم وتحت مسؤولياتهم‪.« 24‬‬
‫أما املادة ‪ 28‬التي تطرقت الستخالف اآلمرين بالصرف‪ ،‬فإنها نصت على ما يلي‪»:‬في حالة غياب أو مانع‪ ،‬فإنه يتم استخالف‬
‫اآلمرين بالصرف في أداء وظائفهم بعقد تعيين يعد قانونا ويبلغ للمحاسب العمومي املكلف بذلك»‪.25‬‬
‫‪ 3-2‬اآلمربالصرف الثانوي ‪secondaire Ordonnateur‬‬
‫يعتبر آمرا بالصرف ثانويا‪ ،‬كل رئيس ملصلحة من مصالح الدولة غير املمركزة‪ ،‬أو املؤسسات أو الهيئات العمومية التي ينص‬
‫قانونها األسا�سي على منح الوحدات التابعة لها شيئا من االستقالل املالي‪ ،‬علما أن هذه املصالح غيراملمركزة والوحدات التابعة‬
‫للمؤسسات والهيئات العمومية ال تتمتع بالشخصية املعنوية‪.‬‬
‫ففيما يخص مصالح الدولة غير املمركزة‪ ،‬فإن األمر يتعلق باملصالح الخارجية التابعة للوزارات على مستوى الواليات وكذا‬
‫املراكز الدبلوماسية والقنصلية‪ ،‬أما فيما يخص املؤسسات أو الهيئات العمومية اإلدارية‪ ،‬فإن األمر يخص الوحدات التابعة‬
‫لها‪ ،‬مثل الكليات بالنسبة للجامعات‪.‬‬
‫فاآلمربالصرف الثانوي في مثل هذه املصالح والوحدات هواملكلف بإصدارحواالت الدفع لفائدة الدائنين في حدود اإلعتمادات‪،‬‬
‫ويباشر هذه الوظيفة تحت السلطة الرئاسية لآلمر بالصرف الرئي�سي‪ ،‬وفي حدود اإلعتمادات املفوضة له من هذا األخير‪،26‬‬

‫‪513‬‬
‫وزيادة على ذلك‪ ،‬فإنه لكي تكون حواالت الدفع الصادرة من اآلمربالصرف الثانوي قابلة للدفع من صندوق أمناء خزينة الوالية‬
‫املختصين إقليميا مثال‪ ،‬فإنه يجب أن تكون في حدود اإلعتمادات املفوضة له‪.27‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن تعريف اآلمر بالصرف الثانوي كما يلي‪ :‬أنه الشخص الذي تم تفويضه من طرف اآلمر بالصرف‬
‫الرئي�سي‪ ،‬ويقوم بإصدارحواالت الدفع لفائدة الدائنين في حدود اإلعتمادات املفتوحة وأوامراإليرادات ضد املدينين‪.28‬‬
‫‪ 3-3‬اآلمربالصرف الوحيد ‪unique Ordonnateur‬‬
‫اآلمر بالصرف الوحيد‪ ،‬هو الوالي عندما ينجز العمليات املالية املتعلقة بنفقات الدولة الخاصة ببرامج التجهيز العمومية غير‬
‫املمركزة‪ ،‬حيث توضع اعتمادات الدفع املفتوحة في مجال نفقات التجهيز واالستثمار تحت تصرفه عن طريق مقرر أو تفويض‬
‫من قبل الوزيراملكلف باملالية‪.29‬‬
‫ويقوم الوالي بتوزيع اعتمادات الدفع املخصصة له‪ ،‬والتي بلغت إليه من قبل الوزير املكلف باملالية حسب كل فصل بموجب‬
‫مقرر‪ ،‬وله سلطة تقديرية في حدود هذه اإلعتمادات املرخص له بها‪ ،‬إذ بإمكانه أن يقوم بتحويالت من قطاع فرعي إلى قطاع‬
‫فرعي آخرضمن نفس القطاع‪ ،‬أو بتحويالت بين قطاعين حسب نسب يحددها قانون املالية‪ ،‬على أنه في جميع الحاالت‪ ،‬يتعين‬
‫عليه االلتزام بتبريرقانوني إلثبات كل نفقة تجهيزعمومي‪.30‬‬
‫‪ 3-4‬اآلمربالصرف املفوض له‬
‫باعتباراآلمربالصرف قد يحمل في نفس الوقت صفتي اآلمربالصرف الرئي�سي والوحيد‪ ،‬فإنه يمكن له ضمن صالحياته وتحت‬
‫مسؤولياته تفويض توقيعه إلى موظفين مرسمين موضوعين تحت سلطته املباشرة‪ ،31‬كأن يفوض الوزيرتوقيعه ملديرديوانه أو‬
‫للمديراملكلف باملالية على مستوى وزارته‪ ،‬أو كتفويض الوالي توقيعه للكاتب العام للوالية التي هو على رأسها‪ ،‬وكتفويض توقيع‬
‫مديراملؤسسة العمومية اإلدارية للمسؤول املكلف باملالية في نفس املؤسسة‪.‬‬
‫هؤالء املوظفون يأخذون تسمية اآلمرين بالصرف املساعدين أو املفوضين‪ ،‬ويباشرون العمليات املالية املفوض لهم بشأنها‬
‫تحت سلطة ومسؤولية اآلمرين بالصرف الرئيسيين أو الوحيدين الذين فوضهم توقيعهم‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة‪ ،‬بأن تفويض التوقيع مسألة شخصية‪ ،‬ينتهي آليا بانتهاء مهام املفوض أو املفوض له‪ ،‬وأن املفوض له بالصرف‬
‫ال يمكنه تفويض موظف آخروذلك تطبيقا لقاعدة أن املفوض له ال يمكن أن يكون مفوضا‪ ،‬وعليه فإن العالقة تبقى محصورة‬
‫بين اآلمر بالصرف الرئي�سي أو الوحيد بصفته مفوضا واآلمر بالصرف املساعد بصفته مفوضا له والتي يحكمها مبدأ التدرج‬
‫الرئا�سي‪ ،‬وقواعد تفويض التوقيع التي أقرها القانون اإلداري‪ 32‬وقواعد املسؤولية التضامنية املبنية على أساس الثقة بين‬
‫الطرفين (املفوض واملفوض له)‪.33‬‬
‫في األخيريجب التذكيربأنه في حال غياب اآلمربالصرف أوحدوث مانع له يمكن استخالفه في أداء مهامه بقرارتعيين‪ ،‬يعد قانونا‬
‫ويبلغ للمحاسب العمومي املعني‪.34‬‬
‫ثانيا‪ -‬الدور الرقابي لآلمربالصرف‬
‫‪ -1‬مهام اآلمربالصرف‬

‫‪514‬‬
‫تتلخص مهام اآلمربالصرف في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-‬إعداد امليزانية التقديرية وعرضها على مجلس إدارة املؤسسة‪ ،‬ثم تقديمها إلى الوزارة الوصية (بالنسبة للخزينة يقدمها‬
‫مباشرة لوزارة املالية)‪ ،‬مرفقة بتقريرتبريري لهذه املبالغ املقررة‪.‬‬
‫‪-‬متابعة امليزانية حسب أبواب املواد والفقرات املسجلة بعد املصادقة عليها مع احترام املبالغ املعتمدة لكل منها‪.‬‬
‫‪-‬املحافظة على ممتلكات املؤسسة والقيام بعمليات الصيانة الالزمة لضمان االستغالل األمثل لإلمكانيات املادية‪.‬‬
‫املحافظة على كل وثائق املحاسبة املتعلقة بعمليات االلتزام والتصفية واألمربالصرف‪.‬‬
‫‪-‬تقديم الوضعية املالية املتعلقة بعمليتي االلتزام و األمربالدفع وذلك كل ثالثة أشهرإلى الوزارة الوصية‪.‬‬
‫‪-‬تقديم الحساب اإلداري للمؤسسة واملتعلق بالسنة املالية‪ ،‬إلى كل من الوزارة الوصية ومجلس املحاسبة‪ ،‬وذلك في‬
‫اآلجال املحددة‪.‬‬
‫‪ -2‬مسؤوليات اآلمربالصرف‬
‫إن مسؤولية اآلمر باآلمر بالصرف ذات أهمية فهو مسؤول شخصيا عن كل التصريحات(التصريح بالصرف أو اإليراد)‪ ،‬التي‬
‫يقوم بها‪.‬‬
‫«اآلمرون بالصرف مسؤولون عن اإلثباتات الكتابية التي يسلمونها كما أنهم مسؤولون على األفعال غيرالشرعية واألخطاء التي‬
‫يرتكبونها والتي ال يمكن أن تكتشفها املراقبة الحسابية للوثائق وذلك في حدود األحكام القانونية املقررة في هذا املجال»‪ ،35‬كما‬
‫يعتبر اآلمر بالصرف مسؤوال مدنيا أو جزائيا على صيانة واستعمال املمتلكات املنقولة والعقارية املكتسبة أو املخصصة لهم‪.36‬‬
‫ومنه يمكن تقسيم مسؤولية اآلمر بالصرف إلى مسؤولية سياسية‪ ،‬مسؤولية تأديبية‪ ،‬مسؤولية مدنية مسؤولية جزائية‪ ،‬وإلى‬
‫مسؤولية عن عدم مراعاة االنضباط امليزاني واملالي‪.‬‬
‫‪ 2-1‬املسؤولية السياسية‬
‫تشمل املسؤولية السياسية خصوصا‪ ،‬أعضاء الحكومة (الوزراء) واملنتخبين الذين لهم صفة اآلمرين بالصرف (السيما رؤساء‬
‫املجلس الشعبية البلدية)‪.‬‬
‫وهي تستند إلى فكرة أن امليزانية هي عبارة عن الترجمة املالية لسياسة معينة‪ ،‬وهي كذلك رخصة يعطيها البرملان للحكومة‪.37‬‬
‫من هنا‪ ،‬فإن املكلفين بتنفيذ هذه امليزانية يكونون محل مساءلة من طرف الهيئة التي أقرت اإلعتمادات املالية ورخصت لهم‬
‫باستعمالها في إطارأهداف تلك السياسة‪ .‬فبالنسبة ألعضاء الحكومة‪ ،‬يحق للبرملان (دستوريا) مساءلة أي وزيرعن االنحرافات‬
‫في استعمال اإلعتمادات املقررة لدائرته الوزارية‪ .‬كما يمكن‪ ،‬مبدئيا‪ ،‬أن يتعرض الوزيرإلى العزل (من طرف رئيس الجمهورية)‬
‫بسبب املخالفات املالية التي يمكن أن يرتكبها‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن هذه املسؤولية ليست لها أي فاعلية في الواقع‪ ،‬ألن القرارات املالية لآلمرين بالصرف‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬غالبا‬
‫ما تفلت‪ ،‬بصدد تبريرها‪ ،‬من دائرة الشرعية الضيقة ‪ Régularité‬لتدخل ضمن دائرة املالءمة الواسعة ‪ ،Opportunité‬حيث‬
‫تلعب فيها السلطة التقديرية دورا هاما‪ ،‬األمر الذي يصعب من تجسيد فكرة مساءلتهم عما يمكن أن يتبدى من انحراف في‬

‫‪515‬‬
‫تسييرهم املالي‪.38‬‬
‫‪ 2-2‬املسؤولية التأديبية‬
‫يمكن اعتبار املسؤولية التأديبية التي يتعرض لها اآلمرون بالصرف اآلخرون مقابلة للمسؤولية السياسية الخاصة بأعضاء‬
‫الحكومة واملسؤولين املنتخبين‪ .‬فاملدير الذي يرتكب مخالفات في تنفيذ امليزانية يكون محل مساءلة من قبل املسؤول السلمي‬
‫األعلى منه والذي يمكن أن يسلط عليه عقوبة أو أكثرمن العقوبات املقررة قانونا (مثل اإلنذارأو التوبيخ أو التنزيل في الرتبة أو‬
‫العزل‪...‬الخ )‪.‬‬
‫غيرأن التطبيق الفعلي لهذه املسؤولية يبقى محدودا جدا‪ .‬فاملخالفات املالية التي يمكن أن يرتكبها اآلمربالصرف غالبا ما تتم‬
‫في إطارممارسة صالحياته اإلدارية‪ ،‬مما يجعل من الصعب إثبات الخطأ الشخ�صي لهذا األخير‪ ،‬أو ارتكابها يكون بدافع املصلحة‬
‫العامة التي يستطيع التذرع بها لتبرير انحرافه عن االنضباط املالي‪ .‬كما أن توقيع العقوبات التأديبية يظل مرهونا بالسلطة‬
‫التقديرية ملسئول اآلمربالصرف السلمي والذي قد يكون هو نفسه املتسبب في املخالفات املنسوبة لهذا األخير (مثل حالة تنفيذ‬
‫أوامروزيرمن طرف آمربالصرف ثانوي)‪.39‬‬
‫‪ 2-3‬املسؤولية املدنية‬
‫أساس املسؤولية املدنية‪ 40‬هو الخطأ الشخ�صي الذي قد يرتكبه اآلمر بالصرف عند تنفيذه للعمليات املوكلة إليه‪ ،‬والضرر‬
‫الذي يمكن أن يلحق الهيئة العمومية املعنية من جراء ذلك‪ ،‬إضافة إلى أن أساس املسؤولية املدنية لآلمر بالصرف يمكن أن‬
‫يستشف من أحكام املادة ‪ 31‬من قانون املحاسبة العمومية التي تنص على أن «اآلمرون بالصرف مسؤولون على اإلثباتات‬
‫الكتابية التي يسلمونها‪ ،‬كما أنهم مسؤولون على األفعال الغيرشرعية واألخطاء التي يرتكبونها والتي ال يمكن أن تكتشفها املراقبة‬
‫الحسابية للوثائق وذلك في حدود األحكـام القانونية املقررة في هذا املجال»‪ ،41‬وكذا من املادة ‪ 32/01‬التي جاء فيها أن «اآلمرون‬
‫بالصرف مسؤولون مدنيا وجزائيا على صيانة واستعمال املمتلكات املكتسبة من األموال العمومية‪ ،‬لذا فهم ملزمون شخصيا‬
‫على مسك جرد للممتلكات املنقولة والعقارية املكتسبة املخصصة لهم»‪.42‬‬
‫‪ 2-4‬املسؤولية الجزائية‬
‫قد يبدو للوهلة األولى‪ ،‬أن تطبيق املسؤولية الجزائية لآلمرين بالصرف هوسهل نسبيا‪ ،‬مقارنة بأنواع املسؤولية األخرى‪ .‬فاآلمر‬
‫بالصرف الذي يرتكب مخالفة في التسيير املالي يكون لها وصف الجريمة الجزائية طبقا لقانون العقوبات (اختالس‪ ،‬تبديد‪،‬‬
‫غدر‪ )...،‬ويكون بذلك اآلمربالصرف محل مساءلة جزائية من طرف الجهة القضائية املختصة‪.‬‬
‫إال أن إثبات املسؤولية الجزائية في الواقع يمكن أن يطرح صعوبات كبيرة‪ .‬فعلى الرغم من أهمية األخطاء واملخالفات التي‬
‫يرتكبها اآلمرون بالصرف أثناء تنفيذ امليزانية والعمليات املالية‪ ،‬فإنه من الصعب إثبات طابعها الجزائي‪ ،‬أي إقامة الدليل على‬
‫وجود الخطأ الشخ�صي املقترن بالقصد الجنائي ملرتكبيها‪ ،‬وتحديد الضرر املالي الذي يكون قد لحق الهيئات العمومية املعنية‬
‫أو الخزينة العمومية من جراء ذلك‪.‬‬
‫وحتى في الحاالت التي يمكن أن يكون طابعها الجزائي متبديا‪ ،‬فإن إيصالها إلى علم الجهات القضائية املختصة يظل مرهونا‪ ،‬في‬

‫‪516‬‬
‫كثيرمن األحيان‪ ،‬بالتبليغ عنها من طرف السلطات املعنية (السيما املسؤولون السلميون لآلمرين بالصرف أو سلطات الوصاية‬
‫التي يتبعونها) والتي غالبا ما تتقاعس عن ذلك ألسباب مختلفة‪.43‬‬
‫ويلعب مجلس املحاسبة الذي يعتبرالهيئة الرقابية العليا دورا بارزا في الكشف عن املسؤولية الجنائية‪ ،‬حيث أنه إذا ما كشف‬
‫أثناء ممارسة وظيفته الرقابية وقائع يمكن وصفها بجرائم‪ ،‬فإنه يرسل امللف إلى النائب العام املختص إقليميا بغرض القيام‬
‫باملتابعة‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 27‬من األمر ‪ 95/20‬املتعلق بمجلس املحاسبة‪.‬‬
‫أما عن املسؤولية الخاصة باآلمر بالصرف فيوجد تأكيد عليها في نص املادة ‪ 62‬من قانون املحاسبة العمومية والتي تخضع‬
‫اآلمر بالصرف ملراقبة وتحقيقات املؤسسات واألجهزة املؤهلة لهذا الغرض‪ .‬كما تجبر املادة ‪ 06‬من املرسوم التنفيذي ‪97/268‬‬
‫اآلمرين بالصرف على احترام التنظيم الجاري به العمل‪ ،‬وإال فستسلط عليهم العقوبات املنصوص عليها في املادة ‪ 89‬من األمر‬
‫‪.95/20‬‬
‫يالحظ من كل هذا أن اآلمرين بالصرف يخضعون لرقابة االنضباط في مجال تسييرامليزانية واملالية من طرف مجلس املحاسبة‬
‫وأكثر من هذا فهم ملزمين بتقديم حساباتهم اإلدارية له كل سنة‪ .‬يعد هذا اإلجراء وسيلة رقابية للمجلس وهذا ما يساعد على‬
‫اكتشاف مواطن الخلل‪ .‬كما أن اآلمربالصرف يتعرض لعقوبات في حال تأخره في تقديم الحسابات أو عدم تقديمها أصال ملجلس‬
‫املحاسبة‪.44‬‬
‫‪ 2-5‬املسؤولية عن عدم مراعاة االنضباط امليزاني واملالي‬
‫إن عدم الفاعلية في األخذ بمختلف أنواع مسؤولية اآلمرين بالصرف ضمن قواعد القانون العام كما تم بيانه أعاله‪ ،‬أدى‬
‫باملشرع إلى تأسيس مسؤولية خاصة بمسئولي وأعوان الهيئات العمومية املضطلعين بالتسييراملالي‪.‬‬
‫في الجزائر‪ ،‬إن التحقيق في هذه املخالفات واملعاقبة عليها هما من اختصاص مجلس املحاسبة‪ ،‬ممثال في غرفة االنضباط‬
‫امليزاني واملالي ‪ ، budgétaire discipline de Chambre et financière‬بموجب أحكام األمر رقم ‪ 95-20‬املؤرخ في‪ 17‬جويلية‬
‫‪ 1995‬واملتعلق بمجلس املحاسبة‪.45‬‬
‫أمـا في فرنسـا‪ ،‬فبموجب قـانون ‪ 09/1948/ 25‬تم إحداث محكمة االنضبـاط امليزاني التي أصبحت تسمى فيمـا بعد بمحكمة‬
‫االنضبـاط امليزاني واملالي ‪ ،financière et budgétaire discipline de cour‬لتختص بزجر املخالفـات لقواعد امليزانية واملحاسبة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -3‬مبدأ الفصل بين الوظائف اإلدارية والوظائف الحسابية‬
‫يكت�سي مبدأ الفصل بين الوظائف اإلدارية والوظائف الحسابية أهمية بالغة في مجال تنفيذ ورقابة النفقات العمومية‪ ،‬لذلك‬
‫يستوجب بداية تحديد املقصود بهذا املبدأ‪ ،‬وبيان تطبيقاته املختلفة‪.‬‬
‫‪ 3-1‬املقصود بمبدأ الفصل بين الوظائف اإلدارية والوظائف الحسابية‬
‫تقسم عملية تنفيذ النفقات العمومية إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -‬عمليات إدارية تتضمن‪ :‬االلتزام بالنفقة‪ ،‬وتصفيتها واألمربدفعها‪ ،46‬والتي يقوم بها اآلمربالصرف‪.‬‬

‫‪517‬‬
‫‪ -‬عمليات محاسبية‪ :‬وتتمثل في دفع النفقات وتأدية قيمتها إلى مستحقيها‪ ،‬والتي يقوم بها املحاسب العمومي‪.47‬‬
‫هذا التمييزأو الفصل بين الوظائف اإلدارية والوظائف الحسابية والذي ينبني على أساسين أحدهما عضوي والثاني وظيفي‪،48‬‬
‫كرسه املشرع بموجب قانون املحاسبة العمومية الذي عالج فيه بشكل منفصل دور كل من اآلمربالصرف واملحاسب العمومي‪،‬‬
‫وهذا الفصل ليس له قيمة فنية فحسب‪ ،‬كما هو الحال في املؤسسات الخاصة التي يكون فيها املحاسب أو أمين الصندوق‬
‫خاضعا للمشرفين عليها رئاسيا يؤتمر في عمليات القبض والدفع بأوامرهم‪ ،‬وإنما ينبع هذا الفصل من االستقالل العضوي‬
‫للمحاسب العمومي في أجهزة الدولة عن اآلمر بالصرف‪ ،‬فهو ال يخضع له رئاسيا وال يأتمر بأوامره‪ ،‬ومن ثمة فهو ال ينفذ أوامر‬
‫الدفع الصادرة إليه من اآلمربالصرف إال إذا كانت متوافقة مع القوانين واألنظمة املرعية‪ ،‬وبذلك يكون املحاسب العمومي حق‬
‫الرقابة على أعمال اآلمربالصرف‪.49‬‬
‫زيادة على ذلك‪ ،‬فإن وظيفة اآلمربالصرف تتنافى مع وظيفة املحاسب العمومي فالوالي مثال باعتباره آمرا بالصرف ال يمكنه أن‬
‫يكون محاسبا عموميا مليزانية الوالية وإن فعل ذلك تعرض لعقوبة املحاسب الفعلي‪ .‬وتماشيا مع هذا النسق‪ ،‬ال يجوز كذلك‬
‫لزوج اآلمربالصرف مهما يكن من أمرأن يكون محاسبا عموميا معينا لديه‪.50‬‬
‫وإذا كان مبدأ الفصل بين الوظائف اإلدارية والوظائف الحسابية مطبق في مجال اإليرادات العمومية والنفقات العمومية‪،‬‬
‫فإنه مكرس بشكل شبه تام في مجال النفقات العمومية وذلك ملا يرافق عمليات تنفيذ النفقات من حيطة وحذر‪ ،‬ويظهر هذا‬
‫التكريس جليا من خالل إناطة سلطة تقرير النفقات من حيث االلتزام بها «عقدها»وتصفيتها واألمر بدفعها لآلمر بالصرف‪،‬‬
‫وإناطة سلطة دفع النفقات وتسديد قيمتها إلى مستحقيها للمحاسب العمومي‪.51‬‬
‫تجدر اإلشارة أخيرا في هذا الخصوص إلى أن املحاسب العمومي الذي يتولى دفع النفقات هو الذي يقوم بتحصيل اإليرادات‬
‫بنفسه أو بواسطة محاسبين تابعين له وذلك تطبيقا ملبدأ «وحدة الصندوق»‪ ،‬في حين نجد األجهزة اإلدارية املكلفة بتقرير‬
‫النفقات تختلف عن األجهزة اإلدارية التي تقرر اإليرادات وتحققها‪.52‬‬
‫‪53‬‬
‫‪ 3-2‬تطبيقات مبدأ الفصل بين الوظائف اإلدارية والوظائف الحسابية‬
‫إن مجرد فتح اإلعتمادات في امليزانية ال يعني تنفيذ النفقات‪ ،‬ألن هذا التنفيذ مرتبط بقواعد وأصول معقدة‪ ،‬هدفها مراقبة‬
‫هذه النفقات والتحقق من مطابقتها للقوانين واألنظمة املعمول بها‪ ،‬وصرفها في الغايات التي أجازها البرملان دون تالعب أو إساءة‬
‫استعمال‪.‬‬
‫وتنفيذ النفقات العمومية‪ ،‬بوجه عام‪ ،‬يستوجب وجود رابطة قانونية بين الدولة ودائنيها‪ ،‬وقيام الدائن صاحب العالقة‬
‫بالعمل املطلوب منه‪ ،‬وأن يصدر من الجهات العمومية املختصة أمرا إلى املسؤول عن الخزينة العمومية بدفع قيمة النفقة‬
‫امللتزم بها‪ ،‬وأن يتم دفع قيمة الدين من صناديق الخزينة بعد التأشيرعليها من طرف الشخص املسؤول‪.‬‬
‫وعمال بمبدأ الفصل بين الوظائف اإلدارية والوظائف الحسابية‪ ،‬يمرتنفيذ النفقات العمومية بنوعين من العمليات‪ :‬عمليات‬
‫إدارية‪ ،‬يتوالها اآلمر بالصرف‪ ،‬وهي تتمثل في االلتزام بالنفقة (عقد النفقة)‪ ،‬تصفية النفقة‪ ،‬صرف النفقة أو األمر بدفعها‪.‬‬
‫وعمليات مالية حسابية يتوالها املحاسب العمومي‪ ،‬وهي تتمثل في دفع النفقة وصرفها إلى مستحقيها‪.‬‬

‫‪518‬‬
‫وما يهمنا في هذا املقام‪ ،‬هي العمليات اإلدارية التي يختص بها اآلمربالصرف‪ ،‬والتي من أجلها يلتزم بمسك محاسبة إدارية‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫‪ 3-2-1‬العمليات املالية اإلدارية‬
‫تتميز إجراءات تنفيذ النفقات العمومية بنوع من التعقيد والبطء‪( 55‬مقارنة باإلجراءات املعمول بها في الهيئات غير الخاضعة‬
‫لقواعد املحاسبة العمومية)‪ ،‬حيث يمر هذا التنفيذ في شق العمليات املالية اإلدارية‪ ،‬باملراحل الثالث املتمثلة – ترتيبا ‪ -‬في‪:‬‬
‫االلتزام بالنفقة عقدها‪ ،‬التصفية‪ ،‬األمربالصرف أو الدفع‪.‬‬
‫وتطبيقا ملبدأ الفصل بين اآلمرين بالصرف واملحاسبين‪ ،‬فإن املراحل الثالث األولى‪ ،‬التي يمكن أن توصف مجتمعة باملرحلة‬
‫اإلدارية‪ ،‬هي من صالحيات اآلمرين بالصرف‪ ،‬أما الرابعة‪ ،‬التي تسمى باملرحلة املحاسبية‪ ،‬فهي من اختصاص املحاسبين‬
‫‪.56‬‬
‫العموميين‬
‫‪57‬‬
‫أ‪ -‬االلتزام بالنفقة أو عقد النفقة‬
‫يعرف االلتزام بالنفقة‪ ،‬عادة‪ ،‬بأنه التصرف الذي بمقتضاه تن�شئ هيئة عمومية ما أو تثبت عليها التزاما ‪ Obligation‬ينتج عنه‬
‫‪.58‬‬
‫عبء‬
‫وهو بمفهوم املادة ‪ 19‬من قانون املحاسبة العمومية «يعد االلتزام اإلجراء الذي يتم بموجبه إثبات نشوء الدين»‪.‬‬
‫إن هذا النص يوحي للقارئ بأن عملية االلتزام بالنفقة‪ ،‬هي عملية مقررة إلثبات النفقة وليس النعقادها أو إنشائها‪ ،‬لكن‬
‫األرجح واألصح هو أن عملية االلتزام بالنفقة تعني اإلجراء الذي يتم بموجبه نشوء الدين وإثباته‪ ،‬وليس إثباته فقط كما ورد في‬
‫نص املادة‪ ،‬ومن ثمة فهي عملية مقررة إلنشاء االلتزام أوال وإلثباته ثانيا وليست مقررة لإلثبات فحسب‪ ،‬لهذا كان من األجدر‬
‫باملشرع أن يصيغ نص املادة ‪ 19‬سالفة الذكرعلى النحو اآلتي‪« :‬يعد االلتزام بالنفقة إجراء يتم بموجبه إنشاء الدين وإثباته»‪.‬‬
‫كما يمكن حسب مصدرهذا الدين‪ ،‬أن نفرق بين‪:‬‬
‫االلتزام اإلرادي وااللتزام الالإرادي‬
‫▪ االلتزام اإلرادي (‪ :)Engagement volontaire‬ويتمثل في التصرف القانوني الذي تقوم به الهيئة العمومية إلنشاء التزام عليها‪،‬‬
‫مثل طلب شراء لوازم مكتبية‪ ،‬أو إمضاء عقد أشغال‪ ،‬أو توظيف مستخدم‪.‬‬
‫▪ أما االلتزام الالإرادي (‪ :)Engagement involontaire‬فهو إثبات نشوء دين خارج عن إرادة الهيئة العمومية واملثال التقليدي‬
‫له هو تعويض الضرر النا�شئ عن قيام املسؤولية املدنية للهيئات العمومية‪ :‬تورط سيارة إدارية في حادث مرور‪ ،‬خطأ إداري‬
‫ملوظف عمومي‪ .‬فااللتزام بالنفقة هنا مصدره الفعل املادي لحادث املرورأو لخطأ املوظف املتسبب في ضرر للغير‪.‬‬
‫وبناء على ذلك‪ ،‬يمكن القول إن االلتزام (كتصرف قانوني أو فعل مادي) هو مصدر النفقات‪ ،‬قبل أن يكون إجراء لتنفيذها‪.‬‬
‫وهو ما يؤدي إلى التمييز بين االلتزام القانوني بهذا املعنى وااللتزام املحاسبي الذي يعني تخصيص اعتماد من امليزانية لتنفيذ‬
‫نفقة‪ ،‬وهذا االلتزام املحاسبي يكون سابقا عن االلتزام القانوني في حالة التصرف اإلرادي للهيئات العمومية (االلتزام اإلرادي)‪،‬‬
‫بحيث يتم أوال التحقق من مطابقة النفقة املزمع إجراؤها للترخيص امليزاني (وجود الباب الذي تحسم منه النفقة‪ ،‬كفاية‬
‫اإلعتمادات املخصصة‪ ،)...‬واتباع اإلجراءات املقررة قانونا لاللتزام بها (مثل املصادقة على صفقة عمومية‪ ،‬تأشيرة املراقب‬

‫‪519‬‬
‫املالي‪ ،‬تأشيرة مصلحة الوظيفة العمومية‪ ،)...،‬قبل أن يصبح االلتزام القانوني بها قابال للتنفيذ‪ .‬أما في حالة االلتزام الالإرادي‪،‬‬
‫فمن البديهي أن يكون االلتزام املحاسبي تاليا لاللتزام القانوني‪ ،‬ألن نشوء الدين خارج عن إرادة الهيئة العمومية املعنية ويجعلها‬
‫‪.59‬‬
‫أمام أمرواقع‪ ،‬وهو االلتزام بتسديد ذلك الدين‬
‫والتمييز بين االلتزام القانوني وااللتزام املحاسبي يدعو إلى مالحظة أن األول ال يقوم به اآلمرون بالصرف فحسب بل يمكن أن‬
‫يكون مجرد تطبيق ألحكام تشريعية أو تنظيمية (تعويضات لصالح ضحايا كارثة طبيعية‪ ،‬عالوات ومنح لفائدة املوظفين‪ ،)...،‬أو‬
‫تنفيذا لقرارات السلطات العمومية‪ ،‬فهو اإلجراء الالحق الذي يضع اإلجراء املحاسبي موضع التنفيذ‪ ،‬ويترتب عنه إنشاء الدين‬
‫وإثباته في ذمة الدولة‪ .‬بينما الثاني أي االلتزام املحاسبي‪ ،‬فهو يصدرمن اآلمربالصرف مسبقا بغرض الحجزمحاسبيا فقط ملبلغ‬
‫يشكل قيمة مالية لنفقة متوقعة ستنجم عن االلتزام القانوني‪ ،‬وبالتالي فإن هذا وااللتزام املحاسبي ال يزيد عن كونه عملية‬
‫مادية ترمي إلى التأكد من أن اإلعتمادات املالية موجودة‪ ،‬وأن هذه اإلعتمادات مخصصة لنوع من النفقات التي ستلتزم بها‬
‫قانونا الجهة اإلدارية‪.‬‬
‫وإذا كان األصل أن رابطة االلتزام بالنفقة – دائمة كانت أو مؤقتة – تنشأ من عمل إرادي يصدرعن السلطة التنفيذية‪ ،‬يجعل‬
‫الدولة مدينة للغير‪ ،‬كتعيين موظف أو عقد صفقة‪ ،...‬فإن هذه الرابطة يمكن أن تنشأ دون أن يكون للسلطة التنفيذية يد في‬
‫نشأتها‪ ،‬كصدور حكم قضائي على الدولة ملصلحة أحد األشخاص يلزمها بنفقة‪ ،‬وقد تنشأ رابطة االلتزام بالنفقة عن عمل غير‬
‫إرادي‪ ،‬كما لو صدمت سيارة اإلدارة أحد املارة‪ ،‬فسببت له ضررا استلزم تعويضا لجبره‪ ،‬فيكون الحادث هو سبب نشوء رابطة‬
‫االلتزام‪.60‬‬
‫ويضيف البعض أن رابطة االلتزام بالنفقة ال تنشأ فقط من أعمال السلطة التنفيذية‪ ،‬بل قد تنشأ من عمل البرملان كالتصويت‬
‫على قانون يق�ضي بزيادة رواتب املوظفين‪ ،‬أو بالتعويض للمتضررين من الكوارث الطبيعية‪.61‬‬
‫غيرأنه ومهما يكن من أمر‪ ،‬فإن تنفيذ النفقات العمومية يبدأ حتما بااللتزام بالنفقة‪ ،‬بصرف النظرمن كونه دائما أو مؤقتا‪،‬‬
‫ناتجا عن تصرف قانوني انفرادي‪ ،‬أو تصرف قانوني ثنائي أو متعدد األطراف‪ ،‬أو ناتج عن عمل غير إرادي أو عن مجرد واقعة‬
‫مادية‪ ،62‬املهم هو يجب أن يكون هذا االلتزام بالنفقة سليما من الناحية القانونية‪.‬‬
‫أ‪-‬أشروط صحة االلتزام بالنفقة‬
‫يشرط لصحة االلتزام بالنفقة قانونا‪ ،‬أن يكون صادرا عن السلطة أو الجهة اإلدارية املختصة‪ ،‬وأن يكون متطابقا مع‬
‫اإلعتمادات املخصصة له‪.‬‬
‫أ‪ -1/‬صدور االلتزام بالنفقة من الجهة اإلدارية املختصة قانونا‬
‫إن اختصاص االلتزام بالنفقة‪ ،‬يعود من حيث املبدأ لكل وزيرفي نطاق وزارته‪ ،‬باعتباره اآلمربالصرف والرئيس اإلداري الصالح‬
‫لاللتزام بالقيام بهذا التصرف امللزم بالنفقة لذمة الدولة‪ ،‬ولكن القانون نص على تعيين أشخاص آخرين وأعطى لهم صفة اآلمر‬
‫بالصرف كذلك‪ ،63‬وعلى هذا األساس فإن عقد النفقات أو االلتزام بها يجب أن يكون صادرا من هذه الجهات اإلدارية املختصة‬
‫قانونا‪.‬‬

‫‪520‬‬
‫أ‪ -2/‬وجود اعتماد مالي مخصص لاللتزام بالنفقة أو عقدها‬
‫إن االلتزام بالنفقة أو عقدها ال يكون صحيحا‪ ،‬ولو صدرمن جهة قانونية مختصة‪ ،‬إال إذا وجد اعتماد مالي مخصص لها وكاف‬
‫لتغطيتها‪ ،‬حيث ال يمكن االلتزام بالنفقة إال إذا توفرلها االعتماد املالي في امليزانية وكان كافيا لتغطيتها‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادة‬
‫‪ 75‬من القانون املتضمن لقوانين املالية التي جاء فيها‪« :‬ال يجوز صرف أية نفقة بما يتجاوز مبلغ اإلعتمادات املفتوحة ضمن‬
‫‪64‬‬
‫الشروط املحددة في هذا القانون‪ ،‬ما لم تنص أحكام تشريعية على خالف ذلك»‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فإنه لكي يصبح االلتزام بالنفقة التزاما قانونيا‪ ،‬يجب أن يتطابق تطابقا تاما مع االعتماد املالي املقرر في‬
‫امليزانية‪ ،‬هدا بتطلب التقيد في االلتزام بالنفقة في حدود االعتماد املالي‪ ،‬بحيث ال يمكن للنفقة امللتزم بها أن تتجاوز الحد األعلى‬
‫لهذا االعتماد‪ .‬والتقيد بوجه اإلنفاق‪ ،‬بمعنى أن االلتزام بالنفقة ضمن الغرض الذي خصص له االعتماد إذ ال يجوز االلتزام‬
‫‪65‬‬
‫بنفقة معينة على اعتماد مخصص لنفقة أخرى‬
‫ب‪-‬بنوع االلتزام بالنفقة‬
‫االلتزام بالنفقة على نوعين‪ ،‬قد يكون دائما أو مؤقتا‪ .‬أما فيما يخص االلتزام بالنفقة الدائم‪ ،‬فهو الذي ينتج عنه مفعول دائم‬
‫ومستمر يتجاوز السنة املالية التي نشأ خاللها إلى السنوات املالية املوالية‪،‬وهذا االلتزام بالنفقة يتجدد تلقائيا بتجدد أسبابه‬
‫من غيرحاجة إلى عقد التزام جديد‪ ،‬كما هو األمرفي تعيين موظف‪.‬‬
‫أما عقد النفقة املؤقت‪ ،‬فهو الذي يهدف إلى تحقيق غاية مؤقتة‪ ،‬وينتهي مفعوله بتحقيقها كما هو الشأن في عقود النفقات‬
‫‪66‬‬
‫الفورية‪ ،‬أو تعويض ضرر لحق شخص‪ ،‬أو تسديد مبلغ مالي محكوم به قضائيا على الدولة‬
‫ب‪ -‬تصفية النفقة ‪liquidation La‬‬
‫يقصد بتصفية النفقة‪ ،‬تحديد الدين الذي تلتزم به الدولة والتأكد من صحته واستحقاقه‪ ،‬بمعنى إثبات ترتب الدين على‬
‫الدولة وتحديد مقداره واستحقاقه وعدم سقوطه بالتقادم أو بأي سبب آخر‪.‬‬
‫ولقد نصت املادة ‪ 20‬من قانون املحاسبة العمومية‪ ،‬على أنه‪« :‬تسمح التصفية بالتحقيق على أساس الوثائق الحسابية‬
‫وتحديد املبلغ الصحيح للنفقة العمومية»‪.‬‬
‫ومنه‪ ،‬فموضوع التصفية هو التحقق من وجود الدين وضبط مبلغ النفقة‪ ،‬إذ أن النفقة امللتزم بها ال تصبح فعلية‪ ،‬إال بعد‬
‫تنفيذ االلتزام املرتبط بها والذي يترتب عنه دين في ذمة الهيئة العمومية‪.‬‬
‫فالتصفية – كمرحلة مستقلة عن االلتزام – تعتبر تطبيقا لقاعدة هامة في نظام املحاسبة العمومية‪ ،‬وهي قاعدة أداء‬
‫الخدمةأوقاعدة الحق املكتسب‪ ،acquis67 droit de ou fait service du Règle‬أي أنه ال يمكن صرف النفقات العمومية إال بعد‬
‫تنفيذ موضوعها ( الهيئات العمومية ال تدفع مسبقا )‪ ،‬فالدولة ال تدفع مسبقا وإنما يجب أن تتأكد من أن الدائن قام بتقديم‬
‫الخدمة امللقاة على عاتقه فعال وبالشكل املطلوب قانونا أو اتفاقا باستثناء حاالت قليلة جدا ومقررة قانونا (مثل التسبيقات‬
‫على الصفقات العمومية)‪.‬‬
‫ولقد قررت قاعدة أداء الخدمة‪ ،‬بهدف حماية املال العام من مخاطراإلسراف واالنحراف‪ ،‬وفي هذا الخصوص بالذات‪ ،‬خوفا‬

‫‪521‬‬
‫‪68‬‬
‫من أال يتم القيام باألشغال والخدمات املطلوب إنجازها لو أن املتعهد بذلك أخذ املال قبل القيام بها‬
‫وملا كانت هذه القاعدة «أداء الخدمة»‪ ،‬مهمة وضرورية وشرطا أساسيا الستكمال بنود التصفية‪ ،‬فاألجدر على املشرع أن‬
‫يضيفها في صياغة املادة ‪ 20‬من قانون املحاسبة العمومية‪ ،‬كأن تكون الصياغة مثال‪« :‬تسمح التصفية بالتأكد من أداء الخدمة‬
‫وبالتحقيق على أساس الوثائق الحسابية وتحديد املبلغ الصحيح للنفقة العمومية»‬
‫وهكذا‪ ،‬فإن التحقق من وجود الدين هو إثبات أداء الخدمة من طرف الدائن‪ ،‬ومطابقة هذا األداء لشروط االلتزام بالنفقة‪،‬‬
‫ففي حالة صفقة أشغال مثال‪ ،‬يتم التأكد من إنجازاألشغال ومطابقتها لبنود الصفقة‪.‬‬
‫وبما أن مبلغ النفقة القابل للدفع ال يمكن في كثير من الحاالت تحديده بدقة أثناء االلتزام (يكون تقديريا)‪ ،‬فإن التصفية‬
‫تسمح بضبطه على أساس اإلثباتات التي تمت أثناء التحقيق في أداء الخدمة‪ .‬ففي املثال السابق‪ ،‬يتم حساب مبلغ األشغال‬
‫التامة التنفيذ (أي مبلغ النفقة القابل للدفع) عن طريق ضرب الكميات املنجزة بأسعارالوحدة لها املنصوص عليها في الصفقة‬
‫‪.69‬‬
‫(بافتراض أن سعرالصفقة يدفع بناء على قائمة سعرالوحدة)‬
‫ج‪ -‬األمربالدفع أو بصرف النفقة ‪ordonnancement›L‬‬
‫األمر بالدفع أو صرف النفقة‪ ،‬هو األمر بالدفع أو تحرير الحوالة الذي يصدره اآلمر بصرف إلى املحاسب العمومي بدفع مبلغ‬
‫الدين املحدد مقداره إلى صاحب الدين‪ ،‬وهذا ما جاء به نص املادة ‪ 21‬من قانون املحاسبة العمومية املذكور سابقا‪ ،‬الذي‬
‫يق�ضي بأنه‪« :‬يعد األمربالصرف أو تحريرالحوالة اإلجراء الذي يؤمربموجبه دفع النفقات العمومية»‪.‬‬
‫إذا‪ ،‬فاألمربالدفع أو صرف النفقة هو عبارة عن قرارإداري يعطى بموجبه األمرإلى املحاسب العمومي املخصص لدفع النفقة‬
‫املصفاة‪ .‬فالتصفية‪ ،‬وإن كانت تقرحق الدائن في استيفاء دينه‪ ،‬إال أنها تبقى بدون قوة تنفيذية قبل صدور األمربصرف النفقة‪.‬‬
‫وهنا تتبدى السلطة التقديرية لآلمربالصرف بصفته مديرا أو مسيرا قبل كل �شيء حيث يستطيع أن يرفض أو يعلق األمربدفع‬
‫النفقة إذا قدر أن ذلك هو األنسب‪ .‬كما أنه ال يمكن لآلمر بالصرف أن يطلب من املحاسب العمومي تنفيذ النفقات العمومية‬
‫بدفعها إلى مستحقيها‪ ،‬حيث نصت على ذلك املادة ‪ 30‬من نفس القانون والتي جاء فيها‪« :‬ال يمكن لآلمربالصرف أن يأمربتنفيذ‬
‫النفقات العمومية دون أمربالدفع مسبق إال بمقت�ضى أحكام قانون املالية»‪.‬‬
‫ولكي يكون األمربالدفع قانونيا ويلتزم بموجبه املحاسب العمومي بصرف النفقة إلى مستحقيها‪ ،‬يجب أن يكون ممهورا بتأشيرة‬
‫النفقة السابقة‪ ،‬وأن يرفق بجميع الوثائق املتعلقة بالنفقة‪ ،‬وأن يكون ضمن آجال تنفيذ الترخيص‪ ،70‬أي خالل السنة املالية‬
‫التي تنفذ فيها النفقة‪.‬‬
‫كما يجب أن تتم اإلشارة فيه إلى‪:71‬‬
‫‪-‬رقم العملية والفصل الفرعي وحتى البند املخصوم منه النفقة‪.‬‬
‫‪-‬موضوع النفقة وطبيعتها وتاريخ أداء الخدمة‪.‬‬
‫‪-‬تحديد شخصية الدائن‪.‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪522‬‬
‫لقد تم التعرف على اآلمرين بالصرف الذين يجب اعتمادهم لدى املحاسبين‬
‫العموميين‪ ،‬وعلى تصنيفاتهم املختلفة من حيث أنهم رئيسيون أو ثانويون‪ ،‬وعلى كيفية تعيينهم وتنصيبهم وكذا على مختلف‬
‫مهامهم ومسؤولياتهم‪ ،‬حيث يعتبرون مسؤولون عن كل وثائق املحاسبة املتعلقة بعمليات االلتزام والتصفية واألمر بالصرف‬
‫واملحافظة عليها‪ ،‬وكذا عن اإلثباتات الكتابية التي يسلمونها وعن األفعال الغير شرعية واألخطاء التي يرتكبونها‪ ،‬كما يعتبرون‬
‫مسؤولون مدنيا أو جزائيا على صيانة واستعمال املمتلكات املنقولة والعقارية املكتسبة‪.‬‬
‫الــهوامش‬
‫‪ )1‬القانون ‪ 90-21‬املؤرخ في ‪ 24‬محرم ‪ 1411‬املوافق لـ ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬املتعلق باملحاسبة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪،35‬‬
‫الصادرة في ‪ 15‬أوت ‪ ،1990‬ص ‪.1129‬‬
‫‪ )2‬فنينش محمد الصالح‪ ،‬الرقابة على تنفيذ النفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬رسالة دكتوراه الدولة‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2012‬ص ‪.13‬‬
‫‪ )3‬مع عدم إنكار ما لإليرادات من أهمية قصوى في حياة املجتمع‪ ،‬خصوصا الضرائب التي تعد ضرورية الستقرار املجتمع ألنها‬
‫‪,Parafiscalités Domaniaux Produits Fiscalité ,BENAÏSSA SAÏD‬‬ ‫تمثل املصدر الذي يمول عمليات اإلنفاق‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪02 p ,2001 ,Alger ,Megasoft édition ,Nouvelles‬‬

‫‪ )4‬فنينش محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫‪ )5‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ )6‬املواد ‪ 16‬و‪ 17‬من القانون رقم ‪ ،90-21‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،35‬ص ‪.1133‬‬
‫‪ )7‬املواد ‪ 19‬و‪ 20‬و‪ 21‬من نفس القانون‪ ،‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،35‬ص ‪.1133‬‬
‫‪ )8‬أنظراملادة ‪ 23‬من القانون ‪ 90/21‬املتعلق باملحاسبة العمومية‪ ،‬واملادة ‪ 02‬من املرسوم ‪.97/268‬‬

‫‪9(Mohand‬‬ ‫‪Boukersi ,Gestion des Finances Publiques ( Les règles d’Exécution du Budget ,)Polycopie ,Ecole Nationale d’Adminis-‬‬

‫‪tration ,Direction de la Formation Continué ,Janvier ,1998,p.05‬‬

‫‪10 )Ahmed MAHIOU ,Coures d’Institution Administratives ,Troisième Semestre de la Licence en Droit ,O P U‬‬ ‫‪,Alger ,1976 ,P 204 a209‬‬

‫‪11André De L’aubader ,Traite de Droit Administratif ,L G D J ,Soufflot ,Paris ,T ,1976 ,01 pp299‬‬

‫‪ )12‬فنينش محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬


‫‪ )13‬املادة ‪ 75‬من األمر ‪ 06-03‬املؤرخ في ‪ ،15/07/2006‬املتضمن القانون األسا�سي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،46‬الصادرة‬
‫في ‪ ،16/07/2006‬ص ‪. 08‬‬
‫‪ )14‬املادة ‪ 62‬من القانون رقم ‪ 11-10‬املؤرخ في ‪ 20‬رجب ‪ 1432‬املوافق لـ ‪ 22‬جوان ‪ 2011‬املتعلق بالبلدية‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،37‬الصادرة‬
‫في ‪ ،03/07/2011‬ص‪.12‬‬

‫‪523‬‬
‫‪ )15‬فنينش محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ )16‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ )17‬ابن داود إبراهيم‪ ،‬الرقابة املالية على النفقات العمومية بين الشريعة اإلسالمية والتشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،2002/2003 ،‬ص ‪ 51‬و‪ .52‬واملادة ‪ 25‬من القانون ‪ ،90/21‬معدلة بموجب املادة ‪ 73‬من املرسوم‬
‫التشريعي رقم ‪ 92/04‬املؤرخ في ‪ ،11/10/1992‬املتضمن قانون املالية التكميلي‪ ،‬ج‪ ،‬رعدد ‪ ،73‬واملادة ‪ 06‬من املرسوم رقم ‪. 91-313‬‬
‫‪ )18‬شاللي رضا‪ ،‬تنفيذ النفقات العامة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،2001/2002 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ )19‬املادة ‪ 27‬من القانون ‪ ،90-21‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،35‬ص ‪ ،1134‬واملواد ‪ 20 ،13 ،07‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪،91-313‬ج‪ .‬ر عدد ‪،43‬‬
‫الصادرة في ‪ 18‬سبتمبر ‪ ،1991‬ص ‪ ،1649‬واملادة ‪ 08‬من املرسوم الرئا�سي رقم ‪ ،97/498‬املؤرخ في ‪ ،27/12/1997‬املتعلق بالتسيير‬
‫املالي واإلداري للمراكزالدبلوماسية والقنصلية‪ ،‬ج‪ .‬ر ‪.86‬‬
‫‪ )20‬املادة ‪ 26‬من القانون ‪ ،90-21‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،35‬ص ‪.1134‬‬
‫‪ )21‬فنينش محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ )22‬املادة ‪ 25/01‬من املرسوم رقم ‪،91-313‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،43‬ص ‪.1650‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪Mohand Boukersi ,op ,cit ,p05‬‬

‫‪ )24‬املادة ‪ 29‬من القانون ‪ ،90-21‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،35‬ص ‪.1134‬‬


‫‪ )25‬املادة ‪ 28‬من نفس القانون‪ ،‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،35‬ص ‪.1134‬‬
‫‪ )26‬أنظراملواد ‪ 08 ،07 ،06‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،91-313‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،43‬ص ‪.1649‬‬
‫‪ )27‬املادة ‪ 26‬من نفس املرسومالسابق‪ ،‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،43‬ص ‪.1650‬‬
‫‪ )28‬املادة ‪ 08‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،91-313‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،43‬ص ‪.1649‬‬
‫‪ )29‬املادة ‪ 23/01‬من نفس املرسوم‪ ،‬واملادة ‪ 19/01‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 98-227‬املؤرخ في ‪ ،13/07/1998‬املتعلق بنفقات‬
‫الدولة للتجهيز‪ ،‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،51‬املعدل باملرسوم التنفيذي رقم ‪ 2000-40‬املؤرخ في ‪ ،14/02/2000‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،06‬واملرسوم رقم ‪02-‬‬

‫‪ ،62‬املؤرخ في ‪ ،12/02/2000‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،10‬واملرسوم رقم ‪ ،09-148‬املؤرخ في ‪ ،02/05/2009‬ج‪ ،‬رعدد ‪.26‬‬


‫‪ )30‬املادتين ‪ 15‬و‪ 19‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،98-227‬واملادة ‪ ،39‬من القانون رقم ‪ ،84-17‬املؤرخ في ‪ ،07/07/1984‬املتعلق‬
‫بالقوانين املالية املعدل واملتمم‪ ،‬ج‪ ،‬رعدد ‪ ،28‬املعدل بالقانون رقم ‪ ،88-05‬املؤرخ في ‪ ،12/01/1988‬ج‪ ،‬رعدد ‪ .02‬والقانون رقم‬
‫‪ ،89-05‬املؤرخ في ‪ ،13/01/1989‬ج‪ .‬ر ‪ .04‬واملرسوم التشريعي رقم ‪ ،93-15‬املؤرخ في ‪ ،19/01/1993‬ج‪ ،‬ر ‪ .80‬واملرسوم التشريعي‬
‫رقم ‪ 93-18‬املؤرخ في ‪ ،29/12/1993‬ج‪ .‬ر ‪.88‬‬
‫‪ )31‬املادة ‪ 29‬من القانون ‪ ،90-21‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،35‬ص ‪.1134‬‬
‫‪ )32‬انظرمثال املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،2000-269‬املؤرخ في ‪ 31/08/2000‬املتعلق بتفويض أعضاء الحكومة إلمضاءاتهم‪ ،‬ج‪ .‬رعدد‬
‫‪.55‬‬

‫‪524‬‬
‫‪ )33‬فنينش محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ )34‬املادة ‪ 28‬من القانون ‪ 90-21‬السالف ذكره‪ ،‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،35‬ص ‪.1134‬‬
‫‪ )35‬املادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ ،90-21‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،35‬ص ‪.1134‬‬
‫‪ )36‬املادة ‪ 32‬من نفس القانون املذكور‪ ،‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،35‬ص ‪.1134‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪BOUARA( M.T ,)La loi de finances en Algérie ,Doctorat d’Etat ,Université d’Alger2006 ,, p. 32‬‬

‫‪ )38‬محمد مسعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬


‫‪ )39‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 36‬و‪.37‬‬
‫‪ )40‬محمد مسعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ )41‬املادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ ،90-21‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،35‬ص ‪.1134‬‬
‫‪ )42‬املادة ‪ 32‬من نفس القانون‪ ،‬ج‪ .‬رعدد ‪ ،35‬ص ‪.1134‬‬
‫‪ )43‬محمد مسعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ )44‬ابن داود إبراهيم‪ ،‬الرقابة املالية على النفقات العامة بين الشريعة اإلسالمية والتشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪54‬‬
‫‪ )45‬محمد مسعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 40‬و‪.41‬‬
‫‪ )46‬أنظر املواد ‪ 27 ،26 ،23‬من القانون ‪ 90-21‬املتعلق باملحاسبة العمومية السالف ذكره‪ ،‬واملادتان ‪ 08 ،07‬من املرسوم ‪91-313‬‬

‫السالف ذكره‪.‬‬
‫‪ )47‬أنظر املواد ‪ 34 ،22‬من نفس القانون‪ ،‬واملواد من ‪ 09‬إلى ‪ 13‬و‪ 32 ،31‬من املرسوم ‪ 91-313‬السالف ذكره‪ ،‬واملواد من ‪ 02‬إلى‬
‫‪ 06‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 91-311‬املؤرخ في ‪ 07/09/1991‬املتعلق بتعيين املحاسبين العموميين واعتمادهم‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪،43‬‬
‫املعدل واملتمم بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،03-41‬املؤرخ في ‪ ،19/01/2003‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،04‬واملرسوم التنفيذي رقم ‪04-379‬‬

‫املؤرخ في ‪ ،28/11/2004‬ج رعدد ‪.76‬‬

‫‪ )48‬أنظراملوضوع‪18 p .cit .op ?mutation quelle ,paiement avant administratifs contrôles Les -Saïd BENAISSA:‬‬

‫‪49Michel Bouvier -M .Chiratine Exlasson -Jean Pierre Lassalle -Finances Publiques 4 -ème Edit -L G D J – Paris -1998 – P .367 Voir‬‬

‫‪aussi -Mohand Boukersi - op -cit -P.02‬‬

‫‪ )50‬أنظراملواد ‪ 56 ،55 ،52 ،51‬من القانون ‪ 90-21‬املتعلق باملحاسبة العمومية السالف ذكره‪.‬‬
‫‪ )51‬فنينش محمد الصالح‪ ،‬الرقابة على تنفيذ النفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ )52‬حسن عواضه‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ /‬دارالنهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪ ،1973 ،03‬ص ‪.200 ،199‬‬
‫‪ )53‬فنينش محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ )54‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪525‬‬
‫‪ )55‬يبرر عادة هذا التعقيد والبطء في إجراءات تنفيذ النفقات العمومية بفكرة الرقابة التي يتمحور حولها نظام املحاسبة‬
‫العمومية والتي تهدف أساسا إلى منع التالعب في استعمال األموال العمومية‪.‬‬
‫‪ )56‬ابن داود إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ )57‬يسمى كذلك االرتباط بالنفقة‪ ،‬أنظر‪ :‬طارق الحاج‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬دار الفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪،1999 ،01‬‬
‫ص ‪.178‬‬
‫‪ )58‬هذا هو التعريف الذي اعتمدته املادة ‪ 29‬من املرسوم الفرن�سي رقم ‪ 62-1587‬املؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ 1962‬واملتضمن‬
‫التنظيم العام للمحاسبة العمومية‪.‬‬
‫‪ )59‬ابن داود إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ )60‬فنينش محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ )61‬حسن عواضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬س ‪.212‬‬
‫‪ )62‬شاللي رضا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09 ،08‬‬
‫‪ )63‬أنظراملواد ‪ 27 ،26‬من قانون املحاسبة العمومية املشارإليه‪.‬‬
‫‪ )64‬أنظرأيضا املادة ‪ 36‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ )65‬حسن عواضة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪ )66‬فنينش محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ )67‬جرت العادة على استعمال عبارة أداء الخدمة (أو إنجازالخدمة)‪ ،‬لكن في بعض الحاالت ال تكون هذه العبارة مناسبة عندما‬
‫يتعلق األمربديون عمومية بدون عوض‪ ،‬مثل املنح واإلعانات‪ ،‬إذا عبارة الحق املكتسب تكون أشمل‪.‬‬
‫‪ )68‬فنينش محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ )69‬ابن داود إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ )70‬أنظر املادتين ‪ 03 ،02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 93-46‬املؤرخ في ‪ 06/04/1993‬املحدد آلجال دفع النفقات وتحصيل األوامر‬
‫باإليرادات والبيانات التنفيذية وإجراءات قبول القيم املنعدمة ج‪ ،‬رعدد ‪.09‬‬
‫‪ )71‬فنينش محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬

‫‪526‬‬

You might also like