‫‪ :‬االتجاه التوفيقي‬

‫يعرف " كانـط" هذا االتجاه فـي الفلسـفة بأنـه ( فحـص حـر)‪ ،‬أـي دراسـة فلسـفية غير‬
‫مقيدة بأـي مذهـب مـن المذاهـب السـابقة علـى " كانـط"‪ ،‬كالمذهـبين التجريبي و‬
‫العقلي‪ .‬فهذا االتجاه عبارة عـن فلسـفة نقديـة ال تجريبيـة خالصـة‪ ،‬و ال عقلية‬
‫خالصـة‪ ،‬و إنمـا هـي فلسـفة تجريبيـة عقليـة فـي وقـت واحـد‪ ،‬بمعنـى أنهـا تقف‬
‫موقفـا وسـطا ً بيـن المذهـبين العقلـي و التجريـبي فـي فهمهـا و تفسـيرها للمعرفة‬
‫االنسانية‪.‬‬

‫جمع بين‬
‫التجربة‬ ‫العقل‬
 ‫نبدة فيلسوف ألماني من القرن الثامن عشر (‪– 1724‬‬
‫‪ .)1804‬عاش كل حياته في مدينة كونيغسبرغ في مملكة‬
‫بروسيا‪ .‬كان آخر الفالسفة المؤثرين في الثقافة األوروبية‬
‫الحديثة‪ .‬وأحد أهم الفالسفة الذين كتبوا في نظرية المعرفة‬
‫الكالسيكية‪ .‬كان إيمانويل كانت آخر فالسفة عصر التنوير‪،‬‬
‫طرح إيمانويل كانت منظورا جديدا في الفلسفة أثر وال زال‬
‫يؤثر في الفلسفة األوربية حتى اآلن أي أن تأثيره امتد منذ‬
‫القرن الثامن عشر حتى القرن الواحد والعشرين‪ .‬نشر أعماال‬
‫هامة وأساسية عن نظرية المعرفة وأعماال أخرى متعلقة‬
‫بالدين وأخرى عن القانون والتاريخ‪ ،‬من أكثر أعماله‬
‫‪".....‬شهرة‪"  :‬نقد العقل المجرد"‪ ،‬و‪" ‬نقد العقل العملي‬
‫أصبحت نظرية المعرفة موضوعا ً للفلسفة عن كانط من خالل‬
‫‪:‬سؤاله‬
‫ماذا يمكنني أن أعرف‬

‫قدم اإلجابة في كتابه‬

 ‫يرى كانط بأن المعرفة تتكون من مبادئ أساسية أهمها‪:‬‬
‫يستطيع االنسان أن يعرف‪ O‬عالم الظواهر التي تتألف منها التجربة‬
‫تتكون التجربة من عنصرين أساسيين ‪ :‬الحسي و االدر‪O‬اكي‬
‫حقيقة المعرفة تجريبية و برهانية‪ :‬و تظهر‪ O‬في العلوم كالرياضيات و‬
‫الفيزياء‬
‫يتحدد دور العقل في معرفة الظواهر‪ O‬فقط‪ ،‬و بذلك يكون كانط قد وضع‬
‫حدوداً للعقل‬

‫العنصر االدراكي‬ ‫العنصر الحسي‬

 ‫و من هنا فكانط يوافق كال من العقليين و التجربيين‬
‫و لهذا نقول أن االتجاه التوفيقي ( النقدي) هو االتجاه‬
‫الفلسفي الذي يجمع بين العقل و التجربة كمص‪O‬در‬
‫للمعرفة‬
‫‪    ‬لقد عملت الفلسفة الحديثة على تقديم تصور(ات جديدة للذات و الحقيقة‬
‫و العالم‪ .‬كما اهتم فالسفتها بمسألة المنهج الذي من شأنه أن يؤدي إلى‬
‫المعرفة الصحيحة‪ .‬و هكذا اعتمد ديكارت على الشك كمنهج يمكن من‬
‫االحتراس من الوقوع في الخطأ‪ ،‬و يؤدي إلى المعرفة اليقينية‪ ،‬في حين‬
‫اعتمد المنهج التجريبي على التجر(بة‪ ،‬و فيما بعد جاء كانط و قام بتوفيق‬
‫بين العقل و التجربة و قام بنقد العقل و تشريحه قصد تساؤل عن الشروط‬
‫التي تجعل المعرفة الصحيحة و ممكنة و على العموم فقد عر(فت الفلسفة‬
‫الغربية الحديثة اعتزازا كبيرا بالعقل و بقدرته على السيطرة على الطبيعة‬
‫و بناء االنساق الفلسفية الكبرى‪.‬‬
 ‫‪ :‬االخالق عند كانط‬
‫قدم كانط نظرية أخالقية تفصل االخالق عن الدين‪ ،‬و التي عرفت بنظرية‬
‫‪:‬الواجب األخالقي و التي تستند على مجموعة من األسس‬

‫اإلرادة الخيرة‪ :‬هي النية الطيبة التي تسبق أي فعل و تلبي نداء العقل ال الغريزة و هي الشرط‬
‫‪.‬األساسي ليكون االنسان جدير بالسعادة‬

‫الواجب‪ :‬قانون أخالقي صادر عن العقل و هو غاية في ذاته عن أي غرض و االلتزام به يعني‬
‫احترامنا للقانون األخالقي‪.‬‬

‫الحرية‪ :‬يكون الفعل أخالقيا عندما تتجلى حرية االنسان في اتباعه لعقله و ليس غرائزه‬

‫المسؤولية‪ :‬أن االنسان الذي يبني فعله األخالقي على حرية‪ +‬اإلرادة ‪ ،‬هو االنسان مسؤول عن‬
‫تصرفاته‪.‬‬