You are on page 1of 8

‫التعريف بمعنى‬

‫( درء الحدود بالشبهات )‬


‫التعريف بمعنى ( درء الحدود بالشبهات )‬

‫معنى الدرء لغة واصطالحا ‪:‬‬

‫الدرء لغة ‪ :‬الدفع ‪ ,‬ودرأته عني أي دفعته ‪ ,‬ودرأت عني الحد أي أسقطته ‪.‬‬
‫إذن فمعنى درء الحدود أي دفعها وإسقاطها و إبعادها ‪.‬‬
‫اَّلل إِنههُ لَ ِمنَ ْالكَا ِذبِينَ } أي يدفعه‬
‫ت بِ ه ِ‬ ‫اب أ َ ْن ت َ ْش َه َد أ َ ْربَ َع َ‬
‫ش َها َدا ٍ‬ ‫قال هللا ‪َ {:‬ويَد َْرأ ُ َ‬
‫ع ْن َها ْالعَذَ َ‬
‫ويسقطه ويبعده ‪،‬والمقصود بالعذاب في هذه اآلية هو حد الزنا ‪.‬‬
‫والمعنى االصطالحي ال يختلف عن المعنى اللغوي ‪،‬فمعنى درء الحدود أي دفعها وإسقاطها و‬
‫إبعادها ‪.‬‬

‫تعريف الحدود لغة واصطالحا ونبذة موجزة عنها‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الحدود لغة ‪ :‬جمع حد وهو المنع ومنه سمي البواب حدادا ً لمنعه الناس من الدخول ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحد اصطالحا ‪ :‬عقوبة مقدرة واجبة حقا ً هلل تعالى ‪.‬‬
‫وعرفه الشافعية ‪ :‬اسم للعقوبة المقامة على مستوجبها‪.‬‬
‫والمقصود بحق هللا تعالى هو حق المجتمع وهو ما يمس المجتمع كله ‪ ،‬وتعد العقوبة حقا ً هلل‬
‫في الشريعة كلما استوجبتها المصلحة ‪ ،‬وهي دفع الفساد عن الناس ‪ ،‬وتحقيق الصيانة والسالمة‬
‫لهم ‪،‬وكل جريمة يرجع فسادها إلى العامة وتعود منفعة عقوبتها عليهم تعد العقوبة المقررة‬
‫عليها حقا ً هلل ‪.‬‬
‫لذلك فإن هناك فرقا ً بين الحدود والقصاص ‪،‬حيث إن الحدود هي حق هلل ال يجوز فيها العفو‬
‫والصفح والشفاعة ‪ ،‬أما القصاص فهو حق للعبد يجوز فيه العفو والصفح والصلح والشفاعة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬نبذة موجزة عن الحدود ‪:‬‬
‫الحدود الشرعية سبعة حدود‪،‬وقد ورد بشأنها نصوص في كتاب هللا ‪ ‬وسنة رسوله ‪ ‬وهي‬
‫على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫سالَ ِم بَ ْعدَتَقَ ُّر ِرهِ‪ ،‬وقد شدد القرآن الكريم في ‪1-‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِي اإلتْيَان ِب َما ي ْخ ِرج ِمنَ اإل ْ‬
‫جريمة الردة ‪َ :‬وه َ‬
‫وعيد المرتد قال‬
‫ص‬‫طتْأ َ ْع َماله ْم فِي الدُّ ْنيَا َو ْاآل ِخ َرةِ َوأولَئِكَ أ َ ْ‬
‫ت َوه َو كَافِر فَأولَئِكَ َحبِ َ‬ ‫{ َو َم ْنيَ ْرت َ ِددْ ِم ْنك ْم َ‬
‫ع ْن دِينِ ِه فَيَم ْ‬
‫ار ه ْم فِي َهاخَا ِلدونَ } [البقرة‪]217 :‬‬ ‫َحاب النَّ ِ‬
‫وقال رسول هللا ‪ ( ‬من بدل دينه فاقتلوه) ‪.‬‬
‫إل َم ِام أ َ ْو نَائِبِ ِه بَ ْعدَا ِال ْستِت َابَ ِة‪.‬‬
‫وحكم المرتد أنه ي ْهدر دَمه‪َ ،‬وقَتْله ِل ْ‬

‫غي ِْر ْال ِم ْل ِ‬


‫ك َوش ْب َهتِ ِه‪2- .‬‬ ‫الرج ِل ْال َم ْرأَة َ فِي ْالقبل فِي َ‬ ‫جريمة الزنا ‪َ :‬وه َو َو ْ‬
‫طء َّ‬
‫وعقوبة الزاني الجلد مائة جلدة إن لم يكن‬
‫احد ٍِم ْنه َما ِمائَةَ َج ْلدَةٍ َو َال ت َأْخذْك ْم ِب ِه َما َرأْ‬‫الزانِي فَاجْ ِلدوا ك َّل َو ِ‬ ‫{الزانِيَة َو َّ‬
‫محصنا‪،‬قال ‪َّ : ‬‬
‫طا ِئفَة ِمنَ ْالمؤْ ِمنِينَ (‪2‬‬ ‫عذَا َبه َما َ‬‫اّلل َو ْال َي ْو ِم ْاآل ِخ ِر َو ْل َي ْش َهدْ َ‬
‫ِين اللَّ ِهإِ ْن ك ْنت ْم تؤْ ِمنونَ ِب َّ ِ‬
‫فَة ِفي د ِ‬
‫أما الزاني المحصن فقد ثبتت عقوبته في السنة النبوية‬ ‫)} [النور‪، ]2 :‬‬
‫؛إذ أمر ‪ ‬برجم ماعز والغامدية ‪ ،‬وتم تنفيذ العقوبة عليهما ‪.‬‬
‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال ‪ :‬لما أتى ماعزبن مالك النبي ‪ ‬قال له‪ ( :‬لعلك قبل‬
‫ت أو غمزت أونظرت ) ‪ .‬قال ‪:‬ال يا رسول هللا‪ ،‬قال‪ ( :‬أنكتها )‬
‫‪ .‬اليكني قال فعند ذلك أمر برجمه‪.‬‬
‫و"‬
‫ف‪َ ‬جا َءتْه‬ ‫ار ِج ِعي َ‬ ‫ط ِه ْرنِي ‪ ،‬فَقَا َل ‪َ :‬و ْي َح ِك ْ‬ ‫والهللِ ‪َ ،‬‬ ‫ت ‪ :‬يَا َرس َ‬ ‫َام ٍد ِمنَ األ َ ْز ِد ‪ ،‬فَقَالَ ْ‬ ‫ا ْم َرأَة ِم ْن غ ِ‬
‫ت ‪ :‬أ َ َراكَ ت ِريد أ َ ْن ت َر ِددَنِي َك َما َردَّدْتَ َما ِعزَ ْبنَ َمالِكٍ ‪ ،‬قَا َل ‪َ :‬و َما ذَا‬ ‫ّللا َوتو ِبيإِلَ ْي ِه فَقَالَ ْ‬
‫ا ْست َ ْغ ِف ِري َّ َ‬
‫ض ِعي َما ِفي َب ْ‬
‫ط‬ ‫ت ‪ :‬نَ َع ْم ‪ ،‬فَقَا َل لَ َها ‪َ :‬حتَّى ت َ َ‬ ‫ت ؟ قَالَ ْ‬ ‫الزنَى ‪ ،‬فَقَالَ‪ :‬آ ْن ِ‬ ‫ت ‪ِ :‬إنَّ َها ح ْبلَى ِمنَ ِ‬ ‫ِك ؟ قَالَ ْ‬
‫سلَّ َم ‪،‬‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫ّللا َ‬ ‫ي َ‬ ‫ت ‪ ،‬قَا َل ‪ :‬فَأَت َى النَّبِ َّ‬ ‫ضعَ ْ‬‫ار َحتَّى َو َ‬ ‫ص ِ‬ ‫نِ ِك‪ ،‬قَا َل ‪ :‬فَ َكفَلَ َها َرجل ِمنَ األ َ ْن َ‬
‫ضعه ‪ ،‬فَقَ َ‬
‫ام‬ ‫سلَه َم ْن ي ْر ِ‬
‫يرا لَ ْي َ‬ ‫َام ِديَّة ‪ ،‬فَقَا َل ‪ :‬إِذًا الَ ن َْرجم َها َونَدَع َولَدَهَا َ‬
‫ص ِغ ً‬ ‫ضعَتِ ْالغ ِ‬‫فَقَا َل ‪ :‬قَدْ َو َ‬
‫ي هللاِ ‪ ،‬قَا َل ‪ :‬فَ َر َج َم َها"‪.‬‬ ‫ضاعه يَا نَ ِب َّ‬ ‫ار ‪ ،‬فَقَا َل ‪ِ :‬إلَي ََّر َ‬‫ص ِ‬ ‫َ‬
‫َرجل ِمنَ األ ْن َ‬

‫‪ -3‬جريمة القذف‪:‬‬
‫الزنَا‪.‬‬‫الر ْمي ِب ِ‬ ‫ْ‬
‫القذف اصطالحا ‪ :‬القَذْف‪ :‬ه َو َّ‬
‫وعقوبة القاذف وردت في القرآن‪،‬‬
‫ت ث ُ َّم لَ ْم يَأْت ُوا بِأ َ ْربَعَ ِة شُ َهدَا َء فَاجْ ِلدُوهُ ْمث َ َمانِينَ َج ْلدَة َو َال ت َ ْقبَلُوا لَهُ‬
‫صنَا ِ‬‫{والَّ ِذينَ يَ ْر ُمونَا ْل ُمحْ َ‬‫قال ‪َ : ‬‬
‫سقُونَ } [النور‪. ]4 :‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫شهَادَة أبَدا َوأولئِكَ هُ ُمالفا ِ‬ ‫ْم َ‬

‫‪ -4‬جريمة الشرب ‪،‬الشرب المقصود به هنا تناول كل مسكر‪،‬وعقوبته الجلد‪،‬‬


‫ان فَا‪‬قال‬ ‫ش ْي َ‬
‫ط ِ‬ ‫َاب َو ْاْل َ ْز ََل ُم ِرجْ س ِم ْن َ‬
‫ع َم ِِلل َّ‬ ‫س ُر َو ْاْل َ ْنص ُ‬
‫‪{ :‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا ِإنَّ َماا ْل َخ ْم ُر َوا ْل َم ْي ِ‬
‫‪(:‬كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) ‪.‬جْ ت َ ِن ُبو ُه لَ َعلَّكُ ْم ت ُ ْف ِل ُحونَ } [المائدة‪،]90 :‬وقال رسول هللا‬
‫وعن أنس بن مالك ‪ ‬أن النبي ‪ ‬ضرب في الخمر بالجريد والنعال وجلد أبو بكر أربعين‪.‬‬
‫وعن السائب بن يزيد‪ ،‬قال ‪" :‬كنا نؤتى بالشارب على عهد رسول هللا ‪ ‬وإمرة أبي بكر من‬
‫وصدرا ً من خالفة عمر ‪ ،‬فنقوم إليه بأيدينا ونعالنا أرديتنا حتى كان آخر إمرة عمر فجلد أربعين‬
‫‪ ،‬حتى إذا عتوا وفسقوا جلد ثمانين "‪.‬‬

‫ش ْيءِ َم َع ت َ َعذُّ ِر ْالغ َْوثِ‪، .‬وقد بين هللا عقوبتها في‬


‫علَى ال َّ‬
‫ِي ا ِال ْستِيالَء َ‬
‫‪ -5‬جريمة الحرابة‪ :‬وه َ‬
‫القرآن الكريم قال تعالى‬
‫صلَّبُوا أ َ ْو‬
‫سادًا أ َ ْن يُقَتَّلُوا أ َ ْو يُ َ‬
‫ض فَ َ‬ ‫سعَ ْونَ ِفي ْاْل َ ْر ِ‬ ‫ّللا َو َرسُولَهُ َويَ ْ‬ ‫َاربُونَ َّ َ‬‫‪{ :‬إِنَّ َما ج ََزا ُء الَّ ِذينَ يُح ِ‬
‫ض ذ ِل َكلَ ُه ْم ِخ ْزي فِي ال ُّد ْنيَا َولَ ُه ْم فِي ْاْل ِخ َر ِة‬ ‫َ‬ ‫ِيه ْم َوأ َ ْر ُجلُ ُه ْم ِم ْن ِخ َِلف أ ْو يُ ْنفَ ْوا ِمنَ ْاْل ْر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫طعَأ َ ْيد ِ‬
‫تُقَ َّ‬
‫عذَاب ع َِظيم} [المائدة‪]33 :‬‬ ‫َ‬
‫‪ -6‬جريمة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫صاب‪ِ ،‬ملكا ِللغَي ِْر‪ ،‬الَ ش ْب َهة له فِي ِه‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صابًا محْ َر ًزا‪،‬أ ْو َما قِي َمته نِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِي أ ْخذ العَاقِل البَا ِل ِغ نِ َ‬ ‫السرقة‪ :‬وه َ‬
‫علَى َوجْ ِه ْالخ ْفيَ ِة‪.‬‬ ‫َ‬
‫ّللا ع َِزيز َح ِكيم }‬ ‫َاَل ِمنَ َّ ِ‬
‫ّللا َو َّ ُ‬ ‫طعُوا أ َ ْي ِديَ ُه َما ج ََزا ًء ِب َما َك َ‬
‫سبَا نَك ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫س ِارقَة فَاق َ‬ ‫ق َوال َّ‬
‫س ِار ُ‬ ‫قال ‪َ { : ‬وال َّ‬
‫[المائدة‪]38 :‬وعن أبي هريرة ‪ ،‬قال رسول هللا ‪(:‬لعن هللا السارق يسرق البيضة فتقطع يده‬
‫ويسرق الحبل فتقطع يده )‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تعريف الشبهات ‪.‬‬


‫الشبهات في اللغة ‪ :‬جمع شبهة ‪،‬وهي بمعنى االختالط و االلتباس ‪ ،‬تقول ‪ :‬اشتبه عليه األمر‬
‫أي ‪ :‬اختلط ‪ ،‬واشتبهت األمور وتشابهت إذا التبست فلم تتميز ولم تظهر ومنه اشتبهت القبلة‬
‫ونحوها‪.‬‬
‫وعرفت الشبهة عند الفقهاء بعدة تعريفات‪:‬‬
‫‪ – 1‬عرفها الحنفية بأنها ( ما يشبه الثابت وليس بثابت )‬
‫‪ - 2‬عرفها الشافعية بأنها ( الشيء المجهول تحليله على الحقيقة وتحريمه على الحقيقة )‬
‫‪ -3‬وعرفها بعض المعاصرين ‪ (:‬كل صفة معتبرة شرعا ً تتعلق بمرتكب الحد ‪،‬أو بالنص )‬
‫وقد قسم العلماء الشبهات التي تدرأ الحدود إلى أقسام‪:‬‬
‫شبهة في الفاعل ‪ :‬كمن وطئ امرأة ظنها زوجته ‪1- .‬‬
‫شبهة في المحل ‪:‬أن يكون للواطئ فيها ملك أو شبهة ملك ‪ ,‬كوطء األمة المشتركة‪2- .‬‬
‫شبهة في الطريق أو الجهة ‪:‬وتسمى شبهة الفعل بأن يكون الفعل مباحا ً عند قوم وحراما ً ‪3-‬‬
‫عند آخرين ‪ ،‬مثل نكاح المتعة ‪،‬النكاح بال ولي ‪ ،‬النكاح بال شهود‬

‫يقول عبد القادر عودة – رحمه هللا ‪: -‬‬


‫(وقد اهتم الحنفيون والشافعيون بتقسيم الشبهة وتنويعها‪،‬بينما لم يهتم غيرهم بهذا األمر‬
‫واكتفوا بإيراد ما يعتبر شبهة ‪،‬وعلة اعتباره شبهة‪).‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬شرح المعنى العام للقاعدة(درء الحدود بالشبهات)‪:‬‬


‫لما كانت الحدود المقدرة من عند هللا سبحانه عقوبتها قوية وشديدة وال بد من إيقاعها إذا‬
‫ثبتت‪ ،‬فإنه مطلوب التحري والتثبت في ذلك ‪،‬وحيث وجد االلتباس أو الشبهة فإن الحدود تسقط‬
‫أو تخفف‪ ،‬فخطء اإلمام بعدم إيقاع الحد أولى من إيقاع الحد على بريء‪ ،‬وذلك ألن اإلسالم‬
‫حريص كل الحرص على عدم إيقاع العقوبة الشديدة إال على من يستحق هذه العقوبة ‪،‬لذلك فإن‬
‫هذه الحدود تسقط عن المتهم أو تخفف عنه العقوبة إلى عقوبة تعزيرية إذا كانت هناك شبهة في‬
‫عدم ارتكاب الجريمة وذلك بحسب قوة األدلة المثبتة وصالحية الشبهة لدرء الحد عنه‪ ،‬ألن‬
‫العدل وعدم الظلم من قواعد اإلسالم العظيم ‪.‬‬
‫ويقول عبد القادر عودة – رحمه هللا –‬
‫"تختلف النتائج التي تترتب على األخذ بقاعدة درء الحدود بالشبهات ‪،‬ففي بعض األحيان‬
‫يؤدي تطبيق القاعدة إلى درء عقوبة الحد وتبرئة المتهم من الجريمة المنسوبة إليه ‪ ،‬وفي بعض‬
‫األحيان يؤدي تطبيق القاعدة إلى درء عقوبة الحد وإحالل عقوبة تعزيرية محلها" ‪.‬‬
‫ويقول األستاذ الدكتور محمد شالل حبيب العاني‪ -‬أستاذ القانون الجنائي‪-‬‬
‫"إذن فالمتهم في مأمن من أن تلفق له تهمة على جريمة عقوبتها قاسية موجعة؛ ألن دون ذلك‬
‫قيودا ً وشروطا ً وطرقا ً لإلثبات قد ال يمكن تحقيقها مع وقوع الجريمة فعالً ‪ ،‬فما بالك بالتلفيق‬
‫وشهادة الزور‪.‬‬
‫واألخذ بمبدأ الشبهة الدارئة للحد ‪ ،‬القصد منه ‪ :‬أن تكون شريعة الحدود قائمة‪ ،‬والتنفيذ‬
‫القليل منها صالحا إلنزال النكال بالمجرمين والردع والزجر لمن يكون بصدد الجريمة على‬
‫شرط أن ال توقع إال بالتيقن الكامل المستند إلى أدلة ثبوتية قاطعة في تكامل الجرم "‪.‬‬
‫إن استعراض الشبهات التي نص عليها الفقهاء يدل على أن أي متهم بجريمة من جرائم‬
‫الحدود إذا شعر بأن سير المحاكمة ال يرضيه وخشي من الظلم وهو يعلم أنه برئ فإنه يستطيع‬
‫أن يدعي أن في جريمته شبهة باستطاعته ادعاء الكثير منها ‪.‬‬
‫األدلة الشرعية على اعتبار قاعدة‪:‬‬
‫(درء الحدود بالشبهات)‬
‫وحكم العمل بها‬
‫أوالً ‪ :‬الدليل من القرآن الكريم‪:‬‬
‫‪1-‬‬ ‫{و َما كنَّا م َع ِذ ِبينَ َحتَّى نَ ْب َعثَ َرس ً‬
‫وال } [اإلسراء‪]15 :‬قوله‬ ‫‪َ :‬‬
‫قال ابن كثير في تفسير هذه اآلية‬

‫‪ ":‬إخبار عن عدله تعالى‪،‬وأنه ال يعذب أحدا إال بعد قيام الحجة عليه"‪.‬‬
‫فعدالة الشريعة تأبى أن يعاقب إنسان قبل أن تقام الحجة عليه بوسائل اإلثبات المعتبرة شرعا ً‬
‫‪ ،‬ووجود الشبهة يتنافى مع هذا المبدأ ‪ ،‬ولذلك ال تقام الحدود مع ورود الشبهة‪.‬‬

‫‪ -2‬قوله ‪ ‬في سياق الحديث عن حد‬

‫ّللا هم ْالكَا ِذ‬


‫اء فَأولَئِكَ ِع ْندَ َّ ِ‬ ‫علَ ْي ِه ِبأ َ ْربَ َع ِة ش َهدَا َء فَإِذْ لَ ْميَأْتوا ِبال ُّ‬
‫ش َهدَ ِ‬ ‫‪{:‬لو َال َجاءوا َ‬
‫ْ‬ ‫الزنا‬
‫بونَ } [النور‪ ، ]13 :‬والشاهد في هذه اآلية أن هللا ‪ ‬اعتبر من يرمي المسلم بالزنا كاذبا ً ما‬
‫لم يشهد على ذلك أربعة شهود‪ ،‬مع أنه في كثير من األمور اكتفى بشهادة اثنين بل واحد ‪،‬‬
‫فهذا يدل على أن الشرع ليس متشوفا ً لتطبيق الحدود بل متشوفا ً لدفعها بأدنى سبب‪ ،‬ولذلك‬
‫يدفعها بكل شبهة‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬الدليل من السنة النبوية المطهرة‪:‬‬
‫(ادرءوا الحدود عن المسلمين ما ‪‬عن عائشة (رضي هللا عنها ) قالت ‪ :‬قال رسول هللا ‪1-‬‬
‫استطعتم فإن كان له مخرج فخلوا سبيله ‪،‬فإن اإلمام أ َ ْن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ‬
‫في العقوبة)‬
‫ومع أن األلباني ضعف الحديث إال أنه قال بعد ذلك‬
‫‪ ":‬قال الذهبي رحمه هللا‪ :‬وأجود ما في الباب خبرالبيهقي‪ ":‬ادرءوا الحد والقتل عن الم‬
‫سلمين مااستطعتم "‪ .‬قال‪ " :‬هذا موصول جيد "‪ ،‬قلت‪-‬يعني‬
‫األلباني ‪ :‬هو عند البيهقي في " السنن "‬
‫(‪ )238/8‬بسند حسن عن ابن مسعود موقوفا عليه"‪.‬‬
‫أن درء الحدود بالشبهات موافق لمبدأ التيسير في الشريعة‬ ‫وجه الداللة‪:‬هذا الحديث يدل علي َّ‬
‫اإلسالمية ؛فألن يخطئ اإلمام في العفو خير من الخطأ في العقوبة‪،‬فحد الزنا ال يحتاط له‬
‫بالتحرير والتنفير عنه بل االحتياط في دفعه‪.‬‬

‫قال ( ادفعوا الحدود ما وجدتم له مدفعاً)‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬عن أبي هريرة ‪2-‬‬
‫(ادرءوا الحدود بالشبهات) ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪‬عن ابن عباس ‪3-‬‬
‫ع ْن َ‬
‫ع ِلي ٍ ‪4-‬‬ ‫يَقول‪  :‬قَالَ‪َ :‬‬
‫س ِم ْعت َرسو َل هللاِ ‪َ ‬‬
‫إل َم ِام أ َ ْن ي َع ِط َل ْالحدودَ "‪.‬‬ ‫واالحدودَ َو َال يَ ْنبَ ِغي ِل ْ ِ‬ ‫" اد َْرء ْ‬
‫قال له‪ ( :‬لعلك قبلت أو غ‪‬عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال ‪ :‬لما أتى ماعز بنمالك النبي ‪5-‬‬
‫مزت أو نظرت ) ‪ .‬قال‪ :‬ال يا رسول هللا ‪،‬قال ( أنكتها ) ‪ .‬ال يكني قال فعندذلك أمر برجمه‪.‬‬
‫وهذه األسئلة من النبي ‪ ‬المقصود به االحتيال للدرء بعد الثبوت؛ ألنه كان بعد صريح‬
‫اإلقرار‪ ,‬وإن لم يكن هذا فال فائدة إذن من التلقين‪.‬‬
‫و" ‪6-‬‬
‫ف‪َ ‬جا َءتْه‬ ‫ار ِج ِعي َ‬ ‫ط ِه ْرنِي ‪ ،‬فَقَا َل ‪َ :‬و ْي َح ِك ْ‬ ‫هلل ‪َ ،‬‬ ‫وال ِ‬ ‫ت ‪َ :‬يا َرس َ‬ ‫َام ٍد ِمنَ األ َ ْز ِد ‪ ،‬فَقَالَ ْ‬ ‫ا ْم َرأَة ِم ْن غ ِ‬
‫ت ‪ :‬أ َ َراكَ ت ِريد أ َ ْن ت َر ِددَ ِني َك َما َردَّدْتَ َما ِعزَ ْبنَ َمالِكٍ ‪ ،‬قَا َل ‪َ :‬و َما ذَا‬ ‫ّللا َوتو ِبيإِلَ ْي ِه فَقَالَ ْ‬ ‫ا ْست َ ْغ ِف ِري َّ َ‬
‫ض ِعي َما فِي بَ ْ‬
‫ط‬ ‫ت ‪ :‬نَعَ ْم ‪ ،‬فَقَا َل لَ َها ‪َ :‬حتَّى ت َ َ‬ ‫ت ؟ قَالَ ْ‬ ‫الزنَى ‪ ،‬فَقَالَ‪ :‬آ ْن ِ‬ ‫ت ‪ :‬إِنَّ َها ح ْبلَى ِمنَ ِ‬ ‫ِك ؟ قَالَ ْ‬
‫سلَّ َم ‪،‬‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫ّللا َ‬ ‫ي َ‬ ‫ت ‪ ،‬قَا َل ‪ :‬فَأَت َى النَّ ِب َّ‬ ‫ض َع ْ‬‫ار َحتَّى َو َ‬ ‫ص ِ‬‫نِ ِك‪ ،‬قَا َل ‪ :‬فَ َكفَلَ َها َرجل ِمنَ األ َ ْن َ‬
‫ضعه ‪ ،‬فَقَ َ‬
‫ام‬ ‫سلَه َم ْن ي ْر ِ‬ ‫يرا لَ ْي َ‬ ‫ص ِغ ً‬ ‫َام ِديَّة ‪ ،‬فَقَا َل ‪ِ :‬إذًا الَ ن َْرجم َها َونَدَع َولَدَهَا َ‬ ‫ض َعتِ ْالغ ِ‬ ‫فَقَا َل ‪ :‬قَدْ َو َ‬
‫هللا ‪ ،‬قَا َل ‪ :‬فَ َر َج َم َها"‪.‬‬ ‫ي ِ‬ ‫ضاعه َيا نَ ِب َّ‬ ‫ار ‪ ،‬فَقَا َل ‪ِ :‬إلَي ََّر َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َرجل ِمنَ األ َ ْن َ‬
‫ثالثا ً ‪ :‬الدليل من آثار الصحابة رضي هللا عنهم‪:‬‬
‫ام ٍر‪ ،‬قَالوا‪1- :‬‬ ‫ّللا ْبنَ َمسْعودٍ‪ ،‬وع ْقبَةَ بْنَ َ‬
‫ع ِ‬ ‫ع ْبدَ َّ ِ‬‫ع ْن أَبِي ِه‪ :‬أ َ َّن معاذ‪َ ،‬و َ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫ع ْم ِرو ب ِْن شعَ ْي ٍ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫علَ ْيكَال َحدُّ‪ ،‬فَاد َْرأه»‬ ‫« ِإذَا ا ْشتَبَهَ َ‬
‫ع ْب ِد هللاِ بن مسعود ‪2-‬‬ ‫ع ْن َ‬‫ط ْعت ْم )‪َ ‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫قَالَ‪( :‬اد َْرءوا ال َجلدَ َوالقَتْلَ َع ِن الم ْس ِل ِمينَ َما ا ْست َ َ‬
‫ب ‪3-‬‬ ‫َطا ِ‬ ‫شب َهاتِ)‪‬قَا َل ع َمر بْن ْالخ َّ‬ ‫ي ِم ْن أ َ ْن أ ِقي َم َها ِفيال ُّ‬ ‫ت أ َ َحبَّ ِإلَ َّ‬ ‫شب َها ِ‬ ‫ع ِطل ْالحدودَ ِبال ُّ‬ ‫‪ (:‬أل َ ْن أ َ‬
‫وروى سعيد بإسناده عن طارق بن شهاب قال‪(:‬أتي عمر بامرأة قد زنت فقالت ‪ :‬إني كنت نائمة‬
‫فلم أستيقظ إال برجل قد جثم علي فخلى سبيلها ولم يضربها ) ‪ .‬وألن هذه شبهة والحدود تدرأ‬
‫بالشبهات ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪:‬دليل اإلجماع‪:‬‬
‫يقول ابن المنذر ‪(:‬أجمع كل من نحفظ عليه من أهل العلم أن الحدود تدرأ بالشبهات)‪.‬‬
‫قال اإلمام القرافي ‪ ":‬قلت لبعض الفضالء‪ :‬الحديث الذي يستدل به الفقهاء وهو ما‬
‫يروى درء الحدود بالشبهات لم يصح ‪,‬وإذ لم يكن صحيحا ً ما يكون معتمدنا في هذه‬
‫األحكام؟ قال لي ‪:‬يكفي أن نقول حيث أجمعنا على إقامة الحد كان سالما عن الشبهة وما‬
‫قصر عن محل اإلجماع ال يلحق به عمال باألصل حتى يدل دليل على إقامة الحد في‬
‫صور الشبهات "‬
‫خامسا ً الدليل من المعقول‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬أن الحد عقوبة كاملة فتستدعي جناية كاملة ووجود الشبهة ينفي تكامل الجناية‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪:‬‬
‫" فإذا دار األمر بين أن يخطئ فيعاقب بريئاأو يخطئ فيعفو عن مذنب‪ ،‬كان هذا الخطأ خير الخ‬
‫طأين‪،‬أما إذا حصل عنده علم أنه لم يعاقب إال مذنبا‪ ،‬فإنه ال يندم‪،‬وال يكون فيه خطأ "‬
‫ثانيا ً ‪ :‬األخذ بهذه القاعدة يحقق األمن للفرد والمجتمع‪:‬‬
‫فاألخذ بهذه القاعدة يجعل المتهم في مأمن من أن تلفق له تهمة على جريمة عقوبتها قاسية‬
‫موجعة ‪ ،‬ألن دون ذلك قيودا ً وشروطا ً وطرقا ً لإلثبات قد ال يمكن تحقيقها مع وقوع الجريمة‬
‫فعالً ‪ ،‬فما بالك بالتلفيق وشهادة الزور‪.‬‬
‫وهذا يحقق مصلحة للمجتمع حيث يأمن الناس على أنفسهم من أن يظلموا من الجهة التي‬
‫وجدت لتؤمن لهم األمن وهي القضاء ‪،‬فسياسة الشريعة أن العقوبة الشديدة تحتاج إلى طريقة‬
‫إثبات مشددة ‪ ،‬وهذا من باب التناسب بين العقوبة والجريمة ‪،‬وال تتناسب وسائل اإلثبات الشديدة‬
‫التي اشترطتها الشريعة إلثبات الحد مع عدم األخذ بهذه القاعدة‪.‬‬

‫حكم العمل بقاعدة درء الحدود بالشبهات‬

‫أوال‪ :‬أقوال العلماء في المسألة‪:‬‬


‫الرأي األول‪ :‬رأي جمهور الفقهاء وهو أن الحدود تدرأ بالشبهات ‪ ،‬وهو رأي الحنفية‬
‫‪،‬والمالكية‪ ،‬والشافعية‪،‬والحنابلة‬
‫من خالل النظر في كتب العلماء فإن هذه القاعدة أصبحت من أهم القواعد المتعلقة بالعقوبات‬
‫وأشهرها ‪،‬وهي أصل من أصول الفقه الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬وقد ذكرت في كتب الفقه بصيغ‬
‫متقاربة‪،‬وهذه بعض األمثلة لمن قال بهذه القاعدة من العلماء‪:‬‬
‫فعند الحنفية‪:‬‬
‫قال أبو الليث السمرقندي ‪ (:‬والحدود تندرئ بالشبهات )‪.‬‬
‫وممن ذكرها أيضا من الحنفية ‪ :‬الكاساني ‪،‬وابن الهمام‪،‬والعيني ‪ ،‬وابن نجيم‬
‫وعند المالكية ‪-:‬‬
‫قال اإلمام مالك ‪(:‬فإذا وطئها درئ عنها الحد بالشبهة)‪ .‬وقال (إنه يقال ادرءوا الحدود بالشبهات‬
‫)‬
‫وممن قالها من المالكية كذلك ‪:‬ابن رشد‪.‬‬
‫وعند الشافعية ‪-:‬‬
‫قال الشيرازي (ألن الحد يدرأ بالشبهة )‬
‫وذكرها كذلك اإلمام النووي ‪،‬واإلمام السيوطي‬
‫وعند الحنابلة ‪-:‬‬
‫قال ابن قدامة (والحد يسقط بالشبهات )‬
‫وذكرها ابن مفلح ‪ ،‬والبهوتي‪.‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬و هو للظاهرية ‪.‬‬
‫ابن‬ ‫مسألة‪ :‬قال‬
‫حزم‪ ":‬ذهب قوم إلى أن الحدود تدرأبالشبهات‪ ،‬فأشدهم قوال بها واستعماال لها أبو حنيفة‪،‬وأ‬
‫صحابه‪ ،‬ثم المالكيون‪ ،‬ثم الشافعيون‪،‬‬
‫وذهب أصحابنا إلىأن الحدود ال يحل أن تدرأ بشبهة‪ ،‬وال أن تقام بشبهة وإنماهو الحق هلل تعال‬
‫ى وال مزيد"‪.‬‬

‫المراجع والمصادر‪:‬‬
‫القرآن الكريم‪‬‬
‫ابن حبان ‪ :‬محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن َمعْبدَ‪ ،‬التميمي‪ ،‬أبو حاتم‪ ،‬الدارمي‪ ،‬البُستي (المتوفى‪354 :‬هـ)‪،‬اإلحسان في ‪‬‬
‫تقريب صحيح ابن حبان‪،‬ترتيب‪ :‬األمير عالء الدين علي بن بلبان الفارسي (المتوفى‪ 739 :‬هـ)‪،‬تحقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط ‪،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫بيروت ‪،‬الطبعة األولى‪ 1408 ،‬هـ ‪ 1988 -‬م‬
‫ابن القيم‪ :‬محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى‪751 :‬هـ)‪ ،‬إعالم الموقعين عن رب العالمين‪،‬تحقيق‪ :‬‬
‫محمد عبد السالم إبراهيم‪،‬دار الكتب العلمية – ييروت‪،‬الطبعة األولى‪1411 ،‬هـ ‪1991 -‬م‬
‫ابن المنذر‪:‬أبو بكر محمد بن إبراهيم ‪ ،‬اإلجماع ‪،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬اإلسكندرية‪،‬مصر‪1411،‬هجري \ ‪1991‬م ‪‬‬
‫ابن المورود ‪ :‬عبد هللا بن محمود ‪ ،‬االختيار لتعليل المختار ‪،‬دار المعرفة ‪/‬بيروت ‪،‬الطبعة الثالثة ‪1975‬م ‪‬‬
‫ابن الهمام ‪:‬كمال الدين ‪،‬فتح القدير ‪،‬طبعة مصطفى الحلبي ‪،‬الطبعة األولى ‪1970‬‬
‫ابن أبي القاسم‪ :‬محمد بن يوسف بن أبي القاسم العبدري أبو عبد هللا‪ ،‬التاج واإلكليل لمختصر خليل‪ ،‬دار الفكر‪ /‬بن أبي القاسم ‪،‬سنة النشر ‪‬‬
‫‪1398‬‬
‫ابن أبي شيبة ‪ :‬مصنف ابن أبي شيبة ‪‬‬
‫ابن أبي شيبة‪:‬أبو بكر محمد بن أحمد الكوفي‪ ،‬مصنف ابن أبي شيبة‪ :‬تحقيق كمال يوسف الحوت ‪،‬ط مكتبة الرشد‪،‬الرياض ‪،‬الطبعة األولى ‪‬‬
‫‪1409‬هجري‬

You might also like