You are on page 1of 20

AAD 2213 HIFZ AL NUSUS

(2021/2022 ‫)الفصل االول للجلسة االكاديمية‬

‫ اإلنفاق‬:‫الموضوع‬

‫ المجموعة الثانية‬:‫المجموعة‬

‫اسم المحاضر‬: DR. IBRAHIM FAHAD SULAIMAN

‫عضو المجموعة‬:
‫رقم المصفوفة‬ ‫عضو المجموعة‬
1211656 AHMAD IHSAN BIN MUHAMMAD ZUNNOOR
1211667 SAIDATUL AFIFA BINTI ABDUL GHAFFAR
1211668 SAIDATUL AFIQA BINTI ABDUL GHAFFAR
1211671 NUR AMMAR IZZAH BINTI ABDUL MUTALIB
1211673 MUHAMMAD NIZAMUDDIN BIN MOHD ZULKIFLI
1211680 IZZAH ATIRAH BINTI MOHD AZIZZUL
ZULKARNAEN
1213340 NUR ‘AISYA HANNAN BINTI MOHD HASSAN

١٠/١/٢٠٢٢ :‫تاريخ التقديم‬


‫قائمة المحتويات‬

‫عّر ف اإلنفاق لغة واصطالحا ‪…………………………………..١.٠‬‬

‫خمس آيات قرآنية في اإلنفاق ‪…………………………………..٢.٠‬‬

‫قخمسة أحاديث نبوية في اإلنفا ‪……………………………………٣.٠‬‬

‫فضائل وفوائد اإلنفاق ‪……………………………. ٤.٠‬‬

‫شروط الصدقة ‪………………………………………………..٥.٠‬‬

‫مجاالت الصدقة مستدال بالدليل النقلي ‪………………………………٦.٠‬‬

‫شّك ل الحديث مع ترجمته إلى اللغة اإلنجليزية ‪…………………………٧.٠‬‬


‫‪١.٠‬عّر ف اإلنفاق لغة واصطالحا‬

‫اإلنفاق لغة ومترادًف ا التبديد والتبذير والصرف واإلفناء والبذل والعطاء‬


‫والتبرعة‪.‬أما مترادف اإلنفاق الصدقة والهدية واهبة واإلعطاء‪.‬كل تل‪aa‬ك المترادف‪aa‬ات يحتم‪aa‬ل‬
‫معنا مختلفا ومتنوعا ومتعددا إجماال‪.‬والكن ال تستوي تفصيال في القواعد‪.‬‬

‫أما اصطالحا اإلنفاق يقال أنه إخراج المال الطيب بعضا أو كله ابتغاء مرض‪aa‬اة هللا‬
‫لتبعيد رياء‪.‬يشتمل اإلنفاق معنى الزكاة والصدقة والهبة والهدية والمنحة‪.‬الكن تل‪aa‬ك األفع‪aa‬ال‬
‫متفرقة قواعدا وإصطالحا ومكتوبا‪.‬‬

‫كما قال عز وجل في كتابه الكريم‪:‬و أنفقوا مما رزقناكم سرا وعالني‪aa‬ة‪.‬ص‪aa‬ريحا أن‬
‫كلمة 'أنفقوا' يشمل فعل األمر والكن يحتمل كثرة المع‪aa‬نى هن‪aa‬ا‪ ،‬إم‪aa‬ا أن‪aa‬ه مكت‪aa‬وب أو من‪aa‬دوب‬
‫صدرا على فقه وفهم العلماء‪.‬‬
‫خمس آيات القرآنية في االنفاق ‪٢.٠‬‬

‫قال هللا تع‪aa‬الى في الق‪aa‬رءان الكريم [َذ ِل َك اْلِك َت ــُب اَل َر ْي َب ِفي‪ِaa‬ه ُه ًد ى ِّلْلُم َّت ِقيَْن‬ ‫‪)a‬‬
‫اَّلِذيَن ُيْؤ ِم ُنوَن ِباْلَغ ْي ِب َو ُيِقيُموَن الَّص َلوَة َو ِمَّما َر َز ْق َن ــُهْم ُينِفُقوَْن ] (البقرة‪)2-3:‬‬
‫وهم ال‪aa‬ذين ُيَص ِّد قون ب‪aa‬الغيب ال‪aa‬ذي ال تدركه حواُّس هم وال عق‪aa‬ولهم‬
‫وح‪aa‬دها; ألن‪aa‬ه ال ُيْع رف إال ب‪aa‬وحي هللا إلى رس‪aa‬له‪ ،‬مث‪aa‬ل اإليم‪aa‬ان بالمالئكة‪،‬‬
‫والجنة‪ ،‬والنار‪ ،‬وغير ذلك مما أخبر هللا به أو أخبر به رسوله صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪( ،‬واإليمان‪ :‬كلمة جامع‪a‬ة لإلق‪a‬رار باهلل ومالئكت‪a‬ه وكتب‪a‬ه ورس‪a‬له والي‪a‬وم‬
‫اآلخر والقدر خيره وشره‪ ،‬وتصديق اإلقرار بالقول والعم‪aa‬ل ب‪aa‬القلب واللس‪aa‬ان‬
‫والجوارح) وهم مع تصديقهم بالغيب يحافظون على أداء الصالة في مواقيتها‬
‫أداًء ص‪aa‬حيًح ا َو ْف ق م‪aa‬ا ش‪aa‬رع هللا لنبي‪aa‬ه محم‪aa‬د ص‪aa‬لى هللا علي‪aa‬ه وس‪aa‬لم‪ ،‬ومم‪aa‬ا‬
‫أعطيناهم من المال يخرجون صدقة أموالهم الواجبة والمستحبة‪.‬‬

‫قال هللا تعالى في كتابه العزيز [َو َأنِفُقوْا ِفي َس ِبيِل ِهَّللا َو اَل ُتْلُقوْا ِبَأْي ِديُك ْم ِإَلى‬ ‫‪)b‬‬
‫الَّت ْه ُلَك ِة َو َأْح ِس ُنو~ْْا ِإَّن َهَّللْا ُيِحُّب اْلُمْح ِس ِنيَن ] (البقرة‪)195:‬‬
‫واستمروا ‪-‬أيها المؤمنون‪ -‬في إنفاق األم‪aa‬وال لنص‪aa‬رة دين هللا تع‪aa‬الى‪،‬‬
‫والجهاد في سبيله‪ ،‬وال توقعوا أنفسكم في المهالك بترك الجهاد في س‪aa‬بيل هللا‪،‬‬
‫وعدم اإلنفاق فيه‪ ،‬وأحسنوا في االنفاق والطاعة‪ ،‬واجعلوا عملكم كله خالًص ا‬
‫لوجه هللا تعالى‪ .‬إن هللا يحب أهل اإلخالص واإلحسان‪.‬‬

‫قال هللا تعالى في الفرق‪aa‬ان [َي ْس َأُلوَن َك َم اَذ ا ُينِفُق وَْن ُق ْل َم آ َأنَفْقُتم ِّمن َخ ْي ٍر َفِلْلوِـ ِلَدْي ِن‬ ‫‪)c‬‬
‫َو اَأْلْق َر ِبيَن َو اْلَي َت ــَم ى َو اْلَمَس ــِكيِن َو اْب ِن الَّس ِبيِْل َو َم ا َت ْف َع ُلوْا ِم ْن َخ ْي ٍر َفِإَّن َهَّللا ِب ِه> َع ِليٌم ]‬
‫(البقرة‪)215:‬‬
‫يسألك أصحابك ‪-‬أيها النبي‪ -‬أي شيء ينفقون من أص‪aa‬ناف أم‪aa‬والهم تقرًب ا إلى‬
‫هللا تعالى‪ ،‬وعلى َم ن ينفقون؟ قل لهم‪ :‬أنفق‪aa‬وا أَّي خ‪a‬ير يتيس‪a‬ر لكم من أص‪aa‬ناف الم‪aa‬ال‬
‫الحالل الطيب‪ ،‬واجعل‪aaa‬وا نفقتكم للوال‪aaa‬دين‪ ،‬واألق‪aaa‬ربين من أهلكم وذوي أرح‪aaa‬امكم‪،‬‬
‫واليتامى الذين مات آباؤهم وهم دون سن البل‪aa‬وغ‪ ،‬والمحت‪aa‬اجين ال‪aa‬ذين ال يملكون م‪aa‬ا‬
‫يكفيهم ويسد حاجتهم‪ ،‬والمسافر المحتاج الذي َب ُع َد عن أهل‪aa‬ه ومال‪aa‬ه‪ .‬وم‪aa‬ا تفعل‪aa‬وا من‬
‫خير فإن هللا تعالى به عليم‪.‬‬

‫قال هللا في القرءان الكريم [َي آَأُّي َه َا اَّل ِذيَن َء اَم ُن و~ْا َأنِفُق وْا ِمَّم ا َر َز ْق َن ــُك ْم ِّمن َقْب ِل َأن‬ ‫‪)d‬‬
‫َي ْأِتى َي ْو ٌم اَّل َب ْيٌع ِفيِه َو اَل ُخ َّلٌة َو اَل َشَفَع ٌْة َو اْلَك ِفُروَن ُه ُم الَّظ اِلُموَْن ] (البقرة‪)254:‬‬
‫يا من آمنتم باهلل وصَّد قتم رسوله وعملتم بهدي‪aa‬ه أخرج‪aa‬وا الزكاة المفروض‪aa‬ة‪،‬‬
‫وتصَّد قوا مما أعطاكم هللا قبل مجيء يوم القيام‪aa‬ة حين ال بي‪aa‬ع فيكون ربح‪ ،‬وال م‪aa‬ال‬
‫تفتدون به أنفسكم ِمن عذاب هللا‪ ،‬وال صداقة صديق ُتنقذكم‪ ،‬وال ش‪aa‬افع يمل‪aa‬ك تخفي‪aa‬ف‬
‫العذاب عنكم‪ .‬والكافرون هم الظالمون المتجاوزون حدود هللا‪.‬‬

‫قال هللا تع‪aa‬الى الكت‪aa‬اب التنزي‪aa‬ل [ ِإَّن اْلُم َص ِّد ِقيَن َو اْلُمَّص ِّد َقــِت َو َأْق َر ُض وْا َهَّللا َقْر ًض ا‬ ‫‪)e‬‬
‫َح َس ًن ا ُيَض ــِعُف َلُهْم َو َلُهْم َأْج ٌر َك ِر يٌْم ] (الحديد‪)18:‬‬
‫إن المتصدقين من أموالهم والمتصدقات‪ ،‬وأنفقوا في سبيل هللا نفقات طيبة بها‬
‫نفوس‪aa‬هم؛ ابتغ‪aa‬اء وج‪aa‬ه هللا تع‪aa‬الى‪ ،‬يض‪aa‬اعف لهم ث‪aa‬واب ذل‪aa‬ك‪ ،‬ولهم ف‪aa‬وق ذل‪aa‬ك ث‪aa‬واب‬
‫جزيل‪ ،‬وهو الجنة‪.‬‬

‫)ص‪ - 2‬كتاب التفسير الميسر ‪ - -‬المكتبة الشاملة‪)1‬‬

‫ص‪ - 30‬كتاب التفسير الميسر ‪ - -‬المكتبة الشاملة)‪(2‬‬

‫ص‪ - 33‬كتاب التفسير الميسر ‪ - -‬المكتبة الشاملة)‪(3‬‬

‫ص‪ - 42‬كتاب التفسير الميسر ‪ - -‬المكتبة الشاملة)‪(4‬‬

‫ص‪ - 539‬كتاب التفسير الميسر ‪ - -‬المكتبة الشامل)‪(5‬‬


‫‪٣.٠‬خمسة أحاديث نبوية في اإلنفاق‬

‫عن أبي هري‪a‬رة – رض‪a‬ي هللا عن‪a‬ه‪ -‬عن رس‪a‬ول هللا ‪-‬ص‪a‬ل هللا علي‪a‬ه وس‪a‬لم‪،-‬‬ ‫‪)a‬‬
‫قال‪ :‬سبعة يظلهم هللا تعالى في ظله يوم ال ظ‪aa‬ل إال ظل‪aa‬ه‪ :‬إم‪aa‬ام ع‪aa‬دل‪ ،‬وش‪aa‬اب‬
‫نش‪aa‬أ في عب‪aa‬ادة هللا‪ ،‬ورج‪aa‬ل قلب‪aa‬ه معل‪aa‬ق في المس‪aa‬اجد‪ ،‬ورجالن تحاب‪aa‬ا في هللا‬
‫اجتمعا عليه وتفرقا عليه‪ ،‬ورجل دعته امرأة ذات منصب وجم‪aa‬ال فق‪aa‬ال‪ :‬إني‬
‫أخاف هللا‪ ،‬ورجل تصدق صدقة فأخفاها حتى ال تعلم ش‪aa‬ماله م‪aa‬ا تنف‪aa‬ق يمين‪aa‬ه‪،‬‬
‫ورجل ذكر هللا خالًيا ففاضت عيناه‪.‬‬

‫عن أبي سعيد الخ‪a‬دري ‪-‬رض‪a‬ي هللا عن‪a‬ه‪ -‬ق‪a‬ال‪َ( :‬خ َر َج َر س‪a‬وُل ِهللا ‪َ-‬ص َّلى ُهللا علي‪a‬ه‬ ‫‪)b‬‬
‫وس‪َّaa‬لَم ‪ -‬في أْض ًح ى أْو ِفْط ٍر إلى الُم َص َّلى‪ُ ،‬ثَّم اْن َص َر َف ‪َ ،‬فَو َع َظ الَّن اَس ‪ ،‬وَأَم َر ُه ْم‬
‫بالَّصَد َقِة‪َ ،‬فَق اَل ‪ :‬أُّيه‪a‬ا الَّن اُس ‪َ ،‬ت َص َّد ُقوا‪َ ،‬فَم َّر عَلى الِّن َس اِء ‪َ ،‬فَق اَل ‪ :‬ي‪a‬ا َم ْع َش َر الِّن َس اِء ‪،‬‬
‫َت َص َّد ْق َن ‪ ،‬ف‪a‬إِّن ي َر َأْي ُتُك َّن أْك َث َر أْه ِل الَّن اِر َفُقْلَن ‪ :‬وِبَم ذل‪َa‬ك ي‪aa‬ا َر س‪aa‬وَل ِهللا؟ َق اَل ‪ُ :‬تْك ِث ْر َن‬
‫الَّلْع َن ‪ ،‬وَت ْك ُفْر َن الَع ِش يَر ‪ ،‬ما َر َأْي ُت ِمن َن اِقَص اِت َع ْق ٍل وِديٍن ‪ ،‬أْذ َهَب ِلُلِّب الَّر ُج ِل الَح اِز ِم ‪،‬‬
‫ِمن إْح َداُك َّن ‪ ،‬يا َم ْع َش َر الِّن َس اِء ُثَّم اْن َص َر َف ‪َ ،‬فَلَّما َص اَر إلى َم ْن ِز ِلِه‪َ ،‬ج اَء ْت َز ْي َن ُب ‪ ،‬اْم َر َأُة‬
‫اْب ِن َم ْس ُعوٍد‪َ ،‬ت ْس َت ْأِذُن عليه‪ ،‬فِقيَل ‪ :‬يا َر سوَل ِهللا‪ ،‬هِذه َز ْي َن ُب ‪َ ،‬فَقاَل ‪ :‬أُّي الَّز َي اِنِب؟ فِقي‪َaa‬ل ‪:‬‬
‫اْم َر َأُة اْب ِن َم ْس ُعوٍد‪َ ،‬قاَل ‪َ :‬ن َع ْم ‪ ،‬اْئ َذ ُنوا َلَه ا َفُأِذَن َلَه ا‪َ ،‬قاَلْت ‪ :‬يا َن ِبَّي ِهللا‪ ،‬إَّن َك أَم ْر َت الي‪aa‬وَم‬
‫بالَّصَد َقِة‪ ،‬وكاَن ِع نِدي ُحِلٌّي ِلي‪ ،‬فأَر ْد ُت أْن أَت َص َّدَق به‪َ ،‬فَز َع َم ابُن َم ْس ُعوٍد‪ :‬أَّن ه وَو َل َدُه‬
‫أَح ُّق َم ن َت َص َّد ْق ُت به عليهم‪َ ،‬فَق اَل الن‪aa‬بُّي َص َّلى ُهللا علي‪aa‬ه وس‪َّa‬لَم ‪َ :‬ص َد َق ابُن َم ْس ُعوٍد‪،‬‬
‫َز ْو ُجِك وَو َلُد ِك أَح ُّق َم ن َت َص َّد ْق ِت به عليهم)‪.‬‬

‫عن أبي ذر الغف‪aa‬اري ‪-‬رض‪aa‬ي هللا عن‪aa‬ه‪ -‬أّن رس‪a‬ول هللا ‪-‬ص‪ّa‬لى هللا علي‪aa‬ه وس‪ّa‬لم‪ -‬ق‪a‬ال‬ ‫‪)c‬‬
‫لفقراء المسلمين وقد جاؤوه يشكون قّلة المال وع‪aa‬دم تمّك نهم من الص‪aa‬دقة‪َ( :‬أَو َلْي َس َق ْد‬
‫َج َع َل ُهللا َلُك م َّما َت َص َّد ُقوَن ِبِه؟ ِإَّن ِبُك ِّل َت ْس ِبيَح ٍة َص َد َقًة ‪َ ،‬و ِبُك ِّل تكب‪aa‬يرٍة ص‪aa‬دقًة ‪ ،‬وِبكِّل‬
‫َأ‬
‫تحمي‪aa‬دٍة ص‪aa‬دقًة ‪ ،‬وِبكِّل تهليل‪ٍaa‬ة ص‪aa‬دقًة ‪َ ،‬و م‪ٌaa‬ر ِب الَمعُروِف َص َد َقٌة ‪ ،‬وَن َه ٌى عِن المنكِر‬
‫صدقٌة ‪ ،‬وفي ُبْض ِع َأَح ِد ُك م صدقٌة ‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسوَل ِهللا َأَي ْأِتي أَح ُد نا َش ْه َو َت ُه َو يكوُن ل‪aa‬ه‬
‫فيها أْج ٌر؟ قال‪َ :‬أَر َأْي ُتْم َلْو َو َض َعَه ا ِفي الحراِم أَلْي َس كان يكوُن علْي ِه ِو ْز ٌر؟ َفَك َذ ِلَك ِإَذ ا‬
‫َو َض َع ها ِفي اْلَح اَل ِل يكوُن َلُه أجٌر)‪.‬‬

‫(‪d‬عن بريدة بن الحصيب األسلمي ‪-‬رضي هللا عن‪aa‬ه‪ -‬ق‪aa‬ال‪ :‬ق‪aa‬ال رس‪aa‬ول هللا ‪-‬ص‪ّa‬لى هللا‬
‫عليه وسّلم‪َ( :-‬م ن أنظَر ُمعِس ًر ا فل‪a‬ه كَّل ي‪a‬وٍم مثِل ه َص دقٌة ‪ .‬فُقلُت ‪ :‬ي‪a‬ا رس‪a‬وَل ِهللا س‪a‬معُتَك‬
‫تقوُل‪َ :‬م ن أنظَر ُمعسًر ا فله كَّل يوٍم ِم ثَلْي ِه صدقٌة ‪ .‬ق‪a‬ال ل‪ُaa‬ه‪ :‬كَّل ي‪aa‬وٍم مثَل ُه ص‪aa‬دقًة قب‪َa‬ل أن‬
‫ه ص‪َaaaaaa‬د قٌة "‬ ‫َي ح‪َّaaaaaa‬ل ال‪aaaaaa‬ديُن ‪ ،‬ف‪aaaaaa‬إذا ح‪َّaaaaaa‬ل ف‪aaaaaa‬أنَظ َر فل‪aaaaaa‬ه كَّل ي‪aaaaaa‬وٍم ِم ثَلْي‬

‫(‪e‬عن أبي هريرة ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬ص ‪ّa‬لى هللا علي‪aa‬ه وس‪ّa‬لم‪ُ( :-‬ك ُّل‬
‫ُسالَم ى ِمَن الَّن اِس عليه َص َد َقٌة ‪ُ ،‬ك َّل َي وٍم َت ْط ُلُع فيه الَّش ْمُس ‪ ،‬قاَل ‪َ :‬ت ْع ِدُل بْي َن االْث َن ْي ِن َص َد َقٌة ‪،‬‬
‫وُتِعيُن الَّر ُج َل في داَّبِتِه َفَت ْح ِم ُلُه عليه‪aa‬ا‪ ،‬أْو َت ْر َف ُع ل‪aa‬ه عليه‪aa‬ا َم تاَع ُه َص َد َقٌة ‪ ،‬ق‪aa‬اَل ‪ :‬واْلَك ِلَم ُة‬
‫الَّط ِّي َب ُة َص َد َقٌة ‪ ،‬وُك ُّل ُخ ْط َو ٍة َت ْم ِش يها إلى الَّصالِة َص َد َقٌة ‪ ،‬وُتِميُط األَذ ى َع ِن الَّط ِر يِق َص َد َقٌة )‬
‫‪ ٤.٠‬فضائل وفوائد اإلنفاق‬

‫اإلنفاق هو األعمال املسلم يف سبيل اهلل‪ .‬وهو من بني أفضل أنواع اإلنفاق اليت يقوم هبا اإلنسان‪.‬‬

‫وأمهي‪-‬ة اإلنف‪--‬اق يف كوهنا أم‪--‬ر من أوام‪--‬ر اهلل س‪--‬بحانه وتع‪--‬اىل على اإلنس‪--‬ان‪ .‬يطي‪--‬ع املؤمن ب‪--‬أوامر اهلل دون نقص او‬

‫تقصري‪ .‬كما قال اهلل تعاىل يف القرآن الكرمي عن ال‪-‬ذين يرغب‪-‬ون يف أن ينالوا ال‪-‬رب‪َ{ ،‬لْن َتَن اُلوا اْلَّرِب َح ىَّت ُتْنِف ُق وا َّمِما‬

‫ِحُت ُّبوَن }‪[ 1‬العمران‪ .]92:‬فاملال من األش‪--‬ياء ال‪--‬يت حيبه‪--‬ا اإلنس‪--‬ان‪ .‬ول‪--‬ذلك‪ ،‬جيب ان يق‪--‬وم االنس‪--‬ان باإلنف‪--‬اق من‬

‫األش‪--‬ياء ال‪--‬يت حيبه‪--‬ا حىت ينال ال‪--‬رب وتق‪--‬رب إىل اهلل س‪--‬بحانه وتع‪--‬اىل‪ .‬وهناك العدي‪--‬د واملتنوع‪--‬ة من فض‪--‬ائل وفوائ‪--‬د‬

‫اإلنفاق يف سبيل اهلل‪.‬‬

‫مض ‪--‬اعفة األم ‪--‬وال هي من أهم الفض ‪--‬ائل والفوائ ‪--‬د ال ‪--‬يت تع ‪--‬ود على من يق ‪--‬وم باإلنف ‪--‬اق يف س ‪--‬بيل اهلل ع ‪--‬ز‬

‫وج‪--‬ل‪ .‬ف‪--‬إن ك‪--‬ل اإلنس‪--‬ان من يتعام‪--‬ل م‪--‬ع الص‪--‬دقات واإلنف‪--‬اق مال‪--‬ه يف س‪--‬بيل اهلل س‪--‬بحانه وتع‪--‬اىل أن ينال مجيع ‪ً-‬ا‬

‫النف‪--‬ع ب‪--‬إذن اهلل‪ .‬ل‪--‬ذلك‪ ،‬ال يض‪--‬ر معطي الص‪--‬دقات ألن اهلل ال يقط‪--‬ع امليع‪--‬اد‪ .‬وق‪--‬الت دار اإلفت‪--‬اء‪ ،‬إن نص احلديث‬

‫الشريف مسندا هو عن أيب كبشة عمر بن سعد األمناري رض‪-‬ي اهلل عنه أن‪-‬ه مسع رس‪-‬ول اهلل ص‪-‬لى اهلل علي‪-‬ه وآل‪-‬ه‬

‫وسلم يقول‪َ( :‬ثَالَثٌة ُأْقِس ُم َعَلْيِه َّن ‪َ ،‬و ُأَح ِّد ُثُك ْم َح ِد يًثا َف اْح َف ُظوُه‪َ :‬م ا َنَق َص َم اُل َعْب ٍد ِم ْن َص َد َقٍة‪ .2)..‬ينب رس‪--‬ول‬

‫اهلل ص‪--‬لى اهلل علي‪--‬ه وس‪--‬لم ان الص‪--‬دقة ال تنقص املال‪ ،‬ب‪--‬ل تزي‪--‬ده مبا حيص ‪--‬ل في‪--‬ه من برك‪--‬ة اإلنف‪--‬اق والعط‪--‬اء‪ ،‬ألن‬

‫كثريًا من احملجمني عن اإلنفاق والتص‪-‬دق يظنون أّن الص‪-‬دقة ت‪-‬ذهب باملال وتفني‪-‬ه أو تنقص‪-‬ه‪ .‬وه‪-‬ذا بس‪-‬بب غلب‪-‬ة‬

‫حب الدنيا على قلوهبم‪ .‬بل‪ ،‬إنه وفًق ا لقدرة الشخص بناًء على رغبته يف السباق لفعل اخلري ليس مبشهورا‪.‬‬

‫‪ 1‬القرءان الكريم‪( ،‬العمران‪)92:‬‬


‫‪2‬‬
‫بعد ذلك‪ ،‬تطفئ غضب اهلل الصدقة أو األموال اليت تصرف يف سبيل اهلل ع‪--‬ز وج‪-‬ل تطفئ غض‪--‬ب اهلل‪.‬‬

‫وأهنا متحى املزي‪--‬د من اخلطاي‪--‬ا وتقى الش‪--‬خص من ع‪--‬ذاب النار وت‪--‬دفع ميت‪--‬ة الس‪--‬وء أيض‪--‬ا‪ .‬كم‪--‬ا ق‪--‬ال يف احلديث‪،‬‬

‫عن أنس بن مال‪--‬ك ق‪--‬ال‪ :‬ق‪--‬ال رس‪--‬ول اهلل ص‪--‬لى اهلل علي‪--‬ه وس‪--‬لم‪( :‬إن الص‪--‬دقة لتطفئ غض‪--‬ب ال‪--‬رب‪ ،‬وت‪--‬دفع ميت‪--‬ة‬

‫السوء)‪ .3‬إن الصدقة اخلالصة لوجه اهلل تس‪--‬بب رض‪--‬ى اهلل عن العب‪--‬د‪ ،‬حيث إن الرض‪--‬ا مقاب‪--‬ل الغض‪--‬ب‪ ،‬فالص‪--‬دقة‬

‫تطفئ غض ‪--‬ب ال ‪--‬رب كم ‪--‬ا يطفئ املاء النار‪ .‬واملراد ب ‪--‬املوت الس ‪--‬يئ ه ‪--‬و أن املوت س ‪--‬بيل معص ‪--‬ية اهلل وينهى اهلل‬

‫عنه‪ .‬واملوت الس‪--‬يئ ه‪--‬و ن‪--‬وع من عق‪--‬اب اهلل وغض‪--‬به‪ .‬وعلى ه‪--‬ذا األس‪--‬اس‪ ،‬ف‪--‬إن من ت‪--‬رك الص‪--‬الة إذا م‪--‬ات ومل‬

‫يتوب عن خطاياه حتت هذا التهديد‪ .‬ويلزم اهلل تعاىل املسلمني بإنفاق أمواهلم بنسبة معينة إلزال‪-‬ة بعض األخط‪-‬اء‬

‫اليت يرتكبوهنا‪ .‬ومن خالل حتقيق هذا اإلنفاق‪ ،‬سوف يكافأ املسلم‪ .‬هذا ألنه يطيع األوامر اهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫وإض ‪--‬افة إىل ذل ‪--‬ك‪ ،‬اإلنف ‪--‬اق ه ‪--‬و ممارس ‪--‬ة لن تنقط ‪--‬ع حىت املوت‪ .‬كم ‪--‬ا ق ‪--‬ال يف احلديث‪ ،‬عن أيب هري ‪--‬رة‬

‫رض‪--‬ي اهلل عنه أن رس‪--‬ول اهلل ص‪--‬لى اهلل علي‪--‬ه وس‪--‬لم ق‪--‬ال‪( :‬إذا م‪--‬ات ابن آدم انقط‪--‬ع عمل‪--‬ه إال من ثالث‪ :‬ص‪--‬دقة‬

‫جارية‪ ،‬أو علم ينتف‪--‬ع ب‪--‬ه‪ ،‬أو ول‪--‬د ص‪--‬احل ي‪--‬دعو ل‪--‬ه)‪ .4‬كم‪--‬ا عرفنا أن اإلنف‪--‬اق ه‪--‬و العم‪--‬ل من األعم‪--‬ال األك‪--‬رام‪.‬‬

‫إذن‪ ،‬حنص ‪--‬ل على الثواب تت ‪--‬دفق دائًم ا حىت املوت كم ‪--‬ا ل ‪--‬و كنا نق ‪--‬وم بعم ‪--‬ل اخلري يف ال ‪--‬دنيا يف ذل ‪--‬ك ال ‪--‬وقت‪.‬‬

‫وجيري علي ‪--‬ه أجره ‪--‬ا بع ‪--‬د وفات ‪--‬ه م ‪--‬ا دامت ينتف ‪--‬ع هبا الناس‪ .‬من ه ‪--‬ذه الفض ‪--‬ائل والفوائ ‪--‬د‪ ،‬ن ‪--‬رى أن اهلل والرمحان‬

‫وال‪-- -‬رحيم والق‪-- -‬درة‪ .‬وجيبلنا أن يتم ه‪-- -‬ذا اإلنف‪-- -‬اق ب‪-- -‬إخالص دون ري‪-- -‬اء‪ .‬ب‪-- -‬ل‪ ،‬أولئ‪-- -‬ك ال‪-- -‬ذين ميارس‪-- -‬ون إنف‪-- -‬اق‬

‫سيحصلون على محاية اهلل يف اآلخرة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫يف اخلتام‪ ،‬هناك العديد من املزاي‪-‬ا والفوائ‪-‬د من إنف‪-‬اق‪ .‬وه‪-‬ذه اإلنف‪-‬اق ممارس‪-‬ة نبيل‪-‬ة ومطلوب‪-‬ة يف اإلس‪-‬الم‪.‬‬

‫وتنقسم البشرية إىل قسمني‪ ،‬األول ه‪-‬و األص‪-‬حاء‪ ،‬والثاين ه‪-‬و الع‪-‬اجز (الفق‪-‬ري أو الفق‪-‬ري)‪ .‬جيع‪-‬ل اهلل ك‪-‬ل ش‪-‬خص‬

‫خمتلًف ا وسببًيا‪ .‬إن اهلل يأمتن على كل ممتلكات ميلكها أن يتقامسها مع غري الق‪--‬ادر من خالل الص‪--‬دقات واإلنف‪--‬اق‪.‬‬

‫بينما اهلل خيترب األشخاص غري القادرين على الفقر حىت يؤمنوا دائًم ا بقوة اهلل وال ينسوه‪ .‬واإلنفاق أن يؤدي إىل‬

‫رمحة اهلل ورضاه‪ .‬لعل اهلل يدخلنا يف اجلنة‪.‬‬


‫الصدقة‬ ‫شروط ‪٥.٠‬‬

‫الصدقة من صفات المؤمنين وقال اهل العلم إّن لقبول الصدقة العديد من الشروط‬
‫الذي يجب االلتزام بها‪ ،‬ويكون هدفه من الصدقة التقرب لوج‪aa‬ه هللا تع‪aa‬الى‪ .‬ق‪aa‬ال هللا تع‪aa‬الى ‪:‬‬
‫ِإَّن اْلُمَّص ِّد ِقيَن َو اْلُمَّص ِّد َقاِت َو َأْق َر ُضوا َهَّللا َقْر ضًا َح َس نًا ُيَض اَع ُف َلُهْم َو َلُهْم َأْج ٌر َك ِر يمٌ ) سورة‬
‫الحديد‪ .)18:‬لكن هناك العديد من شروط الصدقة التي يمكننا الحصول ‪.‬عليه‪aa‬ا لني‪aa‬ل رض‪aa‬ا‬
‫هللا‪:‬‬

‫اإلخالص في إعطاء الصدقات‬ ‫‪)a‬‬


‫كما نعلم ‪ ،‬يجب أن ننوي بإخالص الصدقة ألن هللا وح‪aa‬ده في إعط‪aa‬اء‬
‫الصدقات وطلب رضاه وقربه من جنبه ‪ ،‬ص‪aa‬دقات واجب‪aa‬ة وس‪aa‬نة (مس‪aa‬تحب)‬
‫في حالة عدم اإلخالص تبطل الصدقات ويهبط الث‪aa‬واب‪ .‬كم‪aa‬ا يح‪aa‬رم علين‪aa‬ا أن‬
‫ن‪aa‬دفع الزكاة بقص‪aa‬د الري‪aa‬اء والس‪aa‬معة ح‪aa‬تى للتف‪aa‬اخر ب‪aa‬اآلخرين‪ .‬مث‪aa‬ل ه‪aa‬ؤالء‬
‫سيعذبون في يوم القيامة بعذاب شديد‪ .‬قال الن‪aa‬بي ص‪aa‬لى هللا علي‪aa‬ه وس‪aa‬لم‪" :‬من‬
‫ُحَّمت أجس‪aa‬ادهم أوًال بن‪aa‬ار جهنم ي‪aa‬وم القيام‪aa‬ة ثالث ف‪aa‬رق‪ .‬في الواق‪aa‬ع ‪ ،‬أنت‬
‫تعطي الصدقات لتدعى فاعل خير‪ .‬وهو الذي قيل ‪(" ...‬رواه مسلم (‪)1095‬‬
‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه(‪.‬‬

‫إعطاء الصدقات للمحتاجين‬ ‫‪)b‬‬


‫على من يعطي الصدقة أن يحاول إعطاء الصدقات لمن يستحقها‪،‬مثل‬
‫الفق‪aa‬راء والمحت‪aa‬اجين واأليت‪aa‬ام واألرام‪aa‬ل والم‪aa‬دينين وأص‪aa‬حاب الص‪aa‬دقات‬
‫األخرى‪ .‬ال تعطي‪aa‬ه ألش‪aa‬خاص يع‪aa‬رف أنهم ليس‪a‬وا بحاج‪a‬ة إلي‪aa‬ه‪ .‬يوص‪aa‬ى عن‪aa‬د‬
‫إعطاء السنة الزكاة بإعطاء األولوي‪aa‬ة لمن يس‪aa‬تحقها‪ .‬ألن الص‪aa‬دقات س‪aa‬تمنعهم‬
‫من األعم‪aa‬ال غ‪aa‬ير المش‪aa‬روعة للحص‪aa‬ول على لقم‪aa‬ة من األرز أو أي ش‪aa‬يء‬
‫آخر‪.‬لقد أوضح هللا سبحانه وتعالى أنواع األشخاص الذين يتلقون الزكاة‪ .‬ق‪aa‬ال‬
‫هللا تعالى‪ِ ((:‬اَّن َم ا الَّصَد ٰق ُت ِلْلُفَقَر ۤا ِء َو اْلَم ٰس ِك ْي ِن َو اْلٰع ِم ِلْي َن َع َلْي َه ا َو اْلُم َؤ َّلَف ِة ُقُل ْو ُبُهْم‬
‫َو ِفى الِّر َقاِب َو اْلٰغ ِر ِم ْي َن َو ِفْي َس ِبْي ِل ِهّٰللا َو اْب ِن الَّس ِبْي ِۗل َفِر ْي َض ًة ِّم َن ِهّٰللاۗ َو ُهّٰللا َع ِلْي ٌم‬
‫َح ِك ْي ٌم)) )التوبة‪ .)9:60‬يبين هذه االيات إن الزكاة فق‪aa‬ط للفق‪aa‬راء والمحت‪aa‬اجين‬
‫ومديري الزكاة والمعتنقون الذين اقتنعت قلوبهم إلى عبيد أحرار مدينين في‬
‫سبيل هللا بأمر من هللا ؛ وهللا أعلم وحكيم والقادم‪.‬‬

‫يجب أن تكون الصدقات من الحسنات والممتلكات في الصدقات‬ ‫‪)c‬‬


‫الزكاة من المال الحالل ؛ ألن هذا هو سبب الزكاة ‪ ،‬ويترتب على ذلك أج‪aa‬ر‪.‬‬
‫كما قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ال يصدق اإلنس‪a‬ان ص‪a‬دقة بالم‪a‬ال الحس‪a‬ن ‪ ،‬وال‬
‫يقبل هللا إال الخير ‪ ،‬ولكن هللا يأخذها بيمينه"‪ .‬إذا كان في شكل ت‪aa‬اريخ ‪ ،‬فمن المؤكد‬
‫أنه سينمو في كف هللا سبحانه وتعالى حتى يصبح أكبر من جبل‪ .‬كما أن أحدكم يبذر‬
‫نسله أو يرعى عجل ناقة "(ر‪ .‬أحمد (‪ )2/538‬ناس‪aa‬ا األول (‪ ، )5/57‬في الترم‪aa‬ذي‬
‫(‪ )661‬وقال" حسن شاهيه "‪.‬رواه أحم‪aa‬د النس‪aa‬ائي والترم‪aa‬ذي وق‪aa‬ال‪ :‬حس‪aa‬ن ص‪aa‬حيح‬
‫وابن ماجه (‪ )1842‬عن أبي هويرة رضي هللا عنه‪ .‬ال تتعمد إخراج بض‪aa‬ائع رديئ‪aa‬ة‬
‫أو طعام صدقة ‪ ،‬أو اختيار خصائص سيئة في الص‪aa‬دقة‪ .‬لكن علي‪aa‬ك أن تخت‪aa‬ار ش ‪a‬يًئ ا‬
‫جيًد ا ولطيًف ا‪ .‬وبالمثل ‪ ،‬عن‪a‬دما يكون ق‪a‬ادًر ا ‪ ،‬فعندئ‪ٍa‬ذ أع‪a‬ط األفض‪a‬ل ألن‪a‬ه في الواق‪a‬ع‬
‫تركه لنفسه في نظر هللا س‪a‬بحانه وتع‪aa‬الى‪( .‬ق‪a‬ال هللا س‪a‬بحانه وتع‪aa‬الى))‪ٰٓ :‬ي َاُّي َه ا اَّل ِذ ْي َن‬
‫ٰا َم ُنْٓو ا َاْن ِفُقْو ا ِم ْن َط ِّي ٰب ِت َم ا َك َس ْب ُتْم َو ِمَّم ٓا َاْخ َر ْج َن ا َلُك ْم ِّم َن اَاْلْر ِض ۗ َو اَل َت َي َّمُم وا اْل َخ ِبْي َث‬
‫ِم ْن ُه ُتْن ِفُقْو َن َو َلْس ُتْم ِبٰا ِخِذ ْي ِه ِآاَّل َاْن ُتْغ ِمُض ْو ا ِفْي ِهۗ َو اْع َلُم ْٓو ا َاَّن َهّٰللا َغ ِنٌّي َح ِم ْي ٌد ))(البق‪aa‬رة‬
‫‪ )267:2‬اقضي بعض الحسنات وبعض ما نخرجه لك من االرض‪ .‬ال تختر الس‪aa‬يئ‬
‫لتخرجه ‪ ،‬عندما ال تريد أن تأخذه بنفسك إال بالتحديق (على مضض إليه واعلموا أن‬
‫هللا عز وجل حميد‪.‬‬
‫إعطاء الزكاة الواجبة على المستحب‬ ‫‪)d‬‬
‫يجب على المسلم أن ي‪a‬دفع الزكاة الواجب‪a‬ة أوًال عن‪a‬دما يحين ال‪a‬وقت ب‪a‬دًال من‬
‫الص‪aa‬دقات المس‪aa‬تحبة‪ .‬ألن الوف‪aa‬اء ب‪aa‬الواجب يش‪aa‬مل أركان اإلس‪aa‬الم‪ .‬م‪aa‬تى يجب على‬
‫المسلم دفع الزكاة على أشياء معينة وفقًا للشريعة ووفقًا للشريعة المقررة‪ .‬على سبيل‬
‫المثال ‪ ،‬زكاة الفطرة التي فرض‪aa‬ها الن‪aa‬بي ص‪aa‬لى هللا علي‪aa‬ه وس‪aa‬لم ‪ ،‬أي ش‪aa‬عير قمح أو‬
‫شعير من التمر أو شعير سيا والشعير ونحوه ‪ ،‬ثم يخرج المؤمن زكاة ما ذكره النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم وما ورد في النش‪ .‬ال تصدر بدائل أخرى على أساس االجته‪aa‬اد‬
‫الخ‪aa‬اص ب‪aa‬ك‪ .‬لن يقب‪aa‬ل هللا س‪aa‬بحانه وتع‪aa‬الى ممارس‪aa‬ة الس‪aa‬نة النبوي‪aa‬ة ح‪aa‬تى تم‪aa‬ارس‬
‫الممارسة اإلجباري‪aa‬ة‪ .‬إن الفع‪aa‬ل ال‪aa‬ذي يحب هللا أن يق‪aa‬ترب من‪aa‬ه ه‪aa‬و الوف‪aa‬اء ب‪aa‬الواجب‬
‫الوارد في الحديث القدسي ‪ ..." ،‬وال يقترب مني العبد بشيء أحبه أكثر مم‪aa‬ا أوجبت‬
‫عليه ‪ "...‬تم ذكرها في تخريجه‪.‬‬

‫فالخالصة ‪ ,‬هللا ورسوله يدعونا للتنافس في الص‪aa‬دقة ‪ ،‬ألن ه‪aa‬ذه الممارس‪aa‬ة يمكن أن‬
‫تجلب أجًر ا متع‪aa‬ددة‪ .‬المكاف‪aa‬أة ال‪aa‬تي يمكن أن تكون بداي‪aa‬ة طريقن‪aa‬ا ل‪aa‬دخول جن‪aa‬ة هللا‪ .‬ق‪aa‬ال هللا‬
‫سبحانه وتعالى‪َ )):‬م ْن َذ ا اَّلِذ ْي ُيْق ِر ُض َهّٰللا َقْر ًضا َح َس ًن ا َفُيٰض ِع َفٗه َلٓٗه َاْض َع اًفا َك ِثْي َر ًةۗ َو ُهّٰللا َي ْق ِبُض‬
‫ُۖط‬
‫َو َي ْبُۣص َو ِاَلْي ِه ُتْر َج ُعْو َن ‪(( )).‬البق‪aa‬رة ((‪ :245‬يين ه‪aa‬ذه االي‪aa‬ات ه‪aa‬و من أراد أن يق‪aa‬ترض أو‬
‫يستثمر ممتلكاته في سبيل هللا بقرض جيد ف صورة ملكية مشروعة بنوايا صادقة ‪ ،‬فسيقوم‬
‫هللا بمضاعفته أو مكافأته بمكافأة كبيرة ومضاعفة بحيث تكون دائًما مدفوعة لالس‪aa‬تثمار‪ .‬إن‬
‫هللا بكل حكمته يمتنع أو يقيد ويكبر الرزق لمن يشاء ‪ ،‬وإليه ترجع ي‪a‬وم القيام‪a‬ة لتأخ‪a‬ذ أج‪ًa‬ر ا‬
‫يتناسب مع المراد‪.‬‬
‫‪ ٦.٠‬مجااللة الصدقة مستدال بالدليل النقلي‬

‫إّن الصدقَة في اإلسالم من أفضل العبادات التي يتقّر ب بها العبُد من رّبه‪ ،‬ولو نظرنا‬
‫إلى اش‪aa‬تقاق كلم‪aa‬ة"ص‪aa‬دقة"؛ س‪aa‬نجدها م‪aa‬أخوذٌة من الّص دق‪ ،‬فالّتص ‪ُّa‬د ق واإلنف‪aa‬اق عالم ‪ٌa‬ة من‬
‫عالمات الّصدق م‪aa‬ع هللا‪ ،‬وه‪aa‬ذا إن أخرجه‪aa‬ا اإلنس‪a‬ان س‪ًّa‬ر ا‪ ،‬ال تعلم ش‪a‬ماله م‪aa‬ا أنفقت يمين‪aa‬ه‪،‬‬
‫وُيمكن أن ُيخرجها في العلن؛ وذل‪aa‬ك إذا كان مقص‪aa‬ود الُمتص ‪ّa‬د ق حّث الّن اس على التص ‪ُّa‬د ق‬
‫واإلنفاق في س‪aa‬بيل هللا‪ ،‬أم‪aa‬ا إذا كان يقص‪aa‬د بفعل‪aa‬ه ه‪aa‬ذا االفتخ‪aa‬ار أو الّت ش‪aa‬هير بم‪aa‬ا ُيعطي لهم‬
‫الّص دقة فال صدقة له؛ ألن الضابط في إخراج الّصدقة أن تكون خالص ‪ًa‬ة لوج‪aa‬ه هللا الكريم‪،‬‬
‫وليس ألحٍد فيها شيء‪.‬‬

‫الّصدقة هي‪ :‬اقتطاع الُمسلم جزًءا من ماله على سبيل الُّش كر على م‪aa‬ا أنعم هللا علي‪aa‬ه‪،‬‬
‫وليست الّصدقة من الفرائض التي أوجبتها الّش ريعة اإلسالمّية الغّر اء‪ ،‬فهي ب‪aa‬اٌب من أب‪aa‬واب‬
‫الّن افلة‪ ،‬وأما الّز كاة فهي واجبٌة على ُك ّل ُمسلٍم وُمسلمة قادٌر ُمستطيٌع أداؤها‪ ،‬وإذا لم ُيخرجها‬
‫الُمسلم في وقتها فهو آثٌم؛ ألن الزكاة من أركان اإلس‪aa‬الم الخمس‪aa‬ة‪ ،‬فق‪aa‬د روي عن ابن عم‪aa‬ر‪-‬‬
‫رضي هللا عنهما‪ -‬عن النبي‪-‬صلى هللا عليه وسّلم‪ -‬أنه قال ‪ُ":‬بِني اإلسالُم على خمٍس ‪ :‬شهادِة‬
‫أْن ال إلَه إاَّل ُهللا وإقاِم الَّصالِة وإيتاِء الَّز كاِة وصوِم رمضاَن وحِّج البيِت"[‪]١‬‬

‫قد حّث الُقرآن الكريم على بذل المال في الّصدقة‪ ،‬وبّشر الُمتصّد قين بأن أجَر هم عن‪aa‬د‬
‫رّبهم وهللا تع‪aa‬الى واس‪aa‬ع عليم‪ ،‬وال خ‪aa‬وٌف عليهم‪ ،‬وال هم يحزن‪aa‬ون‪ ،‬وفي ذل‪aa‬ك يق‪aa‬ول الح‪aa‬ق‬
‫تبارك وتعالى‪{:‬اَّلِذيَن ُينِفُقوَن َأْم َو اَلُهْم ِفي َس ِبيِل ِهَّللا ُثَّم اَل ُيْت ِبُع وَن َم ا َأنَفُق وا َم ًّن ا َو اَل َأًذ ى َّلُهْم‬
‫َأْج ُرُه ْم ِع نَد َر ِّب ِه ْم َو اَل َخ ْو ٌف َع َلْي ِه ْم َو اَل ُه ْم َي ْح َز ُنوَن }[‪]٢‬‬

‫من ُهن‪aa‬ا كان الفض‪aa‬ل الكب‪aa‬ير واألج‪aa‬ر الجزي‪aa‬ل من رّب الع‪aa‬المين على الُمتص ‪ّa‬د قين؛‬
‫فأجرهم عند ربهم وال خوف عليهم وال هم يجزنون‪ ،‬وه‪aa‬ذه الفض‪aa‬ائل ال يحظ‪aa‬ون به‪aa‬ا إاّل إذا‬
‫أنفقوا دون أن يتبعوا صدقاتهم مًّن ا وال أًذ ى‪ ،‬فإن لحق بها أحدهما؛ بطلت تل‪aa‬ك الص‪aa‬دقة‪ ،‬ولم‬
‫ينتفع صاحبها بها‪.‬‬
‫أنواع الصدقة‬

‫إّن من نعم هللا على عباده أن أرس‪aa‬ل لهم ُرُس اًل ُمبّش رين للّط ائعين بجّن ات عرض‪aa‬ها‬
‫الّسموات واألرض‪ ،‬وللعاصين بنار جهّن م خالدين فيها هي حسُبهم‪ ،‬ولعنهم هللا‪ ،‬ولهم ع‪aa‬ذاٌب‬
‫مقيم‪ ،‬وقد كان الن‪aa‬بّي ‪-‬ص‪aa‬لى هللا علي‪aa‬ه وس‪ّa‬لم‪ -‬ه‪aa‬و خ‪aa‬اتم األنبي‪aa‬اء والُمرس‪aa‬لين‪ ،‬وكان من أهم‬
‫األساسات التي دعا إليها ورّغ ب فيها وحّث على التمُّسك بها هي الّص دقة‪ ،‬وال غ‪aa‬رو في أن‬
‫مجاالت الصدقة ال تتوّقف على الّصدقات المادية‪ ،‬بل تتعّد اها إلى لون آخر ال يج‪aa‬د اإلنس‪aa‬ان‬
‫في الُو ُصول إليه أي ُصُعوبٍة أو مشّقٍة‪ ،‬وهي الّصدقات المعنوّية‪.‬‬

‫تتمّث ل الّصدقات المعنوّية في التسبيح والتكبير والتهليل واالستغفار‪ ،‬وقد قال‬


‫النبي‪ِ":‬إَّن ِبُك ِّل َت ْس ِبيَح ٍة َص َد َقًة ‪َ ،‬و ُك ِّل َت ْك ِبيَر ٍة َص َد َقًة ‪َ ،‬و ُك ِّل َت ْح ِميَدٍة َص َد َقًة ‪َ ،‬و ُك ِّل َت ْهِليَلٍة َص َد َقًة "[‬
‫‪ ،]٣‬واألمر بالمعروف والّن هي عن الُمنكر‪ ،‬وقد قال النبي‪َ":‬و َأْم ٌر ِب اْلَم ْع ُروِف َص َد َقٌة ‪َ ،‬و َن ْهٌي‬
‫َع ْن ُم ْن َك ٍر َص َد َقة"[‪ ،]٣‬وكذلك التبّسم في وجه الُمسلم صدقة‪.‬‬

‫أّما الصدقات المادية فهي التي تتعّلق بالم‪aa‬ال‪ ،‬فالُمس‪aa‬لم ُيخ‪aa‬رج م‪aa‬ا وّفق‪aa‬ه هللا إلخراج‪aa‬ه‬
‫ألنواٍع ُمعّينٍة من الّن اس‪ ،‬ومن تلك األنواع‪ :‬األبناء‪ ،‬فإذا م‪a‬ا أنف‪a‬ق األب على أبنائ‪a‬ه‪ ،‬وأحس‪a‬ن‬
‫تربيتهم وقّو م ُس ُلوكهم‪ ،‬كانوا خيًر ا له في الّد نيا واآلخرة‪ ،‬ففي دالدنيا ُيراعونه ح‪ّa‬ق الّر عاي‪aa‬ة‪،‬‬
‫ويبذلون الغالي والّن فيس من أجل إسعاده ويكونون له سنًد ا‪ ،‬وبعد مماته ي‪aa‬دعون ل‪aa‬ه بالّر حم‪aa‬ة‬
‫والمغفرة‪ ،‬وُيعّد هذا من قبيل الّصدقة‪ ،‬فقد قال النبي‪-‬صلى هللا علي‪aa‬ه وس ‪ّa‬لم‪":-‬أربع ‪ُa‬ة دن‪aa‬انير‪:‬‬
‫ديناٌر أعطيَت ه مسكيًن ا‪ ،‬وديناٌر أعطيَت ه في رقبٍة‪ ،‬ودين‪aa‬اٌر أنفقَت ه في س‪aa‬بيِل ِهللا‪ ،‬ودين‪aa‬اٌر أنفقَت ه‬
‫على أهِلك؛ أفضُلها الذي أنفقَت ه على أهِلك"[‪.]٤‬‬

‫فقد فّضل النبي الّصدقة على األهل عن الّصدقة على المسكين‪ ،‬أو الّصدقة التي ُيعتق‬
‫بها رقبة‪ ،‬أو حّت ى التي ُت نفق في سبيل هللا؛ ألن صاحبها له أجر الّصدقة فقط‪ ،‬وأّم ا الّص دقة‬
‫على األقارب فلها أجران‪ :‬أجر الّصدقة والّصلة‪ ،‬وقد جعل النبي خير الّن اس خ‪aa‬يرهم ألهل‪aa‬ه‪،‬‬
‫ومّما يدُخ ل في الّصدقات المادية أيًض ا‪ :‬الّص دقة على اليتيم‪ ،‬فقد أشار النبي إلى مكان‪aa‬ة كاف‪aa‬ل‬
‫اليتيم‪ ،‬وما ُأعّد له من الّث واب‪ ،‬فقال‪-‬صلى هللا عليه وسّلم‪":-‬كاِفُل اليتيِم له أو لغيِر ِه‪ ،‬أنا وه‪aa‬و‬
‫كهاَت ْي ِن في الجّن ِة"[‪.]٥‬‬
‫فقد أشار النبي بالّسبابة والُو سطى؛ ليُد ل على ُقرب منزلة كافالليتيم من النبي‪ ،‬وقد‬
‫استنبط الُعلماء من ه‪aa‬ذا الح‪aa‬ديث‪ :‬إّن علم اإلش‪aa‬ارات ال‪aa‬ذي ُيس‪aa‬تخدم للُص ّم والُبكم ليس علًم ا‬
‫ُمستحدًث ا‪ ،‬وإنما هو علٌم قديم وضع النبي الّلبن‪aa‬ة اُألولى في‪aa‬ه‪ ،‬وكذلك الّص دقة أو اإلنف‪aa‬اق في‬
‫سبيل هللا‪ ،‬فقد قال تعالى‪{ :‬انِفروا ِخفاًفا َو ِثقااًل َو جاِهدوا ِبَأمواِلُك م َو َأنُفِس ُك م في َس بيِل ِهَّللا ذِلُك م‬
‫َخ يٌر َلُك م ِإن ُك نُتم َت عَلموَن }[‪ ،]٦‬تدخل الّصدقة الجارية أيًض ا في إطار الّصدقات المادية‪ ،‬وق‪aa‬د‬
‫قال النبي‪-‬صلى هللا عليه وسّلم‪":-‬إذا ماَت الرجُل انقطَع عمُلُه إاَّل من ثالٍث‪ :‬ولٍد صالٍح يدعو‬
‫َلُه‪ ،‬أو صدقٍة جاريٍة‪ ،‬أو علٍم ُينَت فُع ِبِه"[‪.]٧‬‬

‫قد حّد د الُق رآن الكريم األص‪a‬ناف ال‪a‬تي تس‪a‬تحّق الّص دقات والّز كوات‪ ،‬فق‪a‬ال تع‪a‬الى‪:‬‬
‫{ِإَّن َم االَّصَد قاُت ِللُفَقراِء َو الَم ساكيِن َو العاِمليَن َع َليها َو الُم َؤ َّلَف ِة ُقل‪aa‬وُبُهم َو ِفي الِّر ق‪aa‬اِب َو الغ‪aa‬اِر ميَن‬
‫َو في َس بيِل ِهَّللا َو ابِن الَّسبيِل ِمَن ِهَّللا َو ُهَّللا َع ليٌم َح كيٌم}[‪،]٨‬‬

‫فاألصناف الثماني‪aa‬ة ال‪aa‬تي ورد ذكره‪aa‬ا في ه‪aa‬ذه اآلي‪aa‬ة هي المص‪aa‬ارف الش‪aa‬رعّية ال‪aa‬تي‬
‫يجوز للمرء أن ُيخرج زكاته وصدقته فيها‪ ،‬فالفقير والمسكين هما الذين ال يج‪aa‬دون م‪aa‬ا يكفي‬
‫حاجاتهم الضرورّية‪ ،‬ولكن الفقير هو الذي عنده ما يكفيه ألقّل من نص‪aa‬ف س‪aa‬نته‪ ،‬فيأُخ ذ من‬
‫مال الزكاة؛ حتى يكمل ما نقص منه‪ ،‬والمسكين هو الذي يملك م‪aa‬ا يكفي‪aa‬ه ألكثر من نص‪aa‬ف‬
‫عام‪ ،‬وُيعطى من مال الزكاة؛ حتى يجُب ر م‪aa‬ا نقص من مال‪aa‬ه‪ .‬الع‪aa‬املون على جم‪aa‬ع الّص دقة‬
‫وتوزيعها يجوز لهم أن يأخذوا من الّصدقة‪ ،‬والمؤّلفة قلوبهم الذين ُيعطون ُجزًءا من الّصدقة‬
‫الس‪aa‬تمالتهم إلى اإلس‪aa‬الم‪ ،‬كم‪aa‬ا أن ج‪aa‬زًءا منه‪aa‬ا ُيعطى لعت‪aa‬ق الّر ق‪aa‬اب‪ ،‬وللغ‪aa‬ارمين هم ال‪aa‬ذين‬
‫اس‪aa‬تدانوا من الن‪aa‬اس‪ ،‬ولم يس‪aa‬تطيعوا أن ي‪aa‬رّد وا تل‪aa‬ك ال‪aa‬ديون إلى أص‪aa‬حابها؛ فُيأخ‪aa‬ذ من م‪aa‬ال‬
‫الصدقة؛ حتى ُتسّد تلك الديون‪ ،‬والذين ُيجاهدون في سبيل هللا فُيأخذ من م‪aa‬ال الزكاة إلع‪a‬داد‬
‫الجيش‪ ،‬وشراء األسلحة‪ ،‬وغيرها من األشياء التي ُتساعد على تفّو قهم في الح‪aa‬روب وإخالء‬
‫كلمة هذا الدين عاليًة خّفاقًة ‪ ،‬والذي انتهى ماله وهو في طريقه‪ ،‬ولم يتبّق مع‪a‬ه م‪a‬ا يص‪a‬ل ب‪a‬ه‬
‫إلى بل‪aa‬ده؛ فُيأخ‪aa‬ذ من م‪aa‬ال الزكاة م‪aa‬ا يكفي ألن يرج‪aa‬ع إلى بل‪aa‬ده‪ .‬إّن أولى الّن اس بالزكاة أو‬
‫الصدقة هم األقارب إذا كان فيهم من يدخل تحت دائرة تلك األصناف؛ ألن أج‪a‬ر الص‪a‬دقة أو‬
‫الزكاة لها أج‪aa‬ران أج‪aa‬ر الص‪aa‬دقة وص‪aa‬لة ال‪aa‬رحم‪ ،‬وص‪aa‬لة ال‪aa‬رحم مم‪aa‬ا أوص‪aa‬ى ب‪aa‬ه هللا تع‪aa‬الى‪،‬‬
‫وأوصى به رسوله‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬فإن لم ُيوجد من األقارب هذه األصناف‪.‬‬

‫ثمرات الصدقة‬

‫هناك العديد من الّث مرات التي يحظى بها الُمتصّد ق والُمنفق في س‪aa‬بيل هللا‪ ،‬ولع‪ّaa‬ل من‬
‫أبرز الثمرات التي يحظى بها أّن الّصدقة ُتطفئ غضب هللا‪ ،‬فإذا غضب هللا تعالى على عب‪ٍِa‬د‬
‫لُجرٍم فعله وأخرج هذا الُمذنب صدقًة ؛ أطفأت الّصدقة غض‪aa‬ب هللا علي‪aa‬ه‪ ،‬ومن م‪aa‬ا ي‪ُa‬د ل على‬
‫ذلك قوله ‪-‬صلى هللا عليه وسّلم‪":-‬إَّن صدقَة السِّر تطفُئ غضَب الرِّب تبارك وتعالى"[‪،]٩‬‬

‫كم‪aa‬ا أنه‪aa‬ا تكون وقاي ‪ًa‬ة لص‪aa‬احبها ي‪aa‬وم القيام‪aa‬ة‪ ،‬فهي تمن‪aa‬ع الع‪aa‬ذاب عن‪aa‬ه‪ ،‬وفي ذل‪aa‬ك يق‪aa‬ول‬
‫الُمصطفى‪" :‬يِقي أحُد كم وْج َه ُه َح َّر َج هنَم ولو ِبَت مرٍة‪ ،‬ولو بِش ِّق تمرٍة"[‪،]١٠‬‬

‫هذا إن كانت الّصدقة خالصًة لوجه هللا الكريم‪ ،‬ولم ُيخرجها رياًء وال ُس معًة ‪ .‬ص‪aa‬دقة‬
‫الُمس‪aa‬لم ُتكّو ن ظاًّل علي‪aa‬ه ي‪aa‬وم الحس‪aa‬اب ي‪aa‬وم ال ظ‪ّaa‬ل إال ظّل ه‪ ،‬وتقي الص‪aa‬دقة ص‪aa‬احبها من‬
‫األمراض‪ ،‬وتكون سبًبا لش‪aa‬فاء األم‪aa‬راض‪ ،‬فهي كالحص‪aa‬ن الم‪aa‬نيع للُمس‪aa‬لم من اإلص‪aa‬ابة ب‪aa‬أي‬
‫مرٍض من األمراض‪ ،‬الُمتصّد ق تدعو لهالمالئكة ب‪aa‬الخيرات والبركات‪ ،‬وأن يرُز ق‪aa‬ه هللا من‬
‫حيث ال يحتسب‪ ،‬وفي ذلك يقول النبي ‪-‬صلى هللا عليه وس‪ّa‬لم‪": -‬م‪a‬ا من ي‪a‬وٍم طلعْت شمُس ه‪،‬‬
‫إاَّل وبجنَب ْيها مَلكان ُيناديان نداًء يسمُعه خلُق ِهللا كُّلهم غيَر الَّث قَلْين‪ :‬ي‪aa‬ا أُّيه‪aa‬ا الَّن اُس هلُّم وا إلى‬
‫رِّبكم‪ ،‬إَّن ما قَّل وكَفى خيٌر مَّما كُثر وألَه ى‪ ،‬وال آبِت الَّش مُس إاَّل وكان بجنَب ْيها مَلكان ُيناديان‬
‫نداًء يسمُعه خلُق ِهللا كُّلهم غيَر الَّث قَلْين‪ :‬الَّلهَّم أعِط ُمنِفقًا َخ لًفا‪ ،‬وأعِط ٌممسًك ا َت لًفا"[‪.]١١‬‬

‫كما أّن للصائمين باًبا ُيسّمى الرّيان‪ ،‬يدُخ ل منه الّصائمون يوم القيامة‪ ،‬للصدقة أيًض ا‬
‫باٌب يدُخ ل منه الُمتصّد قون يوم القيامة‪ ،‬وهو ُمختٌّص بالُمتص ‪ّa‬د قين ال‪aa‬ذين أنفق‪aa‬وا أم‪aa‬والهم في‬
‫سبيل هللا ابتغاء وجه هللا‪ ،‬ولم ُيخرجوها لُمجّر د اإلخراج‪ ،‬أو حتى ُيقال عليهم ُمتصّد قون‪.‬‬

‫الُمتأّم ل من أص‪aa‬حاب الُعق‪aa‬ول الّس ليمة ه‪aa‬ذه الّث م‪aa‬رات والفض‪aa‬ائل ال‪aa‬تي أع‪ّaa‬د ها هللا‬
‫للُمتصّد قين‪ ،‬والّث واب الجزيل الذي يحظى به في الُّد نيا واآلخرة‪ ،‬جعل الّص دقة ش‪a‬يًئ ا أساس‪ًّa‬ي ا‬
‫في حياته‪ ،‬ال ينفّك عنها وال تنفّك عنه‪ ،‬وخّصص ُجزًءا معلوًما من أمواله كّل ف‪aa‬ترٍة زمني‪ٍaa‬ة‪،‬‬
‫وأخرجه للُمستحّقين للّصدقة؛ حتى يكون من الذين أنعم هللا عليهم‪ ،‬وينال هذا الّث واب‪.‬‬
‫‪ ٧.٠‬شكل الحديث التي مع ترجمته لي اللغة األنجليزية‬

‫َع ْن َأِبي َك ْب َش ِة اَأْلْن َم اِر ي أَّن ُه سِمَع َر ُسوُل ِهّللا َص َّلى ُهللا َع َلْي ِه َو َس َّلَم َي ُقْو ُل‪" :‬ثَالَثُة َأْق َس اٍم َع لْي ِه َّن‬
‫َو َأَح َد ُثُك ْم َح ِديثًا َفاْح ِفُظ ْو ه َقاَل َم ا َنَقَص َم اُل َع ْبٍد ِم ْن َص َد َقٍة َو َال ُظ ِلَم َع ْبدٌ َم ْظ َلَم ًة َفَص ْبٌر َع َلْي َه ا‬
‫ِإَّال َز اَدُه ُهللا ِع ًّز ا َو اَل ُفِتَح َع بٌد َب اَب َم ْس َأَلٍة ِإَّال َفَت َح ُهللا َع َلْي ِه َب اَب َفْق ٍر َأْو كـلمة نحوها وأْح َد ُثُك ْم‬
‫َح ِد ْي ًث ا َفاْح ِفُظ ْو ه َقاَل ِإَّن َم ا الُّد ْن يَا َأِلْر بَعِة َنَفٍر عبد َر َز َقُه ُهللا َم اًال َو ِع ْلًما َفُهَو َي َّت ِقْي ِفْي ِه َر َّبه َو َيِص ُل‬
‫ِفيِه َر ْح ُمُه َو ُيَع ِّلُم ِهلِل ِفيِه َح ّقًا َفَه َذ ا ِبَأْف َض ِل اْلَم َن اِز ِل وعبد َر َز َقه ُهللا ِع ْلًم ا َو َلْم َي ْر َز ْق ُه َم اًال َفُه َو‬
‫َص اِد ُق الِّن َّيِة َي ُقْو ُل َلُو َأَّن ِلْي َم ااًل َلَعَم ْلَت ِبَعَم ِل ُفاَل ٍن َفُهَو ِبِنَّيِتِه َفَأَج َر ُه َم ا َسَو اًء وعبد َر َز َق ُه ُهللا‬
‫ًماًال َو َلْم َي ْر ُزْق ُه ِع ْلًما َفُهَو َي ْخ ِبُط فِي َماِلِه ِبَغ ْي ِر ِع ْلٍم اَل َي َّت ِقْي ِفيِه َر ُّبُه َو َال َيِص ُل ِفْي ِه َر ْح ُم ه َو َال‬
‫ُيَع لُم هلل ِفيِه َح ًّقا َفَه َذ ا ِبَأْخ َبِث اْلَم َن اِز ِل وعبد لم َي ْر ُزُقُه ُهللا َم ااًل َو اًل ِع ْلًم ا َفُه َو َي ُق ْو ُل َل ْو َأَّن ِلْي‬
‫َم ااًل َلَعَم ْلُت ِفْي ِه ِبَعَم ِل ُفاَل ٍن َفُهَو ِبِنَّيِتِه َفَو َز َر ُه َم ا َسَو اًء"(الَح ِديُث ‪ :‬الِّت ْر ِم ِذ ْي ‪ِ .‬ك َت اُب الُّز ْه ِد َع ْن‬
‫َر ُسوِل ِهللا َص َّلى ُهللا َع َليِه َو َس َّلمَ ‪َ .‬ب اُب َم ا َج اَء ِم ْث ُل الُّد ْن َي ا َم َث َل َأرَبَع َة نفٍر ‪.)2325#:‬‬
‫تقسيم المهام‬

‫‪Ihsan‬‬ ‫عّر ف اإلنفاق لغة واصطالحا ‪١.٠‬‬


‫‪Izzah‬‬ ‫خمس آيات قرآنية في اإلنفاق ‪٢.٠‬‬
‫‪Ammar izzah‬‬ ‫خمسة أحاديث نبوية في اإلنفا ‪٣.٠‬‬
‫‪Afifa‬‬ ‫فضائل وفوائد اإلنفاق ‪٤.٠‬‬
‫‪Afiqa‬‬ ‫شروط الصدقة ‪٥.٠‬‬
‫‪Nizam‬‬ ‫مجاالت الصدقة مستدال بالدليل النقلي ‪٦.٠‬‬
‫‪Ihsan/ Aisya‬‬ ‫‪ ٧.٠‬شّك ل الحديث مع ترجمته إلى اللغة اإلنجليزية‬

You might also like