‫جامعةبن ابنطفيل‬

‫طفيل‬ ‫جامعة ا‬
‫داينلوجيا ا أل‬
‫(الفصلداين‬
‫الثاين)‬ ‫لوجيا ا أل‬
‫سوس يو‬ ‫مادة‪ :‬سوس يومادة‪:‬‬ ‫القنيطرة‬
‫القنيطرة‬ ‫والاجامتعية –‬
‫والاجامتعية –‬ ‫العلومنساالنيةنسانية‬
‫العلوم ال‬
‫لكية لكية‬
‫نسنساحلياين‬
‫احلياين‬ ‫ذ‪ ،‬يذ‪،‬و يو‬ ‫شعبةشعبةعمل عملالاجامتع‬
‫الاجامتع‬
‫املومس اجلامعي‪2021-2202:‬‬
‫‪.‬‬

‫ر‬
‫المحاضة الثانية والثالثة‬

‫أيضا يمكن أن نجد األفكار والتعاليم الدينية في‬ ‫األهداف األساسي‪:‬‬

‫مختلف األنشطة والبرامج السياسية‪ ،‬االقتصادية‪،‬‬
‫‪-1‬إبراز دواعي اهتمام السوسيولوجيين بدراسة‬
‫والقوانين‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫الدين‪.‬‬
‫نالحظ أيضا أنه بينما يلتزم أشخاص بالتعاليم‬
‫‪ -2‬أمثلة لألسئلة التي يطرحها المتخصصون في‬
‫الدينية بشكل كلي‪ ،‬يختار آخرون جوانب من‬
‫سوسيولوجيا الدين‪.‬‬
‫الدين تناسب احتياجاتهم الشخصية واختياراتهم‬
‫المعيشية‪.‬‬ ‫‪-3‬دواعي االنتقال من السوسيولوجيا الدينية إلى‬
‫سوسيولوجيا الدين‪.‬‬
‫بمعنى آخر‪ ،‬فالدين‬
‫موجود في عدد من‬
‫المجاالت ذات األهمية‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫االجتماعية ويمكن‬
‫التعبير عنه في‬ ‫استمر الدين‪ ،‬على مر التاريخ (المعروف لدينا)‪،‬‬
‫مجموعة متنوعة من‬ ‫في أن يكون جز ًءا أساسيًا من تاريخ المجتمعات‬
‫مستويات مختلفة من اإللتزام والحماس‪.‬‬ ‫والخبرات اإلنسانية‪ ،‬حيث يؤثر على كيفية تفاعل‬
‫األفراد مع بعضهم ومع البيئات التي يعيشون فيها‪.‬‬
‫لماذا يدرس السوسيولوجيون الدين؟‬
‫يحضر الدين في الحياة االجتماعية بشكل واضح‬
‫سبق أن أشرنا إلى فكرة أن الدين حضر‪ ،‬بشكل أو‬
‫حيث يخترق مختلف تفاصيل الحياة اليومية‪،‬‬
‫بآخر‪ ،‬في جميع المجتمعات البشرية منذ ظهورها‬
‫داخل الفضاءات الخاصة والفضاء العمومي‪ ،‬كما‬
‫ألول مرة (التي نعرفها طبعا)‪ .‬حيث كشفت‬
‫يؤثر في سلوكات األفراد والمجموعات‪:‬‬
‫الحفريات األثرية عن طقوس قديمة ومواقع دفن‬
‫احتفالي وغيرها من اآلثار الدينية‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬الطريقة التي يقضيها المتدين خالل أيام‬
‫بعينها (األحد ‪ -‬غناء التراتيل‪ ،‬صالة الجمعة‪)...‬‬
‫كما يذكر التاريخ كيف أقيمت حضارات على‬
‫أو االمتناع عن المشاركة في أي نوع من األنشطة‬
‫أسس دينية‪ .‬وكيف بدأت الكثير من الصراعات‬
‫الحياتية بمبرر ديني (امتناع عن أكل بعض أنوع‬
‫االجتماعية وحتى الحروب بسبب الخالفات‬
‫اللحوم‪ ،‬أو المشروبات‪ ،‬أو انجاز أعمال في أيام‬
‫الدينية‪.‬‬
‫معينة‪ ،)...‬التعامل مع الجسد أو البيئة أو اآلخرين‬
‫كما نجد العديد من الطقوس والممارسات السائدة‬ ‫انطالقا من تعاليم ومعايير دينية‪. ...‬‬
‫اليوم لها جدور دينية ضاربة في التاريخ‪.‬‬
‫ذ‪ ،‬يونس الحياني‬ ‫مادة‪ :‬سوسيولوجيا األديان‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬كيف تؤثر األفكار الدينية على العالم المعيش‬
‫وخيارات الناس في المجتمع؟‬
‫نظرا ألن الدين يعد جز ًءا مه ًما‬
‫ً‬
‫‪ -‬لماذا تستمر معتقدات أو طقوس معينة بينما‬ ‫من المجتمعات حول العالم‪ ،‬فإن‬
‫تختفي أخرى أو تظهر معتقدات وطقوس جديدة؟‬ ‫علماء االجتماع مهتمون جدًا‬
‫بدراسته‪.‬‬
‫‪-‬كيف تؤثر هذه المعتقدات على جوانب أخرى من‬
‫الحياة مثل الزواج ‪ ،‬والحياة األسرية ‪ ،‬والتعليم ‪،‬‬
‫والسياسة واالقتصاد‪...‬الخ؟‬
‫لهذا نقول إنه‪:‬‬
‫‪ -‬لفهم ثقافة‪/‬حضارة معينة‪ ،‬يجب على علماء‬
‫كما تالحظون فإن طبيعة‬ ‫االجتماع دراسة دينها‪.‬‬
‫هذه األسئلة تقوم على ما‬
‫‪-‬لفهم عالمنا بشكل أفضل‪ ،‬ولفهم التغيرات‬
‫يمكن مالحظته أو رصده أو‬
‫االجتماعية التي شهدها ومن الممكن أن يشهدها‪،‬‬
‫مراقبته بمناهج وتقنيات‬
‫نحتاج إلى معرفة المزيد عن الدين‪.‬‬
‫العلوم االجتماعية‪.‬‬
‫إذن فالسوسيولوجيا تشتغل بالتحليل والتفسير‬
‫ولهذا يجب أن نميز بين األسئلة الفلسفية أو‬
‫المنهجي للظواهر الدينية‪ .‬إنه علم اجتماعي يسعى‬
‫الالهوتية مثال وبين األسئلة السوسيولوجية‬
‫إلى فهم كيفية عمل األديان ودورها في حياة‬
‫واألنثروبولوجية‪ .‬هذا التمييز مهم جدا ألنه يحدد‬
‫الناس‪ ،‬وكيف تؤثر وتتأثر بحياة المجتمعات‪.‬‬
‫مجال اشتغال وإمكانات وحدود كل تخصص‬
‫مقارنة بالتخصصات اآلخرى التي قد تشترك معه‬ ‫أمثلة لألسئلة التي يطرحها المتخصصون‬
‫التفكير في نفس الموضوع‪.‬‬ ‫في سوسيولوجيا الدين‪:‬‬
‫العالقة بين االهتمام بدراسة الدين وبدايات‬ ‫إذا كانت السوسيولوجيا تدرس السلوك البشري‬
‫تأسيس السوسيولوجيا‬ ‫والعالقات االجتماعية والتفاعالت االجتماعية‬
‫داخل المجموعات أو بين األفراد ومجموعات‬
‫ترتبط بدايات تأسيس السوسيولوجيا كتخصص‬
‫األشخاص في المجتمعات األكبر مثل المدن أو‬
‫علمي وأكاديمي بالتغيرات التي شهدتها أوربا‬
‫الدول (المستوى الميكرو والماكروسوسيولوجي)‬
‫على مختلف المستويات (الديني‪ ،‬السياسي‪،‬‬
‫كما ترصد تشكل المؤسسات االجتماعية وكيفية‬
‫الفكري‪ )...‬حيث كان المفكرون المنشغلون بهذه‬
‫اشتغالها وتطورها‪...‬الخ‪ .‬فإنه لتحقيق ذلك يطرح‬
‫التغيرات هم في نفس الوقت اآلباء المؤسسون لعلم‬
‫السوسيولوجيون نوعا من األسئلة التي يستطيع‬
‫االجتماع‪ :‬على سبيل الحصر نذكر كارل ماركس‬
‫كعلم (له أسس‪ ،‬ومناهج‪ ،‬وغايات محددة‪ )..‬أن‬
‫ودوركايم وماكس فيبر‪...‬‬
‫يجيب عنها‪.‬‬
‫مثال لهذه األسئلة‪:‬‬
‫‪ -‬كيف تؤثر تصوراتنا وقيمنا الدينية على سلوكنا؟‬
‫‪ -‬ما هي تصورات الشعوب عن اإلله؟ أو عن‬
‫المدنس والمقدس‪ ،‬الروح والجسد‪ ،‬الخطيئة‬
‫العقاب‪...‬؟‬

‫ذ‪ ،‬يونس الحياني‬ ‫مادة‪ :‬سوسيولوجيا األديان‬

‫‪2‬‬
 ‫من السوسيولوجية الدينية ( ‪Sociologie‬‬ ‫كان كل من هؤالء المفكرين يتفاعلون مع‬
‫‪ )religieuse‬إلى سوسيوولجيا الدين‪/‬األديان‬ ‫االضطرابات والتغيرات‬
‫(‪)sociologie des religions‬‬ ‫االقتصادية واالجتماعية‬
‫في أواخر القرن التاسع‬
‫يجب أن نضع تمييزا بين وصف السوسيولوجيا‬
‫عشر وأوائل القرن‬
‫الدينية وسوسيولوجيا الدين وهو تمييز‬
‫العشرين‪ ،‬وهو اهتمام‬
‫ضروري من ناحية الباراديغم المشكل للعلم‬
‫مدفوعة في معظم األحيان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫بمعرفة النتائج القوية التي‬
‫فبينما يكون الدين موضوعا للسوسيولوجيا بمنهج‬ ‫أحدثها التصنيع السريع‬
‫وغاية علمية في الحالة الثانية يكون الدين‬ ‫على حياة الناس‪.‬‬
‫موضوعا وغاية في الحالة األولى‪.‬‬
‫لم يكن من السهل تجنب دراسة الدين في هذه‬
‫يمكن العودة إلى كتاب علم اجتماع األديان لجون‬ ‫المرحلة‪ ،‬ألن الدين كان ينظر إليه على أنه جزء‬
‫بول ويليام‪ ،‬الفصل المعنون ب‪:‬‬ ‫ال يتجزأ من المجتمع والذي بدا وكأنه يتغير بشكل‬
‫"من السوسيولوجية الدينية إلى سوسيولوجيا‬ ‫ال يمكن تجاهله‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تناول كل مفكر‬
‫األديان" لفهم هذا االنتقال العلمي‪ .‬حيث يكتب‬ ‫موضوعه من منظور مختلف‪.‬‬
‫ويليام‪ :‬ساهمت أوساط‬ ‫يقول جون بول ويليام‪ :‬إن والدة علم االجتماع‬
‫الكنائس المسيحية في تطور‬ ‫كعلم قائم قد ارتبط بشكل وثيق بالتساؤل حول‬
‫علم اجتماع األديان‪ ،‬فلتبشير‬ ‫مستقبل الدين في‬
‫أفضل تم تشجيع معرفة‬ ‫الغربية‪.‬‬ ‫المجتمعات‬
‫اآلليات االجتماعية‪ :‬فكما‬ ‫حيث لم يستطع علماء‬
‫شارك المبشرون في ازدهار‬ ‫االجتماع األوائل أن‬
‫االنثروبولوجيا‪ ،‬ساهم كهنة‬ ‫يتفادوا الظاهرة الدينية‬
‫في تطور علم االجتماع‪ .‬وأول من درس علم‬ ‫في سعيهم إلى اإلشارة‬
‫االجتماع في هارفرد عام ‪ 1891‬قس‪ ،‬وكان قس‬ ‫إلى بروز المجتمع‬
‫معمداني آخر آول من أسس قسم لعلم االجتماع في‬ ‫المعاصر‪.‬‬
‫جامعة شيغاغو‪ .‬بشكل عام اندرج علم االجتماع‬
‫بشكل واضح في مشروع رعوي كنسي واتخذ‬
‫صورة وسيلة لتنفيذ األفعال المرتبطة بمصلحة‬ ‫بالفعل إن سوسيولوجيا األديان ولد في قلب تساؤل‬
‫دينية‪.‬‬ ‫السوسيولوجيا نفسها حول الحداثة‪ ،‬والتغيرات‬
‫االجتماعية العميقة التي عرفها المجتمع المعاصر‬
‫نشر لو برا ‪ le bras‬وهو رجل قانون واستاذ‬
‫والتي طرأت على الدين أيضا‪.‬‬
‫تاريخ في كلية الحقوق بباريس وفي فرع العلوم‬
‫الدينية‪ ،‬استفتاء هدف من خالله إلى دراسة‬
‫الممارسات الدينية الواقعية التي يقوم بها الشعب‬
‫الفرنسي‪ ،‬وبالتالي وضع تفسير تاريخي لوضع‬
‫الكاثوليكية في المناطق الفرنسية المختلفة" وكان‬
‫األمر يتعلق بمعرفة "ديانة الشعب" أو " الديانة‬
‫التي يعيشها الشعب" بأدق طرق ممكنة‪ .‬كيف؟؟‬

‫ذ‪ ،‬يونس الحياني‬ ‫مادة‪ :‬سوسيولوجيا األديان‬

‫‪3‬‬
 ‫مراجع مساعدة‪:‬‬ ‫بقياس حركات الممارسين كما تعرفها المؤسسة‬
‫وبوضع دراسة تصنيفية للمارسيين حسب درجة‬
‫‪-‬دانيال هيرفيه ليجيه جون بول ويالم‪ ،‬سوسيولوجيا الدين‪،‬‬
‫ترجمة درويش حلوجي‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫وطرق ممارستهم‪ .‬وقد وجد النداء أصداءا كثيرة‬
‫‪.2013‬‬ ‫بعد الحرب في وقت كانت الكنيسة الكاثوليكية‬
‫تتساءل حول خفوت تعلق المؤمنين بها‪.‬‬

‫‪-The Oxford Handbook of the Sociology of Religion,‬‬
‫‪Oxford Handbooks in Religion and Theology,‬‬
‫‪Oxford: Oxford University Press.‬‬
‫‪-Turner, Bryan S., ed. (2010) The new Blackwell‬‬
‫‪companion to the sociology of religion.‬‬
‫‪-Wilson,‬‬ ‫‪Bryan‬‬ ‫‪(1982). Religion‬‬
‫‪Sociological Perspective (Oxford University‬‬
‫)‪Press‬‬
‫هذه الدراسة ساعدت في لفت انتباه الباحثين إلى‬
‫علم االجتماع الديني‪ .‬ومن ثم حاولوا توسيع آفاق‬
‫البحث عن تلك التي رسمتها الكنيسة وذلك لتدعيم‬
‫استقاللية البحث عن المشاغل الكنسية‪ .‬وهذا ما‬
‫ساهم في تأسيس " مجموعة علم اجتماع األديان‬
‫‪in‬‬ ‫سنة ‪ .1954‬وقد كان واضحا من خالل اإلسم نية‬
‫البحث في جميع الديانات‪.‬‬
‫طرحت طبيعة وكمية المعلومات المكتسبة‬
‫توترات كبيرة‪ .‬بين أوالئك الذين كان عملهم‬
‫مدفوعًا بالقلق الكنسي؛ وبين أوالئك الذين‬
‫شعروا أن المعرفة كانت لها قيمة من أجل‬
‫المعرفة نفسها‪ ،‬وكانوا مستائين من الروابط‬
‫بالكنيسة الكاثوليكية‪.‬‬
‫وهكذا سيتم التطور من المؤثمر الدولي‬
‫للسوسيولوجيا الدينية ‪la conférence‬‬
‫‪International‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪Sociologie‬‬
‫‪ ،Religieuse‬الذي تأسس في لوفين في عام‬
‫‪، 1948‬إلى المجتمع الدولي لسوسسولوجيا‬
‫ً‬
‫تحوال من‬ ‫األديان (‪ . )1989‬وهو ما يمثل‬
‫سا غايات دينية إلى جماعة‬
‫مجموعة مدفوعة أسا ً‬
‫علمية بدافع العلم‪.‬‬

‫ذ‪ ،‬يونس الحياني‬ ‫مادة‪ :‬سوسيولوجيا األديان‬

‫‪4‬‬