َو اَّلِذ يَن ُهْم ِبآَياِت َر ِّبِهْم ُيْؤ ِم ُنوَن (َ )58و اَّلِذ يَن ُهْم ِبَر ِّبِهْم اَل ُيْش ِرُك وَن ()59 إن الذين هم مع إيمانهم وإحسانهم وِج لون من ربهم. والذين هم بآيات كتابه يؤمنون. والذين هم يوحدون ربهم ال يشركون به شيًئا. َو اَّلِذ يَن ُيْؤ ُتوَن َم ا آَتْو ا َو ُقُلوُبُهْم َوِج َلٌة َأَّنُهْم ِإَلى َر ِّبِهْم َر اِج ُعوَن (ُ )60أوَلِئَك ُيَس اِر ُع وَن ِفي اْلَخ ْيَر اِت َو ُهْم َلَها َس اِبُقوَن (َ )61و اَل ُنَك ِّلُف َنْفًس ا ِإاَّل ُو ْس َعَها َو َلَد ْيَنا ِكَتاٌب َيْنِط ُق ِباْلَح ِّق َو ُهْم اَل ُيْظَلُم وَن ()62 والذين يجتهدون في أعمال البر ،ويتقربون إلى هللا باألعمال الصالحة وهم خائفون أال يتقبل هللا منهم إنفاقهم وأعمالهم الصالحة إذا رجعوا إليه يوم القيامة * أولئك الموصوفون بهذه الصفات العظيمة يبادرون إلى األعمال الصالحة ،وهم إليها سابقون ،ومن أجلها سبقوا غيرهم. وال نكلف نفًس ا إال قدر ما تسطيعه من العمل ،وعندنا كتاب أثبتنا فيه عمل كل عـامل ،ينطـق بالحـق اَّلذي ال مـرية فيه، وهم ال يظلمون بنقص حسناتهم ،وال زيادة سيئاتهم. َبْل ُقُلوُبُهْم ِفي َغ ْم َرٍة ِم ْن َهَذ ا َو َلُهْم َأْع َم اٌل ِم ْن ُد وِن ي َر ْت ا ْذ َذ ِلَك ُهْم َلَها َع اِم ُلوَن (َ )63ح َّتى ِإَذ ا َأَخ ُم ِف ِهْم َن ِباْلَعَذ اِب ِإَذ ا ُهْم َيْج َأُر وَن بل قلوب الكفار في غفلة من هذا الكتاب اَّلذي ينطق بالحق ،والكتاب اَّلذي نزل عليهم ،ولهم أعمال أخرى دون ما هم عليه من الكفر هم لها عاملون ،حَّتى إذا عاقبنا منَّعميهم في الدنيا بالعذاب يوم القيامة إذا هم يرفعون أصواتهم مستغيثين. َح َّتى ِإَذ ا َأَخ ْذ َنا ُم ْتَرِفيِهْم ِباْلَعَذ اِب ِإَذ ا ُهْم َيْج َأُر وَن ( )64اَل َتْج َأُر وا اْلَيْو َم ِإَّنُك ْم ِم َّنا اَل ُتْنَصُر وَن (َ )65قْد َك اَنْت آَياِتي ُتْتَلى َع َلْيُك ْم َفُك ْنُتْم َع َلى َأْع َقاِبُك ْم َتْنِكُص وَن (ُ )66م ْس َتْك ِبِر يَن ِبِه َس اِمًر ا َتْه ُج ُر وَن ()67 حَّتى إذا عاقبنا منَّعميهم يوم القيامة إذا هم يرفعون أصواتهم مستغيثين. فيقال لهم :ال تستغيثوا في هذا اليوم ،فإنه ال ناصر لكم . قد كانت آيات كتاب هللا ُتْقرأ عليكم فكنتم ترجعون موّلين عنها . تفعلون ذلك مستكبرين على الناس بما تزعمونه من أنكم أهل الحرم ولستم أهله؛ ألن أهله هم المتقون ،وتتسامرون حوله بالسيئ من القول ،فأنتم ال تقدسونه. َأَفَلْم َيَّد َّبُر وا اْلَقْو َل َأْم َج اَء ُهْم َم ا َلْم َيْأِت آَباَء ُهُم اَأْلَّو ِليَن (َ )68أْم َلْم َيْع ِر ُفوا َرُس وَلُهْم َفُهْم َلُه ُم ْنِكُر وَن (َ )69أْم َيُقوُلوَن ِبِه ِج َّنٌة َبْل َج اَء ُهْم ِباْلَح ِّق َو َأْك َثُر ُهْم ِلْلَح ِّق َك اِر ُهوَن ()70
أفلم يتدبر هؤالء المشركون ما أنزل هللا من القرآن ليؤمنوا به،
ويعملوا بما فيه ،أم جاءهم ما لم يأت أسالفهم من قبلهم ،فأعرضوا عنه وكذبوا به ؟ أم إنهم لم يعرفوا محمًد ا اَّلذي أرسله هللا إليهم، فهم منكرون له ،لقد عرفوه وعرفوا صدقه وأمانته . بل يقولون :هو مجنون ،لقد كذبوا ،بل جاءهم بالحق اَّلذي ال شك فيه أَّنه من عند هللا ،ومعظمهم كارهون للحق ،مبغضون له حسًد ا من عند أنفسهم ،وتعصًبا لباطلهم. َو َلِو اَّتَبَع اْلَح ُّق َأْه َو اَء ُهْم َلَفَس َد ِت الَّس َم اَو اُت َو اَأْلْر ُض َو َم ْن ِفيِهَّن َبْل َأَتْيَناُهْم ِبِذ ْك ِر ِهْم َفُهْم َع ْن ِذ ْك ِر ِهْم ُم ْع ِر ُض وَن ()71
ولو أجرى هللا األمور ،ودّبرها على وفق ما تهواه أنفسهم
لفسدت السماوات واألرض ،وفسد من فيهن لجهلهم بعواقب األمور ،وبالصحيح والفاسد من التدبير. َأْم َتْس َأُلُهْم َخ ْر ًج ا َفَخ َر اُج َر ِّبَك َخ ْيٌر َو ُهَو َخ ْيُر الَّر اِز ِقيَن (َ )72و ِإَّنَك َلَتْد ُع وُهْم ِإَلى ِص َر اٍط ُم ْس َتِقيٍم (َ )73و ِإَّن اَّلِذ يَن اَل ُيْؤ ِم ُنوَن ِباآْل ِخ َرِة َع ِن الِّص َر اِط َلَناِكُبوَن ()74 هل طلبت -أيها الرسول -أجًر ا من هؤالء على ما جئتهم به ،وذلك جعلهم يرفضون الدعوة؛ هذا لم يحدث منك ،فثواب ربك وأجره خير من ثواب هؤالء وغيرهم ،وهو -سبحانه -خير الرازقين. وإنك -أيها الرسول -لتدعو هؤالء وغيرهم إلى طريق مستقيم ال اعوجاج فيه ،وهو طريق اإلسالم. وإن الذين ال يؤمنون باآلخرة وما فيها من حساب وعقاب وثواب عن طريق اإلسالم لمائلون إلى غيرها من الطرق المعوجة الموصلة إلى النار. َو َلْو َر ِح ْم َناُهْم َو َك َش ْفَنا َم ا ِبِهْم ِم ْن ُضٍّر َلَلُّج وا ِفي ُطْغ َياِنِهْم َيْع َم ُهوَن ()75
ولو رحمناهم ورفعنا عنهم ما بهم من قحط وجوع لتمادوا في
ضاللهم عن الحق يترددون ويتخّبطون. ما ترشد إليه اآليات
• خوف المؤمن من عدم قبول عمله الصالح.
• سقوط التكليف بما ال ُيْس تطاع رحمة بالعباد. • الترف مانع من موانع االستقامة وسبب في الهالك. • قصور عقول البشر عن إدراك كثير من المصالح. • عدم اعتبار الكفار بالنعم أو النقم التي تقع عليهم دليل على فساد فطرهم.