You are on page 1of 13

1

‫الوصية التاسعة‪:‬‬
‫[ ترك وذم الغلو والتفريط في الدين ]‬
‫ومناسبتها‪ :‬أن بعضا ممن لزموا ما سبق من وصايا‪ ،‬فالتزموا كتاب هللا وسنة‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ولعلهم يجمعون بعض األدلة في المسائل الشرعية‪،‬‬
‫ويتناولوا فهما للسلف الصالح في وجه من الوجوه‪ ،‬دون نقدهم أو انتقادهم لبقية‬
‫األوجه‪ ،‬وهم يطلبون العلم الشرعي الذي يعتقدونه صحيحا‪ ،‬ولعلهم يكسوهم الورع‪،‬‬
‫وظاهرهم التواضع‪ ،‬ويعتقدون في أنفسهم اإلنصاف‪ ،‬إال أنهم في الحقيقة تسرب‬
‫إليهم شيئا من الهوى الخفي‪ ،‬أو غلب عليهم طبيعة النفس‪ ،‬فإذا ببعضهم يتناول‬
‫وبعض يتناولوه بتساهل وتفريط‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫مسائل الدين بتشدد وإفراط‪،‬‬
‫فال تغالوا في الدين بما ليس فيه‪ ،‬وال تتهاونوا في الدين أيضا بما ليس منه‪،‬‬
‫فالخوارج مثالً تشددوا في الدين فأخذوا بآيات العذاب والوعيد وتركوا آيات الرحمة‬
‫والمغفرة فضلوا عن سبيل هللا عزوجل‪.‬‬
‫كذلك الروافض ومبتدعة الشيعة قد شرعوا العبادات مالم يأذن هللا من أعياد‬
‫غير مشروعة وإسالة دماء أنفسهم وأبنائهم بزعم القربى والتعبد دون مسوغ شرعي‬
‫‪...‬وغيرهم‪.‬‬

‫غي َْر ْال َح ِ‬


‫ق َو َال تَتَّ ِبعُوا أَ ْه َوا َء قَ ْوم‬ ‫قال تعالى‪( :‬قُ ْل َياأَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب َال تَ ْغلُوا فِي دِينِ ُك ْم َ‬
‫س ِبي ِل (‪[ ))77‬سورة المائدة آية‪:‬‬ ‫اء ال َّ‬ ‫ضلُّوا َ‬
‫ع ْن َ‬
‫س َو ِ‬ ‫يرا َو َ‬‫ضلُّوا َك ِث ً‬ ‫ضلُّوا ِم ْن قَ ْب ُل َوأَ َ‬
‫قَ ْد َ‬
‫‪.]77‬‬
‫ومن جانب آخر تهاونت فرق كثيرة في أمور الدين وأحكامه‪ ،‬بل وفي العقيدة‬
‫ايضا ً كـ "المرجئة" و" الكرامية" الذين لم يشترطوا العمل بأصله شرطا ً لصحة‬
‫اإليمان‪ ،‬بل لم يشترطه بعضهم شرط كمال لإليمان أصالً‪.‬‬
‫" ومن الناس والطوائف اآلن أو التيارات المعاصرة من يمزج بين اإلفراط‬
‫والتفريط‪ ،‬ويمزج بين أقوال هذه الجماعات دون أن يشعر فيتهاون في مسائل‬
‫الحاكمية‪ ،‬وفي بعض الواجبات كالجهاد في سبيل هللا‪ ،‬واألمر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر‪ ..‬وغير ذلك‪ ،‬في الوقت الذي يتشددون فيه في مسائل فقد تراهم يكفرون من‬

‫‪2‬‬
‫يغش في التجارة‪ ،‬ويحرمون التجارة مع اليهود والنصارى ولو كانوا غير‬
‫محاربين‪ ..‬ونحو ذلك كثير‪.‬‬
‫وكذلك " الدروز" و "والتصيرية" الذين يكادون يسقطون كافة أحكام اإلسالم‬
‫وال يعملوا بها‪.‬‬
‫فالتشدد بما ليس في الدين وكذلك التسيب في الدين كالهما مذمومان‪ ،‬بل إن‬
‫التفريط والتهاون في الدين هو أحد أسباب تغير القوانين الطبيعية والطبائع الكونية‪.‬‬
‫ور‬ ‫أَ َخ ْذنَا ِميثَا َق ُك ْم َو َر َف ْعنَا فَ ْوقَ ُك ُم ُّ‬
‫الط َ‬ ‫فاهلل عزوجل يقول في كتابة الكريم‪َ ( :‬و ِإ ْذ‬
‫(‪[ ))63‬سورة البقرة آية‪]63 :‬‬ ‫ُخذُوا َما آتَ ْينَا ُك ْم ِبقُ َّوة َوا ْذ ُك ُروا َما فِي ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَتَّقُونَ‬
‫(الطور)‪ :‬جبل في سيناء‪ ،‬سبحان هللا؛ جبل يخالف قوانين الطبيعة والجاذبية‬
‫س ِلم‪.‬‬
‫س ِلم َ‬
‫ويقتلع من األرض بأمر هللا ليرتفع فوق رؤوس قوم معينين‪ ،‬اللهم َ‬
‫إذا من أسباب الكوارث الطبيعة‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬التمييع في الدين واتباع الهوى‪ ،‬أي أخذ الدين بمياعة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬عدم ذكر ما فيه بتبليغه وتعليمه ونشره بين الناس‪.‬‬
‫فما الحل؟!‬
‫ور‬‫ط َ‬ ‫الحل كا هو وارد في األية الكريمة‪َ ( :‬و ِإ ْذ أَ َخ ْذنَا ِميثَاقَ ُك ْم َو َرفَ ْعنَا فَ ْو َق ُك ُم ال ُّ‬
‫ُخذُوا َما آتَ ْينَا ُك ْم ِبقُ َّوة) [البقرة‪ ]63 :‬وليس ذلك فقط ولكن أيضا‪َ ( :‬وا ْذ ُك ُروا َما فِي ِه‬
‫لَ َعلَّ ُك ْم تَتَّقُونَ (‪[ ))63‬البقرة‪]63 :‬أي ادعوا الناس إليه وانشروا دينكم وال تكتموه‪،‬‬
‫وانصروه وال تخذلوه‪.‬‬
‫فادعوا إلى دين هللا وإن عاداك من عاداك‪ ،‬وإن غضب منك من غضب‪ ،‬وإن‬
‫قالوا ما قالوا‪.‬‬
‫ص ً‬
‫يال‬ ‫ظةً َوتَ ْف ِ‬
‫يء َم ْو ِع َ‬‫ش ْ‬‫اح ِم ْن ُك ِل َ‬ ‫وقال هللا تعالى لموسى‪َ ( :‬و َكتَ ْبنَا لَهُ ِفي ْاأل َ ْل َو ِ‬
‫اسقِينَ (‪))145‬‬ ‫سأ ُ ِري ُك ْم َد َ‬
‫ار ْالفَ ِ‬ ‫يء فَ ُخ ْذهَا ِبقُ َّوة َوأْ ُم ْر قَ ْو َمكَ يَأْ ُخذُوا بِأَحْ َ‬
‫سنِ َها َ‬ ‫ِل ُك ِل َ‬
‫ش ْ‬
‫[سورة األعراف آية‪.]145 :‬‬

‫َاب بِقُ َّوة َوآتَ ْينَاهُ ْال ُح ْك َم َ‬


‫صبِيًّا (‪))12‬‬ ‫وقال هللا تعالى ليحيى‪( :‬يَايَحْ يَى ُخ ِذ ْال ِكت َ‬
‫[سورة مريم آية‪.]12 :‬‬

‫‪3‬‬
‫أحبتى في هللا‪:‬‬
‫شبهة‪:‬‬
‫هناك بعض الناس الذين يتهاونون في دينهم احجاجا ً بقول هللا عزوجل‪َ ( :‬ال‬
‫سا إِ َّال ُو ْسعَ َها‪[ )..‬سورة البقرة آية‪.]286 :‬‬
‫َّللا نَ ْف ً‬
‫ف َّ ُ‬‫يُ َك ِل ُ‬
‫يفهم منها بهواه السقيم أن اإلنسان ال يأخذ من التكليفات إال ما يستطيعه ويناسبه‬
‫بزعمهم‬
‫نقول لهم‪ :‬بأن معنى هذه األية اي أن ما كلفك هللا عزوجل به هو في وسعك وإن‬
‫كذبك جسدك ألنه سبحانه هو الذي خلقك ويعلم ما في وسعك‪.‬‬
‫الشبهة الثانية‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أيضا ً تجدهم يرددون حديث النبى‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ " -‬إن الدين يسر"‬
‫ويحملونه على أنك ال تأخذ من الدين إال ماكان يسيرا عليك مناسبا لك‪ .‬فما كان‬
‫يسرا هو الدين الذي يريده هللا‪ ،‬وما عداه فليس من الدين‪.‬‬
‫نقول‪ :‬بل إن ذلك يعنى أن الدين بما فيه من أحكام هو اليسر‪ ،‬فإذا صعب عليك‬
‫أمر فابحث في الدين عن يسر‪ ،‬وليس من خارج الدين‪.‬‬
‫فاإلنسان مثالً إذا لم يستطع الصالة وهو قائماً‪ ،‬ففي الدين يسر له‪ ،‬فليصلي وهو‬
‫جالس‪ )2( .‬فإن لم يستطع ففي الدين يسر له؛ فليصلي نائما ً على جنبه(‪ )3‬فإن لم‬
‫(‪)4‬‬
‫يستطع ففي الدين يسر له فيصلي برأسه‪.‬‬

‫(‪)1‬صحيح‪ .‬اخرجه البخاري (‪ )39‬ومسلم (‪ ) 2816‬من حديث أبي هريرة عنه رضى هللا عنه قال‪" :‬إن الدين‬
‫يسر ولن يشاد الدين أحد إال غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشئ من الدلجة"‪.‬‬
‫(‪ )2‬من ادلته‪:‬‬
‫حديث عائشة رضى هلل عنها قالت‪ :‬صلى رسول هللا ‪ 0‬في بيته وهو شاك فصلى جالسا ً وصلى وراءه قوم قياما‪ً،‬‬
‫فاشار إليهم أن اجلسوا‪ ،‬فلما انصرف قال‪" :‬إنماجعل اإلمام ليؤتم به‪ ،‬فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا‪،‬‬
‫وإذا قال‪ :‬سمع هللا لمن حمده؛ فقولوا‪ :‬ربنا ولك الحمد‪ ،‬وإذا صلى جالسا ً فصلوا جلوسا ً أجمعين" ‪ .‬أخرجه‬
‫البخاري (‪ )1113‬ومسلم (‪)412‬‬
‫ت‬
‫اوا ِ‬‫س َم َ‬
‫ق ال َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫على ُجنوبِ ِه ْم َويَتَفك ُرونَ فِي َخل ِ‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )3‬من أدلة ذلك قوله تعالى‪( :‬الَّذِينَ يَذك ُرونَ َّ َ‬
‫َّللا قِيَا ًما َوقعُودًا َو َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ار (‪[ ))191‬سورة آل عمران آية‪]191 :‬‬ ‫عذَ َ‬
‫اب النَّ ِ‬ ‫ض َربَّنَا َما َخلَ ْقتَ َهذَا بَاطِ ًال سُ ْب َحانَكَ فَ ِقنَا َ‬‫َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫(‪ )4‬من أدلته‪:‬‬
‫سبِ ُح على ظهر راحلته حيث كان وجهه‪ ،‬يؤمئ برأسه‪ ،‬وكان‬ ‫حديث ابن عمر رضى هللا عنهما أن النبي ‪ 0‬كان يُ َ‬
‫ابن عمر يفعله – غير أنه ال يصلى عليها المكتوبة‪ .‬أخرجه البخاري (‪ ،)1105‬ومسلم (‪.)700‬‬

‫‪4‬‬
‫الشهد التاسع‪:‬‬
‫بتحقيق الوصية التاسعة‪ :‬وهى ترك وذم الغلو والتفريط في الدين"‪.‬‬
‫فإننا بتناول الدين بسداد دون إفراط أو تفريط؛ فإننا نجني من الشهد‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬االستقامة والسداد على دين هللا‪ ،‬والتوفيق في انفاذ مراده سبحانه في دينه‪،‬‬
‫ت َي ْهدِي ِه ْم‬
‫صا ِل َحا ِ‬ ‫وعلى أرضه‪ ،‬وبين عباده‪ .‬قال تعالى‪ِ ( :‬إ َّن الَّذِينَ آ َمنُوا َو َ‬
‫ع ِملُوا ال َّ‬
‫ت النَّ ِع ِيم (‪[ ))9‬سورة يونس آية‪]9 :‬‬ ‫َجْري ِم ْن تَ ْح ِت ِه ُم ْاأل َ ْن َه ُ‬
‫ار ِفي َج َّنا ِ‬ ‫َربُّ ُه ْم ِبإِي َما ِن ِه ْم ت ِ‬
‫‪.‬‬
‫حْر ِلتَأْ ُكلُوا ِم ْنهُ لَ ْح ًما َ‬
‫ط ِريًّا َوتَ ْستَ ْخ ِر ُجوا ِم ْنهُ‬ ‫س َّخ َر ْال َب َ‬‫وقال تعالى‪َ ( :‬وه َُو الَّذِي َ‬
‫ض ِل ِه َولَ َعلَّ ُك ْم تَ ْش ُك ُرونَ (‪))14‬‬
‫اخ َر فِي ِه َو ِلتَ ْبتَغُوا ِم ْن فَ ْ‬ ‫سونَ َها َوت ََرى ْالفُ ْلكَ َم َو ِ‬
‫ِح ْليَةً ت َْلبَ ُ‬
‫[سورة النحل آية‪.]14 :‬‬
‫ثانيا‪ :‬توفير الرزق للعباد ومباركته لهم‪.‬‬
‫قال الحبيب صلى هللا عليه وسلم‪" :‬لو أنم توكلون على هللا حق توكله؛ لرزقكم‬
‫كما يرزق الطير تغدوا خماصا ً وتروح بطاناً"(‪.)1‬‬
‫" والتوكل الحقيقي هو الذى ال تفريط فيه ليصل حد التواكل‪ ،‬وال إفراط فيه‬
‫فينعقد على األسباب من دون هللا ليقع في شرك األسباب"‬
‫ثالثاً‪ :‬الترغيب في هذا الدين لسماحته ووسطيته‪ ،‬وضبط الدين لشئون أفراده‪،‬‬
‫الناس في الدخول فيه افواجا ً إن كانوا ليسوا منه‪ ،‬وأما من كان منه‬ ‫َ‬ ‫ب‬
‫مما يُ َر ِغ ُ‬
‫غبَ ُهم في اإلقبال على تَ َعلُّ ِمه‪ ،‬ومعرفة أحكامه‪ ،‬وااللتزام به‪ ،‬واالنضباط بضوابطه‪،‬‬‫َر َّ‬
‫مما يكثر سواد وأعداد المسلمين على حق ويقين‪.‬‬

‫وحديث جابر بن عبد هللا رضى هللا عنهما يقول‪ :‬بعثنى رسول هللا‪ 0‬في حاجة فجئت وهو يصلي على راحلته‬
‫نحو المشرق والسجود اخفض من الركوع" والحديث حسن لغيره‪ .‬رواه أبو داود (‪ )1227‬والترمذي‬
‫(‪..... )351‬وغير ذلك من أدلة‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ‪.‬أخرجه الترمذي في " السنن" (‪ ) 2266‬ش‪ ،‬وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح" ‪ .‬وأخرجه ابن ماجه‬
‫(‪ )4154‬ش؛ وأحمد في " مسنده" (‪ )200‬والحديث عن عمر بن الخطاب رضى هللا عنه مرفوعاً‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الحنظلة التاسعة‪:‬‬
‫حصاد إهمال الوصية التاسعة‪ ،‬وهى‪ " :‬ترك وذم الغلو والتفريط في الدين"‪.‬‬
‫ونتناوله من جانب اإلفراط وجانب التفريط‪:‬‬
‫‪( -1‬اإلفراط)‪ :‬فإن الغلو واإلفراط في الدين بما ليس فيه يجعلنا نتجرع من‬
‫المرار والحنظل‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬تنفير بعض الناس من هذا الدين الحنيف السمح‪ ،‬فينفرون من أفواجا ً بدالً‬
‫من أن يدخلوه افواجاً‪ ،‬بسبب هذا التشدد الذميم الذى ليس هو في الدين وال منه‪،‬‬
‫والذى صور هذا الدين في أعين البعض بغير صورته الجميلة السمحة التي أرادها‬
‫هللا سبحانه‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬سقوط بعض المسلمين‪ ،‬بل وبعض طلبة العلم عن العبادة وعن طلب العلم‬
‫الشرعي بالفتور أو االنتكاس واالنقالب‪ .‬لعدم تحملهم هذا التشديد فيتركون العمل‬
‫بالكيلة‪.‬‬
‫"فقد أخبرنا ممن كان ضمن الخوارج –ولكن هداه هللا– أنه كان يأتي شيخه‬
‫الذي يتعلم عنده من الخوارج فإذا بزوجته متبرجة وتسمع التلفاز! فلما سأله عن‬
‫حكم فعل المعصية قال بالكفر‪ ،‬ولما سأله عن زوجته قال‪ :‬هذه كافرة ال ِه َّم َة وال‬
‫صبر عندها على الطاعة فتكفر بسبب هذه المعاصي‪ ،‬ولكن قبل أن آتيها للجماع ليال‬
‫تدخل في اإلسالم أوالً بنطق الشهادتين !!!‪ .....‬إنا هلل وإنا إليه راجعون"‪.‬‬
‫ولذا َو َّج َهنَا َو َحثَّنا طبيب القلوب محمد‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬فقال‪ :‬القصد‬
‫‪)1(.‬‬
‫القصد تبلغوا"‬
‫والقصد‪ :‬أي االقتصاد واالعتدال في العبادة بما ال مبالغة وال تشدد فيه‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيح ‪ .‬اخرجه البخاري (‪ )99/20‬رقم ( ‪ ) 5982‬ش‪ ،‬عن أبي هريرة رضى هللا عنه عن النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم قال‪ :‬لن ينجي أحد منكم عمله" قالوا ‪ :‬وال أنت يارسوهللا ؟ قال "وال أنا إال أن يتغمدني هللا‬
‫برحمته‪ ،‬فسددوا‪ ،‬وقاربوا‪ ،‬وأغدوا ‪ ،‬وروحوا‪ ،‬وشئ من الدلجة‪ ،‬والقصد القصد تبلغوا"‬

‫‪6‬‬
‫‪( -2‬التفريط)‪ :‬كذلك وعلى العكس من ذلك‪ ،‬فإن التفريط والتهاون في الدين‬
‫وإهمال أحكامه يجعلنا نتجرع من المرار والحنظل‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬التهاون بالدين وباالحكام الشرعية وبالشريعة‪ ،‬والذي كان سببا ً في غيابهم‬
‫عن واقع األمة‪ ،‬وفيما بين المسلمين وهذا أيضا ً تسبب في غياب المظهر اإلسالمى‬
‫عن المسلمين وشوارع المسلمين‪ ،‬وبالتالي غاب عن سلوكياتهم و ِق َي ِم ِهم‪.‬‬
‫س َّخ َرة لنا إلى مسخرة علينا –‬
‫ثانياً‪ :‬تغير قوانين الطبيعة والكون وتحولها من ُم َ‬
‫وقد بينا سابقا ً أن هذا نتيجة وعقوبة التهاون والتفريط في حمل الدين وعدم تبليغه‪،-‬‬
‫وهذا أمثلة كثيرة؛ منها‪:‬‬
‫ما قد رأيناه من زلزال أصاب مصر عام ‪1991‬م‪ ،‬لتتحول مصر‬ ‫‪-1‬‬
‫بعده من حزام األمان إلى حزام الزالزل‪ ،‬كما أعلنت بعض المصادر العلمية‬
‫والرسمية ذلك‪ ،‬والحول وال قوة إال باهلل‪.‬‬
‫ثقب األوزن في الغالف الجوي لألرض وما نجم عنه من زيادة في‬ ‫‪-2‬‬
‫معدالت تسرب اشعة "جاما" و "ثيتا" الخطيرتين وغيرهم من اشعة ضارة‪ ،‬مما‬
‫زاد من معدالت اإلصابة بالسرطانات المختلفة‪.‬‬
‫‪ -3‬زيادة معدالت االحتباس الحراري على األرض‪ ،‬مما زاد من معدالت‬
‫ارتفاع درجات الحرارة عاما ً بعد عام‪ ،‬وهذا ضاعف من معدالت ذوبان القطب‬
‫الشمإلى والجنوبي‪ ،‬مما يهدد بانحسار رقعة اليابس وزيادة مساحة المياه على‬
‫سطح األرض‪ ،‬بل وغرق بعض المدن الساحلية لبعض الدول ‪-‬كهولندا‪ -‬في كثير‬
‫من القارات‪.‬‬
‫وغير هذا كثير‪.....‬‬
‫ثالثاً‪ :‬نفور كثير من المسلمين عن اإلسالم بسبب هذا التفريط في الدين مما‬
‫جعل اإلسالم في عين الكثير ال هيئة له تميزه عن غيره من أديان قد جاء ليبطلها‪.‬‬
‫بل لعل سائر األديان سواه صارت أجمل من اإلسالم في نظره‪.‬‬
‫وهذا أيضا ً مما دفع بعض المسلمين في اللهث وراء الثقافات المختلفة‪ ،‬وكذل‬
‫تسبب في كثير من األمراض النفسية واالنحرافات السلوكية في األمة‪" .‬ألن الفرد‬
‫ُجبِ َل على أن يكون ذو شخصية متميزة له قيمة"‬

‫‪7‬‬
‫رابعاً‪ :‬نفور كثير من غير المسلمين الراغبين في اإلسالم عن اإلسالم‪ِ ،‬لتَ َميُّ ِع ِه‬
‫في نظرهم وعدم تَ َميُّ ِز ِه ووضوح معالمه بسبب هذا التفريط‪ ،‬وقد َب َلغَنَا من بعض‬
‫إخواننا في أوروبا قصص واقعية عن ذلك‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أن امراة نصرانية أوربية في أحد الدول األوروبية‪ ،‬رغبت في اإلسالم مما‬
‫سمعت من بعض المسلمين والمسلمات هناك‪ ،‬فسألتهم عن رجال دين اإلسالم‬
‫المتخصصين هنا لتستزيد من معرفة بهذا الدين من مصادره الرسمية! ولتعلن‬
‫إسالمها رسميا ً بين يديه‪ ،‬فدلوها على أحد مراكز الدعوة اإلسالمية هناك ‪ ،‬ولألسف‬
‫من وعاظ هذه المراكز من هو غير مؤهل لذلك‪ ،‬وعلى غير دراية بالدعوة مع‬
‫األفراد أو فهم عميق للدين‪ ،‬فأخذت تسأله عن بعض المسائل في حياتها‪ -‬وعلى ما‬
‫يبدو أنها كانت ت ُقَيِم وتقارن في ذهنها بين ما هى عليه وبين ما تريد أن تكون عليه‪-‬‬
‫والواعظ يشيد بها ويبالغ في الثناء عليها وعلى رغبتها في اإلسالم وأنه هذا هو‬
‫الحق‪ ،‬ويحدثها عن الجنة والنار‪....‬إلى مثل هذا‪.‬‬
‫فسألته مما سألته‪ :‬ماذا يقول اإلسالم عن إقامتى لعالقات جنسية بأصدقائي‬
‫الرجال والنساء؟ وماذا عن حبي للموضة وخروجي بالمالبس المتكشفة؟ وماذا عن‬
‫اعتمادي على القروض من البنوك الربوية في حياتي؟ وماذا عن اعتيادي لشرب‬
‫الخمور بأنواعها؟ وماذا عن انشغإلى عن رؤية والداي الذين أظنهما مازاال على قيد‬
‫الحياة حتى األن؟ ومثل هذا من أسئلة‪......‬‬
‫وهو يجيبها عن كل ذلك إجابات متميعة ركيكة غير واضحة‪ ،‬ويركز على أن‬
‫هذه األمور بسيطة وقد يغض اإلسالم الطرف عنها‪ ،‬ويذكر لها قوله تعالى‪ِ ( :‬إ َّن َّ َ‬
‫َّللا‬
‫اَّلل فَقَ ِد ا ْفت ََرى ِإثْ ًما‬
‫َال َي ْغ ِف ُر أَ ْن يُ ْش َركَ ِب ِه َو َي ْغ ِف ُر َما دُونَ ذَلِكَ ِل َم ْن َيشَا ُء َو َم ْن يُ ْش ِر ْك ِب َّ ِ‬
‫ع ِظي ًما (‪[ ))48‬سورة النساء آية‪ ]48 :‬وقوله تعالى‪( :‬لَقَ ْد َكفَ َر ا َّلذِينَ قَالُوا ِإ َّن َّ َ‬
‫َّللا ه َُو‬ ‫َ‬
‫ْال َم ِسي ُح اب ُْن َم ْريَ َم َوقَا َل ْال َم ِسي ُح يَابَنِي إِس َْرائِي َل ا ْعبُدُوا َّ َ‬
‫َّللا َر ِبي َو َربَّ ُك ْم إِنَّهُ َم ْن يُ ْش ِر ْك‬
‫صار (‪[ ))72‬المائدة‬ ‫لظا ِلمِينَ ِم ْن أَ ْن َ‬ ‫علَ ْي ِه ْال َجنَّةَ َو َمأْ َواهُ النَّ ُ‬
‫ار َو َما ِل َّ‬ ‫اَّلل فَقَ ْد َح َّر َم َّ ُ‬
‫َّللا َ‬ ‫بِ َّ ِ‬
‫‪ ]72:‬ويخبرها أن المهم فقط هو أن تشهدي الشهادتين‪" :‬ال إله إال هللا وأن محمداً‬
‫رسول هللا" وتكونين من أهل الجنة‪.‬‬
‫فإذا بها قد تغير وجهها وتقول له‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫"لو أن الجنة عندكم يدخلها زانية عارية ربوية عقوقه سكيرة فاسقة مثلي فَ ِل َمن‬
‫تكون النار؟ إن هذا هذيان‪ ،‬عفواً دين كهذا ال أريده‪ ،‬وأنا حزينة على الوقت الذى‬
‫أضعته هنا" ثم انصرفت‪.‬‬
‫وبعد ذلك بفترة وجيزة قَ َّد َر هللا لها أن تلتقى مصادفة بأحدى المسلمات‬
‫الصالحات هنا وهى محتشمة في نفسها وسلوكها ومرتدية لحجابها وزيها اإلسالمي‬
‫هناك‪ ،‬فدفعها الفضول للمبادرة وسؤالها عن هذا الدين‪ ،‬وأنها لماذا ترتدي هذا‬
‫الحجاب وتضيق على نفسها واإلسالم كما صوره لها الواعظ السابق‪ -‬ال تكليف فيه‬
‫وال ضبط؟!!‬
‫فإذا باألخت المباركة على شيء من العلم‪ ،‬وتجيد لغتهم هناك نوعا ً ما‪ ،‬فبينت‬
‫لها الوجه الصحيح الجميل لإلسالم ومعالمه القوية المتميزة‪ ،‬والتي ال تخالف الفطر‬
‫السليمة ‪ ،‬وأن ديننا محفوظ من هللا سبحانه من تلعب رجال الدين به كي ال يحرف‬
‫كما حرفوا اليهودية والنصرانية‪ ،‬فحفظ كتابه وسنة نبيه صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فمن‬
‫وافقهم من العلماء فهو الصالح ومن خالفهم فليس لنا بحجة‪ .‬وأجرى هللا سبحانه على‬
‫لسانها ما جعلها سببا ً في إسالم هذه المرأة‪ ،‬لتتحول هى األخرى إلى داعية من دعاة‬
‫اإلسالم هناك‪ ،‬ومن ذوات الهمم العالية في تحصيل العلم الشرعي الصحيح لهذا‬
‫الدين‪.‬‬
‫بارك هللا لهن وحفظهن وأمثالهن‪.‬‬
‫فهل رأيتم كيف أن التفريط في الدين يصرف البعض عن اإلسالم أحياناً؟!!‬

‫الغراس التربوي للوصية التاسعة‪:‬‬


‫الطور األول [‪:]1-0‬‬
‫• ‪.........‬‬
‫الطور الثاني [‪:]5-1‬‬
‫• حثهم على تبليغ الدين ومشاركتهم في األمر بالمعروف والنهى عن المنكر‪،‬‬
‫فمثال حين كنت أتنقل بالمواصالت العامة ومعي ابنتي سجود أو فداء قد‬

‫‪9‬‬
‫بلغت ‪ 3‬أو ‪ 4‬سنين‪ ،‬كنت أناولها الملصق أو المطويات أو شريط التسجيل‬
‫ثم أبين لها أن هذا كالم هللا ودينه ونحن نبلغه ونعطيه الناس ليعلموه ويعملوا‬
‫به‪ .‬وأطلب منها أن تعطيه المرأة أو فتاة متبرجة بالقرب منا‪ .‬ولعلي كنت‬
‫أعطي المطوية أو الملصق عن حكم التدخين مثال لولدي نزال وهو ابن ‪ 3‬أو‬
‫‪ 4‬سنين‪ ،‬فأشير له إلى رجل يدخن فيذهب يهديه إياها ويقول له‪" :‬ال تغضب‬
‫هللا الذي يرضيك بنعمه" ونحو ذلك‪.‬‬

‫الطور الثالث [‪:]12-5‬‬


‫حثهم على تبليغ الدين في كل وقت وفي كل مكان وحمل مسؤليته‪،‬‬ ‫•‬
‫كدعوة زمالئهم في المدرسة‪ ،‬وأن يدخر جز ًء من مصروفه ليشتري بها هدايا‬
‫للدعوة (كالملصقات‪ ،‬أو المطويات)‪ ،‬ونوجهه كيف يخرجها لمن ينتفع بها في‬
‫دعوته‪.‬‬

‫الطور الرابع [ ‪:]40-12‬‬


‫كسابقه‪.‬‬
‫• ‪..........‬‬

‫الطور الخامس [‪ -40‬ن ]‪:‬‬


‫كسابقه وخاصة بأن هذه المرحلة فيها الشعور بالمسئولية وكبر المقام‪،‬‬ ‫•‬
‫وكذلك الرغبة في النفع واستشعار وال يته على األخرين‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫فهرس الكتاب‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫رقم المادة‬


‫‪1‬‬ ‫الوصايا العشر‬ ‫‪ -1‬المقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫حصاد الشهد لكل وصية تعد‪.‬‬ ‫‪ -2‬مقدمة الشهد‬
‫‪5‬‬ ‫حصاد المر والحنظل لكل وصية تهمل‪.‬‬ ‫‪ -3‬مقدمة الحنظل‬
‫‪7‬‬ ‫الغراس التربوى للوصايا‪.‬‬ ‫‪ -4‬الغراس‬
‫وجوب االلتزام بالكتاب والسنة وتجريد ‪20‬‬ ‫‪ -5‬الوصية األولى‬
‫النفس من الهوى‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية األولى‪.‬‬ ‫‪ -6‬الشهد األول‬
‫‪25‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية األولى‪.‬‬ ‫‪ -7‬الحنظلة األولى‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -8‬غراس الوصية األولى الغراس التربوى للوصية األولى‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫للمقلد‪ ،‬المجتهد‬ ‫‪ -9‬الوصية الثانية‬
‫‪46‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية الثانية‪.‬‬ ‫‪ -10‬الشهد الثانى‬
‫‪48‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية الثانية‪.‬‬ ‫‪ -11‬الحنظلة الثانية‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -12‬غراس الوصية الثانية الغراس التربوى للوصية الثانية‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫وجوب التزام منهج السلف الصالح‪.‬‬ ‫‪ -13‬الوصية الثالثة‬
‫‪60‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية الثالثة‪.‬‬ ‫‪ -14‬الشهد الثالث‬
‫‪61‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية الثالثة‪.‬‬ ‫‪ -15‬الحنظلة الثالثة‬
‫‪68‬‬ ‫‪ -16‬غراس الوصية الثالثة الغراس التربوى للوصية الثالثة‪.‬‬
‫‪70‬‬ ‫بإحسان الظن بالعلماء الصالحين‪.‬‬ ‫‪ -17‬الوصية الرابعة‬
‫‪72‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية الرابعة‪.‬‬ ‫‪ -18‬الشهد الرابع‬
‫‪73‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية الرابعة‪.‬‬ ‫‪ -19‬الحنظلة الرابعة‬
‫‪76‬‬ ‫‪ -20‬غراس الوصية الرابعة الغراس التربوى للوصية الخامسة‪.‬‬
‫‪78‬‬ ‫تحصيل العلم الشرعى‪.‬‬ ‫‪ -21‬الوصية الخامسة‬
‫‪82‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية الخامسة‪.‬‬ ‫‪ -22‬الشهد الخامس‬
‫‪84‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية الخامسة‪.‬‬ ‫‪ -23‬الحنظلة الخامسة‬
‫‪85‬‬ ‫الوصية الغراس التربوى للوصية الخامسة‪.‬‬ ‫‪ -24‬غراس‬
‫الخامسة‬
‫‪88‬‬ ‫الورع فى الفتيا‪.‬‬ ‫‪ -25‬الوصية السادسة‬
‫‪90‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية السادسة‪.‬‬ ‫‪ -26‬الشهد السادس‬
‫‪92‬‬ ‫بهمال العمل بالوصية السادسة‪.‬‬ ‫‪ -27‬الحنظلة السادسة‬
‫‪92‬‬ ‫الوصية الغراس التربوى للوصية السادسة‬ ‫‪ -28‬غراس‬
‫السادسة‬
‫‪95‬‬ ‫التواضع والحذر من الكبر‪.‬‬ ‫‪ -29‬الوصية السابعة‬

‫‪11‬‬
‫‪97‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية السابعة‪.‬‬ ‫‪ -30‬الشهد الرابع‬
‫‪98‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية الثامنة‪.‬‬ ‫‪ -31‬الحنظلة السابعة‬
‫‪101‬‬ ‫‪ -32‬غراس الوصية السابعة الغراس التربوى للوصية الثامنة‪.‬‬
‫‪106‬‬ ‫وجوب العدل واإلنصاف فى الحكم‪.‬‬ ‫‪ -33‬الوصية الثامنة‬
‫‪107‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية الثامنة‪.‬‬ ‫‪ -34‬الشهد الثامن‬
‫‪108‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية الثامنة‪.‬‬ ‫‪ -35‬الحنظلة الثامنة‬
‫‪109‬‬ ‫‪ -36‬غراس الوصية الثامنة الغراس التربوى للوصية الثامنة‪.‬‬
‫‪113‬‬ ‫ترك وذم الغلو والتفريط فى الدين‪.‬‬ ‫‪ -37‬الوصية التاسعة‬
‫‪116‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية التاسعة‪.‬‬ ‫‪ -38‬الشهد التاسع‬
‫‪118‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية التاسعة‪.‬‬ ‫‪ -39‬الحنظلة التاسعة‬
‫‪121‬‬ ‫‪ -40‬غراس الوصية التاسعة الغراس التربوى للوصية التاسعة‪.‬‬
‫‪123‬‬ ‫عدم االنحترار بزهد أحد وال بحسن سمته‪.‬‬ ‫‪ -41‬الوصية العاشرة‬
‫‪128‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية العاشرة‪.‬‬ ‫‪ -42‬الشهد العاشر‬
‫‪129‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية العاشرة‪.‬‬ ‫‪ -43‬الحنظلة العاشرة‬
‫‪132‬‬ ‫الوصية الغراس التربوى للوصية العاشرة‪.‬‬ ‫‪ -44‬غراس‬
‫العاشرة‬
‫‪135‬‬ ‫حصاد األمة لشهد الوصايا مجملة‪.‬‬ ‫‪ -45‬شهد األمة‬
‫‪136‬‬ ‫تعريف بفهرس الخطوب والعطوب‪.‬‬ ‫‪ -46‬خطوب األمة‬
‫‪137‬‬ ‫عملنا في هذا الكتاب‬ ‫‪ -47‬ملحوظات‬
‫‪140‬‬ ‫فهرس الحنظل والخطوب والعطوب‪.‬‬ ‫‪ -48‬الفهرس‬
‫‪142‬‬ ‫فهرس أطراف اآلحاديث المرفوعة إلى النبى‬ ‫‪ -49‬الفهرس‬
‫–صلى هللا عليه وسلم‪.-‬‬
‫‪143‬‬ ‫(الموقوفة)‬ ‫اآلثار‬ ‫أطراف‬ ‫فهرس‬ ‫‪ -50‬الفهرس‬
‫و(المقطوعة)‪.‬‬
‫‪146‬‬ ‫الفهرس العام للكتاب‪.‬‬ ‫‪ -51‬الفهرس‬

‫‪12‬‬
13

You might also like