Professional Documents
Culture Documents
أقسام علم الآثار في الجامعات في العراقية وسبل تطوير الدراسات الأكاديمية فيها
أقسام علم الآثار في الجامعات في العراقية وسبل تطوير الدراسات الأكاديمية فيها
ًمى ععع وأ ععس أو اس ععتعمال أي ج ععزء م ععن ععلا الكت ععاب اً ععة وس ععُلة ث ععىٍرٍة أو الكتروهُ ععة أو
مُكاهُكُ ع ععة وَش ع ععمل فل ع ععو الت ع ععىٍر الفىث ع ععىغرافي وال أ ع ععجُل ع ع ععى اش ع ععر ة أو اك ع ععرا
مضغى ة أو استخدام اًة وسُلة وشر اخري ما فعي فلعو ظفعمل املعلىمعات واسعترجاع ا
دون افن خطي من الىاشر.
هذا المشروع
ويده ع و لي الي ووملن و و ان التط ووملع اي ال و الي ي و ال و
و ي عو تتب ووح ا وودث الدعاس و ي ل و و ت التلمم و ي ال ة ي و
و و
ود سوملاا ا ووا ة و اووا عا و ا و تتود ي يعاسو ي ا؛ ي يو ع و
ك و و ان التط و ووملع التتج و وول الي ي و و الي و ووملن و و و و ا م و ووملت ع و و و و ه
و و
و و الدعاس و ي ا د ث و اليووملن ا واا اكر و ا واا و سووب م ؛ و ل و
اعو و يظ ال ووا لو و ملا ووي ع وودظ و و الب و و ال ة وول لو و اي طتو و ال تو و
و
سب م أل اكر ا ب لةغ ال ابي
ةي و ان و ا اي ووا لىوود اا و ووا يعاس و ي ا؛ ي ي و ع و
وواظت ب لتو ا اووأن عابيو ع ييو تملا و ااو التوااا بملسو ي سووية
ع: الدعاس ي التل تىداي اي ا تت ي اا جالث
ووتي الدعاسو و ي التد و و الت وول ف وود الي ووملن و و اي ت ووملياي يو و
و
ديام اع يظ ا
ووا الدعاسو و ي ؛ ي يو و ايلل و و ب لةغو و ال ابيو و الت وول ووتي
تملا اا التااا ؛ ي ي ن ع د سملاام
و و اا و و الدعاس و و ي ؛ ي ي و و ايلل و و ب لةغ و و ي
ي و و اي
الةغ ال ابي م
و
و و البو و ل تمل و و ا و و ن البو و ث ن اي و و ن ب لتو و ا ا ووملن اي ووا
تهت ا املابط ه : اغبملن ل ا ت تىي ال ة ي ع ال
و ي ان كووملن ال و ايتوودن لةن ووا ا و و ع و الب و 1م
و
ي ا ت ان ؛ ن لطمل م ا دى الةغ ي
كو ووملن ال و و ايت و وودن و وواي ع و و الط ي ي و و ال اا ي و و 2م
ال ماا م
و
ان ك و ووملن ال و و ايت و وودن ت و ووملل ب لةغ و و ال ابي و و ت لي و و و و 3م
ط ا اليي م
ان كملن ال الب ثل ملج ب يم يع اياا ح ايطةملب م 4م
ت وودن لخ وص ال و لة ووا الب ث وول ت وون ت ووجن بملل ووه ا و 5م
داعاي التل ستن ام
و
ع و وود مو ووملت ايملاات و و ع و و ا و وواظ اي و ووا و ووتي اعس و و له ؛ و و ال 6م
و
و و ووت د )Wordان تك و و ووملن الي و و ووملا ا خ و و و طبملع و و و ع و و و
ملا تةت يي ل ت د ا م بل
اعس ت س ظ اتي لةب م 7م
يم اس عد ن حن
إهـدإء
تحت مسمى (كلية الآثار) أو قسم تابع لكليات الآداب .ولا يخفى على
العراقية اليوم وما لهذا النظام وما عليه من نقاط إ يجابية كانت أم سلبية تؤثر
ل كبير على دراسة وتدريس العلوم ومدى إستيعاب الطلبة لهذه العلوم
بشك ٍ
بتلك الطرق التدريسية المتبعة؛ وفي هذا الكتاب إستعراض لتاريخ بعض
ل
الدراسية المتبعة في دراسة وتدريس علم الآثار ،في تلك الأقسام بشك ٍ
خاص ،وتبيان النقاط السلبية وتشخيصها في محاولة لتعديل وتصحيح ما
يمكن أن يصحح لتطوير قابلية إستيعاب الطلبة للمناهج المتبعة إنتهاء ً ببعض
السبل أو الحلول التي يمكن أن تعمل على تطوير واقع الدراسة الأكاديمية
من أجل توضيح الفكرة والغاية النهائية في هذه الدراسة المبسطة ،تم
تناول الموضوع بثلاث اقسام كخطوات فكر ية ،الأولى هي توضيح موجز
لماهية علم الآثار وأهميته وبداياته الأكاديمية في العراق .والثانية توضيح موجز
لتاريخ أبرز اقسام علم الآثار الأكاديمية التي تأسست أو أستحدثت في
الجامعات العراقية بدءا ً من أول قسم آثار في جامعة بغداد عام ،1951إلى
تطور هذا القسم لكلية تحت مسمى كلية الآثار ،التي تضم بدورها أقسام
الخطوة الثالثة هي إجتهادات لأفكار يُظن أنها ستكون بمثابة سبل لتطوير
الدراسة الأكاديمية لعلم الآثار قياسا ً على المناهج والطرق المتبعة حاليا ً في بعض
اشوربانيبال للثقافة ،بشخص الدكتور اسامة عدنان يحيى على فكرة المشروع
المهمة والقيمة التي تدعم تطوير ونشر الثقافة والعلوم بكافة تخصصاتها بطر يقة
إل كترونية ،سهلة الوصول للقارئ ،في ضل التطور التكنولوجي الذي نعيشه
اليوم.
Izmir/2019
الك سم ا ا
لول
علم الآثار إصطلاحا ً يستعمل للدلالة على العلم الذي يبحث عن
الآثار ،التي تمثل بقايا النشاط الإنساني القديم ،و يُعنى بدراستها ،و يقابله في
-1غلين دانيال ،موجز تاريخ علم الآثار ،ترجمة :عباس سيد احمد علي ،الر ياض،2000 ،
ص.16
بعد ذلك ُأهمل إستعمال هذا المصطلح لمدة طو يلة من الزمن حتى
-4يذكر أن قبل ذلك ورد هذا المصطلح في مؤلفات المؤرخ الاغريقي ’ثوكيديدس‘
(399-500( )Thucydideق.م) ,كذلك في بعض كتابات ’افلاطون‘ ()Platon
(347-427ق.م) ل كن أول إستعمال لهذا المصطلح بمدلوله الحالي كان عند ديونيسيوس
الهاليكارناسي.
-6جورج ضو ،تاريخ علم الآثار ،ترجمة :بهيج شعبان ،بيروت ،1982 ،ص .6كذلك:
علي حسن ،الموجز في علم الآثار ،مصر ،1993 ،ص.12
’جاك سبون‘ ( ،)7()Jacques Sponحيث ألف كتابا ً بعنوان (مزيج من
علوم الآثار) ،وإستعمل هذا المصطلح في دراسة وفهم الأبنية القديمة من
-7جاك سبون 1685-1647( Jacques Sponم) :طبيب وآثاري فرنسي عاش في
مدينة ليون بفرنسا.
-8منى يوسف نخلة ،علم الآثار في الوطن العربي ،طرابلس ،د:ت ،ص.14
تعريف علم الاثار:
خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم والتي تكو ّن
بمجموعها صورة كاملة عن الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمان
ومكان معنيين(.)9
العديد من المختصين والمهتمين منهم الذين عملوا في ميدان علم الآثار بوصفهم
والمعاهد العلمية(.)10
9- Piotr Bienkowski, and Alan Millard, Dictionary of the Ancient Near
East, Philadelphia, 2000, p. 29.
معرفة كاملة بماهية علم الآثار وتعر يفاته .وكباقي العلوم الأخرى تناول
إن لدراسة علم الآثار جانبين مهمين وأساسين لا يمكن الفصل بينهما
الآثاري"(.)12
الإستقرائي (التحليلي) فيه ،فهو دراسة الآثار بطرائق أكاديمية علمية بحثية
المكتشفة حول طبيعة الحياة القديمة ومسيرة تطورها؛ وذلك لز يادة وإغناء
-11عاصم محمد رزق ،علم الآثار بين النظر ية والتطبيق ،مصر ،1996 ،ص.12
والجانبان يدخلان ضمن المنهج الأكاديمي الذي يقوم عليه علم الآثار
العلمية والإنسانية التي تتناول الآثار المادية والفكر ية لنشاط الإنسان القديم؛
عن طر يق إستظهار تلك الآثار وال كشف عنها بوساطة وسائل فنية وتقنية
ووفق أسس علمية ضمن إطار أكاديمي ليتم وصفها وتسجيلها وصيانتها
الإنسانية ومراحل تطورها ،منذ أول أداة أو آلة صنعها الإنسان بيده وأنتجها
فكره ،والتي بدورها تعبر عن تفاعل ذلك الإنسان مع أخيه الإنسان ومع
محيطه الطبيعي وما تركه هذا التفاعل من آثار سواء كانت ظاهرة أو مطمورة
تحت سطح الأر ض أو غارقة ً في المياه ،وبغض النظر عن حجم تلك الآثار
المراحل التي تطورت بها تلك الحضارات عبر العصور المختلفة ،والإستفادة
أو بعبارة مختصرة جدا ً ،علم الآثار هو علم البحث عن الأصول الأولى
الإهتمام الآثاري وإقتناء الآثار ،ثم البحث عنها وطرائق الحصول عليها
من باطن الأرض ومع التجارب المتكررة بدأت وتطورت هذه الطرائق من
أعمال نبش إلى طرائق علمية وأكاديمية لتكون أساسا ً لعلم الآثار حاليا ً.
ليس من اليسير تحديد ال كيفية التي بدأ بها علم الآثار إذ إن مولده
كان نتاجا ً لتجارب كثيرة يصعب معها تحديد تجربة ً بعينها كبداية له ،وعليه
تركها الإنسان القديم خصوصا ً إن كانت ذات قيمة جمالية فنية أو قيمة
ودوافع متع ّددة ،ثم تطور هذا الإهتمام إلى علم بعد توالي التجارب الميدانية
وظهور الدراسات العلمية التحليلية للآثار ومعرفة القيمة الحقيقية لهذه الآثار
من خلال قيمتها التأر يخية وما تعكسه من معلومات مهمة عن ماضي
البشر ية.
ل
الاهتمام ثاموروث القديم:
الإجتماعية والسياسية والدينية والإقتصادية ،من آثار مادية وفكر ية ،ت ُع ّد
موروثا ً حضار يا ً يوضح جليا ً الحياة اليومية التي كانوا يعيشونها .وأرتبط هذا
وكشف أسرار ال كون وهي نفسها سببا ً أيضا ً في وجود وتطور العلوم
إقتناءها والتباهي والإفتخار بامتلاكها مرتبطا ً بتلك الغريزة أيضا ً .و يعود
إهتمام الإنسان بجمع الأشياء القديمة الغريبة والنادرة إلى أزمنة وعصور
قديمة .ومن هذا المنطلق بدء الإهتمام الآثاري يأخذ حيزه في المجتمعات
قديماً ،بغض النظر عن الدافع وراء ذلك ،ليكون البذرة التي أنبتت اليوم علم
الآثار.
في مرحلة ٍ لاحقة ٍ ومع بداية القرن الثامن عشر أخذ الإهتمام
بلاد الشرق ،الغنية بآثار حضاراتها العر يقة ،ومحاولة الحصول على الآثار
إية أساليب ،تختصر المال والجهد والوقت ،ثم نقلها وجلبها إلى المتاحف
وتفشي هذه الظاهرة في أوربا بدء علم الآثار يشق طر يقه نحو النور.
يعد فيها هذا العلم حديثا ً نسبيا ً في علوم عالمنا العربي ،بالتطور مع تطور
ظهور التوعية والثقافة الآثار ية ،بخلاف الدول الغربية الأجنبية التي قطعت
شوطا ً كبيرا ً في هذا العلم ،من خلال إهتمام مؤسساتها الأكاديمية والعلمية
الأخرى ،منذ مدة طو يلة للعناية بالآثار ومواقعها ،مقارنة ً مع تاريخ بداية هذا
العلم في الوطن العربي ،والدليل على ذلك أن تلك الدول ومن خلال
مؤسساتها المختلفة إهتمت بال كشف عن الآثار ودراستها كما توجهت في
ممارسة نشاطها العلمي والأكاديمي ضمن حقل علم الآثار بدراسات ميدانية
ونظر ية منذ مدة طو يلة كان وازعها في ذلك بعض الدوافع والغايات التي
ساهمت في إهتمام تلك المؤسسات والدول بعلم الآثار .ثم تطورت وتوسعت
وفي الوقت الذي كان فيه علم الآثار غائبا ً عن المؤسسات العلمية
كشف عنها فأخذت بتطوير برامج هذا العلم والإهتمام بإعداد كوادره
ُ
الحضارات القديمة في الوطن العربي ونشر النتائج وعرضها على الجمهور الذي
والمهمة.
لك
ا سم الياني
لثار في العرال:
الدراسة الاكاديمية لعلم ا ا
القانوني والتشر يعي المنظم والضابط لهذا الجانب من علم الآثار خلال
السنوات السابقة ،أدى إلى توافر الظروف الممهدة والحجة البالغة لتأسيس
قسم علمي أكاديمي ينتمي لمؤسسة تعليمية يأخذ على عاتقه مهمة تكوين
كوادر آثار ية علمية تكتسب معرفتها الآثار ية عبر الدراسة النظر ية لأسس علم
الآثار ومبادئه ،في قسم أكاديمي مختص ،لتكون الساعد الأيمن لل كوادر
الأكاديمية للوصول إلى أفضل النتائج وأدقها التي تبرز دور حضارات العراق
قسم الآثار في كلية الآداب /جامعة بغداد عام ،1951والذي أشرف عليه
وأجتهد في تدريس طلبته النخبة الآثار ية نفسها التي عملت وقادت باكورة
النشاط الآثاري الميداني في مدير ية الآثار آنذاك أيضاً ،أبرزهم الأستاذان
’طه باقر‘ و’فؤاد سفر‘ ،لتمتزج الخ برة العلمية الأكاديمية مع الخ برة الفنية
(الميدانية) في هذا القسم العلمي ،الذي خرج نخبة مميزة من ال كوادر الآثار ية
العراقية ،والتي بدورها أخذت على عاتقها مهمة المضي في مسيرة التطور
توصيات حكومية للإهتمام بدائرة الآثار والمتحف العراقي والعمل على تطوير
ٍ
هذا الجانب من علم الآثار في العراق .وكانت إحدى أبرز النقاط الواردة في
الآثار في العراق ،عام ،1934سعى إلى إرسال البعثات العلمية إلى الخارج
لإكمال دراستهم في إختصاص علم الآثار رغبة ً منه في تكوين جيل وطني
متخصص بهذا الحقل من المعرفة والذي كان حكرا ً على الأجانب فقط
حينها(.)18
و’فؤاد سفر‘ قد أكملوا دراستهم الثانو ية بتفوق وتم ترشيحهم لبعثات علمية
-17أبو خلدون ساطع الحصري ،مذكراتي في العراق ،الجزء الثاني ،بيروت،1968 ،
ص.398
انتقلوا إلى لبنان ودرسوا مادة التاريخ والآثار في الجامعة الأمريكية في
بيروت ،في مرحلة دراسية تحضير ية إصط ُلح عليها مرحلة (السوفومور
والماجستير في تخصص علم الآثار واللغات القديمة ،ثم عادا إلى العراق عام
أبرز عالمين متخصصين في علم الآثار سواء ً في الجانب الميداني (التنقيبات) أو
المسمار ية .فقد كان لهما دورا ً كبيرا ً وبارزا ً في قيادة الهيئات الآثار ية
العراقية ،خصوصا ً بعد أن تم تعينهما ضمن كوادر مدير ية الآثار التي باتت
تنقيبات آثار ية في أكثر من موقع أثري داخل العراق كما عملا على نشر نتائج
أعمالهما داخل العراق وخارجه فكان نشاطهما وجهدهما مميزا ً في هذا المجال
من جانب آخر فقد سعى الأستاذان القديران وبذلا جهدا ً إستثنائيا ً،
طلاب هذا القسم الذين تتلمذوا على أيديهما النواة التي إنطلقت منها
الآشور ية والبابلية ،المدونة بالخط المسماري والذي كان عدد المختصين بها
ظهرت كوادر فنية وعلمية وأسماء لعلماء آثار عراقيين كان لها الدور ال كبير
في مسيرة تطوير علم الآثار سواء ً من خلال مدير ية الآثار أو من خلال
لا يمكن تجاهل الأيدي الآثار ية التي عملت في ميدان علم الآثار،
سابقا ً أو الهيئات الوطنية الآثار ية لاحقاً ،وكانوا اليد اليمنى والأداة الأهم
والأبرز في قيام أية تنقيبات في المواقع الأثر ية العراقية ،ومنهم على سبيل
المثال النخبة الآثار ية المعروفة باسم (الشرقاطيون) ،نسبة ً إلى قضاء الشرقاط
في محافظة صلاح الدين شمال العراق ،إذ اكتسبوا مهارات كبيرة ورائعة من
البعثات الألمانية وصولا ً إلى أيامنا هذه ،وتوارثوها جيل بعد جيل.
ولا ننسى الأساتذة الذين كان لهم دور كبير في قيادة السلطة
الآثار ية في العراق وأخذوا على عاتقهم مهمة تطوير علم الآثار ليس فقط في
الجانب العلمي وحسب بل وفي الجانب الإداري تحديدا ً ،أبرزهم (على سبيل
و’ناجي الاصيل‘ و’فيصل جاسم الوائلي‘ و’عيسى سلمان حميد‘ و’مؤيد سعيد
والجامعات العالمية بهذه الدراسات ،ف ُتحت معاهد علمية أكاديمية متخصصة
وإسبانيا وغيرها من الدول العالمية ،التي كانت معنية بالبحوث الآثار ية
الحضارات التي قامت على أرض العراق ،ول كون هذا البلد هو مهد أولى
الحضارات البشر ية ومواقع آثار تلك الحضارات تعم مناطقه المختلفة فقد
ظهرت فكرة جديدة لدى الآثار يين العراقيين في بداية خمسينات القرن
الماضي وهي إنشاء معهد علمي في العراق ،على غرار المعاهد العالمية ،يختص
بعلم الآثار والحضارات القديمة العراقية كونه أحرى بها من تلك الدول التي
كانت تدرس حضارات العراق القديم وآثاره؛ لذا عرض الأستاذ ’ناجي
الأصيل‘ مدير عام الآثار على وزير المعارف آنذاك فكرة إنشاء معهد خاص
على غرار المعاهد الأجنبية يختص بدراسة الآثار والحضارة وبالفعل جرت
والحضارة) على أن تتعاون مدير ية الآثار مع عمادة كلية الآداب والعلوم في
تنفيذ هذا المشروع وعلى أن يكون المدير العام للآثار رئيسا ً لهذا المعهد الذي
ببعض الآثار يين الأجانب أثناء تواجدهم في العراق .وش ُرع في تأسيس
المعهد عام ،1951ل كن سرعان ما إنتقل ليكون قسما ً علميا ً ضمن كلية
محدود من الطلبة إذ لم يكن هناك إقبال على الدراسة في هذا القسم الجديد
والغريب على أذهان الطلبة وقتذاك ،ل كن على الرغم من ذلك تواصلت
ل
ذات العلاقة بالحضارات القديمة المتعلقة بحضارات الشرق القديم بشك ٍ
ل خاص ،فضلا ً عن تدريس
عام ،وحضارات العراق القديم بشك ٍ
الحضارات العربية والإسلامية ،كما أهتم القسم أيضا ً بالتدريب العملي
-22صادق الحسني” ،معهد الآثار والحضارة“ ،مجلة سومر ،المجلد ،7الجزء ،1951 ،2
ص.310-309
الميداني (التنقيبات الآثار ية) لتدريب الطلبة على الطرائق العلمية للتنقيب
ومعالجة الآثار وصيانتها وتسجيلها وحفظ بعضا ً منها في متحف الآثار التابع
لكلية الآداب ،الذي أنشأه قسم الآثار ليكون بمثابة مختبر لطلبة القسم ومكان
كما تطورت الإمكانية العلمية فيه فتم فتح باب الدراسات العليا منذ
لإكمال دراستهم العليا هناك ليعودوا بعد ذلك للعراق ويتحملوا مسؤولية
العملين(.)24
الوقت تم عام ،1970إفتتاح قسم جديد للآثار في جامعة الموصل ،تم فيه
قبول دورة واحدة من الطلبة ،ثم توقف القبول فيه بداعي عدم حاجة البلد
لخر يجي هذا القسم حينها! ،مما دفع بقسم التاريخ في كلية الآداب/جامعة
-23زهير رجب محمد” ،تنقيبات قسم الآثار (كلية الآداب-جامعة بغداد) في تل
أسود“ ،المؤتمر السادس للآثار في البلاد العربية ،القاهرة ،1973 ،ص.425
-24عامر سليمان ،المدرسة العراقية في دراسة تار يخنا القديم ،موصل ،2009 ،ص.49
ل عام ،واللغات
الموصل أن يولي إهتماما ً خاصا ً بالدراسات الآثار ية بشك ٍ
يكتف
ِ ل خاص( .)25ولم
القديمة وبالتحديد المدونة بالخط المسماري بشك ٍ
هذا القسم بتخريج المختصين في هذا الجانب في الدراسات الأولية فقط بل
شمل الدراسات العليا أيضاً ،وأدى هذا الإهتمام إلى فتح مركزا ً في جامعة
والحضار ية)؛ و ي ُؤسّ س أيضا ً متحفا ً خاصا ً للآثار والتراث .وبعد قرابة ربع
ليستأنف قبول الطلبة مرة ثانية عام .)26(1994وفي عام ،1998تم إفتتاح
قسم جديد يختص بالدراسات المسمار ية واللغات العراقية القديمة ،في كلية
.)27(2003
-25المصدر نفسه.
وال كوفة وصلاح الدين (في مدينة أربيل) ...وغيرها .وقد ُأغلق بعض هذه
الإهتمام المتزايد بعلم الآثار وتصاعد خطه البياني الأكاديمي نحو التطور
وقت شهد
ٍ وتزايد عدد الآثار يين المختصين والدارسين في العراق( ،)28في
إن هذا الإهتمام المتزايد بعلم الآثار والتوجه نحو تطوير هذا
الإختصاص في بلد الحضارات العر يقة والتزايد الإ يجابي في عدد الطلبة
الخر يج ين المختصين بعلم الآثار ،ولاسيما طلبة الدراسات العليا منهم ،أدى عام
الآثار وهي (كلية الآثار) فكانت أول كلية للآثار في العراق؛ وتم نقل
كوادر قسمي (الآثار والدراسات المسمار ية) من كلية الآداب إلى كلية
-28عامر سليمان ،المدرسة العراقية في دراسة تار يخنا القديم ،المصدر السابق ،ص.49
تكتف بالقسمين العلميين فحسب بل إستحدثت قسما ً ثالثا ً هو
ِ الآثار التي لم
(قسم حضارات الشرق الأدنى القديمة) لتكون هذه الأقسام الثلاثة نقطة
العلمية ،أبرزها قسم الصيانة والترميم ،ومؤخرا ً إستحداث كليات الآثار في
تكتف تلك الاقسام الأكاديمية بتدريس علم الآثار بجميع تخصصاته نظر يا ً
ِ
الأثر ية ،وبالتحديد في مدة العقدين السابع والثامن من القرن العشرين التي
شهدت تصاعدا ً في النشاطات الآثار ية على مستوى كافة المواقع الأثر ية في
العراق .إذ إهتمت أغلب اقسام علم الآثار منذ تأسيسها بالمساهمة الفاعلة في
.1لتدريب طلاب الآثار ،إذ يعد هذا الهدف العلمي أحد أهم أسباب
نظر ياً ،يحبذ أن تكون الدراسة في هذا العلم معتمدة ً على التطبيق العملي
الأكاديمية المثلى نظر ياً ،لذلك سعت الأقسام العلمية الآثار ية التابعة للجامعات
موقعا ً اثر يا ً خاصا ً بالتدريب العملي قريبا ً من الجامعة لسهولة نقل الطلبة وكان
هذا كله يتم تحت إشراف أساتذة القسم المختصين وأيضا ً مشرفين فنيين من
.2إن من جملة ما تصبو إليه الأقسام العلمية للآثار في الجامعات العراقية من
خلال تدريسها لعلم الآثار هو توفير مادة أصيلة للبحث العلمي سواء ً للأساتذة
المجال ،لذلك كانت بعض الآثار المكتشفة من قبل الهيئات الآثار ية التابعة
العلمية نفسها لتكون بمثابة مختبرات علمية لطلبتها ،ومثال ذلك متحف الآثار
-29احمد مالك الفتيان و زهير رجب عبد الله 7 ،سنوات في تل اسود ،بغداد،1979 ،
ص.3
.3أن أغلب الأساتذة المختصين بعلم الآثار هم في الأساس من خر يجي قسم
في أرقى الجامعات العالمية ،فضلا ً عن أنهم كانوا مرتبطين أيضا ً بمدير ية
الآثار العراقية فكانوا قد جمعوا بين العملين في وقت كانت فيه حاجة لز يادة
.4النشاطات الآثار ية ال كبرى التي قامت بها مدير ية الآثار مثل مشار يع
()30
ونداءاتها إلى كل الجامعات والمؤسسات العالمية الإنقاذ الآثار ية
للمشاركة في هذه المشار يع لسعة رقعة المواقع الأثر ية وضيق الوقت ،مما أدى
ل خاص ،في
ل عام ومشار يع الري ال كبرى بشك ٍ
-30إن مشار يع الأعمار ال كبيرة بشك ٍ
مدة ستينيات وسبعينيات القرن العشرين في العراق ،دفعت بمدير ية الآثار العراقية إلى أن
تكون في سباق مع الوقت لأجل تنقيب واستكشاف كل المواقع الأثر ية التي تقع ضمن
خارطة مساحة تنفيذ مشار يع الري ال كبرى والتي ستغمر بالمياه مستقبلاً ،لذا وضعت
ل المواقع الأثر ية التي ستتأثر
المدير ية خططا ً فنية تشمل نشاطات كبيرة وصعبة شملت ج ّ
وتندثر بفعل تلك المشار يع ال كبرى وهي القيام بحملات تنقيب سميت ب (الإنقاذية)،
لأنها ستنقذ ما يمكن إنقاذه من آثار مطمورة في تلك المواقع ،فضلا ً عن الإفادة من
المعلومات الحضار ية التي يمكن أن يحصل عليها عن طر يق تلك التنقيبات والتي ستوضح
ال كثير من الحقائق الآثار ية المهمة قبل أن يغمرها الماء وتفقد للأبد .ينظر :عمر جسام
العزاوي ،علم الآثار في العراق نشأته وتطوره ،بيروت ،2013 ،ص.98
هذا إلى فتح المجال إلى الهيئات العلمية التابعة للجامعات العراقية للمشاركة
.5الإهتمام والدعم الذي توليه مدير ية الآثار العراقية إلى الهيئات الآثار ية
الآثار ية( .)31إذ إنها أعدت خطة منذ عام 1968م تستهدف التعاون مع
الحضاري للبلد(.)32
وآثاره وصيانة أهم معالمه الأثر ية والتراثية .ل كن للأسف إنقطعت ،بنسبة
-31قحطان رشيد صالح ،ال كشاف الاثري في العراق ،بغداد ،1987 ،ص.160
بظروف البلد وعلى كافة الأصعدة ،على أمل أن يكون غدا ً أفضل.
لبعض الجامعات العراقية في الجانب الآثاري الميداني ،وال كيفية التي كانت
مبتعدين عن تحليل وقراءة المناهج وطرائق التدريس النظر ية ،التي كانت
على مهارات وعلمية وثقافة التدريسي من جهة ،ونوع المادة وطبيعة معلوماتها
من جهة أخرى .مع الأخذ بالإعتبار بأن المناهج الدراسية والمواد العلمية
عربية ل كتب علم الآثار الأجنبية الحديثة ،باللغات (الإنكليز ية ،الألمانية،
خمسينات القرن الماضي إلى أوائل القرن العشرين ،قبل أن تعصف الظروف
السياسية والإجتماعية والإقتصادية بنوعيه التعليم العالي في الجامعات العراقية
ل خاص.
ل عام وأقسام علم الآثار بشك ٍ
بشك ٍ
جامعة تغداد:
قسم علم الآثار التابع لكلية الآداب في جامعة بغداد كان له
نشاطات آثار ية متميزة في عدد محدد من المواقع الأثر ية ،فقد ساهم هذا
الأستاذ الدكتور ’عبد العزيز حميد‘ بالتنقيب في منطقة تقرب مساحتها من
( 8كم) في منطقة ال كرخ في بغداد ،حوت على مواقع أثر ية وتم ال كشف
القسم أيضا ً موسمها الأول في موقع (تل اسود)( ،)35بعد موافقة مدير ية
الآثار العامة ،وعلى الرغم من أن بداية العمل كانت متواضعة ً ،سواء ً من
حيث عدد أعضاء الهيأة أو في عدتها المجهزة بها ،إلا أن العمل تواصل لسبعة
مواسم متتالية شهد كل موسم منها إكتساب خبرة جديدة وثقة متزايدة
بالنفس لدى المشاركين بالعمل الآثاري باستخدام طرائق علمية حديثة في
حينها( .)36لتتوصل الهيأة إلى نتائج ممتازة أثناء عملها في هذا الموقع فكانت
آثار مهمة تتمثل في الفخار يات والأدوات النحاسية والفضية والذهبية ،كذلك
كلية الآداب التابع لقسم الآثار ،فضلا ً عن الفرصة الثمينة التي حظي بها
طلبة القسم آنذاك من خلال التدريب العملي في هذا الموقع على طرائق
-35تل اسود :يقع هذا التل الأثري على بعد نحو ( 15كم) تقريبا ً إلى الجنوب الغربي من
بغداد.
-36تقي الدباغ ،وآخرون ،طرق التنقيبات الأثر ية ،بغداد ،1983 ،ص.330
إذ شاركت عام 1977هيأة آثار ية تابعة لقسم الآثار/جامعة بغداد بتنقيبات
إختارت الهيأة موقع (تل عياش) ضمن مواقع هذا المشروع للتنقيب
فيه(.)38
وبموافقة المؤسسة العامة للآثار والتراث آنذاك شرعت هيأة آثار ية
تابعة للقسم ذاته بالتنقيب في موقع مدينة سبار (أبو حبة) الأثر ية عام
وعن مؤسسة الآثار السيد ’مأمون غانم حسن‘ .وإنصب العمل في الموسم
الأول على تحديد مرتفعات الموقع الأثري وعمل خارطة كنتور ية له ،فضلا ً
عن تحديد الطرق الترابية والأبنية الموجودة داخل سور المدينة وأيضا ً تحديد
مسار الأنهار والجداول المحيطة بالسور( ،)39ليبدأ بعد ذلك توالي مواسم
العمل في الموقع لغاية عام 2002ليبلغ مجموع المواسم التنقيبية ( )24موسما ً،
-38للمزيد ينظر -:وليد الجادر” ،تل عياش-تقرير أولي عن حفر يات جامعة بغداد كلية
الآداب قسم الآثار في موقع تل عياش الواقع في حوض حمرين“ ،مجلة سومر ،المجلد ،35
الجزء ،2+1بغداد ،1979 ،ص.560-556
مكتبة ٍ ضخمة ٍ حوت على مجموعة كبيرة من الرقم المسمار ية دلت على أن
ل
جامعة اموصل:
مع مدير ية الآثار في القيام بعمليات التنقيب والصيانة الآثار ية حفاظا ً على
نينوى( ، )40مع العلم أن هذه الجامعة لم يكن فيها في بادئ الأمر قسم آثار
وحصلوا على شهادات عليا في هذا الجانب قبل أن يعودوا إلى العراق
والأستاذ الدكتور ’عادل نجم عبو‘ والاستاذ الدكتور احمد قاسم الجمعة.
إحياء الموروث العراقي القديم والإسلامي؛ لتظهر للعالم بعض ما توصلت إليه
العالمية .لذا قامت الجامعة بدراسة مفصلة للمواقع الأثر ية القر يبة من مدينة
الموصل قبل أن يقع إختيارها على موقع مدينة نينوى الأثر ية بوصفه موقعا ً
قريبا ً من جامعة الموصل لبدء أولى تنقيباتها الآثار ية العلمية ،وذلك لما للموقع
من أهمية تار يخية كبيرة وشهرة عالمية واسعة ،وعلى أثر ذلك قامت جامعة
الموصل بمفاتحة وزارة الثقافة والإرشاد ومدير ية الآثار العامة آنذاك مبينة ً
نينوى حيث لاقى هذا الإستعداد قبولا ً حسنا ً وتشجيعا ً كبيرا ً في الأوساط
العلمية كافة في العراق عندها م ُنحت الجامعة ولأول مرة في العراق إجازة
-41عامر سليمان” ،نتائج تنقيبات جامعة الموصل في أسوار نينوى“ ،مجلة آداب الرافدين،
العدد ،1971 ،1ص.45
بدأت جامعة الموصل أولى أعمالها الآثار ية عام ،)42(1968إذ
تشكلت هيأة آثار ية برئاسة الدكتور ’عامر سليمان‘ ومعه ممثلا ً عن مدير ية
الآثار /مفتشية آثار الموصل السيد ’عبدالله امين آغا‘ .وأجرت الهيأة تنقيباتها
في (بوابة أدد) إحدى بوابات سور مدينة نينوى الأثر ية وتمكنت من
إ ستظهار المرافق البنائية في هذه البوابة كما كشفت عن أجزاء من سور المدينة
وقامت بصيانته(.)43
في حقل التنقيبات الآثار ية ،على إجراء المزيد من التنقيبات لتوسع بذلك
الجامعة أعمالها الآثار ية .وإختارت موقعا ً أثر يا ً آخر للتنقيب وهو موقع مدينة
-42يذكر أن جامعة الموصل تأسست عام ،1967أي أن نشاطها الآثاري جاء بعد عام
واحدة من تأسيسها مما يدل على الإهتمام العلمي والأكاديمي بعلم الآثار لهذه الجامعة
والقائمين عليها حين تأسيسها.
-43للمزيد ينظر -:عامر سليمان” ،نتائج تنقيبات جامعة الموصل في أسوار نينوى“ ،المصدر
السابق ،ص.98-45
تربيص :من المدن الآشور ية المهمة تقع أطلالها على بعد نحو ( 8كم) شمال غرب
ُ -44
مدينة نينوى ،يعرف موقعها بالأسم المحلي (شر يخان).
الدكتور ’عامر سليمان‘ إلى هذا الموقع ،واستمر العمل فيه لثلاثة مواسم
تمك نت فيه الهيأة من إكتشاف أهم الأبنية العمار ية في هذا الموقع مثل
معبد نركال وقصر ولاية العهد الآشوري (بيت ريدوتي) ،فضلا ً عن
من أبرز المواقع الأثر ية في مدينة الموصل ،من بين المواقع الأثر ية الأخرى
وأجرت فيها تنقيبات منتظمة كما قامت بعمليات صيانة آثار ية للجدران
المكتشفة فيها(.)47
أما أهم الأعمال الآثار ية التي قامت بها الهيئات الآثار ية التابعة
لجامعة الموصل هي المشاركة في مشار يع الإنقاذ الآثار ية التي تبنتها مدير ية
-45عامر سليمان ،الكتابة المسمار ية والحرف العربي ،موصل ،1982 ،ص .26كذلك-:
عامر سليمان” ،اكتشاف مدينة تربيصو الاشور ية“ ،مجلة آداب الرافدين ،العدد ،2
،1971ص.49-15
-46باشطابيا :قلعة تطل على نهر دجلة في الجهة المقابلة لمدينة نينوى الأثر ية ،تعود
بتار يخها إلى عهد ’عماد الدين زنكي‘ في القرن السادس الهجري ،وهي بقايا القلعة
الأتابكية ،ترتفع عن مستوى الأرض المجاورة ما يقرب من 23متر.
جامعة الموصل أول مؤسسة علمية لبت الدعوة التي أطلقتها مدير ية الآثار
إختارت الهيأة التابعة لجامعة الموصل أربعة تلول أثر ية( ،)48وهي (تل أبو
ظاهر ،مصيفنة ،تل سلال ،تل ضويج) ،ضمن الرقعة المخصصة لمشروع
كما شاركت هيأة آثار ية تابعة للجامعة نفسها في مشروع إنقاذ منطقة
حوض سد حمرين أيضاً ،إذ عملت الهيأة في موقع (تل حلاوة) واستمر
-49للمزيد - :عادل نجم عبو” ،تنقيبات جامعة الموصل في تل أبو ظاهر في حوض سد
الموصل“ ،مجلة سومر ،المجلد ،37بغداد ،1981 ،ص.100-81
-50للمزيد ينظر -:عادل نجم عبو” ،تل حلاوة“ ،مجلة سومر ،المجلد ،35الجزء،2+1
،1979ص.430-428
الرسمية ،من الجهات المختصة ،وتهيئة الوسائل والتجهيزات اللازمة .وتم
العمل هناك لمدة ثلاث مواسم قبل أن تتوقف بسبب الأحداث الأمنية التي
جامعة البصرة:
أما جامعة البصرة فشاركت من خلال هيئات آثار ية تابعة لها في
بعض التنقيبات التي أشرفت عليها مدير ية الآثار أيضا ً إذ كان للجامعة نشاط
آثاري في موقع (تلول الشعيبة)( .)51حيث أجرت هيأة آثار ية تابعة للجامعة
المذكورة ،برئاسة الأستاذ ’منذر البكر‘ وعن مدير ية الآثار السيد ’عواد
ال كسار‘ ممثلا ً عنها في حينها ،أعمال تحر يات وتنقيبات آثار ية في هذه التلول
للحقب الإسلامية(.)52
-51تلول الشعيبة :تقع هذه التلول على بعد ( 30كم) تقريبا ً إلى الغرب من مدينة
البصرة.
جامعة القادسية ،وشرعت هذه الهيأة برئاسة الأستاذ الدكتور ’نائل حنون‘
وتم إختيار موقع أثري يبعد عن بناية جامعة القادسية بما يقارب
من ( 15كم) ،وهو موقع مدينة م َّ َّرد القديمة (ونه والصدوم)( ،)53ليكون
أول موقع اثري يُنقب فيه من قبل جامعة القادسية .وبدأ أول موسم تنقيبي
للهيئة الآثار ية التابعة لجامعة القادسية عام ،1990في موقع مدينة م َّ ًّرد،
وكانت هذه التنقيبات هي أولى التنقيبات العلمية النظامية التي يشهدها أديم
في مدة النصف الأول من القرن العشرين الميلادي ،على أيدي تجار الآثار
-53م ََّّرد :مدينة قديمة ورد ذكرها في الكتابات المسمار ية التي تعود بتار يخها إلى الألف
الثالث قبل الميلاد ،والمدينة تتشكل من موقعين منفصلين هما (ونه) و(الصدوم) يبعد
أحداهما عن الآخر قرابة نصف كليومتر والموقعين (ونه والصدوم) يبعدان 16كم تقريبا ً
إلى الشمال من مدينة الديوانية و70كم تقريبا ً جنوب شرقي موقع بابل الأثري.
مسمار ية مهمة جدا ً ،حصلت عليها بعد ذلك جامعات عالمية مهتمة بطرق غير
ال كشف عن أجزاء من بناية المعبد الرئيس للمدينة والعثور على مجموعة قطع
أثر ية لا يتجاوز عددها ( )16قطعة يعود تار يخها إلى الألف الأول قبل
الموقع حتى بعد إستحداث قسم الآثار في كلية الآداب /جامعة القادسية
عام .2002
العراقية التي كان لها دور في النشاطات الآثار ية في العراق ،يعبر عن مقدار
الإهتمام العلمي والأكاديمي التي كانت توليه اقسام علم الآثار الأكاديمية
والجامعات العراقية آنذاك؛ وتعكس لنا بصورة واضحة ما كان عليه حال
وتوضيح معلومات تار يخية حضار ية مهمة أستندت عليها الدراسات الآثار ية
والحضار ية لحد يومنا هذا ،فضلا ً عن مقدار الخ برة التي أكت ُسبت من قبل
أما اليوم وبسبب الظروف الأمنية والسياسية الراهنة ،التي تلت عام
الهيأة العامة للآثار حالياً ،صعوبة في القيام بتنقيبات آثار ية في مواقع أثر ية
والذي يعد أحد أبرز وأهم الوسائل والطرائق التعليمية لطلبة علم الآثار .وإن
العلمية التي أكملت وأغنت مسيرة العمل الآثاري ،الذي تقوم به مدير ية
الهيئات الآثار ية المشتركة ،والتي نفتقدها اليوم ،ذات الخ برة الميدانية والعلمية
الأكاديمية التي إنصهرت في بودقة تطور علم الآثار في العراق؛ هذا التطور
الذي وأن توقف عمليا ً (ميدانياً) بسبب الظروف الراهنة حالياً ،إلا أن
منها الداعية إلى إعادة النظر بكل ما كتبه الأجانب عن العراق وتار يخه
القديم وما ترجموه عن كتاباته المسمار ية ،ومحاولة ً للخروج من الثوب الغربي
العراقية منذ تخرج أول دفعة من قسم الآثار-جامعة بغداد وإلى يومنا هذا،
فإن أمر الإهتمام الجدي بهذه الأقسام الأكاديمية ي ُع ّد الخطوة الأولى لإ يجاد
كوادر علمية متميزة تأخذ على عاتقها مهمة النهوض والمضي بعلم الآثار في
هذا البلد.
في خضم قلة الثقافة الآثار ية التي يعاني منها مجتمعنا اليوم وعزوف
بالتحديد ،للتقديم إلى كليات الآثار وقسم علم الآثار في الجامعات العراقية
لدراسة هذا العلم مجهول المستقبل والأكاديمية بنظرهم من جانب آخر ،لهذا
أردنا من خلال كتابة ورقات هذا ال كُتيب التي تحمل في طياتها بعض الآراء
التي ي ُظن أن العمل بها من شأنه أن ي ُنهض بنسبة ٍ معينة ٍ الدراسة الأكاديمية
والعراقيل التي عرقلت مسيرة علم الآثار في العراق ،على مدى السنوات
القليلة الماضية ،فقد توضحت أيضا ً بالمقابل ال كيفية التي تذهب بمسيرة هذا
آثار لتراث ثقافي وفكري يربط الإنسان بماضيه وأرضه وأصوله الأولى ،محاولا ً
فهم ذاك الماضي مرورا ً بالحاضر والتطلع نحو المستقبل على أساسه.
لذا نبحث هنا في طرق الدراسة المتبعة في دراسة وتدريس علم الآثار
للمناهج المتبعة وبالتالي تخريج دفعة من الآثار يين المختصين بعلم الآثار وليس
المناهج المستخدمة من كتب ومصادر -إذا ما جاز لنا إستخدام نوعا ً من المجاز
ل الإحترام
الساخر للتعبير -هي أقدم من الآثار المدروسة نفسها! (مع ج ّ
والتقدير لكل الأساتذة في اقسام علم الآثار على مختلف شهاداتهم ودرجاتهم
العلمية) وهذا ما شكل مشكلة ً وإحداث فجوة ٍ كبيرة في تلقي تطبيقات العلم
بسرعة إلى الطلبة؛ وأيضا في شعور الطلبة بعدم علمية وأهمية وجدوى دراسة
هذا التخصص مما أدى إلى العزوف عن دراسة علم الآثار وبالتالي عدم نشر
في أدناه عرض للآراء المقترحة كسبل لتطوير دراسة وتدريس علم
الآثار على شكل نقاط تختص كل نقطة بجانب معين لتشكل تلك النقاط
أن تخطو بأقسام علم الآثار في الجامعات العراقية خطوة نحو التقدم:
( .1علم الآثار هو علم الآثار!) عبارة أوردها الآثاري ديفيد كلارك
نظر يات وأفكار وطرائق وأساليب وقواعد خاصة به .هذه الفكرة
التي توصل لها وذكرها في كتابه المذكور أعلاه والصادر عام ،1968
إليه ،فنحن بذلك نغير من فحوى علم الآثار وأهدافه .نعم علم الآثار
هو علم أحد أهدافه هي دراسة حياة وطبيعة الإنسان وماضيه عبر
ما تركته يداه من آثار مادية كانت أم فكر ية؛ ول كن ليست هذه كل
معروف ،ل كون علم الآثار علم تطبيقي علمي يعتمد دارسوه بنسبة
ال كتب المنهجية المعتمدة في الدراسة لمعرفة القصد .لذا نرى بعض
الأساتذة الذين يجتهدون في إستبدال تلك ال كتب باوراق (ملزمة)
تتغير .ومع ذلك يبقى هذا الحل الإجتهادي من قبل الأساتذة غير
المجتهدين.
.3إذا ما إتفقنا على أن علم الآثار هو علم تطبيقي ،فإن ضرورة أن
يكون هناك موقع أثري مخصص لكل قسم من اقسام علم الآثار في
خاصة ،يكون بمثابة مختبر حقلي عملي للطلبة والأساتذة يتم فيه
ل دوري.
أعمال التنقيبات والمتاحف بشك ٍ
.5لما كان علم الآثار يعتمد على الجانب العملي في دراساته ومصادرها،
شهادة وتخصص علم الآثار وليس تخصص التاريخ؛ نعم هناك حاجة
معين تابع لإحدى تلك الحضارات ،ل كن دراسة علم الآثار تختلف
المنجزة.
ل
الموروث الإنساني الحضاري ،والإطلاع على تاريخ الإنسانية بشك ٍ
عام ،وليكون طلبة الآثار آثار يين يجيدون التعامل مع كل أنواع
ولاسيما تلك العلوم التي هي على علاقة كبيرة بعلم الآثار مثل أقسام
ذلك التجربة الأولى المشتركة بين الطرفين حين تأسيس أول قسم
(قسم الآثار) إلى (قسم علم الآثار) وهي التسمية الأصح ،من وجه
القسم يدرس الآثار كقطع مادية ،وهذا صحيح ،ل كنه جزء من علم
يُدرس .أما تسمية (قسم علم الآثار) فيعني قسم دراسة علم الآثار
(.)Archaeology
ويخطي بعلم الآثار وقسم الآثار ولو بخطوة واحدة إلى الأمام في مسيرة
التطور الأكاديمية ؛ منوهين على أنه يمكن لبعض السبل المطروحة أعلاه قد
تكون موجودة ومطبقة في بعض اقسام علم الآثار وهذا ما سيكون بمثابة
المصادر العربية:
بيروت.1968 ،
.1987
.7جورج ضو ،تاريخ علم الآثار ،ترجمة :بهيج شعبان ،بيروت.1982 ،
القاهرة.1973 ،
.9صادق الحسني” ،معهد الآثار والحضارة“ ،مجلة سومر ،المجلد ،7
.1979
.1981
.12عاصم محمد رزق ،علم الآثار بين النظر ية والتطبيق ،مصر.1996 ،
.2013
.20غلين دانيال ،موجز تاريخ علم الآثار ،ترجمة :عباس سيد احمد علي،
.2007
المصادر الاجنبية:
Eylül
للباحث ثلاث كتب منشورة (موجز علم الاثار ،موصل( )2012 ،علم
الاثار في العراق ،بيروت( )2013 ،موجز علم الاثار طبعة ثانية -نسخة
منشورين ومقبولين للنشر في مجلات ودور يات عراقية وعربية ،أهمها (مجلة
سومر ،مجلة الملو ية للدراسات الاثار ية والتار يخية ،دور ية كان التار يخية ،مجلة
الممل كة المتحدة كباحث زائر من قبل ’المعهد البر يطاني لدراسة اثار العراق‘
Email : omar.jassam@yahoo.com
أقسام علن اآلثار في الجاهعات العراقية
وسبل تطىير الدراسات األكاديوية فيها
د .عور جسام العزاوي
هذا الكتاب
ي علم آلاثار ،كعلم أكاديميٌّ ،يدرس في لكثيريم يل لمعا عياع لكعةلتحي
سييم (كلحي آلاثييار) أو تسييم يياكل كتلحيياع آلادل .وال يخفييع ع ييخ ل خي
كعل ي ييم آلاث ي ييار ي ييل اث ي ييارةر أو أك ي ييادي حر في ي ي لمعا ع ي يياع لكعةلتحي ي ي ،و ي ي ي
يتا ع ييات ،لكي ييات لك علحم ييي لكع ييات ل ييل ف ي درل ي و ييدر ل يثف ييش ك ي ل
لكعل ييشت ولك خ يياع كااي ي ،و ع ييا عل ييم آلاث ييار ع ييخ و ي لم ييش ،ف ي
لمعا عيياع لكعةلتح ي لكحييشت و ييا كمييلل لكي ييات و ييا علح ي ييل ثييا ي ا ح ي
يتا ك ري ييم ع ي ييخ درل ي ي و ي ييدر لكعلي ييشت و ي ييد
كا ي ي أت ي ييل ح ي ي ثة ك ي ي ل
ل ييعحعا لكطل ي كمييلع لكعلييشت لييا لكطييةة لك در سييح ل عي وفي ييلل
لكث يا ل ي عةل ك يارة كعيا لتسيات عليم آلاثيار في لمعا عياع لكعةلتحي
ون اطاتعا ك شضحح ول ن ا لكطةة لكدرل ح ل ع ف درل و در
يتا ي ييا ،و حي ييا لكيثي ييا لكسي ييل ح علي ييم آلاثي ييار ،ف ي ي لي ييا اتسي ييات ك ي ي ل
وتش ح ييما في ي اوكي ي ك ع ييديا و ييرحح ييا ي ث ييل أ ي ي ي ك ط ييشةة
تا لحي ل ييعحعا لكطل ي كل ييياملت ل عي ل تعييا ي عا لكسي ا أو لمرلييش
لك ي ي ثل أ تع ا ع خ طشةة ولتل لكدرل اكادي ح لمرال ف لتسيات
علم آلاثار.