Professional Documents
Culture Documents
أمة في خطر
أمة في خطر
على ال رغم أن النظ ام التعليمي يف الياب ان ُيع د من أحس ن النظم التعليمي ة املوج ودة يف الع امل
ومع ذلك يقوم اليابانيون كل مخس سنوات مبراجعة إجبارية للمناهج مبا يالئم احتياجاهتا وثقافتها .
وأمريكا تغريت نظرهتا للتعليم بعد التقرير الذى أشار بتدهور تنافسيتها ىف العامل فأنظر دولة
مث ل أمريك ا تق ول يف تقرير "أم ة فى خطر" أن ه ذا الت دهور ىف ق وة أمريك ا راجع ا اىل قص ور يف
النظام التعليمي لديها .
األوروب يني جيرون تع ديالت على نظ امهم التعليمي (مثًال برن امج أوريك ا) .ف إذا ك ان ح ال
األمم املتقدم ة جتاه منظومته ا التعليمي ة هبذا الق در من التخ وف على نوعيته ا وم دى مالءمته ا ف إن
البلدان العربية أحوج ما تكون إىل مثل هذه املراجعة وخصوصا والبالد العربية أقل اقتصادا وعلما من
هذه األمم(.)1
أتعجب فيمن ما زال يسأل هذا السؤال حىت األن ،ففي رأى أننا تعدينا مرحلة اخلطر ملرحلة
مقابلة الوحش ،وهي ظهور أجيال غري متعلمة معها شهادات فمن السبب؟؟
من األسباب العديدة وليست الوحيدة .الفجوة بني املعلم واملتعلم ،أدت الفجوة بني املعلم
واملتعلم اىل ظه ور أجي ال ال تع رف قيم ه العلم وحتص ل على الش هادة فق ط للوجاه ة االجتماعي ة أو
للوظيفة واملستقبل املهين فقط مما أدى اىل أجيال غري قادرة على محل املسئولية" ،أن تدريس التفكري
يبدو غريبًا بالنسبة لبعض املعلمني وبعض التالميذ إذ أن النظام السائد هو قولبة التالميذ ىف نظام واحد
وهذا ايل تناقض مع تعليم التفكري الذى يدعو للتربع والتعددوالتفرد "(.)2
ولق د أدرك املتعلم أن العلم األن ه و احلص ول على الش هادة فق ط وليس حتص يل العلم من املعلم ب ل
حفظ املعلومة فقط لرتديدها يف االمتحانات فقط للنجاح مث ال تفيدة هذه املعلومة يف شيء أخر ال
لشيء إال ألنه مل يفهمها حفظها فنسيها مما ساعد على بعد املتعلم عن املعلم واتساع الفجوة بينهم.
2
-تعليم من اجل التفكير – أ .د /ضياء يوسف االعسر -ص 14
فتزايد نس به االقب ال على التعليم خصوص ًا يف النص ف االخ ري من الق رن املاض ي وح ىت االن
وهذه النسبة املتزايدة ادت اىل وجود كثافات عالية جدًا من اعداد التالميذ يف الفصول مما نتج عنه
زياده يف الفج وة التعليمي ة بني املعلم واملتعلم فال نض حك على انفس نا ونق ول ان املعلم يس تطيع ان
يؤدى الشرح املقبول للدروس وتربية النشء املسئول عنهم ومعاملتهم باللني واحلزم يف نفس الوقت يف
حني أن كثاف ة الفص ول يف بعض االحي ان ق د تص ل اىل 60ط الب واك ثر فه ل ه ذا من املعق ول ان
يستطيع املعلم ايصال املعلومة اىل عقل الطالب يف ظل الكثافات العالية لعدد الطالب وىف ظل ضيق
الوقت للحصة والذى ال يتعدى 45دقيقة فكيف نتخيل ان املعلم سوف خُي رج لنا خمرجات تعليمي ة
جيدة وطلبه متفوقني ؟
وهو ما ينتج عنه بطالة املتعلمني الص رحية .وىف خمتلف احلاالت فإن مشكلة الص لة بني التعليم
وسوق العم ل من حيث الكم واحملتوى تطرح بشكل حاد وينبىن على ع دم إجياد احللول املالئمة هلا
تراجع ىف اإلنتاجية وارتفاع تكلفة العمل ومن مث خسارة ىف القدرة التنافسية للمنتجات وتدهور ىف
مع دالت النم و وع دم اس تدامتها .ويكفين ا مث اال على ذل ك ىف املغ رب نس بة 43.4%من خ رجيي
اجلامع ات ينض مون إىل جحاف ل املعطلني وح واىل 24.4%من احلاص لني على البكالوريا يلق ون
املصري نفسه أيضا ،والسبب -وفق التقرير -يكمن ىف مشكل اجلودة يف نظام الرتبية والتكوين الذي ال
يتماشى مع متطلبات سوق الشغل(.)3
ومن أهم األس باب ايض ًا لظه ور الفج وة التعليمي ة يف بالدن ا االعتق اد اخلاطئ من الطالب ب أن املعلم
مرجع شامل ،فاملعلم اجليد هو املعلم الذى ال يقطع صلتة بينه وبني العلم واملعرفة وسعة االطالع وهو
املعلم الذى يبىن فيها لنفسة ولطلبته خلفية ثقافية قويه تتيح له األجابه على تساؤالت واستفسارات
املتعلمني املختلفة سواء حول املنهج أو حىت من خارج املنهج وليس املعلم الذى يقتصر دورة على ما
يدور فقط ىف الكتاب املدرسى من معلومات .
وال أستثى بالطبع أهم سيي لظهور الفجوة التعليمية " الضغوط املادية تالحق املوظفني عامة
واملدرس ني خاص ة ،وإن املعلم من املوظفني القالئ ل ال ذين حيمل ون معهم بعض اعم اهلم الوظيفيـة اىل
بيوهتم وهو حىت يستمر ىف العطـاء حباجة اىل وقت اضاىف ىف املسـاء كى يتمم عمله فيما احضره من
" وال شك أن مثل هذا التفاوت والتباين بني ما هو نظرى مثاىل من جهة وما هو عملى من جهة
اخرى يثري كثريا من التساؤالت ىف نفس املعلم املمارس ملهنه التدريس وليس لدينا ما نوجهة اليك من
نصح ىف هذا اجملال إال أن نقول لك ابدأ بنفسك فإذا بدأت بنفسك ىف اتباع ما درسته من مبادئ
ونظريات تربويه فسوف تضع نفسك على أول الطريق السليم"(.)5
https://www.aklmko.com/story/2021/5/22/115869/-
%D8%A3%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-
4
بناء االجيال – د /عبد الكريم بكار – ص 118
5
مشكالت مهنه التعليم – الباب الثانى – االدارة العامه للتربية والتعليم بمنطقة القصيم