Professional Documents
Culture Documents
30 Images Arabic Translation PDF
30 Images Arabic Translation PDF
و شراكات ,مجموعات مرتبطة ببعضها البعض بشكل وثيق عن طريق روابط الدم ,و ما إلى
ذلك في تنوع ال نهاية له ,في العديد من الدول الحديثة وفي بعض الدول القديمة ,هنالك تنوع
كبير في السكان ,من مختلف اللغات ,واألديان ,والقواعد األخالقية ,والتقاليد .من وجهة النظر
هذه ,فإن العديد من الوحدات السياسية الصغيرة ,واحدة من مدننا الكبيرة ,على سبيل المثال,
هي تجمعات من المجتمعات ضعيفة اإلرتباط ,بدالً من مجتمع شامل ومتغلغل للعمل والفكر.
(إنظر ما قبل ,ص )20وبالتالي ,فإن مصطلحي الجماعة ,والمجتمع ,هما مصطلحين
غامضين .كليهما يتمتعان بحس تأبيني أو معياري ,وحس وصفي؛ معنى بحكم القانون
ومعنى بحكم الواقع .في الفلسفة االجتماعية ,تكون الداللة السابقة دائما هي األهم .ينظر إلى
المجتمع على أنه واحد بطبيعته .يتم التأكيد على الصفات التي ترافق هذه الوحدة ,وهي جماعة
جديرة بالثناء من الهدف و الرفاهية ,والوالء للغايات العامة ,والتعاطف المتبادل .لكن عندما
ننظر إلى الحقائق التي تدل عليها ,عوضا ً عن حصر انتباهنا على دالالتها الجوهرية ,فإننا ال
نجد الوحدة ,بل تعدد المجتمعات ,الخير والشر .يتم تضمين الرجال مجتمعين معا في مؤامرة
إجرامية ,و مجموعة األعمال التي تفترس الجمهور أثناء خدمته ,واآلالت السياسية التي
تجمعها مصلحة النهب .إذا كانت المصالح كعامل في السيطرة اإلجتماعية .والثاني ال يعني
فقط أكثر تحررا ً بين الشرائح االجتماعية ( بمجرد عزلها بقدر ما هو مقصود بأن تحافظ على
اإلنفصال) لكن التغيير في العادات اإلجتماعية ,و إعادة التكيف المستمر من خالل مواجهة
المواقف الجديدة الناتجة عن مخالطات متنوعة .وهاتان السمتان هما بالضبط ما يميز المجتمع
المشكل ديمقراطيا.
على الجانب التعليمي ,نالحظ أوال أن تحقيق شكل من أشكال الحياة اإلجتماعية تتداخل فيه
المصالح بشكل متبادل ,وحيث يكون التقدم ,أو إعادة التكيف إعتبارا مهما ,يجعل المجتمع
الديموقراطي أكثر اهتماما من المجتمعات األخرى بسبب التعليم المتعمد والمنهجي.
إن تكريس الديموقراطية للتعليم هو حقيقة مألوفة .التفسير الظاهري هو أن الحكومة التي
تستند إلى اإلقتراع الشعبي ال يمكن أن تنجح ما لم يتم تعليم أولئك الذين ينتخبون ويطيعون
حكامهم .وبما أن المجتمع الديموقراطي ينبذ مبدأ السلطة الخارجية ,فإنه يجب أن يجد بديال
في التصرف الطوعي و المصلحة ؛ يمكن إنشاء هذه فقط عن طريق التعليم ,ولكن هناك
تفسير أعمق .الديموقراطية هي أكثر من مجرد شكل من أشكال الحكومة .إنها في المقام األول
نمط من الحياة المرتبطة في الخبرة المشتركة المنقولة .كانت الطبيعة التالية عقيدة سياسية.
عنت تمردا ً على المؤسسات اإلجتماعية القائمة ,و العادات ,والمثل العليا(إنظرماقبل ص)91.
إن تصريح روسو بأن كل شيء جيد ألنه يأتي من يد الخالق له داللته فقط في تناقضه مع
الجزئ الختامي من نفس الجملة " :كل شيء يتدهور في يد اإلنسان ".وفي مرة أخرى يقول:
" اإلنسان الطبيعي له قيمة مطلقة .إنه وحدة عددية .عدد صحيح كامل وليس له عالقة إال
بنفسه وبأخيه اإلنسان .اإلنسان المتحضر ليس سوى وحدة نسبية ,البسط لجزئ و تعتمد قيمته
على مهيمنه ,وعالقتها بالجسم المتكامل بالمجتمع ,المؤسسات السياسية الجيدة هي تلك التي
تجعل الرجل غير طبيعي ".بناء على هذا المفهوم للطابع المصطنع والضار للحياة اإلجتماعية
المنظمة كما هو موجود اآلن ,2لقد استند إلى فكرة أن الطبيعة ال تكسر فقط القوى الرئيسية
التي تبدأ النمو ,ولكن أيضا خطتها وهدفها .إن تلك المؤسسات والعادات الشريرة تعمل تلقائيا
تقريبا إلعطاء تعليم خاطئ وبالتالي ال يمكن للتعليم األكثر حذرا ً تعويضه هو صحيح بما فيه
الكفاية :لكن اإلستنتاج ليس التعليم بمعزل عن البيئة ,ولكن لتوفير بيئة يتم فيها استخدام القوى
المحلية بشكل افضل.
.2الكفاءة اإلجتماعية كهدف .إن المفهوم الذي جعل الطبيعة توفر نهاية حقيقية للتعليم
والمجتمع نهاية لمفهوم شرير ,بالكاد يمكن أن تكون الفرص الفكرية في متناول الجميع
بشروط متساوية وسهلة ,يحتاج المجتمع الذس تم تصنيفه إلى طبقات إلى اهتمام خاص فقط
بتعليم عناصره الحاكمة .إن على المجتمع المتنقل المليء بالقنوات لتوزيع التغيير الذي يحدث
في أي مكان ,أن يتأكد من أن أعضاءه مثقفون على المبادرة الشخصية والقدرة على التكيف.
خالف ذلك ,سوف تطغى عليهم التغييرات التي تصيبهم ,والتي ال يرون اهميتها أو روابطها.
ستكون النتيجة مربكة بحيث لن يناسب سوى القليل نتائج األنشطة العمياء والموجهة خارجيا
لآلخرين.
.3الفلسفة التربوية األفالطونية .سيتم تخصيص فصول الحقة لتوضيح اآلثار المترتبة على
األفكار الديمقراطية في التعليم .في األجزاء المتبقية من هذا الفصل ,سننظر في النظريات
التربوية التي تطورت في ثالث عصور عندما كان اإلستيراد اإلجتماعي للتعليم واضحا بشكل
خاص .أول من يجب مراعاته هو أفالطون .ال أحد استطاع ان يعبر بشكل أفضل منه ,حقيقة
أن المجتمع منظم بشكل مستقر عندما كل فرد بما لديه من موهبة بطبيعته بطريقة يكون مفيد
لآلخرين (أو للمساهمة للجماعة الذي ينتمي إليها) ؛ و أن من شأن التعليم أن يكتشف هذه
القدرات وأن يدربها تدريجيا لإلستخدام اإلجتماعي ,استيعاب العروض التقديمية الجديدة .إن
شخصيتهم هي المهمة .ويتمثل أثر العروض الجديدة في تعزيز التجمعات التي سبق تشكيلها .
إن عمل المدرس أوال ,اختيار المادة المناسبة من أجل تحديد طبيعة ردود الفعل األصلية,
وثانيا ,ترتيب تسلسل العروض التقديمية الالحقة على أساس بنك األفكار المخزنة من خالل
المعامالت السابقة .السيطرة من الخلف ,من الماضي بدال من ذلك المفهوم غير المألوف ,في
الهدف األسمى.
( )3يمكن وضع خطوات رسمية معينة لجميع طرق التدريس .من الواضح أن عرض
موضوع جديد هو الموضوع الرئيسي ,ولكن بما أن المعرفة تتكون من الطريقة التي يتفاعل
بها هذا مع المحتويات المعمورة بالفعل تحت الوعي ,فإن أول خطوة هي خطوة "اإلعداد",
أي استدعاء نشاط خاص و رفع أرضية الوعي في تلك العروض القديمة حتى تستوعب
العرض الجديد .ثم بعد العرض التقديمي ,اتبع عمليات التفاعل بين الجديد والقديم؛ ثم يأتي
تطبيق المحتوى المشكل حديثا ألداء بعض المهام.
كل شيء يجب أن يمر بهذه الدورة وبالتالي ,هناك طريقة موحدة تماما في التدريس لجميع
المواد للتالميذ من جميع األعمار.
تكمن خدمة هيربارت العظيمة في إخراج عمل التدريس من مجال الروتين و الحد من
الحوادث .إن القول بأن المرء يعرف ما يدور حوله ,أو يمكن أن ينوي عواقب معينة ,يعني
القول بأنه يستطيع توقع ما سيحدث بشكل أفضل ,لذلك يمكنه اإلستعداد أو التجهيز مسبقا
لتأمين العواقب المفيدة وتجنب التداعيات غير المرغوب فيها .ومن ثم ,فإن التجربة التعليمية
الحقيقية ,التي تنقل فيها التعليمات وتزيد القدرة تتناقض مع النشاط الروتيني من ناحية,
والنشاط المتقلب من ناحية أخرى(.أ) في الحالة الثانية "ال يهتم بما يحدث"؛ يسمح المرء
لنفسه بالرحيل ويتجنب ربط نتيجة فعل المرء ( الدليل على صالته بأشياء أخرى) بالفعل .من
المعتاد أن نستهجن مثل هذا النشاط العشوائي الذي ال هدف له ,ونعامله على أنه أذى متعمد
أو إهمال أو خروج على القانون .ولكن هناك ميل للبحث عن سبب مثل هذه األنشطة التي ال
هدف لها في تصرف الشباب أنفسهم ,بمعزل عن كل شيء أخر .و لكن في الواقع مثل هذا
النشاط متفجر ,ويرجع ذلك إلى سوء التكيف مع البيئة المحيطة .يتصرف األفراد بشكل متقلب
كلما تصرفوا تحت إمالء خارجي ,أو من إجبارهم ,دون أن يكون لديهم غرض خاص بهم أو
يدركون تأثير الفعل على أفعال أخرى .قد يتعلم المرء من خالل القيام بشيء ال يفهمه .حتى
في أكثر األفعال ذكاء ,فإننا نفعل الكثير مما ال نعنيه ,ألن الجزء األكبر من روابط الفعل الذي
ننوي بوعي ال يتم قبوله او توقعه .لكننا نتعلم اآلن فقط أنه من أجل اإلنضباط .عندما يستغرق
نشاط ما وقتا ,حيث تكمن العديد من الوسائل والعقبات بين بدئه وإتمامه ,يلزم التداول
والمقاومة .من الواضح أن جزءا كبيرا جدا من المعنى اليومي لإلرادة هو بالضبط اإلستعداد
المتعمد أو الواعي للمقاومة والتحمل في مسار عمل مخطط له على الرغم من الصعوبات
واإلغراءات المعاكسة .الرجل ذو اإلرادة القوية ,في اإلستخدام الشائع للكلمات ,هو رجل ليس
متقلبا ً وال فاترا في تحقيق الغايات المختارة.إن قدرته تنفيذية ,أي أنه يسعى بإصرار وحيوية
لتحقيق أو تنفيذ أهدافه .اإلرادة الضعيفة غير مستقرة مثل الماء.
من الواضع أن هناك عاملين في اإلرادة .أحدهما يتعلق ببصيرة النتائج ,واآلخر يتعلق
السيطرة على النتيجة المتوقعة على الشخص.
( )1العناد هو المثابرة ولكنه ليس قوة اإلرادة .قد يكون العناد مجرد جمود حيواني و تبلد
الحس .يستمر الرجل في فعل شيء لمجرد البدء فيه ,وليس بسبب أي غرض مدروس
بوضوح ,في الواقع ,يرفض الرجل العنيد عموما ( على الرغم من أنه قد ال يكون مدركا ً
تماما لرفضه) أن يوضح لنفسه ما هي نهايته المقترحة .لديه شعور بأنه إذا سمح لنفسه
بالحصول على فكرة واضحة كاملة عن ذلك فقد ال يكون األمر يستحق العناء.
العناد يظهر نفسه أكثر في الخارج .إنهم يخلطون األشياء ,ال توجد مكافأة مثالية ,وال إثراء
للعاطفة و الفكر يرافقهم .يساهم البعض اآلخر في الحفاظ على الحياة ,وفي زينتها
الخارجية وعر ضها .العديد من أنشطتنا اإلجتماعية القائمة ,الصناعية والسياسية ,تقع في
هاتين الطبقتين.
ال األشخاص الذين يشاركون فيها ,و ال أولئك الذين يتأثرون بها بشكل مباشر ,قادرون
على اإلهتمام الكامل والحر بعملهم .بسبب عدم وجود أي هدف في العمل لمن يقوم به ,أو
بسبب الطابع المقيد لهدفه .ال يتم إشراك الذكاء بشكل كاف .نفس الظروف تجبر الكثير من
الناس إلى اإلنطواء على أنفسهم .إنهم يلجأون إلى المسرح الداخلي للمشاعر واألوهام ,فهي
جمالية ولكنها ليست فنية ,ألن مشاعرهم وأفكارهم تعود على أنفسهم ,بدال من أن تكون
أساليب في األفعال التي تعدل الظروف.إن حياتهم العقلية هي عاطفية ,إستمتاع بالمناظر
الطبيعية الداخلية.
حتى السعي وراء العلم قد يصبح ملجأ ً من ظروف الحياة الصعبة وليس خلوة مؤقتة من
أجل التعافي والتوضيح في التعامالت المستقبلية مع العالم .قد ال ترتبط فن الكلمات بحد
ذاتها بتحوالت محدًدة لألشياء ,مما يجعلها أكثر أهمية للعقل ,ولكن مع تحفيز فاخر و
غريب ,واإلنغماس العاطفي .إن اإلنفصال واإلزدراء المتبادل بين الرجل "العملي" ورجل
النظرية او الثقافة ,وطالق الفنون الجميلة والصناعية ,تصبح مؤشرات لهذا الوضع ,فقط
لتخلص من القيود القسرية المصطنعة التي فرضها اإلنسان.
كان يعتقد أن التعليم في اتفاق مع الطبيعة هو الخطوة األولى في تأمين هذا المجتمع األكثر
اختالطا .ولوحظ بوضوح أن القيود اإلقتصادية و السياسية كانت تعتمد في نهاية المطاف
على حدود الفكر والمشاعر .إن الحطوة األولى في تحرير الرجال من سالسل المعتقدات و
المثل الزائفة .ما كان يسمى بالمؤسسات القائمة على الحياة اإلجتماعية هي زائفة وفاسدة
للغاية بحيث ال يمكن تكليفها بهذا العمل .كيف يمكن أن يُتوقع أن تنفذها عندما عنى
المشروع تدميرها؟ .على "الطبيعة" أن تكون هي القوى التي يجب تُترك لها المؤسسة.
حتى نظرية
المعرفة المثيرة والمتطرفة التي كانت سائدة استمدت نفسها من هذا المفهوم .كان اإلصرار
على أن العقل سلبي وفارغ في األصل إحدى طرق تمجيد إمكانيات التعليم .كان العقل
عبارة عن لوح شمعي تكتب عليه األشياء ,وال توجد حدود إلمكانية التعليم عن طريق البيئة
الطبيعية ,وبما أن العالم الطبيعي لألشياء هو مشهد "حقيقة" متناغمة ,فإن التعليم سينتج
بطريقة معصومة عقوالً مليئة بالحقيقة.
. 5التعليم كعمل وطني و اجتماعي .بمجرد أن تضاءل الحماس األول للحرية ,ضعف
النظرية على الجانب البناء يصبح واضحاً .مجرد ترك كل شيء على اساس أن الحياة
والغريزة هي نوع من األشياء المعجزة على أي حال .نكون قد فشلنا في مالحظة ماهي
السمة األساسية للحدث ,وهي أهمية المكان الزمني و ترتيب كل عنصر؛ الطريقة التي
يؤدي بها كل حدث سابق إلى خليفته بينما يأخذ الحقه ما هو مجهز و يستخدمه في مرحلة
أخرى ,حت ى نصل إلى النهاية .والتي ,كما كانت ,تلخص العملية وتنهيها ,بما أن األهداف
تتعلق دائما بالنتائج ,فإن أول شيء يجب النظر إليه عندما يتعلق األمر باألهداف هو ما إذا
كان العمل المعين يمتلك استمرارية جوهرية ,أم إنها مجرد مجموعة متسلسلة من األفعال,
تقوم أوالً بشيء ثم بآخر؟ للحديث عن هدف تعليمي عندما يتم فرض كل فعل من أفعال
التلميذ تقريبا ً من قبل المعلم ,عندما يكون الترتيب الوحيد في تسلسل أفعاله هو ذلك الذي
يأتي من إسناد الدروس وإعطاء التوجيهات من قبل شخص آخر ,هو التحدث بال معنى .إنه
قاتل بنفس القدر لهدف السماح بعمل متقلب او متقطع بإسم التعبير التلقائي عن
الذات.ينطوي الهدف على نشاط منظم ومنتظم ,بحيث يتمثل فيه الترتيب اإلكمال التدريجي
للمهمة .بالنظر إلى نشاط له فترة زمنية ونمو تراكمي خالل التعاقب الزمني ,فإن الهدف
يعني التبصر قبل النهاية أو التوقف المحتمل.
إذا توقع ا لنحل عواقبل نشاطه ,إذا أدرك نهايته في البصيرة الخيالية ,فسيكون لديه العنصر
األساسي في الهدف .و من ثم فهي تبعية "تأديبية" شاملة ال معنى لها للمؤسسات القائمة .إن
مدى التحول في الفلسفة التعليمية الذي حدث في ألمانيا في الجيل الذي انهمك في النضال
ضد نابليون من أجل اإلستقالل الوطني,يمكن جمعه من كانط ,الذي وضح بشكل جيد بداية
نموذج الفردية العالمية .في أطروحته حول علم أصول التدريس ,التي تتضمن محاضرات
ويعرف التعليم بأنه العملية التي يصبح
ً ألقاها في السنوات األخيرة من القرن الثامن عشر,
فيها اإلنسان إنساناً .تبدأ البشرية تاريخها مغمورة في الطبيعة ليس كإنسان مخلوق عاقل,
إنما الطبيعة توفر فقط الغريزة واإلقبال .تقدم الطبيعة ببساطة الجراثيم التي بالتعلم تتطور
وتكتمل .إن خصوصية الحياة البشرية الحقيقية هي أن اإلنسان يجب أن يكون نفسه بجهوده
الطوعية :عليه أن يجعل من نفسه كائنا أخالقيا ً وعقالنيا ً وحرا ً حقاً .يتم استمرار هذا الجهد
اإلبداعي من خالل األنشطة التعليمية لألجيال البطيئة .يعتمد تسريعها على سعي الرجال
بوعي لتثقيف خلفائهم ليس من أجل الوضع الراهن ,ولكن إلمكانية جعل اإلنسانية أفضل
في المستقبل .ولكن هنالك صعوبة كبيرة .كل جيل يميل إلى تعليم شباب ه من أجل التعايش
في العالم الحالي بدالً من السعي لتحقيق الغاية الصحيحة للتعليم :تطور أفضل إدراك
لإلنسانية كبشرية .يقوم اآلباء بتعليم ابنائهم حتى يتمكنوا من المضي قدما :األمراء يثقفون
التردد في تحديد الغايات التي تقدم نفسها أكثر مما يفعل في المثابرة والطاقة في استخدام
الرجل المسؤول حقا هو الرجل الذي يفكر في غاياته ,والذي الوسيلة لتحقيق الغاية .إن ً
يجعل أفكاره عن نتائج أفعاله واضحة و كاملة قدر اإلمكان .األشخاص الذين نسميهم
ضعفاء اإلرادة أو المنغمسين في الذات يخدعون أنفسهم دائما فيما يتعلق بعواقب أفعالهم.
يختارون بعض الميزات المقبولة ويهملون جميع الظروف المصاحبة ,وعندما يبدأون في
التصرف ,تبدأ االنتائج البغيضة التي تجاهلوها في إظهار أنفسهم .إنهم محبطون ,أو يشكون
من إحباطهم في هدفهم الجيد بسبب مصير صعب .ويتحولون إلى خط عمل آخر .وبهذا
يكون اإلختالف األساسي بين اإلرادة القوية والضعيفة هو العقلية ,يتكون من درجة الحزم
واإلمتالء المثابرتين اللتين يتم التفكير بهما في العواقب ,ال يمكن أن يشدًد على ذلك بطريقة
كافية.
( )iiهناك ,بطبيعة الحال ,شيء اسمه تتبع المضاربة من النتائج ,ثم يتم توقع النهايات,
ولكنها ال تضع قبضة عميقة على الشخص .إنها شيء يجب النظر إليه إلثارة الفضول بدالً
من شيء لتحقيقه .ال يوجد شيء اسمه الإلفراط في التفكير ,ولكن هناك شيء اسمه الفكر
أحادي الجانب .الشخص "يخرجها" كما نقول عند النظر في عواقب خطوط العمل
المقترحة ,ترهل معين من األلياف يمنع الشيء المتصور من إمساكه وإشراكه في العمل.
ومعظم حاالت الجماع البشري ,فمن ناحية ,يتجاوز العلم والتجارة والفن الحدود الوطنية,
فهي دولية إلى حد كبير في الجودة والطريقة.وهي تنطوي على الترابط والتعاون بين
الشعوب التي تعيش في بلدان مختلفة .وفي الوقت نفسه .إن فكرة السيادة الوطنية لم تتفاقم
مسبقا في السياسة كما هو الحال في الوقت الراهن .كل بلد يعيش في حالة عدائية و حرب
وليدة مكبوتة مع جيرانها .و من المفترض أن كل منها هو القاضي األعلى لمصالحه
الخاصة ,و يفترض بطبيعة الحال أن لكل منها مصالح خاصة به حصراً .إن التشكيك في
هذا هو التشكيك في فكرة السيادة الوطنية التي يفترض أنها أساسية للممارسة السياسية و
العلوم السياسية .هذا التناقض (ألنه ليس اقل من ذلك) بين المجال األوسع للحياة
االجتماعية المرتبطة و المفيدة للطرفين و المجال األضيق للمساعي واالغراض الحصرية
و بالتالي العدائية المحتملة ,يفرض على النظرية التعليمية مفهوما ً أوضح لمعنى
"اإلجتماعي" كوظيفة و إختبار للتعليم مما يتم تحقيقه حتى اآلن .هل من الممكن أن يدار
النظام التعليمي أن يدار من قبل دولة قومية ومع ذلك ال يتم تقييد الغايات اإلجتماعية
الكاملة للعملية التعليمية أو حصرها أو إفسادها؟ داخليا ,على السؤال أن يواجه التوجهات,
بسبب الظروف اإلقتصادية الحالية .التي تقسم المجتمع إلى طبقات بعضها مجرد أدوات
لألعلى بال مباالة و متفرقة لكل التفاصيل .لقد تركزت على كل ما له تأثير على السعي
الفعال لوظيفتك .نظرتك إلى األمام ,وأنت مهتم بمالحظة الحقائق الموجودة ألنها وبقدر ما
هي عوامل في تحقيق النتيجة المقصودة ,عليك أن تعرف ما هي مواردك ,وما هي
الظروف التي تخضع لها ,وما هي الصعوبات والعقبات ,هذه البصيرة وهذا البحث مع
اإلشارة إلى ما هو متوقع يشكل العقل .العمل الذي ال ينطوي على مثل هذا التنبؤ بالنتائج و
اختبار الوسائل والعوائق هو إما مسألة عادة أو أنه أعمى .في كلتا الحالتين هو ذكي .أن
تكون ملتبس وغيرمتأكد مما هو مطلوب و مهمال في مراقبة شروط تحقيقة هو ان تكون,
في درجة معينة ,غبيا ً أو ذو ذكاء جزئي .إذا عدنا إلى الحالة عندما ال يهتم العقل بالتالعب
المادي لألدوات ولكن بما ينوي المرء كتابته ,فإن الحالة هي نفسها .هناك نشاط قيد التنفيذ.
يتم تداول العمل مع تطوير موضوع .ما لم يكتب المرء كما يتحدث بجهاز التسجيل ,فهذا
يعني الذكاء ,أي اليقظة في التنبؤ بمختلف اإلستنتاجات التي تميل إليها البيانات
واإلعتبارات الحالية ,جنبا إلى جنب مع المالحظة المتجددة والتذكر باستمرار للحصول
على الموضوع الذي يؤثر على االستنتاجات التي سيتم التوصل اليها.
إن سرد سرد التعليم المقدم في فوصلنا السابقة توقع بشكل تقريبي النتائج التي تم التوصل
إليها في مناقشة حول مغزى التعليم في مجتمع ديموقراطي .لقد اعتبرت أن الهدف من
التعليم هو ان يتيح لألفراد متابعة تعليمهم او أن الهدف والمكافئة من التعليم هو القدرة
المستمرة على النمو .اآلن ,اليمكن تطبيق هذه الفكرة على جميع أفراد المجتمع إال إذا كان
اتصال اإلنسان مع اإلنسان متبادالً ,ومتوقعا ً حيث يوجد توفير كاف إلعادة بناء العادات
والمؤسسات اإلجتماعية عن طريق التحفيز الواسع الناشيء عن المصالح الموزعة بشكل
عادل .و هذا يعني مجتمعا ً ديمقراطياً .في بحثنا عن الهدف من التعليم ,لسنا معنيين ,اذا,
بإيجاد نهاية في خارج إطار العملية التعليمية التي يخضع لها التعليم.إن كل مفهومنا يمنع
ذلك .نحن مهتمون باألحرى بالتناقض الذي يوجد عندما تنتمهي األهداف إلى العملية التي
يعملون عليها ,و عندما يتم إعدادها من الخارج .ويجب على الوضع األخير أن يحدث
عندما تكون العالقات اإلجتماعية غير متوازنة بشكل منصف .ألنه في هذه الحالة ,ستجد
بعض أجزاء المجموعة اإلجتماعية هدفها محددا ً بإمالء خارجي ,لن تنشأ أهدافهم من النمو
الحر لتجاربهم ,و ستكون أهدافهم الرمزية وسائل لتحقيق غايات أكثر خفية لآلخرين بدال
من اهدافهم الخاصة.بدال من الجمع بين اإلثنين حقا .ثم ينظر إلى الموضوع على أنه شيء
كامل في حد ذاته .هو مجرد شيء يجب تعلمه او معرفته ,إما عن طريق التطبيق الطوعي
للعقل او من خالل اإلنطباعات التي تترك في الذهن.
تظهر حقائق المصلحة أن هذه المفاهيم خرافية .يظهر العقل في التجربة كقدرة على
اإلستجابة للمحفزات المقدمة على أساس توقع العواقب المحتملة في المستقبل,و بهدف
التحكم في نوع العواقب التي ستحدث .إن األشياء,الموضوع المعروف تتكون من كل ما
يمكن اإلعتراف به على أنه له تأثير على المسار المتوقع لألحداث ,سواء كان يساعدها أو
يؤخرها .هذه التصريحات رسمية للغاية لكي تُفهم .قد يوضح الرسم التوضيحي أهميتها.
أنت منخرط في مهنة معينة ,لنقل الكتابة بإستخدام آلة كاتبة .اذا كنت خبيراً ,فإن عاداتك
المشكلة تعتني بالحركات الجسدية وتترك أفكارك حرة للنظر في موضوعك ,ومع ذلك,
لنفترض أنك لست ماهراً ,أو أنه حتى لو كنت كذلك ,فإن الجهاز ال يعمل بشكل جيد .ثم
عليك أن استخدام العقل .أنت ال ترغب في ضرب المفاتيح بشكل عشوائي وترك العواقب
كما قد تكون ؛ أنت ترغب في تسجيل كلمات معينة بترتيب معين حيث تكون ذات معنى.
أنت تهتم بالمفاتيح ,لما كتبته ,لحركاتك ,إلى الشريط أو آلية الجهاز .ال يتم توزيع انتباهك
ألنه بعد تنفيذ العمل نالحظ النتائج التي لم نالحظها من قبل .ولكن العمل الكثير في
المدرسة يتمثل في وضع قواعد يتصرف بها التالميذ من النوع الذي حتى بعد أن يتصرف
التالميذ ,ال يتم توجيههم إلى رؤية العالقة بين النتيجة_ لنقل اإلجابة_ والطريقة المتبعة.
بقدر ما يتعلق األمر بهم ,فإن األمر برمته هو خدعة ونوع من المعجزة ,إن عمل كهذا
العمل متقلب بشكل أساسي ,ويؤدي إلى عادات متقلبة( .ب) العمل الروتيني ,هو عمل
تلقائي ,يمكن أن يزيد المهارة للقيام بشيء معين .حتى اآلن ,يمكن القول أن لها تأثير
تعليمي .لكنه ال تقود إلى مفاهيم جديدة للمحامل والروابط .إنه يحد من أفق المعنى بدال من
توسيعه .وبما أن البيئة تتغيرو يجب تعديل طريقة تصرفنا من أجل الحفاظ على اتصال
متوازن مع األشياء بنجاح ,فإن طريقة طريقة التصرف الموحدة المعزولة تصبح كارثية
في بعض اللحظات الحرجة ,إن "المهارة" المتبجحة تبين عدم الكفائة الجسيمة.
إن التناقض األساسي لفكرة التعليم كإعادة بناء مستمرة مع المفاهيم األخرى أحادية الجانب
التي تم انتقادها في هذا الفصل والفصل السابق هو أنه يحدد النهاية (النتيجة) والعملية .هذا
متناقض لفظياً ,ولكن فقط لفظيا ً ,وهذا يعني أن التجربة كعملية نشطة تشغل وقتا ً وأن
فترتها الالحقة تكمل جزءها السابق ؛ إنها تسلط الضوء على الروابط ولكن الفكرة التي
تكمن وراءها هي أن التعليم هو في األساس له ذي أثر رجعي .إنه ينظر في المقام األول
إلى الماضي وخاصة إلى المنتجات األدبية في الماض ,وان العقل يتشكل بشكل كاف في
الدرجة التي يتم تصميمها على التراث الروحي للماضي .كان لهذه الفكرة تأثير هائل على
التعليم العالي خصوصا النها تستحق الدراسة في صياغتها الحادة.
في المقام األول ,إن أساسها البيولوجي خاطئ .يحافظ النمو الرمزي للرضيع البشري بال
شك ,على بعض سمات األشكال الدنيا من الحياة .لكن ليس بأي حال من األحوال عبور
صارم للمراحل الماضية .إذا كان هناك أي "قانون" صارم للتكرار ,فمن الواضح أن
التطور الثوري لم يكن ليحدث .كان كل جيل جديد سيكرر ببساطة وجود أسالفه ,إن
التطور بإختصار ,حدث من خالل دخوله بطرق مختصرة ومتناوبة في مخطط النمو
الس ابق .وهذا يشير إلى أن الهدف من التعليم هو تسهيل مثل هذا النمو القصير .الميزة
الكبرة لعدم النضج ,من الناحية التعليمية ,تسمح لنا باعتناق الشباب من الحاجة إلى السكن
في ماض قديم .إن عمل التعليم هو باألحرى تحرير الشباب من إحياء واسترجاع الماضي
بدال من قيادتهم إلى تلخيصه .تتكون البيئة اإلجتماعية للشباب من حضور و عمل عادات
التفكير ,وهناك ميل اإلعتبارات العزيزة على قلوب البالغين ووضعها كغايات بغض النظر
عن قدرات المتعلمين .وهنالك أيضا ً ميل إلى طرح أهداف موحدة لدرجة إهمال القوى
والمتطلبات المحددة للفرد ,متناسين أن كل التعليم هو شيء يحدث للفرد في وقت ومكان
معينين .النطاق األكبر لتصور البالغين له قيمة كبيرة في مراقبة القدرات ونقاط الضعف
عند الشباب في تحديد ما قد يصلوا إليه .وهكذا فإن القدرات الفنية للبالغين تظهر ما يمكن
أن تفعله ميول معينة للطفل .إذا لم يكن لدينا إنجازات الكبار لما ملكنا تأكيدات ألهمية
الرسم ,إن إعادة إنتاج األنشطة الملونة في مرحلة الطفولة .لذلك إذا لم يكن األمر يتعلق
بلغة البالغين ,فال ينبغي أن نكون قادرين على رؤية معنى نزعة الثرثرة في مرحلة
الطفولة .ولكن استخدام إنجازات البالغين كسياق لوضع ودراسة أعمال الطفولة والشباب
شيء واحد ,إن وضعها كهدف ثابت دون اعتبار لألنشطة الملموسة للمتعلمين لهو أمر
مختلف تماما.
( )2إن الهدف يجب أن يكون قابال للترجمة إلى طريق للتعاون مع األنشطة لهؤالء
الذين يتلقون التعليم .ويجب أن يقترح نوع البيئوة المطلوبة لتحرير وتنظيم قدراتهم ,مالم
يفسح المجال ل.
و من الجيد أن نذكر أنفسنا بأن التعليم في حد ذاته ليس له أهداف ,فقط األشخاص ,اآلباء,
و المعلمون ,وما إلى ذلك ,لديهم أهداف ,وليست فكرة مجردة مثل التعليم ,وبالتالي فإن
أغراضهم متنوعة إلى أجل غير مسمى .و تختلف مع إختالف األطفال ,وتتغير مع نمو
األطفال ومع نمو الخبرة من جانب الشخص الذي يعلم .حتى أهم األهداف األكثر صحة
التي يمكن وضعها في الكلمات ,ككلمات ,ستضر أكثر مما تنفع وما لم يدرك المرء أنها
ليست أهدافاً ,بل اقتراحات للمعلمين حول كيفية المالحظة ,كيفية التطلع إلى األمام ,وكيفية
اإلختيار في تحرير وتوجيه طاقات الحاالت الملموسة في اسلوب يجدون فيها ذواتهم.
وكما قال كاتب حديث " :لقيادة هذا الصبي لقراءة روايات سكوت بدال من قصص المحقق
القديم ؛ لتعليم هذه الفتاة الخياطة ؛ إلجتثاث عادة التنمر من سمات جون ؛ إلعداد هذا
الفصل لدراسة الطب" .هذه عينات من ماليين األهداف التي أمامنا بالفعل في العمل
الملم وس للتعليم .مع وضع هذه المؤهالت في اإلعتبار سنشرع في ذكر بعض الخصائص
الموجودة في جميع األهداف التعليمية الجديدة )1( .التعليم " .مع وضع المؤهالت في
اإلعتبارو سنشرع في ذكر بعض الخصائص الموجودة في جميع األهداف التعليمية الجيدة.
( )1يجب أن يقوم الهدف التعليمي على جهوزية األنشطة واإلحتياجات (بما تتضمن
الغرائز األصلية والعادات المكتسبة) للفرد المعطى المراد تعليمه .إن ميل هدف كاإلعداد
هو ,كما رأينا ,شطب القوى الحالية ,وايجاد الهدف في بعض اإلنجازات او المسؤولية
البعيدة.بشكل عام ,التأثير المتبادل الكافي من الخبرات وكلما زاد العمل كلما تحول إلى
روتينا ً على حساب الطبقة السيئة ,والمتقلبة ,وبال هدف ,و مدمرة من جانب الطبقة التي
تتمتع بوضع محظوظ مادياً .أفالطون عرف العبد هو الذي يقبل العروض التي تتحكم في
سلوكه من قبل طرف آخر .هذا الشرط ينطبق حتى في حالة عدم وجود عبودية في نشاط
يمكن خدمته اجتماعياً ,لكنهم ال يفهمون لمن هذه الخدمة وليس لديهم مصلحة شخصية فيها.
يقال الكثير عن اإلدارة العلمية للعمل ,إنها وجهة نظر ضيقة تق ًييد العلم الذي يؤمن الكفاءة
لتحرك العضالت .الفرصة الرئيسية للعلم هي اكتشاف عالقات اإلنسان بعمله بما تتضمن
عالقاته مع اآلخرين الذين يشاركون مما سيجند اهتمامه الذكي بما يفعله .غالبا ما تتطلب
الكفاءة في اإلنتاج تقسيم العمل .ولكن يتم اختزاله إلى روتين آلي ما لم يرى العمال العالقة
التقنية ,و الفكرية ,و األجتماعية منغمسة في ما يفعلونه ,وينخرطون في عملهم بسبب
الحافز الذي توفره هذه التصورات .إن الميل إلى تقليل أشياء مثل كفاءة النشاط ,و اإلرادة
الواعية إلى عومال خارجية فنية بحتة هو دليل على التحفيز أحادي الجانب للفكر المعطى
ألولئك الذين يتحكمون في الصناع ,أولئك الذين يغذون أهداف العمل .بسبب افتقارهم إلى
روتين اجتماعي ش امل ومتوازن وسطحي حيث ال يوجد اهتمام .غالبا ما يشتكي اآلباء
والمعلمون وبشكل صحيح من أن األطفال "ال يريدون أن يسمعوا وال يريدون أن يفهموا".
إن عقولهم ليست على الموضوع على وجه التحديد ألنه ال يمسهم ؛ إنها ال تدخل في
هواجسهم .هذه الحالة من األشياء التي تحتاج إلى عالج ,ولكن العالج ليس في استخدام
األساليب التي تزيد من الالمباالة والنفور .حتى معاقبة الطفل على عدم اإلنتباه هي إحدى
الطرق لمحاولة جعله يدرك بأن األمر ليس شيئا غير مهم تماما ,إنها إحدى طرق إثارة
"اإلهتمام" أو إحداث شعور بالتواصل .على المدى الطويل ,تقاس قيمته بما إذا كان يوفر
مجرد إثارة "اإلهتمام" أو إحداث شعور بالتواصل .على المدى الطويل ,إن قيمتها تقاس إذا
ما قدمت مجرد إثارة جسدية للتصرف في اسلوب مطلوب من قبل البالغين ,أو ما إذا كانت
تقود الطفل إلى "التفكير" أي ,لينعكس األمر على أفعاله وتلقيحها باألهداف.
( )iiإن المصلحة الزمة إلستمرار السلطة التنفيذية هو أمر أكثر وضوحا .إن أرباب العمل
ال يعلنون عن العمال غير المهتمين بما يفعلونه .إذا كان المرء يتعامل مع محاميا أو طبيبا.
فلن يخطر بباله قط أن الشخص المتعاقد معه سيلتزم بعمله بضمير حي أكثر اذا كانت غير
مالئمة له لدرجة انه فعل ذلك فقط لمجرد الشعور باإللتزام ,األهتمام بالتدابير -أو
باألحرى -عمق القبضة التي تمتلكها النهاية المتوقعة على المرء ,تحرك المرء للعمل على
تحقيقها.
.2أهمية فكرة األهتمام بها محملة بغنائم الماضي .إن العقل الذي يكون حساسا إلحتياجات
و مناسبات الواقع الحالي سيكون لديه دوافع اكثر حيوية لإلهتمام بخلفية الحاضر ,ولن
يحتاج إلى البحث عن طريق العودة ألنه لن يفقد اإلتصال أبداً.
.3إعادة إعمار التعليم .في تناقضه مع األفكار المتعلقة بالكشف عن القوى الكامنة من
الداخل ,والتكوين من الخارج ,سواء بالطبيعة المادية أو من خالل المنتجات الثقافية
للماضي ,ينتج عن النمو المثالي مبدأ في المفهوم أن التعليم هو مرحلة مستمرة من إعادة
الترتيب ,او اعادة التعمير من الخبرات .لها نهاية فورية طوال الوقت .وبقدر ما يكون
النشاط تعليميا ,فإنه يصل إلى تلك الغاية -التحول المباشر لجودة التجربة .الطفولة و
الشباب و حياة الكبار ,هم يقفون على مستوى واحد من التعليم بمعنى أن ما يتم تعلمه حقا
في أي مرحلة من مراحل التجربة يشكل قيمة تلك التجربة ,وبمعنى أن العمل الرئيسي
للحياة في كل نقطة تجعلها تعيش وبالتالي تساهم في إثراء معناها المحسوس.
وهكذا نصل إلى تعريف تقني للتعليم :هو إعادة البناء او إعادة تنظيم التجربة تلك التي
تضيف معنى الخبرة ,وبالتالي تزيد من القدرة على توجيه مسار التجربة الالحقة ()1
تتوافق زيادة المعنى مع اإلدراك المتزايد للكثير مما قيل حتى اآلن هو مستعار مما علمه
أفالطون ألول مرة عن وعي هذا العالم ,لكن الظروف التي لم يستطع السيطرة عليها ذهنيا ً
دفعته إلى تقييد هذه األفكار في التطبيق .لم يكن لديه أي تصور للتعددية الغير محددة
األنشطة التي قد تميز الفرد والمجموعات اإلجتماعية ,وبالتالي حد نظرته على عدد
محدود من طبقات القدرات والترتيبات اإلجتماعية .نقطة انطالق أفالطون هي أن تنظيم
المجتمع يعتمد في النهاية على معرفة نهاية الوجود .إذا كنا ال نعرف نهايتها ,فستكون تحت
رحمة الصدفة والنزوة .ما لم نعرف الغاية ،الخير ،لن يكون لدينا معيار لتحديد
االحتماالت التي يجب تعزيزها بعقالنية ،وال كيفية تنظيم الترتيبات االجتماعية .لن يكون
لدينا أي تصور للحدود الصحيحة وتوزيع األنشطة -ما أسماه العدالة -كسمة لكل من
التنظيم الفردي واالجتماعي .ولكن كيف يمكن تحقيق معرفة الخير النهائي والدائم؟ في
التعامل مع هذا السؤال ،نواجه عقبة ال يمكن التغلب عليها على ما يبدو وهي أن هذه
المعرفة غير ممكنة إال في نظام اجتماعي عادل ومتناغم .في كل مكان آخر ،يتم تشتيت
الذهن وتضليله من خالل التقييمات الخاطئة ووجهات النظر الخاطئة .يضع المجتمع غير
المنظم والطائفي عددا من النماذج والمعايير المختلفة .في ظل هذه الظروف ,من
المستحيل على الفرد ان يحقق التجانس المهم لما تم تدريسه تتمثل في توفره لتعاليم إضافية.
يعكس وجهة نظر المعلم للحياة .الفلسفة بليغة حول واجب المعلم في تعليم التالميذ .وهو
صامتٌ إلى حد ما فيما يتعلق بإمتيازه في التعليم .و يؤكد على تأثير البيئة الفكرية على
العقل ,إنه يفتري على حقيقة أن البيئة تتضمن مشاركة شخصية في التجربة المشتركة.
وهو يبالغ بما يتجاوز المنطق في إمكانيات األفكار المصاغة والمستخدمة بوعي ,ويقلل من
دور المواقف الحيوية الالواعية ,ويصر على القديم والماضي ,ويمرر بإستخفاف على تنفيذ
الرواية الحقيقية وغير المتوقعة .تأخذ بإختصار ,كل شيء تعليمي في اإلعتبار بإستثناء
جوهره ,تبحث الطاقة الحيوية عن فرصة لتدريب فعال .كل التعليم يكون الشخصية,
العقلية ,واألخالق ,ولكن اإلنشاء يتكون من اختبار و تنسيق األنشطة المحلية حتى يتمكنوا
من اإلستفادة من موضوع البيئة اإلجتماعية .عالوة على ذلك ,فإن التكوين ليس مجرد
تشكيل لألنشطة المحلية ,بل إنه يحدث من خاللهم ,إنها عملية إعادة البناء وإعادة التنظيم.
. 2التعليم كتلخيص واسترجاع .أدى مزيج غريب من أفكار التنمية والتكوين من الخارج
إلى ظهور نظرية تلخيص التعليم باسلوب بيولوجي وثقافي .يتطور الفرد لكن نموه العقلي
يتكون من مراعاة القيم الديناميكية لعدم المساواة الطبيعية في النمو ,واإلستفادة منهم.
مفضالً عدم اإلنتظام على التقريب المكتسب عن طريق التلقيم سيتبع عن كذب ما يحدث
في الجسم وبالتالي يثبت ما هو أكثر فعالية1 ".إن مالحظة الميول الطبيعية هو امر صعب
في ظل ظروف ضبط النفس .إنهم يظهرون أنفسهم بسهولة أكبر في قول الطفل و فعله
العفوي ,أي في أولئك الذين ينخرط معهم عندما ال يتم تكليفهم بمهام محددة وعندما ال
يدركون أنهم تحت المراقبة .إنها ال تتبع إلى ذلك ألن هذه الميول غير مرغوبة ألنها
طبيعية ,ولكن يترتب على ذلك نظرا ً لوجودهم هناك ,فهم فعالون ويجب آخذهم في
ً
وبأن اإلعتبار .يجب أن نتأكد أن االشخاص المرغوب فيهم لديهم محيط يبقيهم نشطين,
نشاطهم سيتحكم في اإلتجاه الذي سيتخده اآلخرون وبالتالي يحث على إهمال هؤالء ,ألنهم
ال يقودون إلى شيء .من المرجح أن تكون العديد من الميول التي تزعج اآلباء هي مؤقتة,
و أحيانا الكثير من اإلهتمام يؤدي إلى تثبيت انتباه الطفل عليهم .في جميع األحول ,يفترض
البالغون بسهولة عاداتهم ورغباتهم كمعايير ,ويعتبرون جميع انحرافات دوافع األطفال شرا ً
يجب القضاء عليها .هذا التصنع ضد مبدأ اتباع الطبيعة هو مظاهرة بشكل كبي ,هو نتيجة
لمحاوالت إجبار األطفال مباشرة لقولبة معايير الكبار.
بدال من روح ومعنى ثقافة النشاط يعارض الكفاءة .سواء كانت تسمى ثقافة او تنمية كاملة
للشخصية .فإن النتيجة متطابقة مع المعنى الحقيقي للكفاءة اإلجتماعية كلما تم إيالء اإلهتمام
لما هو فريد في الفرد -و لن يكون فردا ً اذا لم يكن هناك شيء غير قابل للقياس فيه ,عكسه
تماما في المتوسط ,العادي .كلما تم تطوير جودة مميزة ,ينتج عنها تمييز في الشخصية,
ومعها وعد أكبر بخدمة إجتماعية تتجاوز العرض في كمية السلع المادية .فكيف يمكن أن
يكون هناك مجتمع يستحق الخدمة حقا ما لم يككون مكونا ً من أفراد يتمتعون بصفات
شخصية بارزة؟
حقيقة أن معارضة القيمة العالية للشخصية للكفاءة اإلجتماعية هي نتاج مجتمع منظم
إقطاعيا ً بتقسيمه الصارم لألدنى واألعلى .من المفترض أن يكون لدى اآلخرين الوقت
والفرصة لتطوير أنفسهم كبشر ,السابقون محصورين في توفير المنتجات الخارجية .عندما
يتم الحث على الكفاءة اإلجتماعية كما تقاس بالمنتج أو الناتج كمثل أعلى في مجتمع
ديموقراطي محتمل ,وتعني أنتقاص من تقديرات الحشود ,هي سمة من المجتمع
األرستقراطي وهي مقبولة و مطبقة .ولكن إذا كان للديموقراطية معنى أخالقي ومثالي,
فهو أن يتم طلب عوائد اجتماعية من الجميع والعيش في بيئة غير اجتماعية حيث يرفض
الرجال التحدث مع بعضهم البعض ويقتصر ذلك على الحد األدنى من اإليماءات التي
بدونها ال يمكنهم التعايش ,فإن اللغة الصوتية كأنها لم تنجز بعد كأنه ال يملك حبال
صوتية .إذا كانت األصوات التي يصدرها تحدث في وسط لشخص يتحدث اللغة الصينية,
سيتم اختياروتنسيق النشاطات التي تصدر أصواتا ً متشابهة .يمكن تطبيق هذا التوضيح على
النطاق الكامل لقابلية التعليم ألي فرد .إنه يضع التراث من الماضي في صلته الصحيحة
بمتطلبات وفرص الحاضر.
( )2النظرية القائلة بأن الموضوع المناسب للتعليم موجود في منتجات الثقافة في العصور
الماضية (إما بشكل عام ,أو بشكل أكثر تحديدا ً في األدبيات الخاصة التي تم إنتاجها في
عصر الثقافة والتي يجب أن تتوافق مع مرحلة تطور أولئك الذين تم تدريسهم) تقدم مثاالً
آخر على هذا الطالق بين مسيرة و نتيجة التطور والتي تم انتقادها .للحفاظ على العملية
على قيد الحياة ,إلبقاءها حي بطرق تجعل من السهل إبقاءها في المستقبل ,وهي وظيفة
الموضوع التعليمي .لكن الفرد يمكن فقط أن يعيش في الوقت الحاضر .الحاضر ليس
مجرد شيء يأتي بعد الماضي ,بل هو شيء ينتج من خالله ,إنها الحياة في ترك الماضي
وراءها .إن دراسة منتجات الماضي لن تساعدنا على فهم الحاضر ,ألن الحاضر هو الذكاء
ألنه ,بالنظر إلى الجاهزية ,يجب فرضها من سلطة ما خارج اإلدراك ,تاركة لألخيرة
سوى اختيار ميكانيكية الوسائل.
( )2لقد تحدثنا كما لو باإلمكان تشكيل األهداف قبل محاولة إدراكهم .يجب على هذا
اإلنطباع أن يكون مؤهالً .الهدف كما ظهر ألول مرة هو مجرد رسم مبدئي .فعل السعي
لتحقيقه هو إختبار لقيمته ؛ وفي بعض األحيان يكفي توجيه النشاط بنجاح ,فال يلزم أكثر
من ذلك ,آلن وظيفته بأكملها هي وضع عالمة أولية ,وفي بعض األحيان مجرد تلميح قد
يكفي .و لكن عادة -على األقل في المواقف المعقدة -فإن التصرف بناء عليه يسلط الضوء
على الظروف التي تم تجاهلها .هذا يستدعي تنقيح الهدف األصلي؛ يجب إضافته وطرحه
منه .إذا على الهدف أن يكون مرنا ً ؛ يجب أن يملك القدرة على التغيير لتلبية الظروف .إن
الغاية المحددة خارجيا ً لمسار العمل تكون دائما جامدة .و بما أنه ملقن أو مفروض من
الخارج ,فليس من المفترض أن تكون له عالقة عمل بالظروف الفعلية للحالة .ما حدث في
سياق العمل ال يؤكد ,وال يدحض ,وال يغيره ,وال يمكن اإلصرار على هذه الغاية .ويعزى
الفشل الناجم عن عدم تكيفها ببساطة إلى إنحراف الظروف .وليس إلى حقيقة أن النهاية
غير معقولة في ظل هذه الظروف .وعلى العكس من ذلك ,تكمن قيمة الهدف المشروع,
ولكنه غير محسوس حتى اآلن .وهكذا تكشف النتيجة الالحقة عن المعنى السابق ,في حين
أن التجربة ككل تؤسس ميالً او إتجاه نحو األشياء التي تحمل المعنى .وكل تجربة مستمرة
او نشاط من هذا القبيل هو تعليمي ,وكل التعليم يكمن في وجود مذل هذه التجارب.
يبقى فقط أن نشيرإلى (ما سيحظى بإهتمام أكبر الحقاً) أن إعادة بناء التجربة قد يكون
حد ما كما لواجتماعيا كما هو شخصي .لغرض التبسيط ,تحدثنا في الفصول السابقة إلى ٍّ
أن تعليم الغير ناضجين سيمألهم بروح التنظيم اإلجتماعية التي ينتمون إليها ,كان نوعا ً من
اللحاق بالطفل بقدرات وموارد مجموعة البالغين .في المجتمعات المستقرة ,المجتمعات
التي تجعل الحفاظ على العرف الراسخ مقياسا ً للقيم ,و ينطبق هذا المفهوم بشكل أساسي .و
لكن ليس في المجتمعات التقدمية .إنهم يسعون إلى صياغة تجارب الشباب بحيث بدالً من
إعادة إنتاج العادات الحالية ,يجب تشكيل عادات أفضل ,وبالتالي فإن مستقبل المجتمع البالغ
يتحسن ن تلقاء ذاته.