Professional Documents
Culture Documents
1
بسم هللا الرحمن الرحيم
الطبعة :األولى
السنة2022:م
ISBN : 978-9920-9199-1-3
الهاتف0640108080/0661593972 /0672354338:
3
الفهرس
اإلهداء
الفهرس4..........................................................................................................................
مقدمة5............................................................................................................................
خاتمة231.......................................................................................................................
ثبت املصادرواملراجع234...............................................................................................
4
مقدمة
من املعروف أن األقسام املشتركة ،أو الفصول املشتركة ،أو األقسام الثنائية
املستويات ،أو األقسام املتعددة املستويات ،قد أضحت ظاهرة تربوية الفتة لالنتباه
في مغرب االستقالل .وهي تنتشر بشكل دائم ومستمر أمام شساعة البالد ،وتفرق
األسر املغربية في البوادي والقرى واملداشر والجبال والواحات واملناطق الصحراوية،
وقلة التالميذ في هذه املناطق النائية .ناهيك عن تعدد مستوياتهم الدراسية .واليعني
هذا أن األقسام املشتركة ظاهرة خاصة باملغرب ،فهي ظاهرة عاملية موجودة في
الدول املتقدمة والنامية والفقيرة على السواء .بيد أن مناهج التدريس تختلف من
دولة إلى أخرى بطبيعة الحال.
ويعد املغرب من الدول التي أخذت بسياسة األقسام املشتركة لتقريب املدرسة من
كافة املواطنين املغاربة أينما كانوا وارتحلوا ،والغرض من ذلك هو الحد من األمية
والهدر املدرس ي ،1والقضاء على ظاهرة الهجرة إلى املدن ،والرغبة في توطين السكان في
املناطق التي ولدوا فيها في إطار السياسة الجهوية املوسعة من جهة ،وطبقا للسياسة
الالمركزية من جهة أخرى .ناهيك عن عجز الدولة عن توفير جميع اإلمكانات املادية
واملالية والبشرية ،وخاصة في مجال التربية والتعليم الذي يتزايد في املغرب بسرعة
من سنة إلى أخرى.
6
مستويات ،و4أالف مقابل 161تلميذ في 252قسم بأربع مستويات ،و4أالف و903
تلميذ في 305أقسام تجمع بين خمسة مستويات و7أالف و 582تلميذ في 357قسم
لستة مستويات.
ومن ثم ،يمثل مجموع التالميذ الذين يدرسون في ثالثة مستويات -حسب معطيات
وزارة التربية الوطنية 3.4 -باملائة من مجموع تالميذ التعليم االبتدائي البالغ عددهم،
خالل املوسم الدراس ي 3 ،2013/2012ماليين و 475ألف و 190تلميذ ،يتوزعون
على ما مجموعه 122ألف و 156قسم ،فيما يمثل عدد التالميذ في أقسام من أربعة
مستويات 0.1باملائة ،وتنطبق هذه النسبة نفسها على خمسة مستويات مقابل 0.2
بالنسبة لستة مستويات.
وتأسيسا على ماسبق ،يتبين لنا أن ظاهرة األقسام املشتركة قد أصبحت ظاهرة
طبيعية وعادية في منظومتنا التربوية املغربية ،بعد االعتراف بها رسميا من قبل وزارة
التربية الوطنية منذ عقد التسعينيات من القرن املاض ي .ومن ثم ،اليظهر لنا ،في
األفق القريب أو البعيد ،أي بريق أمل يوحي أن الوزارة الوصية قد تتخلى عن هذه
الظاهرة نهائيا؛ على الرغم من كون هذه األقسام التنسجم -إطالقا -مع مواصفات
الجودة العاملية ،بل نجدها -على العكس من ذلك -تعد رزنامة من املجزوءات في
7
مراكز التكوين بهدف إعداد أساتذة أكفاء ومؤهلين ليتولوا تدبير األقسام املشتركة
وفق مواصفات جودة التكوين.
وعليه ،نرجو من هللا عز وجل أن ينال هذا الكتاب إعجاب القراء األفاضل ،وتنال
كذلك رضا الباحثين والعلماء املتخصصين .ونعتذر عن كل األخطاء التي نكون قد
ارتكبناها في هذه الدراسة؛ ألن اإلنسان ضعيف بطبعه ،يعرف بالسهو ،والعجز،
والنسيان ،والتقصير .وهللا نسأل أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم ،وهو
حسبنا ،ونعم الوكيل .وقد صدق هللا العظيم ﴿ :وما أوتيتم من العلم إال قليال﴾2.
- 2اآلية ،85 :سورة اإلسراء ،القرآن الكريم برواية ورش عن نافع عن األزرق.
8
الفصل األول:
مفهوم األقسام املشتركة ودواعي نشأتها
9
فاتحة:
تع ــد األقس ــام املش ــتركة ظ ــاهرة تربوي ــة الفت ــة لالنتب ــاه ف ــي نظامن ــا التعليم ــي املعاص ــر؛ مل ــا
تثيره من أسئلة مؤرقة للمدرس واملـتعلم واإلدارة واملنظومـة التربويـة بصـفة عامـة .وإذا
كــان القس ــم املوح ــد الع ــادي اليثي ــر ص ــعوبات كثي ــرة عل ــى املس ــتوى الترب ــوي والتدري ـ ي،
علــى الــرغم مــن تــدني الجــودة التعليميــة؛ فــإن األقســام املشــتركة التــي -غالبــا -مــا توجــد
فــي العــالم القــروي أو البــدوي ،مافتأــت تطــر أســئلة عويصــة نظريــة وتطبيقــا ،إن علــى
مســتوى التــدريس ،وإن علــى مســتوى التكــوين .إذ يجــد املــدرس نفســه ،ألول مــرة ،أمــام
تعليم مختلف عن التعليم العادي ،ومتعدد في املناهج والبرامج واملقـررات واملسـتويات
الدراس ـ ــية ،فيص ـ ــاب -آنئ ـ ــذ -ب ـ ــالحيرة والتي ـ ــه والعج ـ ــز أم ـ ــام ه ـ ــذه الك ـ ــرة واالخ ـ ــتالف
والتن ــوع ،إل ــى جان ــب تموق ــع ه ــذه األقس ــام ف ــي من ــاطق نائي ــة وبعي ــدة ومش ــتتة ،ف ــي وس ــط
قروي يعاني من الفقـر ،والجفـاف ،والبطالـة ،والهشاشـة االقتصـادية .وبعبـارة أخـرى،
تقــع هــذه األقســام املشــتركة فــي فضــاءات بدويــة موحشــة ومقفــرة وجــدباء ،اليجــد فيهــا
املدرس ماء شروبا ،وال كهرباء مضيئة ،وال مسكنا الئقا يؤويه سوى خـالء فـارو واسـع ،
يعمه الصمت والهدوء والسكينة ،ويحفه ليل دامس مخيـف ،يو ـ ي بالوحـدة والقلـق
واملوت البطيء.
10
،)Classesأو األقس ــام املتوائم ــة األقس ــام املتع ــددة الب ـرامج(multiprogrammes
( ،)Classes jumeléesأو األقسـ ــام املتنوعـ ــة األعمـ ــار ( ،)Classes multi âgesأو
األقسـ ــام الثنائيـ ــة املسـ ــتويات( ،)Classes Doublesأو األقسـ ــام الثالثيـ ــة( Classes
،)Triplesأو األقسام املتنوعة الفئات ...
ومــن ثــم ،يعنــي القســم املشــتر جمــع تالميــذ املســتويات املختلفــة داخــل فصــل دراسـ ي
واحــد ،ي ــدبره م ــدرس واح ــد .وبتعريــف آخ ــر ،يع ــد القس ــم املشــتر ذل ــك الفض ــاء ال ــذي
يضــم أك ــر مــن مســتوى واحــد ،وأك ــر مــن عمــر واحــد .وبهــذا ،يختلــف القســم املشــتر
عن القسم العادي ،أو القسم الواحد ،أو القسم الطبيعي.
ويعن ــي ه ــذا أن القس ــم املش ــتر ه ــو قس ــم يجم ــع ،تح ــت س ــلطة امل ــدرس الواح ــد ،وف ــي
الظــروف املكانيــة والزمانيــة نفســها ،مجموعــة مــن التالميــذ يدرســون برنامجــا أو مق ــررا
دراســيا متجانس ــا أو ش ــبه متج ــانس أو غي ــر متجــانس ،يتناس ــب م ــع مس ــتويات تعليمي ــة
مختلفة ،لكن بمداخل وأهداف وكفايات متشابهة أو متقاربة أو متنوعة حسب تعـدد
املستويات الدراسية.
وبتعبي ــر آخ ــر ،تعن ــي األقس ــام املش ــتركة الجم ــع ب ــين ع ــدة فص ــول ومس ــتويات وس ــنوات
دراس ــية متقاربـ ــة أو متباع ــدة أو مختلفـ ــة ض ــمن فصـ ــل دراسـ ـ ي واحـ ــد ،ومعل ــم واحـ ــد،
ومنهاج تعليمي واحد مبني على أوجه التشابه أو االختالف.
ويعني هذا أن القسم املشتر هـو الـذي يتقابـل مـع القسـم العـادي املوحـد واملتجـانس
عل ــى مس ــتوى املن ــاهج والب ـرامج واملق ــررات الدراس ــية .ف ــي ح ــين ،يتس ــم القس ــم املش ــتر
بخاصـ ـ ــيات :التعـ ـ ــدد ،واالخـ ـ ــتالف ،والتركيـ ـ ــب ،والتعقيـ ـ ــد ،وعـ ـ ــدم التجـ ـ ــانس ،وعـ ـ ــدم
التوافــق ...وقــد يتكــون القســم املشــتر مــن مســتويين فقــط ،أو مــن مســتويات دراســية
11
عـ ــدة .وكلمـ ــا تعـ ــددت املسـ ــتويات داخـ ــل الفصـ ــل الدراسـ ـ ي الواحـ ــد إال و ـك ــان التـ ــدريس
عمليــة معقــدة وصــعبة وشــائكة ،يصــعب معهــا إنجــاز املقــرر فــي ظــروف ســليمة وعاديــة
ومثمرة .لذا ،تبقى األقسام املشتركة ظاهرة اسـتننائية وشـاذة وغريبـة تفرضـها أسـباب
عدة ،مثل :هشاشة بنية املجتمع القروي ،وتشتت الناس في أماكن متباعدة في املجال
القــروي أو البــدوي ،وعــدم تجمــع الســكان فــي منطقــة معينــة لتحقيــق الكثافــة املطلوبــة
لبن ــاء املؤسس ــة التعليمي ــة ،وهج ــرة الن ــاس م ــن منطق ــة إل ــى أخ ــرى ،ونق ــص اإلمكان ــات
املادي ــة واملالي ــة والبش ــرية ل ــدى ال ــوزارة املس ــؤولة ع ــن قط ــاع التربي ــة والتعل ــيم ،وغي ــاب
سياسة ناجعة وحقيقية للتغلب على هذه الظاهرة التي تتزايد من سنة إلى أخرى.
ويع ــرف أحمـ ــد أوزي ظـ ــاهرة األقس ــام املتعـ ــددة املسـ ــتويات ( Classe à niveau
)multipleبقوله:
" إذا كـان القســم أو الفصـل الدراسـ ي يعنـي مجموعــة مـن التالميــذ يتواجـدون فــي جــرة
واحدة ،ويتلقون التعليم نفسه ،ولهم املستوى الدراس ي نفسه إلى حد ما ،فإن القسم
املتعدد املستويات أو ما يسمى بالقسـم املشـتر هـو مجموعـة مـن التالميـذ يتواجـدون
فــي جــرة معينــة ،وال يتلقــون التعلــيم نفســه.أو بعبــارة أخــرى ،هــو مجموعــة متجانســة
مــن التالميــذ يشــغلها مــدرس واحــد ،فــي زمــان واحــد.وهي غالبــا مــا تتكــون مــن مســتويين،
لكل منهما منهاج وكتب ودروس خاصة ،ولكن ينتميان إلى مرحلة تعليمية واحدة"3.
-3أحمد أوزي :املعجم املوسوعي لعلوم التربية ،مطبعة النجا الجديدة ،الدار البيضاء ،املغرب،
الطبعة األولى سنة 2006م ،ص.210:
12
" أقسـ ـ ـام أو فص ـ ــول ،يجتم ـ ــع فيهـ ـ ــا التالمي ـ ــذ تح ـ ــت مسـ ـ ــؤولية م ـ ــدرس واح ـ ــد ،حيـ ـ ـ
يخض ــعون للش ــروا نفس ــها بالنس ــبة للمك ــان والزم ــان؛ إال أن الب ـرامج الدراس ــية تتغي ــر
الح ـ ــاالت ف ـ ــي الوس ـ ــط الق ـ ــروي ب ـ ــالتعليم حس ـ ــب املس ـ ــتويات الت ـ ــي تس ـ ــتعمل ف ـ ــي بع ـ ـ
املغرب ــي ،حي ـ ي ــتم تجمي ــع التالمي ــذ ف ــي مختل ــف املس ــتويات واألعم ـار ف ــي قس ــم واح ــد
4". يسمى بالقسم املشتر
وهكذا ،نخلص إلى أن األقسام املشـتركة هـي بنيـات مؤسسـاتية تربويـة مختلطـة ،تقـوم
عل ــى امل ــزج والتهج ــين ب ــين مس ــتويات تعليمي ــة ع ــدة ،وأعم ــار مختلف ــة ،وب ـرامج دراس ــية
متنوعة ،ضمن قسم واحد ،وبمدرس واحد.
-4عبد الكريم غريب :املنهل التربوي ،الجزء األول ،منشورات عالم التربية ،مطبعة النجا الجديدة ،الدار
البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2006م ،ص.147:
13
ليست األقسام املشتركة و املتعددة املستويات والرتب ظاهرة خاصـة بـاملغرب ،بـل هـي
ظاهرة عاملية؛ إذ توجد في أوروبا ،وأمريكا ،وأفريقيا ،وآسيا ،وأستراليا .ومن ثـم ،يوجـد
% 23من األقسام املشتركة في سويسرا ،و %53من املدرسين الذي يعملون باألقسام
املشتركة في هولندا ،و %85من األقسام املشتركة في أستراليا الغربيـة ،ويوجـد فـي كنـدا
تلميــذ واحــد فــي القســم املشــتر مــن ضــمن خمســة تالميذ...وتوجــد هــذه الظــاهرة أيضــا
فــي زيالنــدا الجديــدة ،والواليــات املتحــدة األمريكيــة ،وفرنســا ،والــدول اإلســكندنافية .إال
أن هـ ــذه الـ ــدول تملـ ــك تجربـ ــة طويلـ ــة ومتطـ ــورة فـ ــي مجـ ــال األقسـ ــام املشـ ــتركة تنظيـ ـرا،
وتطبيقـ ــا ،ورؤيـ ــة ،وتوجيهـ ــا .وال تقتصـ ــر هـ ــذه الظـ ــاهرة علـ ــى الـ ــدول الغربيـ ــة املتقدمـ ــة
فحس ــب ،ب ــل نج ــدها منتش ــرة ك ــذلك بك ــرة ف ــي دول الع ــالم الثال ـ ،كم ــا ف ــي باكس ــتان،
والبيرو ،وزامبيا ،وغيرها من الدول السائرة في النمو.
وفيم ــا يخ ــص املغ ــرب ،فق ــد عرف ــت امل ــدارس العتيق ــة ،أو الكتاتي ــب التقليدي ــة ،ه ــذا
النوع من التدريس منذ القديم ،فقد كان فقيه املسيد أو الكتـاب يجمـع ،فـي فصـله أو
كتابـ ـ ــه ،بـ ـ ــين مجموعـ ـ ــة مـ ـ ــن املتعلمـ ـ ــين املختلفـ ـ ــين مـ ـ ــن حيـ ـ ـ املسـ ـ ــتويات الدراسـ ـ ــية
والعمري ـ ــة ،واملختلف ـ ــين م ـ ــن حي ـ ـ ق ـ ــدرات الحف ـ ــظ واالس ـ ــتظهار.فهنا م ـ ــن التالمي ـ ــذ
املبت ــدئين م ــن كــان ي ــتعلم الح ــروف األبجدي ــة .وهن ــا م ــن كــان يت ــدرج نس ــبيا ف ــي مرا ــي
الـ ــتعلم بحفـ ــظ السـ ــور القصـ ــار واملتوسـ ــطة .وهنـ ــا مـ ــن املتقـ ــدمين مـ ــن ـك ــان يحفـ ــظ
السور القرآنية الطويلة .وهنا مـن أوشـك علـى إتمـام حفـظ كتـاب هللا .ويعنـي هـذا أن
املدارس القرآنية والكتاتيب نماذج تطبيقية واضحة وجلية لألقسام املشتركة.
وتأسيســا علــى مــا ســبق ،يكــون املغــرب مــن الــدول العربيــة التــي عرفــت ظــاهرة األقســام
املشــتركة منــذ ظهــور الكتــاب واملــدارس العتيقــة؛ ألن املســيد أو الكتــاب ـكـان يجمــع بــين
مستويات دراسية عدة ،فقد كان هنا طالب مبتدئ في تعلـم القـرآن الكـريم ،وطالـب
14
ق ــد قط ــع أش ــواطا الب ــأس به ــا ف ــي حف ــظ كت ــاب هللا ع ــز وج ــل ،وطال ــب ق ــد أش ــرف عل ــى
االنته ــاء م ــن مدارس ــة كت ــاب هللا وحفظ ــه .وينطب ــق ه ــذا عل ــى جمي ــع ال ــدروس والخب ـرات
واملحتوي ــات التعليمي ــة الت ــي كان ــت تلق ــى ف ــي الجوام ــع وامل ــدارس العتيق ــة .وكــان الفقي ــه
يستعين بالطلبة املجتهدين املتميزين والعرفاء .أي :جمع عريف .والعريـف هـو" الصـ ي
الب ــارز ف ــي العل ــم يق ــوم بتعل ــيم الص ــبيان إذا كــان ف ــي ذل ــك منفع ــة ف ــي تكوين ــه ،وق ــد أج ــاز
الفقهــاء هــذه الطريقــة فــي التعلــيم ،فق ــد قــال لــحنون " :وأحــب للمعلــم أن يجعــل له ــم
عريفا منهم".5
ويعني هذا أن املـربين املسـلمين كـانوا يشـتغلون بطريقـة الجماعـات ،وكـان لكـل جماعـة
أو مجموع ـ ــة م ـ ــن الطلب ـ ــة عريفها.وبه ـ ــذا ،يك ـ ــون العلم ـ ــاء املس ـ ــلمون ق ـ ــد س ـ ــبقوا إل ـ ــى
اس ـ ـ ــتخدام طريق ـ ـ ــة املجموع ـ ـ ــات قب ـ ـ ــل اس ـ ـ ــتخدامها م ـ ـ ــن قب ـ ـ ــل ك ـ ـ ــوزيني(،)Cousinet
وفرينـ ـ ــي( ،)Freinetومكـ ـ ــارينكو ( ،)Makarenkoوهلـ ـ ــين باركهورسـ ـ ــت ()H.Parkhurste
الت ــي" طبق ــت طريق ــة املجموع ــات مطل ــع الق ــرن العش ــرين (1904م) ،وه ــي تعم ــل بقس ــم
مشتر يتكون من ثمانيـة صـفوف .فلكـي تتفـرو للعمـل مـع صـف كانـت تشـغل السـبعة
الباقيـة ،وتعــين علــى كــل منهــا عريفــا ،بحيـ ينفـرد مــع صــفه (أو مجموعتــه) فــي ركــن مــن
أركان الفصل ،ويقدم املساعدة ملن هم في حاجة إليها ،حريصا على أن تعمل الجماعـة
في هدوء ونظام.
إن امل ــربين م ــن أس ــالفنا ل ــم تك ــن تغي ــب ع ــنهم فك ــرة ( دينامي ــة الجماع ــة) الت ــي ت ــدور ف ــي
فلكه ـ ــا البح ـ ــون والدراس ـ ــات ال ـ ــنفس -االجتماعي ـ ــة ( )Psychosociologiquesالي ـ ــوم،
فديناميـ ــة الجماعـ ــة عنـ ــد ميزونـ ــوف( " )Maisonneuveمجمـ ــوع املركبـ ــات والتطـ ــورات
- 5أحمد فؤاد األهواني :التربية في اإلسالم ،دار املعارف ،القاهرة ،مصر ،الطبعة األولى سنة 1968م،
ص.90:
15
التي تتدخل في حياة الجماعات ،وخاصة جماعة" وجها لوجه" ،وهي الجماعة الضيقة
يكــون أعضــاؤها جمــيعهم موجــودين ســيكولوجيا بالنســبة لبعضــهم الــبع ،ويجــدون
أنفسهم على عالقة متبادلة وتفاعل تقديري6".
" ينطبــق هــذا التعريــف علــى واق ـع القســم املشــتر باعتبــاره جماعــة المتجانســة كبــرى
تنقس ــم ب ــدورها إل ــى جم ــاعتين ص ــغيرتين (أو جماع ــات ص ــغرى) ،كــل منه ــا تمث ــل مس ــتوى
مــن املســتويات الدراســية املشــتركة ،ولكــل جماعــة ديناميتــان :األولــى داخليــة تتمثــل ف ــي
العالق ــات والتف ــاعالت الرابط ــة ب ــين أعض ــاء الجماع ــة ،والثاني ــة خارجي ــة تتمث ــل فيم ــا
- 6ميلود التوري :القسم املشترك نحو مقاربة فارقية ،أنفوبرانت ،فاس ،املغرب ،الطبعة األولى سنة
2002م،ص.54:
16
يربط هذه الجماعة بغيرها من جماعات القسم املشتر التي تكون معها النسق العـام
للفصل.
وإذا أراد معلم القسم املشتر أن يعمل بطريقة املجموعات في تدريس مادة من املـواد
(كمــادة االجتماعيــات مــثال) ،فإنــه يقســم جماعــة املســتوى املشــغول عنــه إلــى جماعــات
ضيقة هـي بمثابـة جماعات"وجهـا لوجـه ( )Face à faceيكلـف كـل واحـدة بنشـاا معـين
لتحقي ـ ــق ه ـ ــدف جزئ ـ ــي موح ـ ــد (دراس ـ ــة وثيق ـ ــة تاريخي ـ ــة والتوص ـ ــل إل ـ ــى مغزاه ـ ــا م ـ ــثال)،
يتضـ ــافر مـ ــع بـ ــا ي األهـ ــداف الجزئيـ ــة لتشـ ــكيل منظومـ ــة األهـ ــداف املتوخـ ــاة مـ ــن درس
التاريخ7".
18
-األقسام املشتركة بالبوادي-
وهكذا ،أصبحت ظاهرة األقسام املشتركة جزءا من نظامنا التربوي التعليمي،
والزالت هذه الظاهرة تحتاج إلى إصالحات ميدانية وواقعية مدروسة ،وتستلزم بدائل
تربوية وتعليمية ناجعة وهادفة وجيدة.
وبنـ ــاء علـ ــى مـ ــا سـ ــبق ،فقـ ــد عـ ــرف املغـ ــرب ثـ ــالن مراحـ ــل أساسـ ــية فيمـ ــا يتعلـ ــق بتطـ ــور
األقسام املشتركة ،ويمكن حصرها في املراحل التالية:
19
وف ــي ه ــذه املرحل ــة بال ــذات ،تعام ــل املس ــؤولون ع ــن قط ــاع ال ــوزارة "بن ــوع م ــن الالمب ــاالة ،
حيـ ـ زرع ــت ه ــذه الظ ــاهرة تح ــت ض ــغط ظ ــروف موض ــوعية ،ول ــم تع ــط له ــا العنايـ ــة
الكافي ــة ،حي ـ ل ــجل ع ــدم تتبعه ــا ومس ـايرتها.وذلك بت ــوفير جمي ــع اإلمكان ـات الت ــي م ـن
شأنها أن تجعل منها بمعنى الكلمة ،تر ى إلـى مسـتوى تحقيـق مردوديـة تماثـل نظيرتهـا فـي
األقس ـ ــام العادية.ه ـ ــذه اإلمكان ـ ـات تتمث ـ ــل ف ـ ــي الس ـ ــبورة املتنقل ـ ــة ،ومقاع ـ ــد للمطالع ـ ــة،
ومكتب ـ ـ ــة...إلا.وهي إمكان ـ ـ ـات تمث ـ ـ ــل الح ـ ـ ــد األدن ـ ـ ــى م ـ ـ ــن املتطلب ـ ـ ــات .وباختص ـ ـ ــار ،ف ـ ـ ــإن
املســؤولين توقفــوا عنــد حــد زرع هــذه الظــاهرة فــي كياننــا التعليمــي ،وإدارة الظهــر إليهــا،
والسكوت عنها ،ونكران تواجدها8".
ويعني هذا أن الوزارة كان لها أمل في القضاء على هـذه الظـاهرة التربويـة الشـاذة عنـدما
تتوفر الظروف املوضوعية ،واإلمكانات املادية واملالية إلحدان بنية تعليمية مناسبة.
- 8محمد أفاديس( :قراءة في ظاهرة األقسام املشتركة) ،األقسام املتعددة املستويات ،نحو فهم متعدد
للظاهرة ،جماعة من الباحثين ،مطبعة النجا الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب ،الطبعة األولى سنة
2000م ،ص.81:
20
تخطيطا،وت ــدبيرا ،وتنش ــيطا ،وتقويم ــا .وتمت ــد ه ــذه املرحل ــة م ــن س ــنوات التس ــعين إل ــى
بداي ــة األلفي ــة الثالث ــة .وق ــد اتس ــعت رقع ــة ه ــذه األقس ــام فض ــائيا ،وانتش ــرت ف ــي جمي ــع
األمكنة النائية ،سواء أكانت بدوية أم صحراوية أم قروية.
وفـي هـذا السـياق ،يقــول أحـد املـربين املغاربـة الــذين عايشـوا تجربـة األقسـام املشــتركة،
واكتووا بنارها املحرقة:
" فـ ــي املرحل ـ ــة الثاني ـ ــة ،تغي ـ ــر املوق ـ ــف الس ـ ــابق إل ـ ــى موق ـ ــف آخ ـ ــر.أي :م ـ ــن الالمب ـ ــاالة إل ـ ــى
االهتمام.فلم ــاذا ه ــذا التغيي ــر ف ــي املوق ــف؟ ف ــي البداي ــة ،تبن ــى املس ــؤولون ه ــذا الن ــوع م ـن
التعلـيم؛ ألنـه ـكـان حـال ســهال مريحـا ،ظــانين أنـه بواســطته يمكـن تجــاوز التحـديات التــي
يطرحه ــا التعل ــيم ف ــي الع ــالم الق ــروي .لق ــد جعل ــوا م ــن ه ــذا الح ــل عص ــا ق ــرد ك ــوهلر الت ــي
بواسطتها يصل إلى املوز بسرعة .لكن هذا الحل سرعان ما بدأ يحـرج املسـؤولين.ذلك،
أن التعليم في األقسام املشتركة ذو مردودية تعليمية دون املستوى املطلوب من جهة،
وم ــن جه ــة أخ ــرى انتش ــاره ف ــي من ــاطق متع ــددة ،واس ــتفحاله نتيج ــة طبيع ــة السياس ــة
املمنهجــة اتجــاه العــالم القــروي ،والتــي تتميــز بتهمــيي اإلنســان القــروي ،وغيــاب بـرامج
فعالة للنهوض بالقرى9".
وعليــه ،فــإن " ظــاهرة األقســام املشــتركة هــي ظــاهرة قديمــة وحديثــة ،بــدأت فــي التشــكل
منـ ــذ بدايـ ــة االسـ ــتقالل ،وذلـ ــك نـ ــاتج أساسـ ــا عـ ــن الرغبـ ــة امللحـ ــة التـ ــي جعلـ ــت املغاربـ ــة
يقبلون على املدرسة ،باعتبارها إحدى الوسائل األساسية للر ي االجتماعي آنذا .ومع
مــرور الســنين ،ستصــبا هــذه الظــاهرة مالزمــة للوســط القــروي ،وســتعامل ملــدة طويلــة
على أساس أنها ظاهرة مؤقتة /اسـتننائية ،شـبيهة بنظـام العمـل وفـق الصـيغة الثانيـة،
والدليل على استفحال هذه الظاهرة التربوية أن العدد اإلجمالي لألقسام املشتركة قد
بلغت في املوسم الدراسـ ي 2000-1999م مـا مقـداره 2677قسـم .فـي حـين ،كـان عـددها
ف ــي املوس ــم الدراس ـ ي 1995-1994م م ــا مق ــداره 2286قس ــم مش ــتر .وه ــذا إن دل عل ــى
ـ يء ،فإنمــا ي ــدل علــى م ــدى انتشــار ه ــذه الظــاهرة واس ــتفحالها فــي الب ــوادي ؛ ممــا دف ــع
وزارة التربيــة الوطنيــة إلــى االهتمــام بهــذه الظــاهرة التربويــة ،بتاخيصــها وإعــادة النظــر
فيه ــا ،وإص ــدار م ــذكرات وزاري ــة تح ــدد أه ــداف ه ــذا التعل ــيم واألغ ـراض املرج ــوة من ــه،
بتبيان طرائق التدريس ،وتوزيع مختلف البرامج واملقررات حسب املحتويـات ،والتوزيـع
الزمني ،والجذاذات التطبيقية.
وقــد صــر وزيــر التربيــة الوطنيــة املغربــي الطيــب الشــكيلي أن ظــاهرة األقســام املشــتركة
قد فرضت نفسها ألسباب واقعية عدة مرتبطة بالبادية املغربية ،وأنه البد مـن تقريـب
املدرســة مــن أبنائنــا فـي البــوادي قصــد الحــد مــن الهجــرة القرويــة ،والقضــاء علــى األميــة
والجه ـ ـ ــل والتخل ـ ـ ــف ،وتقري ـ ـ ــب اإلدارة املدرس ـ ـ ــية م ـ ـ ــن جمي ـ ـ ــع امل ـ ـ ــواطنين أينم ـ ـ ــا حل ـ ـ ــوا
وارتحلوا.وفي هذا ،يقول الوزير:
الص ـ ــعوبات عل ـ ــى مس ـ ــتوى "إن ظ ـ ــاهرة األقس ـ ــام املش ـ ــتركة ،وإن كان ـ ــت تط ـ ــر بع ـ ـ
التعامل املنهجي ،فهي تجسد العناية التي توليها الدولة لضمان حق التمـدرس للجميـع،
ولتقريب املدرسة من روادها بالقرية على قلتهم أحيانا بسبب التشتت السكاني.
- 10عبد القادر البرينص ي( :آراء في األقسام املشتركة) ،األقسام املتعددة املستويات ،نحو فهم متعدد
للظاهرة ،جماعة من الباحثين ،مطبعة النجا الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب ،الطبعة األولى سنة
2000م ،ص.69:
22
وإن تقري ــب املدرس ــة م ــن امل ــواطنين مل ــن ش ــأنه أن يس ــهم ف ــي محارب ــة الهج ــرة إل ــى املدين ــة
التي قد تجتذب أهل القرى بسبب مغريات شتى ،ومـن ضـمنها مـا يتـوافر بهـا عمومـا مـن
م ـ ــدارس ومؤسس ـ ــات تعليمي ـ ــة .كم ـ ــا يس ـ ــهم ف ـ ــي حف ـ ــز الس ـ ــكان ب ـ ــالقرى إل ـ ــى التش ـ ــتت
باالســتقرار فــي أراضــيهم وخــدمتها ،إذ إن املدرســة تعمــل علــى إشــاعة جــو ثقــافي يكــون ذا
فعاليــة فــي تقــدم الباديــة ،وفــي نمــط الحيــاة ووجودهــا .كمــا توصــل إلــى األســرة عــن طريــق
التلميــذ عــددا مــن التقنيــات العصــرية فــي الفالحــة واســتثمار األراضـ ي الفالحيــة ال ـ يء
الذي ييسر تطوير وسائل العمل بالوسط القروي.
وإن ت ــوفير املدرس ــة ف ــي الوس ــط الق ــروي ض ــمان لتم ــدرس األطف ــال ق ــرب ع ــائالتهم حت ــى
س ـ ـ ــن الثاني ـ ـ ــة عش ـ ـ ــرة ،بانته ـ ـ ــاء الس ـ ـ ــلك األول م ـ ـ ــن التعل ـ ـ ــيم األساس ـ ـ ـ ي ،ال ـ ـ ـ يء ال ـ ـ ــذي
ستضمحل معه األمية في بوادينا إلى األبد.
غيـ ــر أن كـ ــل ذلـ ــك يجـ ــب أال ينسـ ــينا أن التـ ــدريس فـ ــي قسـ ــم ذي مسـ ــتويين اليخلـ ــو م ـ ــن
صعوبات بالنسبة لكل من املعلم واملتعلم.
وت ــأتي ه ــذه الوثيق ــة التربوي ــة ح ــول األقس ــام املش ــتركة 11لتح ــاول املس ــاهمة ف ــي تيس ــير
عمــل كــل مــن املفــتي واملــدير واملعلــم والعــاملين فــي الســلك األول مــن التعلــيم األساسـ ي
املنوطــة بهــم مســؤولية العمــل فــي أقســام تشــتمل علــى مســتويين متقــاربين ،وتقــدم له ــم
وس ــيلة عم ــل تس ــاعدهم عل ــى تكيي ــف عمله ــم وف ــق الخصوص ــيات الت ــي تنطب ــع به ــا ه ــذه
األقسام.
والنشك في أن هذه الوثيقة سيكون لها من الحسنات ما يجعل اإلقبال عليهـا لدراسـتها
واالســتعانة بهــا أمـرا جــم الفائــدة ،فقــد اســتمدت مقوماتهــا مــن دراســة ميدانيــة تتبعــت
ويعن ـ ــي ه ـ ــذا أن وزارة التربي ـ ــة الوطني ـ ــة ق ـ ــد اعترف ـ ــت بظ ـ ــاهرة األقس ـ ــام املش ـ ــتركة ،وق ـ ــد
جعلتهـ ــا رهانـ ــا إسـ ــتراتيجيا للقضـ ــاء علـ ــى األميـ ــة فـ ــي الوسـ ــط القروي.لـ ــذلك ،بـ ــادرت إلـ ــى
إصدار مجموعة من املذكرات الوزاريـة ،مثـل :املـذكرة رقـم ،114:بتـاريخ30:ذي الحجـة
1410هــ ، 23-7-1990/وقــد ـكـان موضــوعها " تنظــيم لقــاءات دراســية وتــداريب تربويــة
محليـ ــة حـ ــول األقسـ ــام املشـ ــتركة" ،وتهـ ــم العمليـ ــة النـ ــواب ،ورؤسـ ــاء مصـ ــال الشـ ــؤون
الترويـ ـ ــة ،واملفتشـ ـ ــين ،واملـ ـ ــديرين ،واملعلمـ ـ ــين ،والهـ ـ ــدف هـ ـ ــو بنـ ـ ــاء جـ ـ ــداول الحصـ ـ ــص
األسـ ــبوعية واسـ ــتعماالت الـ ــزمن ،وإعـ ــداد الـ ــدروس بهـ ــذه األقسـ ــام ،وتحديـ ــد الجـ ــذوع
املعرفيــة املشــتركة وغيره ــا وتقــديمها ،...وت ــدبير الحصــص الزمني ــة املقــررة وتوظيفه ــا،...
ومعاينة وضعيات تربوية متنوعة ،من صميم الواقع املعيي...
وصدرت مـذكرة وزاريـة أخـرى بـرقم ،3776/9بتـاريخ 1991-06-13م ،موجهـة إلـى نـواب
الوزارة ،وموضوعها" األقسام املشتركة"؛حي تخبر النيابات بتزويدها بالدليل العملي
لألقس ـ ــام املش ـ ــتركة ،وك ـ ــذا" ت ـ ــدار ال ـ ــنقص املتمث ـ ــل ف ـ ــي ع ـ ــدم اش ـ ــتماله عل ـ ــى نم ـ ــوذج
متكام ــل م ــن ج ــدول اس ــتعمال ال ــزمن للمرحل ــة الثالث ــة م ــن الس ــلك األول م ــن التعل ــيم
األساس ي"
وص ــدرت م ــذكرة وزاري ــة أخ ــرى خ ــالل ش ــهر م ــاي 1993م موجه ــة إل ــى الس ــادة الن ــواب،
تخبــرهم فيــه أنــه" تقــرر تنظــيم تــداريب تربويــة محليــة برســم ســنة ،1993لــدعم تكــوين
-12وزارة التربية الوطنية املغربية :الدليل العملي لألقسام املشتركة ،السك األوملن التعليم األساس ي ،دار
النشر املغربية ،الدار البيضاء ،املغر ب ،الطبعة األولى سنة 1991م ،ص.4-3:
24
الع ــاملين بالقس ــمين الخ ــامس والس ــادس ،وت ــدريفهم عل ــى ط ــرق الت ــدريس ف ــي األقس ــام
املشتركة."..
وتق ــول املراس ــلة " وينبر ــي أن يح ــرر ك ــل مف ــتي تقريـ ـرا ع ــن س ــير ه ــذه الت ــداريب لي ــتم
اســتثمارها مــن قبــل لجــان التنســيق املحليــة ،وتبعـ حصــيلة هــذه التــداريب إلــى قســم
التأطير واملراقبة التربوية"...
وجــاءت إرســالية وزاريــة أخــرى بغيــة" تنظــيم تــداريب تربويــة ملعلمــي األقســام املشــتركة ،
وذلك بناء على اإلرسالية الوزارية رقم ،0515/9:بتاريخ 1997-01-19م.
وجـ ــاء الـ ــدليل العملـ ــي لألقسـ ــام املشـ ــتركة سـ ــنة 1991م لعـ ــرض مجموعـ ــة مـ ــن طرائـ ــق
التدريس في السلك األول من التعليم األساس ي ،ويضم هذا الدليل التربوي التفصيلي"
ثالثــة مشــاريع مقترحــة للقيــام بالعمـل فــي األقســام املشــتركة ،هــي الب ـرامج ،ونمــاذج مــن
الجــذاذات ،ونمــاذج مــن اســتعماالت الــزمن ،والهــدف مــن تقــديمها هــو االســتأناس بهــا،
وتكييفه ــا م ــع البيئ ــة الت ــي توج ــد به ــا األقس ــام املش ــتركة ،ث ــم اعتماده ــا ف ــي بن ــاء املن ــاهج
الخاصــة لهــذه األقســام ،وهــي تحضــير الــدروس اليوميــة ،وفــي إعــداد جـداول الحصــص
واستعماالت الزمن .كما يمكن االستأناس بهـا فـي ترتيـب اسـتعمال الحجـرات الدراسـية
والوسائل التعليمية13".
ث ــم ج ــاء ك ـراس (تـ ــدبيراألقس ــام متعـ ــددة املس ــتويات) س ــنة 1997م ،وق ــد س ــاهم ف ــي
إعـ ــداده كـ ــل مـ ــن :ربيعـ ــة حسـ ــني ،ومحمـ ــد بـ ــودزة ،وعبـ ــد املجيـ ــد ليمـ ــان ،وعلـ ــي علـ ــوي.
والغ ــرض م ــن ه ــذا الكت ــاب ه ــو " تمك ــين الع ــاملين باألقس ــام املش ــتركة ،ف ــي إط ــار تك ــوين
ذات ــي ه ــادف ،م ــن أدوات فاعل ــة وفعال ــة كفيل ــة بتحقي ــق الغاي ــات املس ــطرة س ــلفا له ــذا
كم ــا أص ــدرت وزارة التربي ــة الوطني ــة كت ــابين مت ــرجمين ملارغري ــت ري ــوكس -دوالن وجي ــل
بيل ـ ـوتي ،األول بعن ـ ــوان( بيداغوجي ـ ــة الف ـ ــوارا ف ـ ــي األقس ـ ــام املتع ـ ــددة املس ـ ــتويات) ،
ترجمته السيدة حسـني ربيعـة15؛ والثـاني بعنـوان (التقيــيم التكــوياي بالقســم املتعــدد
املستويات) ،ترجمه أحمد سكاكي.16
ومــن جهــة أخــرى ،أصــدرت وزارة التربيــة الوطنيــة (الــدليل العملــي ل اصــا الزمانيــة
األس ـ ــبوعية للس ـ ــلك األول م ـ ــن التعل ـ ــيم األساس ـ ـ ي) ،س ـ ــنة 1995م ،والغ ـ ــرض م ـ ــن "
إصــدار دليــل عمل ــي للحصــص الزماني ــة ملختلــف ص ــيغها ليتــونى تمك ــين املمارســين م ــن
تكــوين نظــرة شــمولية علــى هــذه الصــيغ ؛ ممــا يتــيا دراســتها بعمــق ومقارنتهــا واالســتفادة
م ــن اإليجابي ــات الت ــي تتض ــمنها ك ــل منه ــا عل ــى ح ــدة ،وق ــد كان ــت الرغب ــة امللح ــة ف ــي ه ــذا
اإلصـ ــدار هـ ــي اإلجابـ ــة علـ ــى االنشـ ــغاالت املسـ ــتمرة والتسـ ــاؤالت الكثيـ ــرة التـ ــي تفـ ــد علـ ــى
مصــال الــوزارة ،والتــي حاولــت أن تضــع فــي هــذا الــدليل بطاقــات تقنيــة ونمــاذج خاصــة
بك ــل ص ــيغة عل ــى ح ــدة ،ولكاف ــة املس ــتويات مراعي ــة ف ــي ذل ــك :تنظ ــيم الس ــنة الدراس ــية،
- 14وزارة التربية الوطنية :كراس التكوين الذاتي :تدبير األقسام املتعددة املستويات ،الطبعة األولى سنة
1997م ،ص.7:
- 15جيل بيلوتيي ومارجريت دوالن:بيداغوجية الفوارا في األقسام املتعددة املستويات،ترجمة :حسني
ربيعة ،مطبعة النجا الجديدة ،الدار البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 1996م 70 ،صفحة .
- 16جيل بيلوتيي ومارجريت دوالن:التقييم التكوياي بالقسم املتعدد املستويات،ترجمة :أحمد سكاكي،
مطبعة النجا الجديدة ،الدار البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 1996م 61 ،صفحة.
26
واألس ـ ـ ــبوع الترب ـ ـ ــوي ومميزات ـ ـ ــه ،وأس ـ ـ ــابيع االس ـ ـ ــتدرا وال ـ ـ ــدعم ومميزاته ـ ـ ــا ،وج ـ ـ ــداول
استعماالت الزمن ومزاياها"17.
ه ــذه ه ــي أه ــم امل ــذكرات الوزاري ــة الت ــي أص ــدرتها وزارة التربي ــة الوطني ــة لتنظ ــيم األقس ــام
املشـتركة تخطيطـا ،وتــدبيرا ،وتنشـيطا ،وتقويمــا .لكـن مازالـت " املعلومــات املتـوفرة عــن
األقس ـ ــام املتع ـ ــددة املس ـ ــتوى ،داخ ـ ــل نظامن ـ ــا التعليم ـ ــي ،معلوم ـ ــات ض ـ ــأيلة ومبتس ـ ــرة
التكف ــي لتك ــوين ص ــورة موض ــوعية ع ــن الظ ــاهرة .والوس ــط الق ــروي ال ــذي ينتش ــر في ــه
بقوة هذا النوع من التعليم ،يحتاج إلى التحليل والتفكيـك :مـا هـو؟ مـا هـي خصائصـه؟
مـا هـي أنمـاا األسـرة القرويـة؟ كيـف يعــيي الطفـل القـروي؟ كثيـر مـن األسـئلة يتوقــف
على اإلجابة على فهم الظاهرة"18.
وقد أضحى االعتراف الرسمي باألقسام املشتركة دليال قاطعا على نية الوزارة فـي تثبيـت
هــذا النــوع مــن التعلــيم املرتجــل الــذي تغيــب فيــه املواصــفات املطلوبــة لتعلــيم عصــري
متمدن ومتحضر.
- 17وزارة الترية الوطنية املغربية :الدليل العملي ل اصا الزمانية األسبوعية ،السلك األول من
التعليم األساس ي ،مطبعة ديديكو ،سال ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 1995م ،ص.6-4:
- 18الحسين البيرات( :األقسام املتعددة املستويات نحو عطاء أفضل)،األقسام املتعددة املستويات ،
نحو فهم متعدد للظاهرة ،جماعة من الباحثين ،مطبعة النجا الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب،
الطبعة األولى سنة 2000م ،ص.41:
27
املش ــتركة عل ــى جمي ــع األص ــعدة واملس ــتويات بغي ــة الح ــد م ــن املش ــاكل الت ــي تثيره ــا ه ــذه
األقسـ ــام بصـ ــفة مرحليـ ــة أو دائمة.لـ ــذلك ،تبنـ ــت الـ ــوزارة الوصـ ــية املقاربـ ــة بالكفايـ ــات
وبي ــداغوجيا اإلدم ــاج -م ــؤخرا -لتك ــوين مدرس ــين أكف ــاء وم ــؤهلين للت ــدريس باألقس ــام
املشتركة بالتركيز على مجزوءة تربوية ينبري أن يتعرف إليهـا األسـتاذ املتـدرب ،ويمـتحن
فيه ــا دوري ــا ،وه ــي مج ــزوءة األقس ــام املش ــتركة الت ــي تعن ــى ،داخ ــل املراك ــز الجهوي ــة مله ــن
التربيـ ـ ــة والتكـ ـ ــوين ،بطرائـ ـ ــق تـ ـ ــدريس األقسـ ـ ــام املشـ ـ ــتركة مـ ـ ــن النـ ـ ــواحي التخطيطيـ ـ ــة
والتدبيري ــة والتقويميـ ــة مـ ـن خ ــالل القيـ ــام بزيـ ــارات صـ ــفية متع ــددة إلـ ــى هـ ــذه األقسـ ــام
ملعاينة الظاهرة عن كثب.19
- 19انظر :وزارة التربية الوطنية املغربية :مجزوءة تكوين الطلبة األساتذة بمراكز تكوين املعلمين في تدبير
القسم املشتر وفق بيداغوجيا اإلدماج.
28
الهجرة الداخلية والخارجية ،ومحاربة األمية والفقر والجهل والتخلف على حـد سـواء.
دون أن نن ى السبب الحقيقي لهذه املعضلة التربوية التـي تتمثـل فـي افتقـار الدولـة إلـى
اإلمكانات املادية واملالية والبشرية املناسبة لخلق مؤسسات تعليمية عصرية موحدة.
أم ــا الباح ـ عب ــد الع ــالي وحمي ــدو ،فيرج ــع ه ــذه الظ ــاهرة الغريب ــة إل ــى "قل ــة الس ــكان ف ــي
الب ــوادي أو تش ــتتهم ف ــي ب ــواد أخرى.وه ــدفها تقري ــب املدرس ــة م ــن رواده ــا لض ــمان بع ـ
تمــدرس جميــع األطفــال -بمــا فــيهم الفتيــات -قــرب عــائلتهم حتــى انتهــاء الطــور األول مــن
التعلـيم األساسـ ي.ما يعنـي مـن جهـة ،تحقيـق التمـدرس مـع إشـباع جميـع رغبـات الطفــل
ف ـ ــي ظ ـ ــل الج ـ ــو الع ـ ــائلي.ومن جه ـ ــة أخ ـ ــرى ،تحقي ـ ــق محارب ـ ــة الجه ـ ــل واألمي ـ ــة ببوادين ـ ــا
النائية"20...
وثمــة أســباب وعوامــل عــدة كانــت وراء ظهــور هــذه األقســام املشــتركة ،منهــا مــا هــو ذاتــي
يع ـ ــود إل ـ ــى االقتناع ـ ــات الاخص ـ ــية ،وم ـ ــا ه ـ ــو موض ـ ــوعي يس ـ ــتلزمه الواق ـ ــع واإلمكان ـ ــات
املتــوفرة .بيــد أن الحــد مــن األميــة والهــدر املدرسـ ي ،وتوقيــف ظــاهرة الهجــرة القرويــة إلــى
املدن هما السببان الحقيقيان لتوفير هذا النوع من هذه األقسام.
-20عبد العالي وحميدو ( :األقسام املتعددة املستويات ،كيفية تدبيرها) ،األقسام املتعددة املستويات،
منشورات مجلة علوم التربية ،الرباا ،املغرب ،العدد السابع2001 ،م ،ص.53:
29
ووصف مكوناتها ،وتحديد منهجية التدريس بها ،ومعالجة آفاتها السلبية باقترا
البدائل املمكنة.
وقد اهتمت وزارة التربية الوطنية باألقسام املشتركة منذ التسعينيات من القرن
املاض ي؛إذ أصدرت املذكرة رقم ( ) 114بتاريخ 1990/07/23حول موضوع التداريب
على األقسام املشتركة.وأرسلت مذكرة أخرى رقم ( ) 3776/9بتاريخ 1991/06/13م
كما نشرت الوزارة الوصية مجموعة من الكتيبات والدالئل حول األقسام املشتركة؛
إذ أصدرت سنة 1991م الدليل العملي لألقسام املشتركة ،تبين فيه الوزارة تصورها
حول البرامج ،واملنهجية ،واإليقاعات الزمنية ،والفضاء الدراس ي ،والوسائل
التدريسية ،فأتبعته بدليل عملي آخر سنة 1995م أك ر تعديال وتنقيحا وتوضيحا
من الدليل السابق .ثم ،أردفتهما بمجموعة من الدراسات النظرية املرافقة ،مثل
كتاب(بيداغوجية الفوارا في األقسام املتعددة املستويات) لجيل بيلوتيي ( Jilles
)Pelletierومارجريت دوالن ( ، )Margaret- Dolanوقد ترجمته السيدة حسني ربيعة
سنة 1996م .21ثم ،ظهر كتاب آخر بعنوان ( التقييم التكوياي بالقسم املتعدد
املستويات) لجيل بيلوتيي ومارجريت دوالن الذي ترجمه أحمد سكاكي سنة
1996م .22ثم جاء كراس (تدبير األقسام متعددة املستويات) سنة 1997م ،وقد
ساهم في إعداده كل من :ربيعة حسني ،ومحمد بودزة ،وعبد املجيد ليمان ،وعلي
علوي .وقد أصدرت وزارة التربية الوطنية دليال آخر إبان املوسم الدراس ي
/1السلبيات:
تطر األقسام املشتركة ،والسيما للمدرسين والطلبة األساتذة بمراكز التكوين،
مجموعة من املشاكل والتحديات التي يمكن حصرها في النقط والعناصر التالية:
غياب الكتب والدراسات واألبحان التي تعنى باألقسام املشتركة باملغرب تنظيرا،
منها ،فإنها غير كافية ملعرفة جميع وتطبيقا ،وإجراء .وعلى الرغم من وجود بع
مشاكل األقسام املشتركة ،وما تطرحها من تحديات بتربوية ،وتعليمية ،ونفسية،
31
واجتماعية .وهنا أيضا غياب للدراسات املقارنة فيما يتعلق باألقسام املشتركة في
البلدان الرائدة في هذا املجال من أجل تمثل تجاربها العملية ،واالستفادة من
تطبيقاتها العملية ،واالستعانة بتصوراتها النظرية في هذا الشأن.
تدني مستوى تالميذ األقسام املشتركة؛ بسبب ضعف العدة التكوينية لدى
املدرس من جهة ،وصعوبة العمل في ظروف غير تربوية ال تؤهل املدرس لكي يؤدي
عمله على أحسن وجه من جهة ثانية .باإلضافة إلى املحيط الذي ال يساعد املتعلمين
على التعلم والبح والقراءة واالستزادة في املعرفة من جهة ثالثة.
قلة املعلومات وشحها حول األقسام املتعددة املستويات على املستوى التربوي
والتعليمي والنف ي واالجتماعي والثقافي واللغوي على حد سواء؛ بسبب قلة
الدراسات التوجيهية والعملية ،وندرة األبحان النظرية والتطبيقية.
وجود األقسام املشتركة في وسط قروي يعاني األمية والبطالة والتهميي ،وغياب
البنية التحتية ،وتردي االقتصاد الفالحي والرعوي؛ بعدم استقرار األحوال املناخية،
واستفحال ظاهرة الفقر ،وانعدام األنشطة الثقافية والفنية واإلعالمية ،وتشتت
القاطنة السكانية جغرافيا ،وتوزيعها بين مداشر متباعدة في القرى والجبال
والصحارى ،وتخلف العالم القروي عن الركب الحضاري ،ويجعل هذا كله العملية
التعليمية-التعلمية في هذه األقسام صعبة النجا .
32
استفحال ظاهرة الهدر املدرس ي بالعالم القروي بشكل الفت لالنتباه.
وعلى العموم ،تواجه األقسام املشتركة صعوبات جمة تتمثل في :صعوبات الربط بين
مضامين املواد التعليمية و البح عن جذعها املشتر ،وصعوبات التخطيط على
مستوى إعداد البرنامج والدروس والتمارين ،وصعوبات التحكم في القسم
ومجموعاته التدريسية تخطيطا وتدبيرا وتنظيما ومراقبة وتقويما على السواء،
وصعوبات تعدد املستويات الدراسية وتعدد البرامج واملناهج والجذاذات ،وصعوبات
ترتبط باإليقاعات الزمنية وتدبير الفضاء الدراس ي .ناهيك عن صعوبات املحيط،
وانعزال األقسام املشتركة عن املدارات الحضرية ،وغياب الوسائل التعليمية أو
قلتها ،وصعوبة تنويعها ،وانعدام مرافق القراءة واملطالعة والتنشيط الثقافي والفني،
وصعوبات تتعلق بتطبيق املقاربة بالكفايات والتربويات املعاصرة األخرى ،وغياب
املشرفين التربويين الذين يقومون بعملية التأطير التربوي ومراقبة العملية التعليمية-
التعلمية في األقسام املشتركة ،وصعوبات تدبير العالقات بين األفراد وتدبير وحدة
مجموعة القسم و تالحمها ،وصعوبات تتعلق بالتقويم والتصحيا واملعالجة
والتغذية الراجعة والدعم أو الحد من الفوارق الفردية ،وصعوبات ترتبط بكيفية
تحفيز املبادرات الفردية وتنشيط التعلم الذاتي ،وصعوبات تعرفها مدارس التكوين
على مستوى إعداد مدرس ي األقسام املشتركة.
وتأسيس ـ ــا عل ـ ــى ماس ـ ــبق ،يثي ـ ــر القس ـ ــم املش ـ ــتر ،ف ـ ــي التعل ـ ــيم املغرب ـ ــي ،مش ـ ــاكل ع ـ ــدة
للمتعلم واملعلم على حد سواء.
وعلي ــه ،يج ــد امل ــدرس ص ــعوبات جم ــة ف ــي التعام ــل م ــع ه ــذه الظ ــاهرة التربوي ــة املعق ــدة
والصــعبة واملركبــة؛ إذ يشــعر املــدرس بنــوع مــن النفــور مــن تحمــل مســؤولية تــدبير هــذه
33
األقس ـ ــام؛ نظ ـ ـرا لض ـ ــعف التك ـ ــوين ال ـ ــذي تلق ـ ــاه ف ـ ــي املرك ـ ــز ،وانفص ـ ــال النظري ـ ــة ع ـ ــن
التطبيــق ،وتخوفــه مــن البيئــة التــي توجــد فيهــا تلــك األقســام املتعــددة املســتويات .كمــا
يعاني املدرس الكثير في أثناء تحضير الجذاذات؛ إذ عليه أن يحضـر الـدروس املتعـددة
مســبقا ،ويطلــع علــى كــل املقــررات الدراســية التــي تســتلزمها املســتويات املتعددة.وبهــذا،
يج ـ ــد امل ـ ــدرس نفس ـ ــه أم ـ ــام عم ـ ــل ض ـ ــخم وص ـ ــعب ومره ـ ــق؛ بس ـ ــبب ك ـ ــرة التحاض ـ ــير
والج ــذاذات والخطاط ــات .ناهي ــك ع ــن تع ــدد املق ــررات الدراس ــية الت ــي تس ــت زف طاق ــة
امل ـ ــدرس املتواض ـ ــعة ،وتجعل ـ ــه دائم ـ ــا تائه ـ ــا وح ـ ــائرا وع ـ ــاجزا ع ـ ــن اإلحاط ـ ــة بك ـ ــل امل ـ ــواد
واملقررات واملستويات وكتابة التحاضير.
و" مم ــا الش ــك في ــه أن أي معل ــم تس ــند ل ــه مهم ــة الت ــدريس ف ــي األقس ــام املدمج ــة يح ــس
بنــوع م ــن الت ــذمر ،حي ـ يج ــد نفس ــه أمــام تح ــد يف ــرض علي ــه مض ــاعفة الجه ــود لتأدي ــة
مهمتــه بشــكل يرضــيه .وهــذا التحــدي نــاتج عــن غيــاب التكــوين الخــاص بهــذه األقســام،
والتكــوين املســتمر والتــأطير بصــفة عامــة .يضــاف إلــى هــذا قلــة التراكمــات املعرفيــة التــي
يمكــن أن يرتكــز عليهــا ملواجهــة هــذا التحــدي ،ونــدرة الدراســات امليدانيــة ذات الصــبغة
العلمي ــة ،والبعي ــدة كــل البع ــد ع ــن التنظير.كــل م ــا ذك ــر يجع ــل املعل ــم يلتف ــت إل ــى يمين ــه
وإلى شماله ،واليجد أمامه إال السبورة والطباشير وتالميذ أبرياء".23
ع ــالوة عل ــى ه ــذه الص ــعوبات ،يج ــد املعل ــم نفس ــه أم ــام ترس ــانة م ــن املق ــررات والكت ــب
املدرســية واملســتويات الدراســية املختلفــة واألعمــار املتنوعــة .أضــف إلــى ذلــك عليــه أن
ينه ــي املق ــرر ف ــي الوق ــت املطل ــوب ،ويسـ ــاعد املتعلم ــين عل ــى تج ــاوز ض ــعفهم وتع ـ ــرهم،
معتمدا في ذلك على التربية الفارقية من جهة ،والتربية الداعمة من جهة أخرى.
املدرس ــين ال ــذين كلف ــوا بالت ــدريس ف ــي األقس ــام املش ــتركة وم ــن ث ــم ،فق ــد ألفين ــا بع ـ
مــازالوا يدرســون بــالطرائق التعليميــة العاديــة ،ويســتعينون بالكتــب املوجهــة إلــى تالميــذ
الكفايات القسم الواحد ،ويشتغلون بذهنية القسم املوحد .وبالتالي ،يكتفون ببع
األساس ـ ــية لجمي ـ ــع املس ـ ــتويات الدراس ـ ــية ككفاي ـ ــة الق ـ ـراءة ،وكفاي ـ ــة الكتاب ـ ــة ،وكفاي ـ ــة
الحســاب ،فغرض ــهم الوحيــد ه ــو الح ــد مــن األمي ــة فق ــط ،والتهمهــم الكفاي ــات األخ ــرى،
والت ــدرج ف ــي املق ــرر حس ــب الس ــنوات واألس ــال الدراس ــية .وم ــن ث ــم ،تض ــيع األه ــداف
والكفاي ــات النوعي ــة الحقيقي ــة .و" ف ــي ظ ــل ه ــذه اإلمكان ـات الحالي ــة ،وم ــا وص ــلت إلي ــه
وض ــعية املؤسس ــات التعليمي ــة ،يج ــد املعل ــم ف ــي األقس ــام العادي ــة ص ــعوبة ف ــي تحقي ــق
األهداف املسطرة -املعلن منها واملضمر -من خالل برنامج متكامـل ،فكيـف يطلـب مـن
املعلم في األقسام املدمجـة أن يحقـق هـذه األهـداف ببرنـامج مختـزل ومشـوه .حيـ يـتم
كل هذه املعطيات تجعـل املعلـم يتخـذ مـن هـذا النـوع مـن التعلـيم موقـف الـرف .ألنـه
هو الوحيد واألوحد الذي يكتوي بنار هـذا النـوع مـن التعلـيم ،ولكونـه املمـارس املحتـك
املباشر به إلى جانب التلميذ25".
بي ــد أن املعل ــم يمك ــن أن ي ــنع ف ــي عمل ــه ،إذا كــان يح ــب مهنت ــه ،ويتف ــانى فيه ــا ،ويحك ــم
الضــمير فــي واجباتــه التدريســية ،ثــم يكــون متخصصــا فــي املهنــة التــي يمارســها مــن خــالل
التخفيــف مــن الشــكليات التــي يطالــب بهــا املفــتي أو املــؤطر التربــوي .ثــم هنــا مشــكل
الوق ــت الثال ـ ال ــذي اه ــدر ف ــي الف ـراو .ويمك ــن لألس ــتاذ أن يجته ــد ويتص ــرف ف ــي املق ــرر
تقديما وتأخيرا ،زيادة ونقصانا ،ويكيفه مع الظروف املحيطة به.
وعليــه ،يجــد املــتعلم صــعوبة فــي الــتعلم بســبب تعــدد املســتويات ،وتشــتت بالــه وخــاطره
بـ ــين مـ ــواد عـ ــدة ،وضـ ــعف مسـ ــتواه التعلمـ ــي ،وك ـ ــرة الفـ ــوارق الفرديـ ــة بـ ــين املتعلمـ ــين،
وصــعوبة التركيــز فــي خضــم هــذا التفــاوت بــين املســتويات الدراســية .ناهيــك عــن ضــعف
التكــوين ال ــذي يقــدم للم ــتعلم ،وغي ــاب الجــودة التعلمي ــة ،وانشــغال امل ــتعلم بمس ــاعدة
والدي ــه ،وغي ــاب ال ــدعم والتق ــويم العالج ــي البن ــاء واله ــادف ،وغي ــاب التربي ــة الفارقي ــة
والداعمة ،وغياب مرافق التثقيف والتعلم والتسلية ،وانعدام الكتب املوازية.
وهنا كذلك خلط بين املتعلمين الصغار والكبار ،وغياب الجودة الكمية والكيفيـة،
وغياب التركيز بسبب تعدد املستويات والبرامج الدراسية .كما أن املتعلم اليأخـذ حقـه
م ـ ــن ال ـ ــتعلم الك ـ ــافي لبن ـ ــاء ملكات ـ ــه املعرفي ـ ــة ،وص ـ ــقل مهارات ـ ــه الس ـ ــلوكية ،واستض ـ ــمار
ويالح ــظ ت ــدني املس ــتوى التعليم ــي والكف ــائي ل ــدى م ــتعلم األقس ــام املش ــتركة إل ــى ح ــد أن
هــذه األقســام هــدفها الجــوهري هــو الحــد مــن األميــة لــيس إال .ونالحــظ أيضــا فقـرا علــى
مس ــتوى اللغ ــة والتخيي ــل واإلب ــداع ،واملعان ــاة م ــن التعددي ــة اللغوي ــة ،والالمس ــاواة ب ــين
املتعلمــين ،والســيما إذا قارنــا تالميــذ األقســام املشــتركة بتالميــذ األقســام العاديــة .ومــن
ثم ،تمارس املدرسة املغربية عنفا رمزيا ضد أبناء البوادي بتهميشـهم وإقصـائهم وعـدم
االهتم ــام به ــم .ل ــيس امله ــم ه ــو أن نبن ــي قس ــما فق ــط ،ب ــل الب ــد م ــن تأثيث ــه وت ــوفير جمي ــع
مرافق الحياة املدرسية ليحس املتعلم بالسعادة الحقيقية في هذه املؤسسات التربوية
الصغرى.
لك ــن ثم ــة إيجابي ــات يس ــتفيد منه ــا امل ــتعلم داخ ــل ه ــذه األقس ــام الش ــاذة ،مث ــل :ال ــتعلم
الذاتي ،واالشتغال في فريق ،والتعاون االجتماعي... ،
/2اإليجابيات:
على الرغم من السلبيات العديدة التي تعانيها األقسام املشتركة ،فإنها تتميز في
العالم القروي بمجموعة من السمات اإليجابية التي يمكن استجماعها في النقط
التالية:
التركيز على التعلم الذاتي باعتباره مبدأ من مبادئ التربية الحديثة ،وخاصة في
املقاربة بالكفايات واملجزوءات واإلدماج...
37
تساعد الفرق التربوية أو مجموعات البح املتعلم على الفهم واالستيعاب،
والبح املستمر ،والتعلم الذاتي ،واملنافسة في إنجاز التعلمات ،وحل الوضعيات
اإلدماجية.
تعمل األقسام املشتركة -حسب الخطاب الرسمي لوزارة التربية الوطنية -على
إشاعة جو ثقافي ذا فعالية في تقدم البادية ،وفي تحسين نمط الحياة وجودتها .كما
توصل إلى األسرة ،عن طريق التلميذ ،عددا من التقنيات العصرية في الفالحة
واستثمار األراض ي الفالحية؛ ال يء الذي ييسر تطور وسائل العمل بالوسط
القروي.
وقد بينت مجموعة من الدراسات الغربية أن القسم املشتر ليس ظاهرة سـلبية ،بـل
قــد حقــق هــذا القســم مجموعــة م ــن النتــائج اإليجابيــة فــي األوســاا التعليميــة الغربي ــة
عل ــى املس ــتويات املعرفي ــة ،والوجداني ــة ،والحس ــية-الحركي ــة ،إذ بين ــت النت ــائج أن ثم ــة
نس ــبا مرتفعـ ــة مـ ــن النجـ ــا إذا قورنـ ــت بالقسـ ــم العـ ــادي املوحـ ــد .كمـ ــا أن هـ ــذا القسـ ــم
يحفــز املــتعلم علــى الــتعلم الــذاتي ،وتحمــل املســؤولية ،واالشــتغال فــي جماعــات وفــرق،
واالستفادة من تجارب اآلخرين.أضف إلى ذلك أن التنوع في الخبرات والتعلمات يحقق
ث ـراء ومكس ــبا ورأس ــماال مدرس ــيا وثقافي ــا ل ــه قيم ــة كب ــرى للنظ ــام الترب ــوي الس ــائد .كم ــا
يس ــاعد القس ــم املش ــتر القلي ــل الع ــدد عل ــى تفعي ــل التواص ــل اللفظ ــي وغي ــر اللفظ ــي
بطريقة إيجابية مثمرة.
38
بيـ ــد أن النتـ ــائج املتعلقـ ــة باألقسـ ــام املشـ ــتركة فـ ــي نظامنـ ــا التربـ ــوي املغربـ ــي قـ ــد أظهـ ــرت
هشاشــة ه ــذه األقســام عل ــى جميــع املس ــتويات واألصــعدة ،وت ــردي مســتواها التعليم ــي،
وغياب الجودة الكمية والكيفية.
وإذا كانـ ــت املدرسـ ــة املغربيـ ــة املوحـ ــدة تعـ ــاني مـ ــن اإلخفـ ــاق والتع ـ ــر و تراجـ ــع املسـ ــتوى
الدراس ـ ي ،عل ــى ال ــرغم م ــن اإلمكاني ــات املت ــوفرة ،فم ــاذا نق ــول ع ــن األقس ــام املش ــتركة
البعيدة عن الحواضر ،وهي تفتقر إلى كل مقومات الحياة املدرسية الضرورية؟!!
/1القسم املشترك:
إذا كان القسم املوحد أو العادي يجمع بين مجموعة من املتعلمين داخل جرة
واحدة ،وأمام مدرس واحد ،ويتلقون التعليم نفسه ،ولهم املستوى الدراس ي نفسه؛
فإن القسم املشتر ،أو القسم املتعدد املستويات ،يحوي مجموعة من املتعلمين
الذين يوجدون في القسم نفسه ،ولكنهم اليتلقون التعليم نفسه.
وبتعبير آخر ،يعني القسم املشتر مجموعة المتجانسة من املتعلمين ،ينحدرون من
مستويات عدة ،ويوجدون في بيئة تربوية غير متجانسة .ويالحظ أن لكل مستوى
دراس ي منهاجا محددا ،وكتابا خاصا ،ودروسا ووحدات خاصة .و غالبا ،ما تتكون
األقسام املشتركة من مستويين دراسيين ،ولكل منهما منهاج و كتب و دروس خاصة ،
ولكن ينتميان إلى مرحلة تدريسية واحدة.
39
ويمكن أيضا تعريف األقسام املشتركة على أنها تتكون من مستويين دراسيين
متتابعين فأك ر؛ حي تضم مجموعات غير متجانسة ومتعددة الفوارق العقلية،
والذكائية ،والنفسية ،واالجتماعية ،والتعليمية.
/2الفوارا الفردية:
تتأسس األقسام املشتركة على التربية الفارقية من جهة ،والتربية الداعمة من جهة
أخرى .بمعنى أن هذه األقسام املتعددة املستويات تتضمن ،على غرار األقسام
املوحدة العادية ،مجموعة من الفوارق العادية داخل القسم الواحد ،وأمام مدرس
واحد.وإن كانت الفوارق الفردية في األقسام املشتركة أك ر جالء ،وشساعة ،وتباينا ،
واتساعا .ومن ثم ،فللفواق الفردية أسباب وعوامل قد تكون وراثية فطرية ،أو قد
تكون نتاج عوامل موضوعية خارجية ،أو نتاجا لهما معا.
وبالنسبة للفرد ،فهو خاضع بطبيعة الحال ملاهو فطري من جهة ،وماهو مكتسب
من جهة أخرى .لكن بالنسبة للفوارق بين األفراد ،قد تكون عوامل وراثية فيما يتعلق
بالقدرات واالستعدادات الوراثية والذاتية و الذكاء.أما فيما يتعلق بامليول
واالتجاهات والتفاعالت االجتماعية ،فتعود إلى ماهو اجتماعي ومكتسب .ويعني هذا
أننا ال نتحدن عن " األهمية النسبية لكل من الوراثة والبيئة إال إذا كنا نقارن فردا
بآخر ،ونود أن نعرف ما الذي يجعل (زيدا) يفوق (بكرا) في القوة أو الطول أو الذكاء
أو الاخصية؟ أهي الوراثة أم البيئة؟ هنا نكون كمن يسأل :هل تفوق سيارة أخرى
لجودة ماكنتها أو لجودة الب زين أو لهما معا .فيكون الجواب أن الفروق بينهما قد
ترجع إلى الوراثة وحدها أو إلى البيئة وحدها أو إلى كلتيهما ..وتفصيل ذلك أن وراثة
أحدهما تختلف من دون شك عن وراثة اآلخر ،إال أن يكونا توأمين صنوين ،لذا يرجع
االختالف بينهما إلى الوراثة .والشك أيضا في أن البيئة السيكولوجية ألحدهما بع
40
تختلف عن بيئة اآلخر حتى إن كانا يعيشان في بيت واحد ،ويذهبان إلى مدرسة
ً
واحدة ،لذا يرجع بع االختالف بينهما -خاصة في الصفات النفسية -إلى البيئة.إذا،
فالفارق بين فردين أو أك ر يرجع عادة إلى كل من الوراثة والبيئة.لكن أاهما أك ر
أهمية في أحدان هذا االختالف ،الوراثة أم البيئة؟ الجواب يتوقف على نوع الصفة
التي نحن بصددها..فإذا كنا بصدد صفات جسمية كاملظهر والحيوية فأي اختالف
بينهما عند امليالد يرجع إلى وراثة مختلفة؛ ألن املرج أن تكون بيئة الرحم لكل منهما
متشابهة .وحتى بعد امليالد فاختالف بيئة أحدهما عن بيئة اآلخر ال يؤدي إال إلى
تغيرات جسمية سطحية .غير أننا إذا كنا بصدد قدرة كالذكاء ،هنا قد تكون الوراثة
عامال هاما ،لكننا النستطيع التأكد من ذلك تأكدنا منه في حالة الصفات الجسمية،
والطريق الوحيد ملعرفة األثر النس ي لكل من الوراثة والبيئة في حالة الذكاء
والاخصية وأمثالهما من الصفات...هو إجراء التجارب...وقد دلت التجارب على أن
الفروق الفردية ترجع )1( :إما إلى الوراثة وحدها كالفروق في لون العين )2(.أو إلى
البيئة وحدها كالفروق في االتجاهات ،كالفروق في االتجاهات االجتماعية وامليول
والصفات الخلقية ( )3أو إلى كل من الوراثة والبيئة بنسب متفاوتة كالفروق في
الذكاء ،إال في حالة التوائم الصنوية ،إذ يرجع االختالف كله بينها إلى عوامل بيأية26".
وهك ــذا ،يتبـ ــين لنـ ــا أن العوام ــل التـ ــي تـ ــتحكم ف ــي الفـ ــوارق الفرديـ ــة ،والس ــيما فـ ــي حالـ ــة
املقارنة بين أشخاص متعددين ،قد تكون وراثية محضة ،إذا كانت ذات طبيعة جينية
أو خلوي ــة أو فطري ــة ،وق ــد تك ــون ذات عوام ــل بيأي ــة ،إذا كان ــت مرتبط ــة بم ــاهو واقع ــي،
وموضوعي ،وخارجي ،واجتماعي ...
-26أحمد عزت راج :أصول علم النفس ،املكتب املصري الحدي للطباعة والنشر ،اإلسكندرية ،مصر،
الطبعة الثامنة1970 ،م ،ص.314:
41
وعليه،يتضمن الفصل الدراس ي ،سواء أكان قسما موحدا عاديا أم قسما مشتركا،
مجموعة من الفوارق الفردية املتنوعة واملختلفة ،مثل :الفوارق العمرية ،والفوارق
الجنسية ،والفوارق الوراثية ،والفوارق األسرية ،والفوارق الكفائية ،والفوارق
الذكائية ،والفوارق االستعدادية ،والفوارق النفسية ،والفوارق االجتماعية،
والفوارق االقتصادية ،والفوارق الطبقية ،والفوارق الفنية ،والفوارق التربوية،
والفوارق التعليمية ،والفوارق الثقافية ،والفوارق املعرفية ،والفوارق الوجدانية
واالنفعالية ،والفوارق الحسية الحركية ،والفوارق في التجارب الحياتية ،والفوارق في
التذكر واالسترجاع واالكتساب ،والفوارق العرقية ،والفوارق اللغوية ،والفوارق
الدينية ،والفوارق الحضارية ...وهلم جرا.
وهكذا ،يتبين لنا أن الفوارق الفردية متعددة ومختلفة ومتنوعة ،قد تكون فوارق
كمية أو فوارق نوعية ،ولكن ما اهمنا من تلك الفوارق ما هو كمي ،خاصة الفوارق
التعليمية -التعلمية ،مادمنا مرتبطين باملجال التربوي والتدري ي.
وعليهن تعاني األقسام ملشتركة من مشاكل واقعية متعددة ،مثل :تباين مستويات
التالميذ الذكائية واملعرفية ،واختالفهم على مستوى العمر والقدرات واملواهب
والسلوكيات ،وتباينهم على مستوى االكتساب والتمثل واالستيعاب ،وتدني املستوى
الدراس ي لدى املتعلمين ،وضعف مؤهالتهم وقدراتهم وكفاءاتهم العلمية واملعرفية في
أثناء وضعهم أمام وضعيات صعبة ومعقدة؛ مما ينتج عن هذا الوضع السل ي ما
يسمى بالفشل وإخفاق الدراس ي ،ويؤدي هذا إلى انقطاع املتعلم عن عالم املدرسة في
مرحلة مبكرة .ناهيك عن الفوارق االجتماعية ،والطبقية ،واالقتصادية .وينتج هذا
كله عن سياسة التوحيد والتعميم ،وعدم األخذ بتالبيب التربية الفارقية .
وباختصار ،تنتج عن هذه الظاهرة السلبية الخسارة الكبرى بكل معانيها القريبة
والبعيدة .وفي هذا اإلطار ،يقول دومينيك شالفان (:)D.Chavin
" تتضاءل النجاعة التربوية مع مجموعة مكونة من تالميذ ذوي مستويات مختلفة،
فإذا ما توجه املدرس إلى النفهاء منهم ،فإن الضعاف ال يفهمون أي يء.أما إذا توجه
ً
إذا ،فالجميع خاسر"29. إلى أضعف التالميذ ،فإن النفهاء يشعرون بامللل،
ويعني هذا كله أن عدم مراعاة الفوارق الفردية تربويا وتعليميا يسبب مشاكل
سياسية ،واجتماعية ،واقتصادية ،وطبقية ،ونفسية ،وتدريسية،وثقافية،
وحضارية.ناهيك عن مشاكل التوجيه التعليمي واملنهي .وفي هذا السياق ،يقول أحمد
عزت راج :
" إن إغفال ما بين األفراد -رجالهم ونسائهم ،كبارهم وصغارهم -من فوارق جسمية
وعقلية ومزاجية واجتماعية ..له أسوأ األثر بالفرد نفسه وباملجتمع الذي يعيي فيه.
فلو أغفلنا هذه الفوارق ما استطعنا أن نحفزهم على العمل ،أو نسوسهم ونعاملهم
-29دومينيك شالفان :طرا وأدوات التدريس والتكوين ،ترجمة وتعريب :عبد الكريم غريب ،منشورات
عالم التربية ،الدار البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2011م ،ص.57:
44
بما يستحقون ،أو أن نرعى العدل في إثابتهم أو عقابهم ،بل ما استطعنا أن نحل
مشاكلهم ،و نوجههم إلى املهن واألعمال ونوع التعليم الذي يناسفهم ،أو نختار من
بينهم أكفأهم لعمل معين ،أي :ما استطعنا أن نضع الاخص املناسب في املكان
املناسب ..وينسحب هذا على الطالب في املدرسة أو الجامعة ،وعلى العمال في املصنع
أو املتجر ،وعلى الجنود في الجيي .والنتيجة املحتومة لذلك هبوا مستوى اإلنتاج،
واتساع نطاق اإلخفاق في الدراسة ،واضطراب الصحة النفسية للفرد الذي نكلفه
القيام بعمل أو بدراسة ال يقوى عليها أو ال يميل إليها ،وفساد العالقات اإلنسانية،
هذا فضال عما يصيب االقتصاد القومي والتنظيم االجتماعي من تبذير وخسارة
وضياع30".
ويعني هذا كله أنه قد آن األوان لخلق مدرسة فارقية متنوعة ومتعددة ومختلفة،
تؤمن بالتقويم الفار ي ،وتستعين بفلسفة التعدد والتفريق والتفريد بين املتعلمين
لتأهيل الكفاءات وتمهيرها ،وتفتيق القدرات الذاتية املضمرة لدى املتعلمين ،أو
صقل املواهب املتعددة ،وتطوير الذكاءات املختلفة املوجودة عند تالميذ الفصل
الدراس ي الواحد.
ومن ناحية أخرى،تقاس الفوارق الفردية املوجودة عند املتعلمين بواسطة الفروض
واالختبارات واألنشطة التقويمية والروائز ،واستخدام املالحظة واملقابلة ،واالستعانة
باألقيسة العقلية ودراسة الحالة .ومن ثم ،فقد نقيس القدرات العقلية والذكائية،
وقد نضع معايير ملستوى التحصيل الدراس ي ،وقد نستخدم اختبارات الاخصية
واالستعدادات النفسية .وفي هذا الصدد ،يقول أحمد عزت راج :
-1اختبارات ذكاء.
ويعني هذا كله أنه البد من استخدام أساليب التقويم الفار ي ،والقياس الفار ي،
واملعيرة الفارقية للتحكم في ظاهرة الفوارق الفردية داخل األقسام املشتركة،
ومعالجتها تربويا وتدريسيا بغية إيجاد أنسب الحلول الواقعية.
ومن هنا ،تعمل التربية الفارقية على تعويد املتعلم ،داخل األقسام املشتركة ،على
التعلم الذاتي ،وتمثل العمل الاخص ي ،والتسل بمختلف القدرات الكفائية
الضرورية ملواجهة الوضعيات الصعبة واملعقدة،واالعتماد على النفس في االستذكار
واملراجعة واالستكشاف ،واملشاركة داخل القسم ،والتعامل بفردية جدية مع
األنشطة والتمارين والفروض واالمتحانات التقويمية واإلشهادية .وفي هذا الصدد،
يقول ميريو(:)PH.Meirieu
" لن نخرج من البداهة القائلة :إن التلميذ هو الذي يتعلم ويعلم نفسه بنفسه.إنه
يتعلم بطريقته ،كما لو أنه لم يتعلم أبدا ...يتعلم بتاريخه منطلقا مما هو عليه وما
يعرفه .ال وجود لبيداغوجيا تقتصد في هذه الظاهرة؛ حي إن على كل بيداغوجيا
أن تتأصل في التلميذ ،في معارفه االختبارية وتمثالته ومعيشه .أن تتعلم تعني دوما
التوريط وااللتزام املتنامي للتوريط األول لالقتراب من التجريد.إنه مسار متفرد ال
يعوضك عنه أحد؛ ولذلك يؤكد جميع البيداغوجيين على أنه من الالئق االنطالق من
47
التلميذ ،من حاجاته ومصالحه .ويضيفون بأن األمر ال يجب أن يتوقف هنا ،بل
يجب أن نزوده باألدوات ليتجاوز حاجاته ومصالحه ،والسما له بالوصول لتمثالت
صافية ومعارف علمية32".
ولن يتحقق ذلك التعلم الذاتي إال في ضوء البيداغوجيا الالتوجيهية ،أو البيداغوجيا
املؤسساتية ،أو البيداغوجيا اإلبداعية ،أو بيداغوجيا الذكاءات املتعددة ،أو
بيداغوجيا املشروع ،أو بيداغوجيا التعاقد ،أو في ضوء املقاربة باألهداف
والكفايات ،أو بيداغوجيا اإلدماج ،أو بيداغوجيا الشراكة ،أو في إطار مدرسة
النجا والحياة املدرسية...
/4التقويم الذاتي:
يتأسس القسم املشتر على التقويم الذاتي على أساس أن املتعلم يقوم نفسه
بنفسه ،بتاخيص أخطائه وتصحيحها بشكل دائم ومستمر .ومن ثم ،يعني التقويم
الذاتي ( )Autoévaluationأن يصح املتعلم أخطاءه بنفسه اعتمادا على مجموعة
من املؤشرات ومعايير وأدوات التصحيا الواضحة والدقيقة والبسيطة .ومن ثم،
يساعد هذا التقويم املتعلم على تنظيم التعلمات وفق التربية الكفائية واإلدماجية.
وغالبا ،ما يستعين التقويم الذاتي بوضع شبكة التصحيا الذاتي( Une grille de
)correctionفي ضوء مجموعة من املؤشرات التربوية والتعليمية .والهدف من ذلك
كله هو معيرة التصحيا ،ودفع املتعلم إلى التصحيا الذاتي في ضوء مجموعة من
التعليمات واملعايير واملؤشرات التقويمية التي ترتبط بالوضعية والكفاية املقومة.
ومن ثم ،يحقق هذا التقويم نوعا من املوضوعية .وقد يدخل هذا النوع من التقويم
48
أيضا ضمن ما يسمى بالتصحيا الذاتي ( " ،)Autocorrectionإما بمنا التلميذ دليل
التصحيا ،وإما بمنحه أدوات ليصح أخطاءه بنفسه؛ ومن هذه األدوات :املعايير،
والطريقة ،واملراجع(القاموس ،واملوسوعة ،والكتاب املدرس ي ، )...أو الجواب (وعليه
في هذه الحالة تحديد الطريقة املوصلة إليه) ،إلا.
معالجة أخرى عن طريق املقابلة واملقارنة بين تصحيا ذاتي وتصحيا وهنا
خارجي(تصحيا املدرس ،وتصحيا التالميذ اآلخرين) ،من أجل االستفادة من زوايا
الصراع السوسيومعرفي(التقايم)"33
ومن األجدى أن يعتمد التقويم الذاتي على شبكة التصحيا لكي يقوم املتعلم بنفسه
أو بمساعدة مدرسه على تبيان أخطائه ،وتجريدها وتصنيفها وتقييمها وتقديرها
وتقييمها .أي ":يجب معالجة إنتاجات التالميذ ،إلى جانب تثمينها والتصديق عليها في
اآلن نفسه ،سواء كان املدرس هو من يختارها ،أم تالميذ آخرون ،بمساعدة شبكة
تصحيا (تقدم الجواب الصحيا) ،أو شبكة تقويم ،حتى لو تضمنت أحكاما سلبية
أك ر من اإليجابية (يلزم الحرص ،دائما ،على البدء بإبراز الجوانب اإليجابية) .
ويسري هذا األمر على كل أنشطة املتعلم ،والسيما إنتاجات التالميذ في إطار أنشطة
اإلدماج .فإلقاء النظرة التحليلية عليها ،بمنا التالميذ تغذية راجعة دقيقة محددة
ليتمكنوا من تحديد الجوانب التي ينبري تحسينها .كما تفيدهم هذه النظرة التحليلية
في التموقع بالنسبة إلى املستوى املنتظر في التقويم الجزائي34".
- 33انظر :بيداغوجيا اإلدماج ،ترجمة :لحسن بوتكالي ،منشورات مجلة علوم التربية ،مطبعة النجا
الجديدة ،الدار البيضاء ،املغرب ،الطبعة الثانية2009 ،م ،ص.129:
- 34نفسه ،ص.108:
49
وعليه ،فالتقويم الذاتي هو الذي يقوم به املتعلم بنفسه عندما يصح أخطاءه وفق
مجموعة من املعايير واملؤشرات اعتمادا على شبكات التصحيا والتحقق واالستثمار
على حد سواء.
-2وزارة التربية الوطنية املغربية :الدليل العملي لألقسام املشتركة ،السنة األولى من
التعليم األساس ي ،دار النشر املغربية ،الدار البيضاء1995 ،م.
-4وزارة التربية الوطنية :تدبير األقسام املتعددة املستويات ،كراس التكوين الذاتي،
الطبعة األولى سنة 1977م.
50
-5مركز اإلمام الغزالي لتكوين املعلمين واملعلمات :دليل القسم املتعدد املستويات
3+4وفق بيداغوجيا اإلدماج ،أكادير املغرب.
-11أحمد أوزي :املعجم املوسوعي لعلوم التربية ،مطبعة النجا الجديدة ،الدار
البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2006م.
-12عبد الكريم غريب :املنهــل التربــوي ،الجـزء األول ،منشـورات عـالم التربيـة ،مطبعـة
النجا الجديدة ،الدار البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2006م.
-13جميـل حمـداوي :مجــزوءات التكــوين فــي التربيــة والتعلــيم ،أفريقيـا الشـرق ،الـدار
البيضاء ،املغرب ،الطعبة األولى سنة 2013م.
51
-14جميل حمداوي :األقسام املشتركة في التعليم االبتدائي ،منشورات مكتبة سلمى
الثقافية ،تطوان ،املغرب ،الطبعة األولى 2015م.
-15املص ـ ــطفى ح ـ ــالم :ت ـ ــدريس األقس ـ ــام املش ـ ــتركة :اقتراح ـ ــات عملي ـ ــة ،ومرتك ـ ــزات
نظرية ،أفريقيا الشرق ،الدار البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى 2003م.
-16محم ـ ــد دخي ـ ـ ي أبوس ـ ــالمة :األقس ـ ــام املش ـ ــتركة ب ـ ــالتعليم االبت ـ ــدائي ،الس ـ ــياا
واملساا ،دار النشر سوماكرام ،الطبعة األولى سنة 2022م.
/2املقاالت الورقية:
-1املعط ــي حمي ــد ( :األقس ــام املش ــتركة املتع ــددة املس ــتويات :الواق ــع والب ــديل) ،مجل ــة
آفاا تربوية ،املغرب ،العدد ، 4أبريل – يونيو 1991م.
-3زمي ـ ــت بلقاسـ ـ ــم ( :طبيعـ ـ ــة التواصـ ـ ــل البيـ ـ ــداغوجي باألقسـ ـ ــام املشـ ـ ــتركة) ،جريـ ـ ــدة
االتحاد االشتراكي ،املغرب ،بتاريخ 5 :يونيو 1996م.
-4لصـ ــبير عبـ ــد الـ ــرحيم ( :األقسـ ــام املشـ ــتركة بـ ــين صـ ــالبة الواقـ ــع ومناقشـ ــة الخطـ ــاب
التبريري) ،جريدة االتحاد االشتراكي ،املغرب ،بتاريخ 31 ،يناير 1996م.
-5لحس ــن امل ــادي( :م ــدخل بن ــاء كف ــاءة ،ت ــدبير األقس ــام املش ــتركة) ،األقس ــام املتع ــددة
املس ـ ــتويات ،نح ـ ــو فه ـ ــم متع ـ ــدد للظ ـ ــاهرة ،جماعـ ــة مـ ــن الب ـ ــاحثين ،مطبعـ ــة النج ـ ــا
الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2000م.
52
-6عب ـ ــد الع ـ ــالي وحمي ـ ــدو ( :القس ـ ــم املتع ـ ــدد املس ـ ــتويات ،كيفي ـ ــة ت ـ ــدبيرها) ،األقس ـ ــام
املتعددة املســتويات ،منشـورات مجلـة علـوم التربيـة ،الربـاا ،املغـرب ،العـدد السـابع،
2000م.
-7أحم ــد لعم ــي( :األقس ــام املتع ــددة املس ــتويات بالع ــالم الق ــروي :الواق ــع واآلف ــاق)،
األقس ــام املتع ــددة املس ــتويات ،نح ــو فه ــم متع ــدد للظ ــاهرة ،جماع ــة م ــن الب ــاحثين،
مطبعة النجا الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2000م.
-8الحسـ ــين البيـ ـرات( :األقسـ ــام املتعـ ــددة املسـ ــتويات نحـ ــو عطـ ــاء أفضـ ــل) ،األقس ـ ــام
املتعـ ــددة املسـ ــتويات ،نحـ ــو فهـ ــم متعـ ــدد للظـ ــاهرة ،جماع ــة م ــن الب ــاحثين ،مطبع ــة
النجا الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2000م.
-9عبد القادر البرينص ي ( :آراء في األقسام املشتركة) ،األقسام املتعددة املستويات ،
نح ــو فه ــم متع ــدد للظ ــاهرة ،جماع ــة م ــن الب ــاحثين ،مطبع ــة النج ــا الجدي ــدة ،ال ــدار
البيضاء،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2000م.
-10محم ـ ــد أف ـ ــاديس( :ق ـ ـراءة ف ـ ــي ظ ـ ــاهرة األقس ـ ــام املش ـ ــتركة) ،األقس ـ ــام املتع ـ ــددة
املس ـ ــتويات ،نح ـ ــو فه ـ ــم متع ـ ــدد للظ ـ ــاهرة ،جماعـ ــة مـ ــن الب ـ ــاحثين ،مطبعـ ــة النج ـ ــا
الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2000م.
-11عبـ ــد العزيـ ــز أجنـ ــين( :تجربـ ــة فـ ــي تـ ــدبير األقسـ ــام املشـ ــتركة) ،األقس ـ ــام املتع ـ ــددة
املس ـ ــتويات ،نح ـ ــو فه ـ ــم متع ـ ــدد للظ ـ ــاهرة ،جماعـ ــة مـ ــن الب ـ ــاحثين ،مطبعـ ــة النج ـ ــا
الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2000م.
-12بوش ــتى املش ــرو (:مقاربة ديداكتيكي ــة لواق ــع األقس ــام املش ــتركة م ــن خ ــالل ال ــدليل
العمل ــي)،األقسـ ــام املتعـ ــددة املسـ ــتويات ،نحـ ــو فهـ ــم متعـ ــدد للظـ ــاهرة ،جماع ــة م ــن
53
الب ـ ــاحثين ،مطبع ـ ــة النج ـ ـا الجدي ـ ــدة ،ال ـ ــدار البيض ـ ــاء،املغرب ،الطبع ـ ــة األول ـ ــى س ـ ــنة
2000م.
-14عبد الرزاق املجذوب( :األقسام املشتركة من" إشكال تربوي" إلى "اختيار
بيداغوجي") ،جريدة املساء ،املغرب22 ،أكتوبر2013م.
/3املقــاالت الرقمية:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=138821
-2عبد العزيز قريي(:ورقة تربوية حول األقسام املشتركة)،موقع وجدة ســي ي،موقـع
رقمي،
http://www.oujdacity.net/regional-article-15834-ar/regional-article-
15834-ar.html
-3مولود اجراوي( :حول أزمة التعليم بالعالم القروي ) ،موقع حوز ،موقع
رقمي،نشر يوم الخميس 21نوفمبر2013م.
http://haouz24.com/news/index.php/journal/145-2013-11-21-22-00-40
54
خالصة الفصل األول:
تلكم نظرة مقتضبة إلى مفهوم األقسام املشتركة ،باعتبارها ظاهرة تربوية استننائية
استوجبتها مجموعة من الظروف االقتصادية ،واالجتماعية ،والنفسية ،والسياسية،
والثقافية .بيد أنها قد أضحت ظاهرة رسمية منذ سنوات التسعين من القرن املاض ي
إلى يومنا هذا .ومن ثم ،يبدو أن ظاهرة األقسام املشتركة ظاهرة عاملية توجد في
معظم الدول ،والسيما النامية منها .وبالتالي ،يعد املغرب من تلك الدول التي عرفت
هذه الظاهرة في وقت مبكر منذ وجود املدارس العتيقة .وقد مرت هذه الظاهرة
بثالثة مراحل أساسية هي :مرحلة الالمباالة ،ومرحلة التثبيت ،ومرحلة التطوير
والتجديد.
ومن جهة أخرى ،يالحظ أن املعلومات حول هذه الظاهرة التربوية االستننائية ضأيلة
جدا وغير كافية لفهمها وتفسيرها ،على الرغم من وجود نصوص ودالئل رسمية
حكومية ،وكتب ومترجمات ومقاالت لباحثين ودارسين في مجال التربية والتعليم.
55
الفصل الثاني:
تخطيط التعلمات باألقسام املشتركة
56
تستند العملية التعليمية -التعلمية إلى مجموعة من الخطوات املنهجية ،منها
التخطيط ،أو تحديد املدخالت ،بتسطير مجموعة من األهداف اإلجرائية والكفايات
املستهدفة األساسية أو النوعية .ثم ،مرحلة التدبير أو التنفيذ ،أو ما يسمى أيضا
بمرحلة العمليات ،وتتمثل في اختيار املحتويات واملضامين ،ثم االستعانة بالوسائل
التعليمية ،وتمثل مجموعة من الطرائق التدريسية الفعالة و املالئمة ،وتنظيم
الفصل الدراس ي إيقاعيا ومكانيا ،ثم تدبير عملية التواصل اللفظي وغير اللفظي .أما
املرحلة األخيرة ،فهي مرحلة التقويم ،أو مرحلة املخرجات ،وفي هذه املرحلة بالذات،
نتنبت من مدى تحقق األهداف اإلجرائية ،ومدى تجسيدها واقعيا وميدانيا .وهنا،
نتحقق من مدى اكتساب املتعلم للكفايات املستهدفة ،بالتمكن من املوارد
املدروسة ،وحل الوضعيات التي قدمت له من أجل معالجتها .ويمكن كذلك اللجوء
إلى التغذية الراجعة ( )Feed backفي حالة وجود تع رات تربوية وتدريسية ،وتسمى
هذه املرحلة بمرحلة املعالجة ،وهي أنواع ثالثة :معالجة تربوية وتدريسية ،ومعالجة
نفسية ،ومعالجة اجتماعية .فالصنف األول من املعالجة داخلي مرتبط باملؤسسة
التعليمية ،والصنفان الباقيان يمارسان خارج املؤسسة.
57
يبدو أن التخطيط عبارة عن مجموعة من الطرائق والتصاميم واملناهج واألساليب
والتدابير التي يلتجئ إليها املدبر أو املخطط من أجل تحقيق مجموعة من األهداف
والغايات على املستوى البعيد ،واملتوسط ،والقريب .ومن أجل تنفيذ هذه األهداف
املسطرة املوجودة في مداخل نسق معين ،البد من االعتماد على الوسائل املادية
واملالية والبشرية واملعلوماتية ألجرأة هذه األهداف ميدانيا في سياقاتها املتاحة،
وظروفها املمكنة .وال يمكن بمكان التأكد من نجاعة األهداف املسطرة داخل النسق
البنيوي أو الوظيفي إال بتمثل آليات التقويم واملراقبة كلها .وإذا أصيبت عملية
التخطيط بالتع ر والفشل ،فمن الضروري االستعانة كذلك بالفيدبا أو التغذية
الراجعة.
ويمكن القول بأن التخطيط هو" أحد وظائف اإلدارة الرئيسية ،إضافة إلى التنظيم
والتوجيه والرقابة .ويمكن تعريفه بأنه وضع مجموعة من االفتراضات حول الوضع
في املستقبل ،ثم وضع خطة تبين األهداف املطلوب الوصول إليها خالل فترة محددة،
مع تقدير االحتياجات املادية والبشرية لتحقيق هذه األهداف بفاعلية"35.
ومن ثم ،يستند التخطيط إلى مجموعة من العناصر الضرورية التي تتمثل فيما يلي:
- 35محمد كامل عبد الحفيظ :أساسيات إدارة األعمال ،دار الخلود للتران ،القاهرة ،مصر ،الطبعة
األولى سنة 2010م ،ص.116:
58
التخطيط عبارة عن خطط وتصاميم ووسائط وطرائق ووسائل لتحقيق تلك
األهداف املسطرة.
ويمكن القول :إن التخطيط إستراتيجية وطريقة تقنية ناجحة للتحكم في املعطيات ،
إما بطرقة كمية إحصائية تجريبية ،وإما بطريقة استقرائية وصفية استنتاجية .ومن
هنا ،يبدو أن التخطيط عبارة عن تصور نظري تنبئي ،وإجراء تفسيري توضيحي،
يعتمد على قراءة األسباب الدافعة ،بتبيان العلل والحينيات التفسيرية التي تكون
وراء ظاهرة معينة .كما يبدو أن التخطيط تصميم تنبئي ،يتحكم في الظواهر
املستقبلية ،ويستشرفها عن طريق إعداد خطط وتدابير لإلحاطة بالظاهرة أو
تطويقها أو فهمها أو تفسيرها من أجل الشروع في بناء تصاميم توقعية ناجعة.
" إن كل دقيقة نبذلها من وقتنا للتخطيط نوفر أربع ساعات عند التنفيذ ،وما ذلك
ألهمية التخطيط على مستوى األفراد والشركات والدول ،بل حتى على مستوى األمم
والحضارات36".
60
وبص ــيغة أخ ــرى ،هن ــا تخط ــيط متج ــانس ،وتخط ــيط ش ــبه متج ــانس ،وتخط ــيط غي ــر
متجانس .ومن هنا ،يستند التخطيط املتجانس إلى رصد أهداف وكفايات ذات جـذع
مش ــتر .ف ــي ح ــين ،يح ــاول التخط ــيط ش ــبا املتج ــانس أن يبح ـ عم ــا ه ــو مش ــتر م ــن
األهداف والكفايات ،وماهو مختلـف ونوعي.بينمـا يتكـ التخطــيط غيـراملتجــانس علـى
تحديد أهداف وكفايات نوعية حسب كل فصل دراس ي بعينه.
وك ــذلك ،يتخ ــذ التخط ــيط ،ف ــي األقس ــام املش ــتركة ،ص ــيغا إيقاعي ــة متنوع ــة ،فهن ــا
التخطيط الدوري( تخطيط الـدورة األولـى ،وتخطـيط الـدورة الثانيـة ،ويكـون االمتحـان
خط ـ ــا فاص ـ ــال بينهم ـ ــا) ،والتخط ـ ــيط الس ـ ــنوي ،والتخط ـ ــيط املرحل ـ ــي ( ف ـ ــي حال ـ ــة األخ ـ ــذ
بب ـ ــداغوجيا الكفاي ـ ــات واملج ـ ــزوءات) ،والتخط ـ ــيط الش ـ ــهري ،والتخط ـ ــيط األس ـ ــبوعي،
والتخطيط اليومي ،والتخطيط املقطعي.
وينبر ــي أن يتمي ــز التخط ــيط ،ف ــي األقس ــام املش ــتركة ،ب ــاالختزال ،واملرون ــة ،والوض ــو ،
والتخفيـ ــف ،واالنتقـ ــاء ،والتركيـ ــب ،والتنـ ــاوب ،والبح ـ ـ عـ ــن املشـ ــتر ،والعمـ ــل وفـ ــق
الرؤية التشاركية التعاونية...
ومن املستحسن أن تعد الوزارة هذا النوع من الكتب القائمة على املشتر واملختلف
من الدروس للمراحل الدراسية بالتعليم االبتدائي مراعية في ذلك بيئات التالميذ ،أو
تهتم بما يسمى باملقررات البيأية أو الجهوية املتعلقة بالبوادي واملناطق الجبلية أو
الصحراوية أو شبه الصحراوية لكي تساعد املدرس على تدبير وقته من جهة،
وتسهيل عملية التدريس من جهة ثانية ،وتوفير العدة والوثائق التربوية من جهة
ثالثة.
ومن هنا ،يرتكز التخطيط على املستوى البعيد ،في األقسام املشتركة ،على إعادة
ترتيب املقرر الدراس ي من جديد من حي املوارد والحصص واإليقاعات الزمنية ،كأن
يبح عن املواد املشتركة واملتجانسة بين مستويين متقاربين في اللغة العربية واللغة
الفرنسية ومواد التفتا والرياضيات كما هو شأن الدليل العملي لألقسام املشتركة
لسنة 1995م.
ومن ناحية أخرى ،توزع دروس املقرر حسب املضامين املشتركة واملتجانسة لتقديمها
للمتعلمين في حصة دراسية واحدة ،ووضع قائمة بالدروس غير املتجانسة ،وتصنيفها
إلى مجموعات حسب غالفها الزمني :مجموعة ( ) 45دقيقة ،ومجموعة ( )30دقيقة.
63
ثم ،إعادة توزيعها اعتمادا على مجاورة نشاا كتابي مع نشاا شفوي من جهة،
واالعتماد على التكافؤ في املدة الزمنية من جهة أخرى .ومن ثم ،يمكن وضع مقرر
بالدروس املشتركة وغير املشتركة.
وعليه ،يتحقق التخطيط على املدى البعيد ،في األقسام املشتركة ،بتوزيع السنة
الدراسية إلى مجموعة من األسابيع الدراسية التي عددها أربعة وثالثون أسبوعا؛ إذ
يخصص األسبوع األول لتاخيص املكتسبات.في حين ،يخصص األسبوع الثال
والثالثون للتقويم ،والدعم ،واملراجعة ،والتوليف.وبعد ذلك ،يخصص األسبوع
األخير (الرابع والثالثون) لالمتحانات اإلشهادية أو غير اإلشهادية .كما ينبني
التخطيط على املدى البعيد على مبدإ التوحيد من جهة أولى ،ومبدإ التقريب من جهة
ثانية ،ومبدإ االختالف والتباين من جهة ثالثة .بمعنى توزيع املخطط السنوي إلى
دروس متجانسة بين املستويات الدراسية املشتركة ،ودروس شبه متجانسة ،ودروس
غير متجانسة.
ونورد لكم ،اآلن ،توزيعا سنويا للمستويات املشتركة الثال والرابع في مادة التربية
اإلسالمية ،ويمكن إدراجه أيضا ضمن املخطط على املدى القريب؛ ألنه توزيع
لألسدوس األول من السنة الدراسية ،مادام يبتدئ املخطط من أسبوع التاخيص
انتهاء بأسبوع الدعم والتقويم.
ويقوم هذا التوزيع السنوي على ثالثة مبادئ أو ثالن آليات للتوزيع باألقسام
املشتركة ،ويمكن حصرها فيما يلي:
64
/1مبدأ التجانس؛ يمكن أن نالحظ بعضا من التجانس في عناوين السور ودروس
الوضوء للسنة الثالثة من التعليم االبتدائي ،وأتوضأ وأصلي السيرة النبوية (فرائ
للسنة الرابعة من التعليم نفسه) ؛
/2مبدأ شبا التجانس :يمكن أن نالحظ بعضا من شبه التجانس في عناوين السور
ودروس السيرة النبوية (سورة االنفطار للسنة الثالثة ،وسورة الطارق للسنة الرابعة
في مكون القرآن الكريم؛ هللا خلقني وأحسن صورتي للمستوى الثال ،هللا القادر
املنعم للمستوى الرابع في مكون السيرة النبوية ) ؛
/3مبدأ عدم التجانس :يمكن أن نالحظ عدم التجانس في عناوين السور ودروس
السيرة النبوية (سورة الشر للسنة الثالثة ،وسورة اإلنسان للسنة الرابعة في مكون
القرآن الكريم؛ أحافظ على سالمة جسمي للمستوى الثال ،أساوي بين الناس في
املعاملة للمستوى الرابع في مكون السيرة النبوية) :
65
-مخطط التوزيع السنوي ملادة التربية اإلسالمية -
66
واآلن ،نورد لكم مخطط التوزيع السنوي ملادة الفنون التشكيلية في املستوى الثاني
بالتعليم االبتدائي ،ويمكن ربطه بمقرر املستوى األول على مستوى املتجانس ،وشبه
املتجانس ،وغير املتجانس .وقد الحظنا أن ثمة أربعة وثالثين أسبوعا؛ إذ ينطلق
املخطط السنوي من أسبوع التقويم التاخيص ي ،مرورا بأسابيع املوارد وتقديم
املقرر الدراس ي(واحد وثالثون أسبوعا) ،انتهاء بأسبوعي املراجعة وامتحانات نهاية
السنة الدراسية.
دونكم ،إذا ،التوزيع السنوي ملادة التربية التشكيلية في املستوى الثاني من التعليم
االبتدائي:
67
-املخطط السنوي للتربية التشكيلية-
68
وإليكم توزيعا سنويا في مادة اللغة الفرنسية بمختلف مكوناتها ضمن مستويين
مشتركين هما القسم الثال والقسم الرابع:
69
ويالحظ أن التخطيط على املدى البعيد قائم على مبدإ التشار ،ومبدإ التنويع،
ومبدإ مراعاة الفوارق ،ومبدأ الجمع بين الدروس املتجانسة ،وشبه املتجانسة ،وغير
املتجانسة.
وقد وضعت وزارة التربية الوطنية ،في دالئلها التدريسية اإلجرائية ،تخطيطا دراسيا
متنوعا ،يتسم بالتعدد على مستوى البرامج والجذاذات واستعماالت الزمن .فقد
كيفت البرامج واملضامين واملحتويات واألنشطة التعليمية -التعلمية مع واقع
األقسام املشتركة تصورا ،وتخطيطا ،وتدبيرا ،وتنشيطا ،وتقويما .كما وضعت توزيعا
سنويا مرحليا يساعد املدرس على ضبط الدروس على املدى املتوسط على مستوى
التخطيط والتصميم واالستشراف .ومن ثم ،يرتبط التخطيط املرحلي بمجموعة من
األهداف الوسطى والكفايات اإلستراتيجية النوعية واألساسية واملمتدة.
/1توزيع املقرر الدراس ي السنوي إلى مرحلتين كبيرتين هما املرحلة األولى التي تنطبق
على ما يسمى باألسدوس األول ،واملرحلة الثانية التي تسمى باألسدوس الثاني .وقد
يسمى هذا أيضا بالتوزيع الدوري؛ إذ يمكن الحدي عن دورتين هما :الدورة األولى
التي تنتهي بتقويم وعطلة ،والدورة الثانية التي تختتم بتقويم وعطلة.
70
وتأسيسا على ما سبق ،ينقسم املخطط السنوي -اليوم -إلى مرحلتين زمنيتين هما:
مرحلة األسدوس األول التي تنتهي بعطلة دراسية ،ومرحلة األسدوس الثاني التي
تنتهي باالمتحانات والفروض التقويمية واإلدماجية واإلشهادية ،ثم تعقفها عطلة
نهاية السنة الدراسية.
وعليه ،توزع السنة الدراسية ،وفق بيداغوجيا اإلدماج ،في التعليم االبتدائي ،إلى
أربعة وثالثين أسبوعا كامال من النشاا الفعلي ،يطابقها جم حصص ي من
1000إلى 1200ساعة .وتنقسم السنة الدراسية إلى أربع مراحل أو درجات ،وتتكون
كل مرحلة من ثمانية أسابيع؛ إذ يخصص األسبوع األول والثاني والرابع والخامس
إلرساء موارد الكفاية ،ويخصص األسبوع الثال من كل مرحلة للربط والتوليف
والدعم والتقويم ،أو ما يسمى كذلك باإلدماج الجزئي .في حين ،يخصص األسبوع
السابع والثامن لإلدماج ،فاألسبوع السابع إلنماء الكفاية ،ويخصص األسبوع الثامن
لتقويمها معالجة ،وتصحيحا ،ودعما.
71
-خطاطة التخطيط املرحلي-
72
املستوى الثال واملستوى الرابع ،والجمع بين املستوى الخامس واملستوى السادس.
ومن ثم ،يشير املدرس إلى املستويات املدرسة في أعلى جذاذته .وبعد ذلك ،يختار
املواضيع املشتركة التي ينبري تدريسها ،كالجمع -مثال -بين درسين في العقائد ،أو
الجمع بين درسين في القراءة ،أو الجمع بين درسين في التعبير ،أو الجمع بين درسين في
اإلمالء أو القواعد...إلا .ثم ،يحدد املضامين واملفاهيم املشتركة .بل أك ر من ذلك
يسطر مجموعة من األهداف والكفايات املشتركة التي تجمع بين مستويين دراسيين
فأك ر ،والسيما إذا كانت الدروس واملحتويات متجانسة .وقد تكون األهداف
والكفايات نوعية ومتفردة ،خاصة إذا كانت الدروس املقدمة مختلفة وغير
متجانسة .ومن ثم ،يبدأ الدرس بأسئلة التمهيد ،والتقديم ،واملراجعة،واالكتساب،
واالستثمار .ثم ،يقدم املدرس املضامين املقررة للقسم األول والقسم الثاني
باستعراض أنشطتها االختبارية بطريقة تناوبية أو موازية .ويمكن أن يكون لكل قسم
أهدافه املعرفية الخاصة في حالة االختالف وعدم التجانس.
وغالبا ،ما ينتهي الدرس بأنشطة تطبيقية واختبارية بعد مرحلة العرض وبناء
القواعد واالستنتاجات.
73
ومضامينا املقررة مشتركة.
منهجية التناوب بين القسمين معا منهجية التوحيد بين القسمين معا
75
جذاذات نمطية خاصة باألقسام املشتركة
الطريقة املتقاطعة:
الاصة: املستوى:
املدة: املادة:
الوسائل: املوضوع املشترك:
الهدف الفارقي: الهدف املشترك:
املستويين معا.
76
لتعلمات الجذع املشتر .
الجدع املشتر
الفار ي.
الطريقة املتوازية:
77
ب ب
ب ب
ب حب
التدبير التدبير
78
(.)1 التمهيد و تصحيحها.
79
-2يقدم لهم أسئلة تتعلق تطبيقية تقويما للتعلمات
باإلعداد القبلي للدرس السابقة.
املقبل.
املدرس مع -1يصح -6
التمارين تالمذته تصحيا
التقويمية.
املدرسين لالستعانة بها في واآلن ،إليكم مجموعة من الجذاذات التي اقترحها بع
عملية تدبير القسم املشتر بالتعليم االبتدائي املغربي:
80
81
82
83
84
85
خالصة الفصل الثاني:
وخالصة القول ،يحتاج القسم املشتر إلى آلية تخطيطية متقنة تتعلق بتخطيط
التعلمات وفق املدى البعيد ،واملدى املتوسط ،واملدى القريب ،وتسيير الفصل
الدراس ي بطريقة مرنة ورشيقة ومحكمة التصرف ،وتغيير اإليقاعات الزمنية حسب
محيط الفصل التعلمي ،وتنظيم الفضاء الدراس ي تنظيما فعاال ليتالءم مع طبيعة
القسم املشتر .
ويعني هذا أن آلي ــة التخطيط في القسم املشتر تستوجب أن يخطط املدرس درسه
بشكل جيد بمراعاة اإليقاعات الزمنية ،كأن يوزع دروسه املتجانسة وغير املتجانسة
سنويا (التوزيع السنوي) ،ومرحليا (التوزيع املرحلي) ،وشهريا (توزيع شهري)،
86
وأسبوعيا (توزيع أسبوعي) ،ويوميا (املذكرة اليومية) ،بمراعاة أوقات الفراو وأيام
العطل واألعياد .أي :تخطيط الحصص الدراسية وفق الطريقة املتجانسة والطريقة
غير املتجانسة.أي :توحيد الحصص فيما يخص املواد املتجانسة محتوى ومنهجية،
واالحتفاو باملواد غير املتجانسة بغالفها الزمني.
87
الفصل الثالث:
تدبيرالتعلمات باألقسام املشتركة
88
توطئة البد منها:
ينبن ــي ت ــدبير األقس ــام املش ــتركة عل ــى تكيي ــف املق ــررات واملحتوي ــات الدراس ــية م ــع ه ــذا
الن ــوع م ــن التعل ــيم م ــن خ ــالل التنظ ــيم الجي ــد للفض ــاء الدراس ـ ي ،وال ــتحكم امل ــتقن ف ــي
اإليقاع الدراس ي.
وم ــن ث ــم ،تعتم ــد الخط ــة التدبيري ــة عل ــى ث ــالن مراح ــل أساس ــية ف ــي األقس ــام املش ــتركة:
مرحل ــة النمذج ــة والتص ــميم ()Le modelageم ــن خ ــالل االنط ــالق م ــن نم ــاذج
تخطيطية معينة للمحاكاة ،والتمثل ،والتطبيق؛
مرحل ــة التطبي ــق املوج ــا ( )La pratique guidéeباالس ــتفادة م ــن توجيه ــات
املدرس وإرشاداته وشروحه وتفسيراته وتأويالته وتعليقاته على السواء؛
89
وبصفة عامة ،يعني التدبير مجمل التقنيات التي تعتمدها اإلدارة لتنفيذ أعمالها
وتصريفها .وغالبا ،ما يتخذ التدبير طابعا كميا باعتماده على املعايير الكمية القائمة
على اإلحصاء الرياض ي واملحاسباتي.
ومن جهة أخرى ،يعني التدبير مجموعة من القواعد التي تتعلق بقيادة املقاولة
االقتصادية وتنظيمها وتسيير دفتها .أي :إن مفهوم التدبير مفهوم اقتصادي بامتياز،
يرتبط كل االرتباا بتسيير الشركات واملقاوالت .وبالتالي ،فالتدبير بمثابة إدارة شاملة
ملؤسسة أو مقاولة أو منظمة ما تعمل جادة لتحقيق الجودة املطلوبة وفق مجموعة
من املبادئ املتدرجة واملتالحقة واملتكاملة التي تتمثل في :التخطيط ،والتنظيم،
والتنسيق ،والقيادة ،واملراقبة.
ولم يقتصر التدبير على ماهو اقتصادي ومقاوالتي وإداري فقط ،بل تجاوز ذلك إلى
ماهو تربوي وتعليمي ،بالتركيز على املشاريع التربوية ،وتدبير عملية التكوين،
واالهتمام بمختلف التعلمات في سيرورتها التعليمية القائمة على املدخالت (األهداف
والكفايات ) ،والسيرورة (املضامين ،والطرائق ،والوسائل) ،واملخرجات(التقويم،
والتغذية الراجعة ،واملعالجة ،والدعم).
وإذا كان التخطيط تصورا نظريا استشرافيا ،فإن التدبير تنفيذ وإنجاز وتطبيق
لهذه الخطة النظرية التنبؤية .بمعنى أن التدبير هو التطبيق الفعلي للخطط
والبرامج ،و تدبير وضعيات التعليم والتعلم.كما يتم أيضا بناء الوضعيات التي تسما
بنقل املعارف والخبرات والقيم للمستفيدين وفق خطة محكمة.
ومن هنا ،يقوم التدبير على التفكير التنظيمي املعقلن ،وتوظيف العلم واملعرفة،
وربط النظرية بالتطبيق ،والتنسيق بين مختلف العوامل لتحقيق اإلنتاجية،
90
والربحية ،واملنفعة .وأك ر من هذا يتحول املدير أو املدبر إلى مقاول يتحلى بالتفكير
املقاوالتي ،ويبدع في خططه وإستراتيجاياته وعمله داخل املؤسسة انطالقا من
إمكاناته املتوفرة لتحقيق إنتاجية ومردودية معتبرة لصال املؤسسة .ومن هنا ،تهدف
اإلدارة املقاوالتية إلى تحقيق التوازن ،وتغيير االختالل من أجل تالؤم جيد مع
املحيط ،وتفادي األخطار املحدقة ،بوضع إستراتيجيات استشرافية معقولة ،وبناءة،
وهادفة .
ومن جهة أخرى ،يقصد بالتدبير التعليمي تنظيم املوارد الدراسية والتحكم فيها ،أو
إدارة األنشطة الصفية ،أو بناء وضعيات تعليمية تطبيقية في مدة معينة ،وتدبيرها
في مستوى دراس ي معين ،أو ضمن مستويات دراسية مختلفة من مستويات املدرسة
االبتدائية ،إما داخل فصل دراس ي أحادي ،وإما داخل فصل دراس ي مشتر ،
باالعتماد على مجموعة من الوثائق والبرامج الرسمية ،باستعمال أشكال التنفيذ
وفق مقاربة الكفايات وبيداغوجيا اإلدماج .ويعني هذا أن التدبير التعليمي أو
التدري ي هو بناء الدرس في شكل وضعيات تعليمية وإدماجية حسب مقاطع
فضائية وزمانية معينة في ضوء بيداغوجيا الكفايات واإلدماج ،بالتركيز على
مجموعة من األنشطة التي يقوم بها املعلم واملتعلم معا ،بتوظيف طرائق تربوية
ووسائل تعليمية معينة ،بتمثل معايير ومؤشرات معينة في التقويم واملعالجة.
91
التعليمي إلى بناء وضعيات تعلمية إجرائية وتطبيقية ،في شكل مقاطع تعليمية -
تعلمية تشمل مختلف أنشطة املعلم واملتعلم ،وأيضا أنواع التقويم واملعالجة ،في
مكان محدد ،وزمن معين .بمعنى أن التدبير ينصب على تنظيم مختلف العمليات
التعليمية في وضعيات إشكالية بسيطة ومعقدة ،سواء أكان ذلك في األقسام
الصفية األحادية أم األقسام الصفية املتعددة واملشتركة .وغالبا ،ما يتخذ التدبير
طابع التخطيط والتنظيم وفق وضعيات إدماجية قابلة للتقويم ،واملعالجة،
والقياس ،واإلشهاد ،في شكل مقاطع دراسية محددة تعليميا وإيقاعيا.
ويالحظ أن للـتدبير التعليمي أهمية كبرى .وتتمثل هذه األهمية اإلستراتيجية في عقلنة
العملية التعليمية -التعلمية ،وربط التخطيط بالتنفيذ والتطبيق والتقويم ،وتحويل
التمثالت املجردة إلى مخططات عملية سلوكية ،وأجرأة الكفايات واألهداف املسطرة
تطبيقا وتنفيذا .كما يعد التدبير آلية ضرورية لتحقيق الجودة الكمية والكيفية.
92
وتكوينا ومعالجة ،ورصد الوضعيات التعليمية واإلدماجية ،وتنظيمها في شكل جذاذة
دراسية تخطيطا ،وتطبيقا ،وتنفيذا .ثم ،اختيار أنواع الطرائق التربوية والوسائل
التعليمية التي تسعف املدرس واملتعلم معا في التعامل مع الوضعيات الكفائية وأنواع
الوضعيات املقدمة.
ويعني هذا كله أن التدبير يأتي بعد مرحلة التخطيط السنوي واملرحلي والتعليمي،
وينصب اهتمامه على مجال التعلم ،ببلورة وضعيات التعلم ،وتبيان كيفيات إنجاز
الدرس ،وتحديد طرائق تدبير القسم ،وذلك كله في عالقة جدلية بمجال التخطيط
من جهة ،ومجال التقويم والدعم من جهة أخرى.
و يتطلب التدبير التعليمي أن يتعرف املدرس إلى مختلف منهجيات وحدة اللغة
العربية باملدرسة االبتدائية ،كأن يعرف منهجية القراءة ،ومنهجية الخط والكتابة،
ومنهجية التعبير ،ومنهجية النحو والصرف واإلمالء والشكل ،ومنهجية املحفوظات،
ومنهجية التربية اإلسالمية ،ومنهجية الوضعيات اإلدماجية والتقويمية...وبالتالي،
يعرف أيضا كيف تتوزع الحصص الدراسية وغالفها الزمني ،ويعرف كذلك أنواع
وضعيات التعلم من أجل تحديد الطرائق التربوية والوسائل التعليمية املالئمة
لتقديم املقطع الدراس ي ،أو مجموعة من املقاطع التعليمية.
ومن جهة أخرى ،يستلزم التدبير التعليمي التعرف إلى تقنيات التنشيط والتواصل،
وإعداد معينات تعليمية مالئمة للمقطع (املورد) ،وتكييف مختلف التقنيات
التنشيطية والتواصلية مع خصوصيات القسم (قسم حضري ،وقسم مشتر ،
وقسم مكتظ ،)...بتنويع تقنيات التواصل مع التمركز حول املتعلم ،واستثارة قدراته
الكفائية واإلدماجية ،واالنطالق من نظريات التعلم في أثناء التدبير.
93
ويستلزم التدبير التعليمي تعبئة مجموعة من املوارد األساسية التي تساعد املعلم
واملتعلم على مواجهة الوضعيات اإلدماجية ،وإيجاد الحلول املناسبة لها وفق
بيداغوجيا الكفايات واإلدماج .ومن بين هذه املوارد الضرورية التمكن من ضوابط
اللغة العربية الفصحى ،وتمثل معاييرها الصوتية ،والصرفية ،والتركيبية ،والداللية،
والبالغية ،والتواصلية .ثم التعرف إلى منهجية مكونات وحدة اللغة العربية
بالسلكين :األساس واملتوسط ،واستيعاب تقنيات التنشيط والتواصل من خالل
تدبير وظيفي بناء وفعال لكل املعينات التعليمية ،واعتماد مختلف الطرائق
البيداغوجية املناسبة لتقديم الوضعيات التعليمية واإلدماجية ضمن أوساا
سوسيوتربوية متعددة (أقسام مكتظة ،وأقسام بالوسط القروي ،وأقسام متعددة
املستويات ،أو ما يسمى كذلك باألقسام املشتركة ،)...وتدبير الفوارق الفردية
باعتماد البيداغوجيا الفارقية ،وتحديد الصيغ املالئمة لتدبير أزمنة وفضاءات
التعلم (عمل فردي ،وعمل جماعي ،واالشتغال في فرق ومجموعات ،)...والتمكن من
مبادئ اإلدماج ،والتعرف إلى كيفية بناء الوضعيات التعليمية واإلدماجية ،وتبيان
طرائق إنجازها وتنفيذها.
94
يتضمن املحتوى التعليمي باألقسام املشتركة ما يقدم للمتعلم من مضامين وقيم
وخبرات وتجارب ومعارف ومعلومات تنفعه في حياته اليومية أو املهنية أو املستقبلية.
وإذا كانت املدرسة التقليدية مدرسة مضامين بامتياز؛ حي تركز كثيرا على املعرفة
والكم املعلوماتي ،فإن املدرسة الحديثة مدرسة أهداف ومهارات من جهة ،وكفايات
منهجية وتواصلية وثقافية من جهة أخرى .بمعنى أن املعرفة لم تعد الشاغل األساس
بالنسبة للمتعلم .فهنا ما هو أهم منها كاملهارات والقدرات الكفائية؛ ألن املعارف
واملعلومات تتغير في عاملنا اليوم بسرعة مذهلة.
وتتجسد املضامين في مجموعة من املرجعيات التربوية ،مثل :املنهاج الذي يعبر عن
فلسفة الدولة في التعليم والتربية .وهو عبارة عن أهداف وغايات عامة تهدف إلى
تكوين مواطن صال متعلم وقادر على مواجهة الوضعيات الصعبة واملعقدة في
حياته الدراسية والواقعية .بمعنى أن املنهاج املدرس ي هو بمثابة فلسفة الدولة في
ميدان التربية والتعليم .وتتأثر فلسفة املنهاج بالظروف املحلية والدولية على الصعيد
السياس ي ،واالجتماعي ،واالقتصادي ،والثقافي ،والديني ...
في حين ،يعد البرنامج أقل عمومية من املنهاج ،وأك ر تجريدا من املقرر التعليمي.
بمعنى أن البرنامج يتضمن محتويات وقيما وعناوين ومضامين عامة غير مفصلة
بشكل إجرائي ،وتستمد خبراتها من فلسفة املنهاج .وبعد ذلك ،تتحول مضامين هذا
البرنامج إلى مقررات دراسية خاصة بكل مادة معينة ،وتكون هذه املقررات مفصلة
وأك ر خصوصية وإجرائية.
عالوة على ذلك ،ترتبط املحتويات واملضامين باألهداف العامة والخاصة .كما تنطلق
أيضا من املقاربة بالكفايات واإلدماج ،بعد أن كانت املدرسة التقليدية تلقن معارفها
95
للمتعلمين دون أن يكون لها منطلق فلسفي أو أهداف معينة ،أو تصدر عن
مقصدية كفائية واعية .ومن ثم ،فاملحتويات -حسب محمد الدريج " -هي كل
الحقائق واألفكار التي تشكل الثقافة السائدة في مجتمع معين وفي حقبة معينة.إنها
مختلف املكتسبات العلمية واألدبية والفلسفية والدينية والتقنية وغيرها مما تتألف
منه الحضارة اإلنسانية ،ومما تزخر به الثقافات الشعبية املحلية في كل البقاع،
والتي تصنف في النظام الدراس ي إلى مواد مثل :اللغة والحساب والتاريخ
والجغرافيا...إلا .على أن اختيار مادة دون غيرها أو قسطا منها دون سواه يتم بناء
على الغايات واألهداف املتوخاة .في حين ،يبقى تنظيم املحتوى رهينا بمتطلبات
العملية التعليمية ذاتها وبأشكال العمل الديداكتيكي .أي :ما يصطل على تسميته
بطرق التدريس".37
وإذا كانت املدرسة التقليدية تختار املحتويات على أساس معرفي كمي ومضموني،
وتعتبر املعارف هي األساس في العملية التعليمية ،فإن املدرسة الحديثة تنطلق من
- 37محمد الدريج :تحليل العملية التعليمية ،مطبعة النجا الجديدة ،الدار البيضاء ،املغرب ،طبعة
1988م ،ص.69:
96
األهداف والكفايات واملهارات وعلم النفس النمائي في وضع املحتويات ،وتقديمها
للمتعلم.وفي هذا الصدد ،يقول محمد الدريج:
" إننا بدأنا نشاهد في السنوات األخيرة محاوالت الختيار املواد الدراسية ،وتنظيمها
بناء على مقاييس أخرى أك ر انسجاما ،متمشيا مع ما آلت إليه املجتمعات املعاصرة،
ومع وتيرة التقدم العلمي .من هذه املقاييس مقياس اختيار مادة التعليم وفق
األهداف املرسومة ،وفي انسجام تام مع الغايات املحددة.
ومن مقاييس اختيار املواد وتنظيم محتوياتها وتوزيعها على املستويات ،هنا
االختيار الذي يرتكز على حقائق علم النفس ،وخاصة علم النفس النمائي ونظريات
التعلم وغيرها من الفروع ،التي تمكن واضع البرامج ومخطط املقررات من معطيات
ثمينة عن شخصية التالميذ وقدراتهم العقلية وميولهم النفسية ومراحل النمو التي
يخضعون لها...وهكذا ،يتم مراعاة الفترة املناسبة من مراحل نمو الاخصية لتقديم
مجموعة من املعارف واملهارات .كما قد يتم تحديد املواد ومحتوياتها بناء على الثقافة
السائدة في املجتمع ،وانطالقا من حاجياته وحاجيات التكوين املنهي ومتطلبات
التنمية38"...
- 38محمد الدريج :تحليل العملية التعليمية ،مطبعة النجا الجديدة ،الدار البيضاء ،املغرب ،الطبعة
األولى سنة 1983م.ص.70:
97
وترتبط املحتويات الدراسية ،في األقسام املشتركة ،بمجموعة من األهداف اإلجرائية
املعرفية ،والوجدانية ،والحسية الحركية ،وبمجموعة من الكفايات األساسية التي
تتمثل في كفاية القراءة ،وكفاية الكتابة ،وكفاية التواصل ،وكفاية الحساب.فضال
عن الكفايات النوعية املرتبطة بالدروس امللقاة.
ومــن ناحيــة أخــرى ،يمكــن الحــدي عــن دروس ومحتويــات موحــدة ومتشــابهة ،ودروس
متقاربـ ـ ـ ــة ،ودروس مختلفـ ـ ـ ــة .وبتعبيـ ـ ـ ــر آخـ ـ ـ ــر ،مراعـ ـ ـ ــاة الـ ـ ـ ــدروس املتجانسـ ـ ـ ــة ،وشـ ـ ـ ــبه
املتجانسة ،وغير املتجانسة.
تص ــنيف محتوي ــات الكت ــب املدرس ــية ،والس ــيما كت ــب اللغ ــة العربي ــة ،إل ــى مض ــامين
وعناوين متجانسة ،وشبه متجانسة ،وغير متجانسة.
وض ــع الئح ــة بال ــدروس املتجانس ــة وش ــبه املتجانس ــة بغي ــة ج ــدولتها ض ــمن التوزي ــع
السنوي والشهري واليومي.
وض ــع الئح ــة ال ــدروس غي ــر املتجانس ــة ،وتص ــنيفها إل ــى مجموع ــات حس ــب غالفه ــا
الزمن ــي :مجموع ــة 25دقيق ــة ،ومجموع ــة 30دقيق ــة ،ومجموع ــة 45دقيق ــة ،ومجموع ــة
60دقيقة.
إعادة توزيع الدروس غير املتجانسة حسب مبدإ التجاور و مبدإ التكامل ،كـالجمع
بين النشاا الكتابي والنشاا الشفوي من جهة ،ومراعاة التوازن في املدة الزمنيـة مـن
جهة أخرى.
98
وض ــع برنـ ــامج دراسـ ـ ي مش ــتر يحـ ــدد الـ ــدروس املتجانس ــة وشـ ــبه املتجانسـ ــة وغيـ ــر
املتجانسة.
ويالح ــظ أن هنـ ــا تعليمـ ــا مختلطـ ــا ،وثمـ ــة تنوع ــا مـ ــن التعلمـ ــات والخبـ ـرات املدرسـ ــية،
فهن ــا أيض ــا ال ــتعلم ال ــذاتي()Auto-apprentissage؛ حي ـ ينقس ــم الفص ــل الدراس ـ ي
املخ ــتلط إل ــى ش ــواط مس ــتقلة ت ــدفع امل ــتعلم إل ــى االعتم ــاد عل ــى نفس ــه دون نس ــيانه م ــن
قب ــل املعل ــم،؛ ب ــل يعن ــى بالبحـ ـ وإنج ــاز واجبات ــه الدراس ــية .وهن ــا ال ــتعلم البين ــي أو
املت ـ ـ ــداخل ( )Inter-apprentissageب ـ ـ ــين املسـ ـ ـ ــتويات الدراس ـ ـ ــية املتنوع ـ ـ ــة ،والـ ـ ـ ــتعلم
املسترجع أو الترجعي (.)Rétro-apprentissage
ومن جهة أخرى ،تبنى املقررات الدراسية املتعلقة باألقسام املشتركة على ما هو
مشتر ،وشبه مشتر ،وما هو مختلف ،بمراعاة بيئة املتعلم التي يعيي فيها كأن
تكون بيئة قروية أو بيئة حضرية .ومن ثم ،فالبد أن تخصص لهذه األقسام كتب
دراسية خاصة تنسجم مع املنهاج الدراس ي العام في إطار سياستي التوحيد والتعميم،
أو يمكن للمدرس في حالة غياب كتب مشتركة خاصة أن يغربل الكتب املدرسية
ملستويين معينين بالبح عن املضامين املشتركة وشبه املتجانسة واملختلفة .فيبدأ
في تجميع ما هو مشتر من خالل ترتيبه زمنيا وموضوعيا .ثم ،ينتقل إلى شبه
املتجانس مع ترتيبه .ثم ،ينهي بما هو مختلف مع ترتيبه .ويعني هذا أنه من الالزم
إعادة تحرير محتوى البرامج بمستويين مشتركين معنيين بصورة أك ر نجاعة عند
التطبيق انطالقا من املناهج املقررة.
وقد عمل الدليل العملي لألقسام املشتركة لسنة 1995م على تنظيم املحتويات
والبرامج واملناهج الدراسية لألقسام املشتركة في مادتي اللغة العربية واللغة
99
الفرنسية ،فيما يتعلق باملستويات االبتدائية ،مثل :املستويين 1و ،2واملستويين 3
و ،4واملستوين 5و.6
تنبني منهجية التدريس باألقسام املشتركة على مجموعة من الشروا والعناصر ،
ويمكن حصرها في تجنب اإلغراق في العموميات والغموض ،واتباع منهجية تدريسية
واضحة املعالم ،كما يقترحها الدليل الوزاري األول لسنة 1991م .ثم ،الحرص على
استغالل مبادئ التربية الحديثة إلى أقص ى حد بتوظيف األنشطة التي تدعو إليها
الطرائق الفعالة ،وتمثل التربية الفارقية ملعرفة الفوارق الفردية املوجودة بين
املتعلمين داخل هذه األقسام .ثم ،العمل على الحد منها عن طريق املعالجة الداخلية
والخارجية ،واستثمار األنشطة الداعمة .عالوة على األخذ باملستجدات التربوية
الحديثة ،واالشتغال على املشاريع التربوية ،واألخذ بسياسة االنفتا على املحيط،
وتزويد املتعلم بمجموعة من املهارات الحياتية ،والقدرات الكفائية ،وامللكات
100
العملية .ناهيك عن عدم إثقال املتعلم باملنهجيات املتعددة كما هي في األقسام
العادية.
وقد قدم الدليل الوزاري لسنة 1991م منهجية قائمة على خاصيتين أساسيتين هما:
املشتر واملتباين في عالقتهما بعمليتين تدريسيتين هما :اإلشرا والتناوب .وفي هذا
الصدد ،يقول الدليل:
وحين تقدم هذه املفاهيم ،ينبري التقيد باملنهجية املقترحة نفسها على كتاب املعلم.
كما ينبري استغالل الوسائل املقررة نفسها في القسم العادي ،وحال االنتهاء من
تقديم املفاهيم املشتركة .أي :عند انصرام الجزء األول من الحصة الدراسية املقررة
في استعمال الزمن ،يكلف تالميذ القسم األدنى بإنجاز أنشطة تطبيقية حول
املفاهيم التي تلقوها ،ويتم اإلنجاز بطريقة جماعية كلما أمكن ذلك .بينما ينصرف
املعلم لتقديم املفاهيم املقررة للقسم األعلى .وفي نهاية الحصة ،ينشغل تالميذ
القسم األعلى بتطبيقات قصيرة ،ويتوجه هو ملراقبة ما أنجزه تالميذ القسم األدنى
وتصحيحها.
101
نعم ،إذا رأى املعلم أنه الفائدة لتالميذ القسم األعلى من مشاركة زمالئهم في القسم
األدنى فيما يقدم لهم .كأن يكون املوضوعان متباينين ،و تكون املفاهيم املقررة
للقسم األدنى بسيطة ال تحتاج إلى دعم أو تركيز ،فآنذا يمكن للمعلم أن يشغل
تالميذ القسم األعلى في الجزء األول من الحصة بإنجاز تطبيقات مناسبة للموضوع
املقرر لهم ،وينصرف هو للعمل مع تالميذ القسم األدنى.
وبعد االنتهاء من تقديم ماهو مقرر لهم ،يكلفهم بإنجاز أنشطة وتطبيقات كتابية
مناسبة تحت إشرافه ،وبشكل جماعي.ثم يتوجه هو إلى تالميذ القسم األعلى يصح
ما أنجزوه بسرعة ،ويقدم لهم املفاهيم املقررة لهم في هذه الحصة .وفي آخر الحصة،
يصح التطبيقات التي قام بإنجازها تالميذ القسم األدنى ،ويستوض هذه املنهجية
أك ر بواسطة املقدمات املنهجية التي قدمت بها كل وحدة دراسية من وحدات
البرنامج املقرر39".
ويعني هذا أن منهجية التدريس باألقسام املشتركة متعددة ومتنوعة .فهنا منهجية
متجانسة ،ومنهجية شبه متجانسة ،ومنهجية متباينة.
ومن ناحية أخرى ،ثمة مجموعة من طرائق التدريس التي تعتمد في األقسام املشتركة
التي يمكن التوقف عند بعضها::
103
أما عندما تقدم الدروس غير املتجانسة ،فالبد -هنا -من اللجوء إلى طريقة التناوب،
كأن يقدم املعلم نشاطا شفويا مع نشاا كتابي ،وهكذا دواليك...
إذا كانت الو سائل التعليمية تعتبر في القسم العادي مركز اهتمام كل التالميذ،
فإن الوضعية تختلف بالنسبة للقسم املشتر .وذلك ألن ما يمكن أن يجلب اهتمام
تالميذ فئة معينة ال اهم حتما تالميذ الفئة األخرى .بل أك ر من ذلك يمكن أن
يصرفها عن انشغاالتها األساسية.
إنه اليكفي في القسم املشتر توفر الوسائل التعليمية بالقدر الكافي ،بل يجب
استعمالها استعماال يتالءم وطبيعة القسم ،مثال :عندما يكون تالميذ فئة معينة
104
منهمكين في عمل ما ،يكون تالميذ املستوى اآلخر عاكفين على مالحظة واستغالل
اآلخر40". البع الوسيلة التي يفرضها املوقف التعليمي ،دون أن يزعج البع
لذا ،البد من تجهيز هذه األقسام غير العادية باملعدات الضرورية .وأك ر من هذا
البد أن يتعامل املدرس مع الوسائل التعليمية تعامال خاصا ،كأن يقسم السبورة
الثابتة إلى قسمين حينما يكون الدرس مشتركا ومتجانسا ،كأن يخصص جانبا من
السبورة لفئة ،وجانبا آخر لفئة أخرى باستعمال الطباشير امللونة ،واستغالل جميع
الوسائل املناسبة التي تساعد على تبيان الدرس وشرحه.
أما في حالة تقديم درس مختلف بين املستويين من حي الحصة الدراسية ،فالبد
من تخصيص السبورة الثابتة لفئة ،والسبورة املتحركة لفئة أخرى .و من األفضل،
في هذا الحالة ،أن يكتب املدرس املضامين أو األنشطة بشكل قبلي ومسبق لكي ال
يزعج التالميذ أو يشغلهم في أثناء الشر وعرض الدرس.
107
الب ــد للم ــدرس أن ي ــتحكم جي ــدا ف ــي اإليقاع ــات الزمني ــة املتعلق ــة باألقس ــام املش ــتركة؛
حي يخصص لكل قسم ظرفا زمنيا مناسبا يؤهل املتعلم للـتأقلم مع املحيط التربـوي
والواقعي .وهنا ،يمكـن الحـدي عـن التكييـف الزمنـي أو اإليقـاعي أو البيئـي الـذي يراعـي
بيئـة املـتعلم كاالســتراحة فـي أيـام األســواق األسـبوعية بـدل األيــام الرسـمية ؛ ألن املــتعلم
يصـ ــاحب أبـ ــاه إلـ ــى السـ ــوق ،وينـ ــوب عنـ ــه فـ ــي ذلـ ــك .بعبـ ــارة أخـ ــرى ،يراعـ ــي املـ ــدرس كـ ــل
الحص ــص وامل ــدة الزمني ــة املخصص ــة لك ــل وح ــدة دراس ــية دون أن يك ــون ذل ــك لص ــال
مس ـ ـ ــتوى عل ـ ـ ــى حس ـ ـ ــاب مس ـ ـ ــتوى آخ ـ ـ ــر.أي :يراع ـ ـ ــي مق ـ ـ ــاييس االنض ـ ـ ــباا ،وال ـ ـ ــتحكم،
واالنســجام ،واالســتيفاء ،ب ـاحترام إيقــاع كــل قســم علــى حــدة ،مســتعمال فــي ذلــك آليتــي
التوحيد و التناوب.
ومـ ــن هنـ ــا ،يمكـ ــن الحـ ــدي عـ ــن أنـ ــواع مـ ــن االسـ ــتعماالت الزمنيـ ــة املتعلقـ ــة باألقسـ ــام
املتعـ ــددة املسـ ــتويات ،مثـ ــل :اسـ ــتعمال الـ ــزمن املشـ ــتر أو املوحـ ــد ،واسـ ــتعمال الـ ــزمن
املتقارب ،واستعمال الزمن املختلف.
108
استعمال الزمــن الع ــادي:
يتعلـ ــق بـ ــزمن االسـ ــتقبال ،وزمـ ــن الـ ــتعلم ،وزمـ ــن االسـ ــتراحة ،وزمـ ــن االنصـ ـراف ،وزمـ ــن
األنشــطة الرياضــية والفنيــة .وتشــتر األقســام املش ــتركة ،فــي هــذا الزمــان مــع األقس ــام
العادية املوحدة.
109
ويمكن الحدي عن مجموعة من الورشات ،مثل :الورشات املوجهة مـن قبـل املـدرس،
والورشـ ــات املسـ ــتقلة التـ ــي تعتمـ ــد علـ ــى مبـ ــادرات املـ ــتعلم وقدراتـ ــه الذاتيـ ــة فـ ــي الـ ــتعلم،
والورشــات شــبه املوجهــة أو املرفقــة بعريــف أو قائــد مــتمكن وكــفء ،وورشــات املشــاريع
الحرة ،مثل :الورشات الثقافية والفنية ،والورشات األدبية ،والورشات العلمية...
ويتــأرج اإليقــاع الزمنــي للحصــة الدراســية بــين عشـرين دقيقــة وســتين دقيقــة.أي :ثمــة
مــواد تســتلزم خمــس وعشــرين دقيقــة (القـراءة بالفرنســية) ،أو ثالثــين دقيقــة( القـراءة
بالعربي ــة ،والص ــرف والتحوي ــل ، )...أو خم ــس وأربع ــين دقيق ــة( الرياض ــيات ،والنش ــاا
110
العلمي ،والتربية الفنية) ،أو ستين دقيقة (التربية البدنية)...ويختلف هذا من مسـتوى
دراس ي إلى آخر.
وتأسيسا على ما سبق ،توزع الحصص الدراسية حسب اإليقاعات الزمنية زيادة
ونقصانا أو حسب معيار املتجانس واملختلف .بمعنى أن املدرس يمكن أن يخصص
حصصا دراسية للمواد املتجانسة كالنحو والصرف واإلمالء(صنف ألف) ،ويخصص
حصصا أخرى للمواد املتباينة ،مثل :الرياضيات والقراءة والتشكيل (صنف باء).
" بالنسبة للمواد التي تندرج في الصنف (أ) ،والتي تقبل تجانسا كليا ،فإنها ال تطر أي
إشكال بالنسبة للمعلم الذي سوف يتعامل معها حسب معطيات الجذاذات املعدة
لذلك.
أما بالنسبة للصنف الثاني (ب) ،فتخصص فترة من الحصة لتقديم املفاهيم
املشتركة .ثم يشتغل تالميذ املستوى األدنى باألنشطة والتطبيقات ،بينما ينطلق
باملفاهيم الخاصة41". املعلم مع املستوى األعلى للتوسع
بل يمكن القول :إن ثمة أنواعا ثالثة من الحصص الدراسية ،فهنا مواد تقبل
تجانسا كليا(صنف أ) ،مثل :األعمال الفنية ،والرسم ،واألناشيد ،والتربية البدنية.
وهنا مواد تقبل تجانسا جزئيا (صنف ب) ،مثل :قواعد وصرف وإمالء وعقائد
Emploi du temps
3ème/
1 2 3 4 5 6
4ème
8h00 نشاا
قراءة 30
علمي 40
تراكيب نشاا
قراءة 30
40 علمي 40
تعبير
قرآن إمالء 40
شفهي /
كريم 25 أمازيغية
10h00 شكل 25
تربية 40
قرآن كريم
فنية 25
25
112
15
Récréation
min
10h15 رياضيات
رياضيات
45
رياضيات 40
Exp. 50 Expr
Orale Expr. Orale 25
30 orale 30
Education Lecture
Lecture Lecture Education
physique 25
12h40 25 30 physique 60’
60’ ExprEcr /
Ecriture
Dictée / Dict 25
25
Conj30 أمازيغية
أمازيغية
30
25
113
Récit / أمازيغية
Gram 30 30
14h40
15
Récréation
min
114
115
سادسا ،الفضاء التعليمي:
من األجدى أن يقوم املدرس ،على مستوى تدبير األقسام املشتركة ،بتنظيم فضاء
الفصل الدراس ي ،باعتماد تقسيم يراعى فيه هذه الظاهرة املعقدة واملركبة ،كأن
116
يقسم الفصل إلى مجموعتين مختلفتين ،أو يغير النظام الصفي العمودي بطرائق
صفية أخرى ،إما بطريقة دائرية ،وإما بطريقة نصف دائرية ،وإما بطريقة االشتغال
في فرق أو ورشات ،مع تخصيص ركن للمطالعة ،وركن للدفاتر والكراسات ،وموقع
للخزانة والوسائل التعليمية-التعلمية ،واالستعانة بالسبورة الثابتة من جهة،
والسبورة املتنقلة من جهة أخرى.
ويمكن أن يتعلم التلميذ بطريقة فردية (اختيار الوص ي أو التلميذ املرشد) ،أو
بطريقة ثنائية ( اختيار ثنائي متناسب عمريا ونفسيا واجتماعيا)،أو بطريقة جماعية
(جماعات متجانسة وغير متجانسة).
إذا ،ينبرـ ــي أن يكـ ــون تـ ــدبير الفضـ ــاء الدراسـ ـ ي ،فـ ــي القسـ ــم املشـ ــتر ،متميـ ـزا ومتنوعـ ــا
حس ـ ــب امل ـ ــواد والتعلم ـ ــات املدرس ـ ــة بغي ـ ــة تحقي ـ ــق فض ـ ــاء تش ـ ــاركي وتع ـ ــاوني وجم ـ ــاعي
ومنسجم ومتسق على السواء.
ومـ ــن ثـ ــم ،يسـ ــتلزم القسـ ــم املشـ ــتر مجموعـ ــة مـ ــن األفضـ ــية الضـ ــرورية ،مثـ ــل :فضـ ــاء
املكتــب ،وفضــاء العمــل ،وفضــاء الســبورة ،وفضــاء الخزانــة ،وفضــاء املطالعــة ،وفضــاء
املتح ــف أو األنش ــطة اليدوي ــة والفني ــة...أو يمك ــن الح ــدي ع ــن مجموع ــة م ــن األركــان،
كـ ـ ــركن األعمـ ـ ــال الجماعيـ ـ ــة ،وركـ ـ ــن الورشـ ـ ــات ،وركـ ـ ــن املطالعـ ـ ــة والتثقيـ ـ ــف...أو ركـ ـ ــن
الرياض ـ ـ ـ ــيات(ألعاب وتم ـ ـ ـ ــارين ،والع ـ ـ ـ ــد ،والقي ـ ـ ـ ــاس الهندس ـ ـ ـ ـ ي ،وال ـ ـ ـ ــوزن ،والحج ـ ـ ـ ــم،
والط ـ ــول ،)...ورك ـ ــن العربي ـ ــة أو الفرنس ـ ــية( تم ـ ــارين ،وبح ـ ـ ف ـ ــي املع ـ ــاجم والق ـ ــواميس،
ومطالعــة القصــص ،)...وركــن التربيــة الفنية(رســم ،وتلــوين ،ومتحــف فنــي ،ومرســم،)...
ورك ــن االجتماعيات(وث ــائق ،ونص ــوص ،وخ ـرائط ،)...ورك ــن التربي ــة اإلس ــالمية(الوثائق-
117
وص ــور الوض ــوء والص ــالة ،وحف ــظ الق ـرآن الك ــريم والس ــنة النبوي ــة الش ــريفة ،)...ورك ــن
النشاا العلمي(تلخيص ،ودراسة وثائق ،وصنع أشياء ،والتحقق من التجارب)42...
ً
إذا ،يتمي ــز الفض ــاء الدراس ـ ي ،ف ــي األقس ــام املش ــتركة م ــن الس ــلك االبت ــدائي األساسـ ـ ي،
بتنــوع الحيــز التعليمــي ،واخــتالف أشــكاله ،وتعــدد تصــاميمه الهندســية حســب طبيعــة
األنشــطة التعليميــة والــدروس املقدمــة للمتعلمين؛حيـ يمكــن الحــدي عــن مجموعــة
من األفضية التعليمية ،مثل:
119
يقســم الفصــل الدراسـ ي إلــى مجموعــات صــغيرة أو فــرق مســتقلة يوجههــا قائــد مــا ،وقــد
تحـوم تلــك الجماعــات أو الفــرق حــول طـاوالت دائريــة أو مقاعــد مســتطيلة أو مربعــة أو
بأي شكل آخر .بيد أن هذا التقسيم الفضائي يؤثر في العمل الجماعي املشتر .
120
الفض ــاء العمودي:
يتميــز الفضــاء العمــودي بكونــه فضــاء ســيميتريا متوازيــا ،يعتمــد علــى مقاعــد مص ــطفة
بش ـ ــكل م ـ ــنظم؛ حي ـ ـ تتج ـ ــه رؤوس التالمي ـ ــذ عمودي ـ ــا نح ـ ــو الس ـ ــبورة.ويبدو أن ه ـ ــذه
الطريقــة كالســيكية فــي املدرســة املغربيــة ،ويكــون فيهــا الحــوار عموديــا مــن املــدرس نحــو
املتعلم ،ومن املتعلم نحو املدرس.
121
تنظيم الفصل الدراس ي وتأثيثا:
أما من حي تنظيم الفضاء الدراس ي ،فينبري للمدرس أن يقسم الفصل الدراس ي إلى
جزأين :جزء للمستوى األدنى ،وجزء للمستوى األعلى ،ويخصص لكل مستوى سبورة
خاصة به (ثابتة أو متحركة) ،أو سبورة مشتركة مقسمة إلى جهتين .ويمكن تغيير
نظام الصفوف باستخدام الدائرة أو شبه الدائرة أو الحذوة أو املربع أو املستطيل،
أو اتباع الشكل الصفي العمودي .كما تقسم جرة الدرس إلى أركان عدة :ركن خاص
بمكتب املعلم ،وركن خاص باملطالعة ،وركن خاص بخزانة الكتب والدفاتر
املدرسية ،وركن خاص بالوسائل التعليمية وإنجازات املتعلمين ...
122
123
املقترحات العملية ويشير الدليل العملي لألقسام املشتركة لسنة 1995م إلى بع
التي يحصرها فيما يلي:
-تنظيم املنضدات اإلضافية للحصول على ركن املطالعة ،ولتسهيل عمل الفرق .
التالميذ:
املعلم:
-الوقوف أمام املجموعة املعينة خالل حصة اإلمالء ،واجتناب املرور بين الصفوف،
أو الوقوف في مؤخرة القسم.
-اجتناب الحركات غير املنظمة التي من شأنها أن تكون عنصر تشويي أو ارتبا
بالنسبة للتالميذ ،سعيا إلى االختصار في الكالم ،وخلق جو هادئ.
يقف وسط املنصة مقابال تالميذه وقت درس مشتر ،ويطلع عنها وقت درس غير
مشتر .
يبتعد عن املجال البصري للفئة التي تعمل كمجموعة مستقلة لتشعر بحريتها
واستقاللها الذاتي.
يجتنب الحركات الجانبية عندما يتوجه بخطاب إلى فئة واحدة فقط43".
ويعني هذا أن املدرس املدبر الناج هو الذي يتحكم جيدا في قسمه الدراس ي،
ويجعله فضاء ديمقراطيا متعددا منسجما على املستوى التربوي،
والنف ي،واالجتماعي.
ومن جهة أخرى ،هنا تواصل عمودي ،وتواصل أفقي ،وتواصل دائري أو شبه
دائري ،وتواصل رسمي شكلي ومؤسساتي ،وتواصل غير رسمي.أي :تواصل أخوي
حميم ،بل يمكن الحدي أيضا عن تواصل فردي ،وتواصل مجموعاتي ،وتواصل
جماعي.
أما فيما يخص العالقات التواصلية ،فعلى املدرس أن يكون مرشدا وموجها ،يسهم
في خلق وضعيات إدماجية قصد دفع املتعلمين لحلها ،بناء على املوارد واألسناد
والوثائق والنصوص ،في ضوء معايير ومؤشرات تقويمية دقيقة موضوعية .ويضاف
إلى هذا أن املعلم يمكن له أن يشغل جسده وصوته وحركاته سيميائيا ؛ حي يقف
أمام التالميذ في وسط الفصل حينما يقدم درسا مشتركا ،أو يتنحى جانبا يمنة أو
يسرة حينما يكون الدرس مختلفا.
126
وعليه بالتحكم في صوته حين تقديم حصته األخرى لكي اليزعج اآلخرين .و اليمكن له
أن يحقق الجودة الكمية والكيفية املطلوبة إال بتاجيع التعلم الذاتي ،وتوفير جو
من الحرية للخلق واإلبداع واالبتكار ،وح متعلميه على االشتغال في فريق تربوي
منسجم ،واالستفادة من ديناميكية الجماعات والتربية الفارقية والداعمة...
ويستحسـ ــن ،فـ ــي األقسـ ــام املشـ ــتركة ،أن يحضـ ــر املـ ــدرس جـ ــذاذة مشـ ــتركة تجمـ ــع بـ ــين
درســين متــآنيين فــي جــذاذة واحــدة بــدل تســطير جــذاذتين ،مـن خــالل امليــل إلــى االختـزال
بـالتركيز علــى املفــاهيم األساسـية ،وتجنــب التفاصــيل واإلســهاب فـي ذكــر الجزئيــات ،ثــم
تحدي ـ ــد األه ـ ــداف اإلجرائي ـ ــة والكفاي ـ ــات األساس ـ ــية والنوعي ـ ــة املش ـ ــتركة للمسـ ـ ــتويين
الدراسـيين املتجانســين ،أو التركيــز علــى الجــذع املشـتر مــن خــالل التســطير مجموعــة
من األهـداف والكفايـات التـي تجمـع بـين مسـتويين شـبه متجانسـين ،مـع إبـراز األهـداف
127
والكفاي ــات النوعي ــة الخاص ــة بك ــل مس ــتوى دراس ـ ي عل ــى ح ــدة .بمعن ــى تحدي ــد املؤتل ــف
واملختلــف ،أو تحديــد األه ــداف اإلجرائيــة والكفايــات النوعي ــة املتعلقــة بكــل مس ــتوى ،
إذا كان القسمان غير متجانسين تماما.
كما يستوجب القسم املشتر آلية تنظيمية في بداية السنة الدراسية تتعلق بتنظيم
الزمان واملكان والوسائل والطرائق واملحتويات ،وتنظيم البرنامج الدراس ي بصفة
عامة.
ومن ناجية أخرى ،تعد آلية القيادة في القسم املشتر آلية متعددة ،تتطلب تعددا في
التاخيص والتلوين الصوتي والحركي ،والجمع بين الطريقة التلقينية والحوارية ،أو
بين طريقة الصفوف العمودية وطريقة املجموعات.بمعنى أن يكون املعلم متعدد
128
الاخصيات واألقنعة واألدوار .ويكون كذلك مدرسا ديمقراطيا في تعامله مع
متعلميه ،يحفزهم على العمل الجاد واملتواصل ،ويوفر لهم جو الحرية واملبادرة
الفردية ،ثم ياجعهم على الخلق واإلبداع واالبتكار على حد سواء.
129
الفصل الرابع:
آليات التنشيط باألقسام املشتركة
130
اليمكن أن يحقق الفصل املشتر نتائجه املرجوة إال بتطبيق إستراتيجية التنشيط
من جهة ،وإستراتيجية التصميم الشامل في التعلم من جهة أخرى .ومن ثم ،يتأسس
التصميم الشامل للتعلم ()44 )Universal Design for Learning (UDLعلى العناية
بالفصول املشتركة ،واالهتمام باملمارسات ذات الصلة باملدارس القروية ،والتركيز
على التربية الدامجة ،أو التربية الخاصة املتعلقة باألشخاص في وضعية إعاقة،
ومراعاة اإلنصاف الجندري ،واألخذ بنظرية الذكاءات املتعددة ،واالستعانة بالتربية
الفارقية ،واالسترشاد بالتربية الداعمة.
ومن هنا ،ينبني التنشيط في الفصول املشتركة على التعلم الذاتي ،واالستفادة من
التعلم التكنولوجي واإللكتروني والرقمي ،وتطبيق ديناميكية الجماعة ،واالشتغال في
فرق ومجموعات ،واالهتمام بالبيئة والبستنة ،واملطالعة الحرة ،والتثقيف الذاتي
والجماعي ،وتوظيف لعبة األدوار املسرحية ،والعناية بالفيلم التربوي.
- 44التصميم الشامل للتعلم ( )UDLهو إطار عمل تم تطويره بواسطة ، CASTالشريك املؤسس لشركة
.Understoodاهتم التصميم الشامل للتعلم بتصميم خبرات التعلم لتلبية احتياجات جميع املتعلمين
بشكل استبا ي .ومن ثم ،يسعف الطالب في تجاوز املشاكل ومواجهات التحديات من أجل تحقيق الهدف
املنشود .واملرتقب.
131
ويستوجب التنشيط التربوي التركيز على ثالثة عناصر بنيوية أساسية هي:
املنشط(بكسر الشين) ،واملنشط(بفتا الشين) ،والنشاا .فاملنشط (بكسر
الشين)هو الذي يفعل عملية النشاا التربوي ،ويتحكم في طاقة املتعلمين الذهنية
والوجدانية والجسدية ،توجيها ،وإشرافا ،وترشيدا ،وتدريبا ،وتأطيرا ،وتكوينا .ومن
ثم ،يحر عمليات التنشيط بشكل ديناميكي حيوي .عالوة على ذلك ،فهو يسهم،
بقدراته الخالقة ،في إثراء عمليات التفاعل اإليجابي والتواصل الفعال بين املنشطين
( بالفتا) ،بهدف تحفيزهم على العمل الفردي أو املشتر عبر التقليد أوال ،فالتجريب
ثانيا ،ثم اإلبداع ثالثا.
ومن هنا ،فالنشاا هو إفراو للطاقة الحيوية الزائدة ،وترجمة لألفكار املخزنة في
منطقة الوعي أو الالوعي على أرض الواقع ،وإخراج التصورات والخطط الذهنية إلى
حيز التطبيق .و يكون النشاا كذلك بمثابة قدرات ذاتية ،وكفاءات مضمرة ،تحتاج
إلى إنجاز حركي عضلي ونف ي ووجداني ،في شكل ميول ذاتية انسيابية ،وأهواء
عاطفية حركية ،وانفعاالت ديناميكية متحركة ،وتعبير عن اقتناعات شخصية
مقنعة أو واضحة ،أو في شكل رؤى موضوعية أو إيديولوجية.
أما املنشط ( بالفتا) ،فهو الذي يستفيد من عملية التنشيط ،وينفذ تعليمات
املنشط ( بالكسر) ،ويترجم عن طريق قدراته الحركية ،وطاقته الزائدة ،كل ما يتلقاه
132
نظريا وتطبيقيا .وغالبا ،ما يكون هذا املنشط هو املتعلم أو التلميذ املستهدف من
عملية التنشيط.
وعليه ،فالتنشيط تقنية حركية إيجابية وديناميكية ،تسهم في إخراج املتعلم من
حالة السكون السلبية نحو حالة الفعل اإليجابي ،باملساهمة في األنشطة املتاحة
إبداعا وابتكارا وخلقا ،و إنجاز التصورات النظرية ،وتفعيلها في الواقع امليداني لكي
يستفيد منها اآلخرون45.
ومن أهم األنشطة التي يمكن أن تقوم بها املؤسسة التعليمية ،يمكن الحدي عن
النشاا التربوي ،والنشاا الفني ،والنشاا األدبي ،والنشاا العلمي ،والنشاا
الثقافي ،والنشاا اإليكولوجي (البيئي) ،والنشاا االجتماعي ،والنشاا االقتصادي،
- 45انظر :جميل حمداوي :من قضايا التربية والتعليم ،منشورات الزمن ،الرباا ،املغرب ،الطبعة األولى
سنة 2005م.
133
والنشاا الديني ،والنشاا الخيري ،والنشاا السياس ي ،والنشاا املدني ،والنشاا
الرياض ي ،والنشاا السياحي....
ويمكن إخراج الفصول املشتركة ،عبر عملية التنشيط الفردي والجماعي ،من
طابعها االنضباطي القاتم الذي يقوم على الصرامة وااللتزام والعقاب إلى مؤسسة
تربوية إيجابية فعالة صالحة ومواطنة ،يحس فيها التالميذ واملدرسون بالسعادة
والطمأنينة واملودة واملحبة ،ويسهم الكل فيها ،بشكل جماعي ،في بنائها ذهنيا
ووجدانيا وحركيا ،بخلق األنشطة األدبية والفنية والعلمية والتقنية والرياضية ،
يندمج فيها الجميع دون استنناء :التالميذ ،واألساتذة ،ورجال اإلدارة ،وجمعيات
اآلباء ،وأعضاء مجلس التدبير ،واملشرفون التربويون ،واملكونون ،واملجتمع املدني...
ومن الضروري أن تعوض طرائق اإللقاء والتلقين والتوجيه ،في فلسفة التنشيط
الجديد ،وفي تصورات التربية اإلبداعية ،بطرائق تعليمية حيوية معاصرة فعالة
وهادفة وبناءة ،تقوم على الفكر التعاوني ،وتفعيل ديناميكية الجماعات ،واعتماد
التواصل الفعال املنتج ،وتطبيق الالتوجيهية ،وتمثل التربية املؤسساتية .والهدف
من ذلك كله هو تحرير املتعلمين من شرنقة التموضع السل ي ،وإخراجهم من
134
االستالب املدمر ،وتخليصهم من قيود بيروقراطية القسم وأوامر املدرس املستبد،
ذلك كله باملشاركة الديمقراطية القائمة على التنشيط واالبتكار واإلبداع، وتعوي
بتشييد الدولة للمختبرات العلمية ،وتأسيس املحترفات األدبية ،وتوفير الورشات
الفنية ،وبناء املقاوالت التقنية واألندية الرياضية داخل كل مؤسسة تعليمية على
حدة .ويمكن للمؤسسة أن تقوم بذلك اعتمادا على نفقاتها ومواردها الذاتية ،في
حالة تطبيق قانون سيـﯖما ( )Sigmaالذي ينص عليه امليثاق الوطني للتربية والتكوين
في املادة( ،) 149ضمن املجال الخامس املتعلق بالتسيير والتدبير.
135
االهتمام بميول املتعلم السيكو -تر بوية ،والحد من تصرفاته العابثة ،واستيعاب
تمرده النف ي واالجتماعي ،بإشراكه في بناء املؤسسة التربوية ،و خلق مشاريع
إبداعية مفيدة وممتعة؛
خلق فصول تربوية مشتركة نظرية وتطبيقية ،بإيجاد مرافق تنشيطية ،كتوفير
املحترف األدبي والفني ،وتشييد قاعات الرياضة املجهزة بأحدن اآلليات ،وبناء
مختبرات العلوم والتكنولوجيا؛
136
تمثل البعد القومي في عمليات التنشيط بغية خدمة األمة؛
137
تحويل املدرسة املشتركة من ثكنة إلزامية صارمة إلى مدرسة االلتزام ،واملواطنة
الحقة ،والحياة السعيدة.
ً
املبادئ التي تقوم عليها فلسفة التنشيط التي تهدف إلى خلق مدرسة تلكم-إذا -بع
جديدة إبداعية وفعالة قصد اللحاق بركب الدول املتقدمة واملزدهرة سياسيا ،
واقتصاديا ،واجتماعيا ،وثقافيا ،وحضاريا ،وقيميا.
تعد الطرائق التربوية الفعالة من أهم التقنيات واآلليات اإلجرائية لتحقيق التقدم
والنجا واالزدهار الحقيقي ،والسيما أنها من مقومات التربية الحديثة واملعاصرة في
الغرب ،كما قال السيد بلوخ( ) Blochعندما أعلن أن نجا املدرسة الفعالة "الزب
من أجل بزوو مجتمع ديمقراطي ،اليمكن أن يكون كذلك إال عن طريق منطوق
مؤسساته".46
- 46غي آفانزيني :الجمود والتجديد في التربية املدرسية ،ترجمة :الدكتور عبد هللا عبد الدائم ،دار العلم
للماليين ،بيروت ،لبنان ،الطبعة األولى سنة 1981م ،ص.280:
138
وقد ظهرت هذه الطرائق الفعالة في أوروبا ،في أواخر القرن التاسع عشر و بداية
القرن العشرين ،مع ماريا مونتيسوري( ،) Maria Montessoriوجون ديوي( Dewey
) ،وكالباريد( ،)Claparideوكرشنشتاير( ،)Kerschensteinerوفرينيه( ،)Freinet
وكارل روجرز( ،)Rogersومكارنكو( ،)Makarenkoوأوليفييه ريبول( ،)Reboul
وفيريير( ،)Ferrièreوجان بياجيه (...، )J.Piaget
وتعتمد هذه الطرائق الفعالة الحديثة على عدة مبادئ أساسية هي :اللعب ،وتعلم
الحياة عن طريق الحياة ،والتعلم الذاتي،والحرية ،واملنفعة العملية ،وتفتا
الاخصية ،واالعتماد على السيكولوجيا الحديثة ،واالستهداء بالفكر التعاوني،
واالسترشاد بالتسيير الذاتي ،وتطبيق الالتوجيهية ،ودمقرطة التربية والتعليم...
ويؤكد أصحاب الطرائق الفعالة الحديثة ،بلغة تكاد تكون واحدة ،رفضهم القاطع
لل زعة التسلطية والتلقينية ،مع ضرورة" تدعيم والدة مجتمع ديمقراطي ،مادامت
املدرسة التقليدية التكون الكيان الاخص ي ،كما التحقق الدمج االجتماعي ،بل
تؤدي على العكس ،في آن واحد ،إلى تمييع املجتمع ،وإلى قيام ال زعة الفردية األنانية.
ويضيف أولهم ،ونعني كالباريد ،أن عالج مثل هذه النقيصة اليكون بأن ندخل على
هامي األمر تربية مدنية غريبة عن أي تربية من هذا الطراز التقليدي .ويشيد
جميعهم بالقيادة الذاتية لسبب وحيد ،هو أنهم يريدون أن يحلوا محل النظم
ذيوعها وانتشارها ،بأخرى جديدة تشتمل على املشاركة الزجرية التي ييسر التروي
واملسؤولية .وبالتالي ،على ما ييسر انطالق الشعور الغيري.
139
وأخيرا ،إنهم يخشون ،في حال غياب التدريب املناسب ،أن تنحدر الديمقراطية،
فتغدو حكم التفاهة والضعة47".
وهكذا ،تستوجب عمليات التنشيط تمثل الطرائق الفعالة في التربية الحديثة ،كما
يتض ذلك جليا عند منتسوري ،ودوكرولي ،وكالباريد ،وجون ديوي ،ووليام
جيمس ،...وتطبيق مبادئها النظرية والعملية ،كأن نأخذ -مثال -بفلسفة الحرية،
والعمل ،والتعلم الذاتي ،والتركيز على املتعلم ،واالهتمام باللعب ،وتعلم الحياة عن
طريق الحياة ،واالشتغال في فريق ،وربط النظري بما هو تطبيقي وعملي ونافع ومفيد.
يعد الفكر التعاوني من أهم اآلليات لخلق األنشطة الحقيقية؛ ألن االشتغال في فريق
تربوي ،داخل جماعة معينة ،يساعد التلميذ على التفتا الفعال ،والنمو اإليجابي،
واكتساب املعارف والتجارب لدى الغير .كما يبعده عن كثير من التصرفات الشائنة،
ويجنبه أيضا الصفات السلبية كاالنكماش ،واالنعزالية ،واالنطواء ،واإلحساس
بالخوف والنقص والدونية ،ويساعده على التخلص من األنانية ،واالبتعاد عن حب
الذات .واليمكن للدول أن تحقق التقدم واالزدهار إال إذا اشتغلت في إطار فريق
جماعي ،كما نجد ذلك في الواليات املتحدة األمريكية وأوروبا الغربية؛ حي يتربى
العلماء على الفكر التعاوني ،والبح في فريق جماعي بغية تحقيق األهداف التي
انطلقوا منها في مشاريعهم العملية والعلمية والثقافية على حد سواء.
- 47غي آفانزيني :الجمود والتجديد في التربية املدرسية ،ترجمة :الدكتور عبد هللا عبد الدائم ،دار العلم
للماليين ،بيروت ،لبنان ،الطبعة األولى سنة 1981م ،ص.279:
140
ومن هنا ،يبدو أن التربية املشتركة بواسطة الفكر التعاوني من أسس تحقيق التعليم
الديمقراطي ،وتحدي التعليم ،ودمقرطة التربية واملجتمع على حد سواء؛ ألنها تزيل
الفوارق االجتماعية ،وتذيب كل التمايزات اللونية واللغوية والطبقية على السواء.
ومن أهم الذين دعوا إلى الفكر التعاوني بغية دمقرطة املدارس البروليتارية ،املربي
الفرن ي سلستان فرينيه ( ) Célestin Freinetالذي استعمل مجموعة من الوسائل
التنشيطية لزرع الفكر التعاوني بين الناشئة التربوية .وتتمثل هذه الوسائل في
استخدام املطبعة ،والتراسل ،وكتابة النصوص الحرة ،والقيام بالتحقيقات
الخارجية ،واالستهداء بالعمل الجماعي ،وتأسيس التعاونيات املدرسية ،واستعمال
الجذاذات ،والسهر على إنشاء جريدة األطفال ،واالعتماد على التسيير الجماعي،
واالعتناء باملذكرات اليومية ،وتنظيم خزانة العمل ،وتشغيل اآلليات التقنية
الحديثة ،مثل:جهاز الفونو ،واألسطوانات ،والسينما ...
وهكذا ،يمكن ،عبر فلسفة التعاون واالشتغال ضمن فريق ،تحقيق ديمقراطية
التعلم ،وديمقراطية التعليم ،وأجرأة التربية الديمقراطية ،بحل املشكالت التي
تواجه املتعلم في الفصول املشتركة بسهولة ،بإنجاز األعمال املطلوبة منه بشكل
فعال ،و عالج الكثير من اآلفات النفسية الفردية الشعورية والالشعورية ،كاألنانية،
والنبذ ،والكراهية ،والنفور ،واستبدالها بمشاعر أك ر نبال ،كاالنسجام ،والتوافق،
والتشار ،والتعاون ،واالبتكار الجماعي ،واإلبداع الهادف.
وإلزالة القيم السلبية ،والحد من املشاعر الفردية السيئة ،البد من دفع املتعلم إلى
االنصهار داخل الجماعة بغية اكتساب سلوكيات جماعية ،وتمثل الفكر االشتراكي
العملي ،بتدريب طاقته الجسدية والعقلية على تحقيق املردودية واإلنتاجية ،كما
141
يقول املفكر التربوي أنطون مكارينكو( .) A. Makarenkoويعني هذا تعويد تالميذ
الفصل على العمل الحر داخل جماعات متجانسة ،من حي السن ،واملستوى
الدراس ي ،كما يقول بذلك كوزينيه( ،)Cousinetبخلق فرص للعمل الجماعي من أجل
بناء مجتمع ديمقراطي مبدع ومزدهر.
/3ديناميكية الجماعة:
تعد ديناميكية الجماعة من اآلليات املهمة التي يستعين بها التنشيط التربوي
والتعليمي بغية خلق مواطن صال ،وبناء شخصية متوازنة سوية سيكولوجيا،
وأخالقيا ،واجتماعيا .ومن ثم ،فهي منهجية مهمة في عالج الكثير من الظواهر
النفسية الشعورية والالشعورية لدى املتعلم .كما أنها تقنية تنشيطية مهمة ،يمكن
االستعانة بها في أثناء تنفيذ العملية التعليمية -التعلمية .وهي أيضا طريقة فعالة في
التنشيط التربوي والفني ،وإجراء منهجي للتحكم في التنظيم الذاتي للمؤسسة.ومن
هنا ،تستدمج ديناميكية الجماعة املتعلمين ضمن جماعات تربوية داخل الفصل
الدراس ي من أجل معالجتهم نفسيا واجتماعيا ،بتطهيرهم وترويضهم وتربيتهم على
الفكر الديمقراطي ،وتعويدهم على التعامل الشفاف الواض ،والتعامل الصادق،
واملعايشة الحقيقية ملشاكل املدرسة واملجتمع واألسرة على حد سواء .واليمكن
للتلميذ أن يبدع إال داخل جماعة ديمقراطية ،تؤمن باألخوة والتنافس الشريف.
ومن جهة أخرى ،تتشب بفكر االختالف والشورى والعدالة ،وتعتز بقانون الحقوق
والواجبات.
ومن هنا ،البد أن يكون للجماعة قائد يوزع األدوار ،ويشرف على تنظيم الجماعة،
ويسهر على تنظيمها وعملها ومآلها ،ويتحمل مسؤولياتها الجسيمة .لكن البد أن
142
تختار جماعة املتعلمين قائدها القادر بطريقة انتخابية ديمقراطية ،يتولى السلطة
لفترة معينة ليتوالها -بعد ذلك -قائد ديمقراطي آخر .ونعلم جيدا أن النسق
الجماعي يخضع في عملياته التواصلية لثالن قيادات أو سلط -حسب كورت ( Kurt
:-) Lewin
أ -القيادة الديمقراطية التي تساعد على اإلبداعية واالبتكار ،وتحقيق املردودية
واإلنتاجية ،سواء أكان ذلك في غياب األستاذ املؤطر أم في غياب املشرف اإلداري ،أم
في حضوره في امليدان .وتسهم هذه القيادة كذلك في بروز تفاعالت إيجابية بناءة،
كالتعاون ،والتوافق ،واالندماج.
ب ،القيادة املستبدة األوتوقراطية التي ترتكن إلى استعمال العنف والقهر
والعسف ،والتشديد في أساليب التعامل ،فينضبط املتعلمون في حضور القائد،
ولكنهم يتمردون في حالة غيابه .وفي هذه الحالة ،تقل اإلنتاجية واملردودية ،وتتحول
املؤسسة إلى ثكنة عسكرية ،يصعب معها تطبيق مبادئ نظرية تفعيل الحياة
املدرسية؛ نظرا لوجود قيم سلبية ،كالتنافر ،والتنابذ ،والتناحر ،والتوتر.
ت -القيادة السائبة التي تقوم على فلسفة" دعه يعمل" .ومن ثم ،فهي قيادة
فوضوية ،التساعد على تحقيق املردودية واإلنتاجية في غياب القائد أو حضوره،
وتزرع في نفوس املتعلمين قيم االتكال ،والعب ،والالمسؤولية.
وبناء على هذا ،نستشف أن النهج الديمقراطي يساعد على نمو الجماعة ،وتطورها
بشكل إيجابي فعال .لذا ،على رجال اإلدارة واملدرسين األخذ بالقيادة الديمقراطية
البناءة والهادفة لتحقيق النجا الحقيقي ،وتحصيل الجودة الحقيقية ،وإضفاء
النجاعة على أنشطة التسيير والتأطير.
143
/4السيكودراما و السوسيودراما:
تعد طريقة لعب األدوار ،أو السيكودراما ،أو املسر املدرس ي من أهم التقنيات في
مجال تنشيط الجماعة وتفعيلها .كما تعد أيضا من أهم الوسائل العالجية إلدماج
التالميذ املنطوين على أنفسهم أو املنكمشين أو املعقدين نفسيا داخل جماعات
مدرسية أو فصلية بهدف تحريرهم من العقد املترسبة في الشعورهم ،وتطهيرهم
ذهنيا ووجدانيا وحركيا ،وإخراجهم من الوحدة والعزلة واالغتراب الذاتي واملكاني،
باالنتقال إلى عالم مجتمعي أرحب يعتمد على املشاركة والتعاون واألخوة واالنسجام،
وتفتيق املواهب اإلبداعية ،وممارسة الديمقراطية الفعالة.
ومن ثم ،يبدو أن السيكودراما طريقة مسرحية فعالة ،يعتمد فيها الفرد على ذاته في
القيام بمجموعة من األدوار املسرحية التي يبرز فيها طاقاته ومواهبه ،ويعبر عن
مكبوتاته املخفية وطاقاته الدفينة قصد االنتقال من مرحلة االنكماش إلى املرحلة
النفسية السوية بغية تحقيق التوازن السيكو -اجتماعي الحقيقي ،ومن أجل بناء
ذاته وأسرته ومجتمعه وأمته بطريقة ديمقراطية فعالة ،تقوم على العطاء والعمل
واإلنتاجية واملردودية .أي :نساعد املتعلم على الظهور والتفتا والنمو النف ي
سيكودراميا و سوسيودراميا ليكون قادرا على التعلم ،وقادرا على تقبل املعارف،
وتلقيها بشكل علمي سليم ؛ حي نخرجه من قمقم االنكماش والضياع واالستالب،
ونحرره من بوتقة االغتراب الذاتي واملكاني ،لننقله إلى عالم سعيد قوامه الحرية
يتحقق فيه تكافؤ الفرص والعيي واملساواة والديمقراطية االجتماعية؛ حي
الكريم .
144
وعلى العموم ،يبدو أن السيكودراما هي " تقنية سيكولوجية وضعها العالم
السيكولوجي مورينو( ،) Morinoتعتمد على التلقائية الدرامية ،حي يطلب من
األشخاص أداء أدوار مسرحية ،دون ارتباا بكتابة سابقة أو تحديد للنص ،قصد
تنمية التلقائية لداهم .غير أنه مالب أن تحولت هذه التقنية إلى أسلوب للتكوين
والعالج النف ي التحليلي الفردي والجماعي؛ وتنمية االبتكار لدى األطفال في املجال
التربوي التعليمي...
وتجد طريقة السيكودراما أصولها لدى اليونانيين القدماء ،فقد أشار أريسطوفان في
القرن الرابع قبل امليالد إلى أن الاخص يظل لجين أدواره االجتماعية ،ويمكن
التحرر منها ،وفهم دوافعها ،عند التعبير عنها على خشبة املسر .كما أشار أرسطو
بدوره إلى األهمية األساسية التي يلعفها املسر في التخفيف من املعاناة النفسية،
ي48". خالل التوحد مع املمثلين في أدوار معينة ،مما يساعد على التطهير النف
ويعني هذا كله أن فعل التنشيط يسهم في تحرير اإلنسان نفسيا وجسديا وذهنيا،
من خالل تطهيره من عقده املوروثة واملكتسبة ،كالخوف ،والجزع ،والقلق،
واالنكماش ،واالنطواء ،والخجل ،واالنعزال املميت.
/5فلسفة الشراكــة:
من املعلوم أن الشراكة نوعان :شراكة داخلية ،وشراكة خارجية .وما اهمنا في هذا
السياق هو ما يسمى بالشراكة الداخلية التي يسهم فيها جميع الفاعلين الذين
-48أحمد أوزي :املعجم املوسوعي لعلوم التربية ،مطبعة النجا الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب،
الطبعة األولى سنة 2006م ،ص.167:
145
يشاركون في تدبير املؤسسة وتسييرها وتنشيطها واإلشراف عليها من قبل املدرسين،
واألساتذة ،واملتعلمين ،ورجال اإلدارة ،واملشرفين التربويين ،وأسر التالميذ ،ومجلس
التدبير ...ومن ثم ،ال يمكن خلق مشاريع تربوية ،تخدم املؤسسة من قريب أو من
بعيد إال بالتركيز على مواضيع الشراكة ذات األولوية ،والضرورة القصوى ،كمحاربة
الهدر املدرس ي عن طريق الدعم التربوي ،وتقديم ساعات إضافية تطوعية لخدمة
التالميذ ،ومساعدتهم على مراجعة دروسهم ،وإنجاز واجباتهم وفروضهم امل زلية أو
الفصلية ،بتدريفهم على التطبيق املنهجي ،والتحليل التركي ي والتقويمي ،واألخذ بيدهم
من أجل السير بهم نحو ثقافة التعلم الذاتي ،والتكوين املستمر ،وسد كل ثغرات
التع ر والنقص لداهم ،بإرشادهم ومحاورتهم بطريقة ديمقراطية ،تقوم على التوجيه
الصحيا ،واالعتماد على الحجاج املنطقي والبرهان العقلي من أجل مواصلة
دراستهم ،والتنسيق مع أسرهم من أجل إرجاع أوالدهم إلى املدرسة ،وإقناعهم
بأهمية التعلم والتكوين والتدريس من أجل بناء مواطن صال .
ومن ناحية أخرى ،يمكن االستعانة باملدرسين واملشرفين التربويين بغية املشاركة في
تنمية البحون التربوية التي ترتكز على تحسين أداء املتعلم ،واالنطالق من فلسفة
الكفايات املستهدفة ،و تجديد الطرائق التربوية ،فالوسائل التعليمية ،ثم أساليب
املراقبة والتقويم وأنظمة االمتحانات .دون أن نن ى أهمية املشاركة في تكوين
املدرسين إداريا وتربويا من قبل رجال اإلشراف ورجال اإلدارة ،والسيما الذين لهم
خبرة في امليدان التربوي ،بمناقشة املذكرات وتوضيحها ،وشر دواليب التسيير،
وتبسيط آليات التدبير ،بعقد اللقاءات والندوات واملجالس التعليمية .
كما ينبري أن تستند الشراكة التربوية إلى تاجيع اإلبداعات الاخصية والجماعية،
واالرتقاء بالرياضة املدرسية ،وتنشيط املؤسسة التعليمية فنيا وثقافيا وإعالميا
واجتماعيا وبيأيا على حد سواء ،بخلق شراكات ذاتية أو داخلية .و في اعتقادي،
يمكن لهذه الشراكات أن تتحقق ميدانيا وواقعيا لو طبقت الوزارة نظام سيــﮔما(
) SIGMAقصد إعطاء املؤسسات التعليمية صفة مصلحة تابعة للدولة مسيرة
ذاتيا ،تعتمد في ذلك على إعانات الدولة ومنحها ومواردها الخاصة ،وما تستجلبه من
إمكانات مادية ومالية وبشرية عبر الشراكات التي تخلقها49.
/6التربية اإلبداعية:
تتك التربية اإلبداعية التربوية على مجموعة من األسس واملرتكزات ،ومن أهمها:
السعي الدائم وراء التحدي والتجديد ،وتفادي التكرار ،واستنساخ ما هو موجود
سلفا ،وتجنب أوهام الحداثة األدونيسية ،واعتماد حداثة حقيقية وظيفية بناءة
وهادفة ،تنفع اإلنسان في صيرورته التاريخية واالجتماعية .ولن تتحقق هذه الحداثة
واليمكن الحدي أيضا عن النظرية اإلبداعية إال إذا كان هنا تاجيع كبير
لفلسفة التخطيط ،ومشاريع البناء ،وإعادة البناء ،واألخذ بفلسفة االختراع
واالكتشاف ،وتطوير القدرات الذاتية واملادية من أجل مواجهة كل التحديات .ومن
الشروا التي تستوجفها النظرية اإلبداعية االحتكام الدائم إلى الجودة الحقيقية كما
وكيفا ،والتي اليمكن الحصول عليها إال بتخليق املتعلم واملواطن واملجتمع بصفة
عامة .ويعد اإلتقان من الشروا األساسية ملاهو إبداعي؛ ألن اإلسالم يح على إتقان
العمل ،ويحرم الغي والربا الحرام.
النظرية اإلبداعية التقليد واملحاكاة العمياء ،واالتكال على ومن جهة أخرى ،ترف
اآلخرين ،واستيراد كل ماهو جاهز ،واستبدال ذلك كله بالتخطيط املعقلن ،وإنتاج
148
األفكار والنظريات ،بالتفكير في املاض ي والحاضر واملستقبل ،بتمثل التوجهات
البرجماتية العملية املفيدة ،ولكن بشرا تخليقها ملصلحة اإلنسان بصفة عامة.
وينبري أن ينصب اإلبداع على ما هو أدبي وفني وفكري وعلمي وتقني ومنهي وصناعي،
في إطار نسق منسجم ومتناغم ،قصد تحقيق التنمية املستدامة ،وتحصيل التقدم
واالزدهار النافع لوطننا وأمتنا.
ومن املعلوم أن تقدم الدول الغربية رهين بتاجيع الحريات الخاصة والعامة،
وإرساء الديمقراطية الحقيقية ،وتاجيع العمل ،وتحفيز العاملين ماديا ومعنويا.
ومن ثم ،ترتكز النظرية اإلبداعية على فكرة التاجيع ،والتحفيز ،وتقديم املكافآت
املادية والرمزية باعتبارها من أهم مقومات البيداغوجيا العملية الحقيقية ،ومن أهم
أسس التربية املستقبلية القائمة على االستكشاف واالختراع50 .
تعمل الاياة املدرسية على خلق مجتمع ديمقراطي منفتا وواع ومزدهر داخل
الفصول املشتركة والفضاءات التربوية .وتقوم أيضا على إذابة الصراع الشعوري
والالشعوري ،والقضاء على الفوارق الطبقية ،والحد من كل أسباب تأجيج الصراع،
وتنامي الحقد االجتماعي ،والسيما أن الحياة املدرسية هي مؤسسة تربوية تعليمية
نشيطة فاعلة وفعالة ،تعمل على ربط املؤسسة باملجتمع ،بتوفير حياة مفعمة
بالسعادة واألمل والطمأنينة والسعادة ،وتحقيق األمان والحرية الحقيقية للجميع.
كما تسعى الحياة املدرسية إلى تكريس ثقافة املواطنة الصالحة في إطار احترام
- 50جميل حمداوي :من مستجدات التربية الاديثةواملعاصرة ،منشورات الزمن ،سلسلة شرفات ،رقم
،23:الرباا ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2008م ،ص.243-241:
149
حقوق املتعلم /اإلنسان داخل فضاء املؤسسة ،وتطبيق املساواة الحقيقية ،وإرساء
قانون العدالة املؤسساتية ،وفتا باب مبدإ تكافؤ الفرص على مصراعيه أمام
الجميع دون تمييز عر ي أو لغوي أو طبقي أو اجتماعي .فالكل سواسية أمام قانون
املؤسسة كأسنان املشط الواحد .ومن ثم ،فال قيمة للرأسمال املالي أو املادي في هذا
الفضاء املؤسساتي أمام قوة الرأسمال الثقافي الذي يعد معيار التفوق والنجا
والحصول على املستقبل الزاهر .
150
وشبابا ،ملمارسة حياة قائمة على اكتساب مجموعة من القيم داخل فضاءات عامة
مشتركة"51.
ويتبين لنا ،مما سبق ذكره ،أن التنشيط الفعال والحقيقي اليمكن تجسيده تربويا
وتعليميا وواقعيا ،إال إذا تحقق في مدرسة تستهدي بالحياة املدرسية ،وتأخذ
بمقوماتها اإليجابية.
تعد التربية الفارقية من أهم اآلليات العملية التي ينبني عليها التنشيط التربوي،
وتسعى جاهدة للحد من ظاهرة الصراع املتعدد داخل الفضاء التربوي بغية محو
الفوارق املعرفية ،والقضاء على الفشل الدراس ي ،والحفاو على مستوى الذكاء
الدراس ي املوحد قصد تحقيق النتائج املرجوة من بيداغوجيا الكفايات وبيداغوجيا
املجزوءات.
إن التعريف الذي تم تبنيه لبيداغوجية الدعم والتقوية ،من قبل وزارة التربية
والتعليم أنها" مجموعة من الوسائل والتقنيات التربوية التي يمكن إتباعها داخل
152
الفصل ( من إطار الوحدات الدراسية) ،أو خارجية ( في إطار أنشطة املدرسة ككل)،
ما قد يعترض تعلم التالميذ من صعوبات ( عدم الفهم -تع ر -تأخر،)... لتالفي بع
تحول دون إبراز القدرات الحقيقية ،والتعبير عن اإلمكانيات الفعلية الكامنة53".
/9البيداغوجيا املؤسساتية:
جميع املربين ،ودون استنناء ،تحويل املؤسسة التربوية إلى مؤسسة الثكنة أو يرف
فضاء بيروقراطي يكرس التمييز العنصري ،ويؤجج الصراع الطبقي ،أو يتم إصالحها
خارجيا ،بل ينبري أن يكون اإلصال داخليا ،باالعتماد على مبادئ البيداغوجيا
املؤسساتية ( ) INSTITUTIONNELLEPIDAGOGIEالتي نظر لها كل من أوري (
، ) OURYولوبرو( ،)LOBROTوالپاساد( ...) LAPASSADE
وقد ظهرت املدرسة املؤسساتية ،باعتبارها اتجاها تربويا حديثا ،في فرنسا ،وتعتبر
أن اإلصال " يجب أن يمر عبر املؤسسة ،باإلضافة إلى البنيات االقتصادية
واالجتماعية ،ومن ثمة يجب االهتمام بمفهوم اإلدارة الذاتية والتسيير الذاتي من
"1. أجل تحقيق االستقالل الذاتي للمتربين في إطار مؤس ي مفتو
ً
هذه البيداغوجية الجديدة املدرسة الثكنة التي تخنق التلميذ بنظامها إذا ،ترف
االنضباطي البيروقراطي الذي يحد من حرية التلميذ ،فتتحول املدرسة إلى صندوق
أسود ،أو إلى ثكنة عسكرية التعترف إال بالنظام واالنضباا ،على حساب حرية
لهذا ،تقتر البيداغوجيا املؤسساتية مدرسة مرنة ومنفتحة ،تنبع قوانينها من
التفاعل الداخلي ألفرادها قصد االنتقال باملدرسة من مؤسسة التلقين والتوجيه
واالنضباا الوح ي نحو مؤسسة إبداعية فاعلة وفعالة مبدعة ومبتكرة ،تسعى إلى
تحقيق التقدم واالزدهار.
ومن الحلول املقترحة لتفادي الظاهرة الصراعية داخل الفضاء التربوي املشتر
املطالبة الفورية بتنفيذ قانون سيگما( ) SIGMAالذي يدعو إليه امليثاق الوطني
للتربية والتكوين ملد املؤسسة التعليمية بميزانيتها السنوية من أجل تدبير شؤونها
الداخلية ،وإنجا برامجها التنشيطية .
/10البيداغوجيا الالتوجيهية:
تنبني الالتوجيهية على التعلم الذاتي ،والتسيير الاخص ي ،واعتماد املتعلم على نفسه
في إنجاز واجباته ،وأداء أعماله .وهنا ،يتحول املدرس إلى مشرف مرشد ،وال يتدخل
إال إذا طلب منه املتعلم ذلك .وتعتمد الالتوجيهية على الحرية والعفوية والتلقائية،
وبناء املعرفة عن طريق التدرج املنطقي والاخص ي ،واالبتعاد عن طرائق التدريس
154
التلقينية القائمة على اإلكراه والتلقين والحفظ ،أو تدخل املدرس تعسفا وحيفا في
أعمال التلميذ ،وتوجيه رغباته كما يشاء.
وتغرس هذه الطريقة الالتوجيهية الحديثة الثقة في املتعلم ،وتعوده على املثابرة
الاخصية ،والتعلم الذاتي ،وحب املغامرة ،واالستعانة بكفاءاته وقدراته الذاتية
لحل املشاكل والوضعيات ،وتطويع الصعوبات التي تواجهه في املدرسة والحياة على
حد سواء.
نعني بالدراما التعليمية مسرحة املناهج والبرامج واملقررات الدراسية لخدمة الطفل
املتعلم ،وتحقيق الوظائف التربوية والتعليمية من وراء تقديم الخبرات التعليمية
داخل الفصل الدراس ي املشتر .ومن هنا ،تنبني الدراما التعليمية على شر الدروس
وتفسيرها في ضوء آليات تنشيطية درامية ،كاستخدام األلعاب ،وتبادل األدوار،
وتقليد الاخصيات .ويتطلب تدريس الحساب ،مثال ،استخدام مجموعة من
األلعاب التمثيلية .بينما تستلزم قراءة النصوص من املتعلم ،سواء أكانت مسرحية
أم قصصية أم شعرية ،تقليد األصوات الغيرية نطقا ،وحركة ،وتعبيرا ،وتاخيصا.
كما تحتاج مواد التربية اإلسالمية إلى التمثيل الدرامي لتاخيص مجموعة من
املواقف والقيم األخالقية قصد تعلمها واكتسابها وتمثلها.
ويتحول املدرس ،في الفصل الدراس ي ،إلى مخرج مسرحي ،بتوظيفه لخطاب تواصلي
درامي ،سواء أكان لفظيا أم غير لفظي ،بتشغيل اللغة املعبرة ،واستخدام الحركات
155
الهادفة .بينما التالميذ يشكلون املمثلين واملشاهدين الراصدين على حد سواء .أما
القسم ومصطبته ،فهما بمثابة الخشبة الركحية .في حين ،تشبه املقاعد والطاوالت
والكراس ي والصور املعلقة على الجدران ما يسمى بالتأثي السينوغرافي.
ويمكن" استخدام هذا النوع من املسر التعليمي على أوسع نطاق لتقديم مختلف
املواد واملناهج الدراسية ،بشكل يربط الطفل بمدرسته...ملا فيه من تشويق ،وللدور
اإليجابي الذي يعطيه للطفل في العملية التعليمية ،بحي يكون -هنا -التمثيل
مستخدما كطريقة للتعليم .أي :إنه طريقة لتعليم املوضوعات .في حين ،تكون الدراما
اإلبداعية والتمثيل التلقائي ،فهو الوسيلة التي يمكن عن طريقها أن يصبا األطفال
قادرين على استخدام التمثيل ال كوسيلة للتعليم ،بل كإجادة التمثيل ،حتى يستطيع
األطفال فهم التاريخ والجغرافية ،أو االقتراب من املوضوعات العلمية ،أو تذوق
القصص الدينية واألدبية .وبهذا الفهم ،نقترب من نوع آخر في املسر املدرس ي ،هو
مسر املنهاج ،والذي يعتمد فيه على األطفال ،بعد إجادتهم للتمثيل ،بواسطة
الدراما اإلبداعية والنشاا التمثيلي للطفل أو التمثيل التلقائي؛ ألنه بدون هذه
املرحلة اليمكننا اإلقدام على تقديم مسرحيات املنهاج54".
ومن املعروف أن للدراما التعليمية وظائف كثيرة؛ حي تساعد على توضيا الدروس
وشرحها ،وتذليل الصعوبات ،والجمع بين التسلية والتعليم ،وإفادة العقل وإمتاع
الوجدان ،وتحريك الطفل املتعلم ذهنيا ووجدانيا وحركيا لبناء دروسه اعتمادا على
ذاته عن طريق املحاكاة والتقليد ،وتبادل األدوار الدرامية .كما تسهم الدراما
التعليمية في إبعاد الروتين واالجترار والتكرار ،وتفادي رتابة الدروس التي تجعل
-54سالم كويندي :املسرح املدرس ي،مطبعة نجم الجديدة ،الجديدة ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 1989م،
ص.31:
156
املتعلم منفعال وسلبيا غير فاعل والمساهم .كما تجنب املدرس فداحة الطرائق
البيداغوجية التقليدية القائمة على التلقين والتوجيه.
وتتم املسرحية التعليمية " من خالل استخدام املسر أداة تعليمية مباشرة،
كاملسرحية اإلرشادية التي استخدمتها الكنيسة لتفسير العقائد ،وشرحها للجمهور،
وهذا ماشهدته العصور الوسطى ،حين وضعت العنصر التعليمي في خدمة الوعظ
اإلرشادي الديني .ولذلك ،تعتبر مسرحيات األسرار والخوارق املسرحية األخالقية
مسرحيات إرشادية تعليمية ،لتفسير عقائد الكنيسة ،وشرحها للجماهير.ولقد كان
الهدف من وراء ذلك هو تثبيت عقيدة الشعب األمي وتقويتها...واملسرحية التعليمية
هي تلك التمثيلية التي يكون الهدف األساس ي منها هو إدخال فكرة معينة في أذهان
الجماهير ،والعادة أن تكون فكرة دينية أو سياسية أو اجتماعية"55
وعليه ،فالبد للمدرس أن يحول دروسه إلى مشاهد ولوحات وحبكات درامية داخل
الفصل الدراس ي أو خارجه ،ويختار لها املكان والزمان املناسبين ،وينتقي التالميذ
الذين لهم الرغبة في التمثيل والتقليد من أجل أداء املسرحيات ارتجاال ،بعد أن
يختار لهم النصوص التي تكون قريبة إلى نفوس األطفال وميولهم وأهوائهم
واتجاهاتهم النفسية ،فتحقق لهم التسلية واملتعة والترفيه ،كما تنمي مداركهم
املعرفية والتعليمية.
- 55محمد مبار الصوري :مسرح الطفل و أثره في تكوين القيم واالتجاهات ،مجلة حوليات كلية
اآلداب ،الكويت ،الحولية 18السنة 1998-1997م ،ص.58:
157
وعلى املدرس الكفء وضع" مجموعة من األسس لبناء الوحدات الدراسية،
ومسرحتها ،مع تقديم الخطوات الالزمة لتدريس الوحدات الدراسية املمسرحة .أي:
تقديم طريقة مالئمة لتدريس الخبرات الدرامية داخل الفصل ،وتجريب إمكانية
استخدام الخبرة الدرامية كأسلوب للتدريس ،إلمكانية تعرف مدى تأثيرها في
التحصيل املعرفي ،وفي االتجاهات العلمية والتفكير العلمي للتالميذ ،وذلك من خالل
مجموعة املقاييس املعدة لهذا الغرض .واألطفال يدخلون املسر ،ولكن ليس
كمتفرجين أو مشاهدين لعرض من عروض األطفال ،وإنما كمشاركين في العمل
املسرحي .من خالل هذه املشاركة يتلقون دروسهم ،ويستكشفون طبيعة املنهج
الدراس ي املقرر عليهم ،وينتقلون من مرحلة استظهار الدروس إلى مرحلة معايشتها.
ويكون مسرحهم هو قاعة الدرس ،ومدرسهم معهم .ولن نسميه مخرج العرض ،ولكن
سنسميه مدرس الدراما .ومن خالل هذه الطريقة يستكشف التالميذ مشكالت
العالقات اإلنسانية عن طريق تمثيل املشكالت في مواقف ،ثم مناقشة املوقف
الدرامي ،من خالل استخدام الخبرة الدرامية كأسلوب للتدريس ،وذلك فيما يتعلق
باكتشاف املعرفة ،وتحقيق نمو التفكير العلمي"56.
فما أحوجنا اليوم -نحن املدرسين -إلى تطبيق الدراما التعليمية ملسرحة مناهجنا
التربوية لنقترب أيما اقتراب من عالم التالميذ املبني على حب املسر ،والتعطي إلى
التثقيف والتسلية والترفيه الوظيفي والهادف والبناء!
/12القراءة املمسرحة:
- 56محمد مبار الصوري :مسرح الطفل و أثره في تكوين القيم واالتجاهات ،ص.55 :
158
تعد القراءة املمسرحة من أهم التقنيات التربوية والتعليمية التي تسعف املتمدرس
في التحكم في مهارة القراءة الصفية وغير الصفية ،وتحسين مستواها أداء،
وتعبيرا،وتواصال ،وتاخيصا .كما تسعف مسرحة القراءة التلميذ في فهم الدرس
القرائي فهما جيدا ،واستيعابه بسهولة ويسر ومرونة من خالل االستمتاع به تسلية
وترفيها ،مادام هذا الدرس يؤدى عن طريق الدراما واملسر .وبذلك ،يولد هذا النوع
من املسر في نفوس املتعلمين حب القراءة بنهم كبير ،وإقبال شديد؛ ألنهم يجدون
فيه متعة وجدانية ،وراحة نفسية ،وسعادة روحانية ،وحياة مدرسية زاخرة بالحركة
والنشاا والتفاعل الديناميكي.كما تعين القراءة املمسرحة املدرس على إخراج
التالميذ من شرودهم ،وعزلتهم،وانطوائهم ،وانكماشهم ،بإدماجهم في أدوار
مسرحية ،وجماعات فاعلة لكي يسهموا في تنشيط الفعل القرائي ،بأداء مجموعة من
األدوار البشرية والواقعية .ويعني هذا أن القراءة املمسرحة تطهرهم من أدران الشر
والحقد والعدوان ،بإثارة الخوف والشفقة .كما تحررهم من نوازع النفس األمارة
بالسوء ،وتخليصهم من عقدهم املكبوتة عبر عمليات سيكولوجية وفنية متنوعة،
مثل :التفريغ ،والتسامي ،واللعب ،والتقمص ،والتاخيص الدرامي.
وعليه ،فما أحوجنا -اليوم -إلى تطبيق املسر في تعليم القراءة ضمن منظومتنا
التعليمية والتربوية في الفصول املشتركة ! ملا له من دور إيجابي في تسهيل عملية
استيعاب الدروس،بالجمع بين التعلم واملتعة ،والتعليم والترفيه.وال ينبري أن يتصور
املدرس أن مسرحة القراءة مكلفة ،أو صعبة املران ،تستلزم التكوين العميق في
مجال الفنون الجميلة بصفة عامة ،وفن املسر بصفة خاصة .عالوة على استلزامها
ملجموعة من اإلمكانات املادية واملالية التي يصعب الحصول عليها .ألن املعلم -دائما-
"يرتاب من كلمة " مسر " ،فيتبادر إلى ذهنه خشبة املسر ،وما يتبعها من مؤثرات،
159
وديكورات ،وأزياء ،وساعات من الحفظ والتدريب واملران .بينما األمر أسهل من ذلك
بكثير؛ إذ هو ال يعدو في الحقيقة مجموعة من التالميذ ،يقفون على خشبة املسر
الذي هو في الحقيقة مقدمة الصف ،ويمثلون أدوارهم الصغيرة ،من دون حاجة إلى
أي مؤثرات أو مشاهد أو ديكورات ،ما خال ورقة النص التي يحملونها بأيداهم".57
وهكذا ،يتبين لنا أن مسرحة القراءة وسيلة مهمة وناجعة ،وطريقة تربوية وتعليمية
هادفة ،وتقنية تربوية فعالة ومهمة بغية تحقيق مدرسة النجا واإلبداع.
- 57إيمان الكرود( :من أجل قراءة أفضل للصغار :مسر القارئ) ،مجلة املعرفة،اململكة العربية
السعودية ،العدد ،135:جمادى اآلخرة 1427هـ،املوافق لشهريوليوز 2006م ،ص.33-32:
160
وهكذا " ،تعد اإلذاعة بالنسبة إلى املستمعين مصدرا من أهم مصادر الثقافة
املتجددة ،فهي تزودهم بألوان طريفة من املعارف والخبرات ،وتأخذهم بحسن
االستماع ،ودقة الفهم ،والقدرة على النقد والحكم .واإلذاعة املدرسية أداة ناجحة في
خلق الوعي املستنير ،وتكوين رأي عام موحد في املدرسة ،وربط أفراد املجتمع
املدرس ي ،ودعم الوحدة الفكرية بينهم ،وربطهم -كذلك -باملجتمع الخارجي الذي
يتمثل في أهل الحي ،بما تذيعه املدرسة عليهم من ألوان مختلفة ،في مختلف
املناسبات58".
ومن هنا ،يتبين لنا أن اإلذاعة املدرسية تقوم بعدة أدوار تثقيفية وتنويرية وتكوينية
وتأهيلية بغية تحقيق النجا املرجو ،وتحصيل الهدف املنشود ،والوصول إلى
الكفاية املستهدفة.
- 58عبد العليم إبراهيم :املوجا الفاي ملدرس ي اللغة العربية ،دار املعارف ،القاهرة ،مصر ،الطبعة
السادسة 1968م ،ص.400:
161
املختلفة ،كاألعياد الدينية والوطنية والقومية واملناسبات الدولية ،أو في أثناء القيام
بالرحالت ،وغير ذلك من األنشطة الهامة واملفيدة.
يتعزز التنشيط التربوي بتاجيع القراءة الحرة ،وزيارة املكتبات الخاصة والعامة،
واقتناء املطبوعات ،وشراء الكتب ،وتكوين املكتبات الاخصية ،وتأثي املكتبة
املدرسية بالكتب املختلفة واملتنوعة في تخصصات شتى ،واملداومة على قراءة الكتب
بشكل يومي ،بتلخيص مضامينها ،وتحليلها ،و تركيب استنتاجاتها ،وتقويم أفكارها،
والتعليق عليها ،مع نشرها في املطبوعات الورقية أو املواقع الرقمية .وإذا أردنا أن"
نستح الطلبة على القراءة الحرة ،وناجع عليها من يعوزهم امليل إليها ،فعلينا أن
نعمل دائما على دعم الصلة بين هذه القراءة واملناشط األخرى ،كاإلذاعة والصحافة،
فنجعل في برامج اإلذاعة فرصا لعرض الطريف الجديد مما اطلع عليه الطالب،
ونجعل من صفحات املجلة -متسعا ألمثال هذه العناوين :أحسن ما قرأت -من
أعجب ماقيل -هل علمت -هل قرأت...؟ -هل تعرف؟..وهكذا"59...،
ويعني هذا كله أن القراءة الحرة من أهم اآلليات التنشيطية لدعم مكتسبات املتعلم
وتقويتها ودعمها بشكل مستمر ،في زمن طرى عليه اإلدمان اإلعالمي الرقمي بشكل
سل ي (اإلنترنت ،والكمبيوتر ،والهواتف النقالة املتطورة ،والفضائيات ،)...دون
توظيف هذه التقنيات املعاصرة توظيفا إيجابيا مثمرا وهادفا.
- 59عبد العليم إبراهيم :املوجا الفاي ملدرس ي اللغة العربية ،دار املعارف ،القاهرة ،مصر ،الطبعة
السابعة1973 ،م ،ص.400:
162
تعد املسابقات الثقافية من أهم آليات التنشيط الثقافي ،ومن أجدى التقنيات
التربوية الناجعة في استنارة املتعلمين ،وتنشيط املؤسسة التربوية .وقد تكون هذه
املسابقات الثقافية بينية داخل الفصل الواحد ،أو بين فصول املؤسسة ،أو بين
مؤسسات املدينة ،أو يتم ذلك على الصعيد املحلي أو الجهوي أو الوطني أو اإلقليمي
أو الدولي...
وهنا تقنيات عديدة يمكن االستعانة بها في مجال التنشيط التربوي التثقيفي،
مثل :العصف الذهني ،والعرض ،والنقاش الجماعي العام ،وتمثيل األدوار،
واالستعراض ،واملحاضرات ،والندوات ،واالستجواب الحواري ،واملناقشة ،واعتماد
مجموعة التاخيص GROUPE T-ملعرفة مضامين التعلم ومحتوياته ،وكيفية
التعلم ،بإشرا عدد محدود من التالميذ ،وتطبيق طريقة جماعة البوز التي تنبني
على تنشيط نقاش من 13إلى 15دقيقة لتفادي امللل ورتابة العرض لكي يشار
الجميع في إبداء آرائهم حول املوضوع املقتر ؛ وتقنية فليبس 6/6التي وضعها
األمريكي دونالد فليبس سنة1948م ،وقد طورها كل من الباحثين التربويين :ديدييو
أنزيو في فرنسا .وتعتمد هذه التقنية على تشكيل مجموعات صغرى من 6أفراد من
أجل إعطاء مجموعة من األفكار املوحدة حول موضوع أو دراسة أو حالة أو فكرة ما
في ست دقائق.
وهنا تقنيات أخرى في مجال تنشيط الجماعة ،كدراسة الحالة باقترا مجموعة
من الحلول املمكنة ملعالجة قضية واقعية أو خيالية ،وقد تكون الحالة نفسية أو
تربوية أو إدارية أو اجتماعية....
163
و هنا تقنية لغة الصور؛ حي يختار املتعلمون بصمت مجموعة من الصور ،ثم
يحاولون تبيان األسباب التي دفعتهم إلى اختيارها .وهنا تقنية تقديم الشهادات؛
حي يدلي كل تلميذ بشهادة معينة حول موضوع النشاا ،معتمدا على تجربته
الاخصية ،محترما تسلسل األحدان ،وتتبعها منطقيا وزمنيا.
وثمة تقنية االكتشاف الدوراني التي ينتقل فيها األفراد من جماعة إلى أخرى لتبادل
اآلراء واألفكار .فضال عن تقنية الجدل والحجاج واملناظرة ،وتقنية العصف الذهني(
) BRAINSTORMINGالتي تقوم على إشرا جميع األفراد في املناقشة املعروضة
قصد إيجاد األفكار والحلول الجماعية املناسبة ملوقف أو ملجموعة من املواقف
والوضعيات.
وهنا تقنية لعب األدوار التي تستلزم وجود حكاية أو قصة أو مسرحية ،فيقوم
التالميذ بإعدادها ،وارتجالها ،وتاخيصها ،وتمثيلها ،وإخراجها.وبعد التمثيل ،يقوم
املتعلمون بفتا باب النقاش حول األداء والتاخيص والفكرة واإلخراج وجدية
املواقف .وهنا كذلك تقنية التواصل مع الجمهور ،وتقنية املقابلة ،وتقنية تكوين
السيرة الذاتية أو ما يسمى بـ( ،)CVوتنشيط الورشة ،ونشاا حل املشكالت...
وهكذا ،تعد تقنية التنشيط الجماعي من التقنيات التي تسهم في خلق املنافسة
املشروعة بين جماعات الفصل أو جماعات املؤسسة ،في إطار املسابقات
والتصفيات الثقافية والعلمية والرياضية ،بهدف تطوير القدرات الذاتية للتالميذ،
واكتشاف املواهب املهمشة ،وتحصيل الكفاءات الحقيقية ،وتجويد التعليم كما
وكيفا ،والرفع من مستوى التكوين والتأطير.
164
من املعروف أن املنتدى أو النادي التربوي بمثابة فضاء تعليمي -تعلمي ،اهدف إلى
تنشيط املؤسسات التربوية ،أو هو أيضا بمثابة مكان ملمارسة األنشطة التربوية
املوازية لتنمية املتعلمين واملعلمين على املستويات املعرفية ،والوجدانية ،والحسية
الحركية.
وبهذا ،يكون املنتدى التربوي فضاء لتبادل املعارف والتجارب والخبرات واملهارات
واملمارسات ،وتفعيل عملية التواصل الذهني والوجداني والحركي .ويعد أيضا ناديا
حقيقيا للتنشيط ،واإلبداع ،واالبتكار ،والتخييل ،وتطبيق التعلم الذاتي ،وإظهار
املواهب والقدرات الكفائية ،وتعميق الخبرات والتعلمات ،وإرساء فلسفة الحضور
في املكان والزمان،ضمن الشعار السيميائي التالي ":أنا ،اآلن ،هنا".
كما اهدف املنتدى التربوي إلى ربط املؤسسات التربوية والتعليمية بمحيطها
السيوسيو -اقتصادي والثقافي ،بالقيام بأنشطة متنوعة ومختلفة لصال املدينة
والجهة والوطن واألمة بغية تحقيق تنمية بشرية حضارية حقيقية .ويعني هذا أن
املنتدى التربوي أداة تربوية إستراتيجية في تنمية املعارف وامليول واالتجاهات والقيم
لدى املتعلمين واملعلمين على حد سواء .كما يعد وسيلة ناجعة لخلق العمل التعاوني
والتشاركي البناء قصد خدمة التنمية املحلية على سبيل الخصوص ،في شتى
املجاالت وامليادين التي تهم اإلنسان بصفة عامة ،واملتعلم بصفة خاصة .وينبري أن
يتحول املنتدى التربوي من فضاء إداري بيروقراطي عتيق ،يتعامل مع العالم الور ي ،
إلى فضاء يستثمر العوالم الرقمية لتحدي املنظومة التعليمية ،وعصرنتها باألدوات
املمكنة ملواكبة املستجدات العاملية في مجال التكنولوجيا ،ونشر املعرفة واملعلومة.
165
ومن هنا ،يرتكز املنتدى التربوي على مجموعة من املقومات الضرورية كتوفير
الحرية ،وتاجيع التعلم الذاتي ،واملساعدة على االبتكار واالختراع واالكتشاف،
واالستغالل األمثل للزمان واملكان ،وتحفيز املتعلمين واملدرسين عامة على إظهار
املواهب الذاتية ،واالهتمام بالتنشيط التربوي اهتماما كبيرا لخدمة املنظومة التربوية
تربويا وتعليميا .عالوة على بناء شخصية املتعلم شعوريا والشعوريا ،باالعتماد على
مبدإ التوازن ،واألخذ بمبدإ التكيف والتأقلم مع الوضعيات الصعبة واملعقدة،
والعمل على بناء الاخصية في كل مكوناتها البيولوجية والنفسية والعضوية
واالجتماعية والثقافية والحضارية ،وحل جميع املشاكل التي تواجهها شخصية
املتعلم أو املدرس ،بإرساء فلسفة االحترام ،والحوار ،واالختالف ،والتعايي،
والتعاون ،ومحبة اآلخر ،والاجاعة في اتخاذ القرارات.
166
التسجيل(سكرتير) ،ويحتفظ لديه بسجل تدون فيه االجتماعات ،كما يحتفظ
بصور من الكلمات واملحاضرات واملناظرات"60.
ً
تلكم -إذا -نظرة مقتضبة إلى أهم آليات التنشيط التربوي والتعليمي .وبالفعل ،ثمة
تقنيات تنشيطية أخرى لم نذكرها في هذا الحيز الضيق ،والسيما التقنيات الرقمية
املعاصرة من جهة ،والتقنيات السينمائية من جهة أخرى.
ولكن أهم مجلس يقوم بدور كبير وفعال من أجل خلق فضاء مدرس ي متجانس
ً
ومتعايي نذكر :مجلس التدبير .إذا ،ما أدوار هذا املجلس واختصاصاته؟
" يحدن على صعيد كل مؤسسة للتربية والتكوين مجلس للتدبير ،يمثل فيه
املدرسون وآباء أو أولياء التالميذ وشركاء املدرسة في مجاالت الدعم املادي أو التقني
أو الثقافي كافة.
يمكن أن يضم مجلس تدبير املؤسسة ممثلين عن املتعلمين ،كلما توافرت الشروا
التي يضعها املجلس لذلك ،وتبعا للمقاييس التي يعتمدها في اختيار هؤالء املمثلين.
168
ترصد لكل مؤسسة ميزانية للتسيير العادي والصيانة ،ويقوم املدير بصرفها تحت
مراقبة مجلس التدبير .وتمنا تدريجيا للثانويات صفة " مصلحة للدولة تسير بطريقة
مستقلة"(نظام 62".)Segma
يتبين لنا ،من خالل هذه املادة القانونية ،أن مجلس التدبير يتكون قانونيا من
املدرسين ،والتالميذ ،ورجال اإلدارة ،وجمعية اآلباء وأولياء األمور .عالوة على الشركاء
الفاعلين الداخليين والخارجيين.ويبدو أن ملجلس التدبير مهاما إدارية وتسييرية
واقتصادية وتنشيطية محضة .فضال عن مهام املراقبة واإلشراف والتوجيه
واإلرشاد ،وتقويم الوضعية التربوية باملؤسسة التعليمية.
وما اهمنا من مهام مجلس التدبير ذلك الدور التثقيفي والتنشيطي .فالبد أن يتجاوز
مجلس التدبير أدواره الروتينية العادية والطبيعية التي تتمثل في مراقبة ما هو مادي
ومالي وإداري ،إلى ما يتعلق باخصية املتعلم .أي :االهتمام بأنشطة املتعلم
التثقيفية والتعليمية على املستويات املعرفية والوجدانية والحسية الحركية ،وتيهيء
برنامج سنوي ملموس مخطط بشكل واض وعملي من قبل املشرفين على مجلس
التدبير ،فتتنوع فيه األنشطة تصنيفا وترتيبا ،ثم توزع عبر الدورتين الدراسيتين،
ويستحسن أن يكون هنا نشاا في كل شهر على األقل.
ويستوجب تنفيذ هذه األنشطة التربوية وجود ميزانية مفصلة ،وتحديد مضبوا
لإلمكانات والوسائل املادية واملالية والبشرية املتاحة ،بتبيان للظروف املواتية
للنشاا من مكان وزمان .دون أن نن ى الفاعلين واملستفيدين من النشاا.
-62وزارة التربية الوطنية :املدونة القانونية للتربية والتكوين ،سلسلة اإلدارة والقانون ،رقم ،1إشراف
الدكتور املهدي بنمير ،املطبعة والوراقة الوطنية ،مراكي ،الطبعة األولى سنة 2000م.
169
ويستتبع فعل التنشيط عملية املراقبة والتقويم بشكل متدرج قبليا وتكوينيا ونهائيا
من أجل تحديد نسبة النجا والفشل ،والبح عن األسباب الذاتية واملوضوعية
التي كانت وراء ذلك ،واللجوء إلى التغذية االرتجاعية أو الدعم التكويني لتصحيا
مسار التنشيط ،بإيجاد الحلول املناسبة ،واقترا التوصيات الناجعة التي تر ى
بمستوى التنشيط املدرس ي ،وتسهم بشكل إيجابي في تحقيق الحياة املدرسية ،
وإرساء مفعول الجودة املطلوبة.
وترسل كل مؤسسة أنشطة مجلس تدبيرها ،بعد توقيعها بشكل موض ومفصل ،إلى
الجهات اإلدارية املسؤولة ليصادق عليها املفتي ،والنائب اإلقليمي ،ومدير
األكاديمية ،واملفتي العام ،والسيد وزير التربية الوطنية .ومن األفضل أن يصاحب
هذه املصادقة تقدير كمي وكيفي تاجيعا للمؤسسة أو توبيخا لها.
ويبدأ املدرس ،منذ بداية السنة الدراسية ،عمله التربوي والتعليمي بتقسيم الفصل
الدراس ي إلى جماعات ديناميكية ،يوزع عليها األعمال واألشغال واألنشطة ،وبطبيعة
الحال ضمن اإلمكانات املتاحة ،فينوع األنشطة التربوية ،ثم يعددها حسب الشهور
الدراسية ،وفق أهداف إجرائية محددة بدقة مضبوطة ،ويحاول ترجمة هذه
170
األنشطة داخل الدورتين الدراسيتين :األولى والثانية .وبعد ذلك ،يتتبع عملية
التنشيط عبر التقويم املستمر ،والتتبع القبلي والتكويني والنهائي.
وحين االنتهاء من هذه األنشطة السنوية ،يوقع املدرس برنامج عمله التنشيطي،
ويقدمه بشكل موثق ورقيا ورقميا ليصادق عليه املدير ،واملفتي ،والنائب ،ومدير
األكاديمية ،ليرسل -بعد ذلك -إلى الوزارة املركزية قصد املصادقة عليه من قبل
املفتي العام والسيد وزير التربية مصادقة تقديرية بالتقويم العددي واملعنوي.
التقويم الوسائل مكانا تاريخا املستفيدون من أهداف املشرفون نوع موضوع رقم الدورات
النشاط النشاط على النشاط النشاط النشاط النشا
وكفاياتا ط
ترفيهي 1 الدورة
بيئي 2 األولى
ثقافي 3
رياض ي 4
خيري 5
171
فاي 6 الدورة
دياي 7 الثانية
علمي 8
أدبي 9
مدني 10
172
املدينة: السنة السلك السلم: األستاذ: املؤسسة:
الدراسية: التعليمي:
األكاديمية البلدة: األقسام: املادة الشهادة رقم
الجهوية: املدرسة: الجامعية: املؤسسة:
التقويم الوسائل مكانا تاريخا املستفيدون من أهداف املشرفون نوع موضوع رقم الدورات
النشاط النشاط على النشاط النشاط النشاط النشاط
ترفيهي 1 الدورة
بيئي 2 األولى
ثقافي 3
رياض ي 4
خيري 5
دياي 7
علمي 8
أدبي 9
مدني 10
173
خطاطة رقم
خالصة القول ،يعد التنشيط ،بالفصول املشتركة ،أداة تربوية وتعليمية مهمة في
إثراء الدرس التعليمي املشتر ،وإغناء عمليات التعلم واالكتساب واالستيعاب .كما
يعد التنشيط التربوي من املقاربات املهمة للحد من العنف ،والقضاء على الشغب
املدرس ي ،دون حاجة إلى تمثل املقاربة األمنية التي تنتج عنها عواقب خطيرة اليحمد
عقباها .ومن هنا ،يتوفر التلميذ على طاقة زائدة من النشاا واالستعداد والتأهب،
174
ويتميز بحركة ديناميكية هائلة ،ويستلزم هذا كله فضاءات متنوعة وشاسعة
للتنشيط لتفريغ الطاقة الزائدة ،واالستمتاع الجيد بوقت الفراو.
لذا ،البد من برمجة مجموعة من األنشطة التربوية والثقافية والفنية والعلمية في
مجاالت متنوعة بالفصول املشتركة ،إن تخطيطا ،وإن تدبيرا ،وإن تقويما ،بغية
الترويا عن نفسية املتعلم بعد ساعات من العمل الجاد ،والشاق ،واملجهد.
175
الفصل الخامس:
تقويم التعلمات باألقسام املشتركة
176
من املعروف أن التقويم هو أهم عملية إجرائية في العملية التعليمية -التعلمية؛ ألنه
هو الذي يحكم على مدى تحقق الهدف أو الكفاية ،أو هو معيار إجرائي نستعين به
للتثبت من تحكم املتعلم في الكفاية املستهدفة أو األساسية أو النوعية أو
املستعرضة ،والتأكد كذلك من مدى تمكنه من حصيلة املوارد واملعارف واملهارات
والدرايات التي اكتسفها بطريقة مستضمرة عبر سيرورة التعلم.
وإذا كان التقويم التقليدي يعنى بالتخزين وقياس املعارف ،واالهتمام بالكم،
والتثبت من قدرات الحفظ واالستيعاب لدى املتعلم؛ فإن التقويم اإلدماجي اهتم
بتقويم القدرات الكفائية لدى املتعلم ،بوضعه أمام وضعيات إشكالية صعبة
ومعقدة من أجل أن يجد لها حلوال ناجعة ،وتكون تلك الوضعيات مستمدة من
الحياة اليومية أو الواقعية أو الحياة املدرسية .ويعني هذا أن املتعلم يتعلم الحياة
عبر الحياة ذاتها .ومن هنا ،فالتقويم اإلدماجي هو السبيل املنهجي للحكم على املتعلم
املتمكن أو الكفء أو املؤهل ،والحكم أيضا على املنظومة التربوية والتعليمية،
وتقويم مستوى التعليم في وطننا العربي مقارنة بالتعليم في الدول الغربية أو الدول
املتقدمة والنامية .ومن هنا ،اليمكن الحدي عن التقويم اإلدماجي إال بالحدي عن
املقاربة البيداغوجية بالكفايات.
عن أنواع عدة من التقويم ،مثل :التقويم ومن باب التذكير ،يمكن الحدي
التاخيص ي ،والتقويم القبلي ،والتقويم التكويني ،والتقويم اإلجمالي ،والتقويم
اإلشهادي ،والتقويم املستمر ،والتقويم اإلعالمي ،والتقويم الذاتي.
وعليه ،يعد التقويم من أهم الكفايات التي ينبري للمدرس الجيد اإلملام بها التمكن
من كفاية التقويم .ويعد التقويم من أهم عناصر املنظومة التربوية ،ومن املرتكزات
177
األساسية في العملية التعليمية -التعلمية ؛ ملا له من عالقة أساسية مع األهداف
والكفايات املسطرة .عالوة على كونه املعيار الحقيقي لتاخيص مواطن القوة
والضعف في نظامنا التربوي .ويعد أيضا أداة فاعلة للتثبت من نجاعة التجارب
اإلصالحية في مجال التربية والتعليم.
178
وينصب التقويم على مدى تحكم املتعلم في مهارة ما ،وتحديد درجة التحكم
واإلتقان .وليس املهم هو تقويم املعارف ،بل تقويم الكفايات والقدرات املستضمرة
لدى املتعلم .بمعنى التركيز على الكيف ،وليس الكم .أي :تقويم مدى تحكم املتعلم في
مهارات اكتساب املوارد ،وحسن توظيفها .ومن ثم ،فالهدف من بيداغوجيا الكفايات
هو إعطاء معنى ما للتعلمات ،مع تحويل املضامين واملحتويات إلى وضعيات ومشاكل
مستعصية ومعقدة ومتنوعة ومركبة وجديدة.
وينبني التقويم على طر مجموعة من األسئلة الجوهرية ،مثل :ملاذا نقوم؟ وماذا
نقوم؟ وملن نقوم؟ ومن يقوم؟ وماذا نقوم؟ ومتى نقوم؟ وأين نقوم؟
ويعني هذا أن هذه األسئلة تحيل على املقوم (املدرس ،واملشرف ،والتلميذ ،واملكون،
واملتعلم ،والتكوين ،)...أو على العمل املقوم (إنجازات املتعلم الكتابية والشفوية،
179
واملعارف ،واملهارات ،والكفايات النوعية واملستعرضة ،)...وتحديد الهدف من
التقويم (تحديد أهداف إجرائية أو كفايات نمائية ) ،وطبيعة التقويم(تقويم ذاتي أو
تقويم موضوعي ،فروض ،واختبارات ،وروائز ،)...وتبيان زمان التقويم ومكانه ،ثم
تبيان ملن يتم هذا التقويم (القطاع املسؤول عن التربية والتعليم ،مستقبل التلميذ،
التكوين ،املتعلم)...
إذا ،يعد التقويم من أهم عناصر املنظومة التربوية ،ومن املرتكزات األساسية في
العملية التعليمية -التعلمية ؛ ملا له من عالقة أساسية باألهداف والكفايات
املسطرة .عالوة على كونه املعيار الحقيقي لتاخيص مواطن القوة والضعف في
نظامنا التربوي ،وتجاربنا اإلصالحية في مجال التربية والتعليم.
إذا ،يبدو أن التقويم سيرورة نسقية تهدف إلى تحديد مدى تحقق األهداف
والكفايات لدى املتعلم عبر العملية التعليمية -التعلمية .ويعتمد على أربع خطوات
إجرائية أساسية هي :االختبارات ،والقياس ،والتقويم ،والتقييم على النحو التالي:
180
ومن ثم ،يرتكز التقويم على مدى تحكم املتعلم في مهارة ما ،وتحديد درجة التحكم
واإلتقان ،وليس املهم هو تقويم املعارف؛ بل تقويم الكفايات والقدرات املستضمرة
لدى املتعلم .بمعنى التركيز على الكيف ،وليس الكم .أي :تقويم مدى تحكم املتعلم في
مهارة اكتساب املوارد ،وحسن توظيفها .ومن ثم ،فالهدف من بيداغوجيا الكفايات
هو إعطاء معنى ما للتعلمات ،بتحويل املضامين واملحتويات إلى وضعيات ومشاكل
مستعصية ،ومعقدة ،ومتنوعة ،ومركبة.
وعلى العموم ،فالتقويم هو تعديل للسلو ،وبناء هادف ،وثقافة محكمة ،وتجويد
للعمل املطلوب ،وزيادة في النشاا والفاعلية.
181
وينصب التقويم ،في الحقيقة ،على األهداف والكفايات من جهة أولى ،وعلى
املحتويات والطرائق التربوية والوسائل التعليمية من جهة ثانية ،وعلى التقويم نفسه
من جهة ثالثة.
يعلم الباحثون في مجال التربية أن للتقوم عدة وظائف أساسية ،ويمكن حصرها
فيما يلي:
182
الوظيفة االجتماعية التي تتمثل في معرفة مدى صالحية النظام التربوي ملسايرة
التطور االجتماعي ،ومدى قدرة املدرسة على تغيير املجتمع أو التكيف معه ،ومدى
قدرتها على إعداد املتعلم اجتماعيا ،وتأهيله نظريا وتطبيقيا لخدمة املجتمع ،والسير
به نحو آفاق زاهرة.
الوظيفة املؤسسية التي تحيلنا على سلطة املدرس حين يشهرها في وجه التلميذ،
أو الخضوع للنظام املؤسسساتي الترات ي والطبقي .وفي هذا الصدد ،يقول بلبل(
:)PELPEL
"إن هدف الوظيفة االجتماعية هو في األخير توزيع األفراد حسب أذواقهم وقدراتهم
على مجاالت مختلفة من الحياة االجتماعية واملهنية ،بينما نجد العكس في التقييم
البيداغوجي حي إن الهدف هو خلق مجموعة متجانسة ،ألن املشروع البيداغوجي
للمدرس اليمكن أن اهدف إال إلى إنجا الجميع ،أو على األقل األغلبية .أما بالنسبة
للوظيفة املؤسسية والتي تعتبر وسيطة بين الوظيفتين :االجتماعية والبيداغوجية
فهدفها اليمكن أن يكون إال متناقضا :إنه في الوقت نفسه االرتقاء والتصفية .فقرار
األحيان تحدد مسبقا التصفية واالرتقاء متعلقان بنوع السنة الدراسية :في بع
183
نسبة النجا ملستوى معين .كما أن لنفس القرارين عالقة باملؤسسات ،فبعضها
اآلخر أك ر تشددا .أي :إنه أك ر تصفية"63. أك ر تسامحا ،والبع
وتكمن أهمية التقويم في كونه فعال طبيعيا وعقالنيا الختبار مناهج التعليم ،والتأكد
من األهداف التي تم تحقيقها و لم يتم تحقيقها عن طريق القياس والدوسيمولوجيا
( .)Docimologieكما أن التقويم واجب وطني من خالله نتأكد من مدى نجاعة
نظامنا التربوي الوطني ،ومدى قدرة املدرسة على املواكبة ،والتثبت من مدى نجاعتها
في تأهيل املتعلمين للحاضر واملستقبل معا .كما أنه واجب اجتماعي ملعرفة الدور
الذي يقوم به هذا النظام التربوي في تنمية املجتمع وتطويره .فضال عن كونه أداة في
عملية اإلصال والتأطير والتكوين .وبصفة عامة ،يساعد التقويم على تاخيص
مواطن النقص والكمال لدى املدرسين واملتعلمين واإلداريين واملشرفين واملسؤولين
عن املنظومة التربوية والتعليمية على حد سواء قصد اتخاذ القرارات الصائبة من
أجل اإلصال ،وإيجاد الحلول املناسبة لكل التع رات .
وللتقويم كذلك أهداف ووظائف أخرى ،يمكن حصرها في الالئحة التالية من
األغراض واملقاصد:
اهدف التقويم إلى تحديد تقدم املستوى التعلمي لدى التلميذ أو الطالب؛
63 -P . PELPEL : Se former pour enseigner, Bordas, Paris, 1966, p :105.
184
تقويم طرائق التدريس من جهة ،وتتبع العملية التعليمية -التعلمية من جهة
أخرى؛
التقويم أداة مهمة في االنتقاء والتكوين وتنمية الكفاءات اإلنمائية األساسية ،عبر
مجموعة من املجزوءات اإلجبارية ،والداعمة ،والتكميلية.
185
الوظيفة اإلشهادية (الشهادة والدبلوم)..
تمر عملية التقويم التربوي والتعليمي -كما هو معروف -بثالن مراحل أساسية ،وهي:
تحضير االختبار :بتحديد هدفه ،وعرض مضمونه ،واختيار نوع األسئلة ،وتبيان
معايير التصحيا وسلم التنقيط.
إجراء االختبار :ينجز املمتحن االختبار الذي قد يكون كتابيا أو شفويا في زمان
ومكان معينين .وبعد ذلك ،تصح اإلجابات في ضوء مقاييس معيارية مضبوطة.
أما الجوانب التنظيمية لالمتحانات املعيارية ( ما يسمى بالتقويم الخارجي) ،فتعهد إلى
لجان مختصة إما وطنية وإما جهوية وإما إقليمية لتعد املوضوعات الخاصة بكل
امتحان .ويتم إعداد االمتحان انطالقا من اقتراحات األساتذة ،باحترام التعليمات
الواردة في املذكرة الوزارية .وتجرى االمتحانات في املؤسسات التعليمية ،وتسهر عليها
أطر تربوية وإدارية ومشرفون إلضفاء املصداقية على الشهادات والدبلومات بغية
توفير تكافؤ الفرص بين التالميذ.
وثمة عمليات مصاحبة إلجراء االختبارات داخل مركز التقويم أو االمتحان كتيهيء
القاعات بالعدد الكافي ،ووضع لوائا املرشحين انطالقا من املحاضر الجماعية،
وتوزيع املرشحين على القاعات بالتنسيق مع األكاديمية،وضبط الغياب ،وإعداد
لوائا املراقبين والقاعات املسندة إليهم(مراقبان في كل قاعة -مثال ،)-وإعداد أوراق
التحرير والتسويد بالنسبة لجميع االمتحانات ،وفتا األظرفة الخاصة باملواضيع أمام
186
مرأى التالميذ واملراقبين واملشرفين ،والحرص على احترام مواقيت االمتحان .وتتم
املراقبة داخل القاعة بالتأكد من هوية التالميذ ،وتجريدهم من وثائقهم ،وإعطائهم
أوراق االمتحان والتسويد ،والتثبت من توقيع املرشحين بعد تسلم أوراق االمتحان،
وضبط الغياب في أوراق صفراء مخصصة لذلك ،وضبط حاالت الغي في محضر
الغي ،وإرجاع األوراق إلى إدارة املؤسسة .وبعد ذلك ،ترجع أوراق االمتحان إلى اإلدارة
اإلقليمية والجهوية.
وتأسيسا على ما سبق ،يعتبر التصحيا إجراء تربويا فاعال في عملية التقويم،
والتقييم ،والقياس .و يتم التصحيا من قبل األستاذ شفهيا أو كتابيا ،سواء أكان
ذلك في مجموعة كبيرة أم صغيرة .كما يتم من قبل املتعلم ذاتيا أو من قبل أقرانه.
ومن مواصفات التصحيا ،أن يكون واضحا ومنتظما متتبعا ألعمال التلميذ ،ومفردنا
يحترم شخصية التلميذ ،وإيجابيا يعترف بعمل التلميذ ومجهوده كيفما كان ناقصا.
وينبري أن يكون مبررا تبريرا تربويا كما وكيفا .وتتم عملية التصحيا بعد أن توزع
األكاديمية أظرفة االمتحانات على مختلف املؤسسات لترجعها في أوقات محددة.
وتجري عملية التصحيا داخل املؤسسة؛ حي يتم التأكد من عدد األوراق املوجودة
في الظرف قبل مباشرة عملية التصحيا وبعدها ،والتثبت من النقطة النهائية.
وتستلزم كتابة النقطة بالعدد والحروف مع التوقيع في أثناء الوقوع في الخطأ أو
السهو .دون أن نن ى الحرص التام على تطابق النقطة على الورقة مع النقطة املدونة
في املحضر الجماعي ،واملشاركة في عملية املداوالت .وبعد ذلك ،تستثمر نتائج
االمتحانات املوحدة أو املعيارية في اتخاذ القرارات الالزمة على مستوى املؤسسة،
واملستوى اإلقليمي ،واملستوى الجهوي ،واملستوى الوطني.والهدف من ذلك كله هو
187
تاخيص مواطن الضعف والكمال ،وتحديد النواقص واإليجابيات ،وإبراز مواطن
الجودة والخلل ،والقصد من ذلك هو تحسين مردودية النظام التعليمي.
وهنا أيضا امتحانات التبريز ملعرفة مدى تحقق األهداف الكفائية لدى املتعلم أو
الطالب ،وامتحانات االنتقاء الصطفاء متعلمين معينين ،وامتحانات التشخيا
لتبيان مواطن القوة والضعف ،وامتحانات استشر افية لتبيان مسار املتعلم في
املستقبل من حي نجاحه وإخفاقه.
والغرض من هذه االمتحانات كلها هو تقويم املتعلم إيجابا أو سلبا ،وتوفير معايير
التوجيه املنهي أو الدراس ي ،وتقديم شهادات صادقة لآلباء واملجتمع املدني حول
مردودية النظام التربوي من حي التأهيل والكفاءات ،بمنا املتعلم شهادة أو دبلوما
لينال بها مكانة اجتماعية ،أو منصبا ،أو وظيفة ما.
188
يقصد بالتقويم القبلي ذلك التقويم الذي ينصب على املكتسبات القديمة في إطار
املراجعة واالستكشاف واالستثمار .كما أنه تقويم يحفز املتعلم على طر املوضوع
واستكشافه ،أو هو تقويم تاخيص ي يحاول معرفة مواطن القوة والضعف لدى
املتعلم .وبالتالي ،فله وظيفة إرشادية وتوجيهية وتاخيصية .وقد يكون التقويم
القبلي أو التمهيدي بمثابة وضعية استكشافية ،يراد بها إثارة انتباه املتعلم إلى
موضوع جديد ،قد يكون -فعال -محور الدرس الكفائي.
وبناء على هذا التقويم ،تتحدد الكفايات والقدرات املستهدفة ،وتنتقى الوضعيات
واملحتويات واملعارف واملوارد .كما تحدد الطرائق البيداغوجية ،والوسائل
الديدكتيكية الوظيفية ،ويعين التقويم املناسب لقياس الكفاية واختبارها .وغالبا،
ما يكون التقويم القبلي أو االستكشافي أو التاخيص ي في بداية السنة ،أو بداية
الحصة الدراسية ،أو حين تحضير املقطع األولي أو التمهيدي من الدرس.
يكون التقويم التكويني في وسط الدرس ،أو في أثناء بناء العملية التعليمية-
التعلمية ،أو في أثناء التنسيق بين أنشطة املتعلم واملعلم .واهدف هذا التقويم إلى
التثبت من صحة الحلول التي يقترحها املتعلم ،وكيفية تعامله مع الوضعيات .ومن
ثم ،يسعى هذا التقويم إلى مساعدة املتعلم على التقويم الذاتي ملعرفة األخطاء
املرتكبة .وينصب هذا التقويم على عالقة املدرس باملتعلم من خالل أنشطة
الوضعيات .وغالبا ،ما يكون التقويم ذاتيا بالفعل.
ويستند التقويم التكويني الذي يتخلل العملية التعليمية-التعلمية ،بكل مراحلها ،إلى
التنظيم التربوي املنهجي ،والتعرف إلى املساعدات الضرورية.
189
وعليه ،تتمثل وظيفة التقويم التكويني في وظيفة تثبيت الكفاية وتعزيزها ،وبناء
الدرس كفائيا ،وترسيخ الوضعيات بشكل إيجابي ،وتكوين املتعلم تكوينا أدائيا
وإنجازيا ،وتطوير قدراته النمائية واملعرفية في أثناء مواجهته للوضعية املستهدفة.
وبطبيعة الحال ،تتزامن هذه الوظيفة مع مرحلة الدرس الوسطي أو املقطع الرئيس.
التقويم اإلجمالــي:
يكون التقويم اإلجمالي أو النهائي في آخر الحصة الدراسية بعد االنتهاء من املقطع
الوسطي الذي يتخلل الدرس .ويكون هذا التقويم في شكل خالصات عامة ،أو
تطبيقات إدماجية قصيرة أو طويلة ،أو تمارين فصلية و م زلية ،أو وضعيات
تقويمية صعبة ومعقدة وجديدة ومركبة .ويرتبط التقويم اإلجمالي بمدة معينة ،بعد
االنتهاء من فرض أو تجربة أو درس .واهدف إلى قياس املعارف واملهارات ،والتثبت من
مدى تحقق الهدف أو الكفاية في آخر الدرس.
ومن ثم ،ينبري أن يركز التقويم اإلجمالي الهادف على كيفية اكتساب املوارد
واملعارف واملهارات في إطار ما يسمى بامليتامعرفي ،وقياس القدرات الكفائية،
واالبتعاد عن قياس املعارف واملعلومات املخزنة في الذاكرة.
190
يمكن الحدي عن أنواع من التقويم بالفصول املشتركة.فهنا التقويم األحادي كما
في املدارس العادية ،والتقويم املتعدد ،والتقويم التناوبي .ومن ثم ،يحتاج تالميذ
األقسام املشتركة إلى تقويم متعدد ومتنوع ومختلف .كما يحتاجون أيضا إلى دروس
التقوية والدعم والتعضيد والتثبيت من أجل تحقيق جودة التعلمات ،والتقريب بين
مستويات التالميذ داخل الفصل الواحد ،باالستعانة بالتربية الفارقية من جهة،
والتربية الداعمة من جهة أخرى .ويمكن للمدرس كذلك أن يستعين أيضا بآلية
املعالجة الداخلية لتجاوز تع رات املتعلمين تربويا وتعليميا ،وتمثل املعالجة الخارجية
لتجاوز التع رات النفسية واالجتماعية.
ومن ناحية أخرى ،تعتمد طريقة التناوب عند التعامل مع املستويين داخل الفصل
الدراس ي الواحد ،واختيار أنشطة تعلمية -تعليمية تراعي الوقت الزمني املخصص
للوحدة الدراسية ،من خالل تشغيل التالميذ في جماعات وزمر وفرق تربوية ،مادام
عدد التالميذ محدودا جدا.لذا ،البد أن تخضع عملية التقويم لعمليات مدروسة
تخطيطا ،وتدبيرا ،وقيادة ،وتتبعا.وأك ر من هذا ال يقدم املدرس للمتعلم جميع
تمارين الكراسة ،بل يختار بعضا منها يتوافق مع الوقت املخصص للدرس .وأن تكون
األسئلة قصيرة وواضحة ال تتطلب الشر أو اإليضا ،والسيما عندما يكون املعلم
مشغوال باآلخرين .لذا ،البد من تخصيص كراسات خاصة للتقويم في األقسام
املشتركة أو تتر املأمورية للمدرس الختيار األنسب منها .وينبري أيضا أن تشمل
عملية التقويم كل مراحل الدرس(قبلي ،وتكويني ،ونهائي).
191
" أ -أن تخضع عملية املراقبة إلعداد مدروس ،وذلك باعتبار عامل الحاجة األكيدة
إلى التقويم من جهة ،وفي حدود الزمن املتوفر من جهة أخرى.
ب -احتمال اللجوء إلى العمل في املجموعات والزمر ،وذلك لقلة تالميذ األقسام
املشتركة.
أن الوضع التربوي الخاضع للتقويم يطابق ذا الذي من املنتظر أن ينبع عن
الدرس.وتجدر اإلشارة إلى أنه ال حاجة إلى إنجاز جميع التمارين املقترحة في الكراسة،
وإنما يقتصر على التمارين األك ر مالءمة باعتبار هدف الدرس.
أن عملية املراقبة ال ينبري أن تكون تقليدا.إن التمرين ،سواء كان شفويا أم
كتابيا ،ينبه املعلم ،باإلضافة إلى قياس استيعاب التالميذ للدرس ،على مدى بلوو
الهدف املنشود.
ينبري ملعلم القسم املشتر ،خالل عملية املراقبة ،أن يولي اهتماما بالغا لنجاعة
التعليم الذي يقدمه للتالميذ.
يجب أن يكون التمرين املقتر قصيرا واضحا ومركزا مناسبا ملستوى التالميذ،
حتى اليضطر هؤالء إلى طلب إيضاحات من املعلم الذي يكون في ذلك الوقت منهمكا
مع املستوى اآلخر.
التمارين على السبورة قبل بداية الحصة ليتمكن تالميذ فئة يجب أن تكتب بع
معينة من إنجازها بإشارة من املعلم ،وبدون إزعاج تالميذ الفوج اآلخر.
192
يجب أن تساير عملية املراقبة مختلف مراحل الدرس ،سواء كان مشتركا أم ال،
كما يجب أن تتم حصة التصحيا بكل عناية (التصحيا املراقب والتصحيا الذاتي).
أال يتقيد املعلم بالتمارين املدرجة في الكراسات ،بحي تتر له حرية املبادرة في
استنساخ تمارين أخرى لتوزيعها على التالميذ ،والتي يرى أنها أك ر مالءمة ألهداف
الدرس.
من املعلوم أنه يجب على املعلم خلق فرص العمل الفردي كل ما أمكن ذلك ،وإال
يبقى دوما حاضرا مع املستويين.
إن هذا األسلوب يمكن أن يبرز طاقات التالميذ التي يسخرها املعلم لتساعده في
مهنته64".
ويس ــتلزم التق ــويم اإلدم ــاجي والكف ــائي ،ف ــي األقس ــام املش ــتركة ب ــالتعليم االبت ــدائي ،أن
يعرف املتعلم مجموعة من العناصر الضـرورية املتعلقـة بإنجـازه الدراسـ ي ،وتتمثـل فـي
معرفــة تعليمــات الوضــعية أو الواجــب التعلمــي ،ومعرفــة اإلطــار الزمنــي وســياق العمــل
وفض ـ ـ ــائه ،واالط ـ ـ ــالع عل ـ ـ ــى مع ـ ـ ــايير اإلنج ـ ـ ــاز أو األداء (م ـ ـ ــن أج ـ ـ ــل أن أنع ـ ـ ـ ،عل ـ ـ ــي أن
اس ـتخلص أرب ــع كلم ــات تنتم ــي إل ــى حق ــل الغن ــى ،وأك ــون أرب ــع جم ــل اس ــمية ،)...ومع ــايير
النجــا ( ســأنع لــو.)....أي :التمييــز بــين املعــايير الــدنيا التــي تتمثــل فــي معيــار املالءمــة،
ومعيار االستخدام السليم لألدوات ،ومعيار االنسجام؛ واملعايير الثانوية املكملة التـي
تتمثل في معيار الجودة واإلتقان:
وض ــعيات إدماجي ــة ش ــبا متجانس ــة أو مــا يس ــمى أيضــا بالتج ــانس الجزئــي( الجم ــع
بين مواد قد تقترب من حي التجانس ،مثل :الجمع بين النحو والشكل )؛
الوض ــعيات اإلدماجي ــة املتباين ــة (تفري ــد كــل قس ــم بوض ــعيته اإلدماجي ــة الخاص ــة
به).
ومــن جهــة أخــرى ،يمكــن االســتعانة بشــبكة التمريــر أو االســتثمار ،وشــبكة التصــحيا،
وشبكة التحقق ،وكراسة الوضعيات اإلدماجية.
194
أما فيما يخص املعالجـة ،فالبـد مـن االعتمـاد علـى خطـوات إجرائيـة هـي :تحديـد الخطـإ
وتاخيصه ،ووصفه وتحليله ،وتصنيفه ،وتحديد مصدره ،وتصحيحه بذكر القاعـدة
الض ـ ــابطة .وم ـ ــن ثم،فق ـ ــد تك ـ ــون معالج ـ ــة الخط ـ ـإ معالج ـ ــة فوري ـ ــة وآني ـ ــة ،أو معالج ـ ــة
متدرجــة عبــر مراحــل ،أو معالجــة مؤجلــة إلــى آخــر الحصــة .ومــن جهــة أخــرى ،قــد تكــون
املعالج ــة داخلي ــة (املعالج ــة التعليمي ــة) ،أو معالج ــة خارجي ــة (نفس ــية واجتماعي ــة) ،أو
معالجة جزئية أو كلية.
األنشـ ــطة زم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن صــيت تــدبير التالمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذ بع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ الخطأ املعايير
املستهدفون املقترحة التدخل املعالجة مصادره
مراجع ـ ـ ــة حص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة التص ــحيا التالميـ ـ ــذ الـ ـ ــذين تحدي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد املالءمة
ال ـ ـ ـ ـ ــدرس املعالج ـ ــة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاتي -يجـ ــدون صـ ــعوبة الخطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإ مصادر
ال ــذي ل ــه املركـ ـ ـ ــزة( االس ــتعانة في املالءمة ومعياره تعليمية
بامل ـ ـ ـ ـ ــدرس أو نفسية عالق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة 5د)
أو بالخطإ أو
الوصـ ـ ـ ـ ـ ـ ي- اجتماعية
املجموعـ ــة
-
التص ــحيا
الجماعي
195
يجـ ــدون صـ ــعوبة السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــليم
فـ ـ ـ ــي االس ـ ـ ـ ــتخدام لألدوات
السليم لألدوات
القاعدة الضابطة الصواب مص ــدره نوع ــا الخط ــأ الشواهد أرقام التالميذ
196
اجتماعي فكري 12
وتكــون املعالجــة كــذلك بالتربيــة الداعمــة التــي ترتكــز علــى دعــم املــتعلم معرفيــا وذهنيــا
ووج ـ ــدانيا وحس ـ ــيا -حركي ـ ــا" ،عل ـ ــى اعتب ـ ــار أن ـ ــه إذا كـ ــان ال ـ ــدعم ض ـ ــروريا ف ـ ــي األقس ـ ــام
العاديـة ،فإنـه أشــد ضــرورة فـي األقسـام املتعـددة املسـتويات ،ولهـذا تـم إبـراز املحطـات
الكب ـ ــرى فـ ـ ــي التعل ـ ــيم االبتـ ـ ــدائي ،وإعطـ ـ ــاء م ـ ــا يقـ ـ ــدم فيهـ ـ ــا اهتمام ـ ــا خاصـ ـ ــا بمراجعتـ ـ ــه
وتدعيمه ،وهذه املحطات هي :القسم األول ،والقسم الثال ،والقسم الخـامس ،فكـل
ما يتلقـى فـي هـذه األقسـام يتنـاول بالـدعم فـي األقسـامالتي تتلوهـا ،فمـا يتلقـى فـي القسـم
األول يدعم في القسم الثاني ،وما يتلقى في القسم الثالـ يـدعم فـي القسـم الرابـع ،فمـا
يتلقى في القسم الخامس يدعم في القسم السادس"65.
وعليه ،يكون التقويم فـي األقسـام املشـتركة بواسـطة االختبـارات التقليديـة ،والعـروض
الشـ ــفوية والكتابي ـ ــة ،واالمتحانـ ــات ،وش ـ ــبكات املالحظـ ــة(،)Grilles d’observation
وإجراءات التقويم الذاتي ،وامللفات التربوية (...)Portfolios
198
وبعد االنتهاء من اإلدماج ،يلتجئ املدرس إلى تقويم الكفايات املستهدفة ،وتصحيحها
في ضوء معايير الدعم املناسبة ومؤشرات التقويم اإلدماجي رغبة في إيجاد حلول
عالجية داخلية وخارجية.
وهكذا ،يعتمد املدرس ،في تدبير الوضعية اإلدماجية ،على دفتر أو كراسة
الوضعيات اإلدماجية التي تتضمن مجموعة من الوضعيات واألسناد والصور
األيقونية والوثائق التعليمية املرفقة بمجموعة من التعليمات وسلم التنقيط .ومن
ناحية أخرى ،هنا دليل اإلدماج ،ويشتمل على كراسة الوضعيات اإلدماجية ،
وبطاقات التمرير أو االستثمار ،وشبكات التحقق ،وكذلك شبكات التصحيا.
وعليه ،يستوجب تدبير الوضعية اإلدماجية أربعة مراحل متكاملة ومتتابعة هي:
إنجاز العمل املطلوب باحترام تعليمات الوضعية ،وإنجاز العمل كما هو مطلوب
وموصوف ،واستثمار الصور والوثائق بشكل جيد لخدمة املوضوع.
199
وخالص ــة الق ــول ،يتس ــم التق ــويم باألقس ــام املش ــتركة بكون ــه تقويم ــا متنوع ــا ومتع ــددا
غي ــر متج ــانس .بي ــد أن هن ــا م ــن املدرس ــين م ــن يتعام ــل م ــع األقس ــام املش ــتركة بتق ــويم
أح ــادي كم ــا يم ــارس ف ــي األقس ــام املوح ــدة والعادي ــة.لكن املطل ــوب واملس ــتلزم أن ين ــوع
امل ــدرس تقويمات ــه ب ــاختالف مدرس ــيه ،ويس ــتعين بنظري ــة التص ــميم الش ــامل ف ــي ال ــتعلم
م ــن أج ــل بن ــاء تقويمات ــه الت ــي ينبر ــي أن تراع ــي مختل ــف الف ــوارق الفردي ــة املوج ــودة ب ــين
املتعلمين انطالقا من التربية الفارقية من جهة أولى ،والتربيـة الدامجـة مـن جهـة ثانيـة،
والتربية الداعمة من جهة ثالثة.
200
الفصل السادس:
الدعم التربوي باألقسام املشتركة
201
يعد الدعم التربوي أو املدرس ي أو التعليمي()Le soutien scolaireمرحلة أساسية
الستكمال العملية التعليمية -التعلمية من جميع جوانفها ،والسيما في الفصول
املشتركة؛ إذ اليمكن أن يحقق التقويم املشتر نتيجته الكمية والكيفية إال باللجوء
إلى سال الدعم لتقوية املتعلم وتعضيده وتعزيزه ،بالحد من تع راته املختلفة،
واقترا مجموعة من السبل والحلول الكفيلة التي تسعف املتعلم في اكتساب
عن العملية التعلمات ،وحل الوضعيات املعقدة .ومن هنا ،يستحيل الحدي
التعليمية -التعلمية دون دعم أو تعزيز أو تقوية كفائية.
ويعد الدعم أيضا من أهم اآلليات اإلستراتيجية التي يمكن االستعانة بها للحد من
التع ر الدراس ي ،والقضاء على الفوارق الفردية ،وتفادي الهدر املدرس ي ،ومعالجة
التأخر التحصيلي ،والرفع من نسبة النجا في املؤسسة التربوية ،وخاصة في
األقسام املشتركة .ويعني هذا أن الدعم التربوي منهجية تربوية وتعليمية لتقوية ملكة
االكتساب لدى املتعلم املتع ر ،وتعزيزها بالدربة والصقل وتثبيت املعارف ،والتمرن
على األنشطة الداعمة ،وتجريب جميع الطرائق التربوية املتاحة لتبليغ التعلمات
والخبرات واملوارد واملكتسبات التربوية إلى املتعلم املتع ر بأيسر السبل بغية تحقيق
املساواة واإلنصاف وتكافؤ الفرص داخل الفصل الواحد .وال يقصد بالدعم التربوي
تقوية املتعلم بالساعات اإلضافية أو الخصوصية املؤداة عنها فحسب ،بل يقوم به
مدرس الفصل نفسه رسميا أو تطوعيا من أجل الرفع من مستوى التحصيل التعلمي
لدى التلميذ ،باستخدام جميع الطرائق الناجعة إلنقاذ املتعلم من مهاوي الفشل
واليأس واإلحباا ،وتحفيزه على العمل واالجتهاد والعطاء لكي يتبوأ مكانة الئقة بين
أقرانه داخل الصف الدراس ي.
"دعم :دعم ال يء يدعمه دعما :مال فأقامه .والدعمة :ما دعمه به .والدعام
والدعامة :كالدعمة ...والدعامة :اسم الخشبة التي يدعم بها ،واملدعوم :الذي يميل
فتدعمه ليستقيم .وفي حدي أبي قتادة :فمال حتى كاد ينجفل فأتيته فدعمته ،أي
أسندته ؛ قال أبو حنيفة :الدعم والدعائم الخشب املنصوبة للتعريي ،والواحد
كالواحد .ابن شميل :دعم الرجل املرأة بأيره يدعمها ويدحمها ،والدعم والدحم :
الطعن وإيالجه أجمع ،ويسمى السيد الدعامة .ودعامة العشيرة :سيدها ،على
املثل ...ال مدعم :ال ملجأ وال دعامة .والدعمتان والدعامتان :خشبتا البكرة...
والدعامة :عماد البيت الذي يقوم عليه .وقد أدعمت إذا اتكأت عليها ،وهو افتعلت
منه .وفي الحدي :لكل يء دعامة .وفي حدي عنبسة :يدعم على عصا له أصله
يدتعم ،فأدغم التاء في الدال ،ومنه حدي الزهري :أنه كان يدعم على عسرائه أي
يتك على يده "66...
-66ابن منظور :لسان العرب ،حرف الدال ،مادة دعم ،الجزء الخامس ،دار صادر ،بيروت ،لبنان ،طبعة
2003م
203
يعني مصطل الدعم ،انطالقا من هذا املتن اللغوي ،مجمل املرتكزات التي يقوم عليها
ال يء ،أو تلك األسس أو الدعامات والوسائل التي يتك عليها اإلنسان ،أو يستند
إليها ال يء املادي.
ومن هنا ،فالدعم التربوي مكون تدري ي يحل بعد عملية املعالجة ،وهدفه تاخيص
التع رات والصعوبات واإلعاقات من أجل ضبطها وتصحيحها وترشيدها .وفي هذا
الصدد ،يقول أحمد أوزي:
" الدعم ،أو حصص الدعم ،أو دروس الدعم ،عبارة عن املساعدة التي تقدم لبع
التالميذ الذين يحتاجون إليها ليكونوا في مستوى زمالئهم في الفصل الدراس ي أو
الستيعاب مواد معينة بشكل أفضل.
-67عبد الكريم غريب :املنهل التربوي ،الجزء الثاني ،منشورات عالم التربية ،دار النجا الجديدة ،الدار
البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2006م ،ص.865:
204
أسلوب تعلم كل تلميذ ،ومعظم املدرسين اليأخذون هذا األمر بعين االعتبار،
فيدرسون بطريقة واحدة .وفي هذه الحالة ،فإن عملية الدعم التكسب معناها
الحقيقي واملفيد إال إذا تم تعليمها بطريقة مختلفة عن الطريقة التي عملت بها املادة
أول األمر68".
وبهذا ،يكون الهدف من الدعم املدرس ي هو تقليص الفوارق املوجودة بين مستوى
التعلمات الواقعي ومستوى التعلمات املنشود تحقيقه .وترى وزارة التربية الوطنية أن
الدعم التربوي هو" مجموعة من الوسائل والتقنيات التربوية التي يمكن اتباعها
داخل الفصل (في إطار الوحدات الدراسية) أو خارجية (في إطار أنشطة املدرسة
ما قد يعترض تعلم التالميذ من صعوبات (عدم الفهم -تع ر- ككل) لتالفي بع
تأخر )...تحول دون إبراز القدرات الحقيقية والتعبير عن اإلمكانات الفعلية
الكامنة69".
وعليه ،يبدو أن الدعم " مكون من مكونات عمليات التعليم والتعلم يشغل ،في سياق
املناهج الدراسية ،وظيفة تاخيص وضبط وتصحيا وترشيد تلك العمليات من أجل
تقليص الفارق بين مستوى تعلم التالميذ الفعلي واألهداف املنشودة على مستوى
بعيد أو قريب املدى.وتتحقق هذه الوظيفة بواسطة إجراءات وأنشطة ووسائل
-68أحمد أوزي :املعجم املوسوعي لعلوم التربية ،دار النجا الجديدة ،الدارالبيضاء ،املغرب ،الطبعة
األولى سنة 2006م ،ص.138:
-69وزارة التربية الوطنية :تكوين معلمي التعليم األساس ي ،الرباا ،املغرب1990 ،م ،ص.25:
205
وأدوات تمكن من تاخيص مواطن النقص ،أو التع ر ،أو التأخر ،وضبط عواملها
لدى املتعلم ،وتخطيط وضعيات الدعم وتنفيذها ثم فحص مردودها ونجاعتها"70.
وترد مرحلة الدعم التربوي بعد عمليات التقويم ،والتاخيص ،واملعالجة .بمعنى أن
التقويم هو الذي يحدد لنا الصعوبات والتع رات املوجودة لدى املتعلم بمعرفة
الفارق املوجود بين املستوى الفعلي للمتعلم واملستوى التعليمي املنشود .وبعد ذلك،
تأتي عملية تاخيص التع رات والصعوبات ،باستجالء مظاهرها ،وتبيان أنواعها
وأشكالها ،وتصنيفها حسب مجاالتها وأهميتها وخطورتها ،والبح عن أسباب التع ر
وعوامله الذاتية واملوضوعية ،واقترا مجموعة من الحلول للمعالجة ،سواء أكانت
تعليمية أم نفسية أم اجتماعية .ثم ،تأتي عملية الدعم بتقوية التعلم لدى التلميذ
املتع ر ،وتعزيز مكتسباته املعرفية والتقنية واملنهجية واملهارية ،بإيجاد إجراءات
ميدانية وعملية للرفع من مستوى املتعلم.
واليمكن التحقق من نجاعة الدعم التربوي أو املدرس ي إال بتمثل مجموعة من
العمليات التدبيرية املتتابعة واملترابطة فيما بينها ،مثل :التخطيط ،والتدبير،
والتنشيط ،والتقويم ،والتغذية الراجعة ،واملعالجة.
وتأسيسا على ما سبق " ،يمكن اعتبار الدعم والتقوية مجموعة من العمليات التي
تمكن مؤسسة أو فردا من تقريب الوضعية املنشودة من الوضعية الحقيقية
للمؤسسة أو الفرد .ففي مجال املقاوالت على سبيل املثال ،يمكن لشركة ما أن تحدد
لنفسها تحقيق نسبة معينة من الربا ،ويكون الدعم هو مجموعة من اإلجراءات
والتدخالت التي تسما بتقليص الفارق بين نسبة األربا املحققة فعال والنسبة
-70وزارة الترية الوطنية املغربية :كتاب مرجعي في الدعم التربوي1999/1998 ،م ،ص.24:
206
املرغوب فيها .وفي املجال التربوي ،يعتبر الدعم مجموعة من اإلجراءات والعمليات
التي ينبري اتخاذها ،واإلستراتيجيات التي ينبري اتباعها ،والتي من شأنها أن تجعل
النظام التربوي قادرا على تحقيق الكفايات املسطرة عند كافة التالميذ دون ميز أو
شرا71".
الحد من الفوارق الفردية التي يمكن أن تكون داخل القسم الدراس ي املشتر ؛
الحد من مختلف تع رات املتعلم وعوائقه ،سواء أكان ذلك على املستوى املعرفي
أم الوجداني أم الح ي-الحركي؛
-71وزارة التربية الوطنية :دليل الاياة املدرسية ،الرباا ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2009م،
صص.130:
207
مساعدة املتعلم املتع ر على تجاوز صعوباته باألنشطة الداعمة والهادفة
واملفيدة واملثمرة وفق بيداغوجيا الدعم التربوي أو املدرس ي؛
تحقيق مدرسة النجا والجودة الكمية والكيفية ،بإنقاذ املتع رين واملتأخرين
واملتخلفين من ذوي الحاجيات الخاصة باملعالجة ،واملصاحبة ،واملراجعة ،والتكرار،
والدعم ،والتحفيز املادي واملعنوي؛
تطوير املردودية العامة للصف املدرس ي كما وكيفا ،بتطوير مناهج الدعم
والتقوية والتعزيز واملعالجة ،بهدف تكوين مواطن صال يتأقلم ويتكيف مع مختلف
الوضعيات القديمة أو املستجدة؛
العمل الجاد واملستمر لتجاوز أي شكل من أشكال التع ر والفشل الدراس ي لدى
املتعلم ،بإعداد إستراتيجية للدعم قد تكون فورية أو مرحلية أو مستمرة بغية إدماج
املتعلم من جديد ملواكبة مستوى النسق الصفي العادي؛
تعويد املتعلم على تجاوز صعوباته بنفسه ،وتصحيا تع راته املختلفة واملتنوعة،
بتوجيه من املدرس أو اإلداري أو الخبير األخصائي؛
208
في مختلف املجاالت وامليادين التربوية .ومن هنا ،تتميز هذه البيداغوجيا بطابعها
الوقائي والعالجي .أي :تهدف إلى وقاية املتعلم من كل أسباب الفشل والتأخر والهدر
املدرس ي ،وحمايته من التع رات التي قد تؤثر فيه سلبا ،فتدفعه إلى االنقطاع عن
املؤسسة التربوية قبل استكمال سنواته الدراسية اإلجبارية األساسية (ست عشرة
سنة).
وعليه ،تستند بيداغوجيا الدعم إلى تاخيص تع رات املتعلم املختلفة ،وتحديد
صعوباته املتنوعة ،وتبيان مواطن القوة والضعف لديه ،وتصنيف تلك التع رات
حسب طبيعتها وصعوبتها وخطورتها بغية إيجاد حلول عالجية ووقائية مناسبة .
النقص الذي يعانيه أضف إلى ذلك السعي نحو حلول واقعية وميدانية لتعوي
املتعلم؛ بسبب تع راته وصعوباته ،والسيما إذا أصيب بعاهات أو إعاقات سمعية أو
بصرية أو جسدية ،أو انتابه تخلف عقلي ،أو كان يعاني صعوبات في القراءة أو
الكتابة .ومن ثم ،فهذه البيداغوجيا تصحيحية بامتياز؛ ألنها تصح األخطاء
املرتكبة من قبل املتعلم ،وتبح عن حلول إجرائية لسد الثغرات التي لها آثار نفسية
واجتماعية خطيرة في بناء شخصيته ،وخاصة إذا كان القسم يعرف فوارق فردية
مختلفة ،كما يتاخص ذلك واضحا في األقسام العادية أو األقسام املشتركة .ومن
ثم ،تسعى هذه البيداغوجيا إلى التحكم الفوري أو املرحلي أو الدائم في تع رات
املتعلم ملساعدته على تجاوزها أو الحد منها ،بواسطة أنشطة تطبيقية داعمة
وهادفة وبناءة .بل تتميز بخصوصيتها كذلك؛ إذ تنبه إلى ضرورة إيجاد فضاءات أو
طرائق خاصة للحد من العوائق والتع رات والصعوبات املوجودة لدى هؤالء
املتع رين.
209
وعليه ،تعتمد بيداغوجيا الدعم على مجموعة من املراحل األساسية هي :التخطيط،
والتدبير ،والتقويم ،والتاخيص ،واملعالجة ،والدعم .ومن أهم هذه املراحل كلها
مرحلة التاخيص التي تعنى بتحديد األخطاء املرتكبة ،وتعيين الصعوبات والتع رات،
وتصنيفها حسب مجالها وأهميتها وخطورتها ،وذكر األسباب والعوامل التي تكون وراء
تلك الصعوبات ،كأن تكون راجعة إلى مكتسبات املتعلم ومؤهالته الذاتية ،أو إلى
قدراته الذكائية والوراثية ،أوالوسط الذي ينتمي إليه املتع ر ،أوطبيعة البرنامج
الدراس ي املعتمد ،أوطرائق التدريس التي يستعين بها املدرس ،أوغياب التحفيز املادي
واملعنوي...
ومن ثم ،يكون التاخيص في بداية الدرس ،أو في وسطه ،أو في نهايته .ويتحقق
باستعمال اختبارات وروائز تاخيصية شفهية ،واستثمار نتائج كواشف النقط،
وتاخيص األخطاء ،وإجراء املقابلة ،واستخدام تقنية املالحظة ،واالستعانة بأنماا
من القوائم ...
ومن هنا ،يمكن الحدي عن أنواع مختلفة من الدعم ،ويمكن حصرها فيما يلي:
الدعم االجتماعي الذي يتعلق بوضعية املتعلم داخل وسط اجتماعي معين.
210
الدعم الجماعي الذي يتوجه إلى مجموعة من املتعلمين املتع رين.
ومن ثم ،يستند الدعم إلى مجموعة من الصيغ اإلجرائية؛ مثل :املراجعة ،والدعم
الذاتي ،والدعم بالوسائط املختلفة واملتنوعة كالكتب ،واملصادر ،واملراجع،
والصحف ،والحاسوب ،واإلنترنيت ،واألقراص املدمجة؛ والدعم باألقران ( املساعدة
الجماعية)؛ والدعم باملجموعات أو االشتغال في فرق تربوية؛ والدعم باملتدخلين
(االستعانة بالفاعلين الخارجيين أو الشركاء أو املتطوعين).
عالوة على ذلك ،يندرج الدعم التربوي ضمن مجاالت مختلفة على النحو التالي:
الدعم املرتبط باملجال املعرفي ،كما يبدو ذلك جليا في كتابة تقارير وملخصات
وأبحان كتابية وشفهية؛
الدعم املرتبط باملجال املهاري العملي ،كما يبدو ذلك جليا في في إنجاز تمارين
تطبيقية ،وأعمال مختبرية تتعلق بالنشاا العلمي ،وبحون فردية وجماعية،
ومناقشات مفتوحة مع التالميذ72...
-72وزارة التربية الوطنية :الدليل املنهجي لدعم النجاح املدرس ي ،الرقم ،1مطبعة النجا الجديدة ،الدار
البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2013م ،ص.99-94:
211
رابعا،املبادئ األساسية للدعم التربوي:
تستند بيداغوجيا الدعم والتقوية إلى مجموعة من املبادئ واملرتكزات األساسية التي
تتمثل في ما يلي:
املدرسة فضاء للجميع بغية التر ي والنجا وامتال الرأسمال الرمزي ،والثقافي،
واملادي ،واالجتماعي؛
كل األطفال قادرون على التعلم ،ماداموا يمتلكون املؤهالت الوراثية والقدرات
االكتسابية نفسها؛
املدرسة فضاء طبيعي للفوارق الفردية التي يمكن الحد منها بالعمل الجاد،
والدعم املستمر؛
لكل متعلم وتيرة إيقاعية معينة في التعلم واالكتساب والتحصيل حسب قدراته
النمائية؛
212
اليمكن إرجاع الفوارق الفردية بين املتعلمين ،داخل فصل واحد ،إلى عوامل
طبيعية أو وراثية أو نفسية أو اجتماعية بمعزل عما تربوي وتعليمي؛
لكل مدرس طريقة معينة في التدريس قد تكون لها آثار سلبية أو إيجابية في
املستوى التحصيلي لدى املتعلم؛
هنا حلول مختلفة للحد من التع ر الدراس ي ،ومعالجة التأخر التربوي ،بربط
النظرية بالتطبيق والتنفيذ الفوري أو املرحلي أو الدائم واملستمر.
وقد يكون التع ر مرتبطا بالظروف الداخلية للمؤسسة؛ بسبب هشاشة البنيات
التحتية ،وغياب التدبير اإلداري والتربوي الفعال ،وانعدام املرافق الضرورية في
املؤسسة ،مثل :املكتبة ،وقاعة املطالعة والندوات ،واملجال األخضر ،وبعد الداخلية
عن املؤسسة الحاضنة ،وتغيب املدرسين باستمرار ،وانتشار العنف الرمزي...
الدعم التربوي والتعليمي :هو ذلك الدعم الذي يقوم به املدرس لتقديم
املساعدة إلى متعلميه داخل الفصل الدراس ي الواحد خالل الحصة الدراسية
نفسها ،بقراءة األسئلة مرة أخرى ،وشر الدرس بطريقة أخرى أك ر تيسيرا وتوضيحا
وتبسيطا؛ من خالل اإلكثار من التمارين بغية إيصال املطلوب بأسهل الطرائق
والسبل التربوية الناجعة ،وتوفير برمجيات تعليمية باستخدام الحاسوب.75
الدعم الفارقـ ــي :يقصد بالدعم الفار ي ذلك الدعم الذي يحتكم إلى البيداغوجيا
الفارقية ،واهدف إلى الحد من تلك الفوارق املوجودة بين املتعلمين داخل الفصل
-74نفسه ،ص.132:
-75أحمد أوزي :نفسه ،ص.139:
214
الدراس ي الواحد ،بتقوية املكتسبات ،وتعزيز التعلمات لدى التلميذ ،وتاجيع املتعلم
على املبادرة والعمل واالجتهاد ،والحد من الفوراق االجتماعية والطبقية والتعليمية
بفردنة التعليم ،وتدعيم املوارد لدى الضعفاء واملتع رين واملتخلفين عبر عمليات
التكرار والتعزيز والتحفيز واملراجعة واملصاحبة الدائمة واملستمرة لهؤالء.
ومن ثم ،تنطلق البيداغوجيا الفارقية من االقتناع القائل أن" أطفال الفصل الواحد
يختلفون في صفاتهم الثقافية واالجتماعية واملعرفية والوجدانية ،بكيفية تجعلهم
غير متكافئي الفرص أمام الدرس املوحد الذي يقدمه لهم املعلم .ويؤول تجاهل
املدرس لهذا املبدإ إلى تفاوت األطفال في تحصيلهم املدرس ي .وتأتي البيداغوجيا
الفارقية للتخفيف من هذا التفاوت .ويعرف لوي لوگران()Louis Legrand
البيداغوجيا الفارقية كاآلتي ":هي تمي تربوي ،يستعمل مجموعة من الوسائل
التعليمية -التعلمية ،قصد إعانة األطفال املختلفين في العمر والقدرات
215
والسلوكيات ،واملنتمين إلى فصل واحد ،من الوصول بطرائق مختلفة إلى األهداف
نفسها ".76
" تتمثل البيداغوجيا الفارقية في وضع الطرائق واألساليب املالئمة للتفريق بين
األفراد ،والكفيلة بتمكين كل فرد من تملك الكفايات املشتركة (املستهدفة من قبل
املنهج) .فهي سعي متواصل لتكييف أساليب التدخل التربوي تبعا للحاجيات
الحقيقية لألفراد املتعلمين .هذا هو التفريق الوحيد الكفيل بمنا كل فرد أوفر
حظوو التطور واالرتقاء املعرفي"77.
ومن جهة أخرى ،يعرفها عبد الكريم غريب بأنها" إجراءات وعمليات تهدف إلى جعل
التلميذ متكيفا مع الفوارق الفردية بين املتعلمين ،قصد جعلهم يتحكمون في
األهداف املتوخاة"78.
-76نفسه ،ص.55-54:
77-Mourad Bahloul : La pédagogie de la différence: l’exemple de l'école tunisienne , M.
-78عبد الكريم غريب :املنهل التربوي ،الجزء الثاني ،منشورات عالم التربية ،دار النجا الجديدة ،الدار
البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2006م ،ص.728:
216
املنحدرين من أسر فقيرة أم تمثالت املنحدرين من أسر غنية؟ إن األخذ بنظرية
الشفرتين لبرنشتاين ( )Basil Bernsteinيسقطنا في نوع من التعميم؛ بينما يؤدي
األخذ بنتائج أبحان دوكري( )Duccret. Bإلى قناعات وتأكيدات فجة79" .
بمعنى أن نظرية برنشتاين تذهب إلى أن الفقراء يوظفون شفرة ضيقة ومحدودة على
مستوى التواصل اللغوي؛ مما يجعلهم هذا الواقع في وضعية صعبة على مستوى
األداء واإلنجاز والكتابة؛ حي ال يستطيعون التعبير بسهولة وثراء وغنى ،كما هي
شفرة األغنياء التي تتميز باالتساع وال راء على مستوى املعجم ،والثقافة ،والخبرة؛
مما يؤهلهم ذلك إلى التفوق والنجا في دروسهم.
-79العربي اسليماني ورشيد الخديمي :قضايا تربوية ،منشورات عالم التربية ،مطبعة النجا الجديدة،
الدار البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2005م ،ص.72-71:
217
أجل التقوية في مادة دراسية ما ،أو تعلم لغات معينة ،أو استيعاب ما صعب على
املتعلم في املواد العلمية أو األدبية أو الفنية أو التقنية .ونحن لسنا ضد التعليم
الخصوص ي؛ ألنه ضرورة واقعية أمام تدني مستوى التعليم ،وتحكم الخريطة
املدرسية في نسبة النجا ،ولكن ننص املدرسين بعدم تقديم ساعات إضافية
لتالمذتهم في الفصل؛ إذ يمكن لهم أن يقدموا ساعات خصوصية ملتعلمين آخرين
من غير متعلميهم رغبة في تحقيق العدالة ،و املساواة ،واإلنصاف ،وتكافؤ الفرص.
الدعم اإللكتروني والرقمي :هو ذلك الدعم الذي يكون عن طريق الحاسوب
الرقمي ،بتقديم مجموعة من الدروس والتمارين بطريقة مجانية ،عبر آلة الحاسوب
أو اإلنترنيت.أي :يتعلم التلميذ بواسطة البرمجة الرقمية؛ فيتمرن على األنشطة
الدراسية ،ثم يراجع دروسه ويتعلمها بإنجاز التمارين واألنشطة التي يقدمها
الحاسوب على الشاشة.
الدع ــم الفردي أو الجماعي :عندما يكون الدعم مرتبطا بفرد واحد يسمى بالدعم
الفردي .وعندما يكون موجها إلى أك ر من فرد واحد يسمى بالدعم الجماعي .ومن هنا،
فقد يكون الدعم املدرس ي موجها إلى فرد واحد ،أو يقوم به مدرس واحد ،أو يختار
218
املدرس عريفا أو تلميذا نجيبا ليقوم بدعم زمالئه من املتعلمين داخل الفصل
الدراس ي الواحد ،سواء أكان املدعم تلميذا واحدا أو تلميذين أو جماعة .ويكون هذا
الدعم بشر الدرس وتبسيطه وتوضيحه ،واإلكثار من األنشطة والتمارين الداعمة
لتقوية الذاكرة التعلمية لدى املتعلم ،أو تاجيعه على القيام باألعمال والواجبات
الدراسية ،أو مساعدته على توظيف موارده أثناء مواجهته مجموعة من الوضعيات
السهلة أو الصعبة أو املعقدة أو املركبة.
الدعم التربوي الداخلي أو الخارجي :يقصد بالدعم الداخلي ذلك الدعم التربوي
الذي ينجزه املدرس داخل الفصل أو القسم الدراس ي ،بإعادة الدرس أو شرحه أو
توضيحه ،أو اإلكثار من التمارين الداعمة .ويكون الدعم خارجيا حينما يقدم في
أوقات الفراو داخل املؤسسة التربوية ،إما في مكتبة ما ،وإما في فصل دراس ي
مخصص للدعم ،يسهر عليه مجموعة من املدرسين في مواد مختلفة .وقد يكون هذا
الدعم الخارجي في مؤسسة خصوصية ما ،أو في مكان ما تسهر عليه جمعية مدنية ،
أو في امل زل؛ حي يقوم الوالدان بتعليم أوالدهما املتع رين أو املتأخرين تربويا،
بتقوية مكتسابتهم الدراسية ،ومساعدتهم على حل وضعياتهم اإلدماجية.
219
الدعم الفوري أو املرحلي أو الدائم :يكون الدعم الذي يزاوله املدرس للحد من
تع رات متعلمه إما دعما فوريا يرتبط بلحظة معينة ،فيسد الثغرات التي تؤثر سلبا في
املتعلم؛ وإما دعما مرحليا أو متدرجا اهدف إلى تجاوز صعوبات املتعلم بشكل مرحلي
في الزمان واملكان؛ وإما دعما دائما ومستمرا يقوم على تتبع املتع ر مصاحبة طول
الوقت ملساعدته على تجاوز أخطائه ،واألخذ بيديه لتفادي كل الصعوبات التي يمكن
أن تواجهه في أية لحظة مفاجئة.
الدعم باملعالجــة :يكون هذا الدعم بإيجاد حلول عملية وميدانية وواقعية،
ومعالجة ديدكتيكية داخلية أو خارجية إجرائية للحد من تع رات املتعلم ،بتصحيا
أخطائه وتاخيصها ،وتبيان أنواعها ،وتحديد مواطنها ،وتصحيحها وفق القواعد
الضابطة أو املرسومة .ويمكن أن تكون املعالجة فورية أو عبر املراحل من جهة ،أو
نفسانية واجتماعية من جهة أخرى.
وقد تمتد املصاحبة زمنيا ومكانيا إلى خارج املؤسسة التربوية ،بل تصل إلى امل زل.
بمعنى أن يتتبع املدرس تلميذه املتع ر حتى ينع في امتحانه ،ويحصل على ما يصبو
إليه ،بتجاوز كل الصعوبات والتع رات املمكنة التي تحول دون نجا املتعلم.
220
وقد تبنت فرنسا ،إبان املوسم الدراس ي(2009-2008م) ،سياسة مهمة في مجال
الدعم التربوي ،بتخصيص أستاذ للدعم ملصاحبة التالميذ في أثناء إنجاز واجباتهم
الدراسية ،ومساعدتهم على القيام بأنشطة التربية البدنية ،وتنظيم أوقات فراغهم،
ومساعدتهم على اكتساب اللغات األجنبية ،وتحفيزهم على العمل ،والنشاا،
واإلبداع.
ومن أهم هذه املذكرات واملراسالت الوزارية التي تتعلق بالدعم التربوي املذكرة
الوزارية رقم 138بتاريخ 1997/10/20م التي تحمل عنوان (الدعم التربوي).وهنا
مذكرة رقم 168في أكتوبر1997م للتنصيص على تأسيس مديرية الدعم التربوي،
وتحديد مجموعة من أنواع الدعم؛ مثل:
الدعم املندمج :هو الدعم الذي ينجز داخل الفصول الصفية؛حي يقدم
أو التقوية أو املدرس مجموعة من الدروس واألنشطة والتمارين الداعمة للتعوي
الشر والتوضيا قصد الرفع من مستوى املتعلم نحو األفضل ،وتطبيق ملبدأ
التغذية الراجعة أو الفيدبا لتجويد الدرس أو تحسين الدرس التعليمي املقدم
لتالميذ الفصل .
221
الدعم املؤسس ي أو املؤسساتي :هو ذلك الدعم الذي ينجز داخل فضاء
املؤسسة التربوية ،بتخصيص أقسام أو أمكنة معينة للدعم ،يقوم به مدرسون أو
إداريون أو أطر تنتدبهم جمعيات مدنية ملساعدة املتعلمين ،وعالج تع رهم ،وإيجاد
حلول ناجعة للصعوبات التي يواجهونها في أقسامهم الدراسية.
الدع ــم الخارجي :هو ذلك الدعم الذي يقدم خارج املؤسسة التربوية لتقوية
مستوى املتع رين أو املتخلفين أو ذوي الحاجيات الخاصة ،في إطار عالقات تشار
مع الفاعلين الخارجيين ،وضمن مشاريع املؤسسة التي يصادق عليها مجلس التدبير.
وقد نشرت الوزارة كذلك كتابا مرجعيا في الدعم ،80وطبعته في كتاب سنة 1999م،
صدر عن مطبعة النجا الجديدة بالدار البيضاء بعنوان (كتاب مرجعي في الدعم
التربوي).
وهنا مراسلة وزارية أخرى تحت رقم 233-14بتاريخ 11دجنبر2014م تتعلق بمنع
الساعات الخصوصية أو اإلضافية ،وتعويضها بساعات التقوية والدعم .وتبعتها
مراسلة أخرى خاصة بالدعم التربوي املؤسساتي الرقمي تحت رقم 032-15الصادرة
بتاريخ 19مارس2015م.
ويمكن الحدي أيضا عن (دليل الاياة املدرسية) الذي يتحدن كذلك عن الدعم
مباحثه؛ ملا له من آثار إيجابية في إغناء الحياة املدرسية ماديا التربوي في بع
ومعنويا ،وإثرائها تربويا وتعليميا.81
-80زارة الـتــرب ـيــة ال ــوط ـن ـيـة ،اللـجـن ــة الـم ــرك ــزيــة للـدع ــم الـتــربــوي :ك ـتــاب مــرج ـع ــي في الـدع ــم ال ـت ــرب ــوي،
مـط ـب ـع ــة النـج ــا ال ـج ــدي ــدة ،الدار البيضاء ،املغرب ،طبعة 1999م.
222
ثامنا ،تدبيرالدعم التربوي وتنفيذه:
تستلزم عملية الدعم التربوي أو املدرس ي أن يقوم املدرس بعدة عمليات إجرائية
للحد من تع رات املتعلم ،ويمكن حصرها في الخطوات املنهجية التالية:
التوقف عند التع رات والصعوبات التي تعوق نمو املتعلم ،وتحول بينه وبين
تحصيل النجا ،كأن نتوقف ـ مثال -عند صعوبات الحفظ والتذكر واالسترجاع ،أو
صعوبات الفهم واإلدرا ،أو صعوبات التحليل ،أو صعوبات التطبيق ،أو صعوبات
التقويم ،أو صعوبات التوظيف واستثمار املوارد املكتسبة ،أو صعوبات إدماج
املعارف والتقنيات واملوارد ومعلومات الدرس.
تحديد مجال التع رات ،كأن يكون املجال معرفيا ذهنيا ،أو مجاال عاطفيا
وجدانيا ،أو مجاال حسيا -حركيا.
تصنيف التع رات بشكل واض دقيق ،وترتيفها عبر سلم األولوية واألهمية
والتدرج والخطورة ،كأن نبين أن ثمة تع رات نفسية ،أو اجتماعية ،أو إعاقية ،أو
صوتية ،أو صرفية ،أو إمالئية ،أو تركيبية ،أوداللية ،أو بالغية ،أو تداولية ،أو
رقمية ،أو كتابية ،أو تقنية ،أو مهارية ،أو منهجية...
تحديد أهداف الدعم وكفاياته األساسية والنوعية واإلجرائية .بمعنى التركيز على
الدعم الذي ينمي الكفايات األساسية ،مثل :كفاية القراءة ،وكفاية الكتابة ،وكفاية
الحساب ،وكفاية التحليل املنهجي ،وكفاية التعبير الشفوي والكتابي ،والكفايات
التواصلية ،والكفايات املعرفية ،والكفايات الثقافية ،والكفايات املنهجية،
االستعانة بالتغذية الراجعة.أي :يقوم املدرس -أوال -بتصحيا أخطائه التي يكون
قد ارتكفها في أثناء تقديم الدرس بسد الثغرات أو التع رات التي يكون لها آثار سلبية
في تعلمات التلميذ ،وتكون سببا مباشرا في تع رات املتعلم .ومن ثم ،يعيد املدرس
الدرس إما كليا أو جزئيا لتصحيا كل األخطاء التي يكون قد ارتكفها عبر مسار
الدرس ،وعبر مراحله املختلفة تاخيصا وتكوينا وتقويما.
تعويد املتعلم ،في أثناء أنشطة الدعم ،على التقويم الذاتي ،والتصحيا التعلمي
وفق شبكات التقويم املعدة لذلك ،والرجوع إلى مختلف الوثائق لبناء معارفه وخبراته
التعلمية من جديد ،وتعضيد مكتسباته الصفية ،وتصحيا زالته وأخطائه وتع راته.
224
تفريغ نتائج التقويم والتصحيا لتحديد املعالجة املناسبة لذلك املتعلم :هل
تكون املعالجة فورية ،أو معالجة مرحلية ،أو معالجة مستمرة ودائمة؟
بناء دروس تعليمية -تعلمية وفق بيداغوجيا الدعم التي تربط الدرس بالتقويم
املستمر والدعم املسند وفق املنظور املندمج ،أو املنظور املؤسساتي ،أو املنظور
الخارجي.
ويعني هذا كله أن للدعم التربوي ثالن خطوات منهجية أساسية تتمثل فيما يلي:
البح عن أسباب التع ر ،هل هي تربوية أو نفسية أو اجتماعية من جهة ،أو هي
مرتبطة باملتعلم نفسه أو بالعملية التعليمية داخل القسم ،أو باملؤسسة وظروفها
الداخلية والخارجية؟
تخطيط عمليات الدعم بشكل إجرائي ،وتنفيذها حسب التع رات املرصودة
وأسبابها.
ففي املجال املعرفي ،خصصت حصص للدعم والتوليف للسلك االبتدائي ضمن
بيداغوجيا اإلدماج ،ويقوم بها املدرس داخل القسم ،ويسمى هذا بالدعم املبرمج في
املناهج الدراسية ،واالستعانة بآليات البيداغوجيا الفارقية للحد من الصعوبات
225
والتع رات املمكنة؛ واالستفادة كذلك من بيداغوجيا األخطاء لتصحيا ما ارتكبه
املتع ر من أخطاء وأغالا ،واإلكثار من األنشطة الداعمة الهادفة واملفيدة؛
ومراجعة الدروس بشكل جيد ،من خالل تلخيصها وكتابة تقارير عنها ،باعتماد
منهجية متسقة ومنسجمة؛ وتقديم العون للمتعلمين الذين يوجدون في الداخليات
من قبل املدرسين أو اإلداريين أو املتطوعين الذين تختارهم جمعيات مدنية ؛ أو
االشتغال في جماعات وفرق تربوية يسيرها عريف مجتهد يقوم بدور املدرس .فضال
عن تدخل مجلس التدبير باقترا مشاريع وشراكات يكون هدفها دعم املتعلم تعليميا
وتربويا ،وتكليف املتعلمين باألبحان العلمية واملشاريع الثقافية والببليوغرافية.
أما فيما يتعلق بالجانب النف ي والوجداني ،البد من تاجيع املتع رين على التشب
بمواقفهم اإليجابية ،والتركيز على مواطن القوة لداهم ،وتحبيفهم في املدرسة،
وتاجيعهم على املبادرة وتحمل املسؤولية ،وتطبيق دينامية الجماعة ،وتفعيل آليات
التواصل اللفظي وغير اللفظي ،واألخذ بالتفاعل االجتماعي البناء واملثمر ،وتعويد
املتعلم على اإلنصات ،والتركيز ،واالنتباه...
أما فيما يتعلق بالجانب الح ي -الحركي ،ياجع املدرس املتع رين على التقليد
واملحاكاة واإلعادة املتكررة من أجل التحكم في املهارات املعينة...
وفي ما يتعلق بالجانب املؤسساتي ،البد من تكوين أطر كفئة في مجال التدبير اإلداري
واملالي ،وفي مجال النف ي واالجتماعي والتربوي ،وتوفير البنيات التحتية املالئمة
لتعليم جيد ،وخلق مشاريع املؤسسة التي ترتكز على الدعم التربوي ،والدخول في
شراكات متنوعة تهم املجال الدعم املدرس ي ،ثم تحسين الظروف املادية واالقتصادية
226
لألسر املعوزة ،وإزالة كل العوائق التي تحول دون تحصيل تعليم جيد ،وهادف ،
ومثمر.
227
-املتطوعون الدعم - (ضعف -بطاقات -صعوبات
-اإلعالم الهادف التحصيل التصحيا منهجية
-الحاسوب الدعم - املدرس ي- الذاتي -صعوبات
الرقمي الكفائي التع ر- واملوضوعي موقفية
-املكتبات الدعم - الرسوب)... وانفعالية
العامة اإلدماجي -صعوبات
والخاصة القياس - حسية -حركية
-الجماعات واالختبار -صعوبات
من املتعلمين والتقويم إدماجية
والروائز ...
228
.................. .................. .................. .................. الدعم
الفوري
................ ................. ................. .................
وخالصة القول ،يتبين لنا ،مما سبق ذكره ،أن الدعم التربوي باألقسام املشتركة
عملية تعليمية ،وتربوية ،ونفسية ،واجتماعية ؛ يكون الهدف منها تصحيا املسار
التعلمي عند املتعلمين الذين يعانون صعوبات مختلفة ومتنوعة في أثناء تواجدهم في
الصف الدراس ي.
وبتعبير آخر ،يبدو أن الدعم التربوي عبارة عن مساعدة وقائية تصحيحية وعالجية،
في شكل مساعدة فورية أو متدرجة أو دائمة إلنقاذ املتعلم دراسيا ،وتقوية تعلماته
املعرفية ،وتثبيت مواقفه الوجدانية ،وتعزيز أنشطته الحسية – الحركية .والهدف
من هذا كله هو الترقية بمستواه الكفائي كما وكيفا ،ومساعدته على استخدام
قدراته ومواهبه وميوله للتكيف مع الوضعيات الدراسية املعطاة.
229
ومن جهة أخرى ،اليمكن الحدي عن الدعم إال بعد عمليات اإلنجاز والتقويم
واملعالجة .ومن ثم ،تخضع عملية الدعم ملجموعة من الخطوات اإلجرائية ،مثل:
التخطيط ،والتدبير ،والتقويم ،والتاخيص ،واملعالجة ،والفيدبا ،واملواكبة،
والتتبع الفوري أو املتدرج أو الدائم املستمر للمتعلم حسب مجاالت التع ر.
ويالحظ كذلك أن بيداغوجيا الدعم لها عالقة وثيقة الصلة ببيداغوجيا األخطاء،
والبيداغوجيا الفارقية ،وبيداغوجيا التعاقد ،وبيداغوجيا الذكاءات املتعددة،
والبيداغوجيا اإلبداعية ،وبيداغوجيا األهداف ،وبيداغوجيا الكفاءات...
230
خاتمة
وخالصة القول ،يتبين لنا ،مما سبق ذكره ،أن ظاهرة األقسام املشتركة ،أو األقسام
ذات املستويات املتعددة ،ظاهرة تربوية معقدة ومركبة في منظومتنا التربوية
بلدان العالم .ويتمثل منشأ هذه املغربية؛ بل هي ظاهرة طبيعية قد عرفتها بع
الظاهرة في أن الدولة عاجزة ماليا وماديا وبشريا عن توفير تعليم موحد جيد لكل
التالميذ .وقد عرف املغرب هذه الظاهرة قديما وحديثا .بيد أنها قد استفحلت ،بك رة
وسرعة ،في العقود األخيرة من القرن العشرين وسنوات األلفية الثالثة.
أو تتقلص كما وعدت ويالحظ أن نسبة األقسام املشتركة في املغرب ال تنخف
بذلك وزارة التربية الوطنية ،بل تتفاقم بشكل كبير ،وترتفع وتيرتها بطريقة تزايدية
تصاعدية من سنة إلى أخرى؛إذ بلغت %20في إحصاء 2006 -2005م ،وحوالي % 22
في الدخول املدرس ي 2007-2006م.ناهيك عن كون هذه الظاهرة لم تقتصر على
مستويين دراسيين فقط ،بل تجاوزت الحد القانوني إلى ثالثة مستويات دراسية ،بل
إلى ستة مستويات؛ مما أثر سلبا في املردودية التحصيلية عند تالميذ األقسام
املشتركة بصفة عامة ،مقارنة بالتحصيل الدراس ي لدى املتعلمين في األقسام العادية
بالحواضر .
وقد اهتمت الدولة بهذه الظاهرة منذ سنوات التسعين من القرن املاض ي ،بإصدار
مجموعة من املذكرات التنظيمية والدالئل التربوية بغية وضع منظومة تربوية
وتدريسية واضحة لهذه األقسام غير العادية .وقد بينت بشكل مفصل طبيعة
منهجية التدريس في هذه األقسام ،من خالل اقترا مجموعة من الجذاذات
املتجانسة ،وشبه املتجانسة ،واملختلفة.
231
وعلى العموم ،فمازالت األقسام املشتركة تطر صعوبات تربوية وتدريسية من جهة،
وصعوبات نفسية واجتماعية وثقافية ولغوية من جهة أخرى .ومن ثم ،تحتاج هذه
الظاهرة الالفتة لالنتباه إلى حلول نسقية متكاملة ووظيفية ملعالجتها بشكل تدخلي
جدي تفكيكا وتركيبا.
وتأسيسا على ما سبق ،نجمل صعوبات األقسام املشتركة ومختلف مشاكلها فيما
يلي:
/1ظاهرة االكتظاو ،ويطر هذا األمر مشكال كبيرا متعلقا بمدى كفاية التجهيزات
والوسائل التعليمية لكل املتعلمين .ثم ،كيفية االستفادة منها؛
/5وجود صعوبات تعود إلى عدم التجانس على مستوى وضعيات التعلم ،وأنماا
العمل ،وإستراتيجيات التعلم ،وعلى مستوى توظيف املقاربات املنهجية بكيفية
مالئمة لكل مادة ولكل مستوى دراس ي؛
232
/6صعوبات تتمثل في العجز عن تنويع األدوات التعليمية لندرتها وغيابها في األقسام
املشتركة؛
/8صعوبات املتعلم التي تعود إلى عدم قدرته على استيعاب درس في وقت قياس ي
وسط قسم يجمع عدة مستويات ،مع كل ما يتطلبه ذلك من تركيز واهتمام؛
واليمكن حل هذه املشاكل التربوية والتعليمية إال بالصبر والجد والعمل الدؤوب،
وتطبيق التربية اإلبداعية ،واألخذ بالتربية الدامجة ،وتطبيق التربية الفارقية،
واالسترشاد بالتربية الداعمة ،واالستفادة من نظرية التصميم الشامل في التعلم.
233
ثبت املصادرواملراجع
القرآن الكريم برواية ورش عن نافع عن األزرق.
املعاجم التربوية:
-1أحم ــد أوزي :املعج ــم املوس ــوعي لعل ــوم التربي ــة ،مطبع ــة النج ــا الجدي ــدة ،ال ــدار
البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2006م.
-2عبــد الكــريم غريــب :املنهــل التربــوي ،الجــزء األول ،منشــورات عــالم التربيــة ،مطبعــة
النجا الجديدة ،الدار البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2006م.
املعاجم العامة:
-3اب ــن منظ ــور :لسـ ــان العـ ــرب ،الج ــزء الخ ــامس ،دار صـ ــادر ،بي ــروت ،لبن ــان ،طبعـ ــة
2003م
-5أحمد فؤاد األهواني :التربية في اإلسالم ،دار املعارف ،القاهرة ،مصر ،الطبعة
األولى سنة 1968م.
-6جميل حمداوي :من قضايا التربية والتعليم ،منشورات الزمن ،الرباا ،املغرب،
الطبعة األولى سنة 2005م.
-7جميل حمداوي :من مستجدات التربية الاديثةواملعاصرة ،منشورات الزمن،
سلسلة شرفات ،رقم ،23:الرباا ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2008م.
234
-8جميل حمداوي :مجزوءات التكوين في التربية والتعليم ،أفريقيا الشرق ،الدار
البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2013م.
-9سالم كويندي :املسرح املدرس ي،مطبعة نجم الجديدة ،الجديدة ،املغرب ،الطبعة
األولى سنة 1989م.
-10عبد العليم إبراهيم :املوجا الفاي ملدرس ي اللغة العربية ،دار املعارف ،القاهرة،
مصر ،الطبعة السادسة 1968م.
-12غي آفانزيني :الجمود والتجديد في التربية املدرسية ،ترجمة :الدكتور عبد هللا
عبد الدائم ،دار العلم للماليين ،بيروت ،لبنان ،الطبعة األولى سنة 1981م.
-14محمد كامل عبد الحفيظ :أساسيات إدارة األعمال ،دار الخلود للتران،
القاهرة ،مصر ،الطبعة األولى سنة 2010م.
-16ميلود التوري :القسم املشترك نحو مقاربة فارقية ،أنفوبرانت ،فاس ،املغرب،
الطبعة األولى سنة 2002م.
235
املراجع املترجمة إلى اللغة العربية:
-17بيداغوجيا اإلدماج ،ترجمة :لحسن بوتكالي ،منشورات مجلة علوم التربية،
مطبعة النجا الجديدة ،الدار البيضاء ،املغرب ،الطبعة الثانية2009 ،م.
املراجع األجنبية:
21- Mourad Bahloul : La pédagogie de la différence: l’exemple de
l'école tunisienne , M. Ali Editions, 2003 .
236
املق ــاالت:
-24أحم ــد لعم ــي( :األقس ــام املتع ــددة املس ــتويات بالع ــالم الق ــروي :الواق ــع واآلف ــاق)،
األقس ــام املتع ــددة املس ــتويات ،نح ــو فه ــم متع ــدد للظ ــاهرة ،جماع ــة م ــن الب ــاحثين،
مطبعة النجا الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2000م.
-25إيم ـ ـ ــان الك ـ ـ ــرود( :م ـ ـ ــن أج ـ ـ ــل ق ـ ـ ـراءة أفض ـ ـ ــل للص ـ ـ ــغار :مس ـ ـ ــر الق ـ ـ ــارئ) ،مجل ـ ـ ــة
املعرفـ ــة،اململكـ ــة العربيـ ــة السـ ــعودية ،العـ ــدد ،135:جمـ ــادى اآلخـ ــرة 1427هـ ــ،املوافق
لشهر يوليوز 2006م.
-26بوشــتى املشــرو ( :مقاربــة ديداكتيكيــة لواقــع األقســام املشــتركة مــن خــالل الــدليل
العمل ــي) ،األقس ــام املتع ــددة املس ــتويات ،نح ــو فه ــم متع ــدد للظ ــاهرة ،جماع ــة م ــن
الب ـ ــاحثين ،مطبع ـ ــة النج ـ ــا الجدي ـ ــدة ،ال ـ ــدار البيض ـ ــاء،املغرب ،الطبع ـ ــة األول ـ ــى س ـ ــنة
2000م.
-27الحس ــين البي ـرات( :األقس ــام املتع ــددة املس ــتويات نح ــو عط ــاء أفض ــل) ،األقس ــام
املتعـ ــددة املسـ ــتويات ،نحـ ــو فهـ ــم متعـ ــدد للظـ ــاهرة ،جماع ــة م ــن الب ــاحثين ،مطبع ــة
النجا الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2000م.
-28زمي ـ ــت بلقاس ـ ــم ( :طبيع ـ ــة التواص ـ ــل البي ـ ــداغوجي باألقس ـ ــام املش ـ ــتركة) ،جري ـ ــدة
االتحاد االشتراكي ،املغرب ،بتاريخ 5 :يونيو 1996م.
-29عبد الرزاق املجذوب( :األقسام املشتركة من" إشكال تربوي" إلى "اختيار
بيداغوجي") ،جريدة املساء ،املغرب22 ،أكتوبر2013م.
237
-30عبد العزيز أجنين( :تجربة في تدبير األقسام املشتركة) ،األقسام املتعددة
املستويات ،نحو فهم متعدد للظاهرة ،جماعة من الباحثين ،مطبعة النجا
الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2000م.
-31عبـ ـ ـ ــد القـ ـ ـ ــادر البرينصـ ـ ـ ـ ي ( :آراء فـ ـ ـ ــي األقسـ ـ ـ ــام املشـ ـ ـ ــتركة) ،األقس ـ ـ ـ ــام املتع ـ ـ ـ ــددة
املس ـ ــتويات ،نح ـ ــو فه ـ ــم متع ـ ــدد للظ ـ ــاهرة ،جماع ـ ــة م ـ ــن الب ـ ــاحثين ،مطبع ـ ــة النج ـ ــا
الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2000م.
-32عب ــد الع ــالي وحمي ــدو ( :األقس ــام املتع ــددة املس ــتويات ،كيفي ــة ت ــدبيرها) ،األقس ــام
املتعددة املســتويات ،منشـورات مجلـة علـوم التربيـة ،الربـاا ،املغـرب ،العـدد السـابع،
2000م.
-34لحسـن املـادي( :مـدخل بنـاء كفـاءة ،تـدبير األقسـام املشـتركة) ،األقســام املتعــددة
املس ـ ــتويات ،نح ـ ــو فه ـ ــم متع ـ ــدد للظ ـ ــاهرة ،جماعـ ــة مـ ــن الب ـ ــاحثين ،مطبعـ ــة النج ـ ــا
الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2000م.
-35لص ــبير عب ــد ال ــرحيم ( :األقس ــام املش ــتركة ب ــين ص ــالبة الواق ــع ومناقش ــة الخط ــاب
التبريري) ،جريدة االتحاد االشتراكي ،املغرب ،بتاريخ 31 ،يناير 1996م.
-36محمـ ـ ــد أفـ ـ ــاديس( :قـ ـ ـراءة فـ ـ ــي ظـ ـ ــاهرة األقسـ ـ ــام املشـ ـ ــتركة) ،األقسـ ـ ــام املتع ـ ـ ــددة
املس ـ ــتويات ،نح ـ ــو فه ـ ــم متع ـ ــدد للظ ـ ــاهرة ،جماعـ ــة مـ ــن الب ـ ــاحثين ،مطبعـ ــة النج ـ ــا
الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2000م.
238
-37محمـد السـباعي ( :األقسـام املشـتركة :محاولــة لفهـم الظـاهرة) ،األقســام املتعــددة
املس ـ ــتويات ،نح ـ ــو فه ـ ــم متع ـ ــدد للظ ـ ــاهرة ،جماعـ ــة مـ ــن الب ـ ــاحثين ،مطبعـ ــة النج ـ ــا
الجديدة ،الدار البيضاء،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2000م.
-42وزارة التربية الوطنية املغربية :الدليل العملي لألقسام املشتركة ،السك األوملن
التعليم األساس ي ،دار النشر املغربية ،الدار البيضاء ،املغر ب ،الطبعة األولى سنة
1991م.
-43وزارة التربية الوطنية املغربية :الدليل العملي لألقسام املشتركة ،السنة األولى
من التعليم األساس ي ،دار النشر املغربية ،الدار البيضاء1995 ،م.
239
-45وزارة التربية الوطنية :كراس التكوين الذاتي :تدبير األقسام املتعددة
املستويات ،الطبعة األولى سنة 1997م.
-47وزارة الـتــرب ـيــة ال ــوط ـن ـيـة ،اللـجـن ــة الـم ــرك ــزيــة للـدع ــم الـتــربــوي :ك ـتــاب مــرج ـع ــي في
الـدع ــم ال ـت ــرب ــوي ،مـط ـب ـع ــة النـج ــا ال ـج ــدي ــدة ،الدار البيضاء ،املغرب ،طبعة
1999م.
-50وزارة التربية الوطنية :دليل الاياة املدرسية ،الرباا ،املغرب ،الطبعة األولى
سنة 2009م.
-51وزارة التربية الوطنية :الدليل املنهجي لدعم النجاح املدرس ي ،الرقم ،1مطبعة
النجا الجديدة ،الدار البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2013م.
-52وزارة التربيــة الوطنيــة املغربيــة :مجــزوءة تكــوين الطلبــة األســاتذة بمراكــزتكــوين
املعلمين في تدبيرالقسم املشترك وفق بيداغوجيا اإلدماج ،ب.ت.
240
السيرة العلمية لجميل حمداوي:
-حاصل على دبلوم الدراسات العليا سنة 1996م في موضوع (العنوان في الشعر
العربي الاديث واملعاصرنحو مقاربة سيميائية) بميزة حسن جدا.
-حاصل على دكتوراه الدولة سنة 2001م في الرواية ،وكان موضوع األطروحة (
مقاربة النا املوازي في روايات بنسالم حميش) بميزة حسن جدا.
-حاصل على إجازتين :األولى في األدب العربي ،والثانية في الشريعة والقانون .كما تابع
دراساته الجامعية في الفلسفة وعلم النفس وعلم االجتماع بكليتي اآلداب بفاس
وتطوان.
241
-أستاذ التربية الخاصة والعامة ،وأستاذ علم التدريس في اللغة العربية ،وعلوم
التربية باملركز الجهوي ملهن التربية والتكوين بالجهة الشرقية (وجدة/املغرب).
-كان سابقا أستاذ األدب الرقمي ومناهج النقد األدبي بماستر الكتابة النسائية بكلية
اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان.
-كان سابقا أستاذ الرواية ومناهج مابعد الحداثة وعلم التحقيق بماستر الن ر العربي
القديم بكلية اآلداب تطوان.
-كان سابقا أستاذ الصحافة بماستر الترجمة والتواصل والصحافة بمدرسة فهد
العليا بطنجة (املغرب).
املتوسط بالكلية املتعددة -كان سابقا أستاذ مادة حضارات البحر األبي
التخصصات بالناظور.
-يدرس -اآلن -علم النفس التربوي ،وعلوم التربية ،ومناهج البح التربوي ،وطرائق
التدريس ،واإلحصاء التربوي ،ومناهج البح التربوي.
-يعد من املنظرين العرب األوائل للقصة القصيرة جدا ،والكتابة الشذرية ،والبالغة
الرحبة ،والصورة السردية... ،
242
دراسة األدب الرقمي ،واملقاربة الكوسمولوجية في دراسة العوالم املمكنة ،واملقاربة
الهايكية في دراسة شعر الهايكو ،واملقاربة املقاصدية في دراسة مقاصد األدب،
واملقاربة الفيزيائية في دراسة حركة الشعر ،والبيداغوجيا اإلبداعية في مجال التربية
والتعليم ،ومقاربة البالغة الرحبة في دراسة الصور السردية ،واملقاربة الطوبيقية في
دراسة املواضع الحجاجية...
243
االجتماعية والقانونية ،وسيميولوجيا الهجرة املغربية ،و جاج الخطاب السياس ي،
والحرب العادلة أو الحرب األخالقية املشروعة في منظور العالقات الدولية ،وهل من
مستقبل لألحزاب السياسية في الوطن العربي؟ واملقاربة الثقافية أساس التنمية
والحكامة الجيدة ،وعلم االجتماع اإلداري ،وأثر التقلبات السياسية العربية الراهنة
في السلو االجتماعي ،ومقاربة سوسيو-سياسية ،وجهود ماكس فيبر في مجال
السوسيولوجيا ،وسوسيولوجيا النخب(النخبة املغربية أنموذجا) ،وسوسيولوجيا
الثقافة ،و هل هنا حرب عادلة؟ ،إلا...
-له موقع إلكتروني مجاني يضم كتبا عديدة موجهة للباحثين والطلبة للتحميل
بعنوان( موقع الثقافة ل جميع)
Hamdaoui.ma
-حصل على جائزة مؤسسة املثقف العربي (سيدني/أستراليا) لعام 2011م في النقد
والدراسات األدبية.
244
-رئيس الهيئة العربية لنقاد القصة القصيرة جدا.
-ترجمت مقاالته ودراساته إلى اللغة الفرنسية ،واللغة الفارسية ،واللغة الكردية،
والبنغالية ،واألندونيسية...
245
-ألف ( ) 800كتاب ور ي وإلكتروني في تخصصات متعددة.وبهذا ،يكون أك ر إنتاجا
في الثقافة العربية اإلسالمية .
-منا جميل حمداوي لقب شخصية العام من أفضل مائة شخصية مؤثرة في العالم
لعام 2021م من قبل الجامعة الدولية لإلبداع والعلوم اإلنسانية والسالم بين
الشعوب.
-نشر الباح مقاالته في املجالت املغربية ( مجلة ضفاف -مجلة املجرة -مجلة
فضاءات مغربية -مجلة فكر -مجلة املقاومة وجيي التحرير املغربي -مجلة فكر
ونقد -مجلة علوم التربية -مجلة آفاق -مجلة إيقاو -مجلة الحياة املدرسية -مجلة
الفرقان -مجلة رهانات -مجلة التذكرة -مجلة نغم -مجلة كتابات -مجلة الحياة
الفنية-مجلة أدليس-مجلة نوافذ -مجلة األزمنة الحديثة-مجلة التاريخ العربي-مجلة
امللتقى -مجلة طنجة األدبية -مجلة شؤون إستراتيجية -مجلة لكل النساء -مجلة
اهتمامات تربوية – مجلة دعوة الحق -مجلة أمل -مجلة رهانات -مجلة مدارات
التربية والتكوين -مجلة اإلدارة التربوية -مجلة الذاكرة الوطنية -ومجلة الغنية،
ومجلة الثقافة املغربية.)...
-نشر في املجالت العربية والخليجية ،مثل :مجلة الكويت (الكويت) ،ومجلة عالم
الفكر(الكويت) ،ومجلة الراوي(السعودية) ،ومجلة الفيصل (السعودية) ،ومجلة
الشؤون التربوية (الكويت) ،ومجلة األدب اإلسالمي ( السعودية) ،ومجلة جريدة
الفنون( الكويت) ،ومجلة عشتروت (سوريا) ،ومجلة الكرمل( فلسطين) ،ومجلة
املجلة العربية (السعودية) ،ومجلة العربي (الكويت) ،ومجلة نزوى (عمان)،ومجلة
البيان (الكويت) ،ومجلة الجوبة (السعودية) ،ومجلة التساما (سلطنة عمان)،
246
ومجلة الغدير(لبنان) ،ومجلة الفرقان (األردن) ،ومجلة اآلطام (السعودية) ،ومجلة
شانؤ (كوردستان) ،ومجلة (هةنار) كوردستان ،ومجلة الدوحة (قطر) ،ومجلة
حوليات التران (الجزائر) ،ومجلة أبعاد (السعودية) ،ومجلة اإلشراق (العراق)،
ومجلة املنهاج (لبنان) ،ومجلة املسر العربي (اإلمارات العربية املتحدة) ،ومجلة
إبداع (مصر) ،ومجلة املعرفة(السعودية) ،ومجلة الرافد (اإلمارات العربية املتحدة)،
ومجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية(الكويت)،ومجلة الحياة املسرحية(سوريا)،
ومجلة الفيصل األدبية (السعودية) ،ومجلة جرش الثقافية (األردن) ،ومجلة
سيميائيات (الجزائر) ،ومجلة قضايا إستراتيجية (تونس) ،ومجلة املسر (الشارقة)،
ومجلة العربية والترجمة (لبنان) ،ومجلة الجسرة (قطر) ،ومجلة كتابات معاصرة
(لبنان) ،ومجلة العربية والترجمة (لبنان) ،ومجلة عتبات الثقافية (مصر) ،ومجلة
الصورة واالتصال(الجزائر) ،ومجلة الكلمة (لبنان)،ومجلة لسان العرب (ليبيا)،
.وسردم العربي(كردستان) ،ومجلة قصص(تونس) ،ومجلة املستقبل العربي (لبنان)،
ومجلة اإلمارات الثقافية (اإلمارات) ،والحياة الثقافية (تونس)،ومجلة اإلصال
اإللكترونية (تونس) ،ومجلة الرقيم(العراق) ،ومجلة أيقونات (الجزائر) ،ومجلة رؤية
سينمائية (اإلمارات العربية املتحدة) ،ومجلة (املوقف األدبي) السورية ،ومجلة
(قصص) تونس ،ومجلة الحرس الوطني(السعودية) ،ومجلة العالم (السعودية)،
ومجلة فصول (مصر) ،ومجلة سمات(البحرين) ،ومجلة املنافذ الثقافية (لبنان)،)...
ومجلة الفكر العربي املعاصر(لبنان)،ومجلة جيل العلوم اإلنسانية واالجتماعية
(الجزائر) ،ومجلة (األقالم) العراق،ومجلة شؤون عربية (مصر) ،ومجلة جرش
الثقافية (األردن) ،ومجلة أدب ونقد (مصر) ،ومجلة االجتهاد املعاصر (لبنان)،
ومجلة أقالم عربية(اليمن) ،ومجلة أبحان ودراسات تربوية(لبنان) ،ومجلة فرقد
247
اإلبداعية (السعودية) ،ومجلة دراسات معاصرة(الجزائر)( ،مجلة الطفولة العربية)
الكويت ،ومجلة االستغراب(لبنان) ،ومجلة شؤون األوسط (لبنان) ،وصحيفة فنون
الخليج (السعودية) ،ومجلة الفيصل (السعودية) ،ومجلة جيل الدراسات السياسية
والعالقات الدولية (لبنان) ،ومجلة (املوقف األدبي) سورية ،ومجلة دراسات
استشراقية (لبنان) ،ومجلة (شرفات) (العراق) ،ومجلة (أقالم عربية) (اليمن)،
ومجلة (ضفاف عربية) العراق ،ومجلة (أبحان ودراسات تربوية) لبنان ،ومجلة
(جيل) لبنان...
-نشر أيضا مقاالته في املجالت العاملية ( مجلة العرب األسبوعي ( لندن) ،ومجلة
الكلمة ( لندن) ،صوت العروبة(الواليات املتحدة األمريكية) ،ومجلة القلم األدبي
(لندن) ،ومجلة صدى املهجر(الواليات املتحدة األمريكية) ،ومجلة عالم الغد (ڤيينا
بالنمسا) ،وصحيفة العاملية (كاليفورنيا بالواليات املتحدة األمريكية) ،)...،ومجلة
جامعة ابن رشد (هولندا) ،ومجلة الزمان (لندن)...
-نشر مقاالته في الجرائد املغربية الوطنية ( االتحاد االشتراكي -العلم -طنجة األدبية
-روافد ثقافية -املنعطف الثقافي-الشمال -رسالة األمة-أنغميس -العالم األمازيري-
املنعطف -أﮔراو -يومية الناس -جريدة مالما ثقافية -جريدة الرأي املغربية -جريدة
التجديد-الجريدة التربوية -مرايا مغربية -جريدة الرأي الحر -بيان اليوم-العدالة
والتنمية -النهار املغربية -املنتدى األمازيري -عين على الفن -الشروق املغربية -األيام-
الفسحة-القصة املغربية -الخبر-املساء -أقالم املغرب -اقالم الغد -جريدة العاصمة-
األخبار.)......
-نشر مقاالت عدة في كثير من املواقع اإللكتورنية ،مثل :دروب ،واملثقف ،والوطن،
والحوار املتمدن،والندوة العربية ،واملثقف ،وملتقى شعراء العرب ،واملجلة العربية،
والفوانيس ،ومنبر دنيا الوطن ،وصوت العروبة ،والصحيفة ،وديوان العرب ،وأقالم
249
الثقافية ،وأفق الثقافي ،وفراديس ،وفضاءات ،وجدار ،ومنتدى مسرحيون ،ومسر
الطائف ،والتجديد العربي ،والقصة العربية ،والقصة العراقية ،ورجال األدب،
وعراق الكلمة ،وشعراء العراق ،وبوابة املغرب ،واتحاد كتاب اإلنترنت العرب،
والفوانيس ،واملناهل .....
-ومن أهم كتبه :الجديد في الدرس البالغي ،واالستغراب ،واالستعراب اإلسباني في
خدمة األدب العربي ،واالستشراق ،وسوسيولوجيا األسلوب ،ونحو املقاربة
الكوسمولوجية ،ومن هم البربر؟ ،والحكاية الشعبية األمازيغية ،والسرد األمازيري
بمنطقة الريف ،ومدخل إلى اللسانيات األمازيغية ،ولسانيات النص ،واألدب الرقمي،
والجهة في اللغة العربية ،واملقاربة امليديولوجية ،و سيميوطيقا التوتر ،وفقه
النوازل ،ومفهوم الحقيقة في الفكر اإلسالمي ،ومحطات العمل الديدكتيكي ،وتدبير
الحياة املدرسية ،وبيداغوجيا األخطاء ،ونحو تقويم تربوي جديد ،والشذرات بين
النظرية والتطبيق ،والقصة القصيرة جدا بين التنظير والتطبيق ،والرواية التاريخية،
تصورات تربوية جديدة ،واإلسالم بين الحداثة وما بعد الحداثة ،ومجزءات التكوين،
ومن سيميوطيقا الذات إلى سيميوطيقا التوتر ،والتربية الفنية ،ومدخل إلى األدب
السعودي ،واإلحصاء التربوي ،ونظريات النقد األدبي في مرحلة مابعد الحداثة،
ومقومات القصة القصيرة جدا عند جمال الدين الخضيري ،وأنواع املمثل في
التيارات املسرحية الغربية والعربية ،وفي نظرية الرواية :مقاربات جديدة،
وأنطولوجيا القصة القصيرة جدا باملغرب ،والقصيدة الكونكريتية ،ومن أجل تقنية
جديدة لنقد القصة القصيرة جدا ،والسيميولوجيا بين النظرية والتطبيق ،واإلخراج
املسرحي ،ومدخل إلى السينوغرافيا املسرحية ،واملسر األمازيري ،ومسر الشباب
باملغرب ،واملدخل إلى اإلخراج املسرحي ،ومسر الطفل بين التأليف واإلخراج،
250
ومسر األطفال باملغرب ،ونصوص مسرحية ،ومدخل إلى السينما املغربية ،ومناهج
النقد العربي ،والجديد في التربية والتعليم ،وببليوغرافيا أدب األطفال باملغرب،
ومدخل إلى الشعر اإلسالمي ،واملدارس العتيقة باملغرب ،وأدب األطفال باملغرب،
والقصة القصيرة جدا باملغرب،والقصة القصيرة جدا عند السعودي علي حسن
البطران ،وأعالم الثقافة األمازيغية...
-الهاتف النقال0672354338:
-الواتساب0672354338:
-اإليميلHamdaouidocteur@gmail.com:
Jamilhamdaoui@yahoo.fr
251
سيرة بالل داوود:
Bilaldaoud61@gmail.com
0661593972
أستاذ التعليم العالي مساعد باملركز الجهوي ملهن التربية والتكوين بجهة الشرق.
حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة عبد املالك السعدي ،كلية اآلداب والعلوم
وقد سبق أن نشر للكاتب مقاالت محكمة في املجالت الوطنية والدولية ،كما ساهم
العربية القديمة).
253
-15نحو تصور جديد ملراحل التدريس(التخطيط-التدبير-التنشيط-التقويم-
-19تكويناملدرسينوفقاملهاراتالحياتية(باالشترا ).
254
)3مجلة ريحان( ،اململكة األردنية) العدد الرابع 30 ،نوفمبر ،2020دراسة
)4مجلة آراء( ،املغرب) العدد الرابع ،مجلة علمية محكمة نصف سنوية ،يونيو
العربية في املدرسة املغربية خالل جائحة كورونا وفق نمط التعليم بالتناوب:
مالحظ ونماذج.
255
• مدير املركز املتوسطي للدراسات واألبحان.
واإلعالم).
• عضو فريق البح والتطوير الخاصة بإعداد عدة التكوين وتجويدها ،على
256
• عضو لجنة مراقبة الجودة (املديرية اإلقليمية للتربية والتكوين بالدريوش،
جهة الشرق).
العربي ،برلين-أملانيا.
والسالم).
• رئيس قسم البالغة والنقد األدبي واألدب املقارن بكلية العلوم اإلسالمية
• عضو هيئة تحرير مجلة املركز األوروبي لدراسات الشرق األوسط مقره
بأملانيا.
257
• عضو مراجعلمجلة دراسات إنسانية واجتماعية -دولية محكمة ،تصدر عن
واالجتماعية .
العربية املتحدة.
• عضو هيئة املساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع باملجلس اإلقليمي لعمالة
• عضو اللجنة العلمية في املؤتمر العلمي الدولي األول ،املنظم من قبل أكاديمية
258
ومنصة الديدكتيك للتدريب ،في موضوع" :التربية الخاصة :إشكاالت وحلول"،
• عضو الهيئة العلمية للكتاب الجماعي" :األمن الصحي كأحد مهددات األمن
املركز األملاني.
• عضو اللجنة العلمية في املؤتمر العلمي الدولي األول ،املنظم من قبل الرابطة
259
سيرة هشام ادرحو
➢ معلومات شخصية:
260
➢ دبلوم املدرسة العليا لألساتذة :تخصص الفلسفة 2004
➢ شهادة االجازة :تخصص علم االجتماع .2002
➢ شهادة البكالوريا :تخصص آداب عصرية .1998
الشهادات املهنية:
دبلوم املدرسة العليا لألساتذة ،يونيو .2004 -
➢ الخبرات املهنية:
261
أستاذ مكون باملركز الجهوي ملهن التربية والتكوين لجهة الشرق. -
نائب الكاتب العام للجمعية املغربية ملدرس ي الفلسفة – فرع الناظور. -
نائب الكاتب العام للجمعية املغربية لتوجيه التلميذ والدعم واالنصات. -
262
-مندوب سابق لجمعية االوراش االجتماعية املغربية – فرع بنمسيك الدار
البيضاء.
أمين مال سابق للعصبة املغربية األملانية – فرع الدار البيضاء. -
➢ اإلنتاجات العلمية:
املؤلفات العلمية:
سيرورات التعلم ورهانات التعليم ،منظورات تربوية جديدة ،منشورات مركز -
مقاربات ،كتاب جماعي من تنسيق محمد األزمي وعمر أكراص ي .الطبعة األولى
.2022
التربوي التدخلي بين النظرية والتطبيق ،سلسلة ملفات تربوية البح -
املقاالت العلمية:
-أي براديغم تنموي نريد؟ وأي مشروع مجتمعي-تربوي نسعى إليه؟مجلة أراء،
سلسلة العلوم اإلنسانسة واالجتماعية العددين السادس والسابع.2022 ،
-الريف التاريخ واملجال واإلنسان ،سلسلة دراسات أكاديمية محكمة دولية
متعددة التخصصات ،الناشر :املركز املتوسطي للدراسات واألبحان ،الجزء
السادس ،شتنبر .2021
-مقال :السياقات الناظمة للمنهاج الدراس ي للسلك االبتدائي ،مجلة مدارات
املركز الجهوي ملهن التربية والتكوين لجهة الشرق2021،.
-مقال :األن روبولوجيا االجتماعية بالريف املغربي قراءة في كتاب :وراء باب
الفناء .الحياة اليومية للنساء الريفيات ......ملؤلفته أورسوال كينغسميل هارت ،مجلة
الذاكرة ،العدد الخامس.2020 ،
-مقال النسق الثقافي وإشكالية بناء القيم في الحياة املدرسية ،مجلة أراء،
سلسلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية العدد الثاني.2020 ،
264
كلمة الغالف الخارجي:
تع ــد األقس ــام املش ــتركة ظ ــاهرة تربوي ــة الفت ــة لالنتب ــاه ف ــي نظامن ــا التعليم ــي املعاص ــر؛ مل ــا
تثيره من أسئلة مؤرقة للمدرس واملـتعلم واإلدارة واملنظومـة التربويـة بصـفة عامـة .وإذا
ـكـان القســم املوحــد العــادي ال يثيـر صــعوبات كثيــرة علــى املســتوى التربــوي والتدري ـ ي،
علــى الــرغم مــن تــدني الجــودة التعليميــة؛ فــإن األقســام املشــتركة التــي -غالبــا -مــا توجــد
فــي العــالم القــروي أو البــدوي ،مــا فتأـت تطــر أســئلة عويصــة نظريــة وتطبيقــا ،إن علــى
مستوى التدريس ،وإن على مستوى التكوين.
265