You are on page 1of 16

‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬

‫‪1343‬‬

‫خاتة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬ ‫الخاتمة‬


‫إن البحث ف الصول القرآنية للمصطلح الصوف يذب الدارسي إل‬
‫بذل الهد ف إنصاف أهل الق ‪ ،‬ودفع شبه الغرضي الذين حاولوا تشويه‬
‫ال صورة القيق ية للحياة الروح ية ف ال سلم ‪ ،‬وإل صاقها ب صدر أج نبي ‪ ،‬أو‬
‫تعكي صفوها بدس أفكار فلسفية غريبة ‪ ،‬أو بث معان وافدة سقيمة تت‬
‫ألفاظ القرآن وال سنة ‪ ،‬ال ت تناول ا ال صوفية ف مقامات م وأحوال م ومدارج‬
‫السالكي إل ربم ‪ ،‬فالعتدلون من أوائل الصوفية حجة على الخرين بسن‬
‫اعتقادهم والتزامهم بالقواعد الساسية الت تثل اتفاقا وثيقا وأصول راسخة‬
‫ف اعتقاد ال سلمي ‪ ،‬فعظموا كتاب ال وسنة رسوله ‪ ،‬ول يوزوا ل حد‬
‫أن يالفهما ‪ ،‬تت أى دعوى أو فكر ‪ ،‬وإن حسنت النوايا ‪.‬‬
‫لقد تناولت هذه الرسالة البحث عن الصول القرآنية للمصطلح الصوف‬
‫من جانبي أساسيي ‪ :‬أحدها نظرى ‪ ،‬والخر تطبيقى معجمى ففى الانب‬
‫النظرى ‪،‬جاء الديسث عسن معرفسة الضوابسط اللزمسة للسستدلل بالقرآن‬
‫وكيفيسة فهمسه على النحسو الذى أراده ال عسز وجسل ‪ ،‬وتناول أيضسا منلة‬
‫القرآن وال سنة ع ند ال صوفية ‪ ،‬وأن الوائل من هم أجعوا أن القرآن كلم ال‬
‫تعال على القيقة ‪ ،‬وأنه ليس بخلوق ول مدث وأنه متلو بألسنتنا مكتوب‬
‫ف م صاحفنا مفوظ ف صدورنا غ ي حال في ها ‪ ،‬ك ما أن ال تعال ‪ ،‬معلوم‬
‫بقلوبنا مذكور بألسنتنا ‪ ،‬معبود ف مساجدنا غي حال فيها ‪ ،‬وأنم أجعوا أن‬
‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬
‫‪1343‬‬
‫جيسع مسا فرض ال تعال على العباد فس كتابسه وأوجبسه رسسول ال فرض‬
‫واجب ‪ ،‬وحتم لزم على العقلء البالغي ‪ ،‬ل يوز التخلف عنه ‪ ،‬ول يسع‬
‫التفريط فيه بوجه من الوجوه لحد من الناس من صديق وول وعارف ‪ ،‬وإن‬
‫بلغ أعلى الراتب ‪ ،‬وأعلى الدرجات ‪ ،‬وأشرف القامات وأرفع النازل ‪ ،‬وأنه‬
‫ل مقام للعبد تسقط معه آداب الشريعة من إباحة ما حظر ال ‪ ،‬أو تليل ما‬
‫حرم ال ‪ ،‬أو تريس مسا أحسل ال ‪ ،‬أو سسقوط فرض مسن غيس عذر ول علة‬
‫والعذر والعلة ما أج ع عل يه ال سلمون ‪ ،‬وجاءت به أحكام الشري عة ‪ ،‬و من‬
‫كان أصفى سرا وأعلى رتبة وأشرف مقاما فإنه أشد اجتهادا ‪ ،‬وأخلص عمل‬
‫وأكثر توفيقا ‪.‬‬
‫كما تناول البحث النظرى أيضا ‪ ،‬ضوابط تفسي القرآن الكري ‪ ،‬ومفهوم‬
‫التأويل ف القرآن والسنة واصطلح التأخرين ‪ ،‬وبيان أنواع التأويلت‬
‫الباطلة الت يترز منها ‪ ،‬ث طريقة الصوفية ف تفسيهم للقرآن ‪ ،‬والدلة من‬
‫القرآن والسنة على جواز التفسي الشارى ‪ ،‬مع آراء العلماء والستشرقي ف‬
‫التفسي الصوف ‪ ،‬ث الشروط الت يكن با قبول التفسي الصوف ‪ ،‬وأمثلة‬
‫على ذلك ‪.‬‬
‫وقد كان من أهم الوضوعات الت تناولا البحث التعرف على ينابيع‬
‫الصطلح الصوف ‪ ،‬ودراسة مقتضبة للمعاجم الصوفية ‪ ،‬فقد ت انتقاء‬
‫الؤلفات الينبوعية للمصطلحات الصوفية بنوعيها ‪ ،‬أعن الصطلحات‬
‫الصوفية ذات الصول القرآنية والنبوية ‪ ،‬وهى مصطلحات مكونة من ألفاظ‬
‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬
‫‪1343‬‬
‫قرآنية أو نبوية ‪ ،‬وموضوعة على معانيها أو معان أخرى تيزها الصول‬
‫القرآنية والنبوية ‪ ،‬أو الصطلحات الصوفية ‪ ،‬ذات اللفاظ القرآنية والنبوية‬
‫وهى مصطلحات صوفية مكونة من ألفاظ قرآنية أو نبوية ‪ ،‬منفصلة الدللة‬
‫عن معانيها الواردة ف الكتاب والسنة ‪ ،‬وموضوعة على معان أخرى‬
‫استحدثها الصوفية ‪ ،‬وتداولوا اللفاظ عليها ‪ ،‬هذه الؤلفات الينبوعية الت‬
‫شكلت أمهات الكتب الصوفية ت انتقاؤها من التراث الصوف حت القرن‬
‫العاشر الجرى ‪ ،‬لن التأليفات الت حُققت بعد هذا التاريخ هى ف‬
‫مملها إعادة ‪ ،‬وتبسيط للدللت القدية لذه الصطلحات ‪ ،‬أو شروح لا‬
‫وملخصات ‪.‬‬
‫وبعد الطلع على ما هو مشهور ومؤكد الهية ف مضمار التصوف ف‬
‫تلك القبسة التس تثسل فترة العزو والصسفاء للتآليسف فس التصسوف السسلمى‬
‫أم كن ح صر الختيار ب عد تكلف وعنا ية ف عشرة مؤلفات أمدت نا ب ل ما‬
‫للصسوفية مسن ألفاظ ومعان خاصسة ‪ ،‬هذا علوة على تتبسع أقوال الصسوفية‬
‫وإشارات أعلمهم ف متفرقات ما أثر عنهم ف التراث الصوف ‪ ،‬والستعانة‬
‫أي ضا بالعا جم ال صوفية الدي ثة ‪ ،‬والعا جم العلم ية العا مة ال ت تتناول ألفاظ‬
‫الصوفية ‪.‬‬
‫كمسا تعرفنسا على دراسسة وجيزة للمعاجسم الصسوفية ‪ ،‬مثسل اصسطلحات‬
‫الصوفية لبن عرب ‪ ،‬ومعجم الكاشان ‪ ،‬ومعجم الدكتور الفن ‪ ،‬والعجم‬
‫الصسوف للدكتورة سسعاد حكيسم ‪ ،‬ومعجسم الدكتور الشرقاوى مسن حيسث‬
‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬
‫‪1343‬‬
‫ترتيب الداخل وكثافتها ‪ ،‬وكيفية ال ستعانة بال صول القرآنية والنبوية ‪ ،‬ث‬
‫تناول البحث ف فصل مستقل على النهج الذى نيز به بي ما يكن أن يكون‬
‫مصطلحا تعارف عليه الصوفية ‪ ،‬أو لف ظا صوفيا يشابه سائر اللفاظ ‪ ،‬و قد‬
‫التزمت ف حصر هذه النوعية من الصطلحات شرطا صارما ‪ ،‬تثل ف اتفاق‬
‫ج ع من ال صوفية ل ي قل عن ثل ثة على ذ كر مد خل ال صطلح ‪ ،‬أو أ حد‬
‫تصساريفه اللغويسة وذلك مسن باب الخسذ بالحوط ‪ ،‬والتزام الدقسة على قدر‬
‫المكان والطمئنان ف ح صر ال صطلح ال صوف ‪ ،‬فبلغ عدد الدا خل العا مة‬
‫على هذا الشرط مائة وأربعسة وعشريسن مصسطلحا لمس أصسول قرآنيسة ‪ ،‬وبلغ‬
‫مموع الداخسل الفرعيسة والعامسة فس هذه الفصسول ثلثائة وتسسعة وثلثيس‬
‫م صطلحا ‪ ،‬ك ما تطلب ال مر أي ضا ا ستقصاءا شامل للقرآن وال سنة ‪ ،‬و فق‬
‫منهج مدد ف بث الصول القرآنية لكل مصطلح صوف على حده ‪.‬‬
‫و قد تناول الب حث أي ضا ‪،‬مرا حل الت صوف ‪ ،‬وأثر ها على التغ ي الدلل‬
‫للمصطلح الصوف ‪ ،‬وعلقة ذلك بالصول القرآنية ‪ ،‬فالتصوف عب مراحله‬
‫الفكرية الختلفة مر بعدة مراحل متميزة ومتدرجة ومؤثرة ف علقة الصول‬
‫القرآن ية ‪ ،‬ب ا أفرز ته كل مرحلة من رموز وألفاظ ‪ ،‬وا صطلحات تتنوع ف‬
‫معناها الدلل ‪.‬‬
‫فالت صوف الوّل الب سيط الذى ن م عن حر كة الز هد ‪ ،‬وم سلك التو كل‬
‫على ال والذى يعن ناء الياة الروحية ف السلم ‪ ،‬اتذ أصحابه من حياة‬
‫النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه ‪ ،‬وما كانوا يأخذون به أنفسهم من زهد‬
‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬
‫‪1343‬‬
‫ف الدن يا وإعراض عن زخرف ها وجاه ها ‪ ،‬وإقبال على ال عز و جل بقلوب م‬
‫ال صدر ال صيل لبداي ته ‪ ،‬فكا نت طبي عة اللفاظ الدائرة ب ي ال صوفية ف هذه‬
‫الرحلة أنا ألفاظ واصطلحات قرآنية أو نبوية متماسكة مع معانيها الدللية‬
‫الواردة ف الكتاب وال سنة ل تن فك عنها ‪ ،‬ودور ال صوفية يك من ف توضيح‬
‫الع ن أو ا ستنباط حقي قة روحان ية دلت علي ها اليات القرآن ية ‪ ،‬أو تقو ي ما‬
‫اعوج من السلوك لدعياء التصوف حول فهمهم لعن قرآن أو نبوى ‪.‬‬
‫أ ما الت صوف الب ن على إضافات ال صوفية الجتهاد ية ف ر سم خطوات‬
‫الطريق للمريدين وتدرجهم ف منازل السائرين ‪ ،‬وترتيب القامات والحوال‬
‫عنسد التحققيس ‪ ،‬فلم تعسد قضيسة الكتفاء بالمارسسة العمليسة ‪ ،‬كافيسة لبراز‬
‫الوجهة القيقية للعلقة القائمة بي الصوفية وربم ‪.‬‬
‫ولكن تطور المر عندهم إل ما هو أعلى ن مرد الزهد ف الدنيا ‪ ،‬وترك‬
‫الألوفات وال ستحسنات ‪ ،‬فأ صبح الت صوف قري با من الف كر الن ظم إل حد‬
‫بع يد ‪ ،‬وإن ات سم بكث ي من الخالفات الشرع ية ‪ ،‬وأفرز الطر يق الذى التز مه‬
‫أوائل الصسوفية وباشروه فس تاربمس الشخصسية ‪ ،‬نتاجسا فكريسا أطلقوا عليسه‬
‫مقامات ال سائرين وأحوال التحقق ي ‪ ،‬و قد أفرزت هذه الرحلة معان وا سعة‬
‫الدللة للم صطلح ال صوف ‪ ،‬وم ضى ب عض ال صوفية إل ال ستقصاء والب حث‬
‫ع ما ورد ف ال صول القرآن ية والنبو ية ‪ ،‬من شوا هد تؤ يد ذلك ب يث بدت‬
‫غالبية القضايا الفكرية اللحقة ف التأمل الذوقى النظرى ‪ ،‬نتائج ضرورية من‬
‫إفراز هذا اليدان ‪ ،‬وات سعت دللة ال صطلح ال صوف وزادت م ساحتها لتنت قل‬
‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬
‫‪1343‬‬
‫مسن دللة قرآنيسة تتناول سسائر الناس إل دللة تفرق بيس العامسة والاصسة‬
‫وخاصة الاصة وأنواع أخرى متزايدة ‪.‬‬
‫ك ما أن الت صوف مر برحلة نمست عن الغلو ف البس والفناء ودعوى‬
‫التاد ‪ ،‬وهى حركة صوفية اهتزت فيها معايي ال صول القرآنية للمصطلح‬
‫ال صوف ‪ ،‬وفارق في ها الل فظ ف أغلب الحيان معناه ‪ ،‬ح يث غدت الريا ضة‬
‫الصوفية ف الرحلة اللحقة ترمى إل الوصول ل والتاد به على نو يعطى‬
‫الصوف تيزا أعلى ما كان يرمى إليه كل سالك ف أهدافه التواضعة ‪ ،‬وغدا‬
‫القتصار على التوقف ف الستوى السابق قصورا سلوكيا ينبغى للصوف أل‬
‫يطيل اللبث فيه طويل ‪.‬‬
‫وانتقل التصوف نقلة حاسة ومرحلة جديدة ‪ ،‬تثلت ف تول الصوف من‬
‫مرد سالك أو متوكل يعل كده وجهده ف مزيد من التأسى والجاهدة ف‬
‫الع مل إل صوف ين قل إلي نا ترب ته الدين ية الشخ صية ‪ ،‬ويدفع نا إل القتداء‬
‫بطري قة تفكيه وتدبره إل جا نب اقتدائ نا بطريق ته ال سلوكية العمل ية ‪ ،‬و قد‬
‫ظ هر أي ضا ت صوف أ صحاب وحدة الوجود ‪ ،‬الذى يشارك الت صوف اللول‬
‫ف مفارقة اللفاظ الصطلحية لعانيها الدللية والعبث بطريقة الستدلل ف‬
‫ال صول القرآنية والحاديث النبوية للمصطلح الصوف ‪ ،‬فبدل من أن يكون‬
‫اللفظ موضوعا على العن الراد ف الكتاب والسنة ‪ ،‬أصبح اللفظ نفسه‬
‫موضوعا على نقيضه تاما تت هذه الفلسفة ‪.‬‬
‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬
‫‪1343‬‬
‫ث تناول الب حث درا سة ال صول القرآن ية ل صطلح الت صوف ‪،‬على و جه‬
‫خاص وتقرير الصول الت يرد إليها الصوفية مصطلح التصوف ‪ ،‬ث مناقشة‬
‫ذلك مناقشسة علميسة ‪ ،‬لتقريسر مسا إذا كان الصسوفية قسد اهتموا بالبحسث عسن‬
‫ال صول القرآن ية والنبو يه للت صوف ؟ و هل م صطلح الت صوف له أ صل ف‬
‫الكتاب وال سنة يعت مد عل يه ؟ وك يف ظهرت ن سبة الت صوف إل ال صوف ؟‬
‫ومن أول من صرح با ؟ وهل رد التصوف إل الصوف أو الصفاء أو الصفة‬
‫أو الصسف الول ‪ ،‬يعتسبا أصسل مقبول ومقنعسا له مسا يؤيده فس الكتاب‬
‫والسنة ؟‬
‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬
‫‪1343‬‬
‫نتائج البحث وأهم التوصيات ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬نتائج البحث ‪.‬‬
‫من خلل ما ورد ف هذه الرسالة بانبيها النظرى والعجمى يكن أن نصل‬
‫إل بعض النتائج التية ‪:‬‬
‫[‪ - ]1‬تبي لنا من خلل الدراسة الحصائية التطبيقية للمصطلحات الصوفية‬
‫أن الانب ال صيل من حيث النسبة إل القرآن والسنة أكب بكثي من‬
‫الوانب الخرى الت لقت بالتصوف ول أصل لا ‪ ،‬فقد بلغ مموع‬
‫ال صطلحات ال صوفية ذات ال صول القرآن ية والنبو ية ف هذه الر سالة‬
‫مائة وأرب عة وعشر ين م صطلحا من م صطلح ال بد إل م صطلح اليق ي‬
‫لا جيعها أصول قرآنية أو نبوية تؤيد العن الصوف ف مرحلته الول‬
‫وجانبا من الثانية ‪ ،‬كما بلغ عدد هذه الصطلحات مع مداخلها الفرعية‬
‫والعامسة ثلثائة وتسسعة وثلثيس مصسطلحا ‪ ،‬فس حيس بلغ مموع‬
‫ال صطلحات ال صوفية ذات اللفاظ القرآن ية والنبو ية ف هذه الر سالة‬
‫من م صطلح الحرام إل م صطلح يوم الم عة ت سعة وت سعي م صطلحا‬
‫ل م أ صول قرآن ية أو نبو ية من ج هة الل فظ دون الع ن ‪ ،‬ك ما بلغ عدد‬
‫هذه الصسطلحات ‪ ،‬مع مداخل ها الفرع ية والعا مة مائة وثلثسة و ستي‬
‫م صطلحا ‪ ،‬وهذا يع ن أن جلة ال صطلحات ال صوفية ال ت وردت ف‬
‫هذه الر سالة وعلى من هج الح صاء الت بع ف العا جم الخرى بالضا فة‬
‫إل مصطلح التصوف ذاته أربع مصطلحات وخسمائة ‪.‬‬
‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬
‫‪1343‬‬
‫[‪ - ]2‬بلغ عدد الشوا هد القرآن ية ف الق سم العج مى ما يقارب ثل ثة آلف‬
‫شا هد قرآ ن ك ما بلغ عدد الشوا هد الديث ية أك ثر من أل في حد يث‬
‫نبوى مكوم على درجت هم ‪ ،‬من ح يث ال صحة أو الض عف على من هج‬
‫أ هل الد يث ‪ ،‬وهذا العدد يع تب ال كب ع ند القار نة بالعا جم القدي ة‬
‫والديثة الت ظهرت حت الن ‪.‬‬
‫[‪ - ]3‬من النتائج الامة أن السراج الطوسى يعتب أول من نسب التصوف‬
‫إل الصوف ‪ ،‬وعلل ذلك بأنه دأب النبياء والصديقي وشعار‬
‫الساكي التنسكي ‪ ،‬وقد تبي من البحث ف الصول النبوية أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ل يكن يرغب ف لبس الصوف ول يفضله وأنه‬
‫كان يلبسه عند الضرورة وكان أحب الثياب إليه صلى ال عليه وسلم‬
‫القطن ‪ ،‬ولا أصل السراج الطوسى هذه النسبة وأظهر رأيه فيها برأة‬
‫تتابع الؤلفون من معاصريه ول حقية يوافقون رأيه أو يالفون يدققون‬
‫ويبحثون عن اللوازم الترتبة على رد التصوف إل الصوف إما بإظهار‬
‫نسبة أخرى تتآزر مع السابقة أو تنفرد دونا فالقول بأن التصوف إل‬
‫الصوف فقط تركيز على الظهر دون الوهر والظاهر دون الباطن‬
‫ودعوتم ف حقيقتها تنصب على الباطن ‪ ،‬وتدعوا إل النظر ف أعماق‬
‫المور وبلوغ القيقة ‪ ،‬ومن ث حاول الكلباذى أن يستقصى كل‬
‫الوجوه المكنة ث تابعه الجويرى والقشيى ث الغزال والسهروردى‬
‫وغيهم من مؤرخى التصوف ‪ ،‬فكانت أبرز الوجوه الت يرد إليها‬
‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬
‫‪1343‬‬
‫التصوف غي الصوف ‪ ،‬القول بأنه من الصفاء أو الصفة أو الصف‬
‫الول ‪ ،‬وهى مبرات ل تشهد لا سلمة الشتقاقات اللغوية ‪ ،‬وفضل‬
‫عن هذا فإن فيها نظر ‪ ،‬فالصفاء ليس وصفا للصوفية وحدهم والصفة‬
‫كانت منل مؤقتا وضروريا للفقراء من الهاجرين حت يتأهلوا لياتم‬
‫الاصة ‪.‬‬
‫أما نسبة التصوف إل الصف الول ‪ ،‬فيكفى ف ردها قول السراج‬
‫الطوسى ف وصف أداب الصوفية ‪ ( :‬ومن آدابم أيضا أنم يكرهون‬
‫المامة والصلة ف الصف الول بكة وغيها ) ( ) ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وعلى ذلك فالرأى العتب هو ما ذكره القشيى (ت‪465:‬هس) حيث‬


‫يقول ‪ ( :‬ث هذه التسمية غلبت على هذه الطائفة فيقال ‪ :‬رجل صوف‬
‫وللجماعة صوفية ‪ ،‬ومن يتوصل إل ذلك يقال له متصوف وللجماعة‬
‫متصوفة ) ( ) ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ث علل ذلك بأنه ل يشهد للتسمية من حيث العربية ‪ ،‬قياس ول‬


‫اشتقاق ‪ ،‬فالظهر أنه كاللقب ‪ ،‬فالذين قالوا ‪ :‬إنه من الصوف ولبسه‬
‫فذلك وجه ‪ ،‬ولكنهم ل يتصون بلبس الصوف ‪ ،‬والذين قالوا ‪ :‬يرد‬
‫ــــــــــــــــــــ‬
‫‪ .1‬اللمع ص ‪. 208‬‬
‫‪ .2‬الرسالة القشيية ‪. 2/550‬‬
‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬
‫‪1343‬‬
‫إل الصفة الت ف مسجد رسول اللّه صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فالنسبة إل‬
‫الصفة ل تئ على نو الصوف ‪ ،‬ومن قال ‪ :‬إنه من الصف الول بعيد‬
‫أيضا ف مقتضى اللغة ( ) ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫[‪ - ]4‬دلت دراسة الصول القرآنية للمصطلحات الصوفية على أن التصوف‬


‫مسن حيسث مبدأ الزهسد أصسيل النشسأ فس البيئة السسلمية ‪ ،‬فل مؤثرات‬
‫أجنب ية ملحو ظة ح ت منت صف القرن الثالث الجرى على ال قل ‪ ،‬و من‬
‫الطسبيعى أن المسر طالاس أنسه اجتهاد لدمسة الديسن وتطسبيقه مسن الانسب‬
‫العملى وتسسيد لذاقات العبوديسة فس صسورة نظريسة ‪ ،‬فمسن العقول أن‬
‫يتلف المر من شخص إل آخر ومن مذاق إل آخر ‪ ،‬ومن ث فسوف‬
‫يأخذ منه ويرد ‪ ،‬وسوف يضع لعوامل التطور واحتمال الطأ والصواب‬
‫والنقد والخالفة ‪.‬‬
‫[‪ - ]5‬أن التوحيد الصوف عند أغلب أوائل الصوفية ل ياف التوحيد السن‬
‫بل يتآزران ف التعبي عن عقيدة الكتاب والسنة ‪ ،‬فالتوحيد الصوف‬
‫لوائل الصوفية شدد على ضرورة التخلص من خفايا الشرك والرياء‬
‫والكب وعبودية الدرهم والدنيار والنفس والشيطان ‪ ،‬وجيع الصطلحات‬
‫ذات الصول القرآنية تشهد لذلك ‪ ،‬ول يثبت من خللا جواز الفعال‬
‫الت تنسب إل التصوف ف هذا العصر ‪ ،‬من عكوف على قبور الصالي‬
‫ــــــــــــــــــــ‬
‫‪ .1‬السابق ‪ ، 550/ 2‬ص ‪. 551‬‬
‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬
‫‪1343‬‬
‫ودعاء الموات ‪ ،‬وإقامة الوالد لم ‪ ،‬والستعانة بم ‪ ،‬والتوكل عليهم‬
‫والنذر لم أو شد الرحال إليهم ‪ ،‬بل مصطلحاتم ف توحيد العبادة تدل‬
‫على السمو ف تقيق اليان وتسيده ‪.‬‬
‫[‪ - ]6‬أن ب عض ال سلبيات ال صوفية ال ت وجدت ع ند الوائل ‪ ،‬وأثرت على‬
‫الزيادة فس زاويسة النراف عسب القرون ‪ ،‬ثثمثسل فس الغلو فس الطاعسة‬
‫واللتزام باس ليسس بلزم مسن الحكام ‪ ،‬فكثيس منهسم نزل الندوب منلة‬
‫الوجوب ‪ ،‬وشق على نفسه ف كثي من النواحى الت جعل الشرع فيها‬
‫مندوحة وسعة ‪ ،‬فأصبحت هذه اللتزامات سنة عند التأخرين ل يسعهم‬
‫الروج عنهسا ‪ ،‬وكسل طريقسة شددت على الريديسن فس اللتزام بنهجهسا‬
‫الاص ‪ ،‬وإن ل ينسجم مع السنة ف كثي من النواحى ‪ ،‬ما فتح الباب‬
‫للجتهاد ف التصور الاطئ لعلقة الب بي العبد وربه ‪ ،‬فظهرت آراء‬
‫شاذة ألصسقها الناس فس أذهانمس بعامسة الصسوفية دون بعضهسم ‪ ،‬فآراء‬
‫اللج وشطحات أب يزيد البسطامى والشبلى والنورى وغي هم جعلت‬
‫الناس يرفعونا على حساب التصوف من ناحية ‪ ،‬وإهال الوقف الياب‬
‫للمشايخ ف التبؤ منها وتقبيحها من ناحية أخرى ‪ ،‬وما زاد ف الصاق‬
‫هذه الفكار ب م أن ا وجدت فل سفة أخرى ع ند ابن عر ب وابن الفارض‬
‫وغيه ا ‪ ،‬ساعدت على إظهار الز يد من التجاوزات فأثرت هذه الراء‬
‫علقما وحنظل تتجرع المة السلمية مرارته ‪.‬‬
‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬
‫‪1343‬‬
‫[‪ - ]7‬السستغلل السسيئ لبعسض الصسطلحات الصسوفية مسن قبسل الرتسسمي‬
‫بالتصسوف أو العاديسن له أو للسسلم بصسفة عامسة ‪ ،‬فمسن خلل عرض‬
‫أوائل الصسوفية لقوال الخطئيس فس فهسم هذه الصسطلحات ‪ ،‬أو النظرة‬
‫العا مة للتطور الدلل ل كل م صطلح صوف عب مرا حل الت صوف‬
‫الختلفة يستطيع الباحث أن يرى مدى الهد البذول لكشف القصود ف‬
‫استعمال الصطلح العي من ناحية ‪ ،‬وفهم الثر السيئ لذه الصطلحات‬
‫والهد الطلوب لرده من ناحية أخرى ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أهم التوصيات ‪.‬‬


‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬
‫‪1343‬‬
‫‪ -1‬ما زال الب حث ف ال صول القرآن ية والنبو ية يتاج إل ا ستقصاء أو سع‬
‫ل كل م صطلح صوف على حده ‪ ،‬فالر سالة مع ضخامت ها ل ت ستوعب الع مل‬
‫بشكسل تام ‪ ،‬لنسه يتاج إل جهسد كسبي ووقست طويسل ‪ ،‬فرباس وجدت‬
‫م صطلحات تل فت عن جهدى ف ح صرها وجع ها ‪ ،‬فال مر يتطلب عمل‬
‫مو سوعيا شامل ‪ ،‬يتكا تف الخل صون من السسلمي ‪ ،‬لفرز التراث ال صوف‬
‫وفصل ما له علقة مثمرة بالصول القرآنية والنبوية ‪ ،‬وما هو لصيق با ول‬
‫أ صل له ‪ ،‬وهذا الع مل بالغ اله ية ف تق صى القائق ‪ ،‬ووزن المور بيزان‬
‫الق والعتدال ‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كانت هذه الرسالة بداية لن أراد الزيد ف البحث عن الصول‬
‫القرآنية والنبوية للمصطلح الصوف ‪ ،‬فإن البحث يتطلب أيضا دراسة الصول‬
‫الجنبية للمصطلحات الصوفية والت ل تتعرض لا الرسالة ‪ ،‬فل بد من‬
‫معرفة الصطلحات الت أدخلت على التصوف والبحث عن معانيها‬
‫ومصادرها بصورة جدية تكشف حقائق المور وتيز البيث من الطيب ‪.‬‬
‫‪ -3‬أوصى الباحثي بضرو التحرى وبذل الهد ف عزو الحاديث النبوية إل‬
‫مصادرها الصلية ‪ ،‬ليس هذا وفقط ‪ ،‬ولكن ترى الكم على الديث أيضا‬
‫حفاظا على السنة من ناحية ‪ ،‬وتثبيت الثقة ف نفوس القراء والباحثي من‬
‫ناحية أخرى ‪ ،‬وربا تطلب المر من الدارسي الرجوع إل الحديثن‬
‫وسؤالم عن ثبوت الديث ‪ ،‬إذا ل يهتد الباحث بفرده إل الكم ‪ ،‬وهذا‬
‫ما أراه واجبا لدية الدراسة ‪.‬‬
‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬
‫‪1343‬‬
‫‪ -4‬تفت قر الكتبسة ال صوفية إل تفسسي عل مى جاد مب ن على قوا عد التفسسي‬
‫وأصوله العتبة عند علماء التفسي ‪ ،‬يمع نتاج الصوفية ف شرحهم لعمال‬
‫القلوب والوارح و سائر القامات والحوال ‪ ،‬و ما قدموه للجا نب الرو حى‬
‫والخلقسى فس السسلم ‪ ،‬وعلى النحسو الجتهادى الذى نراه فس تراث‬
‫الحا سب وأ ب طالب ال كى وأ ب حا مد الغزال وغي هم من تف سي للقرآن‬
‫بالقرآن أو تفسي للقرآن بالسنة وأقوال الصحابة والتابعي ‪.‬‬
‫‪ -5‬اتباع الشرع بيزان العتدال ‪ ،‬لن الغلو ابتداع ف دين ال وقدح ف سنة‬
‫رسول ال ووصف لصحابه بالتقصي ف اللتزام ‪ ،‬ولذلك قال حذيفة بن‬
‫اليمان رضى ال عنه ‪ " :‬كل عبادة ل يتعبد با أصحاب رسول ال ‪ ،‬فل‬
‫تتعبدوا با فإن الول ل يدع للخر مقال ‪ ،‬فاتقوا ال يامعشر القراء خذوا‬
‫طريق من كان قبلكم " ( ) ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫كما أن الغلو ف جانب سوف يؤدى إل التقصي ف جانب آخر على وجه‬
‫الضرورة ‪ ،‬فاستطاعة النسان مدودة ‪ ،‬وقدرته مهما بلغت تتأثر بضعفه ف‬
‫ـــــــــــــــــــ‬
‫‪ .1‬انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والماعة لب القاسم الللكائى ‪ 1/90‬وحلية‬
‫الولياء ‪ ، 1/280‬وأخرج البخارى نوه عن حذيفسة ر ضى ال ع نه ان ظر كتاب‬
‫العتصام بالكتاب والسنة باب القتداء بسنن رسول ال برقم (‪. )7282‬‬
‫خاتمة البحث وأهم النتائج والتوصيات‬
‫‪1343‬‬
‫النواحى الخرى ‪ ،‬وال سبحانه كلفنا بنهج يتناسب مع فطرتنا ‪ ،‬فقال‬
‫سبحانه ‪ :‬ل يُكَلّفُ اللّهُ نَفْسًا إِل وُسْعَهَا [البقرة‪ ، ]286/‬فالنهج‬
‫السلمى فيه الي ول خي أفضل منه ‪.‬‬
‫‪ -6‬وجوب العتدال ف النظر إل التصوف ورجاله ‪ ،‬فكل يأخذ من كلمه‬
‫ويرد ‪ ،‬ول يصح التحامل عليهم مطلقا ول الوافقة لم مطلقا ‪ ،‬صحيح أن‬
‫الواقع الصوف ف العصر الاضر يكوّن صورة بغيضة عن الصوفية وأبناء‬
‫جنسهم ‪ ،‬لكن ال عز وجل أمرنا بالعدل ‪ ،‬فقال سبحانه ‪ :‬يَا أَيّهَا الّذِينَ‬
‫آمَنُوا كُونُوا قَوّامِيَ لِلّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَل يَجْرِمَنّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَل‬
‫تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتّقْوَى وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ خَبِيٌ بِمَا تَعْمَلُونَ‬
‫[الائدة‪ ، ]8/‬فمشايخ الصوفية الوائل لم كلم بديع يعب عن حقيقة الدين‬
‫ولبعضهم شطحات ف بعض الوقات ترج عن حد الدين ‪ ،‬وقد أحسن‬
‫شيخ السلم ابن تيمية حي قال ‪:‬‬
‫( تنازع الناس ف طريقت هم ‪ ،‬فطائ فة ذ مت ال صوفية والت صوف ‪ ،‬وقالوا ‪:‬‬
‫إن م مبتدعون خارجون عن ال سنة ‪ ،‬وطائ فة غالت في هم واد عو أن م أف ضل‬
‫اللق وأكمل هم ب عد ال نبياء ‪ ،‬وال صواب أن م متهدون ف طا عة ال ك ما‬
‫اجتهد غيهم من أهل طاعة ال ففيهم السابق القرب بسب اجتهاده وفيهم‬
‫القت صد الذى هو من أ هل اليم ي و ف كل من ال صنفي من قد يت هد‬
‫فيخطئ ‪ ،‬وفيهم من يذنب فيتوب أو ل يتوب ) ( ) ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ـــــــــــــــــــ‬
‫‪ .1‬الصوفية والفقراء ص ‪. 7 ،6‬‬

You might also like