You are on page 1of 9

‫سورة المؤمنون ‪75 - 57‬‬

‫ِإَّن اَّلِذ يَن ُهْم ِم ْن َخ ْش َيِة َر ِّبِهْم ُم ْش ِفُقوَن (‪)57‬‬


‫َو اَّلِذ يَن ُهْم ِبآَياِت َر ِّبِهْم ُيْؤ ِم ُنوَن (‪َ )58‬و اَّلِذ يَن ُهْم‬
‫ِبَر ِّبِهْم اَل ُيْش ِرُك وَن (‪)59‬‬
‫إن الذين هم مع إيمانهم وإحسانهم وِج لون من ربهم‪.‬‬
‫والذين هم بآيات كتابه يؤمنون‪.‬‬
‫والذين هم يوحدون ربهم ال يشركون به شيًئا‪.‬‬
‫َو اَّلِذ يَن ُيْؤ ُتوَن َم ا آَتْو ا َو ُقُلوُبُهْم َوِج َلٌة َأَّنُهْم ِإَلى َر ِّبِهْم َر اِج ُعوَن‬
‫(‪ُ )60‬أوَلِئَك ُيَس اِر ُع وَن ِفي اْلَخ ْيَر اِت َو ُهْم َلَها َس اِبُقوَن (‪َ )61‬و اَل‬
‫ُنَك ِّلُف َنْفًس ا ِإاَّل ُو ْس َعَها َو َلَد ْيَنا ِكَتاٌب َيْنِط ُق ِباْلَح ِّق َو ُهْم اَل‬
‫ُيْظَلُم وَن (‪)62‬‬
‫والذين يجتهدون في أعمال البر‪ ،‬ويتقربون إلى هللا باألعمال الصالحة‬
‫وهم خائفون أال يتقبل هللا منهم إنفاقهم وأعمالهم الصالحة إذا رجعوا‬
‫إليه يوم القيامة * أولئك الموصوفون بهذه الصفات العظيمة يبادرون‬
‫إلى األعمال الصالحة‪ ،‬وهم إليها سابقون‪ ،‬ومن أجلها سبقوا غيرهم‪.‬‬
‫وال نكلف نفًس ا إال قدر ما تسطيعه من العمل‪ ،‬وعندنا كتاب‬
‫أثبتنا فيه عمل كل عـامل‪ ،‬ينطـق بالحـق اَّلذي ال مـرية فيه‪،‬‬
‫وهم ال يظلمون بنقص حسناتهم‪ ،‬وال زيادة سيئاتهم‪.‬‬
‫َبْل ُقُلوُبُهْم ِفي َغ ْم َرٍة ِم ْن َهَذ ا َو َلُهْم َأْع َم اٌل ِم ْن ُد وِن‬
‫ي‬ ‫َر‬ ‫ْت‬ ‫ا‬ ‫ْذ‬
‫َذ ِلَك ُهْم َلَها َع اِم ُلوَن (‪َ )63‬ح َّتى ِإَذ ا َأَخ ُم ِف ِهْم‬
‫َن‬
‫ِباْلَعَذ اِب ِإَذ ا ُهْم َيْج َأُر وَن‬
‫بل قلوب الكفار في غفلة من هذا الكتاب اَّلذي ينطق بالحق‪ ،‬والكتاب‬
‫اَّلذي نزل عليهم‪ ،‬ولهم أعمال أخرى دون ما هم عليه من الكفر هم لها‬
‫عاملون‪ ،‬حَّتى إذا عاقبنا منَّعميهم في الدنيا بالعذاب يوم القيامة إذا هم‬
‫يرفعون أصواتهم مستغيثين‪.‬‬
‫َح َّتى ِإَذ ا َأَخ ْذ َنا ُم ْتَرِفيِهْم ِباْلَعَذ اِب ِإَذ ا ُهْم َيْج َأُر وَن (‪ )64‬اَل‬
‫َتْج َأُر وا اْلَيْو َم ِإَّنُك ْم ِم َّنا اَل ُتْنَصُر وَن (‪َ )65‬قْد َك اَنْت آَياِتي‬
‫ُتْتَلى َع َلْيُك ْم َفُك ْنُتْم َع َلى َأْع َقاِبُك ْم َتْنِكُص وَن (‪ُ )66‬م ْس َتْك ِبِر يَن‬
‫ِبِه َس اِمًر ا َتْه ُج ُر وَن (‪)67‬‬
‫حَّتى إذا عاقبنا منَّعميهم يوم القيامة إذا هم يرفعون أصواتهم مستغيثين‪.‬‬
‫فيقال لهم ‪:‬ال تستغيثوا في هذا اليوم‪ ،‬فإنه ال ناصر لكم ‪.‬‬
‫قد كانت آيات كتاب هللا ُتْقرأ عليكم فكنتم ترجعون موّلين عنها ‪.‬‬
‫تفعلون ذلك مستكبرين على الناس بما تزعمونه من أنكم أهل الحرم ولستم‬
‫أهله؛ ألن أهله هم المتقون‪ ،‬وتتسامرون حوله بالسيئ من القول‪ ،‬فأنتم ال‬
‫تقدسونه‪.‬‬
‫َأَفَلْم َيَّد َّبُر وا اْلَقْو َل َأْم َج اَء ُهْم َم ا َلْم َيْأِت آَباَء ُهُم اَأْلَّو ِليَن‬
‫(‪َ )68‬أْم َلْم َيْع ِر ُفوا َرُس وَلُهْم َفُهْم َلُه ُم ْنِكُر وَن (‪َ )69‬أْم‬
‫َيُقوُلوَن ِبِه ِج َّنٌة َبْل َج اَء ُهْم ِباْلَح ِّق َو َأْك َثُر ُهْم ِلْلَح ِّق َك اِر ُهوَن‬
‫(‪)70‬‬

‫أفلم يتدبر هؤالء المشركون ما أنزل هللا من القرآن ليؤمنوا به‪،‬‬


‫ويعملوا بما فيه‪ ،‬أم جاءهم ما لم يأت أسالفهم من قبلهم‪ ،‬فأعرضوا‬
‫عنه وكذبوا به ؟ أم إنهم لم يعرفوا محمًد ا اَّلذي أرسله هللا إليهم‪،‬‬
‫فهم منكرون له‪ ،‬لقد عرفوه وعرفوا صدقه وأمانته ‪.‬‬
‫بل يقولون‪ :‬هو مجنون‪ ،‬لقد كذبوا‪ ،‬بل جاءهم بالحق اَّلذي ال شك‬
‫فيه أَّنه من عند هللا‪ ،‬ومعظمهم كارهون للحق‪ ،‬مبغضون له حسًد ا‬
‫من عند أنفسهم‪ ،‬وتعصًبا لباطلهم‪.‬‬
‫َو َلِو اَّتَبَع اْلَح ُّق َأْه َو اَء ُهْم َلَفَس َد ِت الَّس َم اَو اُت‬
‫َو اَأْلْر ُض َو َم ْن ِفيِهَّن َبْل َأَتْيَناُهْم ِبِذ ْك ِر ِهْم َفُهْم‬
‫َع ْن ِذ ْك ِر ِهْم ُم ْع ِر ُض وَن (‪)71‬‬

‫ولو أجرى هللا األمور‪ ،‬ودّبرها على وفق ما تهواه أنفسهم‬


‫لفسدت السماوات واألرض‪ ،‬وفسد من فيهن لجهلهم بعواقب‬
‫األمور‪ ،‬وبالصحيح والفاسد من التدبير‪.‬‬
‫َأْم َتْس َأُلُهْم َخ ْر ًج ا َفَخ َر اُج َر ِّبَك َخ ْيٌر َو ُهَو َخ ْيُر الَّر اِز ِقيَن‬
‫(‪َ )72‬و ِإَّنَك َلَتْد ُع وُهْم ِإَلى ِص َر اٍط ُم ْس َتِقيٍم (‪َ )73‬و ِإَّن‬
‫اَّلِذ يَن اَل ُيْؤ ِم ُنوَن ِباآْل ِخ َرِة َع ِن الِّص َر اِط َلَناِكُبوَن (‪)74‬‬
‫هل طلبت ‪-‬أيها الرسول‪ -‬أجًر ا من هؤالء على ما جئتهم به‪ ،‬وذلك‬
‫جعلهم يرفضون الدعوة؛ هذا لم يحدث منك‪ ،‬فثواب ربك وأجره خير‬
‫من ثواب هؤالء وغيرهم‪ ،‬وهو ‪-‬سبحانه‪ -‬خير الرازقين‪.‬‬
‫وإنك ‪-‬أيها الرسول‪ -‬لتدعو هؤالء وغيرهم إلى طريق مستقيم ال‬
‫اعوجاج فيه‪ ،‬وهو طريق اإلسالم‪.‬‬
‫وإن الذين ال يؤمنون باآلخرة وما فيها من حساب وعقاب وثواب‬
‫عن طريق اإلسالم لمائلون إلى غيرها من الطرق المعوجة الموصلة‬
‫إلى النار‪.‬‬
‫َو َلْو َر ِح ْم َناُهْم َو َك َش ْفَنا َم ا ِبِهْم ِم ْن ُضٍّر‬
‫َلَلُّج وا ِفي ُطْغ َياِنِهْم َيْع َم ُهوَن (‪)75‬‬

‫ولو رحمناهم ورفعنا عنهم ما بهم من قحط وجوع لتمادوا في‬


‫ضاللهم عن الحق يترددون ويتخّبطون‪.‬‬
‫ما ترشد إليه اآليات‬

‫• خوف المؤمن من عدم قبول عمله الصالح‪.‬‬


‫• سقوط التكليف بما ال ُيْس تطاع رحمة بالعباد‪.‬‬
‫• الترف مانع من موانع االستقامة وسبب في الهالك‪.‬‬
‫• قصور عقول البشر عن إدراك كثير من المصالح‪.‬‬
‫• عدم اعتبار الكفار بالنعم أو النقم التي تقع عليهم دليل على‬
‫فساد فطرهم‪.‬‬

You might also like