You are on page 1of 105

‫محاضرات مادة جغرافية الصناعية‬

‫اعداد‬

‫د‪ .‬ذكرى عادل محمود‬


‫د‪ .‬نبراس سعدون مطشر‬
‫المحاضرة االولى ‪ :‬تعريف بجغرافية الصناعة وطرق‬
‫البحث فيها‬
‫• جغرافية الصناعة‪:‬‬
‫• عرضنا فيما سبق ميدان علم الجغرافيا الذي يهتم بدراسة‬
‫الترابط بين األشياء في الحيز المكاني وباعتبار اإلنسان‬
‫عنصر أساسي من عناصر المكان المتأثرة والمؤثرة فيه‪ ،‬فإن‬
‫• أنشطته المتنوعة تمثل الموضوعات األساسية للدراسات‬
‫الجغرافية العامة وفروعها ‪.‬‬
‫• عرف اإلنسان الصناعة منذ أمد بعيد‪ .‬ومنذ العصور الحجرية‬
‫فيما قبل التاريخ جهد اإلنسان لصنع أدواته وأشياءه‪ ،‬إال أن‬
‫جغرافية الصناعة كعلم تأخر ظهوره عن غيره من فروع علم‬
‫الجغرافية‪ٕ .‬اذا كانت الكشوف الجغرافية قد مهدت لتطور سريع‬
‫في علم الجغرافية ‪ ،‬فإن الثورة الصناعية في القرن الثامن‬
‫عشر كانت أكبر حافز لظهور الجغرافية الصناعة كعلم يهتم‬
‫بدراسة نشاط اإلنسان الصناعي من الوجهة الجغرافية‪.‬‬
‫أهمية جغرافية الصناعة ‪:‬‬
‫• تنبع أهمية هذا الحقل العلمي من الموقع المتميز الذي تحتله الصناعة‬
‫على وجه العموم ودورها في التأثير إيجابيًا في حياة الشعوب ‪ .‬وتتعزز‬
‫تلك األهمية الجغرافية الصناعة من خالل المجاالت التي يمكن أن‬
‫تتناولها بالبحث واالستقصاء ضمن حقلها ‪ .‬وٕاذا ما أخذنا باالعتبار توفر‬
‫إمكانية كبيرة لالرتقاء بالبحوث والدراسات في هذا المجال من الجانب‬
‫النظري البحت الى ميدانه التطبيقي الرحب‪ ،‬فإن هذا يؤكد المكانة الالئقة‬
‫لهذا الحقل العلمي لقد بقيت الدراسات الجغرافية عامة مدة طويلة أسيرة‬
‫البحث النظري المجرد حتى جاء القرن العشرون ليرتقي بتلك الدراسات‬
‫وليمنحها أمكانية التطبيق واإلفادة منها في جوانب شتى من حياة اإلنسان‬
‫المادية المباشرة وغير المادية ‪ .‬وكان لجغرافية الصناعة دور بارز في‬
‫هذا االتجاه ‪,‬ولقد أسهمت الدراسات التطبيقية هذه في تعزيز مكانة‬
‫جغرافية الصناعة خاصة وعلم الجغرافية عامة بين العلوم األخرى ‪.‬‬
‫مناهج البحث في جغرافية الصناعة‬
‫• تستمد الفروع الجغرافية منهجيتها من فلسفة علم الجغرافيا القائمة‬
‫على منهج التوزيع والتحليل والتركيب للظواهر التي تتقاسم المكان‪،‬‬
‫ببيان عالقاتها المكانية وتفاعلها تاثرا وتأثيرًا ومنه يتضح منهجان‬
‫في الجغرافية االقتصادية‪-:‬‬
‫• المنهج النظامي ‪Systematic Approach:‬الذي يختص بدراسة‬
‫ظاهرة واحدة ‪ ,‬مؤكدًا على أثر العوامل الجغرافية على هيكل‬
‫الظاهرة عملياتها وٕانتاجها‪ ,‬وٕاذا كان البدء في هذا المنهج قد اقتصر‬
‫على العوامل الطبيعية في أثر كل منها على الظاهرة‪ ،‬فإن اإلضافات‬
‫الالحقة قد تضمنت العوامل البشرية أيضًا باعتبار أن قيمتها ليست‬
‫منعزلة وهي متصاعدة األثر بتزايد المستوى الحضاري لإلنسان‪.‬‬
‫• المنهج المكاني‪ Spatial Approach‬او االقليمي وفيه يتم‬
‫تحلي ل عوام ل الت وطن المتاح ة للتص نيع وكيفي ة اف ادة‬
‫الص ناعة منه ا في اقليم معين يتم اختي اره للدراس ة ومحاول ة‬
‫تحديد الصناعات التي تجد لها فرص ًا افضل للتوطن ‪ ،‬وفيه‬
‫يبحث ايض ًا الهيك ل الق ائم بمص انعه وص ناعاته ‪ ،‬ومن‬
‫االتجاه ات الحديث ة في ه ذا المنهج دراس ة الص ناعة في‬
‫المناطق الميتروبولية ‪ ،‬وانماط الموقع الصناعي في إقليم او‬
‫دول ة النم و الص ناعي ‪ ،‬مش اكل الص ناعة في من اطق معين ة‬
‫مثًال ‪.‬‬
‫المحاضرة الثانية ‪ :‬معايير البحث ومصادر البيانات‬
‫• تستخدم في جغرافية الصناعة والبحث فيها عدة معايير أهمها‪:‬‬
‫• اوًال‪ :‬ع دد المص انع ‪ :‬ويقص د ب ه ع دد المنش ات الص ناعية القائم ة‪ ،‬وبع د‬
‫اسهل وابسط المعايير ‪ ،‬كما أنه متوفر غالبًا ويسمح بتداوله ‪ ،‬اال انه قد ال‬
‫يتوفر في بعض الدول على مستوى الوحدات االدارية الصغيرة ‪ ،‬واستخدامه‬
‫في قياس حالة الصناعة قد يعطي نتائج مظللة لالختالف الكبير في حجوم‬
‫المص انع منه ا تض م ع امًال واح دًا واخ رى تض م االف العم ال ‪ ،‬ل ذا يفض ل‬
‫االستعانة بمعيار أخر او اكثر ‪.‬‬
‫• ثاني ًا‪ :‬ع دد العم ال ‪ :‬وه و من اك ثر المع ايير ش يوعًا في قي اس حجم النش اط‬
‫الص ناعي ‪ ،‬اال ان ه ال يعكس إنتاجي ة العام ل ال تي تتباين من بل د الخر ومن‬
‫ص ناعة الخ رى ‪ ،‬ب ل ومن عام ل الخ ر الختالف مس توى التقني ات ومس توى‬
‫تأهيل العاملين وعوامل آخرى اجتماعية واقتصادية وصحية وتقنية ودينية ‪.‬‬
‫• ثالث ًا‪ :‬قيم ة مس تلزمات االنت اج ‪ :‬ويع بر عنه ا بقيم ة الم دخالت وتحت ل ك ل‬
‫تكاليف االنتاج الصناعي خالل مدة زمنية معينة ( سنة) وتتضمن كلف شراء‬
‫الم واد االولية ومصادر الطاقة والمياه وكلف النقل وأجور العاملين االجمالية‬
‫وكلف الصيانة والضرائب واالعالنات ‪.‬‬
‫• رابعا‪ :‬قيمة االنتاج ‪ :‬وهي القيمة التقديرية لكل االنتاج الصناعي خالل مدة‬
‫زمنية محددة وغالب ًا ما تكون سنة واحدة ‪ ،‬فان قيمة اال نتاج الصناعي تعد‬
‫مؤشرًا جيدًا لتطور او تراجع اال نتاج الصناعي ويعبر عنها بقيمة المخرجات ‪.‬‬
‫• خامس ًا‪ :‬القيم ة المض افة ‪ :‬وهي القيم ة ال تي تض يفها العملي ات الص ناعية‬
‫للم ادة االولي ة المس تخدمة في االنت اج من خالل قيم ة االنت اج – قيم ة‬
‫مستلزمات االنتاج = القيمة المضافة ‪.‬‬
‫• سادسًا القدرة الحصانية ‪ :‬وتعبر عن الطاقات االنتاجية للمصانع ‪ ,‬وهو مرتبط‬
‫بالطاق ات التص ميمية للمع دات الص ناعية الداخل ة في العملي ة الص ناعية ‪,‬‬
‫وحال ة تل ك المع دات من حيث ص ال حيتها للعم ل وتقادمه ا الزم ني وتوف ير‬
‫الصيانة الالزمة لها ‪.‬‬
‫مصادر البيانات في جغرافية الصناعة‬
‫• تعتبر البيانات الرقمية ذات أهمية بالغة في الدراسات الجغرافية‬
‫عامة‪ ،‬وفي جغرافية الصناعة خاصة‪ ،‬فالنشاط الصناعي يوزع‬
‫وتحلل عالقاته المكانية‪ ،‬وقد يتم التوصل الى أنماطه القائمة‬
‫اعتمادًا على ما يتوفر من بيانات منشورة أو غير منشورة‪.‬‬
‫صحيح أن الباحث قد يتمكن من وصف حالة النشاط من دون‬
‫أرقام وبيانات‪ ،‬لكن ذلك الوصف سيكون غير دقيق وقاصر عن‬
‫إعطاء صورة دقيقة وواضحة‪ ،‬وهذه الصورة يمكن الوثوق بها فقط‬
‫عند اعتماد إحصاءات رقمية وافية‪.‬‬
‫• توفر عدة جهات إحصاءات عن النشاط الصناعي أهمها ‪:‬‬
‫أوًال ‪ :‬البيانات المنشورة‬ ‫•‬
‫اإلحصاءات العالمية‪ .‬وهي الصادرة عن األمم المتحدة أو دوائرها‬ ‫•‬
‫الفرعية‪ ،‬ومنها الكتاب السنوي‪،‬‬
‫إحصاءات الصناعة الصادرة عن اليونيدو‪ ،‬إحصاءات األغذية والزراعة‬ ‫•‬
‫الصادرة عن الفاو ‪...‬‬
‫اإلحصاءات اإلقليمية وتتمثل في اإلحصاءات الصادرة عن مجموعات‬ ‫•‬
‫دولية وبحسب أقاليم‬
‫عملها مثل السوق األوروبية المشتركة‪ ،‬األوبك‪ ،‬االوابك‪ ،‬الجامعة العربية‬ ‫•‬
‫‪ ...‬ج‪ .‬اإلحصاءات الدولية التي تصدر عن الدول‪ ،‬وتوفر بيانات وافية عن‬
‫مختلف أوجه النشاط في‬
‫الدول ذاتها ومنها الصناعة‪ .‬وتقوم على إصدارها هيئات خاصة في الدول‪.‬‬ ‫•‬
‫وفي العراق يتولى الجهاز المركزي لإلحصاء إصدار المجموعة‬
‫اإلحصائية السنوية وقد بدأت بالصدور عام ‪ 1930: -1929‬وحتى اآلن‬
‫وتغطي معظم أوجه النشاط االقتصادي والخدمي للبالد‪.‬‬
‫االحصاءات النوعية كاإلحصاء الصناعي والزراعي والنقل ‪ .‬كما وتقوم الوزارات‬
‫وعدد من الجهات األخرى بإصدار بيانات مماثلة عن النشاط الصناعي مثل وزارات‬
‫الصناعات العراقي ‪ ،‬اتحاد الغرف التجارية والصناعية وغيرها ‪.‬‬
‫• ثانيًا ‪ :‬البيانات غير المنشورة والتي يتم جمعها عن طريق‬
‫الدراسة الميدانية (االستبيان أو المقابلة أو كليهما) التي يجريها‬
‫الباحث في الصناعة وفقًا لمناهج الدراسة في جغرافية‬
‫الصناعة التي سبق الحديث عنها ‪.‬‬
‫المحاضرة الثالثة ‪ :‬تعريف بالنشاط الصناعي وتحديد‬
‫المفاهيم‬
‫• يصعب وضع تحديدات نهائية لمضامين مفاهيم ومصطلحات‬
‫النشاط الصناعي لتباين وجهات النظر لدى الجهات المختصة‬
‫في بلدان العالم‪ ،‬أو من قبل الباحثين أنفسهم واختالف اتجاهات‬
‫اإلبداع الفردي‪ ،‬ولسبب تراكم المعرفة وتشعبها مع الزمن ‪.‬‬
‫كما يضيف هذا التراكم مفاهيم جديدة انسجامًا مع مسيرة‬
‫التطور العلمي واإلنساني ‪ ،‬إال أن ذلك ال يمنع بل قد يستدعي‬
‫إيضاح عام لمضمون المصطلحات الرئيسة التي يتكرر‬
‫استعمالها عند الحديث عن النشاط الصناعي وأبرزها‬
‫تعريف الصناعة‬
‫• وهي نشاط إنتاجي يستخدم فيه اإلنسان بعضًا من عناصر اإلنتاج‪ ،‬مستهدفًا إنتاج‬
‫مواد جديدة‪ ،‬أو لجعل مواد أولية موجودة أكثر نفعًا أو قيمة لإلنسان‪ .‬ومع أن بعض‬
‫الباحثين يعتقدون أن كلمة ‪ Industry‬تعني بالعربية حرفة يمارسها اإلنسان في‬
‫سبيل كسب معاشه كلمة ‪ ,‬إال إن آخرين ‪ ،‬يرون أنها تنحصر في الداللة على‬
‫الصناعة التحويلية ‪,‬في العربية تعني الصناعة حرفة الصانع وعمله ‪ ,‬وتعرف األمم‬
‫المتحدة الصناعة بأنها تحويل مواد غير عضوية أو مواد عضوية بعمليات‬
‫ميكانيكية أو بعمليات كيميائية الى منتجات أخرى‪ ،‬سواء أنجزت بآالت ميكانيكية‬
‫تحركها قدرة أو أنجزت باأليدي‪ .‬وسواء أحدث إنتاجها في مصنع أم في ورشة أم‬
‫في بيت‪ .‬وسواء أبيعت لتاجر جملة أم بيعت لتاجر تجزأة‪ .‬إال أن هذا التعريف يشمل‬
‫العمليات التي تقع ضمن الصناعات التحويلية فقط وهي التي يتم فيها تحويل أو‬
‫تحوير في شكل أو طبيعة المادة األولية وال يأتي بالذكر على عملية استخراجها ‪.‬‬
‫فاستخراج النفط من باطن األرض يعد صناعة وتصفيته وتحويله‬
‫الى مشتقات نفطية صناعة أيضًا ‪.‬‬
‫من جهة أخرى إن تعريف الصناعة ال يستثني النشاط الحرفي اليدوي ألنه ال يحدد طريقة‬
‫التصنيع وأسلوبه‪ ،‬كما ال يحدد طريقة للبيع بعينها‪ ،‬فهو يضمها جميعًا تحت نشاط الصناعة‪.‬‬
‫وعند الرجوع الى دليل النشاط االقتصادي المعدل لسنة ‪ 1968‬الوارد في التصنيف الدولي للنشاط االقتصادي ‪ISIC‬‬

‫ظهر أنه يجعل النشاط الصناعي عامة يدل على الحاالت الثالث اآلتية ‪-:‬‬ ‫•‬
‫أوًال استخراج الخامات من باطن األرض أو سطحها‪ ،‬تقطيع األحجار ويدعى‬ ‫•‬
‫بالصناعة االستخراجية ‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الصناعات التحويلية ‪.‬‬ ‫•‬
‫الخدمات الصناعية ‪ ,‬وتضم إنتاج الطاقة الكهربائية وتنقية المياه وتوزيعها وخدمات‬ ‫•‬
‫التصليح التي تخدم الصناعة وتكملها ‪.‬‬
‫وبهذا فإن النشاط الصناعي مفهوم واسع يشير الى جملة من العمليات التي يقوم بها‬ ‫•‬
‫جماعة من الصناع الستخراج أو تحوير مواد أولية موجودة أو إلنتاج مواد جديدة‬
‫بهدف إشباع رغبات اإلنسان مستخدمين طرقًا ووسائل متنوعة‪ ،‬ضمن عملية‬
‫إنتاجية تربط بين عناصر اإلنتاج وتجمعها مكانيًا ‪.‬‬
‫•‬
‫المحاضرة الرابعة ‪ :‬نشؤ وتطور النشاط الصناعي‬

‫• نشأة الصناعة وتطورها ‪:‬‬


‫ارتبط ظهور النشاط الصناعي بوجود اإلنسان نفسه زمانًا ومكانًا‪ ،‬فمنذ خلقه عمل‬
‫اإلنسان على توفير قوته وحماية نفسه ما استدعى استخدامه لوسائل وأدوات توفر‬
‫غاياته مما وفرته الطبيعة منها‪ .‬غير أنه عمد إلى تحسينها الحقًا ثم إلى صنعها بعدئذ‪.‬‬
‫وقد حقق انجازات هامة على هذا الطريق عندما تحول من التجوال والترحال نحو‬
‫االستقرار واالستيطان‪ .‬وكانت أولى هذه االنجازات صنعه الفؤوس والسكاكين ثم‬
‫األواني فألواح الكتابة‪ .‬واستخدم لهذا الغرض مواد أولية من محيطه كالحجر الصلب‬
‫والطين والخشب وأنواع النبات‪ .‬وكان من يستخدمها يحاول صنعها بنفسه‪ ،‬وفي محيط‬
‫عائلته‪ ،‬ولكن مع التقدم الذي كان يحرزه اإلنسان أخذ يتميز من بين إفراده من يتمتعون‬
‫بمهارات خاصة في صنع هذه األدوات‪ ،‬فكانت هذه تمثل أولى م ا رحل التخصص‬
‫الذي قاد إلى انجاز قفزة هامة في مجال صناعة الفخار والمالبس والعجالت‪ ،‬مما كان‬
‫له أثر بالغ فيما تالها من تطور حضاري شمل أوجه حياة اإلنسان برمتها ‪.‬‬
‫أن معرفة اإلنسان الكتابة إنما قامت على ما أنجزه في مجال‬
‫صناعة الفخار أوال ‪ .‬وتطور نقله واتصاله إنما يعود إلى ما اخترعه‬
‫في مجال صنع العجالت وما أنجزه في ميدان الحرب ‪.‬‬
‫وصنعه آالت القتال بني على معرفته المعادن وأساليب تعدينها‬
‫وتصنيعها ‪.‬‬
‫استمر اإلنسان يحقق نجاحات متواصلة في صناعة ما يحتاجه من‬
‫آالت وأدوات‪ ،‬وتطلب منه ذلك زمنًا طويًال‪ ،‬وحصل كل ذلك في‬
‫مناطق استقراره الرئيسة في وادي الرافدين والنيل وبالد الصين‪.‬‬
‫وكان لسكان وادي ال ا رفدين قصب السبق فيما حققه من منجزات‬
‫وابتكارات وخاصة في مجاالت الكتابة وأدواتها وصنع العجالت‬
‫والعمارة وموادها وصنع الفخار ‪.‬‬
‫ومع استمرار تزايد عدد السكان واتساع األسواق وتطور طرق‬
‫النقل ووسائطه‪ ،‬دخلت الصناعة مرحلة جديدة برز فيها دور‬
‫التجار في نقل السلع المصنوعة والمواد األولية من أقاليم فيضها‬
‫إلى أقاليم حاجتها‪ .‬وصار ممكنًا قيام صناعة ما في موقع ال‬
‫يستهلكها‪ ،‬وربما معتمدة على مواد قد ال تكون موجودة في موقع‬
‫تصنيعها‪ .‬فصارت التجارة رديفة للصناعة‪ ،‬مغذية لها وعامًال‬
‫هامًا من عوامل نجاحها وتطورها‪ .‬وفي كل ذلك كان العمل‬
‫بالصناعة يدويًا‪ ،‬وربما أمكن الصناع االستعانة بأدوات بسيطة‬
‫كالدوالب في صنع الفخار وسواه‪ ،‬لذلك استمر حجم اإلنتاج‬
‫ضئيًال والتجارة به بين البلدان واألقاليم والبلدات محدودة ‪.‬‬
‫المحاضرة الخامسة ‪ :‬اهمية النشاط الصناعي‬

‫أهمية الصناعة ‪:‬‬


‫تسهم الصناعة بدور إيجابي فاعل في تقوية بنية االقتصاد القومي واإلقليمي‪،‬‬
‫وفي رفع مستويات العيش للشعوب التي نالت فيها الصناعة حظوة مبكرة من‬
‫االهتمام والتطور‪ ،‬وتجّد شعوب العالم األخرى في نيل نصيب من م ا زياها‬
‫العديدة وقطف بعض ثمارها التي يمكن إجمالها بما يأتي ‪:‬‬
‫• أوًال ‪ :‬تعتمد الصناعة في توفير مستلزماتها السلعية على إنتاج الحرف‬
‫األولية ‪ Primary Industries‬الزراعة والرعي‪ ،‬التحجير والتعدين‪ ،‬جمع‬
‫ثروات الغابات‪ ،‬صيد حيوانات وتعزيز اإلنتاج الصناعي يتطلب توفير مزيد‬
‫من المدخالت ‪ Inputs‬مما يضيف طلبًا على إنتاج هذه الحرف فيتولد حافز‬
‫قوي لتنشيط الحركة االقتصادية في تلك القطاعات‪،‬‬
‫• فتدور عجلة تطورها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إن تطور الصناعة من شأنه توفير فرص عمل وتشغيل‬
‫العمالة العاطلة‪ ،‬ومن أجل رفع كفاءة العمال تفتح مراكز للتدريب‬
‫وتأهيل العاملين وتعليمهم إدارة المكائن والمعدات الحديثة التي‬
‫يتم إدخالها باستمرار في العمليات اإلنتاجية‪ ،‬مما ينعكس إيجابًا‬
‫على البنية السكانية وهيكل العمالة‪ ،‬وثم رفع وتيرة التحضر‬
‫‪ ,Urbanization‬بما يتضمنه ذلك من تطوير لمستوى التعليم ‪.‬‬
‫وبناء أنماط جديدة من العالقات االجتماعية للعاملين في الصناعة‬
‫ضمن مستويات العمل أو في مناطق سكناهم ‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬وللصناعة دور هام في زيادة الناتج المحلي اإلجمالي لدور عملياتها‬
‫الصناعية بإضافة قيمة كبيرة ومنفعة للمواد الداخلة في اإلنتاج مما يضيف‬
‫ثروة وغنًى للشعوب‪ ،‬فال عجب أن نرى الشعوب في الدول الصناعية‬
‫بمستوى عيش عالي من جهة أخرى فإن ارتفاع مستوى العيش يزيد الطلب‬
‫على السلع الصناعية والخدمات فيوفر حاف ا ًز إضافيًا لحركة االقتصاد‬
‫ونموه ‪.‬‬
‫رابعًا ‪ :‬ولكثير من الصناعات روابط مع غيرها‪ ،‬فبعض مصانعها تنتج سلعًا‬
‫وسيطة‪ ،‬وهذا يشجع على إقامة مصانع أخرى تزودها بالمواد األولية‬
‫الوسيطة أو تستخدم منتجاتها كمواد أولية نصف مصنعة‪ .‬ولهذا الترابط‬
‫والتشابك دور إيجابي في التنمية الصناعية واالقتصادية عامة ‪.‬‬
‫خامسًا ‪ :‬تنتج الصناعة سلعًا نهائية ‪ :‬إنتاجية تساعد في تطوير قطاعات‬
‫اقتصادية أخرى مثل الزراعة ‪ ،‬النقل‪ ،‬الطاقة والخدمات األخرى‪ ،‬وتنتج‬
‫سلعًا أخرى استهالكية لها دور في رفع المستوى المعاشي والحضاري‬
‫للسكان خاصة عندما يتم تطوير هذه السلع تقنيًا مع الزمن ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سادسًا ‪ :‬والنشاط الصناعي يسبقه وقد يالزمه أو يليه تطوير للبنى‬
‫االرتكازية ‪ ,‬وخدمات رأس المال االجتماعي‪ ,‬التسهيالت المالية‬
‫والمصرفية‪ ,‬تسهم في تحسين أحوال السكان االجتماعية‬
‫واالقتصادية والسكانية ‪.‬‬
‫سابعًا‪ :‬وللصناعة تأثيرات غير مباشرة يحدث بعضها في األمد‬
‫المتوسط أو البعيد فهي توفر فرص عمل في قطاعات البناء‬
‫والتشييد‪ ،‬نقل العاملين‪ ،‬التسويق والخزن‪ ،‬وتزيد في الطلب على‬
‫السلع الزراعية والصناعية الستهالك العاملين فيه‪ ،‬فتتوفر فرص‬
‫عمل إضافية في قطاعات اقتصادية وخدمية أخرى‪ ،‬وهو ما يدعى‬
‫بمضاعف التأثير الذي تنفرد به الصناعة دون سواها‪.‬‬
‫ثامنًا ‪ :‬تساعد الصناعة في استقرار االقتصاد وحمايته من التقلبات‬
‫المختلفة التي قد يتعرض لها ألسباب شتى‪ ،‬لدورها في توزيع‬
‫مصادر الدخل‪ ،‬وتقوية العالقات البينية بين قطاعات االقتصاد‪.‬‬
‫تاسعا ‪ :‬ولها أهمية ال تقل عما سبق تتعدى البعد القطاعي الى البعد المكاني فمعظم‬
‫األنشطة االقتصادية يرتبط نجاحها بالتوطن في مواقع معينة تتميز بتقديمها مزايا‬
‫ومنافع عديدة لألنشطة القائمة فيها مثل المراكز الحضرية والصناعية الكبيرة‪ ،‬مما‬
‫يحرم المواقع األصغر من فرص النمو والتطور وقطف ثمارها فيحصل تباين واضح‬
‫في مستويات التنمية والدخول بين إقليم وآخر‪ .‬والصناعة هي األكثر قدرة وسرعة على‬
‫تقليص هذا التباين‪ ،‬فكثير من فروعها تتميز بإمكانية إقامتها في مواقع عديدة وٕان‬
‫اختلفت في خصائصها‪ ،‬فتقام فروع للصناعة في األقاليم األكثر فقراً إلحداث التنمية‬
‫فيها وتحفيز النمو االقتصادي واالجتماعي وخفض حدة التباين اإلقليمي ‪.‬‬
‫عاشرًا ‪ :‬وفي التأثير المكاني‪ ،‬يمكن للصناعة أيضًا إحداث تغييرات أساسية في‬
‫االشتراك الفاعل لكل إقليم في إجمالي حركة االقتصاد باختيار فروع صناعية معينة‬
‫تتوافر لها مقومات محلية مثل احتياطات الثروة المعدنية أو إنتاج زراعي نباتي أو‬
‫حيواني لم تستثمر بعد في الصناعة ‪.‬‬
‫أحد عشر ‪ :‬تقوم الصناعة بتجهيز االقتصاد القومي بالمنجزات العلمية الحديثة‬
‫واألجهزة العلمية المتطورة وبما يوفر قاعدة علمية وتقنية ‪.‬‬
‫اثنا عشر‪ :‬التقدم الصناعي يسهم في ترسيخ االستقالل السياسي واالقتصادي والقدرة‬
‫على تحقيق االكتفاء الذاتي ‪.‬‬
‫المحاضرة السادسة ‪ :‬تطور النشاط الصناعي‬
‫مرحلة تطور الصناعة الحديثة‬
‫مكن ان نحدد المراحل التي مر بها التطور الصناعي منذ بداية الثورة الصناعية حتى الوقت الحاضر بما‬
‫يأتي ‪:‬‬
‫اوًال‪ :‬البداية االولى للثورة الصناعية ‪ :‬تعرف الثورة الصناعية بكونها سلسلة من التغيرات التي حصلت في‬
‫الص ناعة وأدت الى نق ل طرائ ق االنت اج الى أس اليب جدي دة في العملي ات اإلنتاجي ة وطبيع ة االنت اج وتقس يم‬
‫العم ل ‪ ،‬وامت دان نتائجه ا لتش مل المعيش ة والعم ل واال نتق ال ‪ ،‬بحيث ش ملت التغ يرات جمي ع ن واحي الحي اة‬
‫االنسانية ‪ ،‬ومن أهم مظاهر الثورة الصناعية ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬االحالل الواس ع لالل ة مح ل الجه د البش ري ‪ ،‬مم ا أس هم في تحقيق ق درات كب يرة في العملي ات اإلنتاجية‬
‫تزيد من طاقة اإلنسان الفردية ‪.‬‬
‫‪ .2‬التوس ع في اس تخدام الطاق ة ‪ ،‬س واء من المص ادر مباش رة كالمس اقط المائي ة او غ ير المباش ر كق وة‬
‫البخار والطاقة الكهربائية التي تعتمد الفحم والنفط والغاز الطبيعي واليورانيوم ‪.‬‬
‫‪ .3‬االس تخدام الواس ع لق درة الطاق ة الكهربائي ة في الص ناعة كعملي ات التحلي ل الكيم اوي وتحري ك االالت‬
‫وتوفير اإلضاءة والطاقة الحرارية ‪ ،‬مما أدى الى التوسع في انتاج المعادن وتنقيتها ‪.‬‬
‫‪ .4‬الزيادة الكبيرة في استخدام الحديد والصلب بحيث اصبحا يشكالن قاعدة التطور الصناعي الحديث‪.‬‬
‫‪ .5‬ظهور وسائط وطرق جديدة للنقل كالقطارات والسيارات والبواخر ثم السفن ‪ ،‬كما اتسعت وتيسرت سبل‬
‫االتصال السلكي والالسلكي‪.‬‬
‫‪.6‬اتساع حركة االختراع واالكتشاف وانتقال نسب متزايدة من السكان الى االنتاج الصناعي والقطاعات‬
‫االقتصادية االخرى على حساب االنتاج الزراعي والحرف االولية ‪.‬‬
‫‪.7‬احل االنتاج في الورش والمصانع محل االنتاج في البيوت الضيقة النطاق ‪.‬‬
‫أما المظاهر االجتماعية للثورة الصناعية أهمها ‪:‬‬
‫‪. 1‬التقدم العلمي الهائل اذ سرت الصناعة وسائل ساعدت العلوم في عملية اكتشاف الكون والحياة العضوية‬
‫والموارد الطبيعية في باطن االرض ‪.‬‬
‫‪. 2‬التحسن الكبير في الصحة العامة وانحسار األمراض ووقف زحف األوبئة الوافدة منها والقضاء على‬
‫بعض أنواع األمراض تمامًا نتيجة للتقدم في أساليب الوقاية والعالج ‪.‬‬
‫‪.3‬بناء المدن وتوسعها وزيادة سكانها وظهور المدن التي تضم ماليين الناس ‪.‬‬
‫‪ .4‬زيادة معدل عمر االنسان وانخفاض معدل الوفيات الطفل‪.‬‬
‫‪.5‬التنوع الطلب على المنتجات الصناعية وظهور منتجات صناعية جديدة وبصورة مستمرة لتبية الحاجات‬
‫المتزايدة والمتنوعة التي يخلفها التطور االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ . 6‬التغيير في طبيعة األنظمة السائدة وظهور النظام الرأسمالي فاالشتراكي مع قيام المنظمات االجتماعية‬
‫المتعددة واألهداف كالمنظمات المهنية واالجتماعية والسياسية التي اخذت تضم في صفوفها اعداد كبيرة‬
‫وطنيًا واقليميًا ويتجاوز بعضها ذلك بشكل اتحادات دولية مثل االتحاد االوربي ‪.‬‬
‫‪ . 7‬ظهور الدول القومية ورسم الحدود السياسية وتبلور فكرة االستقالل القومي ‪ ،‬كما أن الحروب‬
‫والمنازعات التي رافقت انتشار االسلحة المتطورة أدت الى قيام منظمات دولية غرضها سيادة السالم في‬
‫العالم وحل المنازعات بين الدول وتأكيد الحقوق االساسية لالنسان وايجاد التعاون الدولي ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬مرحلة االستخدام الواسع للطاقة في الصناعة ‪:‬‬
‫إن الث‪/‬ورة الحقيقي‪/‬ة للص‪/‬ناعة هي ال‪/‬تي رافقت اتس‪/‬اع واس‪/‬تخدام الفحم‬
‫في انت ‪//‬اج الط‪/‬اق ‪//‬ة الح ا‪/‬رري ‪//‬ة واالس ‪//‬تفادة ‪/‬المباش‪/ /‬رة منه ‪//‬ا في ا‪/‬لم ارج ‪//‬ل‬
‫ن ثم ص ‪// /‬ناعة بن‪/ / /‬ا‪/‬ء االالت‬‫ج الص ‪// /‬لب‪ ، /‬وم ‪/‬‬ ‫وص ‪// /‬هر ا‪/‬لحدي ‪// /‬د إو نت ‪// /‬ا ‪/‬‬
‫والمك ‪//‬ائن وف‪/‬ي ص ‪//‬ناعة وس ‪//‬ائط ال ‪/‬نق ‪//‬ل الجدي ‪//‬دة ‪ ،‬كم ‪//‬ا اس ‪//‬تخد‪/‬مت‬
‫ل كالقطا ‪/‬رات وال ‪/‬بواخر ‪.‬‬ ‫طا‪/‬قة البخار ‪/‬في حرك‪/‬ة وسائط ا‪/‬لنق ‪/‬‬
‫ثالث ‪ً/ /‬ا‪ :‬مرحل‪// /‬ة الث‪// /‬ورة العلمي‪// /‬ة التكنولوجي‪// /‬ة الحديث‪// /‬ة ‪:‬لق‪// /‬د اس‪// /‬لمت حرك‪// /‬ة‬
‫االخت ارع ‪// /‬ات في الق‪/ / /‬رنين الس ‪// /‬ابع والث ‪// /‬امن عش ‪// /‬ر وتطبيقاته ‪// /‬ا في تق ‪// /‬دم‬
‫الص ‪//‬ناعة ‪/‬واح ‪//‬ادث ث ‪//‬ورة ف‪/‬ي طبيع‪/‬ته ‪//‬ا ‪ ،/‬كم ‪//‬ا اس ‪//‬هم‪/‬ت في توف ‪//‬ير االجه ‪/‬ز‪/‬ة‬
‫العلمي‪// /‬ة ‪/‬للعل ‪/ /‬و‪/‬م التجريبي‪// /‬ة وتب‪// /‬ادل‪ /‬المع‪/‬رف‪// /‬ة ال‪/‬علمي‪// /‬ة ‪/‬الت‪// /‬أثي‪/‬ر م‪// /‬ع التط ‪/ /‬و‪/‬ر‬
‫الص ‪// /‬ناع‪/‬ي ‪ ،‬واخ ‪// /‬ذت العالق ‪// /‬ة ب‪/‬ينهم‪/ / /‬ا‪ /‬في الن‪/‬م ‪// /‬و ح ‪// /‬تى‪ /‬اص ‪// /‬بح التط ‪// /‬ور‬
‫الص‪//‬ناعي مرتبط ‪ً/‬ا بق‪//‬وة بتط‪//‬ور العل‪//‬وم ونمت الص‪//‬ناعة الحديث‪//‬ة من قلب‬
‫الجامعات ومراكز االبحاث ‪.‬‬
‫• أن ما يسمى حاليًا بالثورة العلمية التكنولوجية أخذت تحدث في‬
‫عالمنا تغييرات جذرية سواء أكان ذلك في تغيير البيئة‬
‫الطبيعية أم االجتماعية بشكل لم يعرفه المجتمع البشري من‬
‫قبل ‪ ،‬ومن ذلك ما يحصل االن من تطور الفضاء ‪ ،‬وفيما‬
‫يطلق عليه بالثورة البايلوجية في اجراء تغير في سالالت‬
‫الحبوب والمنتجات الزراعية والحيوانية ويطلق عليها بالثورة‬
‫الخضراء في الزراعة ‪ ،‬فضًال عن ثورة المعلومات التي‬
‫جسدها الحاسوب االلكتروني وثورة االتصاالت واالنترنت‬
‫التي تجسدها االقمار الصناعية واجهزة االتصال السلكي‬
‫والالسلكي ‪.‬‬
‫• ويمكن ان تحدد خصائص الثورة العلمية ‪ -‬التكنولوجية ما‬
‫يأتي ‪:‬‬
‫‪.1‬االعتماد الكبير على االكتشافات العلمية واالستفادة من تطبيقات العلوم في االنتاج‬
‫الصناعي ‪.‬‬
‫‪.2‬اعتماد الصناعات االساسية والمؤسسات الرئيسية على مراكز االبحاث المتخصصة‬
‫في تطوير إنتاجها والذي أصبح هدفًا ثابتًا لتلك المراكز ‪.‬‬
‫‪.3‬التوسع في اتجاهات التخصص الصناعي واعتماد المشاريع على بعضها في الوصول‬
‫الى المنتجات النهائية أي اتساع الترابط والتشابك الصناعي ‪.‬‬
‫‪.4‬تنامي الحاجة الى المهارات العالية والى العمل الذهني والخبرة وتناقص االعتماد على‬
‫االيدي العاملة غير الماهرة وغير المدربة ‪ ،‬مع العمل بالتدريب الذي يواكب التغيرات‬
‫السريعة في التكنولوجية ‪.‬‬
‫‪ .5‬االستخدام الواسع لالجهزة االلكترونية للسيطرة على عمليات االنتاج وتحقيق اعلى‬
‫درجات الدقة من خالل استخدام التشغيل الذاتي ‪.‬‬
‫‪ .6‬ازدياد التحفظ على االسرار التكنولوجية الحديثة والتحفظ في نقلها الى بلدان العالم‬
‫الثالث ‪ ،‬بسبب عوامل اقتصادية من زيادة كلفة مراكز االبحاث والمنافسة بين الشركات‬
‫في كسب السوق ‪ ،‬والى عوامل استراتيجية بالمحافظة على اسرار الصناعات‬
‫االستراتيجية ‪.‬‬
‫المحاضرة السابعة ‪ :‬تصنيف النشاط الصناعي‬
‫• التصنيف الصناعي ‪: Industrial Calcification‬‬
‫إن دراسة الحقائق الجغرافية منفردة بمعزل عن الحقائق األخرى قد‬
‫ال يعطي صورة واضحة لها‪ ،‬وقد يتطلب األمر مقارنة بين‬
‫ظواهرها‪ ،‬أو ألحوال ذات الظاهرة بين زمن وآخر‪ .‬إال أن اختالف‬
‫المفاهيم وعدم االتفاق على حدودها ومضامينها قد يعطي مالمح غير‬
‫دقيقة للظواهر قيد الدرس ويقود الى استنتاجات خاطئة عنها‪ ,‬ونظرًا‬
‫الى أن الصناعة عالم واسع من المنتجات والعمليات والملكية‬
‫وسواها‪ ،‬فقد اختلف الباحثون في أمر تصنيفها لتباين وجهات نظرهم‬
‫من جانب واختالف أسس واعتبارات كل تصنيف من جانب آخر‪.‬‬
‫المحاضرة الثامنة ‪ :‬اهمية التصنيف‬
‫• يحقق اعتماد التصنيف الدولي جملة من األهداف أهمها ‪:‬‬
‫أوًال ‪ :‬يوفر إمكانية رسم صورة واقعية ودقيقة عن حالة الصناعة والكيفية‬
‫التي تتوزع بها بين ألقاليم والبلدان ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬عند اعتماد التصنيف يمكن اجراءات مقارنات بين الدول لمعرفة‬
‫واقع الصناعة فيها من دون أن يحدث أي تضليل في تلك المقارنات ‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬يعطي صورة وافية عن حالة الهيكل الصناعي ويّم كن من متابعة‬
‫تطوراته زمانيًا ‪.‬‬
‫رابعًا ‪ :‬يهئ الفرصة لمتابعة مراحل النمو الصناعي ومعرفة اتجاهات‬
‫التغير ومدى مطابقتها لالتجاهات العالمية ‪.‬‬
‫خامسًا ‪ :‬يوفر معلومات كافية يستند عليها في وضع الخطط العامة‬
‫والتفصيلية لمستقبل الصناعة ودورها في التنمية ‪.‬‬
‫ولغرض االلمام بهذه التصانيف ندرج اهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬صنفت الصناعة بحسب طبيعة منتجاتها الى صناعات ثقيلة وأخرى خفيفة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وتقسم الصناعة بحسب حالة استهالك منتجاتها الى صناعات استهالكية وصناعات انتاجية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تصنف الصناعة بحسب كثافة العمل ورأس المال المستخدم الى صناعات كثيفة العمل‬
‫وأخرى كثيفة رأس المال ‪.‬‬
‫‪ - 4‬وتصنف الصناعة بحسب حجوم مصانعها الى مصانع صغيرة ومتوسطة وكبيرة ‪ ,‬مع‬
‫اختالف الدول في المعيار المعتمد في هذا التصنيف ‪.‬‬
‫‪ - 5‬وفي تصنيف أخر تقسم الصناعة باعتبار ملكية مصانعها الى مصانع مملوكة للدولة ‪ ,‬أو ما‬
‫يدعى بالقطاع العام أو االشتراكي ‪ ,‬وأخرى تعود ملكيتها الى القطاع الخاص أو المحلي أو‬
‫االجنبي ‪ ,‬واخرى مشتركة ما بين العام والخاص ‪.‬‬
‫‪ - 6‬ومن الباحثين من يصنفها بحسب أثر عوامل قيامها في اختيار مواقع مصانعها الى صناعات‬
‫موجهة نحو موادها االولية أو السوق أو مصادر الطاقة أو االيدي العاملة ‪ ...‬الخ‬
‫‪ - 7‬ويصنفها أخرون اعتمادا على طبيعة منتجاتها الى نهائية الصنع وهي ما يمكن استهاللك‬
‫منتجاتها بعد االنتاج مباشرة والى وسيطة أو نصف مصنعة تستخدم كمواد أولية في صناعات‬
‫الحقة ‪.‬‬
‫المحاضرة التاسعة ‪ :‬التصنيف الدولي‪ISIC (International :‬‬
‫)‪Standard Industrial Classification‬‬

‫نظرًا لالختالفات الكبيرة بين الدول في نظرتها الى مفهوم ومحتوى‬


‫النشاط االقتصادي عامة والصناعي منه‪ ،‬وللنتائج السلبية التي تتركها تلك‬
‫االختالفات فقد سعت عصبة األمم ومن بعدها األمم المتحدة الى وضع‬
‫تصنيف موحد للنشاط االقتصادي ومستوياته ومنها النشاط الصناعي ‪,‬‬
‫كي يتم اعتماده من قبل دول العالم‪ .‬وبرغم وضع هذا التصنيف منذ وقت‬
‫مبكر عام ‪1948‬إال أن تعديالت عدة أجريت عليه فأخذ شكله النهائي عام‬
‫‪ 1968‬وهو السائد عالميًا في الوقت الحاضر‪.‬‬
‫يعتمد التصنيف مبدأ تقسيم النشاط االقتصادي عام الى اربعة مستويات ‪,‬‬
‫األول القسم وبحسب هذا المستوى قسم النشاط االقتصادي الى عشرة‬
‫أقسام وأعطي لكل قسم رئيس وكما موضح ‪:‬‬
‫‪ -1‬الزراعة والصيد والغابات وصيد األسماك ‪.‬‬
‫‪ -2‬التعدين وقلع الحجار‬
‫‪ -3‬الصناعات التحويلية ‪.‬‬
‫‪ -4‬الكهرباء والماء والغاز ‪.‬‬
‫‪ -5‬التشييد والبناء‪.‬‬
‫‪ -6‬تجارة الجملة والمفرد وخدمات المطاعم والفنادق ‪.‬‬
‫‪ -7‬النقل والتخزين والمواصالت‬
‫‪-8‬خدمات التحويل والتامين والعقارات ‪.‬‬
‫‪ -9‬خدمات المجتمع والخدمات االجتماعية والشخصية ‪.‬‬
‫‪ -10‬نشاطات غير واضحة التعريف ‪.‬‬
‫بعدها تقسم هذه االقسام الى ابواب يعطى كل منها رقم من ‪ 9-1‬وفي المستوى االخر تقسم‬
‫األبواب الى فصول وكل فصل الى فرع وفي كل مستوى يضاف رقم جديد يبدأ من ‪9-1‬‬
‫تقرأ االرقام بالتسلسل من اليسار نحو اليمين ‪.‬‬
‫ومن المالحظ أن النشاط الصناعي احتل موقعا مميزًا في هذا التصنيف ‪ ,‬فقد جاء بثالثة‬
‫أقسام هي ( التعدين والتحجير ‪ ,‬الصناعات التحويلية ‪ ,‬والكهرباء وسواها مما ندعوه‬
‫بخدمات الصناعة ) ‪.‬‬
‫تصنيف النشاط الصناعي‬
‫الفرع‬ ‫الفصل‬ ‫الباب‬ ‫القسم‬ ‫نوع النشاط‬
‫‪2‬‬ ‫صناعة التعدين والتحجير‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫استخراج الفحم الحجري بأنواعه‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫استخراج النفط الخام والغاز‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫استخراج خامات المعادن‬
‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫استخراج خام الحديد‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫استخراج الخامات غير الحديدية‬
‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أنواع أخرى من اتعدين‬
‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫قطع األحجار‪ ,‬الطحن ‪ ,‬حفر الرمال‬
‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫استخراج المعادن الكيمياوية والمخصبات‬
‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫استخراج الملح‬
‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أنواع أخرى من التعدين‬
‫أما الصناعات التحويلية فقد صنفت كاآلتي ‪:‬‬
‫الفرع‬ ‫الفصل‬ ‫الباب‬ ‫القسم‬ ‫نوع النشاط‬
‫‪3‬‬ ‫الصناعات التحويلية‬
‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة المواد الغذائية والمشروبات والتبوغ‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة المواد الغذائية‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الذبح وتهيئة اللحوم‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة االلبان ومنتجاتها‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫تعليب الفواكه والخضراوات‬
‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫حفظ وتعليب األسماك والقشريات البحرية‬
‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة الدهون والزيوت النباتية والحيوانية‬
‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫طحن الغالل ومنتجاتها‬
‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة منتجات الخبر‬
‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مصانع ومصافي السكر‬
‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة الكاكاو والشكوالتة‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة منتجات غذائية اخرى‬
‫الفرع‬ ‫الفصل‬ ‫الباب‬ ‫القسم‬ ‫نوع النشاط‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة االغذية الجاهزة للحيوانات‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة المشروبات‬

‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة التبوغ‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة المنسوجات والمالبس الجاهزة‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة المنسوجات‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة الغزل والنسيج‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة المنتجات الجاهزة من النسيج‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة التريكو والجوارب ومالبس النوم‬

‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة السجاد والبسط‬

‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة الحبال والخيوط النباتية وااللياف الصناعية‬

‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة المنسوجات غير المصنفة‬


‫المحاضرة العاشرة ‪ :‬اسس التصنيف‬

‫اعتمد التصنيف الدولي عدة أسس في تصنيف الصناعة مجتمعة أو منفردة وهي‪:‬‬
‫أوًال ‪ :‬المواد األولية المستخدمة في اإلنتاج‪ ،‬فوضعت الصناعات التي تستخدم مواد ًا‬
‫أولية متماثلة في صنف واحد مثل تقسيم صناعات األحذية الى قسمين قسم يشمل‬
‫المصنوعة منها من‬
‫الجلود ووضع ضمن باب المنسوجات وقسم آخر يشمل المصنوعة منها من المطاط‬
‫والبالستك ووضع ضمن باب الصناعات الكيمياوية‪.‬‬
‫ثانيُا ‪ :‬طبيعة العمليات اإلنتاجية‪ ،‬فالصناعات المتماثلة بعملياتها الصناعية تفرد بصنف‬
‫واحد كالصناعات الكيمياوية أو صناعات المكائن والمعدات‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬نوع اإلنتاج الصناعي‪ ،‬فالمنتجات التي تدخل في جوف اإلنسان والحيوان وضعت‬
‫ضمن باب الصناعات الغذائية‪ ،‬والتي يرتديها في باب النسيجية‪ ،‬واستثنى التصنيف‬
‫صناعة األدوية فأدخلها ضمن الصناعات الكيمياوية باعتماد أساس آخر هو طبيعة‬
‫العمليات اإلنتاجية‪.‬‬
‫المحاضرة الحادية عشر‪ :‬عوامل توطن الصناعة وأهميتها‬
‫تمهيد‬
‫يقوم النشاط الصناعي حيثما يرغب اإلنسان في توقيعه‪ ،‬إال أنه ال يتوطن إّال عندما تقام‬
‫الصناعات في مواقعها المناسبة التي تتيسر لها كل أو أغلب مقومات توطنها‪ .‬ورغبة اإلنسان‬
‫في اختيار مواقع صناعاته تبنى على عدة اعتبارات‪ ،‬يأتي في مقدمتها تحقيق قدر معقول من‬
‫الربحية االقتصادية‪ .‬وفي الغالب فإن من العسير حصول ذلك ما لم تتهيأ للصناعة متطلبات‬
‫موقعية عديدة في الموقع‪ .‬ومتطلبات قيام وتوطن الصناعة قابلة لالستبدال فيعوض انخفاض‬
‫كلفة أحدها عن ارتفاع كلفة آخر‪ .‬وهي أيضًا ليست في حالة ثبات‪ ،‬فتتغير مع التطور‬
‫الحضاري والعلمي الذي يبنيه اإلنسان‪ ،‬وبتغير أحوال السكان والصناعات تتباين مع بعضها‬
‫في أنواع ومقدار متطلباتها منها‪ ،‬كما تتباين األقاليم والبلدان في قدرتها على إمداد الصناعة‬
‫عامة أو بعض فروعها بمتطلباتها‪ ،‬ولذلك فال بد من اختيار نوع ‪ 0‬وحجم وموقع مناسب‬
‫للصناعة‪ ،‬مما يتطلب تهيئة خلفية نظرية لتعريف كل عامل من عوامل قيام الصناعة ودوره‬
‫في قيامها وتوطنها وفي تحديد مواقعها ‪ .‬وفيما يلي عرض لهذه العوامل ‪:‬‬
‫المحاضرة الثانية عشر العوامل الطبيعية‬

‫• تهيئ الطبيعة لإلنسان إمكانات متباينة في سعتها وفقرها بين إقليم‬


‫وآخر‪ .‬وقد عمل اإلنسان على استغالل ما ُأتيح له من ثروات‬
‫وٕامكانات‪ ،‬وحاول جاهدًا مواجهة مصاعب الطبيعة وقحطها‪ ،‬وحقق‬
‫نجاحات متباينة تتناسب ومقدار ما هيء لكفاية من قدرات عقلية‬
‫وعلمية والتي هي في تطور مستمر‪ .‬ومع هذا فإن الطبيعة تبقى‬
‫موجهة له في كثير من ظروف وأساليب عيشه‪ ،‬سواء في عونها أو‬
‫في عنتها‪ .‬وكلما كان اإلنسان متبحراً بأحوال بيئته‪ ،‬صار أكثر قدرة‬
‫على االستفادة مما وهبته من موارد في بناء صرحه الحضاري الذي‬
‫يسعى لبنائه‪ ،‬حيث تعد الصناعة إحدى‬
‫ركائزه األساسية ووسيلة هامة لبلوغه في ذات الوقت‪.‬‬
‫للعوامل الطبيعية وعناصرها أثار متعددة الوجوه على الصناعة‬
‫وكما يأتي ‪:‬‬
‫الموقع الجغرافي ‪ :‬أن للموقع الجغرافي أثر هاما في حياة السكان ‪ ,‬فله دور في توجيههم نحو‬ ‫•‬
‫أنشطة اقتصادية وخدمية معينة ‪ ,‬وقد يقف عائقًا أما قيام انشطة اخرى ‪ ,‬واذا كان اثره على النشاط‬
‫الزراعي واضح فأن أثره على الصناعة وأنماطها ومواقعها غير مباشر في كثير من االحيان ‪.‬‬
‫البيئة الجيولوجية ‪ :‬أن التاريخ الجيولوجي لمنطقة ما يحدد طبيعة وبنية الصخور فيها وبالتالي‬ ‫•‬
‫أنواع المعادن المتاحة لالستثمار الصناعي مما له اثر على نوع الصناعات التي تقام فيها ‪...‬الخ‪.‬‬
‫مظاهر السطح‪ :‬لتباين السطح أقليميًا أثر مباشر في تحديد النشاط الصناعي فالمناطق العالية او التي‬ ‫•‬
‫تنخفض عما يجاورها تنصرف اليها مياه االمطار والمبازل تقيد الى حد بعيد امكانية توطن‬
‫الصناعة ‪.‬‬
‫االرض واستعماالتها ‪ :‬تحتاج بعض الصناعات الى اراضي صغيرة ال قامتها وذلك حسب نوع‬ ‫•‬
‫الصناعة القائمة في حين تحتاج صناعات اخرى الى اراضي واسعة وذالك المكانية التوسع‬
‫المستقبلي وألقامه المخازن والمختبرات ‪.‬‬
‫المناخ ‪ :‬لصفات المناخ وخصائص عناصره المختلفة انعكاسات على النشاط الصناعي ومواقع‬ ‫•‬
‫منشأته ‪ ,‬والتي يمكن اجماها في تأثيرات مباشر وغير مباشرة كتأثيرات الحرارة والرطوبة واثر‬
‫االمطار والفيضانات في تديد اقامة صناعة معينة في موقع مختار‬
‫المحاضرة الثالثة عشر ‪ :‬العوامل االقتصادية‬

‫توفر الطبيعة لإلنسان فرصًا بقدر ‪ ،‬عليه أن يحسن استثمارها‬


‫إلقامة أنشطته االقتصادية ومنها الصناعية‪ ،‬إال أن عليه تهيئة‬
‫مطالب أخرى ال تقل أهمية عما أجادت به الطبيعة ومنها اقتصادية‬
‫وسكانية‪ .‬واالقتصادية منها تهيئه الطبيعة أيضًا إال أن عليه عبء‬
‫تحضيرها لالستخدام في الصناعة كالخامات ومصادر الطاقة‪،‬‬
‫وأخرى عليها إيجادها كطرق النقل ووسائطه ورؤوس األموال‪.‬‬
‫والعوامل االقتصادية متنوعة ومتداخلة األثر بعالقاتها ببعضها‬
‫ومن ثم في أثرها على الصناعة ‪.‬‬
‫وفيما يلي استعراض لهذه العوامل وأهميتها للصناعة ومواقعها ‪:‬‬
‫المواد االولية ‪:‬‬
‫• وهي المواد التي تصنع منها السلع المختلفة التي يستخدمها اإلنسان‪ ،‬وهذه قد تكون نباتية أو حيوانية أو‬
‫معدنية‪ .‬وقد تكون من منتجات الحرف األولية كالقمح الذي يصنع منه الطحين‪،‬‬
‫والحيوانات التي يتم تحويلها الى لحوم وجلود بعد ذبحها‪ .‬كما يمكن أن تكون من إنتاج الصناعات األولية‬
‫كالطحين الذي يصنع منه الخبز‪ ،‬واللحم الذي يحول الى معلبات والجلود الى منتجات جلدية‪ .‬ويمكن أن تكون‬
‫مواد نصف مصنعة من إنتاج الصناعات التحويلية المختلفة كالحبيبات البالستيكية التي تستخدم في صناعات‬
‫عديدة نهائية يستخدمها اإلنسان مباشرة‪.‬‬
‫السوق مكان لبيع وش ا رء المواد األولية ومصادر الطاقة والمنتجات الصناعية‪ .‬إن بيع اإلنتاج في‬
‫األسواق هو أحد األركان األساسية للعملية اإلنتاجية‪ .‬والسوق يمكن أن يكون محليًا أو خارجيًا‪،‬‬
‫في قرية أو مدينة أو إقليم‪ ،‬قريبًا أو بعيدًا عن موقع المصنع ‪.‬‬
‫يعد السوق أحد المستلزمات الهامة لقيام ونجاح الصناعة‪ ،‬وال فرق في ذلك إن كان السوق داخليًا‬
‫أو خارجيًا‪ ،‬وصحيح أن صناعات كثيرة يمكن أن تحصد النجاح المطلوب معتمدة على أسواق‬
‫خارجية‪ ،‬إال أن السوق المحلية تظل المدخل األول للصناعة نحو ولوج األسواق الخارجية‬
‫وضمانة لها عند حصول تغي ا رت هامة في مستويات الطلب‪ ،‬كما أنه ليس بوسع جميع‬
‫الصناعات دائمًا الحصول على أسواق خارجية ألسباب شتى ‪.‬‬
‫• رأس المال ‪:‬‬
‫• كانت الصناعات في العصور القديمة تقوم بحجوم صغيرة وبطاقات إنتاجية محدودة‪،‬‬
‫فلم تكن بحاجة الى رأس مال كبير‪ ،‬إال أن الثورة الصناعية أثمرت عن اإلفادة من‬
‫مزايا اإلنتاج الواسع للمشاريع القائمة أو التي قامت الحقًا‪ ،‬والمشاريع الحديثة أصبحت‬
‫اليوم تقوم ابتداءًا بطاقات‬
‫إنتاجية كبيرة مما يتطلب قيامها ل رأس مال كبير كضرورة إلقامة األبنية‪ ،‬شراء المكائن‬
‫والمعدات‪ ،‬شراء المواد األولية والوقود‪ ،‬دفع أجور العاملين وأجور النقل‪ ،‬قيمة األرض أو‬
‫إيجارها ‪ ...‬الخ‬
‫مصادر الطاقة ‪ :‬الطاقة هي القابلية الكامنة في أية مادة على إداء عمل ‪ .‬وهي ال ترى ولكن‬
‫آثارها تبدو في شكأل و آخر‪ ،‬وتكون على شكل حرارة بالحرق المباشر لمصادرها‪ ،‬وتكون‬
‫على شكل قدرة محركة عند تحويل تلك المصادر الى طاقة بخارية‪ ،‬وتكون على شكل قدرة‬
‫حرارية وقدرة محركة في آن واحد عند تحويلها الى طاقة كهربائي ‪ ,‬وتقسم الى صنفين ‪:‬‬
‫ناضبة ومتجددة ‪ .‬فالناضبة هي المصادر التي ال يتم تعويضها تلقائيًا واحتياطاتها‬
‫محدودة‪ ،‬وقد يأتي اليوم الذي تستنفذ فيه تلك المصادر كالنفط والغاز والفحم ‪ ,‬أما المتجددة‬
‫فهي التي تتجدد مصادرها وال تنفذ باالستخدام كالطاقة الشمسية وطاقة الريح والماء‬
‫النقل والمواصالت‬
‫• في النصف الثاني من القرن الثامن عشر كانت البضائع تتحرك على طرق فقيرة وبمشقة‬
‫حتى تم ابتكار الطرق والقنوات المائية ‪ .‬وجاء تطوير السكك الحديدية بمثابة حدث هام‬
‫كان له انعكاسات إيجابية هامة على الصناعة‪ ،‬فالسكك لم تساعد على زيادة السرعة‬
‫فحسب بل الى خلق أنماط جديدة من الحركة‪ ،‬وبذلك حصل الصناعيون على تسهيالت‬
‫لتوقيع مصانعهم بجوار الطرق المائية أو السكك الحديدية ‪ .‬وما أن جاء عصر السيارات‬
‫واختراع مكائن االحتراق الداخلي حتى حدثت ثورة في مجال النقل‪ ،‬فيما شهدت العقود‬
‫األخيرة تطو ا رت أخرى بإضافة أنماط جديدة‬
‫• كالنقل باألنابيب والنقل المعلق وأنظمة الحاويات وتطوير وسائط النقل مما له أثر هام‬
‫على الصناعة ‪.‬‬
‫• وفورات التكتل ‪ :‬وتتضمن المنافع االقتصادية وغير االقتصادية التي تتمتع بها الصناعات‬
‫القائمة أو التي تقوم في أو بجوار التجمعات السكانية الحضرية الكبيرة ومناطق التكتالت‬
‫الصناعية الضخمة وهي كبيرة ومتنوعة‪ ،‬مما جعل هذه المناطق ذات قدرة عالية على‬
‫جذب المزيد من األنشطة الصناعية ‪.‬‬
‫المحاضرة الرابعة عشر ‪ :‬العوامل السكانية‬
‫‪ -1‬وتضم مجموعة متنوعة من العوامل منها ما يتناول قوة العمل ودور الدولة في التأثير على النشاط الصناعي‪،‬‬
‫إضافة للعوامل الشخصية ‪ .‬وفيما يأتي تفصيل لكل منها‪:‬‬
‫قوة العمل ‪ :‬وهم المشتغلون فعًال في النشاط الصناعي‪ ،‬وقوة العمل المهيأة للعمل فيه أو التي يمكن استثمار طاقاتها‬
‫فيه ‪ .‬ولقوة العمل دور متعدد الوجوه في تأثيرها على الصناعة‪ ،‬فهم العاملون وهم المستهلكون‪ ،‬وشرائح منهم تقدم‬
‫خدماتها المتنوعة للمصانع ولعمليات اإلنتاج بم ا رحلها كافة‪ ،‬وعليهم عبء إدارة اإلنتاج والتسويق ‪.‬‬
‫‪ -2‬التدخل الحكومي ‪:‬ال يقتصر دور الدولة وتدخلها في الصناعة على الدول التي تعتمد منهج التخطيط المركزي‪،‬‬
‫بل يتعداه إلى األنظمة ال أ رسمالية أيضًا في أحيان عديدة‪ ،‬لكن هذا التدخل يتخذ أساليب وأبعاد أخرى ‪ .‬وٕاجماًال‬
‫يهدف التدخل الى إنجاز كل أو بعض األهداف اآلتية ‪-:‬‬
‫أوًال ‪ :‬الحصول على ربحية اقتصادية تتمثل باألرباح التي تجنيها المشاريع الصناعية ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬تنويع مصادر الدخل في البالد‪ ،‬وعدم اقتصارها على موارد معينة وأنشطة محدودة‬
‫كاستخراج النفط والمعادن مثًال ‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬تطوير بعض األقاليم المتخلفة اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو سياسيًا عن طريق إقامة صناعات‬
‫فيها‪ ،‬وبالتالي تحفيز النشاط االقتصادي عامة فيها ‪.‬‬
‫رابعًا ‪ :‬توفير فرص عمل إضافية وخاصة في األقاليم التي تعاني من البطالة ‪.‬‬
‫خامسًا ‪ :‬التأثير إيجابيًا في الصناعات القائمة‪ ،‬بإقامة أو تطوير فروع معينة منها توفر سلعًا‬
‫نصف مصنعة‪ ،‬وأخرى تستخدمها كمدخالت‪ ،‬مما يسهم في تقوية الروابط الصناعية ويخلق وفورات خارجية‬
‫ويقلل من كلف النقل ‪.‬‬
‫العامل الشخصي ‪:‬‬

‫يختار صاحب رأس المال بموجب هذا االعتبار الموقع لمصنعه‬


‫بما يناسب رغبته الشخصية‪ ،‬حتى وٕان كان هذا الموقع غير‬
‫مثالي للصناعة‪ ،‬فهو قد يكتفي بما يعتقده من أرباح معقولة (وهي‬
‫نسبية ) لنشاطه الصناعي في موقع معين يفضله على مواقع‬
‫أخرى محتملة مع أنها قد تحقق له ربحية أعلى‪ ،‬هذا القرار قد‬
‫يتخذ لدوافع شخصية شتى منها مثًال تفضيله اإلشراف الشخصي‬
‫المباشر على العمل في موقع قريب‪ ،‬أو ألسباب نفسية‬
‫واجتماعية‪ ،‬وهي عمومًا اعتبارات يصعب قياسها وتتباين في‬
‫أثرها من شخص آلخر‪.‬‬
‫المحاضرة الخامسة عشر ‪ :‬التشتت و التركز‬
‫• التركز الصناعي ‪ :‬ویعني تواجد مشاریع ومنشآت صناعیة في‬
‫إقلیم ما بكثرة‪ .‬بحیث انھ یفوق في ذلك على أقالیم أخرى‪.‬‬
‫• أي إن لإلقلیم المعني نصیب من المنشآت الصناعیة أكثر بكثیر‬
‫من نصیب األقالیم األخرى‪ .‬وتجري المقارنة عادة بمعیار او‬
‫اكثر من المعاییر المستخدمة في دراسة جغرافیة الصناعة‪,‬‬
‫مثل األیدي العاملة‪,‬قیمة اإلنتاج ‪,‬القیمة المضافة والتركز‬
‫الصناعي قد یكون بھیئة صناعة رئیسة واحدة أي بفرع‬
‫صناعي‪,‬او قد یكون بمجموعة مترابطة ومتكاملة من‬
‫الصناعات‪ .‬أي ان اإلقلیم قد یكون متخصصًا او متنوعًا في‬
‫الصناعات القائمة فیه‬
‫الفصل الدراسي الثاني ‪:‬‬
‫المحاضرة االولى ‪ :‬نظريات الموقع الصناعية‬
‫• حاول عدد غير قليل من الباحثين دراسة مواقع الصناعة وبيان‬
‫أنماطها وتفسير أسباب حدوثها وخصائصها ‪ ,‬وقد أمكن‬
‫للبعض منهم صياغة تعميمات وصلت مستوى النظريات بهذا‬
‫الخصوص ‪.‬‬
‫• مرت نظريات المواقع الصناعية بمراحل عديدة من التطور ‪,‬‬
‫وهذا ناتج عن الفارق الزمني الكبير لسنوات إنجازها ‪ ,‬وايضا‬
‫لسبب االختالفات الجوهرية في االسس النظرية والعلمية‬
‫والعملية التي بنيت على اساسها هذه النظريات وفيما يلي‬
‫استعراض ألبرزها ‪:‬‬
‫نظرية الفريد فيبر ‪:‬‬
‫يحلل ألفريد فيبر فى نظريته العوامل التي تؤثر فى التوزيع‬
‫الجغرافي للصناعة من منظور اقتصادي ‪ ،‬ويرى فيبر أن تكلفة النقل‬
‫تعتبر أهم عامل في اختيار الصناعة‪ ،‬وأنه من الضروري أن تقوم‬
‫الصناعة عند النقطة التي تكون عندها تكلفة النقل أقل ما يمكن ‪،‬‬
‫وبناءًا على ذلك فقد حدد أربعة أشكال من التوطن الصناعي ‪.‬‬
‫‪ ‬الصناعات الموجهة إلى طرق النقل والمواصالت ‪.‬‬
‫‪ ‬الصناعات الموجهة إلى األيدي العاملة ‪.‬‬
‫‪ ‬الصناعات الموجهة إلى الطاقة المحركة والمواد الخام ‪.‬‬
‫‪ ‬الصناعات الموجهة نحو األسواق االستهالكية ‪.‬‬
‫كما إبتكر العالقة بين وزن المواد الخام ‪ /‬وزن المصنوعات فإذا كان ناتج قسمة‬ ‫•‬
‫وزن المواد‬
‫الخام على وزن المصنوعات واحدًا فأكثر تكون الصناعة أكثر إرتباطًا بموادها‬ ‫•‬
‫األولية موقع‬
‫الخام مثال ذلك صناعة قصب السكر أل ن وزن الخام أكبر بكثير من وزن المنتج‬ ‫•‬
‫لذا فالموقع‬
‫المفضل يكون بجوار الحقول ‪ ،‬وإذا كان الناتج واحدًا أو اقل تكون الصناعة أقل‬ ‫•‬
‫إرتباطًا بموادها‬
‫األولية ‪ ،‬حيث يرى أن تكلفة النقل تعتمد على عاملي المسافة والوزن وتزيد كلما‬ ‫•‬
‫زادت المسافة‬
‫ووزن الحمولة ‪ ،‬وبذلك فهناك ثالثة عناصر تتداخل لتحديد التوطن الصناعي هي ‪:‬‬ ‫•‬
‫تكاليف النقل تكاليف العمالة عوامل التكتل وعدم التكتل وفيما يتعلق بتكلفة النقل‬ ‫•‬
‫فطبقًا لفروض فيبر فإن المشروعات الصناعية سوف تتوطن في‬
‫المناطق األقل تكلفة في النقل ‪ ،‬وأشار بذلك إلى معدل النقل طبقا للمعادلة التالي‪:‬‬ ‫•‬
‫معامل المادة الخام= وزن المادة الخام المتوطنة‬
‫وزن االنتاج‬
‫وتمثل تكلفة العمل عامل التوطن الثاني في نظرية فيبر أهمية كبيرة فى إختيار الموقع‬
‫ذلك أن تكلفة العمل األقل تساعد على توطن المشروع أحيانًا في منطقة أعلى من حيث‬
‫تكاليف النقل بسبب الوفر الذي ينتج عند المقارنة بتكلفة العمل ‪ ،‬وقد حدد فيبر هذه‬
‫العالقة ووضع مؤشرين للمقارنة كالتالي ‪:‬‬
‫معدل العمل = االجور‬
‫اإلنتاج بالطن‬
‫وفيما يتعلق بعوامل التكتل وعدم التكتل فتكتسب أهميتها من الفوائد التي يمكن أن‬
‫يحصل عليها المنتج ‪ ،‬فعوامل التكتل تعنى أال يقل اإلنتاج في مكان معين عن حجم‬
‫معين ‪ ،‬بينما عوامل عدم التكتل تعنى أن كمية اإلنتاج في مكان معين يجب أال تزيد عن‬
‫حجم معين ‪ ،‬فعوامل التكتل طبقا لمفهوم " فيبر " تعمل على تجميع الصناعات في نقاط‬
‫معينة لالستفادة من الوفورات الداخلية والخارجية ‪ ،‬بينما عوامل عدم التكتل تعمل على‬
‫توزيع الصناعات عندما تصل إلى نقطة الالوفورات‪.‬‬
‫المثلث الموقعي الفيبري ‪-:‬يالحظ من خالل الشكل ان موقع المصنع يكون مابين المادتين الخامتين‬
‫(‪ )A_B‬لكون المادتين تفقدان من وزنهما ‪ ،‬فأفضل موقع هو في الوسط حيث تبلغ المسافة بعد عملية‬
‫التصنيع ‪ 187‬ميل بدالً من ‪ 100‬او‪ 200‬ميل‪.‬‬
‫اهم ماجاء به فيبر‬ ‫•‬
‫اشار الى مايسمى بدليل المواد ‪..‬الذي اشار ب هان الصناعة‬ ‫•‬
‫تتوجه نحو المناطق التي تفقد بها المادة أألولية من وزنها مثل‬
‫القصب السكري او الطحين ‪.‬‬
‫فكر فيبر بشكل مشترك بين كلف العمل وكلف النقل بصورة‬ ‫•‬
‫متفاعلة ‪ ...‬الذي يساعد على التوزيع أألقليمي للصناعة ‪.‬‬
‫اكد فيبر عن اقتصاديات المواقع الصناعية وتركزها في منطقة‬ ‫•‬
‫واحدة مما يخلق وفورات اقتصادية ‪.‬‬
‫نظرية أوجست لوش‬
‫أكد أوجست لوش فى تحليله لقوى السوق على دور السوق فى جذب‬
‫الصناعة حيث يكون الموقع المثالي عند لوش هو موقع أقصى ربح ممكن‬
‫أي حيث يزيد الربح عن التكاليف وذلك‬
‫بفرض تواجد اآلتي ‪:‬‬
‫• موقع متجانس ليس فيه إختالف مكاني بالنسبة للمواد الخام أو العمالة أو‬
‫راس المال ‪.‬‬
‫• كثافة سكانية متزنة ‪.‬‬
‫• عدم وجود تداخل موقعى بين المصانع ‪.‬‬
‫يتضح مما سبق أن نظريات التوطين عند اإلقتصاديين تبحث عن موقع‬
‫المشروع ذو التكلفة األقل مع فرض ثبات الطلب ووجود المنافسة الكاملة‬
‫باإلضافة إلى فروض أخرى ‪.‬‬
‫استطاع لو ش ان يبلور فرضياته في نموذج يسمى (خروط الطلب)‬ ‫•‬
‫وتشكل منطقة السوق ‪..‬‬
‫مخروط الطلب ‪ : the demand cone:‬وضعت بناء على عدة‬ ‫•‬
‫مسائل ‪.‬‬
‫ان الطلب يعتمد على ثمن المسافة ‪ ..‬أي ان ثمن المنخفض يساعد‬ ‫•‬
‫على زيادة أألستهالك ‪.‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫اوضع لوش العالقة بين الثمن ومقدر المبيعات من خالل تحديد‬ ‫•‬
‫منطقة السوق ‪ .‬عن طريق رسم مخروط الطلب ‪.‬‬
‫شكل منطقة السوق ‪ -:‬اوضح لو شان التوزيع الجغرافي للصناعات‬ ‫•‬
‫داخل المدينة يكون مائالً نحو التراكم او التركز في قطاعات مختلفة‬
‫المستوى أألقتصادي ‪ ،‬سببها عوامل موقعية ‪..‬اذ تقل في المصانع في‬
‫مناطق فقيرة ‪ ،‬وعرف هذا الشيئ (( بنظام منطقة السوق اللوشي ))‪.‬‬
‫نظرية اوكر هوفر‬
‫مؤسس نظرية بنية كلف النقل ‪...‬أذ طور عدد من المفاهيم في‬
‫النظرية السابقة ‪ .‬أذ أخذ باالعتبار تأثير العرض والطلب وتأثير‬
‫الحكومة في المواقع الصناعة ‪ ..‬كما أكد بشكل بارز على بنية كلف‬
‫النقل وحللها ‪ ،‬اذ أشار انها مهمة في توطن المشاريع الصناعية ‪:‬‬
‫ماهي بنية كلف النقل ‪ ...‬اشار بأنها تتألف من عنصرين ‪.‬‬
‫كلف نقل نهائية ‪ -‬تتضمن كلف التخزين والصيانة واإلدارة والتأمين‬
‫كلف الطرق المحمولة ‪ -‬تتضمن الوقود وأجور السائقين والمالحين‬
‫أظهر هوفر ان الكلف النهائية تكون ثابتة ‪ ..‬وربما يتكرر وجودها‬
‫ضمن مسافات طويلة ‪ ،‬ويمكن توزيعها على طول المسافة المنقولة‬
‫اما الكلف المحمولة على الطرق ‪،‬فهي تتغير مع المسافة ‪.‬‬
‫لقد أظهرت نظريته خطأ افتراض نظرية فيبر السابقة ‪ ،‬التي‬
‫اشارت ان تكون كلف النقل دالة المسافة ‪ ..‬اذ ليس بالضرورة انه‬
‫كلما تطول المسافة تكبر او تزداد الكلف ؟‬
‫والجواب على ذلك ‪ ..‬يرتبط بتنوع وسائط النقل ‪ ،‬اذ تظهر وسائط‬
‫النقل اختالفات في مقدار كلفها بالعالقة مع المسافة ‪ ..‬اذ لكل مسافة‬
‫واسطة نقل تناسبها ولذلك منحنا هذه الوسائط مختلف ‪ ،‬معتمداً ‬
‫على تباين العالقة بين الكلف النهائية وخط سير المحمولة ‪:‬‬
‫اشار هوفر ان الطرق المعبدة ‪ ..‬قليلة الكلف النهائية ‪ ،‬ولكن سرعة‬
‫النقل تزداد كلف النقل ‪ ..‬وعلى عكسها الطرق المائية ‪.‬كون كلف‬
‫النقل على الطرق المعبدة مالئمة للنقل المسافات القصيرة ‪ ..‬بينما‬
‫النقل المائي واسطة جيدة للمسافات الطويلة ‪.‬‬
‫استطاع هوفر ايضاً ان يثبت ان المكان حيث ان النقل بالسكك الحديد‬
‫‪ ،‬يكون ارخص من النقل بالطرق المعبدة ‪ ..‬وضمن مسافة تزيد على‬
‫(‪ 65‬كم) ‪ .‬بينما يصبع النقل المائي ارخص من السكك الحديدية عندما‬
‫يكون النقل لمسافة تزيد على (‪ 608‬كم ) من مكان أألصل ‪.‬‬
‫لذلك اصبحت وسائط النقل المتنوعة وسيلة مهمة تختار حسب نوع‬
‫المسافة المطلوبة لنقل المادة أألولية الى السوق ا والى المصنع ‪..‬‬
‫وبذلك تكون المؤسسات الصناعية المعتمدة على مواد تأخذها من‬
‫مسافات بعيدة ‪ ،‬مرونة في اختيار الموقع المكاني للصناعة ‪ ...‬اكثر‬
‫من المؤسسات الصناعية المعتمدة على مواد تنقل من مسافات قصيرة‬
‫‪ ..‬وهنا تجد الصناعة احياناً بأنها تختار مكان التوطن ‪ ،‬حيث يتم‬
‫صنع موادها ‪ ..‬ثم بعد ذلك تتجه المنتجات المصنعة الى السوق ‪ .‬وبهذا‬
‫قد حصلت الصناعات مثل هذا النوع على ما يسمى باألجور أألنتقالية‬
‫المحاضرة الثانية ‪ /‬التنوع والتخصص الصناعي‬
‫أنماط الهيكل الصناعي ‪:‬‬
‫يالحظ وجود نمطين من الهياكل أو بنى الصناعة القومية أو اإلقليمية‪ .‬يعبر عنها بمصطلحي‬
‫والتنوع ‪ Diversification‬التخصص ‪ Specialization‬يعني التخصص الصناعي أن‬
‫صناعة ما أو عددًا محدودًا منها يتركز إنتاجها في منطقة الدراسة ‪ ،‬وتكتسب أهمية ولها‬
‫نصيب وافر في بناء هيكل الصناعة وربما نسبة الى عموم النشاط القتصادي‪ .‬أما التنوع‬
‫فيعني أن صناعات كثيرة قائمة وال تستحوذ إحداها على مكانة متميزة في هيكل الصناعة‪،‬‬
‫وال تتفوق كثيرا على الصناعات األخرى ‪ .‬إن تخصص اإلقليم بصناعة أو عدد محدود منها‬
‫أو تنوعه بها يأتي في الغالب استجابة الخصائص اإلقليم الجغرافي وٕامكاناته التي يوفرها‬
‫للصناعة وبالتالي قدرته على إنجاح توطين فرع دون آخر من النشاط الصناعي ‪ .‬فالدول‬
‫واألقاليم والمدن الصغيرة في أعداد سكانها ال تجتذب سوى عدد محدود من فروع الصناعة‬
‫التحويلية‪ ،‬فأعداد السكان القليلة ال تشجع إقامة تنوع واسع من الصناعات فيها لضآلة الطلب‬
‫على السلع والبضائع الصناعية فقد ال يتوفر حد أدنى من الطلب على السلعة يشجع إقامة‬
‫مصنع ينتجها وغالبًا ما تقوم في هذه البيئات صناعات استهالكية صغيرة تسوق منتجاتها‬
‫في أسواقها المحلية المحدودة في حجمها وامتدادها الجغرافي ‪ ،‬أو قائمة على مواد أولية‬
‫محلية موجهة نحو التصدير‪ ،‬فعندها ستكون أكثر ميًال الى التخصص منه الى التنوع ‪.‬‬
‫إن بعض فروع الصناعة يمكن أن تقوم مصانعها معتمدة على تجمع‬
‫سكاني صغير مثل العديد من الصناعات الغذائية‪ ،‬فيما يتطلب قيام‬
‫صناعات أخرى مثل الهندسية والكيمياوية تجمع عدد كبير من السكان‬
‫بمستوى دخل عالي في تكتل حضري واسع لضمان تسويق منتجات هذه‬
‫الصناعات‪ ،‬فضًال عن مطالب الصناعة األخرى ‪ .‬ومثل هذه التكتالت‬
‫الحضرية تضم تنوعًا كبي ا ًر من فروع الصناعة استهالكية وٕانتاجية‪،‬‬
‫مثلما تتركز فيها أيضًا العديد من النشاطات االقتصادية األخرى‬
‫والخدمات‪ ،‬فيزداد الطلب على المنتجات الصناعية في كميتها وتنوعها‬
‫فتأخذ صناعتها صفة التنوع‬
‫يمكن أن تتخصص أقاليم معينة بصناعات محددة بتوجيه من مواردها‬
‫االقتصادية وثرواتها المعدنية والزراعية فينجح توطن صناعات تقوم‬
‫على استثمار هذه الثروات وللموقع الجغرافي أثر هام في بناء نمط معين‬
‫من البنية الصناعية ‪ ،‬فاألقاليم المحيطية البرية تتخصص عادة بفرع أو‬
‫عدد محدود من فروع الصناعية ‪.‬‬
‫وٕاذا كانت صفة األقاليم الهامشية هي التخصص‪ ،‬فإن صفة‬
‫األقاليم المركزية هي التنوع‪ ،‬ولعل العامل األهم في تفسير ذلك‬
‫هو تسهيالت النقل واالتصال التي تتمتع بها الثانية‪ ،‬فتتوفر لها‬
‫فيها مداخل سهلة وكفوءة وبكلف قليلة باتجاه مدخالتها أو أسواق‬
‫مخرجاتها‪ ،‬إضافة لقدرة هذه األقاليم على توفير عرض وافر‬
‫للعمالة حجمًا ونوعًا ومغريات ومع هذا فقد ظهر مؤخرًا في‬
‫الدول الصناعية الكبرى وخاصة في الواليات المتحدة‪ ،‬اتجاه‬
‫جديد يتمثل في بروز صناعات عالية التقنية مثل األدوات الطبية‪،‬‬
‫الحاسبات‪ ،‬وأجهزة االتصال‪ ،‬فهذه الصناعات تتوطن بجوار‬
‫المدن الكبيرة وقد تتخصص بها أخر بعض المدن بسبب‬
‫المتطلبات الخاصة لهذه الصناعات ‪.‬‬
‫إن صفة التنوع في الهيكل الصناعي توفر لالقتصاد قدرة أفضل‬
‫على مواجهة التقلبات واألزمات االقتصادية‪ ،‬وتوفر فرص عمل‬
‫أكثر‪ ،‬إال إن هذا النمط قد ال يوفر للصناعة المحلية إمكانية‬
‫منافسة السلع األجنبية‪ ،‬إذا لم تحصل صناعاته على معونات‬
‫بطريقة ما من الهيئات الحكومية ‪.‬‬
‫أما التأكيد على فرع صناعي دون غيره فيعني إمكانية تطوير‬
‫ذلك الفرع بما يعينه على النجاح ابتداء من توفير مدخالته وانتهاء‬
‫بتسويق إنتاجه‪ ،‬فضال عن إمكانية تطبيق المخترعات العلمية في‬
‫عملياته الصناعية ‪.‬‬
‫والتنوع یحقق منافع عدة اھمھا‪:‬‬
‫‪ 1‬ان الصناعة في اإلقلیم تصبح اكثر قدرة على مواجھة التقلبات‬
‫واالزمات التي قد تتعرض لها الصناعة او احد فروعھا‪.‬‬
‫‪ -2‬یوفر التنوع حاجات متنوعة تساعد في تحقیق االكتفاء الذاتي‪.‬‬
‫‪ -3‬القدرة على تشغیل إعداد كبیرة من العاملین وبمھارات مختلفة نساءًا‬
‫ورجاًال‪.‬‬
‫‪ -4‬إمكانیة انتقال االیدي العاملة من صناعة الى اخرى في حاالت‬
‫تعرض احدھا لالزمات‪.‬‬
‫ومع ھذه االیجابیات فان التنوع قد یخلق بعض المصاعب ومنھا‪:‬‬
‫‪-1‬االیوفر للصناعة المحلیة إمكانیة منافسة الصناعات الخارجیة اذا لم‬
‫تحصل على معونات بطریقة ما من الھیئات الحكومیة‪.‬‬
‫‪ -2‬صعوبة متابعة التطور التكنولوجي المتالحق في جمیع الصناعات‪.‬‬
‫التخصص الصناعي‪:‬‬
‫وھو قیام صناعة واحدة او صناعات محدودة في فروعھا في اإلقلیم‪ .‬وھذه تلعب‬
‫دورًا كبیرًا في الحیاة االقتصادیة اإلقلیمیة وتمثل الجزء االكبر من الھیكل الصناعي‬
‫اإلقلیمي‪ .‬یظھر التخصص الصناعي في الحاالت التالیة‪:‬‬
‫‪ -1‬في األقالیم التي بدأت بھا الصناعة حدیثًا‪ ,‬حیث غالبا ما تبدا الصناعة بفرع‬
‫صناعي معین‪.‬‬
‫‪ -2‬في األقالیم والمدن الصغیرة والمتوسطة في اعداد سكانھا‪,‬حیث ان مقدار الطلب‬
‫على السلع محدودة مما ال یوفر حافزًا كافیا لقیام جمیع انواع الصناعات خاصة تلك‬
‫التي یتطلب قیامھا قدرا كبیرا من الطلب‪ .‬ان المدن واألقالیم ھذه التجتذب سوى‬
‫فروع محدودة من الصناعة التحویلیة وغالبا ما تكون ھذه صناعات استھالكیة‪.‬‬
‫‪ -3‬اذا كانت الموارد االقتصادیة محدودة وخاصة عندما تتوفر انواع محدودة‬
‫وقلیلة من الثروات المعدنیة او الزراعیة‪.‬‬
‫‪ -4‬في األقالیم الخارجیة‪ ,‬أي الواقعة عند اطراف الدول‪,‬فھذه غالبا ما تتخصص‬
‫بعدد محدود من فروع الصناعة‪.‬‬
‫مقاييس التشتت الصناعي‬

‫• أوًال‪ :‬التشتت المطلق ( مدى التشتت) ‪ :‬وهو الفرق بين اعلى قيمة‬
‫وأوطئ قيمة في المجموعة المراد دراستها ‪ ,‬وعند دراسة التوزيع‬
‫الصناعي يمكن رسم صورة التشتت االقليمي بصورة مبسطة ‪.‬‬

‫• المدى = ‪31.8 =3.1-34.8‬‬


‫البلد‬ ‫عدد العمال لكل‬ ‫االنحراف عن‬ ‫االنحراف المطلق‬ ‫االنحراف‬
‫‪ 1000‬من السكان‬ ‫الوسط الحسابي‬ ‫المعياري‬
‫( س‪َ -‬س )‬
‫الكويت‬ ‫‪304.8‬‬ ‫‪20.1‬‬ ‫‪20.1‬‬ ‫‪404.0‬‬

‫سوريا‬ ‫‪32.8‬‬ ‫‪8.0‬‬ ‫‪8.0‬‬ ‫‪64.0‬‬

‫مصر‬ ‫‪20.9‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪38.44‬‬

‫تونس‬ ‫‪16.5‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪3.24‬‬

‫العراق‬ ‫‪13.4‬‬ ‫‪1.3 -‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪1.69‬‬

‫االردن‬ ‫‪10.1‬‬ ‫‪4.6 -‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪21.6‬‬

‫ليبيا‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪8.6 -‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫‪73.96‬‬

‫اليمن‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪6.1 -‬‬ ‫‪10.1‬‬ ‫‪102.01‬‬

‫الصومال‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪11.5-‬‬ ‫‪11.5‬‬ ‫‪132.25‬‬

‫المجموع‬ ‫‪132.1‬‬ ‫‪72.2‬‬ ‫‪839.76‬‬


‫ثانيًا ‪ :‬االنحراف المتوسط ‪-:‬‬

‫• وهو معيار اخر لتوضيح مدى التشتت الصناعي االقليمي ويعرف ( انه‬
‫متوسط مجموع االنحرافات المطلقة للقيم المعطاة عن الوسط الحسابي )‬
‫• استخراج الوسط الحسابي = مجموع القيم = ‪14.6 = 132.1‬‬
‫‪9‬‬ ‫عددها‬ ‫•‬
‫االنحراف المتوسط = مجموع انحرافات القيم عن وسطها الحسابي‬ ‫•‬
‫عدد القيم‬ ‫•‬
‫‪ 8 = 72.2‬االنحراف المتوسط‬ ‫•‬
‫‪9‬‬ ‫•‬
‫ثالثا‪ :‬االنحراف المعياري‬

‫هو القياس االحصائي الشائع للتشتت الصناعي االقليمي ويمكن‬ ‫•‬


‫بموجبه قياس التشتت الصناعي عن الوسط الحسابي باستخدام‬
‫احد معايير الصناعة ‪ ,‬ويمكن الحصول على االنحراف المعياري‬
‫باتباع الخطوات التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬ينظم جدول للقيم او المشاهدات ويستخرج وسطها الحسابي ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -2‬تؤخذ االنحرافات عن الوسط الحسابي ثم تربع االنحرافات‬ ‫•‬
‫وتجمع ‪.‬‬
‫‪ -3‬يقسم الناتج على عدد االقاليم ثم يحسب الجذر التربيعي وفقًا‬ ‫•‬
‫للصيغة التالية‪-:‬‬
‫)‪2‬‬‫االنحراف المعياري = √مج ( س‪َ -‬س‬ ‫•‬
‫ن‬ ‫•‬
‫√‪9.65 =93.30 √ = 841.19‬‬ ‫•‬
‫‪9‬‬ ‫•‬
‫رابعًا‪ -:‬معامل االختالف ‪ -:‬ويعني االنحراف المعياري‬ ‫•‬
‫مقسومًا على الوسط الحسابي × ‪100‬‬
‫معامل االختالف = االنحراف المعياري × ‪100‬‬ ‫•‬
‫الوسط الحسابي‬ ‫•‬
‫= ‪65 = 100 × 9.6‬‬ ‫•‬
‫‪14.6‬‬ ‫•‬
‫المحاضرة الثالثة ‪ :‬األنماط االقليمية للتوزيع الصناعي‬

‫تتوزع الصناعة ومنشآتھا بشكل غیر متماثل بین الدول وبین أقالیم الدولة‬
‫الواحدة تبعا لتوفر نوع ومقدار اإلمكانیات المتاحة في النشاط الصناعي‪.‬‬
‫وظھرت نتیجة لذلك أنماط موقعیة عدیدة للصناعة یمكن إجمالھا بما یأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬النقطة الصناعية‪ :‬وھي مساحة محدودة من األرض تضم مصنعًا‬
‫منفردا اوعددا محدودا من المصانع الصغیرة‪,‬وغالبا ما یعالج ھذه موادا‬
‫أولیة محلیة او إن معظم إنتاجھا مخصص لسد حاجة سوق محلیة‬
‫مجاورة‪ .‬یظھر ھذا النمط غالبا في مراكز االستیطان التي تضم عددا‬
‫قلیال من السكان أو التي یتصف سكانھا بضآلة مدخوالتھم‪ ،‬او تلك التي‬
‫ال تتوفر لھا وسائل نقل واتصال جیدة خاصة في المواقع المنعزلة‪ .‬كما‬
‫یالحظ ھذا النمط في األقالیم الفقیرة في ثرواتھا المعدنیة والزراعیة ‪.‬‬
‫‪-2‬الصناعات الموزعة في المدن ‪-:‬‬
‫وتظھر بشكل صناعات منفردة قلیلة الترابط فیما بینھا‪ .‬وتنتشر بشكل عشوائي داخل‬
‫المدن وبین احیائھا السكنیة حیث تكون قریبة من اسواقھا‪ .‬ومن ابرز ھذه الصناعات‪,‬‬
‫صناعات الخبز والحلویات والمثلجات وورش تصلیح المكائن واالجھزة المنزلیة‪.‬‬
‫‪ -3‬المنطقة الصناعیة ‪ :‬وھي مساحة واسعة من االرض تضم مجموعة كبیرة من‬
‫المصانع ویعمل فیھا آالف العاملین‪ ,‬ویغلب على استعمال االرض فیھا االستخدام‬
‫الصناعي‪ .‬وتالحظ مظاھر الصناعة فیھا بوضوح مثل المداخن العالیة والضوضاء‬
‫وحركة كثیفة لنقل المواد االولیة واالنتاج‪ ،‬وانماط معماریة للبناء تناسب الوظیفة‬
‫الصناعیة‪ .‬تقوم مثل ھذه المناطق على االغلب بجوار المدن الكبیرة خاصة تلك التي‬
‫یتمتع ساكنوھا بدخل مرتفع فیزداد الطلب على السلع الصناعیة‪ .‬وقد تظھر ھذه في‬
‫عقد المواصالت او في مواقع تتھیأ فیھا مواد اولیة وفیرة و متنوعة‪ .‬وقد تتطور في‬
‫مناطق تقام فیھا صناعات لھا قوة جذب كبیرة وتتمتع بروابط عدة مع صناعات عدیدة‬
‫اخرى‪ .‬وغالبا ما تالحظ مثل ھذه المناطق في او بجوار عواصم بلدان العالم النامیة او‬
‫بجوار العواصم اإلقلیمیة‪ ,‬كما تظھر بجوار معظم المدن الكبیرة في البلدان المتقدمة‬
‫‪-4‬اإلقلیم الصناعي ‪:‬‬
‫ویضم عددا من المناطق الصناعیة المتجاورة مع بعضھا‪,‬یمتد لمسافات طویلة ویعمل فیھ‬
‫مئات االالف وربما المالیین من العاملین‪ .‬وال یعتمد نشوء األقالیم الصناعیة على سوق‬
‫إقلیمیة بل على السوق الوطنیة بأكملھا بل وربما السوق الدولیة‪ .‬ویقتصر نشوء األقالیم‬
‫الصناعیة حتى اآلن على الدول الصناعیة المتقدمة مثل إقلیم الرور في المانیا واللورین في‬
‫فرنسا واالورال في روسیا‪.‬‬
‫‪ -5‬النطاق الصناعي ‪ :‬ویتألف من عدة أقالیم صناعیة ویظھر في الدول الصناعیة‬
‫الكبرى‪,‬وقد یمتد عبر الحدود السیاسیة للدول‪ ,‬كالنطاق الصناعي في أوربا الذي یمتد من‬
‫المملكة المتحدة إلى بلجیكا وفرنسا ثم المانیا ثم بولندا‪ .‬كما یظھر في االنطقة الصناعیة في‬
‫الوالیات المتحدة األمریكیة التي یغطي احدھا عدة أقالیم صناعیة في الشمال الشرقي حیث‬
‫یتنوع اإلنتاج‪ ,‬ومثلھ أیضًا النطاق الصناعي الذي یمتد بجوار البحیرات الخمسة‪ .‬ویظھر‬
‫نطاق صناعي آخر في الیابان یمتد عبر جزرھا الرئیسة الثالثة من العاصمة نحو الجنوب‪.‬‬
‫فیما خلت من مثلھا كافة البلدان النامیة لعدم وجود قاعدة صناعیة ضخمة كتلك التي قامت‬
‫في البلدان الصناعیة‬
‫‪-6‬المجمعات (المستوطنات) الصناعیة ‪:‬‬

‫• وھي مجمعات صناعیة مخططة ونموذجیة تقیمھا وتخطط‬


‫لھا الدولة‪ ,‬وقد تضم منشآت للقطاع العام والخاص او كلیھما‪.‬‬
‫وتضم غالبا عددا من المنشآت الصناعیة التي ترتبط فیما‬
‫بینھا بروابط صناعیة قویة وتتمیز صناعتھا بحداثتھا وسرعة‬
‫تطورھا وقدرتھا على التأثیر على المناطق المجاورة‬
‫اقتصادیا مثل منطقة خور الزبیر في البصرة واإلسكندریة‬
‫الصناعیة في محافظة بابل‪.‬‬
‫• والمناطق الصناعية تظهر تلقائيًا عند توفر مقومات قيامها‬
‫وتطورها في الموقع‪ ،‬غير أن بعضها تختار مواقعها الجهات‬
‫التخطيطية استجابًة لظروف أمنية أو اقتصادية أو بيئية أو‬
‫اجتماعية وهذه المناطق قد تندمج مع بعضها فتشكل إقليمًا‬
‫صناعيًا كبيرًا يمتد لمئات الكيلومترات‪ ،‬يعمل في مصانعه‬
‫مئات اآلالف وربما الماليين من العاملين اقتصر نشوء األقاليم‬
‫الصناعية حتى اآلن على الدول الصناعية الكبرى في العالم‬
‫مثل الواليات المتحدة األمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا‬
‫وألمانيا وروسيا واليابان‪ ،‬فيما خلت من مثلها كا الدول النامية‬
‫لعدم وجود قاعدة صناعية ضخمة فيها كتلك التي في الدول‬
‫الصناعية التي مًر ذكرها ‪.‬‬
‫تطورت األقاليم الصناعية لتضافر عدة عوامل منها ‪ ,‬السبق‬
‫التاريخي للنشاط الصناعي ومنذ الثورة الصناعية منتصف القرن‬
‫الثامن عشر‪ ،‬واكتساب درجة عالية من المعرفة التقنية‪ ،‬وفرة‬
‫ترسبات ضخمة من خامات الحديد بمجاورة مناجم الفحم مصدرًا‬
‫للطاقة ومادة أولية‪ ،‬أعداد غفيرة من السكان بمراكز استيطان‬
‫حضري كبيرة بما يمثلونه من أيدي عاملة وسوقًا لالستهالك‪ ،‬اإلفادة‬
‫من التجاور الصناعي بصفته يوفر سوقًا لمنتجات نصف مصنعة‪،‬‬
‫شبكات نقل ووسائط رخيصة مائية وسكك حديد كفوءة ومنخفضة‬
‫األجور‪.‬‬
‫كل هذه العوامل أسهمت مع بعضها إضافة لعوامل ثانوية أخرى في‬
‫نشوء وتطور األقاليم الصناعية المعروفة بأهميتها على مستوى‬
‫الدول القائمة فيها بل وعلى المستوى العالمي أيضًا ‪.‬‬
‫ومن أبرز هذه األقاليم ما نجده في الواليات المتحدة األمريكية هي ‪:‬‬
‫إقليم نيوٕانكلند في الشمال الشرقي ومركزه بوسطن‪ ،‬األطلسي‬
‫األوسط ويضم نيويورك وفيالدلفيا وبلتيمور‪ ،‬إقليم بتسبورك‪-‬‬
‫بحيرة إيري‪ ،‬إقليم ديترويت‪ ،‬إقليم بحيرة مشيكان ومركزه شيكاغو‪،‬‬
‫إقليم جنوب جنوب االبالش ومركزه برمنكهام وفي المملكة المتحدة‬
‫أقاليم المدالند ومركزه برمنكهام‪ ،‬إقليم يوركشاير‪ ،‬إقليم لنكشاير‪،‬‬
‫إقليم لندن الكبرى ‪ ,‬أما فرنسا ففيها ‪ :‬اإلقليم الشمالي الشرقي‬
‫ومركزه السامبر‪ -‬مين‪ ،‬إقليم اللورين‪ ،‬وٕاقليم باريس الكبرى ‪.‬‬
‫وفي ألمانيا إقليمان هما ‪ :‬إقليم الرور‪-‬وستفاليا وٕاقليم وسط الراين ‪,‬‬
‫وتضم روسيا ثالثة أقاليم هي ‪ ,‬إقليم موسكو وٕاقليم األورال وٕاقليم‬
‫كوزباس أما اليابان فقد نشأت فيها أربعة هي إقليم طوكيو‪-‬‬
‫وكوهاما‪ ،‬وٕاقليم اوساكا‪-‬كيوتو‪ ،‬وٕاقليم ناجويا‪ ،‬وٕاقليم ناكازاكي ‪.‬‬
‫المحاضرة الرابعة ‪ /‬التنمية المكانية للصناعة والتخطيط‬

‫يعني مصطلح التنمية تغير األحوال نحو األفضل ال بطريقة إ ا ردية بل بوسائل واجراءات مخطط‬
‫لها سلفًا‪ ،‬وبوضعها موضع التطبيق‪ ،‬وتهدف بعمومها إلى إصالح الواقع القائم نحو األفضل‪ ،‬سواء‬
‫أحدث ذلك في مجال أو آخر من مجاالت الحياة اإلنسانية المختلفة ‪.‬‬
‫وللمختصين في هذه المجاالت تضمين التنمية بمفهومها العام مضامين خاصة وبما ينسجم‬
‫وتطلعاتهم في مجال اختصاصهم ‪ .‬فاالقتصادي قد يعبر عن التنمية باستغالل أفضل للموارد‬
‫االقتصادية وزيادة الدخل القومي ‪ .‬وفي جوانب االجتماع وتحوالته قد يكون للتنمية مضمونًا يتمثل‬
‫في إنجاز تحوالت حضارية اجتماعية في نمط العيش وحالة التحضر وطبيعة العالقات السائدة في‬
‫المجتمع ‪ .‬وفي الصناعة يمكن التعبير عن التنمية بالقدرة على إدخال التكنولوجيا الحديثة وتطوير‬
‫القطاع الصناعي بما يفضي الى رفع إسهام الصناعة في الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وترسيخ دورها‬
‫في تحفيز الطاقات اإلنتاجية في قطاعات اإلنتاج المختلفة وزيادة‬
‫التشابك فيما بينها ‪ .‬فالتنمية بهذا الفهم هي عملية مخططة تهدف الى تحسين الواقع القائم في‬
‫مجال أو آخر من مجاالت الحياة اإلنسانية أو في مجمل أحوال المجتمع‪ ،‬على أن تتضمن هذه‬
‫العملية رؤى ووسائل محددة تنسجم مع خصوصية القطاعات المستهدفة بالتنمية‬
‫التنمية اإلقليمية ‪:‬‬

‫تتوزع مقومات النشاط االقتصادي ‪ ،‬والصناعي منه على وجه‬


‫الخصوص بشكل غير متوازن بين البلدان‪ ،‬وبين أقاليم البلد الواحد‪،‬‬
‫سواء من جهة تنوعها‪ ،‬أو من جهة مقدارها أو المتاح منها لالستثمار ‪.‬‬
‫إن هذا التباين نتج عنه تباين مماثل في حجم النشاط االقتصادي عامة‬
‫ومنه النشاط الصناعي‪ ،‬خاصة عندما يكون هدف ذلك النشاط بالدرجة‬
‫األولى تحقيق أعلى مردود اقتصادي أي ربحية مجزية كما في‬
‫االقتصاديات الحرة ‪ .‬وبالنتيجة ظهرت فوارق إقليمية في النشاط‬
‫الصناعي نجمت عنها فوارق مماثلة في مستويات الدخول والتحضر‬
‫وفي توزيع السكان وفرص العمل‪ ،‬وفي جوانب أخرى كثيرة ‪.‬‬
‫التخطيط الصناعي ‪:‬‬
‫• وهو فرع من فروع التخطيط االقتصادي ‪ ,‬يعنى بالقطاع الصناعي فيه ويشمل األفكار واالجراءات‬
‫التي تستهدف تطوير النشاط الصناعي وتنميته ليكون فاعًال ومؤثرًا في الحياة االقتصادية في اإلقليم أو‬
‫الدولة وإلنجاز ذلك ال بد للتخطيط الصناعي مراعاة األسس التالية ‪-:‬‬
‫أوًال ‪ :‬اختيار الفرع الصناعي المناسب الذي تتهيأ له مقومات طبيعية أو بشرية أو كلتاهما وبما يساعد في‬
‫خفض كلف اإلنتاج والقدرة على المنافس ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬اختيار الموقع المناسب إلقامة المنشآت الصناعية الذي يوفر ربطًا أو استثمارًا عقالنيًا للمدخالت‬
‫وبكلف مناسبة ‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬زيادة التفاعل والترابط بين الصناعات مع بعضها من جهة وبين الصناعة وفروع النشاط‬
‫االقتصادي والبنى التحتية من جهة أخرى‪ ،‬وبما يضمن عدم حصول تلكؤ واختناق في مراحل العمليات‬
‫الصناعية من التحضير وحتى التسويق ‪.‬‬
‫ا ربعًا ‪ :‬تغيير هيكلية النشاط الصناعي بتشجيع إقامة الصناعات الثقيلة والمتطورة وصناعة‬
‫وسائل اإلنتاج ‪.‬‬
‫خامسًا ‪ :‬تحديد المستوى التكنولوجي المناسب في الصناعة واإلقليم‪ ،‬فبعض الصناعات واألقاليم تحتاج‬
‫لصناعات كثيفة العمل‪ ،‬وأخرى كثيفة أ رس المال‪ ،‬وغيرها عالية التقنية ‪.‬‬
‫سادسًا ‪ :‬إعادة رسم خارطة التوطن الصناعي جغ ا رفيًا ومكانيًا بإيالء أقاليم الحاجة مزيدًا من االهتمام‬
‫يبدأ التخطيط الصناعي عادة باستعراض اإلمكانات المتاحة لالستثمار الصناعي‪،‬‬
‫ثم يحدد الهدف أو األهداف التي يخطط لتحقيقها‪ ،‬وأخي ا ًر الوسائل واألدوات‬
‫المستخدمة للتنفيذ ‪.‬‬
‫إن التخطيط الصناعي ال يعمل منفردًا بمعزل عن أنماط التخطيط األخرى‬
‫كالتخطيط الحضري أو الزراعي أو اإلقليمي مثًال‪ ،‬إال أن التأكيد يكون فيه على‬
‫النشاط الصناعي مثل مواقع‬
‫الصناعة وتوزيعها وهيكلها وفروعها‪ ،‬وأسبقية فروع الصناعة التي تبدأ بها‬
‫عمليات التخطيط الصناعي ‪.‬‬
‫يختلف التخطيط الصناعي في أهدافه ومضمونه ووسائله من دولة ألخرى تبعًا‬
‫للفلسفة السياسية والفكر االقتصادي المعتمد فيها ‪ .‬وعمومًا تالحظ ثالثة أنماط‬
‫رئيسة هي ‪-:‬‬
‫أوًال ‪ :‬التخطيط الصناعي في االقتصاديات الحرة ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬التخطيط الصناعي في االقتصاديات المركزية ‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬التخطيط الصناعي في الدول النامية ‪.‬‬
‫المحاضرة الخامسة ‪ :‬التحول نحو القطاع الخاص في األنظمة‬
‫االشتراكية‬
‫• ظل العالم طويًال منقسم سياسيًا واقتصاديًا إلى معسكرين‬
‫رئيسين ‪ :‬الراسمالي واالشتراكي ‪ ،‬وٕاذ حصلت دول كثيرة في‬
‫منتصف القرن العشرين وقبيله وما بعده على استقاللها‬
‫السياسي‪ ،‬خطت هذه أو بعضها على األقل باتجاه بناء نموذج‬
‫سياسي واقتصادي يجمع ما بين النظامين أو يستفيد من تجربة‬
‫كليهما وخالل العقدين األخيرين من ذات القرن شهد العالم‬
‫تحوًال واسعًا من القطاع االشتراكي إلى القطاع الخاص وهو‬
‫ما سّم ي ب ( الخصخصة ) ‪.‬‬
‫بدأ التحول تدريجيًا إال أنه اتخذ شكًال دراميتيكيًا بعد انهيار‬
‫االتحاد السوفيتي السابق عام ‪ 1991‬وثم سقوط األنظمة الشيوعية‬
‫في ألمانيا الشرقية‪ ،‬بولندا‪ ،‬يوغوسالفيا‪ ،‬هنغاريا‪ ،‬بلغاريا‪،‬‬
‫رومانيا وتشيكوسلوفاكيا واخيرًا يوغسالفيا ‪ .‬ومن أجل فهم طبيعة‬
‫هذا التحول وأسبابه ال بد من العودة الى بداية ظهور النظام‬
‫االشتراكي الذي ظهر أوًال كنظام للدولة في روسيا‪ ،‬حيث تم بناء‬
‫االتحاد السوفيتي كأحد نتائج الحرب العالمية األولى‪ ،‬وتال ذلك‬
‫استقطاب هذا الكيان لدول أخرى اعتمدت المنهج االشتراكي‬
‫كنظام لالقتصاد والمجتمع ‪.‬‬
‫تمكن القائمون على النظام االشتراكي في االتحاد السوفيتي وفي‬
‫دول المجموعة االشتراكية من بناء دول عصرية تعتمد على‬
‫قاعدة صناعية ضخمة وخالل نصف قرن من الزمن فقط ‪.‬‬
‫في الوقت الذي احتاجت فيه دول المعسكر الرأسمالي إلى قرنين‬
‫من الزمن إلنجاز ما تم إنجازه فيها وبتضحيات كبيرة ‪ .‬ولقد‬
‫أصبح االتحاد السوفيتي دولة عظمى تنافس الواليات المتحدة‬
‫األمريكية في عدد من جوانب الحياة وأهمها االستراتيجية واألمن‬
‫القومي‪ ،‬كما تهيأت للمواطن في جميع دول المعسكر االشتراكي‬
‫حياة كريمة وتتوفر له فيها خدمات جيدة في السكن والصحة‬
‫والتعليم بعد أن كان هذا المواطن بحال بائسة في ظل نظام‬
‫اإلقطاع سابقًا وخاصة في روسيا ‪.‬‬
‫المحاضرة السادسة ‪ :‬التوزيع الجغرافي للصناعات في العالم‬
‫صناعة السيارات ‪ -:‬أبرز دول إنتاجها فهي الواليات المتحدة األمريكية وروسيا وألمانيا والمملكة‬
‫المتحدة وفرنسا واليابان وهي ذات الدول التي تنتج الحديد والصلب‪ ،‬وقامت في ذات أقاليمها ‪.‬‬
‫الصناعات االنشائية ‪ -:‬من الصناعات التي تتميز باالنتشار الواسع في جميع بلدان العالم وذلك ألهميتها‬
‫ودخول في العديد من الصناعات والبنى التحتية ‪.‬‬
‫صناعة الحديد والصلب‪ -:‬تتركز انتاجه بمجموعة من الدول في العالم وهي الدول الصناعية الكبرى في‬
‫مقدمتها مجموعة الدول السوفيتية سابقا بواقع ‪ %22‬واليابان ‪ %15‬الواليات المتحدة ‪ %12‬الصين والمانيا‬
‫‪ %6‬فرنسا وايطاليا والبرازيل وكوريا الجنوبية ‪.‬‬
‫صناعات نحاسية ‪ -:‬تعتبر افريقيا بداية الدول التي تقوم بعمليات تركيز الخامات‪ ,‬عمليات الصهر‬
‫والتنقية في كل من أوربا واسيا وامريكيا الشمالية ‪ ,‬وتشيلي في التركيز النحاس في الواليات المتحدة ‪,‬‬
‫اما الدول االولى في انتاجه الواليات المتحدة وروسيا وايابان ‪.‬‬
‫صناعات االلمنيوم‪ -:‬ينتج االلمنيوم في دول البحر الكاريبي جامايكيا وغوينا وهاييتي ‪ ,‬واالنتاج‬
‫لالستخدام المحلي الواليات المتحدة وروسيا وايطاليا واسبانيا ‪ ,‬ولالستخدام المحلي والتصدير اليابان‬
‫وكندة والسويد‬
‫وغيرها من الصناعات المنتشر في العالم ‪.‬‬
‫المحاضرة السابعة ‪ -:‬نظرة عامة للصناعات االنشائية‬

‫يطلق عليها منتجات الصناعات الالفلزية‪ ,‬والتي تشمل العديد من الصناعات‬


‫إهمها ( صناعة ( الطابوق والفخاريات – السمنت والجص –المنتجات‬
‫الكونكريتية والكاشي وغيرها من الصناعات االخرى ) ‪ .‬تتوطن هذه‬
‫الصناعات في جميع مناطق البلد والذي ساعد على انتشارها هو انخفاض‬
‫قابلية النقل لمنتجاتها كبيرة الحجم ورخص الثمن ‪ ,‬األمر الذي جعلها قريبة من‬
‫أسواقها المحلية ‪ ,‬إذ أن معامل الطابوق ومنتجاتها اإلسمنتية في الواليات‬
‫المتحدة تخدم منطقة محيطها أقل من ‪ 100‬ميل ‪ ,‬إما في العراق فقد استحوذت‬
‫العاصمة بغداد بصناعة الطابوق إذا كانت نسبتها حوالي ‪ %3‬في المنطقة‬
‫الشمالية مقارنتا بالمناطة الوسطى والشمالية التي بلغت نسبتها حوالي ‪%15‬‬
‫و‪ %8‬على التوالي ‪ ,‬بسبب استخدام الحجر على اتساع واسع في المنطقة‬
‫الشمالية اكثر من المناطق االخرى ‪.‬‬
‫• إما بالنسبة لصناعة السمنت فقد اختلف توزيعها من منطقة الى‬
‫في العراق اذا يرتفع انتاجها في المنطقة الشمالية بسبب توفر‬
‫موادها االولية ( الحصى والرمل والحجر) مقارنه بالمنطقتين‬
‫االخريين ‪.‬‬
‫• اما صناعة البالط فقد تقدمت المنطقة الشمالية في انتاجها على‬
‫المناطق الوسطى والنوبية بمستثنى مدينة بغداد ‪ .‬اضافة الى‬
‫عدة صناعات اخرى منتشر على عموم محافظات البلد ‪.‬‬
‫المحاضرة الثامنة ‪ -:‬الحديد والصلب والنحاس‬
‫• ‪ -1‬صناعة الحديد والصلب ‪ -:‬تعد أضخم الصناعات على اإلطالق‪ ،‬وهي ترمز إلى عظمة‬
‫القاعدة الصناعية لها روابط مع مجموعة واسعة من الصناعات‪ ،‬فمنتوجاتها تدخل بمجموعة‬
‫أخرى كبيرة أهمها الصناعات الهندسية واإلنشاءات ‪.‬‬
‫تمتاز سبيكة الصلب بما يلي ‪-:‬‬
‫• متينة وصلبة وهذه الصفة يستفاد منها في أعمال البناء وهندسة المكائن وفي السكك الحديدية‪،‬‬
‫األنابيب الضخمة‪ ،‬المراجل البخارية وفي الصناعات الثقيلة‪.‬‬
‫• قوة االحتمال للضغط الشديد بدون التواء محسوس تستخدم في إنتاج السلع التي تحتاج للبقاء‬
‫طويًال مثل المكائن‪ ،‬السيا رات‪ ،‬البواخر‪ ،‬المحركات‪ ،‬الطائرات ‪.‬‬
‫• قابلة للطرق والسحب نسبيًا‪ ،‬فمن الممكن تحويلها إلى أنابيب‪ ،‬أسالك‪ ،‬أو ألواح بأسماك مختلفة ‪.‬‬
‫• كلفها قليلة وسهلة الصنع‪ ،‬فالحديد معدن وفير يغطي ‪ %5‬من سطح األرض‪.‬‬
‫• الحديد يمكن مزجه مع معادن أخرى إلنتاج أنواع معينة من الصلب الحتياجات خاصة ‪.‬‬
‫• (فعند مزجه مع النيكل تزداد صالبته‪ ،‬وتزداد قابليته للطرق‪ ،‬وأكثر مقاومة للتآكل ‪ ,‬وبإضافة قليل‬
‫من معدن الفانديوم يصبح أكثر قوة وارتداد ‪ ,‬بإضافة الكروم ينتج الصلب المقاوم للصدأ المستخدم‬
‫في صناعة أجزاء المكائن وألواح السقوف والسلع المنزلية )‬
‫صناعة النحاس ‪-:‬‬
‫تمر عمليات استخالص النحاس وتصفيته بعدة م ا رحل نوجزها بما يأتي‪-:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬التركيز ‪ ..‬وتتضمن سحق الخام ثم تركيزه بفصل المواد الصخرية باستخدام الماء ‪ ،‬حيث يسَلط‬ ‫•‬
‫عليه تيار قوي من الماء فتنجرف النفايات فيبقى النحاس المركز وهذه العملية تساعد‬
‫على خفض الوزن بنسبة ‪ % 97.5‬وتتم هذه العملية عند مناجم النحاس‪ ،‬ألن االنخفاض يكون كبي ا‬ ‫•‬
‫ًر في الوزن والحجم ‪.‬‬
‫‪ -2‬الصهر ‪ ..‬وتهدف إلى ازالة بعض العناصر المتحدة كيميائيًا مع النحاس وخاصة يستخدم في‬ ‫•‬
‫العملية مقادير كبيرة من الطاقة (فحم أو نفط أو غاز) ‪ .‬األوكسجين والكبريت ‪ .‬و ينفخ الهواء خاللها‬
‫إلى الصهير فتتأكسد الشوائب المتخلفة ‪ ,‬تجرى بأفران كبيرة‪ ،‬كما و وتطفو على السطح‪ ،‬ثم تصل‬
‫نسبة المعدن إلى ‪ . % 99‬وتتم هذه المرحلة في مناطق محطات توليد الكهرباء أو مواقع توافر‬
‫مصادر الطاقة األخرى ‪.‬‬
‫‪ -3‬التنقية ‪ ..‬وتجري خاللها عملية فصل النحاس النقي عن المعادن األخرى (ذهب‪ ،‬فضة‪،‬‬ ‫•‬
‫رصاص وزنك)‪ ،‬وتتم بالتحليل الكهربائي‪ُ ،‬فتبنى لهذا الغرض أحواض بأقطاب كهربائية سالبة‬ ‫•‬
‫وموجبة‪ ،‬وبإدخال الكهرباء في األقطاب يتحلل النحاس في األقطاب الموجبة ويترسب نقيًا على‬ ‫•‬
‫األقطاب السالبة‪ ،‬فيما يتخلف على األقطاب الموجبة ما يوجد من ذهب وفضة نقي وهذه العملية‬ ‫•‬
‫تجرى حيث توجد كهرباء رخيصة ‪.‬‬ ‫•‬
‫المحاضرة التاسعة ‪ -:‬األلمنيوم‬
‫أوسع المعادن استخدامًا بعد الصلب‪ ،‬وتعتبر حضارته أسرع حضارات جميع الفلزات نموًا من‬ ‫•‬
‫خصائصه ‪-:‬‬
‫أوًال‪ -:‬أنه أخف الفلزات الشائعة وزنًا ‪.‬‬ ‫•‬
‫ثانيًا ‪ :‬أنه موِص ل جيد للحرارة والكهرباء ومقاوم للتآكل الكيمياوي ‪.‬‬ ‫•‬
‫ثالثًا ‪ :‬أنه معدن لّين ‪.‬‬ ‫•‬
‫رابعًا ‪ :‬يدخل مع معادن أخرى في صنع أنواع السبائك ‪.‬‬ ‫•‬
‫تمر صناعة األلمنيوم بمرحلتين رئيستين هما ‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬استخالص األلومنيا من البوكسايت ‪ ..‬وتتطلب هذه المرحلة توفر البوكسايت‬ ‫•‬
‫ومادة وقود وصودا أو كلس ‪ .‬والبوكسايت هو المادة األولية األكثر أهمية بينها سواء من حيث‬ ‫•‬
‫الحجم أو الوزن ‪ .‬والموقع المثالي لهذه المرحلة يكون حيث يتوفر البوكسايت مع مادة الوقود معًا‬ ‫•‬
‫أو عند توفر المادة األولية لوحدها بسبب حدوث انخفاض كبير في الوزن والحجم‪ ،‬فكل خمسة‬ ‫•‬
‫أطنان من البوكسايت تنتج طنين من االلومنيا ‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -2‬تحويل االلومنيا الى الومنيوم ‪ ,‬تتطلب هذه المرحلة ألومنيا وأقطاب كاربونية‬ ‫•‬
‫وكهرباء ‪ .‬ومع أن هذه المرحلة تتطلب مقادير كبيرة من األلومنيا ( وتفقد فيها االلومنيا نصف‬ ‫•‬
‫وزنها عند تحويلها الى ألمونيوم ) إال أنها خفيفة الوزن وغالية الثمن وتتحمل كلف النقل لمسافات‬ ‫•‬
‫طويلة‪ ،‬لذلك فإن أهميتها الموقعية قليلة ‪ .‬ونظرًا الى أن هذه المرحلة تحتاج الى مقادير كبيرة من‬ ‫•‬
‫الكهرباء الرخيصة فقد أصبحت الكهرباء العنصر الحاسم في اجتذاب مواقع هذه المرحلة من صناعتها‪.‬‬ ‫•‬
‫التوزيع الجغرافي لصناعة األلمونيوم‬

‫إنتاج األلومنيا ‪ :‬دول البحر الكاريبي‪ ،‬جامايكا وغويانا‪،‬‬ ‫•‬


‫وسورينام والدومنيكان وهاييتي ‪.‬‬
‫إنتاج األلومنيوم لالستخدام المحلي ‪ :‬الواليات المتحدة وروسيا‬ ‫•‬
‫وٕايطاليا واسبانيا‪.‬‬
‫إنتاج األلومنيوم لالستخدام المحلي والتصدير مستفيدة من‬ ‫•‬
‫الكهرباء الرخيصة فيها‪ :‬اليابان وكندا والسويد ‪.‬‬
‫ينتج األلومنيوم في البحرين وفي محافظة ذي قار في العراق‬ ‫•‬
‫وفي الوطن العربي‬
‫المحاضرة العاشرة ‪ -:‬الصناعات الكيميائية و البتروكيميائية‬
‫الصناعات الكيمياوية وهي مجموعة الصناعات التي تصنع منتجاتها بعملية كيميائية‪ ،‬وتلك التي تنتج موادًا‬ ‫•‬
‫كيمياوية ‪ .‬تعتبر من الصناعات األساسية ألن منتجاتها تتزايد أعدادها في كل سنة‪ُ ،‬و تستخدم في كل فرع‬
‫من فروع النشاط البشري‪ ،‬تتألف من مجموعة واسعة من الصناعات أهمها صناعات األحماض والقلويات‬ ‫•‬
‫واألمالح والبالستك والمطاط الصناعي واأللياف الصناعية والعطور والعقاقير وغيرها مما سيرد تفصيله الحقًا‬
‫‪.‬‬
‫عرف اإلنسان بعضًا من العمليات الكيميائية في وقت مبكر كصناعة الصابون والشموع والزجاج مثًال‪ ،‬وكان‬ ‫•‬
‫للعرب دور كبير في وضع أسس علم الكيمياء ‪ .‬ظهرت مبادئ الكيمياء الحديثة على أساس التجارب العلمية في‬
‫أوروبا مع بوادر ظهور الثورة الصناعية وخاصة في بريطانيا وألمانيا ‪ .‬وحصلت نطورات هامة في الصناعات‬
‫الكيمياوية أثناء الحرب العالمية األولى في ألمانيا‪ ،‬وبعد الحرب انتشرت في الواليات المتحدة األمريكية ‪.‬‬
‫وحصل التطور الكبير في هذه الصناعات بعد الحرب العالمية الثانية لظهور الحاجة إلى مواد بديلة عن تلك التي‬
‫نفذت أو توقف توريدها بسبب الحرب وأهمها المطاط الطبيعي واألسمدة الحيوانية والقطن والحرير والصوف ‪.‬‬
‫يقوم إنتاج المواد االصطناعية الكيمياوية على تفكيك المواد الطبيعية إلى عناصرها وتفكيك الذرات أو‬ ‫•‬
‫الجزيئات‪ ،‬ثم إعادة بناءها إلنتاج مواد أولية جديدة بتركيبات كيميائية جديدة ‪,.‬يطلق أحيانًا مصطلح‬
‫البتروكيمياويات على عدد من المواد المنَتجة بالطريقة الكيميائية التي ذكرها والتي تستخدم النفط أو الفحم أو‬
‫الغاز مادة أولية كصناعات البالستك والمطاط الصناعي واألصباغ ‪ .‬وبذلك فإن الصناعات البتروكيمياوية هي‬
‫جزء من الصناعات الكيمياوية عامة وتشترك معها بنفس الخصائص من حيث العمليات الصناعية والمطالب‬
‫والعوامل الموقعية ‪.‬‬
‫المحاضرة الحادية عشر‪ -:‬المكائن واآلالت بما فيها السيارات‬

‫تنتج هذه الصناعات معدات أو أدوات وتستخدم أنواعًا خاصة وجيدة من الصلب‪ ،‬وتحتاج إلى مهارة‬ ‫•‬
‫عالية‪ ،‬وقد تمثل هذه المهارة ما ‪ -‬بين ‪ %80 -70‬من إجمالي كلف اإلنتاج ولهذه المجموعة أهمية‬
‫صناعية كبيرة ألنها ‪.‬األساس لكل الصناعات الهندسية ‪ .‬ومع أن موادها األولية كبيرة الحجم‪ ،‬إال أن‬
‫مخرجاتها يزداد حجمها كثي ا ًر عند التصنيع‪ ،‬وبحاجة الى تعبئة خاصة ‪ .‬وصناعات اآلالت‬
‫والمعدات يتم اختيار مواقعها غالبًا في المناطق الصناعية الكبيرة التي توفر لها سوقًا بهيئة مصانع‬
‫تستخدم منتجاتها‪ ،‬كما توفر لها قوة عمل ماهرة‪ ،‬وال تميل لإلقامة في األقاليم الجديدة‪ ،‬أو الدول‬
‫النامية ألنها تفتقد لمثل عناصر النجاح هذه ‪ .‬ومن أهم فروعها اآلالت المعدنية ومكوناتها‪ ،‬وآالت‬
‫الحفر والقطع والضغط والطرق (الكبس)‪ ،‬والمضخات والمراجل ‪ ،‬ومكائن النسيج ‪.‬‬
‫ومع ازدياد المكننة فإن اآلالت المنتجة قد أصبحت أكثر دقة عن ذي قبل‪ ،‬فالصناعيون‬ ‫•‬
‫يحتاجون إلى مزيد من المعدات األكثر دقة تفي بالغرض كي يمكنهم بواسطتها إنتاج معدات عالية‬ ‫•‬
‫النوعية مثل السيارات والساحبات ومعدات الحصاد مثًال ‪.‬‬
‫صناعة السيارات‬
‫• بدأت صناعة السيا رات تتطور سريعًا منذ نهاية القرن التاسع‬
‫عشر‪ ،‬بعد أن أخذت مئات المصانع الصغيرة في الواليات‬
‫المتحدة وبريطانيا وبقية أوروبا تندمج لتكوين شركات كبيرة‬
‫جدًا لها أهمية على المستوى العالمي مثل شركة فورد في‬
‫أمريكا وليالند في المملكة المتحدة‬
‫• ومارسيدس في ألمانيا وفيات في إيطاليا وتويوتا في اليابان‬
‫وغيرها ‪.‬‬
‫المحاضرة الثانية عشر ‪ -:‬الصناعات الكهربائية‬

‫• بدأت عمليات صناعتها بعد عام ‪ 1880‬بعد أن أمكن بناء‬


‫مولدات كهربائية ضخمة‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت أصبحت هذه‬
‫الصناعات فرع مهم جدًا في الصناعة ‪ .‬وبدأ تطورها يتسارع‬
‫تقنيًا وفي تطبيقاته بحياتنا اليومية ‪.‬‬
‫المحاضرة الثالثة عشر ‪ -:‬الصناعات اإللكترونية‬

‫• تؤكد هذه الصناعات على البحوث والتطور‪ ،‬وتخلق منتجات متقدمة علميًا‪.‬‬
‫العاملون فيها على مستوى عالي من التأهيل‪ ،‬وهذا يشمل اإلدارات أيضًا‬
‫والتسويق واالستشاريين ‪ .‬حصل البحث عالي التقنية أوًال في أمريكا‪ ،‬غرب‬
‫أوروبا واليابان‪ ،‬وجاء التطور السريع في االبتكارات بحقل ‪ ، 1970‬لكن التطور‬
‫األكبر جاء بعد عام ‪ -‬االلكترونيات‪ ،‬وهذه الموجة جاءت ما بين ‪ 196‬وهذه‬
‫الصناعات تتضمن أنشطة أوسع بكثير مما قد يقصرها البعض على الحاسبات‪،‬‬
‫فاليوم هناك واجهات عالية التكنولوجيا قرب جميع المجمعات الصناعية ومنها‬
‫مثًال ‪:‬‬
‫• الصيدالنية‪ ،‬الكيمياوية‪ ،‬األدوية‪ ،‬الهندسية‪ ،‬العسكرية‪ ،‬االتصاالت‪ ،‬الروبوتات‪،‬‬
‫معدات‬
‫• المختبرات‪ ،‬معالجة البيانات االلكترونيات ‪ :‬وهذه األخيرة تصنف الى ثالثة أقسام ‪.‬‬
‫‪ .1‬منتجات استهالكية ‪ .2‬تطبيقات عسكرية ‪ .3‬الحاسبات ‪.‬‬
‫• بدأت األبحاث العلمية في صناعة االلكترونيات في أمريكا وبريطانيا نهاية القرن التاسع‬
‫عشر‪ ،‬وكان أول نتاجاتها االرديو ثم التلفزيون‪ ،‬لكن التطور األهم حصل للحاجة الماسة‬
‫لتطوير المعدات العسكرية‪ ،‬الغواصات‪ ،‬الصواريخ‪ ،‬والقنابل الموجهة كلها أعطت حافًز ا‬
‫مبكًر ا لهذه الصناعات مثلما جاءت الستاليت والقذائف شديدة التعقيد لتضيف دفعًا أخرًا‬
‫لنظم الحاسبات كي تتطور الحقًا ‪.‬‬
‫• في المصانع المقامة في المراكز الحضرية الواسعُة تنتج عادًة أنواع عديدة من المكائن‬
‫الثقيلة والمعقدة تستفيد من الروابط مع الصناعات عالية التقنية‪ ،‬وصناعة السيارات لها‬
‫طلبات متزايدة على المعدات االلكترونية لبناء المكونات‪ ،‬وٕادارة اإلنتاج وصناعة‬
‫المكائن ‪ .‬التطور الحاصل في صناعة االتصاالت بعد الحرب العالمية الثانية كان له أيضًا‬
‫أثر في زيادة الطلب على الصناعات االلكترونية‪ ،‬والهواتف والتلفزيون التي تطورت‬
‫معداتها نحو التخصص ‪ .‬وعن طريق ربط مكائن مختلفة مع بعضها فإن الكفاءة تتزايد‪.‬‬
‫هذا األسلوُب طِبق في المصانع فازداد استخدام أجهزة التحكم عن بعد ولتجاوز العمل‬
‫التقليدي جاء االتجاه نحو الروبوتات ‪ ,‬كان استعماله األول بسيطًا مثل ورش األصباغ أو‬
‫حمل المعدات الثقيلة‪ . ،‬واستخدامه وّفر كلفًا ألنه يعمل لساعات أطول‪ ،‬لكنه اآلُن يستخدم‬
‫في أعمال التجميع في صناعة السيارات وفي المعدات المنزلية وأجهزة اإلضاءة‪ ،‬وعلى‬
‫نطاق واسع في الصناعات المعدنية عمومًا ‪.‬‬
‫في قطاع االتصاالت‬
‫بدأت بالهواتف لكنها اآلن تعمل وفق أنظمة االتصاالت‬ ‫•‬
‫الرقمية والتي لها إمكانية كبيرة لالستخدام في الهواتف‬
‫والبيانات والطباعة والنقل الفيديوي‪ ،‬ومن الممكن استخدام‬
‫الحاسبات في المحطات النهائية‪ ،‬كما أن لخدمات الفيديو‬
‫استخدامات واسعة‪.‬‬ ‫•‬
‫األلياف البصرية تقنية متطورُة تستخدم للنقل بواسطة األسالك‬ ‫•‬
‫الزجاجية فُتنقل بها بيانات هائلة مقارنة بالكيبالت العادية ‪.‬‬
‫أما الدول األكثر تطو ا ًر في مجال عموم الصناعات عالية‬ ‫•‬
‫التقنية فهي الواليات المتحدة واليابان ‪.‬‬
‫وتتركز في الواليات المتحدة في واليتي بوسطن وكاليفورنيا ‪.‬‬ ‫•‬
‫الرابعة عشر ‪ -:‬التلوث الصناعي‬

‫• تمثل الصناعة جزاء اساسيًا من النشاط البشري ‪ ,‬وألن االنسان‬


‫وفعالياته المختلفة هي المصدر األساسي لثلوث البيئة ‪ ,‬فأن الصناعة‬
‫بالتالي هي المصدر الرئيسي للملوثات وبوتائر متصاعدة ‪ ,‬أن اتساع‬
‫الصناعة وتعقد العمليات الصناعية بتسبب المزيد من التلوث‬
‫والملوثات الصناعية ويندر وجود منشآت صناعية خالية من‬
‫التأثيرات الضارة بالبيئة ‪,‬‬
‫• يقصد بالتلوث الصناعي ( كمية وانواع الملوثات التي تطلقها صناعة‬
‫أو مجموعة الصناعات الى البيئة ( الماء والهواء والتربة )‬
‫وبخصائص ومدة بقاء ويحتمل أن تحدث أضرارًا بحياة األنسان‬
‫والحيوان أو النبات) ‪.‬‬
‫مظاهر التلوث الصناعي‬
‫يمكن ان نحدد االثار المباشر وغير المباشرة للصناعة على البيئة بما يلي‪-:‬‬
‫أوًال‪ -:‬تأثير الصناعة على البيئة الطبيعية المتمثلة بالماء والهواء والتربة ‪ ,‬أذ تسهم‬
‫الصناعة بثلث ملوثات الهواء وألهم واألخطر من ملوثات الماء وبنسبة عالية من‬
‫ملوثات التربة ‪.‬‬
‫‪ -1‬تلوث الماء ‪ -:‬تحتاج الصناعة مقادير كبيرة من المياه في العملية الصناعية‬
‫بمراحل مختلفة ‪ ,‬ومن المتوقع تضاعف هذه الكمية خالل مدة وجيزة مما تسبب في‬
‫زيادة كميات المياه الملوثة التي تلفظها المصانع كل يوم وتقسم المواد الصناعية‬
‫الملوثة للمياه الى ‪-:‬‬
‫أ‪ .‬مواد طافية كالزيوت والدهون والرغوة ‪.‬‬
‫ب‪ .‬مواد معلقة تتعلق بالمياه وال تترسب الى ببط‪.‬‬
‫ج‪ .‬مواد مذابة كاألحماض والقلويات والمعادن والمبيدات والسيانيد والفينول ‪.‬‬
‫ان تلوث الماء يشمل وجود أي عامل يؤثر في نوعية الماء ويؤدي الى تقليل االستفادة‬
‫منه في االستعماالت المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تلوث الهواء‪ -:‬تتسبب الصناعة بإضافة كميات كبيرة من‬
‫الملوثات الى الهواء ‪ ,‬أبرزها ( أول أوكسيد الكربون ‪ ,‬ثاني‬
‫أوكسيد الكربون ‪ ,‬جزيئات ‪ ,‬اكاسيد النتروجين ‪ ,‬اكاسيد الكبريت‬
‫والهيدروكربونات ‪ ,‬وغيرها اضافة الى المواد السائلة والصلبة‬
‫بحجوم عدة ينتج اغلبها عن حرق الوقود كليًا أو جزئيًا وعمليات‬
‫صناعية وتبخر مواد التحليل الصناعي وحرق الفضالت ومكائن‬
‫السيارات‪.‬‬
‫‪ -3‬تلوث التربة ‪ -:‬هو أي تغيرات فيزيائية وكيميائية في التربة‬
‫تسبب لها تغير في االستعمال أو تجعلها غير قادرة على‬
‫االستعمال النافع وبدون معالجة ‪.‬‬
‫تشارك الصناعة بقدر هام من ملوثات التربة أهمها ‪-:‬‬
‫‪ -1‬المخلفات الصناعية ‪ ,‬معدنية كالسكراب وغيرها‪ ,‬عضوية‬
‫مثل نفايات الورق والجلود ‪ ,‬نفايات النفط وغيرها‪.‬‬
‫‪ -2‬أن استثمار كملت متزايدة من المعادن المختلفة بالتعدين‬
‫السطحي أو الباطني يترك حيزًا واخاديد عميقة تحد من‬
‫المساحات الزراعية وتحدث تراجعًا في نسيج التربة ‪.‬‬
‫‪ -3‬النفايات السائلة التي تلفظها العديد من الصناعات بعد‬
‫استخدامها في عملياتها الصناعية وتؤدي الى تلوث التربة وتلوث‬
‫المياه الجوفية ‪.‬‬
‫ثانيًا‪ -:‬تأثير الصناعة على البيئة االجتماعية ‪-:‬‬
‫وتأتي تأثير البيئة في أوجه متعددة مباشرة وغير مباشرة ‪-:‬‬
‫‪ -1‬الضوضاء ‪ -:‬هو الصوت الغير مرغوب فيه وله تأثير مشوش‬
‫للصحة وبذلك فهو خطير كتلوث الهواء والماء ‪ ,‬أذ تسبب بعض‬
‫الصناعات بأحداث ضوضاء جراء عمليات تصادم األجزاء أو اهتزاز‬
‫أو احتكاك اآلالت في الكثير من مصانعها‪.‬‬
‫‪ -2‬الروائح الكريهة ‪ -:‬تنبعث من عدة صناعات روائح بسبب طبيعة‬
‫موادها األولية أو عملياتها الصناعية مثل صناعة الجلود ‪ ,‬تسييل‬
‫الغاز ‪ ,‬الخمائر ‪ ,‬المجازر وغيرها ‪.‬‬
‫‪ -3‬تأثيرات اجتماعية وسلوكية ‪ -:‬هي تأثيرات غير مباشرة تترك‬
‫أثرها على السكان وقد ال تظهر تلك األثار اال في المدى الطويل‬
‫مثل ‪-:‬‬
‫‪ -1‬الهجرة الواسعة من الريف والمدن الصغيرة قليلة التصنيع‬
‫نحو مناطق التركزات الصناعية للعمل فيها ‪ ,‬فتتكون هناك‬
‫مناطق طاردة للسكان تفقد جيل الشباب وقوة العمل ( الريف‬
‫والمدن الكبيرة) ومناطق جذب تعاني من الضغط على الخدمات‬
‫والغذاء وسواها‪.‬‬
‫‪ -2‬معاناة المهاجريين مع التكيف مع البيئة الجديدة وقد تظهر‬
‫أنماطًا من السلوك االجتماعي غير منسجمة ال مع عادات الريف‬
‫وال المدينة‬
‫الخامسة عشر ‪ -:‬مراجعة عامة‬

You might also like