Professional Documents
Culture Documents
net/publication/331024221
CITATIONS READS
0 274
1 author:
Souhila Laghars
University Mustapha Stambouli of Mascara
38 PUBLICATIONS 0 CITATIONS
SEE PROFILE
Some of the authors of this publication are also working on these related projects:
دراﺳﺔ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﻌﺴﻜﺮ- اﻟﺪور اﻟﻘﻴﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺠﻮدة واﻟﺘﻤﻴﺰ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔView project
All content following this page was uploaded by Souhila Laghars on 11 February 2019.
عبد الغني عماد .سوسيولوجيا الثقافة المفاهيم واالشكاليات.بيروت .مركز دراسات الوحدة العربية .الطبعة األولى.2006 .ص:
1
.170
-عبد الغني عماد .سوسيولوجيا الثقافة المفاهيم واالشكاليات .نفس المرجع.ص1702 :
Grégoire.a. le jeune du ramadan en contexte de migration. Université de montreal. 2001.p: 37-413
- 4دياب فوزية .القيم والعادات االجتماعية -بحث ميداني لبعض العادات االجتماعية .بيروت .دار النهضة العربية للطباعة.
1980ص183 :
- 5عبد الحميد أحمد.ح .المجتمع-دراسة في علم االجتماع.االسكندرية .المكتب الجامعي الحديث .الطبعة الثانية .2002 .ص:
204
-دياب فوزية .القيم والعادات االجتماعية -بحث ميداني لبعض العادات االجتماعية.نفس المرجع.ص1056 -104 :
2
الصدد تقول املبحوثة (ن.ف 30.سنة .ماكثة في بالبيت)" :في شهر رمضان اإليمان يقوى بزاف تكون قراية للقرآن وصالة في
وقتها والدعاء في هذا الشهرمستجاب".
ما يمكننا استخالصه أن هذا الشهر بالنسبة لألفراد هو شهر التوبة ،فهو تطهير روحي من خالل مختلف العبادات التي
يمارسونها.
وقد أشار بعض املبحوثين أن ميزة هذا الشهر هي ارتباطه بحدث ديني عظيم الذي يتمثل في بداية نزول القرآن الكريم على خاتم
األنبياء والرسل محمد صلى هللا عليه وسلم ،باإلضافة إلى أنه الشهر الذي خص بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ،وهذا ما
عبر عنه املبحوث (ق.ف 36 .سنة .تاجر)" :شهر رمضان هو شهر هللا ،شهر اللي نزل فيه القرآن الكريم على الرسول صلى هللا
عليه وسلم ،وشهراللي فيه ليلة القدرالتي هي خيرمن ألف شهرومكانش عظمة كيما هذي".
إن شهر رمضان كموضوع للبحث والدراسة قد تناوله العديد من الباحثين األنثروبولوجيين وعلماء االجتماع نذكر على سبيل
املثال Marc de fouilleفي كتابه « Comprendre les religion pour mieux les connaître aujourd’hui » :حيث أشار إلى أن
شهر رمضان عند املسلمين يتميز ببداية نزول القرآن ألول مرة على محمد الرسول في ليلة 26و 27وهذه الليلة يدعونها بليلة
القدر التي هي خير من ألف شهر".
ما يمكن اإلشارة إليه أن هذا الشهر لم يختص بنزول القرآن الكريم فقط بل كذلك اختص بنزول الكتب اإللهية األخرى على
األنبياء ،بحيث أنزل كتاب التوراة يوم 6من رمضان والزابور يوم 12من رمضان واإلنجيل يوم 18من رمضان".1
هذا فيما يخص املميزات التي يمكن أن نطلق عليها أنها دينية ،أما املميزات االجتماعية تتجلى في التغيرات التي تطرأ على تنظيمات
الحياة اليومية لألفراد في شهر رمضان وهي متنوعة منها ما يتعلق بتغير في وجبات الغذائية أي وجبة الفطور ووجبة السحور.
إن اختالف عدد الوجبات الغذائية في شهر رمضان يؤدي أيضا بدوره اختالف نوعية ذلك الغذاء بحيث يكون تقليدي وهذا ال
يتعلق بالجزائر فقط بل بكل األقطار العربية األخرى ،بحيث تعتبر الحريرة غداءا تقليديا ال يمكن االستغناء عنه عند معظم
األفراد حتى ال نقول كلهم وهي تعتبر كميزة للجزائريين يشتركون في تناولها لهذا الشهر ،وفي هذا املعنى نجد املبحوثة تعبر عن ذلك
بقولها (ر.ف50 .سنة .ماكثة بالبيت)" :كيما تكونش الحريرة في املائدة نحس روحي حاجة خاصتني ونحس بلي ما فطرتش." ...،
باإلضافة إلى هذه التغيرات فهناك تغيرات أخرى تطرأ في شهر رمضان مثال نجد أن البرامج التلفزيونية تتغير في محتواها ،بحيث
تكون هناك برامج خاصة بهذا الشهر العظيم كحضور األفالم الدينية واألناشيد الدينية.
كما يوجد كذلك تغيير في مواقيت بدء العمل وانتهائه سواء إن تعلق األمر بالكبار "العمال" أو الصغار"الذين يزاولون الدراسة".
أما من الناحية االقتصادية فإن شهر رمضان يتميز بارتفاع أسعار املواد الغذائية ألن هناك استهالكا ملنتجات إضافية كاللحم،
الفواكه ،الحلويات...،الخ.
-3العالقات االجتماعية في شهررمضان:
نظرا ألهمية العالقات االجتماعية داخل املجتمع فضلنا أن نقسها إلى نوعين:
1-3العالقات االجتماعية األسرية :توجد العديد من النشاطات التي يقوم بها أفراد األسرة الواحدة وهي كالتالي:
-تعاون أفراد األسرة :وجود تعاون تلقائي بين أفراد األسرة يكون ثابت في سائر األيام.
- 1العربي.رابح.فلسفة الصيام .الجزائر .ديوان المطبوعات الجامعية .الجزء األول والثالث 1989 .ص.101-82 :
3
-اجتماع أفراد األسرة على مائدة الفطور وفي وقت واحد ،وهذا ما أشار إليه كل املبحوثين ،تقول املبحوثة(ع.د 27 .سنة.ماكثة
بالبيت)":يعجبني رمضان مين يجمعنا على مايدة واحدة ،وهذا االجتماع يكون غيل في شهر رمضان ففي الشهور اللخرى كل
واحد ياكل وحده".
وهذا ما يعني أن مائدة الفطور في شهر رمضان تؤدي إلى بناء رباط أسري قوي ،وكذلك تترك آثارا في نفسية األفراد بحيث يتولد
لديهم إحساس بالراحة النفسية.
-السهرات الرمضانية التي يقضيها أفراد األسرة مع بعضهم البعض ،وما يميز هذه السهرات هو اجتماعهم ملشاهدة البرامج
التلفزيونية املتنوعة وكذلك اجتماعهم على سنية رمضان.
يقول املبحوث (ق.ف30 .سنة.عامل يومي) "في شهر رمضان تحلى السهرة مع العايلة بحيث نجتامعوا قاع على شرب القهوة
والشاي وأكل الزالبية والشامية اللي تكون مرفوقة باألحاديث الشيقة وكذلك مشاهدة البرامج التلفزيونية الرمضانية."...
2-3العالقات االجتماعية الجوارية :من خالل الدراسة امليدانية اتضح لنا نوع صلة القرابة بين الجيران ،والتي تلخصت فيما
يلي:
-أن األسر التي تقطن بحي بلبشير محمد بمدينة وهران أغلبيتها تسكن بجوار أسر ال تمت لها بصلة القرابة أما بعض األسر
تسكن بجوار األهل واألقارب ،إال أن هذا ال يمنع من وجود عالقات فيما بينهم ،بل بالعكس فهناك عالقات وعمليات اجتماعية
متنوعة وهي:
-تبادل التعاون بين الجيران :إن التعاون بين الجيران نجده يشمل كل املجاالت ويتضمن أشكال وأنواع متعددة ،فنجد تعاون
اتفاقي وتضامني بين الجيران وذلك بمساعدة الفقراء واملحتاجين طيلة شهر رمضان.
يعتبر شهر رمضان مدرسة تربوية يتعلم الفرد من خاللها صفات البر واإلحسان والرأفة باآلخرين أي الفقراء واملحتاجين
واإلحساس بمعاناتهم وهذه الفضائل والخصائص يكاد ينعدم وجودها في الشهور األخرى مقارنة بهذا الشهر التي تكثر فيه
الصدقات ،هذا ألن الصائم إذا جاع تذكر ما عنده من جوع فيحثه ذلك على إطعام املساكين والفقراء ،ويحمله ذلك لإلحسان
بهم وهذا ما أدلى به جميع املبحوثين.
وال يتوقف األمر هنا وفقط بل نجد أفراد الحي يتفقون على إطعام اإلمام ،فبعضهم يأخذ له الطعام إلى املسجد ،والبعض
يأخذونه إلى املنزل للفطور معهم.
باإلضافة إلى ذلك نجد زكاة الفطر التي يلتزم األفراد بإخراجها تعتبر كرابط اجتماعي ،بحيث تربط الغني بالفقير والقوي
بالضعيف كما أن أدائها تعبير عن الطهارة الروحية.
-تبادل الزيارات والسهرات بين الجيران :لقد اتضح من خالل البحث امليداني أن معظم األسر تقوم بزيارة جيرانها ،إال أن سبب
الزيارة يختلف ،فمنهن من تزور جيرانها لقضاء وقت فراغها بهدف الترفيه عن النفس ،وهناك من تزور جارتها لسبب ما أي زيارتها
تكون لها صلة بمناسبة ما كنجاح أطفالها (أوالدها) ،أو في حالة املرض وغيرها من األسباب.
في حين توجد أسرتان ال تقومان بزيارة الجيران بحكم أنهما ينتميان إلى األسرة املمتدة ،بحيث تكون فيها سلطة الكبار على
الصغار ،أي سلطة أم الزوج لزوجة ابنها ،بحيث تقول مبحوثة (س.ن 33.سنة .ماكثة بالبيت)" :عزوجي ما تخلينيش نروحوا
عند جوارين تروح غير هي حتى ولو كانت جارتي مريضة وال عندها حاجة وحد لخرى ودقولي أنا الكبيرة تع الدار واحد فينا
يروح برك".
4
وبناءا على ما تم ذكره وانطالقا من نتائج الدراسة نرى عودة النظام األسري القديم ،الذي تميز بسلطة الكبار على الصغار عند
بعض األسر املمتدة التي تقطن بالحي ولكن السؤال الذي نطرحه ما هو سبب عودة النظام األسري القديم؟ بالرغم من أن مدينة
وهران مدينة معاصرة ومتطورة في شتى امليادين االقتصادية واالجتماعية والثقافية.
-إن وجود هذا النوع من النظام األسري هو نتيجة اإلقامة داخل األسرة املمتدة ،وهذه األخيرة وجودها راجع لقلة الدخل وغالء
املعيشة.
ما يمكن اإلشارة إليه أن السلطة في األسر الحضرية ملدينة وهران تتوزع توزيعا هرميا على محوري السن والجنس ،وهذا األخير
يشير إلى وضع ودور األب في األسرة الوهرانية الحالية مهيمن بما فيه الكفاية.
فيما يخص السهرات فنجد أن فئة الرجال كما ذكرنا آنفا تكون في املقاهي وفي الشوارع ،أما فئة النساء فبعضهم يتبادلن
السهرات والبعض اآلخر يسهرن في املنزل أو عند األهل واألقارب.
كما وجدنا عمليات تؤدي إلى تقوية العالقات نجد أيضا عمليات تضعف العالقات كوجود الشجار في شهر رمضان وهو يضم
فئة الرجال أكثر من فئة النساء ،ويرجع سببه حسب ما أدلى به املبحوثين هو عدم قدرتهم للصوم ،فمنهم من ال يتحمل الجوع
ومنهم من ال يتحمل التخلي عن التدخين.
ولكن ما يمكن اإلشارة إليه أن وقوع الشجار في شهر رمضان أو في الشهور األخرى يعود ألسباب وظروف معينة وهي تختلف من
فرد آلخر وحتى من مجتمع آلخر ،وتتجلى في العوامل االجتماعية ،االقتصادية ،الثقافية والنفسية.
إذن كل العوامل التي تم ذكرها تساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في وقوع الشجار بين األفراد ،هذا من جهة ومن جهة
أخرى ،هذه العوامل تتداخل فيما بينها ،كما أنها توجد طيلة السنة .وهذا يعني أن الشجار في رمضان ال ينحصر أو يكون سببه
عدم قدرة الفرد على الصوم "الجوع" فقط ،بل هناك عوامل أخرى تساهم في وقوعه.
كما نجد أيضا ظاهرة السرقة في شهر رمضان راجع إلى تعرضهم لها ،ففي نظر املبحوثين وجودها راجع ألسباب كالبطالة التي
يعاني منها الشباب ،وكذلك غالء املعيشة ،وبهذا تكثر السرقة وخاصة في األسبوع األخير ألنها فترة املصاريف حسب رأيهم ،فهي
الفترة التي تصنع فيها األسر الحلويات وكذلك الفترة التي يتم فيها شراء املالبس لألطفال عند غالبية األسر ،وفي هذا املعنى يقول
مبحوث (خ.م 26 .سنة .خباز)" :في األسبوع التالي من شهررمضان تكون الخيانة بزاف".
وبناءا على التغيرات والتطورات التي أفرزتها الحداثة على مختلف امليادين نجدها أيضا فرضت نفسها بطريقة أو بأخرى على
املستوى اإلشباعي للفرد أي أصبحت الحاجات الكمالية ضرورية مثلها مثل الحاجات األساسية سواء إن تعلق األمر باملواد
الغذائية أو املواد األخرى (كاألثاث واأللبسة.)...
أما فيما يخص األلبسة أصبح األفراد مهووسون بأسلوب املوضة ،إذن نجد أن الحداثة فرضت نفسها أو مست حتى العادات
والتقاليد للمجتمع الجزائري ،ألن حرص األفراد على أن تكون مائدة الفطور مملوءة باألطعمة واملشروبات املتنوعة وكذلك
الحرص على تحضير حلويات للسهرة أو لالحتفال بعيد الفطر.
فهذه األمور تؤدي بنا للقول أن الحرص على إتباع متطلبات الحداثة ،أصبح مساويا وأحيانا يفوق الحرص على إتباع شعائر شهر
رمضان الدينية.
وبما أن شهر رمضان تكثر فيه املصاريف وبما أن مرحلة الحداثة تتطلب الجودة في اإلنتاج فإن األسعار تكون مرتفعة بالضرورة ،
وبهذا فإن حتى العامل ال يمكنه أن يوفر املال إلشباع كل حاجياته فما بالك األفراد الذين ال يعملون من بينهم املساكين والفقراء
واملحتاجين.
5
إذن :إن كل من العادات والتقاليد التي يتبعها األفراد في شهر رمضان والتي تتسم بطابع الحداثة تؤدي إلى وجود انحرافات داخل
املجتمع.
كما نجد أيضا عمليتي االحتكار وارتفاع أسعار السلع خالل شهر رمضان ،حيث ترتفع السلع وخاصة عند اقتراب شهر رمضان
بأسبوع أو أسبوعين وهذا حسب ما أشار إليه املبحوثين يقول أحدهم (ق.ن40 .سنة.عامل في شركة)":في رمضان الغال يكون
بزاف ،ألنه شهر املصروف ،والشهر اللي كلش ي يمش ي فيه ،ألن فيه املاكلة بزاف ،وأوبليجي علينا باش ناكلوا زين على خالف
الشهور األخرى".
باختصار انحراف التاجر ولجوءه إلى سلوكات منافية لقيمه ومبادئه املتفق عليها داخل مجتمعه ،يكون نتيجة ألسباب عدة ،قد
تكون أسباب ذاتية (كالطمع) أو أسباب موضوعية (كالحداثة) أو تداخل كل من األسباب الذاتية واملوضوعية فيما بينها.
-4االحتفاالت الدينية واملمارسات السوسيوثقافية:
1-4االحتفال بليلة القدر :هذه الليلة تندرج ضمن ليالي رمضان ،وهذا األخير هو شهر عبادة بحيث تتنوع فيه املمارسات الدينية
في أبهى صورها في ترتيل القرآن الكريم ،قيام الليل ،التسبيح ،أداء صالة التراويح ،الدعاء ،وبجانب هذه املمارسات نجد كذلك
املمارسات السوسيوثقافية حاضرة في ليلة القدر أي االحتفال بهذه املناسبة.
-املمارسات السوسيوثقافية:
يحتفل أفراد املجتمع بليلة القدر في السابع والعشرين من رمضان ،ويتخذ هذا االحتفال طابعا أو لونا ثقافيا خاصا باملجتمع،
بحيث نجد العديد من املمارسات والعادات املتنوعة التي يشترك األفراد في أدائها الكبار منهم والصغار ،الرجال والنساء .إال أن
االستعداد لالحتفال بهذه املناسبة يختلف عند النساء منه عند الرجال ،فنجد أن استعداد النساء لالحتفال بهذه املناسبة يكون
بدءا من الصباح ،بحيث يقمن بزيارة املقابر واألضرحة ثم يعدن إلى املنزل لتحضير الرقاق 1حسب ما أدلى به املبحوثين ،إال أن
هناك أسرتان تقوم بإعداد الكسكس والطمينة .هذه املناسبة تعتبر ميالد نزول القرآن الكريم إذن اإلعداد لهذه األكلة بمناسبة
ميالد القرآن الكريم هي شبيهة أو باألحرى هي نفسها األكلة التي يتم تحضيرها الستقبال املولود (الطفل) الذي يخرج من بطن أمه
إلى الحياة ،فكذلك القرآن بدوره ينزل من اللوح املحفوظ إلى السماء الدنيا حين نزل به جبريل إلى األرض على الرسول صلى هللا
عليه وسلم.
أما بالنسبة لألسر األخرى فاإلعداد لهذه األكلة باعتبارها عادة ورثوها عن األسالف كما يقمن كذلك بتبادل الزيارات مع األهل
والجيران في هذه املناسبة.
أما في الليل البعض منهن يذهبن إلى املسجد ألداء صالة التراويح وحضور حفلة اختتام القرآن والبعض اآلخر يذهبن عند األهل
والجيران لقضاء السهرة واالجتماع على القهوة والشاي واملقابالت والحلويات املتنوعة.
أما بالنسبة للرجال فنجد أن نشاطهم االحتفالي يبدء بعد الفطور ،بحيث يتجهون إلى املسجد ألداء صالة التراويح كالعادة إال أن
الش يء املميز في هذه الليلة ،أنها الليلة التي يتم فيها ختم القرآن ،والليلة التي يكون فيها األداء األخير لصالة التراويح ،باإلضافة إلى
هذا تقسيم الجوائز على األطفال الذين يزاولون على حفظ القرآن ،وبجانب هذه السلوكات يأخذ األفراد "الطعام" والقهوة
والشاي والحلويات للمسجد بهدف االحتفال معا بهذه املناسبة الدينية ،وبهذا يعم االحتفال الشوارع والطرقات التي تنيرها
املصابيح ،وشذى البخور الذي يعبقها (الشوارع والطرقات) باإلضافة إلى حلقات الذكر والندوات الدينية.
-الثريد :عند التلمسانيين وهو معروف عند كل العرب ،بحيث يقول علي بن أبي طالب( :الثريد طعام العرب). 1
6
تعبر هذه املمارسات (الدينية ،االجتماعية ،الثقافية) التي يقوم األفراد بأدائها على املشاركة الجماعية واالندماج الثقافي.
وتتضمن ليلة القدر ميثولوجيا دينية واجتماعية :بحيث تتخذ أشكاال وعالمات متنوعة وهذا ليس من الناحية الدينية فقط بل
كذلك نجده من الناحية االجتماعية والثقافية.
باختصار االحتفال بليلة القدر ال يتضمن ألسطورة الدينية فقط بل يتعداها ليتضمن أيضا أساطير ومعتقدات شعبية تنبع من
ثقافة املجتمع.
بحيث نجد لألفراد معتقدات وتصورات متنوعة حول ليلة القدر أي حول كيفية ظهورها فمنهم من يرى أنها تظهر على شكل
شعاع من النور ومنهم من يرى ظهورها على صفة املالئكة وهذه االعتقادات واألفكار هي نابعة من الواقع أي من عند أناس
يعرفونهم (األهل ،األحباب ،األصدقاء ،الجيران) أو انطالقا من وجودها مذكورة في األحاديث.
تقول إحدى املبحوثات (ل.ش 26 .سنة .عاملة في محل الحلويات)":ليلة القدر طاحت على حمى أختي على شكل شعاع من
النور وطلب منها شا بغى".
فبجانب الطقوس واملمارسات املتنوعة التي يقوم األفراد بأدائها لالحتفال بليلة القدر ،فإننا نجدهم أيضا يقومون بممارسات
أخرى كعملية البخور التي تدور بها املرأة في أنحاء املنزل ،وهذا العتقادها أنها الليلة التي توجد وتنتشر فيها الجنون ،وأن الدخان
هو الذي يؤثر عليها وبالتالي ابتعاد الضرر عنهم.
وخالصة القول ،أن كل من األساطير الدينية واالجتماعية ،هي تعبير عن ثقافة املجتمع.
2-4االحتفال بعيد الفطر :يستقبل األفراد عيد الفطر بممارسات وطقوس متنوعة ،وإن أول ما يستهل به في هذه املناسبة هو
توجه الرجال واألطفال إلى املسجد ألداء صالة العيد والتي تستهل بسماع التكبيرات املصلين في املساجد ،وما أن تنتهي الصالة
يخرجون ويتبادلون التهاني فيما بينهم ،وتعم الشوارع أجواء العيد فيخرج النساء واألطفال مرتدين املالبس الجديدة لزيارة
الجيران واألهل واألقارب ليقدموا لهم التهاني ،كما أنهم يتوجهون أيضا إلى املقابر لزيارة موتاهم (األهل واألقارب واألصدقاء)،
باإلضافة إلى زيارتهم لألولياء واألضرحة ،وخالل هذه الزيارات يقوم الكبار الرجال منهم والنساء بتقديم املال لألطفال وبجانب
هذه املمارسات نجد األطفال أيضا يستقبلون العيد بطريقتهم الخاصة بحيث نجد البهجة والفرح والسرور ترتسم على وجوههم،
بارتدائهم للمالبس الجديدة وا ستالمهم املال (العيدية) سواء من طرف الوالدين أو من األقرباء أو الجيران ...وتبادلهم التهاني
سواء مع األصدقاء أو األهل ،باإلضافة إلى هذا نجدهم يقومون بممارسة العديد من األلعاب الشعبية 1كاللعب بالكرة وباأللعاب
النارية (املسدسات) بالنسبة للذكور أما اإلناث اللعب بالدمى وغيرها من ألعاب األطفال ،كما يتجه األطفال كذلك إلى الحدائق
العامة وإلى السينما.
-الحلويات واألطعمة:
كما كان لشهر رمضان أطعمة ومأكوالت حرصت العقلية الشعبية على املحافظة عليها ،فإنها أيضا حرصت على الحفاظ على
أطعمة وحلويات لالحتفال بعيد الفطر فنجد أنواع وأصناف من الحلويات منها ما هو تقليدي كالكعك ،البسكويت واملقروض
وقريوش ،...ومنها ما هو جديد (أي عصري) مثل تشاراك ،مشوكة ،القطايف ،بحالوة ....،التي يتم إعدادها في العشر األواخر من
-يقول احمد رشدي صالح في تعريفه لأللعاب الشعبية أنها :كل لعبة يمارسها العامي تلقائيا من المهد إلى اللحد ،يتوارثونها 1
جيال بعد جيل ،يغيرون منها أو يصرفون ،و يستوي في ممارستها جنسي النساء وجنسي الرجال منذ الطفولة.أنظر إلى المرجع
التالي( :السباغ مرسي .دراسات في الثقافة الشعبية .االسكندرية .دار الوفاء للطباعة والنشر.الطبعة األولى 2001 .ص)160 :
7
رمضان وتزيد وتستمر العملية وتصل إلى ذروتها في األيام الثالثة األخيرة ،بحيث نجد النساء يحرصن في إعدادها على أن يكون
الشكل والذوق جذاب وملفت لألنظار ،وهذا ما يشير إلى وجود عامل املنافسة بين النساء في صنع أحسن أنواع الحلويات.
وبالتالي يتحول العيد إلى مسابقة اجتماعية-ثقافية تبرز كفاءة النساء في صنع الحلويات باإلضافة إلى كل هذا نجد النساء يوم
العيد يقمن بإعداد فطرة خاصة بهذه املناسبة السعيدة أال وهي تحضير الكسكس" كوجبة للفطور أو العشاء.
نالحظ هنا حرص األفراد على إعداد الحلويات املتنوعة وكذلك فطرة العيد (الكسكس) بهدف تقديمها للضيوف وبالتالي
اجتماعهم في تناولها باإلضافة إلى شرب الشاي والقهوة.
ولكن ما يمكن اإلشارة إليه أن هذه االجتماعات العائلية نجدها حاضرة بكثرة داخل األسر املمتدة التي تقوم باستقبال أبنائها
وبناتها املتزوجين وكذلك األهل واألقارب وحتى الجيران.
إن إعداد األطعمة والحلويات في هذه املناسبة ال ينفي وجودها في سائر األيام ولكن الش يء املميز فيها أن إعدادها يعتبر ضرورة،
وهذا انطالقا من املحددات الثقافية واالجتماعية التي تلزم األفراد باحترامها والتقيد بها.
ويمكننا أن نختم هذه الدراسة بمجموعة من النتائج والتي تتمثل فيما يلي:
-يتميز شهر رمضان عن الشهور األخرى ذلك ألنه يندرج ضمن الزمن املقدس ،وتتجلى هذه املميزات في أنه شهر عبادة ،شهر
تحدث فيه تغيرات في الحياة اليومية لألفراد كتغير البرامج التلفزيونية ،تحضير وجبات غذائية خاصة...،الخ.
-تعبر العمليات االجتماعية التالية :التعاون ،تبادل الزيارات والسهرات عن قوة العالقة بين أفراد املجتمع.
-تعكس العادات والتقاليد ثقافة املجتمع الوهراني.
-تعكس الوجبات الغذائية الخاصة بهذا الشهر ثقافة املجتمع الوهراني.
-ترمز ااطقوس الدينية( تالوة القرآن ،صالة التراويح ،خطبة العيد) إلى الخصوصية الدينية اإلسالمية عامة والخصوصية
الثقافية الجزائرية خاصة.
-تعتبر كل من الطقوس ،العادات ،التقاليد ،األساطير كمقومات للتكامل الثقافي.
قائمة املراجع:
-باللغة العربية :
-1العربي.رابح.فلسفة الصيام .الجزائر .ديوان املطبوعات الجامعية .الجزء األول والثالث.1989 .
-2السباغ مرس ي .دراسات في الثقافة الشعبية .اإلسكندرية .دار الوفاء للطباعة والنشر.الطبعة األولى . 2001 .
-3السويدان طارق .الصوم ،االعتكاف ،زكاة الفطر ،صالة العيدين .لبنان .دار ابن حزم .الطبعة األولىز .2000
-4بدوي أحمد زكي .معجم مصطلحات العلوم االجتماعية .بيروت .مكتبة لبنان.1977 .
-5دياب فوزية .القيم والعادات االجتماعية -بحث ميداني لبعض العادات االجتماعية .بيروت .دار النهضة العربية للطباعة.
.1980
-6عبد الغني عماد .سوسيولوجيا الثقافة املفاهيم واالشكاليات.بيروت .مركز دراسات الوحدة العربية .الطبعة األولى.2006 .
-7عبد الحميد أحمد.ح .املجتمع-دراسة في علم االجتماع.اإلسكندرية .املكتب الجامعي الحديث .الطبعة الثانية 2002 .
-باللغة الفرنسية:
Grégoire.a. le jeune du ramadan en contexte de migration. Université de montreal. 2001-8
Maisonneuve.J . Les conduites rituelles. Paris. Puf.1988 -9
8
Raymond.B. Larousse : dictionnaire de sociologie. Paris. Loisies. 2001-10