You are on page 1of 10

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/331024221

.‫أﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬-‫ دراﺳﺔ ﺳﻮﺳﻴﻮ‬- ‫ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ‬

Conference Paper · May 2018

CITATIONS READS
0 274

1 author:

Souhila Laghars
University Mustapha Stambouli of Mascara
38 PUBLICATIONS   0 CITATIONS   

SEE PROFILE

Some of the authors of this publication are also working on these related projects:

‫ اﻷﺋﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺳﻴﺮورة ﻣﺄﺳﺴﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‬View project

‫دراﺳﺔ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﻌﺴﻜﺮ‬- ‫ اﻟﺪور اﻟﻘﻴﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺠﻮدة واﻟﺘﻤﻴﺰ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬View project

All content following this page was uploaded by Souhila Laghars on 11 February 2019.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫شهررمضان في الثقافة الجزائرية ‪ -‬دراسة سوسيو‪ -‬أنثروبولوجية ‪-‬‬
‫الدكتورة‪ :‬لغرس سوهيلة‪.‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪.‬‬
‫جامعة معسكر‪.‬‬
‫مدخل‪ :‬يحتل شهر رمضان مكانة عظمى داخل املجتمعات اإلسالمية‪ ،‬فهو الركن الرابع في اإلسالم‪ ،‬بحيث يتم إحياءه كل سنة‪،‬‬
‫فهو يتميز عن الشهور األخرى بحيث تتجلى مميزاته وأهميته في جوانب عدة ومختلفة تشمل الفرد وعالقته مع أفراد مجتمعه‪،‬‬
‫وبناء على هذا فاإلشكال املطروح هو كاآلتي‪:‬‬
‫هل املمارسات والطقوس التي يتضمنها شهر رمضان تؤدي إلى تقوية العالقات االجتماعية؟‬
‫وهل يعكس شهر رمضان ثقافة املجتمع الجزائري عامة واملجتمع الوهراني خاصة ؟‬
‫ولإلجابة على هذه التساؤالت كانت الفرضيات كالتالي‪:‬‬
‫‪-1‬تعتبر املمارسات والطقوس االجتماعية والدينية وسيلة من وسائل املساهمة في تقوية العالقات االجتماعية األسرية منها‬
‫والعائلية والجوارية‪.‬‬
‫‪-2‬يعكس شهر رمضان ثقافة املجتمع الوهراني ويتجلى ذلك من خالل العادات والتقاليد ‪.‬‬
‫وقد اعتمدنا في هذه الدراسة على املنهج التفسيري واملنهج الوصفي واستعملنا النظرية الوظيفية‪ ،‬كما استخدمنا تقنية املالحظة‬
‫واملقابلة‪.‬‬
‫أما ميدان الدراسة فكان بحي من أحياء مدينة وهران‪.‬‬
‫‪-1‬تحديد املفاهيم‪:‬‬
‫‪1-1‬تعريف الطقوس‪ (Les rites) :‬يعرف دوركايم الطقس" أنه فعل جماعي يسمح ويشارك في قوة الرباط االجتماعي"‪.1‬‬
‫وهذا يعني أن الطقوس تخلق حقيقة اجتماعية تجعل األفراد يتقاسمونها ويشاركونها في أدائها بحيث تجعلهم وحدة اجتماعية‬
‫معينة‪ ،‬وبالتالي تتجلى أهمية الطقوس في "تقوية الروابط االجتماعية"‪.2‬‬
‫‪2-1‬الطقوس الدينية‪" :‬تلك التي تقيمها السلطة الدينية املختصة عند قدماء اليونان والرومان وبعد ظهور املسيحية أصبح‬
‫يقصد بها طقوس القربان‪ ،‬املقدس‪ ،‬وتختلف أشكالها تبعا للمذاهب الدينية املختلفة"‪.3‬‬
‫ما يمكن اإلشارة إليه أن الطقوس الدينية هي مجموع املمارسات املرتبطة بالدين‪ ،‬وهذا يدل على أنها تلعب دورا مهما في إعادة‬
‫خلق اإليمان بشكل دوري‪ ،‬وأن هذه املمارسات تختلف باختالف املذاهب الدينية سواء في الهدف أو طريقة ممارساتها‪.‬‬
‫‪-3-1‬تعريف الصيام )‪ : (Le jeune‬هو اإلمساك عن جميع املفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس‪. 4‬‬
‫فالصوم عند النصارى واملسلمين هو االمتناع عن األكل والشرب لفترة زمنية معينة وخالل هذه الفترة تكون هناك سلوكات‬
‫وأفعال وجب تجنبها كاالمتناع عن األكل والشرب وكذلك عدم إقامة العالقة الجنسية بين الزوجين‪.‬‬

‫‪Raymond.B. Larousse : dictionnaire de sociologie. Paris. Loisies. 2001 :p : 202-1‬‬


‫‪Maisonneuve.J . les conduites rituelles . paris. Puf.1988 :p : 142‬‬
‫‪ -‬بدوي أحمد زكي‪ .‬معجم مصطلحات العلوم االجتماعية‪ .‬بيروت‪ .‬مكتبة لبنان‪.1977 .‬ص‪2483 :‬‬
‫‪ -‬السويدان طارق‪ .‬الصوم‪ ،‬االعتكاف‪ ،‬زكاة الفطر‪ ،‬صالة العيدين‪ .‬لبنان‪ .‬دار ابن حزم‪ .‬الطبعة األولىز ‪.2000‬ص‪354 :‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-4-1‬تعريف الرموز‪ :‬هو "ش يء ما يحتل مكان ش يء آخر‪ ،‬أو أنه ش يء ما يحل محل ش يء آخر ويستدعيه"‪.1‬‬
‫وهذا يعني أن الرمز سواء كان كلمة أو تمثاال أو ش يء آخر فإنها تحل محل الش يء وتثير ذكراه وذلك‪ ،‬من خالل إعطائه معنى من‬
‫طرف أفراد املجتمع‪ ،‬وهذا ما يشير إلى أن الرموز تنشأ عن طريق التفاعل االجتماعي‪ ،‬بحيث تكون لها مكانة واعتبار عندهم‪،‬‬
‫وتكتسب قيمتها االجتماعية والثقافية‪ ،‬وفي هذا الصدد يعرف وايت )‪" (Whayt‬الرمز على أنه ش يء يكتسب قيمته أو معناه من‬
‫طرف مستخدميه"‪.2‬‬
‫نضرب على سبيل املثال دراسة قام بها ‪ A. J. Grégoire‬على املهاجرين املغاربة في مونتريال عام ‪ 2001‬أشار فيها إلى "أن رمزية‬
‫رمضان تحيل إلى وجوب الطهارة"‪.3‬‬
‫‪5-1‬تعريف االحتفاالت‪:‬‬
‫يعرف روس (‪ )Ross‬االحتفال على أنه‪" :‬الرابطة التي تجمع شتات الجماهير وإذا انحلت هذه الرابطة تفرقت الجماهير وصارت‬
‫أمورها مضطربة"‪.4‬‬
‫إذن‪ :‬االحتفاالت هي وسيلة لتماسك األفراد واندماجهم داخل مجتمعهم بما تحمله من تراث اجتماعي وثقافي خاص بهم‪.‬‬
‫كما نجدها (االحتفاالت) متنوعة امليادين قد تكون دينية كاالحتفال بعيد الفطر‪ ،‬وعيد األضحى‪... ،‬الخ‪ ،‬وقد تكون احتفاالت‬
‫اجتماعية وثقافية كاالحتفال بعيد العمال واالحتفال بعيد امليالد‪ ...،‬وغيرها من االحتفاالت‪.‬‬
‫‪ -5‬تعريف العادات والتقاليد‪:‬‬
‫‪1-5‬التقاليد‪":‬هي عبارة عن مجموعة من قواعد السلوك التي تنشأ عن الرضا واالتفاق الجمعي‪ ،‬وهي تستمد قوتها من املجتمع‪،‬‬
‫وتحتفظ بالحكم املتراكمة‪ ،‬وذكريات املاض ي التي مر بها املجتمع يتناقلها الخلف عن السلف جيل بعد جيل"‪.5‬‬
‫نستخلص من هذا التعريف أن التقاليد تتسم بصفتين أساسيتين وهما‪ :‬العمومية والتوارث‪.‬‬
‫‪2-5‬العادات‪ :‬يعرفها جلن وجلن )‪ (Gillin-Gillin‬هي "كل سلوك متكرر يكتسب اجتماعيا‪ ،‬ويتعلم اجتماعيا ويمارس اجتماعيا‬
‫ويتوارث اجتماعيا"‪.6‬‬
‫فالعادات هي ظاهرة اجتماعية تمثل أسلوبا اجتماعيا كعادات التحية‪ ،‬وارتداء مالبس جديدة أيام العيد وزيارة القبور واألضرحة‬
‫وغيرها من العادات‪.‬‬
‫‪ -2‬مميزات شهر رمضان‪ :‬يتميز شهر رمضان عن الشهور الهجرية األخرى‪ ،‬وتتضح هذه املميزات من خالل آراء املبحوثين‪ ،‬بحيث‬
‫يتجه أغلبية املبحوثين للقول أن شهر رمضان هو شهر عبادة‪ ،‬وهذه العبادة يوجيزونها في الصالة والدعاء وقراءة القرآن وفي هذا‬

‫عبد الغني عماد‪ .‬سوسيولوجيا الثقافة المفاهيم واالشكاليات‪.‬بيروت‪ .‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ .‬الطبعة األولى‪.2006 .‬ص‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.170‬‬
‫‪-‬عبد الغني عماد‪ .‬سوسيولوجيا الثقافة المفاهيم واالشكاليات‪ .‬نفس المرجع‪.‬ص‪1702 :‬‬
‫‪Grégoire.a. le jeune du ramadan en contexte de migration. Université de montreal. 2001.p: 37-413‬‬
‫‪ - 4‬دياب فوزية‪ .‬القيم والعادات االجتماعية ‪-‬بحث ميداني لبعض العادات االجتماعية‪ .‬بيروت‪ .‬دار النهضة العربية للطباعة‪.‬‬
‫‪1980‬ص‪183 :‬‬
‫‪ - 5‬عبد الحميد أحمد‪.‬ح‪ .‬المجتمع‪-‬دراسة في علم االجتماع‪.‬االسكندرية‪ .‬المكتب الجامعي الحديث‪ .‬الطبعة الثانية ‪.2002 .‬ص‪:‬‬
‫‪204‬‬
‫‪ -‬دياب فوزية‪ .‬القيم والعادات االجتماعية ‪-‬بحث ميداني لبعض العادات االجتماعية‪.‬نفس المرجع‪.‬ص‪1056 -104 :‬‬
‫‪2‬‬
‫الصدد تقول املبحوثة (ن‪.‬ف ‪30.‬سنة‪ .‬ماكثة في بالبيت)‪" :‬في شهر رمضان اإليمان يقوى بزاف تكون قراية للقرآن وصالة في‬
‫وقتها والدعاء في هذا الشهرمستجاب"‪.‬‬
‫ما يمكننا استخالصه أن هذا الشهر بالنسبة لألفراد هو شهر التوبة‪ ،‬فهو تطهير روحي من خالل مختلف العبادات التي‬
‫يمارسونها‪.‬‬
‫وقد أشار بعض املبحوثين أن ميزة هذا الشهر هي ارتباطه بحدث ديني عظيم الذي يتمثل في بداية نزول القرآن الكريم على خاتم‬
‫األنبياء والرسل محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬باإلضافة إلى أنه الشهر الذي خص بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر‪ ،‬وهذا ما‬
‫عبر عنه املبحوث (ق‪.‬ف‪ 36 .‬سنة‪ .‬تاجر)‪" :‬شهر رمضان هو شهر هللا‪ ،‬شهر اللي نزل فيه القرآن الكريم على الرسول صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وشهراللي فيه ليلة القدرالتي هي خيرمن ألف شهرومكانش عظمة كيما هذي"‪.‬‬
‫إن شهر رمضان كموضوع للبحث والدراسة قد تناوله العديد من الباحثين األنثروبولوجيين وعلماء االجتماع نذكر على سبيل‬
‫املثال ‪ Marc de fouille‬في كتابه‪ « Comprendre les religion pour mieux les connaître aujourd’hui » :‬حيث أشار إلى أن‬
‫شهر رمضان عند املسلمين يتميز ببداية نزول القرآن ألول مرة على محمد الرسول في ليلة ‪ 26‬و‪ 27‬وهذه الليلة يدعونها بليلة‬
‫القدر التي هي خير من ألف شهر"‪.‬‬
‫ما يمكن اإلشارة إليه أن هذا الشهر لم يختص بنزول القرآن الكريم فقط بل كذلك اختص بنزول الكتب اإللهية األخرى على‬
‫األنبياء‪ ،‬بحيث أنزل كتاب التوراة يوم ‪ 6‬من رمضان والزابور يوم ‪ 12‬من رمضان واإلنجيل يوم ‪ 18‬من رمضان"‪.1‬‬
‫هذا فيما يخص املميزات التي يمكن أن نطلق عليها أنها دينية‪ ،‬أما املميزات االجتماعية تتجلى في التغيرات التي تطرأ على تنظيمات‬
‫الحياة اليومية لألفراد في شهر رمضان وهي متنوعة منها ما يتعلق بتغير في وجبات الغذائية أي وجبة الفطور ووجبة السحور‪.‬‬
‫إن اختالف عدد الوجبات الغذائية في شهر رمضان يؤدي أيضا بدوره اختالف نوعية ذلك الغذاء بحيث يكون تقليدي وهذا ال‬
‫يتعلق بالجزائر فقط بل بكل األقطار العربية األخرى‪ ،‬بحيث تعتبر الحريرة غداءا تقليديا ال يمكن االستغناء عنه عند معظم‬
‫األفراد حتى ال نقول كلهم وهي تعتبر كميزة للجزائريين يشتركون في تناولها لهذا الشهر‪ ،‬وفي هذا املعنى نجد املبحوثة تعبر عن ذلك‬
‫بقولها (ر‪.‬ف‪50 .‬سنة‪ .‬ماكثة بالبيت)‪" :‬كيما تكونش الحريرة في املائدة نحس روحي حاجة خاصتني ونحس بلي ما فطرتش‪." ...،‬‬
‫باإلضافة إلى هذه التغيرات فهناك تغيرات أخرى تطرأ في شهر رمضان مثال نجد أن البرامج التلفزيونية تتغير في محتواها‪ ،‬بحيث‬
‫تكون هناك برامج خاصة بهذا الشهر العظيم كحضور األفالم الدينية واألناشيد الدينية‪.‬‬
‫كما يوجد كذلك تغيير في مواقيت بدء العمل وانتهائه سواء إن تعلق األمر بالكبار "العمال" أو الصغار"الذين يزاولون الدراسة"‪.‬‬
‫أما من الناحية االقتصادية فإن شهر رمضان يتميز بارتفاع أسعار املواد الغذائية ألن هناك استهالكا ملنتجات إضافية كاللحم‪،‬‬
‫الفواكه‪ ،‬الحلويات‪...،‬الخ‪.‬‬
‫‪-3‬العالقات االجتماعية في شهررمضان‪:‬‬
‫نظرا ألهمية العالقات االجتماعية داخل املجتمع فضلنا أن نقسها إلى نوعين‪:‬‬
‫‪1-3‬العالقات االجتماعية األسرية‪ :‬توجد العديد من النشاطات التي يقوم بها أفراد األسرة الواحدة وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪-‬تعاون أفراد األسرة‪ :‬وجود تعاون تلقائي بين أفراد األسرة يكون ثابت في سائر األيام‪.‬‬

‫‪- 1‬العربي‪.‬رابح‪.‬فلسفة الصيام‪ .‬الجزائر‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ .‬الجزء األول والثالث‪ 1989 .‬ص‪.101-82 :‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-‬اجتماع أفراد األسرة على مائدة الفطور وفي وقت واحد‪ ،‬وهذا ما أشار إليه كل املبحوثين‪ ،‬تقول املبحوثة(ع‪.‬د‪ 27 .‬سنة‪.‬ماكثة‬
‫بالبيت)‪":‬يعجبني رمضان مين يجمعنا على مايدة واحدة‪ ،‬وهذا االجتماع يكون غيل في شهر رمضان ففي الشهور اللخرى كل‬
‫واحد ياكل وحده"‪.‬‬
‫وهذا ما يعني أن مائدة الفطور في شهر رمضان تؤدي إلى بناء رباط أسري قوي‪ ،‬وكذلك تترك آثارا في نفسية األفراد بحيث يتولد‬
‫لديهم إحساس بالراحة النفسية‪.‬‬
‫‪-‬السهرات الرمضانية التي يقضيها أفراد األسرة مع بعضهم البعض‪ ،‬وما يميز هذه السهرات هو اجتماعهم ملشاهدة البرامج‬
‫التلفزيونية املتنوعة وكذلك اجتماعهم على سنية رمضان‪.‬‬
‫يقول املبحوث (ق‪.‬ف‪30 .‬سنة‪.‬عامل يومي) "في شهر رمضان تحلى السهرة مع العايلة بحيث نجتامعوا قاع على شرب القهوة‬
‫والشاي وأكل الزالبية والشامية اللي تكون مرفوقة باألحاديث الشيقة وكذلك مشاهدة البرامج التلفزيونية الرمضانية‪."...‬‬
‫‪ 2-3‬العالقات االجتماعية الجوارية‪ :‬من خالل الدراسة امليدانية اتضح لنا نوع صلة القرابة بين الجيران‪ ،‬والتي تلخصت فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن األسر التي تقطن بحي بلبشير محمد بمدينة وهران أغلبيتها تسكن بجوار أسر ال تمت لها بصلة القرابة أما بعض األسر‬
‫تسكن بجوار األهل واألقارب‪ ،‬إال أن هذا ال يمنع من وجود عالقات فيما بينهم‪ ،‬بل بالعكس فهناك عالقات وعمليات اجتماعية‬
‫متنوعة وهي‪:‬‬
‫‪-‬تبادل التعاون بين الجيران‪ :‬إن التعاون بين الجيران نجده يشمل كل املجاالت ويتضمن أشكال وأنواع متعددة‪ ،‬فنجد تعاون‬
‫اتفاقي وتضامني بين الجيران وذلك بمساعدة الفقراء واملحتاجين طيلة شهر رمضان‪.‬‬
‫يعتبر شهر رمضان مدرسة تربوية يتعلم الفرد من خاللها صفات البر واإلحسان والرأفة باآلخرين أي الفقراء واملحتاجين‬
‫واإلحساس بمعاناتهم وهذه الفضائل والخصائص يكاد ينعدم وجودها في الشهور األخرى مقارنة بهذا الشهر التي تكثر فيه‬
‫الصدقات‪ ،‬هذا ألن الصائم إذا جاع تذكر ما عنده من جوع فيحثه ذلك على إطعام املساكين والفقراء‪ ،‬ويحمله ذلك لإلحسان‬
‫بهم وهذا ما أدلى به جميع املبحوثين‪.‬‬
‫وال يتوقف األمر هنا وفقط بل نجد أفراد الحي يتفقون على إطعام اإلمام‪ ،‬فبعضهم يأخذ له الطعام إلى املسجد‪ ،‬والبعض‬
‫يأخذونه إلى املنزل للفطور معهم‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك نجد زكاة الفطر التي يلتزم األفراد بإخراجها تعتبر كرابط اجتماعي‪ ،‬بحيث تربط الغني بالفقير والقوي‬
‫بالضعيف كما أن أدائها تعبير عن الطهارة الروحية‪.‬‬
‫‪-‬تبادل الزيارات والسهرات بين الجيران‪ :‬لقد اتضح من خالل البحث امليداني أن معظم األسر تقوم بزيارة جيرانها‪ ،‬إال أن سبب‬
‫الزيارة يختلف‪ ،‬فمنهن من تزور جيرانها لقضاء وقت فراغها بهدف الترفيه عن النفس‪ ،‬وهناك من تزور جارتها لسبب ما أي زيارتها‬
‫تكون لها صلة بمناسبة ما كنجاح أطفالها (أوالدها)‪ ،‬أو في حالة املرض وغيرها من األسباب‪.‬‬
‫في حين توجد أسرتان ال تقومان بزيارة الجيران بحكم أنهما ينتميان إلى األسرة املمتدة‪ ،‬بحيث تكون فيها سلطة الكبار على‬
‫الصغار‪ ،‬أي سلطة أم الزوج لزوجة ابنها‪ ،‬بحيث تقول مبحوثة (س‪.‬ن‪ 33.‬سنة‪ .‬ماكثة بالبيت)‪" :‬عزوجي ما تخلينيش نروحوا‬
‫عند جوارين تروح غير هي حتى ولو كانت جارتي مريضة وال عندها حاجة وحد لخرى ودقولي أنا الكبيرة تع الدار واحد فينا‬
‫يروح برك"‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وبناءا على ما تم ذكره وانطالقا من نتائج الدراسة نرى عودة النظام األسري القديم‪ ،‬الذي تميز بسلطة الكبار على الصغار عند‬
‫بعض األسر املمتدة التي تقطن بالحي ولكن السؤال الذي نطرحه ما هو سبب عودة النظام األسري القديم؟ بالرغم من أن مدينة‬
‫وهران مدينة معاصرة ومتطورة في شتى امليادين االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬إن وجود هذا النوع من النظام األسري هو نتيجة اإلقامة داخل األسرة املمتدة‪ ،‬وهذه األخيرة وجودها راجع لقلة الدخل وغالء‬
‫املعيشة‪.‬‬
‫ما يمكن اإلشارة إليه أن السلطة في األسر الحضرية ملدينة وهران تتوزع توزيعا هرميا على محوري السن والجنس‪ ،‬وهذا األخير‬
‫يشير إلى وضع ودور األب في األسرة الوهرانية الحالية مهيمن بما فيه الكفاية‪.‬‬
‫فيما يخص السهرات فنجد أن فئة الرجال كما ذكرنا آنفا تكون في املقاهي وفي الشوارع‪ ،‬أما فئة النساء فبعضهم يتبادلن‬
‫السهرات والبعض اآلخر يسهرن في املنزل أو عند األهل واألقارب‪.‬‬
‫كما وجدنا عمليات تؤدي إلى تقوية العالقات نجد أيضا عمليات تضعف العالقات كوجود الشجار في شهر رمضان وهو يضم‬
‫فئة الرجال أكثر من فئة النساء‪ ،‬ويرجع سببه حسب ما أدلى به املبحوثين هو عدم قدرتهم للصوم‪ ،‬فمنهم من ال يتحمل الجوع‬
‫ومنهم من ال يتحمل التخلي عن التدخين‪.‬‬
‫ولكن ما يمكن اإلشارة إليه أن وقوع الشجار في شهر رمضان أو في الشهور األخرى يعود ألسباب وظروف معينة وهي تختلف من‬
‫فرد آلخر وحتى من مجتمع آلخر‪ ،‬وتتجلى في العوامل االجتماعية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬الثقافية والنفسية‪.‬‬
‫إذن كل العوامل التي تم ذكرها تساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في وقوع الشجار بين األفراد‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة‬
‫أخرى‪ ،‬هذه العوامل تتداخل فيما بينها‪ ،‬كما أنها توجد طيلة السنة‪ .‬وهذا يعني أن الشجار في رمضان ال ينحصر أو يكون سببه‬
‫عدم قدرة الفرد على الصوم "الجوع" فقط‪ ،‬بل هناك عوامل أخرى تساهم في وقوعه‪.‬‬
‫كما نجد أيضا ظاهرة السرقة في شهر رمضان راجع إلى تعرضهم لها‪ ،‬ففي نظر املبحوثين وجودها راجع ألسباب كالبطالة التي‬
‫يعاني منها الشباب‪ ،‬وكذلك غالء املعيشة‪ ،‬وبهذا تكثر السرقة وخاصة في األسبوع األخير ألنها فترة املصاريف حسب رأيهم‪ ،‬فهي‬
‫الفترة التي تصنع فيها األسر الحلويات وكذلك الفترة التي يتم فيها شراء املالبس لألطفال عند غالبية األسر‪ ،‬وفي هذا املعنى يقول‬
‫مبحوث (خ‪.‬م‪ 26 .‬سنة‪ .‬خباز)‪" :‬في األسبوع التالي من شهررمضان تكون الخيانة بزاف"‪.‬‬
‫وبناءا على التغيرات والتطورات التي أفرزتها الحداثة على مختلف امليادين نجدها أيضا فرضت نفسها بطريقة أو بأخرى على‬
‫املستوى اإلشباعي للفرد أي أصبحت الحاجات الكمالية ضرورية مثلها مثل الحاجات األساسية سواء إن تعلق األمر باملواد‬
‫الغذائية أو املواد األخرى (كاألثاث واأللبسة‪.)...‬‬
‫أما فيما يخص األلبسة أصبح األفراد مهووسون بأسلوب املوضة‪ ،‬إذن نجد أن الحداثة فرضت نفسها أو مست حتى العادات‬
‫والتقاليد للمجتمع الجزائري‪ ،‬ألن حرص األفراد على أن تكون مائدة الفطور مملوءة باألطعمة واملشروبات املتنوعة وكذلك‬
‫الحرص على تحضير حلويات للسهرة أو لالحتفال بعيد الفطر‪.‬‬
‫فهذه األمور تؤدي بنا للقول أن الحرص على إتباع متطلبات الحداثة‪ ،‬أصبح مساويا وأحيانا يفوق الحرص على إتباع شعائر شهر‬
‫رمضان الدينية‪.‬‬
‫وبما أن شهر رمضان تكثر فيه املصاريف وبما أن مرحلة الحداثة تتطلب الجودة في اإلنتاج فإن األسعار تكون مرتفعة بالضرورة ‪،‬‬
‫وبهذا فإن حتى العامل ال يمكنه أن يوفر املال إلشباع كل حاجياته فما بالك األفراد الذين ال يعملون من بينهم املساكين والفقراء‬
‫واملحتاجين‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫إذن‪ :‬إن كل من العادات والتقاليد التي يتبعها األفراد في شهر رمضان والتي تتسم بطابع الحداثة تؤدي إلى وجود انحرافات داخل‬
‫املجتمع‪.‬‬
‫كما نجد أيضا عمليتي االحتكار وارتفاع أسعار السلع خالل شهر رمضان‪ ،‬حيث ترتفع السلع وخاصة عند اقتراب شهر رمضان‬
‫بأسبوع أو أسبوعين وهذا حسب ما أشار إليه املبحوثين يقول أحدهم (ق‪.‬ن‪40 .‬سنة‪.‬عامل في شركة)‪":‬في رمضان الغال يكون‬
‫بزاف‪ ،‬ألنه شهر املصروف‪ ،‬والشهر اللي كلش ي يمش ي فيه‪ ،‬ألن فيه املاكلة بزاف‪ ،‬وأوبليجي علينا باش ناكلوا زين على خالف‬
‫الشهور األخرى"‪.‬‬
‫باختصار انحراف التاجر ولجوءه إلى سلوكات منافية لقيمه ومبادئه املتفق عليها داخل مجتمعه‪ ،‬يكون نتيجة ألسباب عدة‪ ،‬قد‬
‫تكون أسباب ذاتية (كالطمع) أو أسباب موضوعية (كالحداثة) أو تداخل كل من األسباب الذاتية واملوضوعية فيما بينها‪.‬‬
‫‪ -4‬االحتفاالت الدينية واملمارسات السوسيوثقافية‪:‬‬
‫‪ 1-4‬االحتفال بليلة القدر‪ :‬هذه الليلة تندرج ضمن ليالي رمضان‪ ،‬وهذا األخير هو شهر عبادة بحيث تتنوع فيه املمارسات الدينية‬
‫في أبهى صورها في ترتيل القرآن الكريم‪ ،‬قيام الليل‪ ،‬التسبيح‪ ،‬أداء صالة التراويح‪ ،‬الدعاء‪ ،‬وبجانب هذه املمارسات نجد كذلك‬
‫املمارسات السوسيوثقافية حاضرة في ليلة القدر أي االحتفال بهذه املناسبة‪.‬‬
‫‪-‬املمارسات السوسيوثقافية‪:‬‬
‫يحتفل أفراد املجتمع بليلة القدر في السابع والعشرين من رمضان‪ ،‬ويتخذ هذا االحتفال طابعا أو لونا ثقافيا خاصا باملجتمع‪،‬‬
‫بحيث نجد العديد من املمارسات والعادات املتنوعة التي يشترك األفراد في أدائها الكبار منهم والصغار‪ ،‬الرجال والنساء‪ .‬إال أن‬
‫االستعداد لالحتفال بهذه املناسبة يختلف عند النساء منه عند الرجال‪ ،‬فنجد أن استعداد النساء لالحتفال بهذه املناسبة يكون‬
‫بدءا من الصباح‪ ،‬بحيث يقمن بزيارة املقابر واألضرحة ثم يعدن إلى املنزل لتحضير الرقاق‪ 1‬حسب ما أدلى به املبحوثين‪ ،‬إال أن‬
‫هناك أسرتان تقوم بإعداد الكسكس والطمينة‪ .‬هذه املناسبة تعتبر ميالد نزول القرآن الكريم إذن اإلعداد لهذه األكلة بمناسبة‬
‫ميالد القرآن الكريم هي شبيهة أو باألحرى هي نفسها األكلة التي يتم تحضيرها الستقبال املولود (الطفل) الذي يخرج من بطن أمه‬
‫إلى الحياة‪ ،‬فكذلك القرآن بدوره ينزل من اللوح املحفوظ إلى السماء الدنيا حين نزل به جبريل إلى األرض على الرسول صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪.‬‬
‫أما بالنسبة لألسر األخرى فاإلعداد لهذه األكلة باعتبارها عادة ورثوها عن األسالف كما يقمن كذلك بتبادل الزيارات مع األهل‬
‫والجيران في هذه املناسبة‪.‬‬
‫أما في الليل البعض منهن يذهبن إلى املسجد ألداء صالة التراويح وحضور حفلة اختتام القرآن والبعض اآلخر يذهبن عند األهل‬
‫والجيران لقضاء السهرة واالجتماع على القهوة والشاي واملقابالت والحلويات املتنوعة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للرجال فنجد أن نشاطهم االحتفالي يبدء بعد الفطور‪ ،‬بحيث يتجهون إلى املسجد ألداء صالة التراويح كالعادة إال أن‬
‫الش يء املميز في هذه الليلة‪ ،‬أنها الليلة التي يتم فيها ختم القرآن‪ ،‬والليلة التي يكون فيها األداء األخير لصالة التراويح‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫هذا تقسيم الجوائز على األطفال الذين يزاولون على حفظ القرآن‪ ،‬وبجانب هذه السلوكات يأخذ األفراد "الطعام" والقهوة‬
‫والشاي والحلويات للمسجد بهدف االحتفال معا بهذه املناسبة الدينية‪ ،‬وبهذا يعم االحتفال الشوارع والطرقات التي تنيرها‬
‫املصابيح‪ ،‬وشذى البخور الذي يعبقها (الشوارع والطرقات) باإلضافة إلى حلقات الذكر والندوات الدينية‪.‬‬

‫‪-‬الثريد‪ :‬عند التلمسانيين وهو معروف عند كل العرب‪ ،‬بحيث يقول علي بن أبي طالب‪( :‬الثريد طعام العرب)‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫تعبر هذه املمارسات (الدينية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الثقافية) التي يقوم األفراد بأدائها على املشاركة الجماعية واالندماج الثقافي‪.‬‬
‫وتتضمن ليلة القدر ميثولوجيا دينية واجتماعية‪ :‬بحيث تتخذ أشكاال وعالمات متنوعة وهذا ليس من الناحية الدينية فقط بل‬
‫كذلك نجده من الناحية االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫باختصار االحتفال بليلة القدر ال يتضمن ألسطورة الدينية فقط بل يتعداها ليتضمن أيضا أساطير ومعتقدات شعبية تنبع من‬
‫ثقافة املجتمع‪.‬‬
‫بحيث نجد لألفراد معتقدات وتصورات متنوعة حول ليلة القدر أي حول كيفية ظهورها فمنهم من يرى أنها تظهر على شكل‬
‫شعاع من النور ومنهم من يرى ظهورها على صفة املالئكة وهذه االعتقادات واألفكار هي نابعة من الواقع أي من عند أناس‬
‫يعرفونهم (األهل‪ ،‬األحباب‪ ،‬األصدقاء‪ ،‬الجيران) أو انطالقا من وجودها مذكورة في األحاديث‪.‬‬
‫تقول إحدى املبحوثات (ل‪.‬ش‪ 26 .‬سنة‪ .‬عاملة في محل الحلويات)‪":‬ليلة القدر طاحت على حمى أختي على شكل شعاع من‬
‫النور وطلب منها شا بغى"‪.‬‬
‫فبجانب الطقوس واملمارسات املتنوعة التي يقوم األفراد بأدائها لالحتفال بليلة القدر‪ ،‬فإننا نجدهم أيضا يقومون بممارسات‬
‫أخرى كعملية البخور التي تدور بها املرأة في أنحاء املنزل‪ ،‬وهذا العتقادها أنها الليلة التي توجد وتنتشر فيها الجنون‪ ،‬وأن الدخان‬
‫هو الذي يؤثر عليها وبالتالي ابتعاد الضرر عنهم‪.‬‬
‫وخالصة القول‪ ،‬أن كل من األساطير الدينية واالجتماعية‪ ،‬هي تعبير عن ثقافة املجتمع‪.‬‬
‫‪ 2-4‬االحتفال بعيد الفطر‪ :‬يستقبل األفراد عيد الفطر بممارسات وطقوس متنوعة‪ ،‬وإن أول ما يستهل به في هذه املناسبة هو‬
‫توجه الرجال واألطفال إلى املسجد ألداء صالة العيد والتي تستهل بسماع التكبيرات املصلين في املساجد‪ ،‬وما أن تنتهي الصالة‬
‫يخرجون ويتبادلون التهاني فيما بينهم‪ ،‬وتعم الشوارع أجواء العيد فيخرج النساء واألطفال مرتدين املالبس الجديدة لزيارة‬
‫الجيران واألهل واألقارب ليقدموا لهم التهاني‪ ،‬كما أنهم يتوجهون أيضا إلى املقابر لزيارة موتاهم (األهل واألقارب واألصدقاء)‪،‬‬
‫باإلضافة إلى زيارتهم لألولياء واألضرحة‪ ،‬وخالل هذه الزيارات يقوم الكبار الرجال منهم والنساء بتقديم املال لألطفال وبجانب‬
‫هذه املمارسات نجد األطفال أيضا يستقبلون العيد بطريقتهم الخاصة بحيث نجد البهجة والفرح والسرور ترتسم على وجوههم‪،‬‬
‫بارتدائهم للمالبس الجديدة وا ستالمهم املال (العيدية) سواء من طرف الوالدين أو من األقرباء أو الجيران‪ ...‬وتبادلهم التهاني‬
‫سواء مع األصدقاء أو األهل‪ ،‬باإلضافة إلى هذا نجدهم يقومون بممارسة العديد من األلعاب الشعبية‪ 1‬كاللعب بالكرة وباأللعاب‬
‫النارية (املسدسات) بالنسبة للذكور أما اإلناث اللعب بالدمى وغيرها من ألعاب األطفال‪ ،‬كما يتجه األطفال كذلك إلى الحدائق‬
‫العامة وإلى السينما‪.‬‬
‫‪-‬الحلويات واألطعمة‪:‬‬
‫كما كان لشهر رمضان أطعمة ومأكوالت حرصت العقلية الشعبية على املحافظة عليها‪ ،‬فإنها أيضا حرصت على الحفاظ على‬
‫أطعمة وحلويات لالحتفال بعيد الفطر فنجد أنواع وأصناف من الحلويات منها ما هو تقليدي كالكعك‪ ،‬البسكويت واملقروض‬
‫وقريوش‪ ،...‬ومنها ما هو جديد (أي عصري) مثل تشاراك‪ ،‬مشوكة‪ ،‬القطايف‪ ،‬بحالوة‪ ....،‬التي يتم إعدادها في العشر األواخر من‬

‫‪ -‬يقول احمد رشدي صالح في تعريفه لأللعاب الشعبية أنها‪ :‬كل لعبة يمارسها العامي تلقائيا من المهد إلى اللحد‪ ،‬يتوارثونها‬ ‫‪1‬‬

‫جيال بعد جيل‪ ،‬يغيرون منها أو يصرفون‪ ،‬و يستوي في ممارستها جنسي النساء وجنسي الرجال منذ الطفولة‪.‬أنظر إلى المرجع‬
‫التالي‪( :‬السباغ مرسي‪ .‬دراسات في الثقافة الشعبية‪ .‬االسكندرية‪ .‬دار الوفاء للطباعة والنشر‪.‬الطبعة األولى ‪ 2001 .‬ص‪)160 :‬‬
‫‪7‬‬
‫رمضان وتزيد وتستمر العملية وتصل إلى ذروتها في األيام الثالثة األخيرة‪ ،‬بحيث نجد النساء يحرصن في إعدادها على أن يكون‬
‫الشكل والذوق جذاب وملفت لألنظار‪ ،‬وهذا ما يشير إلى وجود عامل املنافسة بين النساء في صنع أحسن أنواع الحلويات‪.‬‬
‫وبالتالي يتحول العيد إلى مسابقة اجتماعية‪-‬ثقافية تبرز كفاءة النساء في صنع الحلويات باإلضافة إلى كل هذا نجد النساء يوم‬
‫العيد يقمن بإعداد فطرة خاصة بهذه املناسبة السعيدة أال وهي تحضير الكسكس" كوجبة للفطور أو العشاء‪.‬‬
‫نالحظ هنا حرص األفراد على إعداد الحلويات املتنوعة وكذلك فطرة العيد (الكسكس) بهدف تقديمها للضيوف وبالتالي‬
‫اجتماعهم في تناولها باإلضافة إلى شرب الشاي والقهوة‪.‬‬
‫ولكن ما يمكن اإلشارة إليه أن هذه االجتماعات العائلية نجدها حاضرة بكثرة داخل األسر املمتدة التي تقوم باستقبال أبنائها‬
‫وبناتها املتزوجين وكذلك األهل واألقارب وحتى الجيران‪.‬‬
‫إن إعداد األطعمة والحلويات في هذه املناسبة ال ينفي وجودها في سائر األيام ولكن الش يء املميز فيها أن إعدادها يعتبر ضرورة‪،‬‬
‫وهذا انطالقا من املحددات الثقافية واالجتماعية التي تلزم األفراد باحترامها والتقيد بها‪.‬‬
‫ويمكننا أن نختم هذه الدراسة بمجموعة من النتائج والتي تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬يتميز شهر رمضان عن الشهور األخرى ذلك ألنه يندرج ضمن الزمن املقدس‪ ،‬وتتجلى هذه املميزات في أنه شهر عبادة‪ ،‬شهر‬
‫تحدث فيه تغيرات في الحياة اليومية لألفراد كتغير البرامج التلفزيونية‪ ،‬تحضير وجبات غذائية خاصة‪...،‬الخ‪.‬‬
‫‪-‬تعبر العمليات االجتماعية التالية‪ :‬التعاون‪ ،‬تبادل الزيارات والسهرات عن قوة العالقة بين أفراد املجتمع‪.‬‬
‫‪-‬تعكس العادات والتقاليد ثقافة املجتمع الوهراني‪.‬‬
‫‪-‬تعكس الوجبات الغذائية الخاصة بهذا الشهر ثقافة املجتمع الوهراني‪.‬‬
‫‪-‬ترمز ااطقوس الدينية( تالوة القرآن‪ ،‬صالة التراويح‪ ،‬خطبة العيد) إلى الخصوصية الدينية اإلسالمية عامة والخصوصية‬
‫الثقافية الجزائرية خاصة‪.‬‬
‫‪-‬تعتبر كل من الطقوس‪ ،‬العادات‪ ،‬التقاليد‪ ،‬األساطير كمقومات للتكامل الثقافي‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪ -‬باللغة العربية ‪:‬‬
‫‪ -1‬العربي‪.‬رابح‪.‬فلسفة الصيام‪ .‬الجزائر‪ .‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ .‬الجزء األول والثالث‪.1989 .‬‬
‫‪-2‬السباغ مرس ي‪ .‬دراسات في الثقافة الشعبية‪ .‬اإلسكندرية‪ .‬دار الوفاء للطباعة والنشر‪.‬الطبعة األولى ‪. 2001 .‬‬
‫‪-3‬السويدان طارق‪ .‬الصوم‪ ،‬االعتكاف‪ ،‬زكاة الفطر‪ ،‬صالة العيدين‪ .‬لبنان‪ .‬دار ابن حزم‪ .‬الطبعة األولىز ‪.2000‬‬
‫‪ -4‬بدوي أحمد زكي‪ .‬معجم مصطلحات العلوم االجتماعية‪ .‬بيروت‪ .‬مكتبة لبنان‪.1977 .‬‬
‫‪-5‬دياب فوزية‪ .‬القيم والعادات االجتماعية ‪-‬بحث ميداني لبعض العادات االجتماعية‪ .‬بيروت‪ .‬دار النهضة العربية للطباعة‪.‬‬
‫‪.1980‬‬
‫‪-6‬عبد الغني عماد‪ .‬سوسيولوجيا الثقافة املفاهيم واالشكاليات‪.‬بيروت‪ .‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ .‬الطبعة األولى‪.2006 .‬‬
‫‪ -7‬عبد الحميد أحمد‪.‬ح‪ .‬املجتمع‪-‬دراسة في علم االجتماع‪.‬اإلسكندرية‪ .‬املكتب الجامعي الحديث‪ .‬الطبعة الثانية ‪2002 .‬‬
‫‪ -‬باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪Grégoire.a. le jeune du ramadan en contexte de migration. Université de montreal. 2001-8‬‬
‫‪Maisonneuve.J . Les conduites rituelles. Paris. Puf.1988 -9‬‬
‫‪8‬‬
Raymond.B. Larousse : dictionnaire de sociologie. Paris. Loisies. 2001-10

View publication stats

You might also like