Professional Documents
Culture Documents
تارك الصلاة
تارك الصلاة
(فصل) في حكم تارك الصالة المكتوبة جح ًدا أو ً
مجمعا عليه منها أو فيه خالف واه ،1كذا
ً (من جحد) وهو مكلف (وجوب) الصالة (المكتوبة) أو ركنًا
في «التحفة» ،وفيه نظر؛ إذ ال يكفر بارتكاب المجمع عليه إال إن علم من الدين بالضرورة ،وما فيه خالف ..
معلوما من الدين بالضرورة.
ليس ً
إجماعا وإن فعلها ،ككل معلوم من الدين بالضرورة؛ إذ اإليمان التصديق بما علم من الدين
ً ( ..كفر)
بالضرورة ،وعدم التصديق بذلك ضده ،وهو الكفر.
ّأما غير المكلف ..فمرفوع عنه كل حرج ،فال معصية وال كفر له.
كسال) أو تهاونًا مع اعتقاد وجوبها (أو) ترك (الوضوء) لها ونحوه من واجباتها
(أو تركها) أي :المكتوبة ( ً
إجماعا ،ال أهل القرى2؛ لخالف أبي حنيفة في
ً المعلومة من الدين بالضرورة (أو) ترك (الجمعة) إن وجبت عليه
وجوبها عليهم (و) إن (صلى الظهر) كما في «التحقيق» وغيره ،وهو المعتمد.
وأفتى الغزالي ،وأقره الرافعي وابن الرفعة وصاحب اإلرشاد :أنه إذا قال :أصلي الظهر ..ال يقتل ،أي :وإن
كان مرتكبًا كبيرة بتركها.
قال في «الفتح» :ويقويه أن أبا حنيفة وصاحبيه قالوا :تجزئه الظهر ،إال أن يقال :إنه واه.
( ..فهو مسلم) وإن عصى بتركها؛ لما في الحديث« :إن الله إن شاء ..عفا عنه ،وإن شاء ..عذبه»،
والكافر ال يدخل في ذلك تحت المشيئة.
1ضعيف.
2ولو بلغ األربعين.
التنبيه( :قال في النهاية)
باديٍَة بَعِ َيدةٍ َع ْن
الم ،أو نَح ِوهِ ِم َّمن يجوز خفاؤه علَي ِه ،أو نَ ْشئِ ِه بِ ِ
ْ َ ُ ُ َ ُُ َ ْ ْ اإلس ِ ْ ْ
جاه ًال لِ ُقر ِ ِ ِ
ب َع ْهده بِ ْ ْ
أما من أنْ َكر َذلِك ِ
َ َ ّ َ
صار ُم ْرتَدًّا. العلَ ِ
ماء فَال يَ ُكو ُن ُم ْرتَدًّا بَ ْل يُع ِر ُ
عاد بـَ ْع َدهُ َ
ف ُو ُجوبَها ،فَإ ْن َ ُ
و ّأما خبر مسلم« :بين العبد وبين الكفر ترك الصالة» ..فمحمول على جحدها ،أو على التغليظ.3
مسلما (يجب) على اإلمام أو نائبه دون غيرهما( 4قتله) ولو بصالة واحدة ،لكن بشرط إخراجها
(و) مع كونه ً
عن وقت الضرورة.5
فال يقتله بترك الظهر حتى تغرب الشمس ،وال بترك المغرب حتى يطلع الفجر.
ويقتله في الصبح بطلوع الشمس ،وفي العشاء بطلوع الفجر ،6ال يقال ال يقتل بالحاضرة؛ ألنه لم يخرجها
فورا؛ ألنا نقول :بل يقتل بالحاضرة إذا أمره بها اإلمام أو
عن وقتها ،وال بالفائتة؛ ألنه ال قتل بالقضاء وإن وجب ً
نائبه دون غيرهما في الوقت ،بحيث يبقى منه ما يسع الصالة والطهارة.
وقيل :ما يسع ركعة ،وتوعده بالقتل على إخراجها ،فامتنع حتى خرج وقتها؛ ألنه ٍ
حينئذ معاند للشرع
عنادا يقتضي مثله القتل ،فهو ليس لحاضرة فقط ،وال لفائتة فقط ،بل لمجموع األمرين :األمر ،واإلخراج مع
ً
حاصل كالم الشارح أن تارك الصالة ال يقتل إال بشروط:
.1إخراجها عن وقت الضرورة.
.2بعد أمر اإلمام بالصالة في الوقت.
.3توعده بالقتل على إخراجها.
.4بعد االستتابة إن قلنا بوجوبها( .سيأتي بيانها)
التصميم.
فاسدا ،كأن قال :صليت ،وإن ظن كذبه.
(كسال) :ما لو تركها لعذر ولو ً
ً وخرج بـ
ّ 7إال إذا ُوجد ما يقوم مقامه تماما في العمل اعتمادا على قول الطبيب الثقة.
8
ب" ،ألنه لو صلى مع جحده لها فإنهاالستتابة من الجاحد بإزالة الشبهة الموجودة في ذهنه وال يقتصر على "تُ ْ
المسلم استتابةً أمره بالصالة.
َ مر .و كفى
كافر كما ّ
9هذا الرأي وجيه ،ألن األمر يقوم بإزهاق األرواح.
10أي أن القتل ال يتوقف على االستتابة وإنما هي وجبت من حيث األمر بالمعروف
11و شأنه التخليد فوجب صونه منه.
12إن شاء الله عذبه وإن شاء عفاه
لو قتله َ
(تارك الصالة) إنسان (غير اإلمام أو نائبه) قبل أمر اإلمام له بالصالة ..أثم و ضمنه (أي له
القصاص).
إن قلنا بوجوب االستتابة و قتله إنسان بعد أمر اإلمام له بالصالة وبعد إخراجه عن وقتها ،ففيه خالف:
oمن قال بأن القتل ال يتوقف على االستتابة وإنما من قبيل األمر بالمعروف ..أثم وال ضمان له.
oمن قال بوجوب االستتابة و يتوقف القتل عليها ..أثم و ضمن.
إن قلنا بأن االستتابة مندوبة و قتله إنسان بعد أمر اإلمام له بالصالة وبعد إخراجه عن وقتها ،نُظر:
oإن كان القاتل مثلَه (في هدر دمه كالمرتد أو عليه قصاص أو الزاني المحصن أو تارك الصالة
أيضا) ..أثم و ضمن.
oوإن لم يكن القاتل مثله ..أثم وال ضمان.
وخرج بـ (المكتوبة) :المنذورة المؤقتة ،فال يقتل بتركها؛ ألنها ليست كالمكتوبة.
قال في «الشرح»( :وال يقتل بفائتة بعذر ،وكذا بغير عذر ،وقال :أصليها؛ لتوبته بخالف ما إذا لم يقل
ذلك) اهـ
ومحل قتله بها :إن فاتته بعد أمر اإلمام له بإيقاعها في وقتها ..فامتنع فال قتل بفائتة إال مع ذلك ،كما
مر.
توضيحه كاآلتي ،الفائتة إما بعذر أو بغير عذر:
لو فاتته بعذر ،طلب منه القضاء فقط.
لو فاتته بغير عذر ،نظر :وقال :أصليها أو أقضيها لم يقتل لتوبته .وإذا لم يقل ذلك وبعد أمر اإلمام له
بإيقاعها في وقتها ،قتل( .صار فيه ثالثة شروط).