You are on page 1of 2

‫األعراف االجتماعية في احدى الدول العربية‬

‫أصول األعراف االجتماعية‬


‫إن الُعرف العربي سٌر ال يفتأ العرب في اكتشافه يومًا تلو آخر‪ .‬ما أصل هذا الُعرف ومن أين يستمد كل‬
‫هذه القوة؟ أهي القبيلة؟! او المحيط ام نتاج خبرات متراكمة؟ ام هو المجتمع ؟‬
‫إن األعراف المائلة في مجتمعنا العربي كثيرٌة جدًا‪ .‬حين نذهب لرؤية الُعرف كأداة فنجد أن علماء النفس‬
‫واالجتماع يعّد ون الُعرف " طبيعة ثانية" لشدة ما تألفه النفس البشرية‪ ،‬ويعتبر الُعرف أداة لمراقبة الفعل‬
‫االجتماعي بهدف ضبط حركته وتحقيق المصالح العامة فيه وفي هذا الشأن توجب تجدد األعراف‬
‫وتغيرها فيما يقتضي تحقيق تلك المصالح وما ُأطلق عليه في هذا السياق "الحاجة العامة" ومن شروطه‬
‫أيضًا أن يكون مظهرًا من مظاهر الفطرة البشرية ويمثل الحال الذي بداخل اإلنسان‪.‬‬
‫ولو تأملنا الُعرف كمحتوى حالي لوجدناه قوانين وقواعد صارمة جدًا ُتلزمك باتباعها سواء كانت تالئمك‬
‫أم ال‪ ،‬وتملصك منها يعد خروجًا سافرًا عن المجتمع برمته!‬
‫أهمية هذه األعراف للمجتمع العربي‬
‫إن الُعرف السائد دائمًا هو نتاج ُمحيطه‪ ،‬المحيط االجتماعي أوًال ويليه السياسي والثقافي والعقائدي‪ ,‬أنُه‬
‫نتاج لطرق تفكير هذا المجتمع‪ ,‬األعراف ليست هي المحيط نفسه وليست قضاياه واحتياجاته هي فقط‬
‫أتت بواسطته!‬
‫ما معنى كلمة ٌعرف؟ "هو العادة وما استقر عليه الناس في تصرفاتهم في المجتمع‪.‬‬
‫مثال على ذلك الكرم العربي‪ ,‬لقد كان الكرم من أبرز الصفات في العصر الجاهلي‪ ،‬بل وكانوا يتباهون‬
‫بالكرم والجود والسخاء‪ ،‬ورفعوا من مكانة الكرم‪ ،‬وكانوا يصفون بالكرم عظماء القوم‪ ،‬واشتهر بعض‬
‫العرب بهذه الصفة الحميدة منهم حاتم الطائي حتى صار مضربا للمثل‪ ،‬الذين اشتهروا بفيض كرمهم‬
‫وسخاء نفوسهم ‪.‬‬
‫ُيعتبر الكرم وُحسن الضيافة من العادات العربية البارزة‪ ،‬كما أّن إكرام الضيوف والترحاب بهم بالنسبة‬
‫للعرب من الصفات المثيرة لإلعجاب‪ ،‬إضافة إلى أنها بمثابة واجب ُمقّد س ومسألة تتعلق بالشرف‪.‬‬
‫ويعود السبب في انتشار هذه عادة الكرم‪ ،‬إلى أن البدو الُرَّح ل‪ ،‬وبخاصة أولئك الذين كانوا يعيشون في‬
‫بيئة صحراوية في شبه الجزيرة العربية‪ ،‬كانوا يعتمدون على كرم الضيافة للبقاء على قيد الحياة‪،‬‬
‫والحماية من العطش والجوع اثناء التنقل والترحال في الصحراء لصعوبة جمل زاد وماء لفترات طويلة‬
‫كانت األعراف ان الضيف يتم استقباله وضيافته واطعامه ما الذ وطاب فترة اقلها ثالثة أيام وليال ثم‬
‫يسال عن حاجته بعدها‪.‬‬
‫تأثير الحياة العصرية على هذه األعراف‬
‫ومع مرور الزمن‪ ،‬أصبح الكرم عادات الضيافة البدوية متأصلة وشائعة في المجتمعات العربية‪ ،‬بما‬
‫فيهم القرويون وُس ّك ان المدن‪ .‬اخذوا هذه العادة‪ ،‬ولكن بما يتناسب مع طبيعة المدينة والتطور العمراني‬
‫الذي جعل لهذا العرف شكال مختلفا خاصة مع ضيق مساحة المنازل وارتباط المستضيف بعمل لفترات‬
‫زمنية طويلة فيتم استقبال الضيوف إذا دعت الحاجة خارج المنزل وبموعد مسبق محضر له‬
‫يخطئ من يعتقد أن الكرم‪.‬‬
‫مجرد اإلطعام وتقديم المال والمساعدة على تجاوز محن حياتية‪ ،‬مسألة الجود والكرم عن هذه الشخصية‬
‫(الغريبة نوعا ما) تتجاوز هذا بكثير‪ ،‬األمر أكبر من مجرد تقديم عون ما أو إكرام ضيف ما‪ ،‬فهو‬
‫استعداد داخلي جارف من أجل بذل “أي شيء” لمساعدة اآلخر واألمر قد ال يتعلق فقط بكل ما تملكه من‬
‫مال‪ ،‬واستعدادك للتخلي عنه كله تحقيقا لمصلحة اآلخرين‪ ،‬وفداء النفس من أجل نفس أخرى‪ .‬وهذه‬
‫أعلى درجات التضحية والكرم‪.‬التي تميزنا بها عن باقي األمم نحن للكرم عنوان‪.‬‬
‫ولقد تأثرت هذه االعراف بتغير نمط الحياة االجتماعية بتطور النظام العام للمجتمع حيث انتقل االنسان‬
‫من حياة البداوة إلى حياة المدنية التي غيرت من عادات الكرم العربي لتغير مكان السكن وحجمه وتغير‬
‫طبيعة العمل من ما اثرا على هذه االعراف‪.‬‬

You might also like