Professional Documents
Culture Documents
الاخلاق
الاخلاق
يف ضوء هذه المقولة ...وضح مفهوم األخالق االجتماعية واألخالق الكونية مع
عرض وجهة نظرك.
يؤثر فيهم بدوره .لذلك ،فإن اإلنسان مطالب بأن يحسن أخالقه ويتحىل بالفضائل ي
الت تجعله
ً ً
الت تفسد عالقته باآلخرين وتزعزع استقرار
عضوا نافعا يف المجتمع ،وأن يتجنب الرذائل ي
المجتمع.
والت
مفهوم األخالق االجتماعية واألخالق الكونية ،ي
ي وف هذا السياق ،يمكن أن نتحدث عن ي
تشكالن جانبي متكاملي من األخالق اإلنسانية.
❖ األخالق االجتماعية
ه تلك الت تنظم سلوك اإلنسان ف تعامله مع غبه من ر
البرس ،وتحدد حقوقه وواجباته ي ي ي
تجاههم ،وتضبط عالقاته مع أفراد المجتمع والجماعات المختلفة .فاألخالق
ً
والصب،
ر االجتماعية تشمل مثال :الصدق ،واألمانة ،ر
والب ،واإلحسان ،والرحمة ،والعدل،
ُ ُ
زك نفس اإلنسان وتصلح مجتمعه. الت ت ي
وغبها من المبادئ ي
فه ُت ر ئ
نش حضارة فاعلة اإلنسان ،ي
ي واألخالق االجتماعية لها أهمية كببة يف بناء المجتمع
ُ
تستند إىل قيم الحب واإليثار واألخوة بي أفراده .كما تزيد قوة المجتمع ومناعته ضد
ُ
التفكك والباع .باإلضافة إىل ذلك ،تحقق سعادة األفراد بتحقيق حقوقهم وإشباع
ر ُ
يتماش مع المعايب األساسية لحسن الخلق. حاجاتهم .وتضبط سلوك األفراد بما
ُ
كذلك ،تسهم يف نهضة الشعوب بسيادة األمن والعدل بي أفراده ومؤسساته.
ولكن لألسف ،نالحظ أن األخالق االجتماعية يف عرصنا قد انخفض مستواها بشكل
ر
فالرسكات ف خلق التعاون بي األفراد والجماعات يف المجتمع. ملحوظ ،فقد ُضع َ
ِ
ً
والنقابات والجمعيات الخبية ال تنجح إال قليال .كما أن األحزاب السياسية ال تتعاون
ثبا من الناس يضعف شعوره باالنتماء إىل المجتمع، حت ف األزمات الحرجة .بل إن ك ً
ي
ويغلب عىل نظره مصلحته الشخصية عىل مصلحة المجتمع.
ولذلك ،فإن هناك حاجة ماسة إىل تربية األفراد عىل األخالق االجتماعية منذ صغرهم،
وإبراز دور المؤسسات الببوية والدينية يف غرس هذه األخالق يف نفوسهم .كذلك يجب
الت تزيد من التضامن واالنسجام بي أفراد المجتمع. ُّ
والبامج التوعوية ي
تشجيع التطوع ر
ويجب أن يكون األفراد قدوة حسنة يف أخالقهم االجتماعية ،وأن يتحملوا مسؤولياتهم
تجاه مجتمعهم ،وأن يسعوا إىل تحقيق الخب للجميع.
❖ األخالق الكونية
ه تلك الت تنظم سلوك اإلنسان ف تعامله مع كل ما هو خارج نطاق ر
البرسية، ي ي ي
ً:
كالحيوانات ،والنباتات ،والبيئة ،والكون بأرسه .فاألخالق الكونية تشمل مثال التوحيد،
واإليمان ،والشكر ،والخشوع ،واالستغفار ،واالحبام لخلق هللا ،والحفاظ عىل الموارد
ُ
الت تربط بي اإلنسان وبارئه.
الطبيعية ،وغبها من المبادئ ي
ُ ُ
فه تعرفه بربه وتقربه منه .كماواألخالق الكونية لها أهمية عظيمة يف حياة اإلنسان ،ي
ُ ُ ُ ُ
زك نفسه وتطهر قلبه .باإلضافة إىل ذلك ،تحسن عالقته بالكون المحيط به ،وتجنبه ت ي
ُ ُ
الطبيع يف البيئة ،وتساعد
ي التعدي عىل حقوق المخلوقات .كذلك ،تحافظ عىل التوازن
عىل استدامة الحياة عىل األرض.
ً
ولكن لألسف أيضا ،نالحظ أن األخالق الكونية يف عرصنا قد انتكست بشكل خطب ،فقد
فأرسكوا باهلل غبه من المخلوقات .كما أن ً
كثبا ف خلق التوحيد بي كثب من الناس ،ر ُضع َ
ِ
من الناس نسوا شكر نعم هللا عليهم ،وتجاهلوا ذكره وطاعته .بل إن ً
كثبا من الناس
ازدادوا ر ً
جبا وغطرسة يف األرض ،فظلموا خلق هللا من حيوانات ونباتات .كذلك ،ازداد
التلوث يف البيئة بسبب استغالل الموارد الطبيعية بشكل جائر.
ولذلك ،فإن هناك حاجة ماسة إىل تربية األفراد عىل األخالق الكونية منذ صغرهم،
وإبراز دور المؤسسات الببوية والدينية يف غرس هذه األخالق يف نفوسهم .كذلك يجب
الت تزيد من اإلدراك بحقوق المخلوقات والحفاظ ُّ
والبامج التوعوية ي
تشجيع التطوع ر
عىل البيئة .ويجب أن يكون األفراد قدوة حسنة يف أخالقهم الكونية ،وأن يتحملوا
مسؤولياتهم تجاه رب هم وأن يسعوا إىل تحقيق الخب للجميع.
الت نسبت إىل جان بول سارتر" :اإلنسان مشكلة ..ألنه يولد بمفرده،
يف ضوء هذه المقولة ي
ويموت بمفرده ،لكنه ال يحيا إال مع اآلخرين ولآلخرين وباآلخرين" ،يمكن أن نستخلص
كالتاىل:
ي المعان
ي بعض
ً
أوال :أن اإلنسان كائن اجتماع بطبعه ،يحتاج إىل التفاعل مع غبه من ر
البرس إلشباع ي -
حاجاته المادية والروحية ،وال يستطيع أن يعيش يف عزلة عن المجتمع.
ً
ثانيا :أن اإلنسان كائن مسؤول عن سلوكه ،يحاسب عىل أفعاله يف حياته وبعد مماته، -
يتبأ من نتائج قراراته عىل نفسه أو عىل غبه.
وال يستطيع أن ر
ً
-ثالثا :أن اإلنسان كائن فاعل يف تاريخه ،يساهم يف بناء حضارته وتطوير مجتمعه ،وال
يستطيع أن يكون مجرد متفرج أو متلق عىل ما يحدث حوله.
❖ وجهة نظري
ه أن األخالق االجتماعية واألخالق الكونية ال يمكن أن تفصل عن
يف هذا الموضوع ي
بعضها ،بل هما جزءان ال يتجزأن من شخصية اإلنسان المؤمن .فال يصح أن يكون إنسان
ئ
وست مع خلقه ،أو بالعكس .بل يجب أن يكون إنسان مبن ومتكامل صالح مع خالقه
يف أخالقه مع هللا ومع عباده ،وأن يستوعب أن كل سلوك له يف هذه الحياة له عواقبه
يف اآلخرة ،وأن هللا سبحانه وتعاىل يحاسبه عىل كل ما يفعل .فاألخالق ي
ه مرآة تعكس
وه مقياس لدرجة تقواه وتقربه من هللا.
حقيقة اإليمان يف قلب اإلنسان ،ي
المراجع: