You are on page 1of 116

‫علم النفس‬ ‫‪ ‬مسلك‬

‫الثاني‬ ‫الفصل‬
‫علم النفس اإلكلينيكي والمرضي‬ ‫المادة‬
‫النفي‬

‫التومي‬ ‫األستاذ المحاضر‬

‫‪2021/2020‬‬ ‫السنة الجامعية‬

‫األول‬ ‫الدرس‬

‫علم النفس المرضي واإلكلينيكي‪ :‬األستاذ التومي‬ ‫‪Page 1‬‬


‫حمارضاث يف ػمل اميفس املريض وا إللكًَِيك‬
‫ملدمة‪:‬‬

‫ٍرثبط املوضوع بول‪،‬ابميظر اإىل ػمل اميفس املريض وا إللكًَِيك ‪ ،‬كؼمل هل موضوع‬
‫واحض املؼامل ‪ .‬وحِر بن الخعائَني ا إللكًَِكِني ًؤمٌون بن الإوسان ل ميكن‬
‫جض َُئَ هظرا خلعوظَخَ ‪ ،‬ػىل اغخبار ه ذاث فاػةل يف ماكهنا ‪ ،‬وزماهنا ‪،‬فِذا‬
‫امخخعط ٌس خوِم من اكدضافاث امخحوَل اميفيس ‪ ،‬بن امفرد ل ًيضج ول ًخعور‬
‫اإل يف اإظار امؼالكة مع الآخر ‪ ،‬ومُس كٌلدت بو يشء فرًد يف هوع واهامتئَ غن ظبَؼة‬
‫واهامتء الخعايئ ا إللكًَِيك‪.‬‬
‫ػمل اميفس املريض وا إللكًَِيك ُو يف الظل ‪،‬ملاء تني مفرد مفرد يف حمَط خاص‬
‫ابملؼاانث‪ ،‬وظوة املساػدت واميت يف اإظارُا‪ٍ ،‬كون الخعايئ ا إللكًَِيك كد اهدمج‬
‫يف ُذا امؼالكة‪ ،‬اميت س خولي تظالمِا ػىل امؼالكة اميت س خبىن تُهنٌل ػىل بساس‬
‫إاضفاء اجلزء اذلي ًبخذ يف جترتة امفرد اذلي بمامَ‪ ،‬من خالل كفاءثَ نوخؼرف بكرث‬
‫وتؼمق ػىل خماظبَ (ظامة املساػدت)‪ُ.‬ذا والخر سًخلكٌلن ًخواظالن تياءا ػىل‬
‫رموز حيددان بكرث‪ ،‬مما ًفرساهنا ثضلك فردي يف موكؼة انولاء ‪ .‬واملبحوج غيَ‬
‫ابمخبكَد اموظول اإىل حتلِق امعوة امفرد امعامة نومساػدت من خالل معل‬
‫الخعايئ ا إللكًَِيك مكضف اميلاة غن احللِلة امضائؼة واملس خرتت ‪ ،‬ول ًخؼوق‬
‫المر فلط هبذٍ اجلِة فلط من ثؼرًف امفرد مبؼعَاث خاظة تَ ػىل بساس بن‬
‫حكون اهتجئ موضوغَة تيُت ػىل مالحظاث مؤكدت اإحعائَا‪.‬تل ٍرثبط املوضوع‬
‫ػىل امؼكس من ذكل متاما‪ ،‬خبوق جمال خاص تولاء اإوساين حِر امفرد ٍكدضف‬
‫علم النفس المرضي واإلكلينيكي‪ :‬األستاذ التومي‬ ‫‪Page 2‬‬
‫يف الكمَ‪ ،‬يف ظوثَ ‪،‬يف حراكثَ ‪ ،‬حلِلة اترخيَ امفردي ابخلوض يف املؼىن اذلي‬
‫بغعاٍ ‪ .‬دون اإدراك ملس ئةل الساس َة موحودٍ‪.‬‬
‫ػىل ظول امعرًق ‪ ،‬ل ميكن الاغامتد اإل ػىل احملرتفني واذلي ػوهيم س َلوم امفرد‬
‫ابإسلاط خشعَاث مبيَة لصؼوراي‪ ،‬متخكل كوى اموظاًة واميت بظرث وبثرث يف‬
‫اهمنو اميفيس نوفرد‪.‬‬
‫وابميدِجة ًخؼوق المر‪ ،‬تخفسري امالصؼور امفرد تؼد ثؼعَل بآمَاث امكةث واميت‬
‫تت املاضَة واحلامَة‪،‬وػىل لك واحد بن ًيور الآخر ‪،‬وامؼكس ابمؼكس‬ ‫ثخحمك يف جتر ه‬
‫فؼل امالكم ُيا والآن تدللثَ ومؼاهََ حِر اميخاجئ امعَبة نوخغَري ثظِر ثدرجيَا‬
‫وخعوظا تؼد اختاذ املرار الوسة وظوة املساػدت‪.‬‬

‫امخؼرًفاث املضاػة مؼمل اميفس ا إللكًَِيك‬


‫ماَُة ػمل اميفس ا إللكًَِيك‬
‫ا ّإن ب ّول من اس خخدم ػمل اميفس ا إللكًَِيك مكفِوم ُو امؼامل وٍمتر س ية ‪1896‬م يف‬
‫الإصارت اإىل اإحراءاث امخلِمي وامدضخَط ‪ ،‬اميت جُس خخدم مع الظفال املخخوّفني‬
‫واملعا كني‪ ،‬وذلكل فا ّإن الاُامتم ابمد ِ‬
‫ضخَط يف ُذا امؼمل ‪ُ ًُ ،‬‬
‫ؼخرب من تلااي ثؼرًف‬
‫وٍمتر؛ ُ‬
‫حِر اكهت امبداًة امؼموَة مؼمل اميفس ا إللكًَِيك ابإوضاء مؤسسة فاًيالهد‬
‫ثيوغت اُامتماث‬ ‫واميت ثُؼىن تدراس ِة امخخوُّف امؼلًل‪ ،‬وذكل يف س ية ‪1906‬م‪ّ .‬‬
‫املؤسسني مِذا امؼمل تؼد ػدت س يواث مدضمل دراسة بهواع ػدًدت من الاضعراابث‬

‫علم النفس المرضي واإلكلينيكي‪ :‬األستاذ التومي‬ ‫‪Page 3‬‬


‫اميفس َة وامؼلوَة‪ ،‬ومع ذكل فلد تلي الاُامتم امرئُيس كامئ ًا ػىل معوَاث امدضخَط‬
‫نووظائف امؼلوَة‪ ،‬فؼمل اميفس ا إللكًَِيك ‪ً ،‬دمج تني امؼووم امِامة‪ ،‬واميظرايث‬
‫املامئة‪ ،‬واملؼرفة امرسٍرًة‪ ،‬وُدفَ فِم ظبَؼَة املوق‪ ،‬وامخوحر‪ ،‬وامضغوظاث‬
‫اميفس َة‪ ،‬وكذكل الاضعراابث والمراض اميفس َة‪ ،‬وما ًًذج غهنا من ٍ‬
‫خول‬
‫خخفِف من حدهتا‪ ،‬وحماوةل امخغوة ػوهيا وملاومهتا من ِ‬
‫خالل‬ ‫وظَفي‪ ،‬وامؼمل ػىل ام ِ‬
‫‪.‬‬ ‫امفحط امرسٍري‪ ،‬وامدضخَط‪ ،‬وامؼالح‪.‬‬
‫تداًة ػمل اميفس ا إللكًَِيك‬
‫تدب ػمل اميفس ا إللكًَِيك بو بمرسٍري يف املرن امخاسع غرش؛ حِر بظبحت‬
‫ادلراسة امؼومَة راخسة يف ػمل اميفس‪ ،‬واكهت تداًة ذكل غيدما وافق امؼامل وٍمتر‬
‫ظفل ظغ ٍري‬‫(رئُس كسم ػمل اميفس جبامؼة تًسوفاهَا) يف ذكل اموكت ػىل ػالح ٍ‬
‫ٌضكو من ظؼوابث يف اميعق‪ ،‬وبدى ػالخَ اإىل جناخ وٍمتر‪ ،‬واذلي رسػان ما‬
‫دفؼَ جناحَ اإىل افذخاخ غَادت هفس َة هل س ية ‪1896‬م؛ حِر اكن اُامتمَ ًظِر يف‬
‫مساػدت الظفال امعغار اذلٍن ًُؼاهون من ظؼوابث كثريت كعؼوتة امخؼمل‪ ،‬وتؼد‬
‫ميض غرش س يواث‪ ،‬ب ّسس وٍمتر بول جمةل ػومَة ثدٌاول ُذا املوضوع فلط‪ ،‬فِيي‬ ‫ّ‬
‫مذخععة تؼمل اميفس ا إللكًَِيك‪ ،‬ويف تداًة المر اكهت الاس خجاتة تعَئة لإثباع‬
‫ظرًق ومهنج وٍمتر؛ ا ّإل به َّ يف ػام ‪1914‬م اكهت يف امولايث املخحدت المرٍكِة ‪26‬‬
‫غَادت هفس َة ممازةل مؼَادت وٍمتر‪ ،‬وُكذا مت اهدضار وممارسة ػمل اميفس ا إللكًَِيك‪.‬‬

‫علم النفس المرضي واإلكلينيكي‪ :‬األستاذ التومي‬ ‫‪Page 4‬‬


‫ثؼرًف ػمل اميفس ا إللكًَِيك‬
‫مؼمل اميفس ا إللكًَِيك ثؼرًفاث ػدًدت‪ ،‬ومن ُذٍ امخؼرًفاث‬
‫ثؼرًف مععفى اكمل ‪:‬‬
‫ػمل اميفس ا إللكًَِيك ُو بحد فروع ػمل اميفس ‪ ،‬اذلي ًؼمتد ػىل هخاجئ ادلراساث‬
‫امؼدًدت مفروع ػمل اميفس الخرى الساس َة وامخعبَلِة‪ ،‬وهتدف ُذٍ الاس خفادت‬
‫اإىل اموظول مفِ ٍم وحتدً ٍد موضوغي؛ تغرض رفع كفاءت اخلدماث اميفس َة ا إللكًَِكِة‬
‫جمالث ػدت؛ اكمدضخَط‪ ،‬وامخًبؤ ‪ ،‬وامخوحَِ‪،‬‬ ‫امللدّ مة نومرىض اميفس َني يف ٍ‬
‫وامخبَُل‪ ،‬والإرصاد وامؼالح‪ ،‬ومغرض وكاًة الصخاص من اموكوع يف احلالث‪،‬‬
‫وامظواُر املرضَة‪ ،‬ومؼىن ُذا امخؼرًف ب ّن ػمل اميفس ا إللكًَِيك ُو بحد فروع ػمل‬
‫بَق نوعرًلة‬‫اميفس‪ ،‬وهيمت ُذا امفرع مبضالكث امخوافق امضخعَة‪ ،‬بو ُو ثع ٌ‬
‫ا إللكًَِكِة جضخَع ًا نوفرد وثًبّؤ ًا وػالخ ًا‪.‬‬
‫ثؼرًف حومَان روحر‪:‬‬
‫ّغرف حومَان روحر ػمل اميفس ا إللكًَِيك مبؼياٍ امواسع‪ ،‬فلال‪ُ( :‬و املَدان اذلي‬
‫ًمت فَِ ثعبَق املبادئ اميفس َة اميت ثلوم يف بساسِا ػىل الاُامتم ابمخوافق‬
‫امس َكومويج ملفراد‪ ،‬واذلي ٌض متل ػىل مضالكث امسؼادت دلى امفرد‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫مضاغر ػدم الارثَاخ‪ ،‬والإحباط‪ ،‬واملوق و امخوحر‪ ،‬وػدم املالءمة‪ ،‬وكذكل ًخض ّمن‬
‫ػالكة امفرد مع الآخرٍن‪ ،‬واملعامة امؼدًدت نومجمتع اذلي ًؼُش امفرد فَِ وػاداثَ‬
‫وبُدافَ‪ ،‬وابميظر اإىل ُذا امخؼرًف ميكن املول تب ّن ُذا امخؼرًف ًخحدج غن ػمل‬
‫علم النفس المرضي واإلكلينيكي‪ :‬األستاذ التومي‬ ‫‪Page 5‬‬
‫ثضلك ػام‪ ،‬ول ًُ ّمّيٍ غن غريٍ من املَادٍن الخرى ‪ ،‬اميت هتمت‬
‫اميفس ا إللكًَِيك ٍ‬
‫همن ػدًدت مع‬ ‫بًض ًا ابمخوافق امس َكومويج املكي نوفرد‪ ،‬فلد صاركت ُذا امخؼرًف ٌ‬
‫ػمل اميفس ا إللكًَِيك ابُامتماثَ‪ ،‬ومن املِن اميت ثداخل فهيا ُذا امخؼرًف واميت هتمت‬
‫ابمخوافق امس َكومويج‪ :‬همية ظبُة المراض اميفس َة‪ ،‬واحملايم‪ ،‬والخعايئ‬
‫الاحامتغي‪ ،‬واخملخط تبمراض امالكم‪ ،‬ورخال ادلٍن‪ ،‬جفمَع ُذٍ املِن هتمت تعرًل ٍة‬
‫مؼَية تخوافق امفرد مع ٍ‬
‫ظروف خاظة‪.‬‬
‫ثؼرًف موٌس اكمل موَكة ‪:‬‬
‫بورد موٌس ػدد ًا من امخؼرًفاث املِمة وامرشوخ امؼدًدت موظائف ػمل اميفس‬
‫ا إللكًَِكِة‪ ،‬ومن ُذٍ امخؼرًفاث ما ذكرٍ حول ُذا امؼمل‪ ،‬وتبه َّ ٍرثبط تخؼرًف ػمل‬
‫اميفس من انحِة وظفَ ابمؼمل‪ ،‬وامخكٌوموحِا‪ ،‬واملِية‪ ،‬فِذٍ اجلواهة امثالزة ذاث‬
‫بمهَة كبريت؛ حِر ًؼمتد لك خاهة مهنا ػىل اجلاهبني الآخرٍن من حِر اهمنو‬
‫وامخلدم‪ ،‬تل ويف اموحود بًض ًا‪ ،‬فبظل لكمة اإلكًَِيك مض خلة من لكمة ًوانهَة ثؼين‬
‫ثعور اس خخدام ُذٍ املكمة حىت بظبحت ثُعوق ػىل‬ ‫(جبوار رسٍر املرًغ)‪ ،‬مث ّ‬
‫دراسة امفرد كفرد‪ ،‬مبؼىن ب ّن حفط وػالح املرًغ ٍرحكز ػىل بساس الغراض اميت‬
‫ثظِر ػوََ‪ ،‬ومُست ػىل بساس به َّ حاةل من احلالث امكثريت اميت ثعفِا املراحع‪،‬‬
‫ثعورث ُذٍ املكمة يف امؼرص احلدًر مخبخذ مؼاين خدًدت وخمخوفة غٌل اكهت‬ ‫وكد ّ‬
‫ػوََ يف امساتق‪ ،‬فبظبحت ثُعوق ػىل امؼَادت اخلارحِة‪ ،‬تُامن ًُع ِوق بآخرون ػمل‬
‫اميفس ا إللكًَِيك ػىل امؼمل اذلي ًدٌاول املرىض وامضواذ فلط‪.‬‬

‫علم النفس المرضي واإلكلينيكي‪ :‬األستاذ التومي‬ ‫‪Page 6‬‬


‫ثؼرًف خار فِدل‪:‬‬
‫ُو فرع من ػمل اميفس ًدرس مضالكث امخوافق امضخعَة وثؼدًالهتا‪ ،‬ويف ُذا‬
‫تَان ػىل ب ّن بخعايئ ػمل اميفس ا إللكًَِيك ُو ػامل هفس ابدلرخة الوىل؛‬ ‫امخؼرًف ٌ‬
‫ًخخعط تؼمل اميفس ا إللكًَِيك‪ ،‬وًخولى ما ًخعوبَ ُذا امخخعط من‬ ‫اإل به َّ ّ‬
‫ثدرًباث معوَة يف املواكف ا إللكًَِكِة؛ مبؼىن ب ّن ػمل اميفس ا إللكًَِيك ػمل وهمية يف‬
‫ب آ ٍن واحد‪ ،‬فِو خيخوف غن املِن الخرى اكمعة واخلدمة الاحامتغَة‪.‬‬
‫ثؼرًف ادلؼَة اميفس َة المرٍكِة‪:‬‬
‫تًَت ادلؼَة اميفس َة المرٍكِة‪ ،‬ثوضَح ًا لآمَة معل ػمل اميفس ا إللكًَِيك‪ّ ،‬‬
‫فؼرفذَ‬
‫تبه َّ امعرًلة امعحَحة لكدساة املخخعط املؼرفة امليظمة تعبَؼة امضخعَة‬
‫الإوساهَة‪ ،‬وجتِّي امعرق وإاػدادُا؛ لس خخدام ُذٍ املؼرفة يف حتسني حاةل امفرد‬
‫امفؼوَة‪ُ .‬ذا امخؼرًف ًُؼخرب امخؼرًف الإحرايئ مؼمل اميفس ا إللكًَِيك‪ ،‬فِو ًبني ب ّن‬
‫بَق نوعرًلة ا إللكًَِكِة من حِر امدضخَط وامخًبؤ و‬ ‫بساس ُذا امؼمل ثع ٌ‬
‫امؼالح‪ ،‬فالخعايئ اميفيس ا إللكًَِيك ٌس خخدم السس‪ ،‬وامخكٌَكِاث‪،‬‬
‫والإحراءاث امس َكوموحِة‪ ،‬وامؼدًد من امعرق‪ ،‬وُو اذلي ًخؼاون مع بخعائَني‬
‫بآخرٍن اكمعبُة‪ ،‬والخعايئ الاحامتغي وغريٌُل من بخل فِم دًيامِاث امضخعَة‬
‫اميت ًمت امؼمل ػىل ػالهجا‪ ،‬وجضخَط مضالكهتا‪ ،‬وامخًبؤ غن اإذا اكن ُياك احامتل‬
‫مخعور احلاةل‪ ،‬ومدى اس خجاتخَ نوؼالح‪ ،‬وابمخايل اموظول ابمضخط املراد ػالخَ‬
‫اإىل بفضل ثوافق احامتغي ذايت ميكن حتلِق‬

‫علم النفس المرضي واإلكلينيكي‪ :‬األستاذ التومي‬ ‫‪Page 7‬‬


‫‪:‬‬ ‫بما من اموهجة امفرىكوفوهَة‬
‫وحسة (بهدري ري) وامسوٌرسي (ادردوارد لكبارًد) ُو بول من اس خؼمل‬
‫مفِوم ػمل اميفس ا إللكًَِيك واذلي ُو حسة ُذا الخري " هلل موارد ػمل اميفس‬
‫امخجرًيب يف امرسٍر املرًغ"‬
‫حسة ُرني تريو‪ٍ ،‬كون ( داهَال لاكش ) الول بغعى ثؼرًفا مؼمل اميفس‬
‫ا إللكًَِيك يف س ية ‪ 1949‬وغرفَ "" ابمؼمل امسوويك الإوساين‪ .‬وٍرحكز ػىل املالحظة‬
‫وامخحوَل املؼمق حلالث فردًة سواء اكهت سوًة بو غري سوًة وميكن مِا بن متخدد‬
‫اإىل دراسة ادلاػاث"‬
‫جند ثؼرًفا ب آخر ًدودوين ظوسكِين ًلول" بن ػمل اميفس ا إللكًَِيك ُو ػمل‬
‫امسووك الإوساين"‬
‫ثؼرًف بخري مؼمل اميفس ا إللكًَِيك وُو لصاركو يقول" ُو ػمل ثدبع امسووك الإوساين‬
‫يف تؼدٍ اخلاص ‪،‬واميظر تبماهة كدر الإماكن‪ ،‬يف السامَة املخبؼة يف ثواخد اماكئن‬
‫امبرشي وثفاػهل مع اموضؼَاث اخملخوفة ‪،‬وُو ػمل ٌسؼى اإىل اإوضاء مؼىن وتًِة وغاًة‬
‫مخواخد امفرد ؛كضف امرصاػاث ادلاخوَة نوفرد " وثؼوَلا ػىل ُذا امخؼرًف واذلي‬
‫ٍرحع نوخمسٌُاث من املرن املايض اجند‪:‬‬
‫‪ 1-‬امِدف الول من ُذا امخخعط‪ :‬مساػدت الفراد اذلٍن ًواهجون‬
‫ظؼوابث وثعممي مؼرفة خاظة غن امفرد‪.‬‬

‫علم النفس المرضي واإلكلينيكي‪ :‬األستاذ التومي‬ ‫‪Page 8‬‬


‫‪ -2‬امؼالكة اميت ثبىن مع امفرد مُست ػالكة حماًدت خافة تل يه ػالكة ذاث بتؼاد‬
‫وبُداف‪ ،‬فؼيد ثلدم رئُس رشكة بو اإدارت معومِة تعوة املساػدت يف حل مضلك‬
‫موظفني ًؼاهون ظؼوابث يف امضغل‪ ،‬فامؼالكة سدٌدرح يف ُذا الإظار ومُس غريٍ‪،‬‬
‫يف حني غيد اس خلبال امفرد وس َعوة مين مساػدثَ نوخروح من ظؼوابث حِاثَة‬
‫وًًذظر مين املساػدت‪ ،‬بفان بظبح يف خدمة بُدافَ‪ ،‬ذلكل امؼالكة ا إللكًَِكِة‬
‫ختخوف تياءا ػىل امخفوًغ وامعوة ‪.‬‬

‫علم النفس المرضي واإلكلينيكي‪ :‬األستاذ التومي‬ ‫‪Page 9‬‬


‫علم النفس‬ ‫‪ ‬مسلك‬

‫الثاني‬ ‫الفصل‬
‫علم النفس اإلكلينيكي والمرضي‬ ‫المادة‬
‫النفي‬

‫التومي‬ ‫األستاذ المحاضر‬

‫‪2021/2020‬‬ ‫السنة الجامعية‬

‫الثاني‬ ‫الدرس‬

‫علم النفس المرضي واإلكلينيكي ‪.‬أستاذ ‪ .‬التومي محمد‬ ‫‪Page 1‬‬


‫ثؼرًف مفِوم‬
‫" إ لكًَِم" يف معب ويف ػمل ميفس إللكًَِيك أوخَ‬
‫متلارب والاختالف‬
‫أضل ملكمة يف لإغرًق ملدمية ًؼين الاس تللاء‪.‬‬
‫يف معب مفِوم إللكًَِيك حيمل مؼيَني ‪ ،‬يف إظار مؼالكة لإوساهَة ‪ ،‬و حد مهنا‬
‫(‪ )couché‬ملرًظ‪،‬‬
‫ومؼىن أخر ‪،‬وُو(‪ )pencher‬الاس تللاء من أخل مؼالج ذلي س َلوم بَ‬
‫( معبُب)‪ ،‬مفؼاانت حدمه يه سبب نللاء بُهنام ‪،‬و س تدغت حضور لخر يف‬
‫ػالكة غري متجاوسة‪ ،‬مبؼىن أن وضع مفرد و معبُب غري متساوًة يف ُذٍ مؼالكة‬
‫إللكًَِكِة ‪ ،‬حِث جند أن فرد ًيلل للخر مؼاانثَ ‪ ،‬وُو يف ُذٍ حلاةل وُو‬
‫ملرًظ ‪.‬و لخر ( معبُب) حيرض بكفاءثَ وخربثَ من خل متخفِف من مؼاانت‬
‫لول( ملرًظ)‪.‬‬
‫ُذٍ مؼالكة حتتوي ػىل خدمة‪ ،‬وػىل همية وثتعور ػىل بؼدٍن متاكملني‪:‬‬
‫‪- 1‬بؼد إحر يئ ‪ :‬فؼل الاس تللاء غيد ملرًظ‪،‬أو مفرد من أخل متخفِف من‬
‫مؼاانثَ وػاجلَ ‪.‬‬
‫‪- 2‬بؼد جمرد ‪:‬الاس تللاء ٌساػد ػىل رشح لس باب ‪ ،‬فِو متفكري يف ملؼرفة‬
‫وابمتايل لكًَِم ‪ُ،‬و وس َةل من لوسائل ميت ميتلكَ معبُب مبياء مؼرفة‬
‫ػىل ملرض‪.‬‬
‫علم النفس المرضي واإلكلينيكي ‪.‬أستاذ ‪ .‬التومي محمد‬ ‫‪Page 2‬‬
‫‪ - 3‬ملدرة ػىل لفِم‪ ،‬و لثفسري ‪ُ ،‬و ُدف ػلمي‪ ،‬وُدف نللاء لإوساين ُو‬
‫مفِم‪ .‬وسوف ىرى أن حدمه حيتوي ػىل ملوضوغَة (مسار مؼلمي يف بياء‬
‫ملؼرفة )و لخر حيتوي ػىل ذل ثَة ملشرتنة من نللاء مع حتدًد مِوًة ذلكل‬
‫فِذٍ لمتيش دون لخرى ‪.‬‬
‫مؼىن إلكًَِم يف ػمل ميفس‬
‫لخطايئ ميفيس س َغري ملؼىن مفِوم إللكًَِيك ‪ ،‬حِث س َؼمل ػىل متَزي‬
‫ُذ ملؼىن إللكًَِيك من هوهَ ملاء مع فرد مرًظ‪ ،‬إىل درخة أرىق وُو نللاء مع‬
‫فرد إوسان‪ ،‬بلكام ما هل من ثفرد وخطوضَة ‪ ،‬مبؼىن ‪ ،‬بغظ ميظر هلعَ ملشرتنة‬
‫من لخرٍن‪ ،‬سو ء أاكن إفرًلِا ‪،‬أو جعوز ‪ ،‬أفلري ‪ ،‬مفا هيم لخطايئ إللكًَِيك‬
‫وُو غكس ما هيم لخطايئ لإحطايئ‪ .‬فاملهنج إللكًَِيك ملاربة مظو ُر‬
‫لإوساهَة مهنج حاةل حباةل أو مهنج فرد بفرد‪ ،‬ابمًس بة ملخطايئ إللكًَِيك‬
‫فتارخي لك حاةل ل ًتشابَ ابمرضورة مع حاةل أخرى‪ ،‬حِث أن متجربة مفرد ثبلى‬
‫فردًة خاضة وخامطة ‪ ،‬لخطايئ أ إللكًَِيك هل مطلحة يف متؼمق ‪ ،‬وثفِم‬
‫و نتشاف‪ ،‬مكثافة دلر مِة ‪ ،‬متارخي مفرد ‪ ،‬مغاًة فِم سلونَ ‪،‬وُيا أًضا ًفتح‬
‫لخطايئ إللكًَِيك‪ ،‬جمال نلجمع بني مؼعَات هفس َة خاضة ابمفرد ‪ ،‬ومؼرفة‬
‫ػلمَة غيد ه‪ُ .‬ذ ملهنج وُذٍ مللاربة ثفرض ثوفر بؼظ خلطائص مرضورًة‬
‫و ميت كد ثتؼارض مع مٌاجه هفس َة أخرى‪.‬‬
‫‪ - 1‬إذ ما أردان‪ ،‬ملاء مفرد فِجب أخد موكت ماكيف ذلكل غكس ملياجه‬
‫لإحطائَة‬
‫علم النفس المرضي واإلكلينيكي ‪.‬أستاذ ‪ .‬التومي محمد‬ ‫‪Page 3‬‬
‫‪ُ- 2‬ذ ملهنج ًؼين أهيا‪ ،‬ل خنتار من س يلتلي هبم‪ ،‬أنرث من ذكل ُذ مفرد ُو‬
‫ذلي خيتاران‪ ،‬هَ ًعلب مٌا مساػدثَ غكس لإحطايئ ذلي ل هيمت‬
‫ابحلالت مفردًة‬
‫‪ - 3‬ملهنج إللكًَِيك‪ٌ ،‬س تلزم ملاء دون خد ع يف حني ملهنج متجرًيب ٌس تلزم‬
‫د مئا سٌُارًو حمبوك سلفا‪.‬‬
‫‪ - 4‬غيد ملاء مفرد‪ ،‬هلوم مبحاوةل حلطول ػىل نرب ػدد من ملؼلومات ملمكٌة‬
‫وُذ ٌسمح بفِم حلاةل‪ .‬غكس ملهنج لإحطايئ ذلي بلزم لفر د ‪ ،‬إىل‬
‫مجموػة خطائص موحدة‪ ،‬فاملهنج متجرًيب ل هيمت ابخلطائص مفردًة مثال يف‬
‫جتربة () ُمت فلط مبفِوم خلضوع نلسلعة مفا هيم مباحث ُيا ُو فلط‬
‫س تؼد د ت مفرد نلخضوع ل غري‪.‬‬
‫‪ - 5‬ملهنج إللكًَِيك هيمت ابمتعور لإجيايب مرد مفؼل أجياء ‪ ،‬نللاء يف مسارٍ‬
‫حلَايت ‪ ،‬ملهنج متجرًيب لهيمت إل بًتاجئ متجربة دون لخذ بؼني الاغتبار ما‬
‫كد ٌسفر غن ُذٍ متجربة ػىل مفرد‪.‬‬
‫‪ُ- 6‬دف نللاء إللكًَِيك هو مؼمل ػىل ظِور مؼىن مسلوك غيد مفرد ‪ ،‬ػىل‬
‫غتبار أن مؼىن مسلوك ‪ ،‬كد ًغَب غن مفرد هفسَ ‪ ،‬ذلكل ٍكون مز ما‬
‫ترمجة ُذ مسلوك من ظرف مفرد هفسَ ونذ من ظرف لخطايئ‬
‫إللكًَِيك‪ ،‬فؼلََ ترمجة مسلوك ‪ ،‬حلراكت ‪ ،‬لإمياء ت‪ ،‬حرنة جلسد و نلغة ‪،‬‬
‫نثافة نلغة ‪ ،‬إىل غري ذكل من ٍكون ُذ لخطايئ كد درسَ وثؼلمَ‬
‫وخربٍ‪.‬نفرد ُذ ذلي ًغَب غن مباحث لإحطايئ ذلي ل هيمت ل ملؼىن‬

‫علم النفس المرضي واإلكلينيكي ‪.‬أستاذ ‪ .‬التومي محمد‬ ‫‪Page 4‬‬


‫مسلوك ول مكوانت مسلوك ‪ ،‬ول الكم مسلوك بل ًلترص فلط مجع‬
‫مسلواكت ملامتجةل غيد جملموػة ملدروسة لغري‪.‬‬

‫علم النفس المرضي واإلكلينيكي ‪.‬أستاذ ‪ .‬التومي محمد‬ ‫‪Page 5‬‬


‫عمم النفس‬ ‫‪ ‬مسمك‬

‫الثاني‬ ‫الفصل‬
‫عمم النفس اإلكمينيكي والمرضي‬ ‫المادة‬
‫النفي‬

‫التومي‬ ‫األستاذ المحاضر‬

‫‪2021/2020‬‬ ‫السنة الجامعية‬

‫الثالث‬ ‫الدرس‬

‫أستاذ التومي علم النفس المرضي واإلكلينيكي‬ ‫‪Page 1‬‬


‫ا ألسس اًفَسفِة وا ألهرتوتوًوحِة ًـمل اًيفس ا إللكًَِيك‪.‬‬
‫أأظحح وـمل مس خلي هناًة اًلرن اًخاسؽ ؾرش ‪ ،‬مس متدا معادرٍ من اًفَسفة‬
‫اًلرتَة من خالل مٌاتـِا الإقرًلِة مرورا ابًالُوت املس َحي ويه زلافة‬
‫اؾخربت أأن لك فرد ُو ملرر ًيفسَ وؿىل هفسَ ‪ ،‬فِو ؾلالين‪ ،‬مسؤول‬
‫ؾن معريٍ وؾن أأخعائَ خاضؽ ًلواهني خارحِة سواء اكهت دًًِة أأو احامتؾَة‬
‫أو اًضمري ادلـي أأو اًلواهني اًرابهَة مفن كوةل سلراط اؾرف هفسم تيفسم‬
‫اإىل اًَوم مرورا تدٍاكرت وَُلك وساحر ُذا اًرتامك اًفَسفي ًوظَيا اإىل‬
‫اًلرن اًـرشٍن اإىل مفِوم خدًد ويه اًفر داهَة فردا هَة الإوسان ُو تًِة‬
‫مفىرة فرًدة يف متزيُا مفِوم الإوسان أأخذ صلكَ وهؼرًخَ من حِر ‪:‬‬
‫الإوسان ُو تًِة صامةل ًًسجم فهيا املادي و أأل مادي‪:‬‬
‫مبـىن ٍلوع أأحزاء مرهحة مذجاوسة مذاكمةل وموحدة مبـىن أأن الإوسان ًُس‬
‫فلط ٍلوع أأؾضائَ‪ ،‬يف ؿمل اًيفس اًخجرًيب ُذا اًعرح ملَة ؿىل اؾخحار‬
‫اص خلاًِا داخي اخملخرب خعائط مـَية من اًسَوك‪ .‬اإذا ابًًس حة إللكًَِيك‬
‫فالإوسان وحدة مذجاوسة ٌسـى اإىل الإحاظة هبا واٌَلاء هبا‪ ،‬ودراس هتا يف‬
‫مشوًَهتا وٍرفغ جتزٍهئا فرنفغ مثال دراسة وس حة ذاكئَ فلط أو خاهحَ‬
‫اًـاظفي أأو ضـَ الاحامتؾي فلك ُذٍ ا ألحزاء لًينك دراس هتا مبـزل ؾن‬
‫تـضِا ول ميىن احلعول ؿىل هخاجئ ظادكة اإل يف اإظار دراسة مشوًَة ألن‬
‫دللت اًيخاجئ مرثحط ثضموًَة املـرفة‪.‬‬

‫أستاذ التومي علم النفس المرضي واإلكلينيكي‬ ‫‪Page 2‬‬


‫ُذٍ امللارتة املهنجَة ثفرض اًيؼر ٌَفرد يف مشوًَخَ واًيت حمتزي ابًخيامغ وادلوام‬
‫واًيت ثربز أأن الإوسان ميخكل هؼاما تَ ٍلوؿات مذداخةل وفلا ًلواهني اًيت‬
‫ثـعََ اًخوازن ادلًيامِيك وادلوام اهَ اًخيامغ يف زمن اًفرد واذلي مييحَ سَواك‬
‫خاظا ومذفردا‪ .‬فـمََات اٍمتثي اخلاظة تَ واًلمي اًيت ثؤظر ؿاداثَ يف‬
‫رصاؿاثَ اًَومِة ُذٍ الاس مترارًة مرثحعة ابًرضورة تخفاؿي احامتؾي واًفرد‬
‫وادلاؿة ‪.‬يف قَاب اًخيامغ وقَاب الاس مترارًة ثلَة اجملمتـات اًخرشًة‪.‬‬

‫الإوسان ابؾخحارٍ اكئن هل مـىن ‪.‬‬


‫اخلاًق ؾز وخي خَق الإوسان ومحي رساةل و أأماهة وابًخايل فوحود الإوسان مل‬
‫ًبأت ؾحثا ذلكل مفجموع مىوانت اًخرش وضؽ هللا ثضلك مذيامغ ومذجاوس‬
‫وًُست اًحَوًوحِا وحدُا املخحمكة تي ادلٍن أأول ومن خالهل اًثلافة اًسائدة‬
‫تي اإن الإوسان حيمكَ أأًضا مٌعق اًـلي ومٌعق الاؾلي‪.‬‬
‫س حق ًفرو ًد أأن اندضف تـغ ُذٍ اًـيارص واملىوانت وُو املخحنك‬
‫اخلفي يف اًـعاابت واذلُاانت والاحنرافات وأل وُو أأل صـور حِر ادؾى‬
‫اهَ وخد اًرقحات اجلًس َة ا ألوىل ًعفوةل أأي فرد‪.‬‬
‫ؿامل ا ألحٌاس اًفرويس (لكود افُسرتوس) ُو الخر ادؾى اندضاف كواهني‬
‫خفِة ثخحنك ابًخرش وثؤظر ثفاؿَِم الاحامتؾي ‪ٍ،‬متوضـون مؽ تـضِم اًحـغ‬
‫يف اإظار اًـالكة املؤظرة ابملحاح واحملرم‪.‬‬
‫اٌَلوي اًسوٌرسي( فريدي هيد دوسوسري) ًدؾي ُو أأًضا اندضافَ ألحد‬
‫اًلواهني اخلفِة واملمثةل يف اٌَلة حِر اندضف ا ن اي ًلة يف اًـامل ثخىون‬
‫أستاذ التومي علم النفس المرضي واإلكلينيكي‬ ‫‪Page 3‬‬
‫من دللت (اًعوت) وهؼام املدًولت (املـىن) وان لك هجة سواء ادلال‬
‫واملدًول مرثحعان ًحـضٌِل ‪.‬‬

‫الإوسان ابؾخحارٍ اكئيا ًًذج املـىن‪.‬‬


‫ثوظي فروًدٍ اإىل أأن لك اإوسان ًًذج مـىن ؾيد اًخواظي مؽ الخر سواء‬
‫اكن ُذا الخر أألب وا ألم أأو فرد أخر ممازي يف اًـمر و أأند ؿىل أأن مفِوم‬
‫املـىن ًُس دامئا مرثحعا ابًـلالهَة فا ألظفال مثال ل ًيعلون فلط اًرتُات‬
‫وًىن ما ًلوًوهَ هل مـىن تي يف زلافذيا هلول خذوا احللِلة من أأفواٍ اًعلار‪.‬‬
‫هفس امليعق جندٍ يف ا ألحالم فا ألحالم ثـخرب تدون مـىن حسة امليعق‬
‫اًـلالين وًىن ؾىس ذكل فا ألحالم ًِا مـىن وًِا كاًة ‪،‬هضَف اإىل ذكل‬
‫أأًضا اًسَواكت أأل إارادًة وفَخات اٌَسان وفـي اًًس َان لك ُؤلء ًِا مـىن‬
‫ًخجاوز امليعق واًـلي ‪ ،‬نذكل احلال ابًًس حة فَخات اٌَسان ورد اًفـي‬
‫ونذكل اذلاهرة‪ ( .‬وُذا من تني ما هيمت تَ اًيفس املريض املـارص) ؾيد‬
‫ثـامهل مؽ اًـرض يف اًـعاب مٌعق أألصـور مٌعق اًىدت ًَىدضف لحلا‬
‫أأن اًيىر واًعفات اًحارؿة‪ ،‬هخجت من هفس املَاكهزيم‪ .‬فـيدما هضحم‬
‫ف ألن أأل اًضـور مسح تذكل ودخي يف ثحادل احامتؾي واؾي ومدرك‪ ،‬ذلكل‬
‫ٍرنز ا ألخعايئ ا إللكًَِيك ؿىل ُذٍ اخلاظَات ٌَفرد لإهخاج مـىن مؽ ذاثَ‬
‫ومؽ الخر وابًيدِجة فاإهخاج املـىن ٌَلكٌلت واحلراكت واًخفاؿالت يه اًيت‬
‫جتـي من اًفرد اإوساان‪ُ .‬ذا املـىن ُو يف حد ذاثَ زلافِا ًدخي يف اإظار زلافة‬
‫ما وُو أأداة من أأدوات اًخواظي نٌل اهَ وابًرضورة حيمي دللت هفس َة‬
‫أستاذ التومي علم النفس المرضي واإلكلينيكي‬ ‫‪Page 4‬‬
‫معَلة ومـربة ؾن اذلات امليخجة ٌَمـىن ذلكل ٍىون املـىن مضرتك وُذا هل‬
‫تـد حٌلؾي ويف اًوكت ذاثَ كد ٍىون كري حٌلؾي ويه احلالت اًيت ٍىون‬
‫فهيا اًفرد ًـاين خَال ؾلََا حبَر ل ًفِم مـاهََ اإل ُو‪ .‬أأو اهَ تخساظة ل ًًذج‬
‫مـىن وُذا اتـد اًلرب تدسمَخَ ابًيحايت ومـروف أأن اًيحات ل ًًذج مـىن‬
‫أأظال‪ .‬يف املِن املِمتة ابًـالكات اًحٌُفردًة ما ثعادف أأفرادا ًحدو أأهنم ل‬
‫ًًذجون مـىن أأو أأهنم ًًذجون مـاين كري مضرتنة ‪ ،‬ؿٌَل أأن ا ألمراض اًـلََة‬
‫حترشان يف اًزاوًة ؾيد لك حماوةل ثواظي وقَاب أأي مـىن ػاُراي وُذا‬
‫مـياٍ أأهيا ل ميىٌيا ثلامس املـىن املحارش ٌَمـاين املرضَة يف ملاتي اًدسَمي‬
‫ابإماكهَة ثلامس املـاين اًسوًة ‪.‬وُيا أأمام مفِوم خدًد وُو مفِوم اًسواء‬
‫واذلي س َلاتهل هلِضَ أأل سواء وس يفرد هل حمارضة أأو حمارضثني مس خلدال‪.‬‬

‫الإوسان ُو هَان ًًذج املـىن من خالل اًخواظي ؾن ظرًق اًالكم‬

‫مفن خالل اًالكم واًخواظي ٍىدسة اًفرد ظفة الإوساهَة‪ ،‬ذلكل فاًالصـور‬
‫ُو أأًضا هل تًِة مثي اٌَلة تي أأنرث من ذكل فِو صلك من أأصاكل اٌَلة ‪،‬‬
‫فِو ًخجاوب مؽ كاهون اًرموز اًخرشًة اكٌَلة فسًذـرض يف حبر ُذا‬
‫اًخخعط ٌَلواؿد ا ألساس َة ٌَرموز ؾيد اًخرش ؿٌَل أأهنا خاظَة ثرشًة‬
‫ابلمذَاز حتدث ؾن أأمهَهتا احملَي اًيفيس( لهن‪ ).‬فاملساةل ل حرثحط ابًفـي‬
‫احلريك واًرمزي ٌَلة من مرسي ملخَلي‪ ،‬حفسة ‪ً،‬ىن اًفـي ا ألمه وا ألسايس‬
‫ُو أأن الإوسان ًـُش ؿىل رقحاثَ و أأن ُذٍ اًرقحات ثـرف وثفِم وثدرك‬
‫أستاذ التومي علم النفس المرضي واإلكلينيكي‬ ‫‪Page 5‬‬
‫من ظرف الخر‪ُ .‬ذٍ اًرقحة حرقة يف أأن ثفم صفرهتا حرقة يف ٌس متؽ‬
‫اإٍهيا‪ ،‬حرقة يف ثبأوًَِا‪ ،‬وًُس فلط و حرصاي اًرقحة يف اًخحلق ‪ ،‬ذلكل أأرى‬
‫أأن لكمة رقحة ؾيد (لهن) ثخخذ مـىن أخر ؾىس املـىن املخـارف ؿَََ‪ .‬وميزي‬
‫ُدا ا ألخري هؼرًخَ يف ُذا الإحلاح يف ؿىل ا ألخر ًالؿرتاف هبذٍ اًرقحة‬
‫لندساب اًرشؾَة واحلق يف اًوحود ُيا أأًضا جند مفِوم حق املوحود مبـىن‬
‫أخر ؿري املـىن املخـارف ؿَََ‪ .‬فالؿرتاف ابلزيني جية أأن ٍىون ؾيدما‬
‫هلول من حنن ابؾخحاران ثرش ألن اًرتهَحة يه حرهَحة ثرشًة وًُست كري ذكل‬
‫ذلكل ٍىون من احملمتي اًلدرة ؿىل فم صفرهتا ابملـىن الإوساين فـيد ما ٍىون‬
‫اًرضَؽ اًخرشي خائـا (حاخة) وُذا ًُس مـياٍ اهَ خائؽ ابملـىن اًحَوًويج‬
‫اخلاًط وُو ًعَة أأًضا (اًعَة) مضاؾر معاحدة ٌَهتدئة اًعوت ‪،‬‬
‫اٌَمسات‪ ،‬اًيؼرات ‪ ،‬ذلكل فِو أأؾعى مـىن ًِذٍ ا ألحاسُس ‪ ،‬اإذا ُو يف‬
‫حاخة اإىل الخر ٌَحعول ؿىل رقحاثَ ‪ ،‬فِو ًعَة اُامتم الخر وُذا‬
‫الاُامتم ًـعي ًيفس مـىن‪.‬‬

‫اًخواظي ؾن ظرًق اًالكم ًخضمن دامئا ؿالكة ابلخر‪.‬‬


‫كال ‪ Jean-Pierre Winter‬أأذا اؾخربان أأن املخلكم ًُس دلًَ ما ًـعََ ‪،‬‬
‫فاًيدِجة أأهيا ما وسمََ لصـورا ميثي ؿالكة مؽ الخر اذلي ُو هفسَ هل‬
‫ؿالكة مؽ أأانثَ مؽ ًلخَ دوافـَ و أأخريا مؽ حسدٍ وابًخايل ٌَوظول اإىل أأانثَ‬
‫ًَزمٌا املرور ؿرب ا ألخر واذلي ٍىون ُو احملاور‪.‬‬

‫أستاذ التومي علم النفس المرضي واإلكلينيكي‬ ‫‪Page 6‬‬


‫اًخرش ل جيد مـىن ًوحودٍ ول ًًذج مـىن اإل يف اإظار ؿالكة ممازةل‪ُ ،‬ذا‬
‫ًـين أأن اًخرش ل جيد ًيفسَ مـىن اإل توحود ا ألخر داخي راتط احامتؾي ‪،‬‬
‫ذلكل فاًراتط الاحامتؾي الأنرث محميَة همم وحوُري ابًًس حة ٌَموًود اجلدًد‬
‫ول ٍىدسة ظفة الإوساهَة اإل من خالل ُذا اًراتط الاحامتؾي واذلي‬
‫ٍىون يف اكَة ا ألحِان ممثال اب ألم وُو ما مسي من ظرف اًحَداقوحِني‬
‫والابء ب(احلة) ُذا ًـين أأن اًرضَؽ مٌذ ولدثَ وحتت وظبأة ؿدم اًيضج‬
‫مير مبحية حِر ًوخد ُذا اًرضَؽ يف حاةل من اًخحـَة الاحامتؾَة اًرادٍاكًَة‬
‫من ثحـَة احامتؾَة فبأثرٍ يف املوحود كائة‪ ،‬وًُس هل مـىن اإل مؽ أأمَ‪ُ ،‬ذا‬
‫اذلي ًدفـيا اإىل فِم ما جيري يف مرحةل اًحَوغ من حماوةل اًخخَط من اًخحـَة‬
‫الاحامتؾَة املِميية (ًَحـر )من خدًد نذات مس خلةل نٌل ٍرقة هبا ُو دومنا‬
‫اًلدرة ًوما ؿىل حتلِق ذكل‪ُ .‬ذا اذلي دفؽ (لهن ) ابًلول "اإن رقحاثيا دامئا‬
‫ثيعوي ؿىل الخر وثوخَ دامئا ًلخر‪ .‬وًىن يف اًوكت ذاثَ ُذا املـىن ل‬
‫ميىٌا ثَلَِ من ا ألخر تذتذتة ضـَفة تي من خالل هؼام دليل ومدًويل ()‬
‫اٌَلة وكمي وثلاًَد وهؼم اًلراتة واًيت ل ثًمتي ألحد ذلكل جندٍ ًلول املـىن‬
‫وس خلدهل من الخر تدتدتة ؿاًَة ‪ ،‬فٌحن مل خنرت امسيا اًـائًل ول حىت امسيا‬
‫هخَلاٍ من الخرون الابء وا ألسالف وًىن يف اًوكت هفسَ هخَلى تذتذتة‬
‫ؿاًَة من الخر حِر أأن امسيا ووسخٌا ًدخي يف رمزي وادلليل خيخَف‬
‫من ًلة اإىل أأخرى ومن زلافة اإىل أأخرى‪.‬‬
‫ثوخد ثحـَة أأخرى واًيت يه كري احامتؾَة اهَ اجلَيات‪ ،‬ادلوافؽ وا ألان اًـمَق‬
‫واًحدايئ‪ ،‬اخلعائط اًفزيًوًوحِة فِذٍ ل ثرتتط تيا حنن ‪،‬اإهنا ًُست حنن‪،‬‬
‫أستاذ التومي علم النفس المرضي واإلكلينيكي‬ ‫‪Page 7‬‬
‫حنن مل هلم ابخذَارُا ول هـرفِا حِدا لن اًثلافة أأوسدٌا اًيؼر يف ذكل‪ ،‬فذكل‬
‫الخر املخواخد تداخَيا ا ألخر اًلادم من اجملال من احملَط من اًثلافة‪ ،‬ادلَؽ‬
‫ًـمل املراُلني ؾيد حماوٍهتم اإؿادة ظَاكة أأحساهمم أأو صلكِم اإىل ُذا الخر‬
‫(اًلدوة) وُذا ًُس ابًُسري وخعوظا مؤمل خدا ألن اًضلك املثايل اذلي‬
‫وسـى ًخحلِلَ ٍرفغ ثضلك هحري اخلعائط اًحَوًوحِة واًسٌلت اًيت ل‬
‫ىرقة فهيا‪.‬‬
‫ُذا املفِوم الإوساين هل حمعةل صامةل ؿىل امللارتة ا إللكًَِىِة فاملِين اخلحري‬
‫(ا ألخعايئ ا إللكًَِيك) ُو ؾيرص ُام من ؾيارص اٌَلاء وُو مَزم نٌل حال‬
‫(اًفرد) وإان اكن ُذا ا ألخري س َىضف اخذالفا تني اٌَلاءات ‪ ،‬وان‬
‫ا ألخعايئ اًيفيس ًن ٍىون ُو ُو أأمام مجَؽ ا ألفراد‪ .‬ذلكل جند أأن امللارتة‬
‫اًفروًدًة ثبأخذ ُذا اًخوخَ تـني ا إلؾخحار وثـرف اًـالكة اخلاظة من خالل‬
‫مفاُمي اًخحوًي واًخحوًي املضاد‪ .‬ذلكل ٍىون اًلول أأن امللارتة ا إللكًَِىِة‬
‫ثبأخذ تـني ا إلؾخحار اًحـد اذلايت اًحُين ( ‪ )subjective-Inter‬ما ًؤدي اإىل‬
‫اسددـادُا من وهجة مهنجَة وثلٌَة واًححر ؿىل ملارتة اإلكًَِىِة ثيحرص يف‬
‫ثعحَق اًوظفات املفرتض فهيا اًعدق واًفـاًَة واًثحات والاس مترارًة يف لك‬
‫وضؽ كِايس وجضخَيص اكن دون اؾخحار ملخلري اذلاثَة ا ألخعايئ ا إللكًَِيك‪.‬‬

‫اٌَلاء اذلاثَة اًحًِة واًخلََد‬


‫أستاذ التومي علم النفس المرضي واإلكلينيكي‬ ‫‪Page 8‬‬
‫أكي ًلاء فاٌَلاء ا إللكًَِيك ُو ًلاء تني فردٍن واملس خوى ا ألول ظحَـي‬
‫فاًفردٍن ًخـارفان وًـرفان هبوٍهتٌل نٌل ُو مـخاد من ظحَـة هفس اجلًس وُذا‬
‫ُو املس خوى ا ألول من اًخواظي ‪ ،‬وًىن اذلي ًحلى اجلاهة الخر ُو أأهيا ا‬
‫هلوم تخـرًف ُوًدٌا مبـزل ؾن الخر جىوهيا هدضاتَ مبـزل ؾن اٌَلة أأو اًثلافة‬
‫وُذا ما مسي اًِوًة احملااكثَة ( ‪ )Identification mimétique‬ألهيا هخلكم‬
‫ُيا ؿىل اًضلك اًـام‪ .‬ذلكل حىون ظحَـة اًخواظي حرحىز ؿىل اًوخَ ابؾخحارٍ‬
‫املاكن املفضي ٌَخـرًف تذواثيا حِر ًمت اًححر فَِ ؿىل اًـواظف‬
‫واملضارنة الإحساس ‪.‬فِيي‪:‬‬
‫‪ - 1‬أأول أأصاكل اًخواظي اًيت ثـَمياُا مٌذ وحودان‪ .‬هَفٌل اكهت اًثلافة وإامنا‬
‫وخدت فلك ظفي ًدخي يف ثواظي ثلََدي مؽ من ًـخين تَ (ا ألم) مفن‬
‫ُيا هـمل اًعفي أأساس َات اًثلافة اجلسدًة ؿىل اؾخحار أأن اًعفي يف‬
‫اثعال حسدي مؽ ا ألم ذلكل ًُس قرًحا أأن ٍىون اٌَلة اجلسدًة يه‬
‫اٌَلة ا ألوىل اًيت ًخـَمِا اًعفي وثخجسد يف الاتدسامة واًعوت‬
‫وموس َلاٍ ‪ ،‬ومن املسمل ب ُان لك زلافة ثعور أأصاكل خاظة من‬
‫اًخواظي أأًخلدلي واذلي ٌضلك حزءا من رظَدان اًثلايف‪ .‬وثحلى ظَلة‬
‫مضرتنة متخدد حسة معر اًفرد وادلاؿة ‪ .‬ا‬
‫‪- 2‬ؾيدما هَخلي أأصخاظا من زلافات مذـددة وخماًفة ًثلافذيا ودون اًلدرة ؿىل‬
‫اًخواظي مـِم تَلهتم ا ألظََة ميىٌيا اًخواظي مـِم من خالل ثفِم وإادراك‬
‫اإحساساهتم‪.‬‬

‫أستاذ التومي علم النفس المرضي واإلكلينيكي‬ ‫‪Page 9‬‬


‫‪- 3‬ؾيدما هواخَ زلافة خمخَفة ؾيا جىثري ؿىل سخِي املثال اًساكن ا ألوًون‬
‫ألسرتاًَا واًخـرف ابًخلََد ًحدو يف ُذٍ احلاةل ظـحا ٌَلاًة ألن مفرد اهتم‬
‫اجلسدًة حامت س خىون خمخَفة ؾن الخرٍن ومؽ ذكل وس خعَؽ أأن جند‬
‫مفردات مضرتنة دون ًفة وتدون حسد‪.‬‬
‫‪- 4‬كد جند تـغ ا ألفراد من جممتـيا كد ل ميخَىون اإل حزءا ضئَال من‬
‫مفرداثيا اٌَلوًة واكعد ا ألصخاص اذلٍن ًـاهون من (اًخوحد) او اهَ‬
‫مفلدو اًخواظي مؽ حمَعِم (اًفعامِون) حِر هعحح يف هؼرمه جمرد‬
‫أأص َاء وؾيد ذاك حيي اذلُول وًضَؽ اًخواظي وحيي الإحساس ابًلرتة‬
‫وُذا اٌَلاء ًعحح من اًعـوتة اًىربى تي كد ل ىرقة فهيا معَلا وُذا‬
‫مـروف ومبأًوف خعوظا مؽ احلاًخني اًساتلذني ‪ ،‬حِر ًلَة‬
‫الإحساس ابلهامتء ًيفس اجلًس وابًخايل قَاب اًـواظف ‪ .‬وُيا ثلؽ‬
‫املضلكة الأنرث ثـلِدا ‪ ،‬حفىت اًساكن ا ألمازون ًخواظَون فامي تُهنم يف‬
‫حني احلاًخني اًساتلذني ل ًخواظَون حىت تُهنم‪.‬‬
‫ؿىل ُذا املس خوى ا ألول من اٌَلاء واذلي هلط حدَ حتدًد ُوًة اًفرد‬
‫والخر‪ ،‬مما ًدِح اًخـرف ؿىل مزاج الخر‪ ،‬وضـَ اًيفيس‪ ،‬ثلامس‬
‫ا ألحاسُس وُذا من ًمت اس خلرائَ من وخَ الخر ووس خعَؽ ثفِم وضـَ‬
‫اًيفيس مما كد ًدفـيا اإىل ثلََد اإحساسات الخر سواء أأاكهت اورشاحا أأو‬
‫حزان أأو كَلا‪ .‬فالتدسامة ُو اًخـحري الأنرث كدول والأنرث ثواخدا يف‬
‫اٌَلاءات وثدل ؿىل الاس خـداد اًيفيس ٌَفرد ٌَلاء واًدضارك تي وٍىن‬
‫اًلول اإن اًسمة اًوحِدة اًيت متزي اًخرش ؾن كريٍ من احلَواانت‪.‬‬
‫أستاذ التومي علم النفس المرضي واإلكلينيكي‬ ‫‪Page 10‬‬
‫يف تداايت ا ألوىل ٌَرضَؽ ثَلن ا ألم ٍلوؿة من اًسَواكت اًيت ثدخي فامي‬
‫مسي ابًخـاظف ُذا املفِوم ُو مفِوم مس خحدث تين اهعالكا مـياٍ‬
‫الإقرًلي واذلي مـياٍ ( أأن حىون يف حمي ؿاظفة الخر) ؿامل اًيفس‬
‫ا ألمرٍيك (اكرل روحز) واذلي وضؽ اًـالج اًيفيس واملرنز ؿىل احلاةل ‪.‬‬
‫وضؽ مفِوما ؿاما ؿىل مهنجَخَ وهلذخس من الكمَ اإن " لك ًلاء اإوساين‬
‫يه يف ا ألظي ؿالكة ثـاظفِة‪ .‬حصَح أأن ُذا اًخـاظف خيخَف من فرد‬
‫اإىل فرد كد ىراتح أأو كد ل ىراتح ٌَضخط وًىن يف وضؽ هوضؽ‬
‫ا ألخعايئ ا إللكًَِيك أأو اًعحُة أأو املساؿد الاحامتؾي أأو املريب فـَََ‬
‫ًوػف لك اإماكهَاثَ املـرفِة واملهنجَة خدمة ٌَفرد‪ٌَ.‬خروج ما ازمذَ‬

‫املس خوي اًثاين من اٌَلاء اًثلافة اًرمزًة أأو رمزًة اًثلافة ؾيد ادلاؿة‬
‫هوهيا ثرش فاإهيا وس خعَؽ اإهخاج رموز زلافِة ونذا حتََي هؼام اًرموز اًيت‬
‫ًخجِا تيو خًس يا يف ملاتي جعز اًثدايت ا ألخرى ؿىل الإثَان مبثهل فـي‪.‬‬
‫واذلي ميزي اًرموز اًخرشًة ُو أأن اًلكٌلت الإمياءات ا ألدوار واًوسائي‬
‫اًلمي حرسي اإىل أأهؼمة مرحـَة اًيت هوػفِا وحنَي صفرهتا ُذٍ ا ألهؼمة‬
‫املرحـَة ٌَخرش وابًرمغ من اخذالفِا تني اًثلافات ًِا خاظَة مضرتنة اإهنا‬
‫جمردة ‪ ،‬ثـسفِة‪ ،‬كميَة وابلإضافة اإىل ذكل فِيي كامضة ثخجاوزان أكفراد‬
‫وحٌلؿات ‪ً ،‬رنى مباذا ثخىون خعائط اًرموز اًخرشًة ‪ ،‬فبأسِي مثال‬
‫جند اٌَلة ‪:‬‬

‫أستاذ التومي علم النفس المرضي واإلكلينيكي‬ ‫‪Page 11‬‬


‫‪- 1‬فلك ًلة ثرشًة جضرتك فهيا اًعوت واملـىن ٌَمتَزي وادللةل ؿىل ما‬
‫جس خلدهل حواس الإوسان‪.‬‬
‫‪- 2‬لكمخا ظوت ومـىن مت اخذَارٌُل حتمكَا ٍمتَزي ا ألص َاء املوحودة هبذا‬
‫اًـامل اًواكـي‪ .‬ؿىل سخِي املثال املاء ومه لمتَزي مادة حِوًة ٌَلك‬
‫اًخرش وًىن لك اًثلافات ثـرف املاء يف حني خرياهيا ا ألس حان ٌسموٍ‬
‫()( ‪ aqwa‬اًفروس َون ( ‪ )EAU‬الإجنَزي ( ‪ُ )Water‬ذا مـياٍ أأن‬
‫ًُست ُياك حلِلة ظحَـَة واحدة فلكمة ماء متزي وثدل ؿىل ُذٍ‬
‫املادة وابًخايل فِيي حنك حتمكي لكري‪.‬وًىن ُياك اًىثري من ا ألص َاء‬
‫اجملسمة وًىن ل جند ًِا مرادفات يف لك اٌَلات ‪ ،‬ذلكل فلك زلافة‬
‫ثلذعؽ من اًواكؽ أأص َاء ًِا مـىن وثـعهيا ظوات ً إالهخاج دلةل ‪ .‬وًىن‬
‫ًُس ُذا مـمٌل ؿىل لك ا ألص َاء واملواد حرثحط تدلةل فا ألٌسىميو ؿىل‬
‫سخِي املثال هلم موسوؿة من ادلللت املرثحعة مبخخَف هوؾَات اًثَج‬
‫واجلََد يف حني ثفذلر زلافذيا ذلكل ونذكل ميىن ذهر اٌَون ا ألمحر يف‬
‫اًثلافة اًعًَِة ُياك موسوؿة دٌَت ؾن اٌَون ا ألمحر واًيت حنن ل‬
‫هـرفِا ول هدروِا ول منزيُا ذلكل اس خًذج أأن اإدرانيا ٌَواكؽ حمدود ثحـا‬
‫ً ألص َاء اًيت هـعهيا مـىن من مضن لك املـاين املمىٌة ونذكل هعحف‬
‫ؿَهيا ظوات من ًلخيا من تني ا ألظوات املمىٌة يف ًلخيا‪.‬‬
‫‪- 3‬يف لك ًلة امليعق ًخحنك يف الاخذالفات تني ا ألسٌلء من حِر‬
‫اًدضاتَ والاخذالف ويف احللِلة ُو مٌعق جمرد ول حرتعَ أأًة‬
‫ؿالكة مؽ مٌعق اًواكؽ ما اذلي ًلرب يف اٌَلة اًفروس َة مثال لكٌلت‬
‫أستاذ التومي علم النفس المرضي واإلكلينيكي‬ ‫‪Page 12‬‬
‫من كدَي( ‪ )vache-tache-mâche-cache‬اهَ امليعق اجملرد ٌَلة‬
‫ويه تذكل مس خلةل اًواكؽ احلي تي ما جندٍ يف مٌعق الاخذالفات‬
‫امس اًفـي (‪ )substantif d’un verbe‬أأو ملفرد أأو دلؽ ٌَحارض أأو‬
‫املس خلدي ‪ .‬فلك ظفي ًحد أأ يف اًس يدني ا ألوًَخني يف ثـمل مٌعق ًلخَ‬
‫من حِر املامتزالت واخملخَفات تلغ اًيؼر ؾن ماَُة اٌَلة ذلكل‬
‫فَـحة اًلكٌلت املخلاظـة ل ميىن تخاات حرمجهتا وثـمل ًلة أأخرى ٍىون‬
‫من اًعـوتة مباكن خعوظا اإذا اكن امليعق اذلي حيمكِا تـَدا خدا‬
‫ؾن ًلخيا ا ألظََة‪.‬‬
‫‪- 4‬يف لك ًلات اًـامل فاًلكٌلت وٍلوع اًلكٌلت حىون مجال حريم اإىل‬
‫اإؾعاء متَزي ودلةل ألص َاء حلِلِة وواكـَة (الإدراك ‪ ،‬اًفـي ورد‬
‫اًفـي‪ ،‬اًسَوك‪ ،‬ا ألحداث‪ ،‬اًـواظف اإىل كريٍ من ا ألص َاء) ومؽ‬
‫ذكل حتخفغ جباهة من اًلموض مبـىن أأن اًلكمة كد حتمي يف ظَاهتا‬
‫اًـدًد من املـاين ُذا اذلي ٌسمح تخوػَف اًلكٌلت تبأصاكل خمخَفة‬
‫يف مـاين خمخَفة يف اإظار ا ألحادًر اًحًِة وادلاؾَة‪.‬‬
‫‪ - 5‬اهعالكا من ا ألهؼمة اًرمزًة هـعي دلةل ً ألحداث مثال (خاحئة‬
‫هوروان) ؿىل الخرٍن وؿىل أأهفس يا فـيدما ًَخلي خشعان فٌِل ًـمتدان‬
‫ؿىل اًرموز اًثلافِة (ًلة‪ ،‬كمي‪ ،‬اس خـٌللت‪ ،‬ادوار) مفاذا لك اًلكٌلت‬
‫والإمياءات يه مهبمة فِيي ثحلى رظَد جسمح تفِم ما ًلوهل الخرون‬
‫ما اذلٍن ٍرًدوهَ وحيَمون تَ وٍرقحون اًوظول اإًََ‪.‬‬

‫أستاذ التومي علم النفس المرضي واإلكلينيكي‬ ‫‪Page 13‬‬


‫‪- 6‬ؿىل هفس اًضالكة كد جند تـغ ا ألصخاص ًـاهون اإؿاكة يف اًِوًة‬
‫احملااكثَة يف حني كد جند أأصخاظا أخرٍن هلم اإؿاكة يف اًِوًة‬
‫اًثلافِة ؿىل سخِي املثال املـادون ٌَمج متؽ واًـعاتَون ًحدو أأهنٌل هلٌل‬
‫اإؿاكة رمزًة ٌَلمي واملـاًري الاحامتؾَة‪ ،‬اًضخعَات املـادًة ٌَمج متؽ مه‬
‫خشعَات كري كادرة ؿىل وضؽ حدود ذلاهتم من خالل املرور تيؼام‬
‫رموز وكمي خاظة‪ ،‬فِم ل حيرمون هفسِم صُئا‪ ،‬اًـعاتَون ؿىل‬
‫اًـىس حيرمون هفسِم نثريا من اًىثري من املخـة‪ ،‬يف ملاتي‬
‫امليحرفون واذلُاهَني ًحدو اإهنم مـاكون من خاهة اًرموز وا ألدوار‬
‫واًِوًة فامليحرفون لميَزيون حِدا تني ا ألصخاص ؿىل سخِي املثال‬
‫تـضِم كد ً أبخذ ا ألظفال ورشًم خًيس ُؤلء ًخواظَون نثريا‬
‫وًربزون سَواكهتم‪ ،‬اذلُاهَون ل ٌس خعَـون حىوٍن ُوًة ٌَخواظي‬
‫ؿربُا مؽ الخر‪ .‬فذواظَِم ضـَف ُذٍ ا ألمثةل من ابزوًوحِة املـاًري‬
‫() ؿمل اًيفس املريض واًـعاب وابزوًوحِة اًفرد(الاحنراف اجلًيس‬
‫ادلُان) لًيحرص يف ا ألصخاص املـاكني سواء اٌَلة أو يف‬
‫ا ألداة‪ُ .‬ذا اذلي حيفز فِيا أأس ئةل حمرية من كدَي ما ُو اًسوي وما‬
‫ُو كري اًسوي ماُو اًـادي و أأل ؿادي أأس ئةل س خىون حمور احملارضة‬
‫اًلادمة‬

‫أستاذ التومي علم النفس المرضي واإلكلينيكي‬ ‫‪Page 14‬‬


‫ ابًـرتَة‬:‫مراحؽ الاس خئٌاس‬
‫اًخحََي اًيفيس من فروًده اإىل لاكن ؿدانن ؾحد هللا مرنز الإمناء اًلويم‬
:‫مراحؽ ابًفروس َة‬
Psychologie de Raisonnement Sadrine Rossi éd.de
Boeck sep.2007
Psychopathologie de l’enfant et de l’adolescent
Jean Dumas 3 éd. De Boeck aout 2007.
Le grand livre de la psychanalyse A .Robirti édit De
Vecchi 2004

‫أستاذ التومي علم النفس المرضي واإلكلينيكي‬ Page 15


‫عمم النفس‬ ‫‪ ‬مسلك‬

‫الثاني‬ ‫الفصل‬

‫عمم النفس اٌإلكمينيكي‬ ‫المادة‬


‫النفي‬
‫التومي‬ ‫األستاذ المحاضر‬

‫‪2020/2021‬‬ ‫السنة الجامعية‬

‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 1‬‬


‫المحاضرة ‪4‬‬
‫‪Le normal et la photologie‬‬
‫السوي والمرضي‬
‫الجزء ‪1‬‬
‫مقدمة‪ :‬يف ُذٍ احملارضت سوف حناول بن هخـرض ابدلرس واًخحََي ٌَمـىن‬
‫ادلاليل ملفِوم املـاًري ونذا اًخحََي اًحًِوي ملفِوم املـَار مؽ اًخـرض (اًخعممي‬
‫ادلافـي ل‪)(Szondi‬‬
‫احلدًر ؾن اًـادي وبال ؿادي‪ ،‬املريض واًسوي‪ ،‬يه مفاُمي مالزمة ًـمل اًيفس‬
‫املريض وا إاللكًَِيك اإهنا مالزمة ابس مترار ٌَحلي الاحامتؾي يف اًـالكاث اًخرشًة‪،‬‬
‫يف املامرساث اًرتتوًة‪ ،‬واًحَداقوحِة واًلاهوهَة و اختاذ املواكف اًس َاس َة يف زلافذيا‬
‫تي اإن لك فرد مٌا ًعرخ ؿىل هفسَ اًسؤال ُي بان ظحَـي؟ بو كري ظحَـي؟ُي‬
‫مرًغ؟ بو بان ممتخؽ تعحة حِدت؟ ومن ُو اًعحَـي؟ وُو كري ظحَـي؟‬
‫ذلكل ٍىون حراي تـَامء اًيفس ا إاللكًَِيك‪ ،‬وؿَامء اًيفس املريض‪ ،‬اًخفىري يف ُذٍ‬
‫الس ئةل وان ًضـوا اإظار مرحـَا ًخالءم وممارساهتم وهؼرايهتم وبخالكِاهتم ‪ً ،‬ىن‬
‫املالحغ سوف سُس خًذج بهنا ًُست بس ئةل ثس َعة ؿَام بهنا بس ئةل مرثحعة ؿىل‬
‫وخَ اخلعوص ابالإوسان‪ ،‬ويه بًضا بس ئةل ال جية ظرهحا يف ؿمل اًيفس ا إاللكًَِيك‬
‫مثَام ُو احلال ابًًس حة ٌَخفاؿي الاحامتؾي ففي ُذا الخري سؤال ؾن اًـادي واًلري‬
‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 2‬‬
‫ؿادي مرثحط توػَفة خاظة حتدًد املرحـَاث اًيت جساؿد ؿىل ثخس َط الاخذالف‬
‫واًخيوع ‪.‬وًىن يف ؿمل اًيفس ا إاللكًَِيك كد وسَط اًضوء ؿىل ُذٍ الس ئةل‬
‫‪،‬واًخـرًف تحـغ الوخَ اًيت كد ال ثالمسِا اًخخععاث الخرى‪ .‬ابالإضافة اىل اإن‬
‫ؿمل اًيفس ا إاللكًَِيك كد ًيؼر اإىل الس ئةل تعرق مذـددت فاًامنذح اخملخَفة ثيعَق‬
‫ابًرضورت من بسس ؿَمَة خمخَفة وس يا خد ابدلرس اٍمنوذح الهرتتوًويج‬
‫ا إاللكًَِيك واذلي درخة ؿَمَخَ ًُست يه هفسِا مؽ اًخوخَ النرث مرحـَة وُو ثَار‬
‫املـريف اًسَوك‪.‬‬
‫بول من ظرخ ؿىل هفسَ ُذا اًسؤال يف اًـَوم االإوساهَة خعوظا اًحـد اًحَوًويج‬
‫)‪(Georges Canguilhem‬واًعيب ُو ‪1984‬‬
‫مت ورش بظروحذَ واًيت ثـود اإىل س ية(‪ )1943‬وثحلى حاًَا مرحـا‪ ،‬ومسحت‬
‫لول مرت يف اإدخال ُذا اًسؤال يف امليؼور اًحَوًويج وؿىل اخلعوص ثرشي و‬
‫ا إالثس متوًويج معَق‪ .‬وٍرحىز ؿىل بساسني‬
‫‪- 1‬اًخحََي ادلاليل ملفِوم املـاًري‪.‬‬
‫مفِوم (املـاًري) ومفِوم (اًـادي )يف اًفروس َة ًخحراكن يف جمال داليل يف‬
‫كاًة المهَة فِيي ثـَميا بن االإوسان اكن دامئ اًححر ؿىل هلط ارحاكز‬
‫حِر بن قرٍزثَ ال متيحَ اًخفوق حىت يف اجملاالث اًحـَدت اًِيدسة‬
‫واًلاهون وكِاس اًزمن‪ ،‬احللِلة ‪،‬حِات اًرقحاث ‪،‬واًلمي اإىل كري ذكل‪.‬‬
‫يف اًواكؽ احلدًر ؾن مفاُمي من كدَي )‪ (norme‬و(‪ )normal‬جند‬
‫يف اٌَلة بهنا ثـين ما ًوافق االإدراك بو ًخعاتق مؽ اًلاؿدت من حِر ُو‬

‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 3‬‬


‫منوذح ‪ ،‬مرحؽ ‪ ،‬كاؿدت مثال ‪ ،‬هلط اًدضاتَ‪ ،‬اٍمنوذح النرث ثواخدا ويف‬
‫احملعةل ًـين مفِوم "ؿادي" ما جية بن ٍىون واذلي ًخوافق مؽ‬
‫اًخوػَف مراد هل‪.‬‬
‫» ‪« Ce qui doit être ce qui correspond à l’usage‬‬
‫وسدضف من خالل اٌَلة واهعالكا من املفِوم اًخس َط يف اًِيدسة‪ ،‬يف جماالث‬
‫اًسَواكث ‪،‬الخالق والاس خـامالث‪ ،‬وثدفـيا اإىل رضورت اًححر و اإجياد هلط‬
‫مرحـَة ‪ .‬املـَار ُو اذلي ٌسمح ًيا ابًوظول اإىل احللِلة ثضلكِا اًـام‪ ،‬وظوال‬
‫ٌَخري‪ً ،‬لفضي ‪،‬و اإىل مقة مس خوايث اًـدل وُذا ًلعي بس ئةل اهرتوتوًوحِة‬
‫بساس َة ‪.‬‬
‫يف ثياكغ مؽ احلَوان ‪،‬فاالإوسان مل ًخوكف ًوما ؿىل ظرخ الس ئةل‪ ،‬واًححر ؿىل‬
‫هلط مرحـَة واًيت ًن جيدُا يف اًوكت واًساؿة‪ُ ،‬ذا املـَار ال مفر مٌَ ‪،‬وًىٌَ‬
‫يف اًوكت ذاثَ‪ً ،‬حلى وس يب ؿىل اًرمغ من ذكل فاإهيا مىرُون ٌَدضخر تَ‪.‬‬
‫يف اًلرن اًـرشٍن ‪ 3‬مفاُمي ثبسس ؿَهيا الاس خـامل احلايل‪.‬ملفِوم اًـادي‪.‬‬
‫‪- 1‬مرحـَة اًلواهني اًعحَـَة ‪ ،‬واًيت ال وس خعَؽ فـي بي يشء ضدُا ‪ ،‬من‬
‫كدَي بهيا منخكل كَحا ‪،‬وبًدي‪ ،‬وظحَـي بن ؿىل اجلدران بن حىون مس خلمية‬
‫‪ ،‬ظحَـي بن ثـرف املياظق اجلحََة ابمللرة اًـواظف اًرؿدًة يف قضت‬
‫وًوًَوز‪ ،‬وُذٍ اًلواهني اًعحَـَة حرتت معََا وإاحرائَا وابس مترار نام اهَ‬
‫ٌسمح ابًرشخ اًـَمي ‪،‬بهَ ٌسمح ابإؿادت اًخجرتة‪.‬‬

‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 4‬‬


‫‪- 2‬من خاهة بخر مساةل اٍمنوذح املثايل والخاليق‪ً ،‬ـمي دامئا ؿىل اإؿادت‬
‫تياء املـىن اإؿادت اًيلاش حوهل وظلهل لك مرت‪.‬وُذا اًحـد ُو اذلي ٌسمح‬
‫ًيا ابًلول ما ُو حسن ما ُو مثايل‪ .‬مثال هلول حِد بن حنرتم من ٍىربان‬
‫س يا‪ ،‬بو اهَ من اًـادي خدا اإال ورسق‪ُ .‬ذٍن املثاًني ٍرحـان تيا ملا ُو‬
‫بخاليق ‪،‬ملا ُو حرتَة وجية يف اًـادت بن ٍىون‪ ،‬اإهنا خرًعة سَوك وُذا‬
‫ما ًـعَيا هلط مرحـَة يف احلَات اًـامة وجسمح تضامن حد ادين من‬
‫اًخفاؿي‪.‬‬
‫‪- 3‬وجند وـيرص اثًر اًرحوع اإىل الكَحَة اًرايضَة ( اًرايضَاث)واًيت يه‬
‫تَان ؿد ‪ ،‬فانرب ؿدد يف ( الاهخخاابث) مثال ًعحح مـَارا مرحـَا‬
‫(الكَحَة) وُذا اذلي ُو يف ادلول ادلميلراظَة ككوت اًـامة وًعاحة‬
‫ذكل وابًرضورت ثلزمي دور الكََة ‪ ،‬وُىذا جند املرحـَة جس خـمي‬
‫ؿادت يف مرحةل من مراحي تياء املـرفة اًـَمَة ويف مجَؽ احلاالث ثلذيض‬
‫املهنجَة اًـَمَة ‪،‬اًخحلق ادلامئ واملس متر ‪.‬وُيا ثؼِر بمهَة ؿمل االإحعاء‬
‫يف تـغ مِادٍن املـرفة اًـَمَة‪.‬‬
‫‪ً- 4‬يالحغ هلط بساس َة ُيا فلد ٍىون ؿمل االإحعاء‪ ،‬ضد اًلواهني اًعحَـَة‬
‫مفثال وؿىل سخِي املثال كد جند كدَةل يف الظَس املخوسط ًـضون يف‬
‫اجلحال حِات ثس َعة وًـيون تًس حة ‪ % 75‬من بمراض اًلَة واًرشاًني‬
‫واًسمية‪ .‬من اًياحِة اًـَمَة ال ميىٌيا بن هلول بن االإظاتة مبرض اًلَة‬
‫واًرشاًني بمر ؿادي‪.‬‬

‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 5‬‬


‫‪- 5‬مثال بخر من ابة اًلواهني اًعحَـَة االإؿاكة اًـلََة ‪ُ .‬ي يه اإؿاكة بو‬
‫صذوذ بو بهنا ثدخي يف ؿمل المراض ؟ وكد هيلي ُذا اًسجال اإىل‬
‫اًضذوذ اجلًيس‪ ،‬وؿَََ ميىن اًلول اهَ كري ؿادي‪ ،‬بن حىون مـاكا ذُيَا‬
‫وصاذا خًس َا ‪ ،‬وًىن من وهجة هؼر بخالكِة داخي اًـالكاث الاحامتؾَة‬
‫فِؤالء ال ميثَون املثال احملخذى تي كد هـخربمه من ابة املثي بن هـخربمه‬
‫ٌض هبون ًيا‪.‬‬
‫‪-2‬اًخحََي اًحًِوي ملفِوم املـَار‪.‬‬
‫مساةل املـَار يه ابًرضورت مساةل بهرتوتوحِة ابلساس‪ ،‬لك الفراد مه يف حاخة‬
‫ًخواخد مـاًري وامذالك هلط ارحاكز مرحـَة ‪ ،‬واًيت من خالًِا ىرى اًـامل احملَط تيا‬
‫‪ ،‬مبا يف ذكل كواهني اًعحَـة ‪ ،‬وما اذلي ًخوحة اًلِام تَ ‪،‬وما اذلي ًخوحة‬
‫ثالفَِ‪ .‬اإهيا حباخة رضورًة يف اًحًِة ادلاخََة ً إالفراد وادلاؿاث وهالحغ ُذٍ‬
‫احلاخة املاسة يف ثعوران بًامنيئ‪ ،‬فاًعفي ُو يف حاخة ًامنذح ٌَسري ؿَهيا‪ ،‬ومترٍن‬
‫نفاءثَ‪ً ،‬درشهبا من ظرف بابئَ‪ .‬وًىٌَ ًخخىن بًضا مناذح بخرى ‪ ،‬بًضا يف سريورت‬
‫تياء اًِوًة ًخخذ من بابئَ اٍمنوذح رقام ؾيَ ‪ ،‬وُؤالء من ميثَون اًلواهني واًلاؿدت‬
‫اًعَحة‪ُ .‬ذا من هجة ‪.‬‬
‫من هجة بخرى جند املفِوم ؿمل المراض ‪ً،‬يالحغ ًُس لهيا ظحَـَني جية بن‬
‫جس خًذج بن ؿمل المراض ًذهران وًفزؾيا‪.‬وثثري خماوفٌا تي جيذة اهدداُيا فَُس‬
‫اؾخحاظَا ؾرض افالم اًوحوش يف اًسُامن بو كريُا تي اإن لكمة‬
‫(‪()monstre‬وحش) مٌحثلة من بالثًَِة واًيت ثـين (االإصارت اإىل) وابًخايل هـمي‬

‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 6‬‬


‫ؿىل االإصارت اإىل ما ُو ظَة‪ ،‬حلِلي‪ ،‬وإاثرائَ يف اًـلي اًخرشي من اجلاهة الخر‬
‫وضري اإىل اًسوء وامللضوش واًرش و اإىل اإال ؿداةل ثحلى جس خثري وثثريٍ وثبثر فَِ‬
‫ؿاظفِا‪.‬‬
‫ذلكل ًحلى اًخرش يف حاخة اإىل " ثـَري(مـَار)ٌَخلِمي‪ ،‬واحلمك‪ ،‬وًعرخ سؤال وحَِ‬
‫هفسَ ؾن ماَُة اًعرق اًيت ميخَىِا ٌَلِام ابملعَوة سَفا؟؟؟ اهعالكا من منوذح‬
‫اهرتوتوًويج اإلكًَِيك جند اٍمنوذح املسمى اًخعممي ادلافـي ل)‪ (Szondi‬واذلي‬
‫ًخىون من برتؽ مدادئ مرحـَة ومـَارًة‪:‬‬
‫‪- 1‬املرحؽ ادلايل‪:‬‬
‫بن هـعي مـَارا ٌَـامل تعفذَ مجَال ُذا مـياٍ ‪ ،‬بهيا اؾمتدان ؿىل حواس يا وُذا‬
‫ما ًـيََ يف ًلة االإقرًق‪ ،‬وُذا املفِوم مرثحط ابالإحساساث واحلواس وجند‬
‫ُذا املـىن مذواخد جىرثت يف لك مٌايح بحاكم ادلال‪،‬بو اذلوق نام ُو احلال‬
‫يف جماالث اًفن‪ ،‬واًعياؿاث اًخلََدًة فـيد الاىهتاء من وسج زرتَة بو ًوحة‬
‫زًدِة فان املععَح اذلي ًمت ثوػَفَ كاًحا ُو (حِد) ومـياٍ احللِلي " بهنا‬
‫بجنزث ابًوخَ اذلي اكن جية بن يهون" اهَ حمك حاميل وًُست حساابث‬
‫اإحعائَة واملخوسط احلسايب بو اهَ ثوافق احامتؾي‪ ،‬وًىٌَ ًًدؽ من اإحساس‬
‫ذايت‪ ،‬واًفرد املعدر ٌَحمك وًرتك لخذٍ تخوػَف حواسَ سواء ابًرقحة‬
‫فَِ ‪،‬بو اًرقحة ؾيَ‪ .‬فـَياٍ‪ ،‬وبذانٍ جتد ذلت يف اًيؼر‪ ،‬يف اًخذوق ‪،‬يف‬
‫اٌَمس‪ ،‬يف االإهعاث ‪.‬وُذا مـياٍ « اهَ ممخؽ حلا " بو اهَ " بحود ذوق "‬
‫و"بروع ظوث" اًوثريت والاوسجام‪ُ .‬ذٍ املواكف اًحارزت ذاثَة ؿىل مس خوى‬

‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 7‬‬


‫االإحساس ‪ .‬وُو ًدخي يف دايًَىذَم تني اًعفاث اجلَدت وضدُا ‪ ،‬تني‬
‫احلضور واًلَاة ًعفاث حامًَة ؾيد الخر‪ .‬اإهيا يف حرهَة يف ُذا اًفضاء‬
‫‪،‬يف ثدرح من الحاسُس اًيت ثخعَة ؿىل اًفور وابإحلاخ ‪،‬اإىل ثفسري‬
‫وثدفـيا ًيبخذ من ظرف الص َاء ؿىل اًضلك اًيت بثت تَ‪.‬ذكل اًضلك‬
‫اًسِي املمخيؽ من حِر اًـد‪ ،‬واًخلِمي‪ ،‬واًخخَي‪ .‬وس خعَؽ ثلَريا الحاسُس‬
‫والاهعحاؿاث وثحادل املـَوماث‪.‬‬
‫دون صم ثحلى الحاسُس يه اًضلك الول من بصاكل اًيوع اًخرشي‪.‬‬
‫ويه اًلاؿدت اًيت اهعَق مهنا اًخرش مٌذ اًعلر ‪ ،‬وًـود ًِا ال حماةل يف‬
‫اًىرب‪ُ.‬ذا االإحساس ؾيدما ٍىون رائـا فاإهَ ًضـيا يف حاةل هفس َة حِدت‬
‫سواء ابالإجياتَة بو اًسَحَة ما امسََ (ثـسفا) من اًرفاٍ اًيفيس وُو بول‬
‫بصاكل اًخلِمي واملـَارًة‪.‬‬
‫ُذا اًحـد ًـَدان اإىل ؿامل اًفن "اذلي ثـضلَ الحاسُس" يف اًوكت ذاثَ‬
‫‪،‬جية اًيؼر يف ُذا اًحـد ابس خحضار خماوف ؿامة من احلدج‬
‫‪،‬املس خـمةل يف الحاسُس‪ ،‬حِر قَاة اًخحََي وثحلى الحاسُس ُو‬
‫الاهعحاع الول اذلي من خالهل وسافر من ثدرح اإىل بخر ‪،‬وثلِمي اجلودت‬
‫بنرث من الُامتم ابًمك واًعفاث اجلَدت واًيت كد ثدٌاكغ مؽ تـضِا ويه‬
‫يف وضؽ دايًَىذَيك مثال(ظَة ‪-‬رظة)(اتَغ‪-‬اسود)(وكريُا نثري)‪.‬‬
‫ُذا اًحـد الول املـَاري واًلميي ُو يف ؿالكة تـمل اًيفس املريض‬
‫خعوظا وؾيدما هلول ؾن الانخئاة مثال‪:‬فاملىذئة ال ٌس خعَؽ ثذوق‬
‫الص َاء يف احلَات تي ًعي اىل مرحةل حِر ال هفرق تني املمخؽ واملؤمل‬
‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 8‬‬
‫فداًًس حة ٌَمىذئة ُياك راتتة جساوي ظفة حِدت ‪ .‬فِو تذكل ٍىون كد‬
‫فلد كدرثَ ؿىل اًخلِمي ادلايل ‪ ،‬يف اًوكت هفسَ فلد اًلدرت اًيت حرتعَ‬
‫تبحاسُسَ ‪،‬ثكل اًيت ًِا ؿالكة تـواظفَ ‪،‬وابًخايل احلمك ادلايل ًـين‬
‫مضارنة ؿاظفِة حىون حامؾَة ‪ ،‬وجسمح تبول جمسم ًِوًة حامؾَة بي بن‬
‫ىىون مجَـا دلًيا هفس اًـواظف‪ .‬إازاء هفس املواكف‪.‬‬

‫املرحـَة االإحعائَة‪.‬‬
‫ُيا جند مٌحى اًـد واحلساة‪ ،‬وًُس االإحساس مبـىن بن هيؼر اإىل‬
‫االإحعايئ هَف ًححر ؾن املخوسط احلسايب والاحنراف املـَاري‬
‫والاحامتالث‪ .‬وابًخايل حنن يف كفزت هوؾَة من اذلاثَة املعَلة اإىل‬
‫املوضوؾَة املعَلة ‪ًً ،‬سمل بن اًـدد ُو مفروض من اخلارح‪ ،‬وابًخايل‬
‫يه‬ ‫ُو مرثحط ابًـامل اخلاريج ‪.‬اذلي وفر ؿددا من وحداث اًلِاس‬
‫حتمكَة بو ثـسفِة يف اًواكؽ حِر اًلِاس واًواكؽ واًِدف ٍرحـون‬
‫الص َاء موضوؾَة من خالل اًـد ‪ .‬فاًلِام تـمََة اًلسمة وحتََي‬
‫اًوحداث وإاضفاء ظحلة املوضوؾَة وملارىهتا مؽ وحداث بخرى واًسؤال‬
‫اذلي ًعرخ هفسَ ُو؟ من خالل اًلِا م تـمََة اًـدد وما هضفي ؿَهيا‬
‫من موضوؾَة بال هفرغ اًعحَـة من مـياُا ؟واًلِام من خالل ذكل االإميان‬
‫ابًومه‪ ،‬واملمتثي يف ومه اًـمل املوضوؾي ‪ ،‬ؿمل اًـد ‪،‬وُو اذلي ًخحمك يف‬
‫اًـامل املخلدم ‪ .‬ؾيد اًحاحر اًـَمي احلق اًـد الًـخرب سوى ظرًلة من‬
‫اًعرق اًخمكَََة ٌَـمل ‪،‬واًيت وس خـمَِا مللارتة اًؼاُرت هخحلق من ظدكذهيا‬
‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 9‬‬
‫وىراكة ثعورُا ‪ ،‬واجملال احللِلي ٌَـمل ُو اًخخَي اًلواهني واًيت ثدمع‬
‫اًؼاُرت‪.‬‬
‫اإذا اكهت املرحـَة ادلاًَة يه دايًَىذَم ‪ ،‬من حودت اًعفاث وثدرهجا‬
‫ادلامئ يف حرنة دايًَىذَىِة مرثحعة ابًمك ‪،‬سواء باكن مذوسط حساة بو‬
‫احنراف مـَاري ‪ ،‬من خالل اًيؼر يف من ُو الكرة بو التـد من‬
‫املرنز‪ ،‬بو من الظراف يف ملارهة مؽ املخوسط احلساة ‪،‬مبـىن بخر من‬
‫الكرة؟ ومن التـد ؟ؾن املـَار؟ وابًخايل حىون هلط الارحاكز‬
‫بخذث ظفة اًواكـَة املوضوؾَة‪ .‬بهيا هلسم اًـامل وجنزئَ اإىل ؾوامي يف‬
‫سَسةل كاتةل ٌَلِاس ‪،‬و ًيالحغ ُيا ‪،‬ابًخبهَد هفلد حودت اًعفاث ‪.‬‬
‫ًيبخذ مثاال ؿىل ذكل ًيدساءل ؾن ماَُة اًعحة؟ الهَد بهيا س يجد‬
‫ظـوتة يف اًرد ‪ .‬وًخجاوز اًعـوتة س يـمي ؿىل ؿد واحلساة ‪ ،‬فٌلول بن‬
‫ؿدد الصخاص اذلٍن مه تعحة حِدت بنرث من الصخاص اذلٍن ًـاهون‬
‫بمراض ‪ .‬ووس خًذج من ذكل ُذٍ اًيدِجة واًيت حمخواُا بن اًعحة يه‬
‫اًوضـَة اًيت ًخواخد فهيا اًـدد النرب من سانية اجملمتؽ وُذٍ وس َةل‬
‫مـَارًة وًىن ُذا اًخـرًف ًيحرص يف اًرد ؿىل ظحَـة اًعحة‪ .‬وًىٌيا مل‬
‫ًـعي ثفسريا ٌَعحة ‪ .‬يف حني ؾيدما ىىون بمام مـامي اذلاكء ‪،‬فاإهيا‬
‫هلُس اذلاكء تواسعة بدات حتدد اًوحداث ‪ ،‬وًِا مذوسط حسايب ‪،‬وابًخايل‬
‫يه وس َةل جسمح ًيا ابٍمتَزي تني فرد وبخر‪ .‬وًىن اًسؤال اذلي ًفرض‬
‫هفسَ ما اذلي هلُسَ فـال ؟ ما اذلي حناول اإدخاهل يف اًواكؽ املـلد؟‬

‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 10‬‬


‫اإن المر جرمذَ ُو جمرد حماوةل ثفسري وضـَة ما يف مشوًَهتا‪ ،‬مؽ الميان‬
‫اًخام ابجلاهة بًخحمكي واًخـسفي ٌَلِاس ‪.‬يف حني بن اًـد واحلساة‬
‫مييحيا اهعحاع بن اًـدد مرت واحدت ‪،‬ثلين ؿىل اًخىرار‪ ،‬وحِر بن ُذا‬
‫اًـدد واحملعةل ًن ًخلريا معَلا ‪ .‬وًحلى بن هلول يف خذام املرحـَة‬
‫االإحعائَة وهورد ُذا املثال اًواكـي هـمل حِدا حنن امللارتة بن ذوق‬
‫اخلزب تـد كضائَ ًوما ابًحُت ًن ٍىون هفس اذلوق اذلي اكن ابلمس‬
‫ُذا من خاهة ومن خاين اثين بهيا حنن امللارتة ال هخذوق اخلزب تيفس‬
‫اًعرًلة‪.‬‬

‫املرحـَة الخالكِة‪.‬‬

‫وهلعد تذكل بن وس متد من اًلواؿد الخالكِة والاحامتؾَة وكد هلول‬


‫جلكمة واحدت اإهنا ثوافلاث احامتؾَة ‪ ،‬حِر هلرر اإن ُذا حسن ‪،‬وإان‬
‫ُذا يسء وكدَح ‪ُ،‬ذا احلمك كاًحا ما ٍىون مضين ووسدضفَ يف اجملال‬
‫الاحامتؾي ‪،‬ؾيدما هخحدج ؾن اًلمي من وهجة هؼر املواكف اًفردًة ‪.‬‬
‫وًُست املوكف ُيا موكف اإحساس بو ؿد وًىن املوكف ُيا ٍمتزي ابختاذ‬
‫كرار مذفق ؿَََ ومؤظر احامتؾَا‪.‬‬
‫ُذٍ اًلراراث ثحلِيا مذوحدٍن وًفعي تًٌَا اًلمي ‪ ،‬اًامنذح‪ ،‬اًلواهني‪،‬‬
‫الدوار‪ ،‬االإهخؼاراث‪ ،‬الفاكر ثفسح اجملال ٌَخفاؿي تني اًفرد وادلاؿة‪،‬‬
‫فِذا ًُس دايًَدِىِة احلساة واًـد والدايًَىذَىِة حودت اًعفاث وًىهنا‬
‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 11‬‬
‫دايًَىذَىِة املسؤوًَة بمام ادلاؿة سواء يف وحودُا بو قَاهبا ‪ ،‬فاملوافلة‬
‫بو اًرفغ فاختاذ موكف ؿىل اًفور ُو يف الظي ُو موكف احامتؾي‪-‬‬
‫وخداين‪ ،‬ومن خالهل منزي تني اًياس تني املواكف وهعيفِم حسة‬
‫احلاخة واملوكف وحنرصمه يف جمال حيمي وهجان‪ ،‬وخنضـِام ٌَخجرتة اًـَمَة‬
‫من حِر اًحدهيَاث واملحادئ مت املسَمة وهلوم تذكل ًرنى بن املواكف‬
‫والص َاء هَف س خعيف ‪ ،‬وكد هخفق ؿىل اًفرضَاث وكد هخواخَ ‪،‬وكد‬
‫هدٌاكغ ‪،‬وكد هخجادل وكد ىىون ؿىل اخذالف وكد هخفق مرحََا وكد هَجب‬
‫كاىل وضؽ فرضَاث خدًدت‪.‬‬

‫ذلكل س يىدضف وسخِة االإحامع ‪،‬وثؼِر توضوخ يف اًعلر‪.‬فاملـَار‬


‫الخاليق ُو ظرًلة ٌَمتَزي تًٌَا وجتمـيا يف اًوكت هفسَ‪ .‬اإال بهيا جنمتؽ فامي‬
‫هدضاتَ فَِ اكًيؼافة واًخلذًة واًيوم واًـمي واًـالكاث اًوخداهَة ‪،‬يف‬
‫حني خنخَف يف اًـائةل اًيت اىمتي اإٍهيا و ملارىهتا مؽ ؿائةل اجلريان واًـائَخني‬
‫ًدضاهبان من حِر اًلمي واملحادئ ُذٍ اًلمي ثـعَيا ُوًة واًيت من خالًِا‬
‫كد هححر ؿىل ؿائةل ثدضاتَ وُوًة ؿائَيت ًيخَق جتمـا ؿائََا ممخدا‪ .‬ملزًد‬
‫من اًخوضَح بورد اًيط اًخايل وُو ( ‪ )Lucien Israël‬يف نخاتَ‬
‫مدخي اإىل اًعة اًيفيس‬
‫" اإهيا هخحدج تَلة مضرتنة ُذا مـياٍ ‪ ،‬بهنا مديَة ؿىل مـىن الق اًلدول‪،‬‬
‫من ظرف ادلَؽ ُذا املـىن اًوسط ًرتك ًلك فرد اإماكهَة اإدخال‬
‫ثـدًالث خفِفة ال متس ابجلوُر وحتافغ ؿىل وحدت املـىن "‬
‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 12‬‬
‫‪ًِ"..........‬ذا اًسخة ٍىون اذلُاين خارح س َاق حمَعَ وُذا ُو اًيلط‬
‫احلاظي يف ًلخَ"‪"..........‬فاذلُاين ال ٌرشة من هحؽ ادلاؿة"‬

‫‪- 1‬فاًعفي ٌسدضـر اهامتئَ ٌَـائةل وبًضا ًلمي و بفاكر ؿائََة ومن اس خـامالهتا‪.‬‬

‫‪- 2‬املراُق ٍىدضف اهَ مل ٌسدٌفد اإماكهَاثَ اًِوايثَة ‪ (،‬اًِوًة) ذلكل ًلوم‬
‫ابًلفز ؿىل اًلواؿد واملحادئ ٌَححر ؿىل كمي خدًدت وؿائالث بخرى‬
‫ومجموؿاث بخرى واس خخداماث بخرى ؿَِا جسمح هل إابص حاع ُوًخَ اًثائرت‬

‫‪ُ- 3‬ذٍ احلراكث الثمت دون خَق ثوثر يف اًسَواكث كري سوًة ؿَام اإن ُذٍ‬
‫اًسَواكث اًلري سوًة يف املراُلة ‪ًِ ،‬ا كاًة بساس َة ويه اإاثرت الابء و‬
‫اًرقحة يف زؾزؿة كميِم الخالكِة وحزحي ؾهنا ظفة املعَق واحملرم واملثايل‬
‫املرحـَة اًوػَفِة ‪.‬‬
‫اًلول ابًوػَفة مكـَار‪ ،‬يه اختاذ مرحـَة من كاهون ؿام واذلي ُو كاهون اًعحَـة‬
‫حِر هؼام اًىون مبـىن بهيا هخين متثال مس متدا من اًلاهون اًىوين ووسلعَ ؿىل‬
‫اًؼواُر اًيت هتميا ‪.‬مؽ ؿدم ىىران حىت اًلواهني اًـَمَة يه كواهني مؤكذة مرثحعة‬
‫ثرشوط ومذلرياث وزمن وجمال ‪،‬ابالإضافة اإىل اجلاهة اخلفي من ؿدم كدرثيا االإملام‬
‫مبوضوع من لك حواهحَ ‪ ،‬مؽ ذكل فلواهني اًـَمَة ٌَفزيايء واًىميَاء واًحَوًوحِا‬
‫اس خعاؾت حي مجموؿة من املـَلاث اًخلٌَة ًخلََط تـغ املضالك اًيت هعادفِا‬

‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 13‬‬


‫يف احلَات وًُس ًلمر ؿالكة ابالإحساس واًـد بو اًلرار وًىن المر ُيا مرثحط "‬
‫ابًفِم "واًلدرت ؿىل "اٍمتثي" وهَفِة معي اًىون‪ ،‬ذلكل ٍىون من املـلول اًلول بن‬
‫حداث ما يف اًـامل ميىن بن ًيؼر اإًََ تياءا ؿىل اًلواهني املـرتف هبا من ظرف‬
‫اًـمل‪..‬‬
‫ُذٍ امللارتة جس خحرض اٍمتثي من خالل"االإتعار" مت تياء بفاكر بو ًيلي اإتعار‬
‫بفاكر وذكل ًمت تعَلة ختَََة بي متثََة بي ثضلك جترًدي‪.‬‬
‫فاًفىر اًـَمي ُو(االإتعار‪ -‬وضؽ‪ -‬اٍمتثي‪ -‬حتدًد الوًوايث –تياء ومجؽ مىوانث‬
‫احللِلة اًاكمةل ٌَؼاُرت ) وُو تذكل ًـعي كراءت ٌَؼاُرت ‪،‬من خالل خَق جمال‬
‫مذخَي وُذا ما وسمََ يف اًـادت ابًيؼرًة واًيت يه حماوةل ٌمل ص خاث ػاُرت ما من‬
‫خالل اٌَلة اًخجرًدًة بو كد حىون ظَلة رايضَة (اًرايضَاث) حِر كد حتاول‬
‫بن ثـعي اإضاءاث ٌَؼاُرت املدروسة ‪،‬وحتاول املسامهة يف فِمِا ‪ .‬ذلكل كد‬
‫وس خعَؽ اًخـرف ؿَهيا ‪ ،‬اًربُية ؿَهيا‪،‬بو رفضِا ‪ ،‬دجمِا‪،‬حىَِفِا‪ ،‬مـارضهتا‪ ،‬ثلَريُا‪،‬‬
‫ثعوٍرُا‪ ،‬وكد حىون ظادكة بو كري ظادكة وذكل مرثحط ابلساس اًيت جس متد‬
‫رشؾَهتا مٌَ ‪ُ،‬ي يه مرثحعة ابًواكؽ بم بهنا مرثحعة مبـخلداثيا ومن املسَامث بن‬
‫لك هؼرًة يه كاتةل ٌَخجرًة وإاؿادت اًخجرًة ‪ .‬واًيؼرًة اًيت ال جترة ًُست‬
‫تيؼرًة ‪،‬اإهنا ثدخي يف املـخلداث واًيت يه بساس ادلٍن‪ .‬وُذا بمر بخر‪.‬‬
‫ابحملعةل ؾيدما منزي صُئا ا واو حداث ما‪ ،‬بو اكئن ما بو سَوك ما ة(اًسوي ) بو‬
‫املريض‪ ،‬انخذ تـني الاؾخحار اًـمََة اًخفىِىِة اًيت مقيا هبا ‪ٍ ،‬ىون حراي تيا بن‬
‫هخـرف ؿىل املوكؽ واملوكف اذلي اختذانٍ‪ .‬فِي ُو موكف من مرحـَة حامًَة؟ ؟؟‬

‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 14‬‬


‫وُو حق وًىٌَ ذايت حمغ (بفضي‪ -‬ال بفضي) مثي اًلول ابن اًـُش مؽ من ًـاين‬
‫من اًوساوس اًلِرًة حِات الثعاق‪ .‬وذكل كري ظحَـي ٌَـُش سوًة ًىرثت امليلعاث‬
‫مؽ من ًـاين ُذا اًيوع من الاضعراة‪ .‬يف حني اًفرد اذلي ًـاين من ُذا‬
‫الاضعراة جيد ذكل ممخـا وس خىون دلًَ ؿدد من املربراث اًيت سُذحجج هبا‬
‫‪،‬وهـمل اظال بن حتلِلاثَ املخىررت يه اًيت متيحَ فسحة احلَات حىت ًخحمَِا‪.‬‬
‫ُي ًخـَق المر حبمك اإحعايئ مٌحدر من ؿد وحساة ؟؟؟ ؾيد ادلَؽ ُياك‬
‫وس حة من اجليون يف اًخحلق من املحاًف املرصوفة واًفواثري املؤدات ‪،‬وكريُا من‬
‫اًخحـاث املاًَة وًىن ذكل اإىل تـغ احلدود امللدوةل ‪ .‬وًىن اذلٍن ثدفـِم ُذا‬
‫اجليون اإىل درخة جسممي بايهمم وًَاٍهيم لهفسِم وذلوهيم‪ ،‬وما ًًذج ؾن ذكل من‬
‫مـَلاث ومضاحٌاث احامتؾَة واكذعادًة وما داموا مه بكََة فاحلمك السمل بهنم كري‬
‫سوًني‬

‫ُي ًخـَق المر مبرحـَة بخالكِة؟؟؟ ؿَام بن اًخوافق الاحامتؾي ُو اذلي ٌسمح‬
‫ًيا ابالهامتء اإىل حامؿة ما ‪،‬واٍمتَزي ؿىل حامؿة بخرى ؟؟ ُيا س يالحغ بن ذكل‬
‫مرثحط ابًوسط الاحامتؾي فاحلريت اًوسواس َة كد ًمت اًدسامح مـِا يف تـغ‬
‫الوساط الاحامتؾَة بو اًـائََة حسة درخة ُذا اًدسامح مما ًدفؽ اًفرد اإىل‬
‫الاؿرتاف بو ؿدم الاؿرتاف هبذا اًسَوك وكد ًدفـَ اىل ظَة املساؿدت بو ؿدهما‬
‫وُذا جرُان بخر ؿىل وس حة اًلواهني اًـَمَة اًيت حتاول بن ثفِم اًسَوك اًخرشي ‪.‬‬
‫(ًددؽ)‬

‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 15‬‬


‫علم النفس اإلكلينيكي ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 16‬‬
‫ؿمل اًنفس‬ ‫مسكل‬
‫اًثاين‬ ‫اًفطي‬
‫ؿمل اًنفس اٌ ؤللكَنِيك اًنفي‬ ‫املادة‬
‫اًخويم‬ ‫ا ألس خاذ احملارض‬

‫‪2020/2021‬‬ ‫اًس نة اجلامـَة‬

‫اخلامس‬ ‫ادلرس‬

‫علم النفس اإلكلينيكي ‪.‬أ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 1‬‬


‫‪Le normal et la pathologie‬‬
‫اًسوي واملريض‬
‫‪2‬‬ ‫اجلزء‬
‫حتََي ػاىرة اجلنون اترخيَا وزلافِا‬
‫(‪ً )Roudinesco et Plon‬لولن " سواء مسي اجلنون غضحا ‪ ،‬أأو ىوسا ‪ ،‬أأو ىذايان‬
‫‪ ،‬أأورصؿا ‪ ،‬أأو اس خالاب‪ ،‬أأو محلا‪ ،‬سواء تخوػَف حىت مطعَحات شـحَة من كدَي‬
‫(ىحَي ‪ ،‬مرضوب‪ ،‬ملِوس‪ ،‬وغريىا)‪ً ،‬حلى اذلق ‪ ،‬اًوجو الآخر من احللِلة‪،‬‬
‫ا ؤلرساف‪ ،‬غَاب اًحطرية ‪ ،‬اضعراب اًفىر‪،‬ثَو اًـلي‪ ،‬مش حؽ ابًوجدان‪ ،‬كد حىون‬
‫ىذه تـظ أأوجو ىذا اًرضر اذلي ًطُة الؤوسان منذ ا ألزل‪ ،‬وهـمي ؿىل اًححر‬
‫يف أأضي ادلاء‪ ،‬ويف أأحِان أأخرى كد جندىا يف اًسحر وىو (الاؾخلاد جمتكل اًفرد‬
‫من ظرف اًرش معوما ‪،‬و أأحِاان أأخرى كد جندىا يف (ؿمل اًنفس)‬
‫سننعَق يف ىذا املوضوع من خالل الاؾامتد ؿىل ملال (اذلق) وىو ( ‪Alphonse‬‬
‫‪ ،)De Waelhens‬من املوسوؿة اًـاملَة ونذكل ابلس خئناس جىذاب ( ‪Michel‬‬
‫‪.)Foucault‬‬
‫اترخي اذلق ؤاىل اًـرص اًالكس َيك‪.‬‬

‫علم النفس اإلكلينيكي ‪.‬أ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 2‬‬


‫ًنخذهر ىذه ادلةل ول جية وس َاهنا أأتدا ‪،‬اذلق ىو اًوجو‬
‫الآخر ٌَحلِلة ‪ .،‬وًىن اًـالكة ختخَف حسة اًـطور‪،‬مت اؤن احللِلة املبأساوًة‬
‫ٌَحمق حتذر دامئا املنعق من خعر اًلِاس ؿََو ‪.‬‬
‫حسة‪ Waelhens‬فاجلنون حيمتي ؾنرصٍن‪:‬‬
‫‪ - 1‬مىون مبأساوي‪.‬‬
‫‪- 2‬مىون حمرج ومنازع ومنخلد‪.‬‬
‫ىذٍن اًـنرصٍن خمخَعني ٌساىٌلن يف خوفنا من اجلنون‪.‬‬

‫اًـنرص ا ألول‪ ،‬واذلي ىو حراجِدي واذلي مـناه أأن (ا ألمحق) ًـاش مكأساة ‪،‬‬
‫و أأن ىذه املبأساة هتمنا‪ ،‬تي هتم اًـلي اًخرشي معوما‪ ،‬اؤهنا مبأساة الؤوسان‪،‬‬
‫اذلي ًفلد اًخحمك يف ذاثو‪ ،‬يف فىره‪ ،‬ويف مطريه‪ .‬ىذا اًـنرص حيدد ًنا ما‬
‫ىو( اذلق) ويف ىذا اًخحدًد خيَق ًنا هوؿا من الاس خفزاز ًدفـنا ٌَيروب‬
‫تـَدا‪ ،‬تـَدا ؾنو‪.‬‬
‫اًـنرص اًثاين ‪ :‬ىو ذكل اًـنرص اذلي ًنذلدان‪ ،‬وًندفؽ رغٌل ؾنو‪ً ،‬الحذجاج ؿىل‬
‫اًنؼام اذلي وسري فِو‪ ،‬ومن خالل اذلق ‪ً،‬مت الاحذجاج أأًضا ؿىل اًنؼام‬
‫اًـاظفي‪ ،‬ؿىل اًنؼام اًسَويك ‪ ،‬اًنؼام اًـلالين‪ ،‬ؿىل هؼام ا ألحاسُس وا ألفاكر‪،‬‬
‫وًواهجنا جمترد ؿىل منعق اؾخلاداثنا‪ ،‬وًندو اؤىل ذروة ا ألزمة يف ؿاداثنا يف اًخفىري‬
‫ىذا اذلي ًلَلنا ‪.‬‬

‫علم النفس اإلكلينيكي ‪.‬أ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 3‬‬


‫(ا ألمحق) ل ًـَمنا أأي يشء ؾن ذواثنا ‪،‬ؿىل ىشاشدنا‪ .‬ففي رسومات‬
‫( ‪ )Breughel‬أأو (‪ )Jérome Bosch‬أأن ا ألمحق ػير يف أأؾٌلهلٌل ‪ -‬وؤان اكن‬
‫ثشلك خفي ‪-‬وشاىد ؿىل مبأساة الؤوسان‪.‬‬
‫ثعور اًـمل وضحغة اًـلالهَة اًـَمَة احلاًَة‪ ،‬حتاول أأن ثلعؽ مؽ (اذلق)‪ .‬مؽ ا ألخذ‬
‫تـني الاؾخحار ‪ ،‬أأهو ؾنرص منازع ‪،‬ومنخلد ‪،‬ول ؾلالين‪ .‬ىذه اًلعَـة ثعورت مؽ‬
‫اًحـد اًعيب اًنفيس واًـلًل ‪،‬ابؾخحاره تـدا ؿَمَا ابمذَاز‪ ،‬ابلؤضافة ذلكل جية‬
‫اًلول‪ ،‬أأن اًعة اًنفيس ا ؤللكَنِيك مىن من اًخخفِف من مـاانت (اذلق)‬
‫وتواسعة ىذا اًخلدم ‪ ،‬أأمىن خَق وحرممي اًخواضي اًفـًل تني الؤوسان املـارص‬
‫و(اذلق)‪.‬‬
‫ًفيم هَف مت اهلعاؾنا ؾن( اذلق واذللى) ‪ً،‬خوجة ؿََنا أأن هخوجو ضوب اًخارخي‬
‫اذلي س نلسمو اؤىل ‪ 3‬مراحي‪:‬‬
‫‪- 1‬من اًلدم وحىت اًثورة اًفروس َة‪.‬‬
‫‪- 2‬مرحةل ؾزل اذللى اؤىل مرحةل اًخفذح املـريف اًعيب‪.‬‬
‫‪- 3‬اؤؿادة اًنؼر اًـَمَة واًـالجِة واملؤسساثَة واًس َاس َة يف اًلرن املايض‪.‬‬

‫‪- 1‬من اًلدم وحىت اًثورة اًفروس َة ( احلوار مؽ اذلق)‬


‫يف اًزمن اًلدمي ‪ ،‬ويف لك ا ألرجاء اًـامل (مؽ حتفغ) هؼر ٌَحمق ذلاثو‬
‫والآخرٍن ‪ ،‬ؿىل اهو غرًة‪ ،‬خمَف‪ ،‬وًىنو غري مسددـد ‪ ،‬وحنخفغ هل‬
‫مباكهة خاضة‪ ،‬وؼاىرة ثخجاوزان وًىهنا يف اًوكت هفسو هتمنا‪.‬‬
‫علم النفس اإلكلينيكي ‪.‬أ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 4‬‬
‫يف اًَوانن اًلدمية ‪ ،‬اكهت اًثـاتني ‪،‬ا ألهخِاء أأو اًرىحان أأو اًنساك‪،‬‬
‫ٌس خعَـون اًلِام تبأش َاء غري ؿادًة ‪ ،‬يف أأوكات غري مذوكـة ‪ ،‬ؿىل ىذا‬
‫ا ألساس هـخلد أأن تـظ اًيُس خريٍن واملطاتني ابًرصع كادرٍن ؿىل اًلِام‬
‫واًوكوع يف أأزمات مرضَة ثطي اؤىل ذروهتا‪ ،‬مؽ امذالويم ملوىحة حمتثي‬
‫امذالويم حلساس َة مـَنة جساؿدمه ؿىل الوضول اؤىل ىذه ادلرجة ‪،‬مما دفؽ‬
‫ابًـامة اؤىل الاسدشارة مـيم‪ ،‬و ثلدٍرمه ‪ ،‬ومه ميخَىون وضـا اجامتؾَا مـَنا‬
‫‪،‬ؿىل اؾخحار أأهنا هـخلد ابمذالويم ًلدرة اًخواضي مؽ اًـامل اًغَيب‪ ،‬خبريه ورشه‪.‬‬
‫وكد هـخلد تبأن اًرجي اًحدايئ‪ ،‬اكن ٍرى تبأن اذللى ٍزجعوهو خيَفوهو و أأهنم مبلام‬
‫أآًية‪ .‬ذلكل اضعر اؤىل اًححر عىل ثوافلات مـيم ‪،‬كد حىون اًرسومات‬
‫املوجودة ابًىيوف دًَال ؿىل ىذا احلوار‪.‬‬
‫وكد ميىن أأن هـخرب أأن ىذا اًوضؽ ؤاس متر حىت ؾرص اٍهنضة‪ .‬يف ىذا اًـيد‬
‫ؾرفت املدن ثنؼامي‪ ،‬نٌل ؾرفت ىذه املرحةل هنضة ؿَمَة ومـرفِة وثلنَة‬
‫‪،‬ازدىرت مـيا اًخجارة والاكذطاد ‪،‬وىذا ما فرض رضورة ثوفر مساحات‬
‫ٌَخواضي واًخـامي واًخفاؿي ‪.‬‬
‫مرحةل اٍهنضة ا ألورتَة ؾرفت أأًضا اهدشار ا ألوتئة ‪ ،‬مفن خالل ا ألسفار‬
‫واًرتحال تني اًلارات ‪.‬اكن يف تـظ احلالت هلي ا ألوتئة ‪،‬وىذا ًؤثر حامت‬
‫ؿىل اًسري اًـادي ٌَمدًنة ‪،‬وٌدلوةل ‪،‬مما فرض مـو تناء مسدشفِات ونذا‬
‫مجـَات دًنِة هتمت ابًوابء ‪.‬‬

‫مرحةل احلجر اًطحي ؿىل ( اذللى) وثعور املـرفة اًعحَة‪.‬‬


‫علم النفس اإلكلينيكي ‪.‬أ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 5‬‬
‫تـد اًلضاء ؿىل ا ألوتئة وفراغ ادلـَات ادلًنِة من ا ألفراد املوتوءٍن‪ ،‬مت‬
‫اس خـٌلل ىذه امللرات يف احلجر ًلك من هيدد اًنؼام اًـام‪ .‬أأو ما ًطعَح‬
‫ؿََو ابًوػائف سوس َو‪-‬س َاس َة اًرضورًة ‪،‬وهلطد هبا اًخجارة والؤرث‪،‬‬
‫اًلاهون اًطحي‪ً ،‬نبأخذ ؿىل سخِي املثال ؾندما ًمت ثورًر ا ألتناء‪ ،‬فاؤن ا ألمر‬
‫ًُس ابًسيوةل مباكن ؾندما ٍىون ا ألمر مرثحعا تبأتناء (محلى) ‪.‬فاًعحَـي اهو‬
‫ل ميىن ثوًَة احد ا ألتناء اذللى أأو املخخَفني ؾلََا جسري ملاوةل ‪ ،‬أأو رشنة‬
‫‪ ،‬أأو غريىا‪ ،‬ملا يف ذكل من ضَاع ر أأسٌلل ومن وراهئا اًرثوة ‪،‬وما ًرتثة ؾن‬
‫ذكل من ضَاع حلوق ا ألخوة وا ألخوات‪ ،‬فلدي نخاتة اًوضَة ًلوم ا ألب ‪،‬‬
‫ابس خدؿاء(اًـدول) لؤسلاط الاجن املـاق ذىنَا من املرياث‪ .،‬وٍىون تذكل‬
‫أأول احلارضٍن ًُس (اًعحُة) وًىن ( اًـدول)‪.‬‬
‫فاًـدول مه أأول من ًلومون ابخذحار اًىفاءة اذلىنَة واًفىرًة يف اجملمتؽ‬
‫اًربجوازي يف ىذه احللدة ‪ ،‬واذلي ًُس فِو ماكن ٌَضـفاء معوما مفا ابكل‬
‫ابًضـفاء ذىنَا‪ ،‬فا ألمحق مؽ ىذا اًخوجو‪ ،‬مس خثىن ‪.‬ىذا حصَح ‪ ،‬وًىن من‬
‫هجة أأخرى ىذا اًنؼام اىمت ابملخخَف ذىنَا ‪ ،‬و أأتدى اس خـدادا ًخحمي‬
‫ؿالجو‪ .‬يف ىذا اًنؼام اًربجوازي ‪ً ،‬خخني أأن اذلق معوما ؾرف مغوضا‬
‫ووكف تني اًلمؽ واملساؿدة‪.‬هفس اًغموض اذلي جنده تني اذلق واًخـلي‪ .‬يف‬
‫ىذه املرحةل ‪ .‬ذلكل اكن مِالد ما مسي ابملَجبأ وىو مش خق من اٌَجوء‪.‬‬
‫واكن دوره ٍمتثي يف اًوكاًة املزدوجة‪:‬‬
‫‪ - 1‬حٌلًة اجملمتؽ من لكٌل ىو ملَق ومزجع ومؤمل وخمَف ( وشا ًون‪،‬تغاء‪،‬‬
‫مرىض‪ ،‬محلى‪ ،‬مذخَفون ؾلََا ومنحرفون جنس َا)‬
‫علم النفس اإلكلينيكي ‪.‬أ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 6‬‬
‫‪- 2‬حٌلًة اًفئات اًيشة ضد اٍهناايت املبأساوًة‪ ،‬واًيت حمتزي هبا احلَاة اًـامة‬
‫من خالل منحيم اًـالجات ‪ ،‬اذلاًة‪ ،‬ىذا اًخـامي املزدوج‪:‬‬
‫‪ - 1‬ىو ل خيفي اٍمتَزي واًـنرصًة فيو من هجة ؿامل مَحد ٍرفظ اًضـفاء‪،‬‬
‫اًفلراء‪ ،‬وا ألمراض اًيت ًغَة فهيا اًخواضي واًخفاؿي والاس هتالك‪.‬‬
‫‪- 2‬ىو أأًضا ؿامل مس َحي ٍىرث من اًطدكة‪ ،‬من اًرمحة‪ ،‬من ادلمع‬
‫‪le grand‬‬ ‫الاجامتؾي‪ .‬يف نخاتو الؤغالق اًىدري ملش َي فوهو(‬
‫‪ )renfermement‬اذلي ٍرى أأن اؤوسان اًلرن اًساتؽ ؾرش ‪ ،‬أأند‬
‫ؿىل رضورة اؤتـاد اذللى ؾن احلَاة اًـامة ‪،‬ابًخايل مت اًخـامي مبحد أأ‬
‫"ا ألمحق ٍزجع اًنؼام الاجامتؾي اؤذا ‪ ،‬أأتـدوه ؾنو " اًندِجة ا ألوىل ىو‬
‫اٍمتَزي اًـنرصي ؤازاء ىؤلء(اذللى)‪ ،‬ملا يف ذكل من مطَحة ذلاثو‬
‫والآخرٍن ‪ ،‬تنفس ادلرجة اًيت هحـد فهيا املدرشد واٌَلِط وابئـات اًيوى‬
‫تني (اذلق)‬ ‫واملنحرفون اجلنس َون‪ .‬فاًفىر املس َحي سريتط‬
‫و(اخلعَئة)‪.‬‬
‫‪ - 3‬يف حني مجؽ اًخفىري الؤحلادي ‪،‬تني اذلق واًفلر‪ .‬أأما ؿامل اًخجارة فلد‬
‫رتط تني اذلق والاحنراف ‪،‬ؿىل كِاس أأن املنحرف هيدد اًنؼام اًـام‬
‫ٌَمجمتؽ وا ألرسة‪ ،‬ابؾخحارىا هواة ىذا اجملمتؽ‪ .‬واًيت نٌل س حق ذهر ذكل يف‬
‫هلي املمخَاكت‪ ،‬وىذا اٍمتثي ثدشارك فِو ٍلوؿة من ادلاؿات اًفاؿةل‬
‫واًضاغعة املىوهة ٌَمجمتؽ‪ .‬و أأضحح ا ألمحق موضوع الؤدراك واٍمتثي‬
‫واًلَق‪.‬‬

‫علم النفس اإلكلينيكي ‪.‬أ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 7‬‬


‫‪- 4‬يف اًلرن اًساتؽ ؾرش واًثامن ؾرش مت تناء ثطورات ومتثالت ؿىل‬
‫اذلق اهعالكا من أأوًئم اذلٍن مت اسددـادمه ساتلا‪.‬‬
‫‪- 5‬يف املرحةل اًثاهَة تد أأت يف هناًة اًلرن ‪ 18‬ؾرش من ىذا الؤغالق‬
‫‪،‬ؾندما دؾي اًعحُة من ظرف اًىينة‪ً ،‬زايرة املَجبأ واملساؿدة يف‬
‫ؿالج اذللى‪ .‬ويه مرحةل مِالد اًعة اًنفيس واًيت ارثحط جزايرة‬
‫اًعحُة ( ‪)Philippe Pinel‬وثَمَذه ( ‪ . )esquirol‬ؿٌَل أأن دخول‬
‫اًعة اًنفيس مل ًنحرص يف اًلارة ا ألورتَة‪ ،‬فَلد س حق اًـرب اؤىل ذكل‬
‫يف اًلرن ‪ 7‬املَالدي ‪ .‬واجلدٍر ابذلهر أأن ا ألظحاء اًنفساهَني واًـلالهَني‬
‫اًرواد مل ٌس خعَـوا ثلدمي يشء ما‪.‬فمل ٍىن أآهذاك ل مـرفة‪ ،‬ول أأدوات‪،‬‬
‫ول ثطنَفات‪ ،‬ول أأدوًة‪ .‬واكن مهيم ا ألول اؤجياد الاخذالفات اًحُنة تني‬
‫اضعراب هفيس وأآخر‪.‬‬
‫‪- 6‬يف هناًة اًلرن اًخاسؽ ؾرش وتداًة اًلرن اًـرشٍن‪ ،‬ػيرت توادر مـرفة‬
‫‪،‬وتناء دراسة اخلطائص املمزية ً ألمراض وثطنَفيا يف اًعة اًـلًل‬
‫واًنفيس خطوضا يف فروسا و أأملاهَا ؿىل ًد اًعحَخني ( ‪Charcot-‬‬
‫‪)Kraepelin‬ونذا اًـالجات ا ألوىل من كدَي) ‪Quetel et Morel‬‬
‫) من خالل نخاهبٌل ؾن اترخي ( أأظحاء اذلق) وتـده نخاب ؾن ا ألدوًة‬
‫اًنفس َة يف اًلرن ‪ . 20‬فا ألمحق من ىذه اٌَحؼة ‪ ،‬أأضحح يف ؾيدة‬
‫اًعحُة اًنفيس واًـلًل وىؤلء ا ألظحاء أأضححوا أأظحاء مذخططني يف‬
‫اذلق ‪ ,‬من ىذه املرحةل أأضحح الؤوسان همامت مبرض اذلق‪ ،‬وًُس ابملرًظ‬
‫ا ألمحق‪ ،‬ورغحة يف ؿدم ر أأًخو أأو جماورثو ‪ .‬فـىل اؾخحار أأن ا ألمحق‬
‫علم النفس اإلكلينيكي ‪.‬أ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 8‬‬
‫أأضحح موضوع اًـمل ‪ ،‬حِر غاتت اًيوًة متاما ؾنده ‪ ،‬ؾىس الؤوسان‬
‫اًـادي واذلي ميىننا أأن هلول ماكهو " ا ألمحق ًُس حنن ‪ ،‬اهو غرًة‬
‫ؿىل ىذه ا ألرض ‪ً،‬نلم تدراس خو وهعَة من اًعحُة اًنفيس واًـلًل‬
‫أأن هيمت تو ‪،‬وًىن فلط سهخـرف ؿََو حنن ‪ ،‬من خالل اًىذة" (ًددؽ)‬

‫علم النفس اإلكلينيكي ‪.‬أ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 9‬‬


‫علم النفس اإلكلينيكي ‪.‬أ‪ .‬التومي‬ ‫‪Page 10‬‬
‫ؿمل اميفس‬ ‫‪ ‬مسكل‬
‫امثاين‬ ‫امفطل‬
‫ؿمل اميفس اٌ ؤللكًَِيك اميفي‬ ‫املادت‬
‫امخويم‬ ‫ا ألس خاذ احملارض‬

‫‪2020/2019‬‬ ‫امس ية اجلامـَة‬

‫امسادس‬ ‫ادلرس‬
‫أ‪-‬التومي‪ .‬علم النفس المرضي‬ ‫‪Page 1‬‬
‫‪Le normal et la pathologie‬‬
‫السوي والمرضي‬
‫الجزء ‪3‬‬

‫‪- 1‬اؤؿادت اميؼر امـومَة وامـالحِة واملؤسساثَة وامس َاس َة يف املرن املايض‬
‫( امليؼور امفروًدي منوذخا)‬
‫داخل ُذا املسـى ; ونومتَزي تني اذلق وامفكر‪ً ،‬مت اؤؿادت اميؼر يف املفاُمي‬
‫امساتلة و الاس خًذاخاث احملطل ؿوهيا من املراحل ا ألوىل ميطل يف ُذٍ‬
‫املرحةل اؤىل اؤؿادت كراءت اذلق ثشلك خدًد ومبيؼور ؿومي اؤىل حد ما ;وؤان‬
‫اكهت املراءاث حمدشمة‪،‬ومكهنا يف اموكت هفسَ اكهت دكِلة‪ ،‬مؽ ا ألخذ‬
‫تـني الاؾخحار نومسافة امشاسـة مِذا امخحاؿد ‪ ،‬ميجد يف امحداًة تياء‬
‫هؼرايث مفرست و احهتاداث اؤلكًَِكِة‪ ،‬واميت اكن مِا ثبأزري اجيايب يف‬
‫ثغَري هؼرت امساسة واملِيَني‪ ،‬ومخطممي ؿالخاث ونذا دخول املرتني‬
‫ملسدشفى ا ألمراض امـلوَة واميفس َة ‪،‬وانوجوء مغري ا ألخطائَني مالُامتم‬
‫ة (اذللى) ‪ .‬وميكٌيا أبن هخخني ؿدت مؤرشاث سامهت يف اؤؿادت كراءت‬
‫امـالكة تني امسواء واملرض ‪.‬من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬امـمل املِم واجلحار‪،‬اذلي كام تَ فروًدٍ سواء ؿىل املس خوى‬
‫اميؼري أبو أبملٌلرسايت‪،‬‬

‫أ‪-‬التومي‪ .‬علم النفس المرضي‬ ‫‪Page 2‬‬


‫‪ ‬احلرنة املـادًة نوعة اميفيس الؤجنوزيًة وخطوضا اميت اكن مِا‬
‫أبثر فاؿل ؿىل املؤسساث وامس َاساث الاحامتؾَة‪.‬‬
‫‪ ‬هؼرًة ( ‪ )Szondi‬اميت مٌحخيا ملارتة مشومَة يف ا ألهرتوتوموحِة‬
‫ا ؤللكًَِكِة ‪ ،‬مؽ أبهنا مل جس خلعة امكثري من امحاحثني‬
‫‪ ‬وهؼرا مفساحة املوضوع س يلذرص ؿىل ما كدمَ فروًدٍ من معل اجلحار‬
‫واملمتزي اؤؿادت اميؼر نوامتٍز تني امسواء أبل سواء‪.‬‬

‫فروًدٍ و هؼرًة امـطاة( لكيا ؾطاتَون)‬


‫‪ -1 ‬من خالل ملارتخَ ا ؤللكًَِكِة واميؼرًة ؿىل امـطاة‪ ،‬حاول‬
‫فروًدٍ أبن ًدفـيا نودسومي جكوهيا (لكيا ؾطاتَون)‪،‬و أبؾخلد أبن‬
‫امـطاة ُو هحت مرغحاث امفرد املرفوضة يف أبلشـور‪ُ .‬ذا امكدت‬
‫ل ًـين معولا اهَ ُذٍ امرغحاث كد ظمست واىهتت وماثت‪ ،‬تل اؤهنا‬
‫مذواخدت وحِة ووش َعة دامئا يف أبلشـور وكد ثطل اؤىل امشـور‪ ،‬من‬
‫خالل ا ألؾراض امـطاتَة من كدَل (املوق‪ ،‬اخملاوف‪،‬ا ألزماث‪،‬‬
‫اموسواس‪ ،‬ا ألمراض اميفسجسمَة‪ ،‬فوخاث انوسان‪ ،‬امسوواكث‬
‫امليحرفة و أبل ؾلالهَة)‪ .‬ودافؽ أبًضا ؿىل أبن لك اؤوسان ًـخرب هفسَ‬
‫(سواي) فِو يف احللِلة اكرة نوـطاة من امسواء ‪ ،‬فِذا (الؤوسان‬
‫امسوي) ُو أبًضا ًلوم ثسوواكث غري ؾلالهَة ‪ ،‬واميت ميكن اؾخحارُا‬
‫أبؾراضا مرضَة من خالل اش امتمِا ؿل فوخاث انوسان ‪ ،‬أبفـال‬

‫أ‪-‬التومي‪ .‬علم النفس المرضي‬ ‫‪Page 3‬‬


‫ل ؤارادًة‪ ،‬وامخيايس امغري مربر‪ ،‬ابلؤضافة اؤىل ذكل أبند فروًدٍ أبن لك‬
‫فرد حيمل ًومِا ‪ ،‬ومعوَة احلمل جسمح ابمخيفُس ؿىل امرغحاث املكدوثة‪،‬‬
‫وابمخايل فلك فرد ٍكدت حزءا من رغحاثَ خطوضا مهنا امرغحاث اميت‬
‫حرحؽ اىل امعفوةل امطغرى‪ُ ،‬ذا اذلي ٌسمح ابملول ‪،‬اؤن امخكَِف‬
‫الاحامتؾي مؽ حمَط امـام وامحُئة اميت هدرشة مهنا املـاًري واملمي ‪،‬‬
‫ثفرض ؿىل أبثحاؾِا هحت رغحاهتم ‪ ،‬واملِام هبذا ؿىل اذلاث ‪ ،‬يه يف‬
‫احللِلة رضورت تًِوًة لزمة نوخرش‪ .‬مفِم ُذٍ امِيدسة امخرشًة ‪،‬‬
‫اهخلل فروًدٍ من ؿمل اميفس املريض اؤىل ا ألهرتوتوموحِة امـامة‪،‬‬
‫فاؾخرب أبن امِيدسة امخرشًة امعحَـَة حتخوي ؿىل وس حة من امـطاتَة‬
‫‪ ،‬وُذا اذلي ًدفـيا نولول أبن امفرد امـطايب مُس ابمغرًة ؾن اذلق‬
‫‪،‬تل ميكن املول أبن اذلق مُس ابمغرًة ؾيا‪ ،‬تل ا ألمحق ٌش هبيا ‪،‬‬
‫فِو مُس من جشكِةل أبو ظحَـة مغاٍرت ميا‪ .‬من ذكل وس خعَؽ أبن هلول‬
‫"اؤهيا هفِم الآن أبن ُذا ُو أبول اؤسفني يف ػِر امخلس مي اجلائر اذلي‬
‫تين مٌذ املرن ‪ 17‬ؾرش تني اذللى وا ألسوايء"‬
‫‪ -2 ‬اؤذا هؼرًة امـطاة وضـت فروًدٍ ؿىل سكة فِم ثبأزري‬
‫امعفوةل امطغرى‪ ،‬وخطوضا اجلًس َة امعفومَة‪ ،‬كدل فروًدٍ ‪،‬اكن‬
‫ادلَؽ ًيؼر يف امعفل جلك امرباءت واخلوو امخام من اجلًس َة‪ ،‬ؿىل‬
‫اؾخحار أبن اُامتم امعفل هبذا اجلاهة ًؤخل اؤىل مرحةل املراُلة‪،‬‬
‫ومكن من خالل املٌلرساث ا ؤللكًَِكِة نوفروًدٍ وؾن ظرًق امخحوَل‬
‫اميفيس ‪ٍ ،‬كدشف أبن امعفل مُس جرًئا من اجلًس َة اؤل أبن خاضَخَ‬

‫أ‪-‬التومي‪ .‬علم النفس المرضي‬ ‫‪Page 4‬‬


‫اجلًس َة ‪ ،‬مُست تـد خًس َة ثياسوَة مٌؼمة يف حمورخاص‬
‫ووػَفة حمددت( امخاكثر)‪.‬‬
‫يف أبحالم امـطاتَني ويف متؼِراهتم املرضَة‪ ،‬اندشف فروًدٍ اجلًس َة‬
‫امعفوَة من أبهواع ؿدت ‪ :‬مفَة‪ ،‬رشحِة‪،‬كضَخِة‪،‬وثياسوَة‪ .‬فامعفل‬
‫ٍرغة(خًس َا) ؿىل املس خوى امرمزي يف أبمَ‪ ،‬ومكٌَ ًخـرث ابمكدت‬
‫وتـدم امخجاوس امـمري وٌُل خاضَخان من خطائص اجلًس َة‬
‫امعفوَة‪ ،‬واميت يه غري مٌخؼمة ؾكس اجلًس َة ؾيد امراشدٍن‪.‬‬
‫فامرغحاث امعفوَة يه مٌفطةل ؾن تـضِا امحـظ ‪،‬ويه جمزئة‬
‫وامعفل ًخـرف ؿوهيا ابمخدرجي (مذـة امفم‪ ،‬مذـة حترًم امـَيني‪،‬‬
‫ومذـة املِاراث احلرهَة‪،‬مذـة امخحايه‪ ،‬مذـة امخحمك يف الآخر ومذـة‬
‫اخلضوع ملآخر) يف ُذا الؤظار جند فروًدٍ مجؽ لك ما س حق فِلول‬
‫"امعفل مذـدد أبشاكل الاحنراف"( ‪l’enfant est un pervers‬‬
‫‪. )polymorphe‬مؽ الاس خثٌاء امرضوري جلًس َة امعفل اميت مل‬
‫ثيضج تـد ‪ .‬ومكن جند أبن فروًدٍ كد وكف‪ ،‬من خالل دراس خَ‬
‫مـدت حالث مرضَة ؿىل أبن احنراف امراشدٍن ٍرحؽ مطدرٍ ا ألول‬
‫اؤىل اجلًس َة اجلزئَة امغري امليخؼمة يف مرحةل امعفوةل امطغرى ‪ُ .‬ذا‬
‫اذلي ٌسمح ابملول حسة فروًدٍ " ملد نيا مجَـا مٌحرفني يف‬
‫ظفومخيا" ( ‪ُ .)Nous avons tous été pervers‬يا جند أبهفس يا‬
‫مرت أبخرى هدساوى وامليحرف اجلًيس ‪،‬وُذا اؤسفني بآخر ًدق يف‬

‫أ‪-‬التومي‪ .‬علم النفس المرضي‬ ‫‪Page 5‬‬


‫اهمتَزي أبمخحمكي تني ا ألسوايء وامليحرفني‪ .‬فامفرد امسوي حيمل يف‬
‫لشـورٍ دامئا حاةل من امكدت لحنرافَ مٌذ مرحةل امعفوةل‪.‬‬
‫‪-3‬‬ ‫‪‬‬
‫كام فروًدٍ تدراسة ال( ‪( ) la mélancolie‬امسوًداء) واميت‬
‫اضعراة ذُاين ‪ ،‬ثدفؽ املرًظ اؤىل مـاانث أبخالكِة حادت ثدفـَ‬
‫دفـا حنو الاهخحار‪ ،‬واملوث اؤذا مل جيد من ًخكفل تَ ‪.‬من خالل‬
‫أبؾراض ُذا الاضعراة‪ ،‬واذلي ًخجىل يف( الاهعواء ؿىل اذلاث ‪،‬‬
‫جسفَِ اذلاث‪،‬امشـور ابذلهة‪ ،‬الاس خغياء ؾن امـامل اخلاريج‪،‬‬
‫امِذاين) يف ُذٍ املرحةل تد أب فروًدٍ تفِم حاةل املرًظ فالحغ أبن‬
‫املرًظ ٌسكل سوواك‪ ،‬هسووك أكي واحد مٌا ‪،‬ؾيدما ًفلد أبحد‬
‫أبضدكائيا أبو أبكارتيا أبحد بآابهئم‪ ،‬فاملرًظ املكذئة ًدخل يف ضَاع‬
‫وثََ ‪،‬وُو حياول أبن ل ٌسدسمل مِذٍ اموضـَة ‪ ،‬فِو يف ُذٍ احلاةل‬
‫مثهل مثال حاةل امثلكى اميت فلدث زوهجا ‪ ،‬فِيي حتاول احلداد ؿىل‬
‫املخوىف‪ ،‬فذحد أب حبرص ثفكريُا فَِ فلط ‪،‬ول هتمت تبآي يشء بآخر‪،‬‬
‫وجتد يف ُذا الاهغالق ؾن هفسِا ‪،‬جمال مخلف ؿىل لك املزااي ‪،‬‬
‫فمتجدُا وثـًل من كدرُا ومن مت ثلوم تخبأهُة هفسِا ؿىل كةل ثـولِا‬
‫تَ ‪ ،‬وختخوق بآل لف املربراث لشدِاكِا هل‪ ،.‬مخلف يف ا ألخري ؿىل‬
‫مساوئَ وثحد أب يف هراَُخَ والاس خغياء ؾيَ وجهرٍ‪.‬ومن ُيا فلط ميكن‬
‫نوثلكى أبن ثـاود الاسدامثر يف ؿامل ا ألحِاء ‪ ،‬مخجد تـظ من املخـة يف‬
‫احلَات‪ ،‬تذكل حهنيي معوَة احلداد وجتد مذـة احلَات‪.‬‬

‫أ‪-‬التومي‪ .‬علم النفس المرضي‬ ‫‪Page 6‬‬


‫ُيا مرت أبخرى جند اؤسفني بآخر ًيغرس يف اهمتَزي امخـسفى تني‬
‫امسوي واملريض‪ ،‬فالنخئاة مُس تغرًة ؾيا‪ ،‬فلك واحد مٌا ؾرف‬
‫احلداد ‪ ،‬حىت وؤان مل ٍكن حدادٍ ؿىل ا ألكارة ‪ ،‬فلد ٍكون حدادٍ‬
‫ؿىل أبش َاء كمية ابمًس حة هل‪ ،‬أبو ذهرايث ‪ ،‬أبو أبفاكر‪ ،‬أبو مدادئ نيا‬
‫هدشخر هبا وابمخايل ميكٌيا املول "اهيا مجَـا كرًحني من الانخئاة"‪.‬‬
‫‪-4 ‬‬
‫الؤسفني امراتؽ ٍمتثل يف اُامتم فروًدٍ ثشلك هحري ابضعراة اذلُان ‪،‬‬
‫فلد حاول فِم ُذا الاضعراة ؿىل امرمغ من كةل احلالث املـروضة‬
‫ؿوََ ‪ ،‬ذلكل اضعرا اؤىل اؤؿادت اميؼر يف هؼرًة امخحوَوَة اميفس َة من الؤًخوتَة‬
‫ا ألوىل ( امشـور و أبل شـور وما كدل امشـور) اؤىل الؤًخوتَة امثاهَة (ا ألان‬
‫وا ألان ا ألؿىل وانوِو) من أبخل أبن ًؤخذ اذلُان ماكهَ فهيا‪،‬وسوف ًخـرض هل‬
‫يف تـظ احلالث ‪.‬فٌجد أبن فروًدٍ تد أب ٌس خكشف مِاكهزيماث اميت جشلك‬
‫اذلُان ؾيد املرًظ‪ ،‬فولد لحغ اؤهنا ثدشاتَ اؤىل حد هحري مؽ مِاكهزيماث اميت‬
‫ثدشلك مهنا ا ألحالم ؾيد ا ألسوايء أبزياء هوهمم‪ ،‬و أكهيا مجَـيا ىكون ذُاهَني‬
‫ؾيدما حنمل‪ ،‬وابميدِجة‪ ،‬فاحلامخني مـا مدشاهبة سواء ؾيد اذلُاين أبو ؾيد‬
‫امفرد اميامئ امسوي وكد ًخجىل امدشاتَ يف ؿدت هلاط‪.‬‬
‫‪ ‬الاوسحاة من امـامل اخلاريج‪.‬‬
‫‪ ‬الاس خغالل املفرط نوحَات امخخَوَة دون ا ألخذ تـني الاؾخحار‬
‫امليعق ورضورايث امخكِف‪.‬‬

‫أ‪-‬التومي‪ .‬علم النفس المرضي‬ ‫‪Page 7‬‬


‫‪ .‬ا ؤلضاءت اخلافذة من اموؾي امليـكس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬املرة امكدري من املواضَؽ املس هتوكة تبأمعق امخخَالث‪ .‬وؿىل‬
‫اخلطوص امخخَالث امعفوَة‪.‬‬
‫‪ ‬املعَـة مؽ امواكؽ وس َعرت مٌعق أبلشـور‪ .‬ؿىل مٌعق امشـور‬
‫‪ُ ،‬ذا اذلي ٌسمح ميا ابملول‪:‬‬
‫" لك هجاز هفيس اؤوساين ُو حيمتل تًِة ذُاهَة"‬
‫فاذلُان ُو من ظحَـة غري خمخوفة ؾن ظحَـة الؤوسان امسوي‬

‫يف مواضؽ أبخرى جند أبن فروًدٍ ًؼِر امخلارة احلاضل تني امخُمت‬
‫امغرايم بآو ما وسمََ ؿادت ابحلة ا ألمعى واذلُان‪ ،‬فامـاشق امومِان ُو‬
‫يف ملام املطاة ابذلُان وامراتط املشرتك ُو فلدان امحطريت‪ .‬ؿوٌل أبهنا‬
‫كد حكون مرحةل ؿاجرت كد خنجل لحلا من ثذهرُا‪ .‬دون أبن هيكر أبن‬
‫ذكل خيوف بآاثرا دامِة يف هفس َة امـاشق‪.‬‬
‫و أبخريا وابحملطةل ًؼِر أبن فروًدٍ زرع أبرتـة أبسافني يف ػِر اهمتَزي‬
‫تني املريض وامسوي يف ا ألفاكر املخوارزة ؾن املرن ‪ 17‬ؾرش‪ .‬فامي‬
‫خيص اهمتَزي املعـي تُهنٌل‪ ،‬ابلؤضافة اؤىل متكٌَ من وضؽ ثلٌَة جسمح‬
‫نوـطايب نوخروج هنائَا من اضعراتَ اميفيس‪ .‬اؤىهتيى‬

‫هفس املراحؽ امساتلة‬

‫أ‪-‬التومي‪ .‬علم النفس المرضي‬ ‫‪Page 8‬‬


‫أ‪-‬التومي‪ .‬علم النفس المرضي‬ ‫‪Page 9‬‬
‫عمل النفس‬ ‫مسكل‬
‫الثاين‬ ‫الفصل‬
‫عمل النفس اٌ إللكينييك النفي‬ ‫املادة‬
‫محمد التويم‬ ‫ا ألس تاذ احملارض‬

‫‪2020/2021‬‬ ‫الس نة اجلامعية‬


‫‪7‬‬ ‫ادلرس‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 1‬‬


‫التطور التاريخي لكيفية مقاربة‬
‫مختلف األمراض النفسية والعصبية‬
‫المقدمة‪ :‬إن تارٌخ تطور األفك ار و النظرٌات فً علم األمراض العقلٌة‬
‫والنفسٌة معقد‪ .‬ومن الصعب التعرض إلٌه فً بضع صفحات‪ .‬بل ٌصعب‬
‫تلخٌصه والقفز على عدة مدارس تدخلت فً تطور هذه المعرفة‪ ،‬ؾي هذا المجال‪،‬‬
‫فهو ٌرتبط بشكل خاص بالتطورات التارٌخٌة واإلٌدٌولوجٌات والمواقؾ‬
‫المجتمعٌة‪ .‬فً هذ ه المحطة‪ ،‬سنتبع ترتٌبا زمنٌا من خالل تمٌٌز أربع فترات‬
‫رئٌسٌة‪ :‬العصور اإلؼرٌقٌة الرومانٌة وامتداداتها إلى العصر الكالسٌكً‪،‬تم‬
‫العصر الحدٌث وأخٌرا العصر المعا صر‪ ،‬ولن نرسً سوى أسس تارٌخ الفترتٌن‬
‫األولٌٌن ونركز أكثر على الفترتٌن األخٌرتٌن‪ ،‬حٌث أن التقالٌد السرٌرٌة‪،‬‬
‫تأسست كنهج منهجً مع فٌلٌب بٌنٌل (‪)Philippe Pinel‬الزال قائما‪.‬‬

‫والرومانية‬
‫‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الطب النفسي في العصور اإلغريقية‬

‫وهو ٌستند إلى النظرٌة التً وضعها أبقراط ( ‪.)la théorie humorale‬‬
‫ومن هذا المنظور‪ ،‬تعتمد الصحة البدنٌة وكذلك النفسٌة على توازن المزاجٌة‬
‫(المرارة السوداء ‪ ،‬المرارة األصفر‪ ،‬البلؽم ‪ ،‬الدم) وعلى توازن الصفات التً‬
‫تصاحبها (ساخنة‪ ،‬باردة‪ ،‬جافة‪ ،‬رطبة)‪ .‬وهذا المرض بشكل عام هو نتٌجة لعدم‬
‫تحرر هؤالء من الوهم‪ .‬حٌث ال ٌوجد انقسام حقٌقً بٌن مرض النفس ومرض‬
‫الجسم‪ .‬وتمٌز ت مدرسة أبقراط‪ .‬ترقذٌٌ ذصٍْفاخ ٍشظٍح ٍِ قثٍو ‪ :‬جنون‪،‬‬
‫الهٌجان‪ ،‬هوس‪ ،‬أو سوٌداء‪.‬‬
‫اإلضطرابٌن األولٌن ‪ ،‬هما من‬ ‫ومن منظور أبقراط نستطٌع أن نقول إن‬
‫(الحماقات) الحادة‪ ،‬أحدهما ٌشٌر إلى حالة من اإلثارة (السُعار)‪ ،‬واآلخر ٌشٌر‬
‫إلى حالة من ال كمون أو السبات العمٌق‪ .‬وهى تقابل اضطرابٌن مزمنٌن بال‬
‫حمى‪ :‬الهوس‪ ,‬مع اإلثارة; والسوٌداء ‪ ،‬مع التحاشً (‪.)2001 ،Pigeaud‬‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 2‬‬


‫تعتمد العالجات بشكل أساسً على أنواع معٌنة من النظام الؽذائً الستعادة‬
‫التوازن‪ ،‬المرتبط بالعقاقٌر بما فً ذلك ‪ ،‬م ن النباتات الطبٌة ‪ .‬وهً تثٌر الؽثٌان‬
‫ونكهتها شدٌدة المرارة‪ :‬فقد كان من المطلوب بشكل خاص استخدام تقنٌة التطهٌر‬
‫العنٌؾ للؽاٌة‪ .‬ومن تم فإن التطهٌر هو أحد أقدم عالجات الجنون ولم ٌتم التخلً‬
‫ة‬
‫عنه حتى القرن التاسع عشر حسب (‪ .)2010 ،Pigeaud‬هذا العالج تم‬
‫استكماله بإجراءات حركٌة ‪ :‬التدلٌك‪ ،‬المشً‪ ،‬وكذلك جمٌع أنواع التمارٌن التً‬
‫تسمح للجسم نفسه أن ٌكون فً حالة توتر كما هو حال فً رحلة على القارب ‪.‬‬
‫وسٌتم إتباع هذا األسلوب حسب المؤلؾ فً الطب العربً ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫مدارستٌن هما‪)Salerne( :‬و)‪ .(Montpellier‬وهكذا فإن المذهب الطبً‬
‫المذهبٌة أبقراطٌة ولكنه أٌضا ً ٌقدم‬ ‫للعصور الوسطى ٌظل مخلصا ً للروح‬
‫المالحظة األساسٌة للمراقبة السرٌرٌة وٌنظم المراكز األولى إلستشفاء المرضى‪.‬‬

‫‪- 2‬انعصر انكالسيكي‬


‫حسب (‪ " )Georges Lantéri- Laura‬المقصود بالعصر‬
‫الكالسٌكً فً الثقافة الؽربٌة‪ ،‬هً المدة التً تمتد من اكتمال عصر النهضة إلى‬
‫نهاٌة قرن التنوٌر وهكذا فإن الفترة التً حددت تتعلق بمكان ة علم األمراض‬
‫العقلٌة فً الطب وظهور مؤسسات ٌطالب بعضها بخصوصٌتها‪".‬‬
‫من كتاب مٌشٌل فوكو فً عام ‪ 1961‬بعنوان "‪."Folie et dérai-son‬‬
‫تارٌخ الجنون فً العصر الكالسٌكً ‪ .‬وتتركز أطروحة هذا الكتاب فً إبراز‬
‫مصادفة ؼرٌبة و لم تكن عرضٌة بٌن تارٌخٌن‪:‬‬
‫من ناحٌة خطاب األسلوب الذي قدمه رٌنٌه دٌكارت نشر فً ‪ ، 1637‬من ناحٌة‬
‫أخرى بناء ‪ Hôpital Général‬فً ‪ 1656‬و « اإلؼالق العظٌم»‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن‬
‫ما قد ٌشكل األساس للعقالنٌة الؽربٌة‪ ،‬أو العقٌدة الدٌكارتٌة والعقٌدة العقالنٌة التً تؤسس‬
‫لها‪ ،‬سوؾ ٌتم من خالل استبعاد العكس‪ ،‬وفً هذه الحالة الجنون هو الذي ٌمثل العكس ‪ .‬فً‬
‫العصور الوسطى‪ ،‬تجاهل المجتمع (المجانٌن) وعزلهم‪ ::‬بؽض النظر عن التشرد الذي‬
‫ٌحدث‪ ،‬فالجنون يجسده الشر‪ ،‬لذلك سيبذل المجتمع الؽربً كل ما فً وسع ه لجعل الرجل‬
‫المجنون ٌختفً من الفضاء االجتماعً‪.‬‬

‫فً الواقع أن ظهور المنطق الكالسٌكً ٌفسر على أنه ٌتزامن مع رفض‬
‫المجنون‪ ،‬لذلك‪ ،‬وباسم العقالنٌة‪ .‬و النتٌجة لهذا النفً المفاهٌمً (الجنون الذي‬
‫تحول إلى إخراج عن مساره)‪ ،‬ال ٌملك العقل شٌئا ً آخر لكً ٌتعلمه من الحمقى‪:‬‬
‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 3‬‬
‫«أصبح ظ ّل العقل‪ ،‬والجنون ٌستحق فقط ظل الزنزانة‪ ،‬حٌث ٌمكن تجاهله‬
‫ونسايه» (فوكو‪ .)1961 ،‬بداٌة من والدة المؤسسة النفسٌة‪ ،‬المستمدة من‬
‫األفكار اإلنسانٌة التنوٌر ٌة‪ٌ ،‬رى فوكو فٌها العالقة الداخلٌة بٌن اإلرهاب‬
‫واإلنسانٌة‪ ،‬أي الحركة المزدوجة للتحرٌر واالسترقاق "‪ ،‬والتً سوؾ تنعكس‬
‫على نطاق أوسع فً إصالحات النظام الجنائً‪ ،‬أو النظام التعلٌمً‪ ،‬أو نظام‬
‫الحماٌة االجتماعٌة‪.‬‬

‫‪ - 2‬والدة الطب انىفسي ألحديث في انبدايت مه انقرن انتاسع عشر‬

‫إن والدة الطب النفسً الحدٌث مرتبطة ارتباطا ً ال ٌنفصم باسم‪Philippe ( :‬‬
‫وصوله إلى مستشفى بٌستر فً عام ‪1793‬هً اللحظة التً ٌصبح‬ ‫‪ ،)PINEL‬ؾ‬
‫فٌها الجنون موضوع معرفة سرٌرٌة‪ .‬وٌمكن القول أن فٌلٌب بٌنٌل ( ‪Philippe‬‬
‫‪ )PINEL‬هوا لمحرر الرسمً( للمجنون) ‪،‬ومؤسس الطب النفسً الحدٌث‪ٗ ،‬تؼذ‬
‫دساطذٔ اىطة فً ٍّ٘ثئٍٍ‪ ،‬مشط ّفغٔ هدساعح اىَشض اىؼقيً ٍِ عِ ‪ 33‬ػاٍا‪.‬‬
‫فً عْح ‪ 1793‬ػٍِ (‪ )Philippe PINEL‬فً ٍغرشفى تٍغرش مطثٍة فً‬
‫اىَغر٘صف اىرقى ْٕاك (‪« ،)Jean Baptiste PUSSIN‬اىسامٌ اىؼاً ىيسَقى»‬
‫ٍْز ػاً ‪ٗ .1784‬قذ عيٌ ىٔ األخٍش ذقشٌشا ػِ «زاىح اىسَقى اىزٌِ دخي٘ا‬
‫ٍغرشفى تٍغرش فً ‪ٌْ 1‬اٌش ‪ ،1784‬تَا فً رىل دٌغَثش اىَاظً ‪ٗ )1792‬اىرً‬
‫مرة فً ٍقذٍح ذقشٌشٓ ػِ اىَؼُْ٘ ب"اىؼالخاخ اىطثٍح اىفيغفٍح ػيى اإلعرٍالب‬
‫اىؼقيً ٗاىغٌ٘ذاء" ‪ ،‬بيٍّو اػرَذ ػيى ترقشٌش ‪ ٗ pussin‬أعاطا ػيى ٍالزظاخ‬
‫اىََشظح ‪،‬هٌثذأ فً ٗظغ ذصٍْف أٗهي ىيَشض اىؼقيً ٗإتشاص ىسظاخ "اىٖ٘ط‬
‫اىذٗسي" (‪) La manie‬اىَرغٍش تٍِ ىسظاخ ٍِ ظؼف ٗػً اىَشٌط ٗىسظاخ‬
‫ٍِ اى٘ظ٘ذ اىشذٌذ‪ٕ .‬زا االمرشاف اىنثٍش اىزي اشرشك فٍٔ تٍٍْو ٍَٗشظرٔ ٌغيػ‬
‫اىع٘ء ألٗه ٍشج ػيى أُ اىَدُْ٘ ‪ٗ ،‬تْ٘ع ٍِ اىرفنٍش االعرقشائً أّٔ "ٍَٖا ماُ‬
‫اىَدُْ٘ أمثش خٍّْ٘ح فيٍظ ٍؼْآ أّْا الّغرطٍغ اىر٘اصو ٍؼٔ " ‪ ،‬تٍٍْو ىِ ٌدٗقف‬
‫ػِ ذسقٍق ٕزا اىَثذأ اىزي امرشفٔ ٍِ اىٖ٘ط اىذٗسي‪" .‬إرا ماُ ٌَنِ ىيَشء أُ‬
‫ٌرسذز ٍغ اىسَقى ٗإرا ماُ ىٖزٓ اىنيَح آثاس ػالخٍح‪ ،‬ألُ اىسَقى ال ٌؤخز‬
‫تاىعشٗسج مئ فً خّْ٘ٔ‪ٗ ،‬أُ تقاٌا اىؼقو ذثقى فٍٔ‪ٗ ،‬أُ اىؼالج ٌَنِ تاىراىً أُ‬
‫ٌؤخز ٕزا تؼٍِ االػرثاس‪ٕٗ .‬نزا فئُ امرشاف ٕزا اى٘ادي اىسش فً اىٖ٘ط اىذٗسي‬
‫ٌؤدي إىى ذغٍٍش مثٍش فً غشٌقح ّظشّا إىى اىدُْ٘‪ ،‬ألّٔ ٌصثر َّ٘رخا ىنو أّ٘اع‬
‫اىدُْ٘ اىرً ىِ ٌفشو فٍيٍة تٍٍْو فً اىرٍٍَض تٍْٖا " ‪ ،‬فً كل الحمقى ‪ ،‬كإّغاُ‬
‫ٍؼق٘ه ٍغ ٍِ ٌَنِ اىر٘اصو ‪ٗ ،‬ىنِ تقاٌا اىؼقو ٕزٓ ذدؼو ٍِ اىََنِ أٌعا ً‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 4‬‬


‫اىرفنٍش فً إٍناٍّح ذص٘س اىسَقى ٍِ قثو خطاب اىَؼاىح ىنً ٌق٘د اىٌ سٌط إىى‬
‫اىؼالج‪.‬‬
‫لذلك فإن ثورة بٌنٌل تلعب فً هذه اللحظة‪ ،‬التً تحتوي فً قوتها على منهجٌة‬
‫نفسٌة جدٌدة تماما‪ .‬وهكذا فإن الثورة فً المعاملة األخالقٌة تتألؾ من جزء فً‬
‫تحدٌث قابلٌة عالج الحمقى‪ .‬ومن ناحٌة أخرى‪ ،‬اكتشاؾ حوار محتمل مع‬
‫المجنون‪ ،‬وأخٌرا فجوة ومسافة ممكنة دائما بٌن المجنون و جنونه الخاص‬
‫(سوٌن‪.)1997 ،‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن بٌنٌل قد أدمج مساهمة تجارب بال قٌود التً تجري فً‬
‫نفس الوقت فً إنجلترا تحت قٌادة كولن ‪ ،‬حٌث كان لتلك التجارب اثر على‬
‫بٌنٌل كبٌرا‪ :‬فمن خالل اإلصرار على الدور الرئٌسً الذي ٌلعبه الجهاز العصبً‬
‫فً نقل األحاسٌس والتهٌج‪ ،‬سوؾ تعتبر كولن أن "كل مرض ٌصٌب الجسم‬
‫البشري تقرٌبا ً البد أن ٌسمى توتراً‪ ،‬مع انتقال األعصاب لكل األحاسٌس‬
‫واإلحساسات‪ .‬وعلى هذا فإن أمراض األعصاب‪ ،‬التً تسمٌها كولن األعصاب‪،‬‬
‫تلعب دوراً مركزٌا ً فً علم األمراض البشري‪ :‬ففً علم األمراض ‪ ،‬تبدو هذه‬
‫األمراض باعتبارها الفئة الثانٌة من علم األمراض‪ .‬وقد تبنى بٌنٌل هذه الفكرة‬
‫فً عام ‪ ، 1798‬مما جعل «العصبٌة» طبقته الرابعة من الباثولوجٌا‪.‬‬

‫( ‪Toulousain‬‬ ‫‪ ،‬تولوسٌن إسكٌول‬ ‫وكان لبٌنٌل تلمٌذان وهما‬


‫‪(Briançonnais‬‬ ‫‪ )1840-1772()Esquirol‬وبرٌانكونٌس فٌروس‬
‫‪30‬‬ ‫)‪ ،)1861-1784(Ferrus‬اللذان وضعا القانون الشهٌر الصادر فً‬
‫حزٌران‪ٌ/‬ونٌه ‪ ،1838‬وقع علٌها الملك لوٌس فٌلٌب ومنظمة الصحة العالمٌة‪،‬‬
‫ونظما العالج فً المستشفٌات فً المؤسسات العامة والخاصة وحماٌة المرضى‬
‫وممتلكاتهم‪.‬‬

‫الجزء الثانً ومن القرن التاسع عشر شهد نشوء عٌادة لألمراض العقلٌة‪،‬‬
‫التً نقلت الطب النفسً من نموذج المرض العقلً الواحد إلى نموذج األمراض‬
‫العقلًةالمتعددة‪،)1998 ، Georges Lantéri- Laura( .‬‬
‫(‪ )Jean –pierre Falret 1794-1870‬وهو من الباحثٌن فً أ صل‬
‫الهذيانً للجنون ولم ٌقبل بوجود (‪ )monomanies‬حسب وصؾ كل من‬
‫)‪)(Philippe PINEL- Esquirol‬‬
‫وصؾ تناوبات الهوس و السوٌداء ( ‪)la Mani et la Mélancolie‬‬ ‫ؾ‬
‫باسم"الجنون الدائري" )‪ (la folie circulaire‬وحلل "جنون الشك"‪ ،‬الذي‬
‫كان بمثابة مقدمة للعصاب الوسواسً‪.‬‬
‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 5‬‬
‫(‪ )1851-1797()Francois Leuret‬مكانة‬ ‫ٌحتل فرانسوا لٌورٌت‬
‫خاصة فً تارٌخ الطب النفسً فً القرن التاسع عشر بسبب األهمٌة التً‬
‫ٌولٌها للمفهوم النفسً للهذٌان وفقا ً له‪ "،‬فهو فكرة زائفة تتسم بالثبات والتماسك‬
‫الخاص‪ ".‬و ذلك اهتم بالمعاملة األخالقٌة ‪،‬مع المرضى نفس الكلمات التً‬
‫استخدمها فٌلٌب بٌنٌل ولكن لوصؾ واقع مختلؾ تماما‪ :‬حٌث تحولت المعاملة‬
‫األخالقٌة إلى "ترهٌب" (‪ ،)1894 ,Seme laigne‬ألن المرٌض البد أن‬
‫ٌتخلى عن هذيانه تحت طائلة عقوبة تتمثل فً رشه بالمٌاه أو الدش البارد التً‬
‫تشكل عقوبات حقٌقٌة‪.‬‬

‫مفترق طرق انقرن ‪1920-1870 :‬‬


‫سوؾ ٌتسم مفترق الطرق هذا‪ ،‬من ناحٌة‪ ،‬بتطوٌر عدد من النماذج والمناقشات‬
‫التً ستكون حاسمة فً تطور األفكار فً علم األمراض العقلٌة‪ ،‬ومن ناحٌة أخرى‪،‬‬
‫بإنشاء علم األمراض العقلٌة‪ ،‬وتصنٌفها‪ ،‬وهو ما ال نزال نتبع ذلك الٌوم‪.‬‬

‫‪ - 3‬وظريت اإلوحالل‬
‫‪La théorie de la dégénérescence‬‬

‫حسب (‪ )Morel et Magnan‬فً نهاٌة القرن التاسع عشر كانت جزء جدٌد من‬
‫تارٌخ تطور األفكار إلى علم األمراض العقلٌة‪ ،‬هنا نجد نظرٌة اإلنحالل‪.‬‬
‫(‪ . )la théorie de la dégénérescence‬وٌطور ‪1809-1873‬‬
‫‪Bénédict Morel‬أطروحته من أجل التمٌٌز بٌن حالة عقلٌة تكونت من‬
‫اضطرابات ‪ٌ ،‬تحتم حسب الكاتب البحث عن أصل اإلضطراب‪ ،‬سواء من‬
‫الوراثة أو ما قد ٌتعرض له الطفل فً صؽره من أمراض‪ ،‬من بٌنها أثار‬
‫‪ Bénédict Morel‬التسممات واإلدمان الكحولً‪ ،‬المالرٌا ‪ ،‬والفقر وؼٌرها‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 6‬‬


‫كثٌر‪ .‬فً كتابه دراسة االنحطاطات الذي ظهر فً سنة ‪ 1857‬تحدث الكاتب‬
‫صراحة إنهم تمثل انحرافا ً مرضٌا ً لنوع طبٌعً من اإلنسانٌة‪.‬‬
‫هذا الكاتب ‪ 1809-1873 Bénédict Morel‬تابع عمله بتقسٌم(المسلوبٌن‪les -‬‬
‫‪ )aliénés‬إلى مجموعتٌن ‪:‬العادٌون والذٌن تحت عدة أسباب ٌصبحون مرضى‬
‫(المانٌا‪ ،‬السوٌداء‪ ،‬الهذٌان‪ ،‬ومن جانب آخر نجد من أسماهم الكاتب باألشخاص‬
‫المتحللون والذٌن لهم أصال عقلٌة مضطربة والذٌن ألتفه األسباب ٌبرزون‬
‫اضطرابات كبٌرة وحادة وقد عمل الكاتب على تمٌٌز هذه الشرٌحة الذٌن اسماهم‬
‫المتحللون وهم ( ‪- idiots‬البلهاء) وهً درجة سفلى وفً الوسط نجد( البلداء ‪-les‬‬
‫)‪ )débiles‬اللذٌن ٌعانون تلؾ فً الدماغ مما ٌؤثر أٌضا على ملكاتهم الفكرٌة‬
‫واألخالقٌة ‪ .‬تم نجد المتحللون أصحاب الدرجة العلٌا ‪ ،‬حٌث على الرؼم من‬
‫معاناتهم من تلؾ فً الدماغ ال ٌؤثر على ملكاتهم الفكرٌة‪ ،‬أال أن اضطرابهم‬
‫ٌتمثل فً تفكك المراكز النفسٌة والحركٌة‪ .‬وعلى خطى تشارلز داروٌن‬
‫حدد‪ 1873 Bénédict Morel‬مفهمواإلنحالل ب" الحالة المرضٌة للفرد‬
‫ومقارنتها بأجهزته األكثر أهمٌة‪ ،‬حٌث ٌكون تكوٌنها ضعٌؾ فً مقاومتها وبذلك‬
‫تكون ؼٌر مكملة للشروط البٌولوجٌة من اجل المقاومة الوراثٌة من اجل الحٌاة"‬
‫‪(Considérations générale sur la folie des héréditaires ou‬‬
‫)‪)dégénérés 1887‬‬

‫‪ - 4‬شاركىث وانهستيريا‬

‫وفً الوقت نفسه‪ ،‬تكشؾ األعمال الكبٌرة التً قام بها جان مارتن شاركوت‬
‫(‪ )1893-1825‬وهو خبٌر عصبً فً مسألة الهستٌرٌا‪ .،‬وكانت أول نظرٌة‬
‫للهستٌرٌا التً ٌتبناها شاركوت تعتبر حالة مرضٌة متشنجة بنفس الطرٌقة التً‬
‫ٌتم بها صرع أو شلل جزئً أو عام والذي كان فً ذلك الوقت مجمعا ً تحت إسم‬
‫أمراض األعصاب‪ .‬وٌتم تحلٌل الهجمات الهستٌرٌة على أربع مراحل‪:‬‬
‫‪-1‬فترة الصرع‪،‬‬
‫‪ -2‬وفترة الحركات البهلوانٌة الكبرى‪،‬‬
‫‪ 3‬وفترة المواقؾ العاطفٌة‪،‬‬
‫‪- 1‬وأخٌرً ا الوصول إلى محطة الهذٌان‪.‬‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 7‬‬


‫فً نظرٌته الثانٌة اعتبر شاركوت‪ ،‬أن الهستٌرٌا فً جزء كبٌر منها هً مرض‬
‫عقلً ‪ ،‬حٌث التمثل العقلً مرتبط بصدمة التً سببت اإلضطراب‪ ،‬والذي ٌمكن‬
‫الشفاء منه عن طرٌق توجٌه عدة اقتراحات للمرٌض ‪.‬‬
‫‪..‬‬
‫‪ -‬انطب انىفسي األنماوي مدرست إميم كرا يبهين‬
‫‪5‬‬
‫(‪)Emile Kraepelin 1855-1926‬‬
‫قضٌتان رئٌسٌتان فً تارٌخ الطب النفسً الحدٌث على مدى مائتً عام‪ .‬األول‬
‫العقلٌة وٌتعلق الثانً‬
‫‪،‬‬ ‫كوٌن النفسً لألمراض‬
‫تضارب بٌن تكون األعضاءوالت‬ ‫ٌتعلق بال‬
‫بتصنٌؾ األمراض‪ ،‬أي وضع دلٌل الذي ٌصؾ األمراض العقلٌة وٌمٌزها‪ ،‬والذي‬
‫ٌؤدي فً الوقت نفسه إلى الفصل بٌن األمراضالعادٌة (النفسٌة) واألمراض العقلٌة‪.‬‬
‫‪ )1926-1855‬فً هاتٌن المسألتٌنحاسماً‪ ،‬وما زال‬ ‫لذلك‪ ،‬كان إسهام إٌمٌل كراٌلٌن (‬
‫العشرٌن‬
‫‪.‬‬ ‫ٌشكل عالمة على الطب النفسً فً القرن‬
‫أراد كراٌبلٌن أن ٌكون عالمًا‪ .‬وٌرفض أٌة توافقات ‪ ،‬مع الفلسفة باسم العلوم‬
‫الطبٌعٌة وعلم البٌولوجٌا‪ ،‬انه عالم ٌؤمن بالعضوٌة ( ‪est un organiciste‬‬
‫‪ ،)convaincu‬بالنسبة له المرض العقلً مرض فً الدماغ وٌتمٌز بالنسبة له‬
‫بترتٌب لألعراض ‪ ،‬بمعنى أن المهم عند الكاتب هو عمل أوال للمحتوى الفكر‪.‬‬
‫اإلصدار األول من كتابه " سمات الطب النفسً" فً عام ‪ 1883‬الذي صدرفً‬
‫عام ‪ 1896‬اكتسب بُعداً حاسما ً فً تارٌخ الطب النفسً‪ .‬وٌمٌز كراٌبلٌن بٌن‬
‫األمراض القابلة للعالج ‪ :‬وحددها فً الهذٌان المصحوب بحمى وتسمم ‪ ،‬الهوس‬
‫‪ ،‬السوٌداء وااللتباس‪.‬‬
‫و األمراض المستعصية‪ :‬الجنون الدوري‪ ،‬على شكل هذٌان ‪،‬جنون منظم ‪،‬بشكل‬
‫اكتئابً واضطهادي ‪ ،‬جنون العظمة ‪ ،‬انحالل نفسً‪ ،‬عصاب ( الهستٌرٌا‬
‫ووهن عصبً ) ‪.‬‬
‫وأمراض شبه المزمنة‪ :‬كالتسمم بالكحول أو المورفٌن‪ ،‬والخرؾ والشٌخوخة‬
‫ومعٌقات النمو الطبٌعً مثل البالدة وؼٌرها‪.‬‬

‫فً الطبعات التالٌة من تصنٌفاته‪ ،‬نجد أن األمراض المستعصٌة أصبحت وحدة‬


‫مستقلة داخل تصنٌؾ « الخرؾ المبكر»‪ ،‬الذي كان ٌجمع فً ‪ 1906‬بٌن‬
‫) ‪ ،l’hébéphrénie (-2-) ،(paraphrénie-1-‬والخرؾ بجنون العظمة‪ .‬نجد‬
‫أن ( ‪ ،)1954()Henri EY‬أوضح إن هذا التطور فً التصنٌفات ‪ ،‬هو نموذج‬
‫لتؽٌٌر فً اإلطار اإلبستٌمولوجً‪ :‬وبالتالً فإننا نتحول تدرٌجٌا من تصنٌؾ ٌستند‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 8‬‬


‫إلى معاٌٌر تطورٌة إلى تصنٌؾ ٌستند إلى تحدٌد أسباب محددة‪ .‬وسٌؽطً هذا‬
‫التقسٌم كل نطاق المحاوالت الرامٌة إلى تصنٌؾ المرض العقلً على مدى القرن‬
‫العشرٌن‪ ،‬من ما ٌسمى عادة " المدرسة الفرنسٌة" إلى ظهور الدلٌل التشخٌصً‬
‫واإلحصائً لالضطرابات العقلٌة التابع لرابطة أطباء النفس األمرٌكٌٌن‪ .‬هذا من‬
‫شأنه أن ٌحدد هذه األعراض‪ .‬فقد نشرت المدٌرٌة العامة للبٌئة والصحة العامة‬
‫وحماٌة المستهلك التابعة للمفوضٌة األوروبٌة تقرٌراً عن عمل المفوضٌة‬
‫األوروبٌة فً هذا المجال‪ .‬ومن وجهة النظر هذه‪ٌ ،‬علن نهج كراٌبلٌن الطب‬
‫النفسً والدلٌل التشخٌصً واإلحصائً‪ ،‬حٌث تكفً بعض األعراض للتشخٌص ‪.‬‬

‫‪ - 6‬انتحهيم انىفسي‬

‫ثورة التحلٌل النفسً على ٌد مؤسسه ‪ ،‬فروٌد ( ‪ ،)1939-1856‬الذي نشر أول‬


‫‪،1899‬‬ ‫نص مهم‪ ،L'Interprétation du Rêve ،‬نشرت فً عام‬
‫‪1900‬وتخرج طبٌبا ً فً عام ‪ ،1880‬وحضر دورات شاركوت فً عام ‪.1885‬‬
‫فً الفترة ما بٌن ‪ 1892‬و‪ ،1894‬تعاون مع جوزٌؾ بروٌر فً الدراسات حول‬
‫الهستٌرٌا‪ ،)1895 ( ،‬ولكن أفكارهما لم تعد متوافقة‪ .‬ومن هذا التارٌخ أصبحت‬
‫الهستٌرٌا عند فروٌده‪ ،‬نتٌجة لصراع بٌن االتجاهات الواعٌة والمٌول الالواعٌة‪،‬‬
‫وهً تعبر أساسا عن الرؼبات و الحاجات‪ ،‬التً هً ذات طبٌعة جنسٌة‪ .‬فضالً‬
‫عن ذلك فإن فروٌده قرر اإلستؽناء على التنوٌم المؽناطٌسً‪ ،‬واإلعتماد على‬
‫التداعً الحر‪ ،‬الذي يسمح بالوصول إلى الالوعً ‪،‬برفع اآللٌات الدفاعٌة‬
‫للمرٌض‪ .‬فً مواصلة تحلٌله الذاتً‪ ،‬وضع فروٌده وحده تقرٌبا حتى عام ‪1905‬‬
‫‪ ،1899‬وعلم‬ ‫جوهر عقٌدته التحلٌلٌة النفسٌة من خالل تفسٌر الحلم فً عام‬
‫النفس المرضً للحٌاة الٌومٌة فً عام ‪ 1901‬والثالث مقاالت حول نظرٌة الحٌاة‬
‫الجنسٌة فً عام ‪ :1905‬هذا الكتاب‪ ،‬الذي خلق ارتجاجا مجتمعٌا ‪ ،‬الذي ٌصؾ‬
‫الجنسٌة الطفولة و مراحلها ‪ ،‬وجمع فروٌد دعم تالمٌذه ‪ .‬لٌنقلبوا علٌه فً‬
‫مستقبل األٌام‪.‬‬

‫يه هذا‪ ،‬أحدث ثورة كاملة فً القطبٌة التً كانت حتى ذلك الحٌن‪ ،‬هً‬‫عمل فرو د‬
‫قطبٌة الجسد والعقل‪ ،‬والتً تؽذي الفكر الؽربً كله‪ :‬وستحل محل هذه القطبٌة‬
‫قطبٌة أخرى‪ ،‬أي ثنائٌة الشعور والالشعور‪.‬‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 9‬‬


‫يه‪ ،‬فً كتابه ‪Au delà du Principe de -‬‬ ‫إن النص األساسً لفرو د‬
‫)‪ٌ ،Plaisir (1920‬حتوي على كل التطورات التً اقترحها حتى وفاته‪ ،‬الذي‬
‫ٌمكن رؤٌته ا أٌضا فً كتابه مستقبل الوهم )‪(L'Avenir d'une Illusion‬‬
‫وفً هذا الكتاب الذي كتب بعد الحرب العالمٌة األولى‪ٌ ،‬رى فروٌده أن الحٌاة‬
‫عبارة عن تصرٌؾ طاقة‪ ،‬مما ٌثٌر على الفور الرؼبة فً وقفها‪ ،‬فً العودة إلى‬
‫الثبات‪ ،‬حتى إلى درجة الصفر من االستثارة‪ ،‬وبالتالً إلى ؼٌر العضوي‪ :‬وهذا‬
‫(التضاد)‬ ‫هو تأثٌر ما ٌسمٌه «دافع الموت»‪ ،‬وهذا الدافع بالتالً هو محرك‬
‫(الرؼبة فٌه والرؼبة عنه) لكل من ٌعٌش فً حد ذاته‪ .‬من اآلن فصاعدا‪ ،‬الحٌاة‬
‫نفسها‪ ،‬التً ٌدعو فروٌده (‪)EROS‬إلى أن تمٌز جٌدا مٌلها إلى االتحاد‬
‫والتقدمٌة‪ ،‬ال ٌمكن أن تكون ممكنة بدون هذا المحرك المتناقض‪ ،‬وبدون رؼبة‬
‫أكثر‬ ‫شدٌدة فً هذا التدمٌر‪ ،‬فإن الوجه المظلم لنفسٌة بشرٌة قادرة على الحب‬
‫من قدرته على الكراهٌة‪.‬‬

‫‪ - 7‬علم األعصاب وعلوم األعصاب‬


‫عرؾ القرن ‪ 19‬عشر ثورة فً دراسة الدماغ‪ ،‬من خالل اكتشاؾ الدور الذي‬
‫ٌلعبه ( ‪ )L’hypothalamus‬بوصفه منظم لحاجات والمتحكم فً التمثل الؽذائً‬
‫بشكل عام‪ )Paul Pierre Broca 1824-1880 (.‬اكتشؾ مركز الكال م‪Carl ( .‬‬
‫) ‪ )Wernicke 1824-1880‬خلد اسمه على عصب ٌتواجد بالدماغ مسؤول‬
‫على اللؽة ‪،‬وأي تلؾ به ‪ٌ،‬ؤثر مباشرة على اللؽة شفوٌا وكتابٌا‪ ،‬فً نهاٌة القرن‬
‫التاسع عشر وبداٌة القرن العشرٌن ‪ٌ،‬تم التعرؾ عن مرض الزهاٌمر من طرؾ‬
‫العالم األعصاب ( ‪ ،)Alois Alzheimer 1864-1915‬نجد أٌضا العالمان اللذان‬
‫وضعا خرٌطة الدماغ وهما ( ‪ )Von Economo.Vogt Brodman‬من خالل‬
‫دراسة مناطق المسؤولة عن حركة الجسم‪ .‬وؼٌرهم كثٌر م ن العلماء الذٌن اؼنوا‬
‫البشرٌة بدراسات عمٌقة ومتمٌزة عن الدماغ‪.‬‬
‫العالجات العصبٌة األولى كانت فعالة فً بداٌة القرن العشرٌن من خالل العالج‬
‫بالصدمة‪،‬ى تم لتتطور األمور فً سنة ‪1950‬من خالل اكتشاؾ أول مضادات‬
‫الذهان من طرؾ ( ‪ )Herni laborit‬وآخرون ببارٌس تم بعدها عقاقٌر مضادة‬
‫لالكتئاب ( ‪ )1957‬تم عقاقٌر إلزالة القلق ( ‪ )1958‬وحالٌا جزء كبٌر من‬
‫األبحاث البٌولوجٌة فً الطب النفسً تتجه نحو عقاقٌر نفسٌة جدٌدة باإلعتماد‬
‫االكتشافات فً علم األعصاب‪.‬‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 10‬‬


‫انطالقا من سنة ‪ 1980‬التطور الذي عرفه علم النفس المعرفً ‪ ،‬مكنه من‬
‫الوصول التطور الذي عرفه علم األعصاب فً مجال مخٌالت الدماغ لتتعمق‬
‫الحقا فً علوم األعصاب‪.‬‬

‫‪-10‬إعادة هيكلة الطب النفسي في الدول الغربية‬


‫فً نهاٌة الحرب العالمٌة الثانٌة‪ ،‬تبنت رٌاح اإلصالح الطب النفسً الؽربً فً‬
‫العدٌد من البلدان‪ .‬وفً الوالٌات المتحدة‪ ،‬أقر الرئٌس كٌنٌدي قانون الصحة‬
‫العقلٌة للمجتمع المحلً فً عام ‪ ،1963‬الذي ركز على مرافق الرعاٌة للمرضى‬
‫الخارجٌٌن‪.‬‬
‫‪ .‬وفً إٌطالٌا‪ ،‬حدد القانون ‪ 180‬المؤرخ ‪13‬ماٌو ‪ 1978‬نهاٌة مستشفى الطب‬
‫النفسً‪ .‬وتنفذ إنجلترا وألمانٌا سٌاسات طوعٌة لرعاٌة المرضى الخارجٌٌن‬
‫للمرضى العقلٌٌن‪.‬‬

‫وفً فرنسا‪ ،‬بدأت سٌاسة إعادة النظر فً الطب العقلً والنفسً فً عام ‪1958‬‬
‫من طرؾ جمعٌة الصحة العقلٌة فً بارٌس الدائرة ‪ 13‬و من مؤسسٌها نجد ‪،‬‬
‫فٌلٌب باومٌل‪ )Phillip Paumelle( ،‬وآخرون ( ‪.)2010 ،Ghiland et all‬‬
‫وقد تم تنفٌذها تدرٌجٌا بفضل الجهود المشتركة التً بذلها العدٌد من الرواد ‪،‬‬
‫وٌضع التعمٌم الصادر فً ‪ 15‬مارس ‪ 1960‬األسس لما سٌكون محور مؤسسات‬
‫الرعاٌة النفسٌة‪ ،‬أي إنشاء مركز استشفائً لنحو ‪ 70 000‬نسمة ‪ ،‬وتكوٌن فرٌق‬
‫من (أطباء نفسانٌون وعلماء النفس والممرضات واألخصائٌٌن االجتماعٌٌن) مع‬
‫مجموعة كاملة من التجهٌزات والتقنٌات‪ ،‬وأٌضا المراكز الطبٌة والنفسٌة‪،‬‬
‫والرعاٌة النفسٌة والعالج النفسً والدعم النفسً فً المدٌنة‪ ،‬مع التركٌز على‬
‫استمرار الرعاٌة‪ .‬لٌل نهار‪ ،‬وٌرتبط النجاح الهائل الذي حققته هذه اإلستراتٌجٌة‬
‫لحوالً ‪ %3‬من السكان المقٌمٌن فً فرنسا ٌستشٌرون كل عام مركزاً طبٌا ً نفسٌا ً‬
‫وتجدٌد كبٌر للمعرفة السرٌرٌة‪.‬‬

‫وسوؾ ٌتخذ اإلصالح النفسً أشكاالً مختلفة فً بلدان مختلفة‪ .‬وفً إٌطالٌا‪ ،‬بدأ‬
‫الطبٌب النفسً فرانكو باسا جلٌا (‪)Franco Basaglia‬فً إنشاء تٌار قوي مضاد‬
‫(لزنازن العزل) والممارسات التً تقوم على تمزٌق كل اآللٌات اإلجتماعٌة‬
‫والمؤسساتٌة ‪ ،‬والتً تعمل على عزل المرضى عقلٌا ً عن الحٌاة االجتماعٌة‪.‬‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 11‬‬


‫وهذه اإلستراتٌجٌة‪ ،‬التً هً جزء من حركة " إلؽاء الطابع المؤسساتً للمرضى‬
‫العقلٌٌن"‪ ،‬وهً أٌضا موجودة جدا فً الوالٌات المتحدة‪ ،‬متحالفة مع الحركات‬
‫السٌاسٌة وتتوجت بإنشاء الدٌمقراطٌة النفسٌة فً عام ‪1974‬‬

‫إن التٌار اإلنجلٌزي‪ ،‬المتكون من دٌفٌد كوبر(‪ )David Cooper‬ورونالد‬


‫لٌنػ‪ٌ (Ronald Laing)،‬بتكر انتقاداً جذرٌا ً للطب النفسً ("تٌار مضاد لألمراض‬
‫النفسٌة")واعتبره ٌمارس أي (الطب النفسً )عنفه المؤسساتً والرمزي‪ ،‬وٌفهم‬
‫«المرض العقلً» على أنها الطرٌقة التً ٌحاول بها الفرد‪ ،‬االستجابة لالضطهاد‬
‫الذي ٌمارس له منذ والدته‪ ،‬الضحٌة‪ ،‬من خالل مؤسسات تقٌدها قٌود اجتماعٌة‬
‫(األسرة‪ ،‬المدرسة‪ ،‬الجٌش‪ ،‬إلخ)‪.‬‬

‫‪ - 8‬صعود سيكولوجية التجريبية‪ ،‬السلوكية‪ ،‬ثم المعرفية‬

‫وٌتلخص النهج المعرفً فً دراسة "أنظمة المعرفة التً ٌستخدمها العقل البشري‬
‫لبناء المعانً للتواصل مع العالم" (برتراند‪ .)2005 Bertrand،‬وهو هذا المنهج‬
‫ولد فً نهاٌة القرن التاسع عشر والذي ٌهدؾ إلى بناء علم النفس العلمً‪ ،‬أو لنقل‬
‫تجرٌبً‪ ،‬قادر على وضع نفسه فً العلوم الطبٌعٌة‪ .‬كان ( ‪Wilhem‬‬
‫‪ )1920-1832()Wundt‬من بٌن الرواد الذٌن اصطفوا لنصرة علم النفس‬
‫النفس‬ ‫التجرٌبٌة‪ :‬ففً كتابه عن علم‬ ‫التجرٌبً ورفعه إلى درجة العلوم‬
‫الفسٌولوجً الذي نشره فً عام ‪ 1887‬كان ٌعتزم تطوٌر علم النفس الذي ٌعترؾ‬
‫بالوقائع المجربة فقط" باللجوء إلى " التجرٌب والقٌاس‪ ،‬إن هدؾ العلم لٌس هو‬
‫الخبرة الداخلٌة بل تحدٌد عالقة الظواهر النفسٌة مع أساس عضويّ وبالخصوص‬
‫دماؼًّ »‪.‬‬
‫ٌبنً (‪)Herman Ebbinghaus‬هٌرمان إبنؽهاوس األلمانً ( ‪)1909-1850‬‬
‫النماذج األولى المتعلقة بتكوٌن السلوك والتعلم من خالل تنظٌم معلوماته حول‬
‫حفظ المقاطع اللفظٌة‪ :‬وهو ٌخلق مفهوم االرتباط ‪،‬لكً ٌفسر لنا أن التعلم الثانً‬
‫أسهل كثٌراً من التعلم األول ‪،‬عندما توضع المقاطع فً نفس الترتٌب‪ .‬كما أن‬
‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 12‬‬
‫مفهوم االرتباط هذا كان مصدر إلهام لعمل عالم الفسٌولوجٌا الشهٌر إٌفان بافلوؾ‬
‫(‪ )1936-1849‬وأنتج على إثرها نظرٌته فً الترابط الشرطً ‪.‬لتتطور النظرٌة‬
‫فً عام ‪ 1953‬على ٌد عالم النفس األمرٌكً بوراهوس فرٌدرٌك سكٌنر (‪-1904‬‬
‫‪ )1990‬وأسس المدرسة األمرٌكٌة السلوكٌة‪ .‬وبإلهام من عمل جون برودوس‬
‫واطسون (‪ٌ ،)1958-1878‬صر سكٌنر على أن دراسة العملٌات النفسٌة ال ٌمكن‬
‫القٌام بها إال من خالل المالحظة الموضوعٌة لسلوك الفرد‪ :‬وهذا هو المفهوم‬
‫الذي ٌجعل العقل البشري " صندوقا ً أسود"‪ .‬هذا المفهوم السلوكً مستمد من‬
‫نظرٌة داروٌن للتطور‪ ،‬والتً تبرز كٌؾ ٌتكٌؾ األفراد مع بٌئتهم‪ .‬فً تفسٌر أي‬
‫سلوك من حٌث " مثٌر ‪ /‬استجابة "‪ ،‬فإن األمر ٌتلخص فً تنحٌة ما ٌحدث بٌن‬
‫هذٌن المصطلحٌن جانبا ً وقراءة أي مظهر من مظاهر سلوك الكائن الحً على‬
‫ضوء البعد التكٌفً‪.‬‬

‫فً الفترة من ‪ 1946‬إلى ‪ ،1953‬نظمت محاضرات " ماسً" )‪(Macy‬فً‬


‫نٌوٌورك‪ ،‬جمع العدٌد من العلماء من مختلؾ التخصصات ‪ :‬فً الرٌاضٌات‬
‫نوربرت فاٌنر (‪ )1964-1894()Norbet weiner‬وجون فون نٌو‪-‬مان‬
‫)‪ ، )1957-1903 ( (Johon Von Neuman‬األنثروبولوجٌا ؼرٌؽوري‬
‫باتسون ( ‪ )1980-1904‬أو عالم النفس كورت لٌفٌن ( ‪ .)1947-1890‬وبعد هذه‬
‫المؤتمرات‪ ،‬نشأت مفاهٌم جدٌدة‪ ،‬أفكار الحواسٌب‪ ،‬والتؽذٌة الراجعة ‪ ،‬وعلم‬
‫الفضاء الحاسوبً‪ ،‬والتنظٌم الذاتً‪ ،‬ونظرٌة النظم فً ضوء هذه المعارؾ متعددة‬
‫التخصصات‪ ،‬ومن ثم ٌتم نقل النماذج إلى علم النفس المعرفً الذي ٌتم األخذ به‪،‬‬
‫وهكذا فإن المركز األول فً العلوم المعرفٌة قد أنشئ فً جامعة هارفارد فً عام‬
‫‪ 1960‬من قبل جٌروم برونر(‪ )Jérôme Bruner‬وجورج مٌلر‪George (.‬‬
‫‪ )Miller‬لذلك اكتسب علم النفس المعرفً قدراً كبٌراً من التراكم المعرفً منذ‬
‫عام ‪ 1960‬فقد ركزت أوالً على دراسة اإلدراك والتصنٌؾ‪ ،‬ثم تحولت إلى‬
‫دراسة الذكاء‪ ،‬واللػة والذاكرة‪.‬‬

‫والمحصلة العامة‬
‫ٍِ اى٘اظر اَُ أُ اىرٍاساخ اىشئٍغٍح ىيطة اىْفغً اىَؼاصش‪ ،‬اىَْثثقح اىًٍ٘ ٍِ‬
‫َّارج ٍخريفح ٍثو اىرسيٍو اىْفغً‪ٗ ،‬ػيٌ األػصاب‪ٗ ،‬اىْٖح اىَدرَؼً‬
‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 13‬‬
‫ ٗاىرً ٌنَو تؼعٖا اىثؼط فً تؼط‬،ً‫ أٗ ػيٌ اىْفظ اىَؼشف‬،ً‫ٗاالخرَاػ‬
.‫ ٗمثٍشاً ٍا ذردإو تؼعٖا اىثؼط‬،‫ مثٍشاً ٍا ذؼاسض تؼعٖا اىثؼط‬،ُ‫األزٍا‬

:‫شرح المفاهٌم‬

Définition du mot La paraphrénie


-1-
La paraphrénie est un délire paranoïde assez rare, sans troubles
cognitifs, où le monde délirant se superpose au monde réel. La paraphrénie
se distingue de la schizophrénie par une occurrence moins élevée et une
progression de la maladie plus lente.

-2- Définition du mot Hébéphrénie

Une des quatre grandes formes cliniques des états schizophréniques, à


début le plus souvent post pubertaire, marquée surtout par l'importance
de la discordance et du repli autistique, la pauvreté de l'activité délirante
et par une évolution d'une seule tenue vers une désorganisation
intellectuelle et relationnelle

:‫المراجع‬
.ً‫تارٌخ الطب النفس‬. ‫وٌكٌبٌدٌا‬- 1
2-Pichot P.( 1996) Un siècle de psychiatrie. Institut Synthélabo
3-Foucaut.M.1961 Folie et déraison. Histoire de la folie à l’âge classique
Paris, Gallimard, 1972.

ً‫ علم النفس المرضً واإلكلٌنٌك‬.‫م‬. ً‫التوم‬-‫أ‬ Page 14


‫عمل النفس‬ ‫مسكل‬

‫الثاين‬ ‫الفصل‬
‫عمل النفس ا إللكينييك‬ ‫املادة‬
‫التويم‬ ‫ا ألس تاذ احملارض‬

‫‪2021-2020‬‬ ‫الس نة اجلامعية‬


‫الثامن‬ ‫ادلرس‬

‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬


‫العصاب واذلهان‬
‫الجزء األول‬
‫العصاابت‬
‫‪ -1‬مفهوم البنية‬

‫يس تخدم )‪ 1986( Bergeret‬املصطلحني العصايب أأو اذلهاين أأو احلالت البينية‬
‫أأيضً ا لتحديد اضطراب ما‪ ،‬وهذا يعين أأن الفرد يعاين عدم التوازن‪ ،‬اليت أأدت اإىل‬
‫تطور بنية نفس ية هشة‪ ،‬نتيجة لعدم كفاية التنظمي العميق والثابت لفرد وحيث أأن‬
‫الاضطراب ادلاخيل اجلديدة اليت أأصبح أأكرث قوة من الآليات ادلفاعية املتاحة هل‪.‬‬
‫اإذا مت اإجراء التشخيص بشلك حصيح مع مراعاة العالمات الرسيرية (ا ألعراض)‬
‫والبياانت الاقتصادية العميقة‪ ،‬فاإن اس تخدام مصطلحات عصابية‪ ،‬أأو ذهانية‪ ،‬هو‬
‫أأمر مرشوع بقدر ما يشري اإىل الرتكيب احلقيقي لالضطراب‪.‬‬
‫ملاذا نتحدث عن البنية؟‬
‫فرويده يف حمارضات جديدة عن التحليل النفيس‪ 1933 ،‬يوحض أأننا اإذا أأسقطت‬
‫عىل ا ألرض ثراي من البلورات‪ ،‬فاإهنا تنكرس‪ ،‬ولكن ليس بأأي شلك من ا ألشاكل؛‬
‫فالشقوق عىل الرمغ من أأهنا غري مرئية خارجيا فهيي موجودة ‪ -‬وغري قابةل للتغيري‪.‬‬
‫ويصدق نفس القول عىل البنية النفس ية‪ .‬مفن الولدة (ورمبا قبل ذكل)‪ ،‬واعامتدا‬
‫عىل الوراثة ولكن خصوصا عىل طريقة العالقة مع الآابء‪ ،‬من اللحظات ا ألوىل من‬
‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬
‫احلياة‪ ،‬مبا فهيا من اإحباطات‪ ،‬وصدامات‪ ،‬ورصاعات مواهجات‪ ،‬وحسب سالمة‬
‫لآليات ادلفاعية‪ ،‬متام ًا مثل البلورة املعدنية‪ ،‬مع خطوط الانفصال اليت مل تعد قادرة‬
‫عىل أأن ختتلف بعد ذكل‪ .‬وهذا من شأأنه أأن يؤدي اإىل بنية مس تقرة حقيقية واتبثة‪،‬‬
‫حيث يمت متثيل المنوذجني من خالل البنية العصابية والبنية اذلهانية‪.‬‬
‫اإن اس تقرار البنية النفس ية يعين مضن ًا اس تحاةل الانتقال من البنية العصابية اإىل البنية‬
‫اذلهانية من حلظة اليت تنتظم فهيا ا ألان عىل هذا الشلك أأو عىل الشلك الآخر‪ .‬يف‬
‫البنية العصابية‪ ،‬يظل العنرص ل يتغري يبقي تنظمي ا ألان حول ا ألعضاء التناسلية‬
‫وا ألوديب‪ .‬فالرصاع بني ا ألان وادلوافع‪ ،‬وأآليات ادلفاعية؛ فالرغبة اجلنس ية املوضوعية‬
‫مشرتكة والعملية الثانوية ما زالت تلعب دور ًا فعا ًل يف احرتام الواقع‪.‬‬
‫ويف البنية اذلهانية‪ ،‬عىل العكس من ذكل‪ ،‬يركز الإناكر عىل جزء اكمل من الواقع‪،‬‬
‫فاإن الرغبة اجلنس ية ا ألاننية يه اليت هتمين‪ ،‬والعملية ا ألساس ية يه اليت تسود‬
‫بطابعها القهري والفوري والتلقايئ‪ .‬فاملوضوع مستمثر بكثافة ومنصهر مع اجلسد‬
‫ويبدو أأنه مجموعة اكمةل من أآليات ادلفاعية العتيقة املهشمة‪ ،‬لتنتج ذات فرد غائبة‬
‫عن الواقع يف لكيهتا‪.‬‬
‫يف عمل النفس املريض‪ ،‬ل يوجد فقط البنية العصابية واذلهانية‪ .‬وهناك منظمة‬
‫أأخرى توصف بأأهنا حتتل ماك ًان وسط ًا بني البنية العصابية واذلهانية‪ ،‬ويه املنظومة‬
‫احلدية (‪ .)L’organisation état -limite‬ويعين الوضع املتوسط بني العصاب‬
‫واذلهان‪ .‬ويه املنظومة الأكرث هشاشة من املنظومتني الآخرتني (اذلهان والعصاب)‬
‫وليس عىل أأهنا اثبتة ول ميكن الرجوع عهنا‪ ،.‬بل ميكن أأن يتبلور بشلك حامس يف‬
‫أأحد ا ألطر اجملاورة و أأكرث صالبة اليت تشلك من خط عصيب أأو من خط ذهاين‪.‬‬

‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬


‫‪ -2‬العصاب‬
‫"هو اضطراب يف الشخصية يمتزي برصاعات داخلية حيول عالقة الشخص ببيئته‬
‫الاجامتعية اإىل توثر مما يؤدي اإىل تطوير أأعراض خاصة تتعلق مبظاهر‬
‫القلق" ‪ (Ménéac, 1999).‬هذا التعريف يركز عىل ‪ 4‬عنارص مركزية موجودة يف‬
‫مجيع أأنواع العصاب‬
‫‪ )1‬مصطلح اضطراب الشخصية اذلي هو يف الواقع أأقل خطورة من اضطراب‬
‫اذلهان‪ .‬الاضطراابت للعصابية يه ذاتية املنشأأ‪.‬‬
‫‪ )2‬اإن بُعد الرصاع ادلاخيل النفيس ميزي الاضطراابت العصابية‪ .‬وهذا الرصاع‬
‫ادلاخيل ميزي ا ألداء النفيس للعصايب‪ .‬و أأخري ًا‪ ،‬فاإن خصوصية ا ألعراض اليت أأبرزها‬
‫ال َع َرض العصايب تشري اإىل قلق بعينه‪ .‬يمت تعريف درجة خطورة الاضطراب العصايب‬
‫بطريقة خمتلفة ابلنس بة اإىل اجملالت ا ألخرى لعمل النفس املريض‪ ،‬وذكل حسب‬
‫درجة اخلطورة‪ ،‬الاضطراب‪ ،‬من قبل اجلهاز النفيس اليت يقود اإىل الاضطراب‬
‫العصايب والعالقة مع‪ .‬اجملال البييئ‪ ،‬العصايب ينكر وجود اضطراب دامئ التواجد‪ ،‬مما‬
‫يتعارض مع التوازن النفيس للفرد‪ .‬وهو يعمل لإجياد حل‪ ،‬ملواهجة الصعوابت اليت‬
‫يواهجها الشخص يف عالقته ابلعامل اخلاريج‪.‬‬
‫‪-3‬هذا العامل اخلاريج يتفاعل مع الفرد لينتج هذا ا ألخري‪ ،‬أأعراض تربط بني الفرد‬
‫والعامل‪ ،‬يف عالقة مرتددة مع حاةل قلق‪.‬‬
‫‪ -4‬هذا القلق هو السمة املوحدة ملرض العصاب‪.‬‬
‫وفامي يتعلق بتعريف الاضطراابت العصابية‪ ،‬فاإن نرش ادلليل التشخييص والإحصايئ‬
‫لالضطراابت العقلية (الطبعة اخلامسة) يبني انفصال واحض عن التصنيفات املش تقة‬
‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬
‫من عمل ا ألمراض ذات البعد التحليل النفيس‪ .‬فهو يركز عىل وهجات نظر العالجية‬
‫وا ألصول املرضية اجلديدة من خالل ربط اخملاوف والهواجس ابضطراابت القلق‪.‬‬
‫املهم هنا اختفاء مصطلحات مثل املرض‪ ،‬أأو التفاعل‪ ،‬اليت حتل حملها مصطلح‬
‫الاضطراب‪.‬‬

‫هذه التعريفات اخلاصة ابلعصاب يف الوقت احلايل يه وصفية وذات أأعراض‪ .‬تسمى‬
‫عادة الاضطراابت العصابية يه اضطراابت يشعر هبا الفرد‪ ،‬بل انه يشعر ابلغرابة‬
‫من نفسه‪ ،.‬دون أأن يكون هناك اضطراب خطري أأو دامئ يف الشعور ابلواقع أأو‬
‫الشعور ابلهوية‪.‬‬
‫أأ‪ -‬العالمات الرسيرية للعصاب‬
‫اإن العالمات الرسيرية للعصاب يه قريبة من السواء‪ ،‬ويه بذكل تضع اإكراها يف‬
‫وضع تنظمي واحض لمتيزيها رسيراي‪ .‬ومع ذكل‪ ،‬توجد س تة عنارص يف لك جدول‬
‫عصايب ويه التايل‪:‬‬
‫‪- 1‬الصعوابت العالئقية‪:‬‬
‫قد يكون سبب استشارة العصايب ل ألخصايئ النفيس اٌ إللكينييك‪ ،‬شكوى ضد‬
‫رئيسه يف العمل‪ ،‬أأو مشألك عائلية أأو زوجية أأو عالقات مع أأولده أأو أأصدقائه أأو‬
‫غريمه‪ .‬اإساءة املعامةل‪ ،‬سوء الفهم‪ ،‬التوبيخ‪ ،‬التخويف‪ ،‬املنع‪ ،‬العقوابت اخل‪ ،‬يبني‬
‫العصايب هشاشة وحساس ية كبرية يف عالقته ابلآخرين‪ .‬وهذه احلساس ية جتعل من‬
‫الصعب معايش هتم‪ ،‬وهو ما مييل اإىل جعل مشاعره متيل اإىل تبين املوضوعية‪ .‬بذكل‬
‫هو يف رصاع مع بيئته‪ ،‬وحميطه اذلي يصفه «ابملزايج»‪ ،‬غري مس تقر وغري‬
‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬
‫متسامح‪ .‬اإن السامت الشخصية اليت متزي هذه الشخصية ختتفي خلف غطاء‬
‫اجامتعي وقايئ‪ :‬فقد يوظف مزاجه العدواين يف الاس تفزاز أأو الإغراء‪ .‬كام ميكنه أأن‬
‫خيتار الالمبالة‪ ،‬أأو الانسحاب أأو الرتدد‪ .‬وقد يظهر هذا يف مواقف املنافسة‪:‬‬
‫التذوق لكتساب القدرة التنافس ية املهنية ذات القمية الاجامتعية‪ ،‬والغرية املرضية‪،‬‬
‫اإىل أآخر ذكل‪ .‬وقد يعيش أأيض ًا عىل منط الانسحاب من املنافسة‪ ،‬مع وهن ال َع َرض‪.‬‬
‫وابلتعب املس متر‪ ،‬جيد العصايب هذا العذر لإدارة عالقته املثرية للمشألك مع‬
‫الآخرين‪.‬‬
‫‪ -2‬سلواكت غري متوقعة يف حلظات القلق‪:‬‬
‫تمتظهر يف حاةل عاطفية تتسم بشعور بعدم ا ألمان وحساس ية ابلغة للبيئة مما يؤدي‬
‫اإىل حاةل فورة عاطفية متفاوتة يف الشدة‪ ،‬تبعا للخصائص احملددة للك فرد‪ .‬وينتج‬
‫عن ذكل ‪ 3‬عنارص‪(Besançon, 1993):‬‬
‫أأ‪( -‬عنرص عاطفي جسدي‪ :‬يتفاعل اجلسم مع حاةل من القلق سواء ابلصمت أأو‬
‫ابلنفجار ‪ -‬اضطراابت عصبية ‪ -‬حيوية‪ ،‬عىل سبيل املثال (تسارع دقات القلب‪،‬‬
‫والتعرق‪ ،‬والامحرار‪ ،‬والارتعاش‪ ،‬وما اإىل ذكل)‬
‫ب‪( -‬عنرص معريف (ما هو فكري)‪ :‬التأأمالت‪ ،‬ا ألفاكر الطفيلية‪ ،‬السيناريوهات‬
‫اكرثية (س يكون هذا اكرثيا‪ ،‬سأأجن‪ ،‬سأأموت؛)‬
‫ج) عنرص سلويك (كيفية تفاعل الشخص مع هذه احلالت)‪ :‬تثبيط احلركة‪،‬‬
‫والهروب‪ ،‬التحايش‪ ،‬والبحث عن الطمأأنينة‪ ،‬وحالت التكرار وسواس ية من حيث‬
‫التكرار وإاعادة التحقق‪.‬‬
‫‪ )3‬تطور أأعراض معينة‪:‬‬
‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬
‫بعض العصابيني يطورون أأعراض تأأكد توترا بني معليات التفكري والعامل احمليط مما‬
‫يؤدي اإىل انسحاب ظاهر للجسم‪ .‬وتعكس ا ألعراض اإما زايدة الاستامثر يف العامل‬
‫اخلاريج يف معلية التفكري اذلايت (ا ألفاكر اخلارجية‪ ،‬ا ألفاكر اس تحواذيه‪ ،‬عىل سبيل‬
‫املثال) وذكل حملاوةل للهروب بسبب تأأثري البيئة عىل أأفاكرمه‪ ،‬مفثال العصابيون‬
‫الوسواس يون‪ .‬يف حني يركز أآخرون عىل ضبط املشألك بني معيشهم اليويم والبيئة‬
‫مع ما يرتتب عىل ذكل من عدم استامثر يف عدم اس تعامل العقل‪ .‬ويرصح املصابون‬
‫ابس تعامر أأجسادمه من اخلارج(املس) (العصاب الهس تريي) وهناك أآخرون يشريون‬
‫اإىل الصعوابت ادلاخلية اليت مصدرها من اخلارج عىل سبيل املثال‪ ،‬طبيعة معاانهتم‬
‫ـ مرتبطة ابخلارج (اخملاوف العصابية)‪ .‬و أأخريا‪ ،‬سوف يفضل أآخرون ا ألعراض اليت‬
‫تظهر قدر ًا أأعظم من التنظمي ادلاخيل الصعب بني اجلسد والعقل‪ ،‬ويف الهناية‬
‫ينفصل العامل اخلاريج عن دوره يف دمع هذه ا ألعراض‪ .‬يسود القلق هنا مما يعطي‬
‫وظيفته الرئيس ية للعصاب (القلق العصايب‪(.‬‬
‫‪ )4‬الشعور اذلايت اب ألمل‪:‬‬
‫هو ما جيعل العصايب يف بعض احلالت الاجامتعية ويدفعه أأحياان اإىل مواقف وصفية‬
‫ملا حيسه فامي يتعلق ابلعامل اخلاريج‪ .‬وهذا ا ألمل يرتبط ابلقلق اذلي يعانيه الفرد‪،‬‬
‫عندما تكون متثالته الاجامتعية عىل احملك (العزةل‪ ،‬حياة الزوجني‪ ،‬العائةل)‪.‬‬

‫‪ )5‬اإدراك الفرد العصايب املضطرب للرصاع النفيس ادلاخيل‪:‬‬


‫فهو غالبا مرتدد‪ ،‬ويس تعمل لغة متعددة املرادفات‪ ،‬أأوقد يتجمد العصايب يف امجلود‬
‫املطلق‪ ،‬لك من احلالتني ميثالن معا‪ ،‬الصعوبة اليت يواهجها يف مناقشة حمكه مع‬
‫الآخرين‪ .‬والعصايب دامئا ويعاين الترشذم النفيس‪ .‬وهو يشهد عىل صعوبة التعايش‬

‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬


‫مع تناقضاته ادلاخلية اليت تؤرقه‪ ،‬والنتيجة يه خشصية هشة‪ ،‬وهو ما جيعل تطوير‬
‫أآليات ادلفاع أأمر ًا ل غىن عنه‪.‬‬
‫‪ )6‬الوعي ابلصعوابت اجلنس ية‪:‬‬
‫عند العصايب‪ ،‬اجلنس ية تشوش عليه‪ ،‬اليت مل يعد قادرا عىل اإجياد التوافقات املعتادة‬
‫اليت يضطر الشخص العادي اإىل تنظميها‪ .‬ويمتزي تثبيط الرغبة اجلنس ية عىل سبيل‬
‫املثال ابلعجز اجلنيس دلى الرجال أأو اضطراابت القذف (وخاصة القذف املبكر)‪،‬‬
‫وعن طريق اإفرازات املهبلية عند النساء‪ .‬كام ميكن أأن ميثل الفائض اخليايل عالمة‬
‫عىل العصابية‪ ،‬عند الرىض اجلنيس (اخليايل) ول ميكن احلصول عىل الرىض‬
‫اجلنيس مع الرشيك (اخليايل) اإل من خالل موضوع سيناريوهات اليت تضم عىل‬
‫أأشخاص أآخرين‪.‬‬

‫ب ‪-‬التشخيص العصايب‬
‫اإن فكرة التشخيص مثرية للجدال يف عمل النفس املريض‪ ،‬بل و أأكرث من ذكل يف‬
‫العصابية عىل وجه التحديد‪ .‬اإن العصايب ليس مريض ًا ابملعىن التقليدي للمصطلح‪،‬‬
‫حيث أأن شفائه ل يتطلب العزل والعالج لس تعادة سالمته وإاذا اكن مريض ًا حقا‬
‫فاإنه يعاين من الانغامس يف اذلاتية الشديدة‪ ،‬والتشخيص يركز بشلك أأقل عىل‬
‫العصايب مقارنة ابلرتكزي عىل العصاب نفسه‪ .‬فال ميكن عزل وظيفة نفس ية عن‬
‫وظيفة عضوية عن طريق اإجراء تشخيص بس يط للآليات العقلية‪ .‬ل ميكن معاجلة‬
‫ا ألمراض العصابية عن طريق عزل اختالل يف الآليات ادلماغية أأو مكوانهتا‬
‫املياكنيكيًة أأو البيولوجيًة أأو الوراث ًية‪ .‬ونظر ًا لتعدد الاقطاب يف هذا اجملال العصايب‪،‬‬
‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬
‫فاإن الاس تقرار النس يب لهذه الاقطاب اخملتلفة‪ ،‬والاختالف امللحوظ بيهنا وبني‬
‫السلوك البرشي واحلياة الطبيعية‪ ،‬وخصوصية بعض التعبريات العصابية من اذلاتية‬
‫والعالقة اجلنس ية‪ ،‬والواقع اذلي تتسم به املعاانة العصايب النفس ية‪ ،‬وميكن ان نضع‬
‫تشخيصا للعصاب حتت مجموعة من الاحتياطات‪:‬‬
‫العنارص الثالثة للتشخيص‪:‬‬
‫‪ )1‬املشألك املتكررة والقدمية والعالقة واملؤثرة يف عالقته ابلآخرين;‬
‫‪ )2‬وجود أأعراض جسدية أأو نفس ية ل تزال غامضة يف طبيعهتا واليت يعتربها‬
‫الشخص أأنه ل ميكن أأن يتجاوزها؛‬
‫‪ )3‬عنارص الاضطراابت اجلنس ية‪ .‬ولبد من التحقق من حصة هذه العنارص يف‬
‫املقابالت اليت جيرهيا الإخصايئ النفيس ا إللكينييك‪ ،‬فالتصال يعكس جودة‬
‫العالقة مع الآخرين والصعوابت اليت يوهجها‪ ،‬ووصف ا ألعراض يدلل عىل‬
‫قلقه املرتبط هبذه العالقة‪ .‬وتعكس درجة اللباقة اذلي يمت التعامل هبا مع‬
‫الاضطراابت اجلنس ية‪ ،‬صورة عن خشصيته العصابية‪ ،.‬جيب أأن تكون معاانة‬
‫الشخص حمسوسة‪( ،‬الاعرتاف ابملعاانة النفس ية من قبل الشخص نفسه)‬
‫وكذكل الاعرتاف ابلطابع الفريد ل ألعراض‪ .‬ول ميكن تشخيص الإصابة‬
‫ابلعصاب اإل من قبل الإخصايئ النفيس ا إللكينييك حمرتف أأو طبيب نفيس‪،‬‬
‫أآخذ ًا يف الاعتبار أأمهية العنارص املضادة املتحمكة يف التحويل‪ .‬وقد ل يكون‬
‫فوراي‪ .‬ويه تبقى يف حاةل فرضية‪ ،‬وميكن أأن تبطل بسبب حدوث‬ ‫ا ألمر ً‬
‫أأعراض هذاين‪ ،‬أأو غريها من ا ألعراض اذلهانية‪ ،‬وجيب أأن يكون عصاب‬
‫الطفل موضوع مهنج تشخييص معني مع مراعاة الفرق يف مس توى التواصل‬
‫بني البالغني وا ألطفال‪ ،‬ويف عدم الكامل النفيس واجلنيس عند ا ألطفال‪.‬‬
‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬
‫ج ‪ -‬أأمه املياكنزيمات ادلفاعية للعصاب‪.‬‬
‫‪ -1‬الكبت (‪)Le refoulement‬‬
‫ويه معلية يوظفها الفرد لصد أأو ضبط الالشعور لمتثالت نفس ية من‬
‫أأصل نزوي‪ .‬فالكبت مثال هو يعرب عن موقف متناقض من طرف الفرد‬
‫فهيي جتربة جيهتد يف حاميهتا‪ ،‬وبنفس ادلرجة يريد التخلص مهنا‪.‬‬

‫‪( -2‬ا إلزاحة وتغيري املعىن) (‪)le déplacement‬‬


‫حيث قوة اللهجة‪ ،‬والغاية والشدة لمتثل حممتل أأن يطفو اإىل السطح‬
‫واملرور اإىل متثالث أأصلية وقوية ويه أآلية تس تعمل كثريا‪ ،‬يف العصاب‬
‫الوسوايس واخملاوف العصابية‪.‬‬

‫‪-3‬التحويل (‪)La conversion‬‬


‫يعترب اجلسم ملجأأ للعصاب‪ ،‬متظهر اضطراب اجلهاز النفيس يف التوتر‬
‫اجلسدي‪ ،‬وخصوصا عصاب الهس ترياي‪ ،‬ويتعلق ا ألمر هنا ابستبدال‬
‫الرصاع النفيس بأأعراض جسمية‪ .‬مت اإسقاط سبب توثر‪ ،‬عىل ا ألخر سواء‬
‫أأاكن فردا أأو وضعية ما وخصوصا يف اخملاوف العصابية‪.‬‬
‫‪ -5‬العزل(‪)L’isolation‬‬
‫ويه إازاةل أأثر توثر مرتبط بمتثل ما عن (ذكرى‪ ،‬فكرة‪ )،‬يف حاةل تضاد‪.‬‬
‫حيث المتثل يبقى حارضا يف ذهن الفرد‪ ،‬ويعمل عىل المتيزي بيهنام وما‬
‫يصاحهبام من توثر يودل القلق‪.‬‬

‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬


‫‪ -6‬الإلغاء (‪)L’annulation‬‬
‫ويه معلية تسمح للعصايب ابإلغاء حدث ما‪ ،‬أأو سلوك ما‪ .‬شلك هل اإزعاجا‬
‫فامي مىض‪.‬‬
‫‪ -7‬التكتل (‪)La condensation‬‬
‫هو من ا ألعراض العصابية‪ ،‬ونعين به اجامتع سلسةل مرتابطة من‬
‫ا ألحداث لمتثل واحد‪.‬‬
‫‪ -8‬التكوين املضاد (‪)La formation réactionnelle‬‬
‫العصايب يس تعمل اجتاها معارضا لرغبته احلقيقية من خالل تطوير عرض‬
‫مضاد لرغبته املؤجةل مثال "التأأدب الكثري خيفي ورائه عدوانية‪ ،‬الكرم يف‬
‫مقابل الشح املادي)‬
‫توجد عدد من املياكنزيمات ادلفاعية أأخرى من قبيل‪ ،‬الإسقاطات‪ ،‬اللجوء‬
‫اإىل أأحالم اليقظة‪ ،‬التسايم‪ ،‬النكوص‪ ،‬التعقل‪ ،‬الثقافة‪ ،‬الامتثل مع خشصية‬
‫املعتدي‪ ،‬الامتثل مع خشصية الفاكيه‪ ،‬الزهد يف مرحةل املراهقة‪ ،‬الاستباق‪،‬‬
‫وغريها‪.‬‬

‫د‪ -‬أأنواع العصاابت‬


‫‪ -1‬عصاب القلق (‪ )NA( )La névrose d’angoisse‬وهو يشمل‪:‬‬
‫‪ ‬أأزمات القلق‪ ،‬وبدون أأس باب ظاهرة لستتارها سواء برشاكة‬
‫مع انفعالت عاطفية أأو بدوهنا‪( ،‬جراء ختوف كبري‪ ،‬ورمبا‬
‫هلع‪ )،‬وقد تكون سلوكية (الإاثرة وادلهشة) أأو جسمية وهذه‬

‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬


‫ا ألخرية هتم لك الوظائف الفزييولوجية (وظيفة القلب‬
‫والرشايني‪ )،‬ضيق الصدر‪ ،‬خفقان القلب (الوظيفة الهضمية)‬
‫تش نجات اجلهاز الهضمي املزجع‪ .‬اكلإحساس ابلختناق‬
‫والرغبة املفرطة يف الهتوية‪( ،‬اجلهاز البويل) أألم الرصة‪ ،‬العجز‬
‫اجلنيس‪( ،‬اجلهاز العصيب العضيل واحليس)‪ .‬تش نجات‪،‬‬
‫ارجتافات‪ ،‬وصداع الر أأس تش نجات عصبية‪.‬‬
‫‪ ‬مظاهر القلق املزمن‪ ،‬التوتر ادلاخيل املزمن‪ ،‬موقف الشك‬
‫والريبة‪ ،‬الشعور أألالمن املزمن‪ ،‬اخلوف ادلامئ‪.‬‬
‫‪ ‬سلوك التحايش من نوع رهاب اخلالء‪ ،‬خاصية هذا العصاب‬
‫هو القلق‪ ،‬من خالل الصعوابت اليت متت مواهجهتا يف‬
‫الطفوةل‪ ،‬والإحباط‪ ،‬مع اخلوف من الإهامل أأو الافرتاق عن‬
‫الآابء‪ ،‬ويه عوامل تدمع أأل ألمن عند الفرد‪ ،‬و أأيضا عصاب‬
‫التخيل‪ ،‬مما يوثر عند الفرد‪ ،‬وعىل مس تقبهل‪ ،‬غالبا ما يظهر‬
‫هذا العصاب حوايل السن ‪ 20‬مع تأأثر اجلنس ا ألنثوي به‬
‫كثريا‪.‬‬
‫‪ ‬تطور عصاب القلق (‪ )NA‬يمتزي حبدوث حاةل اكتئاب‪ ،‬أأو‬
‫انجت عن اإدمان كحويل‪ ،‬أأو انجت عن تناول أأقراص همدئة‬
‫بشلك مزمن‪ .‬وتطور هذه احلاةل يف اجتاه الشلك العصايب‪،‬‬
‫يمت من خالل توجيه سبب القلق لعامل خاريج هو عصاب‬
‫الرهاب (‪ ،)Phobique‬أأو من خالل توجهيه اإىل مياكنزمي‬
‫ادلفاعية الأكرث تفصي ًال ونقصد هبا‪ ،‬عصاب الهس ترياي أأو‬
‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬
‫‪Hystérique‬‬ ‫‪ou‬‬ ‫(‬ ‫العصاب أألوسوايس‬
‫‪)obsessionnelle‬‬
‫‪ -2‬عصاب الهس ترياي‪)Névrose. Hystérique) (NH( .‬‬
‫هو غائب عن التصنيف الإحصايئ والتشخييص دلليل ا ألمراض‬
‫النفس ية والعقلية (‪ )DSM IV‬ألنه مدمج يف الاضطراابت‬
‫اجلسمية والتوتر‪ ،‬يرى شاركو‪ ،‬أأن ا ألزمات الكربى للهس ترياي يف‬
‫ا ألصل يه قليةل جدا‪ .‬يف الوقت احلارض ومت تعويضها بمتظهرات‬
‫مماثةل‪ ،‬تأأخذ بعني الاعتبار التطور اذلي عرفته التخصصات املهمتة‪،‬‬
‫فالهس ترياي تتطور داخل جمال الاجامتعي مادامت توظف‬
‫اسرتاتيجية تسمح لها مبقاومة لك ا ألنظمة الاجامتعية الصلبة‪ .‬وجتد‬
‫صفهتا النفس ية املرضية من خالل خيانة ا ألعراض اجلسدية حلقيقة‬
‫التوتر النفيس اخلفي‪.‬‬

‫‪ ‬عصاب الهس ترياي يتضمن فئتني من ا ألعراض‪:‬‬


‫‪ - 1‬التحويل والتجس يد ( ‪Somatisation ou de‬‬
‫‪)conversion‬‬
‫هتم عىل وجه اخلصوص العالقات الاجامتعية ول تتضمن ا ألرضار‬
‫العضوية‪ ،‬وقد مت تفسريها يف اإطار النظرية التحليلية ابعتبارها‬
‫عرض مرسيح‪ ،‬من خالل اخليالت الالشعورية ومن خالل‬
‫الصورة الرمزية للجنس ية الطفولية وعقدة أأوديب‪.‬‬

‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬


‫‪ - 2‬اجلانب النفيس‪( :‬خالل فرتات متقطعة بسبب طبيعهتا‬
‫العابرة)‬
‫‪ .‬جند‪:‬‬
‫‪ ‬فقدان اذلاكرة النفس ية‪)l’amnésie psychogène’( ،‬‬
‫حيث صعوبة اس تحضار ذكرايت خشصية هممة‬
‫‪ ‬الرشود النفيس)‪ (Fugue psychogène‬اخلروج من‬
‫البيت دون تذكرا املايض أأو اس تحضاره‪.‬‬
‫‪ ‬تعدد الشخصيات يف الفرد الواحد ( ‪Personnalité‬‬
‫‪ )Multiple‬تواجد هويتني خمتلفتني أأو أأكرث لك واحدة مهنام‬
‫حتتل فرتات زمنية حمددة‪.‬‬
‫‪ ‬ا إلرصار عىل النوم املس متر عند الراشد‪.‬‬
‫‪( ‬يف بعض أأشاكل) غياب الطابع الشخيص‬
‫‪ ‬تعاش ا ألعراض الهس تريية مبظهر مزيف‪ ،‬تغلب عليه ادلراما‪،‬‬
‫فا ألفراد الهس ترييون يمتزيون ب احلساس ية املفرطة من لكام‬
‫يأأيت من توجهيات من الآخر‪ ،‬ومدعومني برغبة احلصول (بعد‬
‫ا ألزمات) عىل منافع اثنوية‪ ،‬من خالل الإيقاع ابلآخرين يف‬
‫خانة التعاطف أأو التساهل أأو العفو والنجاة من العقوبة‪.‬‬
‫‪ ‬ا ألعراض ا ألوىل من عصاب الهس ترياي‪ )NH( ،‬تظهر عادة‬
‫يف مرحةل املراهقة‪ ،‬أأو يف بداية سن الرشد‪ ،‬السائد أأن هذا‬
‫العصاب يصيب املر أأة بشلك كبري‪ ،‬ولكن ل توجد اإحصائيات‬

‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬


‫تزيك هذا الطرح‪ .‬ولكن الأكيد حاليا أأن النساء أأكرث عرضة‬
‫تش نج املريء‬
‫(‪ )LA Boule œsophagienne‬والاختناق أأو تمتظهر‬
‫عىل شلك اضطراابت جسمية خمتلفة‪.‬‬
‫‪ ‬يف حني يمتزي عند الرجال معوما يف اجملال الفكري واجلنيس من‬
‫خالل اضطراابت سلوكية (الإدمان الكحويل أأو الإدمان بشلك‬
‫عام‪ ،‬الاحنراف‪ ،‬أأومظاهر مرضية كنتيجة لصعوابت همنية أأو‬
‫غريها)‬
‫‪ 3‬الرهاب العصايب (‪)NP( )la Névrose phobique‬‬
‫يمت عريفه بكونه‪ ،‬ذعر مقلق يستثار عن طريق موضوع ما‪ ،‬أأو‬
‫وضعية اجامتعية ما‪ ،‬يف حني فاإن هذه الظروف املثرية لذلعر‪،‬‬
‫القلقي (ل تتضمن سببا أأو موضوعا خطريا‪ )،‬فهذا اذلعر حيفز سلواك‬
‫متحاش يا‪ ،‬يسمح بضبط ظهور قلق‪ ،‬من خالل تقييد ا ألنشطة‬
‫الاجامتعية أأو العالقات الفردية‪ .‬يتضمن العرض الرهايب ابلإضافة‬
‫اإىل سلوك التحايش (‪ )L’évitement‬اإعادة البحث عن‬
‫الاطمئنان‪ ،‬والهروب اإىل ا ألمام‪.‬‬
‫خاصية الرهاب يشابه مجموع سامت مزاجية‪ ،‬من قبيل اخلجل‪،‬‬
‫فرط النشاط‪ ،‬العجز اجلنيس‪ ،‬حاةل التيقظ املس مترة‪ ،‬النظرة‬
‫السلبية‪ ،‬وغياب النضج‪.‬‬
‫من الناحية املرضية‪ ،‬النظرية التحليلية النفس ية تشري اإىل نكوص‬
‫ادلوافع اجلزئية واليت يمت استامثرها يف مرحةل التعمل الطفل‪ .‬النظرايت‬

‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬


‫السلوكية تشري اإىل العجز الفرد عىل جتاوز تعمل خاطئ‪ ،‬يغلب عىل‬
‫الفرد العصايب الرهايب سلوك مس تقر‪ ،‬ولكن ميكنه أأن يتطور اإىل‬
‫سلواكت تثبيتيه ابحتة عن الطمأأنينة (البحث عن موضوع مضاد‬
‫للكوارث)‪ .‬فهيي تتفقد خلاصية الغموض لتصبح دامعة لنكوص بدايئ‬
‫وتصبح سلواكت تكرارية مياكنيكية‪ ،‬بعض أأشاكل من هذا العصاب‬
‫قد تتطور اإىل درجة اذلهان‪.‬‬
‫هناك عدة جداول ا إللكينيكية تمتزي بوضع تطوري خمتلف‪ .‬لنجد ما‬
‫ييل‪:‬‬
‫‪ -1‬رهاب اخلالء ‪l’agoraphobie‬‬
‫وهو اخلوف من ا ألماكن العامة (ا ألزقة‪ ،‬احملالت التجارية‪ ،‬وسائل‬
‫النقل)‬
‫ويمتثل اخلوف‪ ،‬أأن يصبح حضية لهذه ا ألماكن أأو الوسائل (زلزال‪،‬‬
‫اعتداء‪ ،‬حادثة سري) دون أأن جيد مساعدة أأو اإغاثة‪ ،‬مفن خالل‬
‫نوابت القلق أأو نوابت اذلعر‪ ،‬ميكهنا أأن تس بق هذا الاضطراب‪،‬‬
‫اذلي يمتظهر بعد سن ‪ 20‬مع انتشار هذا الاضطراب عند النساء‬
‫وقد تتعقد ا ألمور عندما يرتبط ابإدمان كحويل‪ ،‬أأو تناول مزمن‬
‫ألدوية همدئة‪.‬‬

‫‪ -2‬الرهاب الاجامتعي (‪)La phobie sociale‬‬

‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬


‫هو خوف مس متر من الوضعيات اليت يكون الفرد فهيا حتت‬
‫مالحظة الآخر‪ ،‬أأو أأن يترصف الآخر أأمام الفرد املصاب‪،‬‬
‫بطريقة همينة أأو حمرجة‪.‬‬
‫وقد يتجىل يف اخلوف من الارجتال أأمام جامعة من الناس‪ ،‬وهو‬
‫معوما يظهر يف مرحةل املراهقة‪ ،‬وقد تعيق مس تقبل الفرد عىل‬
‫املس توى املهين‪ ،‬ما يؤدي به اللجوء اإىل تناول مواد سامة‪ .‬حبثا‬
‫عن الراحة ا ألبدية‪( .‬الانتحار)‬

‫‪ -3‬الرهاب البس يط (‪)les phobies simple‬‬


‫ويه غالبا خماوف طفولية ترتخس يف الرشد‪( ،‬اخلوف من الظالم‪،‬‬
‫اخلوف من البحر‪ ،‬اخلوف من املستشفى‪ ،‬واخلوف من السجن)‬

‫‪-4‬العصاب أألوسوايس الاضطهادي‬


‫(‪)NO) )La névrose obsessionnelle‬‬

‫يمتزي بوقوع أأعراض وسواس يه أأو اضطهاديه متعددة وشامةل‪ ،.‬ويه‬


‫عبارة عن فكرة طفيلية تنسل اإىل ذهن الفرد‪ ،‬اذلي يمتزي وعيه‬
‫ابلوضوح‪ ،‬يستشعرها الفرد لغرابهتا وضد عن رغبته تمتلكه وتس يطر‬
‫عليه‪ ،‬فتكون فكرة خسيفة أأو مرفوضة ولكهنا تشلك مقاومة عنيفة عند‬
‫رغبته يف طرهحا من دماغه‪ .‬ذلكل س منزي بني ‪ 3‬أأشاكل من الوسواس‪:‬‬

‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬


‫‪-1‬وساوس فكرية‪ )Obsessions idéatives( ،‬قد تكون شكوك‬
‫دينية أأو جتاوزات غري أأخالقية‪.‬‬
‫‪-2‬وساوس رهابية)‪ (Obsessions phobiques‬اخلوف من املرض‬
‫مثال‪.‬‬
‫‪-3‬وساوس اضطهادية )‪ (Obsessions Impulsives‬وهو اخلوف‬
‫من القيام بسلوك خسيف‪ ،‬حمرج وخصوصا أأن يكون سلواك ضارا‬
‫سواء لصاحبه أأو ل ألخر‪.‬‬
‫معلية الاضطهاد اذلي يشعر هبا الفرد‪ ،‬ويه حاجة للقيام بسلوك‬
‫غري قابل للتطبيق ملا يتضمنه من موقف حمرج‪ ،‬ولكنه ل جيد مفرا‬
‫أ آمنا‪ ،‬ذكل‪ .‬فاملوسوس حياول دامئا مراقبة وساوسه و أأفاكره‬
‫الاضطهادية اليت تس يطر عليه من خالل طقوس مركبة أأو من‬
‫خالل التحقق وتكراره لتأأخذ موضعا ملتبسا عىل الفرد‪.‬‬
‫ا ألعراض الوسواس ية تبقى دامئا حمل كامتن وشعور ابلعار للفرد‪ ،‬هذا‬
‫السلوك املريض يظهر هذه ا ألعراض يف هناية املراهقة‪ ،‬عىل خشصية‬
‫من نوع‪:‬‬
‫‪)Psychasthénique( -1 ‬الشخصية اليت تعاين وهنا نفس يا‪.( .‬‬
‫تعمل هذه الشخصية عىل الاستبطان ‪ -‬وكرثة التحقق ويه تعاين‬
‫شعورا ابلنقص)‪.‬‬
‫‪ -2 ‬الشخصية الوسواس ية الاضطهادية تعاين من الشكوك‪ ،‬كبت‬
‫العواطف‪ ،‬التدقيق‪ ،‬التحقق)‬

‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬


‫‪ -3 ‬الشخصية املسامة الشخصية الرشجية (املرحةل الرشجية عند‬
‫فرويد)‬
‫‪ ‬ويه تمتزي ب (الرتتيب ‪ -‬البخل ‪ -‬العناد ‪)-‬‬
‫عىل مس توى تطور املرض جند التضارب احلاصل بني نظرية‬
‫التحليل النفيس ونظرية السلوك املعرفية‪ ،‬فاإذا اكنت ا ألوىل تفرسها‬
‫ابلعودة اىل املرحةل الرشجية (السادية الرشجية)‪.‬‬
‫فالثانية ترحج تكون سريورات معرفية خاطئة‪.‬‬
‫حري بنا أأن منزي بني الفكرة الثابتة (‪ )Idée- fixe‬والفكرة‬
‫الهوامية(‪)Idée-Délirante‬‬
‫‪ ‬فا ألوىل يه أأفاكر مفروضة عىل العمل الطبيعي للعقل‪ ،‬من‬
‫خالل الرهاب‪ ،‬حيث اخلوف املقلق هو دامئا مثار من طرف‬
‫موضوع الاختياري‪.‬‬
‫‪ ‬الثانية يه دوافع أأو أأفعال اليت تمت بطريقة مقنعة دون أأن‬
‫تثري قلقا‬

‫املراجع‪:‬‬
‫‪S. Freud, 1- l’hérédité et l’étiologie des névroses 1896‬‬
‫‪S.Freud -Névrose et psychose 1924.‬‬

‫مادة علم النفس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫التومي محمد‬


‫عمل النفس‬ ‫‪ ‬مسكل‬
‫الثاين‬ ‫الفصل‬
‫عمل النفس اٌ إللكينييك النفي‬ ‫املادة‬
‫التويم‬ ‫ا ألس تاذ احملارض‬

‫‪2021-2020‬‬ ‫الس نة اجلامعية‬


‫التاسع‬ ‫ادلرس‬

‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬


‫العصاب والذهان‬
‫الجزء ‪ - 2‬الذهان‬
‫مقدمة‪ :‬هذا املفهوم هو من أأصل أأملاين‪ ،‬وظهر للتعويض عن مصطلحات القادمة من‬
‫العرص الوس يط‪ ،‬واليت عرفت ا ألمحق " هو اذلي ل ميكل الروح ومت النظر اإليه‬
‫ابعتباره كرة ملئت ابلهواء"‪ ،‬كام أأن مصطلح " أأمحق" هو يف ا ألصل هو نعت قديح‬
‫ويعين غياب القدرة عىل المتيزي والاس تدلل‪.‬‬
‫يرى فيليب بينيل يف بداية القرن التاسع عرش‪ ،‬أأنه جيب جتاوز مصطلح "ا ألمحق"‬
‫لتاليف ا ألحاكم السلبية املس بقة‪ ،‬وتعويضه مبصطلح أخر هو "الإستيالب العقيل"‬
‫ومع ذكل فدلةل النظرة السلبية بقيت حارضة‪.‬‬
‫(‪ ،)Falret‬هو من أأتباع بينيل يقرتح مصطلحا اقل درامية‪ ،‬وهو "املرض العقيل"‬
‫واكن هدفه يف ذكل هو جعل املرض العقيل‪ ،‬مثل مجيع ا ألمراض ا ألخرى‪ ،‬مع ذكل‬
‫مل يلق هذا املصطلح جناحا يذكر‪ ،‬فلقد اكن مصطلحا واسعا وعاما‪ ،‬ويف القرن مت‬
‫إادخال مصطلح اذلهان وقابهل العصاب عن طريق فرويده‪.‬‬
‫‪-1‬التعريف والتصنيف‪.‬‬
‫اذلهان هو" حاةل نفس ية‪ ،‬تمتزي بتغيري معيق يف وعي الفرد (اضطراابت حادة يف‬
‫الهوية) وعالقهتا ابلواقع" (‪)Besançon 1993‬‬
‫‪ .‬يف التصنيف لعاملي ل ألمراض (‪ )CIM10‬مت جتميعها اذلهاانت‪ ،‬يف خانة اذلهان‬

‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬


‫واحلالت اذلهانية حيث جند‪ :‬اذلهان الهويس والاكتئايب;( ‪psychose maniaque‬‬
‫‪ ،)et dépressives‬الفصامات املزمنة (‪)Les Schizophrénies chroniques‬‬
‫الهذايانت املزمنة ()‪ Les délires chroniques‬واذلهاانت الكحولية‬
‫(‪.)psychoses alcooliques‬‬
‫يف تصنيف ادلليل التشخييص والإحصايئ لالضطراابت العقلية (‪)DSM‬جنده‬
‫يتضمن‪:‬‬
‫الاضطراابت الفصامية‪ ،‬البارانوايـ الاضطراابت اذلهانية‪،‬‬

‫‪ -2‬خصائص اذلهان و أأعراضه‪.‬‬


‫حسب (‪ )Jacque Postel‬فاإن لذلهان مخسة خصائص ويه ل توجد يف‬
‫العصاب‪ ،‬ول يف الاحنرافات ويه‪:‬‬
‫‪ -1‬خطورة الاضطراابت (‪:)La gravité des troubles‬‬
‫فالصعوابت الناجتة عن الاضطراب‪ ،‬تنتج اإعاقة ويه اإعاقة عىل مس تويني‬
‫قانوين‪ ،‬حبيث يفقد املصاب اس تقاللية‪ ،‬القرار والترصف‪ .‬واجامتعي حبيث أأن‬
‫خاصية هذا الاضطراب‪ ،‬تؤدي ابلفرد اإىل الانعزال‪ ،‬والانغالق وحتايش‬
‫ا ألخر‪ .‬علام أأن اضطراابت اذلهان‪ ،‬خاصيهتا ا ألساس ية هو خلق عامل هوايم‬
‫فردي‪ ،‬ل عالقة هل ابلواقع‪ ،‬ذلكل ليس من املمكن ابلنس بة لهذا املصاب أأن‬
‫يعيش حياة عادية كجميع البرش‪.‬‬

‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬


‫‪ -2‬غياب الوعي وتعدد ا ألعراض‪.‬‬
‫فالفرد املصاب‪ ،‬ل يدرك انه يعاين اضطرااب‪ ،‬ول يعرف أأنه يف أأمس احلاجة اإىل‬
‫مواكبة وعالج‪ ،‬بل هو يؤمن بأأوهامه ابعتبارها حقيقة خالصة‪ ،‬فهو ل يقدر‬
‫عىل املزي بني التخيالت املنتجة من طرفه والواقع‪ .‬يف هذه احلاةل ل ميكننا فرض‬
‫العالج عىل املصاب‪ ،‬عىل اعتبار القاعدة ا ألساس ية أأن العالج يطلب ول‬
‫مينح‪ ،‬ابلإضافة اإىل غياب عامل أأسايس يف العالج النفيس وهو عامل الثقة‬
‫بني قطيب العملية العالجية‪.‬‬
‫‪ -3‬غرابة ا ألعراض‪.‬‬
‫عىل املس توى اجملمتعي‪ ،‬فنظرة احمليط تتسم ابس تغراب وذهول من ا ألعراض‬
‫اليت يصاب هبا الفرد‪ ،‬ذلكل تصبح سلواكته لغزا‪ ،‬ابلنس بة حمليطه‪ ،‬اذلي حياول‬
‫ادلخول معه يف تواصل دون الوصول اإىل رابط مشرتك‪ ،‬لتقع القطبية والتضاد‬
‫يف السلوك بني جممتع يس تغرب من سلواكت مصاب ابضطراب ذهاين‪ ،‬ومصاب‬
‫ل يكرتث ملا جيري حوهل من اس هتجان ورفض وذهول جممتعي‪.‬‬

‫‪ -4‬غياب التواصل‪.‬‬
‫قد ينحرص مس توى التواصل يف أأقىص حدوده ادلنيا‪ ،‬يف سلواكت بس يطة‬
‫وقصرية ول حتمل معاين كبرية‪ ،‬ألن املصاب ابضطراب اذلهان هيرب من أأي‬
‫اتصال أأو تواصل‪ ،‬أأو ما يسمى عادة ابلتحايش‪ ،‬وتفضيل الانطواء عىل اذلات‪،‬‬
‫ليفضل احلديث والاس متتاع والإنصات لهذايانته وهالوسه‪ ،‬اليت ل يسمعها ول‬
‫يفهمها سواه‪.‬‬
‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬
‫‪-5‬الانطواء عىل اذلات‬
‫املصاب اذلهاين‪ ،‬خيتار وضعية الانطواء والتوحد‪ ،‬يف رفض منه للواقع وإاناكر‬
‫لوجود هذا ا ألخري‪ .‬حسب (‪» )Lasègue‬فاملصاب ابذلهان ل يبحث عىل‬
‫اإقناع العامل حبقيقة هذاينه فهو ل هيمه الخر يف يشء"‪.‬‬

‫‪ -3‬مسببات اضطراب ادلهان‪.‬‬


‫هناك ‪ 4‬نظرايت تتحدث عن أأصل اضطراب اذلهان‪.‬‬

‫‪-1‬البعد العضوي‪ :‬فهو يعترب اذلهان مرتبط تلف يف ادلماغ‪ ،‬أو نتيجة لتسمم‬
‫كحويل‪ ،‬أو نتيجة لإدمان عىل أأدوية نفس ية‪ ،‬أو نتيجة لضطراب الوظائف‬
‫الكمييائية لدلماغ‪ ،‬وعليه فاإن املعاجلة جيب أأن تكون طبية ابمتياز‪.‬‬

‫‪-2‬مسببات نفس ية‪:‬‬


‫يه ترى أأن أأس باب اضطراب اذلهان يه أأس باب نفس ية‪ ،‬مرتبطة بتارخي‬
‫املصاب‪ .‬حسب فرويده‪ ،‬فاإنه يرجع تطور البنية اذلهانية‪ ،‬اإىل التثبيت اذلي‬
‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬
‫عرفه الفرد‪ ،‬يف املرحةل الفمية‪ ،‬أو يف املرحةل ا ألوىل من مرحةل الرشجية‪ ،‬بسبب‬
‫الإحباطات املبكرة من مصدرها ا ألمويم‪ ،‬فكينونة ا ألان‪ ،‬مل حتصل بعد عىل‬
‫اإش باعاهتا من املراحل الفمية‪ ،‬الرشجية‪ ،‬والقضيبية وخصوصا جتاوز املرحةل‬
‫ا ألوديبية بنجاح‪ .‬ذلكل‪ ،‬فاملصاب ابذلهان هو فرد مل يش بع مراحل المنو اكمةل‬
‫ووقع هل تثبيت يف املرحةل الفمية أو الرشجية‪.‬‬

‫‪ -3‬مسببات جممتعية‪.‬‬
‫ا ألمراض العقلية توجد عند أأفراد داخل اجملمتع‪ ،‬يف أأرسة‪ ،‬وابلتايل يكون السؤال‬
‫مرشوعا يف حاةل املصاب ابذلهان‪ ،‬ما هو ادلور اذلي لعبته ا ألرسة من اجل‬
‫اإنتاج فرد مصاب ابذلهان؟ حسب املدرسة الإجنلزيية املعارضة للطب النفيس‪،‬‬
‫فاإن املريض ل يقوم اإل ابلتعبري عن الاضطراب اذلي تعاين منه العائةل جممتعة‪،‬‬
‫ورمبا يكون هو كبش فداء هذه العائةل‪.‬‬

‫‪-4‬تعدد العوامل املسببة‬


‫اذلهان هو نتيجة التفاعل بني خمتلف املذكورة سلفا‪.‬‬
‫‪ -4‬أأمه الآليات ادلفاعية لذلهان ( ‪les mécanismes de défense de la‬‬
‫‪)psychose‬‬
‫أأ‪-‬الإناكر (‪ )le Déni‬ويه معلية رفض الواقع وتعاش عند املصاب‬
‫اكإدراك لواقعة مؤملة ل ألانه املهشمة أأصال والغائبة فعال‪.‬‬
‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬
‫ب ‪-‬الهوية املسقطة عىل الخر (‪)L’indentification projective‬‬
‫وهو نوع من الومه يتخيل فيه املصاب نفسه‪ ،‬انه بداخل خشص أأخر‪ ،‬حياول‬
‫التحمك فيه‪ ،‬وا إلرضار به‪ .‬حيث يقوم ابإسقاط لك اجلوانب السلبية منه عىل‬
‫الخر‪ ،‬من حيث ينظر اإليه‪ ،‬ابزدراء وحط قمية‪ ،‬يف مقابل ذكل يطور متثال‬
‫مثاليا عىل نفسه ابمتالكه القدرة والقوة اللكية‪ .‬والقدوة‪.‬‬
‫ج‪ -‬الانشطار (‪)Le clivage‬‬
‫يه معلية انفصال وانقسام ا ألان (‪ )clivage du moi‬أأو انقسام اليشء‬
‫(‪ ،)clivage d’objet‬حتدت حتت تأأثري خطر حمدق‪ ،‬ومقلق ومتوقع‪ ،‬من‬
‫خالل تعايش القسمني واخملتلفني واذلين ينكران بعضهام‪ ،‬دون القدرة عىل‬
‫تشكيل حل وسط ممكن بيهنام‪.‬‬
‫د‪ -‬ازدواجية ا ألان (‪)le Dédoublement de moi‬‬
‫يترصف الفرد‪ ،‬ضد قلق التجزؤ واملوت‪ ،‬وهو يوازن مرحةل ا ألوىل لعالقة الطفل‬
‫بأأمه‪ ،‬واليت مل تش بع حاجاته البدائية بشلك اكيف‪ ،‬لتساعده عىل انفالت ا ألان من هذه‬
‫املنظومة ا ألولية‪ ،‬والهشة‪ ،‬حيث مل يس تطع ا ألان بناء كينونته‪ ،‬مما يكون سهال معها يف‬
‫الوضعية هتش ميها‪ .‬ومتزيقها‪.‬‬
‫‪ -5‬اذلهاانت اخملتلفة‪.‬‬
‫أأ‪-‬اذلهاانت احلادة‪)Les psychoses Aigues( :‬‬
‫اذلهاانت احلادة أأو النوابت الهذاينية‪.‬‬
‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬
‫مصطلح النوابت الهذاينية‪ ،‬يعرب عن مرحةل انتقالية‪ ،‬تس بق التواجد اللكي للهذاين‬
‫عند املصاب‪ ،‬حيث ا ألعراض غنية ومتعددة ا ألشاكل‪ ،‬وتعرف تطورا رسيعا وتلقائيا‬
‫وحازما‪ ،‬الهذاين يتواجد برسعة يف بضع ساعات‪ ،‬ويف بعض ا ألحيان تس بقه موجات‬
‫من احلزن‪ ،‬تتناوب مع فرتات من الانسجام والاس تقرار العاطفي‪ ،‬لتبد أأ بعدها فرتات‬
‫من القلق‪ ،‬وا ألرق‪ ،‬الهذاين متعدد ا ألشاكل من فرتة اإىل أأخرى حيث تكون‬
‫مواضيعه‪ ،‬القوة اخلارقة‪ ،‬الاضطهاد‪ ،‬التأأثري عىل الخر ويعمتد يف ذكل عىل‬
‫املياكنزيمات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الهلوسات النفس ية دون أأصوات‪ ،‬متثالت الضوضاء‪ ،‬أأو الالكم‪ ،‬أأو الرواحئ‪،‬‬
‫والرؤى أأو احلراكت‪ ،‬أأو التغريات يف التفكري واحلاةل بذكل تقوم خبلق صدى‬
‫يتبعه ختمني‪ ،‬مت تفرض كواقع‬
‫‪ -2‬الهلوسات النفس‪ -‬مسعية‪ :‬سواء أأاكنت برصية‪ ،‬مسعية أأو تذوقية‪ ،‬أأومشية‪،‬‬
‫تغريات يف اجلسم‪ ،‬وهذايانت احلركة ويه تعايش كحقيقة مسمل هبا‪ ،‬ويه تكون‬
‫مصاحبة بتقلبات شديدة يف املزاج‪ ،‬من الانرشاح والهبجة اإىل القلق واحلزن‪،‬‬
‫كام أأن املصاب يعيش جتربة ازدواجية يف الشخصية‪ ،‬ابلإضافة اإىل تبدد وغياب‬
‫الواقع من قبيل‪ ،‬القول بتغيريات مورفولوجية‪ ،‬تغريات يف اإدراك الواقع‪ ،‬والبيئة‪،‬‬
‫فيصبح معيشه و أكنه يف حمل رسمدي يفوق الوصف‪ .‬كام تعرف هذه احلاةل تقلبات‬
‫مزاجية حادة ومتطرفة‪( ،‬ابهتاج عاطفي و أأحياان أأخرى سوداوية تصاحهبا كبة‪،‬‬
‫ووهن نفيس وحزن‪ ،‬و أأفاكر يف املوت) ويف أأحيان أأخرى‪ ،‬أأفاكر مضيئة‬
‫ومنترصة‪ ،‬قرابهتا من الهذايانت هوس الاكتئاب ل ميكن اإناكرها‪ .‬حيث يمتزي‬

‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬


‫السلوك ابملرور املبارش للقيام بسلوك خطري‪ ،‬وعدواين أأو انتحاري‪ ،‬مع احامتلية‬
‫تأأثري ا ألدوية املوصوفة هل‪.‬‬
‫‪- 3‬ذهان النفاس‪ :‬عادة ما يصاحب فرتة امحلل أأعراض قد تكون عصابية‪ ،‬ولها‬
‫عالقة بعوامل بيولوجية‪ ،‬نفس ية واجامتعية‪ ،‬وانذرا ما جند حاةل فصامية‪ ،‬تدخل يف‬
‫مرحةل امحلل‪ ،‬دومنا أأن متر مبوجات اكتئابية مؤقتة يف مرحةل الولدة‪ ،‬حيث تقوم‬
‫احلاةل ابإعادة اجرتار ما أألكته‪ ،‬مع اضطراب يف النوم أأو ا ألرق‪ ،‬مع التشيك من‬
‫الكوابيس والتوتر طوال الليل‪ .‬وهو ما ميكن ان تكون املراحل ا ألوىل لدلخول فامي‬
‫نسميه بذهان النفاس واذلي يقع بني اليوم اخلامس واليوم ‪ 25‬من الولدة‪ .‬هذه‬
‫احلاةل ختلق صورة مربكة‪:‬‬
‫أأ‪-‬معيش خيايل‪:‬‬
‫يكون مركزا حول الطفل‪ ،‬الولدة احلديثة قد يمت اإناكرها‪ ،‬وتعترب أأن الطفل‬
‫مل يودل بعد‪ ،‬أأو أأنه مل يكن هناك محل أأصال‪ ،‬أو أأنه ليس من اجلنس املدون‬
‫يف املستشفى‪،‬‬
‫ب ‪-‬ان تكون احلاةل تعيش عىل وضع اضطهادي‪:‬‬
‫يف هذه احلاةل تعترب ا ألم املصابة‪ ،‬بأأن املولود سوف ميوت أو انه سوف‬
‫يقتل أأو يف اقل احلالت‪ ،‬املولود سوف خيطف وهذا يرتتب عليه‪ ،‬وهن‬
‫نفيس‪ ،‬ذهول‪ ،‬اكتئاب‪ ،‬قلق داخيل‪.‬‬

‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬


‫ب ‪ -‬اذلهاانت املزمنة‪( )Les psychoses chroniques( .‬الفصام‪La -‬‬
‫‪)schizophrénie‬‬
‫ويمتزي الفصام ابشرتاك ثالثة اضطراابت أأساس ية‪:‬‬
‫‪ -1‬تفكك الشخصية‪.‬‬
‫‪ -2‬الهذاين جنون العظمة‪.‬‬
‫‪ -3‬التوحد‪.‬‬
‫‪ -1‬تفكك الشخصية‪ :‬يقع من خالل التشتت اذلي يعرفه وعي الشخصية‪،‬‬
‫ويظهر عىل عدة مس توايت‪:‬‬
‫أأ‪ -‬املس توى الفكري‪ :‬ضعف يف الانتباه ويف القدرة عىل الرتكزي‪ ،‬حيث‬
‫حتدث اضطراابت يف التفكري‪ :‬الالكم غري منسجم‪ ،‬اذلاتية‪ ،‬الرمزية‪،‬‬
‫الغرابة‪ ،‬غياب الانسجام‪ ،‬الغموض التجريد دون ربطه ابلواقع‪ ،‬عقالنية‬
‫مرضية‪( ،‬بناء نظرايت جمردة) تغيري معاين اللكامت‪ ،‬نظرة جديدة‪ ،‬رمزية‬
‫فريدة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬عىل املس توى العاطفي‪ :‬التناقض العاطفي‪ ،‬اإحساس عاطفي عنيف‬
‫ومتناقض‪ ،‬أأحياان قوي‪ ،‬و أأحياان أأخرى عدواين‪ .‬العالقة الانصهار مع ا ألم‬
‫يه مصدر هذا الاضطراب‪ ،‬حيث النكوص العاطفي ملرحةل الفمية‬
‫(فرويده) حيث نالحظ (الرشه املريض‪ ،‬التمنل الشفهيي‪ ،‬التدخني‬
‫أألقرسي‪ .‬واملرحةل الرشجية (فرويده) مناذج منطية وسواس ية‪ .‬حيث تمتزي‬
‫فهيا اجلنس ية ابلتذلذ اذلايت‪ ،‬أأو التعري اجلنيس‪ ،‬أأو حتقيق الرغبات‬
‫اجلنس ية عىل احملارم‪..‬‬
‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬
‫ج‪-‬عىل املس توى السلويك‪ :‬الرباغامتية املطلقة‪ ،‬غياب املبادرة‪ ،‬غياب القرار‬
‫ا ألفعال ا إلرادية ‪ -‬املهارات احلركية متجمدة‪ ،‬ومتضاربة‪ ،‬اإمياءات متضاربة مع الوضعيات‬
‫املعاشة‪ ،‬سلواكت متناقضة مع املنتظر اعامتدها‪ ،‬مظاهر حركية ختشيبة‪ ،‬السلبية‪،‬‬
‫انطواء عدواين‪ ،‬املرور اإىل العدوان عىل الغري‪ ،‬بدون مربر‪ ،‬أأو عىل النفس من قبيل‬
‫الانتحار‪ ،‬الإيذاء أألعمدي لذلات‪ ،‬حىت املوت‪.‬‬
‫‪ -2‬هذاين جنون العظمة (‪)Le délire paranoïde‬‬
‫هو هذاين غامض‪ ،‬متغري‪ ،‬وغري منسجم‪ ،‬متحول عرب الزمن‪ ،‬يصعب‬
‫التواصل معه‪ ،‬مواضيعه‪ ،‬تتوحد يف معطى أأسايس وهو الشعور‬
‫ابلضطهاد قد يكون ( أأذى جسمي‪ ،‬تغري جسمي‪ ،‬مرض‪ ،‬تسسممي‬
‫مقصود) أأو قد يكون مسا غري طبيعي (متكل من طرف اجلن‪ ،‬هممة‬
‫رابنية‪ ،‬التناخس (املهدي املنتظر‪ ،‬عيىس عليه السالم) ل إالشارة حفسب‬
‫لك الهذايانت ميكن لها أأن تتعايش هلوسات‪ -‬أأوهام‪ -‬تفسريات وخيالت‬

‫‪ -3‬التوحد )‪(L’autisme‬‬
‫خاصية التوحد يه القطيعة مع الواقع‪ ،‬حيث الانطواء‪ ،‬عىل اذلات وخلق‬
‫عامل‪ ،‬داخيل حممك الإغالق‪.‬‬

‫ج ‪-‬الفصام‪ :‬ا ألشاكل الرسيرية للفصام‪.‬‬

‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬


‫توجد س بعة أأشاكل من الفصام ويه‪:‬‬
‫‪ -1‬الفصام البس يط‪.‬‬
‫‪ -2‬الهيربفينيا (‪)L’hébéphrénie‬‬
‫‪ -3‬الهيربفينيا التخشيبة (‪)L’hébéphrénie catatonique‬‬
‫‪L’héboïdophrénie -4‬‬
‫‪ -5‬الفصام الربانوي (‪)S. paranoïde‬‬
‫‪ -6‬فصام العصاب الزائف (‪)S. pseudo-névrotique.‬‬
‫‪ -7‬اذلهان الفصايم العاطفي‪les psychoses schizo-‬‬
‫)‪)affectives‬‬

‫‪ -1‬الفصام البس يط‪.‬‬


‫يبد أأ يف الظهور تدرجييا بسامت فصامية‪ ،‬ويمتزي بتطور التطبيث يف‬
‫الاستامثر يف اجملال املهين والاجامتعي حيث العزةل‪ ،‬و أأل مبالة والفقر‬
‫العاطفي‪ ،‬مع اضطراابت يف السلوك‪ ،‬مع غياب مرحيل للهذاين‬
‫واضطراب التفكري‪.‬‬

‫‪ -2‬الهيربفينيا (‪)L’hébéphrénie‬‬
‫تبد أأ يف سن املراهقة‪ ،‬عىل شلك تدرجيي وتمتزي ابضطراابت معرفية‬
‫يرتتب علهيا ضعف تعلمي أأو همين‪ ،‬الاضطراابت العاطفية مردها‬
‫لالنسحاب الاجامتعي‪ ،‬مع لمبالة حنو احمليط‪ ،‬وفقدان الاهامتم‬
‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬
‫ابملصاحل اخلاصة‪ ،‬امجلود‪ ،‬سلواكت اندفاعية‪ ،‬والافتتان مبواضيع ما‬
‫وراء العمل‪ ،‬أأو دينية خبصائص رمزية‪ ،‬وجمردة‪ .‬مع اإماكنية ا إلدمان عىل‬
‫الكحول أأو اخملدرات‪.‬‬

‫‪ -3‬الهيربفينيا التخشبية )‪)(L’hébéphrénie Catatonique‬‬

‫تفكك اجلهاز النفيس احلريك عىل املس توى ا ألول‪ ،‬امجلود‪ ،‬اذلهول‪،‬‬
‫الربغامتية‪- ،‬التلكف‪ ،‬السلبية ‪ -‬الترصيفات اللفظية‪ ،‬الفرد مجمد يف صالبة‬
‫البالستيك‪ ،‬لغاية امحلاية من أأي تواصل مع اخلارج‪ ،‬من اجل ضبط قلق هذايين‬
‫مرعب‪.‬‬
‫‪- la héboidophrénie-4‬‬
‫يصاب هبا الفرد‪ ،‬يف مرحةل الش باب‪ ،‬بأأعراض س يكوابتية ومنحرفة‪ ،‬لتتخذ تدرجييا‬
‫منحى تفكيك للشخصية‪ ،‬حيث لمبالة ادلوافع احلافزية ابلواقع‪ ،‬برود عاطفي‪،‬‬
‫سلواكت متناقضة وغريبة‪ ،‬نوابت هذاينية‪ ،‬تمتزي ابضطراب يف السلوك (سلواكت‬
‫مضادة للمجمتع‪ ،‬احنراف‪ ،‬غياب التوازن‪ ،‬عدوانية‪.‬‬

‫‪ -5‬الفصام الربانيودي (‪)S. paranoïde‬‬

‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬


‫وهو الوجه املكمتل للفصام‪ ،‬مع هذاين وتفكك الشخصية‪ .‬ويظهر متأأخرا عىل شلك‬
‫الهيربفرينيا‪ ،‬عىل شلك نوابت من الهذايانت احلادة‪.‬‬
‫ا ألشاكل احلدية للفصام ونقصد هبا ا ألمراض اليت تامتثل فهيا أأعراض اذلهان‬
‫والعصاب‬
‫‪ -6‬فصام العصابية الزائفة (‪)S. Pseudo-névrotique‬‬
‫هذه الاضطراابت يف الظاهر تويح بأأهنا عصابية‪ ،‬ولكن خاصيهتا‪ ،‬أأن هناك تفكك‬
‫يف الشخصية‪ ،‬وهذايانت‪( ،‬خاصيات ذهانية) ولكن هناك أمر همم‪ ،‬وهو أأن العالقة‬
‫مع الواقع لزالت سلمية (خاصية عصابية)‪ ،‬كام أأن الرهاب الاجامتعي قامئ‪ ،‬و أأعراض‬
‫الوسواس موجودة‪ ،‬ومتظهرات الهس ترياي قامئة‪.‬‬
‫‪ -7‬اذلهان الفصايم العاطفي)‪) les psychoses schizo-affectives‬‬
‫وهو عىل احلدود بني الفصام والهوس الاكتئايب‪ .‬واجلنون مع أأعراض فصامية‬
‫د ‪ -‬اذلهان الهذايين املزمن‪)La psychose délirante chronique( .‬‬
‫هذا اذلهان يمتزي بأأفاكر هذاينية مزمنة‪ ،‬حيث ينخرط الفرد املصاب بشلك دامئ‪،‬‬
‫وحيتفظ مع ذكل ابدراك للواقع‪ ،‬وقد يصيب الفرد بني سن ‪ 40‬و‪ ،50‬ومعوما ففي‬
‫مثل هذه احلالت يبقى الفرد عىل اتصال ابلواقع‪ ،‬وحمافظا عىل مياكنزيماته التكيفية‪،‬‬
‫هناك ثالثة أأنواع من الهذايانت املزمنة‪ .‬ويه‪:‬‬
‫‪ -1‬الهذايانت املزمنة املنظمة‪(Les délires chronique systématisés)،‬‬

‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬


‫‪ -2‬اذلهاانت الهلوس ية املزمنة‪Les psychoses hallucinatoires .‬‬
‫‪)chroniques‬‬
‫‪ -3‬البارافرينيا (‪)Les paraphrénies‬‬
‫‪ - 1‬الهذايانت املزمنة املنظمة‪ ،‬وهذايانت البارانواي )‪(Les délires chronique‬‬
‫)‪)Systématisés‬‬
‫تمتزي هذه الهذايانت بأأفاكر ومهية مزمنة وهو يسمي أأيضا ابلهذاين البارانوي‪ ،‬يظهر‬
‫جفأأة وقد س بقته أأعراض قلقية حادة وحرية‪ ،‬مما س يدفع بظهور متالزمة فقدان الطابع‬
‫الشخيص (‪)Dépersonnalisation‬والغرابة السلوكية‪ ،‬نتيجة لإحساسه مبعيش‬
‫اضطهادي‪ ،‬والنتيجة الهنائية خشصية مرضية‪ ،‬هيمين علهيا‪ ،‬طابع فقدان الثقة يف احمليط‪،‬‬
‫حيث جند أأن هذه الشخصية تكون‪ ،‬متعجرفة‪ ،‬تقدير مبالغ فيه عن اذلات‪ ،‬عناد‪،‬‬
‫العدوانية ادلفاعية‪ ،‬والصالبة النفس ية‪ ،‬اإصدار أأحاكم مغلوطة والتشبث هبا‪.‬‬
‫هناك ‪ 3‬أأنواع من الهذاين البارانويي‪Les différents types de délire ( .‬‬
‫‪)paranoïaques‬‬
‫‪ -1‬هذاين التفسري (اس تخالص نتاجئ و أأحاكم خاطئة من معطيات وإادرأاكت‬
‫حصيحة‪).‬‬
‫‪ -2‬هذاين العالقة أأو ومه املرجعية املطلقة‪ ،‬وهو نتيجة أأحداث مأأساوية‪ ،‬فشل‪،‬‬
‫اإحباط‪ ،‬رفض جممتعي‪ ،‬أأو شعور ابذلنب يف بيئة سلبية وحمتقرة‪ ،‬فالفرد جيرت أأملا‬
‫شديدا واحساس معيق ابلحتقار‪ ،‬ذلكل يطور أأفاكر مرجعية‪ ،‬مرتبطة بأأحداث‬
‫ووقائع ل حتمل يف طياهتا أأية دلةل رمزية‪ ،‬ليخرج بفكرة مؤداها أأن لكام يدور‬

‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬


‫حوهل هيمه خشصيا‪ ،.‬ليبين عىل هذا التصور اإمياان مطلقا‪ ،‬بأأنه مرسح ل إالزراء‪،‬‬
‫وان الخرين حيطون من قدره‪ ،‬ويضحكون عليه‪ ،‬ويتلكمون وراءه ابلسوء‪،‬‬
‫‪ -3‬هذاين العاطفي أأو هذاين الش بق والغرية (‪Le délire passionnels-‬‬
‫)‪ :)érotomaniaque et de jalousie‬هو هذاين منظم ‪ ،‬وهيم اجلانب‬
‫العاطفي حلياة الفرد ‪ ،‬فاملياكنزيمات الهذاينية تكون متحمك فهيا من طرف‪،‬‬
‫التفسري واحلدس‪ ،‬هذا النوع من الهذاين ينفجر جراء حادث حديس‪ ،‬يثري‬
‫تساؤلت عديدة مشككة يف هذا اجلانب العاطفي‪ ،‬انطالقا من هذه الفرضية‪،‬‬
‫تنطلق سلسةل من التفسريات والرشوحات اليت سوف تبىن سلسةل من‬
‫الهذايانت ‪ ،‬هذا اجلانب العاطفي ‪ ،‬همم جدا فعىل أأساسه يمت الاعتقاد وا إلميان‬
‫ابلفكرة الهذاينية ‪ ،‬وتسد الطريق لكية عىل املنطق الواقع واحلقيقة‪.‬‬

‫‪ -2‬اذلهاانت الهلوس ية املزمنة‪Les psychoses hallucinatoires ( .‬‬


‫‪)chronique‬‬
‫تظهر جفأأة بني سن ‪ 30‬و‪ 50‬س نة‪ ،‬متالزمة الهلوسات تتكون من مجموعة‬
‫أأعراض‪ :‬مناخ حزين‪ ،‬حرية‪ ،‬مع نوابت عقلية خاصة‪ ،‬من قبيل العقلية ا ألوتوماتيكية‪،‬‬
‫حيث يعتقد املصاب انه فقد الس يطرة عىل نفسه وانه أأصبح متحكام به‪ ،‬من اخلارج‪.‬‬
‫ذلكل تغلب عىل املصاب‪ ،‬هلوسات نفس ية مسعية‪ ،‬برصية‪ ،‬مشية‪ ،‬ذوقية‪ ،‬ويه ذات‬
‫صبغة اضطهادية‪ ،‬وختتلف مواضيع هذا النوع من الهذاين من هذاين العظمة اإىل‬
‫هذاين القوة املطلقة‪ ،‬اإىل القيام مبهمة دينية‪.‬‬

‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬


‫‪-3‬الربافرينيا‪)Les paraphrénies( .‬‬
‫هو هذاين مزمن‪ ،‬حيث املياكنزيمات التخيلية تتحمك يف لك الهذايانت‪ ،‬حيث‬
‫املواضيع ا ألساس ية يه العظمة والروعة والرفاه‪ ،‬تكون بداايهتا حنو سن ‪30‬‬
‫و‪ 45‬س نة‪ ،‬تبد أأ من خالل أأفاكر غريبة‪ ،‬وترصفات انعزالية عاطفية‪ ،‬اإل أأن‬
‫هذا الهذاين ل يس تعمر احلياة النفس ية اكمةل‪ ،‬فالتفكري الهذايين موجود جبانب‬
‫تفكري سوي‪ ،‬فالفرد يس تطيع القيام بعمليات عقلية متوازنة‪.‬‬

‫ه ‪ -‬اذلهاانت العاطفية (‪)Les psychoses Affectives‬‬


‫‪ .-1‬ذهان الهوس الاكتئايب )‪(la psychose manioc- dépressive‬‬
‫)‪(PMD‬‬

‫ابلتناوب يف شلكه الاكمل أأو ثنايئ القطب من خالل اإما نوابت اكتئابية أأو‬
‫سوداوية مصحوبة بنوابت هوس ية‪ ،‬النوابت ا ألوىل تبد أأ حوايل السن ‪،30‬‬
‫عىل وترية نوابت متغرية‪ ،‬والتطور احلاد للحاةل يمت يف مدة من ‪ 6‬أأشهر اإىل ‪8‬‬
‫أأشهر‪ ،‬هناية النوبة احلادة ميكن أأن تمت جفأأة يف غضون ساعات ورمبا أأايم‪ ،‬مع‬
‫اإماكنية تغري املزاج (مبعىن املرور اإىل التوتر (الهياج)‪ ،‬مع اإماكنية القيام مبحاوةل‬
‫انتحارية ممكنة‪ ،‬وميكن ان حيصل عىل الشلك التايل‪:‬‬
‫املنحى السوداوي (‪)L’ axe mélancolique‬‬
‫تظهر بعد رصاع عائيل‪ ،‬أو حداد ‪،‬نتيجة لإرهاق أأو مرض جسدي ‪ ،‬هذه‬
‫النوابت يبدو اإهنا تصيب املر أأة يف فصل اخلريف والش تاء‪ ،‬يف البداية تكون‬
‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬
‫احلاةل حرجة جدا دلرجة التفكري اجلدي يف الانتحار بدايته تمتزي بتطور تدرجيي‬
‫اضطراابت اكتئابية‪ ،‬املردود املعريف يتقلص مع بطء يف احلركية الفردية‪ ،‬يف‬
‫العالمات ا إللكينيكية جند مزاج حزين مع أأمل أأخاليق شديد‪ ،‬اضطراابت عصب‬
‫حيوية (اضطراابت يف النوم‪ ،‬أأمل يف اجلهاز الهضمي‪ ،‬حنافة‪ ،‬مع أأفاكر هذاينية‬
‫مبواضيع سوداوية‪(،‬الشعور ابلإهانة‪ ،‬الاس تعصاء عىل الشفاء‪ ،‬الإصابة ابللعنة‬
‫والإفالس‪ ،‬و أأفاكر انتحارية عابرة‪.‬‬

‫املنحى هويس (‪)L’axe maniaque‬‬


‫تكون البداية مؤملة بعد صدمات عاطفية‪ ،‬ورصاعات وجدانية‪ ،‬فشل همين‪،‬‬
‫وتوعاكت جسدية‪ ،‬حداد جديد‪ ،‬يف املؤرشات الرسيرية جند‪ ،‬النشاط املفرط‬
‫غري املعتاد وا ألرق‪ ،‬اإاثرة نفس ية‪ ،‬ورسعة السريورات الفكرية‪ ،‬ضياع ا ألفاكر‪،‬‬
‫خطاب غري منسجم (‪ ،)de coq à l’âne‬اضطراب عام يف الرتكزي والانتباه‪،‬‬
‫اضطراب السلواكت الاجامتعية‪( ،‬املصاب مير من الضحك الصادق اإىل الباكء‬
‫الصادق)‪ ،‬أو يف موقف عائيل‪ ،‬قد يوجه خسرية لذعة‪ ،‬مع شعور ابلبهتاج‬
‫والانرشاح‪ ،‬اضطراابت غريزية‪ ،‬من قبيل انقطاع النوم دون الشعور ابلتعب‪،‬‬
‫مع فقدان الشهية‪.‬‬
‫حالت الهوس‪ ،‬ترتبط بفكرة املصاب جبنون العظمة‪ ،‬هذايانت املشاريع الكربى‬
‫والضخمة‪ ،‬مع شعور ابلضخامة‪ ،‬والغىن‪ ،‬والعصمة من اخلطأأ‪ ،‬وحدس ا ألنبياء‪،‬‬
‫والقدرة عىل الإتيان فتوحات علمية عظمية‪ .‬انهتيى‬

‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬


‫املراجع‪،‬‬

‫‪ .1-‬ادلليل التصنيف العاملي ل ألمراض (‪ )CIM10‬نسخة ‪ .2008‬املنظمة‬


‫ادلولية للصحة‪.‬‬
‫‪ -2‬ادلليل التشخييص والإحصايئ لالضطراابت العقلية (‪ )DSM-IV‬النسخة‬
‫الرابعة‪ .‬مجعية الطب النفيس ا ألمريكية ‪.1994‬‬
‫‪-3‬عمل النفس املريض‪David .H. Barlow édition de Boeck 20082 :‬‬

‫علم النقس اإلكلينيكي‬ ‫‪-‬أ‬ ‫أ‪ -‬التومي محمد‬

You might also like