You are on page 1of 11

‫عدد ‪ -03‬جوان ‪2302‬‬ ‫التواصل في العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬

‫النظام الرئاسي ومدى صالحيتو لمجزائر‬


‫خمفة نادية‬
‫كمية الحقوق‬
‫جامعة باتنة‬

‫ممخص‬
‫تتناول ىذه الدراسة النظام الرئاسي‪ ،‬الذي يعد أحد األنظمة السياسية الثالث في العالم‪ .‬ظير ىذا النظام خالل الثمانينيات‬
‫من القرن الثامن عشر في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وتبنتو الكثير من الدول في العالم‪ ،‬ألنو شيد نجاحا معتبرا‪ ،‬نظ ار‬
‫لما يتميز بو من خصائص أساسية‪ ،‬وما يقدمو من مزايا‪ ،‬كما سنرى الحقا‪ ،‬مما أدى بالساسة الجزائريين إلى إظيار‬
‫اإلعجاب بو‪ ،‬وبالتالي تبنيو‪ .‬فيل يصمح فعال لمجزائر‪ ،‬رغم وجود اختالفات بينيا و بين وأمريكا خاصة في النوحي‬
‫االجتماعية و السياسية و االقتصادية والثقافية‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫‪Abstract‬‬
‫‪The study deals with the presidential system,‬‬
‫ترتكزز ززز بنيزز ززة الميسسز ز ززات السياسزز ززية فزز ززي الز ز ززديمقراطيات‬
‫‪which is one of the three representative‬‬
‫الميبرالية عمزى مبزدأ شزيير‪ ،‬ىزو مبزدأ الفصزل بزين السزمطات‪،‬‬
‫الذي ظير في القرن السابع عشزر وتطزور فزي القزرن الثزامن‬ ‫‪systems in the world. This system emerged‬‬

‫عش ز ززر‪ ،‬وينس ز ززب إل ز ززى الكات ز ززب اإلنجمي ز زززي ج ز ززون ل ز ززوك ف ز ززي‬ ‫‪during the 1780 S in the U.S.A and was‬‬

‫ميلفزو"بحث في الحكومة المدنيةة"(‪ ،)0691‬ومونتسزكيو فزي‬ ‫‪adopted lately by many countries because it‬‬

‫ميلف ز ززو "ذىنيةةةةةةة القةةةةةةوانين" المع ز ززروم باس ز ززم روح القز ز زوانين‬ ‫‪witnessed considerable success due to its‬‬
‫(‪ .)0( )0748‬يفترض مبزدأ الفصزل بزين السزمطات أن تعزرم‬ ‫‪characteristics and its advantages This led‬‬
‫جميززع األنظمززة السياسززية‪ ،‬القسززمة فززي الوظززائم بززين عززدة‬ ‫‪the Algerian leaders to admire it and, thus‬‬
‫أجيز ز ززة حكومي ز ززة‪ ،‬وأن تس ز ززتقل الواح ز ززدة ع ز ززن األخ ز ززرى‪ ،‬ألن‬ ‫‪think of adopting it. Does this system really‬‬
‫االنفز زراد بالسز ززمطة يزززيدي إلز ززى االسزززتبداد والسز ززمطة قز ززوة و ال‬ ‫‪fit Algeria in spite of differences between‬‬
‫يوقم القوة إال القوة (‪. )2‬‬ ‫‪America and Algeria? Normally socio‬‬
‫?‪political economic and cultural differences‬‬

‫يأخذ مبدأ الفصل بين السمطات معنيين‪ ،‬أحدىما سياسي و يقصد بو عدم التركيز(ألن التركيز يؤدي إلى إساءة‬
‫استعمال السمطة) و ضرورة توزيع السمطة بين ثالث ىيئات(تشريعية‪ ،‬تنفيذية‪ ،‬قضائية)‪ ،‬و اآلخر قانوني و يتعمق‬
‫بالعالقة بين ىذه الييئات الثالث وعمى وجو الخصوص العالقة بين السمطة التشريعية والتنفيذية‪ ،‬ووفقا لممعنى القانوني‬
‫فإن مبدأ الفصل بين السمطات يتخذ ثالثة أشكال في الديمقراطيات الغربية‪ ،‬وذلك بحسب أنماط العالقات بين البرلمان‬
‫والحكومة‪ ،‬وتتمثل ىذه األشكال في النظام البرلماني والنظام المجمسي (نظام حكومة الجمعية) والنظام الرئاسي والذي ىو‬
‫موضوع ىذه المقالة‪ ،‬غير أن ما يجب معرفتو ىو أن فقياء القانون الدستوري والنظم السياسية في العالم كمو يجمعون‬
‫عمى أن النظام السياسي في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ىو المثال الصادق والنموذج األمثل لمنظام الرئاسي المعاصر‪،‬‬

‫‪141‬‬
‫عدد ‪ -03‬جوان ‪2302‬‬ ‫التواصل في العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬

‫وىذا يسمح بتطبيق الدراسة عمى النظام الرئاسي في الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬وعميو ستتناول ىذه الدراسة كيفية ظيور‬
‫النظام الرئاسي والخصائص أو األسس العامة التي يقوم عمييا ثم تقييم ىذا النظام ثم دراسة النظام السياسي الجزائري‬
‫وموقعو من األنظمة العالمية منذ االستقالل إلى يومنا ىذا‪ ،‬وأخي ار التعرض لمدى صالحية النظام الرئاسي لمجزائر‪،‬‬
‫ونختم الموضوع بالنتائج المتوصل إلييا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬كيفية ظيور النظام الرئاسي‪:‬‬
‫ظيززر النظززام الرئاسززي فززي البدايززة فززي شززكل نظززام رئاسززي كالسززيكي‪ ،‬وىززو النظززام الززذي ابتكرتززو وطبقتززو الديمقراطيززة‬
‫الوحيززدة‪ ،‬وىززي الواليززات المتحززدة األمريكيززة بضززغط مززن حاجتيززا المحميززة والمتمثمززة فززي اتحززاد الززدول المسززتقمة عززن التززاج‬
‫البريطاني‪ ،‬في مساحة كانت في بداية االتحاد محزدودة وامتزدت فيمزا بعزد وشزممت أجززاء كبيزرة فأصزبحت تشزكل شزبو قزارة‪،‬‬
‫وتعد رابع دولة في العالم من حيث عدد السكان وىي في مقدمتيا من حيث ارتفاع المستوى الفني ألداء الفرد(‪.)3‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫إليجاد حل لمشكمتيم الكبزرى والمتمثمزة فزي التوفيزق بزين‬ ‫لقد ابتكر األمريكيون النظام الرئاسي في شكمو الكالسيكي‬
‫المطالبة بالوحدة وبين تمسك الدول المحمية المستقمة بحقوقيا التقميدية‪ ،‬وىو يختمم عزن النظزام البرلمزاني اختالفزا جوىريزا‪،‬‬
‫فززي روحززو وقواعززده‪ ،‬إذ أن ميزتززو األساسززية تكمززن فيمززا توصززل إليززو مززن التوفيززق بززين المبززدأ الززديمقراطي القززائم عمززى احت زرام‬
‫الحقوق والحريات الفرديزة وعمزى مبزدأ السزيادة الشزعبية والرقابزة عمزى دسزتورية القزوانين وغيرىزا وبزين واقزع الحكزم الشخصزي‪،‬‬
‫باعتبززار أن الزرئيس المنتخززب الززذي يتززولى السززمطة التنفيذيززة يتمتززع بصززالحيات عظيمززة تجعززل مززن حكمززو حكمززا نافززذا لكنززو‬
‫مقيد بأحكام الدستور(‪.)5‬‬
‫الواقع أن وضع الزرئيس وا ختصاصزاتو بيزذه الكيفيزة كزان أحزد المشزاكل الرئيسزية التزي واجيزت واضزعي دسزتور الواليزات‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬حيزث كزان يحزركيم بالنسزبة ليزذا الموضزوع أمزران‪ :‬كيزم يمكزن إيجزاد سزمطة تنفيذيزة قويزة تحزرك الحكزم‬
‫وتدفعززو مززن ناحيززة‪ ،‬وكيززم يمكززن مززن ناحيززة أخززرى أن تظززل تمززك السززمطة بعيززدة عززن الديكتاتوريززة(‪ ،)6‬وفززي ىززذا الخصززوص‬
‫يمكزن أن نشزير إلزى أن الصزراع كزان قائمزا بزين الزداعين إلزى تقويزة منصزب الزرئيس عمزى حسزاب الكزونغرس والزداعين إلززى‬
‫إعطزاء صززالحيات أوسززع ليززذا األخيززر‪ ،‬ومززع انعقززاد مززيتمر فيالدلفيزا لسززنة ‪ 0787‬الززذي كززان ييززدم إلززى إعززادة النظززر فززي‬
‫نصزوص االتحزاد التعاىزدي‪ ،‬تبزين فيززو لمنزدوبي الزدول (‪ 55‬منزدوبا) أن األمززر يقتضزي إيجزاد حزل جديززد وجزذري أكثزر مززن‬
‫صززورة التعاىززد بززين الززدول المسززتقمة‪ ،‬فززاقتنعوا بضززرورة الحاجززة إلززى قائززد قززوي‪ ،‬دون أن يتحززول إلززى طاغيززة ينتيززك الحقززوق‬
‫الفردية‪ ،‬لتبدأ بذلك الخطوات األولى لتدوين أول دستور اتحادي فزي العزالم‪ ،‬ليتطزور بزو النظزام الرئاسزي فيمزا بعزد وتسزتطيع‬
‫بو الواليات المتحدة األمريكية أن تيمن لحياتيا استق ار ار عمى كافة المستويات يكاد يكون عجيبا‪.‬‬
‫ىكززذا بعززد أن تبنززت الواليززات المتحززدة األمريكيززة النظززام الرئاسززي فززي دسززتورىا بززدأ ىززذا النظززام يخززرج مززن نطززاق إقمززيم‬
‫الواليز ات المتحززدة لينتشززر فززي أمريكززا الالتينيززة مززع شززيء مززن االنحزرام فززي تطبيقاتززو العمميززة وعززن قاعدتززو األصززمية‪ ،‬ولعززل‬
‫السززبب ف ززي انتيززاج جميوري ززات أمريكززا الالتيني ززة شززكل النظ ززام الرئاس ززي يرجززع إل ززى أن ىززذه الش ززعوب وجززدت ض ززالتيا في ززو‬
‫باعتبارىززا أقطززا ار لززم تتوصززل الديمقراطيززة فييززا إلززى تجريززد ف كرتيززا عززن األشززخاص الززذين تتجسززد فززييم‪ ،‬وأنيززا بقيززت مندمجززة‬
‫بزعامات محمية‪ ،‬وفي النظام الرئاسي فقط يتوافق شزعور ىزذه األقطزار بالزعامزة مزع عطفيزا عمزى الديمقراطيزة‪ ،‬فيزو النظزام‬
‫الززذي يززوفر ليززا مززا تصززبو إليززو مززن حمززل الزززعيم إلززى سززدة الحكززم بطريقززة االنتخززاب و تحقيززق رغبتيززا التززي تززدفعيا نحززو‬
‫وعميززو فززإن األنظمززة الرئاسززية ألمريكززا الالتينيززة مرتبطززة بززدول ناميززة قريبززة أكثززر إلززى الديكتاتوريززة منيززا إلززى‬ ‫الديمقراطيززة‬
‫)‪(7‬‬

‫الززديمقراطيات الميبراليززة ‪ .‬عمززى عكززس دول أمريكززا الالتينيززة فززإن النظززام الرئاسززي فززي أوروبززا لززم يمززق نجاحززا(فشةةل المحاولةةة‬

‫‪142‬‬
‫عدد ‪ -03‬جوان ‪2302‬‬ ‫التواصل في العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬

‫األلمانية وكذا الفرنسية لعام ‪ ) 8848‬ألسزباب سياسزية ونفسزية تمزت إلزى تزاريو الشزعوب األوروبيزة ونضزاليا الخزاص فزي‬
‫سزبيل تحريرىززا مزن السززمطة المطمقززة‪ ،‬غيزر أن ىززذا لزم يمنززع مززن وجزود بعززض ثزار النظززام الرئاسززي فزي الدسززاتير األوروبيززة‬
‫والتي يعود الفضل في اكتشافيا إلى الواليات المتحدة األمريكية وىي تكمن في‪:‬‬
‫‪-‬الثنائية في البرلمان والتي أصبحت أساسا ترتكزز عميزو دسزاتير الزدول فزي العصزر الحزديث خاصزة الزدول اإلتحاديزة‬
‫مثل سويس ار وألمانيا وأستراليا غيرىا‪.‬‬
‫‪-‬نظرية الرقابة الدستورية عمى القوانين وما توفره من ضمانات قانونية لممزواطن فزي ممارسزتو لحرياتزو وحقوقزو‪ ،‬غيزر‬
‫أنيالم تصل إلى مرتبة القاعدة العالمية التي وصزمت إلييزا طريقزة الثنائيزة البرلمانيزة (‪ .)8‬بعزد ىزذا العزرض السزريع والمزوجز‬
‫سنتطرق إلى األسس التي يقوم عمييا النظام الرئاسي‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األسس العامة لمنظام الرئاسي أو خصائصو‪:‬‬
‫يتميز النظام الرئاسي الكالسيكي لمواليات المتحدة األمريكية عن بقية أشكال األنظمة النيابية األخرى القائمة عمى مبزدأ‬
‫الفصل بين السمطات‪ ،‬خاصة النظام البرلماني‪ ،‬بخصائص أساسية تتفرع عنيا مجموعة من الخصائص الثانوية‪.‬‬
‫‪ /8‬وحدانية السمطة التنفيذية‪ :‬فرئيس الواليات المتحدة األمريكية ىو رئيس الدولزة وحكومتيزا فزي ن واحزد‪ ،‬وفزي ىزذا‬
‫التمركز تتجمى فكرة الوحدانية في الحكم حيث يوجد رئيس دولة منتخب من الشعب يستأثر بالسزمطة التنفيذيزة بصزفة تكزاد‬
‫تكون مطمقة‪ ،‬مقابل رقابتين قويتين‪ ،‬تشريعية (برلمانية) وأخرى قضائية‪.‬‬
‫‪ /2‬الفصل الشديد بين السمطات‪:‬أي أن الرئيس والبرلمزان وحتزى السزمطة القضزائية يسزتقل كزل واحزد مزنيم عزن اآلخزر‪،‬‬
‫فكل سمطة تحتفظ بذاتيتيا‪ ،‬رغم ماتفرضو متطمبات الحياة العممية والمعبة الحزبية من تعاون بينيا‪.‬‬
‫‪ /3‬سمطة قضائية ممثمة بالدرجة األولى في المحكمة العميةا فزي الوقزت الزذي ال تظيزر فيزو السزمطة القضزائية ظيزو ار‬
‫واضحا في ظل أنظمة أخرى‪.‬‬
‫الخاصية األولى‪ :‬وحدانية السمطة التنفيذية‬
‫مقتضى الخاصية األولى أن رئيس الدولة في النظام الرئاسزي ينتخزب انتخابزا مباشز ار مزن الشزعب‪ ،‬فيمنحزو ذلزك التمثيزل‬
‫مركززز الثقززل‪ ،‬فيصززبح شخصززا يسززود ويحكززم فززي ن واحززد‪ ،‬وىززذا مززا ال تتززوافر عميززو األنظمززة النيابيززة األخززرى (البرلمانيةةة‬
‫والمجمسية)‪.‬‬
‫إن انتخاب رئيس الدولة من الشعب مباشرة باع تباره رئيسا لمدولة والحكومزة معزا يضزعو عمزى قزدم المسزاواة مزن األىميزة‬
‫والمكانة والنفوذ مع البرلمان ويجعل لزو صزفة تمثيميزة عزن الشزعب ويعطيزو الحزق فزي الزتكمم باسزمو والتعبيزر عزن إ اردتزو‪ ،‬إذ‬
‫يستطيع أن يتخذ من الق اررات الحيوية مزا يجعزل إلرادتزو المكانزة العميزا فزي الدولزة ‪ ،‬و يمثزل محزو ار تشزع منزو سياسزة الزبالد‬
‫الداخميززة و الخارجيززة و منطمقززا لسززمطات ضززخمة تشززمل جميززع الميززادين العسززكرية و المدنيززة عمززى حززد س زواء)‪ .(9‬ولمززا كززان‬
‫األمززر كززذلك فززال وجززود لمجمززس وزراء وال وجززود لق ز اررات و ازريززة عمززى نحززو فززردي أو مشززترك كمززا ىززو الحززال فززي النظززام‬
‫البرلمززاني ‪.‬وأن كززل مززا يوجززد فززي النظززام الرئاسززي ىززو العديززد مززن المعززاونين الززذين يتولززون إدارة أجي ززة تعمززل تحززت إش زرام‬
‫رئيس الدولة‪ ،‬تأتمر بأمره وتسأل أمامو وىو المسيول عنيزا أمزام الزرأي العزام‪،‬و بنزاء عميزو فزإن ىزيالء المعزاونين ال يممكزون‬
‫سزمطة سياسزة خاصزة‪ ،‬و إنمزا ىزم مجزرد معززاونين لمزرئيس عمزى الصزعيد الحكزومي أو قززادة إداريزين إلدارتيزم الو ازريزة سزواء‬
‫سموا بالوزراء أو السكرتاريين أو الكتاب أو أمناء السر )‪.(10‬‬

‫‪143‬‬
‫عدد ‪ -03‬جوان ‪2302‬‬ ‫التواصل في العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬

‫ومن مظاىر تمتع رئزيس الدولزة بالسزمطة الفعميزة فزي النظزام الرئاسزي أو كمزا يحمزو لزبعض المفكزرين السياسزيين تسزميتو‬
‫باسم النظام الرئيسي تعبي ار عن مركز الثقل الذي يحتمو الرئيس)‪:(11‬‬
‫‪ -‬أن الرئيس عندما يجتمع بمعاونيو فإن ذلك يكون لمتشاور و المداولة و أخذ أ ارءىم و ينفرد ىو بالقرار النزيائي‬
‫و القاطع في الموضوعات محل المداولة‪.‬‬
‫‪ -‬خضززوع المعززاونين لسياسززة ال زرئيس‪ ،‬إذ يسززتقل وحززده برسززم وتقريززر السياسززة العامززة لمدولززة والحكومززة‪ ،‬وعميززو في زيالء‬
‫المعاونين ىم مجرد أداة لتنفيذ سياسة الرئيس ولو أن يجبرىم عمى ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬انف زراد ال زرئيس بتعيززين ى زيالء المعززاونين و ع ززليم مززتحمال مسززيولية اختيززارىم أمززام الشززعب مقابززل مسززيوليتيم الفرديززة‬
‫أمامو وحده‪.‬‬
‫‪ -‬لمزرئيس سززمطة فززي مجززال الشززيون الخارجيززة تتمثززل فززي تعيززين أعضززاء السززمك الدبموماسززي‪ ،‬و فززي إقزرار الززذىاب إلززى‬
‫الحرب و في إبرام المعاىدات التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬انتف ززاء المس ززيولية السياس ززية لز زرئيس الدول ززة ومس ززاعديو أم ززام الس ززمطة التشز زريعية‪.‬واقتص ززارىا عم ززى المس ززيولية الجنائي ززة‬
‫فقط(كالخيانة العظمى وسمطة االتيام لمجمس النواب وسمطة المحاكمة لمجمس الشيوخ)‪.‬‬
‫‪ -‬إسناد سمطة إعالن حالة الطوارئ إلزى الزرئيس حتزى تكزون ىنزاك سزرعة فزي مواجيتيزا ولتجنزب التفزرق فزي الزرأي فزي‬
‫خصوصيا ‪.‬‬
‫‪ -‬سمطة تنظيم القوات المسمحة والقائد األعمى ليا (تعيين أفرادىا و عزليم وتنظيم تدريبيم و ترقيتيم)‪.‬‬
‫الخاصية الثانية ‪:‬الفصل الشديد بين السمطات‬
‫لقد فيم الفقياء وخاصة العرب‪ ،‬مصطمح الفصل بين السمطات الذي جيء بو ألول مرة من طرم المفكزرين اإلنجميززي‬
‫(جان لوك) والفرنسي (مونتسكيو) فيما خاطئا‪ ،‬و ذلك عندما أوحى ليم المبدأ أن السمطات الثالث تكزون مسزتقمة ومنعزلزة‬
‫عن بعضيا وأن الفصل ىو فصل تام و قاطع ال يسمح بأي مظير من مظاىر التعاون بينيا و ال تممك أي سمطة وسائل‬
‫لمراقبة السمطتين األخزريين ‪،‬غيزر أنزو باسزتقراء التطزور العممزي لمحيزاة الدسزتورية فزي الدولزة التزي ابتكزرت و طبقزت النظزام‬
‫الرئاسي‪ ،‬اتضح ليم ولغيرىم أن مبدأ الفصل المطمق أو القاطع أو التام ىو مبدأ وىمزي ال وجزود لزو فزي أفكزار مبدعيزو وال‬
‫ف ززي الحي ززاة السياس ززية األمريكي ززة)‪ ،(12‬وأن المعن ززى الحقيق ززي لمفص ززل الكام ززل لمس ززمطات ينس ززجم م ززع الفص ززل الش ززديد ول ززيس‬
‫المطمق‪ ،‬وىنا تجب التفرقة بين المصطمحين‪ ،‬فالشزديد يعنزي أن الفصزل بزين السزمطات إلزى أبعزد الحزدود أمزا المطمزق‪ ،‬فيزتم‬
‫بشكل نيائي وقاطع وتام‪.‬‬
‫ىذا ما أكده الكاتب األمريكي في ميلفو "سياسات تقاسم القوى" حيث ميز بين مراحل مختمفة لتطور المبدأ‪:‬‬
‫‪ -1‬المرحمةةة األولةةى ‪ :1771 -1774‬حيززث كززان عمززى الكززونغرس أن يززيدي جميززع ميززام الحكومززة التش زريعية و التنفيذيززة‬
‫والقضائية‪.‬‬
‫‪-2‬المرحمةةة الثانيةةة ‪ :1777-1771‬اقتنززع واضززعو الدسززتور أنززو بززات مززن الضززروري إيجززاد فززرع تنفيززذي مسززتقل‪ ،‬ومنحززو‬
‫مسيوليات إدارية تتسم بالديمومة‪،‬غير أن أحدا لم يعرم في مزيتمر فيالدلفيا لعزام ‪7121‬كزم يجزب أن تكزون نسزبة الفصزل‬
‫بين الفرعين التشريعي و التنفيذي‪.‬‬
‫‪-3‬فةةةي أواخةةةر الثمانينيةةةات‪ :‬م ززن الق ززرن ‪ 72‬فق ززد مب ززدأ الفص ززل المح ززدد لمس ززمطات رواج ززو لص ززالح فكز زرة الرقاب ززة والتز زوازن‬
‫(‪ )Checksand Balances‬فكل فرع يقتسم السمطات مع فرع أخر)‪.(13‬‬

‫‪144‬‬
‫عدد ‪ -03‬جوان ‪2302‬‬ ‫التواصل في العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬

‫وعميو فإن فصل السمطات عن بعضيا ال يعني قطع العالقة بين ىذه السمطات بشكل نيائي‪ ،‬وانما إلى جانزب احتفزاظ‬
‫كل سمطة باستقالليتيا في أداء وظيفتيا توجد مظاىر التعاون و الرقابة المتبادلة‪.‬‬
‫فزإذا كانززت القاعزدة العامززة‪ ،‬ال تعطزي لزرئيس الدولزة‪ ،‬باعتبززاره رئيسزا لمسززمطة التنفيذيزة‪ ،‬حزق حزل البرلمززان بمجمسززيو‪ ،‬وال‬
‫يممززك حززق تأجي ززل أو تعطيززل أدوار انعقززاده أو الت ززدخل فززي أعمالززو‪ ،‬باإلض ززافة إلززى أنززو ال يمم ززك حززق التقززدم بمش ززروعات‬
‫القوانين‪ ،‬واذا كانت القاعدة العامة دائما ال تعطي في مقابل ىذا كمو لمسمطة التشريعية حق محاسبة السمطة التنفيذية عمزى‬
‫أعماليا‪ ،‬أو توجيو أسئمة و استجوابات لرئيس السمطة التنفيذية (رئيس الدولةة) أو معاونيزو كمزا لزيس ليزا حزق سزحب الثقزة‬
‫منيم‪ .‬فإنو و رغم ىذه االستقاللية في أداء كل سمطة لوظيفتيا‪ ،‬إال أن جسور االتصال بزين السزمطات الزثالث (التشةريعية‬
‫التنفيذيةةة‪ ،‬القضةةائية) كثي زرة‪ .‬خاصززة بززين السززمطتين‪ ،‬التش زريعية والتنفيذيززة‪ ،‬باعتبارىمززا أىززم جيززازين سياسززيين فززي السززاحة‬
‫السياسزية األمريكيزة‪ ،‬والمتصزفح لمدسزتور األمريكزي يجززد أنزو يحززدد صزالحيات الزرئيس (رئةةيس الدولةة) بشززكمين مزن أشززكال‬
‫العمززل التش زريعي‪ ،‬وتظيززر فززي حززق التوصززية بززإجراءات لمكززونغرس (التوصةةةية بالتشةةةريا أو مةةةا يعةةةرو بحصةةةدار المةةةوائ‬
‫التنفيذيةةة لمق ةوانين) وفززي سززمطة اسززتخدام الفيتززو ضززد مشززاريع الق زوانين‪ ،‬إلززى جانززب بعززض الس زمطات الضززمنية والتززي تأخززذ‬
‫ثالثة أشكال ‪:‬‬
‫‪-1‬يشرع عن طريق أحكام وأنظمة تكون ممزمة لمجميع في إطار السمطة القانونية والدستورية‪.‬‬
‫‪-2‬يشرع عن طريق البيانات الرئاسية‪ ،‬وىي عادة ما تكون ذات طبيعة روتينية‪ ،‬وبدون أثر تشريعي‪ ،‬ففي سنة ‪0970‬‬
‫أصدر الرئيس نيكسون بيانا يفرض ضريبة إضافية عمى أصنام مستوردة لمواليات المتحدة‪ ،‬و بعد التقاضي المطول‬
‫قررت محكمة فيدرالية ‪ :‬أنو رغم أن الرئيس يفتقد إلى السمطة المستقمة لتنظيم التجارة أو تحديد التعريفة و أن أي بيان‬
‫ممزم يجب أن يرتكز إلى سمطة مفوضة من الكونغرس فإن الرئيس في ىذه الحالة قد تصرم بما يتماشى والسمطة‬
‫القانونية‪.‬‬
‫‪ -3‬يشززرع ال زرئيس عززن طريززق األمززر الرئاسززي‪ ،‬فقززد أصززدر ال زرئيس ف زرانكمين روزفمززت عززددا مززن األوامززر الرئاسززية عززام‬
‫‪ 7397‬لالستيالء عمزى منشز ت صزناعية وشزركات بنزاء سزفن لمكزابالت و حزوالي ‪ 9444‬شزركة فحزم‪ ،‬ومزر عامزان قبزل أن‬
‫يوفر الكونغرس السمطة القانونية إلجراءاتو )‪.(14‬‬
‫ومقابززل ىززذا فززإن اإلدارة ليسززت حك ز ار عمززى الييئززة التنفيذيززة وأن الكززونغرس مزززود بالمسززيولية والززدور الشززرعي ل ش زرام‬
‫عمززى الوك ززاالت الفيدرالي ززة وانش ززائيا وذلززك باس ززتدعاء ريس ززاء اإلدارة و الوك ززاالت فززي أي وق ززت لمحص ززول عم ززى المعموم ززات‬
‫أوتفسيرات في مسائل ال عالقة ليا بالواجب الرسزمي (‪، )71‬ومزن األدوات الرقابيزة التزي يسزمح بيزا الدسزتور لمكزونغرس بشزأن‬
‫العممي ززة اإلداري ززة ‪ ،‬س ززمطة إنشز ززاء مكات ززب وتحدي ززد صز ززالحياتيا وم ززدتيا‪ ،‬ول ززو أن يق ززرر فز ززي مس ززألة التعويض ززات المقدمز ززة‬
‫لممس ززيولين‪ ،‬كم ززا ل ززو ح ززق تثبي ززت التعي ين ززات الرئاس ززية والمش ززاركة االستش ززارية ف ززي العممي ززة اإلداري ززة‪ ،‬وص ززالحيات التحقي ززق‬
‫واالعتماد المالي إلى جانب أىم سمطة رقابية و ىي الفيتو التشريعي الذي يعزد شزرطا قانونيزا يزيخر اإلجزراء اإلداري مزابين‬
‫‪ 34-04‬يوما في العادة‪ ،‬يجوز خالليا لمكونغرس أن يقر اإلجراء أو يرفضو دون أي تدخل خر من قبل الرئاسة (‪.)70‬‬
‫الخاصية الثالثة ‪ :‬سمطة قضائية ممثمة بالمحكمة العميا‬
‫تحتل المحكمزة العميزا القمزة فزي سزمم الييئزات القضزائية فزي النظزام األمريكزي‪ ،‬وذلزك بسزب الزدور الرئيسزي المزنظم الزذي‬
‫تتواله في الحياة السياسية األمريكية‪ ،‬فإلى جانب نظرية الرقابزة الدسزتورية عمزى القزوانين‪ ،‬التزي ابتكرتيزا واسزتنبطت أصزوليا‬
‫م ززن النص ززوص الدس ززتورية ‪،‬فقد توص ززمت إل ززى إخض ززاع الدول ززة إل ززى أحكامي ززا واتجاىاتي ززا مم ززا جعمي ززا س ززمطة م ززن الس ززمطات‬

‫‪145‬‬
‫عدد ‪ -03‬جوان ‪2302‬‬ ‫التواصل في العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬

‫الدسززتورية المييمنززة‪ ،‬فباإلضززافة إلززى الوظيفززة القضززائية التززي تيدييززا عمززى رأس المحززاكم االتحاديززة فززإن ليززا دو ار دسززتوريا‬
‫خطي ز ار يتمثززل فززي التأكيززد عمززى مبززدأ الشززرعية والحكومززة المقيززدة بحمايززة الحقززوق والحريززات الفرديززة‪ ،‬وتحقيززق الت زوازن بززين‬
‫السمطات‪.‬‬
‫إن القضززاء فززي الواليززات المتحززدة األمريكيززة ال يقززوم بززأي عمززل تشزريعي أو تنفيززذي وىززذا يسززتتبع انعززدام االختصاصززات‬
‫القضززائية لمسززمطتين التنفيذيززة والتش زريعية(‪ .)07‬وتأكيززدا لمززا سززبق ‪،‬فقززد حظززر الدسززتور فززي المززادة األولززى الفقزرة التاسززعة البنززد‬
‫الثالززث عمززى الكززونغرس إصززدار ق زوانين تحززرم الم زواطنين مززن حقززوقيم المدنيززة دون محاكمززة ألن فززي تمززك الق زوانين سززماح‬
‫لمسمطة التشريعية بمعاقبة المواطنين دون محاكمة‪ ،‬وفي ىذا عدوان عمى اختصاص السمطة القضائية‪.‬كما ال تقوم السزمطة‬
‫القضززائية فززي مقابززل ذلززك بإصززدار فتززاوى أو أراء استشززارية لمسززمطة التنفيذيززة‪ ،‬وال حتززى مشززورة قانونيززة تأخززذ شززكل ال زرأي‬
‫االستشاري‪ ،‬ولقد حدث أن طمب وزير المالية "ألكسندر ىاممتون" من المحكمة العميا أن تصدر فتوى تتعمق بمدى دستورية‬
‫قرار أصدره مجمس نواب والية فيرجينيا مزيداه أن مشزروع القزانون الصزادر عزن الكزونغرس والخزاص بتحمزل مسزيولية ديزون‬
‫الواليزة يعتبزر غيززر دسزتوري‪،‬غير إن إجابزة المحكمززة العميزا ىززي الزرفض القزاطع عمززى أسزاس أن المزادة الثالثززة مزن الدسززتور‬
‫تقرر أن المحكمة ال تبت إال في قضايا تتعمق بمنازعزا ت قائمزة بالفعزل‪ ،‬وأن إصزدار ىزذه اآلراء يعزد خروجزا عمزى الوظيفزة‬
‫القضائية ويقحم المحاكم في نشاط تنفيذي أو تشريعي ال يسمح ليا الدستور باقتحامو(‪.)08‬‬
‫من أىم دعائم استقالل القضاء في الواليات المتحدة األمريكية مايمي‪:‬‬
‫‪-‬الحصانة ضزد العززل‪ ،‬ال سزيما أن السزمطة التنفيذيزة ىزي التزي تقزوم بتعيزين القضزاة (قضةاة المحكمةة العميةا فقةط) أمزا‬
‫قضاة محاكم الواليات فينتخبون ‪.‬‬
‫‪-‬النظام المالي المتمثل في منح القضاة مرتبات دورية تحفظ ليم استقالليم وتمكنيم من مقاومة الضغوط التزي تمزارس‬
‫عمييم‪.‬‬
‫‪-‬النظززام اإلداري لمقضززاة أي أن الشززيون التنفيذيززة واإلداريززة لرجززال القضززاء يتززرك أمززر إدارتيززا لمسززمطة القضززائية ذاتيززا‪.‬‬
‫واليمكن لمسمطة التنفيذية التدخل فييا‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تقييم النظةام الرئةاسي‪:‬‬
‫يعدد أساتذة القانون الدستوري والنظم السياسية مزايا وعيوب النظام الرئاسي‪ ،‬ومن أىم مزاياه‪:‬‬
‫‪ -1‬أنو يضمن االستقرار السياسي بصزورة تكزاد ال تحققيزا الزنظم األخزرى (البرلمانيةة و المجمسةية) والسزبب يرجزع إلزى‬
‫أن رئيس الدولة الذي ىو رئيس السمطة التنفيذية المنتخب مباشرة من الشعب لمدة أربع سنوات قابمزة لمتجديزد مزرة واحزدة ال‬
‫يمكزن إزالتززو أو إقصززايه قبزل انتيززاء فتزرة رئاسزتو‪ ،‬ممززا يمكنززو مززن تنفيزذ سياسززتو وبرامجززو بالطريقزة التززي ي ارىززا إيجابيززة )‪،(19‬‬
‫وىذا عكس النظام البرلماني أو شبو الرئاسي الذي تأتي د ارسزتو بعزد حزين والزذي تتعزرض فيزو الحكومزات إلزى ىززات عنيفزة‬
‫بين الحين والحين ‪.‬‬
‫‪ -2‬قيام النظام الرئاسي عمى مبدأ الفصل بين السمطات والذي يعد دعامة أساسزية لقيزام الحكزم الزديمقراطي‪ ،‬سزواء أقزام‬
‫جسزور االتصزال والتعزاون والرقابززة بزين السزمطات بالفعزل‪ ،‬أو كززان فصزال جامزدا أدى إلزى اسززتقالل كزل سزمطة عزن األخززرى‬
‫بوظيفتيا األصمية مما يتيح ممارسة صالحياتيا في إطار القانون‪.‬‬
‫‪ -3‬النظززام الرئاسززي ىززو األقززدر عمززى مواجيززة األزمززات والط زوارئ ويرجززع ذلززك إلززى أن السززمطة الفعميززة‪ ،‬التززي ىززي بيززد‬
‫شخص واحد وىو رئيس الدولة تتزايد في أوقات األزمات مما يسمح لو باتخاذ الق اررات لمواجيزة تحزديات الموقزم بالفاعميزة‬

‫‪146‬‬
‫عدد ‪ -03‬جوان ‪2302‬‬ ‫التواصل في العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬

‫الواجبة دون الزدخول فزي مشزاورات مزع السزمطة التشزريع ية ومزا تسزتمزمو مزن تعزاون ورقابزة قزد تزيدي إلزى اإلبطزاء والزذي قزد‬
‫يعود سمبا عمى الدولة‪.‬‬
‫أما عيوب النظام الرئاسي فيمكن إجماليا في مايمي‪:‬‬
‫‪ -8‬إن الفصل بين السمطات (من الناحية النظرية)بشكل ييدي إلزى الجمزود واإلطزالق (فصةل قةاطا أو تةام) ىزو أمزر‬
‫غيززر مرغززوب فيززو‪ ،‬ألن التعززاون المتبززادل بززين السززمطات وامكانيززة التززأثير والتززأثر وخاصززة السززمطتين التش زريعية و التنفيذيززة‬
‫ضززروري‪ ،‬ألنززو يززوفر لمسياسززات العامززة قززوة سياسززية وأدبيززة أكبززر ممززا لززو جززاءت ىززذه السياسززات لتمثززل وجيززة نظززر إحززدى‬
‫السزمطتين فقزط)‪ ، (20‬ىزذا مزن جيززة ومزن جيزة ثانيزة فززإن عزدم مسزيولية رئزيس الدولزة أمززام السزمطة التشزريعية باعتبزاره رئيسززا‬
‫لمسززمطة التنفيذيززة تجعمززو يتصززرم بحريززة دون اعتبززار لززرد فعززل البرلمززان اتجاىززو‪ .‬وىززذا يقززوده إلززى الدكتاتوريززة والميززل نحززو‬
‫الشمولية‪.‬‬
‫‪ -2‬إن ع ززدم مس ززيولية رئ ززيس الدول ززة أم ززام البرلم ززان تش ززكل عيبز ززا ف ززي النظ ززام الرئاس ززي‪ ،‬حي ززث يك ززون رئ ززيس السز ززمطة‬
‫التنفيذية(رئيس الدولة) الذي يممك السمطة الفعمية بعيزدا عزن االنتقزادات أو أي اسزتجواب مزن البرلمزان‪ ،‬والمفزروض أن فزي‬
‫مثززل ىززذه اإلجزراءات‪ ،‬الضززمان لالرتقززاء بكفززاءة السززمطة التنفيذيززة‪ ،‬ودفززع إلززى تززدارك األخطززاء وبززذل أقصززى الجيززود لخدمززة‬
‫السياسة العامزة‪ ،‬وىزذا مزا عبزر عنزو الفقيزو الفرنسزي"مةوريس دي فةارجيي" حيزث قزال‪":‬إذا كةان النظةام الرئاسةي يةؤدي إلةى‬
‫‪.‬‬ ‫حكومة ثابتة فيو ال يؤدي بالضرورة إلى حكومة قوية"‬
‫)‪(21‬‬

‫عمززى ضززوء مززا سززبق مززن طززرح يمكززن أن نتنززاول النظززام السياسززي الج ازئززري مززن خززالل الدسززتور و موقعززو مززن األنظمززة‬
‫النيابية الزثالث‪ ،‬و ىنزا يجزدر التسزايل التزالي ‪ :‬ىزل النظزام الدسزتوري الج ازئزري ىزو نظزام برلمزاني أم نظزام رئاسزي أم نظزام‬
‫مجمسي أم ىو نوع خزر؟ و مزا مزدى صزالحية النظزام الرئاسزي تحديزدا لمج ازئزر‪ ،‬باعتبارىزا دولزة بسزيطة غيزر اتحاديزة أوال‪،‬‬
‫وباعتبارىا دولة من دول العالم الثالث ثانيا‪ ،‬أين الديمقراطية لم تزل في ميدىا ؟‬
‫رابعا ‪ :‬النظام الجزائري و موقعو من األنظمة السياسية العالمية‪:‬‬
‫تكشم دراسة الدساتير المختمفة في الجزائر خاصة دستور ‪0996‬المعدل و المزتمم لدسزتور ‪ ، 0989‬باعتبزاره الدسزتور‬
‫السزاري المفعززول فززي الحيززاة السياسززية الج ازئريززة‪ ،‬عمززى أن النظززام السياسزي الج ازئززري ومنززذ اسززتقالل الدولززة لززم يتبنززى شززكال‬
‫محددا من أشكال األنظمة النيابية الثالثة وانما في كل مرة تقع ىذه الدساتير في محظور الخمط وعدم الوضوح)‪.(22‬‬
‫وعمى ىذا األساس يمكن القول أن النظام الجزائري ىو خميط من األنظمزة السياسزية‪ ،‬خاصزة البرلمانيزة والرئاسزية وىزو‬
‫حيزث تكزون العناصزر الجوىريزة لمنظزام البرلمزاني ىزي المعتمزدة‬ ‫)‪(23‬‬
‫ما يطمق عميو عند بعض الفقياء بالنظام شبو الرئاسزي‬
‫مثل‪( :‬السمطة التنفيذية منقسمة بين رئيس دولة ووزارة يرأسيا رئةيس حكومةة‪ .‬الةوزارة مسةؤولة سياسةيا أمةام البرلمةان‬
‫مما يسم ليذ ا األخير أي البرلمةان أن يحجةب الثقةة عةن الحكومةة ويرعميةا عمةى االسةتقالة مةا مجمةوع الةوزراء‪ ،‬كمةا‬
‫يجةوز لمسةةمطة التنفيذيةةة أن تطمةةب حةةل البرلمةةان) لكزن الفززارق األساسززي بزين النظززام البرلمززاني و النظزام شززبو الرئاسززي أن‬
‫رئززيس الدولززة فززي ىززذا األخيززر لززيس سززمطانا وراثيززا أو رئيسززا منتخبززا مززن قبززل البرلمززانيين أو عززدد قميززل مززن الوجيززاء (حةةال‬
‫النظةةام البرلمةةاني) بززل يكززون رئيسززا منتخبززا بززاالقتراع الشززامل و ممززثال ل ز رادة الشززعبية ممززا يجعمززو عمززى قززدم المسززاواة مززع‬
‫البرلمان و في مركز متفوق بالنسبة لمو ازرة ورئيسيم‪ ،‬و ىذه ميزة تجعل النظام الرئاسي و النظام شبو الرئاسي متشابيين‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫عدد ‪ -03‬جوان ‪2302‬‬ ‫التواصل في العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬

‫أيضا فإن رئيس الدولة في النظام شبو الرئاسي يتمتع بصالحيات قانونيزة أكبزر مزن صزالحيات رئزيس الدولزة البرلمانيزة‬
‫بصورة عامة‪ .‬وىذا يجعمو يقترب من الصالحيات العظيمة المخولة لرئيس الدولة في النظام الرئاسي و من خصائص ىزذه‬
‫األنظمة (البرلمانية و الرئاسية) أخذ النظام شبو الرئاسي أسسو‪.‬‬
‫تتضززح صززورة النظززام شززبو الرئاسززي فززي الدسززتور الج ازئززري األول لسززنة ‪ 0963‬مززن خززالل الم زواد ال زواردة فيززو( م ‪-26‬‬
‫‪)37‬أمززا دسززتور ‪ 0996‬المعززدل والمززتمم لدسززتور ‪ 0989‬فقززد تعامززل مززع ىززذا الخمززط والتززداخل مززن خززالل المززادة ‪ 77‬بجميززع‬
‫فقراتيززا والتززي تيكززد عمززى الطبيعززة الرئاسززوية لمنظززام السياس ززي الج ازئززري وذلززك بتضززخيم سززمطات رئززيس الدولززة واض ززعام‬
‫سززمطات كززل مززن البرلمززان ورئززيس الحكومززة‪ ،‬ومززن خززالل المززادة ‪ 79‬التززي تززوحي بثنائيززة السززمطة التنفيذيززة ( حةةال النظةةام‬
‫البرلماني) إلى جانب ىذه المواد توجد المادة ‪ 84‬و‪ 87‬من نفس الدستور ‪.‬‬
‫إن الحل ال مالئم ليذا الخمط والتداخل يكمن في تبنزي نظزام سياسزي واضزح المعزالم‪ ،‬ومزا دام األمزر قزد حسزم مزن طزرم‬
‫الجيات الرسمية باختيار النظام الرئاسي‪ ،‬فإن السيال المطروح‪ :‬ما مدى صالحية النظام الرئاسي لمجزائر؟‬
‫خامسا ‪ :‬صالحية النظام الرئاسي لمجزائر‪:‬‬
‫من خالل تتبعنا لتطور التجربة الدستورية الجزائرية منذ االستقالل إلزى يومنزا ىزذا‪ ،‬نالحزظ أن ىنزاك مزيال لزدى السزمطة‬
‫الحاكمة نحو النظام الرئاسي‪ ،‬ولعل ىذا يعود إلى عوامل متعددة مثل‪:‬‬
‫‪-8‬حداثززة الدولززة الجزائريززة باالسززتقالل ومززا ينطززوي عميززو ذلززك مززن مخززاطر االضززطرابات كمززا حززدث فززي أزمززة صززائفة‬
‫‪.0962‬‬
‫‪ -2‬الثقافززة السياسززية السززائدة ف ززي المجتمززع والتززي تميززل نح ززو االنطوائيززة مززن جيززة وروح الييمن ززة واالبتعززاد عززن الق ززيم‬
‫الديمقراطية من جية ثانية‪ ،‬رغم أن ىذه القيم النبيمة ليست غريبة عمى اإلسالم بل ىي مكونو األساسي‪.‬‬
‫‪ -3‬الطبيعززة الكاريزماتيززة لمحززاكم ونظرتززو لمدولززة والسياسززة‪ .‬فالدولززة عنززده ىززي " األنةةا" والسياسززة ىززي مززا أراه‪ ،‬كمززا كززان‬
‫يقول نابميون‪.‬‬
‫واذا لم تكن األسباب مييأة لتبني نظام رئاسي ديمقراطي بشكل رسزمي‪ ،‬فزإن األمزر بزدأ يتضزح اليزوم أكثزر‪ ،‬وىزذا مزا تزم‬
‫التعبيززر عنززو مززن قبززل العديززد مززن الجيززات الرسززمية)‪(24‬وعمززى أرسززيا رئززيس الجميوريززة ورئززيس الحكومززة ورئززيس المجمززس‬
‫الشززعبي الززوطني‪ ،‬وطبقززا لمززا ورد فززي كممززة رئززيس الجميوريززة أمززام إطززارات الميسسززة العسززكرية‪ ،‬فززإن الظززروم السياسززية‬
‫أصبحت مستقرة اليوم أكثر لتعديل الدستور القائم والمشوب بالعديد من العيوب(حسب قنةاعتيم) واقامزة دسزتور جديزد يقزوم‬
‫عمى تعزيز أكثر لمحقوق والحريات األساسية وعمى‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز الرقابة الدستورية‪ ،‬التحديد الواضح لمعالم النظزام السياسزي‪ ،‬وضزع حزد لمتزداخل بزين صزالحيات الميسسزات‪-‬‬
‫تززدعيم مبززدأ الفصززل بززين السززمطات الززذي بقززي مجززرد شززعار مرفززوع فززي الدسززاتير السززابقة‪ ،‬باإلضززافة إلززى الززدعائم السززابقة‬
‫لمدستور المرجو البد أن ينص عمى عوامل أخرى التقل أىمية عن األولى وىي‪:‬‬
‫‪ -‬توفير المناخ المالئم لوالدة مجتمع مدني حقيقي ‪.‬‬
‫‪ -‬احترام إرادة الشعب في اختيار ممثميو ‪.‬‬
‫‪ -‬العمل عمى تكوين رأي عام حقيقي وحر وفعال‪.‬‬
‫‪ -‬إرس ززاء مب ززدأ الس ززمطة المس ززيولة والمحاس ززبة الص ززارمة عم ززى اس ززتعماليا باعتب ززاره مب ززدأ م ززن المب ززادئ الجوىري ززة لمحك ززم‬
‫الصالح‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫عدد ‪ -03‬جوان ‪2302‬‬ ‫التواصل في العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬

‫إن النظززام الرئاسززي‪ ،‬حسززب الفقيززاء والكتززاب المتخصصززين ىززو نظززام متكامززل‪ ،‬بززدليل أنززو نجززح بشززكل عجيززب فززي بمززد‬
‫منشئو وتحول إلى الكثير من دول العالم)‪،(25‬خاصة أنو نظام يقوم عمى مبدأ االستم اررية والتواصل‪ ،‬فعندما استقال الزرئيس‬
‫األمريكي نيكسون عمى إثر فضيحة (ووترعيت) تولى تمقائيا نائبو جيرالد فورد مقاليد الحكم وأكمزل العيزدة دون المجزوء إلزى‬
‫انتخابزات مسزبقة أو توكيزل ميقزت ومقيزد لسززمطات نائزب الزرئيس‪ ،‬بزل عزين لنفسزو نائبززا ىزو السزيد روكفيمزي‪ ،‬فكزان بززذلك أن‬
‫تولى الرئاسة و نيابتيا شخصان غير منتخبان‪ ،‬و يعتبر البعض أن ىذه االستم اررية والثبات ميزة أساسية فزي ىزذا النظزام‪،‬‬
‫غيززر أن الحكومززة الثابتززة ال تززيدي بالضززرورة إلززى حكومززة قويززة كمززا سززبق القززول بززدليل أن فززورد لززم يسززتطع الفززوز بالعيززدة‬
‫)‪,gghhht·.. (26‬‬
‫‪.‬‬ ‫الرئاسية التي فاز بيا جيمي كارتر‬
‫بعد ىذا العرض الوجيز ألسباب ميل السمطة ال حاكمة في الج ازئزر إلزى النظزام الرئاسزي و بعزد بدايزة وضزوح الرغبزة فزي‬
‫تبني ىذا النظام لدى السمطة ميخ ار‪ ،‬و بعد استعراض أىم المقومات التي يجب أن تتوافر لقيام نظام رئاسي نزاجح وفعزال‪،‬‬
‫فإن السزيال المطزروح مزن قبزل و بعزد ‪ ،‬ىزل يصزمح ىزذا الشزكل مزن األنظمزة السياسزية لمج ازئزر خاصزة فزي ظزل االختالفزات‬
‫الثقافية و االقتصادية و السياسية و االجتماعية و حتى البيئية و الطبيعية بين بمد ابتكاره و الجزائر؟‬
‫إن اإلجابة ال تتحدد بنعم أم ال بقدر ما تتحدد بفحص مجمل الظروم السياسية واالقتصادية والثقافية واالجتماعيزة فزي‬
‫إطار من المقارنة ‪ ،‬فبأخذ التجربة الناجحة في أمريكزا يمكزن القزول أن النظزام الرئاسزي ال يصزمح لمج ازئزر عمزى ضزوء الواقزع‬
‫السياسي القائم‪ ،‬فالتعددية السياسية في الجزائر تختمم عن التعددية في أمريكا‪ ،‬ألمن حيزث مجاليزا الزمنزي وال مزن حيزث‬
‫الثقافززة السياسززية لمحززاكم و الم زواطن عمززى الس زواء (أمريكةةا تقةةوم عمةةى نظةةام الحةةزبين أحةةدىما فةةي السةةمطة و اآلخةةر فةةي‬
‫المعارضة بينما التعددية في الجزائر ىي تشتتية سياسية) إضزافة إلزى ذلزك فزإن انعزدام دعزائم دولزة القزانون‪ ،‬وعزدم تزوافر‬
‫ثقافة التعامل مع مبدأ الفصل بين السمطات ‪ ،‬و غيزاب معارضزة حقيقيزة‪ ،‬و قويزة و الحنزين إلزى االسزتبداد‪ ،‬وىيمنزة سزمطة‬
‫عمززى أخززرى العتبززارات تاريخيززة و سياسززية ال ت ززال تطبززع المجتمززع الج ازئززري ىززذا مززن جيززة‪ ،‬و مززن جيززة ثانيززة فززإن موقززع‬
‫الواليات المتحدة الجغ ارفزي و التفزاوت فزي مسزاحتيا و طبيعزة تضاريسزيا و مناخيزا (دولةة فدراليةة) لزو أثزر كبيزر سزواء فزي‬
‫طريقة تمثيل الواليات (نظام المجمسين) أو في النظام السياسزي (رئاسوي فيو تضةخيم لصةالحيات رئةيس الدولةة)‪ ،‬و ىزذا‬
‫ما ال تتوفر عميو الجزائر كدولة موحدة (دولة بسيطة) ‪.‬‬

‫خاتمةة‪:‬‬
‫تبززين لنززا مززن ىززذه الد ارسززة بززأن النظززام الرئاسززي ىززو أحززد األنظمززة النيابيززة النموذجيززة القائمززة عمززى مبززدأ الفصززل بززين‬
‫السزمطات الزذي يعزد أحزد الركزائز األساسزية لحكزم ديمق ارطزي يعمزل وفقزا لمبزدأ الرقابزة والتوازنزات ‪check and balances‬‬
‫بمززنح سززمطات واسززعة ل زرئيس الدولززة مقابززل صززالحيات تعادليززا لمسززمطة التش زريعية‪ ،‬واحت زرام كبيززر السززتقاللية القضززاء ممززا‬
‫يجعل القيمة الديمقراطية مصونة‪ ،‬فال دكتاتورية برلمانية وال حاكم مستبد وال قضاء فاسد‪.‬‬
‫وال شززك أن أي نظززام سياسززي يتوقززم مززن حيززث صززالحيتو مززن عززدميا عمززى عوامززل عديززدة تكززون فززي أغمززب األحيززان‬
‫متكاممة‪ ،‬وأىميا‪:‬‬
‫‪ -‬وجود إرادة سياسية حقيقة في احت ارم المبادئ التي يقوم عمييا ذلك النظام‪.‬‬
‫‪ -‬وجود صحافة حرة ونزيية تتولى الكشم عن التجاوزات وتنور الرأي العام حول ما يجري داخل الحكومة‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫عدد ‪ -03‬جوان ‪2302‬‬ ‫التواصل في العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬

‫‪ -‬وجزود سززمطة قضزائية كفززأة ونزييززة ومسزتقمة تتززولى مراقبززة أعمزال السززمطة التنفيذيززة مزن جيززة وتزرفض مزا يصززدر مززن‬
‫قوانين متعارضة مع الدستور من جية ثانية‪.‬‬
‫‪ -‬وجود فصل حقيقي لمسمطات بحيث أن كل جيزة تقزوم بوظيفتيزا دون تزدخل مزن جيزة أخزرى‪ ،‬ويكزون ذلزك فزي إطزار‬
‫تقاسم السمطات أو التعاون بينيا‪.‬‬
‫‪ -‬خمززق ثقاف ززة سياس ززية تتماش ززى والديمقراطيززة واحتز زرام حق ززوق اإلنس ززان وحريات ززو األساسززية والحك ززم ال ارش ززد و غيرى ززا م ززن‬
‫العوامل ‪.‬‬
‫و بتوافر ىذه العناصر والرغبة في تكريس المسار اإلصالحي الشامل والسير نحو المستقبل مع تحمل المخزاطر‪ ،‬فإننزا‬
‫نعتقد بإعطاء الفرصة لمنظام الرئاسي بمعالمو الواضزحة والمحزددة وكخطزوة أولزى لمزتخمص مزن عمميزة الخمزط والتزداخل فزي‬
‫الصالحيات‪ .‬ويبقى تحقيزق ىزذا اليزدم أمز ار صزعبا يتطمزب التفاعزل بزين الحكزام والمحكزومين وخاصزة بإعطزاء دور ميزم‬
‫لمنخبة المسيولة والواعية والمشبعة بالقيم الوطنية والديمقراطية‪.‬‬

‫اليوامش و المراجا‬
‫‪-8‬موريس دي فارجي‪ ،‬الميسسات السياسية والقانون الدستوري‪( ،‬األنظمة السياسية الكبرى)‪ ،‬ترجمة جورج سعد‪،0992 ،‬ص ‪.001‬‬
‫‪-2‬ميمود ذبيح‪ ،‬الفصل بين السمطات في التجربة الدستورية الجزائرية‪ ( ،‬بين االستقالل والتعاون واالنزدماج)‪ ،‬رسزالة ماجسزتير‪ ،‬كميزة‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،2114 ،‬ص‪.3‬‬
‫‪ -3‬عادل ثابت‪ ،‬النظم السياسية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0999 ،‬ص ‪.242‬‬
‫‪ -4‬أخطأ الفقياء العرب عندما فيموا النظام الرئاسي بأنو ذلك النظام الذي يقوم عمى الفصل القاطع أو التام (و ىذا ما يسميو‬
‫البعض النظام الرئاسي الكالسيكي) ألن الحياة العممية أثبتت أن النظام الرئاسي كنظام معاصر أصبح يقوم عمى مبدأ تقاسم القوى‬
‫في ظل عالقة االنفصال كما سنرى الحقا ‪.‬‬
‫‪ -5‬أدمون رباط‪ ،‬الوسيط في القانون الدستوري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار العمم لمماليين‪ ،‬بيروت‪ ،0980 ،‬ص ‪.649‬‬
‫‪–6‬يحيى الجمل‪ ،‬األنظمة السياسية المعاصرة‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪.084‬‬
‫‪ -7‬أدمون رباط‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.656‬‬
‫‪ -8‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.659‬‬
‫‪ -9‬إبراىيم عبد العزيز شيحا‪ ،‬الوجيز في النظم السياسة و القانون الدستوري‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪ -81‬يوجد حاليا في الواليات المتحدة األمريكية ثالثة عشر كتاب دولة و كانوا قبل أحداث ‪ 00‬سبتمبر ‪ 2110‬إحدى عشر أضيم‬
‫إلييا و ازرة األمن الداخمي وو ازرة أخرى‪.‬‬
‫‪ -88‬من ىيالء المفكرين األستاذ الدكتور محمود حافظ‪.‬‬
‫‪ -82‬السعيد السيد عمي‪ ،‬حقيقة الفصل بين السزمطات فزي النظزام األمريكزي‪ ،‬رسزالة دكتزوراه‪ ،‬كميزة الحقزوق‪ ،‬جامعزة حمزوان‪،0999 ،‬‬
‫ص ‪.231‬‬
‫‪ -83‬لززويس فيشززر‪ ،‬سياسززات تقاسززم القززوى‪( ،‬الكززونغرس والسززمطة التنفيذيززة)‪ ،‬ترجمززة مززازن حمززاد‪ ،‬األىميززة لمنشززر والتوزيززع‪ ،‬الطبعززة‪،3‬‬
‫عمان‪ ،0994 ،‬ص ‪.03-02‬‬
‫‪ -84‬لويس فيشر‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.40‬‬
‫‪ -85‬لويس فيشر‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ -86‬لويس فيشر‪،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.79‬‬

‫‪150‬‬
‫عدد ‪ -03‬جوان ‪2302‬‬ ‫التواصل في العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬

‫‪ -87‬السعيد السيد عمي‪،‬المرجع السابق ص‪.211‬‬


‫‪ -88‬السعيد السيد عمي‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.212‬‬
‫‪ -89‬محمد نصر مينا‪ ،‬في نظرية الدولة والنظم السياسية‪ ،‬االسكندرية‪ ، 0999 ،‬ص ‪. 278‬‬
‫‪ - 21‬محمد نصر مينا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪ -28‬موريس دي فارجيو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.036‬‬
‫‪ –22‬لقزد عبزر عزن ىززذه الفكزرة بشزجاعة رئزيس الجميوريززة فزي كممتزو أمززام إطزارات وضزباط الجزيش الززوطني الشزعبي بمناسزبة الززذكرى‬
‫الرابعة واألربعين الستقالل الجزائر‪ ،‬الشروق‪ 15 ،‬جولية ‪ ،2116‬ص ‪ ،3‬عمود‪.4 -0‬‬
‫‪ -23‬يعتبززر فقيززاء القززانون الدسززتوري و االنظمززة السياسززية ومززنيم الفقيززو الفرنسززي مززوريس دي فارجيززو أن النظززام شززبو الرئاسززي ىززو‬
‫تطبيق مشوه لمنظام الرئاسي الكالسيكي وذلك بإضعام سمطات البرلمان وتقوية صالحيات الرئيس‪.‬‬
‫‪ -24‬تصور سعداني ومسودة األفالن" جريدة الشروق‪ 5 ،‬جويمية ‪ ،2116‬العدد ‪ 0731‬ص‪ ،13‬عمود ‪.4-0‬‬
‫‪ -25‬ىذه الدول ىي‪ :‬إندونيسزيا‪ -‬الفيميبزين –المكسزيك‪ -‬كوريزا الشزمالية‪ -‬معظزم دول أمريكزا الالتينيزة‪ -‬دول إفريقيزا (نيجيريزا‪ ،‬مزالي‪،‬‬
‫السززينغال‪ ،‬غانززا) وجميوريززات سززيا الوسززطى‪ ،‬وتسززعى اليززوم إس زرائيل إلززى تبنززي النظززام الرئاسززي‪ ،‬نقززال عززن قنززاة الجزي زرة بتززاريو ‪22‬‬
‫اكتوبر‪.2116‬‬
‫‪ -26‬لمعمومززات أكثززر فززي ىززذا الخصززوص يمكززن الرجززوع إلززى كتززاب مززوريس دي فارجيززو‪ ،‬الميسس زات السياسززية والقززانون الدسززتوري‪،‬‬
‫(األنظمة السياسية الكبرى)‪ ،‬ترجمة الدكتور جورج سعد‪ ،‬ط ‪،0‬بيروت‪،0992 ،‬ص ‪ 036‬و كتاب السعيد بوشعير‪ ،‬القانون الدستوري‬
‫و النظم السياسية المقارنة‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0999 ،‬ص ‪.207‬‬
‫‪ -27‬الدساتير الجزائرية‪.‬‬
‫‪28-More from this site in.wikipedia.org/wiki/Presidentialsystem - 65k - Cached - .‬‬

‫‪151‬‬

You might also like