Professional Documents
Culture Documents
الحسان إلى "من مسح على رأس يتيم رحمة كتب له بكل شعرة مرت عليها يده
حسنة ومحا عنه بكل شعرة سيئة ورفع له بكل شعرة درجة"
** ونحن وال أحق بأن نقوم ونعمل بهذا الميثاق الخلقي العظيم الذي وضع
اليتيم دستوره الخالق جل وعل.
• لو طرحت هذا السؤال على كل من عرف ظروف هؤلء اليتام وواكب معاناتهم ،لكان
جوابه :إن أول ما يتطلعون إليه هو :المأوى .وهذا عين ما ذكره القرآن في التفاتة
رحيمة بهذه الفئة .قال تعالى مخاطبا قدوة اليتام } :ألم يجدك يتيما فآوى ؟ { هذا أفضل
ما عولجت به ظاهرة اليتم في شتى المجتمعات :توفير المأوى والملذ المن لكل يتيم ،
وبسرعة كبيرة على مايفيده العطف بالفاء .فكأن الية خطاب إلى المة بالنيابة مؤداه :
أيتها المة أمني لكل يتيم مأوى .
في الية أيضا معنى لطيف ل يخفى على المتأمل وهو :لما امتن ال تعالى على نبيه
بإيوائه ،دل هذا على أن هذه نعمة تستحق الذكر .والذي ينظر في من آوى محمدا يجد أنه
جده عبد المطلب ومن بعده عمه أبوطالب ،مما ُيفِهم أن من تمام نعمة اليواء أن يوضع
اليتيم في كنف أسرة وضمن عائلة ،إما قريبة وهذا هو الصل ،يشهد لذلك الية الكريمة :
} يتيما ذا مقربة { .وإل فبعيدة .
• يحتاج اليتيم إلى الحنان و المحبة و ليس إلى الترحم و التوجع .
• البتعاد عن التحقير و التسفيه .
• مداواة قلبه المكسور و ليس زيادة آلمه و عذابه .
• المراقبة و الهتمام بحيث ل يتعرض اليتيم أمام المجتمع و الخرين للكبت .
هزيمة الخوف هي نقطة بداية الحكمة .برترند راسل
في أروع صورة إنسانية شهدتها المجتمعات الحضارية قدم السلم هذه
الفئة إلى المجتمع .لم يقدمهم على أنهم ضحايا القدر أو بقايا المجتمع
كما هو شائع في مجتمعات أخرى ،بل كانوا موضوعا لية قرآنية كريمة
رسمت عنهم صورة إيمانية تسمو على كل الرتباطات المادية
والدنيوية .يقول تعالى } :وإن تخالطوهم فإخوانكم { .وهذا في
اليتامى ..
أخوة دينية .من منا يقول لليتيم :أخي ،ويقول لليتيمة أختي ؟ .ولئن
كانت هذه التسمية هي الحقيقة ،إل أن فيها كذلك أدبا قرآنيا جما في
الخطاب ،وتطييبا لقلوب هؤلء المخاطبين المنكسرة نفوسهم .
إنهم إخواننا في الدين .ومن هنا ينبغي أن تبدأ علقتنا بهم وسط مجتمع
مسلم أدبه السلم ووصفه القرآن بأنه ل يدع اليتيم ول يقهره ول يأكل
ماله ...ولما كان من معاني اليتم في اللغة النفراد والهم والغفلة
والضعف والحاجة ...كانت الدعوة إلى مخالطتهم والمبادرة بذلك من
أفضل أساليب التطبيع الجتماعي والدمج من داخل المؤسسة
الجتماعية ،بدءا بالمصافحة باليد كأبسط مظهر للمخالطة ،وانتهاء
بالتزويج كأقصى مظهر لها ،مرورا بمنافع أخرى كالمؤاكلة والمشاربة
والمساكنة وحسن المعاشرة ...فالكل داخل في مطلق المخالطة ،
والجميع متحد في كسر الغربة النفسية التي قد يشعرون بها هؤلء وهم
داخل المجتمع .
لقد كانت نظرة السلم إلى مجتمع اليتامى نظرة إيجابية واقعية
فاعلة ،لعب فيها عنصر اليمان وحافز الثواب دورا أساسيا .فهم
في المجتمع المسلم ليسوا عالة على المجتمع ول عبئا على
أفراده ،وإنما هم من المنظور الشرعي حسنات مزروعة تنتظر
من يحصدها ليفوز بجوار النبي صلى الله عليه وسلم ورفقته يوم
عاءُ س ْ َ َ
ف َ مَرأةٌ َ وا ْالقيامة .يقول النبي عليه الصلة والسلم ] :أَنا َ
مو َن يَ ْ هات َي ْ ِن ـ السفعة :أثر تغير لون البشرة من المشقة ـ ك َ َ ِ خدّي ْ ال ْ َ
َ س َ قيامة وأ َو َ
ن
م ْ ت ِ م ْ مَرأةٌ آ َ سّباَبة ِ .ا ْ
وال ّ
طى َ و ْزيدُ ـ الراوي ـ ِبال ْ ُ ال ْ ِ َ َ ِ َ ْ َ
مأ ي َ ِ
ب ص ٍ من ْ ِ ت َ ذا ُها ـ توفي زوجها فأصبحت أيما ل زوج لها ـ َ ج َ و ِ َز ْ
َ
و
حّتى َباُنوا ـ كبروا وتفرقوا ـ أ ْ ها َما َ عَلى ي ََتا َ
ها َ
س َ ت نَ ْ
ف َ س ْ حب َ َ
ل َ ما ٍ ج َ و ََ
ماُتوا [ أبو داود. َ
حافز الجر هذا هو الذي جعل الم الصابرة تتعلق بأطفالها بعد
وفاة زوجها في صورة مشرقة من عطف المومة على الطفولة .
فهجرت الزينة والتبرج ،ونزعت الراحة من نهارها والنوم من
ليلها تحوطهم بأنفاسها وتغذيهم بدمها قبل حليبها حتى ذهبت
نضارتها لم يهزمها الموت بل اعتبرته جزءا من استمرار الحياة ،
فالن يبدأ دورها .
لم تكتف هذه الم الطيبة بدور المومة ،وقرنت إليه كفالة اليتام
أيضا ،فمنحت ليتاماها بصمودها هذا أمتن عروة يستمسكون بها
تغنيهم عن البحث خارجا عمن يأويهم ،ثم شكر النبي صلى الله
تربية اليتيم
تأديب الطفل اليتيم من صميم الحسان إليه ،ول تكتمل تربيته إل بتأديبه وتهذيبه ،فل يكون التساهل فى
وضع الضوابط للطفل اليتيم وإلزامه بها أبدًا هو المرادف الصحيح للحسان إليه.
إن من حق اليتيم أن يتلقى حظه من التربية المتوازنة السليمة ،لن اليتيم غالبًا يعامل معاملة فيها تساهل
وإفساد والواجب معاملته كالبن تمامًا في التربية والتقويم
والسنة النبوية المباركة وتطبيقات الصحابة الكرام عليهم رضوان ال تعالى عامرة بالنماذج التي تبرهن
على تكامل رؤيتهم لتربية اليتيم بحسن تأديبه وتهذيبه كالولد تمامًا ،فقد أشار السلف الصالح إلى تأديب
اليتيم بالضرب ،رغم عنايتهم الفائقة به ،فقد سئل ابن سيرين عن ضرب اليتيم ،فقال " :اصنع به ما
تصنع بولدك ،اضربه ما تضرب ولدك" رواه البخاري ،وقد قال العلماء " :اليتيم يؤدب وُيضرب ضربًا
خفيفًا " .
وفي هذه الثار دللة على جواز تأديب اليتيم بالعقاب العادل؛ وقد لوحظ تردد الكثير ممن يقومون بترنية
اليتام فى توجيه العقاب المناسب لهم ردعًا وزجرًا عن الخطا،وذلك خشية الوقوع في الثم ،فهم يظنون
عدم جواز ذلك ،وقد تبين لنا أن العقاب من خلل الثار السابقة جائز ما دام عادًل ومنضبطًا .فاليتم الذي
ابتلى به هذا الطفل ل يعد مبررًا للتوسع في تدليله وعدم الحزم معه في مواطن الحزم ،بل يعامل من هذا
الجانب مثل أي طفل حتى تستقيم نفسه ول يتولد عنده شعور بأن يتمه أصبح ميزة تكفل له التدليل
والتساهل في التربية ممن يحيطون به أو ممن يقوم على أمره.
ننننننن نن نن
ننننن ننننننن
ومن ذلك إتاحة الفرصة له ليختلط بالطفال الخرين إذا كان وحيدًا وعدم إبداء
القلق عليه وعدم التدخل الدائم في أموره،كل ذلك فى إطار الرقابة والمتابعة
السرية له ،وبهذا تساعده لينضج عقليا واجتماعيا ،ول يشعر أن لديه علة أو
سبب يجعله أقل من أقرانه.
مكمن الداء أن البعض منا إذا تناول هذه المعضلة الجتماعية ،فإنه يتناولها من
ناحية نظرية ،وإن تحدث عنها فمن زاوية وعظية ،ولما يستوعب خطورة هذا
ع اليتيم مكّذبا بالسلم .يقول تعالى } :أرأيت
الشأن .فالقرآن الكريم اعتبر من يد ّ
ع اليتيم { الماعونُ . -تسمى هذه السورة أيضا الذي يكّذب بالدين .فذلك الذي يد ّ
بسورة التكذيب .وفي بدايتها استفهام فيه تشنيع وفضح وتعجيب من هذا
المذكور ،وبيان أنه يقف في دائرة بعيدة عن حقيقة الدين كما يفهم من اسم
الشارة للبعيد :فذلك .
وفي اليتين السابقتين اتهام مباشر ل التواء فيه ،فكذلك ينبغي أن نعامل كل
ع اليتيم ،أ ْ
ن مقصر في هذا المجال .وقد سعت السورة للدللة على خطورة د ّ
ربطته بالعقيدة ..
ع إل كلمة عجيبة
ومعنى يدع اليتيم :يدفعه بعنف عن استيفاء حقوقه .وليس الّد ّ
اشتملت – بالضافة إلى التشديد الكائن في مادة الكلمة – على كل معاني القصاء
والهمال والشدة والعنف وسائر مظاهر الظلم التي تلحق باليتيم ..
نريد في هذا السياق أن نصحح مفهوما
خاطئا عن اليتم ،وهو ارتباطه في الذهان
بالظلم والقهر والحرمان النفسي ...فل
نكاد نسمع عن يتيم إل وتقفز أمامنا صورة
طفل ذليل تتقاذفه البواب والطرقات .
والواقع أن هذه صورة صحيحة ،ولكن ما
ليس بصحيح هو عزو سبب ذلك إلى اليتم
والحال أنه ليس شرا في ذاته وليس هو
المسئول عن هذا الواقع ،وإنما المسئول
هَري َْرةَن أ َِبي ُ ع ْ هو المجتمع ثم المجتمع َ .
في ت ِخي ُْر ب َي ْ ٍلَ ]: قا َعن الن ِّبي ّ ص َ َ
شّر و َ ن إ ِل َْيه َِ .س ُ ح َ م يُ ْ
ه ي َِتي ٌ في ِ ت ِ ن ب َي ْ ٌمي َ
سل ِ ِ م ْ ال ْ ُ
ساءُم يُ َه ي َِتي ٌ في ِت ِ ن ب َي ْ ٌمي َ سل ِ ِم ْ في ال ْ ُت ِ ب َي ْ ٍ
ه [ ابن ماجة . إ ِل َي ْ ِ
المتسلق الجيد يركز على هدفه ول ينظر الى السفل ...حيث المخاطر التي
تشتت الذهن
وكفالة اليتيم تكون بضم اليتيم إلى حجر كافله أي ضمه إلى أسرته ،فينفق عليه ،ويقوم على تربيته،
وتأديبه حتى يبلغ؛ لنه ل يتم بعد الحتلم والبلوغ ،وهذه الكفالة هي أعلى درجات كفالة اليتيم حيث إن
الكافل يعامل اليتيم معاملة أولده في النفاق والحسان والتربية وغير ذلك ،وهذه الكفالة كانت الغالبة في
عصر الصحابة كما تبين لي من استقراء الحاديث الواردة في كفالة اليتام ،فالصحابة رضي ال عنهم
كانوا يضمون اليتام إلى أسرهم ،وعن عمارة بن عمير عن عمته أنها سألت عائشة رضي ال عنها :في
حجري يتيم أفآكل من ماله؟ فقالت :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم) :إن من أطيب ما أكل الرجل من
كسبه وولده من كسبه(.
وتكون كفالة اليتيم أيضًا بالنفاق عليه مع عدم ضمه إلى الكافل كما هو حال كثير من أهل الخير الذين
يدفعون مبلغًا من المال لكفالة يتيم يعيش في جمعية خيرية أو يعيش مع أمه أو نحو ذلك ،فهذه الكفالة
ل لليتيم
أدنى درجة من الولى ،ومن يدفع المال للجمعيات الخيرية التي تعنى باليتام يعتبر حقيقة كاف ً
وهو داخل إن شاء ال تعالى في قول النبي صلى ال عليه وسلم
)أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا)
وكفالة اليتيم المالية تقدر حسب مستوى المعيشة في بلد اليتيم المكفول بحيث تشمل حاجات اليتيم
الساسية دون الكمالية ،فينبغي أن يتوفر لليتيم المأكل ،والمشرب ،والملبس ،والمسكن ،والتعليم بحيث
يعيش اليتيم حياة كريمة ،ول يشعر بفرق بينه ،وبين أقرانه ممن ليسوا بأيتام .
هناك اناس يسبحون فى اتجاه السفينة ...وهناك اناس يضيعون وقتهم بانتظارها
-1تعود بالخير الجزيل والفضل العظيم في الحياة الدنيا والخره.
-4إكرام اليتيم دليل على محبة الرسول كونه عاش يتيمًا .
1ــ أن يكفل الشخص يتيما واحدًا أو أكثر وذلك بأن يدفع مبلغ 2400
ريال سنويًا للجمعية ويحق بعدها للكافل أحوال ذلك اليتيم بالطلع على
تقرير المتابعة إذا رغب بذلك كما يمكن للكافل زيارة اليتيم في أسرته
واستضافته مع مجموعة من اليتام في برنامج ترفيهي أو اجتماعي بعد
التنسيق المسبق مع الجمعية .
2ــ يترك للكافل حرية اختيار اليتيم من ألبوم خاص لهذا البرنامج في
الجمعيه.