You are on page 1of 57

‫فتح المعين‬

‫المليباري الهندي ج ‪2‬‬

‫[‪]3‬‬

‫فتح المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين لزين الدين بن عبد العزيز المليباري الفناني الجزء‬
‫الثاني دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‬

‫[‪]4‬‬

‫جميعع حقوق إعادة الطبعع محفوظعة للناشعر الطبععة الولى ‪ 1418‬ه‍ ‪ 1997 /‬م حارة حربعك ‪-‬‬
‫شارع عبدالنور ‪ -‬برقيعا‪ :‬فكسعي ‪ -‬صحب ‪ 11 / 7061‬تلفون‪ 838136 / 838202 / 838305 :‬فاكعس‬
‫‪ 009611837898‬دولي‪009611860962 :‬‬

‫[‪]5‬‬

‫" من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " " حديث شريف " بسم الله الرحمن الرحيم فصل في‬
‫صلة بالجماعة (‪)1‬‬

‫[‪]6‬‬

‫وشرعت بالمدينة‪ .‬وأقلها إمام ومأموم‪ ،‬وهي في الجمعة‪ ،‬ثم في صبحها‪ ،‬ثم الصبح‪ ،‬ثم العشاء‪،‬‬
‫ثم العصر‪ ،‬ثم الظهر‪ ،‬ثم المغرب أفضل‪( .‬صلة الجماعة في أداء مكتوبة) ل جمعة (سنة مؤكدة) للخبر‬
‫المتفق عليه‪ :‬صلة الجماعة أفضل من صلة الفذ بسبع وعشرين درجة‪ .‬والفضلية تقتضي الندبية فقط‪،‬‬
‫وحكمة‬

‫[‪]7‬‬

‫السعبع والعشريعن‪ :‬أن فيهعا فوائد تزيعد على صعلة الفعذ بنحعو ذلك‪ .‬وخرج بالداء القضاء‪ .‬نععم‪ ،‬إن‬
‫اتفقعت مقضيعة المام والمأموم سعنت الجماععة‪ ،‬وإل فخلف الولى‪ ،‬كأداء خلف قضاء‪ ،‬وعكسعه‪ ،‬وفرض‬
‫خلف نفععل‪ ،‬وعكسععه‪ ،‬وتراويععح خلف وتععر‪ ،‬وعكسععه‪ .‬وبالمكتوبععة‪ :‬المنذورة‪ ،‬والنافلة‪ ،‬فل تسععن فيهمععا‬
‫الجماعة‪ ،‬ول تكره‪ .‬قال النووي‪ :‬والصح أنها فرض كفاية للرجال البالغين الحرار المقيمين في المؤاداة‬
‫فقط‪ ،‬بحيث يظهر شعارها‬

‫[‪]8‬‬

‫بمحعل إقامتهعا‪ ،‬وقيعل إنهعا فرض عيعن ‪ -‬وهعو مذهعب أحمعد ‪ -‬وقيعل شرط لصعحة الصعلة‪ ،‬ول يتأكعد‬
‫الندب للنسعاء تأكده للرجال‪ ،‬فلذلك يكره تركهعا لهعم‪ ،‬ل لهعن‪ .‬والجماععة فعي مكتوبعة ‪ -‬لذكعر ‪ -‬بمسعجد‬
‫أفضعل‪ ،‬نععم‪ ،‬إن وجدت فعي بيتعه فقعط فهعو أفضعل‪ ،‬وكذا لو كانعت فيعه أكثعر منهعا فعي المسعجد ‪ -‬على معا‬
‫اعتمده الذرعي وغيره ‪ .-‬قال شيخنا‪ :‬والوجه خلفه‪ ،‬ولو تعارضت فضيلة الصلة في المسجد والحضور‬
‫خارجه‪ :‬قدم ‪ -‬فيما يظهر ‪ -‬لن الفضيلة‬

‫[‪]9‬‬

‫المتعلقعة بذات العبادة أولى معن الفضيلة المتعلقعة بمكانهعا أو زمانهعا‪ ،‬والمتعلقعة بزمانهعا أولى معن‬
‫المتعلقة بمكانها‪ .‬وتسن إعادة المكتوبة بشرط أن تكون في الوقت‪ ،‬وأن ل تزاد في إعادتها على مرة ‪-‬‬
‫خلفا لشيخ شيوخنا أبي‬
‫[ ‪] 10‬‬

‫الحسععن البكري رحمعه الله تعالى ‪ -‬ولو صععليت الولى جماععة مععع آخعر ولو واحدا‪ ،‬إمامععا كان أو‬
‫مأمومعا‪ ،‬فعي الولى أو الثانيعة‪ ،‬بنيعة فرض‪ .‬وإن وقععت نفل فينوي إعادة الصعلة المفروضعة‪ .‬واختار المام‬
‫أن ينوي الظهر أو العصر‬

‫[ ‪] 11‬‬

‫مثل ول يتعرض للفرض‪ ،‬ورجحعه فعي الروضعة‪ ،‬لكعن الول مرجعح الكثريعن‪ ،‬والفرض الولى‪ ،‬ولو‬
‫بان فسعاد الولى لم تجزئه الثانيعة ‪ -‬على معا اعتمده النووي وشيخنعا‪ ،‬خلفعا لمعا قاله شيخعه زكريعا‪ ،‬تبععا‬
‫للغزالي وابعن العماد ‪ -‬أي إذا نوي بالثانيعة الفرض (وهعي بجمعع كثيعر أفضعل) منهعا فعي جمعع قليعل‪ ،‬للخعبر‬
‫الصعحيح‪ :‬ومعا كان أكثعر‪ ،‬فهعو أحعب إلى الله تعالى (إل لنحعو بدععة إمامعه) أي الكثيعر‪ :‬كرافضعي‪ ،‬وفاسعق‪،‬‬
‫ولو بمجرد التهمة‪ .‬فالقل جماعة‬

‫[ ‪] 12‬‬

‫‪ -‬بل النفراد ‪ -‬أفضل‪ ،‬كذا قاله شيخنا تبعا لشيخه زكريا ‪ -‬رحمهما الله تعالى ‪ .-‬وكذا لو كان ل‬
‫يعتقد وجوب بعض الركان أو الشروط‪ ،‬وإن أتى بها‪ ،‬لنه يقصد بها النفلية‪ ،‬وهو مبطل عندنا‪( .‬أو) كون‬
‫القليعل بمسعجد متيقعن حعل أرضعه‪ ،‬أو مال بانيعه‪ ،‬أو (تعطعل مسعجد) قريعب أو بعيعد (منهعا) ‪ -‬أي الجماععة ‪-‬‬
‫بغيبته عنه لكونه إمامه‪ ،‬أو يحضر الناس بحضوره‪ ،‬فقليل الجمع في ذلك أفضل من كثيره في غيره‪ .‬بل‬
‫بحعث بعضهعم أن النفراد بالمتعطعل ععن الصعلة فيعه بغيبتعه أفضعل‪ ،‬والوجعه خلفعه‪ .‬ولو كان إمام القليعل‬
‫أولى بالمامة ‪ -‬لنحو علم ‪ -‬كان‬

‫[ ‪] 13‬‬

‫الحضور عنده أولى‪ .‬ولو تعارض الخشوع والجماععة فهعي أولى‪ .‬كمعا أطبقوا عليعه حيعث قالوا‪ :‬إن‬
‫فرض الكفاية أفضل من السنة‪ .‬وأفتى الغزالي‪ ،‬وتبعه أبو الحسن البكري في شرحه الكبير على المنهاج‬
‫بأولوية النفراد لمن ل يخشع مع الجماعة في أكثر صلته‪ .‬قال شيخنا‪ :‬وهو كذلك‪ ،‬إن فات في جميعها‪.‬‬
‫وإفتاء ابععن عبععد السععلم بأن الخشوع أولى مطلقععا إنمععا يأتععي على قول أن الجماعععة سععنة‪ .‬ولو تعارض‬
‫فضيلة سععماع القرآن مععن المام مععع قلة الجماعععة وعدم سععماعه مععع كثرتهععا‪ ،‬كان الول أفضععل‪ .‬ويجوز‬
‫لمنفرد أن ينوي اقتداء بإمام أثناء صعلته‪ ،‬وإن اختلفعت ركعتهمعا لكعن يكره ذلك له‪ ،‬دون مأموم خرج معن‬
‫الجماعة لنحو حدث إمامه فل يكره له الدخول في‬

‫[ ‪] 14‬‬

‫جماعة أخرى‪ .‬فإذا اقتدى في الثناء لزمه موافقة المام‪ .‬ثم إن فرغ أول كمسبوق‪ ،‬وإل فانتظاره‬
‫أفضعل‪ .‬وتجوز المفارقعة بل عذر‪ ،‬معع الكراهعة‪ ،‬فتفوت فضيلة الجماععة‪ .‬والمفارقعة بعذر‪ :‬كمرخعص ترك‬
‫جماععة‪ ،‬وتركعه سعنة مقصعودة كتشهعد أول‪ ،‬وقنوت‪ ،‬وسعورة‪ ،‬وتطويله وبالمأموم ضععف أو شغعل ل تفوت‬
‫فضيلتهعا‪ .‬وقعد تجعب المفارقعة‪ ،‬كأن عرض مبطعل لصعلة إمامعه وقعد علمعه فيلزمعه نيتهعا فورا وإل بطلت‪،‬‬
‫وإن لم يتابععه اتفاقعا‪ ،‬كمعا فعي المجموع‪( .‬وتدرك جماععة) فعي غيعر جمععة‪ ،‬أي فضيلتهعا‪ ،‬للمصعلي (معا لم‬
‫يسلم إمام) أي لم ينطق بميم عليكم‬

‫[ ‪] 15‬‬

‫في التسليمة الولى‪ ،‬وإن لم يقعد معه بأن سلم عقب تحرمه لدراكه ركنا معه‪ ،‬فيحصل له جميع‬
‫ثوابها وفضلها‪ ،‬لكنه دون فضل من أدركها كلها‪ .‬ومن أدرك جزءا من أولها‪ ،‬ثم فارق بعذر أو خرج المام‬
‫بنحعو حدث‪ ،‬حصعل له فضعل الجماععة‪ .‬أمعا الجمععة‪ ،‬فل تدرك إل بركععة ‪ -‬كمعا يأتعي ‪ -‬ويسعن لجمعع حضروا‬
‫والمام قد فرغ من الركوع الخير أن يصبروا إلى أن يسلم ثم يحرموا ‪ -‬ما لم يضق الوقت ‪ .-‬وكذا لمن‬
‫سبق ببعض الصلة ورجا جماعة‬
‫[ ‪] 16‬‬

‫يدرك معهعم الكعل‪ .‬لكعن قال شيخنعا إن محله معا لم يفعت بانتظارهعم فضيلة أول الوقعت‪ ،‬أو وقعت‬
‫الختيار‪ ،‬سواء في ذلك الرجاء واليقين‪ .‬وأفتى بعضهم بأنه لو قصدها فلم يدركها كتب له أجرها‪ ،‬لحديث‬
‫فيعععه‪( .‬و) تدرك فضيلة (تحرم) معععع إمام (بحضوره) ‪ -‬أي المأموم ‪ -‬التحرم (واشتغال بعععه عقعععب تحرم‬
‫إمامعه) معن غيعر تراخ‪ ،‬فإن لم يحضره أو تراخعى فاتتعه فضيلتعه‪ .‬نععم‪ ،‬يغتفعر له وسعوسة خفيفعة وإدراك‬
‫تحرم المام فضيلة مستقلة مأمور بها لكونه صفوة الصلة‪ ،‬ولن ملزمه أربعين يوما يكتب له براءة من‬
‫النار وبراءة من النفاق ‪ -‬كما في الحديث ‪ -‬وقيل‪ :‬يحصل فضيلة التحرم بإدراك بعض القيام‪ .‬ويندب ترك‬
‫السراع وإن خاف فوت التحرم‪ ،‬وكذا الجماعة‬

‫[ ‪] 17‬‬

‫‪ -‬على الصح ‪ -‬إل في الجمعة‪ ،‬فيجب طاقته إن رجا إدراك التحرم قبل سلم المام‪ .‬ويسن لمام‬
‫ومنفرد انتظار داخعل م حل الصعلة مريدا القتداء بعه فعي الركوع والتشهعد الخيعر لله تعالى ‪ -‬بل تطويعل ‪،-‬‬
‫وتمييز بين الداخلين‪،‬‬

‫[ ‪] 18‬‬

‫ولو لنحعو علم‪ .‬وكذا فعي السعجدة الثانيعة ليلحعق موافعق تخلف لتمام فاتحعة‪ ،‬ل خارج ععن محلهعا‪،‬‬
‫وأن صععغر المسععجد‪ ،‬ولداخععل يعتاد البطععء‪ .‬وتأخيععر الحرام إلى الركوع‪ ،‬بععل يسععن عدمععه زجرا له‪ .‬قال‬
‫الفورانعي‪ :‬يحرم النتظار للتودد‪ ،‬ويسعن للمام تخفيعف الصعلة معع أبعاض وهيئات بحيعث ل يقتصعر على‬
‫القعل‪ ،‬ول يسعتوفي الكمعل‪ ،‬إل أن رضعي بتطويله محصعورون‪ .‬وكره له تطويعل‪ ،‬وإن قصعد لحوق آخريعن‪.‬‬
‫ولو رأى مصل نحو‬

‫[ ‪] 19‬‬

‫حريععق خفععف‪ ،‬وهععل يلزم أم ل ؟ وجهان‪ ،‬والذي يتجععه أنععه يلزمععه لنقاذ حيوان محترم‪ ،‬ويجوز له‬
‫لنقاذ نحعو مال كذلك‪ ،‬ومعن رأى حيوانعا محترمعا يقصعده ظالم أو يغرق لزمعه تخليصعه وتأخيعر صعلة‪ ،‬أو‬
‫إبطالها إن كان فيها‪ ،‬أو مال جاز له ذلك‪ .‬وكره له تركه‪ .‬وكره ابتداء نفل بعد شروع المقيم في القامة‪،‬‬
‫ولو بغير إذن المام‪ ،‬فإن كان فيه‬

‫[ ‪] 20‬‬

‫أتمه‪ ،‬إن لم يخش بإتمامه فوت جماعة‪ ،‬وإل قطعه ندبا ودخل فيها‪ ،‬ما لم يرج جماعة أخرى‪( .‬و)‬
‫تدرك (ركععة) لمسعبوق أدرك المام راكععا بأمريعن‪( :‬بتكعبيرة) الحرام‪ ،‬ثعم أخرى لهوي‪ ،‬فإن اقتصعر على‬
‫تكعبيرة اشترط أن يأتعي بهعا (لحرام) فقعط‪ ،‬وأن يتمهعا قبعل أن يصعير إلى أقعل الركوع‪ ،‬وإل لم تنعقعد إل‬
‫لجاهعل فتنعقعد له نفل‪ ،‬بخلف معا لو نوى الركوع وحده‪ ،‬لخلوهعا ععن التحرم‪ ،‬أو معع التحرم للتشريعك‪ ،‬أو‬
‫أطلق لتعارض قرينتي الفتتاح‬

‫[ ‪] 21‬‬

‫والهوي‪ ،‬فوجبعت نيعة التحرم لتمتاز عمعا عارضهعا معن تكعبيرة الهوي‪( .‬و) بإدراك (ركوع محسعوب)‬
‫للمام وإن قصععر المأموم فلم يحرم إل وهععو راكععع‪ .‬وخرج بالركوع غيره‪ ،‬كالعتدال وبالمحسععوب غيره‬
‫كركوع محدث‪ ،‬ومعن فعي ركععة زائدة‪ .‬ووقعع للزركشعي فعي قواعده‪ ،‬ونقله العلمعة أبعو المسععود وابعن‬
‫ظهيرة فعي حاشيعة المنهاج‪ :‬أنعه يشترط أيضعا أن يكون المام أهل للتحمعل‪ ،‬فلو كان المام صعبيا لم يكعن‬
‫مدركعا للركععة‪ ،‬لنعه ليعس أهل للتحمعل‪( .‬تام) بأن يطمئن قبعل ارتفاع المام ععن أقعل الركوع‪ ،‬وهعو بلوغ‬
‫راحتيه ركبتيه (يقينا)‪ ،‬فلو لم يطمئن فيه قبل‬

‫[ ‪] 22‬‬
‫ارتفاع المام منعه‪ ،‬أو شعك فعي حصعول الطمأنينعة‪ ،‬فل يدرك الركععة‪ ،‬ويسعجد الشاك للسعهو ‪ -‬كمعا‬
‫في المجموع ‪ -‬لنه شاك بعد سلم المام في عدد ركعاته‪ ،‬فل يتحمل عنه‪ .‬وبحث السنوي وجوب ركوع‬
‫أدرك بعه ركععة فعي الوقعت‪( .‬ويكعبر) ندبعا (مسعبوق انتقعل مععه) لنتقاله‪ ،‬فلو أدركعه معتدل كعبر للهوي ومعا‬
‫بعده‪ ،‬أو ساجدا مثل ‪ -‬غير سجدة تلوة ‪ -‬لم يكبر للهوي إليه‪ ،‬ويوافقه ‪ -‬ندبا ‪ -‬في ذكر ما أدركه فيه من‬
‫تحميد‪ ،‬وتسبيح‪ ،‬وتشهد‪ ،‬ودعاء‪ ،‬وكذا صلة على الل‪ ،‬ولو في تشهد المأموم الول‪ .‬قاله شيخنا‪( .‬و) يكبر‬
‫مسبوق للقيام (بعد سلميه إن كان)‬

‫[ ‪] 23‬‬

‫المحعل الذي جلس مععه فيعه (موضعع جلوسعه) لو انفرد‪ ،‬كأن أدركعه فعي ثالثعة رباعيعة‪ ،‬أو ثانيعة‬
‫مغرب‪ ،‬وإل لم يكعبر للقيام‪ ،‬ويرفعع يديعه تبععا لمامعه القائم معن تشهده الول‪ ،‬وإن لم يكعن محعل تشهده‪،‬‬
‫ول يتورك في غير تشهده الخير‪ .‬ويسن له أن ل يقوم إل بعد تسليمتي المام‪ .‬وحرم مكث بعد تسليمتيه‬
‫‪ -‬إن لم يكن محل جلوسه ‪ -‬فتبطعل صلته به إن تعمعد وعلم تحريمه‪ .‬ول يقوم قبل سلم المام‪ ،‬فإن‬
‫تعمده بل نية مفارقة بطلت‪ .‬والمراد مفارقة حد القعود‪ ،‬فإن سها أو جهل لم يعتد بجميع ما أتى به حتى‬
‫يجلس‪ ،‬ثم يقوم بعد سلم المام‪ .‬ومتى‬

‫[ ‪] 24‬‬

‫علم ولم يجلس بطلت صعلته‪ .‬وبعه فارق معن قام ععن إمامعه فعي التشهعد الول عامدا‪ ،‬فإنعه يعتعد‬
‫بقراءته قبل قيام المام لنه ل يلزمه العود إليه‪( ،‬وشرط لقدوة) شروط منها‪( :‬نية اقتداء‪ ،‬أو جماعة)‪ ،‬أو‬
‫ائتمام بالمام الحاضر‪،‬‬

‫[ ‪] 25‬‬

‫أو الصعلة مععه‪ ،‬أو كونعه مأمومعا (معع تحرم) أي يجعب أن تكون هذه النيعة مقترنعة معع التحرم‪ .‬وإذا‬
‫لم تقترن نيعة نحعو القتداء بالتحرم لم تنعقعد الجمععة‪ ،‬لشتراط الجماععة فيهعا‪ ،‬وتنعقعد غيرهعا فرادى‪ .‬فلو‬
‫ترك هذه النيعة‪ ،‬أو شعك فيهعا‪ ،‬وتابعع مصعليا فعي فععل‪ ،‬كأن هوى للركوع متابععا له‪ ،‬أو فعي سعلم بأن قصعد‬
‫ذلك من غير اقتداء به وطال عرفا انتظاره له‪ ،‬بطلت صلته‪( .‬ونية إمامة) أو جماعة (سنة لمام في غير‬
‫جمعة) لينال فضل الجماعة‪،‬‬

‫[ ‪] 26‬‬

‫وللخروج من خلف من أوجبها‪ .‬وتصح نيتها مع تحرمه وإن لم يكن خلفه أحد‪ ،‬إن وثق بالجماعة‬
‫على الوجه‪ ،‬لنه سيصير إماما‪ ،‬فإن لم ينو‪ ،‬ولو لعدم علمه بالمقتدين‪ ،‬حصل لهم الفضل دونه‪ ،‬وإن نواه‬
‫فعي الثناء‪ ،‬حصعل له الفضعل معن حينئذ‪ ،‬أمعا فعي الجمععة فتلزمعه معع التحرم‪( .‬و) منهعا‪( :‬عدم تقدم) فعي‬
‫المكان يقينا‬

‫[ ‪] 27‬‬

‫(على إمام ‪ -‬بعقب) وإن تقدمت أصابعه‪ .‬أما الشك في التقدم فل يؤثر ول يضر مساواته‪ ،‬لكنها‬
‫مكروهعة‪( .‬وندب وقوف ذكعر) ولو صعبيا لم يحضعر غيره‪( ،‬ععن يميعن المام) وإل سعن له تحويله ‪ -‬للتباع ‪-‬‬
‫(متأخر) عنه (قليل)‪ ،‬بأن تتأخر أصابعه عن عقب إمامه‪ .‬وخرج بالذكر النثى‪ ،‬فتقف خلفه‪ ،‬مع مزيد تأخر‪.‬‬
‫(فإن جاء) ذكر‬

‫[ ‪] 28‬‬

‫(آخر‪ ،‬أحرم عن يساره)‪ ،‬ويتأخر قليل‪( ،‬ثم) بعد إحرامه (تأخرا) عنه ندبا‪ ،‬في قيام أو ركوع‪ ،‬حتى‬
‫يصيرا صفا وراءه‪( .‬و) وقوف (رجلين) جاءا معا (أو رجال) قصدوا القتداء بمصل (خلفه) صفا‪( ،‬و) ندب‬
‫وقوف (فعي صعف أول) وهعو معا يلي المام‪ ،‬وإن تخلله منعبر أو عمود‪( ،‬ثعم معا يليعه) وهكذا‪ .‬وأفضعل كعل‬
‫صف يمينه‪ .‬ولو ترادف‬
‫[ ‪] 30‬‬

‫يميعن المام والصعف الول قدم ‪ -‬فيمعا يظهعر ‪ -‬ويمينعه أولى معن القرب إليعه فعي يسعاره‪ ،‬وإدراك‬
‫الصعف الول أولى معن إدراك ركوع غيعر الركععة الخيرة‪ .‬أمعا هعي‪ :‬فإن فوتهعا قصعد الصعف الول فإدراكهعا‬
‫أولى من الصف الول‪( .‬وكره) لمأموم (انفراد) عن الصف الذي من جنسه إن وجد فيه سعة‪ ،‬بل يدخله‪.‬‬
‫(وشروع في صف قبل إتمام‬

‫[ ‪] 31‬‬

‫معا قبله) معن الصعف‪ ،‬ووقوف الذكعر الفرد ععن يسعاره‪ ،‬ووراءه‪ ،‬ومحاذيعا له‪ ،‬ومتأخرا كثيرا‪ .‬وكعل‬
‫هذه تفوت فضيلة الجماععة ‪ -‬كمعا صعرحوا بعه ‪ .-‬ويسعن أن ل يزيعد معا بيعن كعل صعفين والول والمام على‬
‫ثلثة أذرع‪ .‬ويقف خلف‬

‫[ ‪] 32‬‬

‫المام الرجال‪ ،‬ثم الصبيان‪ ،‬ثم النساء‪ .‬ول يؤخر الصبيان للبالغين‪ ،‬لتحاد جنسهم‪( ،‬و) منها‪( :‬علم‬
‫بانتقال إمام) برؤيعة له‪ ،‬أو لبععض صعف‪ ،‬أو سعماع لصعوته‪ ،‬أو صعوت مبلغ ثقعة‪( ،‬و) منهعا (اجتماعهمعا) أي‬
‫المام‬

‫[ ‪] 33‬‬

‫والمأموم (بمكان) كمعا عهعد عليعه الجماعات فعي العصعر الخاليعة‪( ،‬فإن كانعا بمسعجد) ومنعه جداره‬
‫ورحبتعه‪ ،‬وهعي معا خرج عنعه‪ ،‬لكعن حجعر لجله‪ ،‬سعواء أعلم وقفيتهعا مسعجد أو جهعل أمرهعا‪ ،‬عمل بالظاهعر‪،‬‬
‫وهو التحويط‪ ،‬لكن ما لم‬

‫[ ‪] 34‬‬

‫يتيقعن حدوثهعا بعده‪ ،‬وأنهعا غيعر مسعجد ل حريمعه‪ ،‬وهعو موضعع اتصعل بعه وهيعئ لمصعلحته‪ ،‬كانصعباب‬
‫ماء‪ ،‬ووضع نعال ‪( -‬صح القتداء) وإن زادت المسافة بينهما على ثلثمائة ذراع‪ ،‬أو اختلفت البنية‪ ،‬بخلف‬
‫من ببناء فيه ل ينفذ بابه إليه‪ :‬سمر‪ ،‬أو كان سطحا ل مرقى له منه‪ ،‬فل تصح القدوة‪ ،‬إذ ل اجتماع حينئذ ‪-‬‬
‫كمعا لو وقعف معن وراء شباك بجدار المسعجد ول يصعل إليعه إل بازورار أو انعطاف بأن ينحرف ععن جهعة‬
‫القبلة لو أراد الدخول إلى‬

‫[ ‪] 35‬‬

‫المام‪( .‬ولو كان أحدهمعا فيعه) أي المسعجد (والخعر خارجعه شرط) معع قرب المسعافة بأن ل يزيعد‬
‫مععا بينهمععا على ثلثمائة ذراع تقريبععا (عدم حائل) بينهمععا يمنععع مرورا أو رؤيععة‪( ،‬أو وقوف واحععد) مععن‬
‫المأمومين (حذاء منفعذ) فعي الحائل إن كان‪ ،‬كمعا إذا كانعا ببناءيعن‪ ،‬كصحن وصفة من دار‪ ،‬أو كان أحدهمعا‬
‫ببناء والخر بفضاء‪ ،‬فيشترط أيضا هنا ما مر‪ .‬فإن حال ما يمنع مرورا كشباك‪ ،‬أو رؤية كباب مردود وإن‬
‫لم تغلق ضبتعه‪ ،‬لمنععه المشاهدة‪ ،‬وإن لم يمنعع السعتطراق‪ .‬ومثله السعتر المرخعى‪ .‬أو لم يقعف أحعد حذاء‬
‫منفذ‪ ،‬لم يصح القتداء فيهما‪ .‬وإذا وقف واحد‬

‫[ ‪] 36‬‬

‫معن المأموميعن حذاء المنفعذ حتعى يرى المام أو بععض معن مععه فعي بنائه‪ ،‬فحينئذ تصعح صعلة معن‬
‫بالمكان الخر‪ ،‬تبعا لهذا المشاهد‪ ،‬فهو في حقهم كالمام‪ ،‬حتى ل يجوز عليه في الموقف والحرام‪ ،‬ول‬
‫بأس بالتقدم عليعه فعي الفعال‪ ،‬ول يضرهعم بطلن صعلته بععد إحرامهعم على الوجعه‪ ،‬كرد الريعح الباب‬
‫أثناءها‪ ،‬لنه يغتفر في الدوام ما ل يغتفر في البتداء‪( .‬فرع) لو وقف أحدهما في علو والخر في سفل‪،‬‬
‫اشترط عدم الحيلولة‪ ،‬ل محاذاة قدم العلى رأس‬
‫[ ‪] 37‬‬

‫السفل‪ ،‬وإن كانا في غير مسجد‪ .‬على ما دل عليه كلم الروضة وأصلها والمجموع ‪ -‬خلفا لجمع‬
‫متأخيريعن‪ .‬ويكره ارتفاع أحدهمعا على الخعر بل حاجعة‪ ،‬ولو فعي المسعجد‪( .‬و) منهعا (موافقعة فعي سعنن‬
‫تفحعش مخالفعة فيهعا) فعل أو تركعا‪ ،‬فتبطعل صعلة معن وقععت بينعه وبيعن المام مخالفعة فعي سعنة‪ ،‬كسعجدة‬
‫تلوة فعلها المام وتركها المأموم عامدا عالما بالتحريم‪ ،‬وتشهد أول فعله المام وتركه المأموم‪ ،‬أو تركه‬
‫المام‪ ،‬وفعله المأموم عامدا عالما‪ ،‬وإن لحقه على القرب‪ ،‬حيث لم يجلس المام للستراحة لعدوله عن‬
‫فرض المتابعة إلى سنة‪ .‬أما إذا لم تفحش المخالفة فيها فل يضر التيان بالسنة‪ ،‬كقنوت أدرك ‪ -‬مع‬

‫[ ‪] 38‬‬

‫التيان به ‪ -‬المام في سجدته الولى‪ .‬وفارق التشهد الول بأنه فيه أحدث قعودا لم يفعله المام‪،‬‬
‫وهذا إنمععا طول مععا كان فيععه المام‪ ،‬فل فحععش‪ ،‬وكذا ل يضععر التيان بالتشهععد الول إن جلس إمامععه‬
‫للستراحة‪ ،‬لن الضار إنما هو إحداث جلوس لم يفعله المام‪ ،‬وإل لم يجز‪ ،‬وأبطل صلة العالم العامد‪ ،‬ما‬
‫لم ينو مفارقته‪ ،‬و هو فراق بعذر‪ ،‬فيكون أولى‪ .‬وإذا لم يفرغ المأموم منه مع فراغ المام جاز له التخلف‬
‫لتمامه‪ ،‬بل ندب إن علم أنه يدرك الفات حة بكمالهعا قبل ركوع المام‪ ،‬ل التخلف لتمام سورة‪ ،‬بل يكره‪،‬‬
‫إذا لم يلحعق المام فعي الركوع‪( .‬و) منهعا (عدم تخلف ععن إمام بركنيعن فعلييعن) متوالييعن تاميعن (بل عذر‬
‫مع تعمد وعلم) بالتحريم‪ ،‬وإن لم يكونا طويلين‪ .‬فإن تخلف بهما بطلت صلته لفحش المخالفة‪ ،‬كأن ركع‬
‫المام‪ ،‬واعتدل وهوي للسجود ‪ -‬أي‬

‫[ ‪] 39‬‬

‫زال معن حعد القيام ‪ -‬والمأموم قائم‪ .‬وخرج بالفعلييعن القوليان‪ ،‬والقولي والفعلي (و) عدم تخلف‬
‫عنعه معهمعا (بأكثعر معن ثلثعة أركان طويلة)‪ ،‬فل يحسعب منهعا العتدال والجلوس بيعن السعجدتين (بعذر‬
‫أوجبه) أي اقتضى‬

‫[ ‪] 40‬‬

‫وجوب ذلك التخلف‪( ،‬كإسعراع إمام قراءة) والمأموم بطعئ القراءة لعجعز خلقعي‪ ،‬ل لوسعوسة أو‬
‫الحركات‪( .‬وانتظام مأموم سعكتته) أي سعكتة المام ليقرأ فيهعا الفاتحعة‪ ،‬فركعع عقبهعا‪ ،‬وسعهوه عنهعا حتعى‬
‫ركع المام‪ .‬وشكه فيها قبل ركوعه‪ .‬أما التخلف لوسوسة‪ ،‬بأن كان يردد الكلمات من غير موجب فليس‬
‫بعذر‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ينبغي في ذي وسوسة صارت كالخلقية ‪ -‬بحيث يقطع كل من رآه أنه ل يمكنه تركها ‪-‬‬
‫أن يأتي فيه ما في بطئ الحركة‪،‬‬

‫[ ‪] 41‬‬

‫فيلزم المأموم فعي الصعور المذكورة إتمام الفاتحعة‪ ،‬معا لم يتخلف بأكثعر معن ثلثعة أركان طويلة‪،‬‬
‫وإن تخلف مععع عذر بأكثععر مععن الثلثععة بأن ل يفرغ مععن الفاتحععة إل والمام قائم عععن السععجود أو جالس‬
‫للتشهعد (فليوافعق) إمامعه‪ ،‬وجوبعا (فعي) الركعن (الرابعع) وهعو القيام‪ ،‬أو الجلوس للتشهعد‪ ،‬ويترك ترتيعب‬
‫نفسه‪( ،‬ثم يتدارك) بعد سلم المام ما بقي عليه‪ ،‬فإن لم يوافقه في الرابع‪ ،‬مع علمه بوجوب المتابعة‬
‫ولم ينو المفارقة بطلت صلته‪ ،‬إن علم وتعمد‪ .‬وإن‬

‫[ ‪] 42‬‬

‫ركعع المأموم معع المام فشعك هعل قرأ الفاتحعة‪ ،‬أو تذكعر أنعه لم يقرأهعا ؟ لم يجعز له العود إلى‬
‫القيام‪ ،‬وتدارك بعععد سععلم المام ركعععة‪ .‬فإن عاد عالمععا عامدا بطلت صععلته‪ ،‬وإل فل‪ .‬فلو تيقععن القراءة‬
‫وشعك فعي إكمالهعا فإنعه ل يؤثعر‪( .‬ولو اشتغعل مسعبوق) وهعو معن لم يدرك معن قيام المام‪ ،‬قدرا يسعع‬
‫الفاتحععة بالنسععبة إلى القراءة المعتدلة وهععو ضععد الموافععق‪ .‬ولو شععك هععل أدرك زمنععا يسعععها ؟ تخلف ل‬
‫تمامها‪ ،‬ول يدرك الركعة ما لم يدركه في الركوع (بسنة) كتعوذ‪ ،‬وافتتاح‪ ،‬أو لم يشتغل بشئ‪ ،‬بأن سكت‬
‫زمنا بعد تحرمه وقبل قراءته‪ ،‬وهو عالم بأن واجبه الفاتحة‪ .‬أو‬
‫[ ‪] 43‬‬

‫اسعتمع قراءة المام (قرأ) ‪ -‬وجوبعا ‪ -‬معن الفاتحعة بععد ركوع المام‪ ،‬سعواء أعلم أنعه يدرك المام‬
‫قبعل رفععه معن سعجوده أم ل ‪ -‬على الوجعه‪( .‬قدرهعا) حروفعا فعي ظنعه‪ ،‬أو قدر زمعن معن سعكوته لتقصعيره‬
‫بعدوله عن فرض إلى غيره‪( .‬وعذر) من تخلف لسنة‪ ،‬كب طء القراءة ‪ -‬على ما قاله الشيخان‪ ،‬كالبغوي ‪-‬‬
‫لوجوب التخلف‪ ،‬فيتخلف ويدرك الركععة‪ ،‬مععا لم يسععبق بأكثععر معن ثلثعة أركان‪ ،‬خلفعا لمععا اعتمده جمععع‬
‫محققون من كونه غير معذور لتقصيره‬

‫[ ‪] 44‬‬

‫بالعدول المذكور‪ .‬وجزم بعه شيخنعا فعي شرح المنهاج وفتاويعه‪ ،‬ثعم قال‪ :‬معن ععبر بعذره فعبارتعه‬
‫مؤولة‪ .‬وعليعه‪ :‬إن لم يدرك المام فعي الركوع فاتتعه الركععة‪ ،‬ول يركعع‪ ،‬لنعه ل يحسعب له‪ ،‬بعل يتابععه فعي‬
‫هويعه للسعجود‪ ،‬إل بطلت صعلته‪ ،‬إن علم وتعمعد‪ .‬ثعم قال‪ :‬والذي يتجعه أنعه يتخلف لقراءة معا لزمعه حتعى‬
‫يريد المام الهوي للسجود‪ ،‬فإن‬

‫[ ‪] 45‬‬

‫كمعل وافقعه فيعه‪ ،‬ول يركعع‪ ،‬وإل بطلت صعلته إن علم وتعمعد‪ ،‬وإل فارقعه بالنيعة‪ .‬قال شيخنعا فعي‬
‫شرح الرشاد‪ :‬والقرب للمنقول الول‪ ،‬وعليعه أكثعر المتأخريعن‪ .‬أمعا إذا ركعع بدون قراءة قدرهعا فتبطعل‬
‫صعلته‪ .‬وفعي شرح المنهاج ‪ -‬له ‪ -‬ععن معظعم الصعحاب‪ :‬أ نه يركعع ويسعقط عنعه بق ية الفاتحعة‪ .‬واختيعر‪ ،‬بعل‬
‫رجحه جمع متأخرون‪ ،‬وأطالوا في الستدلل له‪ ،‬وأن كلم الشيخين يقتضيه‪ .‬أما إذا جهل أن واجبه ذلك‬
‫فهعو تخلفعه لمعا لزمعه متخلف بعذر‪ .‬قاله القاضعي‪ .‬وخرج بالمسعبوق الموافعق‪ ،‬فإنعه إذا لم يتعم الفاتحعة‬
‫لشتغاله بسعنة‪ ،‬كدعاء افتتاح‪ ،‬وإن لم يظعن إدراك الفاتحعة مععه‪ ،‬يكون كبطعئ القراءة فيمعا معر‪ ،‬بل نزاع‪.‬‬
‫(وسبقه) أي المأموم‪( ،‬على إمام) عامدا عالما‬

‫[ ‪] 46‬‬

‫(ب‍) ‪ -‬تمام (ركنيعن فعلييعن) وإن لم يكونعا طويليعن (مبطعل) للصعلة‪ ،‬لفحعش المخالفعة‪ .‬وصعورة‬
‫التقدم بهمععا‪ :‬أن يركععع ويعتدل ثععم يهوي للسععجود مثل والمام قائم‪ ،‬أو كأن يركععع قبععل المام‪ ،‬فلمععا أراد‬
‫المام أن يركعع رفعع‪ ،‬فلمعا أراد المام أن يركعع سعجد‪ ،‬فلم يجتمعع مععه فعي الركوع ول فعي العتدال‪ .‬ولو‬
‫سعبق بهمعا سعهوا أو جهل لم يضعر‪ ،‬لكعن ل يعتعد له بهمعا‪ .‬فإذا لم يععد للتيان بهمعا معع المام سعهوا أو جهل‬
‫أتى بعد سلم إمامه بركعة‪ ،‬وإل أعاد‬

‫[ ‪] 47‬‬

‫الصعلة‪( .‬و) سعبقه عليعه عامدا عالمعا (ب‍) ‪ -‬تمام (ركعن فعلي) كأن ركعع ورفعع والمام قائم (حرام)‬
‫بخلف التخلف بعه فإنعه مكروه كمعا يأتعي‪ ،‬ومعن تقدم بركعن سعن له العود ليواف قه إن تعمعد‪ ،‬وإل تخيعر بيعن‬
‫العود والدوام‪( .‬ومقارنتععه) أي مقارنععة المأموم المام (فععي أفعال)‪ ،‬وكذا أقوال غيععر تحرم (مكروهععة‪:‬‬
‫كتخلف عنعه) أي المام (إلى فراغ ركعن) وتقدم عليعه بابتدائه‪ ،‬وعنعد تعمعد أحعد هذه الثلثعة تفوتعه فضيلة‬
‫الجماعة‪ .‬فهي جماعة صحيحة‪ ،‬لكن ل ثواب‬

‫[ ‪] 48‬‬

‫عليها‪ ،‬فيسقط إثم تركها أو كراهته‪ .‬فقول جمع انتفاء الفضيلة‪ ،‬يلزمه الخروج عن المتابعة حتى‬
‫يصعير كالمنفرد ول تصعح له الجمععة‪ ،‬وهعم‪ ،‬كمعا بينعه الزركشعي وغيره‪ .‬ويجري ذلك فعي كعل مكروه معن‬
‫حيعث الجماععة بأن لم يتصعور وجوده فعي غيرهعا‪ .‬فالسعنة للمأموم أن يتأخعر ابتداء فعله ععن ابتداء فععل‬
‫المام‪ ،‬ويتقدم على فراغعه منعه‪ ،‬والكمعل معن هذا أن يتأخعر ابتداء فععل المأموم ععن جميعع حركعة المام‪،‬‬
‫ول يشرع حتى يصل المام لحقيقة المنتقل إليه‪ ،‬فل يهوي للركوع والسجود حتى يستوي المام راكعا‪ ،‬أو‬
‫تصعل جبهتعه إلى المسعجد‪ .‬ولو قارنعه بالتحرم أو تعبين تأخعر تحرم المام لم تنعقعد صعلته ول بأس بإعادتعه‬
‫التكعبير سرا بنية ثان ية إن لم يشعروا‪ ،‬ول بالمقارنة في السلم‪ ،‬وإن سبقه بالفاتحة أو التشهعد‪ ،‬بأن فرغ‬
‫من أحدهما قبل شروع المام فيه لم يضر‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫[ ‪] 49‬‬

‫تجععب العادة مععع فعععل المام أو بعده‪ ،‬وهععو أولى‪ .‬فعليععه إن لم يعده بطلت‪ .‬ويسععن مراعاة هذا‬
‫الخلف كما يسن تأخير جميع فاتحته عن فاتحة المام‪ ،‬ولو في أوليي السرية إن ظن أنه يقرأ السورة‪.‬‬
‫ولو علم أن إمامعه يقتصعر على الفاتحعة لزمعه أن يقرأهعا معع قراءة المام‪( .‬ول يصعح قدوة بمعن اعتقعد‬
‫بطلن صعلته) بإن ارتكعب مبطل فعي اعتقاد المأموم‪ ،‬كشافععي اقتدى بحنفعي معس فرجعه‪ ،‬دون معا إذا‬
‫افتصد نظرا لعتقاد المقتدي‪ ،‬لن المام محدث‬

‫[ ‪] 50‬‬

‫عنده بالمعس دون الفصعد‪ ،‬فيتعذر ربعط صعلته بصعلة المام‪ ،‬لنعه عنده ليعس فعي صعلة‪ .‬ولو شعك‬
‫شافععي فعي إتيان المخالف بالواجبات عنعد المأموم لم يؤثعر فعي صعحة القتداء بعه‪ ،‬تحسعينا للظعن بعه فعي‬
‫توقعي الخلف‪ ،‬فل يضعر عدم اعتقاده الوجوب‪( .‬فرع) لو قام إمامعه لزيادة‪ ،‬كخامسعة‪ ،‬ولو سعهوا‪ ،‬لم يجعز‬
‫له متابعتعه‪ ،‬ولو مسعبوقا أو شاكعا فعي ركععة‪ ،‬بعل يفارقعه‪ ،‬ويسعلم‪ ،‬أو ينتظره ‪ -‬على المعتمعد ‪( .-‬ول) قدوة‬
‫(بمقتد) ولو احتمال‪ ،‬وإن بان إماما‪ .‬وخرج بمقتد من‬

‫[ ‪] 51‬‬

‫انقطعت قدوته‪ ،‬كأن سلم المام فقام مسبوق فاقتدى به آخر صحت‪ ،‬أو قام مسبوقون فاقتدى‬
‫بعضهعم ببععض صعحت أيضعا ‪ -‬على المعتمعد ‪ -‬لكعن معع الكراهعة‪( .‬ول) قدوة (قارئ بأمعي) وهعو معن يخعل‬
‫بالفاتحعة أو بعضهعا‪ ،‬ولو بحرف منهعا‪ ،‬بأن يعجعز عنعه بالكليعة‪ ،‬أو ععن إخراجعه ععن مخرجعه‪ ،‬أو ععن أصعل‬
‫تشديدة‪ ،‬وإن لم يمكنه التعلم ول‬

‫[ ‪] 52‬‬

‫علم بحاله‪ ،‬لنعه ل يصعلح لتحمعل القراءة عنعه لو أدركعه راكععا‪ .‬ويصعح القتداء بمعن يجوز كونعه أميعا‬
‫إل إذا لم يجهعر فعي جهريعة فيلزمعه مفارقتعه‪ ،‬فإن اسعتمر جاهل حتعى سعلم لزمتعه العادة‪ ،‬معا لم يتعبين أنعه‬
‫قارئ‪ .‬ومحععل عدم صععحة القتداء بالمععي‪ :‬إن لم يسععتو المام والمأموم فععي الحرف المعجوز عنععه‪ ،‬بأن‬
‫أحسنه المأموم فقط‪ ،‬أو أحسن كل منهما غير ما أحسنه ال خر‪ .‬ومنه أرت يدغم في غير محله بإبدال‪،‬‬
‫وألثغ يبدل حرفا بآخر‪ .‬فإن أمكنه التعلم‬

‫[ ‪] 53‬‬

‫ولم يتعلم لم تصح صلته‪ ،‬وإل صحت كاقتدائه بمثله‪ ،‬وكره اقتداء بنحو تأتاء‪ ،‬وفأفاء‪ ،‬ولحن بما ل‬
‫يغير معنى‪ ،‬كضم هاء لله وفتح دال نعبد‪ ،‬فإن لحن لحنا يغير المعنى في الفاتحة ك‍ أنعمت بكسر أو ضم‪،‬‬
‫أبطعل صعلة معن أمكنعه التعلم ولم يتعلم‪ ،‬لنعه ليعس بقرآن‪ .‬نععم‪ ،‬إن ضاق الوقعت صعلى لحرمتعه‪ ،‬وأعاد‬
‫لتقصعيره‪ .‬قال شيخنعا‪ :‬ويظهعر أنعه ل يأتعي بتلك الكلمعة‪ ،‬لنعه غيعر قرآن قطععا‪ ،‬فلم تتوقعف صعحة الصعلة‬
‫حينئذ عليها‪ ،‬بل تعمدها ‪ -‬ولو من مثعل هذا ‪ -‬مبطل‪ .‬انتهعى‪ .‬أو فعي غيرهعا‪ :‬صحت صلته‪ ،‬والقدوة به‪ ،‬إل‬
‫إذا قدر وعلم وتعمد‪ ،‬لنه حينئذ كلم أجنبي‪ .‬وحيث‬

‫[ ‪] 54‬‬

‫بطلت صعلته هنعا يبطعل القتداء بعه‪ .‬لكعن للعالم بحاله ‪ -‬كمعا قاله الماوردي ‪ -‬واختار السعبكي معا‬
‫اقتضاه قول المام ليععس لهذا قراءة غيعر الفاتحعة‪ ،‬لنعه يتكلم بمعا ليعس بقرآن‪ ،‬بل ضرورة معن البطلن‬
‫مطلقا‪( .‬ولو اقتدى بمن ظنه أهل) للمامة (فبان خلفه) كأن ظنه قارئا‪ ،‬أو غير مأموم‪ ،‬أو رجل‪ ،‬أو عاقل‬
‫فبان أميعا‪ ،‬أو مأمومعا‪ ،‬أو امرأة‪ ،‬أو مجنونعا‪ ،‬أعاد الصعلة وجوبعا لتقصعيره بترك البحعث فعي ذلك (ل) إن‬
‫اقتدى بمن ظنه متطهرا فبان (ذا حدث) ولو‬

‫[ ‪] 55‬‬
‫حدثعا أكعبر‪( ،‬أو) ذا (خبعث) خفعي‪ ،‬ولو فعي جمععة إن زاد على الربعيعن‪ :‬فل تجعب العادة‪ ،‬وإن كان‬
‫المام عالمعا لنتفاء تقصعير المأموم‪ ،‬إذ ل أمارة عليهمعا‪ ،‬ومعن ثعم حصعل له فضعل الجماععة‪ .‬أمعا إذا بان ذا‬
‫خبععث ظاهععر فيلزمععه العادة على غيععر العمععى لتقصععيره‪ ،‬وهععو مععا بظاهععر الثوب‪ ،‬وإن حال بيععن المام‬
‫والمأموم حائل‪ .‬والوجه في ضبطه أن يكون بحيث لو تأمله المأموم رآه‪ ،‬والخفي بخلفه‪ .‬وصحح النووي‬
‫في التحقيق عدم وجوب العادة مطلقا‪( .‬وصح اقتداء سليم بسلس) للبول أو المذي أو الضراط‪ ،‬وقائم‬
‫بقاعد‪ ،‬ومتوضئ بمتيمم ل تلزمه‬

‫[ ‪] 56‬‬

‫إعادة‪( .‬وكره) اقتداء (بفاسق ومبتدع) كرافضي‪ ،‬وإن لم يوجد أحد سواهما ‪ -‬ما لم يخش فتنة ‪-‬‬
‫وقيل‪ :‬ل يصح القتداء بهما‪ .‬وكره أيضا اقتداء بموسوس وأقلف‪ ،‬ل بولد الزنا‪ ،‬لكنه خلف الولى‪ .‬واختار‬
‫السبكي ومن تبعه‬

‫[ ‪] 57‬‬

‫انتقاء الكراهعة إذا تعذرت الجماععة إل خلف معن تكره خلفعه‪ ،‬بعل هعي أفضعل معن النفراد‪ .‬وجزم‬
‫شيخنا بأنها ل تزول حينئذ‪ ،‬بل النفراد أفضل منها‪ .‬وقال بعض أصحابنا‪ :‬والوجه عندي ما قاله السبكي ‪-‬‬
‫رحمه الله تعالى ‪( .-‬تتمة) وعذر الجماعة كالجمعة‪ ،‬مطر يبل ثوبه للخبر الصحيح‪ :‬أنه (ص) أمر بالصلة‬
‫في الرحال يوم مطر يبل أسفل النعال بخلف ما ل يبله‪ .‬نعم‪ ،‬قطر الماء من سقوف الطريق عذر‪ ،‬وإن‬
‫لم يبله‪ ،‬لغلبة نجاسته أو استقذاره‪ .‬ووحل لم يأمن معه التلوث بالمشي فيه أو الزلق‪ ،‬وحر شديد‪ ،‬وإن‬
‫وجد ظل يمشي فيه‪ ،‬وبرد شديد‪،‬‬

‫[ ‪] 58‬‬

‫وظلمعة شديدة بالليعل‪ ،‬ومشقعة مرض وإن لم تبعح الجلوس فعي الفرض‪ ،‬ل صعداع يسعير ومدافععة‬
‫حدث من بول أو غائط أو ريح‪ ،‬فتكره الصلة معها‪ .‬وإن خاف فوت الجماعة لو فرغ نفسه ‪ -‬كما صرح به‬
‫جمع ‪ -‬وحدوثها في الفرض ل يجوز قطعه‪ ،‬ومحل ما ذكر في هذه‪ :‬إن اتسع الوقت‪ ،‬بحيث لو فرغ نفسه‬
‫أدرك الصلة كاملة‪ ،‬وإل‬

‫[ ‪] 59‬‬

‫حرم التأخير لذلك‪ .‬وفقد لباس لئق به وإن وجد ساتر العورة‪ ،‬وسير رفقة‪ ،‬لمريد سفر مباح وإن‬
‫أمن‪ ،‬لمش قة ا ستيحاشه وخوف ظالم على مع صوم من عرض أو نفس أو مال‪ ،‬وخوف معن حبعس غريم‬
‫معسعر‪ ،‬وحضور مريعض وإن لم يكعن نحعو قريعب بل متعهعد له‪ ،‬أو كان نحعو قريعب محتضرا‪ ،‬أو لم يكعن‬
‫محتضرا‪ ،‬لكن يأنس به‪،‬‬

‫[ ‪] 60‬‬

‫وغلبة نعاس عند انتظاره للجماعة‪ ،‬وشدة جوع‪ ،‬وعطش‪ ،‬وعمى حيث لم يجد قائدا بأجرة المثل‪.‬‬
‫وإن أحسن المشي بالعصا‪.‬‬

‫[ ‪] 61‬‬

‫(تنعبيه) إن هذه العذار تمنعع كراهعة تركهعا حيعث سعنت‪ ،‬وإثمعه حيعث وجبعت‪ ،‬ول تحصعل فضيلة‬
‫الجماععة ‪ -‬كمعا قال النووي فعي المجموع‪ ،‬واختار غيره معا عليعه جمعع متقدمون ‪ -‬معن حصعولها إن قصعدها‬
‫لول العذر قال في المجموع‪ :‬يستحب ‪ -‬لمن ترك الجمعة بل عذر ‪ -‬أن يتصدق بدينار‪ ،‬أو نصفه‪ ،‬لخبر أبي‬
‫داود وغيره‪.‬‬

‫[ ‪] 62‬‬
‫فصل (في صلة الجمعة) هي فرض عين عند اجتماع شرائطها‪ .‬وفرضت بمكة‪ ،‬ولم تقم بها لفقد‬
‫العدد‪ ،‬أو لن شعارها الظهار‪ ،‬وكان (ص) مستخفيا فيها‪ .‬وأول من أقامها بالمدينة قبل الهجرة أسعد بن‬
‫زرارة‪ ،‬بقرية على ميل من المدينة‪.‬‬

‫[ ‪] 63‬‬

‫وصلتها أفضل الصلوات‪ .‬وسميت بذلك‪ :‬لجتماع الناس لها‪ ،‬أو لن آدم اجتمع فيها مع حواء من‬
‫مزدلفعة‪ ،‬فلذلك سعميت جمععا‪( .‬تجعب جمععة على) كعل (مكلف) أي بالغ عاقعل‪( ،‬ذكعر‪ ،‬حعر)‪ ،‬فل تلزم على‬
‫أنثعى‪ ،‬وخنثعى‪ ،‬ومعن بعه رق ‪ -‬إن كوتعب ‪ -‬لنقصعه‪( ،‬متوطعن) بمحعل الجمععة ل يسعافر معن محعل إقامتهعا ‪-‬‬
‫صيفا ول شتاء ‪-‬‬

‫[ ‪] 64‬‬

‫إل لحاجعة‪ ،‬كتجارة‪ ،‬وزيارة‪( ،‬غيعر معذور) بنحعو مرض‪ ،‬معن العذار التعي مرت فعي الجماععة‪ ،‬فل‬
‫تلزم على مريعض إن لم يحضعر بععد الزوال محعل إقامتهعا‪ ،‬وتنعقعد بمعذور‪( ،‬و) تجعب (على مقيعم) بمحعل‬
‫إقامتهعا غيعر متوطعن‪ ،‬كمعن أقام بمحعل جمععة أربععة أيام فأكثعر‪ ،‬وهعو على عزم العود إلى وطنعه‪ ،‬ولو بععد‬
‫مدة طويلة‪ .‬وعلى مقيم متوطن بمحل يسمع منه النداء ول يبلغ أهله أربعين‪ ،‬فتلزمهما الجمعة (و) لكن‬
‫(ل تنعقد) الجمعة (به)‬

‫[ ‪] 65‬‬

‫أي بمقيعم غيعر متوطعن‪ ،‬ول بمتوطن خارج بلد إقامتهعا‪ ،‬وإن وجبت عليه بسعماعه النداء منهعا‪( .‬ول‬
‫بمن به رق وصبا)‪ ،‬بل تصح منهم‪ ،‬لكن ينبغي تأخر إحرامهم عن إحرام أربعين ممن تنعقد به الجمعة ‪-‬‬
‫على معا اشترطعه جمعع محققون‪ ،‬وإن خالف فيعه كثيرون‪( .‬وشرط) لصعحة الجمععة ‪ -‬معع شروط غيرهعا ‪-‬‬
‫ستة‪ :‬احدها‪( :‬وقوعها جماعة) بنية إمامة واقتداء‪ ،‬مقترنة‬

‫[ ‪] 66‬‬

‫بتحرم (فععي الركعععة الولى)‪ ،‬فل تصععح الجمعععة بالعدد فرادى‪ ،‬ول تشترط الجماعععة فععي الركعععة‬
‫الثانيعة‪ .‬فلو صعلى المام بالربعيعن ركععة ثعم أحدث فأتعم كعل منهعم ركععة واحدة‪ ،‬أو لم يحدث بعل فارقوه‬
‫في الثانية‪ ،‬وأتموا منفردين‪ ،‬أجزأتهم الجمعة‪ .‬نعم‪ ،‬يشترط بقاء العدد إلى سلم الجميع‪ ،‬حتى لو أحدث‬
‫واحعد معن الربعيعن قبعل سعلمه‪ ،‬ولو بععد سعلم معن عداه منهعم‪ ،‬بطلت جمععة الكعل‪ .‬ولو أدرك المسعبوق‬
‫ركوع الثانية واستمر معه إلى أن سلم‪ ،‬أتى بركعة بعد سلمه جهرا وتمت جمعته إن صحت جمعة المام‬
‫وكذا من اقتدى به وأدرك ركعة معه ‪ -‬كما قاله‬

‫[ ‪] 67‬‬

‫شيخنا ‪ .-‬وتجب على من جاء بعد ركوع‪ .‬الثانية‪ :‬نية الجمعة ‪ -‬على الصح ‪ -‬وإن كانت الظهر هي‬
‫اللزمعة له ‪ .-‬وقيعل‪ :‬تجوز نية الظهعر‪ .‬وأفتعى بعه البلقينعي وأطال الكلم فيعه‪( .‬و) ثانيهعا‪ :‬وقوعهعا (بأربعيعن)‬
‫ممن تنعقد بهم الجمعة‪ ،‬ولو مرضى‪ ،‬ومنهم المام‪ .‬ولو كانوا أربعين فقط‬

‫[ ‪] 68‬‬

‫وفيهم أمي واحد أو أكثر قصر في التعلم‪ ،‬لم تصح جمعتهم‪ ،‬لبطلن صلته فينقصون‪ .‬أما إذا لم‬
‫يقصر المي في التعلم فتصح الجمعة به ‪ -‬كما جزم به شيخنا في شرحي العباب والرشاد‪ ،‬تبعا لما جزم‬
‫به شيخه في شرح الروض ‪ -‬ثم قال في شرح المنهاج‪ :‬ل فرق هنا بين أن يقصر المي في التعلم‪ ،‬وأن‬
‫ل يقصر‪ .‬والفرق بينهما غير قوي‪ .‬انتهى‪ .‬ولو نقصوا فيها بطلت‪ ،‬أو في خطبة لم يحسب ركن فعل حال‬
‫نقصهم‪ ،‬لعدم سماعهم له‪ .‬فإن‬

‫[ ‪] 69‬‬
‫عادوا قريبا عرفعا جاز البناء على معا مضى‪ ،‬وإل وجعب الستئناف‪ ،‬كنق صهم بين الخطبة والصلة‪،‬‬
‫لنتفاء الموالة فيهما‪( .‬فرع) من له مسكنان ببلدين‪ ،‬فالعبر بما كثرت فيه إقامته‪ ،‬فيما فيه أهله وماله‪.‬‬
‫وإن كان بواحد أهل وبآخر مال‪ ،‬فبما فيه أهله‪ ،‬فإن استويا في الكل‪ ،‬فبالمحل الذي هو فيه حالة إقامة‬
‫الجمععة‪ .‬ول تنعقعد الجمععة بأقعل معن أربعيعن‪ ،‬خلفعا لبعي حنيفعة ‪ -‬رحمه الله تعالى ‪ -‬فتنعقعد عنده بأربععة‪،‬‬
‫ولو ععبيدا أو مسعافرين‪ .‬ول يشترط عندنعا إذن السعلطان لقامتهعا ول كون محلهعا مصعرا‪ ،‬خلفعا له فيهمعا‪.‬‬
‫وسئل البلقيني عن أهل قرية ل يبلغ عددهم‬

‫[ ‪] 70‬‬

‫أربعيععن‪ ،‬هععل يصععلون الجمعععة أو الظهععر ؟ فأجاب ‪ -‬رحمععه الله ‪ :-‬يصععلون الظهععر على مذهععب‬
‫الشافععي‪ .‬وقعد أجاز جمعع معن العلماء أن يصعلوا الجمععة‪ ،‬وهعو قوي‪ ،‬فإذا قلدوا ‪ -‬أي جميعهعم ‪ -‬معن قال‬
‫هذه المقالة‪ ،‬فإنهم يصلون الجمعة‪ .‬وإن احتاطوا فصلوا الجمعة ثم الظهر كان حسنا‪( .‬و) ثالثها‪ :‬وقوعها‬
‫(بمحل معدود من البلد) ولو بفضاء الظهر كان حسنا معدود منها‪ ،‬بأن كان في محل ل تقصر فيه‬

‫[ ‪] 71‬‬

‫الصعلة‪ ،‬وإن لم يتصعل بالبنيعة‪ ،‬بخلف محعل غيعر معدود منهعا‪ ،‬وهعو معا يجوز السعفر القصعر منعه‪.‬‬
‫(فرع) لو كان في قرية أربعون كاملون لزمتهم الجمعة‪ ،‬بل يحرم عليهم ‪ -‬على المعتمد ‪ -‬تعطيل محلهم‬
‫معن إقامتهعا‪ ،‬والذهاب إليهعا فعي بلد أخرى‪ ،‬وإن سعمعوا النداء‪ .‬قال ابعن الرفععة وغيره‪ :‬إنهعم إذا سعمعوا‬
‫النداء معن مصعر‪ ،‬فهعم مخيرون بيعن أن يحضروا البلد للجمععة‪ ،‬وبيعن أن يقيموهعا فعي قريتهعم‪ ،‬وإذا حضروا‬
‫البلد ل يكمل بهم العدد لنهم في حكم المسافرين‪ ،‬وإذا لم يكن في القرية جمع تنعقد بهم الجمعة ‪ -‬ولو‬
‫بامتناع بعضهم‬

‫[ ‪] 72‬‬

‫منهعا ‪ -‬يلزمهعم السععي إلى بلد يسعمعون معن جانبعه النداء‪ .‬قال ابعن عجيعل‪ :‬ولو تعددت مواضعع‬
‫متقاربة وتميز كل باسم‪ ،‬فلكل حكمه‪ .‬قال شيخنا‪ :‬إنما يتجه ذلك إن عد كل مع ذلك قرية مستقلة عرفا‪.‬‬
‫(فرع) لو أكره السعلطان أهعل قريعة إن ينتقلوا منهعا ويبنوا فعي موضعع آخعر‪ ،‬فسعكنوا فيه وقصعدهم العود‬
‫إلى البلد الول إذا فرج الله عنهم‪ ،‬ل تلزمهم الجمعة‪ ،‬بل ل تصح منهم‪ ،‬لعدم الستيطان‪.‬‬

‫[ ‪] 73‬‬

‫(و) رابعها‪ :‬وقوعها (في وقت ظهر) فلو ضاق الوقت عنها وعن خطبتيها‪ ،‬أو شك في ذلك‪ ،‬صلوا‬
‫ظهرا‪ ،‬ولو خرج الوقععت يقينععا‪ ،‬أو ظنععا‪ ،‬وهععم فيهععا‪ ،‬ولو قبيععل السععلم‪ ،‬وإن كان ذلك بإخبار عدل‪ ،‬على‬
‫الوجعه‪ ،‬وجعب الظهعر‪ ،‬بناء على معا مضعى‪ ،‬وفاتعت الجمععة‪ ،‬بخلف معا لو شعك فعي خروجعه‪ ،‬لن الصعل‬
‫بقاؤء‪ .‬ومععن شروطهمععا أن ل يسععبقها بتحرم‪ ،‬ول يقارنهععا فيععه جمعععة بمحلهععا‪ ،‬إل أن كثععر أهله‪ ،‬وعسععر‬
‫اجتماعهم بمكان واحد منه ‪ -‬ولو غير‬

‫[ ‪] 74‬‬

‫مسجد ‪ -‬من غير لحوق مؤذ فيه‪ ،‬كحر وبرد شديدين‪ ،‬فيجوز حينئذ تعددها للحاجة بحسبها‪.‬‬

‫[ ‪] 75‬‬

‫(فرع) ل يصح ظهر من ل عذر له قبل سلم المام‪ ،‬فإن صلها جاهل انعقدت نفل‪ ،‬ولو تركها أهل‬
‫بلد فصلوا الظهر لم يصح‪ ،‬ما لم يضق الوقت عن أقل واجب الخطبتين والصلة‪ ،‬وإن علم من عادتهم‬
‫أنهم ل يقيمون الجمعة‪( .‬و) خامسها‪( :‬وقوعها) أي الجمعة‪( ،‬بعد خطبتين) بعد زوال‪ ،‬لما في الصحيحين‪:‬‬
‫أنه (ص) لم يصل‬

‫[ ‪] 76‬‬
‫الجمععة إل بخطبتيعن (بأركانهمعا) أي يشترط وقوع صعلة الجمععة بععد خطبتيعن معع إتيان أركانهمعا‬
‫التية‪( ،‬وهي) خمسة‪ .‬أحدها‪( :‬حمد الله تعالى)‪.‬‬

‫[ ‪] 77‬‬

‫(و) ثانيهعا‪( :‬صعلة على النعبي) (ص) (بلفظهمعا)‪ :‬أي حمعد الله والصعلة على رسعول الله (ص)‪،‬‬
‫كالحمعد لله‪ ،‬أو أحمعد الله‪ ،‬فل يكفعي‪ :‬الشكعر لله‪ ،‬أو الثناء لله‪ ،‬ول‪ :‬الحمعد للرحمعن‪ ،‬أو للرحيعم‪ ،‬وكاللهعم‬
‫صعل‪ ،‬أو صعلى الله‪ ،‬أو أصعلي على محمعد‪ ،‬أو أحمعد‪ ،‬أو الرسعول‪ ،‬أو النعبي أو الحاشعر أو نحوه فل يكفعي‪:‬‬
‫اللهم سلم على محمد وارحم محمدا‪ ،‬ول صلى الله عليه‪ ،‬بالضمير‪ .‬وإن تقدم له ذكر يرجع إليه الضمير‪،‬‬
‫كما صرح به جمع محققون‪ .‬وقال الكمال الدميري‪ :‬وكثيرا ما يسهو الخطباء في ذلك‪ .‬انتهى‪ .‬فل تغتر بما‬
‫تجده مسطورا في بعض الخطب النباتية على خلف ما عليه محققو المتأخرين‪( .‬و) ثالثها‪( :‬وصية بتقوى‬
‫الله) ول يتعين لفظها ول تطويلها‪ ،‬بل يكفي نحو أطيعوا الله ‪ -‬مما فيه حث على‬

‫[ ‪] 78‬‬

‫طاععة الله‪ ،‬أو زجعر ععن معصعية‪ ،‬لنهعا المقصعود معن الخطبعة‪ ،‬فل يكفعي مجرد التحذيعر معن غرور‬
‫الدنيعا‪ ،‬وذكعر الموت ومعا فيعه معن الفظاععة واللم‪ .‬قال ابعن الرفععة‪ :‬يكفعي فيهعا معا اشتملت على المعر‬
‫بالسعتعداد للموت‪ .‬ويشترط أن يأتعي بكعل من الركان الثل ثة (فيهمعا)‪ ،‬أي فعي كل واحدة من الخطبتيعن‪.‬‬
‫ويندب أن يرتب الخطيب الركان الثلثة‪ ،‬وما بعدها‪ ،‬بأن يأتي أول بالحمد‪ ،‬فالصلة‪ ،‬فالوصية‪ ،‬فبالقراءة‪،‬‬
‫فبالدعاء‪( .‬و) رابعهعا‪( :‬قراءة آية) مفهمة (في إحداهما)‪ ،‬وفي الولى أولى‪ .‬وتسن ‪ -‬بعد فراغهعا ‪ -‬قراءة‬
‫ق أو بعضها في كل جمعة‪ ،‬للتباع‪.‬‬

‫[ ‪] 79‬‬

‫(و) خامسعها‪( :‬دعاء) أخروي للمؤمنيعن إن لم يتعرض للمؤمنات‪ ،‬خلفعا للذرععي‪( ،‬ولو) بقوله‪:‬‬
‫(رحمكم الله)‪ ،‬وكذا بنحو‪ :‬اللهم أجرنا من النار ‪ -‬إن قصد تخصيص الحاضرين (في) خطبة (ثانة) لتباع‬
‫السعلف والخلف‪ .‬والدعاء للسعلطان بخصعوصه ل يسعن اتفاقعا‪ ،‬إل معع خشيعة فتنعة‪ ،‬فيجعب‪ ،‬ومعع عدمهعا ل‬
‫بأس‬

‫[ ‪] 80‬‬

‫بعه‪ ،‬حيعث ل مجازفعة فعي وصعفه‪ ،‬ول يجوز وصعفه بصعفة كاذبعة إل لضرورة‪ .‬ويسعن الدعاء لولة‬
‫الصعحابة قطععا‪ ،‬وكذا لولة المسعلمين وجيوشهعم‪ ،‬بالصعلح‪ ،‬والنصعر‪ ،‬والقيام بالعدل‪ .‬وذكعر المناقعب ل‬
‫يقطع الولة‪ ،‬ما لم يعد به معرضا عن الخطبة‪ .‬وفي التوسط يشترط أن ل يطيله إطالة تقطع الموالة‪،‬‬
‫كما يفعله كثير من الخطباء الجهال‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ولو شك في ترك فرض من الخطبة بعد فراغها لم يؤثر‬
‫كما ل يؤثر الشك في ترك فرض‬

‫[ ‪] 81‬‬

‫بععد الصعلة‪ ،‬أو الوضوء‪( .‬وشرط فيهمعا)‪ ،‬الخطبتيعن‪( ،‬إسعماع أربعيعن) أي تسععة وثلثيعن سعواه‪،‬‬
‫ممن تنعقد بهم الجمعة (الركان) ل جميع الخطبة‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ل تجب الجمعة على أربعين بعضهم أصم‪،‬‬
‫ول تصعح معع وجود لغعط يمنعع سعماع ركعن الخطبعة على المعتمعد فيهمعا‪ ،‬وإن خالف فيعه جمعع كثيرون‪ ،‬فلم‬
‫يشترطوا إل الحضور فقععط‪ .‬وعليععه يدل كلم الشيخيععن فععي بعععض المواضععع‪ ،‬ول يشترط كونهععم بمحععل‬
‫الصلة‪ ،‬ول فهمهم لما‬

‫[ ‪] 82‬‬

‫يسمعونه‪( .‬و) شرط فيهما (عربية) لتباع السلف والخلف‪ .‬وفائدتها بالعربية ‪ -‬مع عدم معرفتهم‬
‫لهعا ‪ -‬العلم بالوععظ فعي الجملة‪ .‬قاله القاضعي‪ .‬وإن لم يمكعن تعلمهعا بالعربيعة قبعل ضيعق الوقعت خطعب‬
‫منهم واحد بلسانهم‪ ،‬وإن أمكن تعلمها وجب كل على الكفاية‪( ،‬وقيام قادر عليه‪ ،‬وطهر) من حدث أكبر‬
‫وأصغر‪ ،‬وعن نجس غير معفو عنه‪ ،‬في ثوبه‪ ،‬وبدنه‪ ،‬ومكانه‪( .‬وستر) للعورة‪( .‬و) شرط (جلوس بينهما)‬
‫بطمأنينة فيه‪ ،‬وسن أن يكون‬

‫[ ‪] 83‬‬

‫بقدر سعورة الخلص‪ ،‬وأن يقرأهعا فيعه‪ .‬ومعن خطعب قاعدا لعذر فصعل بينهمعا بسعكتة وجوبعا‪ .‬وفعي‬
‫الجواهعر‪ :‬لو لم يجلس حسعبتا واحدة‪ ،‬فيجلس ويأتعي بثالثعة‪( .‬وولء) بينهمعا وبيعن أركانهمعا‪ ،‬وبينهمعا وبيعن‬
‫الصعلة‪ ،‬بأن ل يفصعل طويل عرفعا‪ .‬وسعيأتي أن اختلل الموالة بيعن المجموعتيعن بفععل ركعتيعن‪ ،‬بعل بأقعل‬
‫مجزئ‪ ،‬فل يبعد الضبط‬

‫[ ‪] 84‬‬

‫بهذا هنعا‪ ،‬ويكون بيانعا للعرف‪( .‬وسعن لمريدهعا) أي الجمععة‪ ،‬وإن لم تلزمعه‪( ،‬غسعل) بتعميعم البدن‬
‫والرأس بالماء‪ ،‬فإن عجز‪ ،‬سن تيمم بنية الغسل‪( ،‬بعد) طلوع (فجر)‪ .‬وينبغي ل صائم خشي منه مفطرا‬
‫تركه‪ ،‬وكذا‬

‫[ ‪] 85‬‬

‫سعائر الغسعال المسعنونة‪ ،‬وقربعه معن ذهابعه إليهعا أفضعل‪ .‬ولو تعارض الغسعل والتبكيعر‪ ،‬فمراعاة‬
‫الغسععل أولى‪ ،‬للخلف فععي وجوبععه‪ ،‬ومععن ثععم كره تركععه‪ .‬ومععن الغسععال المسععنونة‪ :‬غسععل العيديععن‪،‬‬
‫والكسعوفين‪ ،‬والسعتسقاء‪ ،‬وأغسعال الحعج‪ ،‬وغسعل غاسعل الميعت‪ ،‬والغسعل للعتكاف‪ ،‬ولكعل ليلة معن‬
‫رمضان‪ ،‬ولحجامة‪ ،‬ولتغير الجسد‪،‬‬

‫[ ‪] 86‬‬

‫وغسعل الكافعر إذا أسعلم ‪ -‬للمعر بعه ‪ -‬ولم يجعب‪ ،‬لن كثيريعن أسعلموا ولم يؤمروا بعه‪ .‬وهذا إذا لم‬
‫يعرض له في الكفر ما يوجب الغسل ‪ -‬من جنابة أو نحوها ‪ -‬وإل وجب الغسل‪ .‬وإن اغتسل في الكفر‪،‬‬
‫لبطلن نيته‪ .‬وآكدها غسل الجمعة ثم من غسل الميت‪( .‬تنبيه) قال شيخنا‪ :‬يسن قضاء غسل الجمعة ‪-‬‬
‫كسائر الغسال المسنونة ‪ -‬وإنما طلب قضاؤه لنه إذا علم‬

‫[ ‪] 87‬‬

‫أنعه يقضعى داوم على أدائه‪ ،‬واجتنعب تفويتعه‪( .‬وبكور) ‪ -‬لغيعر خطيععب ‪ -‬إلى المصععلى معن طلوع‬
‫الفجر‪ ،‬لما في الخبر الصحيح‪ :‬إن للجائي بعد اغتساله غسل الجنابة ‪ -‬أي كغسلها‪ ،‬وقيل حقيقة بأن يكون‬
‫جامع‪ ،‬لنه يسن‬

‫[ ‪] 88‬‬

‫ليلة الجمععة أو يومهعا ‪ -‬فعي السعاعة الولى بدنعة‪ ،‬وفعي الثانيعة‪ :‬بقرة‪ ،‬وفعي الثالثعة‪ :‬كبشعا أقرن‪،‬‬
‫والرابععة‪ :‬دجاجعة‪ ،‬والخامسعة‪ :‬عصعفورا‪ ،‬والسعادسة‪ :‬بيضعة‪ .‬والمراد أن معا بيعن الفجعر وخروج الخطيعب‬
‫ينقسم ستة أجزاء متساوية‪ ،‬سواء أطال اليوم‪ ،‬أم قصر‪ .‬أما المام فيسن له التأخير إلى وقت الخطبة‪،‬‬
‫للتباع‪ .‬ويسن الذهاب إلى‬

‫[ ‪] 89‬‬

‫المصلى في طريق طويل‪ ،‬ماشيا بسكينة‪ ،‬والرجوع في طريق آخر قصير‪ ،‬وكذا في كل عبادة‪.‬‬
‫ويكره عدو إليهعا‪ ،‬كسعائر العبادات‪ ،‬إل لضيعق وقعت‪ ،‬فيجعب‪ ،‬إذا لم يدركهعا إل بعه‪( .‬وتزيعن بأحسعن ثيابعه)‬
‫وأفضلها البيض‪ ،‬ويلي‬
‫[ ‪] 90‬‬

‫البيض ما صبغ قبل نسجه‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ويكره ما صبغ بعده‪ ،‬ولو بغير الحمرة‪ .‬اه‍‪ .‬ويحرم التزين‬
‫بالحرير‪،‬‬

‫[ ‪] 91‬‬

‫ولو قزا‪ ،‬وهو نوع منه كمد اللون‪ ،‬وما أكثره وزنا ‪ -‬من الحرير‪ ،‬ل ما أقله منه‪ ،‬ول ما استوى فيه‬
‫المران‪ .‬ولو شك في الكثر‪ ،‬فالصل الحل‪ ،‬على الوجه‪( .‬فرع) يحل الحرير لقتال‪ ،‬إن لم يجد غيره‪ ،‬أو‬
‫لم يقم مقامه في دفع السلح‪ .‬وصحح في الكفاية قول جمع‪ :‬يجوز القباء وغيره مما يصلح للقتال وإن‬
‫وجد غيره‪ ،‬إرهابا للكفار‪ ،‬كتحلية السيف بفضة‪ .‬ولحاجة كجرب إن آذاه غيره‪ ،‬أو كان فيه نفع ل يوجد في‬
‫غيره‪ ،‬وقمل لم يندفع بغيره‪ ،‬ولمرأة ولو بافتراش‪ ،‬ل له‪ ،‬بل‬

‫[ ‪] 92‬‬

‫حائل‪ .‬ويحعل منه ‪ -‬حتعى للرجعل ‪ -‬خيعط السعبحة‪ ،‬وزر الجيعب‪ ،‬وكيعس المصعحف والدراهعم‪ ،‬وغطاء‬
‫العمامعة‪ ،‬وعلم الرمعح‪ ،‬ل الشرابعة التعي برأس السعبحة‪ .‬ويجعب لرجعل لبسعه حيعث لم يجعد سعاتر العورة‬
‫غيره‪ ،‬حتى في‬

‫[ ‪] 93‬‬

‫الخلوة‪ .‬ويجوز لبعس الثوب المصبوغ بأي لون كان‪ ،‬إل المزعفر‪ .‬ولبس الثوب المتنجس في غير‬
‫نحعو الصعلة‪ ،‬حيعث ل رطوبعة‪ ،‬ل جلد ميتعة‪ ،‬بل ضرورة‪ ،‬كافتراش جلد سعبع كأسعد‪ ،‬وله إطعام ميتعة لنحعو‬
‫طير‪ ،‬ل كافر‪،‬‬

‫[ ‪] 94‬‬

‫ومتنجعس لدابعة‪ ،‬ويحعل معع الكرا هة‪ ،‬اسعتعمال العاج فعي الرأس واللحيعة حيعث ل رطوبة‪ ،‬وإسعراج‬
‫بمتنجس بغير مغلظ إل في مسجد‪ ،‬وإن قل دخانه ‪ -‬خلفا لجمع ‪ .-‬وتسميد أرض بنجس‪ ،‬ل اقتناء كلب ‪-‬‬
‫إل لصيد أو حفظ‬

‫[ ‪] 95‬‬

‫مال ‪ -‬ويكره ‪ -‬ولو لمرأة ‪ -‬تزييعن غيعر الكعبعة‪ ،‬كمشهعد صعالح بغيعر حريعر‪ ،‬ويحرم بعه‪( .‬وتعمعم)‬
‫لخعبر‪ :‬إن الله وملئكتعه يصعلون على أصعحاب العمائم يوم الجمععة‪ ،‬ويسعن لسعائر الصعلوات‪ .‬وورد فعي‬
‫حديعث ضعيعف معا يدل على أفضليعة كبرهعا‪ .‬وينبغعي ضبعط طولهعا وعرضهعا بمعا يليعق بلبسعها عادة‪ ،‬فعي‬
‫زمانعه‪ ،‬فإن زاد فيهعا على ذلك كره‪ ،‬وتنخرم مروأة فقيعه بلبعس عمامعة سعوقي ل تليعق بعه‪ ،‬وعكسعه‪ .‬قال‬
‫الحفاظ‪ :‬لم يتحرر شئ في طول عمامته (ص)‬

‫[ ‪] 96‬‬

‫وعرضهعا‪ .‬قال الشيخان‪ :‬معن تعمعم فله فععل العذبعة‪ ،‬وتركهعا‪ ،‬ول كراهعة فعي واحعد منهمعا‪ .‬زاد‬
‫النووي‪ :‬لنعه لم يصعح فعي النهعي ععن ترك العذبعة شعئ‪ .‬انتهعى‪ .‬لكعن قعد ورد فعي العذبعة أحاديعث صعحيحة‬
‫وحسنة‪ ،‬وقد صرحوا بأن أصلها سنة‪ .‬قال شيخنا‪ :‬وإرسالها بين الكتفين أفضل منه على اليمن‪ .‬ول أصل‬
‫فعي اختيار إرسعالها على اليسعر‪ .‬وأقعل معا ورد فعي طولهعا أربععة أصعابع‪ ،‬وأكثره ذراع‪ .‬قال ابعن الحاج‬
‫المالكعي‪ :‬عليعك أن تتعمعم قائمعا‪ ،‬وتتسعرول قاعدا‪ .‬قال فعي المجموع‪ :‬ويكره أن يمشعي فعي نععل واحدة‪،‬‬
‫ولبسها قائما‪ ،‬وتعليق جرس فيها‪.‬‬

‫[ ‪] 97‬‬
‫ولمن قعد في مكان أن يفارقه قبل أن يذكر الله تعالى فيه‪( .‬وتطيب) لغير صائم ‪ -‬على الوجه ‪-‬‬
‫لما في الخبر الصحيح‪ :‬أن الجمع بين الغسل‪ ،‬ولبس الحسن‪ ،‬والتطيب‪ ،‬والنصات‪ ،‬وترك التخطي‪ ،‬يكفر‬
‫ما بين الجمعتين‪ .‬والتطيب بالمسك أفضل‪ ،‬ول تسن الصلة عليه (ص) عند شمه‪ ،‬بل حسن الستغفار‬
‫عنده ‪ -‬كما قال شيخنا ‪ ،-‬وندب تزين بإزالة ظفر من يديه‪ ،‬ورجليه‪ ،‬ل إحداهما‪ ،‬فيكره‪ .‬وشعر نحو إبطه‬
‫وعانتعه لغيعر مريعد التضحيعة فعي عشعر ذي الحجعة‪ ،‬وذلك للتباع‪ .‬وبقعص شاربعه حتعى تبدو حمرة الشفعة‬
‫وإزالة ريح كريه‪ ،‬ووسخ‪.‬‬

‫[ ‪] 98‬‬

‫والمعتمعد فعي كيفيعة تقليعم اليديعن‪ :‬أن يبتدئ بمسعبحة يمينعه إلى خنصعرها‪ ،‬ثعم إبهامهعا‪ ،‬ثعم خنصعر‬
‫يسعارها إلى إبهامهعا على التوالي‪ ،‬والرجليعن‪ :‬أن يبتدئ بخنصعر اليمنعى إلى خنصعر اليسعرى على التوالي‪،‬‬
‫وينبغعي البدار بغسعل محعل القلم‪ ،‬ويسعن فععل ذلك يوم الخميعس أو بكرة الجمععة‪ .‬وكره المحعب الطعبري‬
‫نتف شعر النف‪ ،‬قال‪ :‬بل يقصه‪ ،‬لحديث فيه‪ .‬قال الشافعي ‪ -‬رضي الله عنه ‪ :-‬من نظف ثوبه قل همه‪،‬‬
‫ومن طاب ريحه زاد‬

‫[ ‪] 99‬‬

‫عقله‪( .‬و) سعن (إنصعات) أي سعكوت معع إصعغاء (لخطبعة)‪ ،‬ويسعن ذلك‪ ،‬وإن لم يسعمع الخطبعة‪،‬‬
‫نعم‪ ،‬الولى ‪ -‬لغير السامع ‪ -‬أن يشتغل بالتلوة والذكر سرا‪ ،‬ويكره الكلم‪ ،‬ول يحرم‪ ،‬خلفا للئمة الثلثة‪:‬‬
‫حالة الخطبة‪،‬‬

‫[ ‪] 100‬‬

‫لقبلهعا‪ ،‬ولو بععد الجلوس على المنعبر‪ ،‬ول بعدهعا‪ ،‬ول بيعن الخطبتيعن‪ ،‬ول حال الدعاء للمملوك‪ ،‬ول‬
‫لداخعل مسعجد‪ ،‬إل إن اتخعذ له مكانعا واسعتقر فيعه‪ .‬ويكره للداخعل السعلم‪ ،‬وإن لم يأخعذ لنفسعه مكانعا‪،‬‬
‫لشتغال المسلم عليهم‪ ،‬فإن سلم لزمهم الرد‪ ،‬ويسن تشميت العاطس‪ ،‬والرد عليه‪ ،‬ورفع الصوت ‪ -‬من‬
‫غيعر مبالغعة ‪ -‬بالصعلة والسعلم عليعه (ص) عنعد ذكعر الخطيعب اسعمه أو وصعفه (ص)‪ .‬قال شيخنعا‪ :‬ول يبععد‬
‫ندب الترضي عن الصحابة‪ ،‬بل‬

‫[ ‪] 101‬‬

‫رفعع صعوت‪ .‬وكذا التأميعن لدعاء الخطيعب‪ .‬اه‍‪ .‬وتكره تحريمعا ‪ -‬ولو لمعن لم تلزمعه الجمععة بععد‬
‫جلوس الخطيعب على المنعبر‪ :‬وإن لم يسعمع الخطبعة ‪ -‬صعلة فرض‪ ،‬ولو فائتعة تذكرهعا الن‪ ،‬وإن لزمتعه‬
‫فورا‪ ،‬أو نفعل‪ ،‬ولو فعي حال الدعاء للسعلطان‪ .‬والوجعه أنهعا ل تنعقعد كالصعلة بالوقعت المكروه‪ ،‬بعل أولى‪.‬‬
‫ويجب على من بصلة تخفيفها‪ ،‬بأن يقتصر على أقل مجزئ عند جلوسه على المنبر‪ .‬وكره لداخل تحية‬
‫فوتت تكبيرة الحرام إن‬

‫[ ‪] 102‬‬

‫صعلها‪ ،‬إل فل تكره‪ ،‬بعل تسعن‪ ،‬لكعن يلزمعه تخفيفهعا بأن يقتصعر على الواجبات ‪ -‬كمعا قاله شيخنعا ‪-‬‬
‫وكره احتباء حالة الخطبة للنهي عنه‪ ،‬وكتب أوراق حالتها في آخر جمعة من رمضان‪ ،‬بل وإن كتب فيها‬
‫نحو اسماء سريانية يجهل معنا حرم‪( .‬و) سن (قراءة) سورة (كهف) يوم الجمعة وليلتها‪ ،‬لحاديث فيها‪.‬‬
‫وقراءتها نهارا آكد‪،‬‬

‫[ ‪] 103‬‬

‫وأوله بعد الصبح‪ ،‬مسارعة للخير‪ ،‬وأن يكثر منها‪ ،‬ومن سائر القرآن فيهما‪ .‬ويكره الجهر بقراءة‬
‫الكهععف وغيره إن حصععل بععه تأذ لمصععل أو نائم ‪ -‬كمععا صععرح النووي فععي كتبععه ‪ -‬وقال شيخنععا فععي شرح‬
‫العباب‪ :‬ينبغي حرمة الجهر بالقراءة في المسجد‪ .‬وحمل كلم النووي بالكراهة‪ :‬على ما إذا خف التأذي‪،‬‬
‫وعلى كون القراءة فعي غيعر المسعجد‪ ،‬وإكثار صعلة على النعبي (ص) (يومهعا وليلتهععا) للخبار الصعحيحة‬
‫المرة بذلك‪ ،‬فالكثار منها أفضل من‬
‫[ ‪] 104‬‬

‫إكثار ذكعر لم يرد بخصعوصه‪ .‬قاله شيخنعا‪( .‬ودعاء) فعي يومهعا‪ ،‬رجاء أن يصعادف سعاعة الجابعة‪،‬‬
‫وأرجاها‪ ،‬من جلوس الخطيب إلى آخر الصلة‪ .‬وهي لحظة لطيفة‪ .‬وصح أنها آخر ساعة بعد العصر‪ ،‬وفي‬
‫ليلتها لما جاء عن‬

‫[ ‪] 105‬‬

‫الشافعي ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬أنه بلغه أن الدعاء يستجاب فيها‪ ،‬وأنه استحبه فيها‪ .‬وسن إكثار فعل‬
‫الخيعر فيهمعا ‪ -‬كالصعدقة وغيرهعا ‪ -‬وأن يشتغعل ‪ -‬فعي طريقعه وحضوره محعل الصعلة ‪ -‬بقراءة‪ ،‬أو ذكعر‪،‬‬
‫أفضله الصععلة على النععبي (ص) قبععل الخطبععة‪ ،‬وكذا حالة الخطبععة إن لم يسععمعها ‪ -‬كمععا مععر ‪ -‬للخبار‬
‫المرغبة في ذلك‪ .‬وأن يقرأ عقب سلمه من الجمعة ‪ -‬قبل أن يثني رجليه‪ ،‬وفي رواية‪ :‬قبل أن يتكلم ‪-‬‬
‫الفاتحة‪ ،‬والخلص‪ ،‬والمعوذتين‪ ،‬سبعا‬

‫[ ‪] 106‬‬

‫سبعا‪ ،‬لما ورد أن من قرأها غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ ،‬وأعطي من الجر بعدد من آمن‬
‫بالله ورسعوله‪( ..‬مهمعة) يسعن أن يقرأهعا‪ ،‬وآيعة الكرسعي‪ ،‬و * (شهعد الله) *‪ ،‬بععد كعل مكتوبعة وحيعن يأوي‬
‫إلى فراشه‪ ،‬مع‬

‫[ ‪] 107‬‬

‫أواخر البقرة‪ ،‬والكافرون‪ ،‬ويقرأ خواتيم الحشر وأول غافر ‪ -‬إلى إليه المصير و * (أفحسبتم أنما‬
‫خلقناكم عبثا) * إلى آخرها‪ ،‬صباحا ومساء‪ ،‬مع أذكارهما‪ ،‬وأن يواظب كل يوم على قراءة آلم‪ ،‬السجدة‪،‬‬
‫ويعس‪ ،‬والدخان‪ ،‬والواقععة‪ ،‬وتبارك‪ ،‬والزلزلة‪ ،‬والتكاثعر وعلى الخلص مائتعي مرة‪ ،‬والفجعر فعي عشعر ذي‬
‫الحجة‪ ،‬ويس‪ ،‬والرعد عند المحتضر‪ .‬ووردت في كلها أحاديث غير موضوعة‪.‬‬

‫[ ‪] 108‬‬

‫(وحرم تخط) رقاب الناس‪ ،‬للحاديث الصحيحة فيه‪ ،‬والجزم بالحرمة ما نقله الشيخ أبو حامد عن‬
‫نص الشافعي‪ ،‬واختارها في الروضة‪ ،‬وعليها كثيرون‪ .‬لكن قضية كلم الشيخين‪ :‬الكراهة‪ ،‬وصرح بها في‬
‫المجموع (ل لمعن وجعد فرجعة قدامعه) فله ‪ -‬بل كراهعة ‪ -‬تخطعي صعف واحعد أو اثنيعن‪ ،‬ول لمام لم يجعد‬
‫طريقعا إلى المحراب إل بتخطعي‪ ،‬ول لغيره إذا أذنوا له فيعه ل حياء على الوجعه‪ ،‬ول لمعظعم ألف موضععا‪.‬‬
‫ويكره‬

‫[ ‪] 109‬‬

‫تخطعي المجتمعيعن لغيعر الصعلة‪ ،‬ويحرم أن يقيعم أحدا ‪ -‬بغيعر رضاه ‪ -‬ليجلس مكانعه‪ .‬ويكره إيثار‬
‫غيره بمحله‪ ،‬إل إن انتقععل لمثله أو أقرب منععه إلى المام‪ .‬وكذا اليثار بسععائر القرب‪ .‬وله تنحيععة سععجادة‬
‫غيره ‪ -‬بنحعو رجله ‪ -‬والصعلة فعي محلهعا‪ ،‬ول يرفعهعا ‪ -‬ولو بغيعر يده ‪ -‬لدخولهعا فعي ضمانعه‪( .‬و) حرم على‬
‫معن تلزمعه الجمععة (نحعو مبايععة) كاشتغال بصعنعة (بععد) شروع فعي (أذان خطبعة)‪ ،‬فإن عقعد صعح العقعد‪،‬‬
‫ويكره قبل الذان بعد‬

‫[ ‪] 110‬‬

‫الزوال‪( .‬و) حرم على من تلزمه الجمعة ‪ -‬وإن لم تنعقد به ‪( -‬سفر) تفوت به الجمعة‪ ،‬كأن ظن‬
‫أنعه ل يدركهعا فعي طريقعه أو مقصعده‪ ،‬ولو كان السعفر طاععة مندوبعا‪ ،‬أو واجبعا‪( ،‬بععد فجرهعا) أي فجعر يوم‬
‫الجمعة‪ ،‬إل خشي‬
‫[ ‪] 111‬‬

‫مععن عدم سععفره ضررا‪ ،‬كانقطاعععه عععن الرفقععة‪ ،‬فل يحرم إن كان غيععر سععفر معصععية‪ ،‬ولو بعععد‬
‫الزوال‪ ،‬ويكره السفر ليلة الجمعة‪ ،‬لما روي بسند ضعيف‪ :‬من سافر ليلتها دعا عليه ملكاه‪ .‬أما المسافر‬
‫لمعصية فل تسقط عنه الجمعة مطلقا‪ .‬قال شيخنا‪ :‬وحيث حرم عليه السفر هنا لم يترخص ما لم تفت‬
‫الجمععة‪ ،‬فيحسعب ابتداء سعفره معن وقعت فوتهعا‪( .‬تتمعة) يجوز لمسعافر سعفرا طويل قصعر رباعيعة‪ ،‬مؤداة‪،‬‬
‫وفائتة سفر قصر فيه‪ ،‬وجمع‬

‫[ ‪] 114‬‬

‫العصعععرين والمغربيعععن تقديمعععا وتأخيرا‪ ،‬بفراق سعععور خاص ببلد سعععفر‪ ،‬وإن احتوى على خراب‬
‫ومزارع‪ .‬ولو جمع قريتين‪ ،‬فل يشترط مجاوزته‪ ،‬بل لكل حكمه‪ ،‬فبنيان وإن تخلله خراب أو نهر أو ميدان‪.‬‬
‫ول يشترط‬

‫[ ‪] 115‬‬

‫مجاوزة بساتين وإن حوطت واتصلت بالبلد‪ ،‬والقريتان إن اتصلتا عرفا كقرية‪ ،‬وإن اختلفتا اسما‪،‬‬
‫فلو انفصلتا ‪ -‬ولو يسيرا ‪ -‬كفى مجاوزة قرية المسافر‪ ،‬ل لمسافر لم يبلغ سفره مسيرة يوم وليلة بسير‬
‫الثقال معع النزول المعتاد لنحعو اسعتراحة وأكعل وصعلة‪ ،‬ول لبعق‪ ،‬ومسعافر عليعه ديعن حال قادر عليعه معن‬
‫غير إذن دائنه‪ ،‬ول لمن‬

‫[ ‪] 116‬‬

‫سعافر لمجرد رؤيعة البلد ‪ -‬على الصعح ‪ .-‬وينتهعي السعفر بعوده إلى وطنعه‪ ،‬وإن كان مارا بعه‪ ،‬أو‬
‫إلى موضع‬

‫[ ‪] 117‬‬

‫آخعر‪ ،‬ونوى إقامتعه بعه مطلقعا‪ ،‬أو أربععة أيام صعحاح‪ ،‬أو علم أن إربعه ل ينقضعي فيهعا‪ ،‬ثعم إن كان‬
‫يرجعو حصعوله كعل وقعت‪ :‬قصعر ثمانيعة عشعر يومعا‪ .‬وشرط لقصعر نيعة قصعر فعي تحرم‪ ،‬وعدم اقتداء ‪ -‬ولو‬
‫لحظة ‪ -‬بمتم ولو مسافرا‬

‫[ ‪] 118‬‬

‫وتحرز عن منافيها دواما‪ ،‬ودوام سفره في جميع صلته‪ ،‬ولجمع تقديم‪ ،‬نية جمع في الولى ‪ -‬ولو‬
‫مع التحلل منها ‪ -‬وترتيب‪ ،‬وولء عرفا‪ ،‬فل يضر فصل يسير بأن كان دون قدر ركعتين‪ ،‬ولتأخير نية جمع‬
‫في وقت‬

‫[ ‪] 119‬‬

‫الولى ما بقي قدر ركعة‪ ،‬وبقاء سفر إلى آخر الثانية‪( .‬فرع) يجوز الجمع بالمرض تقديما وتأخيرا‬
‫‪ -‬على المختار ‪ -‬ويراعي الرفق‪ ،‬فإن كان يزداد مرضه ‪-‬‬

‫[ ‪] 120‬‬

‫كأن كان يحم مثل وقت الثانية قدمها بشروط جمع التقديم‪ ،‬أو وقت الولى أخرها بنية الجمع في‬
‫وقعت الولى‪ .‬وضبعط جمعع متأخرون المرض هنعا بأنعه معا يشعق مععه فععل كعل فرض فعي وقتعه‪ ،‬كمشقعة‬
‫المشي في المطر‪ ،‬بحيث تبتل ثيابه‪ .‬وقال آخرون‪ :‬ل بد من مشقة ظاهرة زيادة على ذلك‪ ،‬بحيث تبيح‬
‫الجلوس في الفرض‪ .‬وهو الوجه‪.‬‬
‫[ ‪] 121‬‬

‫(خاتمعة) قال شيخنعا فعي شرح المنهاج‪ :‬معن أدى عبادة مختلفعا فعي صعحتها معن غيعر تقليعد للقائل‬
‫بها‪ ،‬لزمه إعادتها‪ ،‬لن إقدامه على فعلها عبث‪.‬‬

‫[ ‪] 122‬‬

‫فصل (في الصلة على الميت)‬

‫[ ‪] 123‬‬

‫وشرععت بالمدينعة‪ .‬وقيعل هعي معن خصعائص هذه المعة‪( .‬صعلة الميعت) أي الميعت المسعلم غيعر‬
‫الشهيد (فرض كفاية) للجماع والخبار‪( ،‬كغسله‪ ،‬ولو غريقا)‬

‫[ ‪] 124‬‬

‫لنا مأمورون بغسله‪ ،‬فل يسقط الفرض عنا إل بفعلنا‪ ،‬وإن شاهدنا الملئكة تغسله‪ .‬ويكفي غسل‬
‫كافر‪،‬‬

‫[ ‪] 125‬‬

‫ويحصععل أقله (بتعميععم بدنععه بالماء) مرة حتععى مععا تحععت قلفععة القلف ‪ -‬على الصعح ‪ -‬صععبيا كان‬
‫القلف أو بالغعا‪ .‬قال العبادي وبععض الحنفيعة‪ :‬ل يجعب غسعل معا تحتهعا‪ .‬فعلى المرجعح لو تعذر غسعل معا‬
‫تحعت القلفعة بأنهعا ل تتقلص إل بجرح‪ ،‬يمعم عمعا تحتهعا‪ .‬كمعا قاله شيخنعا‪ ،‬وأقره غيره‪ .‬وأكمله‪ :‬تثليثعه‪ ،‬وأن‬
‫يكون في خلوة‪،‬‬

‫[ ‪] 126‬‬

‫وقميص‪ ،‬وعلى مرتفع بماء بارد ‪ -‬إل لحاجة كوسخ وبرد‪ ،‬فالمسخن حينئذ أولى‪ .‬والمالح أولى من‬
‫العذب‪ .‬ويبادر بغسعله إذا تيقعن موتعه‪ ،‬ومتعى شعك فعي موتعه وجعب تأخيره إلى اليقيعن‪ ،‬بتغيعر ريعح ونحوه‪.‬‬
‫فذكرهعم العلمات الكثيرة له إنمعا تفيعد‪ ،‬حيعث لم يكعن هناك شعك‪ .‬ولو خرج منعه بععد الغسعل نجعس لم‬
‫ينقض الطهر‪ ،‬بل تجب إزالته فقط إن خرج قبل التكفين‪ ،‬ل بعده‪ .‬ومن تعذر غسله ‪ -‬لفقد ماء أو لغيره‪:‬‬
‫كاحتراق‪ ،‬ولو غسل تهرى ‪ -‬يمم وجوبا‪.‬‬

‫[ ‪] 127‬‬

‫(فرع) الرجل أولى بغسل الرجل‪ ،‬والمرأة أولى بغسل المرأة‪ ،‬وله غسل حليلة‪ ،‬ولزوجة ل أمة‬
‫غسعل زوجهعا‪ ،‬ولو نكحعت غيره‪ ،‬بل معس‪ ،‬بعل بلف خرقعة على يعد‪ .‬فإن خالف صعح الغسعل‪ .‬فإن لم يحضعر‬
‫إل أجنبي في المرأة أو أجنبية في الرجل‪ ،‬يمم الميت‪ .‬نعم‪ ،‬لهما غسل من ل يشتهى من صبي أو صبية‪،‬‬
‫لحل‬

‫[ ‪] 128‬‬

‫نظعر كعل ومسعه‪ .‬وأولى الرجال بعه أولهعم بالصعلة ‪ -‬كمعا يأتعي‪( .‬وتكفينعه بسعاتر عورة) مختلفعة‬
‫بالذكورة والنو ثة‪ ،‬دون الرق والحرية‪ ،‬فيجعب في المرأة ‪ -‬ولو أ مة ‪ -‬ما يستر غير الوجه والكفيعن‪ .‬وفي‬
‫الرجل ما يستر ما‬
‫[ ‪] 129‬‬

‫بيعن السعرة والركبعة‪ .‬والكتفاء بسعاتر العورة هعو معا صعححه النووي فعي أكثعر كتبعه‪ ،‬ونقله ععن‬
‫الكثرين‪ ،‬لنه حق لله تعالى‪ .‬وقال آخرون‪ :‬يجب ستر جميع البدن ‪ -‬ولو رجل ‪ .-‬وللغريم منع الزائد على‬
‫سععاتر كععل البدن‪ ،‬ل الزائد على سععاتر العورة‪ ،‬لتأكععد أمره‪ ،‬وكونعه حقععا للميععت بالنسععبة للغرماء‪ ،‬وأكمله‬
‫للذكععر ثلثععة يعععم كععل منهععا البدن‪ ،‬وجاز أن يزاد تحتهععا قميععص وعمامععة‪ ،‬وللنثععى إزار‪ ،‬فقميععص‪ ،‬فخمار‬
‫فلفافتان‪ .‬ويكفن الميت بما له‬

‫[ ‪] 130‬‬

‫لبسعه حيعا‪ ،‬فيجوز حريعر ومزعفعر للمرأة والصعبي‪ ،‬معع الكراهعة‪ .‬ومحعل تجهيزه‪ :‬التركعة‪ ،‬إل زوجعة‬
‫وخادمهعا‪ :‬فعلى زوج غنعي عليعه نفقتهمعا‪ ،‬فإن لم يكعن له تركعة فعلى معن عليعه نفقتعه‪ ،‬معن قريعب‪ ،‬وسعيد‪،‬‬
‫فعلى بيت‬

‫[ ‪] 131‬‬

‫المال‪ ،‬فعلى مياسير المسلمين‪ .‬ويحرم التكفين في جلد إن وجد غيره‪ ،‬وكذا الطين‪ ،‬والحشيش‪،‬‬
‫فإن لم يوجعد ثوب وجعب جلد‪ ،‬ثعم حشيعش‪ ،‬ثعم طيعن ‪ -‬فيمعا اسعتظهره شيخنعا ‪ .-‬ويحرم كتابعة شعئ معن‬
‫القرآن واسعماء الله تعالى على الكفعن‪ .‬ول بأس بكتابتعه بالريعق‪ ،‬لنعه ل يثبعت‪ .‬وأفتعى ابعن الصعلح بحرمعة‬
‫ستر الجنازة بحرير‬

‫[ ‪] 132‬‬

‫‪ -‬ولو امرأة ‪ -‬كمعا يحرم تزييعن بيتهعا بحريعر‪ .‬وخالفعه الجلل البلقينعي‪ ،‬فجوز الحريعر فيهعا وفعي‬
‫الطفعل‪ ،‬واعتمده جمعع‪ ،‬معع أن القياس الول‪( .‬ودفنعه فعي حفرة تمنعع) بععد طمهعا (رائحعة) أي ظهورهعا‪،‬‬
‫(وسبعا) أي نبشه لها‪ ،‬فيأكل الميت‪ .‬وخرج بحفرة‪ :‬وضعه بوجه الرض ويبنى عليه ما يمنع ذينك‪ ،‬حيث‬
‫لم يتعذر الحفر‪ .‬نعم‪ ،‬من مات بسفينة وتعذر البر جاز إلقاؤه في البحر‪ ،‬وتثقيله ليرسب‪ ،‬وإل فل‪ .‬وبتمنع‬
‫ذينك ما يمنع أحدهما‬

‫[ ‪] 133‬‬

‫‪ -‬كأن اعتادت سعباع ذلك المحعل الحفعر ععن موتاه ‪ -‬فيجعب بناء القعبر‪ ،‬بحيعث يمنعع وصعولها إليعه‪.‬‬
‫وأكمله قعبر واسعع عمعق أربععة أذرع ونصعف بذراع اليعد‪ .‬ويجعب اضطجاععه للقبلة‪ .‬ويندب الفضاء بخده‬
‫اليمن ‪ -‬بعد تنحية الكفن عنه ‪ -‬إلى نحو تراب‪ ،‬مبالغة في الستكانة والذل‪ ،‬ورفع رأسه بنحو لبنة‪ .‬وكره‬
‫صندوق ‪ -‬إل‬

‫[ ‪] 134‬‬

‫لنحعو نداوة فيجعب ‪ -‬ويحرم دفنعه بل شعئ يمنعع وقوع التراب عليعه ويحرم دفعن اثنيعن معن جنسعين‬
‫بقبر‪ ،‬إن لم يكن بينهما محرمية‪ ،‬أو زوجية‪ ،‬ومع أحدهما كره ‪ -‬كجمع متحدي جنس فيه بل حاجة‪ .‬ويحرم‬
‫أيضا‪ :‬إدخال ميت على آخر‪ ،‬وإن اتحدا جنسا‪ ،‬قبل بلء جميعه‪ ،‬ويرجع فيه لهل الخبرة بالرض‪ .‬ولو وجد‬

‫[ ‪] 135‬‬

‫بعض عظمه قبل تمام الحفر وجب رد ترابه‪ ،‬أو بعده فل‪ .‬ويجوز الدفن معه‪ ،‬ول يكره الدفن ليل‬
‫‪ -‬خلفعا للحسعن البصعري ‪ -‬والنهار أفضعل للدفعن منعه‪ ،‬ويرفعع القعبر قدر شعبر ندبعا‪ ،‬وتسعطيحه أولى معن‬
‫تسعنيمه‪ .‬ويندب لمعن على شفيعر القعبر أن يحثعي ثلث حثيات بيديعه قائل معع الولى‪( * :‬منهعا خلقناكعم) *‪.‬‬
‫ومع الثانية‪( * :‬وفيها نعيدكم) *‪ .‬ومع الثالثة‪( * :‬ومنها نخرجكم تارة أخرى) *‪( .‬مهمة) يسن وضع جريدة‬
‫خضراء على القبر‪ ،‬للتباع‪ ،‬ولنه يخفف عنه ببركة تسبيحها‪ .‬وقيس بها‬
‫[ ‪] 136‬‬

‫ما اعتيد من طرح نحو الريحان الرطب‪ .‬ويحرم أخذ شئ منهما ما لم ييبسا لما في أخذ الولى‬
‫معن تفويعت حعظ الميعت المأثور عنعه (ص)‪ ،‬وفعي الثانيعة معن تفويعت حعق الميعت بارتياح الملئكعة النازليعن‬
‫لذلك‪ .‬قاله شيخانا ابن حجر وزياد‪( .‬وكره بناء له) أي للقبر‪( ،‬أو عليه) لصحة النهي عنه بل حاجة‪ ،‬كخوف‬
‫نبش‪ ،‬أو حفر‬

‫[ ‪] 137‬‬

‫سعبع أو هدم سعيل‪ .‬ومحعل كراهعة البناء‪ ،‬إذا كان بملكعه‪ ،‬فإن كان بناء نفعس القعبر بغيعر حاجعة ممعا‬
‫معر‪ ،‬أو نحعو قبعة عليعه بمسعبلة‪ ،‬وهعي معا اعتاد أهعل البلد الدفعن فيهعا‪ ،‬عرف أصعلها ومسعبلها أم ل‪ ،‬أو‬
‫موقوفة‪ ،‬حرم‪ ،‬وهدم وجوبا‪ ،‬لنه يتأبد بعد انمحاق الميت‪ ،‬ففيه تضييق على المسلمين بما ل غرض فيه‪.‬‬
‫(تنعبيه) وإذا هدم‪ ،‬ترد الحجارة المخر جة إلى أهلها إن عرفوا‪ ،‬أو يخلى بينهمعا‪ ،‬وإل فمال ضائع‪ ،‬وحكمه‬
‫معروف ‪ -‬كمعا قاله بععض أصعحابنا ‪ -‬وقال شيخنعا الزمزمعي‪ :‬إذا بلي الميعت وأعرض ورثتعه ععن الحجارة‪،‬‬
‫جاز الدفن‬

‫[ ‪] 138‬‬

‫معع بقائهعا‪ ،‬إذا جرت العادة بالعراض عنهعا‪ ،‬كمعا فعي السعنابل‪( .‬و) كره (وطعئ عليعه) أي على قعبر‬
‫مسعلم‪ ،‬ولو مهدرا قبعل بلء (إل لضرورة)‪ ،‬كأن لم يصعل لقعبر ميتعه بدونعه‪ ،‬وكذا معا يريعد زيارتعه ولو غيعر‬
‫قريعب‪ .‬وجزم شرح مسعلم ‪ -‬كآخريعن ‪ -‬بحرمعة القعود عليعه والوطعئ‪ ،‬لخعبر فيعه يرده أن المراد بالجلوس‬
‫عليعه جلوسعه لقضاء الحاجعة‪ ،‬كمعا بينتعه روايعة أخرى‪( .‬ونبعش) وجوبعا قعبر معن دفعن بل طهارة (لغسعل) أو‬
‫تيمعم‪ .‬نععم‪ ،‬إن تغيعر ولو بنتعن‪ ،‬حرم‪ .‬ولجعل مال غيعر‪ ،‬كأن دفعن فعي ثوب مغصعوب‪ ،‬أو أرض مغصعوبة‪ ،‬إن‬
‫طلب المالك‪ ،‬ووجد ما يكفن أو يدفن فيه‪ ،‬وإل لم يجز النبش أو سقط فيه متمول وإن لم يطلبه مالكه‪،‬‬
‫ل للتكفين إن دفن بل كفن‪ ،‬ول للصلة بعد‬

‫[ ‪] 139‬‬

‫إهالة التراب عليعه‪( .‬ول تدفعن امرأة) ماتعت (فعي بطنهعا جنيعن حتعى يتحقعق موتعه)‪ ،‬أي الجنيعن‪.‬‬
‫ويجب شق جوفها والنبش له إن رجي حياته بقول القوابل‪ ،‬لبلوغه ستة أشهر فأكثر‪ ،‬فإن لم يرج حياته‬
‫حرم الشق‪ ،‬لكن يؤخر‬

‫[ ‪] 140‬‬

‫الدفن حتى يموت ‪ -‬كما ذكر ‪ -‬وما قيل إنه يوضع على بطنها شئ ليموت غلط فاحش‪( .‬ووري)‬
‫أي ستر بخرقة (سقط ودفن) وجوبا‪ ،‬كطفل كافر نطق بالشهادتين‪ ،‬ول يجب غسلهما‪ ،‬بل يجوز‪ .‬وخرج‬
‫بالسقط العل قة والمضغعة‪ ،‬فيدفنان ندبا من غير ستر‪ .‬ولو انف صل بعد أربعة أشهعر غسل‪ ،‬وكفن‪ ،‬ودفعن‬
‫وجوبا‪( .‬فإن اختلج) أو استهل بعد انفصاله (صلي عليه) وجوبا‪.‬‬

‫[ ‪] 141‬‬

‫(وأركانها) أي الصلة على الميت‪ ،‬سبعة‪ :‬أحدهما‪( :‬نية) كغيرها‪ ،‬ومن ثم وجب فيها ما يجب في‬
‫نيعة سعائر الفروض‪ ،‬معن نحعو اقترانهعا بالتحرم‪ ،‬والتعرض للفرضيعة‪ ،‬وإن لم يقعل فرض كفايعة‪ ،‬ول يجعب‬
‫تعيين الميت‪ ،‬ول معرفته‪ ،‬بل الواجب أدنى مميز‪ ،‬فيكفي أصلي الفرض على هذا الميت‪ .‬قال جمع‪ :‬يجب‬
‫تعييعن الميعت الغائب بنحعو اسعمه‪( .‬و) ثانيهعا‪( :‬قيام) لقادر عليعه‪ ،‬فالعاجعز يقععد‪ ،‬ثعم يضطجعع‪( .‬و) ثالثهعا‪:‬‬
‫(أربع‬

‫[ ‪] 142‬‬

‫تكبيرات) مع تكبيرة التحرم ‪ -‬للتباع‪ ،‬فإن خمس‪ ،‬لم تبطل صلته‪ .‬ويسن رفع يديه في التكبيرات‬
‫حذو منكعبيه‪ ،‬ووضعهمعا تحعت صعدره بيعن كعل تكعبيرتين‪( .‬و) رابعهعا‪( :‬فاتحعة)‪ ،‬فبدلهعا‪ ،‬فوقوق بقدرهعا‪.‬‬
‫والمعتمعد أنهعا تجزئ بععد غيعر الولى ‪ -‬خلفعا للحاوي‪ ،‬كالمحرر ‪ -‬وإن لزم عليعه جمعع ركنيعن فعي تكعبيرة‬
‫وخلو الولى عن ذكر‪ .‬ويسن‬

‫[ ‪] 143‬‬

‫إسرار بغير التكبيرات‪ ،‬والسلم‪ ،‬وتعوذ‪ ،‬وترك افتتاح‪ ،‬وسورة‪ ،‬إل على غائب أو قبر‪( .‬و) خامسها‪:‬‬
‫(صلة على النبي) (ص) (بعد تكبيرة ثانية) أي عقبها‪ ،‬فل تجزئ في غيرها‪ .‬ويندب ضم السلم للصلة‪،‬‬
‫والدعاء للمؤمنين والمؤمنات عقبها‪ ،‬والحمد قبلها‪( .‬و) سادسها‪( :‬دعاء لميت) بخصوصه ولو طفل‪ ،‬بنحو‪:‬‬
‫اللهم اغفر له وارحمه‪( ،‬بعد ثالثة)‪ ،‬فل يجزئ بعد غيرها قطعا‪.‬‬

‫[ ‪] 144‬‬

‫ويسعن أن يكثر من الدعاء له‪ ،‬ومأثوره أفضل‪ ،‬وأوله ما رواه مسلم عنه (ص) و هو‪ :‬الل هم اغفعر‬
‫له وارحمه‪ ،‬واعف عنه وعافه‪ ،‬وأكرم نزله‪ ،‬ووسع مدخله‪ ،‬واغسله بالماء والثلج والبرد‪ ،‬ونقه من الخطايا‬
‫كمعا ينقعى الثوب البيعض معن الدنعس‪ ،‬وأبدله دارا خيرا معن داره‪ ،‬وأهل خيرا معن أهله‪ ،‬وزوجعا خيرا معن‬
‫زوجه‪ ،‬وأدخله الجنة‪ ،‬وأعذه من عذاب القبر وفتنته ومن عذاب النار‪ .‬ويزيد عليه‪ ،‬ندبا‪ :‬اللهم اغفر لحينا‬
‫وميتنا إلى آخره‪ .‬ويقول‬

‫[ ‪] 145‬‬

‫فعي الطفعل معع هذا‪ :‬اللهعم اجعله فرطعا لبويعه‪ ،‬وسعلفا وذخرا وعظعة واعتبارا وشفيععا‪ ،‬وثقعل بعه‬
‫موازينهمعا‪ ،‬وأفرغ الصعبر على قلوبهمعا‪ ،‬ول تفتنهمعا بعده‪ ،‬ول تحرمهمعا أجره‪ .‬قال شيخنعا‪ :‬وليعس قوله‪:‬‬
‫اللهعم اجعله فرطعا ‪ -‬إلى آخره ‪ -‬مغنيعا ععن الدعاء له‪ ،‬لنعه دعاء باللزم‪ ،‬وهعو ل يكفعي‪ ،‬لنعه إذا لم يكعف‬
‫الدعاء له بالعموم الشامل كل‬

‫[ ‪] 146‬‬

‫فرد‪ ،‬فأولى هذا‪ .‬ويؤنث الضمائر في النثى‪ ،‬ويجوز تذكيرها بإرادة الميت أو الشخص‪ ،‬ويقول في‬
‫ولد الزنا‪ :‬اللهم اجعله فرطا لمه‪ .‬والمراد بالبدال في الهل والزوجة‪ ،‬إبدال الوصاف ل الذوات‪ ،‬لقوله‬
‫تعالى‪( * :‬ألحقنا بهم ذريتهم) * ولخبر الطبراني وغيره‪ :‬إن نساء الجنة من نساء الدنيا أفضل من الحور‬
‫العيعن‪ .‬انتهعى‪( .‬و) سعابعها‪( :‬سعلم) كغيرهعا (بععد رابععة)‪ ،‬ول يجعب فعي هذه ذكعر غيعر السعلم‪ ،‬لكعن يسعن‪:‬‬
‫اللهم ل تحرمنا أجره‬

‫[ ‪] 147‬‬

‫‪ -‬أي أجر الصلة عليه‪ ،‬أو أجر المصيبة ‪ -‬ول تفتنا بعده ‪ -‬أي بارتكاب المعاصي ‪ -‬واغفر لنا وله‪.‬‬
‫ولو تخلف ععن إمامعه بل عذر بتكعبيرة حتعى شرع إمامعه فعي أخرى بطلت صعلته‪ .‬ولو كعبر إمامعه تكعبيرة‬
‫أخرى قبعل قراءة المسعبوق الفاتحعة تابععه فعي تكعبيره‪ ،‬وسعقطت القراءة عنعه‪ .‬وإذا سعلم المام تدارك‬
‫المسبوق ما بقي عليه مع الذكار‪ .‬ويقدم في المامة في صلة الميت ‪ -‬ولو امرأة ‪ :-‬أب‪ ،‬أو نائبه‪ ،‬فأبوه‪،‬‬
‫ثم ابن فابنه‪ ،‬ثم أخ لبوين فلب‪ ،‬ثم ابنهما‪ ،‬ثم‬

‫[ ‪] 148‬‬

‫الععم كذلك‪ ،‬ثعم سعائر العصعبات‪ ،‬ثعم معتعق‪ ،‬ثعم ذو رحعم‪ ،‬ثعم زوج (وشرط لهعا) أي للصعلة على‬
‫الميعت ‪ -‬معع شروط سعائر الصعلوات ‪( -‬تقدم طهره) ‪ -‬أي الميعت ‪ -‬بماء فتراب‪ ،‬فإن وقعع بحفرة أو بحعر‬
‫وتعذر إخراجه وطهره لم‬

‫[ ‪] 149‬‬
‫يصل عليه ‪ -‬على المعتمد (وأن ل يتقدم) المصلى (عليه) ‪ -‬أي الميت ‪ ،-‬إن كان حاضرا‪ ،‬ولو في‬
‫قبر‪ ،‬أما الميت الغائب فل يضر فيه كونه وراء المصلي‪ .‬ويسن جعل صفوفهم ثلثة فأكثر‪ ،‬للخبر الصحيح‪:‬‬
‫من صلى عليه ثلثة صفوف فقد أوجب ‪ -‬أي غفر له ‪ -‬ول يندب تأخيرها لزيادة المصلين‪ ،‬إل لولي‪ .‬واختار‬
‫بعض‬

‫[ ‪] 150‬‬

‫المحققيعن أنعه إذا لم يخعش تغيره‪ ،‬ينبغعي انتظاره مائة أو أربعيعن رجعي حضورهعم قريبعا‪ ،‬للحديعث‪.‬‬
‫وفي مسلم‪ :‬ما من مسلم يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له‪ ،‬إل شفعوا فيه‬
‫ولو صلي عليه فحضر من لم يصل‪ ،‬ندب له الصلة عليه‪ ،‬وتقع فرضا‪ ،‬فينويه‪ ،‬ويثاب ثوابه‪ .‬والفضل له‬
‫فعلها بعد الدفن‪ ،‬للتباع‪ .‬ول يندب لمن صلها ‪ -‬ولو منفردا ‪ -‬إعادتها مع جماعة‪ .‬فإن أعادها وقعت نفل‪.‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬العادة خلف الولى‪( .‬وتصح) الصلة (على) ميت (غائب) عن بلد‪ ،‬بأن يكون الميت بمحل‬
‫بعيد عن البلد بحيث ل ينسب‬

‫[ ‪] 151‬‬

‫إليهعا عرفعا‪ ،‬أخذا معن قول الزركشعي‪ :‬إن خارج السعور القريعب منعه كداخله‪( .‬ل) على غائب ععن‬
‫مجلسعه (فيهعا) وإن كعبرت‪ .‬نععم‪ ،‬لو تعذر الحضور لهعا بنحعو حبعس أو مرض‪ :‬جازت حينئذ ‪ -‬على الوجعه ‪-‬‬
‫(و) تصح على حاضر (مدفون) ‪ -‬ولو بعد بلئه (غير نبي) فل تصح على قبر نبي‪ ،‬لخبر الشيخين‪( .‬من أهل‬
‫فرضها وقت موته)‬

‫[ ‪] 152‬‬

‫فل تصح من كافر وحائض يومئذ‪ ،‬كمن بلغ أو أفاق بعد الموت‪ ،‬ولو قبل الغسل‪ ،‬كما اقتضاه كلم‬
‫الشيخيعن‪( .‬وسعقط الفرض) فيهعا (بذكعر) ولو صعبيا مميزا‪ ،‬ولو معع وجود بالغ‪ ،‬وإن لم يحفعظ الفاتحعة‪ ،‬ول‬
‫غيرهعا‪ ،‬بعل وقعف بقدرهعا‪ ،‬ولو معع وجود معن يحفظهعا‪ ،‬ل بأنثعى معع وجوده‪ .‬وتجوز على جنائز صعلة واحدة‪،‬‬
‫فينوي الصلة عليهم‬

‫[ ‪] 153‬‬

‫إجمال‪ .‬وحرم تأخيرهعا ععن الدفعن‪ ،‬بعل يسعقط الفرض بالصعلة على القعبر‪( .‬وتحرم صعلة) على‬
‫كافععر‪ ،‬لحرمععة الدعاء له بالمغفرة‪ .‬قال تعالى‪( * :‬ول تصعل على أحععد منهعم مات أبدا) *‪ .‬ومنهععم أطفال‬
‫الكفار‪ ،‬سعواء أنطقوا بالشهادتيعن أم ل‪ ،‬فتحرم الصعلة عليهعم‪ .‬و (على شهيعد) وهعو بوزن فعيعل‪ ،‬بمعنعى‬
‫مفعول‪ ،‬لنه مشهود له‬

‫[ ‪] 154‬‬

‫بالجنعة‪ ،‬أو فاععل‪ ،‬لن روحعه تشهعد الجنعة قبعل غيره‪ .‬ويطلق لفعظ الشهيعد على معن قاتعل لتكون‬
‫كلمعة الله هعي العليعا‪ ،‬فهعو شهيعد الدنيعا والخرة‪ .‬وعلى معن قاتعل لنحعو حميعة‪ ،‬فهعو شهيعد الدنيعا‪ .‬وعلى‬
‫مقتول ظلمعا وغريعق‪ ،‬وحريعق‪ ،‬ومبطون ‪ -‬أي معن قتله بطنعه ‪ -‬كاسعتسقاء أو إسعهال‪ .‬فهعم الشهداء فعي‬
‫الخرة فقط‪( .‬كغسله) أي الشهيد‪ ،‬ولو جنبا‪ ،‬لنه (ص) لم يغسل قتلى أحد‪ .‬ويحرم إزالة دم شهيد‪( .‬وهو‬
‫من مات في قتال كفار) أو كافر‬

‫[ ‪] 155‬‬

‫واحعد‪ ،‬قبعل انقضائه‪ ،‬وإن قتعل مدبرا (بسعببه) أي القتال‪ ،‬كأن أصعابه سعلح مسعلم آخعر خطعأ‪ ،‬أو‬
‫قتله مسلم استعانوا به‪ ،‬أو تردى ببئر حال قتال‪ ،‬أو جهل ما مات به‪ ،‬وإن لم يكن به أثر دم (ل أسير قتل‬
‫صبرا) فإنه ليس‬

‫[ ‪] 156‬‬
‫بشهيععد على الصععح‪ ،‬لن قتله ليععس بمقاتلة‪ .‬ول مععن مات بعععد انقضائه‪ ،‬وقععد بقععي فيععه حياة‬
‫مستقرة‪ ،‬إن قطع بموته بعد من جرح به‪ .‬أما من حركته حركة مذبوح عند انقضائه فشهيد جزما‪ .‬والحياة‬
‫المسعتقرة معا تجوز أن يبقعى يومعا أو يوميعن ‪ -‬على معا قاله النووي والعمرانعي ‪ .-‬ول معن وقعع بيعن كفار‬
‫فهرب منهم فقتلوه‪ ،‬لن ذلك ليس بقتال ‪ -‬كما أفتى به شيخنا ابن زياد رحمه الله تعالى ‪ .-‬ول من قتله‬
‫اغتيال حربعي دخعل بيننعا‪ .‬نععم‪ ،‬إن قتله ععن مقاتلة كان شهيدا ‪ -‬كمعا نقله السعيد السعمهودي ععن الخادم ‪-‬‬
‫(وكفن) ندبا (شهيد في ثيابه) التي مات فيها‪ ،‬والملطخة بالدم‬

‫[ ‪] 157‬‬

‫أولى‪ ،‬للتباع‪ ،‬ولو لم تكفعه بأن لم تسعتر كعل بدنعه تممعت وجوبعا‪( ،‬ل) فعي (حريعر) لبسعه لضرورة‬
‫الحرب‪ ،‬فينزع وجوبععا‪( .‬ويندب) أن يلقععن محتضععر ‪ -‬ولو مميزا على الوجععه ‪ -‬الشهادة‪ :‬أي ل إله إل الله‪،‬‬
‫فقط ‪ -‬لخبر مسلم‪ :‬لقنوا موتاكم ‪ -‬أي من حضره الموت ‪ -‬ل إله إل الله مع الخبر الصحيح‪ :‬من كان آخر‬
‫كلمه ل إله إل الله‪ ،‬دخل الجنة‪ ،‬أي مع الفائزين‪ .‬وإل فكل مسلم ‪ -‬ولو فاسقا ‪ -‬يدخلها‪ ،‬ولو بعد عذاب‪،‬‬
‫وإن طال‪ .‬وقول جمع‪ :‬يلقن محمد رسول الله أيضا‪ ،‬لن القصد موته على السلم‪ ،‬ول يسمى مسلما إل‬
‫بهمعا مردود بأنعه مسعلم‪ ،‬وإنمعا القصعد ختعم كلمعه بل إله إل الله ليحصعل له ذلك الثواب‪ .‬وبحعث تلقينعه‬
‫الرفيق العلى‪ ،‬لنه آخر ما تكلم به‬

‫[ ‪] 158‬‬

‫رسععول الله (ص)‪ ،‬مردود بأن ذلك لسععبب لم يوجععد فععي غيره‪ ،‬وهععو أن الله خيره فاختاره‪ .‬وأمععا‬
‫الكافعر فيلقنهمعا قطععا‪ ،‬معع لفعظ أشهعد‪ ،‬لوجوبعه أيضعا ‪ -‬على معا سعيأتي فيعه ‪ -‬إذ ل يصعير مسعلما إل بهمعا‪.‬‬
‫وأن يقعف جماععة بععد الدفعن عنعد القعبر سعاعة يسعألون له التثعبيت ويسعتغفرون له‪ ،‬و (تلقيعن بالغ‪ ،‬ولو‬
‫شهيدا) كما اقتضاه إطلقهم ‪ -‬خلفا للزركشي‬

‫[ ‪] 159‬‬

‫‪( -‬بععد) تمام (دفعن) فيقععد رجل قبالة وج هه ويقول‪ :‬يعا عبعد الله ابعن أمعة الله‪ :‬اذكعر العهعد الذي‬
‫خرجت عليه من‬

‫[ ‪] 160‬‬

‫الدنيعا‪ :‬شهادة أن ل إله إل الله وحده ل شريعك له‪ ،‬وأن محمدا رسعول الله‪ ،‬وأن الجنعة حعق‪ ،‬وأن‬
‫النار حعق‪ ،‬وأن البععث حعق‪ ،‬وأن السعاعة آتيعة ل ريعب فيهعا‪ ،‬وأن الله يبععث معن فعي القبور‪ ،‬وأنعك رضيعت‬
‫بالله ربا‪ ،‬وبالسلم دينا‪ ،‬وبمحمد (ص) نبيا‪ ،‬وبالقرآن إماما‪ ،‬وبالكعبة قبلة‪ ،‬وبالمؤمنين إخوانا‪ .‬ربي الله‪،‬‬
‫ل إله إل هعو‪ ،‬عليعه توكلت‪ ،‬وهعو رب العرش العظيعم‪ .‬قال شيخنعا‪ :‬ويسعن تكراره ثلثعا‪ ،‬والولى للحاضريعن‬
‫الوقوف‪ ،‬وللملقعععن القعود‪ .‬ونداؤه بالم فيعععه ‪ -‬أي إن عرفعععت‪ ،‬وإل فبحواء ‪ -‬ل ينافعععي دعاء الناس يوم‬
‫القيامة بآبائهم‪ ،‬لن كليهما‬

‫[ ‪] 161‬‬

‫توقيف‪ ،‬ل مجال للرأي فيه‪ .‬والظاهر أنه يبدل العبد بالمة في النثى‪ ،‬ويؤنث الضمائر‪ .‬انتهى‪( .‬و)‬
‫يندب (زيارة قبور لرجعل) ل لنثعى‪ ،‬فتكره لهعا‪ .‬نععم‪ ،‬يسعن لهعا زيارة قعبر النعبي (ص)‪ .‬قال بعضهعم‪ :‬وكذا‬
‫سائر النبياء‪،‬‬

‫[ ‪] 162‬‬

‫والعلماء‪ ،‬والولياء‪ .‬ويسعن ‪ -‬كمعا نعص عليعه ‪ -‬أن يقرأ معن القرآن معا تيسعر على القعبر‪ ،‬فيدععو له‬
‫مسعتقبل للقبلة‪( .‬وسعلم) لزائر على أهعل المقعبرة عمومعا‪ ،‬ثعم خصعوصا‪ ،‬فيقول‪ :‬السعلم عليكعم دار قوم‬
‫مؤمنين ‪ -‬عند أول‬
‫[ ‪] 163‬‬

‫المقعبرة ‪ .-‬ويقول عنعد قعبر أبيعه ‪ -‬مثل ‪ :-‬السعلم عليعك يعا والدي‪ .‬فإن أراد القتصعار على أحدهمعا‬
‫أتى بالثانية‪ ،‬لنه أخص بمقصوده‪ ،‬وذلك لخبر مسلم‪ :‬أنه (ص) قال‪ :‬السلم عليكم دار قوم مؤمنين‪ ،‬وإنا‬
‫إن شاء الله بكم لحقون‪ .‬والستثناء للتبرك‪ ،‬أو للدفن بتلك البقعة‪ ،‬أو للموت على السلم‪( .‬فائدة) ورد‬
‫أن من مات يوم الجمعة أو ليلتها أمن من عذاب القبر وفتنته‪ .‬وورد أيضا‪ :‬من قرأ قل هو الله أحد‪ ،‬في‬
‫مرض موته مائة مرة‪ ،‬لم يفتن في قبره‪ ،‬وأمن من ضغطة القبر‪،‬‬

‫[ ‪] 164‬‬

‫وجاوز الصعراط على أكعف الملئكعة‪ .‬وورد أيضعا‪ :‬معن قال‪ :‬ل إله إل أنعت سعبحانك إنعي كنعت معن‬
‫الظالميعن ‪ -‬أربعيعن مرة ‪ -‬فعي مرضعه فمات فيعه‪ ،‬أعطعي أجعر شهيعد‪ ،‬وإن برئ برئ مغفورا له‪ .‬غفعر الله‬
‫لنا‪ ،‬وأعاذنا من عذاب القبر وفتنته‪.‬‬

‫[ ‪] 168‬‬

‫باب الزكاة هععي لغععة‪ :‬التطهيععر والنماء‪ .‬وشرعععا‪ :‬اسععم لمععا يخرج عععن مال‪ ،‬أو بدن‪ ،‬على الوجععه‬
‫التعي‪ .‬وفرضعت زكاة المال فعي السعنة الثانيعة معن الهجرة بععد صعدقة الفطعر‪ .‬ووجبعت فعي ثمانيعة أصعناف‬
‫من المال‪ :‬النقدين‪ ،‬والنعام‪،‬‬

‫[ ‪] 169‬‬

‫والقوت‪ ،‬والتمعر‪ ،‬والعنعب لثمانيعة أصعناف معن الناس‪ .‬ويكفعر جاحعد وجوبهعا‪ ،‬ويقاتعل الممتنعع ععن‬
‫أدائها‪ ،‬وتؤخذ منه ‪ -‬وإن لم يقاتل ‪ -‬قهرا (تجب على) كل (مسلم) ولو غير مكلف‪ ،‬فعلى الولي إخراجها‬
‫من ماله‪ .‬وخرج‬

‫[ ‪] 170‬‬

‫بالمسعلم الكافعر الصعلي‪ ،‬فل يلزمعه إخراجهعا‪ ،‬ولو بععد السعلم (حعر) معيعن‪ ،‬فل تجعب على رقيعق‬
‫لعدم ملكعه‪ ،‬وكذا المكاتعب لضععف ملكعه‪ ،‬ول تلزم سعيده‪ ،‬لنعه غيعر مالك فعي (ذهعب) ولو غيعر مضروب‪،‬‬
‫خلفا لمن زعم‬

‫[ ‪] 171‬‬

‫اختصاصها بالمضروب (بلغ) قدر خالصه (عشرين مثقال) بوزن مكة تحديدا‪ .‬فلو نقص في ميزان‬
‫وتعم فعي آخعر فل زكاة‪ ،‬للشعك‪ .‬والمثقال‪ :‬اثنان وسعبعون حبعة شعيعر متوسعطة‪ .‬قال الشيعخ زكريعا‪ :‬ووزن‬
‫نصعاب الذهعب بالشرفعي‪ :‬خمسعة وعشرون وسعبعان وتسعع‪ .‬وقال تلميذه ‪ -‬شيخنعا ‪ -‬والمراد بالشرفعي‪:‬‬
‫القايتبايعي‪( .‬و) فعي (فضعة بلغعت مائتعي درهعم) بوزن مكعة‪ :‬وهعو خمسعون حبعة وخمسعا حبعة‪ .‬فالعشرة‬
‫دراهم‪ :‬سبعة مثاقيل ول وقص فيهما‬

‫[ ‪] 172‬‬

‫كالمعشرات‪ ،‬فيجعب فعي العشريعن‪ ،‬والمائتيعن‪ ،‬وفيمعا زاد على ذلك‪ ،‬ولو ببععض حبعة‪( :‬ربعع عشعر)‬
‫للزكاة‪ ،‬ول يكمل أحد النقدين بالخر‪ ،‬ويكمل كل نوع من جنس بآخر منه‪ .‬ويجزئ جيد‪ ،‬وصحيح عن ردئ‬
‫ومكسر‪ ،‬بل هو أفضل‪ ،‬ل عكسهما‪ .‬وخرج بالخالص المغشوش‪ ،‬فل زكاة فيه حتى يبلغ خالصه نصابا‪( .‬ك‍)‬
‫‪ -‬ما يجب‬

‫[ ‪] 173‬‬
‫ربعع عشعر قيمعة العرض فعي (مال تجارة) بلغ النصعاب فعي آخعر الحول‪ ،‬وإن ملكعه بدون نصعاب‪.‬‬
‫ويضم الربح‬

‫[ ‪] 174‬‬

‫الحاصعل فعي أثناء الحول إلى الصعل فعي الحول إن لم ينعض‪ ،‬أمعا إذا نعض بأن صعار ذهبعا أو فضعة‬
‫وأمسعكه إلى آخعر الحول فل يضعم إلى الصعل‪ ،‬بعل يزكعي الصعل بحوله‪ ،‬ويفرد الربعح بحول ويصعير عرض‬
‫التجارة للقنيعة بنيتهعا‪ ،‬فينقطعع الحول بمجرد نيعة القنيعة‪ ،‬ل عكسعه‪ .‬ول يكفعر منكعر وجوب زكاة التجارة ‪-‬‬
‫للخلف فيه ‪.-‬‬

‫[ ‪] 175‬‬

‫(وشرط) لوجوب الزكاة فعي الذهعب والفضعة‪ ،‬ل التجارة (تمام نصعاب) لهمعا (كعل الحول) بأن ل‬
‫ينقص المال عنه في جزء من أجزاء الحول‪ .‬أما زكاة التجارة فل يشترط فيها تمامه‪ ،‬إل آخره‪ ،‬لنه حالة‬
‫وجوب‪( .‬وينقطع) الحول (بتخلل زوال ملك) أثناءه بمعاوضة أو غيرها‪ .‬نعم‪ ،‬لو ملك نصابا ثم أقرضه آخر‬
‫بععد سعتة أشهعر لم ينقطعع الحول‪ .‬فإن كان مليعا أو عاد إليعه أخرج الزكاة آخعر الحول‪ ،‬لن الملك لم يزل‬
‫بالكلية‪ ،‬لثبوت بدله في ذمة‬

‫[ ‪] 176‬‬

‫المقترض‪( .‬وكره) أن يزيعل ملكعه بعبيع أو مبادلة عمعا تجعب فيعه الزكاة (لحيلة) بأن يقصعد بعه دفعع‬
‫وجوب الزكاة‪ ،‬لنه فرار من القربة‪ .‬وفي الوجيز‪ :‬يحرم‪ .‬وزاد في الحياء‪ :‬ول يبرئ الذمة باطنا‪ ،‬وأن هذا‬
‫من الفقه الضار‪ .‬وقال ابن الصلح‪ :‬يأثم بقصده‪ ،‬ل بفعله‪ .‬قال شيخنا‪ :‬أما لو قصده ل لحيلة‪ ،‬بل لحاجة‪،‬‬
‫أو لها وللفرار‪ ،‬فل كراهة‪( .‬تنبيه) ل زكاة على صيرفي بادل ولو للتجارة في أثناء الحول بما في يده من‬
‫النقعد غيره معن جنسعه أو غيره‪ .‬وكذا ل زكاة على وارث مات مورثعه ععن عروض التجارة حتعى يتصعرف‬
‫فيها بنيتها‪ ،‬فحينئذ يستأنف حولها‪( .‬ول‬

‫[ ‪] 177‬‬

‫زكاة فعععي حلي مباح‪ ،‬ولو) اتخذه الرجعععل بل قصعععد لبعععس أو غيره‪ ،‬أو اتخذه (لجارة)‪ ،‬أو إعارة‬
‫لمرأة‪( ،‬إل) إذا اتخذه (بنية كنز) فتجب الزكاة فيه‪( .‬فرع) يجوز للرجل تختم بخاتم فضة‪ ،‬بل يسن في‬
‫خنصر يمينه أو يساره‪ ،‬للتباع‪ .‬ولبسه في اليمين‬

‫[ ‪] 178‬‬

‫أفضعل‪ .‬وصعوب الذرععي معا اقتضاه كلم ابعن الرفععة معن وجوب نقصعه ععن مثقال للنهعي ععن‬
‫اتخاذه مثقال‪ ،‬وسنده حسن‪ ،‬لكن ضعفه النووي‪ .‬فالوجه أنه ل يضبط بمثقال بل بما ل يعد إسرافا عرفا‪.‬‬
‫قال شيخنعا‪ :‬وعليعه‪ ،‬فالععبرة بعرف أمثال اللبعس‪ .‬ول يجوز تعدده‪ ،‬خلفعا لجمعع‪ ،‬حيعث لم يععد إسعرافا‪.‬‬
‫وتحليته آلة حرب‪ ،‬كسيف ورمح‪ ،‬وترس‪ ،‬ومنطقة ‪ -‬وهي ما يشد بها الوسط ‪ -‬وسكين الحرب ‪ -‬دون‬

‫[ ‪] 179‬‬

‫سعكين المهنعة ‪ -‬والمقلمعة‪ :‬بفضعة‪ ،‬بل سعرف‪ ،‬لن ذلك إرهابعا للكفار‪ ،‬ل بذهعب‪ ،‬لزيادة السعراف‬
‫والخيلء‪ .‬والخعبر المبيعح له ضعفعه ابعن القطان‪ ،‬وإن حسعنه الترمذي‪ .‬وتحليتعه مصعحفا‪ .‬قال شيخنعا‪ :‬أي معا‬
‫فيه قرآن‪ ،‬ولو للتبرك‪ ،‬كغلفه بفضة‪ .‬وللمرأة تحليته بذهب إكراما‬

‫[ ‪] 180‬‬
‫فيهما‪ .‬وكتبه بالذهب حسن‪ .‬ولو من رجل‪ ،‬ل تحلية كتاب غيره‪ ،‬ولو بفضة‪ .‬والتمويه حرام قطعا‬
‫مطلقعا‪ .‬ثعم إن حصعل منعه شعئ بالعرض على النار حرمعت اسعتدامته‪ ،‬وإل فل‪ ،‬وإن اتصعل بالبدن‪ ،‬خلفعا‬
‫لجمع‪ .‬ويحل الذهب والفضة ‪ -‬بل سرف ‪ -‬لمرأة‪ ،‬وصبي ‪ -‬إجماعا ‪ -‬في نحو السوار‪ ،‬والخلخال‪ ،‬والنعل‪،‬‬
‫والطوق‪ .‬وعلى الصعح فعي المنسعوج بهمعا‪ .‬ويحعل لهعن التاج ‪ -‬وإن لم يعتدنعه ‪ -‬وقلدة فيهعا دنانيعر معراة‬
‫قطعا‪،‬‬

‫[ ‪] 181‬‬

‫وكذا مثقوبة‪ ،‬ول تجب الزكاة فيها‪ .‬أما مع السرف‪ :‬فل يحل شئ من ذلك‪ ،‬كخلخال وزن مجموع‬
‫فردتيعه مائتعا مثقال‪ ،‬فتجعب الزكاة فيعه‪( .‬و) تجعب على معن معر (فعي قوت) اختياري معن حبوب (كعبر)‪،‬‬
‫وشعير‪( ،‬وأرز)‪ ،‬وذرة‪،‬‬

‫[ ‪] 182‬‬

‫وحمعص‪ ،‬ودخعن‪ ،‬وباقلء‪ ،‬ودقسعة‪( .‬و) فعي (تمعر وعنعب) معن ثمار (بلغ) قدر كعل منهمعا (خمسعة‬
‫أوسعق) وهعي بالكيعل‪ :‬ثلثمائة صعاع‪ .‬والصعاع‪ :‬أربععة أمداد‪ .‬والمعد‪ :‬رطعل وثلث (منقعى) معن تبعن) وقشعر ل‬
‫يؤكل معه غالبا‪.‬‬

‫[ ‪] 183‬‬

‫واعلم أن الرز ممعا يدخعر فعي قشره ول يؤكعل مععه‪ ،‬فتجعب فيعه إن بلغ عشرة أوسعق (عشعر)‬
‫للزكاة‪( .‬إن سقي بل مؤنة) كمطر‪( ،‬وإل) أي وإن سقي بمؤنة كنضح (فنصفه) أي نصف العشر‪ .‬وسبب‬
‫التفرقة‪ :‬ثقل المؤنة في هذا‪ ،‬وخفتها في الول‪ ،‬سواء أزرع ذلك قصدا‪ ،‬أم نبت اتفاقا ‪ -‬كما في المجموع‬
‫‪ -‬حاكيا فيه التفاق‪ ،‬وبه يعلم ضعف قول الشيخ زكريا في تحريره تبعا لصله‪ :‬يشترط لوجوبها أن يزرعه‬
‫مالكه أو نائبه‪ ،‬فل زكاة فيما‬

‫[ ‪] 184‬‬

‫انزرع بنفسعه‪ ،‬أو زرععه غيره بغيعر أذنعه‪ .‬ول يضعم جنعس إلى آخعر لتكميعل النصعاب‪ ،‬بخلف أنواع‬
‫الجنعس‪ ،‬فتضعم‪ .‬وزرععا العام يضمان إن وقعع حصعادهما فعي عام‪( .‬فرع) ل تجعب الزكاة فعي مال بيعت‬
‫المال‪ ،‬ول في ريع موقوف من نخل أو أرض على جهة عامة‬

‫[ ‪] 185‬‬

‫‪ -‬كالفقراء والفقهاء والمسعاجد ‪ -‬لعدم تعيعن المالك‪ .‬وتجعب فعي موقوف على معيعن واحعد‪ ،‬أو‬
‫جماعععة معينععة ‪ -‬كأولد زيععد ‪ ،-‬ذكره فععي المجموع‪ .‬وأفتععى بعضهععم فععي موقوف على إمام المسععجد أو‬
‫المدرس بأنعه يلزمعه زكاتعه ‪ -‬كالمعيعن ‪ .-‬قال شيخنعا‪ :‬والوجعه خلفعه‪ ،‬لن المقصعود بذلك‪ :‬الجهعة‪ :‬دون‬
‫شخص معين‪( .‬تنبيه) قال الجلل البلقيني في حاشية الروضة‪ ،‬تبعا للمجموع‪ :‬إن غلة الرض المملوكة أو‬
‫الموقوفعة على معيعن‪ ،‬إن كان البذر معن مال مالكهعا أو الموقوف عليعه‪ :‬فتجعب عليعه الزكاة فيمعا أخرجتعه‬
‫الرض‪ .‬فإن كان البذر مععن مال العامععل وجوزنععا المخابرة‪ ،‬فتجععب الزكاة على العامععل‪ ،‬ول شععئ على‬
‫صععاحب الرض‪ ،‬لن الحاصعل له أجرة أرضعه‪ .‬وحيعث كان البذر معن صعاحب الرض‪ ،‬وأعطععي منعه شععئ‬
‫للعامل‪ ،‬ل شئ على العامل‪ ،‬لنه أجرة عمله‪ .‬اه‍‪.‬‬

‫[ ‪] 186‬‬

‫وتجععب الزكاة لنبات الرض المسععتأجرة مععع أجرتهععا على الزارع‪ .‬ومؤنععة الحصععاد والدياس على‬
‫المالك‪.‬‬

‫[ ‪] 187‬‬
‫(و) تجعب على معن معر للزكاة (فعي كعل خمعس إبعل شاة) جذععة ضأن لهعا سعنة‪ ،‬أو ثنيعة مععز لهعا‬
‫سنتان‪ ،‬ويجزئ الذكر‪ ،‬وإن كانت إبله إناثا‪ ،‬ل المريض إن كانت إبله صحاحا (إلى خمس وعشرين) منها‪.‬‬
‫ففعي عشعر شاتان‪ ،‬وخمسعة عشعر ثلث‪ ،‬وعشريعن إلى الخمعس والعشريعن أربعع‪ ،‬فإذا كملت الخمعس‬
‫والعشرون (فبنت مخاض) لها سنة‪ ،‬هي واجبها إلى ست وثلثين‪ .‬سميت بذلك لن أمها آن لها أن تصير‬
‫من المخاض ‪ -‬أي‬

‫[ ‪] 188‬‬

‫الحوامعل ‪( .-‬وفعي سعت وثلثيعن) إلى سعت وأربعيعن (بنعت لبون) لهعا سعنتان‪ .‬سعميت بذلك لن لهعا‬
‫أمهعا آن لهعا أن تضعع ثانيعا‪ ،‬وتصعير ذات لبعن‪( .‬و) فعي (سعت وأربعيعن) إلى إحدى وسعتين‪( :‬حقعة) لهعا ثلث‬
‫سعنين‪ ،‬وسعميت بذلك لنهعا اسعتحقت أن تركعب‪ ،‬ويحمعل عليهعا‪ ،‬أو أن يطرقهعا الفحعل‪( .‬و) فعي (إحدى‬
‫وسععتين‪ :‬جذعععة) لهععا أربععع سععنين‪ .‬سععميت بذلك لنهععا يجذع مقدم أسععنانها‪ ،‬أي يسععقط‪( .‬و) فععي (سععت‬
‫وسعبعين‪ :‬بنتعا لبون‪ .‬و) فعي (إحدى وتسععين‪ :‬حقتان‪ .‬و) فعي (مائة وإحدى وعشريعن ثلث بنات لبون‪ .‬ثعم)‬
‫الواجب (في كل أربعين بنت لبون‪ .‬و) في كل (خمسين حقة‪ .‬و) يجب (في ثلثين بقرة ‪ -‬إلى أربعين ‪-‬‬
‫تبيع) له سنة‪ ،‬سمي بذلك لنه يتبع أمه‪( .‬و) في‬

‫[ ‪] 189‬‬

‫(أربعين) إلى ستين‪( :‬مسنة) لها سنتان‪ ،‬سميت بذلك لتكامل أسنانها‪( .‬و) في (ستين‪ :‬تبيعان‪ ،‬ثم‬
‫في كل ثلثين‪ :‬تبيع‪ .‬و) في كل (أربيعن‪ :‬مسنة‪ .‬و) يجب (في أربعين غنما) إلى مائة وإحدى وعشرين‪:‬‬
‫(شاة‪ .‬و) فعي (مائة وإحدى وعشريعن) إلى مائتيعن وواحدة (شاتان‪ .‬و) فعي (مائتيعن وواحدة) إل ثلثمائة‬
‫(ثلث) من الشياه‪( .‬و) في (أربعمائة‪ :‬أربع) منها‪( ،‬ثم في كل مائة‪ :‬شاة) جذعة ضأن لها سنة‪ ،‬أو ثنية‬
‫معز لها سنتان‪ .‬وما بين النصابين يسمى وقصا‪ .‬ول يؤخذ خيار كحامل ومسمنة للكل‪ .‬وربى وهي حديثة‬
‫العهعد بالنتاج بأن يمضعي لهعا معن ولدتهعا نصعف شهعر ‪ -‬إل برضعا مالك‪( .‬وتجعب الفطرة) أي زكاة الفطعر‪.‬‬
‫سميت بذلك لن وجوبها به‪ .‬وفرضت ‪ -‬كرمضان ‪ -‬في ثاني سني‬

‫[ ‪] 190‬‬

‫الهجرة‪ .‬وقول ابعن اللبان بعدم وجوبهعا غلط ‪ -‬كمعا فعي الروضعة ‪ -‬قال وكيعع‪ :‬زكاة الفطعر لشهعر‬
‫رمضان ‪ -‬كسعجدة السعهو للصعلة ‪ -‬تجعبر نقعص الصعوم‪ ،‬كمعا يجعبر السعجود نقعص الصعلة ‪ -‬ويؤيده معا صعح‬
‫أنها طهرة للصائم من اللغو والرفث‪( .‬على حر) فل تلزم على رقيق عن نفسه‪ ،‬بل تلزم سيده عنه‪ ،‬ول‬
‫عن زوجته‪ ،‬بل إن كانت أمة فعلى سيدها‪ ،‬وإل فعليها ‪ -‬كما يأتي ‪ .-‬ول على مكاتب لضعف ملكه‪ ،‬ومن‬
‫ثم لم تلزمه زكاة ماله ول نفقة أقاربه‪ ،‬ولستقلله لم تلزم سيده عنه‪( ،‬بغروب) شمس (ليلة فطر) من‬
‫رمضان‪ ،‬أي بإدراك آخر جزء منه وأول‬

‫[ ‪] 191‬‬

‫جزء معن شوال‪ .‬فل تجعب بمعا حدث بععد الغروب معن ولد‪ ،‬ونكاح‪ ،‬وملك قعن‪ ،‬وغنعى‪ ،‬وإسعلم‪ .‬ول‬
‫تسععقط بمععا يحدث بعده مععن موت‪ ،‬وعتععق‪ ،‬وطلق‪ ،‬ومزيعل ملك‪ .‬ووقععت أدائهععا مععن وقععت الوجوب إلى‬
‫غروب شمعس يوم الفطعر‪ .‬فيلزم الحعر ‪ -‬المذكور ‪ -‬أن يؤديهعا قبعل غروب شمسعه‪( ،‬عمعن) أي ععن كعل‬
‫مسلم (تلزمه نفقته) بزوجية‪،‬‬

‫[ ‪] 192‬‬

‫أو ملك‪ ،‬أو قرابعة‪ ،‬حيعن الغروب‪( .‬ولو رجعيعة) أو حامل بائنعا‪ ،‬ولو أمعة‪ ،‬فيلزم فطرتهمعا كنفقتهمعا‪.‬‬
‫ول تجعب ععن زوجعة ناشزة‪ ،‬لسعقوط نفقتهعا عنعه‪ ،‬بعل تجعب عليهعا إن كانعت غنيعة‪ .‬ول ععن حرة غنيعة غيعر‬
‫ناشزة تحعت معسعر‪ ،‬فل تلزم عليعه لنتفاء يسعاره‪ ،‬ول عليهعا لكمال تسعليمها نفسعها له‪ .‬ول عن ولد صعغير‬
‫غني‪ ،‬فتجب من ماله‪ ،‬فإن‬

‫[ ‪] 193‬‬
‫أخرج الب عنه من ماله جاز‪ ،‬ورجع إن نوى الرجوع‪ .‬وفطرة ولد الزنا على أمه‪ .‬ول عن ولد كبير‬
‫قادر على كسعب‪ .‬ول تجعب الفطرة ععن قعن كافعر‪ ،‬ولععن مرتعد‪ ،‬إل أن عاد للسعلم‪ .‬وتلزم على الزوج‬
‫فطرة خادمعة الزوجعة‪ ،‬إن كانعت أمتعه‪ ،‬أو أمتهعا وأخدمهعا إياهعا‪ ،‬ل مؤجرة‪ ،‬ومعن صعحبتها‪ - ،‬ولو بأذنعه‪ ،‬على‬
‫المعتمد ‪ .-‬وعلى‬

‫[ ‪] 194‬‬

‫السيد فطرة أمته المزوجة لمعسر‪ ،‬وعلى الحرة الغنية المزوجة لعبد ‪ -‬ل عليه ولو غنيا‪ .‬قال في‬
‫البحعععر‪ :‬ولو غاب الزوج‪ ،‬فللزوجعععة اقتراض نفقتهعععا للضرورة‪ ،‬ل فطرتهعععا‪ ،‬لنعععه المطالب‪ ،‬وكذا بعضعععه‬
‫المحتاج‪ .‬وتجعب الفطرة على معن معر‪ ،‬عمعن ذكعر (إن فضعل ععن قوت ممون) له تلزمعه مؤنتعة معن نفسعه‬
‫وغيره (يوم عيد وليلته) وعن ملبس‪،‬‬

‫[ ‪] 195‬‬

‫ومسعكن‪ ،‬وخادم يحتاج إليهمعا هعو أو ممونعه‪( .‬وععن ديعن) ‪ -‬على المعتمعد‪ ،‬خلفعا للمجموع ‪ -‬ولو‬
‫مؤجل‪ ،‬وإن رضي صاحبه بالتأخير‪( .‬ما يخرجه فيها) أي الفطرة‪( .‬وهي) أي زكاة الفطر (صاع) وهو أربعة‬
‫أمداد‪ ،‬والمد‪ ،‬رطل‪ ،‬وثلث ‪ -‬وقدره جماعة بحفنة بكفين معتدلين ‪ -‬عن كل واحد (من غالب قوت بلده)‬
‫أي بلد المؤدى عنه‪.‬‬

‫[ ‪] 196‬‬

‫فل تجزئ مععن غيععر غالب قوتععه‪ ،‬أو قوت مؤد‪ ،‬أو بلده‪ ،‬لتشوف النفوس لذلك‪ .‬ومععن ثععم وجععب‬
‫صرفها لفقراء بلده مؤدى عنه‪ .‬فإن لم يعرف ‪ -‬كأبق ‪ -‬ففيه آراء‪ :‬منها‪ :‬إخراجها حال‪ .‬ومنها‪ :‬أنها ل تجب‬
‫إل إذا عاد‪ .‬وفي قول‪ :‬ل شئ‪.‬‬

‫[ ‪] 197‬‬

‫(فرع) ل تجزئ قيمة ول معيب ومسوس ومبلول ‪ -‬أي إل إن جف وعاد لصلحية الدخار والقتيات‬
‫‪ ،-‬ول اعتبار لقتياتهم المبلول إل أن فقدوا غيره‪ ،‬فيجوز‪( .‬وحرم تأخيرها عن يومه) أي العبد ‪ -‬بل عذر‪،‬‬
‫كغيبعة مال أو مسعتحق‪ .‬ويجعب القضاء ‪ -‬فورا ‪ -‬لعصعيانه‪ .‬ويجوز تعجيلهعا معن أول رمضان‪ ،‬ويسعن أن ل‬
‫تؤخر عن الصلة العيد‪ ،‬بل يكره ذلك‪ .‬نعم‪ ،‬يسن تأخيرها‬

‫[ ‪] 198‬‬

‫لنتظار نحو قريب أو جار ما لم تغرب الشمس‪.‬‬

‫[ ‪] 199‬‬

‫فصل (في أداء الزكاة) (يجب أداءها) أي الزكاة‪ ،‬وإن كان عليه دين مستغرق حال لله أو لدمي‪،‬‬
‫فل يمنعع الديعن وجوب الزكاة ‪ -‬فعي الظهعر ‪( -‬فورا) ولو فعي مال صعبي ومجنون‪ ،‬حاجعة المسعتحقين إليهعا‬
‫(بتمكن) من الداء‪ .‬فإن أخر أثم‪ ،‬وضمن‪ ،‬إن تلف بعده‪ .‬نعم‪ ،‬إن أخر لنتظار قريب‪ ،‬أو جار‪ ،‬أو أحوج‪ ،‬أو‬
‫أصلح‪ ،‬لم يأثم‪ ،‬لكنه يضمنه إن‬

‫[ ‪] 200‬‬

‫تلف‪ ،‬كمعن أتلفعه‪ ،‬أو قصعر فعي دفعع متلف عنعه‪ ،‬كأن وضععه فعي غيعر حرزه بععد الحول‪ ،‬وقبعل‬
‫التمكعن‪ .‬ويحصعل التمكعن (بحضور مال) غائب سعائر أو قار بمحعل عسعر الوصعول إليعه‪ ،‬فإن لم يحضعر لم‬
‫يلزمعه الداء معن محعل آخعر‪ ،‬وإن جوزنعا نقعل الزكاة (و) حضور (مسعتحقيها) أي الزكاة‪ ،‬أو بعضهعم‪ ،‬فهعو‬
‫متمكعن بالنسعبة لحصعته‪ ،‬حتعى لو تلفعت ضمنهعا‪ .‬ومعع فراغ معن مهعم دينعي أو دنيوي ‪ -‬كأكعل‪ ،‬وحمام ‪-‬‬
‫(وحلول دين) من نقد‪ ،‬أو عرض تجارة‬

‫[ ‪] 201‬‬

‫(مع قدرة) على استيفائه‪ ،‬بأن كان على ملئ حاضر باذل‪ ،‬أو جاحد عليه بينة‪ ،‬أو يعلمه القاضي‪،‬‬
‫أو قدر هعو على خلصعه‪ ،‬فيجعب إخراج الزكاة فعي الحال‪ ،‬وإن لم يقبضعه‪ ،‬لنعه قادر على قبضعه‪ .‬أمعا إذا‬
‫تعذر اسعتيفاؤه بإعسعار‪ ،‬أو مطعل‪ ،‬أو غيبعة‪ ،‬أو جحود ول بينعة‪ ،‬فكمغصعوب فل يلزمعه الخراج إل إن قبضعه‪.‬‬
‫وتجب الزكاة في مغصوب وضال‪ ،‬لكن ل يجب دفعها إل بعد تمكن بعوده إليه‪( .‬ولو أصدقها نصاب نقد)‬
‫وإن كان في الذمة‪ ،‬أو‬

‫[ ‪] 202‬‬

‫سعائمة معينعة (زكتعه) وجوبعا‪ ،‬إذا تعم حول معن الصعداق‪ ،‬وإن لم تقبضعه ول وطئهعا‪ .‬لكعن يشترط ‪-‬‬
‫إن كان النقعد فعي الذمعة ‪ -‬إمكان قبضعه‪ ،‬بكونعه موسعرا حاضرا‪( .‬تنعبيه) الظهعر أن الزكاة تتعلق بالمال‬
‫تعلق شركة‪ .‬وفي قول قديم ‪ -‬اختاره الريمي ‪ :-‬لنها تتعلق بالذمة‪ ،‬ل بالعين‪ .‬فعلى الول أن المستحق‬
‫للزكاة شريعك بقدر الواجعب‪ ،‬وذلك لنعه لو امتنعع معن إخراجهعا أخذهعا المام منعه قهرا‪ .‬كمعا يقسعم المال‬
‫المشترك قهرا إذا امتنع بعض الشركاء من قسمته‪ .‬ولم يفرقوا في الشركة بين‬

‫[ ‪] 203‬‬

‫العين والدين‪ ،‬فل يجوز لربه أن يدعي ملك جميعه‪ ،‬بل إنه يستحق قبضه‪ .‬ولو قال‪ :‬بعد حول إن‬
‫أبرأتني من صداقك فأنت طالق‪ ،‬فأبرأته منه لم تطلق‪ ،‬لنه لم يبرأ من جميعه‪ ،‬بل مما عدا قدر الزكاة‪،‬‬
‫فطريقها أن يعطيها ثم تبرئه‪ .‬ويبطل البيع‪ ،‬والرهن في قدر الزكاة فقط‪ ،‬فإن فعل أحدهما بالنصاب‪ ،‬أو‬
‫ببعضه بعد الحول صح ل في قدر الزكاة ‪ -‬كسائر الموال المشتركة على الظهر ‪ .-‬نعم‪ ،‬يصح في قدرها‬
‫في مال التجارة‪ ،‬ل الهبة في قدرها فيه‪( .‬فرع) تقدم الزكاة ونحوها من تركة مديون ضاقت عن وفاء ما‬
‫عليه من حقوقه الدمي وحقوق الله‬

‫[ ‪] 204‬‬

‫‪ -‬كالكفارة‪ ،‬والحج والنذر والزكاة ‪ .-‬كما إذا اجتمعتا على حي لم يحجر عليه‪ .‬ولو اجمتعت فيها‬
‫حقوق الله فقعط قدمعت الزكاة إن تعلقعت بالعيعن‪ ،‬بأن بقعي النصعاب‪ ،‬وإل بأن تلف بععد الوجوب والتمكعن‬
‫اسععتوت مععع غيرهععا‪ ،‬فيوزع عليهععا‪( .‬وشرط له) أي أداء الزكاة‪ ،‬شرطان‪ .‬أحدهمععا‪( :‬نيععة) بقلب‪ ،‬ل نطععق‬
‫(كهذا زكاة) مالي‪ .‬ولو بدون‬

‫[ ‪] 205‬‬

‫فرض‪ ،‬إذ ل تكون إل فرضععا (أو صععدقة مفروضععة)‪ .‬أو هذا زكاة مالي المفروضععة‪ .‬ول يكفععي‪ :‬هذا‬
‫فرض مالي‪ ،‬لصعدقه بالكفارة والنذر‪ .‬ول يجعب تعييعن المال المخرج عنعه فعي النيعة‪ .‬ولو عيعن لم يقعع ععن‬
‫غيره‪ ،‬وإن بان المعيعن تالفعا‪ ،‬لنعه لم ينعو ذلك الغيعر‪ .‬ومعن ثعم لو نوى إن كان تالفعا فععن غيره فبان تالفعا‬
‫وقععع عععن غيره‪ .‬بخلف مععا لو قال‪ :‬هذه زكاة مالي الغائب إن كان باقيععا‪ ،‬أو صععدقة‪ ،‬لعدم الجزم بقصععد‬
‫الفرض‪ .‬وإذا قال فإن كان تالفا‬

‫[ ‪] 206‬‬

‫فصعدقة‪ .‬فبان تالفعا‪ ،‬وقعع صعدقة‪ ،‬أو باقيعا‪ ،‬وقعع زكاة‪ .‬ولو كان عليعه زكاة وشعك فعي إخراجهعا‪،‬‬
‫فأخرج شيئا ونوى‪ :‬إن كان علي شعئ معن الزكاة فهذا عنعه‪ ،‬وإل فتطوع‪ .‬فإن بان عليعه زكاة أجزأه عنهعا‪،‬‬
‫وإل وقع له تطوعا ‪ -‬كما أفتى به شيخنا ‪ .-‬ول يجزئ عن الزكاة قطعا‪ ،‬إعطاء المال للمستحقين بل نية‪.‬‬
‫(ل مقارنتها) أي النية (للدفع) فل يشترط ذلك‪( ،‬بل تكفي) النية قبل الداء إن وجدت (عند عزل) قدر‬
‫الزكاة ععن المال (أو إعطاء وكيعل) أو إمام‪ ،‬والفضعل لهمعا أن ينويعا أيضعا عنعد التفرقعة‪( ،‬أو) وجدت (بععد‬
‫أحدهما) أي بعد عزل قدر الزكاة أو التوكيل‬
‫[ ‪] 207‬‬

‫(وقبل التفرقة) لعسر اقترانها بأداء كل مستحق‪ .‬ولو قال لغيره‪ :‬تصدق بهذا‪ .‬ثم نوى الزكاة قبل‬
‫تصدقه بذلك‪ ،‬أجزأه عن الزكاة‪ .‬ولو قال لخر‪ :‬اقبض ديني من فلن‪ ،‬وهو لك زكاة‪ ،‬لم يكف‪ ،‬حتى ينوي‬
‫هو بعد قبضه‪ ،‬ثم يأذن له في أخذها وأفتى بعضهم أن التوكيل المطلق في إخراجها يستلزم التوكيل في‬
‫نيتهعا‪ .‬قال شيخنعا‪ :‬وفيعه نظعر‪ ،‬بعل المتجعه أنعه ل بعد معن نيعة المالك‪ ،‬أو تفويضهعا للوكيعل‪ .‬وقال المتولي‬
‫وغيره‪ :‬يتعين نية الوكيل إذا وقع‬

‫[ ‪] 208‬‬

‫الفرض بماله‪ ،‬بأن قال له موكله أد زكاتعي معن مالك‪ ،‬لينصعرف فعله عنعه‪ .‬وقوله له ذلك متضمعن‬
‫للذن له فععي النيععة‪ .‬وقال القفال‪ :‬لو قال لغيره أقرضنععي خمسععة أؤدهععا عععن زكاتععي‪ ،‬ففعععل‪ ،‬صععح‪ .‬قال‬
‫شيخنعا‪ :‬وهعو مبنعي على رأيعه بجواز اتحاد القابعض والمقبعض‪( .‬وجاز لكعل) معن الشريكيعن (إخراج زكاة)‬
‫المال (المشترك بغيعر إذن) الشريعك (الخعر) كمعا قاله الجرجانعي‪ ،‬وأقره غيره‪ ،‬لذن الشرع فيعه‪ .‬وتكفعي‬
‫نية الدافع منهما عن نية الخر ‪ -‬على‬

‫[ ‪] 209‬‬

‫الوجعه‪( .‬و) جاز (توكيعل كافعر‪ ،‬وصعبي فعي إعطائهعا المعيعن) أي إن عيعن المدفوع إليعه‪ ،‬ل مطلقعا‪،‬‬
‫ول تفويعض النيعة إليهمعا لعدم الهليعة‪ .‬وجاز توكيعل غيرهمعا فعي العطاء والنيعة مععا‪ .‬وتجعب نيعة الولي فعي‬
‫مال الصبي والمجنون‪ ،‬فإن صرف الولي الزكاة بل نية ضمنها‪ ،‬لتقصيره‪ .‬ولو دفعها المزكي للمام بل نية‬
‫ول إذن منه له فيها لم تجزئه نيته‪ .‬نعم‪ ،‬تجزئ نية المام عند أخذها قهرا من الممتنع‪ ،‬وإن لم ينو صاحب‬
‫المال‪( .‬و) جاز‬

‫[ ‪] 210‬‬

‫للمالك ‪ -‬دون الولي ‪( -‬تعجيلهععا) أي الزكاة (قبععل) تمام (حول)‪ ،‬ل قبععل تمام نصععاب فععي غيععر‬
‫التجارة‪ ،‬و (ل) تعجيلهعا (لعاميعن) فعي الصعح‪ .‬وله تعجيعل الفطرة معن أول رمضان‪ .‬أمعا فعي مال التجارة‬
‫فيجزئ‬

‫[ ‪] 211‬‬

‫التعجيعل‪ ،‬وإن لم يملك نصعابا‪ .‬وينوي عنعد التعجيعل‪ :‬كهذه زكاتعي المعجلة‪( .‬وحرم) تأخيرهعا ‪ -‬أي‬
‫الزكاة ‪( -‬بععد تمام الحول والتملك) وضمعن إن تلف بععد تمكعن‪ ،‬بحضور المال والمسعتحق‪ ،‬أو أتلفعه بععد‬
‫حول ولو قبعل التمكعن‪ .‬كمعا معر بيانعه‪( .‬و) ثانيهمعا‪( :‬إعطاؤهعا لمسعتحقيها) أي الزكاة‪ .‬يعنعي معن وجعد معن‬
‫الصعناف الثمانيعة المذكورة فعي آيعة‪( * :‬إنمعا الصعدقات للفقراء والمسعاكين والعامليعن عليهعا والمؤلفعة‬
‫قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله‪ ،‬وابن السبيل) *‪.‬‬

‫[ ‪] 212‬‬

‫والفقيعر‪ :‬من ليعس له مال ول كسعب لئق‪ ،‬يقعع موقععا من كفايتعه وكفايعة ممونعه‪ ،‬ول يمنعع الفقعر‪،‬‬
‫مسكنه وثيابه ‪ -‬ولو للتجمل في بعض أيام السنة ‪ -‬وكتب يحتاجها‪ ،‬وعبده الذي يحتاج إليه للخدمة‪ ،‬وماله‬
‫الغائب‬

‫[ ‪] 213‬‬

‫بمرحلتيعن‪ ،‬أو الحاضعر وقعد حيعل بينعه وبينعه والديعن المؤجعل والكسعب الذي ل يليعق بعه‪ .‬وأفتعى‬
‫بعضهم أن حلي المرأة اللئق بها المحتاجة للتزين به عادة ل يمنع فقرها‪ .‬وصوبه شيخنا‪ .‬والمسكين‪ :‬من‬
‫قدر على مال أو كسب يقع موقعا من حاجته ول يكفيه كمن يحتاج لعشرة وعنده ثمانية ول‬
‫[ ‪] 214‬‬

‫يكفيعه الكفايعة السعابقة‪ ،‬وإن ملك أكثعر معن نصعاب‪ ،‬حتعى أن للمام‪ ،‬أن يأخعذ زكاتعه ويدفعهعا إليعه‬
‫فيعطعى كعل منهمعا ‪ -‬إن تعود تجارة ‪ -‬رأس مال يكفيعه ربحعه غالبعا‪ ،‬أو حرفعة آلتهعا‪ .‬ومعن لم يحسعن حرفعة‬
‫ول تجارة يعطى كفاية العمر الغالب‪ .‬وصدق مدعي فقر‪ ،‬ومسكنة‪ ،‬وعجز عن كسب ‪ -‬ولو قويا جلدا ‪ -‬بل‬
‫يمين‪ ،‬ل مدعي تلف مال عرف بل بينة‪.‬‬

‫[ ‪] 215‬‬

‫والعامعل ‪ -‬كسعاع ‪ :-‬وهعو معن يبعثعه المام لخعذ الزكاة‪ ،‬وقاسعم وحاشعر‪ ،‬ل قاض‪ .‬والمؤلفعة‪ :‬معن‬
‫أسلم ونيته ضعيفة‪ ،‬أو له شرف يتوقع بإعطائه إسلم غيره‪ .‬والرقاب‪ :‬المكاتبون كتابة صحيحة‪ ،‬فيعطى‬
‫المكاتب ‪ -‬أو سيده ‪ -‬بإذنه دينه إن عجز عن الوفاء‪ ،‬وإن كان‬

‫[ ‪] 216‬‬

‫كسوبا‪ ،‬ل من زكاة سيده لبقائه على ملكه‪ .‬والغارم‪ :‬من استدان لنفسه لغير معصية‪ ،‬فيعطي له‬
‫إن عجز عن وفاء الدين‪ ،‬وإن كان كسوبا‪ ،‬إذ الكسب ل يدفع حاجته لوفائه إن حل الدين‪ .‬ثم إن لم يكن‬
‫معه شئ أعطي الكل‪ ،‬وإل فإن كان بحيث لو قضى دينه مما معه تمسكن‪ ،‬ترك له مما معه ما يكفيه ‪-‬‬
‫أي العمر الغالب ‪ .-‬كما استظهره شيخنا‪ .‬وأعطي ما يقضي به باقي‬

‫[ ‪] 217‬‬

‫دينه‪ ،‬أو لصلح ذات البين‪ ،‬فيعطى ما استدانه لذلك ولو غنيعا‪ .‬أما إذا لم يستدن بل أعطي ذلك‬
‫من ماله‪ ،‬فإنه ل يعطاه‪ .‬ويعطى المستدين لمصلحة عامة كقري ضيف‪ ،‬وفك أسير‪ ،‬وعمارة نحو مسجد‪،‬‬
‫وإن غنيا‪ .‬أو للضمان‪ .‬فإن كان الضامن والصيل معسرين أعطي الضامن وفاءه‪ .‬أو الصيل موسرا دون‬
‫الضامعن‪ ،‬أعطعي إن ضمعن بل إذن‪ ،‬أو عكسعه أعطعي الصعيل‪ ،‬ل الضامعن‪ ،‬وإذا وفعى معن سعهم الغارم لم‬
‫يرجع على الصيل وإن‬

‫[ ‪] 218‬‬

‫ضمن بإذنه‪ .‬ول يصرف من الزكاة شئ لكفن ميت‪ ،‬أو بناء مسجد‪ .‬ويصدق مدعي كتابة أو غرم‬
‫بإخبار عدل وتصعديق سعيد‪ ،‬أو رب ديعن‪ ،‬أو اشتهار حال بيعن الناس‪( .‬فرع) معن دفعع زكاتعه لمدينعه بشرط‬
‫أن يردهعا له ععن دينعه‪ ،‬لم يجعز‪ ،‬ول يصعح قضاء الديعن بهعا‪ .‬فإن نويعا ذلك بل شرط‪ ،‬جاز وصعح‪ ،‬وكذا إن‬
‫وعده المدين بل شرط‪ ،‬فل يلزمه الوفاء بالوعد‪ .‬ولو قال لغريمه‪ :‬جعلت ما عليك زكاة‪ ،‬لم يجزئ ‪ -‬على‬
‫الوجه ‪ -‬إل إن قبضه ثم رده إليه‪ .‬ولو قال‪ :‬اكتل من طعامي عندك كذا‪ .‬ونوى‬

‫[ ‪] 219‬‬

‫بعه الزكاة‪ ،‬ففععل ‪ -‬فهعل يجزئ ؟ وجهان‪ ،‬وظاهعر كلم شيخنعا ترجيعح عدم الجزاء‪ .‬وسعبيل الله‪:‬‬
‫وهو القائم بالجهاد متطوعا‪ ،‬ولو غنيا‪ .‬ويعطى المجاهد النفقة والكسوة له ولعياله ذهابا وإيابا‪ ،‬وثمن آلة‬
‫الحرب‪ .‬وابن السبيل‪ :‬وهو مسافر مجتاز ببلد الزكاة‪ ،‬أو منشئ سفر مباح منها‪ ،‬ولو لنزهة‪ ،‬أو‬

‫[ ‪] 220‬‬

‫كان كسوبا بخلف المسافر لمعصية إل إن تاب‪ ،‬والمسافر لغير مقصد صحيح ‪ -‬كالهائم ‪ -‬ويعطى‬
‫كفايته‪ ،‬وكفاية من معه من ممونه ‪ -‬أي جميعها ‪ -‬نفقة‪ ،‬وكسوة‪ ،‬ذهابا‪ ،‬وإيابا‪ ،‬إن لم يكن له بطريقه ‪ -‬أو‬
‫مقصعده ‪ -‬مال‪ ،‬ويصعدق فعي دعوى السعفر‪ ،‬وكذا فعي دعوى الغزو‪ ،‬بل يميعن‪ .‬ويسعترد منعه معا أخذه إن لم‬
‫يخرج‪ .‬ول يعطى أحد بوصفين‪ .‬نعم إن أخذ فقير بالغرم فأعطاه غريمه‪ ،‬أعطي بالفقر‪ ،‬لنه الن محتاج‪.‬‬
‫[ ‪] 221‬‬

‫(تنبيه) ولو فرق المالك الزكاة سقط سهم العامل‪ ،‬ثم إن انحصر المستحقون‪ ،‬ووفى بهم المال‪،‬‬
‫لزم تعميمهم‪ ،‬وإل لم يجب‪ ،‬ولم يندب‪ .‬لكن يلزمه إعطاء ثلثة من كل صنف‪ ،‬وإن لم يكونوا بالبلد وقت‬
‫الوجوب‪ ،‬ومن المتوطنين أولى‪ .‬ولو أعطى اثنين من كل صنف‪ ،‬والثالث موجود‪ ،‬لزمه أقل متمول غرما‬
‫له من‬

‫[ ‪] 222‬‬

‫ماله‪ ،‬ولو فقعد بععض الثلثعة رد حصعته على باقعي صعنفه‪ ،‬إن احتاجعه‪ ،‬وإل فعلى باقعي الصعناف‪.‬‬
‫ويلزم التسوية بين الصناف‪ ،‬وإن كانت حاجة بعضهم أشد‪ ،‬ل التسوية بين آحاد الصنف‪ ،‬بل تندب‪ .‬واختار‬
‫جماععة ‪ -‬معن أئمتنعا ‪ -‬جواز صعرف الفطرة إلى ثلثعة مسعاكين‪ ،‬أو غيرهعم معن المسعتحقين‪ ،‬ولو كان كعل‬
‫صنف ‪ -‬أو بعض الصناف ‪ -‬وقت الوجوب محصورا في ثلثة فأقل‪ ،‬استحقوها في الولى‪ .‬وما يخص‬

‫[ ‪] 223‬‬

‫المحصعورين فعي الثانيعة معن وقعت الوجوب‪ ،‬فل يضعر حدوث غنعى أو موت أحدهعم‪ ،‬بعل حقعه باق‬
‫بحاله‪ ،‬فيدفع نصيب الميت لوارثه‪ ،‬وإن كان هو المزكي‪ .‬ول يشاركهم قادم عليهم ول غائب عنهم وقت‬
‫الوجوب‪ .‬فإن زادوا على ثلثععة‪ ،‬لم يملكوا إل بالقسععمة‪ .‬ول يجوز لمالك نقععل الزكاة عععن بلد المال‪ ،‬ولو‬
‫إلى مسافة قريبة‪ ،‬ول‬

‫[ ‪] 224‬‬

‫تجزئ‪ ،‬ول دفعع القيمعة فعي غيعر مال التجارة‪ ،‬ول دفعع عينعه فيعه‪ .‬ونقعل ععن عمعر وابعن عباس‬
‫وحذيفعة ‪ -‬رضعي الله عنهعم ‪ -‬جواز صعرف الزكاة إلى صعنف واحعد‪ ،‬وبعه قال أبعو حنيفعة‪ ،‬ويجوز عنده نقعل‬
‫الزكاة ‪ -‬مع الكرا هة ‪ -‬ودفعع قيمتها‪ .‬وعيعن مال التجارة‪( .‬ولو أعطاهعا) أي الزكاة ‪ -‬ولو الفطرة ‪( -‬لكافعر‪،‬‬
‫أو من به رق) ولو مبعضا غير مكاتب (أو هاشمي‪ ،‬أو‬

‫[ ‪] 225‬‬

‫مطلبعي)‪ ،‬أو مولى لهمعا‪ ،‬لم يقعع ععن الزكاة‪ ،‬لن شرط الخعذ ال سلم‪ ،‬وتمام الحريعة‪ ،‬وعدم كونه‬
‫هاشميعا‪ ،‬ول مطلبيعا‪ ،‬وإن انقطعع عنهعم خمعس الخمعس لخعبر‪ :‬إن هذه الصعدقات ‪ -‬أي الزكوات ‪ -‬إنمعا هعي‬
‫أوسعاخ الناس‪ ،‬وإنهعا ل تحعل لمحمعد‪ ،‬ول لله‪ .‬قال شيخنعا‪ :‬وكالزكاة‪ :‬كعل واجعب ‪ -‬كالنذر‪ ،‬والكفارة بخلف‬
‫التطوع‬

‫[ ‪] 226‬‬

‫والهديعة‪( .‬أو غنعي) وهعو معن له كفايعة العمعر الغالب ‪ -‬على الصعح ‪ .-‬وقيعل‪ :‬معن له كفايعة سعنة‪ .‬أو‬
‫الكسعب الحلل اللئق (أو مكفعي بنفقعة قريعب) معن أصعل‪ ،‬أو فرع‪ ،‬أو زوج‪ ،‬بخلف المكفعي بنفقعة متعبرع‬
‫(لم يجزئ) ذلك ععن الزكاة‪ ،‬ول تتأدى بذلك إن كان الدافعع المالك وإن ظعن اسعتحقاقهم‪ .‬ثعم إن كان‬
‫الدافعع يظعن السعتحقاق المام‪ :‬برئ المالك‪ ،‬ول يضمعن المام‪ ،‬بعل يسعترد المدفوع‪ ،‬ومعا اسعترده صعرفه‬
‫للمستحقين‪ .‬أما من لم يكتف‬

‫[ ‪] 227‬‬

‫بالنفقة الواجبة له ‪ -‬من زوج‪ ،‬أو قريب ‪ -‬فيعطيه المنفق وغيره‪ ،‬حتى بالفقر‪ .‬ويجوز للمكفي بها‬
‫الخذ بغير المسكنة والفقر إن وجد فيه‪ ،‬حتى ممن تلزمه نفقته‪ .‬ويندب للزوجة إعطاء زوجها من زكاتها‪،‬‬
‫حتى بالفقر والمسكنة وإن أنفقها عليها‪ .‬قال شيخنا‪ :‬والذي يظهر أن قريبه الموسر لو امتنع من النفاق‬
‫عليه وعجز عنه بالحاكم‪ ،‬أعطي حينئذ‪ ،‬لتحقق فقره أو مسكنته الن‪.‬‬
‫[ ‪] 228‬‬

‫(فائدة) أفتى النووي في بالغ تاركا للصلة كسل أنه ل يقبضها له إل وليه ‪ -‬أي كصبي ومجنون ‪-‬‬
‫فل تعطعى له‪ ،‬وإن غاب وليعه‪ ،‬خلفعا لمعن زعمعه‪ :‬بخلف معا لو طرأ تركعه لهعا أو تبذيره ولم يحجعر عليعه‪:‬‬
‫فإنه يقبضها‪ .‬ويجوز دفعها لفاسق ‪ -‬إل إن علم أنه يستعين بها على معصية فيحرم وإن أجزأ‪( .‬تتمة) في‬
‫قسمة الغنيمة‪ .‬ما أخذناه من أهل حرب قهرا‪ :‬فهو غنيمة‪ ،‬وإل فهو فئ‪ ،‬ومن الول‪:‬‬

‫[ ‪] 229‬‬

‫معا أخذناه معن دارهعم اختلسعا‪ ،‬أو سعرقة ‪ -‬على الصعح ‪ -‬خلفعا للغزالي وإمامعه‪ :‬حيعث قال إنعه‬
‫مختص بالخذ بل تخميس‪ ،‬وادعى ابن الرفعة الجماع عليه‪ ،‬ومن الثاني‪ :‬جزية وعشر تجارة وتركة مرتد‪،‬‬
‫ويبدأ في الغنيمة‬

‫[ ‪] 230‬‬

‫بالسععلب للقاتععل المسععلم بل تخميععس‪ ،‬وهععو ملبوس القتيععل‪ ،‬وسععلحه‪ ،‬ومركوبععه‪ ،‬وكذا سععوار‪،‬‬
‫ومنطقعة‪ ،‬وخاتعم‪ ،‬وطوق‪ .‬وبالمؤن‪ :‬كأجرة حمال‪ .‬ثعم يخمعس باقيهعا‪ ،‬فأربععة أخماسعها‪ ،‬ولو عقارا‪ ،‬لمعن‬
‫حضر الوقعة‪ ،‬وإن لم‬

‫[ ‪] 231‬‬

‫يقاتل‪ ،‬فما أحد أولى به من أحد ‪ -‬ل لمن لحقهم بعد انقضائها‪ ،‬ولو قبل جمع المال‪ ،‬ول لمن مات‬
‫فعي أثناء القتال قبعل الحيازة على المذهعب‪ .‬وأربععة أخماس الفعئ للمرصعدين للجهاد وخمسعهما يخمعس‪:‬‬
‫سهم‬

‫[ ‪] 232‬‬

‫للمصالح‪ :‬كسد ثغر‪ ،‬وعمارة حصن‪ ،‬ومسجد‪ ،‬وأرزاق القضاة‪ ،‬والمشتغلين بعلوم الشرع وآلتها ‪-‬‬
‫ولو مبتدئيعن ‪ -‬وحفاظ القرآن‪ ،‬والئمعة‪ ،‬والمؤذنيعن‪ .‬ويعطعى هؤلء معع الغنعى معا رآه المام‪ .‬ويجعب تقديعم‬
‫الهم ‪ -‬مما ذكر ‪ -‬وأهمها‪ :‬الول‪ .‬ولو منع هؤلء حقوقهم من بيت المال وأعطي أحدهم منه شيئا‪ :‬جاز له‬
‫الخذ‪ ،‬ما لم يزد على كفايته ‪ -‬على المعتمد ‪ -‬وسهم للهاشمي والمطلبي‪ :‬للذكر منهما مثل حظ النثيين‪،‬‬
‫ولو أغنياء‪ .‬وسهم‬

‫[ ‪] 233‬‬

‫للفقراء‪ ،‬اليتامعى‪ ،‬وسعهم للمسعكين‪ ،‬وسعهم لبعن السعبيل الفقيعر‪ .‬ويجعب تعميعم الصعناف الربععة‬
‫بالعطاء ‪ -‬حاضرهعم‪ ،‬وغائبهعم ععن المحعل ‪ -‬نععم‪ ،‬يجوز التفاوت بيعن آحاد الصعنف غيعر ذوي القربعى‪ ،‬ل بيعن‬
‫الصعناف‪ ،‬ولو قعل الحاصعل‪ ،‬بحيعث لو ععم لم يسعد مسعدا‪ :‬خعص بعه الحوج‪ ،‬ول يععم ‪ -‬للضرورة‪ .‬ولو فقعد‬
‫بعضهم‪ :‬وزع سهمه على الباقين‪ .‬ويجوز ‪ -‬عند الئمة الثلثة ‪ -‬صرف جميع خمس الفئ إلى المصالح‪ .‬ول‬
‫يصح شرط‬

‫[ ‪] 234‬‬

‫المام‪ :‬من أخذ شيئا فهو له‪ .‬وفي قول‪ :‬يصح‪ .‬وعليه الئمة الثلثة‪ .‬وعند أبي حنيفة ومالك‪ :‬يجوز‬
‫للمام أن يفضعل بعضعا‪( .‬فرع) لو حصعل لحعد معن الغانميعن شعئ ممعا غنموا قبعل التخميعس والقسعمة‬
‫الشرعية‪ :‬ل يجوز التصرف فيه‪ ،‬لنه مشترك بينهم وبين أهل الخمس‪ .‬والشريك ل يجوز له التصرف في‬
‫المشترك بغير إذن شريكه (ويسن‬

‫[ ‪] 235‬‬
‫صعدقة تطوع) ليعة‪( * :‬معن ذا الذي يقرض الله قرضعا حسعنا) * وللحاديعث الكثيرة الشهيرة‪ .‬وقعد‬
‫تجب‪ :‬كأن يجد‬

‫[ ‪] 236‬‬

‫مضطرا ومعه ما يطعمه‪ ،‬فاضل عنه‪ ،‬ويكره بردئ‪ ،‬وليس منه‪ :‬التصدق بالفلوس‪ ،‬والثوب الخلق‪،‬‬
‫ونحوهما‬

‫[ ‪] 237‬‬

‫‪ -‬بل ينبغي أن ل يأنف من التصدق بالقليل‪ .‬والتصدق بالماء أفضل‪ :‬حيث كثر الحتياج إليه ‪ -‬وإل‬
‫فالطعام‪ .‬ولو تعارض الصععدقة حال‪ ،‬والوقععف‪ .‬فإن كان الوقععت وقععت حاجععة وشدة‪ :‬فالول أولى‪ ،‬وإل‬
‫فالثاني لكثرة جدواه‪ .‬قاله ابن عبد السلم وتبعه الزركشي‪ ،‬وأطلق ابن الرفعة ترجيح الول‪ ،‬لنه قطع‬
‫حظعه معن المتصعدق بعه حال وينبغعي ‪ -‬للراغعب فعي الخيعر ‪ -‬أن ل يخلي (كعل يوم) معن اليام معن الصعدقة‬
‫(بمعا تيسعر) وإن قعل‪ ،‬وإعطاؤهعا (سعرا) أفضعل منعه جهرا‪ .‬أمعا الزكاة‪ :‬فإظهارهعا أفضعل ‪ -‬إجماععا ‪( -‬و)‬
‫إعطاؤها (برمضان)‪ :‬أي فيه ‪ -‬ل سيما في عشره‬

‫[ ‪] 238‬‬

‫الواخر ‪ -‬أفضل‪ ،‬ويتأكد أيضا‪ :‬في سائر الزمنة‪ ،‬والمكنة‪ ،‬الفاضلة‪ :‬كعشر ذي الحجة‪ ،‬والعيدين‪،‬‬
‫والجمعة‪ .‬وكمكة‪ ،‬والمدينة (و) إعطاؤها (لقريب) ل تلزمه نفقته أولى‪ ،‬القرب فالقرب من المحارم‪ ،‬ثم‬
‫الزوج أو الزوجعة‪ ،‬ثعم غيعر المحرم والرحعم معن جهعة الب ومعن جهعة الم سعواء‪ ،‬ثعم محرم الرضاع‪ ،‬ثعم‬
‫المصاهرة أفضل‪.‬‬

‫[ ‪] 239‬‬

‫(و) صعرفها بععد القريعب إلى (جار‪ ،‬أفضعل) منعه لغيره‪ .‬فعلم أن القريعب البعيعد الدار فعي البلد‪:‬‬
‫أفضعل معن الجار الجنعبي‪( ،‬ل) يسعن التصعدق (بمعا يحتاجعه)‪ ،‬بعل يحرم بمعا يحتاج إليعه‪ :‬لنفقعة‪ ،‬ومؤنعة‪ .‬معن‬
‫تلزمعه نفقتعه يومعه وليلتعه‪ ،‬أو لوفاء دينعه ‪ -‬ولو مؤجل‪ ،‬وإن لم يطلب منعه ‪ -‬معا لم يغلب على ظنعه حصعوله‬
‫من جهة أخرى ظاهرة لن الواجب‬

‫[ ‪] 240‬‬

‫ل يجوز تركعه لسعنة‪ ،‬وحيعث حرمعت الصعدقة بشعئ لم يملكعه المتصعدق عليعه ‪ -‬على معا أفتعى بعه‬
‫شيخنا المحقق ابن زياد رحمه الله تعالى‪ .‬لكن الذي جزم به شيخنا في شرح المنهاج أنه يملكه‪ .‬والمن‬
‫بالصدقة حرام محبط للجر كالذى‪.‬‬

‫[ ‪] 241‬‬

‫(فائدة) قال فعي المجموع‪ :‬يكره الخعذ ممعن بيده حلل وحرام ‪ -‬كالسعلطان الجائز‪ .‬وتختلف‬
‫الكراهة بقلة الشبهة وكثرتها‪ ،‬ول يحرم إل إن تيقن أن هذا من الحرام‪ .‬وقول الغزالي‪ :‬يحرم الخذ ممن‬
‫أكثر ماله حرام وكذا معاملته‪ :‬شاذ‪.‬‬

‫[ ‪] 242‬‬

‫باب الصوم وهو لغة‪ :‬المساك‪ .‬وشرعا‪ :‬إمساك عن مفطر بشروطه التية‪ .‬وفرض في شعبان‪،‬‬
‫في السنة الثانية من الهجرة‪ .‬وهو من خصائصنا‪ ،‬ومن المعلوم من الدين بالضرورة (يجب صوم) شهر‬
‫(رمضان) إجماعا‪ ،‬بكمال‬
‫[ ‪] 243‬‬

‫شعبان ثلثين يوما‪ ،‬أو رؤية عدل واحد‪ ،‬ولو مستورا هلله بعد الغروب‪ ،‬إذا شهد بها عند القاضي‪،‬‬
‫ولو مع إطباق غيم‪ ،‬بلفظ‪ :‬أشهد أني رأيت الهلل‪ ،‬أو أنه هل‪ .‬ول يكفي‪ :‬قوله‪ :‬أشهد أن غدا من رمضان‪.‬‬
‫ول يقبل‬

‫[ ‪] 244‬‬

‫على شهادته إل بشهادة عدلين‪ ،‬وبثبوت رؤية هلل رمضان عند القاضي بشهادة عدل بين يديه ‪-‬‬
‫كمعا معر ‪ -‬ومعع قوله ثبعت عندي‪ :‬يجعب الصعوم على جميعع أهعل البلد المرئي فيعه‪ ،‬وكالثبوت عنعد القاضعي‪:‬‬
‫الخععبر المتواتععر برؤيتععه‪ ،‬ولو مععن كفار‪ ،‬لفادتععه العلم الضروري‪ ،‬وظععن دخوله بالمارة الظاهرة التععي ل‬
‫تتخلف عادة‪ - :‬كرؤية القناديل المعلقة بالمنائر ‪ -‬ويلزم الفاسق والعبد والنثى‪ :‬العمل برؤية نفسه‪ ،‬وكذا‬
‫من اعتقد صدق نحو فاسق‬

‫[ ‪] 245‬‬

‫ومراهق في أخباره برؤية نفسه‪ ،‬أو ثبوتها في بلد متحد مطلعه‪ - :‬سواء أول رمضان وآخره على‬
‫الصح ‪ -‬والمعتمد‪ :‬أن له ‪ -‬بل عليه ‪ -‬اعتماد العلمات بدخول شوال‪ ،‬إذا حصل له اعتقاد جازم بصدقها ‪-‬‬
‫كما أفتى به شيخانا‪ :‬ابن زياد وحجر‪ ،‬كجمع محققين ‪ -‬وإذا صاموا ‪ -‬ولو برؤية عدل ‪ -‬أفطروا بعد ثلثين‪،‬‬
‫وإن لم يروا الهلل ولم يكعن غيعم‪ ،‬لكمال العدة بحجعة شرعيعة‪ .‬ولو صعام بقول معن يثعق‪ ،‬ثعم لم يعر الهلل‬
‫بعد ثلثين مع الصحو‪ :‬لم يجز له الفطر‪ ،‬ولو رجع الشاهد بعد شروعهم في الصوم‪ :‬لم يجز لهم الفطر‪.‬‬
‫وإذا ثبت رؤيته ببلد‬

‫[ ‪] 246‬‬

‫لزم حكمععه البلد القريععب ‪ -‬دون البعيععد ‪ -‬ويثبععت البعععد باختلف المطالع ‪ -‬على الصععح ‪ -‬والمراد‬
‫باختلفهعا‪ :‬أن يتباععد المحلن ‪ -‬بحيعث لو رؤي فعي أحدهمعا‪ :‬لم يعر فعي الخعر غالبعا‪ ،‬قاله فعي النوار‪ .‬وقال‬
‫التاج التبريزي ‪ -‬وأقره‬

‫[ ‪] 247‬‬

‫غيره ‪ :-‬ل يمكن اختلفها في أقل من أربعة وعشرين فرسخا‪ .‬ونبه السبكي ‪ -‬وتبعه غيره ‪ :-‬على‬
‫أنعه يلزم معن الرؤيعة فعي البلد الغربعي معن غيعر عكعس‪ ،‬إذ الليعل يدخعل فعي البلد الشرقيعة قبعل‪ .‬وقضيعة‬
‫كلمهعم أنعه متعى رؤي فعي شرقعي‪ :‬لزم كعل غربعي ‪ -‬بالنسعبة إليعه ‪ -‬العمعل بتلك الرؤيعة‪ ،‬وإن اختلفعت‬
‫المطالع‪ .‬وإنما يجب صوم رمضان‬

‫[ ‪] 248‬‬

‫(على) كل مكلف ‪ -‬أي بالغ ‪ -‬عاقل‪( ،‬مطيق له) أي للصوم حسا‪ ،‬وشرعا‪ ،‬فل يجب على صبي‪،‬‬
‫ومجنون‪ ،‬ول على معن ل يطيقعه ‪ -‬لكعبر‪ ،‬أو مرض ل يرجعى برؤه‪ ،‬ويلزمعه معد لكعل يوم‪ :‬ول على حائض‪،‬‬
‫ونفساء‪ ،‬لنهما ل تطيقان شرعا‪( .‬وفرضه) أي الصوم (نية) بالقلب‪ ،‬ول يشترط التلفظ بها‪ ،‬بل يندب‪ ،‬ول‬
‫يجزئ عنها التسحر‬

‫[ ‪] 249‬‬

‫‪ -‬وإن قصد به التقوي على الصوم ‪ -‬ول المتناع من تناول مفطر‪ ،‬خوف الفجر‪ ،‬ما لم يخطر بباله‬
‫الصوم بالصفات التي يجب التعرض له في النية (لكل يوم)‪ :‬فلو نوى أول ليلة رمضان صوم جميعه‪ :‬لم‬
‫يكعف لغيعر اليوم الول‪ .‬قال شيخنعا‪ :‬لكعن ينبغعي ذلك‪ ،‬ليحصعل له صعوم اليوم الذي نسعي النيعة فيعه عنعد‬
‫مالك‪ ،‬كمعا تسعن له أول اليوم الذي نسعيها فيعه‪ ،‬ليحصعل له صعومه عنعد أبعي حنيفعة‪ .‬وواضعح أن محله‪ :‬إن‬
‫قلد‪ ،‬وإل كان متلبسا بعبادة‬
‫[ ‪] 250‬‬

‫فاسعدة فعي اعتقاده (وشرط لفرضعه) أي الصعوم ‪ -‬ولو نذرا‪ ،‬أو كفارة‪ ،‬أو صعوم اسعتسقاء أمعر بعه‬
‫المام ‪( -‬تعبييت) أي إيقاع النيعة ليل‪ :‬أي فيمعا غروب الشمعس وطلوع الفجعر‪ ،‬ولو فعي صعوم المميعز‪ .‬قال‬
‫شيخنا‪ :‬ولو شك ‪ -‬هل وقعت نيته قبل الفجر أو بعده ؟ لم تصح‪ ،‬لن الصل عدم وقوعها ليل‪ ،‬إذ الصل‬
‫فعي كعل حادث تقديره بأقرب زمعن ‪ -‬بخلف معا لو نوى ثعم شعك‪ :‬هعل طلع الفجعر أو ل ؟ لن الصعل عدم‬
‫طلوعه‪ ،‬للصل المذكور أيضا‪.‬‬

‫[ ‪] 251‬‬

‫انتهى‪ .‬ول يبطلها نحو أكل وجماع بعدها وقبل الفجر‪ .‬نعم‪ ،‬لو قطعها قبله‪ ،‬احتاج لتجديدها قطعا‪.‬‬
‫(وتعيين) لمنوي في الفرض كرمضان‪ ،‬أو نذر أو كفارة ‪ -‬بأن ينوي كل ليلة أنه صائم غدا عن رمضان‪ ،‬أو‬
‫النذر‪ ،‬أو الكفارة ‪ -‬وإن لم يعيعن سعببها‪ .‬فلو نوى الصعوم ععن فرضعه‪ ،‬أو فرض وقتعه‪ :‬لم يكعف‪ .‬نععم‪ ،‬معن‬
‫عليععه قضاء رمضانيععن‪ ،‬أو نذر‪ ،‬أو كفار مععن جهات مختلفععة‪ :‬لم يشترط التعييععن لتحاد الجنععس‪ .‬واحترز‬
‫باشتراط التعبييت فعي الفرض ععن النفعل‪ ،‬فتصعح فيعه ‪ -‬ولو مؤقتعا ‪ -‬النيعة قبعل الزوال‪ :‬للخعبر الصعحيح‪،‬‬
‫وبالتعيين فيه النفل أيضا‪ ،‬فيصح‬

‫[ ‪] 252‬‬

‫‪ -‬ولو مؤقتا ‪ -‬بنية مطلقة ‪ -‬كما اعتمده غير واحد‪ .‬نعم‪ ،‬بحث في المجموع اشتراط التعيين في‬
‫الرواتب كعرفة وما معها فل يحصل غيرها معها‪ ،‬وإن نوى‪ ،‬بل مقتضى القياس ‪ -‬كما قال السنوي ‪ -‬أن‬
‫نيتهما مبطلة‪ ،‬كما لو نوى الظهر وسنته‪ ،‬أو سنة الظهر وسنة العصر ‪ -‬فأقل النية المجزئة‪ :‬نويت صوم‬
‫رمضان‪ ،‬ولو بدون الفرض على المعتمد ‪ -‬كما صححه في المجموع‪ ،‬تبعا للكثرين‪ ،‬لن صوم رمضان من‬
‫البالغ ل يقع إل فرضا‪ .‬ومقتضى‬

‫[ ‪] 253‬‬

‫كلم الروضعة والمنهاج وجوبعه‪ ،‬أو بل غعد ‪ -‬كمعا قال الشيخان ‪ -‬لن لفعظ الغعد‪ ،‬اشتهعر فعي كلمهعم‬
‫فعي تفسعير التعييعن وهعو فعي الحقيقعة ليعس معن حعد التعييعن‪ ،‬فل يجعب التعرض له بخصعوصه‪ ،‬بعل يكفعي‬
‫دخوله فعي صعوم الشهععر المنوي لحصعول التعييعن حينئذ‪ ،‬لكعن قضيعة كلم شيخنععا ‪ -‬كالمزجعد ‪ :-‬وجوبعه‬
‫(وأكملهعا) أي النيعة‪( :‬نويعت صعوم غعد ععن أداء فرض رمضان) بالجعر لضافتعه لمعا بعده (هذه السعنة لله‬
‫تعالى) لصحة النية حينئذ اتفاقا‪ ،‬وبحث‬

‫[ ‪] 254‬‬

‫الذرععي أنعه لو كان عليعه مثعل الداء كقضاء رمضان قبله‪ :‬لزمعه التعرض للداء‪ ،‬أو تعييعن السعنة‬
‫(ويفطر عامد) لناس للصوم‪ ،‬وإن كثر منه نحو جماع وأكل (عالم) ل جاهل‪ ،‬بأن ما تعاطاه مفطر لقرب‬
‫إسلمه‪ ،‬أو نشئه‬

‫[ ‪] 255‬‬

‫بباديعة بعيدة عمعن يعرف ذلك (مختار)‪ ،‬ل مكره لم يحصعل منعه قصعد‪ ،‬ول فكعر‪ ،‬ول تلذذ (بجماع)‬
‫وإن لم ينزل (واستمناء) ولو بيده أو بيد حليلته‪ ،‬أو بلمس لما ينقض لمسه بل حائل (ل ب‍) ‪ -‬قبلة و (ضم)‬
‫لمرأة (بحائل)‪ :‬أي معه‪ ،‬وإن تكرر بشهوة‪ ،‬أو كان الحائل رقيقا‪ ،‬فلو ضم امرأة أو قبلها بل ملمسة بدن‬
‫بل بحائل بينهما فأنزل‪:‬‬

‫[ ‪] 256‬‬

‫لم يفطععر‪ ،‬لنتفاء المباشرة ‪ -‬كالحتلم‪ .‬والنزال بنظععر وفكععر‪ ،‬ولو لمععس محرمععا أو شعععر امرأة‬
‫فأنزل‪ :‬لم يفطعر ‪ -‬لعدم النقعض بعه‪ .‬ول يفطعر بخروج مذي‪ :‬خلفعا للمالكيعة (واسعتقاءة) أي اسعتدعاء قعئ‬
‫وإن لم يعد منه شئ لجوفه‪ :‬بأن تقيأ منكسا أو عاد بغير اختياره‪ ،‬فهو مفطر لعينه‪ ،‬أما إذا غلبه ولم يعد‬
‫منه ‪ -‬أو من ريقه المتنجس به ‪-‬‬

‫[ ‪] 257‬‬

‫شئ إلى جوفه بعد وصوله لحد الظاهر‪ ،‬أو عاد بغير اختياره‪ :‬فل يفطر به ‪ -‬للخبر الصحيح بذلك‬
‫(ل بقلع نخامعة) معن الباطعن أو الدماغ إلى الظاهعر‪ ،‬فل يفطعر بعه إن لقطهعا لتكرر الحاجعة إليعه‪ ،‬أمعا لو‬
‫ابتلعهعا معع القدرة على لفظهعا بععد وصعولها لحعد الظاهعر ‪ -‬وهعو مخرج الحاء المهملة ‪ -‬فيفطعر قطععا‪ .‬ولو‬
‫دخلت ذبابة جوفه‪ :‬أفطر بإخراجها‬

‫[ ‪] 258‬‬

‫مطلقا‪ ،‬وجاز له ‪ -‬إن ضره ‪ -‬بقاوها مع القضاء‪ :‬كما أفتى به شيخنا (و) يفطر (بدخول عين) وإن‬
‫قلت إلى معا يسعمى (جوفعا)‪ :‬أي جوف معن معر‪ :‬كباطعن أذن‪ ،‬وإحليعل‪ - ،‬وهعو مخرج بول ‪ -‬ولبعن ‪ -‬وإن لم‬
‫يجاوز الحشفعة أو الحلمعة ووصعول أصعبع المسعتنجية إلى وراء معا يظهعر معن فرجهعا عنعد جلوسعها على‬
‫قدميها‪ :‬مفطر‪ ،‬وكذا وصول بعض النملة إلى المسربة‪ ،‬كذا أطلقه القاضي‪ ،‬وقيده السبكي بما إذا وصل‬
‫شئ منها إلى المحل المجوف‬

‫[ ‪] 259‬‬

‫منها‪ ،‬بخلف أولها المنطبق فإنه ل يسمى جوفا‪ ،‬وألحق به أول الحليل الذي يظهر عند تحريكه‪،‬‬
‫بل أولى‪ .‬قال ولده‪ :‬وقول القاضي‪ :‬الحتياط أن يتغوط بالليل‪ :‬مراده أن إيقاعه فيه خير منه في النهار‪،‬‬
‫لئل يصل شئ إلى جوف مسربته‪ ،‬ل أنه يؤمر بتأخيره إلى الليل‪ ،‬لن أحدا ل يؤمر بمضرة في بدنه‪ ،‬ولو‬
‫خرجت مقعدة مبسور‪ :‬لم يفطر بعود ها‪ ،‬وكذا إن أعادها بأصبعه‪ ،‬لضطراره إليه‪ .‬ومنه يؤخذ ‪ -‬كما قال‬
‫شيخنا ‪ -‬أنه لو اضطر لدخول الصبع إلى الباطن لم يفطر‪ ،‬وإل أفطر وصول الصبع إليه‪ .‬وخرج بالعين‪:‬‬
‫الثر ‪ -‬كوصول الطعم بالذوق إلى‬

‫[ ‪] 260‬‬

‫حلقعه ‪ .-‬وخرج بمعن معر ‪ -‬أي العامعد العالم المختار ‪ -‬الناسعي للصعوم‪ ،‬والجاهعل المعذور بتحريعم‬
‫إيصال شئ إلى الباطن‪ ،‬وبكونه مفطرا والمكره‪ ،‬فل يفطر كل منهم بدخول عين جوفه‪ ،‬وإن كثر أكله‪،‬‬
‫ولو ظعن أن أكله ناسعيا مفطعر فأكعل جاهل بوجوب المسعاك‪ :‬أفطعر‪ .‬ولو تعمعد فتعح فمعه فعي الماء فدخعل‬
‫جوفه أو وضعه فيه فسبقه أفطر‪ .‬أو‬

‫[ ‪] 261‬‬

‫وضعع فعي فيعه شيئا عمدا وابتلععه ناسعيا‪ ،‬فل‪ .‬ول يفطعر بوصعول شعئ إلى باطعن قصعبة أنعف حتعى‬
‫يجاوز منتهععى الخيشوم‪ ،‬وهععو أقصععى النععف‪ .‬و (ل) يفطععر (بريععق طاهععر صععرف) أي خالص ابتلعععه (مععن‬
‫معدنه) وهو جميع ال فم‪ ،‬ولو بعد جمعه على الصح‪ ،‬وإن كان بنحو مصطكى‪ .‬أما لو ابتلع ريقا اجتمع بل‬
‫فعل‪ ،‬فل يضر قطعا‪ .‬وخرج بالطاهر‪ :‬المتنجس بنحو دم لثته فيفطر بابتلعه‪ ،‬وإن صفا‪ ،‬ولم يبق فيه أثر‬
‫مطلقا‪ ،‬لنه لما حرم ابتلعه لتنجسه صار بمنزلة عين أجنبية‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ويظهر العفو عمن ابتلي بدم‬
‫لثته بحيث ل يمكنه الحتراز عنه‪ .‬وقال‬

‫[ ‪] 262‬‬

‫بعضهعم‪ :‬متععى ابتلععه المبتلى بعه مععع علمعه بعه وليععس له عنده بععد‪ ،‬فصعومه صعحيح‪ ،‬وبالصععرف‬
‫المختلط بطاهر آخر‪ ،‬فيفطر من ابتلع ريقا متغيرا بحمرة نحو تنبل‪ ،‬وإن تعسر إزالتها‪ ،‬أو بصبغ خيط فتله‬
‫بفمه‪ ،‬وبمعن معدنعه معا إذا خرج معن ال فم ل على لسعانه ولو إلى ظاهعر الشفعة ثم رده بلسعانه وابتلععه‪ ،‬أو‬
‫بل خيطا أو سواكا بريقه أو بماء فرده إلى فمه وعليه رطو بة تنفصل وابتلعهعا‪ :‬فيفطر‪ .‬بخلف ما لو لم‬
‫يكن على الخيط ما ينفصل لقلته أو لعصره أو‬
‫[ ‪] 263‬‬

‫لجفافعه‪ ،‬فإنعه ل يضعر‪ ،‬كأثعر ماء المضمضعة‪ ،‬وإن أمكعن مجعه لعسعر التحرز عنعه‪ ،‬فل يكلف تنشيعف‬
‫الفم عنه‪( .‬فرع) لو بقي طعام بين أسنانه فجرى به ريقه بطبعه ل بقصده‪ :‬لم يفطر إن عجز عن تمييزه‬
‫ومجه‪ ،‬وإن ترك التخلل ليل مع علمه ببقائه وبجريان ريقه به نهارا‪ ،‬لنه إنما يخاطب بهما إن قدر عليهما‬
‫حال الصعوم‪ ،‬لكعن يتأكعد التخلل بععد التسعحر‪ ،‬أمعا إذا لم يعجعز أو ابتلععه قصعدا‪ :‬فإنعه مفطعر جزمعا‪ ،‬وقول‬
‫بعضهعم يجعب غسعل الفعم ممعا أكعل ليل وإل أفطعر‪ :‬رده شيخنعا‪( .‬ول يفطعر بسعبق ماء جوف مغتسعل ععن)‬
‫نحو (جنابة) كحيض‪ ،‬ونفاس إذا كان‬

‫[ ‪] 264‬‬

‫الغتسعال (بل انغماس) فعي الماء‪ ،‬فلو غسعل أذنيعه فعي الجنابعة فسعبق الماء معن إحداهمعا لجوفعه‪:‬‬
‫لم يفطعر‪ ،‬وإن أمكنعه إمالة رأسعه أو الغسعل قبعل الفجعر‪ .‬كمعا إذا سعبق الماء إلى الداخعل للمبالغعة فعي‬
‫غسل الفم المتنجس لوجوبها‪ :‬بخلف ما إذا اغتسل منغمسا فسبق الماء إلى باطن الذن أو النف‪ ،‬فإنه‬
‫يفطر‪ ،‬ولو في الغسل الواجب‪ ،‬لكراهة النغماس‪ :‬كسبق ماء المضمضة بالمبالغة إلى الجوف مع تذكره‬
‫للصعوم‪ ،‬وعلمعه بعدم مشروعيتهعا‪ ،‬بخلفعه بل مبالغعة‪ .‬وخرج بقولي ععن نحعو جنابعة‪ :‬الغسعل المسعنون‪،‬‬
‫وغسل التبرد‪ ،‬فيفطر بسبق ماء فيه‪ ،‬ولو بل انغماس‪.‬‬

‫[ ‪] 265‬‬

‫(فروع) يجوز للصائم‪ ،‬الفطار بخبر عدل بالغروب‪ ،‬وكذا بسماع أذانه‪ ،‬ويحرم للشاك الكل آخر‬
‫النهار حتعى يجتهعد ويظعن انقضاءه‪ ،‬ومعع ذلك الحوط‪ :‬الصعبر لليقيعن‪ .‬ويجوز الكعل إذا ظعن بقاء الليعل‪،‬‬
‫باجتهاد أو إخبار‪ ،‬وكذا لو شعك‪ ،‬لن الصعل بقاء الليعل‪ ،‬لكعن يكره‪ ،‬ولو أخعبره عدل طلوع الفجعر‪ :‬اعتمده‪،‬‬
‫وكذا فاسق‬

‫[ ‪] 266‬‬

‫ظن صدقه‪ .‬ولو أكل باجتهاد أول وآخرا فبان أنه أكل نهارا‪ ،‬بطل صومه‪ ،‬إذ ل عبرة بالظن البين‬
‫خطؤه‪ ،‬فإن لم يبعن شعئ‪ :‬صعح‪ .‬ولو طلع الفجعر وفعي فمعه طعام فلفظعه قبعل أن ينزل منعه شعئ لجوفعه‪:‬‬
‫صح صومه‪ ،‬وكذا لو كان مجامعا عنعد ابتداء طلوع الفجعر فنزع فعي الحال ‪ -‬أي عقعب طلوعه ‪ -‬فل يفطر‬
‫وإن أنزل‪ ،‬لن النزع ترك للجماع‪ .‬فإن لم ينزع حال‪ :‬لم ينعقعععد الصعععوم‪ ،‬وعليعععه القضاء والكفارة (ويباح‬
‫فطر) في صوم واجب (بمرض مضر) ضررا‬

‫[ ‪] 267‬‬

‫يبيح التيمم‪ ،‬كأن خشي من الصوم بطء برء‪( ،‬وفي سفر قصر) دون قصير وسفر معصية‪ .‬وصوم‬
‫المسعافر بل ضرر‪ .‬أحعب معن الفطعر (ولخوف هلك) بالصعوم معن عطعش أو جوع وإن كان صعحيحا مقيمعا‪.‬‬
‫وأفتى الذرعي‬

‫[ ‪] 268‬‬

‫بأنعه يلزم الحصعادين ‪ -‬أي ونحوهعم ‪ -‬تعبييت النيعة كعل ليلة‪ ،‬ثعم معن لحقعه منهعم مشقعة شديدة ‪-‬‬
‫أفطر‪ ،‬وإل فل‪( .‬ويجب قضاء) ما فات ولو بعذر من الصوم الواجب‪ ،‬ك‍ (‪ -‬رمضان) ونذر وكفارة بمرض أو‬
‫سعفر‪ ،‬أو ترك نيعة أو بحيعض أو نفاس‪ ،‬ل بجنون وسعكر لم يتععد بعه‪ .‬وفعي المجموع أن قضاء يوم الشعك‬
‫على الفور‪ ،‬لوجوب إمساكه‪ .‬ونظر فيه جمع بأن تارك النية يلزمه المساك مع أن قضاءه على التراخي‬
‫قطعا‪( .‬و) يجب (إمساك) عن مفطر (فيه)‬

‫[ ‪] 269‬‬

‫أي رمضان فقط‪ ،‬دون نحو نذر وقضاء‪( ،‬إن أفطر بغير عذر) من مرض أو سفر‪( ،‬أو بغلط) كمن‬
‫أكعل ظانعا بقاء الليعل‪ ،‬أو نسعي تعبييت النيعة‪ ،‬أو أفطعر يوم الشعك وبان معن رمضان‪ ،‬لحرمعة الوقعت‪ .‬وليعس‬
‫الممسعك فعي صعوم شرععي‪ ،‬لكنعه يثاب عليعه‪ ،‬فيأثعم بجماع‪ ،‬ول كفارة‪ .‬وندب إمسعاك لمريعض شفعي‪،‬‬
‫ومسععافر قدم أثناء النهار مفطرا‪ ،‬وحائض طهرت أثناءه (و) يجععب (على مععن أفسععده) أي صععوم رمضان‬
‫(بجماع) أثم به لجل الصوم‪،‬‬

‫[ ‪] 270‬‬

‫ل باسعتمناء وأ كل‪( :‬كفارة) متكررة بتكرر الفسعاد‪ ،‬وإن لم يكفر عن السعابق (مععه) أي مع قضاء‬
‫ذلك الصوم‪.‬‬

‫[ ‪] 271‬‬

‫والكفارة عتعق رقبعة مؤمنعة‪ ،‬فصعوم شهريعن معع التتابعع إن عجعز عنعه‪ ،‬فإطعام سعتين مسعكينا أو‬
‫فقيرا إن عجعز ععن الصعوم ‪ -‬لهرم أو مرض ‪ -‬بنيعة كفارة‪ ،‬ويعطعى لكعل واحعد معد معن غالب القوت‪ ،‬ول‬
‫يجوز صعرف الكفارة لمعن تلزمعه مؤنتعه (و) يجعب (على معن أفطعر) فعي رمضان (لعذر ل يرجعى زواله) ‪-‬‬
‫ككبر ومرض ل يرجى برؤه‪( :‬مد)‬

‫[ ‪] 272‬‬

‫لكعل يوم منعه إن كان موسعرا حينئذ (بل قضاء) وإن قدر عليعه بععد‪ ،‬لنعه غيعر مخاطعب بالصعوم‪،‬‬
‫فالفديعة فعي حقعه واجبعة ابتداء‪ ،‬ل بدل‪ ،‬ويجعب المعد ‪ -‬معع القضاء ‪ -‬على‪ :‬حامعل‪ ،‬ومرضعع‪ ،‬أفطرتعا للخوف‬
‫على الولد‪،‬‬

‫[ ‪] 273‬‬

‫(و) يجب (على مؤخر قضاء) لشئ من رمضان حتى دخل رمضان آخر (بل عذر) في التأخير‪ :‬بأن‬
‫خل عن‬

‫[ ‪] 274‬‬

‫السفر والمرض قدر ما عليه (مد لكل سنة) فيتكرر بتكرر السنين‪ ،‬على المعتمد ‪ .-‬وخرج بقولي‬
‫بل عذر‪ :‬ما إذا كان التأخير بعذر ‪ -‬كأن استمر سفره أو مرضه‪ ،‬أو إرضاعها إلى قابل ‪ -‬فل شئ عليه ما‬
‫بقعي العذر‪ ،‬وإن اسعتمر سعنين‪ .‬ومتعى أخعر قضاء رمضان ‪ -‬معع تمكنعه ‪ -‬حتعى دخعل آخعر فمات‪ :‬أخرج معن‬
‫تركتعه لكعل يوم مدان‪ :‬معد للفوات‪ ،‬ومعد للتأخيعر إن لم يصعم عنعه قريبعه أو مأذونعه‪ ،‬وإل وجعب معد واحعد‬
‫للتأخير‪ .‬والجديد‪ :‬عدم جواز الصوم‬

‫[ ‪] 275‬‬

‫عنعه مطلقعا‪ ،‬بعل يخرج معن تركتعه لكعل يوم معد طعام‪ ،‬وكذا صعوم النذر والكفارة‪ ،‬وذهعب النووي ‪-‬‬
‫كجمعع محققيعن ‪ -‬إلى ت صحيح القد يم القائل‪ :‬بأنعه ل يتعيعن الطعام فيمعن مات‪ ،‬بل يجوز للولي أن يصوم‬
‫عنعه ثعم إن خلف تركعة‪ ،‬وجعب أحدهمعا‪ ،‬وإل ندب‪ .‬ومصعرف المداد‪ :‬فقيعر‪ ،‬ومسعكين‪ ،‬وله صعرف أمداد‬
‫لواحد‪.‬‬

‫[ ‪] 276‬‬

‫(فائدة) من مات وعليه صلة‪ ،‬فل قضاء‪ ،‬ول فدية‪ .‬وفي قول ‪ -‬كجمع مجتهدين ‪ -‬أنها تقضى عنه‪،‬‬
‫لخعبر البخاري وغيره‪ ،‬ومعن ثعم اختاره جمعع معن أئمتنعا‪ ،‬وفععل بعه السعبكي ععن بععض أقاربعه‪ ،‬ونقعل ابعن‬
‫برهان عن القديم أنه يلزم الولي ‪ -‬إن خلف تركه ‪ -‬أن يصلي عنه‪ ،‬كالصوم‪ .‬وفي وجه ‪ -‬عليه كثيرون من‬
‫أصحابنا ‪ -‬أنه يطعم عن كل صلة مدا‪ .‬وقال المحب الطبري‪ :‬يصل للميت كل عبادة تفعل عنه‪ :‬واجبة أو‬
‫مندوبعة‪ .‬وفعي شرح المختار لمؤلفعه‪ :‬مذهعب أهعل السعنة أن للنسعان أن يجععل ثواب عمله وصعلته لغيره‬
‫ويصله‪( .‬وسن) لصائم رمضان وغيره (تسحر)‪ ،‬وتأخيره‪ ،‬ما لم يقع في شك‪ ،‬وكونه على تمر لخبر فيه‪،‬‬
‫ويحصل ولو بجرعة ماء‪ ،‬ويدخل وقته بنصف‬

‫[ ‪] 277‬‬

‫الليعل‪ .‬وحكمتعه‪ :‬التقوي‪ ،‬أو مخالفعة أهعل الكتاب ؟ وجهان‪ .‬وسعن تطيعب وقعت سعحر‪( ،‬و) سعن‬
‫(تعجيل فطر) إذا تيقن الغروب‪ .‬ويعرف في العمران والصحارى التي بها جبال بزوال الشعاع من أعالي‬
‫الحيطان والجبال‪ ،‬وتقديمعه على الصعلة‪ ،‬إن لم يخعش معن تعجيله فوات الجماععة أو تكعبيرة الحرام‪( .‬و)‬
‫كونه (بتمر) للمر به‪،‬‬

‫[ ‪] 278‬‬

‫والكمعععل أن يكون بثلث‪( ،‬ف‍) ‪ -‬إن لم يجده فعلى حسعععوات (ماء)‪ ،‬ولو معععن زمزم‪ ،‬فلو تعارض‬
‫التعجيعل على الماء‪ ،‬والتأخيعر على التمعر‪ ،‬قدم الول‪ ،‬فيمعا اسعتظهره شيخنعا‪ ،‬وقال أيضعا‪ :‬يظهعر فعي تمعر‬
‫قويت شبهته وماء حفت شبهته‪ ،‬أن الماء أفضل‪ .‬قال الشيخان‪ :‬ل شئ أفضل بعد التمر غير الماء‪ ،‬فقول‬
‫الروياني‪ :‬الحلو أفضل من‬

‫[ ‪] 279‬‬

‫الماء ‪ -‬ضعيعف‪ ،‬كقول الذرععي‪ :‬الزبيعب أخعو التمعر‪ ،‬وإنمعا ذكره لتيسعره غالبعا بالمدينعة‪ .‬ويسعن أن‬
‫يقول عقعب الفطعر‪ :‬اللهعم لك صعمت‪ ،‬وعلى رزقعك أفطرت ويزيعد ‪ -‬معن أفطعر بالماء ‪ :-‬ذهعب الظمعأ‪،‬‬
‫وابتلت العروق‪ ،‬وثبت الجر إن شاء الله تعالى‪( .‬و) سن (غسل عن نحو جنابة قبل فجر) لئل يصل الماء‬
‫إلى باطن نحو أذنه أو دبره‪ .‬قال شيخنا‪ :‬وقضيته أن وصوله لذلك مفطر‪ ،‬وليس عمومه مرادا ‪ -‬كما هو‬
‫ظاهعر أخذا ممعا معر‪ :‬إن سعبق ماء نحعو المضمضعة المشروع‪ ،‬أو غسعل الفعم المتنجعس‪ :‬ل يفطعر‪ ،‬لعذره‪،‬‬
‫فليحمل هذا على مبالغة منهي عنها‪.‬‬

‫[ ‪] 280‬‬

‫(و) سن (كف) نفس عن طعام فيه شبهة‪ ،‬و (شهوة) مباحة‪ .‬من مسموع‪ ،‬ومبصر‪ ،‬ومس طيب‪،‬‬
‫وشمه‪ .‬ولو‬

‫[ ‪] 281‬‬

‫تعارضعت كراهعة معس الطيعب للصعائم‪ ،‬ورد الطيعب‪ :‬فاجتناب المعس أولى‪ ،‬لن كراهتعه تؤدي إلى‬
‫نقصعان العبادة‪ .‬قال فعي الحليعة‪ :‬الولى للصعائم ترك الكتحال‪ .‬ويكره سعواك بععد الزوال‪ ،‬وقعت غروب‪،‬‬
‫وإن نام أو أكل كريهعا ناسعيا‪ .‬وقال جمع‪ :‬لم يكره‪ ،‬بل يسعن إن تغيعر ال فم بنحعو نوم‪ .‬ومما يتأكد للصائم‪:‬‬
‫كف اللسان عن كل محرم‬

‫[ ‪] 282‬‬

‫‪ -‬ككذب وغيبة‪ ،‬ومشاتمة ‪ -‬لنه محبط للجر‪ ،‬كما صرحوا به‪ ،‬ودلت عليه الخبار الصحيحة‪ ،‬ونص‬
‫عليعه الشافععي والصعحاب‪ ،‬وأقرهعم فعي المجموع‪ ،‬وبعه يرد بحعث الذرععي حصعوله وعليعه إثعم معصعيته‪.‬‬
‫وقال بعضهعم‪ :‬يبطعل أصعل صعومه‪ ،‬وهعو قياس مذهعب أحمعد فعي الصعلة فعي المغصعوب‪ .‬ولو شتمعه أحعد‬
‫فليقل ‪ -‬ولو في نفل ‪ -‬إني صائم‪ ،‬مرتين أو ثلثا ‪ -‬في نفسه ‪ -‬تذكيرا لها‪ ،‬وبلسانه‪ :‬حيث لم يظن رياء‪،‬‬
‫فإن اقتصر على أحدهما‪ :‬فالولى‬

‫[ ‪] 283‬‬
‫بلسعانه (و) سعن معع التأكيعد (برمضان)‪ ،‬وعشره الخيعر آكعد‪( ،‬إكثار صعدقة)‪ ،‬وتوسععة على عيال‪،‬‬
‫وإحسعان على القارب والجيران ‪ -‬للتباع ‪ -‬وأن يفطعر الصعائمين ‪ -‬أي يعشيهعم ‪ -‬إن قدر‪ ،‬وإل فعلى نحعو‬
‫شربة‪( ،‬و) إكثار (تلوة) للقرآن في غير نحو الحش‪ ،‬ولو نحو طريق‪ ،‬وأفضل الوقات للقراءة من النهار‪:‬‬
‫بعد الصبح‪ ،‬ومن‬

‫[ ‪] 284‬‬

‫الليعل‪ :‬فعي السعحر‪ .،‬فعبين العشاءيعن‪ .‬وقراءة الليعل أولى‪ .‬وينبغعي أن يكون شأن القارئ‪ :‬التدبر‪.‬‬
‫قال أبو الليث‬

‫[ ‪] 285‬‬

‫في البستان‪ :‬ينبغي للقارئ أن يختم القرآن في السنة مرتين ‪ -‬إن لم يقدر على الزيادة ‪ .-‬وقال‬
‫أبو حنيفة‪ :‬من قرأ‬

‫[ ‪] 288‬‬

‫القرآن في كل سنة مرتين‪ :‬فقد أدى حقه‪ ،‬وقال أحمد‪ :‬يكره تأخير ختمة أكثر من أربعين يوما ‪-‬‬
‫بل عذر ‪ -‬لحديث ابن عمر‪( .‬و) إكثار عبادة و (اعتكاف) للتباع (سيما) بتشديد الياء‪ ،‬وقد يخفف‪ ،‬والفصح‬
‫جر ما بعدها‪،‬‬

‫[ ‪] 289‬‬

‫وتقديعم ل عليهعا‪ .‬ومعا زائدة وهعي دالة على أن معا بعدهعا أولى بالحكعم ممعا قبلهعا (عشعر آخره)‬
‫فيتأكد له إكثار الثلثة المذكورة للتباع ‪ -‬ويسن أن يمكث معتكفا إلى صلة العيد‪ ،‬وأن يعتكف قبل دخول‬
‫العشعر‪ ،‬ويتأكعد إكثار العبادات المذكورة فيعه رجاء مصعادفة ليلة القدر‪ ،‬أي الحكعم والفصعل ‪ -‬أو الشرف‪،‬‬
‫والعمل فيها خير من العمل‬

‫[ ‪] 290‬‬

‫في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر وهي منحصرة عندنا فيه‪ ،‬فأرجاها‪ :‬أو تاره‪ ،‬وأرجى أوتاره عند‬
‫الشافععي‪ :‬ليلة الحادي أو الثالث والعشريعن‪ ،‬واختار النووي ‪ -‬وغيره ‪ -‬انتقالهعا‪ .‬وهعي أفضعل ليالي السعنة‪،‬‬
‫وصح‪ :‬من قام ليلة‬

‫[ ‪] 291‬‬

‫القدر إيمانا ‪ -‬أي تصديقا بأنها حق وطاعة ‪ -‬واحتسابا ‪ -‬أي طلبا لرضا الله تعالى وثوابه ‪ -‬غفر له‬
‫ما تقدم من ذنبه وفي رواية‪ :‬وما تأخر‪ .‬وروى البيهقي خبر من صلى المغرب والعشاء في جماعة حتى‬
‫ينقضي شهر رمضان‪:‬‬

‫[ ‪] 292‬‬

‫فقد أخذ من ليلة القدر بحظ وافر‪ .‬وروى أيضا‪ :‬من شهد العشاء الخيرة في جماعة من رمضان‬
‫فقعد أدرك ليلة القدر‪ .‬وشعذ معن زععم أنهعا ليلة النصعف معن شعبان‪( .‬تتمعة) يسعن اعتكاف كعل وقعت‪ ،‬وهعو‬
‫لبث فوق قدر طمأنينة الصلة‪ ،‬ولو مترددا في مسجد أو رحبته التي لم‬

‫[ ‪] 293‬‬
‫يتيقعن حدوثها بعده‪ ،‬وأنها غيعر مسجد بنية اعتكاف‪ .‬ولو خرج ‪ -‬ولو لخلء ‪ -‬من لم يقدر العتكاف‬
‫‪ -‬المندوب أو‬

‫[ ‪] 294‬‬

‫المنذور ‪ -‬بمدة بل عزم عود جدد النية وجوبا ‪ -‬إن أراده ‪ .-‬وكذا إذا عاد بعد الخروج لغير نحو خلء‬
‫معن قيده بهعا‪ ،‬كيوم‪ .‬فلو خرج عازمعا لعود فعاد لم يجعب تجديعد النيعة‪ .‬ول يضعر الخروج فعي اعتكاف نوى‬
‫تتابعه‪ ،‬كأن نوى‬

‫[ ‪] 295‬‬

‫اعتكاف أسبوع‪ ،‬أو شهر متتابع‪ ،‬وخرج لقضاء حاجة ‪ -‬ولو بل شدتها ‪ -‬وغسل جنابة‪ ،‬وإزالة نجس‬
‫وإن أمكنهمعا فعي المسعجد‪ ،‬لنعه أصعون لمروءتعه ولحرمعة المسعجد‪ ،‬أكعل طعام‪ ،‬لنعه يسعتحيا منعه فعي‬
‫المسعجد‪ ،‬وله الوضوء بععد قضاء الحاجعة تبععا له‪ .‬ل الخروج له قصعدا‪ ،‬ول لغسعل مسعنون‪ ،‬ول يضعر بععد‬
‫موضعها‪ ،‬إل أن يكون لذلك موضع أقرب منه‪ ،‬أو يفحش البعد‪ ،‬فيضر‪ ،‬ما لم يكن القرب غير لئق به‪ ،‬ول‬
‫يكلف المشي على غير سجيته‪،‬‬

‫[ ‪] 296‬‬

‫وله صععلة على جنازة إن لم ينتظععر‪ .‬ويخرج جوازا فععي إعتكاف متتابععع لمععا اسععتثناه مععن غرض‬
‫دنيوي‪ - :‬كلقاء أميعر ‪ -‬أو أخروي ‪ -‬كوضوء‪ ،‬وغسعل مسعنون‪ ،‬وعيادة مريعض‪ ،‬وتعزيعة مصعاب‪ ،‬وزيارة قادم‬
‫من سفر ‪ -‬ويبطل بجماع ‪-‬‬

‫[ ‪] 297‬‬

‫وإن استثناه ‪ -‬أو كان في طريق قضاء الحاجة‪ ،‬وإنزال مني بمباشرة بشهوة ‪ -‬كقبلة ‪ -‬وللمعتكف‬
‫الخروج من التطوع لن حو عيادة مر يض‪ .‬وهل هو أف ضل‪ ،‬أو تركه‪ ،‬أو سواء ؟ وجوه‪ ،‬والو جه ‪ -‬كمعا بحعث‬
‫البلقينعي ‪ -‬أن الخروج لعيادة نحعو رحعم وجار وصعديق‪ ،‬أفضعل‪ .‬واختار ابعن الصعلح الترك‪ ،‬لنعه (ص) كان‬
‫يعتكف ولم يخرج لذلك‪.‬‬

‫[ ‪] 298‬‬

‫(مهمة) قال في النوار‪ :‬يبطل ثواب العكتاف بشتم‪ ،‬أو غيبة‪ .‬أو أكل حرام‪.‬‬

‫[ ‪] 299‬‬

‫فصل (في صوم التطوع) وله من الفضائل والمثوبة ما ل يحصيه إل الله تعالى‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬أضافه‬
‫تعالى إليعه دون غيره معن العبادات‪ ،‬فقال‪ :‬كعل ع مل ابعن آدم له إل الصوم‪ ،‬فإنعه لي‪ ،‬وأنعا أجزي به‪ .‬وفعي‬
‫الصحيحين‪ :‬من صام يوما في سبيل‬

‫[ ‪] 300‬‬

‫الله‪ ،‬باععد الله وجهعه ععن النار سعبعين خريفعا‪( .‬ويسعن) متأكدا (صعوم يوم عرفعة) لغيعر حاج‪ ،‬لنعه‬
‫يكفر السنة التي هو فيها والتي بعدها ‪ -‬كما في خبر مسلم ‪ -‬وهو تاسع ذي الحجة‪ ،‬والحوط صوم الثامن‬
‫مع عرفة‪ .‬والمكفر‪ :‬الصغائر التي ل تتعلق بحق الدمي‪ ،‬إذ الكبائر ل يكفرها إل التوبة الصحيحة‪ .‬وحقوق‬
‫الدمعي متوقفعة على رضاه‪ ،‬فإن لم تكعن له صعغائر زيعد فعي حسعناته‪ .‬ويتأكعد صعوم الثمانيعة قبله‪ :‬للخعبر‬
‫الصحيح فيها‪ ،‬المقتضي‬
‫[ ‪] 301‬‬

‫لفضليعة عشرهعا على عشعر رمضان الخيعر‪( .‬و) يوم (عاشوراء)‪ :‬وهعو عاشعر المحرم‪ ،‬لنعه يكفعر‬
‫السنة الماضية ‪ -‬كما في مسلم ‪( .-‬وتاسوعاء)‪ :‬وهو تاسعه‪ ،‬ل خبر مسلم‪ :‬لئن بقيت إلى قابل لصومن‬
‫التاسعع‪ .‬فمات قبله‪ .‬والحكمعة‪ :‬مخالفعة اليهود‪ ،‬ومعن ثعم سعن لمعن لم يصعمه‪ :‬صعوم الحادي عشعر‪ ،‬بعل إن‬
‫صععامه‪ ،‬لخععبر فيععه‪ .‬وفععي الم‪ :‬ل بأس أن يفرده‪ .‬وأمععا أحاديععث الكتحال والغسععل‪ ،‬والتطيععب فععي يوم‬
‫عاشوراء‪ ،‬فمن وضع الكذابين (و) صوم‬

‫[ ‪] 303‬‬

‫(سعتة) أيام (معن شوال) لمعا فعي الخعبر الصعحيح أن صعومها معع صعوم رمضان كصعيام الدهعر‪.‬‬
‫واتصالها بيوم العيد‬

‫[ ‪] 304‬‬

‫أفضل‪ :‬مبادرة للعبادة‪( ،‬وأيام) الليالي (البيض) وهي‪ :‬الثالث عشر وتالياه‪ ،‬ل صحة المر بصومها‪،‬‬
‫لن صعوم الثلثعة كصعوم الشهعر‪ ،‬إذ لحسعنة بعشعر أمثالهعا‪ ،‬ومعن ثعم تحصعل السعنة بثلثعة وغيرهعا‪ ،‬لكنهعا‬
‫أفضععل‪ ،‬ويبدل ‪ -‬على الوجععه ‪ -‬ثالث عشععر ذي الحجععة بسععادس عشره‪ ،‬وقال الجلل البلقينععي‪ :‬ل بععل‬
‫يسقط‪ .‬ويسن صوم أيام السود‪:‬‬

‫[ ‪] 305‬‬

‫وهي الثامن والعشرون وتالياه‪( ،‬و) صوم (الثنين والخميس) للخبر الحسن أنه (ص) كان يتحرى‬
‫صومهما وقال‪ :‬تعرض فيهما العمال‪ ،‬فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم والمراد عرضها على الله تعالى‪.‬‬
‫وأما رفع الملئكة لها‪ :‬فإنه مرة بالليل ومرة بالنهار‪ ،‬ورفعها في شعبان محمول‪ ،‬على رفع أعمال العام‬
‫مجملة‪ .‬وصوم الثنين أفضل من صوم الخميس ‪ -‬لخصوصيات ذكروها فيه‪ ،‬وعد الحليمي اعتياد صومهما‬
‫مكروه‪ :‬شاذ‪.‬‬

‫[ ‪] 306‬‬

‫(فرع) أفتعى جمعع متأخرون بحصعول ثواب عرفعة ومعا بعده بوقوع صعوم فرض فيهعا‪ ،‬خلف‬
‫للمجموع‪ .‬وتبععه السنوي فقال‪ :‬إن نواهمعا لم يحصعل له شعئ منهمعا‪ .‬قال شيخنعا ‪ -‬كشيخعه ‪ -‬والذي يتجعه‬
‫أن القصد وجود‬

‫[ ‪] 307‬‬

‫صعوم فيهعا‪ ،‬فهعي كالتحيعة‪ ،‬فإن نوى التطوع أيضعا‪ ،‬حصعل‪ ،‬وإل سعقط عنعه الطلب‪( .‬فرع) أفضعل‬
‫الشهور للصوم بعد رمضان‪ :‬الشهر الحرم‪ .‬وأفضلها المحرم‪ ،‬ثم رجب‪ ،‬ثم الحجة‪ ،‬ثم القعدة‪ ،‬ثم شهر‬
‫شعبان‪ .‬وصوم تسع ذي الحجة أفضل من صوم عشر المحرم اللذين يندب صومهما‪.‬‬

‫[ ‪] 308‬‬

‫(فائدة) معن تلبعس بصعوم تطوع أو صعلته‪ ،‬فله قطعهمعا ‪ -‬ل نسعك تطوع ‪ -‬ومعن تلبعس بقضاء‬
‫واجب‪ ،‬حرم قطعه ولو موسعا‪ ،‬ويحرم على الزوجة أن تصوم‪ ،‬تطوعا أو قضاء موسعا وزوجها حاضر إل‬
‫بإذنه أو علم رضاه‪( .‬تتمة) يحرم الصوم في أيام التشريق والعيدين‪ ،‬وكذا يوم الشك لغير ورد‪ ،‬وهو يوم‬
‫ثلثي شعبان‪ ،‬وقد‬

‫[ ‪] 309‬‬
‫شاع الخبر بين الناس برؤية الهلل ولم يثبت‪ ،‬وكذ بعد نصف شعبان‪ ،‬ما لم يصله بما قبله‪ ،‬أو لم‬
‫يوافق عادته‪ ،‬أو لم يكن عن نذر أو قضاء‪ ،‬ولو عن نفل‪.‬‬

‫[ ‪] 310‬‬

‫باب الحج‬

‫[ ‪] 311‬‬

‫وهعو‪ :‬بفتعح أوله وكسعره ‪ -‬لغعة‪ :‬القصعد‪ ،‬أو كثرتعه إلى معن يعظعم‪ .‬وشرععا‪ :‬قصعد الكعبعة للنسعك‬
‫التي‪ .‬وهو من الشرائع القديمة‪ .‬وروي أن آدم عليه السلم حج أربعين حجة من الهند ماشيا‪ ،‬وأن جبريل‬
‫قال له‪ :‬إن‬

‫[ ‪] 312‬‬

‫الملئكة كانوا يطوفون قبلك بهذا البيت سبعة آلف سنة‪ .‬قاب ابن إسحاق‪ :‬لم يبعث الله نبيا بعد‬
‫إبراهيم عليه‬

‫[ ‪] 313‬‬

‫الصعلة والسعلم إل حعج‪ .‬والذي صعرح بعه غيره‪ :‬أنعه معا معن نعبي إل حعج‪ ،‬خلفعا لمعن اسعتثنى هودا‬
‫وصالحا‪.‬‬

‫[ ‪] 314‬‬

‫والصلة أفضل منه‪ ،‬خلفا للقاضي‪ .‬وفرض في السنة السادسة على الصح‪ ،‬حج (ص) قبل النبوة‬
‫وبعدها وقبل الهجرة حججا ل يدرى عددها‪،‬‬

‫[ ‪] 315‬‬

‫وبعدها حجة الوداع ل غير‪ .‬وورد‪ :‬من حج هذا البيت‪ ،‬خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه قال شيخنا‬
‫في حاشية‬

‫[ ‪] 316‬‬

‫اليضاح‪ :‬قوله‪ :‬كيوم ولدتعه أمعه ‪ -‬يشمعل التبعات‪ .‬وورد التصعريح بعه فعي روايعة‪ ،‬وأفتعى بعه بععض‬
‫مشايخنا‪ ،‬لكن ظاهر كلمهم يخالفه‪ ،‬والول أوفق بظواهر السنة‪ ،‬والثاني أوفق بالقواعد‪ .‬ثم رأيت بعض‬
‫المحققين نقل‬

‫[ ‪] 317‬‬

‫الجماع عليععه‪ ،‬وبععه يندفععع الفتاء المذكور تمسععكا بالظواهععر‪( .‬والعمرة) وهععي لغععة‪ :‬زيادة مكان‬
‫عامعر‪ .‬وشرععا‪ :‬قصعد الكعبعة للنسعك التعي‪( .‬يجبان) أي الحعج والعمرة ‪ -‬ول يغنعي عنهعا الحعج وإن اشتمعل‬
‫عليهعا‪ .‬وخعبر‪ :‬سعئل (ص) ععن العمرة‪ ،‬أواجبعة هعي ؟ قال‪ :‬ل ضعيعف اتفاقعا‪ ،‬وإن صعححه الترمذي‪( .‬على)‬
‫كل مسلم‪( ،‬مكلف) أي بالغ‪ ،‬عاقل‪( ،‬حر)‪ :‬فل يجبان على صبي ومجنون‪،‬‬

‫[ ‪] 318‬‬
‫ول على رقيق‪ .‬فنسك غير المكلف ‪ -‬ومن فيه رق ‪ -‬يقع نفل ‪ -‬ل فرضا (مستطيع) للحج‪ ،‬بوجدان‬
‫الزاد ذهابا‬

‫[ ‪] 319‬‬

‫وإيابا‪ ،‬وأجرة خفير ‪ -‬أي مجير يأمن معه ‪ -‬والراحلة ‪ -‬أو ثمنها‪ :‬إن كان بينه وبين مكة مرحلتان أو‬
‫دونهمععا وضعععف عععن المشععي ‪ -‬مععع نفقععة مععن يجععب عليععه نفقتععه وكسععوته إلى الرجوع‪ .‬ويشترط أيضععا‬
‫للوجوب‪ :‬أمن الطريق على‬

‫[ ‪] 320‬‬

‫النفس والمال‪ ،‬ولو من رصدي‪ ،‬وإن قل ما يأخذه‪ ،‬وغلبة السلمة لراكب البحر‪ ،‬فإن غلب الهلك‬
‫‪ -‬لهيجان المواج فعي بععض الحوال ‪ -‬أو اسعتويا‪ :‬لم يجعب‪ ،‬بعل يحرم الركوب فيعه له ولغيره‪ .‬وشرط‬
‫للوجوب على المرأة ‪ -‬مع ما ذكر ‪ -‬أن يخرج معها محرم‪ ،‬أو زوج‪ ،‬أو نسوة ثقات‪ ،‬ولو إماء‪ ،‬وذلك‬

‫[ ‪] 321‬‬

‫لحرمعة سعفرها وحدهعا‪ ،‬وإن قصعر‪ ،‬أو كانعت فعي قافلة عظيمعة‪ ،‬ولهعا ‪ -‬بل وجوب ‪ -‬أن تخرج معع‬
‫امرأة ثقة لداء فرض السلم‪ ،‬وليس لها الخروج لتطوع‪ ،‬ولو مع نسوة كثيرة‪ ،‬وإن قصر السفر‪ ،‬أو كانت‬
‫شوهاء‪ .‬وقعد صرحوا بأنه يحرم على المكية التطوع بالعمرة من التنعيم مع النساء‪ ،‬خلفا لمن نازع فيه‬
‫(مرة) واحدة فعي العمعر (بتراخ) ل على الفور‪ .‬نععم‪ ،‬إنمعا يجوز التأخيعر بشرط العزم على الفععل فعي‬
‫المستقبل‪ ،‬وأن ل يتضيقا عليه‬

‫[ ‪] 322‬‬

‫بنذر‪ ،‬أو قضاء‪ ،‬أو خوف عضب‪ ،‬أو تلف مال بقرينة‪ ،‬ولو ضعيفة‪ .‬وقيل يجب ‪ -‬على القادر ‪ -‬أن ل‬
‫يترك الحعج فعي كعل خمعس سعنين ‪ -‬لخعبر فيعه‪( .‬فرع) تجعب إنابعة ععن ميعت عليعه نسعك معن تركتعه ‪ -‬كمعا‬
‫تقضى منه ديونه ‪ -‬فلو لم تكن له تركة‪ ،‬سن لوارثه أن‬

‫[ ‪] 323‬‬

‫يفعله عنعه‪ ،‬فلو فعله أجنعبي‪ ،‬جاز‪ ،‬ولو بل إذن‪ ،‬وععن آفاقعي معضوب عاجعز ععن النسعك بنفسعه‪:‬‬
‫لنحو زمانة‪ ،‬أو مرض ل يرجى برؤه ‪ -‬بأجرة مثل فضلت عما يحتاجه المعضوب يوم الستئجار‪ ،‬وعما عدا‬
‫مؤنة نفسه وعياله‬

‫[ ‪] 324‬‬

‫بعده‪ ،‬ول يصح أن يحج عن معضوب بغير إذنه‪ ،‬لن الحج يفتقر للنية‪ ،‬والمعضوب أهل لها وللذن‪.‬‬
‫(أركانعه) أي الحعج‪ :‬سعتة‪ .‬أحدهعا‪( :‬إحرام) بعه‪ ،‬أي بنيعة دخول فيعه‪ ،‬لخعبر‪ :‬إنمعا العمال بالنيات‪ .‬ول يجعب‬
‫تلفظ بها‪ ،‬وتلبية‪ ،‬بل يسنان فيقول بقلبه ولسانه‪ :‬نويت الحج‪ ،‬وأحرمت به لله تعالى ‪ -‬لبيك اللهم لبيك‬
‫إلى آخره‪.‬‬

‫[ ‪] 325‬‬

‫(و) ثانيهعا‪( :‬وقوف بعرفعة) أي حضوره بأي جزء منهعا ولو لحظعة‪ ،‬وإن كان نائمعا‪ ،‬أو مارا‪ ،‬لخعبر‬
‫الترمذي‪ :‬الحعج عرفعة وليعس منهعا‪ :‬مسجد إبراهيم عليعه السعلم‪ ،‬ول نمرة‪ .‬والفضعل للذكعر تحري موقفعه‬
‫(ص)‪ ،‬وهعو عنعد الصعخرات المعروفعة‪ .‬وسعميت عرفعة‪ ،‬قيعل‪ :‬لن آدم وحواء تعارفعا بهعا‪ ،‬وقيعل غيعر ذلك‪.‬‬
‫ووقته (بين زوال)‬
‫[ ‪] 326‬‬

‫للشمس يوم عرفة‪ ،‬وهو تاسع ذي الحجة‪( ،‬و) بين طلوع (فجر) يوم (نحر)‪ .‬وسن له الجمع بين‬
‫الليل والنهار‪ ،‬وإل أراق دم تمتع ‪ -‬ندبا‪( .‬و) ثالثها‪( :‬طواف إفاضة) ويدخل وقته بانتصاف ليلة النحر‪ ،‬وهو‬
‫أفضل الركان‪ ،‬حتى من الوقوف‪ ،‬خلفا للزركشي‪.‬‬

‫[ ‪] 327‬‬

‫(و) رابعها‪( :‬سعي) بين الصفا والمروة (سبعا) ‪ -‬يقينا ‪ -‬بعد طواف قدوم ما لم يقف بعرفة‪ ،‬أو‬
‫بعد طواف إفاضة‪ .‬فلو اقتصر على ما دون السبع لم يجزه‪ ،‬ولو شك في عددها قبل فراغه أخذ بالقل‪،‬‬
‫لنه المتيقن‪ .‬ومن‬

‫[ ‪] 328‬‬

‫سعى بعد طواف القدوم لم يندب له إعادة السعي بعد طواف الفاضة‪ ،‬بل يكره‪ .‬ويجب أن يبدأ‬
‫فيه في المرة الولى بالصفا ويختم بالمروة ‪ -‬للتباع ‪ -‬فإن بدأ بالمروة لم يحسب مروره منها إلى الصفا‬
‫وذهابعه معن الصعفا إلى المروة مرة وعوده منهعا إليعه مرة أخرى‪ .‬ويسعن ‪ -‬للذكعر ‪ -‬أن يرقعى على الصعفا‬
‫والمروة قدر قامة‪ .‬وأن يمشي أول‬

‫[ ‪] 329‬‬

‫السععي وآخره‪ ،‬ويعدو ‪ -‬الذكعر ‪ -‬فعي الوسعط‪ ،‬ومحلهمعا معروف‪( .‬و) خامسعها‪( :‬إزالة شععر) معن‬
‫الرأس‪ ،‬بحلق أو تقصععير‪ ،‬لتوقععف التحلل عليععه ‪ -‬وأقععل مععا يجزئ ثلث شعرات‪ ،‬فتعميمععه (ص) لبيان‬
‫الفضل‪ ،‬خلفا لمن أخذ منه وجوب التعميم‪ .‬وتقصير المرأة أولى من حلقها‪ ،‬ثم‬

‫[ ‪] 330‬‬

‫يدخل مكة بعد رمي جمرة العقبة والحلق‪ ،‬ويطوف للركن فيسعى إن لم يكن سعى بعد طواف‬
‫القدوم ‪ -‬كما هو الفضل ‪ -‬والحلق والطواف والسعي ل آخر لوقتها‪ .‬ويكره تأخيرها عن يوم النحر‪ ،‬وأشد‬
‫منه‪ :‬تأخيرها عن أيام التشريق‪ ،‬ثم عن خروجه من مكة‪.‬‬

‫[ ‪] 331‬‬

‫(و) سادسها‪( :‬ترتيب) بين معظم أركانه ‪ -‬بأن يقدم الحرام على الجميع‪ ،‬والوقوف على طواف‬
‫الركععن والحلق والطواف على السعععي ‪ -‬إن لم يسععع بعععد طواف القدوم ‪ -‬ودليله التباع‪( .‬ول تجععبر) أي‬
‫الركان‪( ،‬بدم)‪ .‬وسعيأتي معا يجعبر بالدم‪( .‬وغيعر وقوف) معن الركان السعتة (أركان العمرة) لشمول الدلة‬
‫لهعا‪ ،‬وظاهعر أن الحلق يجعب تأخيره ععن سععيها‪ ،‬فالترتيعب فيهعا فعي جميعع الركان‪( .‬تنعبيه) يؤديان بثلثعة‬
‫أوجة‪ :‬إفراد‪ :‬بأن يحج ثم يعتمر‪ .‬وتمتع‪ :‬بأن يعتمر ثم يحج‪ .‬وقران‪ :‬بأن يحرم بهما‬

‫[ ‪] 332‬‬

‫معا‪ .‬وأفضلها‪ :‬إفراد ‪ -‬إن اعتمر عامه ‪ -‬ثم تمتع‪ .‬وعلى كل من المتمتع والقارن‪ :‬دم ‪ -‬إن لم يكن‬
‫من حاضري المسجد الحرام ‪ -‬وهم من دون مرحلتين‪.‬‬

‫[ ‪] 333‬‬

‫(وشروط الطواف) ستة‪ :‬أحدها‪( :‬طهر) عن حدث وخبث‪( .‬و) ثانيها‪( :‬ستر) لعورة قادر‪ ،‬فلو زال‬
‫فيه جدد‪ ،‬وبنى على طوافه‪ ،‬وإن تعمد ذلك‪ ،‬وطال الفصل‪.‬‬
‫[ ‪] 334‬‬

‫(و) ثالثها‪( :‬نيته)‪ :‬أي الطواف‪( ،‬إن استقل) بأن لم يشمله نسك كسائر العبادات‪ ،‬وإل فهي سنة‪.‬‬
‫(و) رابعها‪( :‬بدؤه بالحجر السود محاذيا له) في مروره (ببدنه)‪ :‬أي بجميع شقه اليسر‪ .‬وصفة‬

‫[ ‪] 335‬‬

‫المحاذاة‪ :‬أن يقعف بجانبعه معن جهعة اليمانعي ‪ -‬بحيعث يصعير جميعع الحجعر ععن يمينعه ‪ -‬ثعم ينوي‪ ،‬ثعم‬
‫يمشي مستقبلة حتى يجاوزه‪ ،‬فحينئذ ينفتل ويجعل يساره للبيت‪ ،‬ول يجوز استقبال البيت إل في هذا‪.‬‬

‫[ ‪] 336‬‬

‫(و) خامسها‪( :‬جعل البيت عن يساره) مارا تلقاء وجهه‪ ،‬فيجب كونه خارجا بكل بدنه حتى بيده‬
‫ععن شاذروانعه وحجره ‪ -‬للتباع ‪ -‬فإن خالف شيئا معن ذلك لم يصعح طوافعه‪ ،‬وإذا اسعتقبل الطائف ‪ -‬لنحعو‬
‫دعاء ‪ -‬فليحترز عن أن يمر منه أدنى جزء قبل عوده إلى جعل البيت عن يساره‪ .‬ويلزم من قبل الحجر‬
‫أن يقر قدميه في‬

‫[ ‪] 337‬‬

‫محلهمعا حتعى يعتدل قائمعا‪ ،‬فإن رأسعه ‪ -‬حال التقبيعل ‪ -‬فعي جزء معن البيعت‪( .‬و) سعادسها‪( :‬كونعه‬
‫سععبعا) يقينععا‪ ،‬ولو فععي الوقععت المكروه‪ ،‬فإن ترك منهععا شيئا ‪ -‬وإن قععل ‪ -‬لم يجزئه‪( .‬وسععن أن يفتتععح)‬
‫الطائف (باستلم الحجر) السود بيده‪( ،‬و) أن (يستلمه في كل طوفة)‪ ،‬وفي الوتار‬

‫[ ‪] 338‬‬

‫آكعد‪ ،‬وأن يقبله‪ ،‬ويضعع جبهتعه عليعه‪( ،‬و) يسعتلم (الركعن) اليمانعي‪ ،‬ويقبعل يده بععد اسعتلمه‪( ،‬و) أن‬
‫(يرمل‬

‫[ ‪] 339‬‬

‫‪ -‬ذكعر) فعي الطوفات (الثلث الول معن طواف بعده سععي) بإسعراع مشيعه مقاربعا خطاه‪ ،‬وأن‬
‫يمشعي فعي الربععة الخيرة على هيئتعه ‪ -‬للتباع ‪ -‬ولو ترك الرمعل فعي الثلث الول‪ :‬ل يقضيعه فعي البقيعة‪.‬‬
‫ويسن أن يقرب ‪ -‬الذكر ‪ -‬من البيت‪ ،‬ما لم يؤذ أو يتأذ بزحمة‪ ،‬فلو تعارض القرب منه والرمل‪ :‬قدم‪ ،‬لن‬
‫ما يتعلق بنفس العبادة‪ ،‬أولى من المتعلق بمكانها‪ ،‬وأن يضطبع في طواف يرمل فيه‪ ،‬وكذا في السعي‪:‬‬
‫وهو جعل وسط ردائه تحت منكبه اليمن‪،‬‬

‫[ ‪] 340‬‬

‫وطرفيعه على اليسعر ‪ -‬للتباع ‪ -‬وأن يصعلي بعده ركعتيعن خلف المقام‪ ،‬ففعي الحجعر‪( .‬فرع) يسعن‬
‫أن يبدأ كل من الذكر والنثى بالطواف عند دخول المسجد للتباع‪ ،‬رواه الشيخان ‪ -‬إل أن‬

‫[ ‪] 341‬‬

‫يجعد المام فعي مكتوبعة‪ ،‬أو يخاف فوت فرض‪ ،‬أو راتبعة مؤكدة فيبدأ بهعا ‪ -‬ل بالطواف‪( .‬وواجباتعه)‬
‫أي الحج خمسة‪ ،‬وهو ما يجب بتركه الفدية (إحرام من ميقات) فميقات الحج لمن بمكة‪ :‬هي‪ .‬وهو للحج‬
‫والعمرة للمتوجعه معن المدينعة‪ :‬ذو الحليفعة المسعماة ببئر علي‪ .‬ومعن الشام ومصعر والمغرب‪ :‬الجحفعة‪.‬‬
‫ومن تهامة اليمن‪:‬‬
‫[ ‪] 342‬‬

‫يلملم‪ ،‬ومعن نجعد اليمعن والحجاز‪ :‬قرن‪ .‬ومعن المشرق‪ :‬ذات عرق‪ .‬وميقات العمرة لمعن بالحرم‬
‫الحل‪،‬‬

‫[ ‪] 343‬‬

‫وأفضله الجعرانععة‪ ،‬فالتنعيععم‪ ،‬فالحديبيععة‪ .‬وميقات مععن ل ميقات له فععي طريقععه‪ :‬محاذاة الميقات‬
‫الوارد إن حاذاه فعي بر أو بحعر‪ ،‬وإل فمرحلتان معن مكعة‪ ،‬فيحرم الجائي فعي البحعر معن جهعة اليميعن معن‬
‫الشعب المحرم الذي يحاذي يلملم‪ ،‬ول يجوز له تأخير إحرامعه إلى الوصعول إلى جدة‪ ،‬خلفا لمعا أفتى به‬
‫شيخنا من جواز تأخيره إليها‪ ،‬وعلل‬

‫[ ‪] 344‬‬

‫بأن مسعافتها إلى مكة كمسعافة يلملم إليهعا‪ .‬ولو أحرم من دون الميقات لزمعه دم ‪ -‬ولو ناسعيا‪ ،‬أو‬
‫جاهل ‪ -‬ما لم يعد إليه قبل تلبسه بنسك‪ ،‬ولو طواف قدوم‪ ،‬وأثم غيرهما (ومبيت بمزدلفة) ولو ساعة من‬
‫نصف ثان من ليلة النحر‪،‬‬

‫[ ‪] 345‬‬

‫(و) مبيت (بمنى) معظم ليالي أيام التشريق‪ .‬نعم‪ ،‬إن نفر قبل غروب شمس اليوم الثاني‪ ،‬جاز‬
‫وسعقط عنعه معبيت الليلة الثالثعة ورمعي يومهعا‪ ،‬وإنمعا يجعب المعبيت فعي لياليهعا لغيعر الرعاء وأهعل السعقاية‬
‫(وطواف الوداع) لغير‬

‫[ ‪] 346‬‬

‫حائض‪ ،‬ومكي ‪ -‬إن لم يفارق مكة بعد حجه ‪( -‬ورمي) إلى جمرة العقبة بعد انتصاف ليلة النحر‪،‬‬
‫سبعا‪ ،‬وإلى‬

‫[ ‪] 347‬‬

‫الجمرات الثلث بعد زوال كل يوم من أيام التشريق سبعا سبعا‪ ،‬مع ترتيب بين الجمرات (بحجر)‬
‫أي بما‬

‫[ ‪] 348‬‬

‫يسعمى بعه‪ ،‬ولو عقيقعا وبلورا‪ .‬ولو ترك رمعي يوم‪ ،‬تداركعه فعي باقعي أيام التشريعق‪ ،‬وإل لزمعه دم‪،‬‬
‫بترك ثلث رميات فأكثعر‪( .‬وتجعبر) أي الواجبات بدم‪ ،‬وتسعمى هذه أبعاضعا‪( .‬وسعننه) أي الحعج (غسعل)‪،‬‬
‫فتيمم (لحرام ودخول مكة) ولو حلل ‪ -‬بذي طوى‪( ،‬وقوف) بعرفة‬

‫[ ‪] 349‬‬

‫عشيتهعا‪ ،‬وبمزدلفعة‪ ،‬ولرمعي أيام التشريعق‪( ،‬وتطيعب) البدن‪ ،‬والثوب ولو بمعا له جرم (قعبيله) أي‬
‫الحرام وبعد الغسل‪ ،‬ول يضر استدامته بعد الحرام‪ ،‬ول انتقاله بعرق (وتلبية) وهي‪ :‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬ل‬
‫شريك لك‬

‫[ ‪] 350‬‬
‫لبيعك‪ ،‬إن الحمعد والنعمعة لك‪ ،‬والملك‪ ،‬ل شريعك لك‪ .‬ومعنعى لبيعك‪ :‬أنعا مقيعم على طاعتعك‪ .‬ويسعن‬
‫الكثار منها‪ ،‬والصلة على النبي (ص) وسؤال الجنة‪ ،‬والستعاذة من النار‪ ،‬بعد تكرير التلبية ثلثا‪ .‬وتستمر‬
‫التلبية إلى‬

‫[ ‪] 351‬‬

‫رمعي جمرة العقبعة‪ .‬لكعن ل تسعن فعي طواف القدوم‪ ،‬والسععي بعده‪ ،‬لورود أذكار خاصعة فيهمعا‪،‬‬
‫(وطواف قدوم)‬

‫[ ‪] 352‬‬

‫لنععه تحيععة البيععت‪ ،‬وإنمععا يسععن لحاج أو قارن دخععل مكععة قبععل الوقوف‪ .‬ول يفوت بالجلوس‪ ،‬ول‬
‫بالتأخيعر‪ .‬نععم‪ ،‬يفوت بالوقوف بعرفعة (ومعبيت بمنعى ليلة عرفعة‪ ،‬ووقوف بجمعع) المسعمى الن بالمشععر‬
‫الحرام وهو جبل في آخر مزدلفة‪ ،‬فيذكرون في وقوفهم‪ ،‬ويدعون إلى السفار مستقبلين القبلة ‪ -‬للتباع‬
‫‪( .-‬وأذكار)‪ ،‬وأدعية مخصوصة‬

‫[ ‪] 354‬‬

‫بأوقات وأمكنععة معينععة‪ ،‬وقععد اسععتوعبها الجلل السععيوطي فععي وظائف اليوم والليلة ‪ -‬فليطلبععه‪.‬‬
‫(فائدة) يسن ‪ -‬متأكدا ‪ -‬زيارة قبر النبي (ص)‪ ،‬ولو لغير حاج ومعتمر‪ ،‬لحاديث وردت في فضلها‪ .‬وشرب‬

‫[ ‪] 357‬‬

‫ماء زمزم مستحب‪ ،‬ولو لغيرهما‪ .‬وورد أنه أفضل المياه‪ ،‬حتى من الكوثر‪.‬‬

‫[ ‪] 359‬‬

‫فصل (في محرمات الحرام) (يحرم بإحرام) على ر جل وأنثى (وطعئ) آية‪( * :‬فل رفعث) * أي ل‬
‫ترفثوا‪ .‬والرفث مفسر بالوطئ‪ .‬ويفسد‬

‫[ ‪] 360‬‬

‫بععه الحععج والعمرة‪( .‬وقبلة)‪ ،‬ومباشرة بشهوة‪( .‬واسععتمناء بيععد) ‪ -‬بخلف النزال بنظععر أو فكععر ‪-‬‬
‫(ونكاح)‪ ،‬لخبر‬

‫[ ‪] 361‬‬

‫مسعلم‪ :‬ل ينكعح المحرم ول ينكعح (وتطيعب) فعي بدن أو ثوب بمعا يسعمى طيبعا‪ ،‬كمسعك وعنعبر‪،‬‬
‫وكافور حي أو‬

‫[ ‪] 362‬‬

‫ميت‪ ،‬وورد ومائه‪ ،‬ولو بشد نحو مسك بطرف ثوبه‪ ،‬أو بجعله في جيبه‪ .‬ولو خفيت رائحة الطيب‪،‬‬
‫كالكاذي والفاغية ‪ -‬وهي تمر الحناء ‪ -‬فإن كان بحيث لو أصابه الماء فاحت‪ ،‬حرم‪ ،‬وإل فل‪( ،‬ودهن) بفتح‬
‫أوله (شععر) رأس‪ ،‬أو لحيعة بدهعن‪ ،‬ولو غيعر مطيعب‪ ،‬كزيعت وسعمن‪( .‬وإزالتعه) أي الشععر ولو واحدة معن‬
‫رأسه أو لحيته أو بدنه‪،‬‬
‫[ ‪] 363‬‬

‫نععم‪ ،‬إن احتاج إلى حلق شععر ‪ -‬بكثرة قمعل أو جراحعة ‪ -‬فل حرمعة‪ ،‬وعليعه الفديعة‪ ،‬فلو نبعت شععر‪،‬‬
‫بعينه أو غطاها فأزال ذلك‪ ،‬فل حرمة‪ ،‬وفل فدية‪( .‬وقلم) لظفر‪ ،‬ولو بعضه من يد أو رجل‪ .‬نعم‪ ،‬له قطع‬
‫ما انكسر من ظفره إن‬

‫[ ‪] 364‬‬

‫تأذى بعه ولو أدنعى تأذ‪( .‬ويحرم سعتر رجعل) ‪ -‬ل امرأة ‪( -‬بععض رأس بمعا يععد سعاترا) عرقعا معن‬
‫مخيط أو غير ‪ -‬كقلنسوة‪ ،‬وخرقة ‪ -‬إما ما ل يعد ساترا ‪ -‬كخيط رقيق‪ ،‬وتوسد نحو عمامة‪ ،‬ووضع يد لم‬
‫يقصعد بهعا السعتر ‪ -‬فل يحرم‪ ،‬بخلف معا إذا قصعده على نزاع فيعه‪ ،‬وكحمعل نحعو زنبيعل لم يقصعد بعه ذلك‬
‫أيضا‪ ،‬واستظلل بمحمل وإن‬

‫[ ‪] 365‬‬

‫معس رأسعه‪( ،‬ولبسعه) أي الرجعل (مخيطعا) بخياطعة‪ :‬كقميعص‪ ،‬وقباء‪ ،‬أو نسعج‪ ،‬أو عقعد فعي سعائر‬
‫بدنه‪( ،‬بل عذر)‬

‫[ ‪] 366‬‬

‫فل يحرم على الرجعل سعتر رأس لعذر ‪ -‬كحعر وبرد‪ ،‬ويظهعر ضبطعه هنعا بمعا ل يطيعق الصعبر عليعه‪،‬‬
‫وإن لم يبح التيمم‪ ،‬فيحل مع الفدية‪ ،‬قياسا على وجوبها في الحلق مع العذر‪ .‬ول لبس مخيط إن لم يجد‬
‫غيره‪ ،‬ول قدر‬

‫[ ‪] 367‬‬

‫على تحصعيله‪ ،‬ولو بنحعو اسعتعارة‪ .‬بخلف الهبعة ‪ -‬لعظعم المنعة ‪ -‬فيحعل سعتر العورة بالمخيعط بل‬
‫فديعة‪ ،‬ولبسعه فعي باقعي بدنعه لحاجعة نحعو حعر وبرد معع فديعة‪ .‬ويحعل الرتداء واللتحاف بالقميعص والقباء‪،‬‬
‫وعقعد الزار‪ ،‬وشعد خيعط عليعه ليثبعت‪ :‬ل وضعع طوق القباء على رقبتعه‪ ،‬وإن لم يدخعل يده (و) يحرم (سعتر‬
‫امرأة ‪ -‬ل رجل ‪ -‬بعض وجه) بما‬

‫[ ‪] 368‬‬

‫م (‪ -‬مععا يحرم) بالحرام غيععر الجماع (ذبععح شاة) مجزئة فععي‬


‫يعععد سععاترا (وفديععة) ارتكاب واحععد ‍‬
‫الضحية‪ ،‬وهي‬

‫[ ‪] 369‬‬

‫جذععة ضأن‪ ،‬أو ثنيعة مععز‪( ،‬أو تصعدق بثلثعة آصعع لسعتة) معن مسعاكين الحرم الشامليعن للفقراء‪،‬‬
‫لكل واحد نصف‬

‫[ ‪] 370‬‬

‫صعاع‪( ،‬أو صعوم ثلثعة) أيام‪ .‬فمرتكعب المحرم مخيعر فعي الفديعة بيعن الثلثعة المذكورة‪( .‬فرع) لو‬
‫فعل شيئا من المحرمات ناسيا أو جاهل بتحريمه‪ ،‬وجبت الفدية إن كان إتلفا ‪ -‬كحلق شعر‪ ،‬وقلم ظفر‪،‬‬
‫وقتعل صعيد ‪ -‬ول تجعب إن كان تمتععا ‪ -‬كلبعس‪ ،‬وتطيعب ‪ -‬والواجعب فعي إزالة ثلث شعرات أو أظفار ول‬
‫اتحاد زمان ومكان عرفععا فديععة كاملة‪ ،‬وفععي واحدة‪ :‬مععد طعام‪ .‬وفععي اثنتيععن‪ :‬مدان (ودم ترك مأمور)‬
‫كإحرام‬
‫[ ‪] 371‬‬

‫من الميقات‪ ،‬ومبيت بمزدلفة ومنى‪ ،‬ورمي الحجار‪ ،‬وطواف الوداع‪ ،‬كدم التمتع والقران‪( .‬ذبح)‬
‫أي ذبح شاة تجزئ أضحية في الحرم‪( ،‬ف‍) ‪ -‬الواجب على العاجز عن الذبح فيه ولو لغيبة ماله ‪ -‬وإن وجد‬
‫من يقرضه‪ ،‬أو وجده بأكثر من ثمن المثل ‪( -‬صوم) أيام (ثلثة) فورا بعد إحرام‪( ،‬وقبل) يوم (نحر) ‪ -‬ولو‬
‫مسافرا ‪ -‬فل يجوز‬

‫[ ‪] 372‬‬

‫تأخير شئ منها عنه‪ ،‬لنها تصير قضاء‪ .‬ول تقديمه على الحرام بالحج‪ ،‬الية‪( .‬و) يلزمه أيضا صوم‬
‫(سبعة بوطنه) أي إذا رجع إلى أهله‪ .‬ويسن تواليها ‪ -‬كالثلثة ‪ -‬قال تعالى‪( * :‬فمن لم يجد فصيام ثلثة‬
‫أيام في الحج‪،‬‬

‫[ ‪] 373‬‬

‫وسعبعة إذا رجعتعم) *‪( .‬ويجعب على مفسد نسعك) من حج وعمرة (بوطئ‪ :‬بد نة) بصفة الضحيعة‪،‬‬
‫وإن كان النسك‪ ،‬نفل‪ ،‬والبدنة المرادة الواحد من البل ‪ -‬ذكرا كان أو أنثى ‪ -‬فإن عجز عن البدنة فبقرة‪،‬‬
‫فإن عجز عنها فسبع شياه‪ ،‬ثم يقوم البدنة‪ ،‬ويتصدق بقيمتها طعاما‪ .‬ثم يصوم عن كل مد يوما‪ .‬ول يجب‬
‫شئ على المرأة‪ ،‬بل‬

‫[ ‪] 374‬‬

‫تأثعم‪ .‬وعلم معن قولي بمسعد نسعك‪ :‬أ نه يبطل بوطئ‪ ،‬و مع ذلك يجب مضعي في فاسعده‪( .‬وقضاء‬
‫فورا)‪ ،‬وإن كان نسعكه نفل‪ ،‬لنعه ‪ -‬وإن كان وقتعه موسععا ‪ -‬تضيعق عليعه بالشروع فيعه‪ .‬والنفعل معن ذلك‬
‫يصير بالشروع فيه فرضا‪ :‬أي‬

‫[ ‪] 375‬‬

‫واجعب التمام كالفرض‪ ،‬بخلف غيره معن النفعل‪( .‬تتمعة) يسعن لقاصعد مكعة‪ ،‬وللحاج ‪ -‬آكعد ‪ -‬أن‬
‫يهدي شيئا من النعم يسوقه من بلده‪ ،‬وإل فيشتريه من الطريق ثم من مكة‪ ،‬ثم من عرفة‪ ،‬ثم من منى‪.‬‬
‫وكونعه سعمينا حسعنا‪ ،‬ول يجعب إل بالنذر‪( .‬مهمات) يسعن ‪ -‬متأكدا ‪ -‬لحعر قادر‪ ،‬تضحيعة بذبعح جذع ضأن له‬
‫سنة‪ ،‬أو سقط سنه ‪ -‬ولو قبل تمامها ‪ -‬أو‬

‫[ ‪] 376‬‬

‫ثني معز أو بقر لهمعا سنتان‪ ،‬أو إ بل له خمس سنين بنية أضحية عند ذ بح أو تعيين‪ .‬وهي أفضل‬
‫من الصدقة‪.‬‬

‫[ ‪] 377‬‬

‫ووقتهعا معن راتفاع شمعس نحعر إلى آخعر أيام التشريعق‪ .‬ويجزئ سعبع بقعر أو إبعل ععن واحعد‪ ،‬ول‬
‫يجزئ عجفاء ومقطوععة بععض ذنعب أو أذن أبيعن ‪ -‬وإن قعل ‪ -‬وذات عرج وعور ومرض بيعن‪ ،‬ول يضعر شعق‬
‫أذن‪ ،‬أو خرقها‪.‬‬

‫[ ‪] 378‬‬

‫والمعتمد عدم إجزاء التضحية بالحامل ‪ -‬خلفا لما صححه ابن الرفعة ‪ .-‬ولو نذر التضحية بمعيبة‬
‫أو صغيرة‪ ،‬أو قال‪ :‬جعلتها أضحية‪ ،‬فإنه يلزم ذبحها‪ ،‬ول تجزئ أضحية‪ ،‬وإن اختص ذبحها بوقت الضحية‪،‬‬
‫وجرت مجراها في الصرف‪ .‬ويحرم الكل من أضحية أو هدي وجبا بنذره‪ .‬ويجب التصدق ‪ -‬ولو على فقير‬
‫واحد ‪ -‬بشئ نيئا‬

‫[ ‪] 379‬‬

‫‪ -‬ولو يسعيرا ‪ -‬معن المتطوع بهعا‪ .‬والفضعل‪ :‬التصعدق بكله إل لقمعا يتعبرك بأكلهعا‪ ،‬وأن تكون معن‬
‫الكبعد‪ ،‬وأن ل يأكعل فوق ثلث‪ ،‬والتصعدق بجلدهعا‪ .‬وله إطعام أغنياء ‪ -‬ل تمليكهعم ‪ -‬ويسعن أن يذبعح الرجعل‬
‫بنفسه‪ .‬وأن يشهدها من‬

‫[ ‪] 380‬‬

‫وكعل بعه‪ .‬وكره ‪ -‬لمريدهعا ‪ -‬إزالة نحعو شععر فعي عشعر ذي الحجعة وأيام التشريعق حتعى يضحعي‪.‬‬
‫ويندب لمن تلزمه‬

‫[ ‪] 381‬‬

‫نفقعة فرععه‪ :‬أن يععق عنعه معن وضعع إلى بلوغ‪ ،‬وهعي كضحيعة‪ ،‬ول يكسعر عظعم‪ .‬والتصعدق بمطبوخ‬
‫يبعثه إلى‬

‫[ ‪] 382‬‬

‫الفقراء‪ :‬أحب من ندائهم إليهعا ومن التصدق نيئا‪ .‬وأن يذ بح سابع ولدته‪ ،‬ويسمى فيه‪ ،‬وإن مات‬
‫قبله‪ ،‬بعل يسعن تسعمية سعقط بلغ زمعن نفعخ الروح‪ .‬وأفضعل السعماء‪ :‬عبعد الله‪ ،‬وعبعد الرحمعن‪ .‬ول يكره‬
‫اسم نبي‪ ،‬أو ملك‪ ،‬بل‬

‫[ ‪] 383‬‬

‫جاء فعي التسعمية بمحمعد فضائل عليعة‪ .‬ويحرم التسعمية بملك الملوك‪ ،‬وقاضعي القضاة‪ ،‬وحاكعم‬
‫الحكام‪ .‬وكذا عبد النبي‪ ،‬وجار الله‪ ،‬والتكني بأبي القاسم‪.‬‬

‫[ ‪] 384‬‬

‫وسعن أن يحلق رأسعه ‪ -‬ولو أنثعى ‪ -‬فعي السعابع‪ ،‬ويتصعدق بزنتعه ذهبعا‪ ،‬أو فضعة‪ ،‬وأن يؤذن‪ ،‬ويقرأ‬
‫سورة الخلص‪ ،‬وآية‪( * :‬إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) * بتأنيث الضمير ‪ -‬ولو في الذكر‬
‫‪ -‬في أذنه‬

‫[ ‪] 385‬‬

‫اليمنى‪ ،‬ويقام في اليسرى عقب الوضع‪ .‬وأن يحنكه رجل‪ ،‬فامرأة ‪ -‬من أهل الخير ‪ -‬بتمر‪ ،‬فحلو‬
‫‪ -‬لم تمسعه النار ‪ -‬حيعن يولد‪ .‬ويقرأ عندهعا ‪ -‬وهعي تطلق ‪ -‬آيعة الكرسعي و * (إن ربكعم الله) * اليعة‪،‬‬
‫والمعوذتان‪ ،‬والكثار معن دعاء الكرب‪ .‬قال شيخنعا‪ :‬أمعا قراءة سعورة النعام‪ ،‬إلى‪( * :‬رطعب ول يابعس إل‬
‫فعي كتاب معبين) * يوم يععق ععن المولود‪ ،‬فمعن مبتدعات العوام الجهلة‪ ،‬فينبغعي النكفاف عنهعا‪ ،‬وتحذيعر‬
‫الناس منها ‪ -‬ما أمكن ‪ .-‬انتهى‪.‬‬

‫[ ‪] 386‬‬
‫(فرع) يسن لكل أحد‪ ،‬الدهان غبا‪ ،‬والكتحال بالثمد وترا عند نومه‪ ،‬وخضب شيب رأسه ولحيته‪:‬‬
‫بحمرة أو صععفرة‪ .‬ويحرم حلق لحيععة‪ ،‬وخضععب يدي الرجععل ورجليععه بحناء‪ ،‬خلفععا لجمععع فيهمععا‪ .‬وبحععث‬
‫الذرعي‬

‫[ ‪] 387‬‬

‫كراهة حلق ما فوق الحلقوم من الشعر‪ .‬وقال غيره إنه مباح‪ .‬ويسن الخضب للمفترشة‪ ،‬ويكره‬
‫للخلية‪ .‬ويحرم وشر السنان ووصل الشعر بشعر نجس‪ ،‬أو شعر آدمي‪ ،‬وربطه به ‪ -‬ل بخيوط الحرير‪ ،‬أو‬
‫الصعوف ‪ -‬ويسعتحب أن يكعف الصعبيان أول سعاعة معن الليعل‪ ،‬وأن يغطعي الوانعي ‪ -‬ولو بنحعو عود يعرض‬
‫عليها ‪ -‬وأن يغلق البواب مسميا الله فيهما‪ ،‬وأن يطفى المصابيح عند النوم‪.‬‬

‫[ ‪] 388‬‬

‫(واعلم) أن ذبح الحيوان البري المقدور عليه بقطع كل حلقوم ‪ -‬وهو مخرج النفس ‪ -‬وكل مرئ ‪-‬‬
‫وهو مجرى الطعام تحت الحلقوم ‪ -‬بكل محدد يجرح غير عظم‪ ،‬وسن‪ ،‬وظفر ‪ -‬كحديد ‪ -‬وقصب‪ ،‬وزجاج‪،‬‬

‫[ ‪] 389‬‬

‫وذهعب‪ ،‬وفضعة ‪ -‬يحرم معا مات بثقعل معا أصعابه معن محدد أو غيره ‪ -‬كبندقعة ‪ -‬وإن أنهعر الدم وأبان‬
‫الرأس أو ذبح بكال ل يقطع إل بقوة الذابح‪ ،‬فلذا ينبغي السراع بقطع الحلقوم بحيث ل ينتهي إلى حركة‬
‫المذبوح قبعل تمام القطعع‪ .‬ويحعل الجنيعن بذبعح أمعه إن مات فعي بطنهعا‪ ،‬أو خرج فعي حركعة مذبوح‪ ،‬ومات‬
‫حال‪ .‬أما غير المقدور عليه‬

‫[ ‪] 390‬‬

‫بطيرانه أو شدة عدوه‪ ،‬وحشيا كان أو إنسيا كجمل‪ ،‬أو جدي ‪ -‬نفر شاردا‪ ،‬ولم يتيسر لحوقه حال‬
‫‪ -‬وإن كان لو صبر سكن وقدر عليه ‪ -‬وإن لم يخف عليه نحو سارق ‪ -‬فيحل بالجرح المزهق بنحو سهم‬
‫أو سعيف في أي محل كان‪ ،‬ثم إن أدركه وبه حياة مستقرة‪ ،‬ذبحه ‪ -‬فإن تعذر ذب حه من غيعر تقصعير منه‬
‫حتى مات ‪ -‬كأن اشتغل بتوجيهه‬

‫[ ‪] 391‬‬

‫للقبلة‪ ،‬أو سل السكين فمات قبل المكان‪ ،‬حل‪ ،‬وإل كأن لم يكن معه سكين‪ ،‬أو علق في الغمد‬
‫بحيعث تعسعر إخراجعه‪ ،‬فل‪ .‬ويحرم قطععا رمعي الصعيد بالبندق المعتاد الن ‪ -‬وهعو معا يصعنع بالحديعد ويرمعى‬
‫بالنار ‪ -‬لنعه محرق مذفعف سعريعا غالبعا‪ .‬قال شيخنعا‪ :‬نععم‪ ،‬إن علم حاذق أنعه إنمعا يصعيب نحعو جناح كعبير‪:‬‬
‫فيشقعه فقعط‪ ،‬احتمعل الجواز‪ .‬والرمعي بالبندق المعتاد قديمعا ‪ -‬وهعو معا يصعنع معن الطيعن ‪ -‬جائز ‪ -‬على‬
‫المعتمد ‪ -‬خلفا لبعض المحقين‪.‬‬

‫[ ‪] 392‬‬

‫وشرط الذابعح أن يكون مسعلما ‪ -‬أو كتابيعا ينكعح‪ .‬ويسعن أن يقطعع الودجيعن ‪ -‬وهمعا عرقعا صعفحتي‬
‫عنعق وأن يحعد شفرتعه‪ ،‬ويوجعه ذبيحتعه لقبلة‪ ،‬وأن يكون الذابعح رجل عاقل‪ ،‬فامرأة‪ ،‬فصعبيا‪ .‬ويقول ‪ -‬ندبعا ‪-‬‬
‫عند الذبح‪،‬‬

‫[ ‪] 393‬‬

‫وكذا عنعد رمعي الصعيد ‪ -‬ولو سعمكا ‪ -‬وإرسعال الجارحعة‪ :‬بسعم الله الرحمعن الرحيعم‪ .‬اللهعم صعل‬
‫وسلم على سيدنا محمد‪.‬‬
‫[ ‪] 394‬‬

‫ويشترط فعي الذبيعح ‪ -‬غيعر المريعض ‪ -‬شيآن‪ .‬أحدهمعا‪ :‬أن يكون فيعه حياة مسعتقرة أول ذبحعه ولو‬
‫ظنا‪ ،‬بنحو‬

‫[ ‪] 395‬‬

‫شدة حركعة بعده‪ ،‬ولو وحدهعا ‪ -‬على المعتمعد ‪ -‬وانفجار دم‪ ،‬وتدفقعه إذا غلب على الظعن بقاؤهعا‬
‫فيهما ‪ -‬فإن شك في استقرارها لفقد العلمات حرم‪ .‬ولو جرح حيوان‪ ،‬أو سقط عليه نحو سيف أو عضه‬
‫نحعو هرة ‪ -‬فإن بقيعت فيعه حياة مسعتقرة فذبحعه‪ ،‬حعل‪ .‬وإن تيقعن هلكعه بععد سعاعة‪ ،‬وإل لم يحعل ‪ -‬كمعا لو‬
‫قطع بعد رفع السكين ولو لعذر‪،‬‬

‫[ ‪] 396‬‬

‫ما بقي بعد انتهائها إلى حركة مذبوح‪ .‬قال شيخنا في شرح المنهاج‪ :‬وفي كلم بعضهم أنه لو رفع‬
‫يده لنحعو اضطرابعه فأعادهعا فورا وأتعم الذبعح‪ ،‬حعل‪ ،‬وقول بعضهعم‪ :‬لو رفعع يده ثعم أعادهعا لم يحعل‪ ،‬مفرع‬
‫على عدم الحياة المسعتقرة‪ ،‬عنعد إعادتهعا‪ ،‬أو محمول على معا إذا لم يعدهعا على الفور‪ .‬ويؤيده إفتاء غيعر‬
‫واحد فيما لو انفلتت شفرته فردها حال‪ ،‬أنه يحل‪ .‬انتهى‪ .‬ولو انتهى لحركة مذبوح بمرض‪ ،‬وإن كان سببه‬
‫أكل نبات مضر‪ ،‬كفى ذبحه في‬

‫[ ‪] 397‬‬

‫آخر رمقه‪ ،‬إذ لم يوجد ما يحال عليه الهلك من جرح أو نحوه‪ .‬فإن وجد‪ ،‬كأن أكل نباتا يؤدي إلى‬
‫الهلك‪ ،‬اشترط فيعه وجود الحياة المسعتقرة فيعه عنعد ابتداء الذبعح‪ ،‬ولو بالظعن‪ ،‬بالعلمعة المذكورة بعده‪.‬‬
‫(فائدة) من ذبح تقريا لله تعالى لدفع شر الجن عنه لم يحرم‪ ،‬أو بقصدهم حرم‪ .‬وثانيهما‪ :‬كونه مأكول ‪-‬‬
‫وهو من الحيوان البري‪ :‬النعام‪ ،‬والخيل‪ ،‬وبقر وحش‪ ،‬وحماره‪ ،‬وظبي‪،‬‬

‫[ ‪] 398‬‬

‫وضبععع‪ ،‬وضععب‪ ،‬وأرنععب‪ ،‬وثعلب‪ ،‬وسععنجاب‪ ،‬وكععل لقاط للحععب‪ .‬ل أسععد‪ ،‬وقرد‪ ،‬وصععقر‪ ،‬وطاوس‪،‬‬
‫وحدأة‪،‬‬

‫[ ‪] 399‬‬

‫وبوم‪ ،‬ودرة‪ ،‬وكذا غراب أسعود ورمادي اللون‪ ،‬خلفعا لبعضهعم‪ .‬ويكره جللة ‪ -‬ولو معن غيعر نععم ‪-‬‬
‫كدجاج إن‬

‫[ ‪] 400‬‬

‫وجد فيها ريح النجاسة‪ .‬ويحل أكل بيض غير المأكول‪ ،‬خلفا لجمع‪ .‬ويحرم من الحيوان البحري‪:‬‬
‫ضفدع‪ ،‬وتمساح‪ ،‬وسلحفاة‪ ،‬وسرطان‪ .‬ل قرش‪ ،‬ودنليس على الصح فيهما‪ .‬قال في المجموع‪ :‬الصحيح‬
‫المعتمد أن‬

‫[ ‪] 401‬‬

‫جميعع معا فعي البحعر يحعل ميتتعه إل الضفدع‪ ،‬ويؤيده نقعل ابعن الصعباغ ععن الصعحاب حعل جميعع معا‬
‫فيه‪ ،‬إل الضفدع‪.‬‬
‫[ ‪] 402‬‬

‫ويحعل أكعل ميتعة الجراد والسعمك ‪ -‬إل معا تغيعر فعي جوف غيره‪ ،‬ولو فعي صعورة كلب أو خنزيعر‪.‬‬
‫ويسن ذبح‬

‫[ ‪] 403‬‬

‫كبيرهما الذي يطول بقاؤه‪ .‬ويكره ذبح صغيرهما‪ ،‬وأكل مشوي سمك قبل تطييب جوفه‪ ،‬وما أنتن‬
‫منعه ‪ -‬كاللحعم ‪ -‬وقلي حعي فعي دهعن مغلي‪ .‬وحعل أكعل دود نحعو الفاكهعة ‪ -‬حيعا كان أو ميتعا ‪ -‬بشرط أن ل‬
‫ينفرد عنعه‪ ،‬وإل لم يحعل أكله‪ ،‬ولو مععه ‪ -‬كنمعل السعمن ‪ -‬لعدم تولده منعه ‪ -‬على معا قاله الرداد ‪ -‬خلفعا‬
‫لبعض أصحابنا‪.‬‬

‫[ ‪] 404‬‬

‫ويحرم كععل جماد مضععر لبدن أو عقععل ‪ -‬كحجععر‪ ،‬وتراب‪ ،‬وسععم ‪ -‬وإن قععل‪ ،‬إل لمععن ل يضره ‪-‬‬
‫ومسكر‪ ،‬ككثير أفيون‪ ،‬وحشيش‪ ،‬وبنج‪( .‬فائدة) أفضل المكاسب الزراعة‪ ،‬ثم الصناعة‪ ،‬ثم التجارة‪ .‬قال‬
‫جمع‪ :‬هي أفضلها ‪ -‬ول تحرم معاملة‬

‫[ ‪] 405‬‬

‫معن أكثعر ماله حرام‪ ،‬ول الكعل منهعا ‪ -‬كمعا صعححه فعي المجموع ‪ .-‬وأنكعر النووي قول الغزالي‬
‫بالحرمة‪ ،‬مع أنه تبعه في شرح مسلم‪ .‬ولو عم الحرام الرض جاز أن يستعمل منه ما تمس حاجته إليه‪،‬‬
‫دون ما زاد‪ .‬هذا إن توقع معرفة أربابه‪ .‬وإل صار لبيت المال‪ ،‬فيأخذ منه بقدر ما يستحقه فيه ‪ -‬كما قاله‬
‫شيخنا‪( .‬فرع) نذكر فيه ما يجب على المكلف بالنذر‪ .‬وهو قربة ‪ -‬على ما اقتضاه كلم الشيخين‪ ،‬وعليه‬
‫كثيرون ‪-‬‬

‫[ ‪] 406‬‬

‫بعل بالغ بعضهعم‪ ،‬فقال‪ :‬دل على ندبعه الكتاب‪ ،‬والسعنة‪ ،‬والجماع‪ ،‬والقياس‪ .‬وقيعل مكروه‪ ،‬للنهعي‬
‫عنعه‪ .‬وحمعل الكثرون النهعي على نذر اللجاج‪ ،‬فإنعه تعليعق قربعة بفععل شعئ أو تركعه ‪ -‬كإن دخلت الدار‪ ،‬أو‬
‫إن لم أخرج منها‪،‬‬

‫[ ‪] 407‬‬

‫فلله علي صوم أو صدقة بكذا‪ .‬فيتخير ‪ -‬من دخلها أو لم يخرج ‪ -‬بين ما التزمه وكفارة يمين‪ .‬ول‬
‫يتعيعن الملتزم ‪ -‬ولو حجعا ‪ .-‬والفرع‪ :‬معا اندرج تحعت أصعل كلي‪( .‬النذر‪ :‬التزام) مسعلم‪( ،‬مكلف) رشيعد‪:‬‬
‫(قربة لم تتعين) ‪ -‬نفل كانت أو فرض كفاية ‪ -‬كإدامة وتر‪ ،‬وعيادة مريض‪ ،‬وزيادة رجل قبرا‪ ،‬وتزوج حيث‬
‫سن ‪ -‬خلفا لجمع ‪ -‬وصوم أيام البيض‪ ،‬والثانين‪ .‬فلو وقعت في‬

‫[ ‪] 408‬‬

‫أيام التشريعق أو الحيض‪ ،‬أو النفاس‪ ،‬أو المرض‪ ،‬لم يجعب القضاء ‪ -‬وكصعلة جنازة‪ ،‬وتجهيعز ميعت‪.‬‬
‫ولو نذر صعوم يوم بعينعه‪ ،‬لم يصعم قبله‪ ،‬فإن فععل أثعم ‪ -‬كتقديعم الصعلة على وقتهعا المعيعن ‪ -‬ول يجوز‬
‫تأخيره عنعه ‪ -‬كهعي ‪ -‬بل عذر‪ ،‬فإن فععل صعح‪ ،‬وكان قضاء‪ .‬ولو نذر صعوم يوم خميعس ولم يعيعن‪ ،‬كفاه أي‬
‫خميعس‪ .‬ولو نذر صعلة‪ :‬فيجعب ركعتان بقيام قادر‪ .‬أو صعوما‪ :‬فصعوم يوم أو صعوم أيام فثلثعة‪ .‬أو صعدقة‪،‬‬
‫فمتمول‪،‬‬

‫[ ‪] 409‬‬
‫ويجب صرفه لحر مسكين ‪ -‬ما لم يعين شخصا أو أهل بلد ‪ -‬وإل تعين صرفه له‪ .‬ول يتعين لصوم‬
‫وصعلة مكان عينعه‪ ،‬ول لصعدقة زمان عينعه‪ .‬وخرج بالمسعلم‪ ،‬المكلف‪ :‬الكافعر والصعبي‪ ،‬والمجنون ‪ -‬فل‬
‫يصح نذرهم ‪ -‬كنذر السفيه ‪ ،-‬وقيل يصح من الكافر‪ .‬وبالقربة‪ :‬المعصية ‪ -‬كصوم أيام التشريق‬

‫[ ‪] 410‬‬

‫وصعلة ل سعبب لهعا فعي وقعت مكروه ‪ -‬فل ينعقدان ‪ .-‬وكالمعصعية‪ :‬المكروه ‪ -‬كالصعلة عنعد القعبر‪.‬‬
‫والنذر لحد أبويه أو أولده فقط‪ .‬وكذا المباح‪ :‬كلله علي أن آكل أو أنام‪ .‬وإن قصد تقوية على العبادة‪ ،‬أو‬
‫النشاط لها ‪ -‬ول‬

‫[ ‪] 411‬‬

‫كفارة في المباح‪ ،‬على الصح‪ .‬وبلم تتعين‪ :‬ما تعين عليه من فعل واجب عيني كمكتوبة وأداء ربع‬
‫عشعر مال تجارة وكترك محرم وإنمعا ينعقعد النذر معن المكلف (بلفعظ منجعز) بأن يلتزم قربعة بعه معن غيعر‬
‫تعليعق بشعأ ‪ -‬وهذا نذر تعبرر (كلله على كذا) معن صعلة أو صعوم أو نسعك أو صعدقة أو قراء أو اعتكاف (أو‬
‫علي كذا) وإن لم يقععل لله (أو نذرت كذا) وإن لم يذكععر معهععا لله على المعتمععد الذي صععرح بععه البغوي‬
‫وغيره معن اضطراب طويعل (أو) بلفعظ (معلق) ويسعمى نذر مجازاة وهعو أن يلتزم قربعة فعي مقابلة معا‬
‫يرغب في حصوله من حدوث‬

‫[ ‪] 412‬‬

‫نعمة أو اندفاع نقمة (كان شفاني الله أو سلمني الله فعلى كذا) أو ألزمت نفسي أو واجب على‬
‫كذا وخرج بلفعظ النيعة فل يصعح بمجرد النيعة كسعائر العقود إل باللفعظ‪ .‬وقيعل يصعح بالنيعة وحدهعا‪( ،‬فيلزم)‬
‫عليه (ما التزمه حال في منجز وعند وجود صفة في معلق)‪ .‬وظاهر كلمهم أنه يلزمه الفور بأدائه عقب‬
‫وجود المعلق عليعه ‪ -‬خلفعا لقضيعة كلم ابعن عبعد السعلم ‪ -‬ول يشترط قبول المنذور له فعي قسعمي النذر‬
‫ول القبض‪ ،‬بل يشترط عدم رده‪.‬‬

‫[ ‪] 413‬‬

‫ويصح النذر بما في ذمة المدين ‪ -‬ولو مجهول ‪ -‬فيبرأ حال‪ ،‬وإن لم يقبل ‪ -‬خلفا للجلل البلقيني ‪-‬‬
‫ولو نذر لغيعر أحعد أصعليه أو فروععه معن ورثتعه بماله قبعل مرض موتعه بيوم ملكعه كله معن غيعر مشارك‪،‬‬
‫لزوال ملكعه عنعه‪ ،‬ول يجوز للصعل الرجوع فيعه‪ .‬وينعقعد معلقعا فعي نحعو‪ :‬إذا مرضعت فهعو نذر قبعل مرضعي‬
‫بيوم‪ ،‬وله التصرف قبل حصول المعلق عليه‪.‬‬

‫[ ‪] 414‬‬

‫ويلغعو قوله‪ :‬متعى حصعل لي المعر الفلنعي أجعئ لك بكذا ‪ -‬معا لم يقترن بعه لفعظ التزام‪ ،‬أو نذر‪.‬‬
‫وأفتى جمع فيمن أراد أن يتبايعا فاتفقا على أن ينذر كل للخر بمتاعه‪ ،‬ففعل‪ ،‬صح‪ ،‬وإن زاد المبتدئ‪ :‬إن‬
‫نذرت لي بمتاعك‪ .‬وكثيرا ما يفعل ذلك فيما ل يصح بيعه ويصح نذره‪ .‬ويصح إبراء المنذور له الناذر ‪ -‬عما‬
‫في ذمته‪ .‬قال القاضي‪ :‬ول يشترط معرفة الناذر ما نذر به ‪ -‬كخمس ما‬

‫[ ‪] 415‬‬

‫يخرج له مع معشر‪ ،‬وككل ولد‪ ،‬أو ثمرة يخرج من أمتي أو شجرتي هذه ‪ .-‬وذكر أيضا أنه ل زكاة‬
‫فععي الخمععس المنذور‪ .‬وقال غيره‪ :‬محله إن نذر قبععل الشتداد‪ ،‬ويصععح النذر للجنيععن ‪ -‬كالوصععية له‪ ،‬بععل‬
‫أولى‪ ،‬ل للميعت ‪ -‬إل لقعبر الشيعخ الفلنعي‪ ،‬وأراد بعه قربعة‪ .‬ثعم‪ :‬كإسعراج ينتفعع بعه‪ ،‬أو اطرد عرف ‪ -‬فيحمعل‬
‫النذر له على ذلك‪ .‬ويقع لبعض العوام‪ :‬جعلت هذا للنبي (ص) فيصح ‪ -‬كما بحث ‪ -‬لنه اشتهر في عرفهم‬
‫للنذر‪ ،‬ويصععرف لمصععالح الحجرة النبويععة‪ .‬قال السععبكي‪ :‬والقرب عندي فععي الكعبععة والحجرة الشريفععة‬
‫والمساجد الثلثة‪ ،‬أن من خرج من ماله عن شئ لها واقتضى العرف صرفه في جهة من جهاتها‪ :‬صرف‬
‫إليها واختصت به‪ .‬اه‍‪ .‬قال‬
‫[ ‪] 416‬‬

‫شيخنا‪ :‬فإن لم يقتض العرف شيئا‪ ،‬فالذي يتجه أنه يرجع في تعيين المصرف رأي ناظرها‪ .‬قال‪:‬‬
‫وظاهر أن الحكم كذلك في النذر لمسجد غيرها‪ .‬انتهى‪ .‬وأفتى بعضهم في‪ ،‬إن قضى الله حاجتي فعلي‬
‫للكعبعة كذا‪ ،‬بأنعه غيرهعا‪ .‬انتهعى يتعيعن لمصعالحها‪ ،‬ول يصعرف لفقراء الحرم ‪ -‬كمعا دل عليعه كلم المهذب‬
‫وصعرح به جمع متأخرون‪ .‬ولو نذر شيئا للكع بة ونوى صرفه لقربة معينعة ‪ -‬كالسعراج ‪ -‬تعين صعرفه فيهعا‪،‬‬
‫إن احتيج لذلك‪ ،‬وإل بيع‪ ،‬وصرف لمصالحها ‪ -‬كما استظهره شيخنا ‪ .-‬ولو نذر‬

‫[ ‪] 417‬‬

‫إسعراج نحعو شمعع أو زيعت بسعمجد‪ ،‬صعح ‪ -‬إن كان ثعم معن ينتفعع بعه‪ ،‬ولو على ندور ‪ -‬وإل فل‪ .‬ولو‬
‫نذر إهداء منقول إلى مكععة‪ ،‬لزمععه نقله‪ ،‬والتصععدق بعينععه على فقراء الحرم مععا لم يعيععن قربععة أخرى ‪-‬‬
‫كتطييب الكعبة ‪ -‬فيصرفه إليها‪ .‬وعلى الناذر مؤنة إيصال الهدي إلى الحرم ‪ -‬فإن كان معسرا‪ ،‬باع بعضه‬
‫لنقل الباقي‪ .‬فإن‬

‫[ ‪] 418‬‬

‫تعسر نقله ‪ -‬كعقار‪ ،‬أو حجر رحى ‪ -‬باعه‪ ،‬ولو بغير إذن حاكم‪ ،‬ونقل ثمنه‪ ،‬وتصدق به على فقراء‬
‫الحرم‪ .‬وهل له إمساكه بقيمته أو ل ؟ وجهان‪ .‬ولو نذر الصلة في أحد المساجد الثلثة‪ ،‬أجزأ بعضها عن‬
‫بععض ‪ -‬كالعتكاف ‪ -‬ول يجزئ ألف صعلة فعي غيعر مسعجد المدينعة ععن صعلة نذرهعا فيعه‪ ،‬كعكسعه ‪ -‬كمعا ل‬
‫يجزئ قراءة الخلص عن ثلث القرآن المنذور‪ .‬ومعن نذر إتيان سعائر المسعاجد وصعلة التطوع فيعه‪ ،‬صعلى‬
‫حيث شاء‪ ،‬ولو في بيته‪.‬‬

‫[ ‪] 419‬‬

‫ولو نذر التصدق بدرهم لم يجزئ عنه جنس آخر‪ .‬ولو نذر التصدق بمال بعينه‪ ،‬زال عن ملكه‪ .‬فلو‬
‫قال‪ :‬علي أن أتصعدق بعشريعن دينارا وعينهعا على فلن‪ ،‬أو إن شفعي مريضعي فعلي ذلك‪ :‬ملكهعا ‪ -‬وإن لم‬
‫يقبضهعا ول قبلهعا‪ ،‬بعل وإن رد‪ ،‬فله التصعرف فيهعا‪ ،‬وينعقعد حول زكاتهعا معن حيعن النذر‪ .‬وكذا إن لم يعينهعا‬
‫ولم يردها المنذور له فتصعير دينعا له عليه ويثبت لهعا أحكام الديون من زكاة وغيرهعا‪ .‬ولو تلف المعيعن لم‬
‫يضمنه‪ ،‬إل أن قصر ‪ -‬على ما استظهره شيخنا ‪ .-‬ولو نذر أن يعمر مسجدا معينا أو في موضع معين‪ ،‬لم‬
‫يجز له أن يعمر غيره بدل عنه‪ ،‬ول‬

‫[ ‪] 420‬‬

‫فعي موضعع آخعر‪ .‬كمعا لو نذر التصعدق بدرهعم فضعة لم يجعز التصعدق بدله بدينار لختلف الغراض‪.‬‬
‫(تتمة) اختلف جمع من مشايخ شيوخنا في نذر مقترض مال معينا لمقرضه ما دام دينه في ذمته فقال‬
‫بعضهم ل يصح‪ ،‬لنه على هذا الوجه الخاص غير قربة‪ ،‬بل يتوصل به إلى ربا النسيئة‪ .‬وقال بعضهم يصح‪،‬‬
‫لنعه فعي مقابلة حدوث نعمعة ربعح القرض إن اتجعر بعه‪ ،‬أو فيعه اندفاع نقمعة المطالبعة إن احتاج لبقائه فعي‬
‫ذمته لعسار أو‬

‫[ ‪] 421‬‬

‫إنفاق‪ ،‬ولنه يسن للمقترض أن يرد زيادة عما اقترضه فإذا التزمها بنذر انعقد‪ ،‬ولزمته‪ ،‬فهو حينئذ‬
‫مكافأة إحسعان‪ ،‬ل وصعلة للربعا‪ ،‬إذ هعو ل يكون إل فعي عقعد كعبيع‪ ،‬ومعن ثعم لو شرط عليعه النذر فعي عقعد‬
‫القرض‪ ،‬كان ربعا‪ .‬وقال شيعخ مشايخنعا العلمعة المحقعق الطنبداوي‪ ،‬فيمعا إذا نذر المديون للدائن منفععة‬
‫الرض المرهونعة مدة بقاء الديعن فعي ذمتعه‪ :‬والذي رأيتعه لمتأخري أصعحابنا اليمنييعن معا هعو صعريح فعي‬
‫الصعحة‪ ،‬وممعن أفتعى بذلك شيعخ السعلم محمعد بعن حسعين القماط والعلمعة الحسعين بعن عبعد الرحمعن‬
‫الهدل‪( .‬والله أعلم)‪.‬‬

You might also like