You are on page 1of 12

‫ال َّدولةُ ال ُّ‬

‫طولُونِيَّة‬
‫فى عهد الخالفة العباسية استقلَّت بعض الدول عنها استقالال تاما‪ ،‬بينما أخذ بعضها •‬
‫يتجه نحو استقالل جزئى تصبح البالد فيه تابعة للخالفة اس ًما (فقط) بحيث تستمد منها‬
‫مكانتها الروحية وقدرها العظيم فى نفوس‪.‬وكان قيام الدويالت نتيجة لضعف الخالفة‪،‬‬
‫وسببًا لمزيد من االنحالل‪ ،‬وخطوة على طريق النهاية‪ ،‬لقد قامت أولى هذه الدويالت‬
‫فى أقصى الغرب؛ لبعده عن عاصمة الدولة‪ ،‬ومركز السلطان فيها‪ ،‬فقامت دولة‬
‫األمويين فى األندلس‪ ،‬وبقيامها ضعف نفوذ العباسيين على الغرب‪ ،‬وسرعان ما‬
‫نشأت الدويالت فى شمال إفريقية‪.‬وحين تطرق الضعف إلى جسد الخالفة العباسية‬
‫جمي ًعا‪ ،‬نشأت الدويالت فى بقية أجزاء الدولة‪ ،‬وقد تسببت هذه الدول فى ضعف الدولة‬
‫ألن عالقة هذه الدويالت بالدولة العباسية كانت مختلفة‬ ‫العباسية وانحاللها؛ ذلك َّ‬
‫اختالفًا كبيرً ا‪ ،‬فقد انفصل بعضها عن الدولة انفصاال تا ّما‪ ،‬ونافسها بعضها على تولى‬
‫الخالفة نفسها‪ .‬وهناك دويالت ظلت على صلة متغيرة بالدولة‪ ،‬تقوى حينًا‪ ،‬وتضعف‬
‫حينًا آخر تب ًعا لتغير األحوال‪ .‬ومنها الدولة الطولونية‬
‫تعريفها‬
‫طولُونِيَّة‪ ‬أو‪َ  ‬د ْولَةُ بَنِي طُولُون‪ ،‬وتُ ُ‬
‫عرف •‬ ‫ارةُ ال ُّ‬ ‫ل َّدولةُ ال ُّ‬
‫طولُونِيَّة‪ ‬أو‪ ‬اِإل َم َ‬
‫الخطاب الشعبي باسم‪ ‬الطولونيُّون‪ ،‬هي إمارة إسالميَّة‬ ‫اختصا ًرا وفي ِ‬
‫‪ ‬وتم َّددت الحقًا باتجاه‪،[ْ 1] ‬مصر‪ ‬في‪ ‬التُركيأحمد بن طولونأسَّسها‪ ‬‬
‫الدولة العبَّاسيَّة‪ ،‬لِتكون بِذلك أول ُدويلة تنفصل سياسيًّا عن‪ ‬ال َّشام‬
‫‪ ‬وتتفرَّد سُاللتها بِحُكم الديار المصريَّة وال َّشام‪c‬يَّة‪ .‬قامت الدولة‬
‫‪ ‬في الدولة العبَّاسيَّة وسيطرةالتُركالطُولونيَّة ِخالل زمن تعاظم قُ َّوة‪ ‬‬
‫الحرس التُركي على مقاليد اُألمور‪ ،‬وهو ذاته العصر الذي كان يشهد‬
‫‪ ‬وتغلُّب نزعة االنفصال على ُشعوب و ُوالةالنزعة ال ُشعوبيَّةنُم ًوا في‪ ‬‬
‫الدولة ُمترامية األط‪c‬راف‪ ،‬فكان قيام الدولة الطولونيَّة إحدى النتائج‬
‫‪.‬الحتميَّة لِتنامي هذا الفكر‬
‫أحمد بن طولون‬
‫‪ - ‬هـ ‪ 220‬رمضان ‪23‬أبو العباس أحمد بن طولون ‪• ( ‬‬
‫‪10‬‬
‫]‪ 884)[2‬مايو ‪ 835 - 10‬سبتمبر ‪ /20‬هـ ‪  270‬القعدة ذو‬
‫‪ ‬منوالشاممصر‪ ‬في‪ ‬الدولة الطولونية‪ ‬هو أمير مصر ومؤسس‪ ‬‬
‫)‪ ،‬كان أحمد بن طولون‪/884‬هـ ‪/868 - 270‬هـ ‪254‬الفترة (‬
‫‪ ‬عن‪ ‬بمصر‪ c‬على مصر‪ ،c‬ثم استقل‪ ‬الدولة العباسيةوالي‪ ‬‬
‫‪ ،‬فكان أول من يستقل بمصر‪ ،c‬كما استطاعالخالفة العباسية‬
‫القضاء على الحركات المعارضة له‪ ،‬وتمدد باتجاه الشام بعد‬
‫‪ ‬له إخمادأبو العباس أحمد المعتمد على هللاتكليف الخليفة‪ ‬‬
‫‪.‬الشام‪ ‬الثورات في‬
‫وسعيد بن‪ ،‬فظهر من األطبَّاء سعيد بن ترفيل ‪ ‬بالطباشتُهرت مصر في العصر الطولوني‪•  ‬‬
‫‪ ‬كذلك ظهر ِخالل تلك الفترة بعض ال ُكتّاب الذين اهتموا بِتدوين التاريخ والخطط‪.»[134]،‬البطريق‬
‫‪ ،‬وكان من أهل الرواية والحديث‪ ،‬ثم ُشغفعبد الرحمٰ ن بن عبد الحكم القُرشيومن أشهرهم‪ ‬‬
‫القصص واألخبار‪ ،‬و َكلِف بالتاريخ‪ ،‬ومن ُمؤلَّفاته كتاب‪ ‬‬ ‫مصر« ِبفُتوح‬ ‫»‪ ،‬ويُع ُّد ابن عبد الحكم أ َّول‬
‫‪ ‬ومن أشهر ُمؤ ِّرخي مصر في العصر الطولوني‪ُ [134] ‬مؤرِّخ لِخطط مصر اإلسالميَّة‪.‬‬
‫‪ ،‬وقد ألَّف كتابًا في سيرة أحمد بن طولون‪ ،‬وكتابًاأبو جعفر أحمد بن يُوسُف المعروف بابن الداية‬
‫‪ ‬وكذلك من أشهر ُمؤرخي الدولة الطولونيَّة أبو]‪134‬آخر في سيرة ُخمارويه‪ ،‬كما كان لهُ ُكتبًا ُأخرى‬
‫‪ ‬أنه كان عال ًما وفقيهًا وواعظًا‪،‬ابن النديم ُمح َّمد عب ُد هللا بن ُمح َّمد المديني المعروف بالبلويّ‪ ،‬وذكر‪ ‬‬
‫‪ ‬وقد فُقدت هذه]‪[135‬وأنه ألَّف ُكتبًا كثيرة منها‪ :‬كتاب األبواب‪ ،‬وكتاب المعرفة‪ ،‬وكتاب الدين وفرائضه‪.‬‬
‫ال ُكتب جميعًا ولم يبق من ُمؤلَّفاته إال كتابه «سيرة أحمد بن طولون» الذي يُع ُّد من أهم المصادر‬
‫‪ ‬وفي العصر الطولوني ازدهرت الدراسات]‪ 134‬اإلسالمي والشرق األدنى‪ ‬تاريخ مصرلِدراسة‪ ‬‬
‫اللُغويَّة‪ ،‬وكان من بين أبرز اللُغويين الوليد بن ُمح َّمد التميمي المعروف بوالَّد‪ ،‬كذلك أنجبت المدرسة‬
‫هذب في النحو»‪ ،‬أحمد بن جعفر الدينورياللُّغوية‪ ‬‬ ‫‪ ‬صاحبوأبا جعفر النحَّاس‪ ‬صاحب كتاب «ال ُم َّ‬
‫[‪.‬كتاب «معاني القُرآن ومنسوخه»‪ ،‬و ُمح َّمد بن حسَّان النحوي‬
‫انجازات احمد بن طولون‬
‫حمد بن طولون من االمراء الذين استطاعوا ان يخلدوا اسمهم في •‬
‫‪ :‬تاريخ مصر فكان له انجازات عديدة جدا في مجاالت مختلفة منها‬
‫بناء عاصمة للدولة الطولونية ‪ :‬فقد بنى احمد بن طولون مدينة – •‬
‫القطائع وجعلها عاصمة للدولة الطولونية وكانت بين جبلي المقطم‬
‫ويشكر وبنى فيها قصرا كبيرا له ومسجدا ضخما وبيوت‬
‫ومستشفيات ومبنى اخر كبير جعله دار لالمارة …‪ .‬وتم تقسيم هذه‬
‫العاصمة الى قطائع قطاع للجيش ‪ ،‬قطاع للتجار ‪ ،‬قطاع للحرفيين‬
‫وهكذا … وهذه المدينة مكانا حاليا في القاهرة في السيدة زينب‬
‫‪ .‬والحلمية والقلعة والدرب االحمر‬
‫اهتمام احمد بن طولون بالزر*اعة والصناعة والنواحي •‬
‫االقتصادية ‪ :‬ساعد على زيادة الرقعة الزراعية في مصر‪c‬‬
‫بحفر‪c‬ه لمزيد من الترع واصالح واسقط الضرائب عن‬
‫الفالحين … واهتم بالصناعة مما ادى الزدهارها وخاصة‬
‫صناعة النسيج واشتهرت مصر في هذه الفتره بصناعة‬
‫المنسوجات المصنوعة من الكتان و المنسوجات المصنوعة‬
‫‪ .‬من الصوف والمنسوجات المطرزة بالذهب‬
‫اهتمام احمد بن طولون بالعمارة ‪ :‬من اهم انجازاته بناء مستشفى •‬
‫لعالج المرضى دون ان يدفعوا اي مقابل … وايضا تصرف لهم‬
‫االدوية في المستشفى ويم‪c‬كثوا المرضى فيها الى ان يشفوا تماما دون‬
‫ان يدفعوا اي شئ … وكان يتابع بنفسه المرضى واالطباء وبنى قصر‬
‫ضخم وجميل ولكن لم يبقى من اثاره اي شئ االن … و بنى مسجدين‬
‫جامع احمد بن طولون وهو مسجد له مساحة كبيرة جدا وهو يعتبر‬
‫قبلة لعديد من السائحين الى االن و هو من اكبر المساجد في القاهرة‬
‫ومساحته ك‪c‬بيرة وعمارته جميلة ورائعة ومتينة مما جعله باقيا الى‬
‫االن … كما قام احمد بن طولون ببناء مسجد التنور ولكن جامع التنور‬
‫‪ .‬لم يبقى له اثر االن‬
‫سقوط الدولة‬
‫بعد وفاة «أحمد بن طولون» خلفه ابنه «خمارويه و بعد وفاة «خمارويه» •‬
‫سنة (‪282‬هـ)‪ ،‬بدأت الدولة الطولونية فى االنحالل‪ ،‬فتولَّى زمامها طائفة‬
‫‪:‬من أفراد البيت الطولونى‪ ،‬وكانت تنقصهم الحنكة السياسية‪ ،‬وهم‬
‫أ‪c‬بو ا‪cc‬لعساكر جيشب‪ccc‬نخمارويه‪284 - 282( »c‬هـ)‪ ،‬ا‪cc‬لذىخلعه‪ c‬ا‪cc‬لجند‪• «،‬‬
‫ف‪ccc‬تولَّىمنب‪ccc‬ع‪c‬ده‪ c‬أ‪c‬خوه‪« c‬أ‪c‬بو موسىهارونب‪ccc‬نخمارويه‪- 284( »c‬‬
‫‪292‬هـ)‪ ،‬وهو ف‪ccc‬ىا‪cc‬لرا‪c‬بع‪c‬ة عشرة منعمره‪ ،c‬ف‪ccc‬ازدادتا‪cc‬لبالد ض‪cc‬عفًا حتى‬
‫مات ف‪ccc‬تولىب‪ccc‬ع‪c‬ده‪ c‬عمه‪« c‬ش‪cc‬يبان»‪ ،‬إ‪cc‬الأ‪c‬نا‪cc‬لجند رفضوا ت‪ccc‬عيينه‪ ،c‬وكانذلك‬
‫‪،‬‬
‫إ‪c‬يذا‪c‬نًا ب‪ccc‬زوا‪cc‬لا‪cc‬لدولة ا‪cc‬لطولونية‪ ،‬وعودة «مصر» وا‪cc‬لشام‪ c‬وا‪cc‬لجزيرة إ‪cc‬لى‬
‫والياتت‪ccc‬ابع‪c‬ة مباشرة ل‪cc‬لخلفاء ا‪cc‬لعباسيين‪ ،‬ب‪ccc‬ع‪c‬د أ‪c‬نا‪c‬ستقلتمنذ عه‪c‬د «أ‪c‬حمد‬
‫‪».‬ب‪ccc‬نطلون‬

You might also like