You are on page 1of 15

‫اإليمان باليوم اآلخر‬

‫البرزخ والقبر والحساب والشفاعة‬


‫اإليمان باليوم اآلخر‬
‫• مدى عناية القرآن الكريم واهتمامه باليوم اآلخر‬
‫تجلى هذا االهتمام‪ ،‬وتمثلت تلك العناية فيما يأتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإلتيان ب ‪55‬ه عق ‪55‬ب اإليمان باهلل ‪ 5‬مباشرة‪ :‬يقول تعال ى‪َ ﴿:‬و َلـك َّن ْالب َّر َم ْن َآمنَ‬ ‫ً‬
‫‪-‬‬
‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ مْل َ َ َ ْ‬ ‫ّ َ ْ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اب والن ِب ِيين ﴾ [ البقرة‪. ]177 :‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اآلخ ِر وا آلِئ ك ِة وال ِكت ِ‬
‫ِبالل ِه واليو ِم ِ‬
‫ً‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬اإلكثار م ‪55 5‬ن التذكي ‪55 5‬ر ب ‪55 5‬ه‪ ،‬وعرض مشاهده وتفص ‪55 5‬يل أحداث ‪55 5‬ه‪ :‬ال تكاد تخل و‬
‫سورة من سور القرآن من التذكير باليوم اآلخر‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬تعدد أس‪55‬مائه‪ :‬أطلق القرآن الكريم على اليوم اآلخر أسماء كثيرة بلغ‬
‫البع ض ف ي تعداده ا إل ى ثالثمائة اس م ومنه ا‪ :‬اليوم اآلخ ر‪ ،‬يوم البع ث‪ ،‬يوم‬
‫الحس اب‪ ،‬يوم التالق‪ ،‬يوم الخروج‪ ،‬يوم الحس رة‪ ،‬اآلزف ة‪ ،‬الطام ة الك برى‪،‬‬
‫الصاخة‪ ،‬الحاقة‪ ،‬الغاشية‪ ،‬القارعة ‪ ...‬وغيرها‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫• سر عناية القرآن الكريم باليوم اآلخر‬
‫يرجع سبب اهتمام القرآن الكريم وعنايته باليوم اآلخر إلى ما يأتي‪:‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َأ َ ْ َ َ ُ َّ ُ‬ ‫ً‬
‫أوال‪ :‬إنكار املشركي ‪55 5‬ن واس ‪55 5‬تبعادهم لوقوع ‪55 5‬ه‪ :‬قال تعال ى (قالوا ِإ ذا ِمتن ا وكن ا تراب ا‬
‫َ َ ً َأ َّ مَل َ ْ ُ ُ نَ‬
‫و ِعظام ا ِإ ن ا بعوثو ‪ )82‬املؤمنون‪ .‬هناك ص نفين منه م م ن أنكروا الخال ق والبع ث‬
‫واالعادة‪ ،‬ومن من أقروا بالخالق ولكنهم أنكروا البعث واالعادة‪.‬‬
‫ً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ثانيا‪ :‬فس‪55 5‬اد تص‪55 5‬ور اليهود والنص‪55 5‬ار لليوم اآلخ‪55 5‬ر‪ :‬هناك م ن اليهود والنص ار م ن‬
‫انحرف في تصوره لليوم اآلخر عما جاء به موسى وعيسى عليهما السالم‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬عموم وخلود رسالة اإلسالم‪ :‬إن رسالة اإلسالم خالدة‪ ،‬وااليمان‬
‫باليوم اآلخر دلل عليه من الكتاب والسنة والعقل والفطرة السليمة‪ ،‬ورد‬
‫على منكريه في غالب سور القرآن كما يلي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫• استدالل القرآن الكريم على وقوع البعث والرد‬
‫على منكريه‪:‬‬
‫عرض القرآن الكريم العديد من األدلة والبراهين على وقوع البعث ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬االس ‪55 5‬تدالل بإحياء األرض بع ‪55 5‬د موته ‪55 5‬ا‪ :‬فاألرض بع د أ ن تكون هامدة ال حياة وال‬
‫نبات فيه ا ينزل هللا عليه ا املط ر فتهت ز وتنب ت وكذل ك األجس اد إذا أراد هللا بعثه ا‬
‫ً‬
‫ونشوره ا أنزل م ن تح ت عرش ه مطرا ع م األرض ونبت ت األجس اد م ن قبوره ا كم ا‬
‫َ َ َ َأْل ْ َ َ َ ً َ َ َأ َ ْ َ َ َ ْ َ مْل َ‬
‫تنبت الحبة من األرض ودليله قوله تعالى‪ ( :‬وترى ا رض ه ِامدة فِإ ذا نزلنا عليه ا ا اء‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َّ ْ َ َ َ ْ َ َأ َ َ‬
‫اهتزت وربت و نبتت ِمن كل زو ٍج ب ِه ٍيج)‪.‬‬
‫ُ‬
‫بالنشَأأ‪5‬ة األول‪5‬ى عل‪5‬ى النشأ‪5‬ة اآلخرة‪ :‬ودليله قوله تعالى‪ ( :‬ق ْل‬ ‫‪5‬تدالل‬ ‫س‬ ‫اال‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ َّ َأ َ َأ َ َّ َ َ َّ َ ُ َ ُ ِّ َ ْ‬
‫يح ِييه ا ال ِذي نش ه ا ول مر ٍة وهو ِبكل خل ٍق ع ِليم )‪ .‬فالعقل السليم يقول‪:‬‬
‫إن النشأة اآلخرة أسهل من األولى ثم أن جمع املتفرق أسهل من صنعه‬
‫وإيجاده م ن العدم وعلي ه فإعادة الخل ق مرة أخرى أس هل وأهون عل ى‬
‫‪4‬الخالق وهلل املثل األعلى فهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َُ‬ ‫َّ‬
‫‪ -3‬االس‪55‬تدالل بخروج الشي‪55‬ء م‪55‬ن ضده‪ :‬لقوله تعالى‪﴿ :‬ال ِذي جعل لكم ِمن الشج ِر‬
‫َأْل ْ َ َ ً َ َ َأ ْ ُ ْ ْ ُ ُ ُ نَ‬
‫ا خض ِر نارا فِإ ذا نتم ِمنه تو ِقدو ﴾‪ .‬وعليه فإن إخراج الحرارة من الشجر األخضر‬
‫واقع على خروج الشيء من ضده‪.‬‬ ‫ملثال ٌ‬
‫املمتلئ بالرطوبة والبرودة ٌ‬
‫س َّالذي َخ َلقَ‬ ‫َ‬ ‫‪ -4‬االس‪55‬تدالل بالخل‪55‬ق األك‪55‬بر عل‪55‬ى الخل‪55‬ق األص‪55‬غر‪ :‬لقوله تعالى‪َ ﴿ :‬أ َو َليْ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ َأْل ْ َ َ َ َ َأ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ ْ َ اَّل ُ ْ‬
‫ات وا رض ِبق ِاد ٍر عل ى ن يخلق ِمثله م بل ى وهو الخ ق الع ِليم ﴾‪ .‬فالذي خلق‬ ‫الس ماو ِ‬
‫السماوات واألرض وأبدع فيهما أسهل عليه أن يعيد خلق اإلنسان من العظام التي‬
‫مشقة أو تعب أو حاجة إلى معين‪ .‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬ل َخ ْلقُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بليت وأصبحت رميما من غير‬
‫ٍ‬
‫َ َ َأ ْ َ َ َّ اَل َ ْ َ ُ نَ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َ َ َأْل ْ َأ ْ َ ُ ْ َ ْ‬
‫اس يعلمو ﴾‪ ،‬وقال تعالى‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫اس ول ِك َّن كثر الن‬‫ِ‬ ‫ض كبر ِمن خل ِق الن‬ ‫ِ‬ ‫ات وا ر‬
‫الس ماو ِ‬
‫ض َو َل ْم َي ْع ب َخ ْلقه َّن ب َقادر َع َل ى َأ نْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ َأل‬ ‫َأ َ َ ْ َ َ ْ َأ َّ َ َّ‬
‫ِ ِِ ِ ٍِ‬ ‫ات وا ر‬ ‫﴿ ولم يروا َّن الله ال ِذي خلق الس ماو ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ ْ َ مْل َ ْ َ َ َ َّ ُ َ َ ُ ِّ َ ْ َ‬
‫يح ِيي ا وتى بلى ِإ نه على كل شي ٍء ق ِدير ﴾‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫• استدالل القرآن الكريم على وقوع البعث والرد على منكريه‪:‬‬
‫ً‬
‫‪-5‬دليل الحكمة من خلق اإلنسان وأنه لم يخلق عبثا ‪ :‬ال يعقل أن يخلق‬
‫تكليفات يبع ث فيحاس ب عليه ا إ ن‬ ‫ٍ‬ ‫عمل أ و‬
‫ٍ‬ ‫هللا تعال ى اإلنس ان ويترك ه بال‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َأ َ َ ْ ُ ْ َأ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫خيرا فخيرا وإ ن شرا فشرا‪ ،‬ودلي ل ذل ك قول ه تعال ى‪ ﴿ :‬فح ِس بتم نم ا‬
‫َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ً َ َأ َّ ُ ْ َ ْ َ اَل ُ ْ َ ُ نَ‬
‫خلقناكم عبثا و نكم ِإ لينا ترجعو ﴾‪.‬‬
‫‪ -6‬االس‪5‬تدالل بالعدال‪5‬ة اإللهي‪5‬ة والضرورة األخالقي‪5‬ة‪ :‬إذ ليس من العدالة‬
‫ً‬
‫أن ال ُيقتص من الظالم على ظلمه وإساءته‪ ،‬وليس من العدل أيضا أن ال‬
‫يكافئ املحسن على إحسانه وعدالته‪ ،‬فإن لم يتحقق هذا في الدنيا فالبد‬
‫يوم اآلخره تتحقق فيه العدالة املطلقة والخاصة باهلل تعالى ليأخذ‬ ‫إذن في ٍ‬
‫َ‬ ‫َ اَل َ ْ َ َ َّ َّ َ َ ً‬
‫حق حق ه ودلي ل ذل ك قول ه تعال ى‪ ﴿ :‬و تحس بن الله غا ِفال ع َّم ا‬ ‫ك ل ذي َّ ٍ‬
‫ُ َ‬
‫َ‪6‬ي ْع َم ُل الظامِل و ﴾‪.‬‬
‫ن‬
‫حياة البرزخ‬
‫ً‬
‫• أوال‪ :‬تعريف البرزخ‬
‫‪ -‬لغة‪ :‬هو الحاجز بين الشيئين‪ ،‬وكل حاجز بين شيئين فهو برزخ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ٌ اَّل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َْ َْ‬
‫قال تعالى‪﴿ :‬مرج البحري ِن يلت ِقي ِان (‪ )19‬بينهما برزخ يب ِغي ِان (‪﴾)20‬الرحمن‪.‬‬

‫ويطلق البرزخ في االص‪55‬طالح على الحياة التي تعقب موت اإلنسان‪ ،‬والفترة التي يقضيها‬
‫بين خروجه من الدنيا ودخوله في اآلخرة‪.‬‬
‫وفي اآلية‪:‬‬
‫َ َ ّ َأ ْ َ ُ َ ً َ َ َ ْ ُ َ اَّل‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َأ َ َ ُ ُ مْل َ ْ ُ َ‬
‫﴿ حت ى ِإ ذا جاء حدهم ا وت قال ر ِب ار ِجعو ِن (‪ )99‬لع ِل ي عمل ص ِالحا ِفيم ا تركت ك‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ ٌ ُ َ َ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ٌ َ‬
‫ِإ نه ا ك ِلمة هو قاِئ له ا و ِمن وراِئ ِهم برزخ ِإ ل ى يو ِم يبعثون (‪ ﴾)100‬املؤمنون‪ ،‬وفس‪55 5‬ر‬
‫العلماء ال‪55‬برزخ هن‪55‬ا بأن‪55‬ه‪ :‬الحاجز بين املوت والبعث أو بين الدنيا واآلخرة من وقت‬
‫‪7‬املوت إلى البعث‪.‬‬
‫ً‬
‫• ثانيا‪ :‬سؤال امللكين‬

‫ورد في كثير من األحاديث الصحيحة عن رسول هللا ﷺ‪ ،‬ما خالصته‪:‬‬


‫أ ن املي ت إذا وض ع ف ي ق بره‪ ،‬وتول ى عن ه أص حابه‪ ،‬تعاد روح ه ف ي جس ده‪ ،‬ويس مع قرع‬
‫نعالهم‪ ،‬فيأتيه ملكان فيجلسان فيقوالن له‪ :‬من ربك؟ وما دينك؟ وما تقول في هذا‬
‫الرج ل الذي بع ث فيك م؟ فأم ا املؤم ن فيجي ب بقول ه‪" :‬رب ي هللا ‪ ،‬ودين ي اإلس الم‪،‬‬
‫والرج ل املبعوث فين ا محم د ﷺ‪ ،‬فيقول امللكان‪ :‬انظ ر إل ى مقعدك م ن النار أبدل ك‬
‫ً‬
‫ي‬ ‫ل‬
‫هللا ب ه مقعدا ف ي الجنة‪ ،‬وأم ا املناف ق والكاف ر فيقو ‪ :‬ال أدر ‪ ،‬فيقوالن ل ه‪ :‬ال دري ت‬
‫وال تليت‪ ،‬ثم يصيبه ما قدر له من العذاب‪ ،‬وكان الرسول ﷺ إذا فرغ من دفن ميت‬
‫وقف عليه وقال‪” :‬استغفروا ألخيكم واسألوا له التثبيت فإنه اآلن يسأل“‪.‬‬
‫وق د ورد اس م امللكي ن ف ي رواي ة الترمذي ع ن أ بي هريرة قال ‪ :‬رس ول هللا ﷺ إذا ق بر‬
‫امليت أو اإلنسان أتاه ملكان أسودان أزرقان‪ ،‬يقال ألحدهما املنكر ولآلخر النكير)‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ً‬
‫• ثالثا‪ :‬عذاب القبر ونعيمه‪:‬‬

‫‪ -‬ثبت عذاب القبر ونعيمه بدالئل من القرآن الكريم والسنة النبوية‪:‬‬

‫‪ -‬فمن القرآن الكريم استدل العلماء على عذاب القبر بقوله تعالى‪:‬‬
‫وء ْال َع َذاب (‪َّ )45‬‬
‫النارُ‬ ‫الل ُه َس ّيَئ ات َما َم َك ُروا َو َح َ‬
‫اق بآل ِف ْر َع ْو َن ُس ُ‬ ‫َ َ َ ُ َّ‬
‫اه‬ ‫ق‬‫و‬ ‫ف‬ ‫﴿‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ْ َ ُ َن َ َ ْ َ ُ ُ ًّ َ َ ًّ َ َ ْ َ َ ُ ُ َّ َ ُ َأ ْ ُ َ ْ َ ْ نَ‬
‫يعرضو عليه ا غدوا وع ِشي ا ويوم تقوم الس اعة د ِخلوا آل ِفرعو‬
‫َأ َ َّ ْ َ َ‬
‫اب (‪ ﴾ )46‬غافر‪.‬‬ ‫شد العذ ِ‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬وم‪55‬ن الس‪55‬نة النبوي‪55‬ة‪ :‬استدل العلماء بعدد من األحاديث الواردة عن‬
‫عذاب القبر‪ ،‬منها ما ورد في الصحيحين‪:‬‬
‫مر على قبرين‪ ،‬فقال‪" :‬أما‬‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما أن النبي ﷺ ّ‬
‫إنهم ا ليعذبان ‪-‬وم ا يعذبان ف ي ك بير‪ -‬أم ا أحدهم ا‪ :‬فكان يمش ي‬
‫بالنميم ة‪ ،‬وأم ا اآلخ ر فكان ال يس تتر م ن بول ه‪ ،‬قال‪ :‬فدع ا بعس يب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫رطب‪ ،‬فشقه اثنين‪ ،‬ثم غرس على هذا واحدا‪ ،‬وعلى هذا واحدا‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا"‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ويدلعلى ث بوتن عيم ا لقبر م ا ورد ف ي ا آلياتا لواردة عنا لشه داء‪ ،‬وما ‪-‬‬
‫‪:‬يتمتعونب ه م نن عيم‪ ،‬وأنهم ل يسوا أمواتا ب لأحياء‪ ،‬ي قولت عا لى‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ َأ ْ َ ً َ ْ َأ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َّ َّ َ ُ ُ ْ‬
‫وال تحس بن ال ِذين ق ِتلوا ِف ي س ِب ِيل الل ِه موات ا بل حياء ِعند رِب ِهم ﴿‬
‫ين َلمْ‬‫ضله َو َي ْس َت ْبش ُرو َن ب َّالذ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ َ َ َ ُ ُ ّ‬
‫الل ُه من َف ْ‬ ‫ُ ْ َ ُ نَ‬
‫يرزقو (‪ )169‬ف ِر ِحين ِبما آتاهم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ ْ َ ْ ْ َأ َّ َ ْ ٌ َ َ ْ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ ُ نَ‬ ‫َْ َ ُ ْ‬
‫‪.‬يلحقوا ِب ِهم ِمن خل ِف ِهم ال خوف علي ِهم وال هم يحزنو (‪ ﴾)170‬آل عمران‬

‫ومنا لسنة ق ولا لنبي ﷺ‪" :‬إنما ا لقبر روضة م نرياضا لج نة‪ ،‬أو حفرة م ن‪-‬‬
‫‪".‬حفر ا لنار‬

‫‪11‬‬
‫‪:‬مشاهـد يوم القيامة‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬الحشر‪:‬‬
‫لغة‪ :‬الضم والجمع‪.‬‬
‫ً‬
‫اصطالحا‪ :‬عبارة عن سوق الخالئق جميعا إلى موقف‪ ،‬لفصل القضاء بينهم‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ْ ْئ ُ ُ َ ُ َ َ ٰ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ َأ‬
‫وقال تعالى‪﴿ :‬ولقد ِج تمون ا فرادى كم ا خلقناكم ول مر ٍة ﴾ األنعام‪ ،‬وفي الحديث‬
‫ً‬
‫عن عائشة رضي هللا عنها‪ “ :‬يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرال‪”...‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=cmwhcMiCt9Q‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الحساب‪:‬‬
‫لغة‪ :‬استعمال العدد‪.‬‬
‫ً‬
‫اصطالحا‪ :‬توقيف هللا العباد قبل االنصراف من املحشر على أعمالهم خيرا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فعال‪ ،‬وينال الناس فيه من الشدائد ما ينالون‬ ‫كانت أو شرا‪ ،‬قوال كانت أو‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫‪:‬مشاهـد يوم القيامة‬
‫الرو ُح َل ْيه ف ي َي ْوم َك َ‬
‫ان م ْق َدا ُرهُ‬ ‫ُّ‬ ‫﴿ت ْع ُر ُج امْل َاَل َك ُة وَ‬
‫َ‬
‫الوقوف‪ ،‬قال تعال ى ‪:‬‬ ‫• طول‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِإ ِ ِ‬ ‫ِئ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬
‫َْ َ ْ َ‬
‫خم ِسين لف سن ٍة ﴾ املعارج‪.‬‬
‫ً‬
‫ب‪ -‬إلجام الناس بالعرق حت ‪55‬ى يبل ‪55‬غ آذانه ‪55‬م‪ ،‬حي ث أ ن الشم س تبع د مي ل واحدا‬
‫ع ن البش ر‪ ،‬ولتفادي هذا املوق ف‪ ،‬عل ى املس لم أ ن يكون ضم ن الس بعة الذي ن‬
‫يظلهم هللا يوم ال ظل إال ظله وهم ‪ ( :‬إمام عادل‪ ،‬وشاب نشأ في عبادة هللا‪ ،‬ورجل‬
‫قلبه معلق باملساجد‪ ،‬ورجالن تحابا في هللا اجتمعا عليه وتفرقا عليه‪ ،‬ورجل دعته‬
‫جل تصدق بصدقة فأخفاها‬ ‫امرأة ذات منصب وجمال فقال‪ :‬أني أخاف هللا‪ ،‬ور‬
‫ً‬
‫حتى ال تعلم شماله ما تنفق يمينه‪ ،‬ورجل ذكر هللا خاليا ففاضت عيناه)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫• العدالة المطلقة في الحساب‪:‬‬
‫‪ -‬هللا سبحانه وتع‪5‬الى هو الذي يتولى محاسبة الخلق بنفسه دون واسطة‪:‬‬
‫ً‬
‫قال تعال ى‪﴿ :‬وال يظل م رب ك أحدا﴾ الكهف‪ .‬إ ن أول م ا يضم ن تحقي ق هذه‬
‫العدالة‪ ،‬أن هللا هو الذي يتولى محاسبة الخلق بنفسه‪ ،‬فال يشغله أحد عن‬
‫أحد‪ ،‬حتى أن كل أحد يرى أنه هو املحاسب وحده‪ ،‬ولذلك حين سئل أمير‬
‫ً‬
‫املؤمنين علي بن أبي طالب كيف يحاسب الناس جميعا في وقت واحد‪ ،‬قال‬
‫لسائلة كما يرزقهم في آن واحد يسألهم في آن واحد‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫• ومن العدالة املطلقة في الحساب‪:‬‬
‫‪ -‬رؤية العباد لصحائف أعمالهم‪ ،‬واالطالع على ما فيها‪:‬‬
‫على الرغم من أن هللا عالم بأعمال العباد ومطلع عليهم‪ ،‬إال أنه سيقيم عليهم الحجة‬
‫بأن يروا ص حائفهم‪ .‬قال تعال ى‪َ ﴿ :‬و ُك َّل ْن َس ان َأ ْل َز ْم َن ُاه َطا َر ُه ف ي ُع ُنقه َو ُن ْخر ُج َل ُه َي ْومَ‬
‫ِ‬ ‫ْ ِئ ِ َ ِ ِ‬ ‫ْ ْأ ِإ َ ٍ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َ َ ً َْ َ ُ َ ْ‬
‫ال ِقيام ِة ِكتابا يلقاه منشورا ۝اقر ِكتابك كفى ِبنف ِسك اليوم عليك ح ِسيبا ﴾ اإلسراء‪-13 .‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬شهادة األعضاء‪:‬‬
‫َ ْ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ ْ َأ ْ َ ُ ُ ْ َ َأ ْ ْ َ َأ ْ ُ ُ ُ ْ َ َ ُ َ ْ َ ُ نَ‬
‫(‪ ﴾)24‬النور‪ .‬هذا م ع‬ ‫﴿يوم تشهد علي ِهم ل ِس نتهم و ي ِد ِيهم و رجلهم ِبم ا كانوا يعملو‬
‫شهادة األرض‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like