You are on page 1of 16

‫المجلد‪ / 07 :‬العدد‪/02 :‬السنة‪ ،2023‬ص‪765-745:‬‬ ‫دائرة البحوث والدراسات والقانونية والسياسية‬

‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر حسب المرسوم‬


‫الرئاسي ‪742/51‬‬
‫‪Adapted procedures for concluding public contracts in Algeria, according to‬‬
‫‪Presidential Decree 15/247‬‬

‫عفرون محمد‬

‫المركز الجامعي تيبازة‪ ،‬الجزائر‬


‫اإليميل‪m.afroun1975@yahoo.com :‬‬

‫تاريخ النشر‪0102/10/10 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪0102/10/00:‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪0102/10/02 :‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫تشكل الطلبات العمومية اليت ال ختضع لإلجراءات الشكلية املنصوص عليها يف قانون الصفقات العمومية جانب‬
‫مهم من النفقات العمومية‪ ،‬وقد أعطاها املرسوم الرائسي رقم ‪ 742/51‬املنظم للصفقات العمومية أمهية خاصة‪ ،‬وهذا‬
‫من خالل ختصيص عنوان كامل حتت مسمى "اإلجراءات املكيفة" يشمل املواد من ‪ 51‬إىل ‪ ،77‬ورغم أن هذه‬
‫اإلجراءات املكيفة ختفف على اإلدارة أعباء اإلجراءات الشكلية الطويلة واملعقدة‪ ،‬إال أهنا يف نفس الوقت ال تعفي اإلدارة‬
‫من اإللتزام بتحقيق األهداف املعلن عنها يف املادة ‪ 51‬من هذا املرسوم الرائسي‪ ،‬وذلك مبا حيقق جناعة الصفقة العمومية‪،‬‬
‫وحيفظ املال العام من التبذير ومن الفساد‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الصفقات العمومية‪ ،‬اإلجراءات المكيفة‪ ،‬األشغال‪ ،‬اللوازم‪ ،‬المعيار المالي‪ ،‬المعيار‬
‫الموضوعي‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪Public requests that are not subject to the formalities provided for in the‬‬
‫‪law on public procurement constitute an important aspect of public‬‬
‫‪expenditure. Presidential Decree No. 15/247 on the regulation of public‬‬
‫‪contracts has given them particular importance, through the attribution of a‬‬
‫‪complete title under the name of "adapted procedures" which includes articles‬‬
‫املؤلف املرسل ‪ :‬د‪ /‬عفرون حممد‪ ،‬اإلمييل‪m.afroun1975@yahoo.com :‬‬

‫‪547‬‬
‫عفرون محمد‬ ‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر‬
‫حسب المرسوم الرئاسي ‪742/51‬‬

‫‪13 to 22, and indeed that these adapted procedures relieve the administration of‬‬
‫‪the burden of long and complex formalities, at the same time they do not‬‬
‫‪exempt the administration from the obligation to achieve the objectives‬‬
‫‪announced in article 05 of this presidential decree, so as to achieve efficiency‬‬
‫‪of public transaction and saving public money from waste and corruption.‬‬

‫‪Key words: Public procurement, adapted procedures, works, supplies, financial standard,‬‬
‫‪objective standard‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫إن التشريع المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية يهدف باألساس إلى مساعدة المصلحة‬
‫المتعاقدة على تحقيق النجاعة في تلبية طلباتها‪ ،‬ويكون ذلك في إطار احترام مجموعة من المبادئ وهي‬
‫حرية الوصول للطلب العمومي‪ ،‬المساواة في معاملة المرشحين لتقديم عروضهم‪ ،‬شفافية اإلجراءات‬
‫المتبعة في إبرام الصفقات العمومية‪ ،5‬ويمكن اعتبار هذه المبادئ بمثابة األهداف المعلنة في قانون‬
‫الصفقات العمومية الجزائري‪ ،‬والتي تمثل ضمانات لحياد اإلدارة في مجال إبرام العقود اإلدارية‪،‬‬
‫ومنعا للفساد المالي الذي قد ينشأ عن سوء اختيار المتعاقد مع اإلدارة‪.‬‬

‫يتضمن المرسوم الرئاسي رقم ‪ 545/57‬كل اإلجراءات التي يجب على اإلدارة اتباعها في‬
‫عملية إبرام العقود اإلدارية‪ ،‬تخص هذه اإلجراءات كل مراحل اإلبرام‪ ،‬بداية من العمليات التحضيرية‬
‫إلى غاية نهاية العقد‪ ،‬مرورا بطرق اختيار المتعامل المتعاقد والحقوق وااللتزامات المتبادلة بين طرفي‬
‫عقد الصفقة العمومية‪ ،‬والمشرع الجزائري لم يقيد اإلدارة بشكل واحد من اإلجراءات في كل صفقاتها‬
‫فاإلدارة تملك االختيار بين مجموعة من الطرق واإلجراءات‪ ،‬بحسب طبيعة الطلبات‪ ،‬وتبعا لتكلفتها‬
‫المالية التقديرية‪.‬‬

‫لقد أورد قانون الصفقات العمومية الجزائري أحكاما خاصة بإجراءات مخففة‪ ،‬يمكن لإلدارة‬
‫اتباعها في إبرام بعض الصفقات‪ ،‬وتعتبر هذه اإلجراءات من الطرق البديلة التي يمكن لإلدارة‬
‫االستعانة بها وتسمى باإلجراءات المكيفة‪ ،‬وهذا في مقابل اإلجراءات الشكلية التي تمثل القاعدة العامة‪،‬‬
‫وال تتبع اإلدارة اإلجراءات المكيفة إال بعد توفر مجموعة من الشروط المتعلقة بتكاليف الطلبات المراد‬
‫تلبيتها‪ ،‬وكذلك مع مراعاة المبادئ المعلن عنها بموجب المادة ‪ 57‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪545/57‬‬
‫ألن إعالن هذه المبادئ بغرض تحقيق نجاعة الصفقة والحفاظ على المال العام‪.‬‬

‫إن إشكالية البحث تدور حول ماهية اإلجراءات المكيفة‪ ،‬وكيف تساهم هذه اإلجراءات في‬
‫تخفيف اإلجراءات الشكلية التي تعتبر القاعدة العامة في إبرام الصفقات العمومية؟ وكيف يمكن‬
‫تحقيق المبادئ المقررة باتباعهذه اإلجراءات المكيفة؟‬

‫‪548‬‬
‫عفرون محمد‬ ‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر‬
‫حسب المرسوم الرئاسي ‪742/51‬‬

‫إن اإلجابة عن هذه اإلشكالية من خالل استقراء أحكام المرسوم الرئاسي رقم ‪545/57‬‬
‫المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬وكذا مختلف النصوص القانونية ذات‬
‫الصلة بالموضوع‪ ،‬مع االستعانة بالمنهج الوصفي التحليلي لمختلف األحكام القانونية المتعلقة‬
‫باإلجراءات المكيفة‬

‫لإلجابة عن اإلشكالية المطروحة‪ ،‬يقسم البحث إلى مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬معايير الخضوع لإلجراءات المكيفة‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬مضمون اإلجراءات المكيفة وأثرها على مبادئ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬معايير الخضوع لإلجراءات المكيفة‪.‬‬


‫حدد المرسوم الرئاسي ‪ 545/57‬الحاالت التي تعطي لإلدارة إمكانية إبرام صفقة عمومية‬
‫دون الحاجة إلى اإلجراءات الشكلية المنصوص عليها في هذا المرسوم‪ ،‬وقد وردت هذه الحاالت على‬
‫سبيل الحصر مما يجعل اإلجراءات المكيفة استثناء عن القاعدة التي هي اإلجراءات الشكلية للمنافسة‬
‫ويمكن إجمال هذه الحاالت في معيارين‪ ،‬المعيار األول مالي مرتبط بتكلفة الطلبات المراد تلبيتها‬
‫( المطلب األول ) أما المعيار الثاني فهو موضوعي‪ ،‬يتعلق ببعض الطلبات الخاصة ( المطلب‬
‫الثاني )‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نطاق تطبيق اإلجراءات المكيفة حسب المعيار المالي‪.‬‬
‫حددت المادة ‪ 51‬من المرسوم الرئاسي ‪ 742/51‬المبالغ التقديرية القصوى للطلبات‪ ،‬التي‬
‫تمكن اإلدارة من عدم التقيد باإلجراءات الشكلية إلبرام صفقة عمومية‪ ،‬هذه المبالغ هي على التوالي ‪57‬‬
‫مليون دينار لألشغال واللوازم‪ 6 ،‬ماليين دينار للدراسات والخدمات‪ ،‬وبمفهوم المخالفة فإن الطلبات التي‬
‫تزيد قيمتها المالية عن هذه المبالغ تخضع وجوبا لإلجراءات الشكلية المحددة في التنظيم المتعلق‬
‫بالصفقات العمومية‪.‬‬

‫إن قراءة المادة ‪ 51‬المذكورة أعاله‪ ،‬تظهر أن عنصر التقدير اإلداري يلعب دو ار في اتخاذ القرار‬
‫المناسب بشأن الخضوع لإلجراءات المكيفة ( الفرع األول) لكن هذا التقدير مرتبط كذلك بطبيعة‬
‫الطلبات وموضوعها ( الفرع الثاني )‬

‫الفرع األول‪ :‬تحديد مبلغ الطلبات اإلدارية‪.‬‬

‫‪549‬‬
‫عفرون محمد‬ ‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر‬
‫حسب المرسوم الرئاسي ‪742/51‬‬

‫يعتبر تحديد المبلغ المالي لطلبات اإلدارة مرحلة أساسية في إنجاح الصفقة العمومية‪ ،‬ولمعرفة‬
‫هذا المبلغ يجب على اإلدارة أن تحدد حلجياتها بدقة وبصدق وموضوعية‪ ،7‬وتختلف المدة الزمنية‬
‫لتحديد الحاجيات حسب طبيعتها‪ ،‬فكلما كانت حاجيات اإلدارة من طبيعة معقدة تقنيا وفنيا كانت مدة‬
‫الدراسة أطول‪.‬‬

‫إن تحديد الحاجيات يعتمد على عنصر التقدير الذي يعتبر عامل أساسي في تسيير الشأن العام‬
‫وليكون المبلغ التقديري قريبا من الصحة يجب أن يرتكز تحديد الحاجيات على معطيات حقيقية‬
‫وموضوعية‪ ،‬فيجب تحديد طبيعة اإلحتياج الذي يبين موضوع الصفقة‪ ،‬والكمية المطلوبة‪ ،‬مع ضرورة‬
‫امتالك اإلدارة معطيات دقيقة حول السوق وما توفره من سلع وخدمات‪ ،‬وكذا األسعار المتداولة‪ ،‬وكلما‬
‫كانت التقديرات اإلدارية قريبة من الصحة فإن تقدير المبلغ المالي التقريبي الذي يعبر عن كلفة الصفقة‬
‫يكون أقرب إلى الحقيقة‪.3‬‬

‫إن نجاح اإلدارة في تحديد الحاجيات يحقق العديد من المزايا‪ ،‬حيث يمنع تبذير المال العام‪ ،‬ويمكن‬
‫اإلدارة من اختيار اإلجراءات المناسبة إلبرام الصفقة العمومية‪ ،‬فتحديد الحاجيات مرحلة مهمة لنجاح‬
‫عملية التحضير للصفقة‪.4‬‬

‫وتزداد أهمية تحديد الحاجيات في الصفقات العمومية التي تنطبق عليها شروط اإلجراءات‬
‫المكيفة بمفهوم المادة ‪ 5/53‬من المرسوم الرئاسي ‪ ،742/51‬ألن اإلدارة تتخلص من اإلجراءات‬
‫الشكلية األكثر تعقيدا من حيث مراعاة مبادئ الصفقات العمومية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ارتباط المبالغ القصوى في اإلجراءات المكيفة بموضوع الصفقة‪.‬‬


‫إن المادة ‪ 5/3‬من المرسوم الرئاسي ‪ 545/57‬اعتمدت المعيار المالي‪ ،‬وربطنه بالمعيار‬
‫الموضوعي في تحديد حاالت تطبيق اإلجراءات المكيفة إلبرام الصفقات العمومية‪ ،‬وقد جاء هذا الربط‬
‫انسجاما مع تحديد السقف األدنى للمبالغ المالية التي تقتضي اتباع اإلجراءات الشكلية باعتبارها القاعدة‬
‫في إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬فالقاعدة أنه عندما تتجاوز مبالغ الطلبات ‪ 55‬مليون دينار للطلبات‬
‫المتعلقة باألشغال أو اقتناء اللوازم‪ ،‬وتتجاوز ‪ 6‬ماليين دينار للطلبات المتعلقة بالدراسات أو الخدمات‪.‬‬

‫‪550‬‬
‫عفرون محمد‬ ‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر‬
‫حسب المرسوم الرئاسي ‪742/51‬‬

‫وإذا كانت المادة ‪ 53‬المذكورة‪ ،‬قد اعتمدت المعيار المزدوج‪ ،‬فإن المادة ‪ 54‬من هذا المرسوم الرئاسي‬
‫اعتمدت المعيار الموضوعي وحده‪ ،‬إلخراج طائفة من الصفقات العمومية من الخضوع لإلجراءات‬
‫الشكلية‪ ،‬وإعطاء اإلدارة إمكانية اتباع اإلجراءات المكيفة‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬صفقات األشغال أو اقتناء اللوازم‪ :‬صفقات األشغال أو اقتناء اللوازم‪ :‬تعرف صفقة األشغال‬
‫العامة بأنها اتفاق بين طرفين أحدهما إدارة عمومية‪ ،‬موضوعه القيام ببناء أو ترميم أو صيانة عقار‬
‫لحساب شخص معنوي عام‪ ،‬مقابل مبلغ متفق عليه مسبقا‪ ،‬بغرض تحقيق مصلحة عامة ورغم أن‬
‫المرسوم الرئاسي ‪ 545/57‬لم يقدم تعريفا لصفقات األشغال‪ ،6‬فإن المادة ‪ 52‬منه تطرقت بنوع من‬
‫التفصيل لمحتوى صفقات األشغال العامة‪ ،‬فقد أوضحت الفقرة ‪ 53‬من هذه المادة هدف األشغال العامة‬
‫بينما فصلت الفقرة ‪ 54‬في طبيعة وموضوع األشغال‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أنه إذا كان الموضوع األساسي‬
‫للصفقة يتمثل في األشغال‪ ،‬فهي صفقة أشغال حتى لو تضمنت خدمات‪.‬‬

‫وتعرف صفقة اللوازم أو التوريد بأنها اتفاق يقوم بموجبه شخص طبيعي أو معنوي بتزويد إدارة‬
‫عامة باحتياجاتها من المنقوالت‪ ،‬مقابل مبلغ متفق عليه مسبقا‪ ،‬من أجل تحقيق مصلحة عامة‪ ،‬وقد‬
‫اكتفت الفقرة ‪ 56‬من المادة ‪ 52‬المذكورة بتحديد أهداف صفقة اللوازم حيث تهدف إلى اقتناء أو إيجار‬
‫أو بيع باإليجار‪ ،‬لعتاد أو مواد‪ ،‬لكن إذا كان اإليجار مرفوقا بخدمات‪ ،‬فإن موضوع الصفقة يخرج عن‬
‫إطار اقتناء اللوازم‪ ،‬ويدخل في إطار صفقة الخدمات‪ ،‬ويمكن أن يكون موضوع صفقة اللوازم متعلقا‬
‫بوضع وتنصيب اللوازم المدرجة في العقد شرط عدم تجاوز مبلغ التنصيب مبلغ اقتناء هذه اللوازم‬
‫وعندما يجمع الموضوع بين اللوازم والخدمات تأخذ الصفقة شكل اللوازم‪ ،‬إذا كان مبلغها أكثر من مبلغ‬
‫الخدمات‪.2‬‬

‫إن قانون الصفقات العمومية ميز بين صفقات األشغال وصفقات اللوازم‪ ،‬نظ ار لخصوصية كل نوع‬
‫وما ينجر عنه من اختالفات فيما يخص بعض اإلج ارءات المتبعة في اإلبرام‪ ،‬وبعض أشكال الرقابة‬
‫التي تخضع لها الصفقات‪ ،‬وذلك في كل مراحلها‪ ،‬غير أن المادة ‪ 53‬من المرسوم ‪ 545/57‬لم تميز‬
‫بين صفقات األشغال وصفقات اللوازم من حيث الشرط المالي الذي يتخذ كمعيار لتطبيق اإلجراءات‬
‫المكيفة بدال عن اإلجراءات الشكلية‪ ،‬وهو عدم تجاوز القيمة التقديرية للصفقة مبلغ ‪ 55‬مليون دينار‬
‫جزائري‪.‬‬

‫‪551‬‬
‫عفرون محمد‬ ‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر‬
‫حسب المرسوم الرئاسي ‪742/51‬‬

‫ثانيا‪ :‬صفقات الدراسات أو الخدمات‪ :‬إن صفقة الدراسات هي اتفاق يقوم بموجبه شخص طبيعي أو‬
‫معنوي بمقتضاه بإنجاز دراسات محددة‪ ،‬لصالح شخص معنوي عام‪ ،‬مقابل مبلغ محدد‪ ،‬تحقيقا لخدمة‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬ويتميز موضوع هذا النوع من الصفقات بأن طابعه فني‪ ،‬يحتاج إلى مستوى معين من‬
‫مهارات فنية وتقنية وعلمية‪ ،8‬لذلك فإن قانون الصفقات العمومية أكد أن هدف هذه الدراسات هو تقديم‬
‫خدمات فكرية‪ ،‬وقد جاء تحديد مضمون هذه الخدمات الفكرية في الفقرتين ‪ 55 ،55‬من المادة ‪52‬‬
‫المذكورة‪ ،‬وهي تختلف عن الخدمات العادية‪ ،‬وقد أعطى المشرع الجزائري مفهوما واسعا للخدمات‬
‫عندما نص عليها في الفقرة ‪ 55‬من المادة ‪.... " :52‬تهدف الصفقة العمومية للخدمات المبرمة مع‬
‫متعهد خدمات إلى إنجاز تقديم خدمات‪ ،‬وهي صفقة عمومية تختلف عن صفقات األشغال أواللوازم‬
‫أوالد ارسات" ومن خالل هذه الفقرة يتضح أن المشرع الجزائري لم يحدد بدقة المواضيع التي تشملها‬
‫صفقات الخدمات ويرجع ذلك إلى صعوبة التحديد من جهة‪ ،‬وإلى ضرورة عدم تقييد اإلدارة في مجال‬
‫الخدمات الذي يعتبر واسعا‪ ،‬فكل ما يخرج عن األشغال واللوازم والدراسات‪ ،‬يدخل في الخدمات‪ ،‬وإذا‬
‫تعلق مبلغ الصفقة بالدراسات أو الخدمات‪ ،‬يمكنها اتباع اإلجراءات المكيفة متى كان المبلغ يسياوي أو‬
‫أقل من ‪ 56‬ماليين دينار جزائري‪ ،‬وما يالحظ أن هذا المبلغ أقل من ‪ 55‬مليون دينا المحدد في‬
‫صفقات األشغال أو اللوازم ولعل هذا االختالف يرجع إلى تكلفة الخدمات والدراسات‪ ،‬التي تكون في‬
‫الغالب أقل من تكاليف الصفقات األخرى‪ ،‬لذلك خفظ المشرع الجزائري من قيمة الحد األدنى من المبالغ‬
‫المالية المحددة التباع اإلجراءات الشكلية في صفقات الدراسات والخدمات نظ ار ألهميتها‪ ،‬وحتى ال تفلت‬
‫من اإلجراءات وأشكال الرقابة المنصوص عليها في حالة اتباع اإلدارة اإلجراءات الشكلية في إبرام هذا‬
‫النوع من الصفقات العمومية‪.‬‬

‫يتبين من نص المادة ‪ 52‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 545/57‬أن المشرع الجزائري اهتم بتفصيل‬
‫موضوع وهدف الصفقة العمومية‪ ،‬وهذا األمر يساعد اإلدارة على اختيار اإلجراء األنسب في إبرام الثفقة‬
‫والعمومية‪ ،‬كما يتضح أن المشرع اعتماد معيا ار مزدوجا‪ ،‬زاوج من خالله بين المعيار المالي والمعيار‬
‫الموضوعي‪ ،‬في تحديد شروط الخضوع لإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نطاق تطبيق اإلجراءات المكيفة بترجيح المعيار الموضوعي‪.‬‬

‫‪552‬‬
‫عفرون محمد‬ ‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر‬
‫حسب المرسوم الرئاسي ‪742/51‬‬

‫إن المشرع الجزائري تبنى معيا ار موضوعيا محضا في تحديد الطلبات التي تتم تلبيتها بموجب صفقات‬
‫عمومية اعتمادا على اإلجراءات المكيفة‪ ،‬وهذا يعني أن هناك بعض الصفقات ال تخضع إلى اإلجراءات‬
‫الشكلية في إبرامها مهما كانت مبالغها‪ ،‬وذلك بحكم موضوعها (الفرع األول)‪ ،‬وقد أورد المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ 545/57‬حاالت تطبيق المعيار الموضوعي في إطار القسم الفرعي الثاني بعنوان اإلجراءات‬
‫المكيفة‪ ،‬وأورد حاالت في أحكام متفرقة من خارج هذا العنوان‪ ،‬ونذكر في هذا الصدد الطلبات المحددة‬
‫في المادة ‪ ( 54‬الفرع الثاني) وكذا الطلبات الواردة في المادة ‪ ( 57‬الفرع الثالث)‬

‫الفرع األول‪ :‬الخدمات ذات النمط العادي والطابع المتكرر‬

‫جاء في المادة ‪ 5/56‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 545/57‬ما يلي‪ " :‬في حالة الخدمات ذات النمط‬
‫العادي والطابع المتكرر‪ ،‬يمكن المصلحة المتعاقدة اللجوء لإلستشارة‪ ،‬بغض النظر عن األحكام المخالفة‬
‫للمادة ‪ 55‬أدناه‪ ".....‬يتضح من خالل هذه المادة التي وردت ضمن اإلجراءات المكيفة‪ ،‬أن الخدمات‬
‫العادية التي ال تتطلب مواصفات تقنية أو تكنولوجية عالية‪ ،‬أو إذا كانت من الطلبات التي تحتاجها‬
‫اإلدارة العمومية بشكل دائم وتدخل في التسيير اليومي للمرفق العام‪ ،‬يمكن تلبيتها عن طريق االستشارة‬
‫وهذا يعني إمكانية االستغناء عن اإلجراءات الشكلية إلبرام صفقة‪ ،2‬ومن خالل صياغة هذه الفقرة فإن‬
‫المشرع لم يشترط بلوغ الطلبات حدا ماليا معينا‪ ،‬مما يعني أن اإلدارة يمكنها اللجوء إلى اإلجراءات‬
‫المكيفة متى قدرت أن حاجاتها من الخدمات العادية والمتكررة‪ ،‬غير أن الفقرة الثانية من هذه المادة‬
‫وضعت قيدا وحدا يجب أن تلتزم به إلدارة‪ ،‬وهو عندما تتجاوز مبالغ الطلبات الحدود الدنيا المحددة‬
‫بموجب المادة ‪ ،53‬فإن اإلدارة تكف عن اتباع اإلجراءات المكيفة‪ ،‬وتتبع اإلجراءات الشكلية‪ ،‬وهذا يعني‬
‫إبرام صفقة جديدة تدرج فيها الطلبات التي سبق تلبيتها والطلبات الجديدة‪ ،‬وهذا يعني عدم إمكانية التقيد‬
‫بكل اإلجراءات الشكلية‪ ،‬خاصة اإلجراءات التي تسبق عملية اإلبرام‪ ،‬ال سيما اإلعالن عن طلب‬
‫العروض وإجراءات اختيار المتعامل المتعاقدـ‪ ،‬فإلدارة في هذه الحالة ال تتبع كل اإلجراءات الشكلية‪ ،‬بل‬
‫تتب ع فقط بعض اإلجراءات على سبيل التسوية‪ ،‬وتبقى في إطار اإلجراءات المكيفة بشكل عام‪ ،‬وهذا‬
‫معناه أن المشرع اختار تغليب المعيار الموضوعي على المعيار المالي من أجل اللجوء إلى اإلجراءات‬
‫المكيفة‪.‬‬

‫‪.‬الفرع الثاني‪ :‬الطلبات التي يكون موضوعها خدمات خاصة‬

‫‪553‬‬
‫عفرون محمد‬ ‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر‬
‫حسب المرسوم الرئاسي ‪742/51‬‬

‫ورد في نص المادة ‪ 54‬من المرسوم الرئاسي ‪ 545/57‬أن المصلحة المتعاقدة يمكنها اتباع‬
‫اإلجراءات المكيفة عندما يتعلق األمر بالطلبات التي يكون موضوعها الخدمات المتعلقة بالنقل‪ ،‬الفندقة‬
‫اإلطعام‪ ،‬وكل الخدمات القانونية‪ ،‬وهذا دون النظر إلى المبالغ المالية لهذه الخدمات‪ ،‬ورغم أن المشرع‬
‫الجزائري وضع السقف المالي لصفقات الخدمات وحدده ب ‪ 56‬ماليين دينار‪ ،‬إال أنه استثنى بعض‬
‫الخدمات وأطلق عليها وصف الخدمات الخاصة‪ ،‬لكن السؤال الذي يطرح في هذا المجال هو ما وجه‬
‫الخصوصية في هذه الخدمات؟ فالسوق توفر عددا معتب ار من المتعاملين الذين ينشطون في هذه‬
‫المجاالت‪ ،‬فإذا كانت هذه الخدمات ذات طبيعة خاصة من حيث اشتراط قدرات خاصة ومواصفات تقنية‬
‫دقيقة‪ ،‬فإنه يفترض تشديد اإلجراءات أكثر وليس تخفيفها‪ ،‬أما إذا كان السبب يتمثل في المبالغ المالية‬
‫الصغيرة التي تكلفها هذه الخدمات بحكم طبيعتها‪ ،‬فإن السقف المالي المحدد لطلبات الخدمات‬
‫والدراسات يمكن أن يفي بالغرض‪ ،‬حيث يتحقق التخفيف على اإلدارة‪ ،‬والحفاظ على المال العام‬
‫وبالنسبة للخدمات القانونية‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن نص المادة ‪ 54‬جاء عاما ولم يحدد طبيعة هذه‬
‫الخدمات‪ ،‬خاصة وأن المادة ‪ 55‬من المرسوم ‪ 545/57‬أوردت استثناءات لبعض العقود التي ال تخضع‬
‫ألحكام هذا المرسوم ومن بينها عقود متعلقة بخدمات قانونية‪.51‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الطلبات المحددة بالمادة ‪ 71‬من المرسوم ‪742/51‬‬

‫جاء في المادة ‪ 57‬أن الطلبات المتعلقة بتكاليف الماء والغاز والكهرباء والهاتف واإلنترنيت يتم إبرام‬
‫صفقاتها طبقا ألحكام المادة ‪ 34‬من هذا المرسوم‪ ،‬وتتضمن هذه المادة أحكاما تتعلق بصفقات الطلبات‬
‫حيث تتميز هذه الصفقات بصعوبة تحديد تكاليفها أو كميات الطلبات بصفة دقيقة‪ ،‬فتضع المصلحة‬
‫المتعاقدة حدا أقصى وحدا أدنى لكمية االحتياجات المقدرة خالل فترة زمنية محددة‪ ،‬ونظ ار للطبعة‬
‫الخاصة للخدمات المحددة في المادة ‪ ،57‬فإن اإلدارة ال تستطيع أن تتنبأ بشكل دقيق بتكاليفها‪ ،‬إضافة‬
‫إلى ذلك فإن احتكار بعض المؤسسات العمومية لبعض هذه المجاالت ( الشركة العمومية للكهرباء‬
‫والغاز) وخصوصية خدمة الهاتف واإلنترنيت‪ ،‬ال توفر لإلدارة خيارات تمكنها من طرح هذه االحتياجات‬
‫أمام المنافسة‪ ،‬وبناء على هذه االعتبارات خصت المادة ‪ 57‬بالذكر الصفقات التي موضوعها يتعلق‬
‫بالماء والكهرباء والغاز والهاتف واإلنترنيت‪ ،‬وأعفتها من اإلجراءات الشكلية‪ ،‬وأضافت الفقرة ‪ 55‬من هذه‬
‫المادة أنه يمكن إبرام صفقات تسوية على هذه الطلبات بصفة استثنائية‪ ،‬بمجرد تبليغ اإلعتمادات المالية‬

‫‪554‬‬
‫عفرون محمد‬ ‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر‬
‫حسب المرسوم الرئاسي ‪742/51‬‬

‫المرصودة لهذه الطلبات‪ ،‬وهذا بغض النظر عن مخالفة أحكام المادة ‪ 55‬المتعلقة بتحديد الحاجيات‬
‫وتقدير المبلغ المالي للطلبات‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مضمون اإلجراءات المكيفة وأثرها على مبادئ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫إن العبرة من إقرار هذه اإلجراءات المكيفة هي التخفيف على اإلدارة‪ ،‬ألن اإلجراءات الشكلية طويلة‬
‫وتستغرق وقتا‪ ،‬كما تفرض على اإلدارة إجراءات رقابية أكثر تعقيدا‪ ،‬ولم ينص مرسوم الصفقات‬
‫العمومية صراحة على مضمون اإلجراءات المكيفة‪ ،‬لكن بالرجوع إلى نص المادة ‪ ،54‬نجد أنها ألزمت‬
‫اإلدارة باتباع إجراءات اإلشهار المالئم (المطلب األول)‪ ،‬وطلب استشارة كتابية‪ ،‬من أجل اختيار أحسن‬
‫عرض من حيث المزايا االقتصادية‪ ،‬كل هذا ضمانا الحترام المبادئ المنصوص عليها في المادة ‪57‬‬
‫من المرسوم الرئاسي ‪ ،545/57‬غير أن اإلجراءات المكيفة ال تعفي اإلدارة من ضرورة توخي تحقيق‬
‫هذه المبادئ في كل األحوال‪( .‬المطلب الثاني)‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلشهار المالئم لطلبات اإلدارة‪.‬‬

‫تعطي الفقرة ‪ 55‬من المادة ‪ 53‬من المرسوم ‪ 545/57‬الحرية لإلدارة في إعداد إجراءات داخلية‬
‫إلبرام صفقات الطلبات التي تتوفر فيها شروط اإلجراءات المكيفة‪ ،‬وفي إطار مبادئ الصفقات العمومية‬
‫فإن الدعوة للمنافسة هي إحدى اإلجراءات المطلوبة قبل إجراء اإلستشارة (الفرع األول)‪ ،‬أما إذا اختارت‬
‫اإلدارة أسلوب التراضي البسيط‪ ،‬فال تكون ملزمة باإلشهار لإلعالن عن طلباته (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حاالت إلزامية اإلشهار لطلبات اإلدارة‬

‫يمثل اإلشهار عنصر إلزامي عندما تلجأ اإلدارة إلى أجراء اإلستشارة‪ ،‬لكن تحديد كيفيات اإلشهار‬
‫يرجع للسلطة التقديرية لإلدارة‪ ،‬إال إذا اختارت أن يكون اإلشهار طبقا للكيفيات التي حددتها أحكام‬
‫المادة ‪ 65‬من هذا المرسوم‪ ،‬وهي شروط خاصة باإلبرام وفقا لطريقة طلب العروض‪ ،‬ففي هذه الحالة‬
‫يجب على األدارة مواصلة العمل بهذا اإلجراء‪ ،‬ويستنتج من ذلك أن األصل هو السلطة التقديرية لإلدارة‬
‫في اختيار كيفيات ووسائل إشهار اإلستشالرة‪ ،‬وتجد هذه الحرية كذلك سندها القانوني في أحكام المادة‬

‫‪555‬‬
‫عفرون محمد‬ ‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر‬
‫حسب المرسوم الرئاسي ‪742/51‬‬

‫‪ 72‬بشكل عام‪ ،‬فاإلدارة تختار كيفيات التعاقد بناء على األهداف التي سطرتها‪ ،‬لكن هذه السلطة‬
‫التقديرية ليست مطلقة‪ ،‬فالمصلحة المتعاقدة عليها تبرير اختياراتها‪.55‬‬

‫ويمثل اإلشهار أحد الضمانات لتحقيق مبادئ الشفافية والمساواة والحرية‪ ،‬لكن لتجسيد هذه المبادئ‬
‫يجب أن يتم اإلشهار بالطريقة التي تؤدي إلى إعالم أكبر عدد من المتعاملين اإلقتصاديين والجمهور‬
‫بطلبات اإلدارة‪ ،‬وتزويدهم بأكبر قدر من المعلومات‪ ،‬وهذا يفتح الباب أمام المنافسة النزيهة التي تعود‬
‫بالفائدة على الجميع‪.57‬‬

‫إن اإلدارة عندما تريد اإلعالن عن طلباتها باتباع طريقة اإلستشارة‪ ،‬يمكنها اتباع طريقة اإلشهار‬
‫الصحفي وفقا لإلجراءات المتبعة في طلب العروض‪ ،‬كما يمكنها اختيار طريقة أخرى ‪ ،‬شرط أن يكون‬
‫اإلشهار مالئما‪ ،‬وإذا اختارت اإلدارة تخفيف شكل اإلشهار بأن تتجنب إجراءات اإلشهار المطلوب في‬
‫طلب العروض‪ ،‬فإنها تفتح لنفسها عدة خيارات‪ ،‬وتوسع من سلطاتها التقديرية‪ ،‬وفي هذه الحالة قد يؤدي‬
‫سوء استعمال اإلدارة سلطتها التقديرية إلى المساس بحرية المنافسة ومبادئ الشفافية والمساواة‪ ،‬كما أن‬
‫عبارة "اإلشهار المالئم " غير دقيقة وعامة ويمكن إعطاؤها عدة تفسيرات‪ ،53‬وال يعتبر اإلشهار الطريقة‬
‫الوحيدة المقررة إلفصاح اإلدارة عن نيتها في التعاقد قصد تلبية حاجياتها باإلجراءات المكيفة‪ ،‬فجوهر‬
‫اإلستشارة يتطلب أن تكون كتابية‪ ،‬بواسطة رسالة استشارة توجه لمتعاملين اقتصاديين بعينهم‪ ،‬وعليه‬
‫يمكن اعتبار اإلشهار في اإلجراءات المكيفة بمثابة اإلستشارة العامة التي توجهها اإلدارة لعدد غير‬
‫محدد من األشخاص‪ ،‬بغرض دعوتهم للتعاقد معها‪ ،‬أما اإلستشارة الكتابية فهي خاصة‪ ،‬ألنها موجهة‬
‫للمتعاملين اإلقتصاديين المؤهلين‪ ،‬الذين يمكنهم تحقيق أهداف اإلدارة بفعالية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت عدم إلزامية اإلشهار‪.‬‬

‫إن اإلشهار في مجال التعاقد بواسطة اإلجراءات المكيفة ليس إلزاميا في كل الحاالت‪ ،‬وإذا كان‬
‫اإلشهار إلزاميا في حاالت اإلستشارة‪ ،‬فإن اإلدارة ال تكون مجبرة على إشهار طلباتها عندما يكون‬
‫بإمكانها اختيار إبرام صفقتها عن طريق التراضي البسيط‪ ،54‬وعرفت المادة ‪ 45‬من المرسوم ‪545/57‬‬
‫التراضي أنه إجراء تخصيص الصفقة لمتعامل واحد دون الدعوة الشكلية للمنافسة‪ ،‬وتعدد المادة ‪ 42‬من‬

‫‪556‬‬
‫عفرون محمد‬ ‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر‬
‫حسب المرسوم الرئاسي ‪742/51‬‬

‫هذا المرسوم الحاالت التي تتيح لإلدارة اتباع طريقة التراضي البسيط‪ ،‬وهي حاالت ال تستدعي إشهار‬
‫الطلبات‪ ،‬ألن هذه الطريقة تقتضي توجه اإلدارة إلى متعامل واحد بعينه بغرض التعاقد معه‪.‬‬

‫وبموجب المادة ‪ 55‬من هذا المرسوم‪ ،‬ال تكون محل إشهار الطلبات التي يقل مبلغها التقديري عن‬
‫المبالغ التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬واحد (‪ )55‬مليون دينار جزائري‪ ،‬لطلبات األشغال أواللوازم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خمسمائة ألف (‪ )755555‬دينار جزائري لطلبات الدراسات أو الخدمات‪.‬‬

‫ويتم احتساب هذه الطلبات خالل نفس السنة المالية‪ ،‬وحسب كل ميزانية على حدة‪ ،‬وهذه الطلبات‬
‫رغم مبالغها المالية البسيطة‪ ،‬إال أن أهميتها تكمن في طابعها المتكرر‪ ،‬مما يعطي اجتماع مبالغها‬
‫أهمية وقيمة مالية كبيرة‪ ،‬ومع غياب اإلشهار في هذا النوع من الطلبات‪ ،‬تكون مبادئ الشفافية والحرية‬
‫والمساواة عرضة للتهديد‪ ،‬خاصة إذا أساءت اإلدارة سلطتها التقديرية الواسعة عن قصد أو بغير قصد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات اإلستشارة واختيار المتعامل المتعاقد‪.‬‬

‫ترك المشرع الجزائري لإلدارة حرية إعداد ترك المشرع الجزائري لإلدارة حرية إعداد جراءات داخلية‬
‫إلبرام صفقاتها ذات اإلجراءات المكيفة‪ ،‬لكن اإلدارة تتجنب قدر اإلمكان التوسع في استعمال سلطتها‬
‫التقديرية‪ ،‬لذلك تلجأ في الغالب إلى اتباع إحراء اإلستشارة‪ ،‬وفقا لإلجراءات المنصوص عليها في طريقة‬
‫التراضي بعد اإلستشارة‪ ،‬فتقوم بإعداد دفتر شروط اإلستشارة (الفرع األول)‪ ،‬الذي تحدد فيه كل الشروط‬
‫واإلجراءات الختيار المتعامل المتعاقد ( الفرع الثاني)‬

‫الفرع األول‪ :‬دفتر شروط اإلستشارة‪.‬‬

‫إن اإلدارة عندما تختار إجراء اإلستشارة في اإلجراءات المكيفة‪ ،‬تقوم بإعداد دفتر شروط خاص‬
‫باإلستشارة‪ ،‬ويجب توفير عدد مقبول من النسخ‪ ،‬لتمكين أكبر عدد من المهتمين بتلبية حاجيات اإلدارة‬
‫من الحصول على دفتر الشروط‪ ،‬وفي هذا الصدد يجب أن يكون المحتوى متطابقا في كل النسخ التي‬

‫‪557‬‬
‫عفرون محمد‬ ‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر‬
‫حسب المرسوم الرئاسي ‪742/51‬‬

‫يتحصل عليها المتعاملون اإلقتصاديون‪ ،‬وذلك تحقيقا لمبدأ المساواة في معاملة المترشحين‪ ،‬الذين‬
‫يخضعون لشروط وإجراءات موحدة‪ ،51‬وتماشيا مع طبيعة اإلجراءات المكيفة يجب تبسيط وثائق‬
‫اإلستشارة خصوصا فيما يتعلق بمنهجية التقييم‪ ،‬ومدة تحضير العروض‪ ،56‬واستنادا إلى تبسيط‬
‫اإلجراءات تعفى دفاتر شروط اإلستشارة من الرقابة القبلية للجان الصفقات العمومية وهي رقابة خارجية‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن قانون الصفقات العمومية حدد بعض الحاالت التي ال تحتاج إلى اتباع إجراء‬
‫اإلستشارة‪ ،‬وهي الحاالت المتعلقة بإجراء التراضي البسيط كما نظمتها المادتين ‪ 42 ،57‬من المرسوم‬
‫‪ ،545/57‬باإلضافة إلى الحاالت المحددة في المادة ‪ 55‬من هذا المرسوم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات اختيار المتعامل المتعاقد‪.‬‬

‫تعتبر مرحلة تقييم العروض حاسمة في اختيار المتعامل اإلقتصادي الذي سيكون طرفا في عقد‬
‫الصفقة العمومية‪ ،‬لذلك تحدد دفاتر الشروط المواصفات التقنية والشروط المالية وكل قدرات المترشحين‬
‫حيث تعتبر هذه العناصر معايير اإلختيار التي يتسابق المتعهدون حولها‪ ،‬وإلضفاء النزاهة والشفافية‬
‫على عملية التقييم‪ ،‬فإن قانون الصفقات العمومية أوكل مهمة فتح أظرفة التعهد وتقييم العروض التي‬
‫تحملها إلى لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض‪ ،‬وهي لجنة تابعة للمصلحة المتعاقدة‪ ،‬لذلك هي تمارس‬
‫رقابة داخلية‪ ،‬وتؤدي هذه اللجنة عملها وفقا للمهام الصالحيات المحددة بالقانون‪ ،52‬وتتقيد اللجنة‬
‫بالمعايير المحددة في دفتر الشروط‪ ،‬غير أن عملها ال يتعدى ترتيب المترشحين‪ ،‬أما اختيار المتعهد‬
‫الفائز بالصفقة فهو من صالحيات المصلحة المتعاقدة‪ ،‬وتقوم منهجية تقييم العروض على أحد‬
‫الخيارين‪ ،‬األول يتمثل في اعتماد معايير متعددة‪ ،‬مثل النوعية‪ ،‬آجال التسليم‪ ،‬السعر‪ ،‬الطابع الجمالي‬
‫والوظيفي‪...‬الخ‪ ،‬أما الخيار الثاني هو اعتماد معيار السعر وحده إذا سمح موضوع الصفقة بذلك‪.‬‬

‫ويخضع تحديد معايير اإلختيار إلى موضوع الطلبات‪ ،‬فإذا كانت طلبات اإلدارة من النوع العادي‬
‫أو كان المطلوب متوف ار في السوق بمواصفات مقبولة‪ ،‬يمكن اعتماد معيار السعر وحده‪ ،‬مع ضرورة‬
‫تحديد حد أدنى للمواصفات التقنية‪ ،‬وهذا تفاديا لفوز متعامل يقدم عرضا بمواصفات رديئة وبسعر أقل‪،‬‬
‫أما إذا كانت الطلبات تقتضي توفر مواصفات تقنية أو فنية معتبرة‪ ،‬فإنه يجب اإلعتماد على عدة‬

‫‪558‬‬
‫عفرون محمد‬ ‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر‬
‫حسب المرسوم الرئاسي ‪742/51‬‬

‫معايير تمزج بين السعر والنوعية‪ ،‬وفي كل األحوال يجب أن يبنى اختيار اإلدارة على انتقاء العرض‬
‫الذي يحقق أحسن المزايا اإلقتصادية‪ ،‬وفي جميع األحوال يقع على اإلدارة تعليل اختياراتها ‪.58‬‬

‫إن إجراءات تقييم العروض في اإلستشارة يمكن أن تنتهي عند إرساء الصفقة على أحد المتعهدين‬
‫الذي يعتبر فائزا‪ ،‬كما يمكن أن تنتهي إلى عدم الجدوى‪ ،‬وفي الحالتين يجب على اإلدارة إعالن النتيجة‬
‫بنفس كيفيات اإلعالن عن اإلستشارة‪ ،‬وذلك حتى يكتمل التزام المصلحة المتعاقدة بمبادئ الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬كذلك فإن اإلعالن عن نتائج اإلستشارة مرتبط بحق الطعن المقرر لصلح المتعهدين غير‬
‫الفائزين بالصفقة‪.‬‬

‫خاتمة‪.‬‬
‫يعتبر مضوع الصفقات العمومية مجاال خصبا لكل أنواع الفساد اإلداري والمالي‪ ،‬خاصة إذا‬
‫أساءت السلطة اإلدارية استعماله‪ ،‬لذلك فإن القواعد القانونية المنظمة لهذا المجال تلعب دو ار بار از في‬
‫مكافحة الفساد بكل أشكاله‪ ،‬وعلى هذا األساس جاء تنظيم الصفقات العمومية محتويا على كل‬
‫اإلجراءات واألشكال التي يجب على اإلدارة أن تلتزم بها عندما تريد تلبية الحاجات العمومية‪ ،‬غير أن‬
‫هذه اإلجراءات رغم أهميتها يمكن أن تتسبب في عرقلة نشاط اإلدارة واستغراق وقت طويل‪ ،‬لهذا السبب‬
‫جاءت ضمن أحكام المرسوم الرئاسي ‪ 545/57‬اإلجراءات المكيفة‪ ،‬غير أن األحكام المنظمة لهذه‬
‫اإلجراءات المكيفة وردت عامة وغير مفصلة بما يكفي‪ ،‬مما يفتح الباب واسعا لسلطة اإلدارة التقديرية‬
‫وقد حان الوقت لتعديل قانون الصفقات العمومية‪ ،‬وتنظيمها بموجب تشريع برلماني بدال عن النص‬
‫التنظيمي الساري حاليا‪ ،‬وهذا تماشيا مع التعديل الدستوري لسنة ‪ ،5555‬الذي أدخل مجال الصفقات‬
‫العمومية ضمن المجاالت التي يشرع فيها البرلمان ‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 55/532‬من هذا الدستور‬
‫على‪ " :‬يشرع البرلمان في الميادين التي يخصصها له الدستور‪ ،‬وكذلك في المجاالت اآلتية‪:....‬‬

‫– ‪10‬القواعد العامة المتعلقة بالصفقات العمومية"‪....‬‬

‫وبذلك يكون البرلمان قد استرجع هذه الصالحية من يد السلطة التنفيذية‪ ،‬فالتشريع يختص بإضفاء‬
‫الضمانات الالزمة للحقوق والمبادئ الواردة في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬فضال عن أن النص‬
‫التشريعي يتميز بصعوبة تعديله مقارنة بالنصوص التنظيمية‪ ،‬كما أن خضوعه للرقابة الدستورية يجعله‬
‫األجدر بتحقيق ثبات القواعد القانونية‪ ،‬هذا الثبات ال يعني الجمود‪ ،‬ألن تشريع الصفقات العمومية‬
‫‪559‬‬
‫عفرون محمد‬ ‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر‬
‫حسب المرسوم الرئاسي ‪742/51‬‬

‫سيكون بحاجة إلى نصوص تطبيقية تفصل أكثر في الجوانب التقنية للصفقات العمومية‪ ،‬بذلك يسهل‬
‫التفصيل في اإلجراءات المكيفة‪ ،‬بواسطة مرسوم تنفيذي يخضع بدوره لرقابة البرلمان ولرقابة القضاء‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ - 5‬المادة ‪ 57‬من المرسوم الرشاسي رقم ‪ 545 /57‬المؤرخ في ‪ 57‬سبتمبر سنة ‪ ،5557‬يتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،75‬بتاريخ ‪55‬‬
‫سبتمبر ‪.5557‬‬

‫‪ - 5‬هذا ما أكدت عليه المادة ‪ 55‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪545/57‬‬

‫‪ – 3‬أ ‪ /‬سماحي إبراهيم‪ ،‬تحديد الحاجات في مجال الصفقات العمومية كآلية للحفاظ على المال العام‪ ،‬مجلة‬
‫البحوث القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬جوان ‪ ،5557‬ص ‪.544‬‬
‫‪ - 4‬أ ‪ /‬عياد بوخالفة‪ ،‬خصوصيات الصفقات العمومية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون‬
‫جامعة تيزي وزو‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬سنة ‪ ،5552‬ص ‪52.‬‬

‫‪ - 7‬أ ‪ /‬لغواطي محمد‪ ،‬أ‪ /‬بن جلول مصطفى‪ ،‬إشكاالت تحديد الحاجات في الصفقات العمومية‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،6‬العدد ‪ ،5‬جوان ‪ ،5555‬ص ‪.555‬‬
‫‪ - 6‬د‪ /‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر سنة‬
‫‪ ،5555‬ص ‪25.‬‬

‫‪ - 5‬تبرز أهمية صفقات اللوازم من خالل تخصيص الفقرات ‪ ،52 ،52 ،55 ،56‬من المادة ‪ 52‬من المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 545 /57‬الذي حدد بشكل مفصل المواضيع التي تدخل ضمن صفقات اللوازم‪.‬‬
‫‪ - 2‬د‪ /‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ - 2‬إن اللجوء إلى االستشارة تعني اتباع اإلجراءات المكيفة‪ ،‬وهذا يستنتج من نص المادة ‪ 54‬من المرسوم‬
‫الرئاسي ‪ " :545/57‬يجب أن تكون الحاجات المذكورة أعاله محل إشهار مالئم واستشارة متعاملين‬
‫اقتصاديين‪ "....‬والمقصود بالحاجات تلك التي تكون محل اإلجراءات المكيفة حسب الشروط المحددة في المادة‬
‫‪53‬من هذا المرسوم‪.‬‬

‫‪560‬‬
‫عفرون محمد‬ ‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر‬
‫حسب المرسوم الرئاسي ‪742/51‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪ – 55‬المادة ‪ 55‬من المرسوم الرئاسي ‪ " : 545/57‬ال تخضع ألحكام هذا الباب‪ ،‬العقود اآلتية‪.... :‬‬
‫المتعلقة بخدمات الصلح والتحكيم‪ - ،‬المبرمة مع محامين بالنسبة لخدمات المساعدة والتمثيل‪"....‬‬
‫للمزيد من التفاصيل‪ ،‬ينظر‪ :‬د‪ /‬صالح زمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬

‫‪ - 55‬المادة ‪ 65‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 545/57‬تنص على‪ " :‬يجب على المصلحة المتعاقدة أن تعلل‬
‫اختياراتها عند كل رقابة تمارسها أي سلطة مختصة"‬

‫‪ - 55‬د‪ /‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.575‬‬


‫‪ -53‬أ‪ /‬لميز أمينة‪ ،‬د‪ /‬لعرج سمير‪ ،‬اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬وأثرها على مبدأ حرية‬
‫المنافسة‪ ،‬على ضوء المرسوم الرئاسي ‪ ،545/57‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ -56‬العدد ‪ ،55‬ديسمبر ‪ ،5555‬ص ‪.562‬‬
‫‪ - 54‬المادة ‪ 57‬من المرسومالرئاسي ‪ 545/57‬تنص على‪ " :‬تعفى الصفقات العمومية المبرمة حسب‬
‫الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 42‬من هذا المرسوم من اإلستشارة"‪.‬‬

‫‪ - 57‬تحدد المادة ‪ 56‬من المرسوم الرئاسي ‪ 545/57‬العناصر اإللزامية التي يجب أن يتحتويها دفاتر‬
‫الشروط‪.‬‬

‫‪ - 56‬د‪ /‬صالح زمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬


‫‪ - 55‬المادة ‪ 55‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.545/57‬‬
‫‪ - 52‬أ‪ /‬عياد بوخالفة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪43‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ - 1‬د‪ /‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‬
‫الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،1111‬ص ‪.01‬‬
‫ب ‪ -‬األطروحات والمذكرات‪:‬‬

‫‪561‬‬
‫عفرون محمد‬ ‫اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية في الجزائر‬
‫حسب المرسوم الرئاسي ‪742/51‬‬

‫‪ -5‬أ ‪ /‬عياد بوخالفة‪ ،‬خصوصيات الصفقات العمومية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير في‬
‫القانون‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬سنة ‪ ،5552‬ص ‪.52‬‬

‫ج – المقاالت‪:‬‬

‫‪ - 5‬أ ‪ /‬سماحي إبراهيم‪ ،‬تحديد الحاجات في مجال الصفقات العمومية كآلية للحفاظ على المال‬
‫العام‪ ،‬مجلة البحوث القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬جوان ‪ ،5557‬ص ‪.544‬‬
‫‪ - 5‬أ ‪ /‬لغواطي محمد‪ ،‬أ‪ /‬بن جلول مصطفى‪ ،‬إشكاالت تحديد الحاجات في الصفقات العمومية‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،6‬العدد ‪ ،5‬جوان ‪ ،5555‬ص ‪.555‬‬

‫‪ -3‬أ‪ /‬لميز أمينة‪ ،‬د‪ /‬لعرج سمير‪ ،‬اإلجراءات المكيفة في إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬وأثرها على مبدأ‬
‫حرية المنافسة‪ ،‬على ضوء المرسوم الرئاسي ‪ ،545/57‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ -56‬العدد ‪ ،55‬ديسمبر ‪ ،5555‬ص ‪.562‬‬

‫د – النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪ - 5‬المرسوم الرشاسي رقم ‪ 545 /57‬المؤرخ في ‪ 57‬سبتمبر سنة ‪ ،5557‬يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،75‬بتاريخ ‪ 55‬سبتمبر‬
‫‪.5557‬‬

‫‪562‬‬

You might also like