You are on page 1of 12

‫أسلوب طلب العروض احملدود يف تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‬

The Limited Request for Tenders Model in the Regulation of


Public Transactions and the Authorization of the General Facility

3allamenna3i@gmail.com
2019 03 09 2019 02 25

*******
ّ :‫ملخّص‬
‫ أسلوب‬,‫من بين أشكال طلب العروض باعتباره القاعدة العامة في إبرام الصفقات العمومية‬
‫ عندما يتعلق األمر بالدراسات‬,‫ هذا األسلوب الذي تلجأ إليه املصلحة املتعاقدة‬,‫طلب العروض املحدود‬
‫ بحيث تنحصر فيه املنافسة بين عدد من املتعهدين ال‬,‫والعمليات املعقدة واملتميزة وذات األهمية الخاصة‬
‫ إذا كانت املصلحة املتعاقدة على دراية‬,‫ ويتم إبرامه إما على مرحلة واحدة‬,‫يزيد عددهم عن خمسة‬
‫ أو على مرحلتين إذا كانت املصلحة املتعاقدة غير قادرة على‬,‫نسبية باحتياجاتها ومتطلباتها من الخدمة‬
.‫تحديد احتياجاتها ومتطلباتها من الخدمة‬
‫ الصفقات العمومية؛ طلب العروض؛ طلب العروض املحدود؛ املصلحة‬:‫الكلمات املفتاحية‬
.‫املتعاقدة؛ املنافسة‬

Abstract
Among the forms of demand for tenders, since it is considered as the general
rule in the completion of public transactions, is the method of limited solicitation.
This approach is used by contracting authorities, when it comes to complex and
distinct studies and operations of particular importance, where competition is
limited to a number of contractors who do exceed five. Such a transaction is
concluded either in a single step , if the contracting authority is partly aware of its
needs and requirements from the service, or in two steps, if the contracting
authority is unable to determine its needs and requirements from the service.
Keys words: Public Transactions; Demand for Tenders; the Method of
Limited Solicitation; the Contracting Authority; Competition.

ّ
1718 2019 1729 1718 01 10
‫مقدّمة‪ّ :‬‬
‫إذا كان الشخص الطبيعي حرا في اختيار املتعاقد معه وحرا في اختيار طريقة التعاقد‪ ,‬فإن هذا ال‬
‫ينطبق على اإلدارة العامة باعتبارها شخصا معنويا عاما‪ ,‬منحها املشرع الشخصية القانونية تمكنها من‬
‫إبرام التصرفات القانونية‪ ,‬ومنها تلك التي تبرم عن طريق توافق اإلرادتين بتطابق اإليجاب مع القبول‪,‬‬
‫رغم تمتعها بامتيازات السلطة العامة في مجال العقود اإلدارية‪ ,‬فلقد حدد لها القانون خارطة طريق‬
‫معينة‪ ,‬تبين لها كيفية اختيار املتعاقد‪ ,‬وطريقة التعاقد‪ ,‬وجب عليها أن تسير وفقها وااللتزام بها‪ ,‬ويتعلق‬
‫األمر باملرسوم الرئاس ي رقم ‪ 247/15‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام(‪,)1‬‬
‫الذي بين األسلوب الذي يجب أن تتبعه اإلدارة في التعاقد‪ ,‬واملتمثل في طلب العروض‪ ,‬الذي يعتبر‬
‫القاعدة العامة في إبرام الصفقات العمومية‪ ,‬والذي من خالله يتم اإلعالن عن الدعوة العامة للمنافسة‪,‬‬
‫حتى يتسنى لكل املرشحين إيداع عروضهم‪ .‬ويأخذ هذا األسلوب عدة أشكال‪ ,‬ومن بينها إجراء طلب‬
‫العروض املحدود‪ ,‬وهو املقصود بالدراسة في هذا املقال‪ ,‬حيث تتجلى األهمية من هذه الدراسة في‬
‫معالجة النقائص التي تعتري هذا األسلوب‪ ,‬سواء من حيث مفهومه أو من حيث إجراءات إبرامه‪ ,‬ومن ثم‬
‫وجب طرح اإلشكالية التالية‪ :‬ما املقصود بطلب العروض املحدود؟ وما هي أهم النقائص التي تعتريه سواء‬
‫من حيث مفهومه أو من حيث إجراءات إبرامه؟ ولإلجابة على هذه اإلشكالية فقد تم إتباع املنج الوصف‪,,‬‬
‫وعلى إثره تم تقسيم الخطة إلى مبحثين‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم طلب العروض املحدود‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬إجراءات إبرام طلب العروض املحدود‪.‬‬
‫املبحث األو ّل ّ‬
‫مفهوم طلب العروض املحدود ّ‬
‫لإلحاطة بمفهوم طلب العروض املحدود كشكل من أشكال إبرام الصفقات العمومية ينبغي‬
‫التطرق إلى تعريفه وبيان أسباب اللجوء إليه وذلك في املطلب األول‪ ,‬ثم التطرق إلى املبادئ األساسية التي‬
‫تحكمه وتفصيل ذلك في املطلب الثان‪.,‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف طلب العروض املحدود وأسباب اللجوء إليه‪.‬‬
‫في هذا املطلب سيتم تعريف طلب العروض املحدود في الفرع األول‪ ,‬وأسباب اللجوء إلى طلب‬
‫العروض املحدود في الفرع الثان‪.,‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف طلب العروض املحدود‪.‬‬
‫يعرف طلب العروض املحدود وفقا للمادة ‪ 45‬من تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق‬
‫العام على أنه‪" :‬إجراء الستشارة انتقائية‪ ,‬يكون املرشحون الذين تم انتقاءهم األولي من قبل‪ ,‬مدعوين‬
‫وحدهم لتقديم تعهد"(‪ ,)2‬وهذا اإلجراء يطلق عليه في التنظيمات العربية(‪ )3‬بطلب العروض على مرحلتين‪,‬‬
‫إال أن هذا املصطلح وإن كان يصح في هذه التنظيمات فإنه ال يصح في تنظيم الصفقات العمومية‬
‫الجزائري‪ ,‬الذي ينص على أسلوب طلب العروض املحدود بنوعين (طلب العروض على مرحلة‪ ,‬طلب‬

‫‪2019‬‬ ‫‪1729 1718‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1719‬‬


‫العروض على مرحلتين)‪ ,‬كما أن هذه التسمية األخيرة التي أطلقها التنظيم الجزائري على هذا األسلوب ال‬
‫تليق أيضا‪ ,‬فهي ال تتماش ى وما تتضمنه من إجراءات‪ ,‬إذ أن إجراءات طلب العروض املحدود في هذه‬
‫الحالة عبارة عن خليط بين طلب العروض املفتوح واالستشارة‪ ,‬فبدايته مطابقة إلجراءات طلب العروض‬
‫املفتوح إذ يمكن أن يجلب عروضا من متعاملين غير معروفين بذواتهم مستندا في إجراءاته لدفتر شروط‬
‫وإعالن عن طلب عروض دون اشتراط قدرات دنيا وهو ما ينطبق كلية على مواصفات طلب العروض‬
‫املفتوح‪ ,‬ثم هو في مرحلته الثانية وبعد تقييم العروض املستلمة واستبعاد العروض غير املطابقة يصبح‬
‫محدودا بمعنى الكلمة‪ ,‬فال تستمر املنافسة إال بين العروض املنتقاة من املرحلة األولى‪ ,‬وهو ما يشبه‬
‫إجراءات االستشارة‪ ,‬إذ يصبح املتعاملون الذين أفرزهم االنتقاء األولي في املرحلة األولى معروفين بذواتهم‬
‫كمعرفة املصلحة املتعاقدة باملتنافسين بصدد االستشارة‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن طلب العروض املحدود تنطبق عليه أكثر تسمية (االنتقاء األولي املتبوع‬
‫باستشارة)‪ ,‬ألنها تجمع بين انتقاء سابق ضمن طلب عروض في مرحلة أولى‪ ,‬واستشارة الحقة للذين تم‬
‫انتقاؤهم سابقا في مرحلة ثانية‪ ,‬لذلك يقترح تسمية هذا النوع من طلبات العروض ب ـ ـ (االنتقاء األولي‬
‫املتبوع باستشارة)‪ ,‬وتكون صياغة املادة ‪ 45‬من هذا املرسوم الرئاس ي على النحو التالي‪" :‬االنتقاء األولي‬
‫املتبوع باستشارة هو إجراء يكون املرشحون الذين تم انتقاؤهم األولي من قبل مدعوين وحدهم لتقديم‬
‫تعهد"(‪.)4‬‬
‫ويمكن تسميته أيضا ب ـ ـ (طلب العروض ذو االستشارة املحدودة)‪ ,‬ذلك أن االنتقاء األولي أمر الزم‬
‫مصاحب إلجراء طلب العروض كمرحلة أولى‪ ,‬ثم تنحصر االستشارة وتصبح محدودة بالنسبة للمتعهدين‬
‫الذين تم انتقاؤهم األولي‪ ,‬وبهذا تحافظ املادة ‪ 45‬من نفس املرسوم على صياغتها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب اللجوء إلى طلب العروض املحدود ّ‬
‫حيث تلجأ املصلحة املتعاقدة إلى هذه الطريقة عندما يتعلق األمر بعمليات معقدة أو ذات أهمية‬
‫خاصة‪ ,‬كما تكفل لجهة اإلدارة قدرا من الحرية وذلك باالعتراف لها بسلطة انتقاء املترشحين مسبقا‬
‫كمرحلة أولى ودعوتهم لتقديم عروضهم بحكم طبيعة الخدمة وطبيعة العقد وهي شهادة من املشرع‬
‫بالطابع املعقد لبعض العمليات‪ ,‬وعلى هذا األساس فقد جاءت املادة ‪ 45‬من هذا املرسوم شارحة موضوع‬
‫طلب العروض املحدود(‪.)5‬‬
‫ويجري اللجوء إلى طلب العروض املحدود من طرف اإلدارة املتعاقدة في حال اشتراط ملواصفات‬
‫تقنية في العمل معدة بالرجوع ملقاييس أو نجاعة معينة يتعين الوصول إليها أو متطلبات وظيفية وهذا ما‬
‫يبرر محدودية املنافسة حيث تشمل املتعهدين الذين اتصلت بهم اإلدارة دون سواهم باعتبارهم األقدر‬
‫على تنفيذ موضوع هذه العملية الخاصة واملعقدة(‪.)6‬‬
‫كما تلجا املصلحة املتعاقدة إلى طلب العروض املحدود بصدد اقتناء لوازم خاصة ذات طابع‬
‫تكراري فتوضع تحت تصرف املصلحة املتعاقدة قائمة تضم متعاملين اقتصاديين تتوفر فيهم الشروط‬
‫املؤهلة للمشاركة في استشارة انتقائية بناء على انتقاء أولي‪ ,‬وتكون هذه القائمة صالحة ملدة ثالث سنوات‬
‫‪1720‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪1729 1718‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪10‬‬
‫فكلما احتاجت املصلحة املتعاقدة لخدمة لجأت إلى املتنافسين املسجلين في هذه القائمة لتقوم بإجراء‬
‫استشارة مباشرة بينهم يتم من خاللها تقييم عروضهم واستخراج العرض املناسب واألكثر مالئمة(‪.)7‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬املبادئ التي تحكم طلب العروض املحدود ّ‬
‫كغيره من أشكال طلب العروض األخرى‪ ,‬يحكم طلب العروض املحدود مبدأ العالنية (فرع أول)‪,‬‬
‫ومبدأ املنافسة وهو مبدأ يتسم باملحدودية (فرع ثان)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مبدأ العالنية‪ّ .‬‬
‫يعتبر اإلعالن وسيلة لضمان الشفافية(‪ ,)8‬فهو مبدأ قانون‪ ,‬ال اجتهاد في معرضه(‪ ,)9‬ويقصد به‬
‫قيام جهة اإلدارة الراغبة في التعاقد‪ ,‬باإلعالن عن موضوع هذا التعاقد‪ ,‬بأسلوب يمكن كل من تنطبق‬
‫عليه شروطه‪ ,‬التقدم بعطائه(‪.)10‬‬
‫ويمكن تعريفه على أنه إيصال العلم إلى جميع الراغبين بالتعاقد‪ ,‬وإبالغهم عن كيفية الحصول‬
‫على شروط التعاقد‪ ,‬ونوعية املواصفات املطلوبة(‪.)11‬‬
‫ولقد أكد املشرع الجزائري على إلزامية اإلعالن عن الصفقات العمومية في املرسوم الرئاس ي‬
‫‪ 247/15‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪ ,‬وعلى هذا األساس فإن مبدأ‬
‫اإلعالن يجد أساسه في املادة الخامسة من هذا املرسوم الرئاس ي(‪ ,)12‬التي تنص على أنه‪" :‬لضمان نجاعة‬
‫الطلبات العمومية واالستعمال الحسن للمال العام يجب أن تراعى في الصفقات العمومية مبادئ حرية‬
‫الوصول للطلبات العمومية واملساواة في معاملة املرشحين وشفافية اإلجراءات ضمن احترام أحكام هذا‬
‫املرسوم"(‪.)13‬‬
‫كما أن املادة ‪ 61‬منه قضت بإلزامية اللجوء إلى اإلشهار الصحف‪ ,,‬حيث نصت على أن‪" :‬يكون‬
‫اللجوء إلى اإلشهار الصحف‪ ,‬إلزاميا في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬طلب العروض املفتوح‪.‬‬
‫‪ -‬طلب العروض املفتوح مع اشتراط قدرات دنيا‪.‬‬
‫‪ -‬طلب العروض املحدود‪.‬‬
‫‪ -‬املسابقة‪.‬‬
‫‪ -‬التراض ي بعد االستشارة عند االقتضاء"(‪.)14‬‬
‫وما يفهم من هذه املادة‪ ,‬أن اإلعالن يكون إلزاميا في إجراء طلب العروض والذي يشكل وفقا‬
‫للمادة ‪ 39‬من نفس املرسوم(‪ , )15‬القاعدة العامة في إبرام الصفقات العمومية بمختلف أشكاله‪ ,‬ومن بينها‬
‫طلب العروض املحدود‪ .‬أما عن الوسيلة التي يتم بها هذا اإلعالن‪ ,‬فقد ألزم املشرع املصلحة املتعاقدة‬
‫باللجوء إلى اإلشهار الصحف‪ ,‬وذلك بنشر طلب العروض املحدود وغيره من األساليب األخرى‪ ,‬وهذا طبقا‬
‫للمادة ‪ 65‬من ذات املرسوم التي أوجبت ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تحرير اإلعالن باللغة الوطنية العربية وبلغة أجنبية واحدة على األقل‪.‬‬
‫‪ -‬أن ينشر اإلعالن على األقل في جريدتين يوميتين وطنيتين موزعتين على مستوى الوطني‪.‬‬
‫‪2019‬‬ ‫‪1729 1718‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1721‬‬
‫‪ -‬أن ينشر اإلعالن أيضا على سبيل الوجوب في النشرة الرسمية لصفقات املتعامل العموم‪.)16(,‬‬
‫كما بينت الفقرة ‪ 03‬من املادة ‪ 65‬أنه‪" :‬يمكن إعالن طلب عروض الواليات والبلديات واملؤسسات‬
‫العمومية املوضوعة تحت وصايتها والتي تتضمن صفقات أشغال أو لوازم أو دراسات أو خدمات يساوي‬
‫مبلغها تبعا لتقدير إداري على التوالي ‪ 100‬مليون دج أو يقل عنها و‪ 50‬مليون دج أو يقل عنها أن تكون‬
‫محل إشهار محلي‪ ,‬حسب الكيفيات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬نشر إعالن طلب العروض في يوميتين محليتين أو جهويتين‪.‬‬
‫‪ -‬إلصاق إعالن طلب العروض باملقرات املعنية للوالية‪ ,‬لكافة بلديات الوالية‪ ,‬لغرف التجارة‬
‫والصناعة التقليدية والحرف املهنية والفالحة للوالية‪ ,‬للمديرية التقنية املهنية في الوالية"(‪.)17‬‬
‫ومن املحاسن التي جاء بها املرسوم الرئاس ي ‪ ,247/15‬إمكانية اللجوء إلى النشر اإللكترون‪ .,‬فطبقا‬
‫للمادة ‪ 204‬منه‪" :‬يمكن للمصلحة املتعاقدة أن تضع وثائق الدعوة للمنافسة تحت تصرف املتعهدين أو‬
‫املرشحين للصفقات العمومية بالطريقة اإللكترونية"(‪ ,)18‬ويمكن للمتعهدين بدورهم أن يردوا بالطريقة‬
‫ذاتها‪ ,‬وذلك حسب جدول زمني يحدد بقرار من وزير املالية‪ ,‬وإذا كان النشر االلكترون‪ ,‬ال يثير أي إشكال‬
‫بالنسبة للمصلحة املتعاقدة‪ ,‬بل على العكس هو من األمور املستحسنة تماشيا مع مبدأ قابلية املرفق‬
‫العام للتغيير ومسايرة التطور التكنولوجي في مجال املعلوماتية‪ ,‬إال أنه من جانب املتعهد قد يثير مخاطر‬
‫تسرب املعلومة وتعرضها للقرصنة االلكترونية‪ ,‬فكلما تطورت االختراعات في مجال املعلوماتية وأنظمة‬
‫الحماية‪ ,‬كلما ظهرت أساليب جديدة للقرصنة يصعب تفاديها‪ ,‬خاصة مع ما يشهده العالم من تطور‬
‫رهيب في هذا املجال‪ .‬فاألسلوب العادي لطلب العروض‪ ,‬يفرض وجود ظرف يكتب فيه عبارة " ال يفتح إال‬
‫من قبل لجنة فتح األظرفة تقييم العروض"‪ .‬ويشار فيه إلى مراجع طلب العروض‪ ,‬وال يفتح إال في جلسة‬
‫علنية‪ ,‬وبحضور املتعهدين أنفسهم أو ممثلين عنهم‪ .‬فما الذي يكفل ضمان سرية العروض إن كان املتعهد‬
‫يرد كما ورد في املادة ‪ .204‬الشك أن اإلجابة على هذا اإلشكال يتطلب وجود نظام معلومات‪ ,‬قوي‬
‫ومحصن غير قابل لالختراق والقرصنة‪ ,‬من شأنه ضمان سرية العروض وسرية الردود وحماية‬
‫املتعهدين(‪.)19‬‬
‫أما فيما يخص املدة القانونية لإلعالن فقد أوجب املشرع أن تقدم العروض أو العطاءات‪ ,‬خالل‬
‫املدة التي حددتها املصلحة املتعاقدة‪ ,‬حيث يبدأ تقديمها من تاريخ أول صدور إلعالن طلب العروض‪ ,‬على‬
‫أن يسري األجل في اليوم املوالي لنشر اإلعالن وفقا للقواعد العامة‪.‬‬
‫واملالحظ أن املشرع لم يتشدد في وضع أجل واحد يطبق على جميع اإلدارات العمومية‪ ,‬بل أعطى‬
‫لهذه األخيرة سلطة تقديرية في اختيار األجل الذي يناسبها‪ ,‬ولكنه باملقابل ألزم املصلحة املتعاقدة عند‬
‫وضع األجل‪ ,‬بمراعاة عناصر معينة مثل تعقيد موضوع الصفقة‪ ,‬واملدة التقديرية لتحضير‬
‫العروض(‪ ,)20‬وهذا ما نصت املادة ‪ 66‬فقرة ‪ 01‬على أن‪" :‬يحدد أجل تحضير العروض تبعا لعناصر معينة‬
‫مثل تعقيد موضوع الصفقة املعتزم طرحها واملدة التقديرية الالزمة لتحضير العروض وإيصالها"(‪ ,)21‬كما‬

‫‪1722‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪1729 1718‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪10‬‬


‫نصت الفقرة ‪ 03‬من نفس املادة على أن‪" :‬تحدد املصلحة املتعاقدة اجل تحضير العروض باالستناد إلى‬
‫تاريخ أول نشر إلعالن املنافسة عندما يكون مطلوبا في النشرة الرسمية لصفقات املتعامل العموم‪ ,‬أو في‬
‫الصحافة أو في بوابة الصفقات العمومية ويدرج تاريخ وآخر ساعة إليداع العروض‪.)22("...‬‬
‫وكان من األفضل على املشرع الجزائري‪ ,‬وتفاديا ألي خروقات أو انتهاكات قد تقع‪ ,‬أن يحدد في‬
‫النص أجال أدنى لكل شكل من األشكال تلتزم اإلدارة املتعاقدة بمراعاته وعدم النزول عنه(‪ ,)23‬خصوصا‬
‫بالنسبة لطلب العروض املحدود الذي تلجأ إليه املصلحة املتعاقدة في حالة العمليات الخاصة واملعقدة‬
‫جدا وذات األهمية‪ ,‬كأن تحدد أجال الستقبال العطاءات من طرف املتعهدين بالنسبة لهذا األسلوب‪ ,‬على‬
‫أن ال تقل مدته عن ‪ 30‬يوما كحد أدنى في حالة اللجوء إلى اإلشهار الصحف‪ ,,‬وعن ‪ 15‬يوما في حالة‬
‫اللجوء إلى اإلشهار االلكترون‪.,‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ املنافسة ومحدوديته في طلب العروض املحدود ّ‬
‫يقصد باملنافسة الحرة فتح باب التزاحم الشريف‪ ,‬أمام كل من يريد املشاركة في الصفقات‬
‫العمومية‪ .‬واملنافسة الحرة تحت هذا الوصف تقتض ي أن يعامل كل املتنافسين على قدم املساواة‪ ,‬فال‬
‫يجوز إعطاء ميزة ألحدهم لم تعط لآلخرين أو على حسابهم‪ .‬وهذا يعني أن الشروط املطلوبة لالشتراك في‬
‫املناقصة يجب أن تكون موحدة للجميع‪ ,‬وأن املفاوضات الخاصة بين اإلدارة وأحد العارضين تكون‬
‫ممنوعة(‪.)24‬‬
‫كما يقصد به‪ :‬حق األفراد في التقدم للصفقات العمومية‪ ,‬دون منع اإلدارة ألحد منهم‪ ,‬أو حرمانه‬
‫من حقه في التنافس‪ ,‬للوصول إلى إرساء الصفقة عليه بإجراء سواء كان خاصا أو عاما(‪.)25‬‬
‫كما يقصد به‪ :‬إعطاء الفرصة لكل من تتوفر فيه شروط الصفقة‪ ,‬ليتقدم بعرضه لإلدارة‬
‫املتعاقدة(‪ّ .)26‬‬
‫ويطلق على هذا املبدأ باملزاحمة‪ ,‬والتي تعني املزاحمة بين املشتركين في الصفقة العمومية‪ ,‬لتتمكن‬
‫اإلدارة من الحصول على أفضل األسعار‪ ,‬على أن يمكن حصر املزاحمة بفئة معينة من املناقصين تتوفر‬
‫فيهم املؤهالت املطلوبة(‪ , )27‬أو ألن موضوع الصفقة يتسم بالطابع املعقد واملتميز وذو األهمية الخاصة‬
‫وهذا ما يتوفر عليه أسلوب طلب العروض املحدود‪ ,‬املنصوص عليه في املادة ‪ 45‬من املرسوم الرئاس ي‬
‫‪ ,247-15‬والذي تلجأ إليه املصلحة املتعاقدة عندما يتعلق األمر بالدراسات أو العمليات املعقدة و‪/‬أو ذات‬
‫األهمية الخاصة‪ .‬فيجوز للمصلحة املتعاقدة أن تحدد في دفتر الشروط العدد األقص ى للمرشحين الذين‬
‫ستتم دعوتهم لتقديم تعهد‪ ,‬بعد انتقاء أولي بخمسة منهم‪ ,‬وحصر املنافسة بينهم فقط‪ ,‬ذلك أن موضوع‬
‫الصفقة وطابعها الخاص واملميز هو الذي يعط‪ ,‬لإلدارة الحق في اللجوء لالنتقاء األولي للمرشحين‪ ,‬مما‬
‫يكفل لها قدرا من الحرية والسلطة التقديرية‪ ,‬تتمثل في االعتراف لها بسلطة انتقاء املرشحين مسبقا‬
‫كمرحلة أولى‪ ,‬ودعوتهم لتقديم عروضهم بحكم ما تملكه من معلومات عنهم‪ ,‬وبحكم طبيعة الخدمة‬
‫موضوع الصفقة‪ .‬وهذا ما يدل على أن املشرع يشهد بالطابع املعقد لبعض العمليات‪ ,‬لذا جاءت الفقرة‬

‫‪2019‬‬ ‫‪1729 1718‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1723‬‬


‫الثالثة من املادة ‪ 45‬شارحة موضوع طلب العروض املحدود على مرحلتين‪ ,‬كونه يمس العمليات املعقدة‬
‫أو ذات األهمية البالغة‪ ,‬بما يبرر اللجوء إلى حصر مجال املنافسة واملزاحمة والخروج عن القاعدة(‪.)28‬‬
‫املبحث الثاني ّ‬
‫إجراءات إبرام طلب العروض املحدود ّ‬
‫وتختلف إجراءات إبرام طلب العروض املحدود فيما إذا كان هذا األسلوب على مرحلة واحدة‬
‫(مطلب أول)‪ ,‬أو على مرحلتين (مطلب ثان)‪ ,‬وذلك على النحو التالي‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬بالنسبة لطلب العروض املحدود على مرحلة ّ‬
‫إن اإلعالن عن طلب العروض املحدود‪ ,‬هو بمثابة إعالن عن الترشح لالنتقاء األولي‪ ,‬لذا يجب أن‬
‫تكون الدعوى للمشاركة عامة ومفتوحة لجميع العارضين‪ ,‬وعلى هذا األساس فإن االنتقاء األولي هو‬
‫عملية تقييم لعروض تم تقديمها بناء على هذا اإلعالن‪ ,‬فيبين فيه على وجه الخصوص طبيعة وكمية‬
‫الخدمات وتحديد شروط التأهيل للمتنافسين‪ ,‬وكذا املعايير التي على أساسها يتم تقييم املتنافسين‪,‬‬
‫ويدرج كل ذلك ضمن دفتر الشروط‪ ,‬باإلضافة إلى املؤهالت الخاصة باملتنافسين وقدراتهم املادية والبشرية‬
‫واملالية‪ ,‬ومدى مالءمتها لتنفيذ الصفقة وتجربتهم بصدد تنفيذ صفقات مشابهة(‪.)29‬‬
‫عندما تفض ي عملية التقييم األولى إلى انتقاء أولي‪ ,‬تتم دعوة املتنافسين الذين تم انتقاؤهم األولي‬
‫بحيث ال يزيد عددهم عن خمسة متنافسين كحد أقص ى‪ ,‬طبقا للفقرة الثانية من املادة ‪ 45‬من املرسوم‬
‫الرئاس ي ‪ 247/15‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪ ,‬التي تنص على أنه‪:‬‬
‫"يمكن للمصلحة املتعاقدة أن تحدد في دفتر الشروط العدد األقص ى للمرشحين الذين ستتم دعوتهم‬
‫لتقديم تعهد‪ ,‬بعد انتقاء أولي‪ ,‬بخمسة منهم"(‪ .)30‬وهذا خالفا للمرسوم السابق ‪ 236/10‬املتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية امللغى(‪ ,)31‬الذي نص في مادته ‪ 31‬عن وجوب توجيه الدعوة لعدد املرشحين ال يقل‬
‫عن ‪ 03‬بحيث لو كان عدد املرشحين أقل من ‪ 03‬فيجب على املصلحة املتعاقدة أن تباشر الدعوة لالنتقاء‬
‫األولي من جديد‪ ,‬وحسنا فعل املشرع الجزائري في هذا املرسوم الجديد‪ ,‬حيث أنه أعفى املصلحة‬
‫املتعاقدة من مباشرة الدعوة لالنتقاء األولي من جديد‪ ,‬مادام قد حدد عددا أقص ى وهو ‪ 05‬مترشحين من‬
‫جهة‪ ,‬وتسهيال وتبسيطا إلجراء طلب العروض املحدود من جهة أخرى‪.‬‬
‫ذلك أن طلب العروض املحدود على مرحلة واحدة‪ ,‬يكون فيه العرض املقدم من طرف‬
‫املتنافسين الذين جرى انتقاؤهم األولي مشتمال على امللف التقني وامللف املالي في نفس الوقت‪ ,‬وتكون‬
‫عملية التأهيل متبوعة مباشرة بعملية التقييم املؤدية إلى اختيار املتعامل املتعاقد(‪.)32‬‬
‫والسبب في ذلك أن املصلحة املتعاقدة تكون على دراية نسبية بموضوع الصفقة وبمواصفاتها‬
‫التق نية املفصلة واملعدة بالرجوع ملقاييس أو نجاعة يتعين بلوغها أو متطلبات وظيفية‪ ,‬فال يتطلب األمر‬
‫اللجوء إلى مرحلة ثانية كما هو الحال بالنسبة لطلب العروض املحدود على مرحلتين على النحو املبين‬
‫أدناه‪.‬‬

‫‪1724‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪1729 1718‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪10‬‬


‫املطلب الثاني‪ :‬بالنسبة لطلب العروض املحدود على مرحلتين ّ‬
‫هناك إجراءين يتم بهما إبرام طلب العروض املحدود على مرحلتين‪ ,‬أولهما توجيه الدعوة لعدد‬
‫من املترشحين ال يزيد عن خمسة (فرع أول)‪ ,‬ثانيهما دعوة العارضين الذين تمت تزكيتهم الستكمال‬
‫عروضهم النهائية (فرع ثان)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬توجيه الدعوة لعدد من املترشحين ال يزيد عن خمسة ّ‬
‫وما ينطبق على طلب العروض املحدود على مرحلة واحدة‪ ,‬ينطبق على طلب العروض املحدود‬
‫على مرحلتين‪ ,‬حيث يتم اإلعالن عن الترشح لالنتقاء األولي وتكون الدعوة عامة ومفتوحة لجميع‬
‫املتعهدين لتقديم عطاءاتهم‪ ,‬فتفض ي عملية التقييم األولي إلى انتقاء أولي لعدد من املرشحين ال يزيد‬
‫عددهم عن خمسة كحد أقص ى‪ ,‬لتوجه لهم رسائل استشارة‪ ,‬فتنحصر املنافسة بينهم بعد ذلك كمرحلة‬
‫أولى‪ .‬وكل ذلك وفقا لدفتر شروط تعده املصلحة املتعاقدة مسبقا‪ ,‬وفقا لنص الفقرة الثانية من املادة ‪45‬‬
‫التي تنص على أنه‪" :‬يمكن للمصلحة املتعاقدة أن تحدد في دفتر الشروط العدد األقص ى للمرشحين الذين‬
‫ستتم دعوتهم لتقديم تعهد بعد انتقاء أولي بخمسة (‪ )5‬منهم"(‪ ,)33‬والفقرة الثامنة من نفس املادة التي‬
‫تنص على أنه‪" :‬ويجب أن يتم النص على كيفيات االنتقاء األولي واالستشارة في إطار طلب العروض‬
‫املحدود في دفتر الشروط"(‪ ,)34‬وهنا يكمن الخلل‪ ,‬فهاتان الفقرتان تتكلمان عن دفتر شروط وحيد يتعلق‬
‫باالنتقاء األولي واالستشارة‪ ,‬وهو ما يفقد طلب العروض املحدود على مرحلتين قيمته وهدفه‪ ,‬فال يكون‬
‫محرروه قد استفادوا من الحلول واألساليب التي تم اقتراحها من طرف املتنافسين في مرحلة االنتقاء‬
‫األولي‪ .‬فحتى يستوي األمر ونكون أمام طلب عروض محدود على مرحلتين باملعنى الحقيق‪ ,,‬ينبغي أن يكون‬
‫هناك دفتر شروط خاص باالنتقاء األولي‪ ,‬والذي يكتف‪ ,‬بطلب تبيان القدرات املالية والتقنية والبشرية‬
‫للمتنافسين مع إبراز تجربتهم في ذات املجال‪ ,‬واقتراحهم لتصورات الحلول والبدائل‪ ,‬وينتهي األمر بانتقاء‬
‫العارضين األكثر تأهيال‪ ,‬وتطلق عليه تسمية "دفتر شروط االنتقاء األولي"‪ ,‬ثم بعد ذلك يحرر دفتر شروط‬
‫آخر خاص باالستشارة‪ ,‬يتم تحريره بناء على حلول واقتراحات العارضين في مرحلة االنتقاء األولي‪ ,‬وتطلق‬
‫عليه تسمية "دفتر شروط االستشارة"‪ ,‬أو تسمية "دفتر الشروط النهائ‪ ,)35(",‬وعلى إثره تنحصر املنافسة‬
‫بين العارضين الذين تمت دعوتهم بموجب رسائل استشارة‪ ,‬بحيث ال يزيد عددهم عن خمسة كحد‬
‫أقص ى في مرحلة أولى‪ ,‬لتقديم عروضهم التقنية األولية دون العرض املالي‪ ,‬طبقا للفقرة األولى من املادة‬
‫‪ 46‬من نفس املرسوم الرئاس ي‪ ,‬التي تنص على ما يلي‪" :‬في حالـة طلب الـعـروض املحدود على مـرحلـتـين تــتم‬
‫دعـوة املـرشحين الذين جرى انـتقـاؤهم األولي طـبقا ألحكام املادة ‪ 45‬أعاله‪ ,‬في مرحلة أولى‪ ,‬برسالة‬
‫استشارة‪ ,‬إلى تـقديم عـرض تـقني أولي دون عرض مالي"(‪.)36‬‬
‫وتفيد عبارة "عرض تقني أولي" الواردة في الفقرة ‪ 01‬من املادة ‪ ,46‬أن العرض قابل للتوضيح‬
‫واستكمال البيانات وإزالة الغموض في بعض جوانبه‪ ,‬ومن أجل ذلك فقد أجاز املشرع في هذا املرسوم‬
‫للجنة فتح األظرف وتقييم العروض أن تطلب كتابيا بواسطة املصلحة املتعاقدة من املرشحين تقديم‬
‫توضيحات أو تفصيالت بشأن عروضهم التي تراها مطابقة لدفتر الشروط(‪ ,)37‬وهذا ما نصت عليه الفقرة‬

‫‪2019‬‬ ‫‪1729 1718‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1725‬‬


‫‪ 02‬من املادة ‪ 46‬على أنه‪" :‬ويمكن للج ـنــة فــتح األظرف وتـق ـيــيم ال ـعــروض‪ ,‬فيما يخـص العـروض الـتي تـراهـا‬
‫مطابقة لدفـتر الـشروط‪ ,‬أن تـطلب كتـابيـا‪ ,‬بواسطـة املصلحـة املتعاقدة‪ ,‬من املـرشحين تقديم توضيحات أو‬
‫تفصيالت بشأن عروضهم"(‪.)38‬‬
‫بل وذهب املشرع ألبعد من ذلك‪ ,‬حيث أجاز في الفقرة ‪ 03‬من ذات املادة(‪ ,)39‬في حالة الضرورة إلى‬
‫تنظيم اجتماعات الغرض منها توضيح مضمون العروض من الناحية التقنية‪ ,‬أما بخصوص األطراف‬
‫املعنية بحضور هذا االجتماع‪ ,‬فهم أعضاء لجنة التقييم املوسعة لخبراء يتم تعيينهم خصيصا لهذا‬
‫الغرض على أن تحرر محاضر لهذه االجتماعات موقعة من جميع األطراف الحاضرين‪ ,‬ولقد ترك املشرع‬
‫الحرية للمصلحة املتعاقدة في االستعانة بخبراء سواء أكانوا جزائريين أو أجانب دون تفضيل الخبير‬
‫الجزائري عن األجنبي‪ ,‬وهذا خالفا للمرسوم السابق الذي نص على األفضلية للخبراء الجزائريين‪ ,‬وهذا ما‬
‫يؤكد الطابع التقني واملعقد لطلب العروض املحدود من حيث محل العقد‪ .‬وإذا طلبت املصلحة املتعاقدة‬
‫من العارض تقديم إيضاحات تخص عرضه فال ينبغي أن يؤدي هذا التوضيح إلى تعديل أساس ي في‬
‫العرض فاألمر ال يخرج عن كونه إعطاء تفاصيل وإيضاحات ال أكثر وتكون أجوبة العارضين املكتوبة جزءا‬
‫ال يتجزأ من عروضهم‪ .‬وتتم دراسة العروض وتقييمها من قبل لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض‪,‬‬
‫ويمكن للجنة أن تقترح على املصلحة املتعاقدة إقصاء عروض املرشحين الذين ال يستوفون متطلبات‬
‫البرنامج الوظيف‪ ,‬أو املواصفات التقنية(‪.)40‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬دعوة العارضين الذين تمت تزكيتهم الستكمال عروضهم النهائية‪ّ .‬‬
‫تتم دعوة العارضين الذين استوفوا الشروط من طرف املصلحة املتعاقدة‪ ,‬والذين تمت تزكيتهم‬
‫من قبل اللجنة‪ ,‬لتقديم عروضهم التقنية النهائية وعروضهم املالية وتقييمها‪ ,‬على أساس دفتر شروط‬
‫معدل عند الضرورة‪ ,‬ومؤشر عليه من طرف لجنة الصفقات املختصة على إثر تقديم التوضيحات‬
‫املطلوبة أثناء املرحلة األولى‪ ,‬طبقا لنص الفقرة الثامنة من املادة ‪ 46‬من املرسوم الرئاس ي نفسه التي جاء‬
‫فيها ما يلي‪" :‬ال يـدعى إال املرشحـون الذين جرى إعالن مطابـقة عـروضهم الـتقنية األولية‪ ,‬للقيام في مرحلة‬
‫ثانية‪ ,‬بتقديم عرض تـقني نهائ‪ ,‬وعرض مالي على أساس دفتر شروط مـعدل عنـد الضـرورة‪ ,‬ومؤشر عـليه‬
‫من قـبل لجنة الصفـقات املختصة‪ ,‬على إثر تـقديم التوضيـحات املطلوبة أثناء املرحلة األولى"(‪ .)41‬فالعرض‬
‫التقني على هذا ا لحال يقدم على مرحلتين أولي ونهائ‪ ,,‬أما العرض املالي فيقدم على مرحلة واحدة فقط‪.‬‬
‫ثم بعد ذلك يتم اختيار العرض املناسب الذي يستوفي متطلبات البرنامج الوظيف‪ ,‬أو املواصفات التقنية‪.‬‬

‫الخاتمة‪ّ :‬‬
‫ومما سبق يمكن القول أن طلب العروض املحدود‪ ,‬هو عبارة عن شكل من أشكال طلب‬
‫العروض‪ ,‬تلجأ إليه املصلحة املتعاقدة عندما يتطلب الطلب العموم‪ ,‬تقنية عالية ال يمكن تلبيتها إال من‬
‫طرف مرشحين يملكون مؤهالت وضمانات مالية ومهنية عالية‪ ,‬حيث يتم انتقاء هؤالء املرشحين خصيصا‬

‫‪1726‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪1729 1718‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪10‬‬


‫لهذا الطلب ودعوتهم لتقديم عروضهم بموجب رسائل استشارة‪ ,‬ويتم إبرامه إما على مرحلة واحدة وإما‬
‫على مرحلتين بحسب ما إذا كانت املصلحة املتعاقدة قادرة على تحديد حاجياتها أم غير قادرة على ذلك‪.‬‬
‫فاالعتبار الذي يجعل طلب العروض املحدود يأخذ هاتين الصورتين هو درجة التقنية املطلوبة والقدرة‬
‫على التنفيذ‪ .‬فهو يتميز عن أشكال طلب العروض األخرى املشابهة له انطالقا من عرض النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن طلب العروض املحدود هو خليط بين طلب العروض املفتوح واالستشارة‪,‬‬
‫‪ -2‬أن طلب العروض املحدود ينفرد بإجراءات خاصة في إبرامه تختلف عن إجراءات اإلبرام‬
‫املتعلقة بطلب العروض املفتوح وطلب العروض مع اشتراط قدرات دنيا‪.‬‬
‫‪ -3‬أن املنافسة في طلب العروض املحدود على مستويين مفتوحة في مرحلة االنتقاء األولي‪,‬‬
‫بموجب اإلعالن عن الدعوة العامة للمنافسة‪ ,‬ثم تقيد وتنحصر في مرحلة االستشارة‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن النتائج أيضا‪ ,‬أن املنافسة في طلب العروض املحدود مقيدة بقوة القانون‪ ,‬وال ترجع إلى‬
‫حرية اإلدارة وسلطتها التقديرية كما هو الحال بالنسبة لطلب العروض مع اشتراط قدرات دنيا‪ ,‬والذي‬
‫يرجع فيه تقييد املنافسة إلى السلطة التقديرية لإلدارة‪.‬‬
‫ّ‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫(‪ )1‬املرسوم الرئاس ي ‪ 247/15‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2015‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪ ,‬ج ر عدد ‪,50‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 20‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫(‪ )2‬املادة ‪ 45‬من الرسوم الرئاس ي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪.‬‬
‫)‪ (3‬ومثال ذلك املرسوم رقم ‪ 12-349‬الصادر في ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬املتعلق بالصفقات العمومية املغرب‪ ,‬ج ر عدد ‪ 6140‬بتاريخ ‪ 04‬افريل ‪,2013‬‬
‫الذي اطلق عليه مصطلح طلب العروض باالنتقاء املسبق‪.‬‬
‫‪ -‬امر عدد ‪ 1039‬لسنة ‪ 2014‬مؤرخ في ‪ 13‬مارس ‪ 2014‬يتعلق بتنظيم الصفقات العمومية التونس ي‪ ,‬ج ر عدد ‪ ,22‬الذي اطلق عليه مصطلح‬
‫طلب العروض املضيق ويكون مسبوقا بانتقاء ويتم على مرحلتين‪.‬‬
‫(‪ )4‬النوي خرش ي‪ ,‬الصفقات العمومية‪ ,‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ,‬الجزائر‪ ,2018 ,‬ص ‪.160‬‬
‫(‪ )5‬عمار بوضياف‪ ,‬شرح تنظيم الصفقات العمومية‪ ,‬الجزء األول‪ ,‬الطبعة الخامسة‪ ,‬جسور للنشر والتوزيع‪ ,‬الجزائر‪ ,2017 ,‬ص ‪.203‬‬
‫(‪ )6‬بوعمران عادل‪ ,‬النظرية العامة للقرارات والعقود اإلدارية‪ ,‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ,‬الجزائر‪ ,2018 ,‬ص ‪.145‬‬
‫(‪ )7‬النوي خرش ي‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص ‪.164‬‬
‫(‪ )8‬قدوج حمامة‪ ,‬عملية إبرام الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ,‬الطبعة الثانية‪ ,‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ,‬الجزائر‪,2006 ,‬‬
‫ص‪.121.‬‬
‫(‪ )9‬عبد اللطيف قطيس‪ ,‬الصفقات العمومية تشريعا وفقها واجتهادا‪ ,‬الطبعة الثانية‪ ,‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ,‬لبنان‪ ,2013 ,‬ص‪.14.‬‬
‫(‪ )10‬فيصل نسيغة‪ ,‬النظام القانون‪ ,‬للصفقات العمومية وآليات حمايتها‪ ,‬مجلة االجتهاد القضائ‪ ,,‬العدد الخامس‪ ,‬سبتمبر ‪ ,2009‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة‪ ,‬ص‪.114.‬‬
‫)‪ (11‬ريم علي إحسان محمد الغداوي‪ ,‬وسائل إبرام العقود اإلدارية وصورها‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬دار الفكر والقانون‪ ,‬مصر‪ ,2011 ,‬ص‪.29.‬‬
‫(‪ )12‬كنتاوي عبد هللا‪ ,‬القضاء االستعجالي في مادة العقود اإلدارية في القانونين الجزائري والفرنس ي‪ ,‬رسالة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‬
‫في القانون العام‪ ,‬جامعة تلمسان‪ ,‬املوسم الجامعي ‪ ,2018/2017‬نوقشت بتاريخ ‪ ,2018/06/30‬ص ‪.110‬‬
‫(‪ )13‬املادة ‪ 05‬من املرسوم الرئاس ي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪.‬‬
‫(‪ )14‬املادة ‪ 61‬من املرسوم الرئاس ي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪.‬‬

‫‪2019‬‬ ‫‪1729 1718‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1727‬‬


‫(‪ )15‬تنص املادة ‪ 39‬من املرسوم الرئاس ي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪ ,‬على ان‪ " :‬ت ـبـرم الـص ـفـقـات الـع ـمـومـيــة‬
‫وفـقـا إلجـراء طلب العروض الـذي يشكل القاعـدة العامة‪."...‬‬
‫(‪ )16‬املادة ‪ 65‬من املرسوم الرئاس ي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪.‬‬
‫(‪ )17‬املادة ‪ 3/65‬من املرسوم الرئاس ي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪.‬‬
‫(‪ )18‬املادة ‪ 204‬من املرسوم الرئاس ي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪.‬‬
‫(‪ )19‬عمار بوضياف‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص ‪.253‬‬
‫(‪ )20‬عمار بوضياف‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص‪.259.‬‬
‫(‪ )21‬املادة ‪ 1/66‬من املرسوم الرئاس ي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪.‬‬
‫(‪ )22‬املادة ‪ 3/66‬من املرسوم الرئاس ي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪.‬‬
‫(‪ )23‬عمار بوضياف‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص‪.260.‬‬
‫(‪ )24‬مهند مختار نوح‪ ,‬اإليجاب والقبول في العقد اإلداري‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ,‬لبنان‪ ,2005 ,‬ص‪.589.‬‬
‫(‪ )25‬عبد اللطيف قطيس‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص‪.40.‬‬
‫(‪ )26‬غني أمينة‪ ,‬قضاء االستعجال في املواد اإلدارية‪ ,‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ,‬الجزائر‪ ,2013 ,‬ص ‪.255‬‬
‫(‪ )27‬أبوبكر صديق عمر‪ ,‬الرقابة القضائية على سلطة اإلدارة في إبرام العقود اإلدارية بطريق املناقصات‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ,‬لبنان‪ ,2013 ,‬ص‪.70.‬‬
‫(‪ )28‬عمار بوضياف‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص‪.203.‬‬
‫(‪ )29‬النوي خرش ي‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص ‪.163‬‬
‫(‪ )30‬املادة ‪ 2/45‬من املرسوم الرئاس ي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪.‬‬
‫(‪ )31‬املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 236-10‬املؤرخ في ‪ 7‬أكتوبر ‪ ,2010‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية امللغى‪ ,‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ,58‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2010/10/07‬‬
‫(‪ )32‬النوي خرش ي‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص ‪.163‬‬
‫(‪ )33‬املادة ‪ 2/45‬من املرسوم الرئاس ي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪.‬‬
‫(‪ )34‬املادة ‪ 8/45‬من املرسوم الرئاس ي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪.‬‬
‫(‪ )35‬النوي خرش ي‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص ‪.164‬‬
‫(‪ )36‬املادة ‪ 1/46‬من املرسوم الرئاس ي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪.‬‬
‫(‪ )37‬عمار بوضياف املرجع السابق‪ ,‬ص ‪.205‬‬
‫(‪ )38‬املادة ‪ 2/46‬من املرسوم الرئاس ي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪.‬‬
‫(‪ )39‬تنص الفقرة الثالثة من املادة ‪ 46‬على ما يلي‪" :‬ويمكن تنظيم اجـتماعات لتوضيح الجوانب التقنية ل ـعـروض املرش ـحـين‪ ,‬عـنـد ال ـضـرورة‪,‬‬
‫ـصـيـصـا لـهـذا‬ ‫من طـرف املـصـلـحـة املـتعاقدة‪ ,‬بحـضور أعضاء لجـنة تقييم الـعروض املوسعة‪ ,‬عـنــد االقـتـضـاء‪ ,‬إلى خـبـراء يــتم تـعـيـيـنـهـم خ ّ‬
‫ال ـغ ــرض‪ .‬وي ــجب أن تح ــرر م ـح ــاض ــر ل ـه ــذه االج ـت ـم ــاعــات يوقعها جميع األعضاء الحاضرين"‪.‬‬
‫(‪ )40‬عمار بوضياف‪ ,‬املرجع السابق‪ ,‬ص ‪.206‬‬
‫(‪ )41‬املادة ‪ 8/46‬من املرسوم الرئاس ي املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪.‬‬

‫‪1728‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪1729 1718‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪10‬‬


2019 1729 1718 01 10 1729

You might also like