You are on page 1of 543

‫ش َفوِيّةِ‪،‬‬

‫جهُورة ومن الروف ال ّ‬ ‫@ الباءُ‪ :‬من الُروف الـ َم ْ‬


‫شفَتَيْنِ‪ ،‬ل َتعْمَ ُل الشّفتا ِن ف شيءٍ من الروف ِإلّ فيها وف الفاء واليم‪ .‬قال‬ ‫ي ال ّ‬‫و ُسمّيت َش َفوِيّةً لَن َمخْرَجَها من ب ِ‬
‫الليل بن‬
‫أَحد‪ :‬الروف ال ّذلْ ُق والشّ َفوِيّةُ ستة‪ :‬الراءُ واللم والنون والفاءُ‬
‫ب مَنْ َلفّ‪ ،‬و ُسمّيت الروف ال ّذلْقُ ُذلْقا لَن الذّلقة ف الـمَنْطِق إِنا هي بطَرف َأسَلةِ‬ ‫والبا ُء واليم‪ ،‬يمعها قولك‪ :‬رُ ّ‬
‫اللّسان‪ ،‬و َذلَقُ اللسان ك َذلَ ِق السّنان‪ .‬ولـمّا َذلِ َقتِ الُروفُ الستةُ وُبذِلَ ب ّن اللّسانُ و َسهُلت ف الـمَنْطِقِ كَثُرَت ف‬
‫أَبْنِية الكلم‪ ،‬فليس شي ٌء من بناءِ الُماسيّ التا ّم َيعْرَى منها أَو مِن َبعْضِها‪ ،‬فإِذا ورد عليك خُماسيّ ُمعْرًى من الُروف‬
‫ش َفوِيّة‪ ،‬فاعلم أَنه مُولّد‪ ،‬وليس من صحيح كلم العرب‪ .‬وأَما بناءُ الرّباعي الـمنَْبسِط فإِن الُمهور الَكث َر منه‬ ‫ال ّذلْقِ وال ّ‬
‫ت نَح ٌو من َعشْر‪ ،‬و َمهْما جا َء من ا ْس ٍم رُباع ّي مُنَْبسِطٍ ُمعْرًى من الروف‬ ‫ل َيعْرى من بَعض الُروف ال ّذلْقِ إِل َكلِما ٌ‬
‫الذلق والشفوية‪ ،‬فإِنه ل ُيعْرَى من أَحَد طَ َرفَي الطّلقةِ‪ ،‬أَو كليهما‪ ،‬ومن السي والدال أَو احداها‪ ،‬ول يضره ما خالَطه‬
‫من سائر الُروف الصّْتمِ‪.‬‬

‫ك ِبأَب‪ ،‬فيُشت ّق من ذلك فعل فيقال‪َ :‬بأْبََأ بِهِ‪ .‬قال‬ ‫@بأبأ‪ :‬الليث‪ :‬البَأَْبأَةُ قولُ الِنسان لصاحب ِه بِأَب أَنـتَ‪،‬ومعناهُ أَفـدِي َ‬
‫ومن‬
‫ب من يقول‪ :‬واِبأَبَا أَنتَ‪ ،‬جعلوها كلمةً مبنِيّ ًة على هذا التأْسيس‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬وهذا كقوله يَا وَْيلَتَا‪ ،‬معْناهُ‬ ‫العر ِ‬
‫يا وَْيلَت‪ ،‬فقلبَ الياءَ أَلفا‪ ،‬وكذلكَ يا أَبَتا معناهُ يا أَبَتِي‪ ،‬وعلى هذا توجه قراءة من قرأَ‪ :‬يا أََبتَ إِن‪ ،‬أَراد يا أَبتا‪ ،‬وهو‬
‫يريد يا أَبَت‪ ،‬ث حذفَ الَلفَ‪ ،‬ومن قا َل يَا بِيَبَا حوّلَ المزة يا ًء والَصل‪ :‬يَا بِأَبَا معناه يَا بِأَبِي‪ .‬والفعل من هذا بَأْبأَ يُبَأِْبئُ‬
‫ت به‪ :‬قلتُ له بأَب أَنتَ وأُمي؛ قال‬ ‫ت الصبّ وبَأْبأْ ُ‬ ‫َبأْبَأَةً‪.‬وبَأَْبأْ ُ‬
‫الراجز‪:‬‬
‫وصا ِحبٍ ذِي َغمْرةٍ داجَيْتُه‪،‬‬
‫َبأْبَأْتُهُ‪ ،‬وِإنْ أَبَى َفدّيْتُه‪،‬‬
‫َحتّى أَتى اليّ‪ ،‬وما آذَيْتُه‬
‫ت به قلتُ له‪ :‬بَابَا‪ .‬وقالوا‪ :‬بَ ْأبَأَ‬ ‫وب ْأبَأْته أَيضا‪ ،‬وبأْبأْ ُ‬
‫ت له‪ِ :‬بأَب‪.‬‬ ‫ت بالصبّ بِئْباءً إِذا قل ُ‬
‫الصبّ أَبوهُ إِذا قال له‪ :‬بَابَا‪ .‬وبَأْبَأَ ُه الصبّ‪ ،‬إِذا قال له‪ :‬بَابَا‪ .‬وقال الفَرّاءُ‪َ :‬بأْبأْ ُ‬
‫صبّ‬‫قال ابنُ جِنّي‪ :‬سأَلت أَبا عليّ فقلتُ له‪َ :‬بأْبَ ْأتُ ال ّ‬
‫ت له بابا‪ ،‬فما مثالُ الَبأْبَأَةِ عندكَ الن؟ أَتزنا على‬ ‫َبأْبأَةً إِذا قل ُ‬
‫صلْصَلةِ‬ ‫لفظها ف الَصل‪ ،‬فتقول مثالا الَبقَْبقَةُ بنلة ال ّ‬
‫وال َقلْقَلةِ؟ فقال‪ :‬بل َأزِنُها على ما صارَت إليه‪ ،‬وأَترك ما كانت قبلُ عليه‪ ،‬فأَقولُ‪ :‬ال َفعْلَلة‪ .‬قال‪ :‬وهو كما ذكر‪ ،‬وبه‬
‫انعقادُ هذا الباب‪.‬‬
‫وقال أَيضا‪ :‬إِذا قلت بأَب أَنتَ‪ ،‬فالباء ف َأوّلِ السمِ حرفُ جر بنلة اللمِ ف قولكَ‪ :‬للّه انتَ‪ ،‬فإِذا اشَتقَ ْقتَ من ُه ِفعْ ً‬
‫ل‬
‫صوْتِياّ اسَْتحَا َل ذلك التقدير فقلت‪َ :‬بأْبَأْتُ به بِئباءً‪ ،‬وقد أَكثرت من البَأْبأَة‪ ،‬فالباء الن ف لفظِ الصل‪ ،‬وإِن كان‬ ‫اشتقاقا َ‬
‫قد عُلم أَنا فيما‬
‫ل من باب َسلِسَ وَقلِقَ؛ قال‪:‬‬ ‫اشُْتقّت منهُ زائدٌة للجَرّ؛ وعلى هذا منها الِبأَبُ‪ ،‬فصارَ ِفعْ ً‬
‫يا ِبأَبِي أَنـتَ‪ ،‬ويا َفوْقَ البَِأبْ‬
‫ضَلعِ والعَِنبِ‪ .‬وَبَ ْأَبؤُوه‪َ :‬أظْهَروا‬ ‫فالبَِأبُ النَ بنلةِ ال ّ‬
‫لَطافَةً؛ قال‪:‬‬
‫إِذا ما القبائِ ُل بَأْبَأْنَنا‪ * ،‬فَماذا نُ َرجّي بِبئْبائِها؟‪.‬‬
‫وكذلك تَبأْبؤُوا عليهِ‪.‬‬
‫ص الرأَة ولدَها‪ .‬والبَأْباءُ‪ :‬زَجْرُ‬ ‫والبَأْباءُ‪ ،‬مدودٌ‪ :‬تَ ْرقِي ُ‬
‫شدَ ابنُ الَعراب لرجلٍ‬ ‫السّّنوْر‪ ،‬وهو الغِسّ؛ وأَن َ‬
‫<ص‪> 26:‬‬
‫ف الَيْل‪:‬‬
‫وهُ ّن أَه ُل ما يَتمازَيْن؛ * وهُنّ أَه ُل ما يُبَأْبَيْن‬
‫أَي يقال لا‪ِ :‬بأَب فَ َرسِي َنجّانِي من كذا؛ وما فيهما صِلة معناه‬
‫أَننّ‪ ،‬يعن اليْلَ‪ ،‬أَهْ ٌل للمُناغاةِ بذا الكلمِ كما يُ َرقّصُ‬
‫ضلْنَ‪ .‬وبَأَْبَأ ال َفحْلُ‪ ،‬وهو‬ ‫الصبّ؛ وقوله يَتمازَيْنَ أَي يَتَفا َ‬
‫تَ ْرجِيعُ البا ِء ف َهدِيرهِ‪ .‬وَبأْبأَ الرّجُلُ‪َ :‬أسْرَعَ‪ .‬وبأْبأْنا أَي‬
‫ت تََبأْبُؤا إِذا َع َدوْتُ‪.‬‬ ‫َأسْرَعْنا‪ .‬وتََبأْبأْ ُ‬
‫والُبؤُْبؤُ‪ :‬السيّد الظّريفُ الفيفُ‪ .‬قال الوهري‪ :‬والبؤُْبؤُ‪:‬‬
‫الَصلُ‪ ،‬وقيل الَصلُ الكريُ أَو الَسيسُ‪ .‬وقال شر‪ُ :‬بؤُْبؤُ الرجلِ‪ :‬أَصلُهُ‪ .‬وقال أَبو عَمرو‪ :‬الُبؤُْبؤُ‪ :‬العاِلمُ ا ُلعَّلمُ‪ .‬وف‬
‫الحكم‪ :‬العا ُل مثلُ السّ ْر سُورِ‪ ،‬يقال‪ :‬فلن ف ُبؤْبُؤ الكَ َرمِ‪ .‬ويقال‪ :‬الُبؤُْبؤُ إِنسانُ العَيْن‪ .‬وف التهذيب‪ :‬الُبؤُْبؤُ‪ :‬عَيْ ُر العَيْن‪.‬‬
‫وقال ابن خاَلوَيْهِ‪ :‬البؤْب ُؤ بل َم ّد على مثال ال ُفلْفُل‪ .‬قالَ‪ :‬البؤْبؤُ‪:‬‬
‫ُبؤْب ُؤ العَيْنِ‪ ،‬وأَنشدَ شاهدا على الُبؤْب ِؤ بعن السّيّد قولَ‬
‫الرّاجز ف صفةِ امرأَةٍ‪:‬‬
‫َق ْد فاَقتِ البؤُْبؤَ الْـُبؤَيْبِيَهْ‪ ،‬والِلدُ مِنْها غِ ْرِق ُئ ال ُقوَيْقِيَهْ‬
‫الغِ ْرِقئُ‪ِ :‬قشْرُ البَيْضة‪ .‬والقُويقِيةُ‪ :‬كناية عن البَيْضة‪ .‬قال ابنُ خَاَلوَيْهِ‪ :‬البؤُْبؤُ‪ ،‬بغي مدّ‪ :‬السّيّد‪ ،‬والُبؤَيْبِيَةُ‪ :‬السيّدة‪ ،‬وأَنـشدَ‬
‫لرير‪:‬‬
‫جدِ وُبحْبوحِ الكَ َرمْ‬ ‫ف بؤْبُؤ الـ َم ْ‬
‫وأَمـَا القَال فإِن ُه أَنْشده‪:‬‬
‫جدِ وُبؤْبُوءِ الكَ َر ْم‬
‫ف ضِئْضئِ الـ ْ‬
‫وقال‪ :‬وكذا رأَيُتهُ ف شعرِ جرير؛ قال وعلى هذه الرواية(‪)1‬‬
‫(‪ 1‬قوله «وعلى هذه الرواية إل» كذا بالنسخ والراد ظاهر‪ ).‬مع ما ذكره الوهري من كون ِه مثال سُرسُور‪ .‬قال‬
‫وكأَنما لغتان‪ ،‬التهذيب‪ ،‬وأَنشدَ اب ُن السكيت‪:‬‬
‫جؤُه‬ ‫ولكِنْ يَُبأْبِئُ ُه ُبؤْبؤٌ‪ * ،‬وبِئباؤُهُ َحجَأ أَ ْح َ‬
‫جؤُهُ‪َ :‬أفْ َرحُ بهِ‪ .‬ويقالُ فلنٌ ف‬ ‫سكّيت‪ :‬يُبَأْبِئه‪ُ :‬ي َفدّيه‪ُ ،‬بؤُْبؤٌ‪ :‬سيدٌ كريٌ‪ ،‬بِئبْاؤُهُ‪َ :‬ت ْفدِيَتُه‪ ،‬و َحجَأ‪ :‬أَي فَ َرحٌ‪ ،‬أَ ْح َ‬ ‫قال ابن ال ِ‬
‫صدْقٍ‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫ق أَي أَصْلِ ِ‬ ‫ُبؤْبؤِ صِد ٍ‬
‫ص ْدقٍ‪َ * ،‬ن َعمْ‪ ،‬وف َأكْ َرمِ أَصْلِ( ‪)2‬‬ ‫أَنا ف ُبؤْبؤِ ِ‬
‫(‪ 2‬قوله «انا ف بؤبؤ إل» كذا بالنسخ وانظر هل البيت من الجتث وترّفت ف بؤبؤ عن ببؤبؤ أو اختلس الشاعر كلمة‬
‫ف‪).‬‬
‫@بتأ‪ :‬بََتأَ بالكان يَبَْتُأ بُتُوءا‪ :‬أَقامَ‪ .‬وقيل هذه لغة‪ ،‬والفصيح‬
‫بَتَا بُُتوّا‪ .‬وسنذكرُ ذلك ف العتلّ ان شا َء اللّهُ تعال‪.‬‬
‫@بثأ‪ :‬بَثَاءُ‪ :‬مَوضِ ُع مَعْرُوفٌ‪ .‬أَنشدَ الـمُ َفضّلُ‪:‬‬
‫شمْسِ ب ِن َسعْدٍ‪ * ،‬غَداةَ بَثَاءَ‪ ،‬إِذْ َع َرفُوا الَيقِينا‬ ‫سيَ ماءُ عَْب َ‬ ‫بَِن ْف ِ‬
‫ي ف بثا من العتلّ‪ .‬قال ابنُ َبرّي فهذا موضعه‪.‬‬ ‫وقد ذكرهُ الوهر ّ‬
‫@بدأَ‪ :‬ف أَساءِ اللّهِ عزّ وجل الـمُبْدئ‪ :‬هو الذي أَنـشَأَ‬
‫الَشيا َء واخْتَرَعَها ابْتِدا ًء من غيِ سابقِ مثال‪ .‬والَبدْء‪ِ :‬فعْلُ الشيءِ َأوّلُ‪ .‬بَدأَ بهِ وَب َدأَهُ يَْب َدؤُ ُه َبدْءا وأَْبدَأَ ُه وابَْتدَأَهُ‪.‬‬
‫ويقالُ‪ :‬لكَ الَبدْءُ والَبدْأَةُ والبُدْأَةُ والَبدِيئ ُة‬
‫<ص‪>27:‬‬
‫ك َأنْ تَْبدََأ قبل‬
‫والبَداءة والبُداءة بالدّ والَبدَاه ُة على البدلِ أَي ل َ‬
‫ك ف َبدْأَتِنا‬ ‫غيك ف ال ّرمْي وغيهِ‪ .‬وحكى اللحيان‪ :‬كان ذل َ‬
‫وِبدْأَتِنا‪ ،‬بالقصرِ والدّ؛(‪)1‬‬
‫( ‪ 1‬قوله «وحكى اللحيان كان ذلك ف بدأتنا إل» عبارة القاموس وشرحه« و» حكي الليحان قولم ف الكاية‬
‫«كان ذلك » المر «ف بدأتنا مثلثة الباء » فتحا وضما وكسرا مع القصر وال ّد «وف بدأتنا مركة» قال الزهري ول‬
‫أَدري كيف ذلك«وف مبدانا» بالضم «ومبدئنا» بالفتح «مبدأتنا» بالفتح‪).‬‬
‫قال‪ :‬ول أَدري كيف ذلكَ‪ .‬وف مَْبدَأَتِنا عنهُ أَيضا‪ .‬وقد أَْبدَأْنا وبَدأْنا كل ذلك عنه‪ .‬والَبدِيئةُ والبَداءة والبَداهةُ‪َ :‬أوّلُ ما‬
‫ج ُؤكَ‪ ،‬الاء في ِه بدل من المز‪ .‬وَبدِيتُ بالشيءِ َقدّمتُهُ‪ ،‬أَنـصاريّةٌ‪ .‬وَبدِيتُ بالشيءِ وبَدأْتُ‪ :‬ابَْت َدأْتُ‪ .‬وأَْب َدأْتُ با َلمْرِ‬ ‫َي ْف َ‬
‫َبدْءا‪ :‬ابْتَدأْتُ‬
‫به‪ .‬وبَدْأتُ الشيءَ‪َ :‬ف َعلْتُهُ ابْتِداءً‪ .‬وف الديثِ‪ :‬الَيْ ُل مَُبدّأَةٌ يومَ ال ِورْدِ أَي يُْب َدأُ با ف السّ ْق ِي قبلَ الِبِ ِل والغََنمِ‪ ،‬وقد تذفُ‬
‫ي َبدْءٍ‪ ،‬على َفعْلٍ‪ ،‬وبادِي َبدِي ٍء على َفعِيلٍ‪ ،‬أَي‬ ‫المزة فتصيُ أَلفا ساكنةً‪.‬والبَدْءُ والَبدِيءُ‪ :‬ا َلوّلُ؛ ومنهُ قولم‪ :‬ا ْف َعلْهُ بادِ َ‬
‫َأوّلَ شيءٍ‪ ،‬والياءُ من بادِي ساكِن ٌة ف موضعِ النصبِ؛ هكذا يتكلمونَ بهِ‪ .‬قال وربا تركوا هزه لكثرةِ الستعما ِل على ما‬
‫نذكر ُه ف باب العتل‪.‬‬
‫وبادِئُ الرأْيِ‪َ :‬أ ّولُهُ وابْتِداؤُهُ‪ .‬وعند أَهلِ التحقي ِق من الَوائِلِ ما أُ ْد ِركَ قب َل إِنْعامِ النّظرِ؛ يُقال َف َعلَه ف بادئٍ الرأيِ‪ .‬وقال‬
‫ي تُريدُ ُظلْمنا‪ .‬وروي أَيضا‪ :‬أَنتَ باديَ الرأْي ُترِيدُ‬ ‫اللحيان‪ :‬أَنتَ بادئَ ال َرأْي ومُبَْتدَأَ ُه تُرِي ُد ظُلْمنا‪ ،‬أَي أَنتَ ف َأوّلِ الرّأْ ِ‬
‫ت فيما بَدا من الرأْي و َظهَرَ أَي أَنتَ ف ظاهر الرأْي‪ ،‬فان كان هكذا فليس من هذا الباب‪.‬‬ ‫ظُلمنا بغي هز‪ ،‬ومعناهُ أَن َ‬
‫وف التنيل العزيز‪« :‬وما نَراك اتّبعكَ ِإلّ الذينَ ُه ْم أَرا ِذلُنا‬
‫بادِيَ الرّأْيِ» وبادئَ الرّأْيِ؛ قرأَ أَبو عمرو وحده‪ :‬بادئَ الرأْيِ‬
‫ي بغي هز‪ .‬وقال الفَرّاءُ‪ :‬ل‬ ‫بالمز‪ ،‬وسائرُ القرّا ِء قرؤُوا بادِ َ‬
‫ي فهَمزَ كان صوابا‪ .‬وسنذكره أَيضا ف بدا‪.‬‬ ‫تمزوا باديَ الرأْيِ َلنّ العن فيما يظه ُر لنا ويبدو؛ قال‪ :‬ولو أَرادَ ابْتِداءَ الرأْ ِ‬
‫ومعن قراءة أَب عمرو باديَ الرأْيِ أَي َأوّلَ الرأْيِ أَي اتَّبعُوكَ ابْتِداءَ ال َرأْي حي ابْتَدؤوا ينظرونَ‪ ،‬وإِذا َفكّرُوا ل يَتِّبعُوكَ‪.‬‬
‫وقالَ‬
‫ابنُ الَنباري‪ :‬بادئَ‪ ،‬بالمزِ‪ ،‬من َبدَأَ إِذا ابَْتدَأَ؛ قال‪:‬‬
‫ب مَنْ هَم َز ول َي ْهمِزْ بالتّباع على مَذهَب الـمَصدرِ أَي‬ ‫وانْتِصا ُ‬
‫اتّبَعوكَ اتّباعا ظاهرا‪ ،‬أَو اتّباعا مُبْتَدأً؛ قال‪ :‬ويوز اَن يكون‬
‫ك إِلّ الذين هم أَرا ِذلُنا ف ظاهرِ ما نَرى‬ ‫العن ما نَراك اتَّبعَ َ‬
‫منهم‪ ،‬و َطوِيّاتُهم على خِلفِك وعَلى مُواَفقَتنَا؛ وهو منْ بَدا‬
‫يَْبدُو إِذا ظَهَر‪.‬‬
‫لضِرُ‪ :‬فانْطَلقَ إِل أَ َحدِهم بادئَ‬ ‫وف حديثِ الغُلمِ الذي قتله ا َ‬
‫ي رآهُ‬
‫ي َفقَتَله‪ .‬قال اب ُن الَثي‪ :‬أَي ف َأوّلِ رأْ ٍ‬ ‫الرّأْ ِ‬
‫وابتدائِه‪ ،‬ويوز أَن يكون غي مهموز من الُب ُدوّ‪ :‬الظّهور أَي ف ظاهرِ الرّأْيِ والنّظَرِ‪.‬‬
‫ي َبدِيّ ل يهمزُ ‪ .‬قال وهذا نادرٌ لَن ُه ليس على التخفيفِ‬ ‫قالوا ا ْف َعلْهُ بَدءا وَأوّلَ َبدْءٍ‪ ،‬عن ثعلبٍ‪ ،‬وبادِيَ َبدْءٍ وباد َ‬
‫القياسيّ‪ ،‬ولو كان كذلك لا ذكر ههنا‪.‬‬
‫ي بَدوٍ وبادِي بَداءٍ أَي‬ ‫ئ َبدْءٍ فإِنّي أَ ْح َم ُد اللّهَ‪ ،‬وبادِي بَدأَةَ وبادئَ بداءٍ وبدا َبدْ ٍء وَبدْأَ َة َبدْأَةَ وباد َ‬ ‫وقال اللحيان‪ :‬أَما بادِ َ‬
‫أَمـَا َبدْءَ‬
‫ت ف بعضِ أُصول الصحاحِ يقالُ‪:‬‬ ‫الرأْيِ فان أَ ْح َم ُد اللّهَ‪ .‬ورأَي ُ‬
‫ا ْفعَلْه َبدْأَةَ ذي َبدْءٍ وبَدأَةَ ذِي َبدْأَ َة وَبدْأَةَ ذي َبدِي ٍء وَبدْأَةَ بَديءٍ وبَدي َء َبدْءٍ‪ ،‬على َفعْل‪ ،‬وبادِئَ َبدِيءٍ‪ ،‬على َفعِيلٍ‪،‬‬
‫ئ‬
‫وبادِ َ‬
‫َبدِئٍ‪ ،‬على َفعِلٍ‪ ،‬وبَديءَ ذي بَديءٍ أَي‬
‫<ص‪>28:‬‬
‫َأوّلَ َأوّلَ‪.‬وبدأَ ف الَمرِ وعادَ وَأبْدأَ وأَعادَ‪ .‬وقوله تعال‪ :‬وما يُبْدئُ الباطِلُ وما ُيعِيدُ‪ .‬قال الزجاج‪ :‬ما ف موضع نصب أَيْ‬
‫ي شيءٍ ُيعِيدُ‪ ،‬وتكو ُن ما َنفْيا والباطلُ هنا‬ ‫أَيّ شي ٍء يُْبدِئُ الباطلُ وأَ ّ‬
‫خلُقُ إِبلِيسُ ول يَْب َعثُ‪ ،‬واللّهُ جلّ وعزّ هو‬ ‫إِبْليِسُ‪ ،‬أَي وما َي ْ‬
‫الالقُ والباعثُ‪ .‬وَفعَلَه َعوْدَه على َبدْئِه وف َعوْدِه وَبدْئِه وف‬
‫َعوْدَتِه وبَدأَته‪ .‬وتقول‪ :‬ا ْفعَلْ ذلكَ َعوْدا وَبدْءا‪ .‬ويقال‪ :‬ر َجعَ‬
‫ب صلى اللّ ُه عليْ ِه وسَلّم َنفّلَ ف الَبدْأَةِ الرُّبعَ‬‫َعوْدَه على َبدْئِه‪ :‬إِذا رجع ف الطريق الذي جَا َء منه‪ .‬وف الديث‪َ :‬أنّ الن ّ‬
‫وف الرّ ْجعَةِ الثُلثَ‪ ،‬أَرادَ بالَبدْأَ ِة ابتِدا َء َسفَرِ الغَ ْزوِ‬
‫ضتْ سَرِيّ ٌة مِنْ‬ ‫وبالرّجْع ِة القُفُو َل منهُ؛ والعْن كانَ إِذا َنهَ َ‬
‫جُملةِ العسكر الـ ُمقْبِل على ال َعدُوّ فَأ ْوَقعَتْ بطائِف ٍة مِنَ‬
‫ال َع ُدوّ‪ ،‬فما غَِنمُوا كانَ لمْ الرّبُع وَيشْرَ ُك ُهمْ سائِ ُر العَسكر ف‬
‫ثلثةِ أَرباعِ ما غَنِموا‪ ،‬وإِذا َف َعلَتْ ذلك عِْندَ َعوْدِ العسكرِ كانَ‬
‫ل ْم من جيع ما َغِنمُوا الثّلث‪َ ،‬لنّ الكَرّةَ الثانِيَ َة َأشَقّ‬
‫ضعْفِه عند خُروجهم‪ ،‬وهمْ ف ا َلوّلِ أَْنشَطُ وَأشْهى للسّيْرِ‬ ‫عليهم‪ ،‬والَطَر فيها أَعْ َظمُ‪ ،‬وذلك ل ُقوّة الظهر عند دُخولم و َ‬
‫ض َعفُ وَأفْترُ وَأ ْشهَى‬ ‫وا ِلمْعا ِن ف بِل ِد ال َعدُوّ‪ ،‬وهمْ عِْن َد القُفُولِ أَ ْ‬
‫للرّجوعِ إِل َأوْطانمْ‪ ،‬فزادَه ْم لِذلك‪ .‬وف حديث َعِليّ‪ :‬واللّهِ لقد‬
‫جمَ والَوال‪.‬‬ ‫َس ِمعْتُه يقول‪ :‬لَـَيضْرِبُّنكُم على الدّين َعوْدا كما ضَرَبْتُموهم عليه َبدْءا أَي َأوّلً‪ ،‬يعن ال َع َ‬
‫لدَيْبِيةِ‪ :‬يكونُ لم بَدءُ ال ُفجُورِ وثنا ُه أَي َأ ّولُه وآخِرُه‪.‬‬ ‫وف حَديثِ ا ُ‬
‫ئ وما ُيعِيدُ أَي ما يََت َكلّمُ ببادئَةٍ ول عاِئدَةٍ‪ .‬وف الديثِ‪ :‬مََن َعتِ العِراقُ ِدرْهَمها وَقفِيزَها‪ ،‬ومََنعَتِ‬ ‫ويُقا ُل فلن ما يُبدِ ُ‬
‫ث من ُم ْعجِزات سيدِنا‬ ‫الشا ُم مُدْيَها ودِينارَها‪ ،‬ومنعت مِصْرُ ِإرْدَبّها‪ ،‬و ُعدْت مِن حيثُ َبدَأُْتمْ‪ .‬قالَ ابنُ الَثيِ‪ :‬هذا الدي ُ‬
‫رسولْ اللّ ِه صلى اللّ ُه تعال علي ِه وسلم‪ ،‬لَنهُ أَخب با ل يكن‪ ،‬وهو ف عِلم اللّهِ كائن‪ ،‬فَخرَج لفظُه على لفظ الاضِي ودَلّ‬
‫لزْيةِ ف المصار‪.‬‬ ‫ب ِه على رضاه من ُعمَر بنِ الطاب رضيَ اللّهُ عنه با َو ّظفَه على ال َكفَرةِ من ا ِ‬
‫ف عليهم‪ ،‬فصارُوا له بِإسلمهم‬ ‫سقُطُ عنهم ما ُوظّ َ‬ ‫سِلمُون وَي ْ‬ ‫وف تفسي النعِ قولن‪ :‬أَحدُها أَنه علِم اَنم سَُي ْ‬
‫ث َب َدؤُوا‪.‬‬ ‫مانعي؛ويدل عليه قوله‪ :‬و ُعدْتُم مِن حيثُ َبدَأْت‪َ ،‬ل ّن َبدْأَهم‪ ،‬ف ِعلْم اللّهِ‪ ،‬أَنم سَيُسِلمُون‪َ ،‬فعَادُوا مِن حَْي ُ‬
‫ي مِكيالُ أَه ِل الشامِ‪ ،‬وال َقفِيزُ‬ ‫والثان أَنم يَخرُجونَ عن الطّاع ِة وَيعْصون الِمام‪ ،‬فَيمْنَعون ما عليهم من الوَظائفِ‪ .‬وا ُلدْ ُ‬
‫لَهْلِ‬
‫العِراقِ‪ ،‬وا ِلرْدَبّ َلهْل ِمصْرَ‪.‬‬
‫والبتدا ُء ف العَرُوض‪ :‬اسم ِلكُلّ جُزْ ٍء َيعْتَلّ ف َأوّلِ البيتِ‬
‫شوِ البيتِ كالَرْم ف ال ّطوِيلِ‬ ‫بِعلةٍ ل يكون ف شي ٍء من َح ْ‬
‫سمّى كلّ وا ِحدٍ من‬ ‫والوافِرِ والَ َزجِ والُتقارَب‪ ،‬فِإنّ هذه كلها ُي َ‬
‫أَجْزائِها‪ ،‬إِذا اعْتَلّ‪ ،‬ابتداءً‪ ،‬وذلك لنّ فعولن تُحذف منهُ الفا ُء ف‬
‫شوِ البيت البتةَ؛ وكذلك َأوّل مُفاعلت وَأوّل مَفاعيلن يُحذفان ف أَولِ البيت‪،‬‬ ‫البتداءِ‪ ،‬ول تذف الفاء من فعولن ف َح ْ‬
‫ط وما أَشبههُ مـما علّتُه‪ ،‬كعلة أَجزاءِ حَشوهِ‪ ،‬ابتداءً‪ ،‬وزعم الَ ْخفَشُ أَن الليل َجعَلَ‬ ‫ول يُسمى ُمسَْتفْ ِعلُن ف البسي ِ‬
‫ش ِلمَ َجعَلَ فاعِلتُن ابْتداءً‪ ،‬وهي تكون َفعِلتن وفاعِلتن كما تكون‬ ‫فاعلتن ف َأوّلِ الديدِ ابتداءً؛ قال‪ :‬وَل يدرِ الَ ْخفَ ُ‬
‫شوِ‪ .‬وذهبَ على الَ ْخفَشِ َأنّ الَليل جعلَ فاعِلتُن هنا ليست كالَشو لَن َأِلفَها تسقُطُ أَبدا بِل مُعاقبة‪ ،‬وكُلّ‬ ‫لْ‬
‫أَجزاءُ ا َ‬
‫ك بِالِعْللِ‪ .‬وَب َدأَ‬ ‫شوِهِ‪ ،‬فاسه البتداءُ؛ وإِنا ُسمّي ما وقع ف الزءِ ابتداءً لبتدائِ َ‬ ‫ما جاز ف جُزْئهِ ا َلوّلِ ما ل يوز ف َح ْ‬
‫للْقَ َبدْءا وأَْب َدأَه ْم بعن َخَلقَهم‪ .‬وف‬ ‫اللّهُ ا َ‬
‫<ص‪>29:‬‬
‫للْ َق ث يُعيدُه‪ .‬وقالَ‪ :‬إِنّه هو يُْبدِئُ‬ ‫للْقَ‪ .‬وقال‪ :‬وهو الذي يَْبدَُأ ا َ‬ ‫ئ اللّهُ ا َ‬
‫للْقَ‪ .‬وفيه كيفَ يُْبدِ ُ‬ ‫التنيل العزيز‪ :‬اللّ ُه يَْبدَُأ ا َ‬
‫وُيعِيد؛ فا َلوّل مِنَ البادِئِ والثان منَ الُْبدِئِ وِكلهُما صِف ٌة للّهِ َجلِيلَةٌ‪.‬‬
‫والَبدِيءُ‪ :‬ا َلخْلوقُ‪ .‬وبِئ ٌر َبدِيءٌ كَبديع‪ ،‬وال ْمعُ ُب ُدؤٌ‪.‬‬
‫والَبدْءُ والَبدِيءُ‪ :‬البئر الت ُحفِرت ف الِسلم َحدِيث ًة وليست‬
‫حفِر‬
‫بعادِيّةٍ‪ ،‬وتُ ِركَ فيها المز ُة ف أَكث ِر كلمهم‪ ،‬وذلك أَن َي ْ‬
‫ب لا‪ .‬وف حديث ابن السيّب‪ :‬ف حَ ِريِ البئرِ الَبدِيءِ خَمسٌ و ِعشْرونَ ذِراعا‪ ،‬يقول‪ :‬له‬ ‫ت الت ل رَ ّ‬ ‫بئرا ف ا َلرْضِ الَوا ِ‬
‫حفِرَ ف تلكَ المسِ والعشرينَ بئرا‪.‬‬ ‫خَمس وعشرون ذِراعا حَوالَيْها حَرِيُها‪ ،‬ليسَ لَ َح ٍد أَن َي ْ‬
‫وإِنا شُبّهت هذه البئ ُر بالَرضِ الت ُيحْيِيها الرجُ ُل فيكون مالِكا لا‪ ،‬قال‪ :‬وال َقلِيبُ‪ :‬البئرُ العادِيّ ُة ال َقدِيَةُ الت ل يُعلمُ لا‬
‫رَبّ ول حافِرٌ‪ ،‬فليس لَحدٍ أَن يَنْزِ َل على خسيَ ذراعا منها‪ ،‬وذلك أَنا لعامّة الناس‪ ،‬فإِذا نزَلا نازِلٌ مََنعَ غيه؛ ومعن‬
‫النّزو ِل أَن ل يَّتخِذها دارا وُيقِيم عليها‪ ،‬وأَمـا أَن يكون عابِ َر سَبي ٍل فل‪ .‬أَبو عبيدة يقال للرّكِيّةِ‪َ :‬بدِي ٌء وَبدِيعٌ‪ ،‬إِذا‬
‫شدَ‪:‬‬‫ت قبلَك‪ ،‬فهي َخفِيّةٌ‪ ،‬و َزمْ َزمُ َخفِيّةٌ لنا لِسعِيل فاندَفنت‪ ،‬وأَن َ‬ ‫َحفَرْتا أَنت‪ ،‬فإِن أَصَبْتها قد ُحفِرَ ْ‬
‫صبُ أَعْقارَ حِياض البُودانْ‬ ‫حتْ‪ ،‬قَبْ َل أَذانِ الفُرْقانْ‪َ * ،‬تعْ ِ‬ ‫َفصَّب َ‬
‫قال‪ :‬البُودانُ ال ُقلْبانُ‪ ،‬وهي الرّكايا‪ ،‬واحدها َبدِيءٌ؛ قال‬
‫الَزهري‪ :‬وهذا مقلوبٌ‪ ،‬والَص ُل ُبدْيانٌ‪ ،‬ف َقدّمَ اليا ًء وج َعلَها واوا؛ والفُرقانُ‪ :‬الصّبْحُ‪ ،‬والَبدِيءُ‪ :‬ال َعجَبُ‪ ،‬وجاءَ بأَمرٍ‬
‫َبدِيءٍ‪ ،‬على َفعِيلٍ‪ ،‬أَيْ عَجيبٍ‪.‬‬
‫وَبدِي ٌء مِن َبدَْأتُ‪ ،‬والَبدِيءُ‪ :‬ا َلمْرُ الَبدِيعُ‪ ،‬وَأْبدَأَ الرّجُلُ‪ :‬إِذا جاءَ بهِ‪ ،‬يُقال أَم ٌر َبدِيءٌ‪ .‬قالَ عَبِيدُ بنالَبرَص‪:‬‬
‫فل َبدِيءٌ ول َعجِيبُ‬
‫والَبدْءُ‪ :‬السّيدُ‪ ،‬وقِي َل الشّابّ الـ ُمسْتَجادُ‬
‫ل ْم ُع ُبدُوءٌ‪ .‬والبَدْءُ‪ :‬السَّيدُ ا َلوّ ُل ف‬‫الرأْيِ‪ ،‬الـ ُمسْتشَارُ‪ ،‬وا َ‬
‫سؤْدد‪ .‬قالَ َأ ْوسُ بن َمغْراءَ‬ ‫السّيادةِ‪ ،‬والثُنْيَانُ‪ :‬الذي يَلي ِه ف ال ّ‬
‫س ْعدِيّ‪:‬‬‫ال ّ‬
‫ثُنْيانُنا‪ِ ،‬إنْ أَتا ُهمْ‪ ،‬كا َن َبدْأَ ُهمُ‪ * ،‬وب ْدؤُ ُهمْ‪ ،‬إنْ أَتانا‪ ،‬كانَ ثُنْيانا‬
‫والَبدْءُ‪ :‬ا َل ْفصِلُ‪ .‬والَبدْءُ‪ :‬العَ ْظمُ با عَليهِ مِ َن اللّحمِ‪.‬‬
‫والَبدْءُ‪ :‬خَ ُي عَ ْظمٍ ف الَزُورِ‪ ،‬وقيلَ خَيْ ُر َنصِيبٍ ف‬
‫الَزُور‪ .‬وال ْمعُ أَْبدَا ٌء وُبدُو ٌء مِثلُ َجفْنٍ وأَجْفا ٍن و ُجفُونٍ‪.‬‬
‫قا َل طَرَفةُ بن العبد‪:‬‬
‫و ُهمُ َأيْسا ُر لُقْمانَ‪ ،‬إِذا * أَ ْغَلتِ الشّتْوةُ أَبْدا َء الُ ُزرْ‬
‫شدَ اب ُن السكيت‪:‬‬ ‫ويُقالُ‪َ :‬أ ْهدَى ل ُه َبدْأَةَ الَزُورِأَيْ خَيْرَ الَنصِباءِ‪ ،‬وأَن َ‬
‫جعَلُ‬ ‫حمِ ُي ْ‬
‫سمُ الّل ْ‬‫ي َبدْ ٍء مَ ْق َ‬
‫على أَ ّ‬
‫والَبْداءُ‪ :‬الفَاصِلُ‪ ،‬وا ِحدُها َبدًى‪ ،‬مقصورٌ‪ ،‬وهو أَيْضا‬
‫لزُورِ عَشرَةٌ‪ :‬وَرِكاهَا‬ ‫بَدءٌ‪َ ،‬م ْهمُوزٌ‪ ،‬تقدِيرُ ُه َبدْعٌ‪ .‬وأَْبدَاءُ ا َ‬
‫خذَاهَا وساقاهَا وكَِتفَاهَا و َعضُداها‪ ،‬و ُهمَا َأ َلمُ الَزُورِ‬ ‫وَف ِ‬
‫ِلكَثرَ ِة العُرُوقِ‪.‬‬
‫والُبدْأَةُ‪ :‬الّنصِيبُ مِنْ أَنـصِباءِ الَزُور؛ قالَ الّنمِرُ‬
‫ابن َت ْولَب‪:‬‬
‫حتُ ُب ْدأََتهَا َرقِيبا جانِحا‪ * ،‬والنارُ َت ْلفَحُ وَ ْجهَ ُه بُأوَارِها‬ ‫َفمََن ْ‬
‫<ص‪>30:‬‬
‫حتُ ُبدّتَها‪ ،‬وهي النّصيبُ‪ ،‬وهوَ‬ ‫وروى ابنُ الَعرابّ‪ :‬فمََن ْ‬
‫َمذْكورٌ ف َموْضِعِه؛ وروَى ثعلب رفِيقا جانِحا(‪)1‬‬
‫( ‪ 1‬قوله «جانا» كذا هو ف النسخ بالنون وسيأت ف ب د د باليم‪.).‬‬
‫ب بضمّها كما ترَى‪.‬‬ ‫وف الصّحاحِ‪ :‬الَبدْءُ والَبدْأَةُ‪ :‬النصِيبُ مِنَ الَزو ِر بفَتحِ الباءِ فيهما؛ وهذا ِشعْرُ الّنمِرِ بن َت ْولَ ٍ‬
‫صبَ‪.‬‬ ‫وُبدِئَ الرّجُ ُل يُْبدَُأ َبدْءا فهو مْبدُوءٌ‪ُ :‬ج ِدرَ َأوْ ُح ِ‬
‫قال الكميتُ‪:‬‬
‫ب ُسهَامِها(‪)2‬‬ ‫ت ظواهِرُ ِج ْلدِهِ‪ * ،‬مـمّا ُيصَافِ ُح مِنْ لِي ِ‬ ‫فكأَنّما ُبدَِئ ْ‬
‫(‪ 2‬قوله «سهامها» ضبط ف التكملة بالفتح والضم ورمز له بلفظ معا اشارة إِل أن البيت مروي بما‪).‬‬
‫وقال اللحيان‪ُ :‬بدِئَ الرّجُلُ يُْبدَُأ َبدْءا‪ :‬خَ َرجَ ب ِه بَثْرٌ‬
‫ل َدرِيّ؛ ثّ قال‪ :‬قا َل بعضهم هُو الُدريّ بعينه‪ .‬ورَجُلٌ‬ ‫شِبْ ُه ا ُ‬
‫مَْبدُوءٌ‪ :‬خرَج ب ِه ذلِك‪ .‬وف حديثِ عائِشة رضِي اللّه عنها أَنا‬
‫قالتْ‪ :‬ف اليو ِم الذي ُبدِئَ في ِه رسو ُل اللّه صلّى اللّه علي ِه‬
‫ئ فلنٌ أَي مت مَرِضَ؛ قال‪ :‬ويُسأَلُ ب ِه عن اليّ والـمَّيتِ‪ .‬وَبدََأ من أَرضٍ‬ ‫وسلّم‪ ،‬وَارَأْساه‪ .‬قالَ ابنُ الَثي‪ :‬يُقا ُل مت ُبدِ َ‬
‫ج منها إِل غيها إِبْداءً‪.‬‬ ‫إِل أَرضٍ أُخرى وأَبْدأَ‪ :‬خ َر َ‬
‫وأَبْدأَ الرّجلُ‪ :‬كِناية عن الّنجْو‪ ،‬والسمُ البَداءُ‪ ،‬مدودٌ‪ .‬وأَْب َدأَ الصبّ‪ :‬خَرَجت َأسْنانُ ُه بعد ُسقُوطِها‪.‬‬
‫والُبدْأَةُ‪ :‬هَنَةٌ سوداءُ كأَنا َكمْءٌ ول يُنَت َفعُ با‪ ،‬حكاه أَبو حنيفة‪.‬‬
‫@بذأ‪َ :‬بذَْأتُ الرّج َل َبذْءا‪ :‬إِذا رأَْيتُ منه حالً كرِهْتُها‪.‬‬
‫وَبذَأَْتهُ عَيْن تَْب َذؤُهُ بَذاءً وبذاءة‪ :‬ازْ َدرَتْهُ‬
‫ك مَرْآتُه‪ .‬وَبذَأْتُ ُه أَْب َذؤُهُ‬ ‫واحَْتقَرَتْهُ‪ ،‬ول َتقْبَله‪ ،‬ول ُت ْعجِبْ َ‬
‫َبذْءأً‪ :‬إِذا ذَمــمْتُهُ‪ .‬أَبو زيدٍ‪ ،‬يُقال‪َ :‬بذَأَتْهُ عَيْن َبذْءا إِذا‬
‫صفَ‬ ‫ك وعن َدكَ الش ُي ث ل ترَهُ كذلك‪ ،‬فإِذا رأَيتهُ كما وُ ِ‬ ‫أُطرِيَ ل َ‬
‫ك قلت‪ :‬ما تَْب َذؤُهُ العَيْنُ‪.‬‬ ‫ل َ‬
‫وَبذَأَ الشيءَ‪َ :‬ذمّه‪ .‬وبُذئَ الرّجُلُ‪ :‬إِذا ازْ ُدرِيَ‪ .‬وَبذَأَ‬
‫الَرضَ‪َ :‬ذ ّم مَرْعاها‪ .‬قال‪:‬‬
‫ُأزّيَ ُمسْتَهنئٌ ف الَبدِيءِ‪ * ،‬فَيَ ْرمَأُ فيهِ ول يَْب َذؤُهْ‬
‫ح َمدْه‪.‬‬ ‫ويروى‪ :‬ف الَبدِيّ؛ وكذلِك الـ َموْضِع إِذا ل َت ْ‬
‫وأَرضٌ َبذِيئَ ٌة على مِثا ِل َفعِيلة‪ :‬ل مَرْعى با‪.‬‬
‫صمْته‪.‬‬ ‫وبا َذأْتُ الرّجلَ‪ :‬إِذا خا َ‬
‫ل ْلقَةُ فإِنا هي بِذا ٌء ونِجاءٌ‪.‬‬ ‫شعْب‪ :‬إِذا عَ ُظ َمتِ ا َ‬ ‫وقال ال ّ‬
‫وقِيلَ البِذاءُ‪ :‬الـمُباذأَةُ وهي الـمُفاحَشة‪ .‬يُقال با َذأْتُ ُه بِذاءً‬
‫ومُباذأَةً؛ والنّجاءُ‪ :‬الـمُناجاة‪.‬‬
‫وقال شِ ٌر ف تفس ِي قولِهِ‪ :‬إِنّكَ ما َعِل ْمتُ لَبَذيءٌ ُمغْرِقٌ‪.‬‬
‫ش ال َقوْلِ‪ ،‬ورَجُ ٌل َبذِيءٌ مِن َق ْومٍ‬ ‫قال‪ :‬الَبذِيءُ‪ :‬الفاحِ ُ‬
‫أَْبذِياءَ‪ ،‬والَبذِيءُ‪ :‬الفاحِشُ مِن الرّجالِ‪ ،‬والُنثى َبذِيئةٌ‪ .‬وقد َب ُذؤَ‬
‫يَْب ُذؤُ بذا ًء وبَذاءة‪ ،‬وبعضهم يقول‪َ :‬بذِئَ َيْبذَُأ َبذْءا‪ .‬قال‬
‫أَبو النجم‪:‬‬
‫فاليَومُ َي ْو ُم تَفاضُ ٍل وبَذاء‪،‬‬
‫شدَ‪:‬‬ ‫وامرأَةٌ َبذِيئ ٌة ورَجُ ٌل بَذيءٌ مِ ْن َق ْومٍ أَْبذِياءَ‪ :‬بَيّنُ البَذاءة‪ .‬وأَن َ‬
‫جعِ‬
‫َهذْرَ الَبذِيئةِ‪ ،‬لَيْلَها‪ ،‬ل َت ْه َ‬
‫وامرأَةُ َبذِيّةٌ‪ .‬وسنذكر ف العت ّل ما يتعلق بذلك‪.‬‬
‫<ص‪>31:‬‬
‫@برأ‪ :‬البارئُ‪ :‬مِن أَسا ِء اللّه عزّ وجلّ‪ ،‬واللّه البارئُ‬
‫صوّر‪ .‬وقا َل تعَال‪:‬‬ ‫الذّارِئُ‪ .‬وف التنيلِ العزِيزِ‪ :‬البارِئُ ا ُل َ‬
‫للْقَ ل عن‬ ‫فتُوبُوا إِل بارِِئكُمْ‪ .‬قال‪ :‬البارئُ‪ :‬هو الذي َخلَقَ ا َ‬
‫مِثالٍ‪ .‬قا َل ولذِهِ اللفْظَةِ مِن الخْتِصاصِ ِبلْقِ اليَوانِ ما ليس لا بغَي ِه مِن الخْلوقات‪ ،‬وَقلّما ُتسَْتعْمَ ُل ف غيِ‬
‫اليوانِ‪ ،‬فيُقال‪ :‬برََأ اللّهُ الّنسَمَة و َخلَقَ السّموات والَرضَ‪.‬‬
‫للْقَ يَبْ َرؤُهم بَرءا وبُرُوءا‪:‬‬ ‫قال اب ُن سِيدَه‪ :‬ب َرَأ اللّهُ ا َ‬
‫َخَل َقهُم‪ ،‬يكونُ ذلكَ ف الَواهِ ِر والَعْراضِ‪ .‬وف التنِيلِ‪« :‬مَا‬
‫ب مِنْ‬‫سكُم إِل ف كِتا ٍ‬ ‫ض ول ف أَن ُف ِ‬ ‫ب مِ ْن مُصِيبَةٍ ف ا َلرْ ِ‬ ‫أَصَا َ‬
‫قَبْ ِل َأنْ نَبْ َرأَها» وف الّت ْهذِيبِ‪ :‬والبَرِيّةُ أَيضا‪:‬‬
‫للْقَ أَي‬ ‫للْق‪ ،‬بل َهمْزٍ‪ .‬قا َل الفَرّاءُ‪ :‬ه َي مِ ْن بَرََأ اللّهُ ا َ‬ ‫اَ‬
‫صلُها المْزُ‪ ،‬وقد ترَكَت‬ ‫للْقُ‪ ،‬وأَ ْ‬ ‫َخَل َقهُم‪ .‬والبَرِيّةُ‪ :‬ا َ‬
‫ب والذّرّيّةُ‪ .‬وأَه ُل َمكّةَ‬ ‫العَرَبُ َهمْزَها‪ .‬ونظِيهُ‪ :‬الن ّ‬
‫يُخاِلفُونَ غ َيهُم مِ َن العَرَب‪َ ،‬ي ْهمِزُونَ البَريئةَ والنّبءَ‬
‫وال ّذرّيئةَ‪ ،‬مِنْ َذرََأ اللّهُ اللْقَ‪ ،‬وذلِكَ قلِيلٌ‪ .‬قالَ الفرّاءُ‪ :‬وإِذا‬
‫أُ ِخذَت البَرِيّ ُة مِن البَى‪ ،‬وهو التّراب‪ ،‬فأَصلها غي المْزِ‪.‬‬
‫ب على ت ْركِ َهمْزِ هذه الثلثةِ‪ ،‬ول‬ ‫ج َعتِ العَرَ ُ‬ ‫وقالَ اللحيان‪َ :‬أ َ‬
‫يَستثنِ أَه َل مكةَ‪.‬‬
‫ض يَبْ َرُأ ويَبْ ُرؤُ بَرْءا‬
‫ت مِن الـمَرَضِ‪ ،‬وبَ َرأَ الرِي ُ‬ ‫وبَرِْئ ُ‬
‫ت أَبْرُأ بَرْءا‬ ‫وبُرُوءا‪ ،‬وأَه ُل العَالِيَةِ يقولون‪ :‬بَرَأْ ُ‬
‫ض‬
‫وبُروءا‪ ،‬وأَهلُ الِجازِ يقولون‪ :‬بَرَْأتُ مِنَ الرَ ِ‬
‫ب يقولون‪ :‬بَرِئتُ مِنَ الرَضِ‪.‬‬ ‫بَرءا‪ ،‬بالفتحِ‪ ،‬وسائرُ العَرَ ِ‬
‫وأَصْبَ َح بارِئا مِنْ مَرَضِ ِه وبَرِيئا مِنْ قومٍ بِراءٍ‪ ،‬كقولكَ‬
‫صحِيحا وصِحاحا‪ ،‬فذلِكَ ذلك‪ .‬غ َي أَنه إِنا َذ َهبَ ف بِراءٍ إِل أَنه َج ْم ُع بَرِيءٍ‪ .‬قال وقدْ يوزُ َأ ْن يَكون بِرَا ٌء أَيضا جْع‬
‫ب وصِحابٍ‪.‬‬ ‫بارِئٍ‪ ،‬كجائ ٍع وجِياعٍ وصا ِح ٍ‬
‫وقدْ أَب َرأَهُ اللّ ُه مِنْ مَرَضِ ِه إِبراءً‪ .‬قال اب ُن بَرّيّ‪ :‬ل‬
‫ت أَب ُرؤُ‪ ،‬بالضمّ ف الستقبل‪ .‬قال‪ :‬وقد ذكَرهُ‬ ‫يَذكُر الوهَري بَ َرأْ ُ‬
‫سِيبويهِ وأَبو عثمانَ الازِن وغ ُيهُما مِنَ البصرِيي‪ .‬قا َل وإِنا‬
‫ذكَرْتُ هذا َلنّ ب ْعضَهُم َلحّ َن بَشار ب َن بُرْد ف قولهِ‪:‬‬
‫ليّ مِ ْن مَكان‪ ،‬فقالوا‪ * :‬فُ ْز بصَبْرٍ‪ ،‬لعَلّ عَيْنَكَ تبْرُو‬ ‫َنفَرَ ا َ‬
‫َمسّهُ‪ ،‬مِنْ صُدودِ عَبْدةَ‪ ،‬ضُرّ‪ * ،‬فبَنَاتُ ال ُفؤَا ِد ما تسَْتقِرّ‬
‫ب صلّى اللّه عَليْ ِه وسَلّم‪ ،‬قا َل العباسُ‬ ‫وف حدِيثِ مَرَضِ الن ّ‬
‫ضيَ اللّهُ عنهُما‪ :‬كيفَ أَصَْبحَ رسُولُ اللّه صلّى اللّهُ‬ ‫ِلعَِل ّي ر ِ‬
‫ح ْمدِ اللّ ِه بارِئا‪ ،‬أَي مُعافً‪ .‬يقالُ‪:‬‬ ‫علي ِه وسلم؟ قالَ‪ :‬أَصْبَ َح ِب َ‬
‫ت مِنَ الـمَرَضِ أَب َرأُ َبرْءا‪ ،‬بالفتح‪ ،‬فأَنا بارِئٌ؛ وأَب َرأَن اللّ ُه مِنَ الرَض‪.‬‬ ‫بَ َرأْ ُ‬
‫وغيُ أَه ِل الِجا ِز يقولون‪ :‬برِئت‪ ،‬بالكسرِ‪ ،‬بُرْءا‪ ،‬بالضم‪ .‬ومِنْهُ قولُ عبدالرحن بنِ َعوْف لَب بكر رضيَ‬
‫اللّهُ عنهُما‪ :‬أَراكَ بارئا‪.‬‬
‫وف حديثِ الشّرْب‪ :‬فإِنهُ َأ ْروَى وأَبرَى‪ ،‬أَي يُبِئ ُه مِنْ َأَلمِ‬
‫العَطَشِ‪ .‬أَو أَرا َد أَن ُه ل يكونُ مِنْ ُه مَرَضٌ‪ ،‬لَن ُه قدْ جاءَ ف‬
‫حديثٍ آ خر‪ :‬فإِن ُه يُورِثُ الكُبادَ‪ .‬قالَ‪ :‬وهكذا يروى ف الديثِ‬
‫أَبْرى‪ ،‬غ َي َم ْهمُوزةٍ‪ ،‬لَجلِ َأ ْروَى‪.‬‬
‫والبَرَا ُء ف الـ َمدِيدِ‪ :‬الُزْ ُء السّالِ ُم مِنْ زِحَافِ الُعاقبَةِ‪.‬‬
‫سَلمُ‬
‫وكلّ جز ٍء يكِ ُن َأنْ َيدْخُله الزّحافُ كالـمُعاقبَةِ‪ ،‬فَي ْ‬
‫ت مِنَ الدّينِ‪ ،‬والرّجُ ُل‬ ‫منهُ‪ ،‬فهو بَرِيءٌ‪ .‬الَزهَرِي‪ :‬وأَما قولم بَرِْئ ُ‬
‫<ص‪>32:‬‬
‫أَبْرََأ بَراءة‪ ،‬وبَرِئتُ الْيكَ مِ ْن فلنٍ أَبْ َرُأ بَرَاءة‪ ،‬فليسَ فيها غي‬
‫ت مِنَ الـمَرَضِ أَبْ ُرؤُ‬ ‫هذه اللغَةِ‪ .‬قال الَزهَري‪ :‬وقد رووا َبرَأَ ُ‬
‫بُرْءًا‪ .‬قال‪ :‬ول ِندْ فيما لمه َهمْزٌة َف َعلْتُ َأ ْفعُلُ‪ .‬قال‪ :‬وقد‬
‫ت البعِيَ َأهُْنؤُه‪.‬‬
‫ت َأقْ ُرؤُ وهَنَأْ ُ‬
‫استقصى العلماءُ باللغَةِ هذا‪ ،‬فلم يدُوهُ إِل ف هذا الرْف‪ ،‬ث ذك َر قرَأْ ُ‬
‫وقولهُ عزّ وجلّ‪ :‬بَراءة مِن اللّ ِه ورسولهِ‪ ،‬قال‪ :‬ف رَفعِ‬
‫ت بَرَاءة مِن اللّهِ ورسولهِ؛ والثان بَرَاءة ابتداءٌ والبُ إِل الذينَ‬ ‫بَرَاءة قولنِ‪ :‬أَحدهُما على خَبِ البِتداءِ‪ ،‬العن‪ :‬هذهِ اليا ُ‬
‫عا َهدُْتمْ‪ .‬قال‪ :‬وِكل ال َق ْولَيَنِ َحسَنٌ‪.‬‬
‫ئ مِنَ‬ ‫وأَبْرأْتُه ِممّا ل عليْ ِه وبَرّأْتُ ُه تَبْرِئةً‪ ،‬وبَرِ َ‬
‫ئ إِليكَ‬
‫ب بَرِ َ‬
‫ا َلمْرِ يَبْرَُأ ويَبْ ُرؤُ‪ ،‬وا َلخِي نا ِدرٌ‪ ،‬بَراءة وبَراءً‪ ،‬ا َلخِية عن اللحيان؛ قالَ‪ :‬وكذلِكَ ف الدّي ِن والعُيو ِ‬
‫ك بَراءة وبَراءً وبُروءا وتبّؤا‪ ،‬وأَب َرَأكَ مِنهُ‬ ‫مِنْ َحقّ َ‬
‫وبَرَّأكَ‪ .‬وف التنيلِ العزيز‪« :‬فبّأَ ُه اللّهُ مـمّا قالوا»‪.‬‬
‫ك وبَراءٌ‪ ،‬وال ْمعُ بِراءٌ‪ ،‬مثل كَ ِريٍ‬ ‫وأَنا بَرِي ٌء مِنْ ذلِ َ‬
‫وكِرامٍ‪ ،‬وبُرَآءُ‪ ،‬مِثل فقِيه وفُقَهاء‪ ،‬وأَبراء‪ ،‬مثل شريفٍ‬
‫وأَشرافٍ‪ ،‬وأَبرِياءُ‪ ،‬مثل َنصِيبٍ وأَْنصِباء‪ ،‬وبَرِيئون وبَراء‪ .‬وقال الفارسي‪ :‬البُرا ُء ج ُع بَريء‪ ،‬وهو مِ ْن بابِ رَخْ ٍل ورُخالٍ‪.‬‬
‫وحكى الفرّا ُء ف َج ْمعِهِ‪:‬‬
‫ف على حذفِ إِحدى المزَتي‪ .‬وقالَ اللحيان‪ :‬أَه ُل الجاز يقولون‪ :‬أَنا مِنك بَراء‪ .‬قال‪ :‬وف التنيل‬ ‫بُراء غي مصرو ٍ‬
‫العزيزِ‪ِ« :‬إنّن بَرا ٌء مـمّا َتعْبُدون»‪.‬‬
‫ت مِن كذا وأَنا بَرا ٌء مِنهُ وخَلءٌ‪ ،‬ل يُثَنّى ول‬ ‫وتَبَرّأْ ُ‬
‫يمَع‪ ،‬لَن ُه مصدَرٌ ف الَصْل‪ ،‬مِثل َسمِ َع َسمَاعا‪ ،‬فإِذا قلت‪ :‬أَنا‬
‫بَرِي ٌء مِن ُه و َخِليّ منهُ ثنّيت و َجمَعْت وأَنّثْت‪ .‬ولغةُ تي ٍم وغيهم مِن العَرَب‪ :‬أَنا بَرِيءٌ‪.‬‬
‫وف غ ِي موضعٍ مِن القرآنِ‪ :‬إِن بَرِيءٌ؛ والُنثى بَريئَةٌ‪ ،‬ول يُقال‪ :‬بَرَاءة‪ ،‬وهُما بَريئتانِ‪ ،‬والم ُع بَرِيئات‪ ،‬وحكى اللحيان‪:‬‬
‫ت وبَرايا كخَطايا؛ وأَنا البَاءُ مِنهُ‪ ،‬وكذلِكَ الثنان والمعُ والؤَنث‪ .‬وف التنيلِ العزيز‪« :‬إِنن بَراءٌ ما تعبُدون»‪.‬‬ ‫بَرِيّا ٌ‬
‫الَزهري‪ :‬والعَرَبُ تقول‪ :‬ن ُن مِنكَ البَرا ُء والَلءُ‬
‫والواحِد والثنان وال ْم ُع مِنَ الذكّر والؤَنث يُقال‪ :‬بَرا ٌء لَنهُ‬
‫صدَر‪ .‬ولو قال‪ :‬بَرِيء‪ ،‬لقِيلَ ف الثنيِ‪ :‬بَريئانِ‪ ،‬وف المع‪ :‬بَرِيئو َن وبَراءٌ‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫وقال أَبو إِسحق‪ :‬العن ف البَراءِ أَي ذو البَرا ِء منكم‪ ،‬وننُ َذوُو البَرا ِء منكم‪ .‬وزا َد الَص َمعِي‪ :‬ن ُن بُرَآء على ُفعَلء‪ ،‬وبِراء‬
‫ت وبَرايا‪ .‬الوهري‪ :‬رج ٌل بَرِي ٌء وبُرا ٌء مثلُ‬ ‫على فِعالٍ‪ ،‬وأَبْرِياء؛ وف الؤَنث‪ :‬إِنن بَرِيئ ٌة وبَرِيئتانِ‪ ،‬وف ال ْمعِ بَرِيئا ٌ‬
‫َعجِيبٍ وعُجابٍ‪.‬‬
‫ف ف بُراءٍ أَنه جعٌ ل وا ِحدٌ‪،‬‬ ‫وقال ابن بَرّيّ‪ :‬العرو ُ‬
‫وعلي ِه قولُ الشاعِر‪:‬‬
‫ب يَجنُبُها رِجالٌ‪ * ،‬وَيصْلى‪ ،‬حَرّها‪َ ،‬ق ْومٌ بُراءٌ‬ ‫رأَيتُ الَرْ َ‬
‫قال ومثلهُ لزُهي‪:‬‬
‫الْيكُم إِنّنا َق ْو ٌم بُراءُ‬
‫ص ابن جن على كونِهِ َجمْعا‪ ،‬فقال‪ :‬ي َمعُ َبرِيءٌ على أَرَبعَةٍ‬ ‫ون ّ‬
‫صدِيقٍ‬‫ف وظِرافٍ‪ ،‬وبَرِي ٌء وبُرَآءُ‪ ،‬مثل شَرِيفٍ وشُرفاء‪ ،‬وبَرِيءٌ وأَْبرِياءُ‪ ،‬مِثل َ‬ ‫مِن الُموع‪ :‬بَرِي ٌء وبِراءٌ‪ ،‬مِثل ظَري ٍ‬
‫ع على فُعالٍ نو ُتؤَا ٍم ورُباءٍ(‪)1‬‬ ‫وأَصدِقاء‪ ،‬وبَريءٌ وبُراءٌ‪ ،‬مثل ما جاءَ مِنَ الُمو ِ‬
‫(‪ 1‬الصواب أن يقال ف جعها‪ :‬رُبَاب بالباء ف آخره وهو الذي ذكره الصنّف وصاحب القاموس وغيها ف مادة رب‬
‫ب «أحد تيمور») ف جعِ َتوْأَم ورُبّى‪.‬‬
‫<ص‪>33:‬‬
‫ابنُ الَعراب‪ :‬بَرِئَ إِذا َتلّصَ‪ ،‬وبَرِئَ إِذا تَنَزّ َه وتبا َعدَ‪ ،‬وبَرِىءَ‪ ،‬إِذا أَ ْع َذرَ وأَنذَرَ؛ ومنه قولهُ تعال‪ :‬بَراءة مِن‬
‫اللّ ِه ورسولِهِ‪ ،‬أَي إِعْذارٌ وإِنذارٌ‪ .‬وف حديث أَب هُرَيرة رضيَ‬
‫ف قد‬ ‫اللّهُ عنه لا دعاهُ ُعمَرُ إِل العَملِ فأَبَى‪ ،‬فقال عُمر‪ِ :‬إنّ يُوسُ َ‬
‫ل ْكمِ وَأنْ أُقاسَ بهِ؛ ول يُرِ ْد بَراءة‬
‫سأَ َل ال َعمَلَ‪ .‬فقالَ‪ِ :‬إنّ يُو ُسفَ منّي بَرِيءٌ وأَنا مِنْه بَرَاء اي بَرِيءٌ عن مُساواِتهِ ف ا ُ‬
‫الوِلي ِة والـ َمحَبّةِ لَنهُ مأْمورٌ بالِيانِ به‪ ،‬والبَرَاءُ والبَرِي ُء سَواءٌ‪.‬‬
‫وليلةُ البَرا ِء ليل َة يَتَبَرّأُ القم ُر منَ الشمسِ‪ ،‬وهي َأوّلُ ليلة‬
‫من الشهرٍ‪ .‬التهذيب‪ :‬البَا ُء َأوّلُ يو ٍم منَ الشهرِ‪ ،‬وقد أَبْرأَ‪:‬‬
‫اذا دخلَ ف البَراءِ‪ ،‬وهو اوّلُ الشهرِ‪ .‬وف الصحاحِ البَراءُ‪ ،‬بالفتحِ‪:‬‬
‫َأوّلُ ليلةٍ من الشهر‪ ،‬ول يقل ليلةُ البَراءِ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫يا عَيْ ُن َبكّي مالِكا وعَْبسَا‪َ * ،‬ي ْومَا‪ ،‬إِذا كانَ البَرا ُء َنحْسا‬
‫أَي إِذا ل يكن في ِه مَطَرٌ‪ ،‬وهم َيسَْتحِبّونَ الطرَ ف آخِرِ‬
‫الشهرِ؛ وجعهُ أَبْرِئةٌ‪ ،‬حكي ذلك عن ثعلبٍ‪ .‬قال القتيب‪ :‬آخِ ُر ليلة من الشهر تسمى بَراء لتَبَ ّرؤِ القمر فيه من الشمس‪.‬‬
‫ئ مِن هذا الشهر‪ .‬وابنُ البَراء‪َ :‬أوّل يوم من الشهر‪ .‬ابن‬ ‫ابن الَعراب‪ :‬يقال لخر يوم من الشهر البَراء لَنه قد بَرِ َ‬
‫الَعراب‪ :‬البَراءُ من الَيامِ َي ْومُ َس ْعدٍ يُتَ ّبكُ بكل ما يَحدُث فيه‪ ،‬وأَنشد‪:‬‬
‫كــان البَرا ُء َل ُهمْ َنحْسا‪َ ،‬فغَ ّرَقهُـم‪ * ،‬ول َيكُنْ ذاكَ نْسا مُذ سَرَى ال َقمَرُ‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫ِإنّ عبِيدا ل َيكُونُ ُغسّا‪ * ،‬كما البَراءُ ل َيكُونُ نْسا( ‪)1‬‬
‫سَلمُ‬‫وكلّ جز ٍء يكِ ُن َأنْ َيدْخُله الزّحافُ كالـمُعاقبَةِ‪ ،‬فَي ْ‬
‫(‪ 1‬قوله «عبيدا» كذا ف النسخ والذي ف الساس سعيدا‪).‬‬
‫أَبو عمرو الشيبان‪ :‬أَبْرَأَ الرّجُل‪ :‬إِذا صا َدفَ بَرِيئا‪ ،‬وهو‬
‫سبُ هذا غي صحيح؛ قال‪ :‬والذي أَعرفه أَبَرْت‪ :‬إِذا صا َد ْفتَ بَرِياّ‪ ،‬وهو ُسكّر‬ ‫صبُ السكر‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬أَ ْح َ‬ ‫َق َ‬
‫الطّبَ ْرزَدِ‪.‬‬
‫ت شَرِيكي‪:‬‬ ‫وبارَْأتُ الرّجل‪ :‬بَرِْئتُ اليه وبَرِئَ ِإلّ‪ .‬وبارَأْ ُ‬
‫إِذا فا َرقْتَه‪ .‬وبارأَ الرأَةَ والكَرِيّ مُبارأَ ًة وبِراءً‪ :‬صاَلحَهما‬
‫على الفِراق‪.‬‬
‫والستِباءُ‪ :‬أَن َيشْتَرِيَ الرّج ُل جارِيةً‪ ،‬فل يَ َطؤُها حت‬
‫ض عنده حَيْض ًة ث تَ ْطهُرَ؛ وكذلك إِذا سبَاها ل يَطَأْها حت‬ ‫َتحِي َ‬
‫لمْل‪.‬‬ ‫ب بَراءَتا من ا َ‬ ‫َيسْتـبْ ِرئَها ِبحَْيضَةٍ‪ ،‬ومعناهُ‪َ :‬طلَ ُ‬
‫واسَْتبْرأْتُ ما عندك‪ :‬غيُه‪.‬‬
‫اسْتَبْرَأَ الرأَةَ‪ :‬إِذا ل يَطَأْها حت تِيضَ؛ وكذلك اسْتَبْ َرأَ‬
‫ال ّر ِحمَ‪ .‬وف الديث ف اسْتِبْراء الارية‪ :‬ل َي َمسّها حت تَبْ َرأَ‬
‫رَ ِحمُها ويَتَبَيّنَ حالا هل هي حامِلٌ أَم ل‪ .‬وكذلك السْتِبْراءُ‬
‫الذي ُيذْكَر مع السْتِنْجاء ف الطّهارة‪ ،‬وهو أَن َيسَْتفْرِغَ‬
‫ضعَه و َمجْراه‪ ،‬حت يُبْرِئَهما منه أَي‬ ‫َبقِيّةَ البول‪ ،‬ويَُنقّي َموْ ِ‬
‫يُبِينَه عنهما‪ ،‬كما يَبْ َرأُ من الدّين والـمَرَض‪ .‬والسْتِبْراءُ‪ :‬اسْتِنقاء‬
‫ب بَراءَتَه مِن‬
‫الذّكَر عن البول‪ .‬واسَْتبْرَأ الذّكَرَ‪َ :‬طلَ َ‬
‫َبقِيّةِ بول فيه بتحريكه ونَْترِه وما أَشبه ذلك‪ ،‬حت َي ْعلَم أَنه ل يَبْقَ‬
‫فيه شيء‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬البَرِيءُ‪ :‬الـمُتَفصّي من القَبائح‪،‬‬
‫ب من‬‫الـمُتَنجّي عن الباطل وال َكذِبِ‪ ،‬البعِي ُد مِن التّهم‪ ،‬الّن ِقيّ ال َقلْ ِ‬
‫الشّرك‪ .‬والبَرِيءُ الصحِي ُح الِسمِ والعقلِ‪ .‬والبُ ْرأَةُ‪ ،‬بالضمّ‪:‬‬
‫قُتْر ُة الصائد الت َي ْكمُن فيها‪،‬‬
‫<ص‪>34:‬‬
‫والمع بُرَأ‪ .‬قال الَعشى يصف المي‪:‬‬
‫فَأ ْورَدَها َعيْنا‪ ،‬مِنَ السّيف‪ ،‬رَيّةً‪ * ،‬بِها ُبرَأ مِثْلُ ال َفسِيلِ الـ ُم َكمّمِ‬
‫سئَ َبسَأً‪ :‬أَنِسَ به‪،‬‬ ‫@بسأ‪َ :‬بسَأَ به يَْبسَُأ َبسًْأ وبُسوءا وَب ِ‬
‫وكذلك َبهَأْتُ؛ قال زهي‪:‬‬
‫َبسَ ْأتَ بِنِيّها‪ ،‬و َجوِيتَ عنها‪ * ،‬وعِْن َدكَ‪ ،‬لو َأرَدْتَ‪ ،‬لَها دَواءُ‬
‫ب صلى اللّ ُه عليه وسلَم قال بعد َوقْعة بدرٍ‪:‬‬ ‫وف الديث َأنّ الن ّ‬
‫لو كان أَبو طالبٍ حَيّا لَرأَى سُيُوفَنَا وقد َبسَِئتْ بالَياثِلِ‪.‬‬
‫ستْ‪،‬‬ ‫ت وَبسَأَتْ بفتحِ السي وكسرِها‪ :‬اعْتادَت واسْتَأَْن َ‬ ‫بَسَئ ْ‬
‫والَياثِلُ‪ :‬الَماثِلُ‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬هكذا ُفسّر‪ ،‬وكأَنه من‬
‫الَقلوب‪.‬وَبسََأ بذلكَ ا َلمْ ِر َبسْأً وُبسُوءا‪ :‬مَ َرنَ عليه‪ ،‬فلم َيكْتَرِث‬
‫ِلقُبْحه وما يقال فيه‪ .‬وَبسَأَ به‪ :‬تَهاوَنَ‪ .‬وناقة َبسُوءٌ‪ :‬ل تَنعُ‬
‫الاِلبَ‪ .‬وأَبْسأَنِي فلنٌ فبَسْئتُ به‪.‬‬
‫@بطأ‪ :‬البُطْ ُء والِبْطاءُ‪َ :‬نقِيضُ ا ِلسْراع‪ .‬تقول منه‪ :‬بَ ُطؤَ‬
‫َمجِيئُك وبَ ُط َؤ ف َمشْيِه يَبْ ُطؤُ بُطًْأ وبِطاءً‪ ،‬وأَبْ َطأَ‪ ،‬وتَباطأَ‪،‬‬
‫وهو بَطِيءٌ‪ ،‬ول تقل‪ :‬أَبْطَْيتُ‪ ،‬والمع بِطاءٌ؛ قال زهي(‪:)1‬‬
‫(‪ 1‬أي يدح هرم بن سنان الرّي وقبله‪:‬‬
‫يطعنهم ما ارتوا حت إِذا طعنوا * ضارب حت إِذا ما ضاربوا اعتنقا)‬
‫َفضْلَ الِيا ِد على الَيل البِطاءِ‪ ،‬فل * يُــعْطِي بذلـك َممْنُونـا ول نَزِقـــا‬
‫ومنه الِبْطاءُ والتّبا ُطؤُ‪ .‬وقد اسْتَبْطَأَ وَأبْطَأَ الرجُلُ‪ :‬إِذا‬
‫كانت دَوابّه بطاءً‪ ،‬وكذلك أَبْطأً القومُ‪ :‬إِذا كانت دوابم بِطاءً‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬مَ ْن بَطَّأ به عملُه ل يَْن َفعْه َنسَبُه أَي مَنْ‬
‫ل ل يَْنفَعْه ف‬ ‫سيّءُ أَو َتفْريطُه ف العمل الصا ِ‬ ‫أَخّرَه عملُه ال ّ‬
‫الخر ِة شَ َرفُ النّسبِ‪ .‬وأَبْطأَ عليه ا َلمْرُ‪ :‬تَأَخّرَ‪.‬‬
‫وبَطَّأ عليه با َلمْرِ وأَبْطَأَ به‪ ،‬كِلها‪ :‬أَخّرَهُ‪ .‬وبَطَّأ فلن بفلن‪ :‬إِذا ثَبّطَه عن أَمرٍ عَ َزمَ عليه‪ .‬وما أَبْطَأَ بك وبَطَّأ بك عنا‪،‬‬
‫بعنً‪ ،‬أَي ما أَبْ َطأَ(‪)2‬‬
‫(‪ 2‬كذا بياض بالنسخ وأصل العبارة‬
‫للصحاح بدون تفسي‪ ... ).‬وتَباطأَ الرّجُل ف َمسِيهِ‪ .‬وقول لبيد‪:‬‬
‫و ُه ُم العشِيةُ َأنْ يُبَ ّطئَ حا ِسدٌ‪َ * ،‬أوْ َأنْ َيلُومَ‪ ،‬مع العِدا‪ُ ،‬لوّامها‬
‫ث العد ّو على مَساوِيهم‪ ،‬كَأنّ هذا الاسِد ل َيقْنع بعيبه لؤلء حت حث‪.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫فسرهُ ابن الَعراب فقال‪ :‬يعن أَن َي ُ‬
‫وبُطْآنَ ما يكون ذلك وبَطْآنَ أَي بَ ُطؤَ‪ ،‬جعلوه اسا للفعل‬
‫ت عنه ليكون‬ ‫َكسُرْعانَ‪ .‬وبُطْآنَ ذا خُروجا‪ :‬أَي بَ ُط َؤ ذا خروجا‪ُ ،‬جعِلت الفتحةُ الت ف بَ ُط َؤ على نون بُطْآنَ حي أَدّ ْ‬
‫َعلَمَا لا‪ ،‬ونُقلت ضمة الطاء إِل الباء‪ .‬وإنا صح فيه الّنقْلُ لَن معناه التعجب‪ :‬أَي ما أَبْطَأَه‪.‬‬
‫الليث‪ :‬وباطِئةُ اسم مهولٌ أَصلُه‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬الباطِئةُ‪:‬‬
‫الناجود‪ .‬قال‪ :‬ول أَدري َأ ُمعَرّبٌ أَم عرب‪ ،‬وهو الذي يُجعل فيه الشرابُ‪ ،‬وجعه البَواطِئ‪ ،‬وقد جاء ذلك ف أَشعارِهم‪.‬‬
‫ت تَْب ُكؤُ‬
‫@بكأ‪َ :‬بكََأتِ الناقةُ والشا ُة تَْبكَُأ َبكًْأ وَب ُكؤَ ْ‬
‫بَكاءة وُبكُوءا‪ ،‬وهي َبكِي ٌء وَبكِيئةٌ‪ :‬ق ّل لبنُها؛ وقيل انقطع‪ .‬وف‬
‫حديث عليّ‪ :‬دخل عليّ‬
‫<ص‪>35:‬‬
‫رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وأَنا على الـمَنامةِ‪ ،‬فقامَ إِل شاة َبكِيءٍ‪ ،‬فَحلَبها‪ .‬وف حديث ُعمَر أَنه سأَل جَيْشا‪:‬‬
‫هل ثَبتَ لكم العَدوّ َق ْدرَ َح ْلبِ شاةٍ بَكيئةٍ؟ قال سلمة بن جندل‪:‬‬
‫ج على جَرْدا َء سُرْحُوبِ‬ ‫وَشدّ كَــ ْو ٍر على وَجْناءَ ناجِيــةٍ‪ * ،‬وَشدّ سَ ْر ٍ‬
‫يــقالُ َمحِْبسُها أَدْن ِلمَرَْتعِـــها‪ * ،‬ولـــو نُفادِي بِبَكْءٍ كــ ّل َمحْـلُوب‬
‫لدْب‪،‬‬ ‫أَراد بقوله َمحْبِسُها اي َمحْبِسُ هذه الِبل واليل على ا َ‬
‫خصِب‬ ‫ب من أَن تَرت َع وُت ْ‬ ‫ومقابلة العدوّ على الّثغْر أَدن وأَقر ُ‬
‫خصِب‪ .‬وناق ٌة بَكيئةٌ وأَيْنُقٌ‬ ‫وُتضَّيعَ الثغر ف إِرسالِها لتَرْعى وُت ْ‬
‫بِكاء‪ ،‬قال‪:‬‬
‫َفلَيَ ْأ ِزلَنّ(‪ )1‬وتَْب ُك ُؤنّ لِقاحُه‪ * ،‬وُي َعلّلَنّ صَبِيّه ِبسَمارِ‬
‫(‪ 1‬قوله «فليأزلن» ف التكملة والرواية وليأزلن بالواو منسوقا على ما قبله وهو‪:‬‬
‫فليضربن الرء مفرق خاله * ضرب الفقار بعول الزار‬
‫والبيتان لب مكعت السدي) ‪.‬‬
‫السّمارُ‪ :‬اللب الذي ُرقّق بالاء‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬سَماعُنا‪ ،‬ف‬
‫غريب الديث‪َ ،‬ب ُكؤَتْ تَْب ُكؤُ‪ .‬قال‪ :‬وسعنا ف الصنف لشمر عن أَب عُبيد عن أَب َعمْرو‪َ :‬بكَأَتِ الناق ُة تَْب َكأُ‪ .‬قال أَبو‬
‫ت غَ ُزرَتْ أَو َبكَأَتْ‪ .‬وف‬ ‫زيد‪ :‬كل ذلك مهموز‪.‬وف حديث طاؤوس‪ :‬مَن مَنَحَ مَنِيح َة لَب فله بكُلّ َحلْبةٍ عشرُ َحسَنا ٍ‬
‫حديث آخر‪ :‬مَن مَنَحَ مَنِيح َة لب بكِيئ ًة كانت أَو غَزِيرةً‪ .‬وأَما قوله‪:‬‬
‫ت ُأمّ الكِلبِ تلُومُنِي‪َ * ،‬تقُولُ‪ :‬أَل َقدْ أَْبكََأ الدّرّ حَالِبُهْ‬ ‫أَل َبكَرَ ْ‬
‫فزعم أَبو رِياش َأنّ معناه وجدَ الاِلبُ ال ّد ّر َبكِيئا‪ ،‬كما تقول‬
‫أَ ْح َمدَه‪ :‬وجَده َحمِيدا‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وقد يوز عندي أَن تكون المزة لتعدية الفعل أَي جعله َبكِيئا‪ ،‬غي أَن ل أَسع‬
‫ذلك من أَحد‪ ،‬وإِنا عاملت الَسبق والَكثر‪.‬‬
‫وبَكأَ الرجُل بَكاءة‪ ،‬فهو َبكِيءٌ من قوم بِكاء‪ :‬قلّ كلمُه‬
‫ِخلْقةً‪ .‬وف الديث‪ :‬إِنّا َمعْشر النّبَآءِ بِكاءٌ‪ .‬وف رواية‪ :‬ن ُن‬
‫مَعاشِرَ الَنبياء فينا بُكْ ٌء وبُكاءٌ‪ :‬أَي ِقلّة كلمٍ ِإ ّل فيما نتاج‬
‫إِليه‪َ .‬ب ُكؤَتِ النّاقةُ‪ :‬إِذا ق ّل لبنُها؛ ومَعاشِ َر منصوب على الختصاص‪.‬‬
‫صبْ حاجته‪.‬‬ ‫والسمُ الُبكْءُ‪ .‬وَب ِكئَ الرّجل‪ :‬ل ُي ِ‬
‫كءُ‪ :‬نبت كالَ ْرجِي‪ ،‬واحدته ُبكْأَةٌ‪.‬‬ ‫والبُ ْ‬
‫@بأ‪َ :‬ب َهأَ به يَْبهَُأ وَب ِهئَ وَب ُهؤَ َبهْأً وبَا ًء وَبهُوءًا‪:‬‬
‫أَنِسَ به‪ .‬وأَنشد‪:‬‬
‫وَق ْد بَهأَتْ‪ ،‬بالاجِلتِ‪ ،‬إفالُها‪ * ،‬وسَْيفٍ كَ ِريٍ ل يَزا ُل َيصُوعها‬
‫ستُ‪.‬‬‫وَبهَ ْأتُ به وَبهِْئتُ‪ :‬أَِن ْ‬
‫والبَهاءُ‪ ،‬بالفتح والدّ‪ :‬الناقة الت َتسْتأْنِسُ إِل الالِب‪ ،‬وهو‬
‫ستُ به‪ .‬ويقال‪ :‬ناقة بَهاء‪ ،‬وهذا مهموز من‬ ‫مِن َبهَأْتُ به‪ ،‬أَي أَِن ْ‬
‫حلِف عند الَقامِ‪ ،‬فقال أَرى الناس قد َب َهؤُوا بذا‬ ‫ل َي ْ‬
‫َبهَأْت بالشيء‪ .‬وف حديث عبدالرحن بن عوف‪ :‬أَنه رأَى رَجُ ً‬
‫الـمَقامِ‪ ،‬معناه‪ :‬أَنم أَِنسُوا به‪ ،‬حت َقلّتْ هَيْبَتُه ف قُلوبم‪ .‬ومنه حديث مَْيمُونِ بن مِهرانَ أَنه كتب إِل يُونُس بن عُبَْيدٍ‪:‬‬
‫خفّوا عليه أَحادِيثَ الرّجال‪ .‬قال أَبو عُبيد‪ُ :‬روِي َبهَوا به‪ ،‬غي مهموز‪،‬‬ ‫س قد َب َهؤُوا به‪ ،‬واسَْت َ‬ ‫ب اللّه فِإنّ النا َ‬ ‫عليكَ بكِتا ِ‬
‫وهو ف الكلم مهموز‪.‬‬
‫<ص‪>36:‬‬
‫ت قُرْبه‪ .‬قال‬ ‫ستَ به وأَحْبَْب َ‬ ‫أَبو سعيد‪ :‬ابْتَه ْأتُ بالشيء‪ :‬إِذا أَِن ْ‬
‫الَعشى‪:‬‬
‫ليّ مَ ْن َي ْهوَى هَوانَا‪ ،‬ويَبَْتهِي‪ * ،‬وآخَـرُ قــد أَبْـدَى الكآبَةَ‪ُ ،‬مغْضَــبا(‪)1‬‬ ‫وف ا َ‬
‫(‪ 1‬قوله «مغضبا» كذا ف النسخ وشرح القاموس والذي ف التكملة وهي أصح الكتب الت بأيدينا مغضب‪).‬‬
‫لسْن فإِنه من َب ِهيَ الرجل‪ ،‬غي‬ ‫ع أَو خَ ّرقَه كأَبْهاه‪ .‬وأَما البَهاءُ من ا ُ‬ ‫ترك المز من َيبَْتهِي‪ .‬وَبهَأَ البيتَ‪َ :‬أخْله من الَتا ِ‬
‫ت له وما َبأَ ْهتُ له‪ :‬أَي ما فَطِْنتُ له‪.‬‬ ‫مهموز‪ .‬قال ابن السّكيت‪ :‬ما َبهَأْ ُ‬
‫@بوأ‪ :‬باءَ إِل الشيء يَبُو ُء َبوْءا‪ :‬رَ َجعَ‪ .‬وُبؤْت إِليه وأَبَأْتُه‪،‬‬
‫عن ثعلب‪ ،‬وُبؤْته‪ ،‬عن الكسائي‪ ،‬كَأبَأْتُه‪ ،‬وهي قليلة‪.‬‬
‫والباءة‪ ،‬مثل الباعةِ‪ ،‬والباء‪ :‬النّكاح‪ .‬وسُمي النكاحُ باءةً وباءً‬
‫من الَباءة لَن الرجل يَتََبوّأُ من أَهله أَي َيسَْت ْمكِ ُن من‬
‫أَهله‪ ،‬كما يَتََبوُّأ من دارِه‪ .‬قال الراجز يصف الِمار والُتُنَ‪:‬‬
‫ُيعْ ِرسُ أَبْكارا با وعُنّسا‪ ،‬أَك َرمُ عِ ْرسٍ‪ ،‬باءةً‪ ،‬إِذ أعْرَسا‬
‫وف حديث النب صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬مَن استطاع منكم الباءة‪،‬‬
‫فَليْتز ّوجْ‪ ،‬ومَن ل َيسْتَ ِطعْ‪ ،‬فعليهِ بالصّومِ‪ ،‬فإِنّه له؛ وجاء‪ :‬أَراد‬
‫ع َنفْسُه باءةٌ‪ ،‬والص ُل ف الباءةِ‬ ‫بالباءة النكاحَ والتّزْويج‪ .‬ويقال‪ :‬فلن حَريصٌ على الباءة أَي على النكاح‪ .‬ويقال‪ :‬الِما ُ‬
‫الَنْزِل ث قيل لِ َع ْقدِ التزويج باءةٌ َلنّ مَن تزوّج امرأَ ًة َبوّأَها منلً‪.‬‬
‫س يقولون‪ :‬الباه‪.‬‬ ‫والاء ف الباءة زائدة‪ ،‬والنا ُ‬
‫قال ابن الَعراب‪ :‬الباءُ والباءةُ والباهُ كُلها مقولت‪ .‬ابن‬
‫ص على الباء والباءة والباهِ‪ ،‬بالاء والقصر‪ ،‬أَي على النكاح؛ والباءةُ الواحِدةُ‬ ‫الَنباري‪ :‬الباءُ النّكاح‪ ،‬يقال‪ :‬فُلنٌ حري ٌ‬
‫والباء المع‪ ،‬وتُجمع الباءة على الباءَاتِ‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬
‫يا أَيّـــها الرّا ِكبُ‪ ،‬ذُو الثّباتِ‪،‬‬
‫ت تَْبغِي صا ِحبَ الباءَاتِ‪،‬‬ ‫ِإنْ كُن َ‬
‫فــــا ْع ِمدْ إِل هاتِي ُكمُ الَبْياتِ‬
‫وف الديث‪ :‬عليكم بالباءة‪ ،‬يعن النّكاحَ والتّزْويج؛ ومنه الديث الخر‪ :‬إِن امرأَة مات عنها زوجُها فمرّ با رجل وقد‬
‫تَزَيّنَت للباءة‪.‬وَبوّأَ الرجلُ‪َ :‬نكَحَ‪ .‬قال جرير‪:‬‬
‫تَُبوّئُها ِب َمحْنِيةٍ‪ ،‬وحِينا * تُبا ِدرُ َحدّ ِدرّتِها السّقابا‬
‫وللبئرِ مَباءَتان‪ :‬إِحداها مَرْجِع الاء إِل َجمّها‪ ،‬وا ُلخْرى‬
‫ضعُ وقُوفِ سائِق السّانِية‪ .‬وقول صخر الغي يدَح سيفا له‪:‬‬ ‫َموْ ِ‬
‫ض َم ْهوٍ‪ ،‬ف مَتْنِه رَُبدُ‬‫وصا ِرمٍ أُ ْخِلصَتْ َخشِيبَتُهُ‪ * ،‬أَبْي َ‬
‫َفَلوْتُ عنه سُيوفَ َأرْيحَ‪ * ،‬حَتّى باءَ َكفّي‪ ،‬ول أَ َكدْ َأ ِجدُ‬
‫لشِيبةُ‪ :‬الطّْبعُ ا َلوّلُ قبل أَن ُيصْقَ َل وُيهَيّأً‪ ،‬وَفلَوْتُ‪ :‬انَْتقَْيتُ‪.‬‬ ‫اَ‬
‫َأرْيَحُ‪ :‬مِن الَيمَنِ‪ .‬باءَ َكفّي‪ :‬أَي صارَ َكفّي له مَباءة أَي‬
‫مَرْجِعا‪ .‬وبا َء بذَنْبِه وبإِْثمِه يَبُو ُء َبوْءا وبَواءً‪ :‬احتمَله‬
‫وصار ا ُلذِْنبُ م ْأوَى الذّنب‪ ،‬وقيل اعْتَرفَ به‪ .‬وقوله تعال‪ :‬إِنّي‬
‫ُأرِيدُ أَن تَبُوءَ بإِْثمِي وإِْثمِك‪ ،‬قال ثعلب‪ :‬معناه إِن عَ َز ْمتَ على‬
‫<ص‪>37:‬‬
‫ضبٍ من اللّه‪:‬‬ ‫قَْتلِي كان الِْثمُ بك ل ب‪ .‬قال الَخفش‪ :‬وباؤُوا بغَ َ‬
‫ضبٍ على َغضَب‪ ،‬قال‪ :‬باؤُوا ف اللغة‪ :‬احتملوا‪،‬‬ ‫رَ َجعُوا به أَي صا َر عليهم‪ .‬وقال أَبو إِسحق ف قوله تعال فباؤُوا ب َغ َ‬
‫حقّوا به النارَ أَيضا‪.‬‬
‫حقّوا به النارَ على إِْثمٍ اسَْت َ‬
‫يقال‪ :‬قد ُبؤْتُ بذا الذّنْب أَي احَْت َملْتُه‪ .‬وقيل‪ :‬باؤُوا بغَضَب أَي بإِثْم اسَْت َ‬
‫قال الَصمعي‪ :‬باءَ بإِْثمِه‪ ،‬فهو يَبُوءُ به َبوْءا‪ :‬إِذا َأقَ ّر به‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬أَبُوءُ بِنعْمَتِك عليّ‪ ،‬وأَبُوءُ بذنب أَي أَلت ِزمُ‬
‫وَأرْجِع وُأقِرّ‪ .‬وأَصل البَوا ِء اللزومُ‪ .‬وف الديث‪ :‬فقد باءَ به أَحدُها أَي الت َزمَه ورجَع به‪ .‬وف حديث وائلِ بن ُحجْر‪ :‬انْ‬
‫ت عنه يَبُوء بإِْثمِه وإِثْم صاحِبِه أَي كانَ عليه ُعقُوبةُ ذَنْبِه وعُقوب ُة قَتْلِ صاحِبِه‪ ،‬فأَضافَ الِْثمَ إِل صاحبه لَن قَتلَه‬ ‫َعفَو َ‬
‫سَبَب لِثْمه؛ وف رواية‪ِ :‬إنْ قََتلَه كان مِْثلَه أَي ف حُكم البَوا ِء وصارا مُتَساوِيَيْن ل َفضْلَ للمُقْتَصّ إِذا اسْت ْوفَى َحقّه على‬
‫لمِ ِي بذَنْبِك‪ ،‬أَي اعْتَ ِرفْ به‪ .‬وبا َء ب َدمِ فلن و َبقّه‪َ :‬أقَرّ‪ ،‬وذا يكون أَبدا با عليهِ ل‬ ‫ا ُلقْتَصّ منه‪ .‬وف حديث آخر‪ُ :‬بؤْ ل َ‬
‫لَه‪ .‬قال لبيد‪:‬‬
‫أَْنكَرْت با ِطلَها‪ ،‬وُبؤْت َبقّها * عِْندِي‪ ،‬ول َت ْفخَرْ َعَليّ كِرامُها‬
‫وأَبَأْتُه‪ :‬قَ ّررْتُه وباءَ َدمُه ِب َدمِه َبوْءا وبَواءً‪َ :‬ع َدلَه‪ .‬وبا َء فُلنٌ ِبفُل ٍن بَواءً‪ ،‬مدود‪ ،‬وأَباءَه وبا َوأَه‪ :‬إِذا قُتِل به وصار َدمُه ِب َدمِه‪.‬‬
‫قال عبدُاللّه بنُ الزّبي‪:‬‬
‫س بَيْنَنا‪ * ،‬ولــ َم نـكُ َنرْضَى َأنْ نُباوِئَكـمْ قَبـلُ‬ ‫َقضَى اللّهُ َأنّ الّنفْسَ بالنّفْ ِ‬
‫والبَواء‪ :‬السّواء‪ .‬وفُلنٌ بَوا ُء فُلنٍ‪ :‬أَي ُكفْؤُهُ ان قُتِ َل به‪،‬‬
‫لمِيعُ‪ .‬وباءه‪ :‬قََتلَه به(‪)1‬‬ ‫وكذلك الثنانِ وا َ‬
‫(‪ 1‬قوله «وباءه قتله به» كذا ف النسخ الت بأيدينا ولعله وأباءه بفلن قتله به‪).‬‬
‫أَبو بكر‪ ،‬البواء‪ :‬التّكافُؤ‪ ،‬يقال‪ :‬ما فُلنٌ ببَوا ٍء لفُلنٍ‪ :‬أَي ما‬
‫سمَ الال بينهم على بَواءٍ‪ :‬أَي‬ ‫هو ب ُكفْ ٍء له‪ .‬وقال أَبو عبيدة يقال‪ :‬القوم بُواءٌ‪ :‬أَي سَواءٌ‪ .‬ويقال‪ :‬القومُ على بَواءٍ‪ .‬وُق ِ‬
‫ت فُلنا بفُلنٍ‪ :‬قََتلْتُه به‪.‬‬ ‫على سواءٍ‪ .‬وأََبأْ ُ‬
‫ويقال‪ :‬هم بَواءٌ ف هذا الَمر‪ :‬أَي َأكْفاءٌ نُظَراء‪ ،‬ويقال‪ :‬دمُ فلن‬
‫لمَيّر‪:‬‬
‫بَواءٌ لدَم فُلن‪ :‬إِذا كان ُكفْأً له‪ .‬قالت لَيْلى ا َلخْيلية ف َمقْتَلِ َتوْبةَ بن ا ُ‬
‫فا ْن َتكُنِ القَتْلى بَواءً‪ ،‬فإِّن ُكمْ * َفتً مّا قََتلْتُم‪ ،‬آ َل َع ْوفِ بنِ عامِرِ‬
‫ل َكمَ واسْتََبأْتُ به كلها‪ :‬اسَْت َقدْته‪.‬‬ ‫وأَبَأْتُ القاتِ َل بالقَتِيل واسْتَبَأْتُه أَيضا‪ :‬إِذا قََتلْته به‪ .‬واسْتََبأْتُ ا َ‬
‫ي َطوْلٌ على الخَر‪ ،‬فقالوا‬ ‫وتَبا َوَأ القَتِيلنِ‪ :‬تَعادَل‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه كان بَيْنَ حَيّيْ ِن من العَربِ قتالٌ‪ ،‬وكان لَ َحدِ الَّي ِ‬
‫ل َنرْضَى حت ُيقْتَل بالعَْبدِ مِنّا الُ ّر منهم وبالرأَةِ‬
‫ب صلى اللّه عليه وسلم أَن يَتَبا َءوْا‪ .‬قال أَبو‬ ‫الرجلُ‪ ،‬فَأمَرهم الن ّ‬
‫عبيدة‪ :‬هكذا روي لنا بوزن يَتَبا َعوْا‪ ،‬قال‪ :‬والصواب عندنا أَن يَتَباوَأُوا بوزن يَتباوَعُوا على مثال يَتَقاوَلوا‪ ،‬من البَوا ِء وهي‬
‫ت بي القَتْلى‪ :‬أَي ساوَْيتُ؛ قال ابن بَرّي‪ :‬يوز أَن يكون يتَبا َءوْا على القلب‪ ،‬كما قالوا جاءَان‪،‬‬ ‫الُساواةُ‪ ،‬يقال‪ :‬باوَأْ ُ‬
‫والقياس جايَأَن ف الُفاعَلة من جاءَن وجِئْتُه؛ قال ابن الثي وقيل‪ :‬يَتَبا َءوْا صحيحٌ‪ .‬يقال‪ :‬باءَ به إِذا كان ُكفًْأ له‪ ،‬وهم‬
‫بَواءٌ أَي َأكْفاءٌ‪،‬‬
‫<ص‪>38:‬‬
‫ت بَواءٌ يعن أَنا مُتَساوي ٌة ف القِصاص‪ ،‬وأَنه ل ُيقْتَصّ لل َمجْرُوحِ الّ مِنْ‬ ‫معناه َذوُوبَواء‪ .‬وف الديث أَنه قال‪ :‬الِراحا ُ‬
‫جارِحِه الان‪ ،‬ول ُي ْؤ َخذُ إِل مِثْلُ جِراحَتِه سَواء وما يُساوِيها ف الُ ْرحِ‪ ،‬وذلك البَواءُ‪ .‬وف حديث الصّا ِدقِ‪ :‬قيل له‪ :‬ما‬
‫ب مُغْتاظ ًة على بن آدمَ؟ فقال‪ :‬تُريدُ البَواءَ أَي ُتؤْذِي كما ُتؤْذَى‪ .‬وف حديث علي رضِي اللّه عنه‪ :‬فيكون‬ ‫بالُ ال َعقْرَ ِ‬
‫ب بَواءً‪.‬‬
‫الثّوابُ جزاءً والعِقا ُ‬
‫وبا َء فلن بفلن‪ :‬إِذا كان ُكفْأً له ُيقْتَ ُل به؛ ومنه قول‬
‫سعِ َن ْعَليْ ُكلَيْبٍ‪،‬‬
‫شْ‬ ‫الـ ُم َه ْلهِلِ لبن الرث بن عَبّا ٍد حي قَتَله‪ُ :‬بؤْ ِب ِ‬
‫سعِ َن ْعلَيْه‪ .‬وباء الرجلُ بصاحبه‪ :‬إِذا قُتِلَ‬ ‫معناه‪ :‬كُنْ ُكفًْأ لِش ْ‬
‫به‪ .‬يقالُ‪ :‬باءتْ عَرارِ ب َكحْلٍ‪ ،‬وها َبقَرَتانِ قُِتَلتْ إِحداها‬
‫بالُخرى؛ ويقال‪ُ :‬بؤْ به أَي كُ ْن مـمن ُيقْتَل به‪ .‬وأَنشد الَحر لرجل قَتَلَ قاتِلَ أَخِيه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ت قُنْعانا ِلمَنْ يَ ْطُلبُ الدّما‬ ‫ت مثْلَه‪ * ،‬وإِن كُن َ‬ ‫ئ َلسْ َ‬ ‫ت له ُبؤْ بامرِ ٍ‬ ‫فقل ُ‬
‫ك َمقْنَعا لكل مَنْ َطلَبَكَ بثَأْر‪،‬‬ ‫يقول‪ :‬أَنتَ‪ ،‬وإِن كنتَ ف َحسَبِ َ‬
‫ستَ مِثلَ أَخي‪.‬‬ ‫فَل ْ‬
‫ل برجل قِيل‪ :‬أَباءَ فلنا بفلن‪ .‬قال‬ ‫ص السلطانُ رج ً‬ ‫وإِذا َأقَ ّ‬
‫ُطفَيْل الغََنوِيّ‪:‬‬
‫ضعْفَهم‪ * ،‬وما ل ُي َع ّد مِن َأ ِس ٍي مُ َكّلبِ‬ ‫أَبا َء بقَتْلنا مِن القومِ ِ‬
‫قال أَبو عبيد‪ :‬فان قتله السلطانُ بقَود قيل‪ :‬قد أَقا َد السلطانُ فلنا‬
‫وَأقَصّه وأَباءَه وأَصْبَرَه‪ .‬وقد أَبأْتُه أُبيئُه إِباءة‪ .‬قال ابن‬
‫السكّيت ف قول زُهَيْر بن أَب ُسلْمَى‪:‬‬
‫َفلَم َأرَ َمعْشَرا َأسَرُوا هَديّا‪ * ،‬ول َأ َر جا َر بَْيتٍ ُيسْتَباءُ‬
‫قال‪ :‬الَديّ ذو الُ ْرمَة؛ وقوله ُيسْتَباءُ أَي يُتََبوّأُ‪ ،‬تُّتخَذ‬
‫امرأَتُهُ أَهلً؛ وقال أَبو عمرو الشيبان‪ُ :‬يسْتبَاء‪ ،‬من البَواء‪ ،‬وهو‬
‫ال َقوَد‪ .‬وذلك أَنه أَتاهم يريد أَن َيسَْتجِيَ بم فَأ َخذُوه‪ ،‬فقتلوه‬
‫برجل منهم‪ .‬وقول الّت ْغلَب‪:‬‬
‫أَل تَنَْتهِي عَنّا مُلوكٌ‪ ،‬وتتّقي * مَحا ِرمَنا ل يُبْأَ ُء ال ّدمُ بال ّدمِ‬
‫أَرادَ‪ :‬حِذارَ أَن يُباء الدّم بالدّم؛ ويروى‪ :‬ل يَْبؤُ ُء الدّمُ‬
‫بال ّدمِ أَي حِذارَ َأنْ تَبُوءَ دِماؤُهم بدِماءِ مَ ْن قتَلوه‪ .‬وَبوّأَ‬
‫الرّمحَ نوه‪ :‬قابَله به‪ ،‬و َسدّدَه ْنوَه‪ .‬وف الديث‪َ :‬أنّ رجلً‬
‫َبوّأَ رَجلً برُمِه‪ ،‬أَي َسدّده قَِبلَه و َهيّأَه‪ .‬وَبوّأَهُم‬
‫مَنْزِلً‪ :‬نَزَ َل بم إِل سََندِ جَبَل‪ .‬وأَبَأْتُ بالَكان‪َ :‬أَق ْمتُ‬
‫خذْتُ لك بيتا‪ .‬وقوله عز وجل‪َ :‬أنْ َتَبوّآ‬ ‫ك بَيتا‪ :‬اّت َ‬
‫به‪.‬وَبوّأْتُ َ‬
‫ل َقوْ ِمكُما ِبمِصْ َر بُيوتا‪ ،‬أَي اّتخِذا‪ .‬أَبو زيد‪ :‬أَبَ ْأتُ القومَ‬
‫مَنْز ًل وَبوّأْتُهم مَنْزِ ًل تَْبوِيئا‪ ،‬وذلك إِذا نزْلتَ بم إِل‬
‫سََندِ جبل‪ ،‬أَو قِبَ ِل نَهر‪.‬‬
‫والتب ّوؤُ‪ :‬أَن ُيعِْلمَ الرجلُ الرج َل على الَكان إِذا أَعجبه لينله‪.‬‬
‫صلَحه وهَيّأَه‪ .‬وقيل‪ :‬تَبوَّأ فلن مَنْزِلً‪ :‬إِذا نظَر إِل َأ ْسهَ ِل ما يُرى وَأ َشدّه ا ْستِواءً وَأ ْمكَنِه ِلمَبيتِهِ‪ ،‬فاتّخذَه؛‬ ‫وقيل‪ :‬تََبوّأَه‪ :‬أَ ْ‬
‫صلّي‬
‫وتَبوّأَ‪ :‬نزل وأَقام‪ ،‬وا َلعْنَيانِ قَريبان‪ .‬والباءة‪َ :‬معْطِنُ ال َق ْومِ للبِل‪ ،‬حيث تُناخُ ف الَوارِد‪ .‬وف الديث‪ :‬قال له رجل‪ :‬أُ َ‬
‫ف مَباءة الغَنَم؟ قال‪َ :‬ن َعمْ‪ ،‬أَي مَنْزِلا الذي تَ ْأوِي إليه‪ ،‬وهو الُتََب ّوأُ أَيضا‪ .‬وف الديث أَنه قال‪ :‬ف الدينة ههُنا الُتََبوّأُ‪.‬‬
‫وأَباءَه مَنْزِ ًل وَبوّأَه إِيّا ُه وَبوّأَه له وَبوّأَ ُه فيه‪ ،‬بعن َهيّأَه له وَأنْ َزلَه و َمكّنَ له فيه‪ .‬قال‪:‬‬
‫<ص‪>39:‬‬
‫صمِي ِم مَ ْعشَرِها‪ * ،‬وَتمّ‪ ،‬ف َقوْمِها‪ ،‬مَُب ّوؤُها‬ ‫وُبوَّئتْ ف َ‬
‫صمِيمِ النّسب‪ .‬والسم البِيئةُ‪.‬‬ ‫أَي نَ َزلَت من الكَرم ف َ‬
‫خذَ ُه مَباءة‪.‬‬‫واسْتَباءه أَي اّت َ‬
‫وتََبوّأْتُ منلً أَي نَ َزلْتُه‪ .‬وقوله تعال‪ :‬والذِين تََبوّأُوا‬
‫ل لم على الَثَل؛ وقد يكون‬ ‫الدارَ والِيانَ‪ ،‬جَعلَ الِيانَ َمحَ ّ‬
‫حذَف‪.‬‬ ‫أَرادَ‪ :‬وتََبوّأُوا مكانَ الِيانِ وَبَلدَ الِيانِ‪ ،‬ف َ‬
‫حسَنُ البِيئةِ أَي هيئة التَّبوّءِ‪.‬والبيئةُ والباءة والباءة‪ :‬النل‪ ،‬وقيل مَنْزِل القوم حيث يَتََبوّأُو َن من‬ ‫وتََبوّأَ الكانَ‪َ :‬حلّه‪ .‬وإِنه َل َ‬
‫قِبَلِ وادٍ‪ ،‬أَو سََندِ جَبَلٍ‪ .‬وف الصحاح‪ :‬الَباءة‪ :‬مَنْزِلُ القوم ف كل موضع‪ ،‬ويقال‪ :‬كلّ مَنْزِل يَنْزِله القومُ‪ .‬قال طَرَفة‪ :‬طَيّبو‬
‫الباءة ‪َ ،‬سهْلٌ‪ ،‬وَلهُ ْم * سُبُلٌ‪ ،‬إِن شئتَ ف وَحْش وَعِر(‪)1‬‬
‫(‪ 1‬قوله «طيبو الباءة» كذا ف النسخ وشرح القاموس بصيغة جع الذكر السال والذي ف مموعة أَشعار يظن با‬
‫الصحة طيب بالفراد وقبله‪:‬‬
‫ول الصل الذي ف مثله * يصلح البر زرع الؤتب)‬
‫وتََبوّأَ فلن مَنْزِلً‪ ،‬أَي اتذه‪ ،‬وَبوّأْتُ ُه مَنْزِلً‬
‫ت القَومَ منلً‪ .‬وقال الفرّاء ف قوله عز وجل‪ :‬والذين آمَنُوا‬ ‫وأَبَأْ ُ‬
‫و َع ِملُوا الصّالاتِ لَنَُبوّئّن ُه ْم مِن الَنّة غُرَفا‪ ،‬يقال‪َ :‬بوّأْتُه منلً‪ ،‬وأَْثوَيْتُه مَنْزِ ًل ثُواءً‪ :‬أَنْ َزلْتُه‪ ،‬وَبوّأْتُه من ًل أَي جعلته ذا منل‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬مَن َكذَبَ عَليّ مَُت َعمّدا‪َ ،‬فلْيَتََبوّْأ َمقْ َعدَه من النار‪ .‬وتكرّرت هذه اللفظة ف الديث ومعناها‪ :‬لِيَنْزِلْ مَنْزِله‬
‫مِن النار‪ .‬يقال‪َ :‬بوّأَه اللّهُ منلً أَي أَسكَنه إِياه‪ .‬ويسمى كِناسُ‬
‫شيّ مَبَاءة؛ ومَباءة الِبل‪َ :‬معْطِنها‪.‬‬ ‫الّث ْورِ ال َو ْح ِ‬
‫ت بعضَها إِل بعض‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫خ ُ‬ ‫ت الِبل مَباءة‪ :‬أََن ْ‬ ‫وأَبَأْ ُ‬
‫َحلِيفان‪َ ،‬بيْنَهما مِيٌة * يُبِيئانِ ف عَطَنٍ ضَيّقِ‬
‫ت الِبلَ‪ ،‬رَدَدْتُها إِل الـمَباءة‪ ،‬والـمَباءة‪ :‬بيتها ف‬ ‫وأَبَأْ ُ‬
‫ح الذي تَبِيتُ فيه‪ .‬والـمَباءة مِن‬ ‫البل؛ وف التهذيب‪ :‬وهو الـمُرا ُ‬
‫الرّ ِحمِ‪ :‬حيث تََبوّأَ الوَلدُ‪ .‬قال الَعلم‪:‬‬
‫ي على * رَحبِ الـمَباءة‪ ،‬مُنْتِنِ الِ ْرمِ‬ ‫ج ِ‬ ‫وَلعَمْ ُر َمحَْبلِكِ ا َل ِ‬
‫ت بِبيئ ِة سُوءٍ‪ ،‬على مِثا ِل بِيعةٍ‪ :‬أَي با ِل سُوءٍ؛ وانه‬ ‫وبا َء ْ‬
‫لسَنُ البِيئةِ؛ و َعمّ بعضُهم به جيعَ الال‪ .‬وأَبا َء عليه مالَه‪:‬‬ ‫َ‬
‫أَراحَه‪ .‬تقول‪ :‬أَبَ ْأتُ على فلن ماله‪ :‬إِذا ارَ ْحتَ عليه إِبلَه وغََنمَه‪،‬‬
‫وأَباءَ منه‪.‬‬
‫وتقول العرب‪َ :‬كلّمناهم‪ ،‬فأَجابونا عن بَواءٍ واحدٍ‪ :‬أَي جوابٍ واحد‪.‬‬
‫وف أَرض كذا فَل ٌة تُبء ف فلةٍ‪ :‬أَي َتذْهبُ‪.‬‬
‫الفرّاء‪ :‬باءَ‪ ،‬بوزن باعَ‪ :‬إِذا تكبّر‪ ،‬كأَنه مقلوب مَن بَأَى‪ ،‬كما‬
‫قالوا أَرى ورأَى(‪)2‬‬
‫(‪ 2‬مقتضاه َأنّ أرى مقلوب من رأى كما ان باء مقلوب من بأى‪،‬‬
‫ول تنظي بي الانبي كما ل يفى فضلًعن ان أرى ليس من القلوب وان اوهم لفظُه ذلك والصواب «كما قالوا راءَ‬
‫من رأى»‪(.‬ابراهيم اليازجي))‬
‫وسنذكره ف بابه‪ .‬وف حاشية بعض نسخ الصحاح‪ :‬وأََبأْتُ أَ ِديَها‪َ :‬جعَلْتُه ف الدباغ ‪.‬‬

‫س ُبؤَبٌ‪َ :‬قصِي غلِيظُ اللّحم فسي ُح الَ ْط ِو بَعيدُ‬ ‫@بأب‪ :‬فَ َر ٌ‬


‫ال َق ْدرِ‪.‬‬
‫@ببب‪ :‬بَبّةُ حكاية صو صب‪ .‬قالت هِْن ُد بنتُ أَب ُسفْيانَ تُ َرقّصُ‬
‫ابْنها عبدَاللّهِ ب َن الَرِث‪:‬‬
‫لُْن ِكحَنّ بَبّهْ‬
‫جارِيةً ِخدَبّهْ‪،‬‬
‫ُمكْرَمةً ُمحَبّه‪،‬‬
‫جبّ أَهلَ ال َكعْبه‬ ‫َت ُ‬
‫ش ف ُحسْنِها‪ .‬ومنه قول الراجِز‪ :‬جَّبتْ نِساءَ العالَميَ بالسَّببْ‬ ‫أَي َتغِْلبُ نسا َء قُرَيْ ٍ‬
‫<ص‪>222:‬‬
‫وسنذكره إِن شا َء اللّه تعال‪.‬‬
‫وف الصحاح‪ :‬بَبّةُ‪ :‬اسم جارية‪ ،‬واستشهد بذا الرجز‪ .‬قال الشيخ ابن بري‪ :‬هذا َس ْهوٌ لَن بَبّ َة هذا هو لقب عبدِاللّه بن‬
‫حمِه‪ ،‬والرجز لُمه هِْندَ‪ ،‬كانت تُ َرّقصُه‬ ‫صغَره لكثرة َل ْ‬‫الرث بن َنوْفل بن عبدالطلب وال البصرة‪ ،‬كانت أُمه لقّبَتْه به ف ِ‬
‫ل ْوهَريّ ف هذا الكان‪ .‬غيه‪ :‬بَبّ ُة لقَب رجل‬ ‫به تريد‪ُ :‬لْن ِكحَنّه‪ ،‬إِذا بَلغَ‪ ،‬جارِيةً هذه صفتها‪ ،‬وقد خَطّأَ أَبو زكريا أَيضا ا َ‬
‫من قريش‪ ،‬ويوصف به الَ ْحمَقُ الّثقِيلُ‪.‬‬
‫ي ف الغريبي‪ .‬قال‪ :‬وبه لُقّب عبدُاللّه بن الرث لكثرة‬ ‫س ِميُ‪ ،‬وقيل‪ :‬الشابّ الـ ُممْتَلئُ البَدنِ َنعْمةً‪ ،‬حكاه الروِ ّ‬ ‫والبَبّةُ‪ :‬ال ّ‬
‫صغَره‪ ،‬وفيه يقول الفرزدق‪:‬‬ ‫لمه ف ِ‬
‫وباَي ْعتُ َأقْواما وفَْيتُ ب َع ْهدِ ِهمْ‪ * ،‬وبَبّ ُة قد باَيعْتُه غيَ نا ِدمِ‬
‫وف حديث ابن عمر‪ ،‬رضي اللّه عنهما‪َ :‬سلّم عليه َفتً من قُرَيْشٍ‪ ،‬فَر ّد عليه مثْلَ سَلمِه‪ ،‬فقال له‪ :‬ما أَ ْحسِبُكَ أَثَْبتّنِي‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫سمِيُ‪ ،‬ويقال‪:‬‬ ‫ستَ بَبّةً؟ قال ابن الَثي‪ :‬يقال للشابّ الـ ُممَْتِلئِ البَدنِ َن ْعمَةً وشَبابا بَبّةٌ‪ .‬والَببّ‪ :‬الغلمُ السائلُ‪ ،‬وهو ال ّ‬ ‫أَل ْ‬
‫تَبَّببَ إِذا َسمِنَ‪ .‬وبَبّةُ‪ :‬صَوتٌ من الَصْوات‪ ،‬وبه ُس ّميَ الرجل‪ ،‬وكانت أُمه تُ َرقّصه به‪ .‬وهم على بَبّانٍ واحد وبَبانٍ(‪)1‬‬
‫(‪ 1‬قوله «وهم على ببان إل» عبارة القاموس وهم ببان واحد وعلى ببان واحد ويفف ا هـ فيستفاد منه استعمالت‬
‫أربعة‪ ).‬أَي على طَريقةٍ‪ .‬قال‪ :‬وُأرَى بَبانا مذوفا من بَبّانٍ‪َ ،‬لنّ َفعْلنَ أَكثر من فَعالٍ‪ ،‬وهم بَبّانٌ وا ِحدٌ أَي سَواءٌ‪ ،‬كما‬
‫حقَنّ آخِرَ الناسِ بَأ ّولِهم حت يكونوا بَبّانا واحِدا‪ .‬وف‬ ‫شتُ إِل قابل ُلْل ِ‬ ‫ج وا ِحدٌ‪ .‬قال عمر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ :‬لَئن ِع ْ‬ ‫يقال بَ ْأ ٌ‬
‫سمِ‪ ،‬وكان ُيفَضّل الـمُجا ِهدِينَ وأَهلَ َبدْر ف‬ ‫س بَبّانا واحِدا‪ ،‬يريد التّسويةَ ف ال َق ْ‬ ‫ت َفسَأَ ْجعَلُ النا َ‬
‫ش ُ‬ ‫طريق آخر‪ِ :‬إنْ ِع ْ‬
‫سبُ الكلمةَ‬ ‫العَطاءِ‪ .‬قال أَبو عبدالرحن بن مهدي‪ :‬يعن شيئا واحدا‪ .‬قال أَبو عُبَْيدٍ‪ :‬وذاك الذي أَراد‪ .‬قال‪ :‬ول أ ْح ِ‬
‫ف بَبّانا ف كلم العرب‪ .‬قال‪ :‬والصحيح‬ ‫عَربيةً‪ .‬قال‪ :‬ول أَسعها ف غي هذا الديث‪ .‬وقال أَبو سَعيد الضّريرُ‪ :‬ل َنعْر ُ‬
‫عندنا بَيّانا واحدا‪ .‬قال‪ :‬وأَص ُل هذه الكلمة َأ ّن العرب تقول إِذا ذَكَرت من ل ُيعْ َرفُ هذا هَيّانُ ب ُن بَيّانَ‪ ،‬كما يقال طامرُ‬
‫ب ُن طامِرٍ‪.‬‬
‫قال‪ :‬فالعن ُل َسوّيَ ّن بينهم ف العَطاءِ حت يكونوا شيئا واحدا‪ ،‬ول ُأَفضّلُ أَحدا على أَحد‪.‬‬
‫ش ف كلم مَ َعدّ‪.‬‬ ‫قال الَزهريّ‪ :‬ليس كما ظَنّ‪ ،‬وهذا حديث مشهور رواه أَه ُل الِتْقانِ‪ ،‬وكأَنا لغة يَاِنيَةٌ‪ ،‬ول َتفْ ُ‬
‫س َيجْعلونه هيّانَ بنَ‬ ‫وقال الوهري‪ :‬هذا الرف هكذا ُس ِمعَ ونا ٌ‬
‫بَيّانَ‪ .‬قال‪ :‬وما أُراه مفوظا عن العرب‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬بَبّانُ حَرْف رواه هشام بن سعد وأَبو معشر عن زيد بن َأ ْسلَم‬
‫عن أَبيه سعت ُعمَر‪ ،‬ومِثْلُ هؤُلءِ الرّواة ل ُيخْطِئُونَ فُيغَيّرُوا‪ ،‬وبَبّانُ‪ ،‬وإِن ل يكن عربيا َمحْضا‪ ،‬فهو صحيح بذا العن‪.‬‬
‫وقال الليث‪ :‬بَبّانُ على تقدير َفعْلنَ‪ ،‬ويقال على تقدير َفعّالٍ‪ .‬قال‪ :‬والنون أَصلية‪ ،‬ول ُيصَ ّرفُ منه ِفعْلٌ‪ .‬قال‪ :‬وهو‬
‫والبَ ْأجُ بعن واحد‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬وكان رَأْيُ عمرَ‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ ،‬ف أَعْطِيةِ الناس الّتفْضِي َل على السّوابِقِ؛ وكان‬
‫سوِيةَ‪ ،‬ث رجَع عمرُ إِل رأْي أَب بكر‪،‬‬ ‫رأْيُ أَب بكرٍ‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ ،‬الّت ْ‬
‫<ص‪>223:‬‬
‫والَصل ف رجوعه هذا الديث‪ .‬قال الَزهري‪ :‬وبَبّانُ كأَنا لغة يَانِيةٌ‪ .‬وف رواية عن عمر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ :‬لول أَن أَتْ ُركَ‬
‫سمْتُها أَي أَتركهم شيئا واحدا‪ ،‬لنه إِذا َقسَمَ البِل َد الفتوحة على‬ ‫ت عليّ قَري ٌة إِل َق َ‬ ‫ح ْ‬ ‫آخِرَ الناسِ َببّانا واحدا ما فُِت َ‬
‫حضُرِ الغَنِيم َة ومَن َيجِي ُء َب ْعدُ من السلمي بغي شي ٍء منها‪ ،‬فلذلك ترَكَها لتكون بينهم َجمِيعهم‪.‬‬ ‫الغانِمي بقي من ل َي ْ‬
‫س لم‪ .‬قال أَبو علي‪ :‬هذا َفعّالٌ من باب َك ْو َكبٍ‪،‬‬ ‫وحكى ثعلب‪ :‬الناسُ َببّانٌ واحِد ل رْأ َ‬
‫ول يكون َفعْلنَ‪ ،‬لَن الثلثة ل تكون من موضع واحد‪ .‬قال‪ :‬وبَبّ ُة يَرُ ّد قول أَب علي‪.‬‬
‫@بوب‪ :‬الَبوْباةُ‪ :‬الفَلةُ‪ ،‬عن ابن جن‪ ،‬وهي الـ َموْماةُ‪ .‬وقال أَبو‬
‫ب معروف‪ ،‬والفِعْ ُل منه التّْبوِيبُ‪ ،‬والمعُ أَبْوابٌ‬ ‫جدَ من حاجّ الَيمَن‪ ،‬والبا ُ‬ ‫حنيفة‪ :‬الَبوْباةُ َعقَبةٌ َكؤُو ٌد على طري ِق مَنْ أَْن َ‬
‫وبِيبانٌ‪ .‬فأَما قولُ القُلخِ بن حُبابةَ‪ ،‬وقيل لبن مُقْبِل‪:‬‬
‫لدّ واللّينا(‪)1‬‬ ‫خلِطُ بالبِرّ منه ا ِ‬ ‫هَتّاكِ أَخْبِيةٍ‪َ ،‬و ّلجِ أَْبوِبةٍ‪َ * ،‬ي ْ‬
‫(‪ 1‬قوله «هتاك إل» ضبط بالر ف نسخة من الحكم وبالرفع ف التكملة وقال فيها والقافية مضمومة والرواية‪ :‬ملء‬
‫الثواية فيه ال ّد واللي)‬
‫فإِنا قال أَْبوِبةٍ للزدواج لكان َأخْبِيةٍ‪ .‬قال‪ :‬ولو أَفرده ل يز‪.‬‬
‫وزعم ابن الَعراب واللحيان َأنّ أَْبوِب ًة جع باب من غي أَن يكون إِتباعا‪ ،‬وهذا نادر‪ ،‬لَن بابا َفعَلٌ‪ ،‬وَفعَلٌ ل يكسّر على‬
‫َأ ْفعِلةٍ‪ .‬وقد كان الوزيرُ ابن الـ َمغْربِي َيسْأَ ُل عن هذه اللفظة على سبيلِ المْتِحان‪ ،‬فيقول‪ :‬هل تعرف لَفظَةً ُتجْمع على‬
‫َأ ْفعِل ٍة على غي قياس َجمْعِها الشهور طَلَبا للزدواج‪ .‬يعن هذه اللفظةَ‪ ،‬وهي أَْبوِبةٌ‪ .‬قال‪ :‬وهذا ف صناع ِة الشعر ضَرْبٌ‬
‫صفَة َمحْبُوبَتِه‪:‬‬
‫صخْرٍ الُذلِي ف ِ‬ ‫حسَنُ منه قولُ أَب َ‬ ‫من الَبدِيع يسمى التّ ْرصِيعَ‪ .‬قال‪ :‬ومـما ُيسَْت ْ‬
‫ص َأ ْسفَلُها‪َ ،‬مخْصُورة ال َقدَمِ‬ ‫خ ْلخَلُها‪ * ،‬كالدّعْ ِ‬ ‫َعذْبٌ ُمقَّبلُها‪َ ،‬خدْل ُم َ‬
‫سُودٌ ذَوائبُها‪ ،‬بِيض تَرائبُها‪َ * ،‬محْض ضَرائبُها‪ ،‬صِي َغتْ على الكَ َرمِ‬
‫عَبْلٌ ُمقَّيدُها‪ ،‬حا ٍل ُم َقلّدُها‪ * ،‬بَضّ ُمجَرّدُها‪ ،‬لَفّا ُء ف َع َممِ‬
‫َسمْحٌ خَلئقُها‪ُ ،‬درْم مَراِفقُها‪ * ،‬يَ ْروَى مُعانِقُها من بارِدٍ شَِبمِ‬
‫واسْتَعار ُسوَيْد بن كراع الَبْوابَ للقوافِي فقال‪:‬‬
‫ب القَوافِي‪ ،‬كَأنّما * أَذُودُ با سِرْبا‪ ،‬مِنَ الوَحْشِ‪ ،‬نُزّعا‬ ‫أَبِيتُ بأَبْوا ِ‬
‫والَبوّابُ‪ :‬الا ِجبُ‪ ،‬ولو اشْتُ ّق منه ِفعْلٌ على فِعال ٍة لقيل بِوابةٌ باظهار الواو‪ ،‬ول ُت ْقَلبُ ياءً‪ ،‬لَنه ليس بصدر َمحْضٍ‪ ،‬إِنا‬
‫هو‬
‫سمّون السّاقِي الذي يَطُوف عليهم بالا ِء بَيّابا‪ .‬ورجلٌ َبوّابٌ‪ :‬لزم للْباب‪ ،‬وحِ ْرفَتُه‬ ‫اسم‪ .‬قال‪ :‬وأَهلُ البصرة ف َأسْواقِهم ُي َ‬
‫ب للسلطان يَبُوبُ‪ :‬صار له َبوّابا‪.‬‬ ‫البِوابةُ‪ .‬وبا َ‬
‫ب َبوّابا‪ :‬اتذه‪ .‬وقال ِبشْرُ بن أب خازم‪:‬‬ ‫وتََبوّ َ‬
‫َفمَ ْن يَكُ سائلً عن بَْيتِ ِبشْرٍ‪ * ،‬فِإنّ له‪ ،‬بَْنبِ الرّدْهِ‪ ،‬بابا‬
‫<ص‪>224:‬‬
‫ت ذواتِ‬ ‫ت القَبْرَ‪ ،‬ولا َجعَله بيتا‪ ،‬وكانت البُيو ُ‬ ‫إِنا عن بالبَْي ِ‬
‫أَبْوابٍ‪ ،‬اسْتَجازَ أَن َيجْعل له بابا‪.‬‬
‫وَبوّبَ الرّج ُل إِذا َحمَ َل على الع ُدوّ‪.‬‬
‫ت له حِسابَه بابا بابا‪.‬‬‫والبابُ والبابةُ‪ ،‬ف الُدو ِد والِساب ونوه‪ :‬الغايةُ‪ ،‬وحكى سيبويه‪ :‬بيّْن ُ‬
‫وباباتُ الكِتابِ‪ :‬سطورهُ‪ ،‬ول يُسمع ما بواحدٍ‪ ،‬وقيل‪ :‬هي وجوهُه وطُ ُرقُه‪ .‬قال َتمِيم بن مُقْبِلٍ‪:‬‬
‫بَنِي عامرٍ! ما ت ْأمُرون بشا ِعرٍ‪َ * ،‬تخَيّرَ باباتِ الكتابِ هِجائيا‬
‫ف ُمصَنّفَةٌ‪ .‬ويقال هذا شيءٌ‬ ‫ب مَُبوّبةٌ‪ ،‬كما يقال أَصْنا ٌ‬ ‫وأَبوا ٌ‬
‫منْ بابَتِك أَي َيصْلُحُ لك‪ .‬ابن الَنباري ف قولم هذا مِن بابَت‪ .‬قال ابن السكيت وغيه‪ :‬الباب ُة عند العَرَب الوجْهُ‪،‬‬
‫والباباتُ الوُجوه‪.‬‬
‫وأَنشد بيت تيم بن مقبل‪:‬‬
‫َتخَيّ َر باباتِ الكِتابِ هِجائِيا‬
‫س مِن‬ ‫قال معناه‪َ :‬تخَيّرَ هِجائي مِن وُجوه الكتاب؛ فإِذا قال‪ :‬النا ُ‬
‫صلُحُ ل‪.‬‬ ‫بابَتِي‪ ،‬فمعناه من الوجْهِ الذي أُريدُه وَي ْ‬
‫لصْلةُ‪ .‬والبابِيّةُ‪ :‬الُعْجوبةُ‪ .‬قال النابغة العدي‪:‬‬ ‫أَبو العميثل‪ :‬البابةُ‪ :‬ا َ‬
‫َف َذرْ ذَا‪ ،‬ولكِنّ بابِيّ ًة * وَعِي ُد ُقشَيْرٍ‪ ،‬وَأقْوالُها‬
‫وهذا البيت ف التهذيب‪:‬‬
‫ولكِنّ بابِيّةً‪ ،‬فا ْعجَبوا‪ * ،‬وَعِيدُ ُقشَيْرٍ‪ ،‬وَأقْوالُها‬
‫بابِيّةٌ‪َ :‬عجِيبةٌ‪ .‬وأَتانا فلن بِبابيّةٍ أَي بأُعْجوبةٍ‪ .‬وقال الليث‪ :‬البابِيّةُ َهدِي ُر ال َفحْل ف تَ ْرجِيعه (‪)1‬‬
‫(‪ 1‬قوله «الليث‪ :‬البابية هدير الفحل إل» الذي ف التكملة وتبعه الجد البأببة أي بثلث باءات كما ترى هدير الفحل‪.‬‬
‫قال رؤبة‪:‬‬
‫إِذا الصاعيب ارتسن قبقبا * ببخة مرا ومرا بأببا‬
‫ا هـ فقد أورده كل منهما ف مادة ب ب ب ل ب و ب وسلم الجد من التصحيف‪ .‬والرجز الذي أورده الصاغان‬
‫يقضي بان الصحف غي الجد فل تغتر بن سوّد الصحائف‪َ ، ).‬تكْرار له‪ .‬وقال رؤْبة‪:‬‬
‫َبغَْبغَةَ مَرّا ومرّا بابِيا‬
‫وقال أيضا‪:‬‬
‫َيسُوقُها أَ ْعيَسُ‪َ ،‬هدّارٌ‪ ،‬بَِببْ‪ * ،‬إِذا دَعاها َأقَْبَلتْ‪ ،‬ل تَتِّئبْ (‪)2‬‬
‫(‪ 2‬وقوله «يسوقها أعيس إل» أورده الصاغان أيضا ف ب ب ب‪).‬‬
‫وهذا بابةُ هذا أَي شَ ْرطُه‪.‬‬
‫وبابٌ‪ :‬موضع‪ ،‬عن ابن الَعراب‪ .‬وأَنشد‪:‬‬
‫وِإنّ اب َن مُوسى بائعُ الَبقْلِ بالّنوَى‪ * ،‬له‪ ،‬بَيْن بابٍ والَرِيبِ‪ ،‬حَ ِظيُ‬
‫خِلفُ‪ .‬أَنشد أَبو العَلءِ‪:‬‬ ‫ق من قِبَله ل َي َكدْ ُي ْ‬ ‫والُبوَْيبُ‪ :‬موضع ِتلْقاء ِمصْرَ إِذا بَ َرقَ البَرْ ُ‬
‫ت مِنّي‪ ،‬وهذا عِقابُها‬ ‫أَل إِنّما كان الُبوَْيبُ وأَهلُه * ذُنُوبا جَرَ ْ‬
‫والبابةُ‪َ :‬ثغْ ٌر من ُثغُورِ الرّومِ‪ .‬والَبوابُ‪َ :‬ثغْرٌ من ُثغُور‬
‫الَ َزرِ‪ .‬وبالبحرين موضع يُعرف ببابَيْنِ‪ ،‬وفيه يقول قائلهم‪:‬‬
‫ِإنّ ابنَ بُو ٍر بَيْنَ بابَيْ ِن و َجمْ‪ * ،‬والَيْ ُل تَنْحاهُ إِل قُطْرِ ا َل َجمْ‬
‫<ص‪>225:‬‬
‫وضَبّ ُة الدّغْما ُن ف رُوسِ الَ َكمْ‪ُ * ،‬مخْضَرّةً أَعيُنُها مِثْلُ الرّ َخمْ‬
‫لوْضِ‪ .‬وحكى ابن جن فيه البِيبةَ‪.‬‬ ‫@بيب‪ :‬البِيبُ‪َ :‬مجْرى الاء إِل ا َ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬بابَ فلنٌ إِذا َحفَر ُكوّةً‪ ،‬وهو البِيبُ‪.‬‬
‫وقال ف موضع آخر‪ :‬البِيبُ ُكوّ ُة الوض‪ ،‬وهو مَسِيلُ الاءِ‪ ،‬وهي الصّنْبورُ والّث ْعلَبُ وا ُل ْسلُوبُ‪ .‬والبِيبةُ‪ :‬الـمَْث َعبُ الذي‬
‫لوْض‪ ،‬وهو البِيبُ‬ ‫غ من ال ّدلْو ف ا َ‬ ‫صبّ منه الاءُ إِذا فُرّ َ‬ ‫يَْن َ‬
‫والبِيبةُ‪.‬‬
‫وبَيْبةُ‪ :‬اسم رجل‪ ،‬وهو بَيْبَةُ ب ُن سفيا َن بن مُجاشِع‪ .‬قال جرير‪:‬‬
‫َن َدسْنا أَبا مَْندُوسَ َة القَيْنَ بالقَنا‪ * ،‬ومَارَ َدمٌ‪ ،‬مِن جارِ بَيْبةَ‪ ،‬ناِقعُ‬
‫قوله مار أَي ت ّركَ‪.‬‬
‫والباب ُة أَيضا‪َ :‬ثغْرٌ من ُثغُور السلمي‪.‬‬

‫@بتت‪ :‬الَبتّ‪ :‬القَ ْطعُ ا ُلسْتَأْصِل‪.‬‬


‫يقال‪ :‬بََتتّ البلَ فانَْبتّ‪ .‬ابن سيده‪َ :‬بتّ الشيءَ َيبُتّه‪،‬‬
‫صلً؛ قال‪:‬‬ ‫ويَبِتّه بَتّا‪ ،‬وأَبَتّه‪ :‬قطَعه قَطْعا ُمسْتَأْ ِ‬
‫فََبتّ حِبالَ الوصْلِ‪ ،‬بين وبَيْنَها‪،‬‬
‫َأزَبّ َظهُورِ السّا ِعدَيْنِ‪َ ،‬ع َذ ّورُ‬
‫قال الوهري ف قوله‪ :‬بَتّه يَُبتّه قال‪ :‬وهذا شاذّ َلنّ باب‬
‫الُضاعف‪ ،‬إِذا كانَ َي ْفعِل منه مكسورا‪ ،‬ل ييءُ متعدّيا ِإلّ أَحرفٌ‬
‫معدودة‪ ،‬وهي بَتّه يَبُتّه وَيَبِتّه‪ ،‬و َعلّه ف الشّرب َي ُعلّه‬
‫شدّه‪،‬‬‫شدّه وَي ِ‬ ‫وَي ِعلّه‪ ،‬وَنمّ الديثَ يَُنمّه ويَِنمّه‪ ،‬و َشدّه َي ُ‬
‫وحَبّه َيحِبّه؛ قال‪ :‬وهذه وحدَها على لغةٍ واحدةٍ‪ .‬قال‪ :‬وإِنا‬
‫َسهّ َل َت َعدّيَ هذه الَحْرُف إِل الفعول اشتراكُ الضم والكسر فيهنّ؛‬
‫ت ويَُبتّ بَتّا‬ ‫وبَتّتَه تَبْتِيتا‪ُ :‬شدّ َد للمبالغة‪ ،‬وَبتّ هو يَِب ّ‬
‫وأََبتّ‪.‬‬
‫ص َدقَةً بَتاتا وبَتّ ًة بَْتلَةً إِذا‬ ‫ق فلنٌ َ‬ ‫صدّ َ‬ ‫وقولم‪َ :‬ت َ‬
‫صدّقُ با من ماله‪ ،‬فهي بائنة من صاحبها‪ ،‬وقد اْنقَطَ َعتْ‬ ‫قَ َطعَها الَُت َ‬
‫منه؛ وف النهاية‪ :‬صدقة بَتّ ٌة أَي مُنْقَ ِطعَةٌ عن ا ِلمْلكِ؛ وف‬
‫الديث‪ :‬أَدْ َخلَه اللّهُ الَنّةَ البَتّةَ‪.‬‬
‫ت فُلنٌ طَلقَ امرأَتِه أَي َطّلقَها طَلقا باتّا‪،‬‬ ‫الليث‪ :‬أََب ّ‬
‫والُجاو ُز منه الِبْتاتُ‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬قول الليث ف الِبْتاتِ‬
‫ت موافِقٌ قولَ أَب زيد‪ ،‬لَنه َجعَل الِبْتات مُجاوزا‪ ،‬وجعل‬ ‫والَب ّ‬
‫ت فل ٌن طَلقَ امرأَتِه‪ ،‬بغي‬ ‫الَبتّ لزما‪ ،‬وكلها مُتعدّ؛ ويقال‪َ :‬ب ّ‬
‫أَلف‪ ،‬وأَبَتّه بالَلف‪ ،‬وقد َطلّقها البَتّةَ‪.‬‬
‫ت وتَِبتّ أَي تَق َطعُ ِعصْمةَ‬ ‫ويقال‪ :‬ال ّطلْقةُ الواحدة تَُب ّ‬
‫ضتِ العدّة‪ .‬و َطلّقَها ثَلثا بَتّ ًة وبَتاتا أَي‬ ‫النكاح‪ ،‬إِذا اْنقَ َ‬
‫قَطْعا ل َعوْدَ فيها؛ وف الديث‪ :‬طلّقها ثلثا بَتّةً أَي قاطعةً‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬ل تَبِيتُ الَبْتُوتَةُ ِإلّ ف بيتها‪ ،‬هي الُ َطلّقة‬
‫طَلقا بائِنا‪.‬‬
‫ول َأ ْفعَلُه البَتّةَ‪ :‬كأَنه قَ َط َع ِف ْعلَهُ‪ .‬قال سيبويه‪ :‬وقالوا‬
‫َق َعدَ البَتّ َة مصدر ُمؤَكّد‪ ،‬ول يُستعمل إِل بالَلف واللم‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫ل َأ ْفعَلُه بَتّةً‪ ،‬ول أَفعلهُ البَتّةَ‪ ،‬لكل أَم ٍر ل رَجْعة فيه؛‬
‫وَنصْبُه على الصدر‪ .‬قال ابن بري‪ :‬مذهب سيبويه وأَصحابه أَن البَتّةَ‬
‫ل تكون إِ ّل معرفة البَتّةَ ل غَيْرُ‪ ،‬وإِنا أَجا َز تَْنكِيَه‬
‫الفرا ُء وَ ْحدَه‪ ،‬وهو كوفّ‪.‬‬
‫وقال الليل بن أَحد‪ :‬الُمو ُر على ثلثة أَناءٍ‪ ،‬يعن على ثلثة‬
‫أَوجه‪ :‬شيءٌ يكون البَتّةَ‪ ،‬وشيءٌ ل يكونُ الَبتّةَ‪ ،‬وشي ٌء قد يكون وقد ل‬
‫يكون‪ .‬فأَما ما ل يكون‪ ،‬فما َمضَى من الدهر ل يرجع؛ وأَما ما يكون‬
‫البَتّة‪ ،‬فالقيامةُ تكون ل مَحالة؛ وأَما شي ٌء قد يكون وقد ل يكون‪،‬‬
‫ض وقد َيصِحّ‪.‬‬ ‫فمِثْل َقدْ َيمْرَ ُ‬
‫وَبتّ عليه القضا َء بَتّا‪ ،‬وأَبَتّه‪ :‬قطعه‪.‬‬
‫وسكرا ُن ما يَُبتّ كلما أَي ما يُبَيّنُه‪ .‬وف الحكم‪َ :‬سكْرا ُن ما‬
‫يَُبتّ كلما‪ ،‬وما يَِبتّ‪ ،‬وما ُيِبتّ أَي ما يقطعه‪ .‬وسكرانُ باتّ‪:‬‬
‫سكْر؛ هذه عن أَب حنيفة‪ .‬الَصمعي‪ :‬سكرا ُن ما‬ ‫مُْنقَ ِطعٌ عن العمل بال ّ‬
‫يَُبتّ أَي ما َيقْ َطعُ َأمْرا؛ وكان ينكر يُِبتّ؛ وقال الفراءُ‪ :‬ها‬
‫لغتان‪ ،‬يقال بََتتّ عليه القضاءَ‪ ،‬وأَبْتَتّه عليه أَي قَ َطعْتُه‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬ل صِيامَ لن ل يُِبتّ الصيا َم من الليل؛ وذلك من‬
‫الَزْم والقَطْع بالنية؛ ومعناه‪ :‬ل صِيا َم لن ل يَْنوِه قبل الفجر‪،‬‬
‫صوْم فيه‪ ،‬وهو الليل؛ وأَصله من الَبتّ‬ ‫فَيجْ ِزمْه وَيقْطَعْه من الوقت الذي ل َ‬
‫القَ ْطعِ؛ يقال‪َ :‬بتّ الاك ُم القضاءَ على فلن إِذا قَطَعه وَفصَلَه‪،‬‬
‫و ُسمَّيتِ النيّ ُة بَتّا لَنا َتفْصِلُ بي الفِطْرِ والصوم‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬أَبِتّوا نكاحَ هذه النساءِ أَي اقْ َطعُوا ا َلمْر فيه‪،‬‬
‫ض بالنهي عن نكاح الُتْعةِ‪ ،‬لَِنه نكاحٌ غي‬ ‫وأَ ْح ِكمُوه بشرائطه‪ ،‬وهو َتعْري ٌ‬
‫مَبْتُوتٍ‪ُ ،‬مقَ ّدرٌ بدّة‪ .‬وف حديث ُجوَيريةَ‪ ،‬ف صحيح مسلم‪َ :‬أ ْحسِبُه‬
‫قال ُجوَيرية أَو البَتّةُ؛ قال‪ :‬كأَنه شك ف اسها‪ ،‬فقال‪ :‬أَ ْحسِبُه‬
‫ُجوَيرية‪ ،‬ث استدرك فقال‪ :‬أَو َأُبتّ أَي َأقْ َطعُ أَنه قال ُجوَيرية‪ ،‬ل‬
‫سبُ وَأظُنّ‪.‬‬ ‫أَ ْح ِ‬
‫وأََبتّ يَمينَه‪َ :‬أمْضاها‪.‬‬
‫وبَّتتْ هي‪ :‬وجََبتْ‪ ،‬تَُبتّ بُتُوتا‪ ،‬وهي يَمي بَاتّةٌ‪.‬‬
‫و َحَلفَ على ذلك يينا بَتا‪ ،‬وبَتّةً‪ ،‬وبَتَاتا‪ :‬وكلّ ذلك من‬
‫القَطْع؛ ويقال‪ :‬أَعْطَيْتُه هذه القَطيعَةَ بَتّا َبتْلً‪ .‬والبَتّةُ‬
‫اشتقاقُها من القَطْع‪ ،‬غي أَنه يُستعمل ف كل َأمْ ٍر يَمضي ل رَ ْجعَةَ فيه‪،‬‬
‫ول الْتِواءَ‪ .‬وأََبتّ الرجلُ بعيَه من ِشدّة السّي‪ ،‬ول تُبِتّه‬
‫ل ّد ف السّي‪.‬‬ ‫حت َيمْ ُطوَه السّيُ؛ والَ ْطوُ‪ :‬ا ِ‬
‫والنْبِتاتُ‪ :‬النقِطاعُ‪.‬‬
‫ورجل مُنَْبتّ أَي مُْنقَ َطعٌ به‪ .‬وأََبتّ بعيَه‪ :‬قَ َطعَه بالسي‪.‬‬
‫ب َظهْرُه‪ ،‬فَبقِي‬ ‫والُْنَبتّ ف حديث الذي أَْت َعبَ دابّتَه حت عَ ِط َ‬
‫ت راحلَتُه‪:‬‬ ‫مُْنقَطَعا به؛ ويقال للرجل إِذا اْنقَطع ف سفره‪ ،‬وعَطَِب ْ‬
‫صار مُنْبَتّا؛ ومنه قول مُطَ ّرفٍ‪ِ :‬إنّ الُنَْبتّ ل َأرْضا قَطَع‪،‬‬
‫ول َظهْرا أَبْقى‪.‬‬
‫غيه‪ :‬يقال للرجل إِذا اْنقُ ِطعَ به ف َسفَرِه‪ ،‬وعَطَِبتْ را ِحلَتُه‪:‬‬
‫ع َبتّ؛ يقال‪َ :‬بتّه‬ ‫ت القَ ْطعِ‪ ،‬وهو مُطاوِ ُ‬ ‫ت من الَب ّ‬ ‫قد انَْب ّ‬
‫ض َوطَرَه‪،‬‬ ‫وأَبَتّه‪ ،‬يريد أَنه بقي ف طريقه عاجزا عن َم ْقصِدِهِ‪ ،‬ول َيقْ ِ‬
‫وقد أَعْطَب َظهْرَه‪ .‬الكسائي‪ :‬انَْبتّ الرجلُ اْنبِتاتا إِذا‬
‫اْنقَ َطعَ ما ُء ظَهْره؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ت رَثْيَةً من الكِبَرْ‪،‬‬‫لقد وَ َجدْ ُ‬
‫سحَرْ‬ ‫عند القيامِ‪ ،‬وانْبِتاتا ف ال ّ‬
‫وَبتّ عليه الشهادةَ‪ ،‬وأَبَتّها‪ :‬قَطَع عليه با‪ ،‬وأَلزمه إِياها‪.‬‬
‫وفل ٌن على بَتاتِ أَمرٍ إِذا أَشرف عليه؛ قال الراجز‪:‬‬
‫ت على بَتاتِها‬ ‫وحاجةٍ كن ُ‬
‫ت يَِبتّ‬ ‫والباتّ‪ :‬ا َلهْزُول الذي ل يقدر أَن يقوم‪ .‬وقد َب ّ‬
‫لحْمق ا َلهْزولِ‪ :‬هو باتّ‪ .‬وأَ ْحمَ ُق باتّ‪ :‬شَديدُ‬ ‫بُتُوتا‪ .‬ويقال ل َ‬
‫ب مِن‬ ‫لمْق‪ .‬قال الَزهري‪ :‬الذي َحفِظْناه عن الثّقاتِ َأ ْحمَقُ تا ّ‬ ‫اُ‬
‫التّبَابِ‪ ،‬وهو الَسارُ‪ ،‬كما قالوا َأ ْحمَقُ خاسِرٌ‪ ،‬دابرٌ‪ ،‬دامِرٌ‪.‬‬
‫وقال الليث‪ :‬يقال انقطع فلنٌ عن فلنٍ‪ ،‬فانَْبتّ حَْبلُه عنه أَي‬
‫انقطع وِصالُه واْنقَبض؛ وأَنشد‪:‬‬
‫شمٍ‪ ،‬وانَْبتّ مُْنقَبِضا‬ ‫َفحَ ّل ف ُج َ‬
‫بَبْلهِ‪ ،‬من َذوِي الغُ ّر الغَطاريفِ‬
‫ابن سيده‪ :‬والَبتّ كِسا ٌء غليظٌ‪ ،‬مُ َه ْلهَلٌ‪ ،‬مُرَبّع‪ ،‬أَخْضرُ؛ وقيل‪:‬‬
‫هو من وَبَرٍ وصُوفٍ‪ ،‬والمع َأُبتّ وبِتاتٌ‪ .‬التهذيب‪ :‬الَبتّ ضرْبٌ‬
‫من الطّيالِسة‪ ،‬يسمّى السّاجَ‪ ،‬مُرَّبعٌ‪ ،‬غليظ‪ ،‬أَخضر‪ ،‬والمع‪:‬‬
‫البُتُوتُ‪ .‬الوهري‪ :‬الَبتّ الطّْيلَسانُ مِن خَزّ ونوه؛ وقال ف كِسا ٍء من‬
‫صُوف‪:‬‬
‫مَن كان ذا َبتّ‪ ،‬فهذا بَتّي‬
‫مُقيّظٌ‪ُ ،‬مصَّيفٌ‪ُ ،‬مشَتّي‪،‬‬
‫خذْتُه من َنعَجاتٍ ِستّ‬ ‫َت ِ‬
‫ت مثلُه‪.‬‬
‫والبَّتيّ الذي َيعْمله أَو يبيعه‪ ،‬والبتّا ُ‬
‫وف حديث دار الّندْوة وتَشاوُرِهم ف أَمر النب‪ ،‬صلى اللّه عليه‬
‫وسلم‪ :‬فاعترضهم إِبليس ف صورة شيخ جليل عليه َبتّ أَي كساءٌ غليظ‬
‫مُرَّبعٌ‪ ،‬وقيل‪ :‬طَْيلَسان من َخزّ‪.‬‬
‫وف حديث عليّ‪ ،‬عليه السلم‪ :‬أَن طائفة جاءَت إِليه‪ ،‬فقال لقَنْب‪:‬‬
‫بَتّتْهمهم أَي َأعْطِهم البُتُوتَ‪ .‬وف حديث السن‪ ،‬عليه السلم‪ :‬أَينَ‬
‫الذين طَرَحُوا الُزُوزَ والِبَراتِ‪ ،‬ولَِبسُوا البُتُوتَ والّنمَرَاتِ؟‬
‫وف حديث ُسفْيان‪ :‬أَ ِج ُد َقلْب بي بُتُوتٍ وعَباءٍ‪ .‬والبَتَاتُ‪:‬‬
‫متاعُ البيت‪ .‬وف حديث النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬أَنه كََتبَ لارثة بنِ‬
‫قَطَ ٍن ومَن بدُومةِ الَْندَل من َكلْب‪ِ :‬إنّ لنا الضاحِيَ َة من‬
‫الَبعْلِ‪ ،‬ولكم الضامن ُة من الّنخْلِ‪ ،‬ول ُيحْظَ ُر عليكم النّباتُ‪ ،‬ول‬
‫يؤْخذ منكم ُعشْرُ البَتاتِ؛ قال أَبو عبيد‪ :‬ل ُيؤْخَذ منكم ُعشْر البَتاتِ‪،‬‬
‫يعن التاع ليس عليه زكاة‪ ،‬ما ل يكون للتجارة‪ .‬والبَتاتُ‪ :‬الزادُ‬
‫لهَازُ‪ ،‬والمع أَبِتّةٌ؛ قال ابن مُقبل ف البَتاتِ الزّادِ‪:‬‬ ‫وا ِ‬
‫ك رَ ْكبٌ ذو بَتاتٍ‪ ،‬وِنسْوةٌ‬ ‫َأشَاقَ َ‬
‫ِبكِرْمانَ‪ُ ،‬يغْبَقْ َن السَويقَ ا ُلقَّندَا‬
‫وبَتّتُوه‪َ :‬زوّدُوه‪ .‬وتَبَّتتَ‪ :‬تَ َزوّ َد وتَّنعَ‪ .‬ويقال‪ :‬ما لَه‬
‫بَتاتٌ أَي ما لَه زادٌ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ويَ ْأتِيكَ با َلنْبا ِء مَنْ ل تَِب ْع له‬
‫ب له َو ْقتَ َموْ ِعدِ‬ ‫بَتاتا‪ ،‬ول َتضْرِ ْ‬
‫وهو كقوله‪:‬‬
‫ويأْتيكَ با َلخْبارِ مَ ْن ل تُ َزوّدِ‬
‫أَبو زيد‪َ :‬طحَنَ بالرّحَة شَزْرا‪ ،‬وهو الذي َيذْ َهبُ بالرّحَى عن‬
‫يينه‪ ،‬وبَتّا‪ ،‬ابَْت َدأَ إِدارَتا عن يساره؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ونَ ْطحَنُ بالرّحَى شَزْرا وبَتّا‪،‬‬
‫ولو ُنعْطَى الَغازِلَ‪ ،‬ما عَيينَا‬
‫حتٌ‪ ،‬وَأعْرابّ‬ ‫ص من كل شيءٍ؛ يقال‪َ :‬ع َربّ َب ْ‬ ‫حتُ‪ :‬الالِ ُ‬ ‫@بت‪ :‬الَب ْ‬
‫حتٌ‪ ،‬وعَرَبي ٌة َبحْتةٌ‪ ،‬كقولك َمحْضٌ‪ .‬و َخمْرٌ ْبتٌ‪ ،‬و ُخمُورٌ‬ ‫َب ْ‬
‫ب َبحْت أَي َمحْضٌ‪ ،‬وكذلك‬ ‫حتٌ‪ .‬الوهري‪ :‬عَ َر ّ‬ ‫َبحْتةٌ‪ ،‬والتذكي َب ْ‬
‫الؤَنث والثنان والمع؛ وإِن شئت قلت‪ :‬امرأَة عربية َبحْتة‪ ،‬وثَنّْيتَ‪،‬‬
‫حقّر‪ .‬وأَكلَ الُبزَ‬ ‫و َج َم ْعتَ؛ وقال بعضهم‪ :‬ل يثن‪ ،‬ول يمع‪ ،‬ول ُي ْ‬
‫َبحْتا‪ :‬بغي أُدْم‪ .‬وأَكل الّلحْم َبحْتا‪ :‬بغي خُبز؛ وقال أَحد بن‬
‫حتٌ‪ ،‬وكذلك الُدْم دون‬ ‫يي‪ :‬ك ّل ما أُكِ َل و ْحدَه‪ ،‬ما ُيؤْ َدمُ‪ ،‬فهو َب ْ‬
‫حتٌ‪ :‬غي مزوج‪.‬‬ ‫ب َب ْ‬ ‫حتُ‪ :‬الصّرْفُ‪ .‬وشَرا ٌ‬ ‫الُبز‪ ،‬والَب ْ‬
‫حتَ الشيءُ‪ ،‬بالضم‪ ،‬أَي صار َبحْتا‪.‬‬ ‫وقد َب ُ‬
‫حتٌ أَي شديد‪.‬‬ ‫حتٌ َل ْ‬ ‫ويقال‪ :‬بَرْ ٌد َب ْ‬
‫ق القِتالَ و َجدّ فيه؛ وقيل‪:‬‬ ‫ص َد َ‬
‫ت فل ٌن القِتالَ إِذا َ‬ ‫ويقال‪ :‬با َح َ‬
‫البَراكا ُء مُباحَتةُ القِتال‪.‬‬
‫وباحَتَه الوُدّ أَي خاَلصَه؛ ابن سيده‪ :‬وباحَتَه الوُدّ‪ ،‬أَ ْخَلصَه‬
‫له‪ .‬وبا َحتَ الرجلُ الرجلَ‪ :‬كا َشفَه‪.‬‬
‫حتُ‪ :‬الالص الذي‬ ‫وف حديث أَنس‪ :‬اختضب عمر بالِنّا ِء َبحْتا؛ الَب ْ‬
‫ل يُخالِطُه شيءٌ‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ :‬أَنه كتب إِليه َأ َحدُ‬
‫ُعمّاله من كُورةٍ‪ ،‬ذَكَ َر فيها غَل َء العَسل‪ ،‬وكَرِ َه للمسلمي‬
‫مُباحَت ًة الاءِ أَي شُرْبه َبحْتا‪ ،‬غي مزوج ب َعسَلٍ أَو غيه؛ قيل‪ :‬أَراد‬
‫بذلك ليكونَ أَقوى لم‪.‬‬
‫ت وِبحْريتٌ وحَنْبَريتٌ أَي خالصٌ‬ ‫@برت‪ :‬ابن الَعراب‪َ :‬كذِبٌ حِبي ٌ‬
‫ُمجَرّد‪ ،‬ل يستره شيءٌ‪.‬‬
‫@بت‪ :‬الُبخْت والُبخْتِيّة‪ :‬دَخِيل ف العربية‪ ،‬أَعجمي ُمعَرّبٌ‪ ،‬وهي‬
‫الِبل الُراسانِيّة‪ ،‬تُنْتَ ُج من بي عربيةٍ وفالِجٍ؛ وبعضهم يقول‪:‬‬
‫شدُ لب ِن قَيس ال ّرقَيّات‪:‬‬ ‫ختَ عَ َربّ؛ ويُْن ِ‬ ‫إِن الُب ْ‬
‫للَنْجِ‬
‫ختِ ف قِصاعِ ا َ‬ ‫لبَنُ الُب ْ‬
‫ختِ‪ ،‬بنصب النون؛ والَبياتُ‬ ‫قال ابن بري‪ :‬صواب إِنشاده لبَ الُب ْ‬
‫يَم َدحُ با ُمصْ َعبَ بن الزبي‪:‬‬
‫صعَبٌ‪ ،‬فإِنّا بَيٍ‪،‬‬ ‫ش مُ ْ‬‫ِإنْ َيعِ ْ‬
‫َقدْ أَتَانا مِن َعْيشِنا ما نُرَجّي‬
‫سقِي‬ ‫َي َهبُ ا َلْلفَ والُيُولَ‪ ،‬وَي ْ‬
‫للَنْجِ‬
‫ختِ‪ ،‬ف قِصاع ا َ‬ ‫َلبَ الُب ْ‬
‫ق قد‬‫ختّ‪ ،‬وناقة ُبخْتِيّة‪ .‬وف الديث‪ :‬فُأتَ بسار ٍ‬ ‫الواحد‪ُ :‬ب ْ‬
‫ختِ‪ ،‬وهي جالٌ‬ ‫ق ُبخْتِيّةً؛ الُبخْتيّةُ‪ :‬الُنثى من المال الُب ْ‬ ‫سَ َر َ‬
‫ت وَبخَاتٍ؛ وقيل‪ :‬المع بَخاتّ‪ ،‬غي‬ ‫جمَع على بُخ ٍ‬ ‫طوالُ الَعْناق‪ ،‬وُي ْ‬
‫مصروف؛ ولك أَن تفف الياءَ‪ ،‬فتقول الَبخَات‪ ،‬والَثاف‪،‬والَهارِي‬
‫وأَما مَسا ِجدِيّ ومَداِئنّ‪ ،‬فمصروفان‪ ،‬لَِن اليا َء فيهما غي ثابتة ف‬
‫الواحد‪ ،‬كما َتصْرِفُ الَهالبةَ والَسامِعَة إِذا أَدخلت عليها هاءَ‬
‫النسب؛ ويقال للذي يقتنيها ويستعملها‪ :‬الَبخّاتُ؛ وقيل ف جعها‪َ :‬بخَات‬
‫لدّ‪ ،‬معروف‪ ،‬فارسيّ‪ ،‬وقد تكلمت به العرب؛ قال‬ ‫ختُ‪ :‬ا َ‬ ‫وَبخَاتٍ‪ .‬والَب ْ‬
‫الَزهري‪ :‬ل أَدري أَعربّ هو أَم ل؟‬
‫ورجل بيتٌ‪ :‬ذو َجدّ؛ قال ابن دريد‪ :‬ول أَحسبها فصيحة‪.‬‬
‫جدُودُ‪.‬‬
‫والَْبخُوتُ‪ :‬ا َل ْ‬
‫@برت‪ :‬البُ ْرتُ والبَرْتُ‪ :‬الف ْأسُ‪ ،‬يانية؛ وكل ما قُطع به الشجر‪:‬‬
‫بَ ْرتٌ‪ .‬والبَرْتُ‪ ،‬والبُرْتُ‪ ،‬والبِرْتُ‪ :‬الرجل الدّليلُ‪ ،‬والمع َأبْراتٌ‪.‬‬
‫سكّرُ الطّبَ ْرزَذُ‪.‬‬ ‫والبُ ْرتُ‪ ،‬بلغة اليمن‪ :‬ال ّ‬
‫ت ومِبَرّتٌ‪ ،‬بفتح‬‫سكّرِ الطّ ْبزَذِ مِبَ ٌ‬ ‫قال شر‪ :‬يقال لل ّ‬
‫الراءِ‪ ،‬مشددة‪.‬‬
‫أَبو عبيد‪ :‬البِرّيتُ الستوي من الَرض؛ وقال ابن سيده‪ :‬الِبرّيتُ ف‬
‫شعر رؤبة ِفعْلِيتٌ‪ ،‬من البِرّ‪ ،‬قال‪ :‬وليس هذا موضعه‪.‬‬
‫ت والبِرْتُ؛ وقاله ابن الَعراب‬ ‫الَصمعي‪ :‬يقال للدليل الاذق البُرْ ُ‬
‫أَيضا‪ ،‬رواه عنهما أَبو العباس؛ قال الَعشى يصف جله‪:‬‬
‫أَدْأَبُْتهُ بَهامِهٍ َمجْهولةٍ‪،‬‬
‫صدَا‬‫ت با أَن َيقْ ِ‬ ‫ل َيهْتدِي بُرْ ٌ‬
‫صدِ الطريق؛ قال ومثله‬ ‫يصف َقفْرا قَطَعه‪ ،‬ل يهتدي به دليلٌ إِل ق ْ‬
‫قول رؤبة‪:‬‬
‫تَنْبو بِإصْغاءِ الدّليلِ البُرْتِ‬
‫لرّيتُ‪.‬‬ ‫وقال شر‪ :‬هو البِرّيتُ وا ِ‬
‫لذَاقَ ُة با َلمْر‪.‬‬‫والبُرْتةُ‪ :‬ا َ‬
‫وأَبْرَتَ إِذا َحذِقَ صِناع ًة مّا‪.‬‬
‫والبِرّيتُ‪ :‬مكان معروف‪ ،‬كثي الرمل؛ وقال شر‪ :‬يقال الَزْن‬
‫لدْبةُ الستوية؛‬ ‫والبِرّيتُ أَرضانُ بناحية البصرة‪ ،‬ويقال‪ :‬البِرّيتُ ا َ‬
‫وأَنشد‪:‬بِرّيتُ َأرْضٍ‪ ،‬بعدَها بِرّيتُ‬
‫وقال الليث‪ :‬البِرّيتُ اسم اشتق من البَرّيّة‪ ،‬فكأَنا سكنت الياءُ‬
‫فصارت الاءُ تا ًء لزمة كأَنا أَصلية؛ كما قالوا ِعفْريتٌ‪ ،‬والَصل‬
‫ِعفْرِيَةٌ‪.‬‬
‫أَبو عمرو‪َ :‬برَتَ الرجلُ إِذا َتحَيّر‪ ،‬وبَرَثَ‪ ،‬بالثاء‪ ،‬إِذا‬
‫تََنعّم تََنعّما واسعا‪.‬‬
‫للُق‪.‬‬‫سيّءُ ا ُ‬ ‫والبَرَنْت‪ :‬ال ّ‬
‫والُْبرَنْت‪ :‬القصيُ ا ُلخْتال ف ِجلْسته وركْبته ا ُلنَْتصِبُ‪،‬‬
‫فإِذا كان ذلك فيه‪ ،‬فكان يتمله ف فعاله وسُودَده‪ ،‬فهو السّّيدُ‪.‬‬
‫وا ُلبَنْت أَيضا‪ :‬ال َغضْبا ُن الذي ل ينظر إِل أَحد‪ .‬وا ُلبَنْت‪:‬‬
‫لمْر‪َ :‬تهَيّأَ‪ .‬أَبو زيد‪ :‬ابرَْنتَْيتُ‬ ‫ا ُلسْتَ ِعدّ للَمر‪ .‬وابرَنْتَى ل َ‬
‫ت له‪ُ ،‬ملْحقٌ با ْفعَْنلَلَ بياء‪.‬‬ ‫للَمر ابرِنْتاءً إِذا اسَْت ْعدَدْ َ‬
‫اللحيان‪ :‬اب َرنْت فلنٌ علينا َيبَنْت إِذا اْن َدرَأَ علينا‪.‬‬
‫وبَيُوت‪ :‬موضع‪.‬‬
‫@برهت‪ :‬بَرَهُوتُ‪ :‬وا ٍد معروف‪ ،‬قيل هو َبضْ َر َموْتَ‪ .‬وف حديث عليّ‪،‬‬
‫عليه السلم‪ :‬شَرّ بئ ٍر ف الَرض بَرَهُوتُ‪ ،‬هي‪ ،‬بفتح الباء والراء‪ ،‬بئرٌ‬
‫عميقة َبضْ َر َموْتَ‪ ،‬ل ُيسْتَطاعُ النّزولُ إِل َقعْرها‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫بُ ْرهُوتُ‪ ،‬بضم الباء وسكون الراء‪ ،‬فتكون تاؤُها على الَول زائدة‪ ،‬وعلى‬
‫الثان أَصلية‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬أَخرجه الروي عن عليّ‪ ،‬عليه السلم‪،‬‬
‫وأَخرجه الطبان ف العجم‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن سيدنا رسول اللّه‪ ،‬صلى اللّه‬
‫عليه وسلم‪.‬‬
‫ستُ من السّيِ كالسّْبتِ‪.‬‬ ‫@بست‪ :‬الَب ْ‬
‫لدِيقَةُ‪.‬‬‫والُبسْتانُ‪ :‬ا َ‬
‫ستُ‪ :‬مدينة بُراسان‪ ،‬واللّه أَعلم‪.‬‬ ‫وُب ْ‬
‫@بغت‪ :‬الَب ْغتُ والَبغْتَةُ‪ :‬ال َفجْأَة‪ ،‬وهو أَن َي ْفجََأكَ الشيءُ‪ .‬وف‬
‫التنيل العزيز‪ :‬ولَتَأْتِيَنّهم َبغْتَةً أَي فجأَةً؛ قال يَزيد بن‬
‫ضَبّةَ الّث َق ِفيّ‪:‬‬
‫ولكنّهم ماتُوا‪ ،‬ول أَ ْدرِ‪َ ،‬بغْتَةً‪،‬‬
‫جؤُكَ‪ ،‬الَب ْغتُ‬ ‫ي َي ْف َ‬‫وَأفْ َظعُ شيءٍ‪ ،‬ح َ‬
‫وقد َبغَتَه الَمرُ يَْبغَتُه َبغْتا‪َ :‬فجِئَه‪.‬‬
‫وباغَتَه مُباغَت ًة وبِغاتا‪ :‬فاجأَه‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬فأَ َخذْنا ُهمْ‬
‫َبغْتَةً أَي َفجْأَة‪.‬‬
‫والُباغَتةُ‪ :‬الُفاجأَة‪.‬‬
‫وتكرّر ذِكر الَبغْتةِ ف الديث‪ .‬وَلقِيتُه َبغْتةً أَي َفجْأَةً؛‬
‫ت ال َع ُدوّ أَي َفجَآتِه‪.‬‬‫ت آمَنُ من َبغَتَا ِ‬ ‫ويقال‪َ :‬لسْ ُ‬
‫صلْح نَصارَى‬
‫والباغُوتُ‪ ،‬أَعجمي ُمعَرّبٌ‪ :‬عيدٌ للنصارى‪ .‬وف حديث ُ‬
‫الشام‪ :‬ول يُ ْظهِرُوا باغوتا؛ قال ابن الَثي‪ :‬كذا رواه بعضهم‪ ،‬وقد روي‬
‫باعوثا‪ ،‬بالعي الهملة والثاء الثلثة‪ ،‬وسيأْت ذِكره‪ .‬والباغُوتُ‪ :‬اسم‬
‫موضع؛ قال النابغة‪:‬‬
‫ستْ تَرَى َح ْولَها َشخْصا‪ ،‬وراكِبُها‬ ‫لَْي َ‬
‫خمُورُ‬ ‫َنشْوانُ‪ ،‬ف ُجوّةِ الباغُوتِ‪َ ،‬م ْ‬
‫@بكت‪َ :‬بكَتَه يَْبكُتُه َبكْتا‪ ،‬وَبكّتَه‪ :‬ضَرَبه بالسيف والعصا‬
‫ونوها‪ .‬والتّْبكِيتُ‪ :‬كالّتقْرِيعِ والّتعْنِيفِ‪ .‬الليث‪َ :‬بكّته بالعصا‬
‫تَْبكِيتا‪ ،‬وبالسيف ونوه؛ وقال غيه‪َ :‬بكّتَه تَْبكِيتا إِذا‬
‫قَرّعَه بال َعذْل َتقْريعا‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه أُِت َي ِبشَارِبٍ‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫َبكّتُوه؛ التّْبكِيتُ‪ :‬الّتقْرِيعُ والّتوْبيخُ‪ ،‬يقال له‪ :‬يا فاسق‪ ،‬أَما‬
‫اسَْتحَْيتَ؟ أَما اّتقَْيتَ اللّهَ؟ قال الَ َروِيّ‪ :‬ويكون باليد‬
‫وبالعصا ونوه‪.‬‬
‫لجّة أَي َغلَبه‪ .‬وَبكَتَه يَْبكُتُه َبكْتا‪ ،‬وَبكّتَه‪:‬‬ ‫وَبكَتَه با ُ‬
‫كلها استقبله با َيكْرَه‪.‬‬
‫الَصمعي‪ :‬التّْبكِيتُ والَب ْلغُ أَن َيسَْتقْبِلَ الرجلَ با َيكْرَه‪.‬‬
‫وقيل ف تفسي قوله تعال‪ :‬وإِذا ا ُلوْءُود ُة سُِئلَتْ بأَيّ ذَْنبٍ‬
‫قُِتَلتْ؟ ُتسْأَ ُل تَْبكِيتا لواِئدِها‪.‬‬
‫@بلت‪ :‬الَب ْلتُ‪ :‬القَ ْطعُ‪.‬‬
‫َبَلتَ الشي َء يَْبلَتُه‪ ،‬بالفتح‬
‫(* قوله‪« :‬يبلته بالفتح» الذي ف‬
‫القاموس والصحاح أن التعدي من باب ضرب واللزم من باب فرح ونصر‪َ ،).‬بلْتا‪:‬‬
‫قَطَعه‪ .‬زعم أَهل اللغة أَنه مَقلوب من بََتلَه‪ ،‬وليس كذلك لوجود الصدر؛‬
‫قال الشّْنفَري‪:‬‬
‫كَأنّ لا ف ا َلرْضِ ِنسْيا َت ُقصّه‬
‫ك تَْبلِتِ‬‫حدّثُ َ‬ ‫على َأمّها‪ ،‬وِإ ْن ُت َ‬
‫أَي تَْبلِتُ الكلم با َيعْتَريها من الُبهْرِ‪ .‬والَبلَتُ‪ ،‬بالتحريك‪:‬‬
‫النقطاع‪ .‬وقيل‪ :‬تَْبِلتُ‪ ،‬ف بيت الشنفرى‪َ ،‬ت ْفصِلُ الكلمَ؛ وقال‬
‫الوهري‪ :‬أَي تَْنقَطِعُ حَياءً؛ قال‪ :‬ومن رواه تَْبلِيتُ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬يعن‬
‫َتقْطَع وَت ْفصِل ول تُ َطوّلُ‪.‬‬
‫وانَْبلَتَ الرجلُ‪ :‬اْنقَطَع ف كل خي وشر‪.‬‬
‫وَبَلتَ الرجلُ َيْبلُتُ‪ ،‬وَبلِتَ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬وأَْبلَتَ‪ :‬انقَطَع من‬
‫الكلم فلم يتكلم‪ ،‬وَبِلتَ يَْبَلتُ إِذا ل يتحرّك و َس َكتَ‪ ،‬وقيل‪َ :‬بَلتَ‬
‫حدّْثكَ َتْبلَتِ أَي‬ ‫الَياءُ الكلمَ إِذا قَطَعه‪ .‬قال‪ ،‬وقوله‪ :‬وِإنْ ُت َ‬
‫يَْنقَ ِطعُ كلمُها من َخفَرِها‪.‬‬
‫أَبو عمرو‪ :‬الِبلّيتُ الرجلُ ال ّزمّيتُ؛ والِبلّيتُ‪ :‬ال َفصِي ُح الذي‬
‫يَْبِلتُ الناسَ أَي َيقْطَعُهم؛ وقيل‪ :‬الِبلّيتُ من الرّجال‪:‬‬
‫البَيّ ُن الفصِيحُ‪ ،‬اللّبِيبُ‪ ،‬ا َلرِيبُ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ضعْفةِ الَبِيتا‪،‬‬ ‫أَل أَرى ذا ال ّ‬
‫سحُوتا‬ ‫ا ُلسْتَطَارَ َقلْبُه‪ ،‬ا َل ْ‬
‫يُشاهِلُ العَميْثَلَ الِبلّيتَا‪،‬‬
‫شمَ‪ ،‬ال ّزمّيتَا‬ ‫ص َمكِيكَ‪ ،‬ا َل ِ‬ ‫ال ّ‬
‫سحُوتُ‪:‬‬ ‫ا َلبِيتُ‪ :‬الَ ْحمَق‪ .‬وال َعمَيْثَلُ‪ :‬السّّيدُ الكري‪ .‬وا َل ْ‬
‫خيّ‪ .‬وال ّزمّيتُ‪ :‬الليم‪.‬‬ ‫سِ‬ ‫الذي ل َيشَْبعُ‪ .‬وا َلشِمُ‪ :‬ال ّ‬
‫صمَيَا ُن من الرجال‪ ،‬وهو ا َل ْه َوجُ الشديدُ‪،‬‬ ‫ص َمكِيكُ‪ :‬ال ّ‬ ‫ص َمكُوكُ وال ّ‬ ‫وال ّ‬
‫وعبّر ابن الَعراب عنه بأَنه التّامّ‪ ،‬وأَنشد‪:‬‬
‫وصَا ِحبٍ‪ ،‬صاحَبْتُه‪َ .‬زمِيتِ‬
‫مَُيمّنٍ ف قوله‪ ،‬ثَبِيتِ‬
‫س على الزّا ِد ِب ُمسَْتمِيتِ‬ ‫لي َ‬
‫ضدّانِ ف التصريف‪ .‬وتَبّا له َبلْتا‬ ‫ضدّ‪ ،‬وإِن كان ال ّ‬ ‫قال‪ :‬وكأَنه ِ‬
‫أَي قَطْعا؛ أَراد قاطعا‪ ،‬فوضع الصدر موضع الصفة‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬لئِنْ َف َع ْلتَ كذا وكذا‪ ،‬لََيكُونَ ّن َبلْتَة بين وبينكَ إِذا‬
‫َأوْ َعدَه بالجْرانِ؛ وكذلك بَْتلَة ما بَيْن وبَيْنَك بعناه‪.‬‬
‫أَبو عمرو‪ :‬يقال أَْبلَتّه يينا إِذا أَ ْحَلفْته‪ ،‬والفعل َبلَتَ‬
‫َبلْتا‪ ،‬وأَصْبَرْته أَي أَ ْحَلفْتُه‪ ،‬وقد صَبَرَ يينا‪ ،‬قال‪ :‬وأَْبلَتّه‬
‫ك تَْبِلتِ‬‫حدّثْ َ‬ ‫ت له‪ .‬قال الشنفرى‪ :‬وِإنْ ُت َ‬ ‫أَنا يينا أَي َحَلفْ ُ‬
‫أَي تُوجِز‪.‬‬
‫والَُبّلتُ‪ :‬ا َلهْ ُر الضمون‪ِ ،‬حمْيية‪ .‬و َمهْرٌ مَُبلّتٌ‪ ،‬مِن ذلك؛‬
‫قال‪:‬‬
‫وما ُزوّجَتْ ِإلّ َبهْرٍ مَُبّلتِ‬
‫أَي مضمون‪ ،‬بلغة حي‪ .‬وف حديث سليمان‪ ،‬على نبينا وعليه أَفضل الصلة‬
‫والسلم‪ :‬ا ْحشُرُوا الطيْرَ‪ ،‬إِل الشّنقاءَ والرّنقاء‬
‫(* قوله «إل‬
‫الشنقاء» هي الت تزق فراخها‪ ،‬والرنقاء القاعدة على البيض‪ .‬اهـ‪ .‬تكملة‪،).‬‬
‫والُبَلتَ؛ قال ابن الَثي‪ :‬الُبَلتُ طائ ٌر ُمحْتَرقُ الرّيش‪ ،‬إِذا‬
‫َوَق َعتْ ريشةٌ منه ف الطي أَحْ َرقَتْه‪.‬‬
‫@بنت‪ :‬أَبو عمرو‪ :‬بَّنتَ فلنٌ عن فلنٍ تَبْنِيتا إِذا اسْتَخبَر عنه‪،‬‬
‫فهو مُبَّنتٌ‪ ،‬إِذا َأكْثَر السؤال عنه؛ وأَنشد‪:‬‬
‫حتَ ذا َب ْغيٍ‪ ،‬وذا َتغَبّشٍ‪،‬‬ ‫أَصَْب ْ‬
‫مُبَنّتا عن َنسَباتِ الِرْبِشِ‪،‬‬
‫وعن مَقالِ الكاذِبِ الُ َرقّشِ‬
‫@بت‪َ :‬ب َهتَ الرج َل يَْبهَتُه َبهْتا‪ ،‬وَبهَتا‪ ،‬وُبهْتانا‪ ،‬فهو‬
‫َبهّات أَي قال عليه ما ل يفعله‪ ،‬فهو مَْبهُوتٌ‪ .‬وَبهَتَه َبهْتا‪ :‬أَخذه‬
‫َبغْتَةً‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬بل تأْتيهم َبغْتَةً فتَْبهَتُهم؛ وأَما قول‬
‫أَب النجم‪:‬‬
‫سُبّي الَماةَ واْبهَتِي عليها‬
‫(* قوله «وابت عليها» قال الصاغان‬
‫ف التكملة‪ :‬هو تصحيف وتريف‪ ،‬والرواية وانت عليها‪ ،‬بالنون من النهيت‬
‫وهو الصوت اهـ‪».‬‬
‫فِإ ّن على مقحمة‪ ،‬ل يقال َب َهتَ عليه‪ ،‬وإِنا الكل ُم َبهَتَه؛‬
‫والَبهِيتَةُ الُبهْتانُ‪ .‬قال ابن بري‪ :‬زعم الوهري َأنّ على ف البيت مقحمة‬
‫أَي زائدة؛ قال‪ :‬إِنا َعدّى اْبهَت بعلى‪ ،‬لَنه بعن افتَرِي عليها‪.‬‬
‫والُبهْتانُ‪ :‬افتراءٌ‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬ول َيأِْتيَ بُبهْتانٍ‬
‫ل على معن ِفعْل‬ ‫َيفْتَرِينَه؛ قال‪ :‬ومثله ما ُعدّيَ برف الَرّ‪ ،‬ح ً‬
‫حذَرِ الذين يُخاِلفُون عن أَمره؛‬ ‫يُقاربه بالعن‪ ،‬قوله عز وجلّ‪ :‬فلَْي ْ‬
‫تقديره‪َ :‬يخْرُجون عن أَمره‪َ ،‬لنّ الُخالفة خروجٌ عن الطاعة‪ .‬قال‪ :‬ويب‬
‫على قول الوهري َأنْ تعل عن ف الية زائدةً‪ ،‬كما جعل على ف البيت‬
‫زائدة‪ ،‬وعن وعلى ليستا ما يزاد كالباء‪.‬‬
‫وباهَتَه‪ :‬اسْتقْبله بأَمر َي ْق ِذفُه به‪ ،‬وهو منه بريء‪ ،‬ل يعلمه‬
‫ت منه‪ ،‬والسم الُبهْتانُ‪.‬‬ ‫فَيَْب َه ُ‬
‫وَب َهتّ الرجلَ أَْبهَتُ ُه َبهْتا إِذا قابلته بالكذب‪ .‬وقوله عز وجلّ‪:‬‬
‫أَتأْ ُخذُونه ُبهْتانا وإِثا مُبِينا؛ أَي مُباهِتي آِثمِي‪ .‬قال‬
‫أَبو إِسحق‪ :‬الُبهْتانُ الباطلُ الذي يَُتحَيّ ُر من بُطْلنِه‪ ،‬وهو من‬
‫الَب ْهتِ الّتحَيّر‪ ،‬والَلف والنون زائدتان‪ ،‬وُبهْتانا موض ُع الصدر‪،‬‬
‫وهو حال؛ العن‪ :‬أَتأْخذونه مُباهِتي وآِثمِي؟‬
‫وَب َهتَ فلنٌ فلنا إِذا َكذَب عليه‪ ،‬وَب ِهتَ وُب ِهتَ إِذا َتحَيّر‪.‬‬
‫وقولُه عز وجل‪ :‬ول يأْتيَ بُبهْتانٍ َيفْتَرينه؛ أَي ل يأْتي بولد عن‬
‫معارضة من غي أَزواجهنّ‪ ،‬فيَْنسُبْنه إِل الزوج‪ ،‬فإِن ذلك ُبهْتانٌ‬
‫وفِرْيةٌ؛ ويقال‪ :‬كانت الرأَ ُة َتلْتَقِطُه فتَتَبَنّاه‪ .‬وقال الزجاج ف‬
‫قوله‪ :‬بل تأْتيهم َبغْتَةً فتَْبهَتُهم؛ قال‪ُ :‬تحَيّرُهم حي َتفْجأُهم‬
‫َبغْتةً‪.‬‬
‫والَبهُوتُ‪ :‬الُبا ِهتُ‪ ،‬والمع ُب ُهتٌ وبُهوتٌ؛ قال ابن سيده‪ :‬وعندي‬
‫أَن ُبهُوتا جع باهِت‪ ،‬ل جع َبهُوت‪ ،‬لَن فا ِعلً ما يمع على ُفعُول‪،‬‬
‫جمَع عليه‪ .‬قال‪ :‬فأَما ما حكاه أَبو عبيد‪ ،‬مِن أَن‬ ‫وليس ُفعُو ٌل ما ُي ْ‬
‫ب فغَلَطٌ‪ ،‬إِنا هو جع عا ِذبٍ‪ ،‬فأَما عَذوبٌ‪ ،‬فجمع‬ ‫ُعذُوبا جع َعذُو ٍ‬
‫ُعذُبٌ‪.‬‬
‫والُب ْهتُ والَبهِيتَةُ‪ :‬ال َكذِبُ‪ .‬وف حديث الغِيبةِ‪ :‬وإِن ل يكن فيه‬
‫ما نقول‪ ،‬فقد َبهَتّه أَي كذَْبتَ وافَْترَْيتَ عليه‪ .‬وف حديث ابن‬
‫سَلم ف ذكر اليهود‪ :‬أَنم قومٌ ُب ْهتٌ؛ قال ابن الَثي‪ :‬هو جع َبهُوتٍ‪،‬‬
‫مِن بناء البالغة ف الَب ْهتِ‪ ،‬مثل صَبُو ٍر وصُبُرٍ‪ ،‬ث يسكن تفيفا‪.‬‬
‫والَب ْهتُ‪ :‬النقطاعُ والَيْرَة‪ .‬رأَى شيئا فُب ِهتَ‪ :‬يَنْظُ ُر نَظَر‬
‫الَُت َعجّب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ستِ‪،‬‬ ‫أََأ ْن رأَْيتَ هامَتِي كالطّ ْ‬
‫َظلِ ْلتَ َت ْرمِين ب َقوْلٍ ُب ْهتِ؟‬
‫صمُ‪ :‬اسَْت ْوَلتْ عليه الجّة‪ .‬وف‬ ‫ل ْ‬‫وقد َب ُهتَ وَب ِهتَ وُب ِهتَ ا ّ‬
‫ت الذي َكفَر؛ تأْويلُه‪ :‬اْنقَطَع وسكتَ متحيا‬ ‫التنيل العزيز‪ :‬فُب ِه َ‬
‫ت الذي كفر؛ أَراد فَب َهتَ‬ ‫سمَيْفَع‪ :‬فَب َه َ‬
‫عنها‪ .‬ابن جن‪ :‬قرأَه ابن ال ّ‬
‫إِبراهيمُ الكافرَ‪ ،‬فالذي على هذا ف موضع نصب‪ .‬قال‪ :‬وقرأَه ابن حَْيوَةَ‬
‫فَب ُهتَ‪ ،‬بضم الاء‪ ،‬لغة ف َب ِهتَ‪ .‬قال‪ :‬وقد يوز أَن يكون َب َهتَ‪،‬‬
‫بالفتح‪ ،‬لغةً ف َب ِهتَ‪ .‬قال‪ :‬وحكى أَبو السن الَخفشُ قراءة فَب ِهتَ‪،‬‬
‫َكخَرِقَ‪ ،‬ودَهِشَ؛ قال‪ :‬وَب ُهتَ‪ ،‬بالضم‪ ،‬أَكثر من َب ِهتَ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬يعن أَن‬
‫ضوَ الرجلُ‪ .‬الوهري‪َ :‬ب ِهتَ الرجلُ‪،‬‬ ‫الضمة تكون للمبالغة‪ ،‬كقولم َلقَ ُ‬
‫ش وَ َتيّر‪ .‬وَبهُتَ‪ ،‬بالضم‪ ،‬مثله‪،‬‬ ‫بالكسر‪ ،‬وعَ ِرسَ وبَطِ َر إِذا دَهِ َ‬
‫ت الذي َكفَر؛ لَِنه يقال رجل‬ ‫وأَفص ُح منهما ُب ِهتَ‪ ،‬كما قال عز وجل‪ :‬فُب ِه َ‬
‫مَْبهُوتٌ‪ ،‬ول يقال با ِهتٌ‪ ،‬ول َبهِيتٌ‪.‬‬
‫حمِلَ عليها َفحْلٌ أَكرمُ منه‪.‬‬ ‫وَب َهتَ ال َفحْلَ عن الناقة‪َ :‬نحّاه لَي ْ‬
‫ويقال‪ :‬يا ِللَْبهِيتَةِ‪ ،‬بكسر اللم‪ ،‬وهو استغاثة‪ .‬والَب ْهتُ‪ :‬حِسابٌ‬
‫ب النجوم‪ ،‬وهو مَسيها ا ُلسْتوي ف يوم؛ قال الَزهري‪ :‬ما أُراه‬ ‫من حِسا ِ‬
‫عَرَبيا‪ ،‬ول أَ ْحفَظُه لغيه‪ .‬والَب ْهتُ‪َ :‬حجَ ٌر معروف‪.‬‬
‫@بوت‪ :‬البُوتُ‪ ،‬بضم الباء‪ :‬من شجر البال‪ ،‬جع بُوتَةٍ‪ ،‬ونَباتُه نَباتُ‬
‫الزّعْرور‪ ،‬وكذلك ثرته‪ِ ،‬إلّ أَنا إِذا أَيَْنعَت ا ْسوَدّت سوادا‬
‫شديدا‪ ،‬و َحَلتْ حَلوةً شديدةً‪ ،‬ولا َعجَمة صغيٌة ُم َدوّرة‪ ،‬وهي‬
‫سوّ ُد َفمَ آكلها وَي َد ُمجْتَنِيها‪ ،‬وثرتُها عناقيدُ كعناقيدِ‬ ‫ُت َ‬
‫الكَبَاثِ‪ ،‬والناس يأْكلونا؛ حكاه أَبو حنيفة‪ ،‬قال‪ :‬وأَخبن بذلك‬
‫الَعراب‪.‬‬
‫@بيت‪ :‬البَْيتُ من الشّعَر‪ :‬ما زاد على طريقةٍ واحدة‪َ ،‬يقَع على الصغي‬
‫والكبي؛ وقد يقال للمبنّ من غي الَبنية الت هي ا َلخْبِيَ ُة بَْيتٌ؛‬
‫والِباءُ‪ :‬بيت صغي من صوف أَو شعر‪ ،‬فإِذا كان أَك َب من الِباء‪ ،‬فهو‬
‫بيتٌ‪ ،‬ث مِ َظلّة إِذا َكبِرَتْ عن البيت‪ ،‬وهي تسمى بيتا أَيضا إِذا‬
‫ت معروف‪ .‬التهذيب‪ :‬وبيت الرجل‬ ‫ضخْما مُ َروّقا‪ .‬الوهري‪ :‬البي ُ‬ ‫كان َ‬
‫داره‪ ،‬وبيته َقصْره‪ ،‬ومنه قول جبيل‪ ،‬عليه السلم‪َ :‬بشّرْ خدية ببيتٍ من‬
‫جوّفةٍ‪ ،‬أَو بقصر من‬ ‫َقصَب؛ أَراد‪َ :‬بشّرْها بقصر من لؤلؤةٍ ُم َ‬
‫ُزمُرّذَة‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬ليس عليكم جُناحٌ أَن تدخُلوا بُيوتا غيْ َر مسكونة‪،‬‬
‫معناه‪ :‬ليس عليكم جناح أَن تدخلوها بغي إِذن؛ وجاء ف التفسي‪ :‬أَنه يعن‬
‫با الانات‪ ،‬وحوانيتَ التّجارِ‪ ،‬والواضعَ الباحةَ الت تُباع فيها‬
‫لرِباتِ الت‬ ‫الَشياء‪ ،‬ويُبيح أَهلُها دُخولَها؛ وقيل‪ :‬إِنه يعن با ا َ‬
‫يدخلها الرج ُل لبول أَو غائط‪ ،‬ويكون معن قوله فيها متاع لكم‪ :‬أَي إِمتاع‬
‫لكم‪ ،‬تََتفَرّجُونَ با ما بكم‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬ف بُيوتٍ أَ ِذنَ‬
‫اللّهُ أَن تُ ْرَفعَ؛ قال الزجاج‪ :‬أَراد الساجدَ‪ ،‬قال‪ :‬وقال السن يعن به‬
‫بيتَ ا َلقْدس‪ ،‬قال أَبو السن‪ :‬وجعَه تفخيما وتعظيما‪ ،‬وكذلك خَصّ‬
‫ت للعنكبوت‬ ‫بناءَ أَكثر العدد‪ .‬وف متصلة بقوله َك ِمشْكاة‪ .‬وقد يكون البي ُ‬
‫لحَرِ‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬وِإنّ َأوْهَنَ‬ ‫ضبّ وغيه من ذوات ا ِ‬ ‫وال ّ‬
‫ب على أَلسنة‬ ‫البُيوت لَبَْيتُ العنكبوت؛ وأَنشد سيبويه فيما َتضَعُه العر ُ‬
‫ب يُخا ِطبُ ابنه‪:‬‬ ‫البهائم‪ ،‬لضَ ّ‬
‫أَ ْه َدمُوا بَيْتَكَ‪ ،‬ل أَبا لَكا‬
‫وأَنا َأ ْمشِي‪ ،‬الدَّألَى‪ ،‬حَوالَكا‬
‫ابن سيده‪ :‬قال يعقوب السّرْفةُ دابة تَبْن لنفسها بيتا من كِسارِ‬
‫العِيدانِ‪ ،‬وكذلك قال أَبو عبيد‪ :‬السّرْفة دابة تبن بيتا َحسَنا تكون‬
‫ن دابة َتعْمَلُ‬‫فيه‪ ،‬فجعَل لا بيتا‪ .‬وقال أَبو عبيد أَيضا‪ :‬الصّيْدا ّ‬
‫لنفسها بيتا ف َج ْوفِ الَرض وُت َعمّيه؛ قال‪ :‬وكلّ ذلك أُراه على‬
‫التشبيه ببيت الِنسان‪ ،‬وجعُ البَيْت‪ :‬أَبياتٌ وأَباييتُ‪ ،‬مثل أَقوالٍ‬
‫ت وبُيوتاتٌ‪ ،‬وحكى أَبو عليّ عن الفراء‪ :‬أَبْياواتٌ‪ ،‬وهذا‬ ‫وأَقاويلَ‪ ،‬وبيُو ٌ‬
‫ت وبِيَْيتٌ‪ ،‬بكسر أَوله‪ ،‬والعامة تقول‪ُ :‬بوَْيتٌ‪.‬‬ ‫نادر؛ وتصغيه بُيَْي ٌ‬
‫قال‪ :‬وكذلك القول ف تصغي شَيْخ‪ ،‬وعَيْرٍ‪ ،‬وشيءٍ وأَشباهِها‪ .‬وبَّيتُ‬
‫البَْيتَ‪ :‬بَنَيْتُه‪.‬‬
‫شعْرِ مشتقّ من بَيْت الِباء‪ ،‬وهو يقع على الصغي‬ ‫ت من ال ّ‬ ‫والبَْي ُ‬
‫ضمّ الكلم‪ ،‬كما َيضُمّ البيتُ‬ ‫والكبي‪ ،‬كالرجز والطويل‪ ،‬وذلك لَنه َي ُ‬
‫أَهلَه‪ ،‬ولذلك َس ّموْا ُمقَطّعاتِه أَسبابا وأَوتادا‪ ،‬على التشبيه لا‬
‫بأَسباب البيوت وأَوتادها‪ ،‬والمع‪ :‬أَبْيات‪ .‬وحكى سيبويه ف جعه‬
‫بُيوتٌ‪ ،‬فَتِبعَه ابنُ جن فقال‪ ،‬حي أَنشد بَيْتَي ال َعجّاج‪:‬‬
‫يا دارَ َسلْمى يا ا ْسلَمِي ث ا ْسَلمِي‪،‬‬
‫فَخْن ِدفٌ هامَةُ هذا العالَمِ‬
‫جاءَ بالتأْسيس‪ ،‬ول يئْ با ف شيء من البُيوتِ‪ .‬قال أَبو السن؛‬
‫شعْرِ ُمشَبّها بالبيت من الِباءِ وسائر‬ ‫وإِذا كان البَْيتُ من ال ّ‬
‫ت من‬ ‫البناءِ‪ ،‬ل يتنع أَن ُي َكسّ َر على ما ُكسّرَ عليه‪ .‬التهذيب‪ :‬والبَْي ُ‬
‫شعْر سي بيتا‪ ،‬لَنه كلمٌ ُج ِم َع منظوما‪ ،‬فصار كبَْيتٍ‬ ‫أَبيات ال ّ‬
‫ُج ِم َع من ُشقَقٍ‪ ،‬وكِفاءٍ‪ ،‬ورِواقٍ‪ ،‬و ُعمُد؛ وقول الشاعر‪:‬‬
‫وبيتٍ‪ ،‬على َظهْر الَ ِطيّ‪ ،‬بَنَيْتُه‬
‫شقُوقِ الَياشِيم‪َ ،‬يرْ ُعفُ‬ ‫بأَسرَ َم ْ‬
‫قال‪ :‬يعن بيت ِشعْرٍ كتَبه بالقلم‪ .‬و َسمّى اللّ ُه تعال الكعبةَ‪،‬‬
‫ت اللّهِ تعال الكعبةُ‪.‬‬ ‫شرّفها اللّه‪ :‬البيتَ الرامَ‪ .‬ابن سيده‪ :‬وبَْي ُ‬
‫قال الفارسي‪ :‬وذلك كما قيل للخليفة‪ :‬عبدُ اللّه‪ ،‬وللجنة‪ :‬دار السلم‪.‬‬
‫ت القَبْر‪ ،‬على التشبيه؛ قال لبيد‪:‬‬ ‫قال‪ :‬والبيْ ُ‬
‫جعْنا بيومه‪،‬‬ ‫وصا ِحبِ َم ْلحُوبٍ‪ُ ،‬ف ِ‬
‫ع بَيتُ آخَرَ َكوْثَر‬ ‫وعِْندَ الرّدا ِ‬
‫(* قوله «وصاحب ملحوب» هو عوف بن الَحوص بن جعفر بن كلب مات بلحوب‪.‬‬
‫وعند الرداع موضع مات فيه شريح بن الَحوص بن جعفر بن كلب‪ .‬اهـ‪ .‬من‬
‫ياقوت‪).‬‬
‫وف حديث أَب ذر‪ :‬كيف َنصَْنعُ إِذا مات الناس‪ ،‬حت يكون البيتُ‬
‫بالوَصِيف؟ قال ابن الَثي‪ :‬أَراد بالبَْيتِ ههنا القَبْر؛ والوَصِيفُ‪:‬‬
‫الغلمُ؛ أَراد‪ :‬أَن مواضع القُبور تَضيقُ‪ ،‬فيَبتا ُع ْونَ كلّ قب بوَصِيفٍ‪.‬‬
‫وقال نوح‪ ،‬على نبينا وعليه أَفضلُ الصلة والسلم‪ ،‬حيَ دَعا رَبّه‪ :‬رَبّ‬
‫سمّى َسفِينَته الت‬ ‫ا ْغفِرْ ل ولوالديّ‪ ،‬ولن دخل بيت مؤْمنا؛ ف َ‬
‫رَكبَها أَيام الطّوفا ِن بَيْتا‪ .‬وبَْيتُ العرب‪ :‬شَ َرفُها‪ ،‬والمع‬
‫ت من بُيُوتات‬ ‫ت جع المع‪ .‬ابن سيده‪ :‬والبَْي ُ‬ ‫ج َمعُ بُيوتا ٍ‬‫البُيوتُ‪ ،‬ث ُي ْ‬
‫العرب‪ :‬الذي َيضُ ّم شَ َرفَ القبيلة كآل ِحصْ ٍن الفَزاريّي‪ ،‬وآلِ‬
‫لدّيْن الشّيْبانِيّي‪ ،‬وآل عَبْد الَدانِ الارِثِيّي؛ وكان ابن الكلب‬ ‫اَ‬
‫ت تَميم ف‬ ‫يزعم أَن هذه البُيوتاتِ أَعْلى بُيوتِ العرب‪ .‬ويقال‪ :‬بَْي ُ‬
‫بن حَنْظلة أَي شَ َرفُها؛ وقال العباس َي ْم َدحُ سيدَنا رسولَ اللّه‪ ،‬صلى‬
‫اللّه عليه وسلم‪:‬‬
‫حت احْتَوى بَيْتُكَ ا ُلهَْيمِ ُن منْ‬
‫ِخْندِفَ‪َ ،‬علْيا َء َتحْتَها النّطُقُ‬
‫َج َعلَها ف أَعْلى خِْن ِدفَ بيتا؛ أَراد ببيته‪ :‬شَ َرفَه العالَ؛‬
‫وا ُلهَْيمِنُ‪ :‬الشاه ُد بفَضْلك‪ .‬وقولُه تعال‪ :‬إِنا يُريدُ اللّهُ‬
‫لُيذْ ِهبَ عنكم الرّجْسَ أَهلَ البيتِ؛ إِنا يريد أَه َل بيت النب‪ ،‬صلى اللّه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬أَزواجَه وبِنْتَه و َعلِيّا‪ ،‬رضي اللّهُ عنهم‪ .‬قال سيبويه‪:‬‬
‫أَكثر الَساء دخولً ف الختصاص بَنُو فلنٍ‪ ،‬ومَ ْعشَرٌ مضافةً‪،‬‬
‫وأَهلُ البيتِ‪ ،‬وآل فلنٍ؛ يعن أَنك تقول ننُ َأهْلَ البيتِ َن ْفعَلُ كذا‪،‬‬
‫فتنصبه على الختصاص‪ ،‬كما تنصب النادى الضاف‪ ،‬وكذلك سائر هذه الَربعة‪.‬‬
‫وفل ٌن بَْيتُ قومِهِ أَي شَريفُهم؛ عن أَب العَمَيْثَل الَعراب‪.‬‬
‫وبَْيتُ الرجلُ‪ :‬امرأَتُه‪ ،‬وُيكْن عن الرأَة بالبَْيتِ؛ وقال‪:‬‬
‫أَل يا بَْيتُ‪ ،‬بالعَلْيا ِء بَْيتُ‪،‬‬
‫ولول ُحبّ أَ ْهلِكَ‪ ،‬ما أَتَْيتُ‬
‫أَراد‪ :‬ل بال َعلْيا ِء بَْيتٌ‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬العرب َتكْن عن الرأَة‬
‫بالبَيْت؛ قاله الَصمعي وأَنشد‪:‬‬
‫أَكِبَرٌ غَيّرَن‪ ،‬أَم بَْيتُ؟‬
‫الوهري‪ :‬البَْيتُ عِيالُ الرجل؛ قال الراجز‪:‬‬
‫ما ل‪ ،‬إِذا أَنْ ِزعُها‪ ،‬صَأَْيتُ؟‬
‫أَكِبَرٌ غَيّرن‪ ،‬أَم بَْيتُ؟‬
‫والبَْيتُ‪ :‬التَزْويجُ؛ عن كراع‪.‬‬
‫يقال‪ :‬باتَ الرج ُل يَبيتُ إِذا تَ َز ّوجَ‪ .‬ويقال‪ :‬بَن فلنٌ على‬
‫امرأَته بَيْتا إِذا أَعْ َرسَ با وأَدخلها بَيْتا مَضْروبا‪ ،‬وقد َنقَل‬
‫إِليه ما يتاجون إِليه من آلة وفِراشٍ وغيه‪ .‬وف حديث عائشة‪ ،‬رضي اللَه‬
‫عنها‪ :‬تَ َزوّجن رسو ُل اللّه‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬على بَْيتٍ قِيمَتُه‬
‫ع بَْيتٍ‪ ،‬فحذف الضاف‪ ،‬وأَقام الضافَ إِليه‬ ‫خسون ِدرْها أَي متا ِ‬
‫مُقامَه‪.‬‬
‫ومَرَةٌ مُتَبَيّتَةٌ‪ :‬أَصابت بَيْتا وَبعْلً‪.‬‬
‫وهو جاري بَْيتَ بَْيتَ‪ ،‬قال سيبويه‪ :‬من العرب مَن يَبْنيه كخمسة عشر‪،‬‬
‫ومنهم من ُيضِيفه‪ ،‬إِل ف َح ّد الال؛ وهو جاري بَيْتا لبَْيتٍ‪ ،‬وبيتٌ‬
‫لِبَْيتٍ أَيضا‪ .‬الوهري‪ :‬وهو جاري بَْيتَ بَْيتَ أَي مُلصِقا‪ ،‬بُنيا‬
‫على الفتح لَنما اسان ُجعِل واحدا‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬العرب تقول أَبِيتُ وأَباتُ‪ ،‬وأَصِيدُ وأَصاد‪ ،‬ويوتُ‬
‫ويَماتُ‪ ،‬وَيدُومُ ويَدامُ‪ ،‬وَأعِيفُ وأَعافُ؛ ويقال‪ :‬أَخي ُل الغَْيثَ‬
‫بناحِيَتِكم‪ ،‬وأَخالُ‪ ،‬لغةٌ‪ ،‬وأَزيلُ؛ يقال‪ :‬زا َل‬
‫(* قوله «وأزيل يقال زال»‬
‫كذا بالصل وشرح القاموس‪ ،).‬يريدون أَزال‪ .‬قال ومن كلم بن َأسَد‪ :‬ما‬
‫َيلِيق بك الَيْر ول يعِيقُ‪ ،‬إِتباع‪.‬‬
‫ت يفعل كذا وكذا‬ ‫ت ويَباتُ َبيْتُوتة‪ .‬ابن سيده‪ :‬با َ‬ ‫ت يَبِي ُ‬
‫الصحاح‪ :‬با َ‬
‫ت ويَباتُ بَيتا وبَياتا ومَبيتا وبَيْتُوتة أَي ظَ ّل يفعله‬ ‫يَبِي ُ‬
‫لَيْلً‪ ،‬وليس من النّوم‪ ،‬كما يقال‪ :‬ظَلّ يفعل كذا إِذا فعله بالنهار‪.‬‬
‫وقال الزجاج‪ :‬كل من أَدركه اللي ُل فقد باتَ‪ ،‬نام أَو ل يَنَم‪ .‬وف التنيل‬
‫العزيز‪ :‬والذين يَبيتُون لربم ُسجّدا وقياما؛ والسم من كلّ ذلك‬
‫البِيتةُ‪ .‬التهذيب‪ ،‬الفراءُ‪ :‬باتَ الرجلُ إِذا َسهِر الليلَ كله ف طاعة‬
‫اللّه‪ ،‬أَو معصيته‪.‬‬
‫وقال الليث‪ :‬البَْيتُوتة ُدخُولُك ف الليل‪ .‬يقال‪ :‬بتّ َأصَْنعُ كذا‬
‫وكذا‪.‬‬
‫ت فلنٌ إِذا نام‪ ،‬فلقد أَخطأَ؛ أَل ترى أَنك تقول‪:‬‬ ‫قال‪ :‬ومن قال با َ‬
‫ِبتّ أُراعي النجومَ؟ معناه‪ِ :‬بتّ أَنْظرُ إِليها‪ ،‬فكيف ينام وهو يَنْظُر‬
‫إِليها؟‬
‫ك اللّه إِباتَةً َحسَنةً؛ وباتَ بَيْتُوتةً صالةً‪ .‬قال‬ ‫ويقال‪ :‬أَباتَ َ‬
‫ابن سيده وغيه‪ :‬وأَباتَه اللّهُ بَيْر‪ ،‬وأَباتَه اللّهُ أَ ْحسَنَ‬
‫ب من التّْبيِيت‪ ،‬فبناه على‬ ‫بِيتَ ٍة أَي إِباتَةٍ‪ ،‬لكنه أَراد به الضّرْ َ‬
‫ِف ْعلِه‪ ،‬كما قالوا‪ :‬قََتلْته شَ ّر قِتْلة‪ ،‬وبِئْست الِيتَةُ؛ إِنا‬
‫أَرادوا الضّرْب الذي أَصابه من القتل والوت‪.‬‬
‫ت القومَ‪ ،‬وِبتّ بم‪ ،‬وِبتّ عندَهم؛ حكاه أَبو عبيد‪.‬‬ ‫وِب ّ‬
‫وبَّيتَ ا َلمْرَ‪َ :‬ع ِملَه ليلً‪َ ،‬أوْ دَبّره ليلً‪ .‬وف التنيل‬
‫ت طائفةٌ منهم غيَ الذي َتقُولُ؛ وفيه‪ :‬إِذ يُبَيّتُون ما‬ ‫العزيز‪ :‬بَّي َ‬
‫ل َيرْضى من ال َقوْل؛ قال الزجاج‪ :‬إِذ يُبَيّتُون ما ل يَرْضى من‬
‫القول‪ :‬ك ّل ما ُفكِرَ فيه أَو خِيضَ فيه بلَيْل‪ ،‬فقد بُّيتَ‪ .‬ويقال‪ :‬هذا‬
‫أَمرٌ دُبّ َر بلَيْل وبُّيتَ بلَيْل‪ ،‬بعن واحد‪ .‬وقوله‪ :‬واللّهُ‬
‫ب ما ُيبَيّتون أَي ُيدَبّرونَ وُي َقدّرونَ من السّوءِ ليلً‪.‬‬ ‫َيكُْت ُ‬
‫وبُّيتَ الشيءُ أَي ُقدّر‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه كان ل يُبَّيتُ مالً‪ ،‬ول‬
‫سكُه إِل الليل‪ ،‬ول إِل‬ ‫ُيقَّيلُه؛ أَي إِذا جاءَه مالٌ ل ُي ْم ِ‬
‫ت القوْ َم والعَ ُدوّ‪ :‬أَوقع بم ليلً؛‬ ‫سمَته‪ .‬وبَّي َ‬ ‫القائلة‪ ،‬بل ُي َعجّلُ ِق ْ‬
‫والسمُ البَياتُ‪ .‬وأَتاهم الَمر بَياتا أَي أَتاهم ف جوفِ الليل‪.‬‬
‫ت فلنٌ بن فلنٍ إِذا أَتاهم بَياتا‪ ،‬فكََبسَهم وهم‬ ‫ويقال‪ :‬بَّي َ‬
‫غارّونَ‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه سُئِل عن أَهل الدار يُبَيّتُونَ أَي يُصابُون‬
‫لَيْلً‪.‬‬
‫ص َد ف الليل مِن غي أَن َيعْلم‪،‬‬ ‫ت ال َع ُدوّ‪ :‬هو أَن ُيقْ َ‬ ‫وتَبْيِْي ُ‬
‫فَُيؤْ َخ َذ َبغْتَةً‪ ،‬وهو البَياتُ؛ ومنه الديث‪ :‬إِذا بُيّّتمْ فقولوا‪:‬‬
‫ت الصّيامَ‬ ‫هم ل يُْنصَرُونَ‪ .‬وف الديث‪ :‬ل صيامَ لن ل يُبَّي ِ‬
‫ت فلنٌ رأْيه إِذا َفكّرَ فيه‬ ‫أَي يَْنوِه من الليل‪ .‬يقال‪ :‬بَّي َ‬
‫و َخمّره؛ وك ّل ما دُبّر فيه‪ ،‬وَفُكّرَ بلَيْلٍ‪ :‬فقد بُّيتَ‪ .‬ومنه الديث‪:‬‬
‫هذا َأمْ ٌر بُيّت بلَيْلٍ‪ ،‬قال ابن كَيْسانَ‪ :‬باتَ يوز أَن َيجْرِيَ‬
‫ي ُمجْرَى كانَ؛ قاله ف كان وأَخواتا‪ ،‬ما زال‪،‬‬ ‫ُمجْرَى نامَ‪ ،‬وأَن َيجْر َ‬
‫وما اْنفَكّ‪ ،‬وما فَِتئَ‪ ،‬وما بَ ِرحَ‪.‬‬
‫سلَيْ ِطيّ‪:‬‬
‫ت فبَرَدَ؛ قال َغسّانُ ال ّ‬ ‫وما ٌء بَيّوتٌ‪ ،‬با َ‬
‫ضلَة بعدَها‬ ‫كفاكَ‪ ،‬فَأغْناكَ ابْ ُن َن ْ‬
‫عُللَةَ بَيّوتٍ‪ ،‬من الاءِ‪ ،‬قارِسِ‬
‫وقوله أَنشده ابن الَعراب‪:‬‬
‫ض قَرًى بَيّوتا‬ ‫حتْ َحوْ َ‬ ‫فصَّب َ‬
‫ج َمعُ‬‫قال أُراه أَراد‪ :‬قَرَى َحوْضٍ بَيّوتا‪ ،‬فقلب‪ .‬والقَرَى‪ :‬ما ُي ْ‬
‫لوْض من الاء؛ فَأنْ يكونَ بَيّوتا صفةً للماء َخيْرٌ من أَن‬ ‫فاَ‬
‫حوْضِ‪ ،‬إِذ ل معن لوصف الوض به‪ .‬قال الَزهري‪ :‬سعت أَعرابيّا‬ ‫يكونَ لل َ‬
‫ت السّقاءِ أَي من لَبَنٍ ُحلِبَ ليلً‬ ‫يقول‪ :‬ا ْسقِنِي من بَيّو ِ‬
‫و ُحقِ َن ف السّقاء‪ ،‬حت بَرَدَ فيه ليلً؛ وكذلك الاء إِذا بَرَ َد ف‬
‫الَزادة لَيْلً‪ :‬بَيّوتٌ‪ .‬والباِئتُ‪ :‬الغَابّ؛ يقال‪ :‬خُبْ ٌز باِئتٌ‪ ،‬وكذلك‬
‫البَيّوتُ‪.‬‬
‫ت أَيضا‪ :‬ا َلمْ ُر يُبَّيتُ عليه صاحبُه‪ُ ،‬مهْتمّا به؛ قال‬ ‫والبَيّو ُ‬
‫الذل‪:‬‬
‫وأَ ْجعَلُ ِفقْرَتَها ُعدّةً‪،‬‬
‫إِذا ِخ ْفتُ َبيّوتَ َأمْرٍ عُضالْ‬
‫صدْر؛ وقال‪:‬‬ ‫ت ف ال ّ‬ ‫و َه ّم بَيّوتٌ‪ :‬با َ‬
‫ب بَيّوتَ َهمّ أُقاِتلُهْ‬ ‫عَلى طَرَ ٍ‬
‫والَبِيتُ‪ :‬الوض ُع الذي يُبَاتُ فيه‪.‬‬
‫ت ليلةٍ‪ ،‬وبِيتَ ُة ليلةٍ‪ ،‬بكسر الباء‪ ،‬أَي ما عنده قُوتُ‬ ‫وما لَهُ بِي ُ‬
‫لَيْلة‪.‬‬
‫ويقال للفقي‪ :‬ا ُلسْتَبِيتُ‪ .‬وفلن ل َيسْتَبِيتُ لَيْلةً أَي ليس له‬
‫ت ليلةٍ مِن القُوتِ‪.‬‬ ‫بِي ُ‬
‫والبِيتةُ‪ :‬حال الَبِيتِ؛ قال طرفة‪:‬‬
‫َظلِ ْلتُ ِبذِي ا َلرْطَى‪ُ ،‬فوَيْ َق مَُث ّقفٍ‪،‬‬
‫بِبِيتَةِ سُوءٍ‪ ،‬هالِكا أَو كَهالِكِ‬
‫وبيتٌ‪ :‬اسم موضع؛ قال كثي عزة‪:‬‬
‫بوَجْ ِه بَنِي أَخِي َأ َس ٍد قََنوْنَا‬
‫إِل بَْيتٍ‪ ،‬إِل بَ ْركِ الغُِمادِ‬
‫@بثث‪َ :‬بثّ الشيءَ والَبَ َر يَُبثّه ويَِبثّه بَثّا‪ ،‬وأَبَثّه‪،‬‬
‫بعنًى‪ ،‬فانَْبثّ‪ :‬فَرّقه فَتفَرّقَ‪ ،‬وَنشَره؛ وكذلك َبثّ الي َل ف‬
‫الغارة يَُبثّها بَثّا فانْبَّثتْ‪ ،‬وَبثّ الصيا ُد كلبَه يَبُثّها‬
‫بَثّا؛ وانَْبثّ الَرادُ ف الَرض‪ :‬انَْتشَر؛ و َخلَقَ الُ اللْقَ‪،‬‬
‫ث منهما رجا ًل كثيا ونساء؛‬ ‫فبَثّهم ف الَرض‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬وَب ّ‬
‫أَي َنشَر وكَثّر؛ وف حديث أُم َزرْع‪َ :‬زوْجي ل أَُبثّ خَبَره أَي‬
‫ل أَْنشُره لقُبْح آثاره‪ .‬وبُثّت الُبسُطُ إِذا ُبسِطَتْ‪.‬‬
‫ب مَبْثُوثَةٌ؛ قال الفراءُ‪ :‬مَبْثُوثة كثية‪.‬‬ ‫قال ال عز وجل‪ :‬وزَرا ّ‬
‫وقوله عز وجل‪ :‬فكانتْ هَبا ًء مُنْبَثّا؛ أَي غُبارا مُنَتشِرا‪.‬‬
‫جوّدْ كَنْزُه فَتفَرّقَ؛ وقيل‪ :‬هو‬ ‫وَتمْ ٌر َبثّ إِذا ل ُي َ‬
‫النْتَثِ ُر الذي ليس ف جِرابٍ‪ ،‬ول وٍعاءَ َك َفثّ‪ ،‬وهو كقولم‪ :‬ما ٌء َغوْرٌ؛‬
‫قال الَصمعي‪َ :‬تمْ ٌر َبثّ إِذا كان منْثُورا مَُتفَرّقا بعضُه من‬
‫بعض‪.‬وبَثَْبثَ الترابَ‪ :‬اسْتَثاره و َكشَفَه عما َتحْتَه‪ .‬وف حديث عبد ال‪:‬‬
‫شفُوه؛ حكاه‬ ‫فلما َحضَرَ اليهوديّ ا َلوْتُ‪ ،‬قال‪ :‬بَْثبِثُوه أَي َك ّ‬
‫الروي ف الغريبي‪ ،‬وهو من الَبثّ إِظهارِ الديث‪ ،‬والَصلُ فيه‬
‫بَثّثُوه‪ ،‬فأُبدل من الثاء الوسطى باء تفيفا‪ ،‬كما قالوا ف حَثّْثتُ‪:‬‬
‫َحْثحَْثتُ‪.‬‬
‫وأَبَثّه الديثَ‪َ :‬أ ْطلَعه عليه؛ قال أَبو كبي‪:‬‬
‫ث اْنصَ َر ْفتُ‪ ،‬ول أَبُثّكَ حِيبَت‪،‬‬
‫صوَرِ‬
‫ش َمشْيَ ا َل ْ‬ ‫رَعِشَ البَنانِ‪َ ،‬أطِي ُ‬
‫أَراد‪ :‬ول أُخِْبرُك بكل سُوء حالت‪.‬‬
‫ت لك‬ ‫ل ْزنُ‪ ،‬يقال‪ :‬أَبَْثثْتُك أَي َأظْهَرْ ُ‬ ‫والَبثّ‪ :‬الالُ وا ُ‬
‫بَثّي‪.‬‬
‫وف حديث أُم زرع‪ :‬ل تَُبثّ حديثَنا تَبْثيثا؛ ويروى تَُنثّ‪،‬‬
‫بالنون‪ ،‬بعناه‪.‬‬
‫واسَْتبَثّه إِياه‪َ :‬طلَبَ إِليه أَن يَبُثّه إِياه‪.‬‬
‫والَبثّ‪ :‬الُ ْزنُ وال َغمّ الذي ُتفْضِي به إِل صاحبك‪.‬‬
‫ف لَيعْلَم الَبثّ؛ قال‪ :‬الَبثّ‬ ‫وف حديث أُم زرع‪ :‬ل يُولِجُ ال َك ّ‬
‫ض الشديدُ‪ ،‬كأَنه من شدَته يَبُثّه‬ ‫ف الَصل شدّة الُزْن‪ ،‬والر ُ‬
‫صاحبَه‪ .‬العن‪ :‬أَنه كان بسدها عَْيبٌ أَو داء‪ ،‬فكان ل ُيدْخِ ُل َيدَه ف‬
‫صفُه باللّ ْطفِ؛ وقيل‪:‬‬ ‫ثوبا فَيمَسّه‪ ،‬لعِ ْلمِه أَن ذلك ُيؤْذيها؛ َت ِ‬
‫إِن ذلك َذمّ له أَي ل يََت َفقّد أُمورَها ومصالَها‪ ،‬كقولم‪ :‬ما‬
‫أُدْخِ ُل يدي ف هذا ا َلمْر أَي ل أََتفَ ّقدُه‪ .‬وف حديث كعب بن مالك‪ :‬فلما‬
‫ل من تبوكَ َحضَرن َبثّي أَي اشَْتدّ حُزْن‪.‬‬ ‫َتوَجّه قاِف ً‬
‫ويقال‪ :‬أَْبثَْثتُ فلنا سِرّي‪ ،‬بالَلف‪ ،‬إِبْثاثا أَي َأطَْلعْتُه‬
‫عليه وَأ ْظهَرْته له‪.‬‬
‫وبَثّْثتُ الَب‪ُ ،‬شدّد للمبالغة‪ ،‬فانَْبثّ أَي اْنَتشَر‪.‬‬
‫شتَ عنه وَتخَبَرْته‪ .‬وبَثْبَْثتُ الَبَر‬ ‫وبَثْبَْثتُ ا َلمْرَ إِذا فَّت ْ‬
‫بَثْبَثةً‪َ :‬نشَرْتُه‪ ،‬والغُبارَ‪ :‬هَيّجتُه‪.‬‬
‫حثُ‪َ :‬طلَبُكَ الشيءَ ف التّراب؛ َبحَثَه يَْبحَثُه‬ ‫@بث‪ :‬الَب ْ‬
‫َبحْثا‪ ،‬وابَْتحَثَه‪.‬‬
‫وف الثل‪ :‬كالبا ِحثِ عن الشّفْرة‪ .‬وف آخر‪ :‬كباحِثةٍ عن حَتْفها‬
‫حتْ‬
‫ب ِظلْفها؛ وذلك أَن شا ًة َبحََثتْ عن ِسكّي ف التراب ب ِظلْفِها ث ذُِب َ‬
‫به‪.‬‬
‫ث من الِبل الت إِذا سارتْ بثت الترابَ بأَيديها‬ ‫الَزهري‪ :‬الَبحُو ُ‬
‫أُخُرا أَي ترمِي إِل َخ ْلفِها؛ قاله أَبو عمرو‪ .‬والبَحوثُ‪ :‬الِبلُ‬
‫تَبْتَحثُ الترابَ بأَخْفافِها‪ ،‬أُخُرا ف سَيها‪.‬‬
‫حثُ‪ :‬أَن َتسْأَل عن شيء‪ ،‬وَتسَْتخْب‪.‬‬ ‫والَب ْ‬
‫حثَ عن الَب وَبحَثَه يَْبحَثُه َبحْثا‪ :‬سأَل‪ ،‬وكذلك‬ ‫وَب َ‬
‫حثَ عنه‪ .‬الَزهري‪ :‬اسْتَْبحَْثتُ وابَْتحَْثتُ وتََبحّْثتُ‬ ‫اسْتَْبحَثَه‪ ،‬واسْتَْب َ‬
‫عن الشيء‪ ،‬بعن واحد أَي فَّتشْتُ عنه‪.‬‬
‫حثُ التّرابَ‪.‬‬ ‫والَبحْث‪ :‬الَيّةُ العظيمة لَنا تَْب َ‬
‫وتَ َركْتُه ببا ِحثِ الَبقَر أَي بالكان ال َقفْر؛ يعن بيثُ ل ُيدْرى‬
‫أَين هو‪.‬‬
‫ب ُيخَيّلُ إِليكَ أَنه‬ ‫والباحِثاء‪ ،‬من جِحرَة اليابيع‪ :‬تُرا ٌ‬
‫القاصِعاء‪ ،‬وليس با‪ ،‬والمعُ باحِثاواتُ‪ .‬وسُورةُ بَراءةَ كان يقال لا‪:‬‬
‫الُبحُوثُ‪ ،‬سّيت بذلك لَنا َبحََثتْ عن النافقي وأَسرارهم أَي‬
‫شتْ عنها‪ .‬وف حديث الِقداد‪ :‬أََبتْ علينا سُورةُ البُحوثِ‪،‬‬ ‫اسْتَثارتْها وفََت َ‬
‫حثٍ‪ .‬قال‬ ‫اْنفِرُوا خِفافا وثِقالً؛ يعن سورةَ التوبة‪ .‬والبُحوثُ‪ :‬جع َب ْ‬
‫ابن الَثي‪ :‬ورأَيت ف الفائق سورة الَبحُوث‪ ،‬بفتح الباء‪ ،‬قال‪ :‬فإِن‬
‫صحت‪ ،‬فهي َفعُول من أَبنية البالغة‪ ،‬ويقع على الذكر والُنثى‪ ،‬كامرأَة‬
‫صَبور‪ ،‬ويكون ف باب إِضافة الوصوف إِل الصفة‪.‬‬
‫وقال ابن شيل‪ :‬الُبحّيْثى مثال ُخلّيْطَى‪ :‬لُعْبة َيلْعَبون با‬
‫بالتراب كالُبحْثَة‪ .‬وقال شر‪ :‬جاء ف الديث أَن غُلمي كانا َي ْلعَبانِ‬
‫الُبحْثَ َة‬
‫(* قوله «يلعبان البحثة» ضبطت البحثة‪ ،‬بضم الوحدة‪ ،‬بالَصل‬
‫كالنهاية وضبطت ف القاموس كالتكملة والتهذيب بفتحها‪ ،).‬وهو لعبٌ‬
‫حثُ فيه عن الذّ َهبِ‬ ‫حثُ ا َل ْعدِ ُن يُْب َ‬‫بالتراب‪.‬قال‪ :‬الَب ْ‬
‫حثُ عما يُ ْطَلبُ فيه‪.‬‬ ‫وال ِفضّةِ‪.‬قال‪ :‬والبُحاثَة التّراب الذي يُْب َ‬
‫@برث‪ :‬البَ ْرثُ‪ :‬جب ٌل من َرمْلٍ‪ ،‬سهل التراب‪ ،‬لَيّنه‪ .‬والبَرْثُ‪ :‬الَرض‬
‫سهْلة اللّيّنة‪ .‬والبَرْثُ‪ :‬أَسهلُ الَرض وأَحسَنُها‪ .‬أَبو عمرو‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫س ّي يقول‪ ،‬وسأَلته عن َنجْد‪ ،‬فقال‪ :‬إِذا جاوزتَ‬ ‫سعت اب َن الفَ ْقعَ ِ‬
‫شقّقُ‪ .‬الَصمعي‬ ‫الرمل فصِرْتَ إِل تلك البِراثِ‪ ،‬كأَنا السّنامُ ا ُل َ‬
‫شعَر؛ وف‬ ‫ث أَرضٌ لينة مستوية تُنِْبتُ ال ّ‬ ‫وابن الَعراب‪ :‬البَرْ ُ‬
‫الديث‪ :‬يَْبعَثُ ال منها سبعي أَلفا ل حسابَ عليهم‪ ،‬ول عذابَ‪ ،‬فيما‬
‫ض اللّيّنة؛ قال‪:‬‬ ‫بَيْنَ البَ ْرثِ ا َل ْحمَر وبي كذا؛ البَ ْرثُ‪ :‬الَر ُ‬
‫يريد به أَرضا قريبةً من ِحمْصٍ‪ ،‬قُتِلَ با جاع ٌة من الشهداء والصالي؛‬
‫ومنه الديث الخر‪ :‬بي الزّيْتُونِ إِل كذا بَرْثٌ َأ ْحمَرُ؛‬
‫صيّ‪ ،‬والمعُ من كل‬ ‫والبَ ْرثُ‪ :‬مكانٌ ليّ ٌن سهْ ٌل يُنِْبتُ الّنجْمة والّن ِ‬
‫ذلك؛ بِراثٌ‪ ،‬وأَبْراثٌ‪ ،‬وبُروثٌ؛ فأَما قول رؤْبة‪:‬‬
‫َأ ْقفَرَتِ ال َوعْساءُ‪ ،‬فالعُثا ِعثُ‬
‫من أَ ْهلِها‪ ،‬فالبُرَقُ البَرارِثُ‬
‫فإِن الَصمعي قال‪ :‬جعل واحدتا بَرْثِيةً‪ ،‬ث َجمَع وحذف الياء‬
‫للضرورة؛ قال أَحد بن يي‪ :‬فل أَدري ما هذا؛ وف التهذيب‪ :‬أَراد أَن يقول‬
‫بِراث فقال بَرارِثُ؛ وقال ف الصحاح‪ :‬يقال إِنه خطأٌ‪ .‬قال ابن بري‪ :‬إِنا‬
‫َغلِطَ رؤْبة ف قوله فالبُ َرقُ البَرارِثُ‪ ،‬من جهة أَن بَرْثا اسم‬
‫ثلثي‪ ،‬قال‪ :‬ول يمع الثلث ّي على ما جاء على زنة فَعالل‪ ،‬قال‪ :‬ومن انتصر‬
‫لرؤبة قال ييءُ المع على غي واحده الستعمل كضَرّة وضَرائر‪ ،‬وحُرّة‬
‫وحَرائر‪ ،‬وكَنّة وكَنائِن‪ ،‬وقالوا‪ :‬مَشابِ َه ومَذاكِر ف جع شِبْه وَذكر‪،‬‬
‫وإِنا جاء جعا ُلشْبِه و ِمذْكار‪ ،‬وإِن كانا ل يُستعمل؛ وكذلك‬
‫بَرارِثُ‪ ،‬كَأنّ واحدَه بُرّث ٌة وبَرّيثةٌ‪ ،‬وإِن ل يُستعمل؛ قال‪ :‬وشاهدُ‬
‫لعْديّ‪:‬‬ ‫ث للواحد قولُ ا َ‬ ‫البَ ْر ِ‬
‫على جانَِب ْي حائِ ٍر مُفْرَطٍ‪،‬‬
‫يبَ ْرثٍ‪ ،‬تََبوّأْنه‪ُ ،‬م ْعشِبِ‬
‫والائرٌ‪ :‬ما َأ ْمسَك الاءَ‪ .‬وا ُلفْرَطُ‪ :‬ا َل ْملُوء‪ .‬والبَرْثُ‪:‬‬
‫سهْلة‪ ،‬السريعة النبات؛ عن أَب عمرو‪ ،‬وجعُها‬ ‫الَرض البيضاء‪ ،‬الرقيقة‪ ،‬ال ّ‬
‫ث وبِرَثَة‪ .‬وتََبوّأْنَه‪َ :‬أَقمْنَ به‪ .‬ويالضمي ف َتَبوّْأنَ‬ ‫بِرا ٌ‬
‫يعود على نساء تقدم ذكرهن؛ وقبله‪:‬‬
‫حتَ الَرا‬ ‫فلمّا َتخَّيمْنَ َت ْ‬
‫كِ‪ ،‬والَثْلِ من َبَلدٍ طَّيبِ‬
‫أَي ضَرَبْنَ خِيا َمهُنّ ف الَراك‪ .‬والوَعْساءُ‪ :‬الَرض اللينة ذاتُ‬
‫ض اللينة البيضاء‪ .‬وقال‬ ‫الرمل‪ .‬والعَثا ِعثُ‪ :‬جعُ عَثْعثَة‪ ،‬وهي الَر ُ‬
‫أَبو حنيفة‪ :‬قال النضر‪ :‬البَرِثَة إِنا تكون بي ُسهُولة ال ّرمْل وحُزونة‬
‫ال ُقفّ‪ ،‬وقال‪ :‬أَرض بَرِثَة‪ ،‬على مثال ما تقدم‪ ،‬مَرِيعةٌ تكون ف‬
‫َمسَاقط البال‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬البُ ْرثُ‪ ،‬بالضم‪ :‬الرج ُل الدّليلُ الا ِذقُ‪.‬‬
‫التهذيب ف برت‪ ،‬أَبو عمرو‪ :‬بَرِتَ الرج ُل إِذا َتحَيّر؛ وبَ ِرثَ‪،‬‬
‫بالثاء‪ ،‬إِذا تََنعّم تََنعّما واسعا‪.‬‬
‫@برعث‪ :‬البُرْ ُعثُ‪ :‬ال ْستُ‪ ،‬كالُبعْثُطِ‪.‬‬
‫وبَ ْر َعثٌ‪ :‬مكانٌ‪.‬‬
‫حلَة‪.‬‬
‫@برغث‪ :‬البَرْغَثَة‪ :‬لونٌ شبيه بال ّط ْ‬
‫والبُ ْرغُوثُ‪ُ :‬دوَيبّة شِبْهُ الُ ْرقُوص‪ ،‬والبُرْغوثُ واحدُ‬
‫البَراغيث‪.‬‬
‫@بعث‪َ :‬بعَثَ ُه يَْبعَثُه َبعْثا‪َ :‬أ ْر َسلَهُ وَ ْحدَه‪ ،‬وَبعَثَ به‪:‬‬
‫أَرسله مع غيه‪ .‬وابَْتعَثَه أَيضا أَي أَرسله فانْبعَثَ‪.‬‬
‫وف حديث عل ّي يصف النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪َ ،‬شهِيدُك يومَ الدين‪،‬‬
‫للْق أَي أَرسلته‪،‬‬ ‫وَبعِيثُك نعْمة؛ أَي مَبْعُوثك الذي َبعَثْته إِل ا َ‬
‫فعيل بعن مفعول‪.‬‬
‫وف حديث ابن زَ ْمعَة‪ :‬انَْب َعثَ َأشْقاها؛ يقال‪ :‬انَْب َعثَ فلنٌ‬
‫لشأْنه إِذا ثار و َمضَى ذاهبا لقضاء حاجَته‪.‬‬
‫والَب ْعثُ‪ :‬الرسولُ‪ ،‬والمع ُبعْثانٌ‪ ،‬والَبعْثُ‪َ :‬بعْثُ الُْندِ إِل‬
‫الغَزْو‪.‬‬
‫شخَصُونَ‪ ،‬ويقال‪ :‬هم الَبعْثُ‬ ‫والَب َعثُ‪ :‬القومُ ا َلْبعُوثُونَ ا ُل ْ‬
‫بسكون العي‪.‬‬
‫وف النوادر‪ :‬يقال ابَْتعَثْنا الشامَ عِيا إِذا أَرسَلوا إِليها‬
‫ث َب ْعثَ النار؛ أَي‬ ‫رُكّابا للمية‪ .‬وف حديث القيامة‪ :‬يا آدمُ اْبعَ ْ‬
‫الَْبعُوث إِليها من أَهلها‪ ،‬وهو من باب تسمية الفعول بالصدر‪ .‬وَب َعثَ‬
‫الُْن َد يَْبعَثُهم َبعْثا‪ :‬و ّج َه ُهمْ‪ ،‬وهو من ذلك‪ ،‬وهو الَبعْثُ‬
‫والَبعِيثُ‪ ،‬وجع الَبعْثِ‪ُ :‬بعُوث؛ قال‪:‬‬
‫ولكنّ الُبعُوثَ جَ َرتْ علينا‪،‬‬
‫ي تَ ْطوِيحٍ وغُ ْرمِ‬ ‫َفصِرْنا ب َ‬
‫وجع الَبعِيثِ‪ُ :‬ب ُعثٌ‪.‬‬
‫والَب ْعثُ‪ :‬يكون َبعْثا للقوم ُيْبعَثُون إِل وَجْ ٍه من الوجوه‪ ،‬مثل‬
‫سفْر والرّكْب‪ .‬وقولم‪ :‬كنتُ ف َب ْعثِ فلنٍ أَي ف جيشه الذي‬ ‫ال ّ‬
‫ُب ِعثَ معه‪ .‬والُبعُوثُ‪ :‬الُيوش‪.‬‬
‫ث عليهم البَلء‪ :‬أَ َحلّه‪.‬‬ ‫وَبعَثَه على الشيء‪ :‬حله على ِفعْله‪ .‬وَبعَ َ‬
‫وف التنيل العزيز‪َ :‬بعَثْنا عليكم عِبادا لنا أُول بأْس شديد‪ .‬وف‬
‫الب‪َ :‬أنّ عبد ا َللِك خَ َطبَ فقال‪َ :‬بعَثْنا عليكم مُسِلمَ بن ُعقْبة‪،‬‬
‫َفقَتلَكم يوم الَرّة‪.‬‬
‫وانَْبعَثَ الشيءُ وتََب ّعثَ‪ :‬اْن َدفَع‪.‬‬
‫وَبعَثَه من َنوْمه َبعَثا‪ ،‬فانَْب َعثَ‪ :‬أَْيقَظَه وأَهَبّه‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬أَتان الليلةَ آتِيانِ فابَْتعَثَان أَي أَيقَظان من‬
‫نومي‪ .‬وتأْويلُ الَبعْثِ‪ :‬إِزال ُة ما كان َيحِْبسُه عن الّتصَرّف‬
‫والنْبِعاثِ‪.‬‬
‫ث ف السّيْر أَي َأسْرَع‪.‬‬ ‫وانَْبعَ َ‬
‫ورج ٌل َبعِثٌ‪ :‬كثي النْبِعاثِ من نومه‪ .‬ورجل َب ْعثٌ وَب ِعثٌ وَب َعثٌ‪:‬‬
‫ل تزال ُهمُومه ت َؤ ّرقُه‪ ،‬وتَْبعَثُه من نومه؛ قال ُحمَْيدُ بن َثوْر‪:‬‬
‫َت ْعدُو بَأ ْشعَثَ‪ ،‬قد وَهَى سِرْبالُه‪،‬‬
‫سهَرُ‬
‫َب ْعثٍ ُت َؤ ّرقُه ا ُلمُوم‪ ،‬فَي ْ‬
‫والمع‪ :‬أَبْعاث‪ :‬وف التنيل‪ :‬قالوا يا وَْيلَنا مَنْ َبعَثَنا من‬
‫مَ ْرَقدِنا؟ هذا َو ْقفُ التّمام‪ ،‬وهو قول الشركي يوم النّشور‪ .‬وقولُه عز‬
‫صدَقَ الُ ْرسَلون؛ َقوْلُ ال ْؤمِني؛‬ ‫وجل‪ :‬هذا ما وَ َعدَ الرح ُن و َ‬
‫وهذا َر ْفعٌ بالبتداء‪ ،‬والَبَ ُر ما وَ َعدَ الرحنُ؛ وقرئ‪ :‬يا وَْيلَنا‬
‫مَ ْن َبعَثَنا مِن مَ ْرَقدِنا؟ أَي مِن َب ْعثِ ال إِيّانا من‬
‫مَ ْرَقدِنا‪ .‬والَبعْثُ ف كلم العرب على وجهي‪ :‬أَحدها ا ِلرْسال‪ ،‬كقوله تعال‪:‬‬
‫ث َبعَثْنا من بعدهم موسى؛ معناه أَرسلنا‪ .‬والبَ ْعثُ‪ :‬إِثارةُ باركٍ أَو‬
‫قاعدٍ‪ ،‬تقول‪َ :‬بعَْثتُ البعي فانَب َعثَ أَي أَثَرْتُه فَثار‪ .‬والَب ْعثُ‬
‫أَيضا‪ :‬ا ِلحْياء منال لل َموْتى؛ ومنه قوله تعال‪ :‬ث َبعَثْناكم من‬
‫َب ْعدِ موتِكم‪ :‬أَي أَحييناكم‪ .‬وَب َعثَ الل َموْتى‪َ :‬نشَرَهم ليوم‬
‫للْقَ يَْبعَُثهُم َبعْثا‪َ :‬نشَرَهم؛ من ذلك‪ .‬وفتح‬ ‫الَب ْعثِ‪ .‬وَب َعثَ الُ ا َ‬
‫العي ف البعث كله لغة‪ .‬ومن أَسائه عز وجل‪ :‬البا ِعثُ‪ ،‬هو الذي يَْب َعثُ‬
‫للْقَ أَي ُيحْييهم بعد الوت يوم القيامة‪.‬‬ ‫اَ‬
‫وَب َعثَ البعيَ فانَْب َعثَ‪ :‬حَلّ عِقالَه فأَرسله‪ ،‬أَو كان باركا‬
‫فَها َجهُ‪.‬‬
‫ت و َوقَفاتٍ‪ ،‬فمن اسْتَطاعَ أَن‬ ‫وف حديث حذيفة‪ِ :‬إ ّن للفِتْن ِة َبعَثا ٍ‬
‫ت ف َوقَفاتِها َفلْيَفعل‪ .‬قوله‪َ :‬بعَثات أَي إِثارات‬ ‫َيمُو َ‬
‫وَتهْييجات‪ ،‬جع َبعْثَةٍ‪ .‬وك ّل شيء أَثَرْته فقد َبعَثْته؛ ومنه حديث عائشة‪ ،‬رضي‬
‫ال عنها‪ :‬فَبعَثْنا البَعيَ‪ ،‬فإِذا ال ِعقْدُ تته‪.‬‬
‫ث َتفْعال‪ ،‬مِن ذلك‪ :‬أَنشد ابن الَعرابّ‪:‬‬ ‫والتّبْعا ُ‬
‫صدَرها‪ ،‬عن كَثْرَ ِة الدّآثِ‪،‬‬ ‫أَ ْ‬
‫صاحبُ لَيْلٍ‪ ،‬حَ ِرشُ التّبْعاثِ‬
‫وتََب ّعثَ من الشّعْرُ أَي انَْبعَثَ‪ ،‬كأَنه سالَ‪.‬‬
‫ويومُ بُعاثٍ‪ ،‬بضم الباء‪ :‬يوم معروف‪ ،‬كان فيه حرب بي ا َل ْوسِ‬
‫والَزْرج ف الَاهلية‪ ،‬ذكره الواقدي وممد بن إِسحق ف كتابيهما؛ قال الَزهري‪:‬‬
‫وذ َكرَ ابن الُ َظفّر هذا ف كتاب العي‪ ،‬فجعلَه يومَ ُبغَاث‬
‫حفَه‪ ،‬وما كان الليلُ‪ ،‬رحه ال‪ ،‬لِيَخفَى عليه يومُ بُعاثٍ‪ ،‬لَنه من‬ ‫صّ‬ ‫وَ‬
‫مشاهي أَيام العرب‪ ،‬وإِنا صحّفه الليثُ وعزاه إِل الَليل نفسِه‪ ،‬وهو‬
‫لسانُه‪ ،‬وال أَعلم‪ .‬وف حديث عائشة‪ ،‬رضي ال عنها‪ :‬وعندها جاريتان‬
‫لوْس‪.‬‬ ‫ُتغَنّيانِ با قِيل يومَ ُبعَاثٍ؛ هو هذا اليوم‪ .‬وبُعاثٌ‪ :‬اسم حِصن ل َ‬
‫وبا ِعثٌ وَبعِيثٌ‪ :‬اسان‪.‬‬
‫والَبعِيثُ‪ :‬اسم شاعر معروف من بن تيم‪ ،‬اسه ِخدَاشُ بن بَشيٍ‪،‬‬
‫وكنيته أَبو مالك‪ ،‬سي بذلك قوله‪:‬‬
‫تََب ّعثَ من ما تََبعّثَ‪ ،‬بعدما اسْـ‬
‫ـتَمرّ فؤَادي‪ ،‬واسَْتمَرّ مَرِيري‬
‫قال ابن بري‪ :‬وصواب إِنشاد هذا البيت على ما رواه ابن قَُتيْبة وعيه‪:‬‬
‫واسَتمَرّ َعزِيي‪ ،‬قال‪ :‬وهو الصحيح؛ ومعن هذا البيت‪ :‬أَنه قال الشعر‬
‫بعدما َأسَنّ وكَبِرَ‪.‬‬
‫وف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬لا صالَحَ نصارَى الشام‪ ،‬كتبوا له؛ إِنّا‬
‫ث كنيسةً ول َقلِيّة‪ ،‬ول ُنخْرِج سَعاِنيَ‪ ،‬ول باعوثا؛‬ ‫حدِ ُ‬‫ل ُن ْ‬
‫ث للنّصارى‪ :‬كالستسقاء للمسلمي‪ ،‬وهو اسم سريان؛ وقيل‪ :‬هو‬ ‫الباعو ُ‬
‫بالغي العجمة والتاء فوقها نقطتان‪.‬‬
‫وباعِيثا‪ :‬موضع معروف‪.‬‬
‫ض يَضرِبُ إِل الُضرة؛ وقيل‪ :‬بياض‬ ‫@بغث‪ :‬الَب َغثُ والُبغْثة‪ :‬بيا ٌ‬
‫لمْرة‪ ،‬الذكر أَْب َغثُ‪ ،‬والُنثَى َبغْثاء‪ .‬والَبغَثُ‪ :‬طائرٌ‬ ‫لاُ‬ ‫يَضرِبُ إ ِ‬
‫َغلَبَ عليه َغلَبَة الَساء‪ ،‬وأَصلُه الصفةُ للونه‪.‬‬
‫التهذيب‪ :‬الُبغَاثُ والَب َغثُ من طي الاء‪ ،‬كلون الرماد‪ ،‬طويل العُنق؛‬
‫والمع الُب ْغثُ والَبَا ِغثُ؛ قال أَبو منصور‪َ :‬جعَ َل الليثُ البُغا َ‬
‫ث‬
‫والَب َغثَ شيئا واحدا‪ ،‬وجعلهما معا من طي الاء‪ ،‬قال‪ :‬والبُغاثُ‪،‬‬
‫عندي‪ ،‬غيُ الَبغَثِ؛ فأَما الَب َغثُ‪ ،‬فهو من طي الاء‪ ،‬معروف‪ ،‬وسي‬
‫أَْب َغثَ لُِبغْثَتِه‪ ،‬وهو بياض إِل الُضرة؛ وأَما البُغاثُ‪ :‬فكلّ طائر‬
‫ليس من جوارح الطي؛ يقال‪ :‬هو اسم للجنس من الطي الذي يُصادُ‪.‬‬
‫ب من الَغْبَر‪ .‬ابن سيده‪ :‬وبَغاثُ الطي وبُغاثها‪ :‬أَلئِمها‬ ‫والَْب َغثُ‪ :‬قري ٌ‬
‫وشِرارُها‪ ،‬وما ل يصيد منها‪ ،‬واحدتُها بَغاثة‪ ،‬بالفتح‪ ،‬الذّكر والُنثى ف‬
‫ذلك سواء‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬من جعل البَغاثَ واحدا‪ ،‬فجمعه ِبغْثانٌ‪ ،‬مثل‬
‫غَزال وغِزلنٍ؛ ومنقال للذكر والُنثى بَغاثة‪ ،‬فجمعه بَغاثٌ‪ ،‬مثل نَعامة‬
‫ونَعام‪ ،‬وتكون النعامة للذكر والُنثى؛ سيبويه‪ :‬بُغاثٌ‪ ،‬بالضم‪ ،‬وبِغثانٌ‪،‬‬
‫بالكسر‪ .‬وف حديث جعفر بن عمرو‪ :‬رأَيت وَ ْحشِيّا‪ ،‬فإِذا شَيْ ٌخ مثلُ‬
‫الَبغَاثة‪ :‬هي الضعيف من الطي‪ ،‬وجعها بَغاثٌ‪ .‬وف حديث عطاء‪ :‬ف ُبغَاثِ‬
‫الطيِ ُمدّ أَي إِذا صادَه الحرم‪ :‬وف حديث ا ُلغِية يصف امرأَة‪:‬‬
‫كأَنا بَغاثٌ؛ والبَغَاثُ طائ ٌر أَبيض‪ ،‬وقيل‪ :‬أَْب َغثُ إِل الغُبْرى‪ ،‬بطيءُ‬
‫الطيانِ‪ ،‬صغي ُدوَيْنَ الرّ َخمَة‪ .‬قال ابن بري قول الوهري عن ابن‬
‫السكي‪ :‬البَغاثُ طائ ٌر أَْب َغثُ إِل الغُبْر ِة دون الرّخَمة‪ ،‬بطيءُ‬
‫الطيان؛ قال‪ :‬هذا غلط من وجهي أَحدها َأنّ الَبغَاثَ اسم جنس‪ ،‬واحدته‬
‫بَغاثة‪ ،‬مثل حَمام وحَمامة‪ ،‬وأَْب َغثُ صفة بدليل قولم‪ :‬أَْب َغثُ بَيّنُ‬
‫لمْرة؛ وجعه‪ُ :‬بغْثٌ‪ ،‬مثل أَ ْحمَر‬ ‫الُبغْثَة‪ ،‬كما تقول‪ :‬أَ ْحمَر بَيّنُ ا ُ‬
‫وحُمر؛ قال‪ :‬وقد يمع على أَبا ِغثَ لّا اسْتُعمِل استِعمالَ الَساء‪،‬‬
‫ع وأَجَارِعُ؛ والوجه الثان‪:‬‬ ‫كما قالوا‪ :‬أَبْطَحُ وأَباطِحُ‪ ،‬وأَجْرَ ُ‬
‫ث من الطي‪ ،‬فهو ما‬ ‫ث ما ل يصيد من الطي‪ ،‬وأَما الَْبغَ ُ‬ ‫أَن الُبغَا َ‬
‫كان لونه أَغْبَر‪ ،‬وقد يكون صائدا وغي صائد‪ .‬قال النضر بن شيل‪ :‬وأَما‬
‫الصّقورُ فمنها أَْبغَثُ وأَ ْحوَى‪ ،‬وَأخْ َرجُ وأَبيض‪ ،‬وهو الذي يَصيدُ به‬
‫ث صفة ِلمَا كان صائدا أشو غي‬ ‫الناسُ على كل لون‪ ،‬فجَعَل الَْبغَ َ‬
‫ث الذي ل يكون منه شيءٌ صائدا؛ وقيل‪ :‬الَبغَاث أَولدُ‬ ‫صائد‪ ،‬بلف البَغا ِ‬
‫الرّخَم والغِرْبان‪ .‬وقال أَبو زيد‪ :‬البَغاثُ الرّ َخمُ‪ ،‬واحدتُها‬
‫بَغاثة؛ قال‪ :‬وزعم يونس أَنه يقال له البِغاثُ والبُغاثُ‪ ،‬بالكسر والضم‪،‬‬
‫سوَا ِدقِ ل يصيد؛ وف‬ ‫الواحدة‪ :‬بِغاثة وبُغاثة‪ .‬والبُغاثُ‪ :‬طي مثلُ ال ّ‬
‫التهذيب‪ :‬كالباشِقِ ل َيصِيدُ شيئا من الطي‪ ،‬الواحدة بُغاثة‪ ،‬ويمع على‬
‫الِبغْثان؛ قال عباس بن مِرْداس‪:‬‬
‫بغاثُ الطَيْر أَكثَرُها فِراخا‪،‬‬
‫صقْرِ ِمقْلةٌ َنزُورُ‬
‫وُأمّ ال ّ‬
‫وف الثل‪:‬‬
‫ث بأَرضنا َيسْتَْنسِرُ‬ ‫ِإنّ البِغا َ‬
‫ل للّئيم يرتفع أَمره؛ وقيل‪ :‬معناه أَي من جاوَرَنا عَزّ‬ ‫يُضربُ مث ً‬
‫بِنا‪ .‬قال الَزهري‪ :‬سعناه بكسر الباء‪ ،‬قال‪ :‬ويقال بَغاث‪ ،‬بفتح الباء؛‬
‫قال‪ :‬والبَغاثُ الطي الذي يُصاد وَيسْتَْنسِرُ أَي يصي كالّنسْر الذي‬
‫يَصيدُ ول يُصاد‪.‬‬
‫والَبغْثا ُء من الضأْن‪ ،‬مثل ال ّرقْطاء‪ :‬وهي الت فيها سواد وبياض‪،‬‬
‫وبياضها أَكثر من سوادها‪.‬‬
‫ط ُيغَشّ بالشّعي كاللّغِيثِ‪ ،‬عن ثعلب‪،‬‬ ‫والَبغِيثُ‪ :‬الطعامُ الخلو ُ‬
‫وهو مذكور ف موضعه؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ِإنّ الَبغِيثَ واللّغيثَ سِيّان‬
‫والَبغْثاءُ‪ :‬أَخلطُ الناس‪ .‬و َدخَلَ ف َبغْثاءِ الناس وبَرْشاءِ الناس‬
‫أَي جاعتهم‪.‬‬
‫وبُغاثٌ‪ :‬موضع‪ ،‬عن ثعلب‪ .‬الليث‪ :‬يومُ بُغاثٍ‪ :‬يو ُم َوقْعَةٍ كانت بي‬
‫ا َلوْس والَزْرج؛ قال الَزهري‪ :‬إِنا هو بُعاث‪ ،‬بالعي‪ ،‬وقد مرّ‬
‫تفسيه‪ ،‬وهو من مشاهي أَيام العرب‪ ،‬ومن قال بُغاث‪ ،‬فقد صحّف‪.‬‬
‫والَْب َغثُ‪ :‬مكانٌ ذو رمل وحجارة‪.‬‬
‫@بقث‪َ :‬ب َقثَ أَمرَه وحديثَه‪ ،‬وطعامَه وغيه ذلك‪َ :‬خلَطَه‪.‬‬
‫@بلث‪ :‬الَبلِيثُ‪ :‬نْبتٌ؛ قال‪:‬‬
‫رَعَيْ َن َبلِيثا ساعةً‪ ،‬ث إِننا‬
‫قَ َطعْنا عليه ّن الفِجاجَ الطّوا ِمسَا‬
‫@بلكث‪ :‬البَل ِكثُ‪ :‬موضع؛ قال بعض القُ َرشِيّيي‬
‫(* قوله «قال بعض‬
‫القرشيي» قال ف التكملة هو أَبو بكر بن عبد الرحن بن السور بن مرمة ف‬
‫امرأته صالة بنت أب عبيدة ابن النذر‪ ،‬وبعد البيت‪:‬‬
‫خطرت خطرة على القلب من ذكـــــــراك وهنا فما استطعت مضيا‬
‫قلت‪ :‬لبيك إذ دعان لك الشوـــــــق وللحاديي كرّا‬
‫الطيا)‪:‬بينما ن ُن بالبَل ِكثِ‪ ،‬بِالقا‬
‫عِ‪ ،‬سِراعا‪ ،‬والعِيسُ َت ْهوِي ُهوِيّا‬
‫@بث‪ :‬الَب ْهثُ‪ :‬الِبشْ ُر و ُحسْنُ اللقاء‪ .‬وقد َب َهثَ إِليه وتَبَا َهثَ‪.‬‬
‫وفلن لُِبهْثةٍ أَي لِزِنْيَةٍ‪ .‬والُبهْثةُ‪ :‬ابن الَب ِغيّ‪.‬‬
‫قال ابن الَعراب‪ :‬قلت لَب الَكارم‪ :‬ما ا َلزْيَب؟ فقال‪ :‬الُبهْثةُ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وما الُبهْثةُ؟ قال‪َ :‬ولَدُ الُعارَضةِ‪ ،‬وهي الُيافعَة‬
‫والُساعاة‪ .‬وبنو ُبهْثةَ‪ :‬بَطْنانِ‪ُ ،‬بهْثَ ُة من بن ُسلَيْم‪ ،‬وُبهْث ُة من بن‬
‫ضَُبْيعَةَ بن ربيعة‪ .‬الوهري‪ُ :‬بهْثَة‪ ،‬بالضم‪ ،‬أَبو ح ّي من ُسلَيم‪ ،‬وهو‬
‫ل َهنّ‪:‬‬‫ُبهْث ُة بن سليم بن منصور؛ قال عبد الشارق بن عبد العُزّى ا ُ‬
‫تَنا َدوْا يا َل ُبهْثَةَ‪ ،‬إِذ رَأوْنا‪،‬‬
‫َفقُلنا‪ :‬أَ ْحسِن مَلً ُجهَيْنا‬
‫(*قوله «تنادوا يال إل» قال ف التكملة‪ :‬الرواية فنادوا‪ ،‬بالفاء‪،‬‬
‫معطوف على ما قبله وهو‪:‬‬
‫فجاؤوا عارضا بردا وجئنا‪ * ،‬كمثل السيل‪ ،‬نركب وازعينا)‬
‫للُق‪ .‬وف الديث‪ :‬أَ ْحسِنُوا َأمْلءَكم‪ ،‬أَي أَخلقكم‪.‬‬ ‫وا َللُ ا ُ‬
‫والُبهْثةُ‪ ،‬من الَب ْهثِ‪ :‬وهو الِبشْرُ و ُحسْنُ ا َل ْلقَى‪ .‬والُبهْثةُ‪:‬‬
‫البقرة الوحشية؛ قال‪:‬‬
‫كأَنا ُبهْث ٌة تَ ْرعَى بَأقْرِيةٍ‪،‬‬
‫ت من جوف سَاهورِ‬ ‫أَو ِشقّةٌ خَر َج ْ‬
‫@بكث‪ :‬الَب ْهكَثةُ‪ :‬السّرْعة فيما أُ ِخذَ فيه من عمل‪.‬‬
‫@بوث‪ :‬باثَ الشيءَ وغيه يَبُوثُ ُه بَوْثا‪ ،‬وأَباثه‪َ :‬بحَثه؛ وف‬
‫ث الَكانَ َبوْثا‪َ :‬حفَر فيه‪ ،‬و َخلَط فيه تُرابا‪،‬‬ ‫الصحاح‪ :‬بث عَنْه‪ .‬وبا َ‬
‫ب يَبُوثُه‬
‫وسنذكره أَيضا ف بيث‪ ،‬لَنا كلمة يائية وواوية‪.‬وباثَ الترا َ‬
‫َبوْثا إِذا فَرّقه‪ .‬وباثَ متاعَه يَبُوثُ ُه َبوْثا إِذا َبدّدَ‬
‫مَتاعَه ومالَه‪.‬‬
‫وحاثِ باثِ‪ ،‬مبن على الكسر‪ :‬قُماشُ الناس‪ ،‬وهو ف الياء أَيضا‪.‬‬
‫ث أَي من حيثُ كان ول‬ ‫ث َبوْ َ‬‫وتَ َر َكهُم َحوْثا َبوْثا‪ ،‬وجئْ به من َحوْ َ‬
‫ث َبوْثَ إِذا جاء بالشيء الكثي‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬يقال‬ ‫يكن‪ .‬وجا َء َبوْ َ‬
‫تَ َر َكهُم حاثِ باثِ‪ ،‬إِذا َتفَرّقوا‪.‬وقال أَبو منصور‪ :‬وبِثَة حرفٌ ناقصٌ‪،‬‬
‫كَأنّ أَصله ِبوْثَة‪ ،‬من باثَ الريحُ الرمادَ يَبُوثه إِذا فَرّقه‬
‫سفِيها‪.‬‬
‫كَأنّ الرّما َد ُسمّي ِبثَةً لَن الريح َي ْ‬
‫ب بَيْثا‪ ،‬واسْتَباثَه‪ :‬استخرجه‪.‬‬ ‫@بيث‪ :‬باثَ الترا َ‬
‫أَبو الَرّاح‪ :‬السْتِباثَةُ اسِْتخْراجُ النّبيثةِ من البئر‪.‬‬
‫والسْتِباثَة‪ :‬الستخراج؛ قال أَبو الَُثلّم ا ُلذَل‪ ،‬وعزاه أَبو عبيد إِل‬
‫صخْ ِر ال َغيّ‪ ،‬وهو َسهْو حكاه ابن سيده‪:‬‬ ‫َ‬
‫َلحَ ّق بن شِعارةَ َأنْ َيقُولُوا‬
‫صخْرِ ال َغيّ‪ :‬ماذا َتسْتَبِيثُ؟‬ ‫ِل َ‬
‫ومعن َتسْتَبيثُ‪ :‬تَستَثِي ما عِْندَ أَب الَُثلّم مِن هجاء ونوه‪.‬‬
‫ث ونََبثَ‪ ،‬بعنًى واحد‪ .‬وباثَ الكانَ َبيْثا‬ ‫وباثَ وأَباثَ واسْتَبا َ‬
‫إِذا َحفَر فيه و َخلَطَ فيه ترابا‪ .‬وحاثِ باثٍ‪ ،‬مبن على الكسر‪ :‬قُماشُ‬
‫الناسِ‪.‬‬
‫ب من سك‬ ‫@بينيث‪ :‬التهذيب ف الرباعي‪ ،‬ابن الَعراب‪ :‬البَيْنِيثُ ضَرْ ٌ‬
‫ث بوزن فَيْعيل غي اليَنْبِيث‪ ،‬قال‪ :‬ول‬ ‫البحر؛ قال أَبو منصور‪ :‬البَيْني ُ‬
‫أَدري أَعربّ هو أَم دَخِيل؟‬
‫@باج‪ :‬الباجُ‪ :‬التّبّانُ‪ .‬والناسُ باجٌ واحد أَي شيءٌ واحد‪ .‬و َجعَلَ‬
‫الكلمَ باجا واحدا أَي وَجْها واحدا‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الباجُ‪ ،‬يهمز ول‬
‫يهمز‪ ،‬وهو الطريقة من الَحاجّ الستوية‪ ،‬ومنه قول عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪:‬‬
‫س بَاجا واحدا أَي طريقة واحدة ف العطاء‪،‬‬ ‫لَ ْجعَلَنّ النّا َ‬
‫ج َمعُ باجٌ على أَبْواجٍ‪ .‬ابن السكيت‪ :‬اجعل هذا الشيء باجا واحدا؛ قال‪:‬‬ ‫وُي ْ‬
‫ويقال أَول من تكلم به عثمان‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬أَي طريقةً واحدةً؛ قال‪ :‬ومثله‬
‫الاش والفاس والكاس والراس‪ .‬الوهري‪ :‬قولم اجعلْ الباجات باجا واحدا‬
‫أَي ضربا واحدا ولونا واحدا‪ ،‬وهو معرّب وأَصله بالفارسية بَاهَا‬
‫أَي أَلوان الَطعمة‪.‬‬
‫ح والقُرْحَة يَُبجّها َبجّا‪َ :‬شقّها؛ قال‬ ‫@بج‪َ :‬بجّ الُ ْر َ‬
‫ُجبَْيهَا الَشجعيّ ف ع ٍن له منحها لرجل ول يردّها‪:‬‬
‫ل ْونَ َبجّها‬ ‫س َورَ ا َ‬‫فجا َءتْ‪ ،‬كَأ ّن القَ ْ‬
‫عَسالِيجُه‪ ،‬والثّامِرُ الُتَنا ِوحُ‬
‫وك ّل شَ ّق بَجّ؛ قال الراجز‪:‬‬
‫َبجّ الَزاد مُوكَرا َم ْوفُورا‬
‫سمَنُ من‬‫ك من ال َكلِ إِذا فتقها ال ّ‬ ‫ت ماشيتُ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ويقال‪ :‬انَْب ّ‬
‫شبِ‪ ،‬فَأ ْو َسعَ خواصرها؛ وقد َبجّها الكَلُ؛ وأَنشد بيت جبيها الَشجعيّ‪،‬‬ ‫ال ُع ْ‬
‫وهذا البيت أَورده الوهري‪ :‬فجاءَت؛ قال ابن بري‪ :‬وصوابه لاءَت‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ب لو ف بيت قبله وهو‪:‬‬ ‫واللم فيه جوا ُ‬
‫َفَلوْ أَنا طافتْ بنَْبتٍ ُمشَ ْرشَرٍ‪،‬‬
‫َنفَى الدّقّ عنه َجدْبُه‪ ،‬فهو كالِحُ‬
‫ب من النبت‪ ،‬وكذلك الثامر‪ .‬والكال‪ :‬ما ا ْسوَدّ‬ ‫سوَرُ ضَرْ ٌ‬‫قال‪ :‬وال َق ْ‬
‫منه‪ .‬والتناوح‪ :‬التقابل‪ .‬يقول‪ :‬لو رعت هذه الشاة نبتا أَيبسه الدبُ‬
‫قد ذهب ِدقّه‪ ،‬وهو الذي تنتفع به الراعية‪ ،‬لاءَت كأَنا قد رعت‬
‫لضْرَةِ‪ ،‬فسمنت عليه حت شَقّ الشحمُ ِج ْلدَها؛ قال ممد بن‬ ‫سوَرا شديد ا ُ‬ ‫َق ْ‬
‫الكرم‪ :‬ورأَيت بط الشيخ الفاضل رضي الدين الشاطب‪ ،‬صاحبنا‪ ،‬رحه ال‪،‬‬
‫ما صورته‪ :‬قال أَبو السن بن سيده أَخبنا أَبو العل ِء أَن الرّقّ‬
‫ورَقُ الشجر؛ وأَنشد بيت جبيها الَشجعي‪:‬‬
‫جمٍ‪،‬‬‫َفلَو أَنا قا َمتْ بطُْنبٍ ُم َع ّ‬
‫نَفى الدبُ عنه ِرقّهُ‪ ،‬فهو كال‬
‫قال‪ :‬هكذا أَنشدَناه رِقّه‪ ،‬وليس من لفظ ال َورَق‪ ،‬إِنا هو ف معناه‪.‬‬
‫والطّْنبُ‪ :‬العود اليابس‪ .‬قال‪ :‬وف المهرة لبن دريد‪ِ :‬دقّ ك ّل شيءٍ‬
‫دون ِجلّه‪ ،‬وهو صِغارُه ورَدِيّه‪ .‬ودِقّ الشجر‪ :‬حشيشُه‪ ،‬وقالوا‪ِ :‬دقّه‬
‫صغا ُر وَ َرقِه‪ ،‬وأَنشدوا بيت جبيها‪:‬‬
‫نفى الدّقّ عنه َجدْبُه‪ ،‬فهو كال‬
‫ججْتُه أَُبجّهُ‬
‫والبَجّ‪ :‬الطعنُ يالط الوف ول ينفذ؛ يقال‪َ :‬ب َ‬
‫َبجّا أَي طعنته؛ وأَنشد الَصمعي لرؤْبة‪:‬‬
‫َقفْخا‪ ،‬على الامِ‪ ،‬وَبجّا وَخْضا‬
‫ابن سيده‪َ :‬بجّه َبجّا َطعَنَهُ؛ وقيل طعنه فخالطت الطعن ُة جوفَه‪.‬‬
‫وَبجّه َبجّا‪ :‬قطعه؛ عن ثعلب‪ ،‬وأَنشد‪:‬‬
‫ط ا َلصْفُور‬‫َبجّ الطبيبُ نائ َ‬
‫شجّة‬ ‫وقوله‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬إِن ال قد أَراحكم من ال ّ‬
‫والَبجّة؛ قيل ف تفسيه‪ :‬الَبجّ ُة الفَصِيد الذي كانت العرب تأْ ُكلُهُ ف‬
‫ا َل ْزمَةِ‪ ،‬وهو من هذا‪ ،‬لَن الفاص َد يشق العِ ْرقَ؛ وفسره ابن الَثي فقال‪:‬‬
‫الَبجّ الطعن غي النافذ‪ ،‬كانوا يفصدون عِرق البعي ويأْخذون الدم‪،‬‬
‫يتبلّغون به ف السنة الجدبة‪ ،‬ويسمونه الفصيد‪ ،‬سي بالرة الواحدة من‬
‫الَبجّ؛ أَي أَراحكم ال من الفحط والضيق با فتح عليكم من الِسلم‪.‬‬
‫ض‬
‫وَبجّه بالعصا وغيها َبجّا‪ :‬ضربه با عن عِرا ٍ‬
‫(* قوله «عن عراض»‬
‫بكسر العي جع عرض‪ ،‬بضمها‪ ،‬أَي ناحية‪ .‬قال ف القاموس‪ :‬ويضربون الناس عن‬
‫عرض‪ ،‬ل يبالون من ضربوا‪ ،).‬حيثما أَصابت منه‪ .‬وَبجّ ُه بكروه وشر وبلء‪:‬‬
‫رماه به‪.‬‬
‫خمُها‪َ .‬ب ّج يَبَ ّج َبجَجا‪ ،‬وهو‬ ‫ضْ‬ ‫والَبجَجُ‪َ :‬سعَةُ العي و َ‬
‫َبجِيجٌ‪ ،‬والُنثى َبجّاءُ‪.‬‬
‫وفلنٌ أََبجّ العي إِذا كان واسعَ َمشَقّ العي؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫ض َفدْ َغمٍ‪،‬‬ ‫و ُمخَْتلَقٍ ِللْمُلكِ أَبْيَ َ‬
‫َأ َشمّ أَبَ ّج العَي‪ ،‬كال َقمَرِ الَبدْرِ‬
‫ي َبجّاءُ‪ :‬واسعةٌ‪.‬‬ ‫وع ٌ‬
‫خ المام كالُجّ؛ قال ابن دريد‪ :‬زعموا ذلك؛ قال‪ :‬ول‬ ‫والبُجّ‪ :‬فَر ُ‬
‫أَدري ما صحتها‪.‬‬
‫والَبجّةُ‪ :‬صنم كان يُعبد من دون ال عز وجل‪ ،‬وبه فسر بعضهم ما تقدم‬
‫شجّةِ‬
‫من قوله‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ِ :‬إنّ الَ َقدْ أَراحَكمْ من ال ّ‬
‫والَبجّة‪.‬‬
‫ج وَبجْباجَةٌ‪ :‬با ِد ٌن ُممْتَِلئٌ منتفخ؛ وقيل‪ :‬كثي اللحم‬ ‫ورجل َبجْبا ٌ‬
‫غليظه‪ .‬وجاريةٌ َبجْباجَةٌ‪ :‬سينة؛ قال أَبو النجم‪:‬‬
‫دارٌ لبَيْضاءَ حَصا ِن السّترِ‪،‬‬
‫لصْرِ‬ ‫َبجْباجَةِ الَبدْنِ‪َ ،‬هضِيمِ ا َ‬
‫قال ابن السكيت‪ :‬إِذا كان الرجل سينا ث اضطرب لمه‪ ،‬قيل‪ :‬رجلٌ‬
‫َبجْباجٌ وَبجْباجَةٌ؛ قال نقادة الَسدي‪:‬‬
‫حت تَرى الَبجْباجَ َة الضّيّاطا‪،‬‬
‫َي ْمسَحُ‪ ،‬لّا حاَلفَ ا ِلغْباطا‪،‬‬
‫ف مِنْ سا ِعدِه‪ ،‬الُخاطا‬ ‫بالَ ْر ِ‬
‫الِغباط‪ :‬ملزمة الغبيط وهو الرّحْل‪ .‬قال ابن بري‪ :‬قال ابن خالويه‪:‬‬
‫خمُ؛ وأَنشد الراعي‪:‬‬ ‫ضْ‬ ‫الَبجْباجُ ال ّ‬
‫ت مَعاِقدُهُ‬‫كَأنّ مِنْ َطقَها لِيَث ْ‬
‫بِواضِحٍ‪ ،‬من ذُرى الَنْقاءِ‪َ ،‬بجْباجِ‬
‫مِنْ َطقُها‪ :‬إِزارها؛ يقول‪ :‬كأَن إِزارها دِي َر على نَقا َرمْلٍ‪ ،‬وهو‬
‫خمٌ‪ .‬وقال الفضل‪ِ :‬برْ َذوْ ٌن َبجْباجٌ‬ ‫ضْ‬ ‫الكثيب‪ .‬ورمل َبجْباجٌ‪ :‬متمعٌ َ‬
‫ف سريعُ العَرَق؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫ضعي ٌ‬
‫فليس بالكاب ول الَبجْباجِ‬
‫شقّقَة‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الُبجُجُ الزّقاق ا ُل َ‬
‫خمٌ‪.‬‬
‫ضْ‬‫ب بُجابِجٌ‪َ :‬‬ ‫أَبو عمرو‪ :‬حَبْلٌ جُبا ِج ٌ‬
‫والَبجَْبجَةُ‪ :‬شي ٌء يفعله الِنسان عند مناغاة الصب بالفم‪ .‬وف حديث‬
‫عثمان‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬أَن هذا الَبجْباجَ الّنفّاج ل يدري أَيْنَ‬
‫الُ‪ ،‬عز وجل؛ من الَبجَْبجَةِ الت ُتفْعَل عند مُناغاة الصب‪ .‬وَبجْباجٌ‬
‫َفجْفاجٌ‪ :‬كثي الكلم‪ .‬والَبجْباجُ‪ :‬الَحقُ‪ .‬والّنفّاج‪ :‬التكب‪.‬‬
‫@بزج‪ :‬الَبحْ َزجُ‪ :‬الُو َذرُ‬
‫(* قوله «البحزج الوذر وقيل إل» انظره‬
‫فان صنيعه يقتضي أَن ولد البقرة الوحشية غي الوذر مع أَنه هو بميع لغاته‬
‫الذكورة ف مادة جذر‪ ،‬ول ند للجوذر معن غيه‪).‬؛ وقيل‪ :‬الَبحْ َزجُ‬
‫ولد البقرة الوحشية؛ قال رؤْبة‪:‬‬
‫بِفا ِح ٍم وَ ْحفٍ‪ ،‬وعَيَْن ْي َبحْ َزجِ‬
‫والُنثى َبحْزَجَةٌ‪.‬‬
‫سخّنُ؛ قال الشماخ يصف حارا‪:‬‬ ‫والَُبحْ َزجُ‪ :‬الاءُ ال َ‬
‫كَأنّ‪ ،‬على َأكْسائِها من لُغامِهِ‪،‬‬
‫وخِيفَةَ خِ ْط ِميّ با ٍء مَُبحْ َزجِ‬
‫التهذيب‪ :‬الَُبحْ َزجُ الا ُء ا ُلغْلَى‪ ،‬النّهاية ف الَرارَة‪.‬‬
‫والسّخيمُ‪ :‬الاءُ الذي ل حارّ ول باردٌ‪ .‬قال‪ :‬والَُبحْ َزجُ الاءُ‬
‫الار‪ ،‬ورأَيت ف حواشي بعض نسخ الصحاح‪ :‬الَبحْزَج‪ ،‬من الناس‪ ،‬القصي العظيم‬
‫البطن‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@بتج‪ :‬ف حديث النخعي‪ :‬أُ ْهدِيَ إِليه ُبخْتُجٌ‪ ،‬فكان بشربه مع‬
‫ال َعكَرِ‪ .‬الُبخْتُجُ‪ :‬العصي الطبوخ‪ ،‬وأَصله بالفارسية مِيُبخْتَه أَي عصي‬
‫سكِرَ‪.‬‬ ‫مطبوخ‪ ،‬وإِنا شربه مع ال َعكَرِ خيفةَ أَن يصفيه فَيشَْت ّد وُي ْ‬
‫@بدج‪ :‬اسم شاعر‪.‬‬
‫ق على َن ْوفَلِ بن‬ ‫@بدج‪ :‬ف حديث ابن الزبي‪ :‬أَنه َحمَ َل يوم الَْندَ ِ‬
‫عبد ال بالسيف حت قطع أُْبدُوجَ سَرْجه‪ ،‬يعن لِْبدَهُ؛ قال ابن‬
‫الَثي‪ :‬قال الطاب هكذا فسره أَحد رواته‪ ،‬قال‪ :‬ولست أَدْري ما صحته‪.‬‬
‫لمْلن‪ ،‬والمع‬ ‫لمَلُ؛ وقيل‪ :‬هو أَضعَف ما يكون من ا ُ‬ ‫@بذج‪ :‬الَب َذجُ‪ :‬ا َ‬
‫ِبذْجانٌ‪ .‬وف الديث‪ُ :‬يؤْتَى بابن آد َم يوم القيامة كأَنه َب َذجٌ من‬
‫ج من أَولد الضأْنِ‪ ،‬بنلة العَتُودِ من‬ ‫الذّلّ؛ الفراء‪ :‬الَب َذ ُ‬
‫أَولد العز؛ وأَنشد لَب ُمحْ ِرزٍ الحارب‪ ،‬واسه عبيد‪:‬‬
‫قد َهَل َكتْ جارَتُنا من ا َلمَجْ‪،‬‬
‫جعْ تأْكُلْ عَتُودا أَو َب َذجْ‬ ‫وِإنْ َت ُ‬
‫قال ابن خالويه‪ :‬ا َلمَجُ هنا الُوعُ؛ قال‪ :‬وبه سي الَبعُوض لَنه‬
‫إِذا جاع عاش‪ ،‬وإِذا شبع مات‪.‬‬
‫@بذرج‪ :‬البا َذرُوج‪ :‬نَْبتٌ طيب الريح‪.‬‬
‫@بذنج‪ :‬الباذَْنجَانُ‪ :‬اسم فارسي‪ ،‬وهو عند العرب كثي‪.‬‬
‫@اسبج‪ :‬ف الديث‪ :‬مَن لَ ِعبَ با ِلسْبِرَْنجِ والنّرْدِ َفقَد َغمَسَ‬
‫َيدَه ف دم خنير؛ قال ابن الَثي ف النهاية‪ :‬هو اسم الفرس الت ف‬
‫الشطرنج‪ ،‬واللغة فارسية معرّبة‪.‬‬
‫@برثج‪ :‬البُرْثُجانِيّةُ‪ :‬أَش ّد القمح بياضا وأَطيبه وأَثنه حنطة‪.‬‬
‫@بردج‪ :‬أَنشد ابن السكيت يصف الظليم‪:‬‬
‫كما رأَيتَ ف الِلءِ البَرْدَجا‬
‫قال‪ :‬البَ ْر َدجُ السّْبيُ‪ ،‬معرّب‪ ،‬وأَصله بالفارسية برده؛ قال ابن‬
‫بري‪ :‬صوابه أَن يقول يصف البقر‪ ،‬وقبله‪:‬‬
‫وك ّل عَيْنَا َء تُزَجّي َبحْزَجا‪،‬‬
‫كأَنه ُمسَ ْروَلٌ َأرَْندَجا‬
‫قال‪ :‬العَيْناء البقرة الوحشية‪ ،‬والَبحْ َزجُ‪ :‬ولدها‪ .‬وتُزَجّي‪ :‬تسوق‬
‫برفق أَي َت ْرفُقُ به ليتعلم الشي‪ .‬وا َلرَْن َدجُ‪ِ :‬جلْدٌ أَسود تُعمل منه‬
‫الَخفافُ؛ وإِنا قال ذلك لَن بقر الوحش ف قوائمها سواد‪ .‬والِلءُ‪:‬‬
‫الَل ِحفُ‪ .‬والبَرْ َدجُ‪ :‬ما سُِب َي من ذراري الرّوم وغيها؛ شبّه هذه‬
‫البقر البيضَ ا ُلسَ ْر َولَةَ بالسواد بسَْبيِ الرّوم‪ ،‬لبياضِهم ولباسهم‬
‫ف السّودَ‪.‬‬ ‫الَخفا َ‬
‫@برنج‪ :‬البارَنْجُ‪َ :‬جوْزُ الند‪ ،‬وهو النّارَجِيلُ؛ عن أَب حنيفة‪.‬‬
‫@بزج‪ :‬ابن الَعراب‪ :‬البَازجُ الُفاخِرُ‪.‬‬
‫وقال أَعراب لرجل‪َ :‬أعْطِن مالً أُبا ِزجُ فيه أَي أُفاخر به‪ .‬وف‬
‫نوادر الَعراب‪ :‬هو يَبْزُج على فلن وَيمْزُجُه وَيمْرُكُه أَي ُيحَ ّرشُه‪.‬‬
‫وها يَتَبازَجانِ ويَتَمازجانِ أَي يََتفَاخرانِ؛ وأَنشد شر‪:‬‬
‫ب الصّبَا َتضَرّجا‪،‬‬ ‫فإِن يَكنْ َثوْ ُ‬
‫فقد لَِبسْنَا َوشْيَه الُبَزّجا‬
‫حسّنُ الُزَيّنُ‪ ،‬وكذلك قال‬ ‫ج ا ُل َ‬‫قال ابن الَعراب‪ :‬الُبَ ّز ُ‬
‫ج ف كلمه أَي‬ ‫أَبو نصر‪ ،‬وقال شر ف كلمه‪ :‬أَتينا فلنا فجعل يَبْ ُز ُ‬
‫حسّنُه‪.‬‬
‫ُي َ‬
‫@بستج‪ :‬التهذيب‪ ،‬أَبو مالك‪َ ،‬وَقعَ ف طَعامٍ َبسْتَجانٍ أَي كثي‪.‬‬
‫@بعج‪َ :‬بعَجَ بَ ْطنَه بالسكي يَْب َعجُه َبعْجا‪ ،‬فهو مَْبعُوجٌ‬
‫وَبعِيجٌ‪ ،‬وَبعّجه‪َ :‬شقّهُ فزال ما فيه من موضعه وبدا متعلقا‪ .‬وف حديث ُأمّ‬
‫سُليم‪ِ :‬إنْ دنا مِنّي أَحدٌ أَْبعَجْ بَطْنَه بالَْنجَ ِر أَي َأشُقّ؛‬
‫قال أَبو ذؤَيب‪:‬‬
‫ك َفقْدا لَنه‬ ‫فذلك أَ ْعلَى مِنْ َ‬
‫كريٌ‪ ،‬وَبَطْنِي بالكرامِ َبعِيجُ‬
‫(* قوله «فذلك أعلى منك فقدا» كذا بالصل وف شرح القاموس قدرا‪).‬‬
‫ورج ٌل َبعِيجٌ من قوم َب ْعجَى‪ ،‬والَنثى َبعِيجٌ‪ ،‬بغي هاء‪ ،‬من نسوة‬
‫َب ْعجَى‪ ،‬وقد انَْبعَجَ هو‪ .‬وبط ٌن َبعِجٌ‪ :‬مُنَْبعِجٌ؛ أُراه على الّنسَب‪.‬‬
‫وامرأَة بعِي ٌج أَي َب َعجَتْ بطْنَها لزوجها ونَثَ َرتْ‪ .‬ورج ٌل َبعِجٌ‪:‬‬
‫ضعْف مَشْيه؛ قال الشاعر‪:‬‬ ‫ضعيفٌ‪ ،‬كأَنه مبعوج البطن مِن َ‬
‫لَْيلَةَ َأمْشي‪ ،‬علَى مُخاطَرَةٍ‪،‬‬
‫َمشْيا رُويَدا‪َ ،‬كمِشيَةِ الَبعِجِ‬
‫والنِْبعَاجُ‪ :‬النشقاق‪.‬‬
‫ب فلن إذا اشَتدّ وَ ْجدُ ُه وحَ ِزنَ له‪ .‬قال‬ ‫وتقول‪َ :‬ب َعجَهُ ُح ّ‬
‫ب من َب َعجَهُ لَن الَبعْ َج الشّقّ‪ .‬يقال‪:‬‬ ‫الَزهري‪ :‬لَ َعجَهُ حُبه أَصو ُ‬
‫خضَهُ فيه؛ قال الذل‪:‬‬ ‫ضَ‬ ‫َبعَ َج بَطْنَه بالسكي إِذا شقه و َخ ْ‬
‫كَأنّ ظُباتِها ُعقُ ٌر َبعِيجُ‬
‫خ َى فَ َظهَرَتْ ُحمْرَتُه؛ يقال‪:‬‬ ‫شَبّه ظُباتِ النّصال بنار جر ُس ِ‬
‫ت مكةَ قد ُب ِعجَتْ‬ ‫اسْخُ النار أَي افتح عينها‪ .‬وف الديث‪ :‬إِذا رأَي َ‬
‫كظَائمَ‪ ،‬وساوى بناؤُها رؤوسَ البال‪ ،‬فا ْعلَم َأنّ ا َلمْرَ قد َأ َظلّكَ؛‬
‫جتْ أَي ُشقّت‪ ،‬وفُتِحت كظائمُها َب ْعضُها ف بعض‪ ،‬واسُْتخْ ِرجَ‬ ‫ُب ِع َ‬
‫جتُ بطن لفلن‪ :‬بالغت ف نصيحته؛ قال الشماخ‪:‬‬ ‫منها عيونا‪ .‬وَبعَ ْ‬
‫صحْتُه‪،‬‬ ‫جتُ إِليه البَطْ َن حت انَْت َ‬ ‫َب َع ْ‬
‫وما ك ّل مَنْ ُي ْفشَى إِليه بِناصِحِ‬
‫وقيل ف قول أَب ذؤَيب‪:‬‬
‫وبطن بالكرام بعيج‬
‫ف عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪،‬‬ ‫ص َ‬
‫أَي ُنصْحي لم مبذول‪ .‬وف حديث َعمْرٍو َووَ َ‬
‫جتْ له الدنيا مِعَاها‪ .‬هذا مثل ضربه؛ أَراد‬ ‫فقال‪ :‬إِن ابن حَنَْتمَ َة َب َع َ‬
‫أَنا كشفت له عما كان فيها من الكنوز والَموال والفيء‪ ،‬وحنتمة ُأمّه‪.‬‬
‫وف حديث عائشة‪ ،‬رضي ال عنها‪ ،‬ف صفة عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪َ :‬بعَجَ‬
‫جعَها أَي شقّها وأَذلّها؛ كََنتْ به عن فتوحه‪ .‬وتََبعّجَ‬ ‫الَرضَ وَب َ‬
‫ق والوَبْلِ الشديد؛ قال‬ ‫ب وانَْبعَجَ بالطر‪ :‬اْنفَ َرجَ عن الوَدْ ِ‬ ‫السحا ُ‬
‫العجاج‪:‬‬
‫َحْيثُ اسَْتهَلّ ا ُل ْزنُ أَو تََب ّعجَا‬
‫جتِ السماءُ بالطر‪ ،‬كذلك؛ وك ّل ما اتسع فقد انَْبعَجَ‪.‬‬ ‫وتََب ّع َ‬
‫وَبعّجَ الط ُر تَْبعِيجا ف الَرض‪َ :‬فحَصَ الجارةَ لشدّة‬
‫َو ْقعِهِ‪.‬وبا ِعجَةُ الوادي‪ :‬حيث يَنَْبعِ ُج فيَّتسِع‪ ،‬والبا ِعجَة‪َ :‬أرْضٌ‬
‫صيّ؛ وقيل‪ :‬البا ِعجَةُ آخر ال ّرمْلِ‪ ،‬والسّهولَةُ‬ ‫َس ْهلَةٌ ُتنِْبتُ الّن ِ‬
‫إِل ال ُقفّ‪ .‬والَبوَاعِجُ‪ :‬أَماكِنُ ف الرّمل َتسْتَرِقّ‪ ،‬فإِذا نبت‬
‫ق له وأَطيبَ؛ وقال الشاعر يصف فرسا‪:‬‬ ‫صيّ كان َأرَ ّ‬ ‫فيها الّن ِ‬
‫ف ظِلّ باردٌ‪،‬‬ ‫فَأنَى له بالصّيْ ِ‬
‫صيّ با ِعجَ ٍة و َمحْضٌ مُْنقَعُ‬ ‫وَن ِ‬
‫وََب َعجَهُ ا َلمْرُ‪ :‬حَزَبَه‪ .‬وبا ِعجَ ُة القِرْدانِ‪ :‬موضعٌ معروف؛ قال‬
‫أَوس بن َحجَر‪:‬‬
‫وَب ْعدَ لَيَالِينا بَِن ْعفِ ُسوَْيقَةٍ‪،‬‬
‫فبَا ِعجَ ِة القِرْدانِ‪ ،‬فالُتََثّلمِ‬
‫وبنُو َب ْعجَةَ‪ :‬بطنٌ‪ .‬وابنُ باعِج‪ :‬رجلٌ؛ قال الراعي‪:‬‬
‫كََأنّ بقايا الَيْشِ‪ ،‬جَيْشِ اب ِن باعِجٍ‪،‬‬
‫أَطافَ بِرُكْنٍ‪ ،‬من عَمايَة‪ ،‬فاخِرِ‬
‫جتُ هذه الَرض عَذا ًة طيبةَ الَرض‬ ‫وبا ِعجَةُ‪ :‬اسم موضع‪ .‬ويقال‪َ :‬ب َع ْ‬
‫(* قوله «طيبة الرض» عبارة الساس‪ :‬طيبة التربة‪ ).‬أَي َت َوسّطْتُها‪.‬‬
‫@بعزج‪َ :‬بعْزَجَةُ‪ :‬اسمُ فرس ا ِلقْداد‪ ،‬شهد عليها يوم السّ ْرحِ‪.‬‬
‫@بغج‪َ :‬بغَجَ الاءَ‪َ :‬كغََبجَهُ؛ والُب ْغجَةُ كالغُْبجَةِ‪.‬‬
‫@بلج‪ :‬الُب ْلجَةُ والَبلَجُ‪ :‬تباع ُد ما بي الاجبي؛ وقيل‪ :‬ما بي‬
‫الاجبي إِذا كان َنقِيّا من الشعر؛ َبلِجَ َبلَجا‪ ،‬فهو أَْبلَجُ‪ ،‬والُنثى‬
‫ض السَنُ الواسعُ الوجه‪ ،‬يكون ف‬ ‫َبلْجاءُ‪ .‬وقيل‪ :‬الَْبلَجُ الَبي ُ‬
‫ت من‬ ‫الطول والقصر‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الُبلْجُ الّنقِيّو مواضعِ ال َقسَما ِ‬
‫شعَرِ‪ .‬الوهري‪ :‬الُب ْلجَةُ نَقاوَةُ ما بي الاجبي؛ يقال‪ :‬رجلٌ‬ ‫ال ّ‬
‫أَْبلَجُ بَيّنُ الَبلَجِ إِذا ل يكن مقرونا‪ .‬وف حديث ُأمّ معبد ف صفة‬
‫النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬أَْبلَجُ الوجهِ أَي ُمسْفِر ُه ُمشْ ِرقُه‪،‬‬
‫صفُه بالقَ َرنِ‪ .‬والَْبلَجُ‪ :‬الذي‬ ‫ول تُرِ ْد َبلَجَ الا ِجبِ لَنا َت ِ‬
‫قد وَضَح ما بي حاجبيه فلم يقترنا‪ .‬ابن شيل‪َ :‬بلِجَ الرج ُل يَْبلَجُ‬
‫إِذا وَضَ َح ما بي عينيه‪ ،‬ول يكن مقرون الاجبي‪ ،‬فهو أَْبلَجُ‪.‬‬
‫والَْبَلدُ إِذا ل يكن َأقْ َرنَ‪ .‬ويقال للرجلِ ال ّطلْقِ الوجهِ‪ :‬أَْبلَجُ‬
‫وَبلْجٌ‪ .‬ورجل أَْبلَ ُج وَبلْجٌ وَبلِيجٌ‪ :‬طَلْ ٌق بالعروفِ؛ قالت‬
‫النساء‪:‬كََأنْ َلمْ َيقُلْ‪ :‬أَهْلً‪ ،‬لطاِلبِ حاجةٍ‪،‬‬
‫صدْرِ‬‫وكان َبلِيجَ الوجهِ‪ ،‬مُْنشَ ِرحَ ال ّ‬
‫وشيء بليج‪ :‬مشرق مضيء؛ قال الداخل بن حرام الذل‪:‬‬
‫ضحَكا منها وجِيدا‪،‬‬ ‫ِبأَ ْحسَنَ َم ْ‬
‫حكُها بَليجُ‬ ‫ضَ‬‫لجْرِ‪َ ،‬م ْ‬ ‫غَداةَ ا َ‬
‫والُب ْلجَةُ‪ :‬ما خلف العارض إِل الُذن ول شعر عليه‪ .‬والُبلْجَةُ‬
‫والَب ْلجَةُ‪ :‬آخر الليل عند انصداع الفجر‪ .‬يقال‪ :‬رأَيت ُب ْلجَةَ الصبح إِذا‬
‫ضوْءَهُ‪ .‬وف الديث‪ :‬ليلة ال َقدْرِ َب ْلجَةٌ أَي مشرقة‪.‬‬ ‫رأَيت َ‬
‫ضوْءُ الصبح‪.‬‬ ‫والَب ْلجَةُ‪ ،‬بالفتح‪ ،‬ويالُب ْلجَةُ‪ ،‬بالضم‪َ :‬‬
‫وَبلَ َج الصّبْحُ يَْبلُجُ‪ ،‬بالضم‪ُ ،‬بلُوجا‪ ،‬وانَْبلَجَ‪ ،‬وتََبلّجَ‪:‬‬
‫َأ ْسفَرَ وأَضاء‪ .‬وتََبلّجَ الرجل إِل الرجل‪ :‬ضحك وهَشّ‪ .‬والَبلَجُ‪:‬‬
‫ت صدورُنا‪ .‬الَصمعي‪َ :‬بلِجَ‬ ‫ح والسرور‪ ،‬وهو َبلْجٌ‪ ،‬وقد َبِلجَ ْ‬ ‫الفَ َر ُ‬
‫بالشيء وَثلِجَ إِذا فرح‪ ،‬وقد أَْبَلجَن وأَْثَلجَن‪ .‬وابْلجّ الشيءُ‪:‬‬
‫أَضاء‪ .‬وَأْبَلجَتِ الشمسُ‪ :‬أَضاءَت‪ .‬وأَْبلَجَ الَقّ‪ :‬ظهر؛ ويقال‪ :‬هذا‬
‫َأمْرٌ أَْبلَجُ أَي واضح؛ وقد أََبَْلجَهُ‪ :‬أَوضحه‪ ،‬ومنه قوله‪:‬‬
‫خفَى مَعاِلمُهُ‪،‬‬
‫أَلَ ّق أَْبلَجُ‪ ،‬ل َت ْ‬
‫س تَ ْظهَ ُر ف نورٍ وإِبْل ِ‬
‫ج‬ ‫كالشّمْ ِ‬
‫والُبلُوجُ‪ :‬الِشراقُ‪ .‬وصُبْ ٌح أَْبلَجُ َبيّنُ الَبلَ ِج أَي مشرق‬
‫مضيء؛ قال العجاج‪:‬‬
‫ت أَعناقُ صُبْ ٍح أَْبلَجا‬ ‫حت َبدَ ْ‬
‫جلَجٌ‪ .‬وكل‬ ‫وكذلك الق إِذا اتضح؛ يقال‪ :‬ال ّق أَْبلَجُ‪ ،‬والباطل َل ْ‬
‫شيء وَضَحَ‪ :‬فقد ابْلجّ اْبلِيجاجا‪ .‬والُب ْلجَةُ‪ :‬ال ْستُ‪ ،‬وف كتاب‬
‫كراع‪ :‬الَب ْلجَةُ‪ ،‬بالفتح‪ ،‬الست‪ ،‬قال‪ :‬وهي الَب ْلحَةُ‪ ،‬بالاء‪.‬‬
‫ج وبالِجٌ‪ :‬أَساء‪.‬‬ ‫لٌ‬ ‫وَبلْ ٌج وبَ ّ‬
‫@بنج‪ :‬البِْنجُ‪ :‬الَصْلُ‪ .‬التهذيب‪ :‬البُنُجُ الُصول‪ .‬وأَبْنَجَ الرجل‬
‫ِذا ادّعى إِل أَصل كري‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬رجع فلن إِل ِحْنجِهِ وبِْنجِ ِه أَي إِل أَصله وعِرْقه‪.‬‬
‫والبَنْجُ‪ :‬ضرب من النبات‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وأُرى الفارسي قال‪ :‬إِنه ما‬
‫يُنَْتَبذُ‪ ،‬أَو ُي َقوّى به النبيذُ‪ .‬وبَنّج القََبجَةَ‪ :‬أَخرجها من ُجحْرها‪،‬‬
‫دخيلٌ‪.‬‬
‫لسْنُ؛ يقال‪ :‬رجل ذو َب ْهجَةٍ‪ .‬الَب ْهجَةُ‪ُ :‬حسْنُ‬ ‫@بج‪ :‬الَب ْهجَةُ‪ :‬ا ُ‬
‫لون الشيء وَنضَارَتُه؛ وقيل‪ :‬هو ف النبات النّضارَةُ‪ ،‬وف الِنسان‬
‫حكُ أَسارير الوجه‪ ،‬أَو ظهورُ الفَ َرحِ البتة‪.‬‬ ‫ضِ‬ ‫َ‬
‫َبهِ َج َبهَجا‪ ،‬فهو َبهِجٌ‪ ،‬وَبهُجَ‪ ،‬بالضم‪َ ،‬ب ْهجَ ًة وبَهاجَةً‬
‫وَبهَجانا‪ ،‬فهو َبهِيجٌ؛ قال أَبو ذؤَيب‪:‬‬
‫فذَلك ُسقْيا ُأمّ َعمْرٍو‪ ،‬وِإنّن‪،‬‬
‫با َب َذَلتْ من سَيْبها‪ ،‬لَبهِيجُ‬
‫أَشار بقوله ذلك إِل السحاب الذي استسقى لُم عمرو‪ ،‬وكانت صاحبته الت‬
‫يشبب با ف غالب الَمر‪.‬‬
‫ورج ٌل َبهِجٌ أَي ُمسْتَْبهِجٌ بأمرٍ َيسّرّه؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وقد أَراها‪َ ،‬وسْطَ َأتْرابِها‪،‬‬
‫ليّ ذي الَب ْهجَ ِة والسّامِرِ‬ ‫فاَ‬
‫جتْ َب ْهجَةً‪ ،‬وهي مِبْهاجٌ‪ ،‬وقد‬ ‫وامرأَةٌ َب ِهجَةٌ‪ :‬مبتهجةٌ؛ وقد َب ُه َ‬
‫َغلَبَتْ عليها البهجةُ‪ .‬وَبهُجَ النباتُ‪ ،‬فهو بَهيجٌ‪َ :‬حسُنَ‪ .‬قال ال‬
‫تعال‪ :‬من كُ ّل زَ ْوجٍ بيج‪.‬‬
‫وتباهَجَ ال ّروْضُ إِذا كَثُ َر َن ْورُه؛ وقال‪:‬‬
‫ُنوّارُ ُه مُتَباه ٌج يََت َوهّ ُج‬
‫وقوله‪ :‬من كل زوج َبهِيج أَي من كل ضَرْب من النبات َحسَنٍ ناضر‪ .‬أَبو‬
‫زيد‪ :‬بَهيج حسنٌ؛ وقج َبهُ َج بَهاجةً وَب ْهجَةً‪ .‬وف حديث النة‪ :‬فإِذا‬
‫رأَى الن َة وَب ْهجَتَها أَي ُحسْنَها و ُحسْنَ ما فيها من النعيم‪ .‬وأَبجتِ‬
‫الَرضُ‪َ :‬ب ُهجَ نباتُها‪ .‬وتبا َهجَ الّنوّارُ‪ :‬تضاحك‪ :‬وبِج بالشيء‬
‫وله‪ ،‬بالكسر‪ ،‬بَهاجةً‪ ،‬وابَتهَج‪ :‬سُ ّر به وفَرح؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫جتُ به‪،‬‬ ‫ب رِدا ًء قد َب ِه ْ‬ ‫كانَ الشبا ُ‬
‫فقد تطايَرَ‪ ،‬منه لِلِبلَى‪ ،‬خِ َرقُ‬
‫والبتهاجُ‪ :‬السّرور‪ .‬وَب َهجَن الشيءُ وأَْب َهجَن‪ ،‬وهي بالَلف‬
‫أَعلى‪ :‬سَرّن‪ .‬وأَْب َهجَت الَرضُ‪َ :‬بهُجَ نباتُها‪ .‬ورج ٌل َبهِ ٌج مُبتهج‪:‬‬
‫مسرورٌ؛ قال النابغة‪:‬‬
‫ص َدفِيّةٌ‪َ ،‬غوّاصُها‬‫أَو ُدرّةٌ َ‬
‫جدِ‬‫سُ‬ ‫َبهِجٌ‪ ،‬مت يَرَها ُيهِ ّل وَي ْ‬
‫لسْنُ؛ وقول العجاج‪:‬‬ ‫وامرأَةٌ بِجةٌ ومِبْهاجٌ‪ :‬غلب عليها ا ُ‬
‫َدعْ ذا‪ ،‬وَبهّجْ َحسَبا مَُبهّجا‬
‫َفخْما‪ ،‬وسَنّ ْن مَنْطِقا مُ َزوّجا‬
‫قال ابن سيده‪ :‬ل أَسع بَبهْ ْج إِلّ ههنا‪ ،‬ومعناه َحسّ ْن و َجمّلْ‪،‬‬
‫سبَ جالً بوصفك له‪ ،‬وذكرك إِياه‪.‬‬ ‫لَ‬ ‫وكَأنّ معناه‪ :‬زِدْ هذا ا َ‬
‫وسَنّنْ‪َ :‬حسّنْ كما ُيسَنّ ُن السيفُ أَو غيُه با ِلسَنّ‪ ،‬وإِن شئت قلت‪:‬‬
‫سَنّ ْن َسهّلْ‪ .‬وقوله مُ َزوّجا أَي مقرونا بعضُه ببعض؛ وقيل‪ :‬معناه‬
‫لسْنِ‪ ،‬فكَأنّ ُحسْنَهُ يتضاعف لذلك‪.‬‬ ‫مَنْطِقا ُيشْبه بعضُه بعضا ف ا ُ‬
‫جتُ الرجلَ وباهيته وبازَجْتُه وبارَيْتُه‪ ،‬بعن واحد‪.‬‬ ‫الَصمعي‪ :‬با َه ْ‬
‫@برج‪ :‬مكانٌ َبهْ َرجٌ‪ :‬غيُ ِحمًى؛ وقد َبهْرَجه فَتََبهْرَج‪.‬‬
‫والَبهْرجُ‪ :‬الشيء الباحُ؛ يقال‪ :‬برجَ َدمَهُ‪ .‬و ِدرْ َه ٌم َبهْ َرجٌ‪ :‬رديء‪.‬‬
‫والدرهمُ الَبهْ َرجُ‪ :‬الذي فضّته رديئة‪ .‬وك ّل رديء من الدراهم وغيها‪:‬‬
‫َبهْ َرجٌ؛ قال‪ :‬وهو إِعراب نبهره‪ ،‬فارسي‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الَبهْ َرجُ الدرهم‬
‫ج ونََبهْ َرجٌ‪.‬‬
‫سكّةِ‪ ،‬وك ّل مردودٍ عند العرب َبهْ َر ٌ‬ ‫الُبْطَلُ ال ّ‬
‫والَبهْ َرجُ‪ :‬الباطلُ والرديء من الشيء؛ قال العجاج‪:‬‬
‫ف َبهْرَجا‬‫وكانَ ما اهَْتضّ الِحا ُ‬
‫أَي باطلً‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬أَنه َبهْ َرجَ َدمَ ابن الارث أَي أَبطله‪ .‬وف حديث أَب‬
‫حجَنٍ‪َ :‬أمّا إِ ْذ َبهْرَجْتَن فل َأشْرَبُها أَبدا؛ يعن المرَ‪،‬‬ ‫ِم ْ‬
‫لدّ عن‪.‬‬ ‫أَي أَ ْه َدرْتَن بإِسقاط ا َ‬
‫وف الديث‪ :‬أَنه أَتى براب ُلؤْل ٍؤ َبهْ َرجٍ أَي رديءٍ‪ .‬قال وقال‬
‫القتيب‪ :‬أَحسبه ِبجِراب لؤْل ٍؤ ُبهْ ِرجَ أَي ُعدِلَ به عن الطريق السلوك‬
‫خوفا من ال َعشّار‪ ،‬واللفظة معرّبة؛ وقيل‪ :‬هي كلمة هندية أَصلها‬
‫نََب ْهلَهْ‪ ،‬وهو الرديء‪ ،‬فنقلت إِل الفارسية فقيل نََبهْرَهْ‪ ،‬ث عُرّبت‬
‫حجّةِ‪.‬‬‫َبهْرَج‪.‬الَزهري‪ :‬وُبهْ ِرجَ بم إِذا أُ ِخذَ بم ف غي ا َل َ‬
‫والَبهْ َرجُ‪ :‬التعوي ُج من الستواء إِل غي الستواء‪.‬‬
‫@برمج‪ :‬الَبهْرامَجُ‪ :‬الشجر الذي يقال له الرّْنفُ‪ ،‬وهو من أَشجار‬
‫البال‪ .‬وقال أَبو عبيد ف بعض النسخ‪ :‬ل أَعرف ما الَبهْرامَجُ‪ .‬وقال أَبو‬
‫حنيفة‪ :‬الَبهْرامَجُ فارسي‪ ،‬وهو الرّنفُ‪ ،‬قال‪ :‬وهو ضربان‪ ،‬ضرب منه‬
‫ب لونُ شعره ُحمْرَةً‪ ،‬ومنه أَخضر هَيادِبِ الّن ْورِ‪ ،‬كل النوعي طيب‬ ‫ُمشْرَ ٌ‬
‫الرائحة‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫صيّاحٌ‪.‬‬‫صبّحَ‪ .‬ورجل َبوّاجٌ‪َ :‬‬ ‫@بوج‪َ :‬ب ّوجَ‪َ :‬‬
‫ج َبوْجا وَبوَجانا‪ ،‬وتََب ّوجَ إِذا بَرَق وَلمَع‬ ‫ق يبو ُ‬ ‫وباجَ الب ُ‬
‫ق انْبِياجا إِذا تكشّف‪ .‬وف الديث‪ :‬ث‬ ‫شفَ‪ .‬وانْباجَ الب ُ‬ ‫وَت َك ّ‬
‫هَّبتْ ريحٌ سودا ُء فيها برقٌ مُتََب ّوجٌ أَي متََألّقٌ برعُود‬
‫وبُرُوق‪.‬وتبوّج البقُ‪ :‬تفرّق ف وجه السحاب‪ ،‬وقيل‪ :‬تتابع َلمْعُهُ‪.‬‬
‫ج َبوْجا إِذا َأ ْسفَرَ وجهُه بعد‬ ‫ابن الَعراب‪ :‬باجَ الرج ُل يبو ُ‬
‫ُشحُوب السفر‪.‬‬
‫والبائجُ‪ :‬عِ ْرقٌ ف باطن الفخذ؛ قال الراجز‪:‬‬
‫إِذا وَ ِجعْنَ أَْبهَرا أَو بائِجا‬
‫وقال جندل‪:‬‬
‫بالكاسِ والَيْدي َدمُ البَوائَج‬
‫يعن العروق الفتقة‪ .‬ابن سيده‪ :‬والبائج عرق ميط بالبدن كله‪ ،‬سي بذلك‬
‫لنتشاره وافتراقه‪ .‬والبائجةُ‪ :‬ما اتسع من الرمل‪ .‬والبائجةُ‪ :‬الداهيةُ؛‬
‫قال أَبو ذؤَيب‪:‬‬
‫خشَيْنَ بائجَةً‪،‬‬ ‫َأمْسى‪ ،‬وَأ ْمسَيْنَ ل َي ْ‬
‫إِلّ ضَوارِيَ‪ ،‬ف أَعْناقها ال ِقدَدُ‬
‫والمعُ البوائجُ‪ .‬الَصمعي‪ :‬جا َء فلن بالبائجة وال َفلِيقَةِ‪ ،‬وهي من‬
‫أَساء الداهية؛ يقال‪ :‬باجَْتهُم البائجةُ َتبُو ُجهُم أَي أَصابتهم‪ ،‬وقد‬
‫باجتْ عليهم َبوْجا وانباجت‪ .‬وانباجتْ بائج ٌة أَي انفتق فَتْ ٌق منكر‪.‬‬
‫ت عليهم بَوائ ُج منكَرةٌ إِذا انفتحت عليهم دَواهٍ؛ قال الشماخ يرثي‬ ‫وانباج ْ‬
‫عمر بن الطاب‪ ،‬رضي ال عنه‪:‬‬
‫َقضَْيتَ أُمورا‪ ،‬ث غا َدرْتَ بعدَها‬
‫بوائِ َج ف أَكمامِها‪ ،‬ل ُتفَتّقِ‬
‫أَبو عبيد‪ :‬البائجةُ الداهيةُ‪ .‬والباجةُ‪ :‬الختلطُ‪ .‬وبا َجهُم بالشر‬
‫َبوْجا‪َ :‬ع ّمهُم‪.‬‬
‫ج يهمز ول يهمز‪ ،‬وهو الطريقة من الَحاجّ‬ ‫ابن الَعراب‪ :‬البا ُ‬
‫ج واحدٌ أَي سواءٌ‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬حكاه أَبو‬ ‫الستوية‪ ،‬وقد تقدم‪ .‬ونن ف ذلك با ٌ‬
‫زيد غي مهموز‪ ،‬وحكاه ابن السكيت مهموزا‪ ،‬وقد تقجم ف المز‪ .‬قال‪ :‬وهو‬
‫من ذوات الواو لوجود «ب و ج» وعدم «ب ي ج»‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪:‬‬
‫اجعلها باجا واحدا‪ ،‬وهو فارسي معرب‪ .‬ابن بزرج‪ :‬وبعيٌ بائجٌ إِذا‬
‫جتُ أَنا‪َ :‬مشَيْتُ حت َأعْيَْيتُ؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫أَعيا‪ .‬وقد ُب ْ‬
‫َقدْ كُْنتَ حِينا تَ ْرَتجِي ِر ْسلَها‪،‬‬
‫فاطّرَدَ الائلُ والبائجُ‬
‫خفّ والُْنقِلُ‪.‬‬ ‫يعن ا ُل ِ‬
‫جحُ‪ :‬الفَ َرحُ‪َ ،‬بجِ َح َبجَحا‬ ‫@بح‪ :‬الَب َ‬
‫(* قوله «بح بحا إل» بابه‬
‫فرح ومنع اهـ‪ .‬قاموس‪ ،).‬وَبجَ َح يَْبجَ ُح وابَْتجَحَ‪ :‬فَ ِرحَ؛ قال‪:‬‬
‫ث اسْتَمرّ با شَيْحا ُن مُبَْتجِحٌ‬
‫بالبَيْنِ عنك با يَرْآك شَنْآنا‬
‫قال الوهري‪َ :‬بجِ َح بالشيء‪ ،‬وَبجَحَ به أَيضا‪ ،‬بالفتح‪ :‬لغة ضعيفة فيه‪.‬‬
‫جحَه‪:‬‬ ‫جحَه ا َلمْرُ وَب ّ‬ ‫وتََبجّحَ‪ :‬كابَْتجَحَ‪ .‬ورجل َبجّاحٌ‪ .‬وأَْب َ‬
‫حتُ أَي فَرّحَن‬ ‫جْ‬ ‫جحَن فََب َ‬ ‫أَفرحه‪ .‬وف حديث ُأمّ َزرْع؛ وَب ّ‬
‫جحْتُه أَنا‬‫فَفرِحْت‪ ،‬وقيل‪ :‬عَظّمن فعَ ُظ َمتْ َن ْفسِي عندي‪ .‬وَب ّ‬
‫تَْبجِيحا فَتََبجّحَ أَي أَفرحته َففَرِح‪.‬‬
‫ورجل باجٍحٌ‪ :‬عظيم من قومٍ ُبجّ ٍح وُبجْحٍ؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫عليك سَْيبُ الُلفاءِ الُبجّحِ‬
‫وتََبجّحَ به‪َ :‬فخَرَ‪ .‬وفلن يَتََبجّحُ علينا ويََت َمجّحُ إِذا كان‬
‫َيهْذي به إِعجابا‪ ،‬وكذلك إِذا َتمَ ّزحَ به‪ .‬اللحيان‪ :‬فلن‬
‫يَتََبجّحُ ويََت َمجّح أَي يفتخر ويباهي بشي ٍء ما‪ ،‬وقيل‪ :‬يتعظم‪ ،‬وقد َبجِحَ‬
‫جحُ؛ قال الراعي‪:‬‬ ‫يَْب َ‬
‫ض ال َعشِيةِ ساقَنا‬ ‫وما الفَقْرُ عن أَر ِ‬
‫إِليكَ‪ ،‬ولكنّا ِبقُربا َك نَْبجَحُ‬
‫@بح‪ :‬الُبحّة والَبحَحُ والبَحاحُ والُبحُوحةُ والبَحاحةُ‪ :‬كلّه‬
‫ِغلَظٌ ف الصوت و ُخشُونة‪ ،‬ورباكان ِخلْقَةً‪ .‬بَ ّح يَبَ ّح‬
‫(* قوله «بح يبح‬
‫إل» بابه فرح ومنع كما ف القاموس‪ .‬ووجد يبح بضم الباء بضبط الصل‬
‫والنهاية وعليه فيكون من باب قعد أَيضا‪ ).‬ويَُبحُ‪ :‬كذا أَطلقه أَهل‬
‫جتَ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬تَبَ ّح َبحَحا‪ .‬وف‬ ‫حْ‬ ‫س و َحلّه اب ُن السكيت فقال‪َ :‬ب ِ‬ ‫الّتجْنِي ِ‬
‫الديث‪ :‬فأَ َخذَتِ النبّ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ُ ،‬بحّةٌ؛ الُبحّةُ‪،‬‬
‫بالضم‪ِ :‬غلَظٌ ف الصوت‪ .‬يقال‪ :‬بَ ّح يَُب ّح بُحوحا‪ ،‬وإِن كان من داء‪ ،‬فهو‬
‫ححِ إِذا كان ذلك فيه خلقة‪ .‬قال‬ ‫البُحاحُ‪ .‬ورجل أََبحّ َبيّنُ الَب َ‬
‫الَزهري‪ :‬الَبحَ ُح مصدر الَبَحّ‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وأُرى اللحيان حكى‬
‫ت تَْبحَحُ‪ ،‬وهي نادرة لَن مثل هذا إِنا يدغم ول يفك‪ ،‬وقال‪ :‬رجل‬ ‫ح َ‬‫حْ‬ ‫َب َ‬
‫أَبَحّ ول يقال باحّ؛ وامرأَة َبحّا ُء وَبحّة؛ وف صوته ُبحّة‪ ،‬بالضم‪.‬‬
‫حتُ‬‫ويقال‪ :‬ما زِْلتُ أَصِيحُ حت َأَبحّن ذلك‪ .‬قال الَزهري‪ِ :‬ب ْ‬
‫حتُ‪ ،‬بالفتح‪ ،‬أَبَحّ‪ ،‬لغة؛ وقول‬ ‫حْ‬ ‫أَبَ ّح هي اللغة العالية‪ ،‬قال‪ :‬وَب َ‬
‫العْدي يصف الدينار‪:‬‬
‫وأَبَحّ جُْندِيّ‪ ،‬وثاقِبةٍ‬
‫لمْرِ‬‫سُِب َكتْ‪ ،‬كَثاقِبةٍ من ا َ‬
‫أَراد بالََبحّ‪ :‬دينارا أَبَحّ ف صوته‪ .‬جُْندِيّ‪ :‬ضُ ِربَ بأَجْنادِ‬
‫الشام‪ .‬والثاقبة‪ :‬سَبِيكَة من ذهب تَْث ُقبُ أَي تتقد‪.‬‬
‫والَبحَحُ ف الِبل‪ُ :‬خشُونة و َحشْرَج ٌة ف الصدر‪ .‬بعي أَبَحّ وعيودٌ‬
‫أَبَحّ‪ :‬غليظ الصوت‪ .‬والبَ ّم ُيدْعى الََب ّح لغلظ صوته‪ .‬و َشحِيحٌ‬
‫َبحِيحٌ‪ ،‬إِتباع‪ ،‬والنون أَعلى‪ ،‬وسنذكره‪ .‬والبُحّ‪ :‬جع أَبَحّ‪ .‬والبُحّ‪:‬‬
‫سلَ ِميّ‪:‬‬
‫سمُ با؛ قال خُفافُ ب ُن ُندْبَ َة ال ّ‬ ‫القِداحُ الت ُيسْتَ ْق َ‬
‫ض َيدَيْها‪،‬‬
‫لسْنا ُء ل تَرْحَ ْ‬ ‫إِذا ا َ‬
‫ول ُي ْقصَرْ لا َبصَرٌ ِبسِتْ ِر‬
‫قَ َروْا أَضْياَف ُه ْم رَبَحا ِببُحّ‪،‬‬
‫ل ّي ُسمْرِ‬ ‫ش ب َفضِْلهِنّ ا َ‬‫َيعِي ُ‬
‫ُهمُ الَيْسارُ‪ِ ،‬إنْ َقحَ َطتْ جُمادى‪،‬‬
‫بكلّ صَِبيِ غادي ٍة وقَطْرِ‬
‫قال‪ :‬والصبي من السحاب الذي يصي بعضه فوق بعض َدرَجا‪ ،‬ويروى‪ :‬ييء‬
‫بفضلهم الَشّ أَي الَسح‪ .‬أَراد بالبُحّ القِداحَ الت ل أَصوات لا‪.‬‬
‫والرّيحُ‪ ،‬بفتح الراء‪ :‬الشحم‪ .‬و ِكسْرٌ أََبحّ‪ :‬كثي ا ُلخّ؛ قال‪:‬‬
‫وعا ِذلَةٍ َهّبتْ بلي ٍل َتلُومُن‪،‬‬
‫وف َكفّها ِكسْرٌ أَبَ ّح رَذُومُ‬
‫ردوم‪ :‬يسيل وَدَكُه‪.‬‬
‫حيّ الواسع ف النفقة‪ ،‬الواسع ف النل‪ .‬وتََبحْبَحَ‬ ‫الفراء‪ :‬الَبحَْب ِ‬
‫جدٍ واسع‪ .‬وجعل الفراء التَّبحْبُ َح مِن‬ ‫ف الجدِ أَي أَنه ف َم ْ‬
‫الباحَة‪ ،‬ول يعله من الضاعف‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬القوم ف ابْتِحاحٍ أَي ف َسعَةٍ و ِخصْب‪ .‬والَبَحّ‪ :‬من شُعراء‬
‫حلّةِ‪ .‬وُبحْبوحةُ الدار‪:‬‬ ‫ُهذَيْل ودُهاتم‪ .‬والُبحْبوحةُ‪َ :‬وسَطُ ا َل َ‬
‫وسطها؛ قال جرير‪:‬‬
‫َق ْومِي َتمِيمٌ‪ُ ،‬ه ُم القومُ الذين ُهمُ‪،‬‬
‫يَْنفُونَ َت ْغِلبَ عن ُبحْبوحةِ الدارِ‬
‫سكُن‬ ‫وف الديث‪ :‬أَنه‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬مَن سَرّه أَن َي ْ‬
‫ُبحْبُوحة النة َفلَْيلْزَمِ الماعَةَ‪ ،‬فإِن الشيطان مع الواحد‪ ،‬وهو من‬
‫الثني أَبعد؛ قال أَبو عبيد‪ :‬أَراد ببوحة النة وسطها‪ .‬قال‪ :‬وُبحْبُوحة‬
‫كل شيء وسطه وخياره‪.‬‬
‫حتُ ف الدار إِذا َت َوسّطْتَها وتكنت منها‪.‬‬ ‫ويقال‪ :‬قد َتَبحَْب ْ‬
‫والتَّبحْبُح‪ :‬التمكن ف اللول والُقامِ‪ .‬وقد َبحْبَ َح وتََبحْبَحَ إِذا‬
‫تكن وتوسط النل والقام؛ قال‪ :‬ومنه حديث غناء الَنصارية‪:‬‬
‫وأَهْدة لا أَكْبُشا‪ * ،‬تََبحْبَحُ ف الِرَْبدِ‬
‫و َزوْجُكِ ف النادي‪ * ،‬وَي ْعلَ ُم ما ف َغدِ‬
‫(* قوله «وزوجك ف النادي» كذا بالصل‪).‬‬
‫أَي متكمنة ف الِربَد‪ ،‬وهو الوضع‪ .‬وف حديث خزية‪ :‬تَفَطّرَ‬
‫اللّحا ُء وتََبحْبَحَ الَيا ُء أَي اتسع الغيث وتكن من الَرض‪ .‬قال الَزهري‪:‬‬
‫وقال أَعراب ف امرأَة ضربا الطلق‪ :‬تركتها تََبحْبَحُ على أَيدي‬
‫ل من بن عامر يقول‪ :‬إِذا‬ ‫القوابل‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬زعم الكسائي أَنه سع رج ً‬
‫قيل لنا أََب ِقيَ عِندكم شيء؟ قلنا‪َ :‬بحْباحِ أَي ل َيبْقَ‪ .‬وذكر‬
‫الَزهري‪ :‬والَبحّا ُء ف البادية رابي ٌة تُعرف برابية الَبحّاءِ؛ قال‬
‫كعب‪:‬وظَلّ سَرا ُة القومِ تُبْرِم أَمرَه‪،‬‬
‫بِرابِيَةِ الَبحّاءِ‪ ،‬ذاتِ الَيايِلِ‬
‫ك بشيء فيه رَخاوَة كما تأْخذ بطيخة فَتَْب َدحُ‬ ‫@بدح‪ :‬الَب ْدحُ‪ :‬ضَرُْب َ‬
‫با إِنسانا‪ .‬وَبدَحَه بالعصا و َك َفحَه َبدْحا و َكفْحا‪ :‬ضربه با‪.‬‬
‫وَبدَحَه بأَمر‪ :‬مثل َبدَهه؛ وأَنشد ابن الَعراب لَب دُوادٍ‬
‫الِيادِيّ‪:‬بالصّ ْرمِ من َشعْثاءَ‪ ،‬والـ‬
‫ـحَبْ ِل الذي قَ َطعَتْه َبدْحا‬
‫قال ابن بري‪ :‬الباء ف قوله بالصرم متعلقة بقوله «أَبقيت» ف البيت الذي‬
‫قبله‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫فَزَ َجرْتُ َأ ّولَها‪ ،‬وقد‬
‫أُْبقِيتُ‪ ،‬حي خَرَجْنَ‪ ،‬جُنْحا‬
‫وقيل‪ :‬إِن قوله َبدْحا‪ ،‬بعن قَطْعا‪ ،‬ويروى‪َ :‬برْحا أَي تبيا‬
‫وتعذيبا؛ يريد أَنه زَجَرَ على مبوبته بالبارح والسانح فلم يكن منها‬
‫وَصْ ٌل لبله؛ أَل ترى قوله قبل البيت‪:‬‬
‫بَ َر َحتْ عليّ با الظّبا‬
‫ت الغِرْبانُ سَنْحا‬‫ءُ‪ ،‬ومَرّ ِ‬
‫حتْ‪ :‬مِن السانحِ‪ .‬وقال أَبو عمرو‪:‬‬ ‫بَ َر َحتْ‪ :‬مِن البارِح‪ .‬وسََن َ‬
‫ح من قولم َبدَح بذا‬ ‫َبدْحا أَي علنية‪ .‬والَب ْدحُ‪ :‬العلنية‪ .‬والَبدْ ُ‬
‫الَمر أَي باح به‪ .‬وف حديث أُم سلمة لعائشة‪ :‬قد َج َمعَ القرآنُ ذَْيلَكِ فل‬
‫تَْبدَحيه أَي ل ُت َو ّسعِيه بالركة والروج‪ .‬ويروى بالنون‪ ،‬وسيأْت‬
‫ذكره ف موضعه‪ .‬وَبدَح الشيءَ يَْبدَحُه َبدْحا‪ :‬رَمى به‪.‬‬
‫وتَبادَحُوا‪ :‬تَرامَوْا بالبطيخ والرّمّان ونو ذلك عبثا‪.‬‬
‫وتَبادَحُوا بالكُرينَ‪ :‬تَرا َموْا‪ .‬وف حديث بكر بن عبد ال‪ :‬كان أَصحاب ممد‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬يَتَمازَحُون ويَتَبادَحُون بالبطيخ‪ ،‬فإِذا جاءَت‬
‫القائق كانوا هم الرجالَ‪ ،‬أَي يترامَون به؛ يقال‪َ :‬ب َدحَ يَْب َدحُ إِذا‬
‫ح وبِداحٌ‪.‬‬ ‫رمى‪.‬والبِ ْدحُ‪ ،‬بالكسر‪ :‬الفضاء الواسع‪ ،‬والمع ُبدُو ٌ‬
‫ح مثل قَذال‬ ‫س ُع من الَرض‪ ،‬والمع ُب ُد ٌ‬ ‫والبَداحُ‪ ،‬بالفتح‪ :‬الُّت ِ‬
‫وُقذُل‪ .‬والبِداحُ‪ ،‬بالكسر‪ :‬الَرض اللّيّنة الواسعة‪ .‬الَصمعي‪ :‬البَداحُ‪،‬‬
‫على لفظ جَناح‪ ،‬الَرض اللينة الواسعة؛ والبَداحُ والَْب َدحُ‬
‫والَبْدوحُ‪ :‬ما اتسع من الَرض‪ ،‬كما يقال الَبْطَحُ والَبْطُوحُ؛‬
‫وأَنشد‪:‬إِذا عَل َدوّيّة الَْبدُوحا‬
‫رواه بالباء؛ وُبدْحةُ الار‪ :‬ساحَتُها‪.‬‬
‫وتََبدّ َحتِ الناقةُ‪ :‬توسعت وانبسطت؛ قال‪:‬‬
‫يَتَْبعْ َن َش ْدوَ َر ْسلَةٍ تََب ّدحُ‬
‫وقيل‪ :‬كل ما َت َوسّع‪ ،‬فقد َتَبدّح‪ .‬الَزهري عن أَب عمرو‪ :‬الَْب َدحُ‬
‫ي من الدواب؛ قال الراجز‪:‬‬ ‫العريض الَنَْب ْ‬
‫حت تُلقِي ذاتَ َدفّ أَْب َدحِ‪،‬‬
‫ِبمُرْ َهفِ الّنصْلِ‪ ،‬رَغِيبِ ا َلجْ َرحِ‬
‫ح ُبدُوحا‪ ،‬وتََبدّ َحتْ‪َ :‬حسُ َن مَشْيُها‪،‬‬ ‫وَبدَ َحتِ الرأَةُ تَْب َد ُ‬
‫ت ِمشْيَةً فيها َت َفكّكٌ؛ وقال الَزهري‪ :‬هو جنس من مِشْيَتها‪،‬‬ ‫و َمشَ ْ‬
‫وقال‪ :‬التَّبدّح ُحسْ ُن مِشْيَةِ الرأَة؛ وأَنشد‪:‬‬
‫يَْبدَحْنَ ف َأ ْس ُوقٍ خُ ْرسٍ خَل ِخلُها‬
‫ح لسانَه َبدْحا‪َ :‬شقّه‪ ،‬والذال العجمة لغة‪ .‬وتََب ّدحَ‬ ‫وَب َد َ‬
‫السحابُ‪ :‬أَمطر‪.‬‬
‫والَب ْدحُ‪َ :‬عجْزُ الرجل عن حَمال ٍة يَحملها‪َ .‬ب َدحَ الرجلُ عن حَمالته‪،‬‬
‫والبعيُ عن ِح ْملِه يَْب َدحُ َبدْحا‪ :‬عجزا عنهما؛ وأَنشد‪:‬‬
‫إِذا َحمَلَ الَحْما َل ليس بِبا ِدحٍ‬
‫وَبدَحَن الَمرُ‪ :‬مثل َفدَحَن‪.‬‬
‫وقال الَصمعي ف كتابه ف الَمثال يرويه أَبو حات له‪ :‬يقال‪ :‬أَكلَ‬
‫ح ودُبَْيدَح؛ قال الَصمعي‪ :‬إِنا أَصله دُبَْيحٌ‪ ،‬ومعناه‬ ‫مالَه بأَْب َد َ‬
‫أَنه أَكله بالباطل‪ ،‬ورواه ابن السكيت‪ :‬أَخذ مالَه بأَْب َدحَ ودُبَْيدَح؛‬
‫يضرب مثلً للَمر الذي يبطل ول يكون‪ ،‬وكلّهم قال‪ :‬دُبَْيدَح‪ ،‬بفتح‬
‫الدال الثانية‪.‬‬
‫أَبو عمرو‪ :‬يقال ذَبَحه وَبذَحه‪ ،‬ودَبَحه وَبدَحه‪ ،‬ومنه سّي ُبدَيْحٌ‬
‫الغَنّي‪ ،‬كان إِذا غن قَ َطعَ غِناءَ غيه بُسنِ صوته‪.‬‬
‫@بذح‪ :‬الَب ْذحُ‪ :‬الشّقّ؛ َبذَح لسانَه‪ .‬وف التهذيب‪َ :‬ب َذحَ لسانَ‬
‫ل يرتضع‪ .‬والَب ْذحُ‪ :‬موضع الشق‪ ،‬والمع‬ ‫الفصيل َبذْحا‪ :‬فلقه أَو شقه لئ ّ‬
‫ُبذُوحٌ؛ قال‪:‬‬
‫لَ ْعلِطَنّ حَ ْرزَما ِب َعلْطِ‬
‫ِبلِيتِهِ‪ ،‬عند بُذوحِ الشّ ْرطِ‬
‫قال الَزهري‪ :‬وقد رأَيت من العُرْبانِ من يشق لسان الفصيل اللّهِج‬
‫بثناياه فيقطعه‪ ،‬وهو الِحْزَاز عند العرب‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬أَصابه َب ْذحٌ ف‬
‫رجله أَي شَقّ‪ ،‬وهو مثل الذّبْح‪ ،‬وكأَنه مقلوب‪ .‬وف رِجل فلن ُبذُوحٌ أَي‬
‫شُقوق‪.‬‬
‫وتََب ّذجَ السحابُ‪ :‬أَمطر‪.‬‬
‫ح بَرَحا وبُرُوحا‪ :‬زال‪ .‬والبَراحُ‪ :‬مصدر قولك بَ ِرحَ‬ ‫@برح‪ :‬بَ ِر َ‬
‫مكانَه أَي زال عنه وصار ف البَراحِ‪ .‬وقولم‪ :‬ل بَراحَ‪ ،‬منصوب كما نصب قولم‬
‫ل رَْيبَ‪ ،‬ويوز رفعه فيكون بنلة ليس؛ كما قال سعدُ بنُ نا ِشبٍ ف‬
‫قصيدة مرفوعة‪:‬‬
‫مَ ْن فَرّ عن نِيانِها‪،‬‬
‫فأَنا اب ُن قَيْسٍ ل بَراحُ‬
‫ض بالرث بن عَبّاد‪ ،‬وقد‬ ‫قال ابن الَثي‪ :‬البيت لسعد بن مالك ُيعَرّ ُ‬
‫كان اعتزل حَ ْربَ َت ْغِلبَ وبكرٍ ابن وائل؛ ولذا يقول‪:‬‬
‫س الَلِئفُ َب ْعدَنا‪:‬‬ ‫بِئْ َ‬
‫شكُرَ واللّقاحُ‬ ‫أَول ُد َي ْ‬
‫وأَراد باللقاح بن حنيفة‪ُ ،‬سمّوا بذلك لَنم ل َيدِينُونَ بالطاعة‬
‫للملوك‪ ،‬وكانوا قد اعتزلوا حرب بكر وَت ْغِلبَ ِإ ّل الفِنْدَ‬
‫ال ّزمّاِنيّ‪.‬‬
‫وتَبَرّج‪َ :‬كبَ ِرحَ؛ قال ُملَيحٌ ا ُل َذلّ‪:‬‬
‫َمكَثْ َن على حاجاتِهنّ‪ ،‬وقد َمضَى‬
‫ضحَى‪ ،‬والعِيسُ ما تَتَبَ ّرحُ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫شَبا ُ‬
‫ح بَراحا إِذا را َم من‬ ‫وأَبْرَحَه هو‪ .‬الَزهري‪ :‬بَ ِرحَ الرج ُل يَبْ َر ُ‬
‫موضعه‪.‬‬
‫ح أَفعل ذاك أَي ل أَزال‬ ‫ح يفعل كذا أَي ما زال‪ ،‬ول أَبْ َر ُ‬ ‫وما بَ ِر َ‬
‫ح الَرضَ‬ ‫أَفعله‪ .‬وبَ ِرحَ الَرضَ‪ :‬فا َرقَها‪ .‬وف التنيل‪ :‬فلن أَبْ َر َ‬
‫حت َيأْ َذنَ ل أَب؛ وقوله تعال‪ :‬لن َنبْ َرحَ عليه عاكفي أَي لن‬
‫نَزالَ‪.‬وحَبِي ُل بَراحٍ‪ :‬ا َل َسدُ كأَنه قد ُشدّ بالبال فل يَبْرَح‪ ،‬وكذلك‬
‫ح الَفاء وبَ َرحَ‪ ،‬الَخية عن‬ ‫الشجاعُ‪ .‬والبَراحُ‪ :‬الظهور والبيان‪ .‬وبَ ِر َ‬
‫ابن الَعراب‪َ :‬ظهَر؛ قال‪:‬‬
‫جلّدٌ‬
‫ي َت َ‬
‫ح الَفا ُء فما لَدَ ّ‬ ‫بَ َرِ َ‬
‫ح الَفاء‬
‫ضحَ الَمر كأَنه ذهب السّرّ وزال‪ .‬الَزهري‪ :‬بَ ِر َ‬ ‫أَي وَ َ‬
‫معناه زال الَفاءُ‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه ظهر ما كان خافيا وانكشف‪ ،‬مأْخوذ من‬
‫بَراحِ الَرض‪ ،‬وهو البارز الظاهر‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه ظهر ما كنت أُ ْخفِي‪ .‬وجاء‬
‫بالكفر بَراحا أَي بَيّنا‪ .‬وف الديث‪ :‬جاء بالكفر بَراحا أَي جِهارا‪،‬‬
‫ح الَفاءُ إِذا ظهر‪ ،‬ويروى بالواو‪ .‬وجاءَنا بالَمر بَراحا أَي‬ ‫بَ ِر َ‬
‫بَيّنا‪ .‬وأَرض بَراح‪ :‬واسعة ظاهرة ل نبات فيها ول عُمرانَ‪ .‬والبَراح‪،‬‬
‫ح وبَراحِ‪ :‬اسم‬ ‫بالفتح‪ :‬الُّتسِع من الَرض ل زرع فيه ول شجر‪ .‬وبَرا ُ‬
‫للشمس‪ ،‬معرفة مثل قَطامِ‪ ،‬سيت بذلك لنتشارها وبيانا؛ وأَنشد‬
‫قُطْ ُربٌ‪:‬هذا مُقا ُم َق َدمَ ْي رَباحِ‪،‬‬
‫ذَّببَ حت َدَل َكتْ بَراحِ‬
‫ح يعن الشمس‪ .‬ورواه الفراء‪ :‬بِراحِ‪ ،‬بكسر الباء‪ ،‬وهي باء الر‪،‬‬ ‫بَرا ِ‬
‫وهو جع راحة وهي الكف أَي اسْتُريحَ منها‪ ،‬يعن أَن الشمس قد غَرََبتْ أَو‬
‫زالت فهم يضعون راحاتم على عيونم‪ ،‬ينظرون هل غربت أَو زالت‪ .‬ويقال‬
‫ت بَراحِ يا هذا‪ ،‬على فَعالِ‪ :‬العن‪ :‬أَنا زالت‬ ‫للشمس إِذا غربت‪َ :‬دَلكَ ْ‬
‫وبَرِ َحتْ حي غَرََبتْ‪ ،‬فَبَراحِ بعن بارحة‪ ،‬كما قالوا الكلب الصيدِ‪:‬‬
‫ب بعن كاسِبَة‪ ،‬وكذلك حَذامِ بعن حا ِذمَة‪ .‬ومن قال‪َ :‬دَل َكتِ‬ ‫كَسا ِ‬
‫س بِراحِ‪ ،‬فالعن‪ :‬أَنا كادت َتغْرُبُ؛ قال‪ :‬وهو قول الفراء؛ قال ابن‬ ‫الشم ُ‬
‫الَثي‪ :‬وهذان القولن‪ ،‬يعن فتح الباء وكسرها‪ ،‬ذكرها أَبو عبيد‬
‫والَزهريّ والَ َروِيّ والزمشري وغيهم من مفسري اللغة والغريب‪ ،‬قال‪ :‬وقد‬
‫أَخذ بعضُ التأَخرين القولَ الثان على الروي‪ ،‬فظن أَنه قد انفرد به‪،‬‬
‫وخطّأَه ف ذلك‪ ،‬ول يعلم أَن غيه من الَئمة قبله وبعده ذهب إِليه؛‬
‫وقال الغََنوِيّ‪:‬‬
‫ُبكْرَةَ حت َدَل َكتْ بِراحِ‬
‫يعن برائح‪ ،‬فأَسقط الياء‪ ،‬مثل جُرُف هارٍ وهائر‪ .‬وقال الفضل‪َ :‬دَل َكتْ‬
‫ح وبَراحُ‪ ،‬بكسر الاء وضمها؛ وقال أَبو زيد‪ :‬دلكت بِراحٍ‪ ،‬مرور‬ ‫بَرا ِ‬
‫ت بَراحِ‪.‬‬‫منوّن‪ ،‬ودلكت بَراحُ‪ ،‬مضموم غي منوّن؛ وف الديث‪ :‬حي دلك ْ‬
‫ودُلوك الشمس‪ :‬غروبا‪.‬‬
‫وبَ ّرحَ بنا فلن تَبْريا‪ ،‬وأَبْ َرحَ‪ ،‬فهو مُبَ ّرحٌ بنا ومُبْ ِرحٌ‪:‬‬
‫آذانا بالِلاح‪ ،‬وف التهذيب‪ :‬آذاك بإِلاح الشقة‪ ،‬والسم البَ ْرحُ‬
‫والتّبْريحُ‪ ،‬ويوصف به فيقال‪ :‬أَمر بَ ْرحٌ؛ قال‪:‬‬
‫ح على مَنْ يُغالِبُه‬ ‫بنا وا َلوَى بَ ْر ٌ‬
‫ح مُبْ ِرحٌ‪ ،‬على البالغة‪ ،‬فإِن دَ َعوْتَ‬ ‫ح با ِرحٌ وبَ ْر ٌ‬ ‫وقالوا‪ :‬بَ ْر ٌ‬
‫به‪ ،‬فالختار النصب‪ ،‬وقد يرفع؛ وقول الشاعر‪:‬‬
‫حدِرا تَ ْرمِي بك العِيسُ غُرْبَةً؟‬ ‫َأمُْن َ‬
‫ح لعينيك با ِرحُ‬ ‫و ُمصْ ِعدَةً؟ بَ ْر ٌ‬
‫يكون دعاء ويكون خبا‪ .‬والبَ ْرحُ‪ :‬الشر والعذاب الشديد‪ .‬وب ّرحَ به‪:‬‬
‫عذبه‪ .‬والتباريح‪ :‬الشدائد‪ ،‬وقيل‪ :‬هي ُكَلفُ العيشة ف مشقة‪ .‬وتَبارِيحُ‬
‫شوْق‪َ :‬توَ ّهجُه‪ .‬ولقيت منه بَرْحا بارِحا أَي ِشدّةً وأَذىً؛ وف‬ ‫ال ّ‬
‫الديث‪ :‬لقينا منه البَ ْرحَ أَي الشدّة؛ وف حديث أَهل الّنهْرَوانِ‪:‬‬
‫َلقُوا بَرْحا؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫أَ َج ّدكَ هذا‪َ ،‬عمْرَك الَ كلما‬
‫دَعاكَ ا َلوَى؟ بَ ْرحٌ لعينيك با ِرحُ‬
‫وضربه ضربا مُبَرّحا‪ :‬شديدا‪ ،‬ول تقل مُبَرّحا‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫ح عليّ من ذاك أَي أَشق‬ ‫ضَرْبا غي مُبَرّح أَي غي شاقّ‪ .‬وهذا أَبْ َر ُ‬
‫وأَشدّ؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫أَنينا و َش ْكوَى بالنهارِ كثيةً‬
‫عليّ‪ ،‬وما يأْت به الليلُ أَبْ َرحُ‬
‫وهذا على طرح الزائد‪ ،‬أَو يكون تعجبا ل فعل له كَأحْنَك الشاتَي‪.‬‬
‫لمّى؛‬ ‫شدّة والشقة‪ ،‬وخص بعضهم به شدّة ا ُ‬ ‫والبُرَحاءُ‪ :‬ال ّ‬
‫لمّى وغيها‪ِ :‬شدّة الَذى‪ .‬ويقال‬ ‫وبُرَحايا‪ ،‬ف هذا العن‪ .‬وبُرَحا ُء ا ُ‬
‫لمّى‪ :‬أَصابته البُرَحاءُ‪ .‬الَصمعي‪ :‬إِذا تدّدَ‬ ‫للمحموم الشديد ا ُ‬
‫حمّى‪ ،‬فذلك الطوّى‪ ،‬فإِذا ثاب عليها‪ ،‬فهي الرّحَضاءُ‪ ،‬فإِذا‬ ‫الحمومُ لل ُ‬
‫اشتدت المى‪ ،‬فهي الُبرَحاءُ‪ .‬وف الديث‪ :‬بَرّ َحتْ ب المى أَي أَصابن‬
‫منها البُرَحاءُ‪ ،‬وهو شِدتُها‪ .‬وحديث ا ِلفْكِ‪ :‬فأَخذه الُبرَحاءُ؛ هو شدّة‬
‫الكرب من ِثقَلِ الوَ ْحيِ‪.‬‬
‫وف حديث قتل أَب رافع اليهودي‪ :‬بَرّ َحتْ بنا امرأَته بالصّياح‪.‬‬
‫ت بَ ْرحٍ‬
‫وتقول‪ :‬بَ ّرحَ به الَم ُر تَبْريا أَي َج َهدَه‪ ،‬ولقيت منه بَنا ِ‬
‫وبَن بَ ْرحٍ‪.‬‬
‫والبِرَ ِحيَ والبُرَ ِحيَ‪ ،‬بكسر الباء وضمها‪ ،‬والبَرَ ِحيَ أَي الشدائد‬
‫والدواهي‪ ،‬كأَن واحد البِ َر ِحيَ بِ َرحٌ‪ ،‬ول ينطق به إِل أَنه مقدّر‪،‬‬
‫كأَن سبيله أَن يكون الواحد بِرَحة‪ ،‬بالتأْنيث‪ ،‬كما قالوا‪ :‬داهية‬
‫ومُْنكَرَة‪ ،‬فلما ل تظهر الاء ف الواحد جعلوا جعه بالواو والنون‪ ،‬عوضا من‬
‫ضيَ‪ ،‬وإِنا ل يستعملوا ف‬ ‫الاء القدّرة‪ ،‬وجرى ذلك مرى أَرضٍ وَأرَ ِ‬
‫هذا الِفرادَ‪ ،‬فيقولوا‪ :‬بِ َرحٌ‪ ،‬واقتصروا فيه على المع دون الِفراد من‬
‫حيث كانوا يصفون الدواهي بالكثرة والعموم والشتمال والغلبة؛ والقول ف‬
‫الفِْتكَرِينَ وا َل ْق َورِينَ كالقول ف هذه؛ ولقيت منه بَرْحا بارِحا‪،‬‬
‫ت منه اب َن بَرِيحٍ‪ ،‬كذلك؛ والبَرِيحُ‪ :‬الّت َعبُ أَيضا؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫ولقي ُ‬
‫خبْ‬ ‫صَ‬ ‫به َمسِي ٌح وبَرِي ٌح و َ‬
‫والبَوا ِرحُ‪ :‬شدّة الرياح من الشمال ف الصيف دون الشتاء‪ ،‬كأَنه جع‬
‫بارِحَة‪ ،‬وقيل‪ :‬البوارح الرياح الشدائد الت تمل التراب ف شدة الَبَواتِ‪،‬‬
‫واحدها با ِرحٌ‪ ،‬والبارح‪ :‬الريح الارة ف الصيف‪ .‬والبوارح‪ :‬الَنْواءُ‪،‬‬
‫حكاه أَبو حنيفة عن بعض الرواة ورَدّه عليهم‪ .‬أَبو زيد‪ :‬البَوا ِرحُ‬
‫الشّما ُل ف الصيف خاصة؛ قال الَزهري‪ :‬وكلم العرب الذين شاهدتم على ما‬
‫قال أَبو زيد‪ ،‬وقال ابن كُناسَة‪ :‬كل ريح تكون ف ُنجُوم القَيْظ‪ ،‬فهي عند‬
‫العرب بَوا ِرحُ‪ ،‬قال‪ :‬وأَكثر ما َت ُهبّ بُنجُوم اليزان وهي السّمائِم؛‬
‫قال ذو الرمة‪:‬‬
‫خوّنَها‬
‫ق من دارٍ َت َ‬ ‫شوْ ُ‬ ‫ل بل هو ال ّ‬
‫ح تَرِبُ‬‫مَرّا سَحابٌ‪ ،‬ومَرّا بْارِ ٌ‬
‫فنسبها إِل التراب لَنا قَيْظِيّة ل رِبْعِيّة‪ .‬وبَوا ِرحُ الصيف‪:‬‬
‫ف السّانح‪ ،‬وقد‬ ‫ح من الظّبا ِء والطي‪ :‬خل ُ‬ ‫كلها تَرِبَة‪ .‬والبا ِر ُ‬
‫ح‬
‫بَ َر َحتْ تَبْ ُر ُ‬
‫(* قوله «وقد برحت تبح» بابه نصر‪ ،‬وكذا برح بعن غضب‪.‬‬
‫وأَما بعن زال ووضح فمن باب سع كما ف القاموس‪ ).‬بُرُوحا؛ قال‪:‬‬
‫َفهُ ّن يَبْرُحْ َن له بُرُوحا‪،‬‬
‫وتارةً يأْتِينَه سُنُوحا‬
‫ح ظَْبيٌ؛ هو من البارح ضد السانح‪ .‬والبا ِرحُ‪ :‬ما مر‬ ‫وف الديث‪ :‬بَ َر َ‬
‫من الطي والوحش من يينك إِل يسارك‪ ،‬والعرب تتطي به لَنه ل‬
‫ُي َمِكّنُك أَن ترميه حت تَْنحَ ِرفَ‪ ،‬والسانح‪ :‬ما م ّر بي يديك من جهة يسارك‬
‫إِل يينك‪ ،‬والعرب تَتََيمّنُ به لَنه أَمكن للرمي والصيد‪ .‬وف الثل‪:‬‬
‫مَ ْن ل بالسّانح بعد البا ِرحِ؟ يُضرب للرجل ُيسِيءُ الرجلَ‪ ،‬فيقال له‪:‬‬
‫ل مرت به ظِباءٌ‬ ‫إِنه سوف يسن إِليك‪ ،‬فيضرب هذا الثل؛ وأَصل ذلك أَن رج ً‬
‫بارِحَةٌ‪ ،‬فقيل له‪ :‬سوف َتسْنَحُ لك‪ ،‬فقال‪ :‬من ل بالسانح بعد البارح؟‬
‫وبَ َرحَ الظب‪ ،‬بالفتح‪ ،‬بُرُوحا إِذا ولّك مياسره‪ ،‬يرّ من ميامنك‬
‫إِل مياسرك؛ وف الثل‪ :‬إِنا هو كبا ِرحِ ا ُل ْروِيّ قليلً ما يُرى؛‬
‫يضرب ذلك للرجل إِذا أَبطأَ عن الزيارة‪ ،‬وذلك أَن ا ُل ْروِيّ يكون مساكنها‬
‫ف البال من قِنانِها فل َي ْقدِرُ أَحد عليها أَن َتسْنَ َح له‪ ،‬ول يكاد‬
‫الناس يَ َروْنَها سانِح ًة ول بارِحةً ِإ ّل ف الدهور مرة‪.‬‬
‫ح قتلٍ أَي أَعجبه؛ وف حديث عكرمة‪ :‬أَن النب‪ ،‬صلى‬ ‫وقََتلُوهم أَبْ َر َ‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬نى عن الّتوْلِيهِ والتّبْرِيح؛ قال‪ :‬التبيح قَتْلُ‬
‫سوْ ِء للحيوان مثل أَن يلقى السمك على النار حيّا‪ ،‬وجاء التفسي‬ ‫ال ّ‬
‫ل بالديث؛ قال شر‪ :‬ذكر ابن البارك هذا الديث مع ما ذكره من كراهة‬ ‫متص ً‬
‫إِلقاء السمكة إِذا كانت حية على النار وقال‪ :‬أَما الَكل فتؤْكل ول‬
‫يعجبن‪ ،‬قال‪ :‬وذكر بعضهم أَن إِلقاء القمل ف النار مثله؛ قال الَزهري‪:‬‬
‫ورأَيت العرب َيمْلُون الوِعاءَ من الراد وهي َتهْتَشّ فيه‪ ،‬ويتفرون‬
‫ُحفْرَة ف الرمل ويوقدون فيها ث َيكُبّونَ الراد من الوعاء فيها‪،‬‬
‫وُيهِيلُون عليها ا ِلرَةَ الُوَقدَةَ حت توت‪ ،‬ث يستخرجونا ُيشَ ّررُونا ف‬
‫ستْ أَكلوها‪ .‬وأَصلُ التّبْرِيحِ‪ :‬الشقّةُ‬ ‫الشمس‪ ،‬فإِذا يَِب َ‬
‫والشدّة‪ .‬وبَ ّرحَ به إِذا شَ ّق عليه‪ .‬وما أَبْ َرحَ هذا الَمرَ أَي ما‬
‫أَعجبه قال الَعشى‪:‬‬
‫أَقولُ لا‪ِ ،‬حيَ َجدّ الرّحيـ‬
‫ت رَبّا‪ ،‬وأَبرَ ْحتِ جارا‬ ‫ـلُ‪ :‬أَبْرَ ْح ِ‬
‫ت وبالغتِ؛ وقيل‪ :‬معن هذا البيت أَبْرَ ْحتِ َأكْ َرمْتِ‬ ‫أَي أَ ْعجَْب ِ‬
‫أَي صا َد ْفتِ كريا؛ وأَبرَحَه بعن أَكرمه وعظمه‪.‬‬
‫وقال أَبو عمرو‪ :‬بَ ْرحَى له ومَرْحى له إِذا تعجب منه‪ ،‬وأَنشد بيت‬
‫ت رَبّا‪،‬‬
‫الَعشى وفسره‪ ،‬فقال‪ :‬معناه َأعْ َظ ْمتِ رَبّا؛ وقال آخرون‪ :‬أَعجَب ِ‬
‫ويقال‪َ :‬أكْرمت من رَبّ‪ ،‬وقال الَصمعي‪ :‬أَبرَ ْحتِ بالَ ْغتِ‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬أَبرَ ْحتَ ُلؤْما وأَبرَ ْحتَ كَرَما أَي جئت بأَمرٍ ُمفْرِطٍ‪.‬‬
‫ضلُه‪.‬‬‫ل إِذا فضّله؛ وكذلك كل شيء ُتفَ ّ‬ ‫وأَب َرحَ فلنٌ رج ً‬
‫ل عنه أَي فَرّج ال عنه؛ وإِذا غضب الِنسان على صاحبه‪،‬‬ ‫وبَ ّرحَ ا ُ‬
‫قيل‪ :‬ما َأ َش ّد ما بَ َرحَ عليه والعرب تقول‪ :‬فعلنا البارِحَةَ كذا‬
‫وكذا ِللّيلَةِ الت قد مضت‪ ،‬يقال ذلك بعد زوال الشمس‪ ،‬ويقولون قبل الزوال‪:‬‬
‫فعلنا الليلة كذا وكذا؛ وقول ذي الرمة‪:‬‬
‫تََبّل َغ بارِ ِحيّ كَراه فيه‬
‫قال بعضهم‪ :‬أَراد النوم الذي شق عليه أَمره لمتناعه منه‪ ،‬ويقال‪ :‬أَراد‬
‫نو َم الليلة البارِحَةِ‪ .‬والعرب تقول‪ :‬ما أَشبه الليلة بالبارحة أَي ما‬
‫َأشْبه الليلة الت نن فيها بالليلة الُول الت قد بَ ِر َحتْ وزالت‬
‫ب ليلة مضت؛ تقول‪ :‬لقيته البارِحَةَ‪ ،‬ولقيته‬ ‫ومضت‪ .‬والبارِحَةُ‪ :‬أَقر ُ‬
‫حقّرُ؛ قال ثعلب‪ :‬حكي عن‬ ‫البارِحَةَ الُول‪ ،‬وهو من بَ ِرحَ أَي زال‪ ،‬ول ُي َ‬
‫أَب زيد أَنه قال‪ :‬تقول مُذْ ُغ ْدوَةٍ إِل أَن تزول الشمس‪ :‬رأَيت الليلةَ‬
‫ف منامي‪ ،‬فإِذا زالت‪ ،‬قلت‪ :‬رأَيتُ البارِحَةَ؛ وذكر السياف ف أَخبار‬
‫النحاة عن يونس‪ ،‬قال‪ :‬يقولون كان كذا وكذا الليلةَ إِل ارتفاع الضحى‪،‬‬
‫وإِذا جاوز ذلك‪ ،‬قالوا‪ :‬كان البارِحَةَ‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬وبَرْحَى‪ ،‬على فَعلى‪ ،‬كلمة تقال عند الطإِ ف الرّمي‪،‬‬
‫ومَرْحَى عند الِصابة؛ ابن سيده‪ :‬وللعرب كلمتان عند الرمي‪ :‬إِذا أَصاب قالوا‪:‬‬
‫مَرْحَى‪ ،‬وإِذا أَخطأَ قالوا‪َ :‬برْحى‪.‬‬
‫وقو ٌل بَرِيحٌ‪ُ :‬مصَوّبٌ به؛ قال الذل‪:‬‬
‫أَراه يُداِفعُ َقوْ ًل بَرِيا‬
‫وبُرْح ُة كل شيء‪ :‬خِيارُه؛ ويقال‪ :‬هذه بُرْحَ ٌة من البُ َرحِ‪ ،‬بالضم‪،‬‬
‫للناقة إِذا كانت من خيار الِبل؛ وف التهذيب‪ :‬يقال للبعي هو بُ ْرحَة من‬
‫البُ َرحِ؛ يريد أَنه من خيار الِبل‪.‬‬
‫وابنُ َبرِيح‪ ،‬وُأ ّم بَرِيحٍ‪ :‬اس ٌم للغراب معرفةٌ‪ ،‬سّي بذلك لصوته؛‬
‫ت بَرِيحٍ‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬صوابه أَن يقول ابنُ بَرِيح‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫وهُ ّن بنا ُ‬
‫شدّة‪ ،‬يقال‪ :‬لقيت منه ابنَ بَريحٍ؛ ومنه قول‬ ‫وقد يُستعمل أَيضا ف ال ّ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫سَل القلبُ عن كُبْراها بعدَ صَْبوَةٍ‪،‬‬
‫صغْراها ابنَ بَرِي ِح‬‫ت من ُ‬ ‫ولقَْي َ‬
‫ح وبَن َب ْرحٍ‪ .‬ويَبْ َرحُ‪ :‬اسم‬
‫ت بَ ْر ٍ‬‫ت منه بنا ِ‬ ‫ويقال ف المع‪َ :‬لقِي ُ‬
‫رجل؛ وف حديث أَب طلحة‪ :‬أُحب أَموال ِإلّ بيحاء؛ ابن الَثي‪ :‬هذه‬
‫اللفظة كثيا ما تتلف أَلفاظ الحدّثي فيها فيقولون‪َ :‬بيَحاء‪ ،‬بفتح‬
‫الباء وكسرها‪ ،‬وبفتح الراء وضمها‪ ،‬والد فيهما‪ ،‬وبفتحهما والقصر‪ ،‬وهو اسم‬
‫مال وموضع بالدينة‪ ،‬قال‪ :‬وقال الزمشري ف الفائق‪ :‬إِنا فَْيعَ ٌل من‬
‫الباح‪ ،‬وهي الَرض الظاهرة‪.‬‬
‫@بربح‪:‬‬
‫(* زاد ف القاموس البقحة‪ ،‬بفتح الباء وسكون الراء الهملة وفتح‬
‫القاف والاء‪ :‬وهي قبح الوجه‪ :).‬بَرْبَحٌ‪ :‬موضع‪.‬‬
‫@برقحة‪ :‬البقحة‪ ،‬بفتح الباء وسكون الراء الهملة‪،‬‬
‫وفتح القاف والاء‪ :‬وهي قبح الوجه‪.‬‬
‫@بطح‪ :‬البَطْحُ‪ :‬الَبسْطُ‪.‬‬
‫بَطَحه على وجهه يَب َطحُه بَطْحا أَي أَلقاه على وجهه فانْبَطَح‪.‬‬
‫وتَبَطّ َح فلن إِذا اسْبَطَ ّر على وجهه متدّا على وجه الَرض؛ وف‬
‫حديث الزكاة‪ :‬بُ ِطحَ لا بقاعٍ أَي أُلقي صاحبها على وجهه لتطأَه‪.‬‬
‫والبَطْحاءُ‪َ :‬مسِيلٌ فيه دُقاقُ الَصى‪ .‬الوهري‪ :‬الَبْطَ ُح َمسِيل‬
‫واسِع فيه دُقاقُ الَصى‪ .‬ابن سيده‪ :‬وقيل بَطْحاءُ الوادي تراب لَيّنٌ ما‬
‫ح بُطّحٌ‪،‬‬
‫ت وبِطاحٌ‪ .‬يقال‪ :‬بِطا ٌ‬ ‫َجرّتْه السّيُولُ‪ ،‬والمع بَطْحاوا ٌ‬
‫كما يقال أَعوامٌ ُع ّومٌ‪ ،‬فإِن اتسع وعَرُضَ‪ ،‬فهو الَبطَحُ‪ ،‬والمع‬
‫الَباطِحُ‪ ،‬كسّروه تكسي الَساء‪ ،‬وإِن كان ف الَصل صفة لَنه غلب‬
‫كالَبْ َرقِ والَ ْجرَع فجرى مرى َأ ْفكَل؛ وف حديث عمر‪ :‬أَنه أَول من‬
‫بَ َطحَ السجدَ‪ ،‬وقال‪ :‬ابْ َطحُوه من الوادي البارك‪ ،‬أَي أَلقَى فيه‬
‫البَطْحاءَ‪ ،‬وهو الصى الصّغار‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬وبَطْحاءُ الوادي وأَبْ َطحُه‬
‫حَصاه اللي ف بطن ا َلسِيل؛ ومنه الديث‪ :‬أَنه‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫صلّى بالَبْطَح؛ يعن َأبْطَح مكة‪ ،‬قال‪ :‬هو مسيل واديها‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫والبَطِيحَةُ والبَطْحا ُء مثل الَبْ َطحِ‪ ،‬ومنه بَطْحا ُء مكة‪ .‬أَبو حنيفة‪:‬‬
‫الَبْطَحُ ل يُْنِبتُ شيئا إِنا هو بطن ا َلسِيل النضر‪ .‬الَبْ َطحُ‪:‬‬
‫بَطْنُ ا َليْثاء والّتلْعَةِ والوادي‪ ،‬وهو البَطْحاءُ‪ ،‬وهو التراب السهل ف‬
‫بطونا ما قد جَرّته السيول؛ يقال‪ :‬أَتينا أَبْطَحَ الوادي فنمنا عليه‪،‬‬
‫سهْلُ اللّيّنُ‪.‬‬
‫وبَطْحاؤُه مثله‪ ،‬وهو ترابه وحصاه ال ّ‬
‫أَبو عمرو‪ :‬البَ ِط ُح رمل ف بَطْحاءَ‪ ،‬وسّي الكان أَبْطَ َح َلنّ‬
‫الاء يَنْبَطِح فيه أَي يذهب يينا وشالً‪ .‬والبَطِحُ‪ :‬بعن‬
‫الَبْطَحِ؛ وقال لبيد‪:‬‬
‫يَ َزعُ الَيَامَ عن الثّرَى وَي ُمدّه‬
‫بَ ِطحٌ يُهاِيلُه عن الكُثْبانِ‬
‫وف الديث‪ :‬كان ُعمَ ُر َأوّلَ من بَطَحَ السجد‪ ،‬وقال‪ :‬ابْ َطحُوه من‬
‫الوادي البارك‪ ،‬وكان النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬نائما بالعَقِيقِ‪،‬‬
‫فقيل‪ :‬إِنك بالوادي البارك؛ قوله‪ :‬بطح السجد أَي أَلقى فيه الصى ووَثّرَه‬
‫به‪ .‬ابن شيل‪ :‬بَطْحاءُ الوادي وأَب َطحُه حصاه السهل اللي ف بطن‬
‫السيل‪.‬‬
‫واسَْتبْطَحَ الوادي وانْبَطَحَ ف هذا الكان أَي اسَْت ْو َسعَ فيه‪.‬‬
‫وتَبَطّح الكان وغيه‪ :‬انبسط وانتصبَ؛ قال‪:‬‬
‫إِذا تَبَ ّطحْنَ على الَحامِلِ‪،‬‬
‫تَبَطّحَ البَطّ ِبجَْنبِ الساحِلِ‬
‫وف حديث ابن الزبي وبناء البيت‪ :‬فأَهابَ بالناسِ إِل بَ ْطحِه أَي‬
‫تسويته‪ .‬وتَبَطّ َح السّيلُ‪ :‬اتّسع ف البَطْحاءِ؛ وقال ابن سيده‪ :‬سال‬
‫سَْيلً عريضا؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫ول زالَ‪ ،‬من َنوْءِ السّما ِك عليكما‬
‫وَنوْءِ الثّرَيّا‪ ،‬وابِلٌ مُتَبَطّحُ‬
‫لمّى؛ وروي عن ابن‬ ‫ح مَرَضٌ يأْخذ من ا ُ‬ ‫الَزهري‪ :‬وف النوادر‪ :‬البُطا ُ‬
‫الَعراب أَنه قال‪ :‬البُطا ِحيّ مأْخوذ من البُطاحِ‪ ،‬وهو الرض الشديد‪.‬‬
‫وبَطْحا ُء مكة وأَبْ َطحُها‪ :‬معروفة‪ ،‬لنْبِطاحِها‪ ،‬ومِنًى من‬
‫الَبْطَحِ‪ ،‬وقُرَيشُ البِطاحِ‪ :‬الذين ينلون أَباطِحَ مكة وبَطْحاءَها‪ ،‬وقريشُ‬
‫الظّواهر‪ :‬الذين ينلون ما حول مكة؛ قال‪:‬‬
‫فلو َش ِهدَتْن من قُرَيْشٍ عِصابَةٌ‪،‬‬
‫قُرَيْشِ البِطاحِ‪ ،‬ل قُرَيشِ الظواهِر‪.‬‬
‫ش ْعبَ بي‬ ‫الَزهري ابن الَعراب‪ :‬قريس البطاح هم الذين ينلون ال ّ‬
‫ج الشّعْب‪ ،‬وأَكرمُهما‬ ‫أَ ْخشََبيْ مكة‪ ،‬وقريشُ الظواهر الذين ينلون خار َ‬
‫قريش البطاح‪ .‬ويقال‪ :‬بينهما بَطْح ٌة بعيدة أَي مسافة؛ ويقال‪ :‬هو بَطْحةُ‬
‫رجل‪ ،‬مثل قولك قامَةُ رجل‪.‬‬
‫والبَطِيحَة‪ :‬ما بي واسطَ والبَصْرة‪ ،‬وهو ماء ُمسْتَْنفِع ل يُرَى‬
‫طرفاه من َسعَته‪ ،‬وهو مَغِيضُ ماء دِ ْجلَة والفُرات‪ ،‬وكذلك مَغايِضُ ما بي‬
‫َبصْرَةَ وا َلهْواز‪ .‬وال ّطفّ‪ :‬ساحلُ البَطِيحةِ‪ ،‬وهي البَطائِحُ‪.‬‬
‫والبُطْحا ُن وبُطاحُ‪ :‬موضع‪ .‬وف الديث ذِكْ ُر بُطاحٍ‪ ،‬هو بضم الباءِ‬
‫وتفيف الطاء‪ :‬ماء ف ديار بن أَسد‪ ،‬وبه كانت وقعة أَهل الرّدة‪.‬‬
‫وبَطاِئحُ النّبَطِ بي العِراقَيْنِ‪ .‬الَزهري‪ :‬بُطاحٌ منل لبن يَربوع‪ ،‬وقد‬
‫ذكره لبيد فقال‪:‬‬
‫تَرَّب َعتِ ا َلشْرافُ‪ ،‬ث َتصَيّ َفتْ‬
‫جعْنَ السّلئِل‬ ‫حِساءَ البُطاحِ‪ ،‬وانَْت َ‬
‫وبُطْحانُ‪ :‬موضع بالدينة‪ .‬وبُطْحانَى‪ :‬موضع آخر ف ديار تيم‪ ،‬ذكره‬
‫العجاج‪:‬‬
‫َأمْسى جُمانٌ كالدّ ِهيِ ُمضَرّعا‬
‫بِبُطْحانَ ‪ *. . .‬قبلتي ُمكَنّعا‬
‫(* كذا بياض بأَصله‪).‬‬
‫جُمان‪ :‬اسم جله‪ُ .‬مكَنّعا أَي خاضعا‪ ،‬وكذلك ا ُلضَرّعُ‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬كان كِمامُ أَصحاب النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬بُطْحا أَي لزِقةً‬
‫بالرأْس غي ذاهبة ف الواء‪ .‬والكِمامُ‪ :‬جع ُكمّةٍ‪ ،‬وهي القلنسوة؛ وف‬
‫حديث الصّداق‪ :‬لو كنتم تَغ ِرفُون من بَطْحانَ ما زدت؛ بَطْحان‪ ،‬بفتح‬
‫الباء‪ :‬اسم وادي الدينة وإِليه ينسب البَطْحانِيّونَ‪ ،‬وأَكثرهم يضم الباء‪،‬‬
‫قال ابن الَثي‪ :‬ولعله ألَصح‪.‬‬
‫@بقح‪ :‬الَبقِيحُ‪ :‬الَبلَحُ‪ ،‬عن كراع؛ قال ابن سيده‪ :‬ولست منه على ثقة‪.‬‬
‫@بلح‪ :‬الَبلَحُ‪ :‬الَللُ‪ ،‬وهو حل النخل ما دام أَخضر صِغارا كحِصرِم‬
‫حتِ‬ ‫العنب‪ ،‬واحدته َبلَحة‪ .‬الَصمعي‪ :‬الَبلَ ُح هو السّيابُ‪ .‬وقد أَْبَل َ‬
‫النخلة إِذا صار ما عليها َبلَحا‪ .‬وف حديث ابن الزبي‪ :‬ارْ ِجعُوا‪ ،‬فقد‬
‫طابَ الَبلَحُ؛ ابن الَثي‪ :‬هو أَول ما يُ ْر ِطبُ الُبسْرُ‪ ،‬والَبلَ ُح قبل‬
‫الُبسْر لَن َأوّل التمر َط ْلعٌ ث خَل ٌل ث َبلَ ٌح ث ُبسْر ث‬
‫ُرطَب ث َتمْر‪.‬‬
‫والَبَلحِيّاتُ‪ :‬قلئد تصنع من الَبلَح‪ ،‬عن أَب حنيفة‪ .‬والُبلَحُ‪:‬‬
‫طائر أَعظم من الّنسْر أَْب َغثُ اللون ُمحْتَرِقُ الرّيش‪ ،‬يقال‪ :‬إِنه ل‬
‫تقع ريشة من ريشه ف وسط ريش سائر الطائر إِل أَحرقته؛ وقيل‪ :‬هو الّنسْر‬
‫القدي الَ ِرمُ؛ وف التهذيب‪ :‬الُبلَحُ طائر أَكب من الرّخَم‪ ،‬والمع‬
‫ِبلْحانٌ وُبلْحانٌ‪.‬‬
‫لمْ ِل من ِثقَلِه‪ ،‬وقد َبلَحَ‬
‫والُبلُوحُ‪َ :‬تَبلّدُ الامل من تت ا َ‬
‫يَْبلَ ُح ُبلُوحا‪ ،‬وَبلّحَ؛ قال أَبو النجم يصف النمل حي يَْنقُلُ‬
‫ب ف الَرّ‪:‬‬ ‫ل ّ‬ ‫اَ‬
‫وَبلَح النملُ به ُبلُوحا‬
‫ويقال‪ :‬حل على البعي حت َبلَح؛ أَبو عبيد‪ :‬إِذا انقطع من الِعياء‬
‫فلم يقدر على التحرّك‪ ،‬قيل‪َ :‬بلَحَ‪ .‬والبالِحُ والُبالِحُ‪ :‬المتنع‬
‫الغالبُ؛ قال‪:‬‬
‫ورَدّ علينا العَدْ ُل من آ ِل ها ِشمٍ‬
‫حَرائِبَنا‪ ،‬من ك ّل لِصّ مُبالِح‬
‫ح ُهمْ‪ :‬خاصمهم حت غلبهم وليس ِب ُمحِقّ‪ .‬وَبلَحَ عل ّي وَبلّحَ‬ ‫وباَل َ‬
‫أَي ل أَجد عنده شيئا‪ .‬الَزهري‪َ :‬بلَح ما على غَريي إِذا ل يكن عنده‬
‫حتِ البئر َتْبلَحُ بُلوحا‪،‬‬‫شيء‪ .‬وَبلَ َح الغَريُ إِذا أَفلس‪ .‬وَبَل َ‬
‫وهي بالِحٌ‪ :‬ذهب ماؤُها‪ .‬وَبلَحَ الا ُء ُبلُوحا إِذا ذهب‪ ،‬وبئر َبلُوحٌ؛‬
‫قال الراجز‪:‬‬
‫ول الصّمارِيدُ البِكاءُ الُبلْحُ‬
‫ابن بُزُرجٍ‪ :‬البَوالِ ُح من ا َلرَضي الت قد عُ ّطَلتْ فل ُت ْزرَعُ‬
‫ول ُت ْعمَر‪ .‬والبالِحُ‪ :‬الَرض الت ل تنبت شيئا؛ وأَنشد‪:‬‬
‫سَل ل ُقدُورَ الارِثِيّةِ‪ :‬ما تَرَى؟‬
‫أَتَْبلَحُ أَم ُتعْطِي الوَفاءَ غَرِيَها؟‬
‫التهذيب‪َ :‬بَلحَتْ خَفارَتُه إِذا ل يفِ؛ وقال ِبشْ ُر ابن أَب خازم‪:‬‬
‫حتْ َخفَارَةُ آلِ لْيٍ‪،‬‬ ‫أَل َبَل َ‬
‫فل شاةً َترُدّ‪ ،‬ول بَعيا‬
‫وَبلَح الرجلُ بشهادته يَْبلَح َبلْحا‪ :‬كتمها‪ .‬وَبلَحَ بالَمر‪:‬‬
‫َجحَده‪.‬قال ابن شيل‪ :‬اسْتَبق رجلن فلما سبق أَحدها صاحبه تَبالَحا أَي‬
‫تاحدا‪.‬‬
‫والَبلْحةُ والبَلْجة‪ :‬الست‪ ،‬عن كراع‪ ،‬واليم أَعلى وبا بدأَ‪ .‬وَبلَحَ‬
‫الرجل ُبلُوحا أَي أَعيا؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫واشْتَكى ا َلوْصا َل منه وَبلَ ْح‬
‫وَبلّ َح تَبْليحا مثله؛ وف الديث‪ :‬ل يزال الؤمن ُمعْنِقا صالا‬
‫ما ل يصب دما حراما‪ ،‬فإِذا أَصاب دما حراما َبلّح؛ َبلّح أَي‬
‫أَعيا؛ وقد أَْبَلحَه السيُ فاْنقُطِع به؛ يريد وقوعه ف اللك بإِصابة‬
‫الدم الرام‪ ،‬وقد تفف اللم؛ ومنه الديث‪ :‬اسْتَْنفَرْتم فََبَلحُوا عليّ‬
‫أَي أََبوْا‪ ،‬كأَنم َأعْيَوا عن الُروج معه وإِعانته؛ ومنه الديث ف‬
‫ت قدماك‪،‬‬ ‫الذي يدخل النة آخِرَ الناسِ‪ ،‬يقال له‪ :‬ا ْعدُ ما َبَلغَ ْ‬
‫فََي ْعدُو حت إِذا ما َبلّح؛ ومنه حديث عليّ‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬ف الفت‪ :‬إِن‬
‫من ورائكم فتنا وبلء مُ ْكلِحا ومُبْلِحا أَي ُمعْييا‪.‬‬
‫@بلدح‪َ :‬ب ْل َدحَ الرجُلُ‪ :‬أَعْيا وَبّلدَ‪.‬‬
‫وَب ْل َدحٌ‪ :‬اسم موضع‪ .‬وف الثل الذي يُرْوى لنَعامَةَ السمى بَْيهَسَ‪:‬‬
‫جفَى؛ عَن به الُب ْقعَة‪ .‬وهذا الثل يقال ف‬ ‫لكن على َب ْل َدحَ قومٌ َع ْ‬
‫الّتحَزّن بالَقارب‪ ،‬قاله نَعامة لا رأَى قوما ف ِخصْب وأَهلَه ف‬
‫شدّة؛ الَزهري‪َ :‬ب ْل َدحٌ َبَلدٌ بعينه‪.‬‬
‫وَب ْل َدحَ الرجلُ وتََب ْل َدحَ‪ :‬و َعدَ ول يُْنجِزْ ِعدَتَه‪ .‬ورجل‬
‫َبلَْن َدحٌ‪ :‬ل يُْنجِزُ وعْدا؛ عن ابن الَعراب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫إِن إِذا عَنّ ِمعَنّ مِتْيَحُ‬
‫خوَةٍ‪ ،‬أَو َجدِ ٌل َبلَْن َدحُ‬ ‫ذو َن ْ‬
‫أَو كَْيذُبانٌ َمَلذَانٌ ِممْسَحُ‬
‫والَبلَْن َدحُ‪ :‬السمي القصي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ِد ْحوَنّةٌ ُمكَرْ َدسٌ َبلَْن َدحُ‪،‬‬
‫إِذا يُرا ُد َشدّه ُيكَ ْرمِحُ‬
‫قال الَزهري‪ :‬والَصل َب ْل َدحٌ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو القصي من غي أَن يقيد‬
‫سمَنٍ‪ .‬والَبلَنْ َدحُ‪ :‬ال َفدْمُ الثقيل النتفخ ل يَْنهَضُ لي؛ وأَنشد‬ ‫ِب ِ‬
‫ابن الَعراب‪:‬‬
‫ت على التّ َزحْ ُزحِ‪،‬‬ ‫يا َسلْم ُأْلقِي ِ‬
‫ل َت ْع ِدلِين بامْرِئٍ َبلَْن َدحِ‪،‬‬
‫ُمقَصّرِ ا َل ّم قَرِيبِ ا َلسْ َرحِ‪،‬‬
‫ب بِطْنَ ًة ل يَبْ َرحِ‪،‬‬
‫إِذا أَصا َ‬
‫و َعدّها رِبْحا‪ ،‬وإِن ل يَرْبَحِ‬
‫ب باب بيته‬ ‫قال‪ :‬قريب الَسرح أَي ل يسرح بإِبله بعيدا‪ ،‬إِنا هو قُرْ َ‬
‫يرعى إِبله‪.‬‬
‫واْبلَنْ َدحَ الكانُ‪ :‬عَرُضَ واتسع؛ وأَنشد ثعلب‪:‬‬
‫قد َدّقتِ الَرْ ُكوّ حت اْبلَْندَحا‬
‫أَي عَرُضَ‪ .‬والركوّ‪ :‬الوض الكبي‪ .‬وَب ْل َدحَ الرج ُل إِذا ضرب بنفسه‬
‫إِل الَرض‪ ،‬وربا قالوا َبلْطَحَ‪ .‬واْبلَْن َدحَ الوضُ‪ :‬اندم‪.‬‬
‫الَزهري‪ :‬اْبلَْن َدحَ الوضُ إِذا استوى بالَرض من َدقّ الِبل‬
‫إِياه‪.‬‬
‫@بنح‪ :‬الَزهري خاصة‪ :‬روى أَبو العباس عن ابن الَعراب قال‪ :‬البُنُحُ‬
‫العَطايا؛ قال أَبو منصور‪ :‬كأَنه ف الَصل مُنُ ٌح جع الَنيحَة‪ ،‬فقلب‬
‫اليم باء‪ ،‬وقال‪ :‬البُنُحُ‪.‬‬
‫@بوح‪ :‬الَب ْوحُ‪ :‬ظهر الشيء‪.‬‬
‫وباحَ الشيءُ‪ :‬ظهر‪ .‬وباحَ به َبوْحا وُبؤُوحَا وُبؤُوحَةً‪ :‬أَظهره‪.‬‬
‫ح ِبسِرّه‪ :‬أَظهره‪ .‬ورجل َبؤُوحٌ‬ ‫وباحَ ما كََت ْمتُ‪ ،‬وباحَ به صاحبُه‪ ،‬وبا َ‬
‫با ف صدره وبَيْحا ُن وبَيّحانُ با ف صدره‪ ،‬معاقبة وأَصلها الواو‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬إِلّ أَن يكون ُكفْرا بَواحا أَي جِهارا‪ ،‬ويروى بالراء‬
‫وقد تقدم‪ .‬وأَباحَه سرّا فباح به َبوْحا‪ :‬أََبثّه إِياه فلم َيكْتُمه؛‬
‫وف الديث‪ :‬إِل أَن يكون معصيةً بَواحا أَي جِهارا‪ .‬يقال‪ :‬باحَ الشيءَ‬
‫وأَباحَه إِذا جهر به‪.‬‬
‫وبُوحُ‪ :‬الشمسُ‪ ،‬معرفة مؤنث‪ ،‬سّيت بذلك لظهورها‪ ،‬وقيل‪ :‬يُوحُ‪ ،‬بياء‬
‫بنقطتي‪.‬‬
‫وأََبحْتُك الشيء‪ :‬أَحللته لك‪ .‬وأَباحَ الشيءَ‪ :‬أَطلقه‪.‬‬
‫والُباحُ‪ :‬خلف الحظور‪.‬‬
‫والِباحةُ‪ :‬شِبْهُ الّنهْبَى‪.‬‬
‫وقد استباحه أَي انَْتهَبَه‪ ،‬واسْتَباحوهم أَي استأْصلوهم‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫حت َيقْتُ َل مُقاِتلَتَكم وَيسْتبِيحَ َذرَارِيكم أَي يَسبيهم وبَنِيهم‬
‫ويعلهم له مباحا أَي ل تَِبعَة عليه فيهم؛ يقال‪ :‬أَباحَه يُبِيحُه‬
‫واسْتباحه َيسْتبيحه؛ قال عنترة‪:‬‬
‫حت اسْتَباحُوا آلَ َع ْوفٍ عَْنوَةً‬
‫با َلشْ َرفِيّ‪ ،‬وبال َوشِي ِج الذّبّلِ‬
‫والباحةُ‪ :‬باحةُ الدار‪ ،‬وهي ساحتها‪ .‬والباحة‪ :‬عَرْصة الدار‪ ،‬والمع‬
‫بُوحٌ‪ ،‬وُبحْبُوحة الدار‪ ،‬منها؛ ويقال‪ :‬نن ف باحَة الدار‪ ،‬وهي أَوسطها‪،‬‬
‫جدِ أَي أَنه ف مد واسع؛ قال الَزهري‪ :‬جعل‬ ‫ولذلك قيل‪ :‬تََبحْبَحَ ف ا َل ْ‬
‫الفراء التَّبحْبُح من الباحة ول يعله من الضاعف؛ وف الديث‪ :‬ليس‬
‫للنساء من باحة الطريق شيء أَي وسطه‪ .‬وف الديث‪ :‬نَ ّظفُوا َأفْنِيَتكم‬
‫ول َتدَعُوها كباحَة اليهود‪ .‬والباحة‪ :‬النخل الكثي‪ ،‬حكاه ابن الَعراب‬
‫عن أَب صارم الَب ْهدَل من بن َب ْهدَلة؛ وأَنشد‪:‬‬
‫أَعْطى فأَعطان يَدا‪ ،‬ودارا‪،‬‬
‫وباحةً َخوّلا َعقَارا‬
‫يدا‪ :‬يعن جاعة قومه وأَنصاره‪ ،‬ونصب عَقارا على البدل من باحة‪،‬‬
‫فَت َف ّهمْ‪.‬‬
‫ب من‬ ‫والبُوحُ‪ :‬الفَ ْرجُ‪ ،‬وف مثل العرب‪ :‬ابْنُك ابنُ بُوحِك َيشْرَ ُ‬
‫صَبُوحِك؛ قيل‪ :‬معناه الفَرْج‪ ،‬وقيل‪ :‬الّنفْس‪ ،‬يقال للوَطْء‪ .‬وف التهذيب‪:‬‬
‫اب ُن بُوحِك أَي ابن َنفْسك ل من يُتَبَنّى؛ ابن الَعراب‪ :‬البُوحُ‬
‫النفس‪ ،‬قال‪ :‬ومعناه ابنك من ولدته ل مَن تَبَنّيته‪ ،‬وقال غيه‪ :‬بُوح ف‬
‫هذا الثل جع باحة الدار؛ العن‪ :‬ابنك من ولدته ف باحة دارك‪ ،‬ل من ولد‬
‫ف دار غيك فتبنيته‪ .‬ووقع القوم ف دُوكَ ٍة وبُوحٍ أَي ف اختلط ف‬
‫صرَعهم‪ .‬وتركهم َبوْحى أَي صَرْعى؛ عن ابن الَعراب‪.‬‬ ‫أَمرهم‪ .‬وباحَهم‪َ :‬‬
‫@بيح‪ :‬بَيّحَ به‪َ :‬أ ْشعَره سِرّا‪ .‬والبِياحُ‪ ،‬بكسر الباء مفف‪ :‬ضرب من‬
‫السمك صغارٌ أَمثالُ شِبْرٍ‪ ،‬وهو أَطيب السمك؛ قال‪:‬‬
‫ب شَيْ ٍخ من بن رَباحٍ‪،‬‬ ‫يا رُ ّ‬
‫إِذا امْتَل البَطْنُ من البِياحِ‪،‬‬
‫صاحَ بليلٍ َأْنكَرَ الصّياحِ‬
‫وربا فتح وشدّد‪ .‬والبَيّاحة‪ :‬شبكة الوت‪ .‬وف الديث‪ :‬أَيّما أَ َحبّ‬
‫ح مُرَّببٌ؛ هو ضرب من السمك‪ ،‬وقيل‪ :‬الكلمة‬ ‫إِليك كذا أَو كذا أَو بِيا ٌ‬
‫غي عربية‪ .‬والُ َرّببُ‪ :‬العمول بالصّباغِ‪ .‬وبَيْحانُ‪ :‬اسم‪ ،‬وال‬
‫أَعلم‪.‬‬
‫@بخ‪َ :‬بخٍ‪ :‬كلمةُ َفخْرٍ‪.‬‬
‫خيّ‪ :‬كتب عليه بَخْ‪ .‬ودرهم مَ ْع َم ِعيّ إِذا كتب عليه مع‬ ‫و ِدرْ َه ٌم َب ّ‬
‫مضاعفا لَنه منقوص‪ ،‬وإِنا يضاعف إِذا كان ف حال إِفراده مففا‪،‬‬
‫لَنه ل يتمكن ف التصريف وف حال تفيفه‪ ،‬فيحتمل طُول التضاعف‪ ،‬ومن ذلك ما‬
‫يَُثقّل فيكتفى بتثقيله‪ ،‬وإِنا حل ذلك على ما يري على أَلسنة الناس‬
‫ل ف مستعمل الكلم‪ ،‬ووجدوا مع مففا‪ ،‬وجَ ْرسُ الاء‬ ‫فوجدوا بَخ مثق ً‬
‫خيّ‬
‫أَمت من جَرْس العي فكرهوا تثقيل العي‪ ،‬فافهم ذلك‪ .‬الَصمعي‪ :‬درهم َب ِ‬
‫خفيفة لَنه منسوب إِل بَخْ‪ ،‬وبَ ْخ خفيفة الاء‪ ،‬وهو كقولم ثوب‬
‫ي للواسع ويقال للضّيّق‪ ،‬وهو من الَضداد؛ قال‪ :‬والعامة تقول‪:‬‬ ‫َيدِ ّ‬
‫خيّ‪ ،‬بتشديد الاء‪ ،‬وليس بصواب‪.‬‬ ‫َب ّ‬
‫وَبخْبَخَ الرجلُ‪ :‬قال بَ ٍخ بَخٍ‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه لا قرأَ‪ :‬وسارِعوا‬
‫إِل مغفرةٍ من ربكم وجنة؛ قال‪ :‬بَ ٍخ بَخٍ وقال الجاجُ لَ ْعشَى‬
‫َهمْدا َن ف قوله‪:‬‬
‫بيَ ا َلشَ ّج وبي قَيْسٍ با ِذخٌ‪،‬‬
‫َبخِْبخْ لوالد ِه وللمَوْلودِ‬
‫ختَ بعدها‪.‬‬ ‫وال ل َبخَْب ْ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬إِبل ُمخَْبخَبة عظيمة الَجواف‪ ،‬وهي الَُبخْبَخة مقلوب‬
‫مأْخوذ من بَ ْخ بَخْ‪ .‬والعرب تقول للشيء تدحه‪ :‬بَ ْخ بَ ْخ وبَ ٍخ بَخْ‬
‫قال‪ :‬فكأَنا من عظمها إذا رآها الناس قالوا‪ :‬ما أَحسنها‬
‫ي من الرجال‪.‬‬ ‫قال‪ :‬والبَخّ السّرِ ّ‬
‫قال ابن الَنباري‪ :‬معن بَ ْخ بَخْ تعظيم الَمر وتفخيمه‪ ،‬وسكنت الاء‬
‫فيه كما سكنت اللم ف هل وبل‪ .‬قال ابن السكيت‪ :‬بَ ٍخ بَ ٍخ وبَ ْهٍ بَهٍْ‬
‫بعن واحد؛ قال ابن سيده‪ :‬وإِبل مَُبخْبَخة يقال لا بَ ٍخ َبخٍ إِعجابا‬
‫با وقد عللنا قوله‪:‬‬
‫حت تيء الَطَبَه‬
‫بإبلٍ ُمخَْبخَبه‬
‫وذكرنا أَنه أَراد مَُبخْبَخة فقلب‪.‬‬
‫ش ْقشِقَته‪ ،‬وهو جل‬ ‫ل فمه ب ِ‬‫وَبخَْبخَةُ البعي وَبخْباخُه‪ :‬هدير ي ُ‬
‫َبخْباخ الدير؛ قال‪:‬‬
‫َبخٍ وَبخْباخُ ا َلدِير الزّ ْغدِ‬
‫يقال‪َ :‬بخْبَخَ البعي إِذا َه َدرَ؛ قال‪ :‬وَبخَْبخَةُ البعي َهدِيرٌ‬
‫شقَتُه؛ وقيل‪َ :‬بخْباخُ المل أَولُ َهدِيره‪.‬‬ ‫يلُ الف َم ِشقْ ِ‬
‫ت من الُزال وربا ُشدّدت كالسم؛ وقد جعهما‬ ‫صوّ َ‬‫وتََبخْبَ َخ لمه‪َ :‬‬
‫الشاعر فقال يصف بيتا‪:‬‬
‫رواِفدُه أَكرمُ الرافِداتِ‪،‬‬
‫ضمّْ‬
‫ك بَ ّخ لبحر ِخ َ‬ ‫َبخٍ ل َ‬
‫وتََبخْبَ َخ لمه‪ :‬هو الذي تسمع له صوتا من هُزال بعد ِسمَن‪ .‬الَصمعي‪:‬‬
‫رجل وَخْواخ وَبخْباخ إِذا استرخى بطنُه واتسع جلده‪ .‬وتََبخْبَخَ‬
‫خبَ‪ .‬وباخَ‪ :‬سكن بعضُ َف ْورَتِه‪ .‬وَبخْبِخوا عنكم من الظهية‪:‬‬ ‫الرّ‪ :‬كَتخَْب َ‬
‫ختِ الغََنمُ‪ :‬سكنت‬ ‫أَبْرِدُوا كخَْبخِبُوا‪ ،‬وهو مقلوب منه‪ .‬وتََبخَْب َ‬
‫أَينما كانت‪.‬‬
‫ق غاقْ ونوه‪ :‬كل‬ ‫وب ْخ َبخْ وَبخٍ َبخٍ؛ بالتنوين‪ ،‬وبَ ٍخ بَخْ‪ :‬كقولك غا ٍ‬
‫ذلك كلمة تقال عند تعظيم الِنسان‪ ،‬وعند التعجب من الشيء‪ ،‬وعند الدح‬
‫والرضا بالشيء‪ ،‬وتكرر للمبالغة فيقال بَ ْخ بَخْ‪ .‬فإِن فصلت خففت ونوّنت‬
‫فقلت بَخٍ‪ .‬التهذيب‪ :‬وبَخ كلمة تقال عند الِعجاب بالشيء‪ ،‬تفف وتثقل؛‬
‫وقال‪َ:‬بخْ بَخْ لذا كَرَما فوقَ الكَ َرمْ‪.‬‬
‫أَبو اليثم‪ :‬بَ ْخ بَ ْخ كلمة تتكلم با عند تفضيلك الشيء؛ وكذلك َب َدخْ‬
‫و َجخْ بعن بخ؛ قال العجاج‪:‬‬
‫إِذا الَعادي َحسَبُونا َبخَْبخُوا‬
‫أَي قالوا‪َ :‬ب ْخ بَ ْخ وبَ ٍخ بَخٍ‪.‬‬
‫خوِيّ كما إِذا نسب‬ ‫قال أَبو حات‪ :‬لو نسب إِل بَخٍ على الَصل قيل‪َ :‬ب َ‬
‫إِل َدمٍ قيل‪َ :‬د َموِيّ‪.‬‬
‫ب من الَبَب‪.‬‬ ‫أَبو عمرو‪َ :‬بخّ إِذا سكن من غضبه‪ ،‬و َخ ّ‬
‫@بدخ‪ :‬امرأَة بَْيدَخة‪ :‬تارّة‪ ،‬لغة ِحمْيَريّة‪ .‬وبَْي َدخُ‪ :‬اسم امرأَة؛‬
‫قال‪:‬‬
‫هل َتعْ ِرفُ الدارَ ل ِل بَْيدَخا؟‬
‫َجرّتْ عليها الريحُ ذْيلً أَنْبَخا‬
‫يقال‪ :‬فلن يَتََب ّدخُ علينا ويََت َم ّدخُ أَي يتعظم ويتكب‪.‬‬
‫شؤُون؛ وأَنشد لساعدة‪:‬‬ ‫والُبدَخاء‪ :‬العِظا ُم ال ّ‬
‫ُبدَخَاءُ كلّهمُ إِذا ما نُوكِرُوا‬
‫الَزهري‪ :‬بَ ٍخ بَ ٍخ تتكلم با عند تفضيلك الشيء وكذلك َب َدخْ مثل قولم‬
‫َعجَبا وبَ ْخ بَخْ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ص ْعبٍ‪ ،‬وصَعبٌ َل َسدْ‪،‬‬ ‫ننُ بنو َ‬
‫فَب َدخٌ هل تُْنكِ َرنْ ذاكَ َم َعدّ؟‬
‫@بذخ‪ :‬الَبذَخ‪ :‬الكب‪ .‬والَبذَخ‪ :‬تطاول الرجل بكلمه وافتخاره؛ َب َذخَ‬
‫خ ويَْب ُذخُ‪ ،‬والفتح أَعلى‪َ ،‬بذَخا وُبذُوخا‪.‬‬ ‫يَْب َذ ْ‬
‫وتََب ّذخَ‪ :‬تطاول وتكب وَفخَر وعل‪.‬‬
‫وشَ َرفٌ با ِذخٌ أَي عال‪ ،‬ورجل با ِذخٌ‪ ،‬والمع ُبذَخاءُ؛ ونظيه ما حكاه‬
‫سيبويه من قولم عال وعلماء وهو مذكور ف موضعه؛ وقال ساعدة بن جؤية‪:‬‬
‫ُبذَخاءُ كّل ُهمُ إِذا ما نُوكِرُوا‪،‬‬
‫يُْتقَى كما يُْتقَى ال ّطِليّ الَ ْجرَبُ‬
‫وَبذّاخ كباذِخ؛ قال طرفة‪:‬‬
‫أَنتَ ابنُ هِْن ٍد َفقُلْ ل‪ :‬من أَبوك إِذا؟‬
‫صلِحُ ا ُللْكَ ِإلّ ك ّل َبذّاخِ‬ ‫ل ُي ْ‬
‫صلُح ا ُللْكَ أَي للملك‪ .‬وباذَخَه‪ :‬فاخَرَه‪ ،‬والمع‬ ‫ويروى‪ :‬ل َي ْ‬
‫البَوا ِذخُ والباذِخاتُ‪ .‬التهذيب‪ :‬وف الكلم هو َبذّاخٌ‪ ،‬وف الشعر هو‬
‫با ِذخٌ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫خ َنمَتْنِي الُب ّذخُ‬
‫َأ َشمّ َبذّا ٌ‬
‫وفلن يَتََب ّذخُ أَي يتعظم ويتكب‪ .‬وف حديث اليل‪ :‬والذي يتخذها‬
‫َأشَرا وبَطَرا وَبذَخا؛ الَبذَخ‪ ،‬بالتحريك‪ :‬الفخر والتطاول‪ .‬والباذخ‪:‬‬
‫العال‪ ،‬ويمع على ُبذّخ؛ ومنه كلم عليّ‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬و َحمّل الِمالَ‬
‫خ على أَكتافِها‪ .‬والباذخُ والشامخُ‪ :‬البل الطويل‪ ،‬صفة غالبة‪،‬‬ ‫الُب ّذ َ‬
‫والمع البَواذخُ‪ .‬وقد َب َذخَ ُبذُوخا؛ وَب َذخَ البع ُي يَْبذُخ‬
‫خ وَبذّاخٌ‪ :‬اشتدّ َه ْدرُه فلم يكن فوقه شيء‪ ،‬وإِنه‬ ‫َبذَخانا‪ ،‬فهو باذ ٌ‬
‫خ ِب ِذخْ‪.‬‬‫لََبذّاخٌ‪ .‬وتقول إِذا زجرته عن ذلك أَو حكيتَه‪ِ :‬ب ِذ ْ‬
‫والبَْي َذخُ‪ :‬معروفة بذا السم‪ .‬وامرأَة بَْي َذخٌ أَي با ِدنٌ‪.‬‬
‫@بذل‪َ :‬ب ْذلَخَ الرجلُ‪ :‬طَرْ َمذَ؛ ورجل ِبذْلخٌ‪.‬‬
‫@برخ‪ :‬البَ ْرخُ‪ :‬الكبي الرّخْصُ‪ُ ،‬عمَانِيّة‪ ،‬وقيل‪ :‬هي بالعِبانية‬
‫أَو السّريانية‪ .‬يقال‪ :‬كيف أَسعارُهم؟ فيقال‪ :‬بَ ْرخٌ أَي رخيص‪.‬‬
‫والتّبِيخُ‪ :‬التّبِيكُ؛ قال‪:‬‬
‫ولو يُقالُ‪ :‬بَرّخُوا‪ ،‬لَبَرّخُوا‬
‫لِمارِ سَرْجِيسَ‪ ،‬وقد َتدَ ْخدَخُوا‬
‫ضعُوا‪ .‬بَرّخُوا‪ :‬بَرّكُوا‪ ،‬بالنّبَطِيّة؛ وقال‬ ‫أَي َذلّوا و َخ َ‬
‫غيه‪ :‬بَرّخُوا أَي اجعلوا لنا ِشقْصا‪ ،‬وأَصله بالفارسية البَ ْرخُ‪ ،‬وهو‬
‫النصيب‪ .‬وقال أَبو عمرو‪ :‬بَزّخوا‪ ،‬بالزاي‪ ،‬قال‪ :‬هكذا رأَيته أَي‬
‫خذُوا‪ ،‬وهو من كلم النصارى؛ قال أَبو منصور‪ :‬وهو بالزاي أَشبه من تَبا َزخَ‬ ‫اسَْت ْ‬
‫وهو الَبْ َزخُ‪ .‬والبَ ْرخُ‪ :‬أَن تقطع بعض اللحم بالسيف‪ .‬والبَ ْرخُ‪:‬‬
‫الَ ْربُ‪ .‬والبَ ْزخُ‪ :‬الَ ْرفُ‪ ،‬بلغة ُعمَانَ؛ قال الَزهري‪ :‬ورويَ البَرْخ‪،‬‬
‫بالراء‪.‬‬
‫@بربخ‪ :‬البَرْبَخة‪ :‬ا ِلرْدَبّةُ‪ .‬وبَرْبَخُ البولِ‪َ :‬مجْراه‪.‬‬
‫@برزخ‪ :‬البَ ْر َزخُ‪ :‬ما بي كل شيئي‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬الاجز بي الشيئي‪.‬‬
‫والبَ ْر َزخُ‪ :‬ما بي الدنيا والخرة قبل الشر من وقت الوت إِل البعث‪،‬‬
‫فمن مات فقد دخل البَ ْر َزخَ‪ .‬وف حديث البعث عن أَب سعيد‪ :‬ف بَ ْر َزخِ ما‬
‫بي الدنيا والخرة؛ قال‪ :‬البَ ْر َزخُ ما بي كل شيئي من حاجز‪ ،‬وقال‬
‫الفراء ف قوله تعال‪ :‬ومن ورائهم بَ ْر َزخٌ إِل يوم يُْبعَثُون؛ قال‪:‬‬
‫خ من يوم يوت إِل يوم يبعث‪ .‬وف حديث عليّ‪ ،‬رضوان ال عليه‪ :‬أَنه‬ ‫البَ ْر َز ُ‬
‫صلى بقوم فَأ ْسوَى بَ ْرزَخا؛ قال الكسائي‪ :‬قوله فَأ ْسوَى بَ ْرزَخا‬
‫أَ ْجفَلَ وَأ ْسقَط؛ قال‪ :‬والبَ ْرزَخ ما بي كل شيئي؛ ومنه قيل للميت‪ :‬هو ف‬
‫بَرْزخ لَنه بي الدنيا والخرة؛ فأَراد بالبَ ْرزَخ ما بي الوضع الذي‬
‫أَسقط عل ّي منه ذلك الرف إِل الوضع الذي كان انتهى إِليه من القرآن‪.‬‬
‫وبَرا ِزخُ الِيان‪ :‬ما بي الشك واليقي؛ وقيل‪ :‬هو ما بي أَول الِيان‬
‫وآخره‪ .‬وف حديث عبدال‪ :‬وسئل عن الرجل يد الوسوسة‪ ،‬فقال‪ :‬تلك‬
‫بَرا ِزخُ الِيانِ؛ يريد ما بي َأوّله وآخره‪ ،‬وَأوّلُ الِيان الِقرار‬
‫بال عز وجل‪ ،‬وآخره إماطة الَذَى عن الطريق‪ .‬والبَرازخ جع بَ ْرزَخ‪ ،‬وقوله‬
‫تعال‪ :‬بينهما بَ ْر َزخٌ ل يبغيان؛ يعن حاجزا من قدرة ال سبحانه‬
‫وتعال؛ وقيل‪ :‬أَي حاجز خفيّ‪ .‬وقوله تعال‪ :‬و َجعَلَ بينهما بَ ْرزَخا أَي‬
‫حاجزا‪ .‬قال‪ :‬والبزخ والاجز وا ُل ْهلَة متقاربات ف العن‪ ،‬وذلك أَنك‬
‫تقول بينهما حاج ٌز أَن يَتزاوَرا‪ ،‬فتنوي بالاجز السافةَ البعيدة‪ ،‬وتنوي‬
‫الَمر الانع مثل اليمي والعداوة‪ ،‬فصار الانع ف السافة كالانع من‬
‫الوادث‪ ،‬ف َوَقعَ عليها البَ ْر َزخُ‪.‬‬
‫@بزخ‪ :‬البَ َزخُ‪ :‬تَقاعُسُ الظهر عن البطن؛ وقيل‪ :‬هو أَن يدخل البطنُ‬
‫وَتخْ ُرجَ الثّنّ ُة وما يليها؛ وقيل‪ :‬هو أَن يرج أْسفل البطن ويدخل ما بي‬
‫الوركي؛ وقيل‪ :‬هو خروج الصدر ودخول الظهر؛ وامرأَة بَزْخاءُ‪ ،‬وف وركه‬
‫بَ َزخٌ‪.‬‬
‫وربا يشي الِنسان مُتَبازِخا كمِشية العجوز‪ :‬أَقامت صلبها فتَقاعَسَ‬
‫كاهلُها واْنحَنَى ثََبجُها‪ .‬ومن العرب من يقول‪ :‬تَبازَ ْختُ عن هذا‬
‫خ أَي نُتُوءٌ؛ وكذلك الفرس إِذا‬ ‫ستُ عنه‪ .‬وف صدره بَ َز ٌ‬ ‫الَمر أَي تَقا َع ْ‬
‫صلْبه‪ .‬وتَبازَختِ الرأَةُ إِذا أَخرجت عَجيزتا‪.‬‬ ‫اطمأَنت قَطاتُه و ُ‬
‫وتَبا َزخَ عن الَمر أَي تقاعس‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬أَنه دعا‬
‫ب للشّرْب‪ ،‬فتطاول العتيقُ فشرب بطول عُنُقه وتَبا َزخَ‬ ‫بفَرَسي هَجي وعَر ّ‬
‫جيُ؛ التبا ُزخُ‪ :‬أَن يَثْنَي حافره إِل بطنه لقِصَر عنقه‪ .‬ابن‬ ‫ا َل ِ‬
‫ف قَطاتِه وحارِكِه‪ ،‬والفعل من‬ ‫خ ف الفرس تَطامُنُ ظهره وإِشرا ُ‬ ‫سيده‪ :‬البَ َز ُ‬
‫خ بَزَخا وهو أَبْ َزخُ‪ ،‬وانْبَ َزخَ كَب َزخَ؛ عن ابن‬ ‫ذلك كله بَ ِز َ‬
‫الَعراب‪.‬‬
‫وبِرْ َذ ْونٌ أَبْ َزخُ إِذا كان ف ظهره تَطامُن وقد أَشرف حارِكُه‪.‬‬
‫والبَ َزخُ ف الظهر‪ :‬أَن يطمئن َوسَطُ الظهر ويرج أَسفل البطن‪.‬‬
‫والبَزْخاء من الِبل‪ :‬الت ف عجزها َوطْأَة‪.‬‬
‫وبَزَخَه َبزْخا‪ :‬ضربه فدخل ما بي وركيه وخرجت سُرّته‪.‬‬
‫والبِ ْزخُ‪ :‬الوِطا ُء من الرمل‪ ،‬والمع أَبْزاخ‪.‬‬
‫وتَبا َزخَ الرجلُ‪ :‬مشى ِمشْيةَ الَبْزَخ أَو جلس ِج ْلسَتَه؛ قال عبد‬
‫الرحن بن حسان‪:‬‬
‫فتبازَتْ فَتبازَخْتُ لا‪،‬‬
‫ِجلْسةَ الازِ ِر َيسْتَنجِي الوَتَرْ‪.‬‬
‫وروى أَبو عمرو قول العجاج‪:‬‬
‫ولو أَقولُ‪ :‬بَزّخُوا‪ ،‬لَبَزّخُوا‬
‫خذُوا‪ ،‬ورواه غيه بَرّخوا بالراء‪ ،‬والزاي أَفصح‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬بَزّخُوا اسَْت ْ‬
‫خ القوسَ‪ :‬حَناها؛ قالت بعض نساء مَْيدَعان‪:‬‬ ‫وبَ َز َ‬
‫لو مَْيدَعانُ دَعا الصّرِي َخ لقد‬
‫سيّ شائ ٌل ُشعْرُ‬ ‫خ ال ِق ِ‬‫بَ َز َ‬
‫خ ظهرَه بالعصا يَبْ َزخُه بَزْخا‪ :‬ضربه‪ .‬وعَصا بَزُوخ وعِزّة‬ ‫وبَ َز َ‬
‫بَزُوخ‪ :‬كلها شديدة؛ قال‪:‬‬
‫أَبتْ ل عِزّ ٌة بَ َزرَى‪ ،‬بَزُوخُ‪،‬‬
‫إِذا ما رامَها ِعزّ َيدُوخُ‬
‫وبَزَخَه َيبْزَخُه بَزْخا‪ :‬فَضَحه‪.‬‬
‫وبُزاخة وبُزاخ‪ :‬موضعان؛ قال النابغة الذبيان يصف نلً‪:‬‬
‫ت بِليفٍ كأَنه‬ ‫بُزَاخِيّة َأْلوَ ْ‬
‫عِفاءُ قِلصٍ‪ ،‬طار عنها‪ ،‬تَواجِرِ‬
‫التهذيب‪ :‬الليث‪ :‬البَزْخ الَرْف بلغة عُمان‪ .‬قال أَبومنصور وقال غيه‪:‬‬
‫هو البَرْخ‪ ،‬بالراء‪.‬‬
‫ويومُ بُزاخةَ‪ :‬يومٌ معروف؛ وف الديث ذكر َوفْد بُزاخةَ‪ ،‬هي بضم الباء‬
‫وتفيف الزاي‪ ،‬موضع كانت به وقعة للمسلمي ف خلفة أَب بكر الصديق‪،‬‬
‫رضي ال عنه‪.‬‬
‫@بزمخ‪ :‬ابن دريد‪َ :‬ب ْزمَخَ الرجلُ إِذا تكب‪.‬‬
‫@بطخ‪ :‬البِطّي ُخ والطّبّيخُ‪ ،‬لغتان‪ ،‬والبِطّيخُ من الَيقْطِي الذي‬
‫ل يعلو‪ ،‬ولكن يذهب حبا ًل على وجه الَرض‪ ،‬واحدته بِطّيخة‪.‬‬
‫والَبْطَخة والَبْطُخة‪ :‬مَنِْبتُ البطيخ‪.‬‬
‫وأَبْطَ َخ القومُ‪ :‬كثر عندهم البطيخ‪.‬‬
‫أَبو حزة‪ :‬قال أَبو زيد‪ :‬الَطْخُ والبَطْ ُخ الّلعْقُ‪ ،‬ول أَسعه من‬
‫غيه‪.‬‬
‫@بلخ‪ :‬الَبلَخُ‪ :‬مصدر الَْبلَخ وهو العظيم ف نفسه‪ ،‬الَريء على ما أَتى‬
‫من الفجور‪ ،‬والرأَة َبلْخاء‪ .‬والَبلَخُ‪ :‬التكب‪ .‬ابن سيده‪ :‬الِبلْخُ‬
‫والَبلْخُ الرجل التكب ف نفسه‪.‬‬
‫َبلِ َخ َبلَخا وتََبلّخَ أَي تكب‪ ،‬وهو أَْبلَ ُخ بَيّنُ الَبلَخِ؛‬
‫قال أَوسُ بن َحجَر‪:‬‬
‫َيجُو ُد وُيعْطِي الالَ عن غي ضِنّةٍ‪،‬‬
‫ب رْأسَ الَْبلَخِ الَُت َه ّكمِ‬
‫وَيضْرِ ُ‬
‫والمع الُبلْخُ‪ .‬والَبلْخا ُء من النساء‪ :‬المقاء‪.‬‬
‫وَبلْخٌ‪ :‬كُورَة براسان‪.‬‬
‫والَبلِيخُ‪ :‬موضع؛ قال ابن دريد‪ :‬ل أَحسبه عربيّا‪.‬‬
‫والَبلْخُ‪ :‬الطّول‪ .‬والَبلْخُ‪ :‬شجر السّْندِيان‪ .‬أَبو العباس‪:‬‬
‫خ شجر السنديان وهو الشجر الذي يقطع منه كدينات القصارين؛ وال أَعلم‬ ‫البُل ُ‬
‫(*‬
‫زاد ف القاموس وشرحه‪ :‬ونسوة بلخ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬أي ذوات أعجاز‪ .‬والبلخية‪،‬‬
‫بالضم‪ :‬العظيمة ف نفسها‪ ،‬الريئة على الفجور‪ ،‬أو الشريفة ف قومها‪.‬‬
‫وبلخان‪ ،‬مركة‪ :‬بلد قرب أب ورد‪ .‬والبلخية‪ ،‬مركة‪ :‬شجر يعظم كشجر الرمان‪ ،‬له‬
‫زهر حسن اهـ‪ .‬وقوله‪ :‬ونسوة بلخ إل‪ ،‬ذكره الصنف ف مادة دل ف حل قول‬
‫الشاعر‪ :‬أسقي ديار خلد بلخ)‪.‬‬
‫خ َبوْخا وبُو وخا وَبوَخانا‪:‬‬ ‫ب تَبُو ُ‬
‫@بوخ‪ :‬با َختِ النارُ والر ُ‬
‫لمّى؛ قال رؤبة‪:‬‬‫ت وفَتَرَت‪ ،‬وكذلك ال ّر والغضب وا ُ‬ ‫سكن ْ‬
‫لمِيتُ‬ ‫خ ال َغضَبُ ا َ‬‫حت يَبُو َ‬
‫ختُ الَ ْربَ إِباخةً‪ .‬وباخَ الرجلُ‬ ‫خ ِمدُها‪ ،‬وأََب ْ‬ ‫وأَباخَها الذي ُي ُ‬
‫خ إِذا فَتَر؛ وقيل‪ :‬باخَ الرّ‬
‫يَبوخُ‪ :‬سكَنَ َغضَبُه‪ .‬وباخَ الَ ّر يبو ُ‬
‫إِذا سك َن َفوْرُه‪ .‬وأَبِ ْخ عنك من الظهية أَي أَقم حت يسكن حر النهار‬
‫ويَ ُبدَ‪ .‬وعَدا حت باخَ أَي أَعيا وانْبهَرَ‪.‬‬
‫وهم ف بُوخٍ من أَمرهم أَي ف اختلط‪.‬‬
‫@بترد‪ :‬بَتْرَدُ‪ :‬موضع‪.‬‬
‫ج ُد بُجودا وَبجَدا؛ الَخية عن كراع‪:‬‬ ‫جدَ بالكان يَْب ُ‬ ‫@بد‪َ :‬ب َ‬
‫جدَت الِبل ُبجُودا‬‫جدَ تَبْجيدا أَيضا‪ ،‬وَب َ‬ ‫كلها أَقام به؛ وَب ّ‬
‫جدَة ذلك‪ ،‬بالفتح‪ ،‬أَي علمه؛ ومنه يقال‪ :‬هو‬ ‫جدَت‪ :‬لزمت الرتع‪ .‬وعنده َب ْ‬ ‫وَب ّ‬
‫جدَتا للعال بالشي ِء التقن له الميز له‪ ،‬وكذلك يقال للدليل‬ ‫ابن َب ْ‬
‫الادي؛ وقيل‪ :‬هو الذي ل يبح‪ ،‬من قوله َبجَد بالكان إِذا أَقام‪ .‬وهو‬
‫جدَة أَمرك‪ ،‬بضم الباء واليم‪ ،‬أَي‬ ‫جدَة أَمرك وَبجْدة أَمرك وُب ُ‬ ‫عال بُب ْ‬
‫بدخيلته وبطانته‪.‬‬
‫ج ٌد من الناس أَي جاعة‪،‬‬ ‫جدٌ من الناس أَي طَبَقٌ‪ .‬وعليه َب ْ‬ ‫وجاءَنا َب ْ‬
‫وجعه ُبجُودٌ؛ قال كعب بن مالك‪:‬‬
‫تلوذ البُجودُ بأَدرائنا‪،‬‬
‫من الضّرّ‪ ،‬ف َأزَمات السّنينا‬
‫ويقال للرجل القيم بالوضع‪ :‬إِنه لَبا ِجدٌ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫فكيف ول تَْنفِطْ عَناقٌ‪ ،‬ول يُرَعْ‬
‫سَوامٌ‪ ،‬بأَكناف الَ ِجرّة‪ ،‬با ِجدُ‬
‫ج ُد من اليل‪ :‬مائة فأَكثر؛ عن الجري‪.‬‬ ‫والَب ْ‬
‫والبِجاد‪ :‬كساءٌ مطط من أَكسية الَعراب‪ ،‬وقيل‪ :‬إِذا غزل الصوف بسرة‬
‫شقّة من الُبجُد‪:‬‬ ‫جدٌ؛ ويقال لل ّ‬‫ونسج بالصّيصَة‪ ،‬فهو بِجاد‪ ،‬والمع ُب ُ‬
‫قَليحٌ‪ ،‬وجعه ُقلُح‪ ،‬قال‪ :‬ورَفّ البيت‪ :‬أَن َي ْقصُر ال ِكسْرُ عن الَرض‬
‫فيوصل برقة من الُبجُد أَو غيها ليبلغ الَرض‪ ،‬وجعه رُفوف‪ .‬أَبو مالك‪:‬‬
‫رفائف البيت أَكسية تعلق إِل الفاق حت تلحق بالَرض‪ ،‬ومنه ذو‬
‫البِجادين وهو دليل النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهو عنبسة بن نم‬
‫(* قوله «وهو‬
‫عنبسة بن نم إل» عبارة القاموس وشرحه‪ :‬ومنه عبدال بن عبد نم بن عفيف‬
‫إل)‪ .‬الزن‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬أُراه كان يلبس كساءَين ف سفره مع سيدنا‬
‫رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وقيل‪ :‬ساه رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫بذلك لَنه حي أَراد الصي إِليه قطعت أُمه بِجادا لا قطعتي‪،‬‬
‫فارتدى بإِحداها وائتزر بالُخرى‪ .‬وف حديث جبي بن مطعم‪ :‬نظرت والناس‬
‫يقتتلون يوم حني إِل مثل البِجاد الَسود يهوي من السماءِ؛ البجاد‪ :‬الكساءُ‪،‬‬
‫أَراد اللئكة الذين أَيدهم ال بم‪ .‬وأَصبحت الَرض َبجْدةً واحدة‬
‫إِذا طبقها هذا الراد الَسود‪ .‬وف حديث معاوية‪ :‬أَنه مازح الَحنف بن قيس‬
‫فقال له‪ :‬ما الشيءُ اللفف ف البِجاد؟ قال‪ :‬هو السخينة يا أَمي‬
‫الؤمني؛ اللفف ف البِجاد‪ :‬وطْبُ اللب يلف فيه ليحمى ويدرك‪ ،‬وكانت تيم تعي‬
‫با‪ ،‬فلما مازحه معاوية با يعاب به قومه مازحه الَحنف بثله‪ .‬وبِجاد‪:‬‬
‫اسم رجل‪ ،‬وهو بِجاد بن رَيْسان‪ .‬التهذيب‪ُ :‬بجُودات ف ديار سعد مواضع‬
‫جدْن‬
‫معروفة وربا قالوا ُبجُودة؛ وقد ذكرها العجاج ف شعره فقال‪َ« :‬ب ّ‬
‫للنوح» أَي أَقمن بذلك الكان‪.‬‬
‫@بند‪ :‬الَبخَنْداةُ كالَبَنْداة‪ ،‬وبعي مُْبخَْندٌ ك ُمخْبَْندٍ‪،‬‬
‫والَبخَنْداة والَبَنْداة من النساءِ‪ :‬التامة القَصب الرّيّاءُ‪،‬؛ وف حديث‬
‫أَب هريرة أَن العجّاج أَنشده‪:‬‬
‫قامت تُريك‪َ ،‬خشْيَةَ أَن تَصرِما‪،‬‬
‫ساقا َبخَنْداةً‪ ،‬و َكعْبا أَ ْدرَما‬
‫وكذلك الَبخَنْدى والَبَنْدى‪ ،‬والياء للِلاق بسفرجل؛ قال العجاج‪:‬‬
‫صبٍ مكور‬ ‫إِل خَبَنْدى ق َ‬
‫@بدد‪ :‬التبديد‪ :‬التفريق؛ يقال‪ :‬شَملٌ مَُبدّد‪ .‬وَبدّد الشيءَ‬
‫فتََبدّدَ‪ :‬فرّقه فتفرّق‪ .‬وتبدّد القوم إِذا تفرّقوا‪ .‬وتبدّد الشيءُ‪ :‬تفرّق‪.‬‬
‫وَبدّه يَُبدّه بدّا‪ :‬فرّقه‪ .‬وجاءَت اليل بَدادِ أَي متفرقة متبدّدة؛ قال‬
‫حسان بن ثابت‪ ،‬وكان عيينة بن حصن بن حذيفة أَغار على سَرْح الدينة فركب‬
‫ف طلبه ناس من الَنصار‪ ،‬منهم أَبو قتادة الَنصاريّ والقداد بن‬
‫الَسود الكِندي حليف بن زهرة‪ ،‬فردّوا السرح‪ ،‬وقتل رجل من بن فزارة يقال له‬
‫ل َكمُ بن أُم قِ ْرفَةَ جد عبدال بن مَسعَدَةَ؛ فقال حسان‪:‬‬ ‫اَ‬
‫هلْ سَ ّر أَولدَ اللقِيطةِ أَننا‬
‫سِلمٌ‪ ،‬غَدا َة فوارِسِ الِقدادِ؟‬
‫حفَلً‬ ‫كنا ثانيةً‪ ،‬وكانوا َج ْ‬
‫ح بَدادِ‬ ‫شلّوا بالرما ِ‬‫َلجِبا‪َ ،‬ف ُ‬
‫أَي متبدّدين‪ .‬وذهب القوم بَدا ِد بَدادِ أَي واحدا واحدا‪ ،‬مبن على‬
‫الكسر لَنه معدول عن الصدر‪ ،‬وهو الَبدَدُ‪ .‬قال عوف بن الَرِع التيميّ‪،‬‬
‫واسم الرع عطية‪ ،‬ياطب لَقيطَ بن زُرارةَ وكان بنو عامر أَسروا معبدا‬
‫أَخا لقيط وطلبوا منه الفداء بأَلف بعي‪ ،‬فأَب لقيط أَن يفديه وكان لقيط‬
‫قد هجا تيما وعديا؛ فقال عوف بن عطية التيميّ يعيه بوت أَخيه معبد ف‬
‫الَسر‪:‬‬
‫ل فوارسَ رَحْرَحانَ هجوَت ُهمْ‬ ‫هّ‬
‫َعشْرا‪ ،‬تَنا َوحُ ف شَرارةِ وادي‬
‫أَي لم مَنْظَر وليس لم َمخْبَر‪.‬‬
‫أَلّ كرَرتَ على ابن ُأمّك َمعَْبدٍ‪،‬‬
‫والعامريّ يقودُه ِبصِفاد‬
‫حلّق شربةً‪،‬‬ ‫ت من لبِ ا ُل َ‬ ‫وذكر َ‬
‫والي ُل تغدو ف الصعيد بَدادِ‬
‫وتفرّق القوم بَدا ِد أَي متبددة؛ وأَنشد أَيضا‪:‬‬
‫شلّوا بالرّماحِ بَدادِ‬
‫َف ُ‬
‫قال الوهري‪ :‬وإِنا بن للعدل والتأْنيث والصفة فلما منع بعلتي من‬
‫الصرف بن بثلث لَنه ليس بعد النع من الصرف إِل منع الِعراب؛ وحكى‬
‫اللحيان‪ :‬جاءت اليل بَدا ِد َبدَادِ يا هذا‪ ،‬وبَدادَ بَدادَ‪ ،‬وَبدَدَ َبدَدَ‬
‫كخمسة عشر‪ ،‬وَبدَدا َبدَدا على الصدر‪ ،‬وتَفرّقوا َبدَدا‪ .‬وف‬
‫الدعاء‪ :‬اللهم أَحصهم عددا واقتلهم َبدَدا؛ قال ابن الَثي‪ :‬يروى بكسر‬
‫الباء‪ ،‬جع ِبدّة وهي الصة والنصيب‪ ،‬أَي اقتلهم حصصا مقسمة لكل واحد حصته‬
‫ونصيبه‪ ،‬ويروى بالفتح‪ ،‬أَي متفرقي ف القتل واحدا بعد واحد من‬
‫التبديد‪.‬وف حديث خالد بن سنان‪ :‬أَنه انتهى إِل النار وعليه مِدرَعَ ُة صوف فجعل‬
‫يفرّقها بعصاه ويقول‪َ :‬بدّا َبدّا أَي تبدّدي وتفرّقي؛ يقال‪:‬‬
‫ت بدّا وَبدّدْتُ تبديدا؛ وهذا خالد هو الذي قال فيه النبّ‪ ،‬صلى ال‬ ‫َبدَدْ ُ‬
‫ب ضيعه قومه‪.‬‬ ‫عليه وسلم‪ :‬ن ّ‬
‫والعرب تقول‪ :‬لو كان البَدادُ لا أَطاقونا‪ ،‬البَداد‪ ،‬بالفتح‪ :‬الباز؛‬
‫يقول‪ :‬لو بارزونا‪ ،‬رجل لرجل؛ قال‪ :‬فإِذا طرحوا الَلف واللم خفضوا فقالوا‬
‫يا قوم بَدا ِد َبدَا ِد مرتي أَي ليأْخذ كل رجل رجلً‪.‬‬
‫وقد تبا ّد القوم يتبادّون إِذا أَخذوا أَقرانم‪ .‬ويقال أَيضا‪ :‬لقوا‬
‫قوما أَْبدَادَ ُهمْ‪ ،‬ولقيهم قوم أَبدادُهم أَي أَعدادهم لكل رجل رجل‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬قولم ف الرب يا قوم بَدا ِد بَدادِ أَي ليأْخذ كل رجل قِرنه‪،‬‬
‫وإِنا بن هذا على الكسر لَنه اسم لفعل الَمر وهو مبن‪ ،‬ويقال إِنا كسر‬
‫لجتماع الساكني لَنه واقع موقع الَمر‪.‬‬
‫والَبدِيدة‪ :‬التفرق؛ وقوله أَنشده ابن الَعراب‪:‬‬
‫جبٍ‪ ،‬وَبّلغْ مَ ْأرِبا‬‫بلّغ بن َع َ‬
‫ج َمعُ‬‫َقوْ ًل يُِبدّ ُهمُ‪ ،‬وقو ًل َي ْ‬
‫فسره فقال‪ :‬يبدّهم يفرّق القول فيهم؛ قال ابن سيده‪ :‬ول أَعرف ف‬
‫الكلم إِبددته فرّقته‪ .‬وب ّد رجليه ف الِقطَرة‪ :‬فرّقهما‪ .‬وكل من فرّج‬
‫رجليه‪ ،‬فقد َبدّها؛ قال‪:‬‬
‫جاريةٌ‪ ،‬أَع ُظمُها أَ َجمّها‪،‬‬
‫قد َسمّنَتْها بالسّويق ُأمّها‪،‬‬
‫ضمّها‬ ‫فَبدّتِ الرجْلَ‪ ،‬فما َت ُ‬
‫وهذا البيت ف التهذيب‪:‬‬
‫جاريةٌ يَُبدّها أَجها‬
‫وذهبوا عَبَادِي َد يَبادِيدَ وأَباديد أَي فرقا متبدّدين‪.‬‬
‫الفراء‪ :‬طي أَبادِيد ويَبَادِيد أَي مفترق؛ وأَنشد‬
‫(* قوله «وأنشد إل»‬
‫تبع ف ذلك الوهري‪ .‬وقال ف القاموس‪ :‬وتصحف على الوهري فقال طي‬
‫يباديد‪ ،‬وأَنشد يرونن إل وانا هو طي اليناديد‪ ،‬بالنون والضافة‪ ،‬والقافية‬
‫مكسورة والبيت لعطارد بن قران) ‪:‬‬
‫كأَنا أَهلُ ُحجْرٍ‪ ،‬ينظرون مت‬
‫يرونن خارجا‪ ،‬طيٌ يَبَادِيدُ‬
‫ويقال‪ :‬لقي فلن وفلن فلنا فابتدّاه بالضرب أَي أَخذاه من ناحيتيه‪.‬‬
‫والسبعان يَبَْتدّان الرجل إِذا أَتياه من جانبيه‪ .‬والرضيعان التوأَمان‬
‫يَبَْتدّان أُمهما‪ :‬يرضع هذا من ثدي وهذا من ثدي‪ .‬ويقال‪ :‬لو أَنما لقياه‬
‫بلء فابَْتدّاه لا أَطاقاه؛ ويقال‪ :‬لا أَطاقه أَحدها‪ ،‬وهي‬
‫الُبادّة‪ ،‬ول تقل‪ :‬ابَْتدّها ابنها ولكن ابَْتدّها ابناها‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬إِن رضاعها ل يقع منهما موقعا فَأَِبدّها تلك النعجةَ‬
‫الُخرى؛ فيقال‪ :‬قد أَْبدَدْتُهما‪ .‬ويقال ف السخلتي‪ :‬إِِبدّها نعجتي أَي‬
‫اجعل لكل واحد منهما نعجة تُرضعه إِذا ل تكفهما نعجة واحدة؛ وف حديث‬
‫وفاة النبّ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬فأََبدّ بصره إِل السواك أَي أَعطاه‬
‫ُبدّته من النظر أَي حظه؛ ومنه حديث ابن عباس‪ :‬دخلت على عمر وهو يُبدّن‬
‫النظر استعجالً بب ما بعثن إِليه‪.‬‬
‫وف حديث عكرمة‪ :‬فَتََبدّدوه بينهم أَي اقتسموه حصصا على السواء‪.‬‬
‫والَبدَدُ‪ :‬تباعد ما بي الفخذين ف الناس من كثرة لمهما‪ ،‬وف ذوات‬
‫الَربع ف اليدين‪.‬‬
‫ويقال للمصلي‪ :‬أَِبدّ ضَْبعَيْك؛ وإِبدادها تفريهما ف السجود‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬أََبدّ يده إِذا مدّها؛ الوهري‪ :‬أََبدّ يده إِل الَرض مدّها؛‬
‫ضْبعَيْه ف السجود أَي يدّها‬ ‫وف الديث‪ :‬أَنه كان يُِبدّ َ‬
‫ويافيهما‪.‬ابن السكيت‪ :‬الَبدَدُ ف الناس تباعد ما بي الفخذين من كثرة لمهما‪،‬‬
‫ت يا رجل‪ ،‬بالكسر‪ ،‬فأَنت أََبدّ؛ وبقرة َبدّاء‪.‬‬ ‫تقول منه‪ :‬بدِد َ‬
‫والََبدّ‪ :‬الرجل العظيم الَلق؛ والرأَة َبدّاءُ؛ قال أَبو نيلة‬
‫ف وزُؤْدِ‪،‬‬ ‫السعدي‪:‬من كلّ ذاتِ طائ ٍ‬
‫بدّاءَ‪ ،‬تشي مشْيةَ الََبدّ‬
‫والطائف‪ :‬النون‪ .‬والزؤد‪ :‬الفزع‪ .‬ورجل أَبدّ‪ :‬متباعد اليدين عن‬
‫النبي؛ وقيل‪ :‬بعيد ما بي الفخذين مع كثرة لم؛ وقيل‪ :‬عريض ما بي النكبي؛‬
‫وقيل‪ :‬العظيم اللق متباعد بعضه من بعض‪ ،‬وقد َب ّد يََبدّ َبدَدا‪.‬‬
‫والَبدّاءُ من النساء‪ :‬الضخمة ا ِل ْسكَتَي التباعدة الشفرين؛ وقيل‪:‬‬
‫الَبدّاء الرأَة الكثية لم الفخذين؛ قال الَصمعي‪ :‬قيل لمرأَة من العرب‪:‬‬
‫علم تنعي زوجك القِضّة؟ قالت‪ :‬كذب وال إِن لُطأْطئ له الوساد‬
‫وأُرخي له البادّ؛ تريد أَنا ل تضم فخذيها؛ وقال الشاعر‪:‬‬
‫جاريةٌ يَُبدّها أَ َجمّها‪،‬‬
‫قد َسمّنَتْها بالسويق ُأمّها‬
‫وقيل للحائك إَبِ ّد لتباعد ما بي فخذيه‪ ،‬والائك أََبدّ َأبَدا‪.‬‬
‫ورجل أََب ّد وف فخذيه َبدَدٌ أَي طول مفرط‪ .‬قال ابن الكلب‪ :‬كان دُريد بن‬
‫ص بادّاه من كثرة ركوبه اليل أَعراء؛ وبادّاه‪ :‬ما يلي‬ ‫صمّة قد بَرِ َ‬
‫ال ّ‬
‫السرج من فخذيه؛ وقال القتيب‪ :‬يقال لذلك الوضع من الفرس بادّ‪ .‬وفرس‬
‫أََبدّ َبيّنُ الَبدَد أَي بعيد ما بي اليدين؛ وقيل‪ :‬هو الذي ف يديه‬
‫تباعد عن جنبيه‪ ،‬وهو الَبدَدُ‪ .‬وبعي أََبدّ‪ :‬وهو الذي ف يديه فَتَل؛‬
‫وقال أَبو مالك‪ :‬الََبدّ الواسع الصدر‪ .‬والََبدّ الزنيمُ‪ :‬ا َل َسدُ‪،‬‬
‫وصفوه بالََبدّ لتباعد ف يديه‪ ،‬وبالزنيم لنفراده‪ .‬وكتف َبدّاء‪ :‬عريضة‬
‫متباعدة الَقطار‪ .‬والبادّان‪ :‬باطنا الفخذين‪ .‬وكل من فرّج بي رجليه‪ ،‬فقد‬
‫َبدّها؛ ومنه اشتقاق بِدادِ السرج والقتب‪ ،‬بكسر الباء‪ ،‬وها بِدادان‬
‫وَبدِيدان‪ ،‬والمع بدائدُ وأَِبدّةٌ؛ تقول‪َ :‬ب ّد قَتَبَ ُه يَُبدّه وهو‬
‫أَن يتخذ خريطتي فيحشوها فيجعلهما تت الَحناء لئل ُيدْبِر الشبُ‬
‫البعيَ‪ .‬والَبدِيدانِ‪ :‬الُرْجان‪ .‬ابن سيده‪ :‬البا ّد باطن الفخذ؛ وقيل‪:‬‬
‫البادّ ما يلي السرج من فخذ الفارس؛ وقيل‪ :‬هو ما بي الرجلي؛ ومنه قول‬
‫الدهناءِ بنت مِسحل‪ :‬إِن ُلرْخِي له بادّي؛ قال ابن الَعراب‪ :‬سي بادّا‬
‫لَن السرج َبدّها أَي فرّقهما‪ ،‬فهو على هذا فاعل ف معن مفعول وقد‬
‫يكون على النسب؛ وقد ابَْتدّاه‪ .‬وف حديث ابن الزبي‪ :‬أَنه كان حسن‬
‫البادّ إِذا ركب؛ البادّ أَصل الفخذ؛ والبادّانِ أَيضا من ظهر الفرس‪ :‬ما‬
‫وقع عليه فخذا الراكب‪ ،‬وهو من الَبدَدِ تباعد ما بي الفخذين من كثرة‬
‫لمهما‪ .‬والِبدَادان للقتب‪ :‬كالكَرّ للرحل غي أَن البِدادين ل يظهران من‬
‫قدّام ال ّظلِفَة‪ ،‬إِنا ها من باطن‪ .‬والبِدا ُد للسرج‪ :‬مثله للقتب‪.‬‬
‫والبِدادُ‪ :‬بطانة تشى وتعل تت القتب وقاية للبعي أَن ل يصيب ظهره القتب‪،‬‬
‫لدَيات من الرحل شبيه‬ ‫ومن الشق الخر مثله‪ ،‬وها ميطان مع القتب وا َ‬
‫صدَعة‪ ،‬يبطن به أَعال ال ّظلِفات إِل وسط الِْنوِ؛ قال أَبو منصور‪:‬‬ ‫بالِ ْ‬
‫البِدادانِ ف القتب شبه ملتي يشيان ويشدّان باليوط إِل ظلِفات‬
‫القتب وأَحْنائه‪ ،‬ويقال لا الَِبدّة‪ ،‬واحدها ِبدّ والثنان ِبدّان‪،‬‬
‫فإِذا شدت إِل القتب‪ ،‬فهي مع القتب حِداجَ ٌة حينئذ‪ .‬والبِداد‪ :‬لِبد يُشدّ‬
‫مَبْدودا على الدابة الدّبِرَة‪.‬‬
‫وَبدّ عن دَبَرِها أَي شق‪ ،‬وَبدّ صاحبه عن الشيء‪ :‬أَبعده وكفه‪ .‬وَبدّ‬
‫الشي َء يَُبدّه َبدّا‪ :‬تاف به‪.‬‬
‫وامرأَة متبدّدة‪ :‬مهزولة بعيدة بعضها من بعض‪.‬‬
‫واسَْتَبدّ فلن بكذا أَي انفرد به؛ وف حديث عليّ‪ ،‬رضوان ال عليه‪:‬‬
‫كنا نُرَى أَن لنا ف هذا الَمر حقّا فاسْتَْبدَدت علينا؛ يقال‪:‬‬
‫استَبدّ بالَمر يستبدّ به استبدادا إِذا انفرد به دون غيه‪ .‬واستبدّ‬
‫برأْيه‪ :‬انفرد به‪.‬‬
‫وما لك بذا َبدَدٌ ول ِبدّة ول َبدّة أَي ما لك به طاقة ول يدان‪.‬‬
‫ولُبدّ منه أَي ل مالة‪ ،‬وليس لذا الَمر ُبدّ أَي ل مالة‪ .‬أَبو‬
‫عمرو‪ :‬الُبدّ الفراق‪ ،‬تقول‪ :‬لُبدّ اليوم من قضاء حاجت أَي ل فراق‬
‫منه؛ ومنه قول أُم سلمة‪ِ :‬إ ّن مساكي سأَلوها فقالت‪ :‬يا جارية أَِبدّيهم‬
‫َتمْرَةً ترة أَي فرقي فيهم وأَعطيهم‪.‬‬
‫والِبدّة‪ ،‬بالكسر‬
‫(* قوله «والبدة بالكسر إل» عبارة القاموس وشرحه‬
‫والبدة‪ ،‬بالضم‪ ،‬وخطئ الوهري ف كسرها‪ .‬قال الصاغان‪ :‬البدة‪ ،‬بالضم‪،‬‬
‫النصيب؛ عن ابن الَعراب‪ ،‬وبالكسر خطأ)‪ :‬القوة‪ .‬والَبدّ والِبدّ والِبدّة‪،‬‬
‫بالكسر‪ ،‬والُبدّة‪ ،‬بالضم‪ ،‬والِبدَاد‪ :‬النصيب من كل شيء؛ الَخيتان عن‬
‫ابن الَعراب؛ وروى بيت الّنمِر بن تولب‪:‬‬
‫حتُ ُبدّتَها رقيبا جانِحا‬ ‫َفمََن ْ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬والعروف ُب ْدأَتَها‪ ،‬وجع الُبدّةِ ُبدَدٌ وجع‬
‫الِبدَادِ بُدد؛ كل ذلك عن ابن الَعراب‪.‬‬
‫وأََبدّ بينهم العطاءَ وأََبدّهم إِياه‪ :‬أَعطى كل واحد منهم ُبدّته‬
‫أَي نصيبه على حدة‪ ،‬ول يمع بي اثني يكون ذلك ف الطعام والال وكل‬
‫شيء؛ قال أَبو ذؤيب يصف الكلب والثور؛‬
‫فََأَبدّهُنّ حُتُوَفهُنّ‪ :‬فَهارِبٌ‬
‫جعُ‬
‫بذَمائِه‪ ،‬أَو با ِر ٌك مَُتجَ ْع ِ‬
‫قيل‪ :‬إِنه يصف صيادا فرّق سهامه ف حر الوحش‪ ،‬وقيل‪ :‬أَي أَعطى هذا من‬
‫الطعن مثل ما أَعطى هذا حت عمهم‪ .‬أَبو عبيد‪ :‬الِبْدا ُد ف البة أَن‬
‫تعطي واحدا واحدا‪ ،‬والقرانُ أَن تعطي اثني اثني‪ .‬وقال رجل من العرب‪:‬‬
‫ِإنّ ل صِ ْرمَةً أُِب ّد منها وأَق ُرنُ‪ .‬الَصمعي‪ :‬يقال أَِبدّ هذا‬
‫الزور ف اليّ‪ ،‬فأَعط كل إِنسان ُبدّته أَي نصيبه؛ وقال ابن الَعراب‪:‬‬
‫الُبدّة القسم؛ وأَنشد‪:‬‬
‫حتُ ُبدّتَها رفيقا جاما‪،‬‬ ‫َفمََن ْ‬
‫والنا ُر َتلْفَ ُح و ْجهَ ُه بِأُوارها‬
‫أَي أَطعمته بعضها أَي قطعة منها‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬البِدا ُد أَن يُِبدّ‬
‫سمَ بينهم‪ ،‬وقد أَْبدَدْتم الا َل والطعام‪ ،‬والسم‬ ‫الا َل القومَ فَي ْق ِ‬
‫الُبدّة والبِدادُ‪ .‬والُبدَدُ جع الُبدّة‪ ،‬والُبدُد جع البِدادِ؛‬
‫وقول عمر بن أَب ربيعة‪:‬‬
‫َأمُبدّ سؤَالَكَ العالينا‬
‫قيل‪ :‬معناه أَمقسم أَنت سؤَالك على الناس واحدا واحدا حت تعمهم؛‬
‫وقيل‪ :‬معناه أَملزم أَنت سؤَالك الناس من قولك ما لك منه ُبدّ‪.‬‬
‫والُبادّة ف السفر‪ :‬أَن يرج كل إِنسان شيئا من النفقة ث يمع‬
‫فينفقونه بينهم‪ ،‬والسم منه البِدادُ‪ ،‬والبَدا ُد لغة؛ قال القطامي‪:‬‬
‫فََثمّ كَفيناه البَدادَ‪ ،‬ول َنكُنْ‬
‫صدْرُ‬‫لِنُْن ِكدَهُ عما َيضِنّ به ال ّ‬
‫ويروى البِداد‪ ،‬بالكسر‪.‬‬
‫وأَنا أَُبدّ بك عن ذلك الَمر أَي أَدفعه عنك‪.‬‬
‫وتبادّ القوم‪ :‬مروا اثني اثني َيُبدّ كل واحد منهما صاحبه‪.‬‬
‫والَبدّ‪ :‬التعب‪ .‬وَبدّدَ الرجلُ‪ :‬أَعيا وكلّ؛ عن ابن الَعراب؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫حجَما قد َبدّدَا‪،‬‬ ‫لا رأَيت ِم ْ‬
‫وَأوّلَ الِبْلِ دَنا فاسَْت ْورَدا‪،‬‬
‫دعوتُ َعوْن‪ ،‬وأَخَذتُ ا َلسَدا‬
‫وبين وبينك ُبدّة أَي غاية و ُمدّة‪.‬‬
‫وبايعه َبدَدا وبادّ ُه مُبَادّةً‪ :‬كلها عارضه بالبيع؛ وهو من قولك‪:‬‬
‫هذا ِبدّهُ وَبدِيدُه أَي مثله‪ .‬والُبدّ‪ :‬العوض‪ .‬ابن الَعراب‪:‬‬
‫البِداد والعِدادُ الناهدة‪.‬‬
‫وَبدّدَ‪ :‬تعب‪ .‬وَبدّدَ إِذا أَخرج َن ْهدَهُ‪.‬‬
‫والبَديد‪ :‬النظي؛ يقال‪ :‬ما أَنت بِبَديد ل فتكلمن‪.‬‬
‫والِبدّانِ‪ :‬الثلن‪.‬‬
‫يقال‪ :‬أَضعف فلن على فلن َبدّ الصى أَي زاد عليه عدد الصى؛ ومنه‬
‫قول الكميت‪:‬‬
‫ض َع ْفتَ أَضعافا على هَ ِرمٍ‪،‬‬ ‫مَن قال‪ :‬أَ ْ‬
‫ف الودِ‪َ ،‬بدّ الصى‪ ،‬قِيلت له‪ :‬أَجلُ‬
‫وقال ابن الطيم‪:‬‬
‫كَأنّ لَبّاتا تََبدّدَها‬
‫هَزْل جَوادٍ‪َ ،‬أجْوافُه َجلَف‬
‫يقال‪ :‬تََبدّد اللى صدر الارية إِذا أَخذه كله‪.‬‬
‫س وهو قاعد ل يرقد‪.‬‬ ‫ويقال‪َ :‬بدّد فلن تبديدا إِذا َنعَ َ‬
‫والبَديدة‪ :‬الفازة الواسعة‪.‬‬
‫والُبدّ‪ :‬بيت فيه أَصنام وتصاوير‪ ،‬وهو إِعراب بُت بالفارسية؛ قال‪:‬‬
‫لقد عل َمتْ تكاتِرَ ُة اب ِن تِيِي‪،‬‬
‫غَداةَ الُبدّ‪ ،‬أَن هِبْ ِرزِيّ‬
‫وقال ابن دريد‪ :‬الُبدّ الصنم نفسه الذي يعبد‪ ،‬ل أَصل له ف اللغة‪،‬‬
‫فارسي معرّب‪ ،‬والمع البدَدَةُ‪ .‬وفلة بَديد‪ :‬ل أَحد فيها‪.‬‬
‫والرجل إِذا رأَى ما يستنكره فأَدام النظر إِليه يقال‪ :‬أََبدّهُ بصره‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬أََب ّد فلنٌ نظره إِذا مدّه‪ ،‬وأَْبدَتْته بصري‪ .‬وأَبددت يدي‬
‫إِل الَرض فأَخذت منها شيئا أَي مددتا‪ .‬وف حديث يوم حني‪ :‬أَن سيدنا‬
‫رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أََبدّ يده إِل الَرض فأَخذ قبضة أَي‬
‫مدّها‪.‬‬
‫وَبدَْبدُ‪ :‬موضع‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@برد‪ :‬البَرْدُ‪ :‬ضدّ الرّ‪ .‬والبُرودة‪ :‬نقيض الرارة؛ بَرَدَ الشيءُ‬
‫يبُ ُد بُرودة وماء بَرْ ٌد وبارد وبَرُودٌ وبِرادٌ‪ ،‬وقد بَرَدَه َيبُدُه‬
‫بَرْدا وبَرّدَه‪ :‬جعله باردا‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬فأَما من قال بَرّدَه‬
‫َسخّنه لقول الشاعر‪:‬‬
‫عاَفتِ الا َء ف الشتاء‪ ،‬فقلنا‪:‬‬
‫بَرّديه تُصادفيه َسخِينا‬
‫فغالط‪ ،‬إِنا هو‪ :‬بَ ْل رِدِيه‪ ،‬فأَدغم على أَن قُطْربا قد قاله‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬بَرُدَ الشيءُ‪ ،‬بالضم‪ ،‬وبَرَدْتُه أَنا فهو مَبْرُود وبَرّدته‬
‫تبيدا‪ ،‬ول يقال أَبردته إِ ّل ف لغة رديئة؛ قال مالك بن الريب‪ ،‬وكانت النية‬
‫قد حضرته فوصى من يضي لَهله ويبهم بوته‪ ،‬وَأنْ ُتعَطّ َل َقلُوصه‬
‫ف الركاب فل يركبهَا أَحد لُيعْلم بذلك موت صاحبها وذلك يسرّ أَعداءه‬
‫ويزن أَولياءه؛ فقال‪:‬‬
‫وعَطّ ْل َقلُوصي ف الركاب‪ ،‬فإِنا‬
‫سَتَبْرُ ُد أَكبادا‪ ،‬وتُْبكِي بَواكيا‬
‫والبَرود‪ ،‬بفتح الباء‪ :‬البارد؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫فبات ضَجيعي ف النام مع الُنَى‬
‫بَرُودُ الثّنايا‪ ،‬واضحُ الثغر‪َ ،‬أشَْنبُ‬
‫وبَرَدَه يَبْرُدُه‪ :‬خلطه بالثلج وغيه‪ ،‬وقد جاء ف الشعر‪ .‬وأَبْرَدَه‪:‬‬
‫جاء به باردا‪ .‬وأَبْرَ َد له‪ :‬سقاهُ باردا‪ .‬وسقاه شربة بَرَدَت فؤَادَه‬
‫تَبْ ُردُ َبرْدا أَي بَرّدَتْه‪ .‬ويقال‪ :‬اسقن سويقا أُبَرّد به كبدي‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬سقيته فأَبْرَدْت له إِبرادا إِذا سقيته باردا‪ .‬وسقيته شربةً‬
‫بَرَدْت با فوؤَادَه من البَرود؛ وأَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫ت لِفِتْية نَ َزلُوا‪،‬‬
‫إِنّي اهَْتدَْي ُ‬
‫بَرَدُوا غَوارِبَ أَيْنُ ٍق جُرْب‬
‫أَي وضعوا عنها رحالا لتَبْرُ َد ظهورها‪ .‬وف الديث‪ :‬إِذا أَبصر أَحدكم‬
‫امرأَة فليأْت زوجته فإِن ذلك بَرْ ُد ما ف نفسه؛ قال ابن الَثي‪ :‬هكذا‬
‫جاء ف كتاب مسلم‪ ،‬بالباء الوحدة‪ ،‬من البَرْد‪ ،‬فإِن صحت الرواية فمعناه‬
‫أَن إِتيانه امرأَته يُبّد ما تركت له نفسه من حر شهوة الماع أَي‬
‫تسكنه وتعله باردا‪ ،‬والشهور ف غيه يردّ‪ ،‬بالياء‪ ،‬من الرد أَي يعكسه‪.‬‬
‫وف حديث عمر‪ :‬أَنه شرب النبيذ بعدما بَرَ َد أَي سكن وفَتَر‪ .‬ويُقال‪ :‬جدّ‬
‫ف الَمر ث بَرَدَ أَي فتر‪ .‬وف الديث‪ :‬لا تلقاه بُرَْيدَةُ الَسلمي‬
‫قال له‪ :‬من أَنت؟ قال‪ :‬أَنا بريدة‪ ،‬قال لَب بكر‪ :‬بَرَ َد أَمرنا وصلح‬
‫(* قوله «برد أمرنا وصلح» كذا ف نسخة الؤلف والعروف وسلم‪ ،‬وهو الناسب‬
‫للسلمي فانه‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كان يأخذ الفأل من اللفظ)‪ .‬أَي سهل‪.‬‬
‫وف حديث أُم زرع‪ :‬بَرُودُ الظل أَي طيب العشرة‪ ،‬وفعول يستوي فيه الذكر‬
‫والُنثى‪.‬‬
‫والبَرّادة‪ :‬إِناء يُْبرِد الاء‪ ،‬بن على أَبْرَد؛ قال الليث‪:‬‬
‫البَرّادةُ كوارَةٌ يُبَرّد عليها الاء‪ ،‬قال الَزهري‪ :‬ول أَدري هي من كلم‬
‫العرب أَم كلم الولدين‪ .‬وإِبْرِدَةُ الثرى والطر‪ :‬بَرْدُها‪.‬‬
‫والِبْرِدَةُ‪ :‬بَرْدٌ ف الوف‪.‬‬
‫والبَرَدَةُ‪ :‬التخمة؛ وف حديث ابن مسعود‪ :‬كل داء أَصله البَرَدة وكله‬
‫من البَرْد؛ البَرَدة‪ ،‬بالتحريك‪ :‬التخمة وثقل الطعام على العدة؛ وقيل‪:‬‬
‫سيت التخمةُ بَ َردَةً لَن التخمة تُبْرِ ُد العدة فل تستمرئ الطعامَ‬
‫ضجُه‪.‬‬‫ول تُْن ِ‬
‫وف الديث‪ :‬إِن البطيخ يقطع الِبردة؛ الِبردة‪ ،‬بكسر المزة والراء‪:‬‬
‫علة معروفة من غلبة البَرْد والرطوبة ُتفَتّر عن الماع‪ ،‬وهزتا زائدة‪.‬‬
‫ورجل به إِبْرِدَةٌ‪ ،‬وهو تقطِي البول ول ينبسط إِل النساء‪.‬‬
‫وابْتَرَدْتُ أَي اغتسلت بالاء البارد‪ ،‬وكذلك إِذا شربته لتَبْرُدَ به كبدك؛ قال‬
‫الراجز‪.‬‬
‫لَطالَما حَلْتُماها ل تَرِدْ‪،‬‬
‫خلّياها والسّجا َل تَبْتَرِدْ‪،‬‬ ‫َف َ‬
‫مِنْ حَرّ أَيامٍ ومِنْ لَيْ ٍل َومِدْ‬
‫وابْتَرَد الاءَ‪ :‬صَبّه على رأَسه باردا؛ قال‪:‬‬
‫ب ف كَبِدي‪،‬‬ ‫ل ّ‬ ‫ت ُأوَارَ ا ُ‬ ‫إِذا و َجدْ ُ‬
‫حوَ سِقاء القوم َأبْتَرِدُ‬ ‫ت َن ْ‬‫َأقَْبلْ ُ‬
‫ت بِبَرْدِ الاءِ ظاهرَهُ‪،‬‬ ‫هَبْنِي َبرَدْ ُ‬
‫فمَ ْن ِلحَرّ على ا َلحْشا ِء يَّت ِقدُ؟‬
‫وتَبَرّدَ فيه‪ :‬استنقع‪ .‬والبَرُودُ‪ :‬ما ابْتُرِدَ به‪.‬‬
‫والبَرُو ُد من الشراب‪ :‬ما يُبَرّ ُد الغُلّةَ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ول يبّد الغليلَ الاءُ‬
‫والِنسان يتبّد بالاء‪ :‬يغتسل به‪.‬‬
‫وهذا الشيء مَبْرَدَةٌ للبدن؛ قال الَصمعي‪ :‬قلت لَعراب ما يملكم على‬
‫سخَنَةٌ ف الشتاء‪.‬‬
‫نومة الضحى؟ قال‪ :‬إِنا مَبْرَدَةٌ ف الصيف َم ْ‬
‫والبَرْدانِ والَبرَدانِ أَيضا‪ :‬الظل والفيء‪ ،‬سيا بذلك لبدها؛ قال‬
‫الشماخ بن ضرار‪:‬‬
‫إِذا ا َلرْطَى َت َو ّسدَ أَْبرَدَيْهِ‬
‫خُدودُ جَوازِئٍ‪ ،‬بالرملِ‪ِ ،‬عيِ‬
‫سيأْت ف ترجة جزأَ‬
‫(* وهي متأخرة عن هذا الرف ف تذيب الزهري‪ ).‬؛‬
‫وقول أَب صخر الذل‪:‬‬
‫فما َروْضَةٌ بِالَ ْزمِ طاهرَةُ الثّرَى‪،‬‬
‫ولَتْها نَجا َء ال ّدلْ ِو َب ْعدَ الَبارِدِ‬
‫يوز أَن يكون جع الَبردين اللذين ها الظل والفيء أَو اللذين ها‬
‫الغداة والعشيّ؛ وقيل‪ :‬البدان العصران وكذلك الَبردان‪ ،‬وقيل‪ :‬ها الغداة‬
‫والعشي؛ وقيل‪ :‬ظلّها وها الرّدْفانِ والصّرْعا ِن والقِرْنانِ‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شدّة ال ّر من فيح جهنم؛ قال ابن الَثي‪:‬‬
‫الِبراد انكسار الوَهَج وال ّر وهو من الِبراد الدخول ف البَرْدِ؛‬
‫وقيل‪ :‬معناه صلوها ف َأوّل وقتها من بَ ْردِ النهار‪ ،‬وهو َأوّله‪ .‬وأَبرد‬
‫القومُ‪ :‬دخلوا ف آخر النهار‪ .‬وقولم‪ :‬أَبرِدوا عنكم من الظهية أَي ل‬
‫تسيوا حت ينكسر حرّها ويَبُوخ‪ .‬ويقال‪ :‬جئناك مُبْرِدين إِذا جاؤوا وقد باخ‬
‫الر‪ .‬وقال ممد بن كعب‪ :‬الِبْرا ُد أَن تزيغ الشمس‪ ،‬قال‪ :‬والركب ف‬
‫السفر يقولون إِذا زاغت الشمس قد أَبردت فرُوحُوا؛ قال ابن أَحر‪:‬‬
‫ف َموْكبٍ‪ ،‬زَحِلِ الواجِر‪ ،‬مُبْرِد‬
‫قال الَزهري‪ :‬ل أَعرف ممد بن كعب هذا غي َأنّ الذي قاله صحيح من‬
‫كلم العرب‪ ،‬وذلك أَنم ينلون للتغوير ف شدّة الر ويقيلون‪ ،‬فإِذا زالت‬
‫الشمس ثاروا إِل ركابم فغيوا عليها أَقتابا ورحالا ونادى مناديهم‪:‬‬
‫أَل قد أَبْرَدْت فاركبوا قال الليث‪ :‬يقال أَبرد القوم إِذا صاروا ف وقت‬
‫القُرّ آخر القيظ‪ .‬وف الديث‪ :‬من صلى الَبرْدَيْنِ دخل النة؛‬
‫البدانِ والَبْرَدانِ‪ :‬الغداةُ والعشيّ؛ ومنه حديث ابن الزبي‪ :‬كان يسي بنا‬
‫الَبْرَدَيْنِ؛ وحديثه الخر مع فَضالة بن شريك‪ :‬وسِرْ با‬
‫البَرْ َديْن‪.‬وبَرَدَنا الليلُ َيبْرُدُنا بَرْدا وبَرَ َد علينا‪ :‬أَصابنا برده‪.‬‬
‫وليلة باردة العيش وبَرْ َدتُه‪ :‬هنيئته؛ قال نصيب‪:‬‬
‫ك ليلةً‪،‬‬
‫ك ذا وُدّ‪ ،‬ويا لَ ِ‬ ‫فيا لَ َ‬
‫ش ناعِمه‬ ‫خ ْلتِ وكانت بَرْدةَ العي ِ‬ ‫َب ِ‬
‫وأَما قوله‪ :‬ل بارد ول كري؛ فإِن النذري روى عن ابن السكيت أَنه‬
‫قال‪ :‬وعيش بارد هنء طيب؛ قال‪:‬‬
‫َقلِيلَةُ لمِ الناظرَيْنِ‪ ،‬يَزِينُها‬
‫شبابٌ‪ ،‬ومفوضٌ من العيشِ بارِدُ‬
‫أَي طاب لا عيشها‪ .‬قال‪ :‬ومثله قولم نسأَلك النة وبَرْدَها أَي طيبها‬
‫ونعيمها‪.‬‬
‫قال ابن شيل‪ :‬إِذا قال‪ :‬وابَرْدَ ُه‬
‫(* قوله «قال ابن شيل إِذا قال‬
‫وابرده إل» كذا ف نسخة الؤلف والناسب هنا أن يقال‪ :‬ويقول وابرده على‬
‫الفؤاد إذا أصاب شيئا هنيئا إل‪ ).‬على الفؤاد إِذا أَصاب شيئا هنيئا‪،‬‬
‫وكذلك وابَرْدَا ُه على الفؤاد‪ .‬ويد الرجل بالغداة الب َد فيقول‪ :‬إِنا هي‬
‫إِبْرِدَةُ الثرى وإِبْرِدَةُ الّندَى‪ .‬ويقول الرجل من العرب‪ :‬إِنا‬
‫لباردة اليوم فيقول له الخر‪ :‬ليست بباردة إِنا هي إِبْ ِردَةُ الثرى‪ .‬ابن‬
‫الَعراب‪ :‬الباردة الرباحة ف التجارة ساعة يشتريها‪ .‬والباردة‪ :‬الغنيمة‬
‫الاصلة بغي تعب؛ ومنه قول النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬الصوم ف الشتاء‬
‫الغنيمة الباردة لتحصيله الَجر بل ظمٍإ ف الواجر أَي ل تعب فيه ول‬
‫مشقة‪ .‬وكل مبوب عندهم‪ :‬بارد؛ وقيل‪ :‬معناه الغنيمة الثابتة الستقرة من‬
‫قولم َبرَدَ ل على فلن حق أَي ثبت؛ ومنه حديث عمر‪ :‬وَدِدْتُ أَنه‬
‫بَرَ َد لنا عملُنا‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬يقال أَبرد طعامه وبَرَدَهُ‬
‫سمْنة؛ يقال‪:‬‬ ‫وبَرّدَهُ‪.‬والبود‪ :‬خبز يُبْرَدُ ف الاءِ تطعمه النّسا ُء لل ّ‬
‫بَرَ ْدتُ البز بالاءِ إِذا صببت عليه الاء فبللته‪ ،‬واسم ذلك البز‬
‫البلول‪ :‬البَرُودُ والبود‪.‬‬
‫لمَد‪ ،‬سي بذلك لشدة برده‪ .‬وسحاب بَرِدٌ وَأبْرَدُ‪:‬‬ ‫والبَرَدُ‪ :‬سحاب كا َ‬
‫ذو قُرّ وبردٍ؛ قال‪:‬‬
‫يا هِندُ هِندُ َبيْنَ ِخلْبٍ وكَِبدْ‪،‬‬
‫َأسْقاك عن هازِمُ الرّعْد برِدْ‬
‫وقال‪:‬‬
‫كأَ ُنمُ ا َلعْزا ُء ف َوقْع أَبْرَدَا‬
‫شبههم ف اختلف أَصواتم بوقع البَرَد على ا َلعْزاء‪ ،‬وهي حجارة صلبة‪،‬‬
‫وسحابة بَرِدٌَة على النسب‪ :‬ذات بَرْدٍ‪ ،‬ول يقولوا بَرْداء‪ .‬الَزهري‪:‬‬
‫أَما الَبرَدُ بغي هاء فإِن الليث زعم أَنه مطر جامد‪ .‬والبَرَدُ‪ :‬حبّ‬
‫الغمام‪ ،‬تقول منه‪ :‬بَ ُردَتِ الَرض‪ .‬وبُرِ َد القوم‪ :‬أَصابم البَرَدُ‪،‬‬
‫وأَرض مبودة كذلك‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬شجرة مَبْرودة طرح البَرْ ُد ورقها‪.‬‬
‫الَزهري‪ :‬وأَما قوله عز وجل‪ :‬وينل من السماء من جبال فيها من بَرَ ٍد فيصيب‬
‫به؛ ففيه قولن‪ :‬أَحدها وينل من السماء من أَمثال جبال فيها من بَرَدٍ‪،‬‬
‫والثان وينل من السماء من جبال فيها بَرَدا؛ ومن صلة؛ وقول الساجع‪:‬‬
‫صلّيانا بَرِدَا‬
‫وِ‬
‫أَي ذو برودة‪ .‬والبَرْد‪ .‬النوم لَنه يُبَرّ ُد العي بأَن ُيقِرّها؛‬
‫وف التنيل العزيز‪ :‬ل يذوقون فيها بَرْدا ول شرابا؛ قال العَرْجي‪:‬‬
‫فإِن شِئت َحرّمتُ النسا َء سِواكمُ‪،‬‬
‫وإِن شِئت ل أَط َعمْ نُقاخا ول بَرْدا‬
‫قال ثعلب‪ :‬البد هنا الريق‪ ،‬وقيل‪ :‬النقاخ الاء العذب‪ ،‬والبد النوم‪.‬‬
‫الَزهري ف قوله تعال‪ :‬ل يذوقون فيها بردا ول شرابا؛ روي عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬ل يذوقون فيها برد الشراب ول الشراب‪ ،‬قال‪ :‬وقال بعضهم ل يذوقون‬
‫فيها بردا‪ ،‬يريد نوما‪ ،‬وإِن النوم ليُبَرّد صاحبه‪ ،‬وإِن العطشان لينام‬
‫فَيَبْرُ ُد بالنوم؛ وأَنشد الَزهري لَب زُبيد ف النوم‪:‬‬
‫بارِزٌ ناجِذاه‪َ ،‬قدْ بَرَدَ ا َلوْ‬
‫تُ على مُصطله أَيّ برود‬
‫ت على مُصْطله أَي ثبت عليه‪ .‬وبَرَ َد ل‬ ‫قال أَبو اليثم‪ :‬بَرَدَ الو ُ‬
‫عليه من الق كذا أَي ثبت‪ .‬ومصطله‪ :‬يداه ورجله ووجهه وكل ما برز منه‬
‫فَبَرَ َد عند موته وصار حرّ الروح منه باردا؛ فاصطلى النار ليسخنه‪.‬‬
‫وناجذاه‪ :‬السنّان اللتان تليان النابي‪ .‬وقولم‪ :‬ضُرب حت بَرَ َد معناه حت‬
‫مات‪ .‬وأَما قولم‪ :‬ل َيبْرُ ْد منه شيء فالعن ل يستقر ول يثبت؛‬
‫وأَنشد‪:‬اليومُ يو ٌم بار ٌد سَمومه‬
‫قال‪ :‬وأَصله من النوم والقرار‪ .‬ويقال‪ :‬بَرَ َد أَي نام؛ وقول الشاعر‬
‫أَنشده ابن الَعراب‪:‬‬
‫أُ ِحبّ ُأمّ خالد وخالدا‬
‫ُحبّا َسخَا ِخيَ‪ ،‬وحبّا باردا‬
‫قال‪ :‬سخاخي حب يؤْذين وحبا باردا يسكن إِليه قلب‪ .‬و َسمُوم بارد أَي‬
‫ثابت ل يزول؛ وأَنشد أَبو عبيدة‪:‬‬
‫اليو ُم يومٌ بار ٌد سَمومه‪،‬‬
‫ع اليو َم فل تلومه‬ ‫مَن جَزِ َ‬
‫وبَرَدَ الرجل يَْبرُدُ بَرْدا‪ :‬مات‪ ،‬وهو صحيح ف الشتقاق لَنه عدم‬
‫حرارة الروح؛ وف حديث عمر‪ :‬فهَبَره بالسيف حت بَرَ َد أَي مات‪ .‬وبَ َردَ‬
‫السيفُ‪ :‬نَبا‪ .‬وبَرَدَ يبُ ُد بَرْدا‪ :‬ضعف وفتر عن هزال أَو مرض‪.‬‬
‫وأَبْرَده الشيءُ‪ :‬فتّره وأَضعفه؛ وأَنشد بن الَعراب‪:‬‬
‫الَسودانِ أَبْرَدَا عِظامي‪،‬‬
‫الاءُ والفتّ ذوا أَسقامي‬
‫ابن بُزُرج‪ :‬البُرَاد ضعف القوائم من جوع أَو إِعياء‪ ،‬يقال‪ :‬به بُرادٌ‪.‬‬
‫وقد بَرَد فلن إِذا ضعفت قوائمه‪ .‬والبَرْد‪ :‬تبِيد العي‪ .‬والبَرود‪:‬‬
‫كُحل يَُبرّد العي‪ :‬والبَرُود‪ :‬كل ما َبرَدْت به شيئا نو بَرُود العيِ‬
‫وهو الكحل‪ .‬وبَرَدَ عينَه‪ ،‬مففا‪ ،‬بالكُحل وبالبَرُود يَبْرُدُها‬
‫حلَها به وسكّن َألَمها؛ وبَرَدت عينُه كذلك‪ ،‬واسم الكحل‬ ‫بَرْدا‪َ :‬ك َ‬
‫البَرُودُ‪ ،‬والبَرُودُ كحل تَبْر ُد به العيُ من الرّ؛ وف حديث الَسود‪ :‬أَنه‬
‫كان يكتحل بالبَرُود وهو ُمحْرِم؛ البَرُود‪ ،‬بالفتح‪ :‬كحل فيه أَشياء‬
‫باردة‪ .‬وك ّل ما بُرِدَ به شيءٌ‪ :‬بَرُود‪ .‬وبَ َردَ عليه حقّ‪ :‬وجب ولزم‪ .‬وبرد‬
‫ل عليه كذا وكذا أَي ثبت‪ .‬ويقال‪ :‬ما بَرَ َد لك على فلن‪ ،‬وكذلك ما ذَابَ‬
‫لكَ عليه أَي ما ثبت ووجب‪ .‬ول عليه َأْلفٌ بارِدٌ أَي ثابت؛ قال‪:‬‬
‫اليو ُم يومٌ بار ٌد َسمُومه‪،‬‬
‫مَنْ عجز اليومَ فل تلومُه‬
‫أَي حره ثابت؛ وقال أَوس بن حُجر‪:‬‬
‫ط أَ ُخصّه‪،‬‬ ‫أَتان اب ُن عبدِاللّ ِه قُرْ ٌ‬
‫صحُه ِليَ بارِدُ‬ ‫وكان ابنَ عمّ‪ُ ،‬ن ْ‬
‫وبَرَد ف أَيديهم َسلَما ل ُي ْفدَى ول يُ ْطلَق ول يُطلَب‪.‬‬
‫وإِن أَصحابك ل يُبالون ما بَرّدوا عليك أَي أَثبتوا عليك‪ .‬وف حديث‬
‫عائشة‪ ،‬رضي ال تعال عنها‪ :‬ل تُبَرّدي عنه أَي ل تففي‪ .‬يقال‪ :‬ل‬
‫تُبَرّدْ عن فلن معناه إِن ظلمك فل تشتمه فتنقص من إِثه‪ ،‬وف الديث‪ :‬ل‬
‫تُبَرّدوا عن الظال أَي ل تشتموه وتدعوا عليه فتخففوا عنه من عقوبة‬
‫ذنبه‪.‬‬
‫والبَرِيدُ‪ :‬فرسخان‪ ،‬وقيل‪ :‬ما بي كل منلي بَرِيد‪ .‬والبَريدُ‪ :‬الرسل‬
‫على دوابّ البيد‪ ،‬والمع بُرُد‪ .‬وبَرَ َد بَرِيدا‪ :‬أَرسله‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫ل بَرِيدا فاجعلوه‬ ‫أَنه‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬إِذا أَبْرَدْت ِإ ّ‬
‫حسن الوجه حسن السم؛ البَرِيد‪ :‬الرسول وإِبرادُه إِرساله؛ قال الراجز‪:‬‬
‫ت للموت بريدا مُبْردَا‬ ‫رأَي ُ‬
‫لمّى بَرِيد الوتِ؛ أَراد أَنا رسول الوت تنذر‬ ‫وقال بعض العرب‪ :‬ا ُ‬
‫به‪ .‬و ِسكَكُ البِيد‪ :‬كل سكة منها اثنا عشر ميلً‪ .‬وف الديث‪ :‬ل‬
‫ُت ْقصَرُ الصلةُ ف أَق ّل من أَربعة بُرُدٍ‪ ،‬وهي ستة عشر فرسخا‪ ،‬والفرسخ‬
‫ثلثة أَميال‪ ،‬واليل أَربعة آلف ذراع‪ ،‬والسفر الذي يوز فيه القصر أَربعة‬
‫ل بالَميال الاشية الت ف طريق مكة؛‬ ‫برد‪ ،‬وهي ثانية وأَربعون مي ً‬
‫وقيل لدابة البيد‪ :‬بَريدٌ‪ ،‬لسيه ف البيد؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫إِنّي أَنُصّ العيسَ حت كأَنّن‪،‬‬
‫عليها بأَجْوازِ الفلةِ‪ ،‬بَرِيدا‬
‫وقال ابن الَعراب‪ :‬كل ما بي النلتي فهو بَرِيد‪ .‬وف الديث‪ :‬ل‬
‫س بال َع ْهدِ ول َأحْبِسُ البُرْدَ أَي ل أَحبس الرسل الواردين‬ ‫أَخِي ُ‬
‫عليّ؛ قال الزمشري‪ :‬البُرْدُ‪ ،‬ساكنا‪ ،‬يعن ج َع بَرِيد وهو الرسول فيخفف عن‬
‫بُرُ ٍد ك ُرسُلٍ و ُرسْل‪ ،‬وإِنا خففه ههنا ليزاوج العهد‪ .‬قال‪ :‬والبَرِيد‬
‫كلمة فارسية يراد با ف الَصل البَرْد‪ ،‬وأَصلها «بريده دم» أَي مذوف‬
‫الذنَب لَن بغال البيد كانت مذوفة الَذناب كالعلمة لا فأُعربت‬
‫وخففت‪ ،‬ث سي الرسول الذي يركبه بريدا‪ ،‬والسافة الت بي السكتي بريدا‪،‬‬
‫والسكة موضع كان يسكنه الفُيُوجُ الرتبون من بيت أَو قبة أَو رباط‪ ،‬وكان‬
‫يرتب ف كل سكة بغال‪ ،‬وبُعد ما بي السكتي فرسخان‪ ،‬وقيل أَربعة‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬البيد الرتب يقال حل فلن على البيد؛ وقال امرؤ القيس‪:‬‬
‫ص الذّنَابَى مُعاودٍ‬ ‫على ك ّل َمقْصو ِ‬
‫بَرِي َد السّرَى بالليلِ‪ ،‬من خي ِل بَرْبَرَا‬
‫وقال مُ َزرّدٌ أَخو الشماخ بن ضرار يدح عَرابَة الَوسي‪:‬‬
‫ب اليومَ ُأمّي وخالت‪،‬‬ ‫فدتْك عَرا َ‬
‫ك بَرِيدُها‬‫وناقتَ النّاجي إِلي َ‬
‫أَي سيها ف البِيد‪ .‬وصاحب البَرِيد قد أَبردَ إِل الَمي‪ ،‬فهو‬
‫مُبْرِدٌ‪ .‬والرسول بَرِيد؛ ويقال للفُرانِق البَرِيد لَنه ينذر قدّام‬
‫الَسد‪.‬‬
‫والبُرْدُ من الثيابِ‪ ،‬قال ابن سيده‪ :‬البُرْدُ ثوب فيه خطوط وخص بعضهم‬
‫به الوشي‪ ،‬والمع أَبْرادٌ وأَبْرُد وبُرُودٌ‪.‬‬
‫والبُرْدَة‪ :‬كساء يلتحف به‪ ،‬وقيل‪ :‬إِذا جعل الصوف شُقة وله ُهدْب‪ ،‬فهي‬
‫بُرْدَة؛ وف حديث ابن عمر‪ :‬أَنه كان عليه يوم الفتح بُ ْردَةٌ َفلُوتٌ‬
‫قصية؛ قال شر‪ :‬رأَيت أَعرابيّا ِبخُزَْيمِيّ َة وعليه شِبْه منديل من صوف‬
‫قد اتّزَر به فقلت‪ :‬ما تسميه؟ قال‪ :‬بُرْدة؛ قال الَزهري‪ :‬وجعها‬
‫بُرَد‪ ،‬وهي الشملة الخططة‪ .‬قال الليث‪ :‬البُرْ ُد معروف من بُرُود ال َعصْب‬
‫وال َوشْي‪ ،‬قال‪ :‬وأَما البُرْدَة فكساء مربع أَسود فيه صغر تلبسه الَعراب؛‬
‫وأَما قول يزيد ب ِن مُفَرّغ الميي‪:‬‬
‫ت بُرْدا ليتن‪،‬‬ ‫وشَرَْي ُ‬
‫من قَبْلِ بُرْدٍ‪ ،‬كنتُ هامَهْ‬
‫فهو اسم عبد‪ .‬وشريت أَي بعت‪ .‬وقولم‪ :‬ها ف بُرْدة َأ ْخمَاسٍ فسره ابن‬
‫ل واحدا فيشتبهان كأَنما ف‬ ‫الَعراب فقال‪ :‬معناه أَنما يفعلن فع ً‬
‫بُرَدة‪ ،‬والمع ُبرَد على غي ذلك؛ قال أَبو ذؤيب‪:‬‬
‫ت نَبْأَ ًة منه فآ َسدَها‪،‬‬ ‫فسَمعَ ْ‬
‫كأَّنهُنّ‪َ ،‬لدَى إِْنسَائِهِ‪ ،‬الُبرَد‬
‫يريد أَن الكلب انبسطنَ خلف الثور مثل البُرَدِ؛ وقول يزيد بن الفرّغ‪:‬‬
‫مَعا َذ اللّهِ رَبّا أَن تَرانا‪،‬‬
‫طِوالَ الدهرِ‪َ ،‬نشَْتمِل البِرادا‬
‫قال ابن سيده‪ :‬يتمل أَن يكون جع ُبرْدةٍ كبُرْمةٍ وبِرام‪ ،‬وأَن يكون‬
‫ط وقِراطٍ‪.‬‬ ‫جع بُرْد كقُر ٍ‬
‫وثوب بَرُودٌ‪ :‬ليس فيه زِئبِرٌ‪ .‬وثوب بَرُو ٌد إِذا ل يكن دفِيئا ول‬
‫لَيّنا من الثياب‪.‬‬
‫وثوب أَبْرَدُ‪ :‬فيه ُلمَعُ سوادٍ وبياض‪ ،‬يانية‪.‬‬
‫وبُرْدَا الراد والُْندُب‪ :‬جناحاه؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫كَأنّ رِ ْجلَيْ ِه رجْل مُقْ َطفٍ َعجِلٍ‪،‬‬
‫ب من بُرْدَيْه تَرْنِيمُ‬ ‫إِذا تَجاوَ َ‬
‫وقال الكميت يهجو بارقا‪:‬‬
‫ض بُرْدَيْ ُأمّ َع ْوفٍ‪ ،‬ول يَطِرْ‬ ‫تَُنفّ ُ‬
‫لنا بارِقٌ‪َ ،‬بخْ للوَعيدِ وللرّ ْهبِ‬
‫وأُم عوف‪ :‬كنية الراد‪.‬‬
‫وهي لك بَرْدَ ُة َن ْفسِها أَي خالصة‪ .‬وقال أَبو عبيد‪ :‬هي لك بَرْدَةُ‬
‫َن ْفسِها أَي خالصا فلم يؤَنث خالصا‪.‬‬
‫وهي إِبْرِدَ ُة َيمِين؛ وقال أَبو عبيد‪ :‬هو لِي بَرْدَ ُة َيمِين إِذا‬
‫كان لك معلوما‪.‬‬
‫وبَرَ َد الدِيدَ بالِبْرَدِ ونوَه من الواهر َيبْرُدُه‪ :‬سحله‪.‬‬
‫والبُرادة‪ :‬السّحالة؛ وف الصحاح‪ :‬والبُرادة ما سقط منه‪ .‬والِبْرَدُ‪ :‬ما‬
‫بُرِ َد به‪ ،‬وهو السّوها ُن بالفارسية‪ .‬والبَرْدُ‪ :‬النحت؛ يقال‪ :‬بَرَ ْدتُ‬
‫لشَبة بالِبْرَد أَبْرُدُها بَرْدا إِذا نتها‪.‬‬ ‫اَ‬
‫والبُرْدِيّ‪ ،‬بالضم‪ :‬من جيد التمر يشبه البَرِْنيّ؛ عن أَب حنيفة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬البُرْدِيّ ضرب من تر الجاز جيد معروف؛ وف الديث‪ :‬أَنه أَمر أَن‬
‫ي ف الصدقة‪ ،‬وهو بالضم‪ ،‬نوع من جيد التمر‪.‬‬ ‫يؤْخذ البُرْدِ ّ‬
‫والبَرْدِيّ‪ ،‬بالفتح‪ :‬نبت معروف واحدته َبرْدِيّةٌ؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫ط الغَريـ‬ ‫كَبَرْدِيّ ِة الفِيلِ َوسْ َ‬
‫ـفِ‪ ،‬ساقَ الرّصافُ إِليه غَديرا‬
‫وف الحكم‪:‬‬
‫ط الغَريـ‬ ‫كَبَرْدِيّ ِة الغِيلِ َوسْ َ‬
‫ـفِ‪ ،‬قد خالَطَ الا ُء منها السّريرا‬
‫وقال ف الحكم‪ :‬السرير ساقُ البَرْدي‪ ،‬وقيل‪ :‬قُطْنُهُ؛ وذكر ابن برّيّ‬
‫عجز هذا البيت‪:‬‬
‫إِذا خالط الاء منها السّرورا‬
‫وفسره فقال‪ :‬الغِيل‪ ،‬بكسر الغي‪ ،‬الغيضة‪ ،‬وهو مغيض ماء يتمع فينبت فيه‬
‫الشجر‪ .‬والغريف‪ :‬نبت معروف‪ .‬قال‪ :‬والسرور جع سُرّ‪ ،‬وهو باطن‬
‫البَرْ ِديّةِ‪ .‬والَبارِدُ‪ :‬النّمورُ‪ ،‬واحدها أَبرد؛ يقال للّنمِرِ الُنثى‬
‫أَبْرَ ُد والَيَْثمَةُ‪.‬‬
‫وبَرَدَى‪ :‬نر بدمشق؛ قال حسان‪:‬‬
‫ص علي ِهمُ‬ ‫سقُو َن مَن َورَدَ البَري َ‬ ‫َي ْ‬
‫س ْلسَلِ‬‫صفّقُ بالرّحِيقِ ال ّ‬ ‫بَرَدَى‪ُ ،‬ت َ‬
‫أَي ماء بَرَدَى‬
‫والبَرَدانِ‪ ،‬بالتحريك‪ :‬موضع؛ قال ابن مَيّادة‪:‬‬
‫ت بِن ْهيِ البَرَدانِ َتغْتَسِلْ‪،‬‬
‫َظلّ ْ‬
‫ب منه َنهَلتٍ وَتعِلْ‬ ‫َتشْرَ ُ‬
‫وبَرَدَيّا‪ :‬موضع أَيضا‪ ،‬وقيل‪ :‬نر‪ ،‬وقيل‪ :‬هو نر دمشق والَعرف أَنه‬
‫بَرَدَى كما تقدم‪.‬‬
‫والُبَيْرِد‪ :‬لقب شاعر من بن يربوع؛ الوهري‪ :‬وقول الشاعر‪:‬‬
‫بالرهفات البوارد‬
‫قال‪ :‬يعن السيوف وهي القواتل؛ قال ابن برّي صدر البيت‪:‬‬
‫وَأنّ أَميَ الؤمني أَ َغصّن‬
‫َمغَصّهما بالُرْهَفاتِ البَوارِدِ‬
‫رأَيت بط الشيخ قاضي القضاة شس الدين بن خلكان ف كتاب ابن برّي ما‬
‫صورته‪ :‬قال هذا البيت من جلة أَبيات للعتاب كلثوم بن عمرو ياطب با‬
‫زوجته؛ قال وصوابه‪:‬‬
‫وَأنّ أَميَ الؤمني أَغصّن‬
‫صهُما با ُلشْرِقاتِ البَوارِدِ‬
‫َمغَ ّ‬
‫قال‪ :‬وإِنا وقع الشيخ ف هذا التحريف لتباعه الوهري لَنه كذا ذكره‬
‫ف الصحاح فقلده ف ذلك‪ ،‬ول يعرف بقية الَبيات ول لن هي فلهذا وقع ف‬
‫السهو‪ .‬قال ممد بن الكرّم‪ :‬القاضي شس الدين بن خلكان‪ ،‬رحه ال‪ ،‬من‬
‫الَدب حيث هو‪ ،‬وقد انتقد على الشيخ أَب ممد بن برّي هذا النقد‪ ،‬وخطأَه‬
‫ف اتباعه الوهري‪ ،‬ونسبه إل الهل ببقية الَبيات‪ ،‬والَبيات مشهورة‬
‫والعروف منها هو ما ذكره الوهري وأَبو ممد بن بري وغيها من العلماء‪،‬‬
‫وهذه الَبيات سبب عملها أَن العتاب لا عمل قصيدته الت َأوّلا‪:‬‬
‫جوّاري َن من َطلَلٍ‬ ‫ماذا شَجا َك ِب َ‬
‫شفَتْ عنها الَعاصيُ؟‬ ‫و ِدمْنَةٍ‪َ ،‬ك َ‬
‫بلغت الرشيد فقال‪ :‬لن هذه؟ فقيل‪ :‬لرجل من بن عتاب يقال له كلثوم‪ ،‬فقال‬
‫الرشيد‪ :‬ما منعه أَن يكون ببابنا؟ فأَمر بإِشخاصه من رَْأسِ عَيْنٍ‬
‫فواف الرشِي َد وعليه قيمص غليظ وفروة وخف‪ ،‬وعلى كتفه مِلحفة جافية بغي‬
‫سراويل‪ ،‬فأَمر الرشيد أَن يفرش له حجرة‪ ،‬ويقام له وظيفة‪ ،‬فكان الطعام إِذا‬
‫جاءَه أَخذ منه رقاقة وملحا وخلط اللح بالتراب وأَكله‪ ،‬وإِذا كان وقت‬
‫النوم نام على الَرض والدم يفتقدونه ويعجبون من فعله‪ ،‬وُأخْبِرَ الرشِيدُ‬
‫بأَمره فطرده‪ ،‬فمضى إِل رأْس عَيْنٍ وكان تته امرأَة من باهلة فلمته‬
‫ي قد أَخذ الَموال فحلى نساءه وبن داره واشترى‬ ‫وقالت‪ :‬هذا منصور النمر ّ‬
‫ضياعا وأَنت‪ .‬كما ترى؛ فقال‪:‬‬
‫تلومُ على تر ِك الغِن باهِليّةٌ‪،‬‬
‫َزوَى الفقرُ عنها كُ ّل طِ ْرفٍ وتالدِ‬
‫رَأتْ حولَها النّسوانَ يَ ْرُفلْن ف الثّرا‪،‬‬
‫ُمقَلّدةً أَعناقُها بالقلئد‬
‫ت ما نال جعفرٌ‬ ‫ْأسَ ّركِ أَن نل ُ‬
‫من العَيْش‪ ،‬أَو ما نال يْيَى ب ُن خالدِ؟‬
‫وَأنّ أَميَ الؤمني أَ َغصّنِي‬
‫صهُما بالُرْهَفات البَوارِدِ؟‬ ‫َمغَ ّ‬
‫َدعِينِي َتجِئْنِي مِيتَتِي مُ ْطمَئِنّةً‪،‬‬
‫شمْ هو َل تلك الَوارِدِ‬ ‫جّ‬‫ول أََت َ‬
‫ت الُمو ِر مَشُوبَةٌ‬ ‫فإ ّن رَفيعا ِ‬
‫ِب ُمسَْتوْدَعاتٍ‪ ،‬ف بُطونِ الَساوِدِ‬
‫@برجد‪ :‬أَبو عمرو‪ :‬البُرْجُد كساء من صوف أَحر؛ وقيل‪ :‬البُ ْرجُد كساء‬
‫غليظ‪ ،‬وقيل‪ :‬البُرْجُد كساء مطط ضخم يصلح للخباء وغيه‪.‬‬
‫وبَرْ َجدُ‪ :‬لقب رجل‪.‬‬
‫والبَرْ َجدُ‪ :‬السّْبيُ‪ ،‬وهو دخيل‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@برخد‪ :‬قال ابن سيده‪ :‬أَرى اللحيان حكى‪ :‬امرأَةٌ بَ َرخْداٌة ف‬
‫بَنْداة‪.‬‬
‫@برقعد‪ :‬الَزهري ف الماسي العي‪ :‬بَ ْرَقعِيدُ موضع‪.‬‬
‫@برند‪ :‬سيف بِرِْندٌ‪ :‬عليه أَث ٌر قديٌ؛ عن ثعلب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫أَ ْح ِملُها و ِع ْلجَ ًة وزادَا‪،‬‬
‫وصارِما ذا شُ َطبٍ َجدّادَا‪،‬‬
‫سَيْفا بِرِنْدا ل يكُ ْن مِعْضادا‬
‫والَُبرِْندَةُ من النساء‪ :‬الت يكثُ ُر لمُها‪.‬‬
‫@بعد‪ :‬الُب ْعدُ‪ :‬خلف القُرْب‪.‬‬
‫َبعُد الرجل‪ ،‬بالضم‪ ،‬وَبعِد‪ ،‬بالكسر‪ُ ،‬بعْدا وَبعَدا‪ ،‬فهو بعيد‬
‫وبُعادٌ؛ هم سيبويه‪ ،‬أَي تباعد‪ ،‬وجعهما ُبعَداءُ‪ ،‬وافق الذين يقولون فَعيل‬
‫الذين يقولون فُعال لَنما أُختان‪ ،‬وقد قيل ُب ُعدٌ؛ وينشد قول النابغة‪:‬‬
‫ك تُْبِلغُن الّنعْمانَ َأنّ له‬ ‫فِتلْ َ‬
‫ل على الناسِ‪ ،‬ف الَدْن وف الُب ُعدِ‬ ‫َفضْ ً‬
‫وف الصحاح‪ :‬وف الَبعَد‪ ،‬بالتحريك‪ ،‬جع با ِعدٍ مثل خادم و َخدَم‪،‬‬
‫وأَبْعده غيه وبا َعدَه وَبعّده تبعيدا؛ وقول امرئ القيس‪:‬‬
‫صحْبَت بَيْ َن ضا ِرجٍ‪،‬‬ ‫ت له و ُ‬ ‫َق َعدْ ُ‬
‫وبَيْ َن ال ُعذَْيبِ ُب ْعدَ ما مُتََأمّلِ‬
‫إِنا أَراد‪ :‬يا ُبعْ َد مُتََأمّل‪ ،‬يتأَسف بذلك؛ ومثله قول أَب‬
‫العيال‪ .......:‬رَزيّ َة َقوْمِهِ‬
‫ل ي ْأخُذوا َثمَنا ول َيهَبُوا‬
‫(* قوله «رزية قومه إل» كذا ف نسخة الؤلف بذف أول البيت)‪.‬‬
‫أَراد‪ :‬يا رزية قومه‪ ،‬ث فسر الرزية ما هي فقال‪ :‬ل يأْخذوا ثنا ول‬
‫يهبوا‪ .‬وقيل‪ :‬أَرادَ َبعُ َد مُتََأمّلي‪ .‬وقوله عز وجل‪ ،‬ف سورة السجدة‪:‬‬
‫أُولئك يُنا َد ْونَ من مكان بعيد؛ قال ابن عباس‪ :‬سأَلوا الر ّد حي ل ردّ؛‬
‫وقيل‪ :‬من مكان بعيد‪ ،‬من الخرة إِل الدنيا؛ وقال ماهد‪ :‬أَراد من مكان‬
‫بعيد من قلوبم يبعد عنها ما يتلى عليهم لَنم إِذا ل يعوا َف ُهمْ‬
‫بنلة من كان ف غاية البعد‪ ،‬وقوله تعال‪ :‬ويقذفون بالغيب من مكان بعيد؛ قال‬
‫قولم‪ :‬ساحر كاهن شاعر‪ .‬وتقول‪ :‬هذه القرية بعيد وهذه القرية قريب ل يراد‬
‫به النعت ولكن يراد بما السم‪ ،‬والدليل على أَنما اسان قولك‪ :‬قريبُه‬
‫ب وبَعيدُه بَعيدٌ؛ قال الفراءُ‪ :‬العرب إِذا قالت دارك منا بعيدٌ أَو‬ ‫قري ٌ‬
‫قريب‪ ،‬أَو قالوا فلنة منا قريب أَو بعيد‪ ،‬ذكّروا القريب والبعيد لَن‬
‫العن هي ف مكان قريب أَو بعيد‪ ،‬فجعل القريب والبعيد خلفا من الكان؛‬
‫قال ال عز وجل‪ :‬وما هي من الظالي ببعيد؛ وقال‪ :‬وما يدريك لعل الساعة‬
‫تكون قريبا؛ وقال‪ :‬إن رحة ال قريب من الحسني؛ قال‪ :‬ولو أُنثتا‬
‫وثنيتا على بعدت منك فهي بعيدة وقربت فهي قريبة كان صوابا‪ .‬قال‪ :‬ومن قال‬
‫قريب وبعيد وذكّرها ل يثنّ قريبا وبعيدا‪ ،‬فقال‪ :‬ها منك قريب وها منك‬
‫بعيد؛ قال‪ :‬ومن أَنثهما فقال هي منك قريبة وبعيدة ثن وجع فقال قريبات‬
‫وبعيدات؛ وأَنشد‪:‬‬
‫َعشِيّةَ ل َعفْراءُ منكَ قَريبةٌ‬
‫ك بَعيدٌ‬‫فََتدْنو‪ ،‬ول َعفْرا ُء مِن َ‬
‫وما أَنت منا ببعيد‪ ،‬وما أَنتم منا ببعيد‪ ،‬يستوي فيه الواحد والمع؛‬
‫وكذلك ما أَنت منا ِبَبعَ ٍد وما أَنتم منا بَِب َعدٍ أَي بعيد‪ .‬قال‪ :‬وإِذا‬
‫أَردت بالقريب والبعيد قرابة النسب أَنثت ل غي‪ ،‬ل تتلف العرب فيها‪.‬‬
‫وقال الزجاج ف قول ال عز وجل‪ :‬إِن رحة ال قريب من الحسني؛ إِنا قيل‬
‫قريب لَن الرحة والغفران والعفو ف معن واحد‪ ،‬وكذلك كل تأْنيث ليس‬
‫بقيقي؛ قال وقال الَخفش‪ :‬جائز أَن تكون الرحة ههنا بعن الطر؛ قال‬
‫وقال بعضهم‪ :‬يعن الفراءُ هذا ذُكّ َر ليفصل بي القريب من القُرب والقَريب‬
‫سبٍ فهو جارٍ‬ ‫من القرابة؛ قال‪ :‬وهذا غلط‪ ،‬ك ّل ما قَرُب ف مكان أَو َن َ‬
‫على ما يصيبه من التذكي والتأْنيث؛ وبيننا ُب ْعدَةٌ من الَرض والقرابة؛‬
‫قال الَعشى‪:‬‬
‫بَأنْ ل تَُبغّ الوُ ّد منْ مُتَبا ِعدٍ‪،‬‬
‫ول تَْنَأ منْ ذِي ُب ْعدَةٍ ِإ ْن َتقَرّبا‬
‫وف الدعاءِ‪ُ :‬بعْدا له نصبوه على إِضمار الفعل غي الستعمل إِظهاره‬
‫أَي أَبعده ال‪ .‬وُب ْعدٌ باعد‪ :‬على البالغة وإِن دعوت به فالختار‬
‫النصب؛ وقوله‪:‬‬
‫َمدّا بأَعْناقِ الَ ِط ّي َمدّا‪،‬‬
‫حت تُواف ا َل ْو ِسمَ الَْب َعدّا‬
‫فإِنه أَراد الَبعد فوقف فشدّد‪ ،‬ث أَجراه ف الوصل مراه ف الوقف‪،‬‬
‫وهو ما يوز ف الشعر؛ كقوله‪:‬‬
‫خمّا‬‫ضَ‬ ‫للُقَ الَ ْ‬ ‫ضخْما يبّ ا ُ‬ ‫َ‬
‫وقال الليث‪ :‬يقال هو أَْبعَد وأَْب َعدُونَ وأَقرب وأَقربون وأَباعد‬
‫وأَقارب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫منَ الناسِ مَ ْن َيغْشى الَبا ِع َد َن ْفعُه‪،‬‬
‫ويشْقى به‪ ،‬حت الَماتِ‪ ،‬أَقارِبُهْ‬
‫فِإ ْن يَكُ خَيا‪ ،‬فالبَعي ُد يَنالُهُ‪،‬‬
‫ك شَرّا‪ ،‬فابنُ َعمّكَ صاحِبُهْ‬ ‫وِإنْ يَ ُ‬
‫والُبعْدانُ‪ ،‬جع بعيد‪ ،‬مثل رغيف ورغفان‪ .‬ويقال‪ :‬فلن من قُرْبانِ‬
‫الَمي ومن ُبعْدانِه؛ قال أَبو زيد‪ :‬يقال للرجل إِذا ل تكن من قُرْبان‬
‫الَمي فكن من ُبعْدانِه؛ يقول‪ :‬إِذا ل تكن من يقترب منه فتَبا َعدْ عنه ل‬
‫يصيبك شره‪ .‬وف حديث مهاجري البشة‪ :‬وجئنا إِل أَرض الُبعَداءِ؛ قال‬
‫ابن الَثي‪ :‬هم الَجانب الذين ل قرابة بيننا وبينهم‪ ،‬واحدهم بعيد‪ .‬وقال‬
‫النضر ف قولم هلك ا َلْبعَد قال‪ :‬يعن صاحبَهُ‪ ،‬وهكذا يقال إِذا كن عن‬
‫اسه‪ .‬ويقال للمرأَة‪ :‬هلكت الُبعْدى؛ قال الَزهري‪ :‬هذا مثل قولم فل‬
‫مَرْحبا بالخر إِذا كن عن صاحبه وهو ي ُذمّه‪ .‬وقال‪ :‬أَبعد ال الخر‪،‬‬
‫ب ال الَْب َعدَ لِفيه أَي‬
‫قال‪ :‬ول يقال للُنثى منه شيء‪ .‬وقولم‪ :‬ك ّ‬
‫أَلقاه لوجهه؛ والَْب َعدُ‪ :‬الائنُ‪ .‬والَباعد‪ :‬خلف الَقارب؛ وهو غي‬
‫َبعِيدٍ منك وغي َب َعدٍ‪.‬‬
‫وباعده مُبا َعدَة وبِعادا وباعدال ما بينهما وَبعّد؛ ويُقرأُ‪:‬‬
‫ربّنا با ِعدْ بي أَسفارِنا‪ ،‬وَب ّعدْ؛ قال الطرمّاح‪:‬‬
‫حبّ اجْتِماعَهُ‪،‬‬ ‫تُبا ِع ُد مِنّا مَن ُن ِ‬
‫ج َمعُ مِنّا بي أَهل الضّغائِنِ‬ ‫وَت ْ‬
‫ورجل مِبْ َعدٌ‪ :‬بعيد الَسفار؛ قال كثّي عزة‪:‬‬
‫ض الفَياف ِش ِملّةً‪،‬‬ ‫مُناِقلَةً عُرْ َ‬
‫مَطِيّ َة َقذّافٍ على ا َلوْ ِل مِْبعَدِ‬
‫وقال الفرا ُء ف قوله عز وجل‪ ،‬مبا عن قوم سبا‪ :‬ربنا باعد بي‬
‫أَسفارنا؛ قال‪ :‬قرأَه العوام باعد‪ ،‬ويقرأُ على الب‪ :‬ربّنا با َع َد بي‬
‫أَسفارنا‪ ،‬وَب ّعدَ‪ .‬وَب ّعدْ جزم؛ وقرئَ‪ :‬ربّنا َب ُعدَ بَيْنَ أَسفارنا‪،‬‬
‫وبَيْ َن أَسفارنا؛ قال الزجاج‪ :‬من قرَأ با ِعدْ وَب ّع ْد فمعناها واحد‪ ،‬وهو‬
‫على جهة السأَلة ويكون العن أَنم سئموا الراحة وبطروا النعمة‪ ،‬كما قال‬
‫قوم موسى‪ :‬ادع لنا ربك يرج لنا ما تنبت الَرض (الية)؛ ومن قرأَ‪:‬‬
‫ي أَسفارنا؛ فالعن ما يّتصِلُ بسفرنا؛ ومن قرَأ بالنصب‪َ :‬ب ُعدَ‬ ‫َب ُعدَ ب ُ‬
‫بيَ أَسفارنا؛ فالعن َب ُع َد ما بَيْ َن أَسفارنا وَب ُعدَ سينا بي‬
‫أَسفارنا؛ قال الَزهري‪ :‬قرَأ أَبو عمرو وابن كثي‪َ :‬بعّد‪ ،‬بغي أَلف‪،‬‬
‫وقرأَ يعقوب الضرمي‪ :‬ربّنا با َعدَ‪ ،‬بالنصب على الب‪ ،‬وقرأَ نافع وعاصم‬
‫والكسائي وحزة‪ :‬با ِعدْ‪ ،‬بالَلف‪ ،‬على الدعاءِ؛ قال سيبويه‪ :‬وقالوا ُب ْعدَك‬
‫ح ّذرُهُ شيئا من َخلْفه‪.‬‬ ‫ُي َ‬
‫وَب ِعدَ َبعَدا وَبعُد‪ :‬هلك أَو اغترب‪ ،‬فهو باعد‪.‬‬
‫والُبعْد‪ :‬اللك؛ قال تعال‪ :‬أَل ُبعْدا لدين كما َبعِدَت ثود؛‬
‫وقال مالك‬
‫بن الريب الازن‪:‬‬
‫يَقولونَ ل تَْب ُعدْ‪ ،‬وَ ُه ْم َي ْدفِنونَن‪،‬‬
‫وأَينَ مكانُ الُبعْدِ إِل مكانِيا؟‬
‫وهو من الُبعْدِ‪ .‬وقرأَ الكسائي والناس‪ :‬كما َب ِعدَت‪ ،‬وكان أَبو عبد‬
‫الرحن السّلمي يقرؤها َبعُدَت‪ ،‬يعل اللك والبُ ْعدَ سواء وها قريبان من‬
‫السواء‪ ،‬إِل أَن العرب بعضهم يقول َب ُع َد وبعضهم يقول َب ِع َد مثل‬
‫َسحُ َق و َسحِقَ؛ ومن الناس من يقول َبعُد ف الكان وَب ِعدَ ف اللك‪ ،‬وقال‬
‫يونس‪ :‬العرب تقول َب ِعدَ الرجل وَب ُعدَ إِذا تباعد ف غي سبّ؛ ويقال ف‬
‫السب‪َ :‬بعِ َد و َسحِقَ ل غي‪.‬‬
‫والبِعاد‪ :‬الباعدة؛ قال ابن شيل‪ :‬راود رجل من العرب أَعرابية فأَبت‬
‫إِل أَن يعل لا شيئا‪ ،‬فجعل لا درهي فلما خالطها جعلت تقول‪َ :‬غمْزا‬
‫و ِدرْها َك لَكَ‪ ،‬فإِن ل َت ْغمِ ْز فَُبعْ ٌد لكَ؛ رفعت البعد‪ ،‬يضرب مثلً‬
‫للرجل تراه يعمل العمل الشديد‪ .‬والبُ ْعدُ والبِعادُ‪ :‬اللعن‪ ،‬منه أَيضا‪.‬‬
‫وأَْبعَدَه ال‪َ :‬نحّاه عن الي وأَبعده‪ .‬تقول‪ :‬أَبعده ال أَي ل‬
‫ب ُبعْدا‬
‫يُرْثَى له فيما يَزِلّ به‪ ،‬وكذلك ُبعْدا له و ُسحْقا وَنصَ َ‬
‫على الصدر ول يعله اسا‪ .‬وتيم ترفع فتقول‪ُ :‬ب ْعدٌ له و ُسحْقٌ‪،‬‬
‫كقولك‪ :‬غلمٌ له وفرسٌ‪ .‬وف حديث شهادة الَعضاء يوم القيامة فيقول‪ُ :‬بعْدا‬
‫ك وسُحقا أَي هلكا؛ ويوز أَن يكون من الُبعْد ضد القرب‪ .‬وف الديث‪:‬‬ ‫ل َ‬
‫ل جاء فقال إِن الَْب َعدَ قد زَنَى‪ ،‬معناه التباعد عن الي‬ ‫أَن رج ً‬
‫والعصمة‪.‬‬
‫ستُ بَعيدَةً منك وبعيدا منك؛ يعن مكانا بعيدا؛ وربا قالوا‪:‬‬ ‫و َجَل ْ‬
‫هي َبعِيدٌ منك أَي مكانا؛ وف التنيل‪ :‬وما هي من الظالي ببعيد‪.‬‬
‫وأَما بَعيدَةُ العهد‪ ،‬فبالاء؛ ومَنْزل َب َع ٌد بَعِيدٌ‪.‬‬
‫وتَنَ ّح غ َي َبعِيد أَي كن قريبا‪ ،‬وغيَ باعدٍ أَي صاغرٍ‪ .‬يقال‪:‬‬
‫انْ َطلِقْ يا فلنُ غيُ با ِعدٍ أَي ل ذهبت؛ الكسائي‪ :‬تَنَ ّح غيَ با ِعدٍ‬
‫أَي غي صاغرٍ؛ وقول النابغة الذبيان‪:‬‬
‫ل على الناسِ ف الَدْنَى وف الُب ُعدِ‬ ‫َفضْ َ‬
‫قال أَبو نصر‪ :‬ف القريب والبعيد؛ ورواه ابن الَعراب‪ :‬ف الَدن وف‬
‫الُبعُد‪ ،‬قال‪ :‬بعيد وُبعُد‪ .‬والَبعَد‪ ،‬بالتحريك‪ :‬جع باعد مثل خادم‬
‫و َخدَم‪ .‬ويقال‪ :‬إِنه لغي أَْبعَدَ إِذا ذمّه أَي ل خي فيه‪ ،‬ول له ُبعْدٌ‪:‬‬
‫َمذْ َهبٌ؛ وقول صخر الغيّ‪:‬‬
‫الُو ِعدِينا ف أَن ُنقَّتَل ُهمْ‪،‬‬
‫َأفْنَا َء َف ْهمٍ‪ ،‬وبَيْنَنا ُبعَدُ‬
‫أَ َأنّ أَفناء فهم ضروب منهم‪ُ .‬بعَد جَمع ُبعْدةٍ‪ .‬وقال الَصمعي‪:‬‬
‫أَتانا فلن من ُبعْدةٍ أَي من أَرض بَعيدة‪ .‬ويقال‪ :‬إِنه لذو ُبعْدة أَي لذو‬
‫رأْي وحزم‪ .‬يقال ذلك للرجل إِذا كان نافذ الرأْي ذا َغوْر وذا ُبعْدِ‬
‫رأْي‪.‬‬
‫وما عنده أَْب َعدُ أَي طائل؛ قال رجل لبنه‪ :‬إِن غدوتَ على الِرَْبدِ‬
‫حتَ عنا أَو رجعت بغي أَْب َعدَ أَي بغي منفعة‪.‬‬ ‫رَِب ْ‬
‫وذو الُبعْدة‪ :‬الذي يُْبعِد ف الُعاداة؛ وأَنشد ابن الَعراب لرؤبة‪:‬‬
‫شدّةِ اليَبِيسَا‪،‬‬‫َي ْكفِيكَ عِْن َد ال ّ‬
‫وَيعَْتلِي ذَا الُب ْعدَةِ الّنحُوسا‬
‫وَب ْعدُ‪ :‬ضدّ قبل‪ ،‬يبن مفردا ويعرب مضافا؛ قال الليث‪ :‬بعد كلمة دالة‬
‫على الشيء الَخي‪ ،‬تقول‪ :‬هذا َب ْعدَ هذا‪ ،‬منصوب‪ .‬وحكى سيبويه أَنم‬
‫يقولون من َب ْعدٍ فينكرونه‪ ،‬وافعل هذا َبعْدا‪ .‬قال الوهري‪ :‬بعد نقيض قبل‪،‬‬
‫وها اسان يكونان ظرفي إِذا أُضيفا‪ ،‬وأَصلهما الِضافة‪ ،‬فمت حذفت‬
‫الضاف إِليه لعلم الخاطب بَنَيْتَهما على الضم ليعلم أَنه مبن إِذ كان الضم‬
‫ل يدخلهما إِعرابا‪ ،‬لَنما ل يصلح وقوعهما موقع الفاعل ول موقع‬
‫البتدإِ ول الب؛ وقوله تعال‪ :‬ل الَمر من قب ُل ومن بعدُ أَي من قبل‬
‫الَشياء وبعدها؛ أَصلهما هنا الفض ولكن بنيا على الضم لَنما غايتان‪،‬‬
‫فإِذا ل يكونا غاية فهما نصب لَنما صفة؛ ومعن غاية أَي أَن الكلمة‬
‫حذفت منها الِضافة وجعلت غاية الكلمة ما بقي بعد الذف‪ ،‬وإِنا بنيتا على‬
‫الضم لَن إِعرابما ف الضافة النصب والفض‪ ،‬تقول رأَيته قبلك ومن قبلك‪،‬‬
‫ول يرفعان لَنما ل يدّث عنهما‪ ،‬استعمل ظرفي فلما عدل عن بابما‬
‫حركا بغي الركتي اللتي كانتا له يدخلن بق الِعراب‪ ،‬فأَما وجوبُ‬
‫بنائهما وذهاب إِعرابما فلَنما عرّفا من غي جهة التعريف‪ ،‬لَنه حذف‬
‫منهما ما أُضيفتا إِليه‪ ،‬والعن‪ :‬ل الَمر من قبل أَن تغلب الروم ومن‬
‫بعد ما غلبت‪ .‬وحكى الَزهري عن الفراء قال‪ :‬القراءة بالرفع بل نون‬
‫لَنما ف العن تراد بما الِضافة إِل شيء ل مالة‪ ،‬فلما أَدّتا غي‬
‫معن ما أُضيفتا إِليه ُو ِسمَتا بالرفع وها ف موضع جر‪ ،‬ليكون الرفع دليلً‬
‫على ما سقط‪ ،‬وكذلك ما أَشبههما؛ كقوله‪:‬‬
‫حتُ أَجِيْ ِه من عَلُ‬ ‫ت مِنْ َت ْ‬ ‫ِإنْ يَ ْأ ِ‬
‫وقال الخر‪:‬‬
‫إِذا أَنا ل أُومَنْ َعلَيْكَ‪ ،‬ول يكنْ‬
‫ِلقَاؤُك ا ّل من َورَا ُء ورَاءُ‬
‫فَ َرَفعَ إِذ جعله غاية ول يذكر بعده الذي أُضيف إِليه؛ قال الفراء‪:‬‬
‫وإِن نويت أَن تظهر ما أُضيف إِليه وأَظهرته فقلت‪ :‬ل الَمر من قب ِل ومن‬
‫بعدِ‪ ،‬جاز كأَنك أَظهرت الخفوض الذي أَضفت إِليه قبل وبعد؛ قال ابن‬
‫سيده‪ :‬ويقرُأ ل الَمر من قب ٍل ومن بعدٍ يعلونما نكرتي‪ ،‬العن‪ :‬ل‬
‫الَمر من تقدّمٍ وتأَخّرٍ‪ ،‬وا َلوّل أَجود‪ .‬وحكى الكسائي‪ :‬ل الَمر من‬
‫قب ِل ومن بعدِ‪ ،‬بالكسر بل تنوين؛ قال الفراء‪ :‬تركه على ما كان يكون عليه‬
‫ف الِضافة‪ ،‬واحتج بقول ا َلوّل‪:‬‬
‫بَيْنَ ذِرا َعيْ وَجَْبهَ ِة ا َل َسدِ‬
‫قال‪ :‬وهذا ليس كذلك لَن العن بي ذراعي الَسد وجبهته‪ ،‬وقد ذكر أَحد‬
‫الضاف إِليهما‪ ،‬ولو كان‪ :‬ل الَمر من قبل ومن بعد كذا‪ ،‬لاز على هذا‬
‫وكان العن من قبل كذا ومن بعد كذا؛ وقوله‪:‬‬
‫ونن قتلنا ا ُل ْسدَ ُأ ْسدَ َخفِيّةٍ‪،‬‬
‫فما شربوا َب ْعدٌ على َلذّةٍ َخمْرا‬
‫إِنا أَراد بعدُ فنوّن ضرورة؛ ورواه بعضهم بعدُ على احتمال الكف؛ قال‬
‫اللحيان وقال بعضهم‪ :‬ما هو بالذي ل ُبعْدَ له‪ ،‬وما هو بالذي ل قبل له‪،‬‬
‫قال أَبو حات‪ :‬وقالوا قبل وبعد من الَضداد‪ ،‬وقال ف قوله عز وجل‪:‬‬
‫والَرض بعد ذلك دحاها‪ ،‬أَي قبل ذلك‪ .‬قال الَزهري‪ :‬والذي قاله أَبو حات عمن‬
‫قاله خطأٌ؛ قب ُل وبعدُ كل واحد منهما نقيض صاحبه فل يكون أَحدها بعن‬
‫الخر‪ ،‬وهو كلم فاسد‪ .‬وأَما قول ال عز وجل‪ :‬والَرض بعد ذلك دحاها؛‬
‫فإِن السائل يسأَل عنه فيقول‪ :‬كيف قال بعد ذلك قوله تعال‪ :‬قل أَئنكم‬
‫لتكفرون بالذي خلق الَرض ف يومي؛ فلما فرغ من ذكر الَرض وما خلق فيها قال‪:‬‬
‫ث استوى إل السماء‪ ،‬وث ل يكون إِل بعد الَول الذي ذكر قبله‪ ،‬ول‬
‫يتلف الفسرون أَن خلق الَرض سبق خلق السماء‪ ،‬والواب فيما سأَل عنه‬
‫السائل أَن الدّحو غي اللق‪ ،‬وإِنا هو البسط‪ ،‬واللق هو إِلنشاءُ‬
‫الَول‪ ،‬فال عز وجل‪ ،‬خلق الَرض أَو ًل غي مدحوّة‪ ،‬ث خلق السماء‪ ،‬ث دحا‬
‫الَرض أَي بسطها‪ ،‬قال‪ :‬واليات فيها متفقة ول تناقض بمد ال فيها عند‬
‫من يفهمها‪ ،‬وإِنا أَتى اللحد الطاعن فيما شاكلها من اليات من جهة‬
‫غباوته وغلظ فهمه وقلة علمه بكلم العرب‪.‬‬
‫وقولم ف الطابة‪ :‬أَما بعدُ؛ إِنا يريدون أَما بعد دعائي لك‪ ،‬فإِذا‬
‫قلت أَما بعدَ فإِنك ل تضيفه إِل شيء ولكنك تعله غاية نقيضا لقبل؛ وف‬
‫حديث زيد بن أَرقم‪ :‬أَن رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬خطبهم فقال‪:‬‬
‫أَما بعدُ؛ تقدير الكلم‪ :‬أَما بعدُ حد ال فكذا وكذا‪ .‬وزعموا أَن داود‪،‬‬
‫عليه السلم‪ ،‬أَول من قالا؛ ويقال‪ :‬هي فصل الطاب ولذلك قال جل وعز‪:‬‬
‫وآتيناه الكمة وفصل الطاب؛ وزعم ثعلب أَن أَول من قالا كعب بن لؤي‪.‬‬
‫ت بَيْنٍ إِذا لقيته بعد حي؛ وقيل‪:‬‬ ‫أَبو عبيد‪ :‬يقال لقيته ُبعَيْدا ِ‬
‫ت بَيْ ٍن أَي ُبعَيد فراق‪ ،‬وذلك إِذا كان الرجل يسك عن إِتيان‬ ‫ُبعَيْدا ِ‬
‫صاحبه الزمانَ‪ ،‬ث يأْتيه ث يسك عنه نوَ ذلك أَيضا‪ ،‬ث يأْتيه؛ قال‪ :‬وهو‬
‫من ظروف الزمان الت ل تتمكن ول تستعمل إل ظرفا؛ وأَنشد شر‪:‬‬
‫ث مُنْ َقدّ القيمصِ‪ ،‬د َعوْتُه‬
‫وَأ ْشعَ َ‬
‫ت بَيْنٍ‪ ،‬ل هِدانٍ ول ِنكْسِ‬ ‫ُبعَيْدا ِ‬
‫ت بَيْ ٍن أَي بي الرّة ث الرة ف‬ ‫ويقال‪ :‬إِنا لتضحك ُبعَيْدا ِ‬
‫الي‪.‬‬
‫وف حديث النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬أَنه كان إِذا أَراد الباز أَبعد‪،‬‬
‫وف آخر‪ :‬يََتَبعّدُ؛ وف آخر‪ :‬أَنه‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كان يُْب ِعدُ‬
‫ف الذهب أَي الذهاب عند قضاء حاجته؛ معناه إِمعانه ف ذهابه إِل‬
‫اللء‪ .‬وأَبعد فلن ف الَرض إِذا أَمعن فيها‪ .‬وف حديث قتل أَب جهل‪ :‬هَلْ‬
‫أَْب َعدُ من رجل قتلتموه؟ قال ابن الَثي‪ :‬كذا جاء ف سنن أَب داود‬
‫معناها أَنى وأَبلغ‪ ،‬لَن الشيء التناهي ف نوعه يقال قد أَبعد فيه‪ ،‬وهذا‬
‫أَمر بعيد ل يقع مثله لعظمه‪ ،‬والعن‪ :‬أَنك استعظمت شأْن واستبعدت‬
‫قتلي فهل هو أَبعد من رجل قتله قومه؛ قال‪ :‬والروايات الصحيحة أَعمد‪،‬‬
‫باليم‪.‬‬
‫@بغدد‪َ :‬بغْدا ُد وبغداذ وبغذاد وبغذاذ وَبغْدِي ُن وبغدان ومَغْدان‪ :‬كلها‬
‫اسم مدينة السلم‪ ،‬وهي فارسية معناه عطاء صنم‪ ،‬لَن بغ صنم‪ ،‬وداد‬
‫وأَخواتا عطية‪ ،‬يذكر ويؤنث؛ وأَنشد الكسائي‪:‬‬
‫فيا لَْيلَةً‪ ،‬خُ ْرسَ الدّجاجِ‪ ،‬طَويلةً‬
‫ببغدانَ‪ ،‬ما كانت عن الصّبح تَْنجَلي‬
‫قال‪ :‬يعن خُرْسا دَجاجُها؛ قال الَزهري‪ :‬الفصحاء يقولون بغداد‪،‬‬
‫بدالي‪ ،‬وقالوا بغ صنم‪ ،‬وداد بعن دوّد‪ ،‬وحرّفوه عن الذال إِل الدال لَن‬
‫داذ بالفارسية معناه أُعطي‪ ،‬وكرهوا أَن يعلوا للصنم عطاء وقالوا داد‪ .‬ومن‬
‫قال‪ :‬دان فمعناه ذل وخضع‪ ،‬وقولم تََب ْغدَدَ‬
‫(* قوله «وقولم تبغدد إل»‬
‫عبارة شرح القاموس‪ :‬تبغدد عليه إذا تكب وافتخر‪ ،‬مولدة) فلنٌ‪:‬‬
‫ُم َولّد‪.‬‬
‫@بغذد‪ :‬بغذاد‪ :‬مدينة السلم‪ ،‬بذال معجمة َأوّ ًل ودال مهملة آخرا‪ ،‬وقد‬
‫تقدّم ذكرها‪ ،‬والختلف ف اسها‪.‬‬
‫@بلد‪ :‬الَب ْلدَةُ والبََلدُ‪ :‬كل موضع أَو قطعة مستحيزة‪ ،‬عامرة كانت أَو‬
‫غي عامرة‪ .‬الَزهري‪ :‬البلد كل موضع مستحيز من الَرض‪ ،‬عامر أَو غي عامر‪،‬‬
‫خال أَو مسكون‪ ،‬فهو بلد والطائفة منها َب ْلدَةٌ‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬أَعوذ بك من ساكن الَبَلدِ؛ البلد من الَرض‪ :‬ما كان مأْوى‬
‫اليوان وإِن ل يكن فيه بناء‪ ،‬وأَراد بساكنه النّ لَنم سكان الَرض‪،‬‬
‫والمع بلد وُبلْدانٌ؛ والبُلدانٌ‪ :‬اسم يقع على الُكوَر‪ .‬قال بعضهم‪:‬‬
‫الَبَلدُ جنسُ الكان كالعراق والشام‪ .‬والبَلدةُ‪ :‬الز ُء الخصصُ منه‬
‫كالبصرة ودمَشق‪ .‬والبلدُ‪ :‬مكةُ تفخيما لا كالنجم للثريا‪ ،‬والعودُ للمَْندَل‪.‬‬
‫والَبَلدُ والبَلْدةُ‪ :‬الترابُ‪ .‬والبَلدُ‪ :‬ما ل يُحفَر من الَرض ول‬
‫يوقد فيه؛ قال الراعي‪:‬‬
‫ت حامتُه‪،‬‬ ‫ومُوقِد النا ِر قد باد ْ‬
‫ما إِن تَبَيّنُه ف ُجدّةِ الَبلَد‬
‫وبيض ُة البلَدِ‪ :‬الذي ل نظي له ف الدح والذم‪ .‬وبَْيضَةُ البلد‪:‬‬
‫التّومَةُ تتركها النعامةُ ف الُدْ ِحيّ أَو ال َقيّ من الَرض؛ ويقال‬
‫ت البلدِ‪ .‬وف الثل‪ :‬أَذ ّل من بَيْض ِة البلدِ‪،‬‬ ‫لا‪ :‬الَبَلدِيّةُ وذا ُ‬
‫والبلدُ أُدْ ِح ّي النعام؛ معناه أَذ ّل من بَيْض ِة البلدِ‪ ،‬والبلدُ‬
‫أُدْ ِح ّي النعام؛ معناه أَذ ّل من بيضة النعام الت تتركها‪ .‬والبَ ْلدَةُ‪:‬‬
‫الَرضُ‪ ،‬يقال‪ :‬هذه بَلدتُنا كما يقال َبحْرَتُنا‪ .‬والَبَلدُ‪ :‬القبة‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫هو نفس القب؛ قال عديّ بن زيد‪:‬‬
‫مِنْ أُناسٍ كنتُ أَرجو َنفْ َع ُهمْ‪،‬‬
‫حتَ الَبَلدْ‬ ‫أَصبحوا قد َخ َمدُوا َت ْ‬
‫والمع كالمع‪ .‬والَبَلدُ‪ :‬الدارُ‪ ،‬يَانيةٌ‪ .‬قال سيبويه‪ :‬هذه الدارُ‬
‫نعمت البلدُ‪ ،‬فأَّنثَ حيث كان الدار؛ كما قال الشاعر أَنشده سيبويه‪:‬‬
‫هَلْ َتعْ ِرفُ الدارَ ُي َعفّيها الُورْ؟‬
‫الدّجْ ُن َيوْما والسحابُ ا َل ْهمُورْ‪،‬‬
‫لكلّ ريحٍ فيه ذَي ٌل َمسْفُورْ‬
‫وبَلدُ الشيءِ‪ :‬عُْنصُرهُ؛ عن ثعلب‪.‬‬
‫وَبَلدَ بالكانِ‪ :‬أَقام‪ ،‬يَْبُل ُد ُبلُودا اتذه َبلَدا ولزمه‪.‬‬
‫وأَْبلَدَهُ إِياه‪ :‬أَلزمه‪ .‬أَبو زيد‪َ :‬بَلدْتُ بالكان أَْبُل ُد بُلودا‬
‫وأََبدْتُ به آُبدُ أُبُودا‪ :‬أَقمت به‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬فهي لم تاِلدَةٌ باِلدَةٌ باِلدَةٌ؛ يعن اللفة‬
‫لَولده؛ يقال للشيء الدائم الذي ل يزول‪ :‬تاِلدٌ باِلدٌ‪ ،‬فالتالِ ُد القديُ‪،‬‬
‫والباِلدُ إِتباعٌ له؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الَعراب يصف حوضا‪:‬‬
‫ومُْبِلدٍ بَيْ َن َموْما ٍة ِب َم ْهلَكَةٍ‪،‬‬
‫للْقِ‪ِ ،‬علْيانِ‬ ‫جاوزْتُهُ ِبعَلةِ ا َ‬
‫قال‪ :‬الُْبِلدُ الوضُ القديُ ههنا؛ قال‪ :‬وأَراد مُلْبِد َفقََلبَ‪،‬‬
‫وهو اللصق بالَرض‪ .‬ومنه قول عليّ‪ ،‬رضوان ال عليه‪ ،‬لرجلي جاءَا‬
‫ض مُبِْلدٌ تُرك ول‬ ‫يسأَلنه‪َ :‬ألِْبدَا بالَرض حت تفهما‪ .‬وقال غيه‪ :‬حو ٌ‬
‫ل سقاها ف‬ ‫ق يصف إِب ً‬ ‫يُستعمل فتداعى‪ ،‬وقد أَْبَلدَ إِْبلَدا؛ وقال الفرزد ُ‬
‫حوض داثر‪:‬‬
‫قَ َط ْعتُ ُلْلخِيِهنّ َأعْضادَ مُْبِلدٍ‪،‬‬
‫ش ِبذِي ال ّدْلوِ ا ُلحِيلِ جَوانِبُهْ‬ ‫يَنِ ّ‬
‫أَراد‪ :‬بذي الدلو الحيل الاء الذي قد تغي ف الدلو‪ .‬والُباَلدَةُ‪:‬‬
‫صيّ إِذا تالدوا با‪.‬‬ ‫البالَطَةُ بالسيوف وال ِع ِ‬
‫وَبلِدوا وَبلّدوا‪ :‬لَزِموا الَرضَ يقاتلون عليها؛ ويقال‪ :‬اشْتُ ّق من‬
‫بِلد الَرض‪ .‬وَبّلدَ تَبْليدا‪ :‬ضرب بنفسه الَرض‪ .‬وأَْبَلدَ‪َ :‬لصِق‬
‫بالَرض‪.‬‬
‫والَب ْلدَةُ‪َ :‬بلْدةُ النحر‪ ،‬وهي ثُغر ُة النحر وما حولا‪ ،‬وقيل‪ :‬وسطها‪،‬‬
‫ك َزوْرِ الفرس وهي ستة؛ وقيل‪ :‬هو‬ ‫وقيل‪ :‬هي ال َفلْكةُ الثالث ُة من َفلْ ِ‬
‫لفّ والافر‪ ،‬قال ذو الرمة‪:‬‬ ‫رحى ال ّز ْورِ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الصدر من ا ُ‬
‫ختْ َفَألْ َقتْ َب ْلدَةً فوق َبلْدَةٍ‪،‬‬ ‫أُنِي َ‬
‫قليلٍ با الَصواتُ إِ ّل بُغامُها‬
‫يقول‪ :‬بركت الناقة وأَلقت صدرَها على الَرض‪ ،‬وأَراد بالَبلْدَةِ‬
‫الُول ما يقع على الَرض من صدرها‪ ،‬وبالثانية الفلة الت أَناخ ناقَته فيها‪،‬‬
‫وقوله إِل بغامها صفة للَصوات على ح ّد قوله تعال‪ :‬لو كان فيهما آلةٌ‬
‫إِل اللّهُ؛ أَي غي ال‪ .‬والبُغامُ‪ :‬صوتُ الناقة‪ ،‬وأَصله للظب‬
‫فاستعاره للناقة‪ .‬الصحاح‪ :‬والبَ ْلدَةُ الصدرُ؛ يقال‪ :‬فلنٌ واسعُ البلدة أَي‬
‫واسع الصدر؛ وأَنشد بيتَ ذي الرمة‪ .‬وَب ْلدَةُ الفَ َرسِ‪ :‬مُنْقَ َطعُ‬
‫ال َف ْهدَتي من أَساِفلِهما إِل َعضُده؛ قال النابغةُ العدي‪:‬‬
‫ف مِ ْرَفقَيْهِ تَقارُبٌ‪ ،‬وله‬
‫َب ْلدَةُ َنحْ ٍر كجَبْأَةِ الَ َزمِ‬
‫ويُ ْروَى بِرْكَ ُة َزوْرٍ‪ ،‬وهو مذكور ف موضعه‪ .‬وهي بلدةُ بين وبينك‪:‬‬
‫ص ِمتَ‪ ،‬وهي ال َقفْرُ الت ل أَحدَ با؛‬ ‫يعن الفراق‪ .‬ولقيته بَِبلْدةِ إِ ْ‬
‫ص ِمتَ مذكور ف موضعه‪.‬‬ ‫وإِعراب إِ ْ‬
‫والَْبَلدُ من الرجال‪ :‬الذي ليس بقرون‪ .‬والَبلْدةُ والبُلدةُ‪ :‬ما بي‬
‫الاجبي‪ .‬والبُلْدةُ‪ :‬فوق الفُ ْلجَةِ‪ ،‬وقيل‪َ :‬ق ْدرُ الُب ْلجَةِ‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫الَب ْلدَةُ والبُلْدةُ نَقاو ُة ما بي الاجبي؛ وقيل‪ :‬البَلدةُ والبُلدةُ‬
‫أَن يكون الاجبان غي مقروني‪ .‬ورجل َأْبلَ ُد بَيّنُ الَبَلدِ أَي‬
‫أَْبلَجُ وهو الذي ليس بقرون‪ ،‬وقد َبِلدَ َبلَدا‪.‬‬
‫وحكى الفارسي‪ :‬تََبّلدَ الصبحُ كَتََبلّج‪ .‬وتََبلّدتِ ال ّروْضةُ‪:‬‬
‫َن ّورَتْ‪.‬‬
‫والَبلْدةُ‪ :‬راحةُ الكف‪ .‬والَبلْدةُ‪ :‬من منازل القمر بي النعائم‬
‫ب صغارٍ‪ ،‬وقيل‪ :‬ل نَجومَ فيها البتةَ؛‬ ‫و َس ْعدِ الذابح خَل ٌء إِل من كواك َ‬
‫التهذيبُ‪ :‬الَبلْدَ ُة ف السماء موضعٌ ل نوم فيه ليست فيه كواكبُ عظامٌ‪،‬‬
‫يكون َعلَما وهو آخر البوج‪ ،‬سيت بَلدةً‪ ،‬وهي من بُرْج ال َقوْس؛‬
‫سف‬
‫الصحاحُ‪ :‬البَلدةُ من منازل القمر‪ ،‬وهي ستة أَنم من القوس تنلا الشم ُ‬
‫أَقصر يوم ف السنة‪.‬‬
‫والَبَلدُ‪ :‬الَثر‪ ،‬والمعُ أَبلدٌ؛ قال القطامي‪:‬‬
‫ليست ُتجَ ّرحُ‪ ،‬فُرّارا‪ ،‬ظُهور ُهمُ‪،‬‬
‫وف النّحورِ كُلومٌ ذاتُ أَبلدِ‬
‫وقال ابن الرقاع‪:‬‬
‫عَ َرفَ الدّيا َر َتوَهّما فاعْتادَها‪،‬‬
‫مِ ْن َب ْعدِ ما َشمِلَ البِلى أَبْلدَها‬
‫اعتادها‪ :‬أَعاد النظر إِليها مرةً بعد أُخرى ِلدُروسها حت عرفها‪ .‬وشل‪:‬‬
‫عمّ؛ وما يُستحسن من هذه القصيدة قولُه ف صفة أَعلى قَ ْرنِ وَلدِ‬
‫الظبية‪:‬‬
‫تُ ْزجِي أَغَنّ‪َ ،‬كَأنّ إِبْرَةَ َر ْوقِهِ‬
‫َقَلمٌ‪ ،‬أَصابَ مِن الدّوا ِة مِدادَها‬
‫وَبِلدَ ِجلْدُه‪ :‬صارت فيه أَبْلدٌ‪ .‬أَبو عبيد‪ :‬الَبَلدُ الَثَرُ‬
‫بالسد‪ ،‬وجعه أَبْلدُ‪.‬‬
‫ضدّ النّفا ِذ والذّكاءِ‬‫والُب ْلدَةُ والَب ْلدَةُ والبَلدَةُ‪ِ :‬‬
‫والَضاءِ ف الُمور‪ .‬ورج ٌل بليدٌ إِذا ل يكن ذكيّا‪ ،‬وقد َبُلدَ‪ ،‬بالضم‪،‬‬
‫فهو بليد‪ .‬وتََبّلدَ‪ :‬تكلف البَلدَةَ؛ وقول أَب زُبيد‪:‬‬
‫مِن َحمِيمٍ يُْنسِي الَياءَ َجلِيدَ الـ‬
‫ـ َق ْومِ‪ ،‬حت تَراه كالَبْلودِ‬
‫قال‪ :‬الَبْلودُ الذي ذهب حياؤه أَو عقلُه‪ ،‬وهو البَليدُ‪ ،‬يقال للرجل‬
‫يُصاب ف َحمِيمه فيجزع لوته وتنسيه مصيبتُه الياءَ حت تراه كالذاهب‬
‫العقل‪ .‬والتّبَّلدُ‪ :‬نقيضُ الّتجَلد‪َ ،‬بلُ َد بَلدَ ًة فهو بليد‪ ،‬وهو‬
‫استكانة وخضوع؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫أَل ل َتُلمْهُ اليومَ َأ ْن يَتََبلّدا‪،‬‬
‫جلّدا‬‫فقد ُغلِبَ ا َلحْزونُ َأنْ يََت َ‬
‫وتََبّلدَ أَي تردّد متحيا‪ .‬وأَْبَلدَ وَتََبّلدَ‪ :‬لقته حَيْرَةٌ‪.‬‬
‫والَْبلُودُ‪ :‬التحيُ ل فِعلَ له؛ وقال الشيبان‪ :‬هو العتوه؛ قال‬
‫الَصمعي‪ :‬هو الُْنقَطَعُ به‪ ،‬وكل هذا راجع إِل الَيْرَة‪ ،‬وأَنشد بيت‬
‫أَب زبيد «حت تراه كالبلود» والُتََبّلدُ‪ :‬الذي يَتَرَدّدُ متحيا؛‬
‫وأَنشد للبيد‪:‬‬
‫َعلِ َهتْ تََبلّ ُد ف نِهاءِ صَعاِئدٍ‪،‬‬
‫سَبْعا تُواما‪ ،‬كامِلً أَيّامُها‬
‫وقيل للمتحي‪ :‬مُتََبّلدٌ لَنه شبه بالذي يتحي ف فلة من الَرض ل‬
‫يهتدي فيها‪ ،‬وهي الَبلْدَةُ‪ .‬وكل بلد واسع‪َ :‬ب ْلدَةٌ‪ ،‬قال الَعشى يذكر‬
‫الفلة‪:‬‬
‫س مُو ِحشَةٍ‪،‬‬ ‫وَب ْلدَةٍ مِثْ ِل َظهْرِ التّ ْر ِ‬
‫للجِنّ‪ ،‬بِاللي ِل ف حافاتِها‪ُ ،‬شعَلُ‬
‫س ف العمل‬ ‫وَبّلدَ الرجلُ إِذا ل يتجه لشيء‪ .‬وَبّلدَ إِذا َنكّ َ‬
‫ضعُف حت ف الَرْيِ؛ قال الشاعر‪:‬‬ ‫وَ‬
‫َجرَى َطلَقا حت إِذا ُق ْلتُ سابِقٌ‪،‬‬
‫ق سُو ٍء فََبلّدَا‬‫تَدارَكَ ُه أَعْرَا ُ‬
‫ي بن زيد‪:‬‬ ‫والتَّبّلدُ‪ :‬التصفيقُ‪ .‬والتَّبلّدُ‪ :‬التلهف؛ قال عد ّ‬
‫سبُ مالً‪ ،‬أَو َتقُومَ نَوائِحٌ‬ ‫سَأ ْك ِ‬
‫عل ّي ِبلَيْلٍ‪ ،‬مُْبدِياتِ التَّبلّدِ‬
‫وتََبلّد الرج ُل تََبلّدا إِذا نزل ببلد ليس به أَحدٌ ُيَل ّهفُ‬
‫نفسه‪ .‬والُتََبلّد‪ :‬الساقط إِل الَرض؛ قال الراعي‪:‬‬
‫ولِلدّا ِر فِيها مِنْ َحمُولَةِ أَهلِها‬
‫َعقِيٌ‪ ،‬وِللْبَاكي با ا ُلتَبلّدِ‬
‫وكله من البَلدة‪ .‬والبَليدُ من الِبل‪ :‬الذي ل ينشّطه تريك‪.‬‬
‫وأَْبلَدَ الرجلُ‪ :‬صارت دوابه بليدةً؛ وقيل‪ :‬أَْبَلدَ الرجلُ‪ :‬صارت دوابه بليدةً‪،‬‬
‫وقيل‪َ :‬أْبلَدَ إِذا كانت دابته بَليدَةً‪ .‬وفرس بَليدٌ إِذا تأَخر عن‬
‫اليل السوابق‪ ،‬وقد َبُل َد بَلدَةً‪ .‬وَبّلدَ السحابُ‪ :‬ل يطر‪ .‬وَبّلدَ‬
‫جدْ‪ .‬وَبّلدَ الفَ َرسُ‪ :‬ل َيسْبِق‪ .‬ورجلٌ أَْبَلدُ‪:‬‬ ‫الِنسانُ‪ :‬ل َي ُ‬
‫للْقِ‪ .‬ويقال للجبال إِذا تقاصرت ف رأْي العي لظلمة الليل‪ :‬قد‬ ‫غليظ ا َ‬
‫َبّلدَتْ؛ ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫ع جاهِ ُل القومِ ذَا الّنهَى‬ ‫إِذا ل يُنازِ ْ‬
‫وَبّلدَتِ ا َلعْل ُم بالليلِ كالَ َكمْ‬
‫والَبلَْندَى‪ :‬العَريضُ‪ .‬والَبلَْندَى وا َللَْندَى‪ :‬الكثي لم‬
‫النبي‪ .‬والُْبلَنْدى من المال الصلب الشديد‪ :‬وَب ْلدٌ‪ :‬اسمُ موضع؛ قال الراعي‬
‫يصف صقرا‪:‬‬
‫جَلتْ عنه َغدَاةُ صُبَابَةٍ‪،‬‬ ‫إِذا ما اْن َ‬
‫شدِ‬
‫رأَى‪ ،‬وهو ف َب ْلدٍ‪ ،‬خَرانِ َق مُنْ ِ‬
‫(* قوله «غداة صبابة» كذا ف نسخة الؤلف برفع غداة مضافة إل صبابة‪،‬‬
‫بضم الصاد الهملة‪ .‬وكذا هو ف شرح القاموس بالصاد مهملة من غي ضبط‪ ،‬وقد‬
‫خطر بالبال أنه غداة ضبابة بنصب غداة بالغي العجمة على الظرفية ورفع‬
‫ضبابة بالضاد العجمة فاعل انلت)‪.‬‬
‫وف الديث ذكرُ ُبلَْيدٍ؛ هو بضم الباء وفتح اللم‪ ،‬قرية لل عليّ بواد‬
‫قريب من يَنْبُع‪.‬‬
‫بند‪ :‬البَْندُ‪ :‬العَلمُ الكبي معروف‪ ،‬فارسي معرّب؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫وأَسيافُنَا‪ ،‬تتَ البُنُودِ‪ ،‬الصّواعِقُ‬
‫وف حديث أَشراط الساعةِ‪َ :‬أ ْن َتغْزو الرومُ فتسي بثماني بَنْدا؛‬
‫البَْندُ‪ :‬العَلمُ الكبي‪ ،‬وجعه بُنُود وليس له جعُ أَدْن َعدَدٍ‪.‬‬
‫والبَْندُ‪ :‬كل َعلَم من الَعلم‪ .‬وف الحكم‪ :‬من أَعلم الروم يكون للقائد‪،‬‬
‫يكون تت كل َعلَمٍ عشرة آلف رجل أَو أَقل أَو أَكثر‪ .‬وقال الجيميّ‪:‬‬
‫البَْندُ َعَلمُ الفُرْسانِ؛ وأَنشد للمفضل‪:‬‬
‫جاؤُوا َيجُرّون البُنُودَ جَرّا‬
‫قال النضر‪ :‬سي العلم الضخم واللوا ُء الضخمُ البَْندَ‪.‬‬
‫والبَْندُ‪ :‬الذي يُسكِر من الاء؛ قال أَبو صخر‪:‬‬
‫وِإنّ مَعاجي لِلخِيامِ‪ ،‬و َم ْوقِفي‬
‫بِرابِيةِ البَْندَينِ‪ ،‬با ٍل ُثمَامُها‬
‫يعن بيوتا أُلقي عليها ثُما ٌم وشجر ينبت‪ .‬الليث‪ :‬الَبْندُ حِيَلٌ‬
‫مستعملة؛ يقال‪ :‬فلن كثي البُنود أَي كثي اليل‪ .‬والبَْندُ‪ :‬بَْيذَقٌ‬
‫مُْن َعقِ ٌد ِبفِزْزانٍ‪.‬‬
‫@بند‪ :‬البَْندُ‪ :‬العَلمُ الكبي معروف‪ ،‬فارسي معرّب؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫وأَسيافُنَا‪ ،‬تتَ البُنُودِ‪ ،‬الصّواعِقُ‬
‫وف حديث أَشراط الساعةِ‪َ :‬أ ْن َتغْزو الرومُ فتسي بثماني بَنْدا؛‬
‫البَْندُ‪ :‬العَلمُ الكبي‪ ،‬وجعه بُنُود وليس له جعُ أَدْن َعدَدٍ‪.‬‬
‫والبَْندُ‪ :‬كل َعلَم من الَعلم‪ .‬وف الحكم‪ :‬من أَعلم الروم يكون للقائد‪،‬‬
‫يكون تت كل َعلَمٍ عشرة آلف رجل أَو أَقل أَو أَكثر‪ .‬وقال الجيميّ‪:‬‬
‫البَْندُ َعَلمُ الفُرْسانِ؛ وأَنشد للمفضل‪:‬‬
‫جاؤُوا َيجُرّون البُنُودَ جَرّا‬
‫قال النضر‪ :‬سي العلم الضخم واللوا ُء الضخمُ البَْندَ‪.‬‬
‫والبَْندُ‪ :‬الذي يُسكِر من الاء؛ قال أَبو صخر‪:‬‬
‫وِإنّ مَعاجي لِلخِيامِ‪ ،‬و َم ْوقِفي‬
‫بِرابِيةِ البَْندَينِ‪ ،‬با ٍل ُثمَامُها‬
‫يعن بيوتا أُلقي عليها ثُما ٌم وشجر ينبت‪ .‬الليث‪ :‬الَبْندُ حِيَلٌ‬
‫مستعملة؛ يقال‪ :‬فلن كثي البُنود أَي كثي اليل‪ .‬والبَْندُ‪ :‬بَْيذَقٌ‬
‫مُْن َعقِ ٌد ِبفِزْزانٍ‪.‬‬
‫@بد‪َ :‬ب ْهدَى وذو َب ْهدَى‪ :‬موضعان‪.‬‬
‫@بود‪ :‬بادَ الشيءُ بَوادا‪ :‬ظهر‪ ،‬وسنذكره ف الياء أَيضا‪.‬‬
‫والَبوْدُ‪ :‬البئر‪.‬‬
‫ت بَيْ ٍن إِذا لقيته بعد حي؛ وقيل‪:‬‬ ‫@أَبو عبيد‪ :‬يقال لقيته ُبعَيْدا ِ‬
‫ت بَيْ ٍن أَي ُبعَيد فراق‪ ،‬وذلك إِذا كان الرجل يسك عن إِتيان‬ ‫ُبعَيْدا ِ‬
‫صاحبه الزمانَ‪ ،‬ث يأْتيه ث يسك عنه نوَ ذلك أَيضا‪ ،‬ث يأْتيه؛ قال‪ :‬وهو‬
‫من ظروف الزمان الت ل تتمكن ول تستعمل إل ظرفا؛ وأَنشد شر‪:‬‬
‫ث مُنْ َقدّ القيمصِ‪ ،‬د َعوْتُه‬ ‫وَأ ْشعَ َ‬
‫ت بَيْنٍ‪ ،‬ل هِدانٍ ول ِنكْسِ‬ ‫ُبعَيْدا ِ‬
‫ت بَيْ ٍن أَي بي الرّة ث الرة ف‬ ‫ويقال‪ :‬إِنا لتضحك ُبعَيْدا ِ‬
‫الي‪.‬‬
‫وف حديث النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬أَنه كان إِذا أَراد الباز أَبعد‪،‬‬
‫وف آخر‪ :‬يََتَبعّدُ؛ وف آخر‪ :‬أَنه‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كان يُْب ِعدُ‬
‫ف الذهب أَي الذهاب عند قضاء حاجته؛ معناه إِمعانه ف ذهابه إِل‬
‫اللء‪ .‬وأَبعد فلن ف الَرض إِذا أَمعن فيها‪ .‬وف حديث قتل أَب جهل‪ :‬هَلْ‬
‫أَْب َعدُ من رجل قتلتموه؟ قال ابن الَثي‪ :‬كذا جاء ف سنن أَب داود‬
‫معناها أَنى وأَبلغ‪ ،‬لَن الشيء التناهي ف نوعه يقال قد أَبعد فيه‪ ،‬وهذا‬
‫أَمر بعيد ل يقع مثله لعظمه‪ ،‬والعن‪ :‬أَنك استعظمت شأْن واستبعدت‬
‫قتلي فهل هو أَبعد من رجل قتله قومه؛ قال‪ :‬والروايات الصحيحة أَعمد‪،‬‬
‫باليم‪.‬‬
‫ت تََبذّ َبذَذا‬
‫@بذذ‪َ :‬بذِذْ َ‬
‫(* قوله «بذذا» كذا بالصل وف القاموس‬
‫بذاذا‪ ).‬وبَذاذ ًة وُبذُوذَةً‪ :‬رثّت هيئتُك وساءت حالتك‪ .‬وف الديث عن‬
‫النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬البَذاذ ُة من الِيان؛ البذاذة‪ :‬رثاثة‬
‫ل رثّ اليئة‪ ،‬يقال منه‪:‬‬ ‫اليئة؛ قال الكسائي‪ :‬هو أَن يكون الرج ُل مََت َقهّ ً‬
‫رجل باذّ اليئة وف هيئته بذاذة‪ .‬وقال ابن الَعراب‪ :‬الَبذّ الرجل‬
‫الَُت َقهّل الفقي‪ ،‬قال‪ :‬والبذاذة أَن يكون يوما متزينا ويوما َشعِثا‪.‬‬
‫ت بعدي‪،‬‬ ‫ويقال‪ :‬هو ترك مداومة الزينة‪ .‬وحال َبذّة أَي سيئة‪ .‬وقد َبذِذ َ‬
‫بالكسر‪ ،‬فأَنت باذّ اليئة أَي ورثُها بَيّن البذاذة والبُذوذة‪ .‬قال ابن‬
‫الَثي‪ :‬أَي رثّ اللّْبسَة‪ ،‬أَراد التواض َع ف اللباس وتركَ‬
‫التَّبجّجِ به‪ .‬وهيئة َبذّةٌ‪ :‬صفة‪ ،‬ورجل َبذّ البخت‪ :‬سيئُه رديئه؛ عن‬
‫كراع‪.‬وَبذّ القومَ يَُبذّهم بذّا‪ :‬سبقهم وغلبهم‪ ،‬وكل غالب باذّ‪ .‬والعرب‬
‫تقول‪َ :‬بذّ فلن فلنا يَُبذّه بذا إِذا ما عله وفاقه ف حسن أَو عمل‬
‫كائنا ما كان‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الَبذَْبذَة التقشّف‪ .‬وف الديث‪َ :‬بذّ‬
‫القائلي أَي سبقهم وغلبهم يَُبذّهم َبذّا؛ ومنه صفة مشيه‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪َ :‬ي ْمشِي ا ُلوُيْنا يَُبذّ القوم إِذا سارع إِل خي أَو مشى‬
‫إِليه‪.‬‬
‫ق بعضه ببعض َك َفذّ؛ عن ابن‬ ‫وتَرَبذّ‪ :‬مَُتفَرّق ل َيلْزَ ُ‬
‫الَعراب‪ .‬والَبذّ‪ :‬موضع‪ ،‬أُراه أَعجميّا‪ .‬والَبذّ‪ :‬اسم كُورةٍ من ُكوَر‬
‫بابَكَ الُ ّرمِي‪.‬‬
‫@بسذ‪ :‬قال الَزهري ف تذيبه‪ :‬أُهلت السي مع التاء والذال والظاء إِل‬
‫آخر حروفها على ترتيبه فلم يُستعمل من جيع وجوهها شيء ف مُصاصِ كلم‬
‫العرب‪ ،‬فأَما قولم‪ :‬هذا قضاءُ َسذُومَ بالذال فإِنه أَعجمي؛ وكذلك‬
‫ل ْوهَرِ ليس بعرب‪ ،‬وكذلك السَّبذَة فارسي‪.‬‬ ‫سذُ لا ا َ‬ ‫الُب ّ‬
‫@بغدذ‪َ :‬بغْدا ُد وبَغدا ُذ وبَغذا ُد وَبغْدانُ‪ ،‬بالنون‪ ،‬ومغَدانُ‪ ،‬باليم‪،‬‬
‫معرّب يذكر ويؤنث‪ :‬مدينة السلم‪.‬‬
‫@بغذذ‪ :‬بغذاذ‪ :‬مدينة السلم وفيها اختلف ذكر ف بغدذ‪.‬‬
‫@بوذ‪ :‬التهذيب‪ :‬أَبو عمرو‪ :‬باذ إِذا تواضع‪ .‬التهذيب‪ :‬الفراء‪ :‬باذ الرجل‬
‫إِذا افتقر‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬باذَ يبوذُ إِذا تعدى على الناس‪.‬‬
‫@بأر‪ :‬البِئْرُ‪ :‬القَلِيبُ‪ ،‬أُنثى‪ ،‬والمع أَبْآرٌ‪ ،‬بمزة بعد الباء‪،‬‬
‫مقلوب عن يعقوب‪ ،‬ومن العرب من يقلب المزة فيقول‪ :‬آبارٌ‪ ،‬فإِذا كُثّرَتْ‪،‬‬
‫فهي البِئارُ‪ ،‬وهي ف القلة أَْبؤُرٌ‪ .‬وف حديث عائشة‪ :‬اغَْتسِلي من ثلث‬
‫أَْب ُؤرٍ َي ُمدّ بعضُها بعضا؛ َأْبؤُرٌ‪ :‬جعُ قلة للبئر‪ .‬وم ّد بعضها‬
‫بعضا‪ :‬هو أَن مياهها تتمع ف واحدة كمياه القناة‪ ،‬وهي البِئْرَةُ‪،‬‬
‫وحافرُها‪ :‬الَبّارُ‪ ،‬مقلوب ول يُسمع على وَ ْجهِهِ؛ وف التهذيب‪ :‬وحافِرُها‬
‫ت بِئْرا وبََأرَها يَْبَأرُها‬ ‫بأْآر؛ ويقال‪َ :‬أبّارٌ؛ وقد بََأرْ ُ‬
‫وابْتََأرَها‪َ :‬حفَرَها‪ .‬أَبو زيد‪ :‬بََأرْتُ َأبَْأرُ َبأْرا َحفْرتُ‬
‫ُب ْؤرَةً يطبخ فيها‪ ،‬وهي ا ِلرَةُ‪ .‬وف الديث‪ :‬البِئْرُ جبارٌ قيل هي‬
‫العادِيّ ُة القدية ل يعلم لا حافر ول مالك‪ ،‬فيقع فيها الِنسان أَو غيه‪ ،‬فهو‬
‫جُبار أَي َهدَرٌ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الَجي الذي ينل البئر فينقيها أَو يرج‬
‫منها شيئا وقع فيها فيموت‪.‬‬
‫والُب ُؤرَةُ‪ :‬كالزّبْيَ ِة من الَرض‪ ،‬وقيل‪ :‬هي موقد النار‪ ،‬والفعل‬
‫كالفعل‪ .‬وَبَأرَ الشيءَ يَبَْأرُه َبأْرا وابْتََأرَه‪ ،‬كلها‪ :‬خَبَأَهُ‬
‫وادّخَرَهُ؛ ومنه قيل للحُفرَةِ‪ :‬الُبؤُرَةُ‪ .‬والُب ْؤرَةُ والبِئْرَةُ‬
‫والبَِئيَةُ‪ ،‬على َفعِيلَةٍ‪ :‬ما خُِبئَ وادّخِرَ‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن رجلً‬
‫آتاه ال ما ًل فلم يَبْتَئْر خيا‪ :‬أَي ل ُي َقدّ ْم لنفسه خَبِيئَةَ‬
‫َخيْرٍ ول َيدّخِرْ‪ .‬وابْتََأرَ اليَ وَبَأرَهُ‪َ :‬ق ّدمَهُ‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫عمله مستورا‪ .‬وقال ا ُل َموِيّ ف معن الديث‪ :‬هو من الشيء ُيخَْبأُ كأَنه‬
‫ل يُقدّم لنفسه خيا خَبَأَهُ لا‪.‬‬
‫ويقال للذّخية يدّخرها الِنسان‪ :‬بَئِيَةٌ‪ .‬قال أَبو عبيد‪ :‬ف‬
‫البْتِئار لغتان‪ :‬يقال ابْتََأرْتُ وائَْتبَرْتُ ابْتِئارا وائتِبارا؛ وقال‬
‫القطامي‪:‬‬
‫فإِن ل تَأْتَبِ ْر َرشَدا قُرَيْشٌ‪،‬‬
‫فليس لسائِر لناسِ ائتْبِارُ‬
‫يعن اصطناع الي والعروف وتقديه‪ .‬ويقال ِلرَةِ النارِ‪ُ :‬ي ْؤرَةٌ‪،‬‬
‫وجعه ُب َؤرٌ‪.‬‬
‫@بب‪ :‬البَبْرُ‪ :‬واحدُ الُببُور‪ ،‬وهو الفُرانِ ُق الذي يعادي الَسد‪.‬‬
‫غيه‪ :‬البَبْرُ ضرب من السباع‪ ،‬أَعجمي معرّب‪.‬‬
‫@بتر‪ :‬البَتْرُ‪ :‬ا ْستِئْصالُ الشيء قطعا‪ .‬غيه‪ :‬البَتْ ُر قَ ْطعُ‬
‫الذَّنبِ ونوه إِذا استأْصله‪.‬‬
‫بَتَ ْرتُ الشيءَ بَتْرا‪ :‬قطعته قبل الِتام‪ .‬والنْبتارُ‪:‬‬
‫الْنقِطاعُ‪ .‬وف حديث الضحايا‪ :‬أَنه ني عن البتورةِ‪ ،‬وهي الت قطع ذنبها‪ .‬قال ابن‬
‫سيده‪ :‬وقيل كُ ّل قطع بَتْرٌ؛ بََترَهُ يَْبتُرُهُ َبتْرا فانْبَتَرَ‬
‫وتَبَتّر‪ .‬وسَْيفٌ باتِ ٌر وبَتُورٌ وبَتّارٌ‪ :‬قطّاع‪ .‬والباتِرُ‪ :‬السيفُ‬
‫القاطعُ‪.‬‬
‫ي موضع كان من جيع الدواب؛ وقد‬ ‫ع الذّنَب من أَ ّ‬ ‫والَبْتَرُ‪ :‬القطو ُ‬
‫أَبْتَرَ ُه فَبَتَر‪ ،‬وذََنبٌ أَبْتَرُ‪ .‬وتقول منه‪ :‬بَتِرَ‪ ،‬بالكسر‪،‬‬
‫يَبَْترُ َبتَرا‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬أَنه نى عن البُتَيْراءِ؛ هو أَن يُوتِ َر بركعة واحدة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هو الذي شرع ف ركعتي فأَت الُول وقطع الثانية‪ :‬وف حديث سعد‪:‬‬
‫أَنه َأوْتَ َر بركعة‪ ،‬فَأَْنكَ َر عليه ابْنُ مسعود وقال‪ :‬ما هذه الَبتْراءُ؟‬
‫وكل أَمر انقطع من الي أَثَرُه‪ ،‬فهو أَبْتَرُ‪.‬‬
‫والَبْتَرانِ‪ :‬العَيْرُ والعَْبدُ‪ ،‬سُميّا أَبْتَرَيْ ِن لقلة خيها‪.‬‬
‫ل أَي صيه أَبتر‪.‬‬ ‫وقد أَبْتَرَه ا ُ‬
‫صّل َي على النب‪،‬‬ ‫وخطب ٌة بَتْراءُ إِذا ل يُذكر ال تعال فيها ول ُ‬
‫صلى ال عليه وسلم؛ وخطب زياد خطبته الَبتْراءَ‪ :‬قيل لا البَتْراءُ‬
‫لَنه ل يمد ال تعال فيها ول يص ّل على النب‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫ع يقال لَا‬‫وسلم‪.‬وف الديث‪ :‬كان لرسولُ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ِ ،‬درْ ٌ‬
‫البَتْراءُ‪ ،‬سيت بذلك لقصرها‪.‬‬
‫والَبْتَ ُر من اليات‪ :‬الذي يقال له الشيطان قصي الذنب ل يراه أَحد‬
‫إِ ّل فرّ منه‪ ،‬ول تبصره حامل ِإلّ أَسقطت‪ ،‬وإِنا سي بذلك لِقَصرِ‬
‫ذَنَبه كأَنه بُتِ َر منه‪ .‬وف الديث‪ :‬كلّ َأمْر ذي بال ل يُبدأُ فيه‬
‫بمد ال فهو أَبْتَرُ؛ أَي أَقطع‪ .‬والبَتْرُ‪ :‬القطعُ‪ .‬والَبَْترُ من‬
‫عَرُوض الَُتقَارَب‪ :‬الرابع من الثمّن‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫َخلِيليّ عُوجَا على َر ْسمِ دَارٍ‪،‬‬
‫ت مِنْ ُسلَيْمى ومِنْ مَيّهْ‬ ‫َخَل ْ‬
‫سدّس‪ ،‬كقوله‪:‬‬ ‫والثان من ا ُل َ‬
‫َت َع ّففْ ول تَبْتَئِسْ‪،‬‬
‫ض يَأْتيكَا‬
‫فما ُيقْ َ‬
‫فقوله يَ ْه من مَيّ ْه وقوله كامِنْ َيأْتِيكا كلها فل‪ ،‬وإِنا حكمهما‬
‫فعولن‪ ،‬فحذفت لن فبقي فعو ث حذفت الواو وأُسكنت العي فبقي فل؛ وسى‬
‫قطرب البيت الرابع من الديد‪ ،‬وهو قوله‪:‬‬
‫إِنا ال ّذلْفاءُ ياقُوتَةٌ‪،‬‬
‫ت مِنْ كيسِ دُِهْقانِ‬ ‫أُخْرِ َج ْ‬
‫ساه أَبْتَرَ‪ .‬قال أَبو إِسحق‪ :‬وغلط قرب‪ ،‬إِنا الَبتر ف التقارب‪،‬‬
‫فأَما هذا الذي ساه قطرب الَبْتَرَ فإِنا هو القطوع‪ ،‬وهو مذكور ف‬
‫موضعه‪ .‬والَبْتَرُ‪ :‬الذي ل َع ِقبَ له؛ وبه ُفسّرَ قولهُ تعال‪ِ :‬إنّ‬
‫شاِنئَكَ ُهوَ ا َلبْتَرُ؛ نزلت ف العاصي بن وائل وكان دخل على النب‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬وهو جالس فقال‪ :‬هذا الَبْتَرُ أَي هذا الذي ل عقب له‪،‬‬
‫فقال ال جل ثناؤه‪ :‬إِن شانئك يا ممد هو الَبتر أَي النقطع العقب؛‬
‫وجائز أَن يكون هو النقطع عنه كلّ خي‪ .‬وف حديث ابن عباس قال‪ :‬لا َقدِم‬
‫ف مكةَ قالت له قريشٌ‪ :‬أَنت حَبْ ُر أَهل الدينة‬ ‫ابنُ ا َلشْ َر ِ‬
‫وسَّيدُهم؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالوا‪ :‬أَل تَرى هذا الصّنَيْبِرَ ا ُلبَيْتِ َر من قومه؟‬
‫يزعم أَنه خي منا ونن أَهلُ الَجيج وأَه ُل السّدانَةِ وأَهلُ‬
‫السّقاية؟ قال‪ :‬أَنتم خي منه‪ ،‬فأُنزلت‪ :‬إِن شانئك هو الَبتر‪ ،‬وأُنزلت‪:‬‬
‫َأَلمْ تَرَ إل الّذين أُوتوا نَصيبا من الكتاب يؤمنون بالِْبتِ والطاغوتِ‬
‫ويقولون للذين كفروا هؤلء أَهدى من الذين آمنوا سبيلً‪ .‬ابن الَثي‪:‬‬
‫الَبْتَرُ الُْنبَتِ ُر الذي ل ولد له؛ قيل‪ :‬ل يكن يومئذٍ ُوِلدَ لَهُ‪،‬‬
‫قال‪ :‬وفيه نظر لَنه ولد له قبل البعث والوحي إِ ّل أَن يكون أَراد ل‬
‫يعش له ولد ذكر‪ .‬والَبَْترُ‪ :‬ا ُل ْعدِمُ‪ .‬والَبْتَرُ‪ :‬الاسرُ‪.‬‬
‫والَبْتَرُ‪ :‬الذي ل عُ ْروَ َة له من الَزا ِد والدّلء‪.‬‬
‫وتَبَتّر َلحْمهُ‪ :‬انْمارَ‪ .‬وبَتَ َر رَ ِحمَ ُه يَبْتُرُها بَتْرا‪:‬‬
‫قطعها‪ .‬والُباتِرُ‪ ،‬بالضم‪ :‬الذي يَْبتُرُ رحه ويقطعها؛ قال أَبو الرئيس‬
‫الازن واسه عبادة بن طَ ْهفَةَ يهجو أَبا حصن السلمي‪:‬‬
‫لَئِي ٌم نَزَتْ ف أَْنفِهِ خُنْزُ وانَهٌ‪،‬‬
‫على قَ ْطعِ ذي القُرْب أَ َحذّ أُباتِرُ‬
‫قل ابن بري‪ :‬كذا أَورده الوهري والشهور ف شعره‪:‬‬
‫ضغِينَةٍ‬‫ضبّ َ‬ ‫شدي ُد وِكاءٍ البَطْنِ َ‬
‫وسنذكره هنا‪ .‬وقيل‪ :‬الُباِترُ القصي كأَنه بُِترَ عن التمام؛ وقيل؛‬
‫الُباتِرُ الذي ل َنسْ َل لَه؛ وقوله أَنشده ابن الَعراب‪:‬‬
‫ضغِينَةٍ‪،‬‬ ‫ضبّ َ‬ ‫شدي ُد وِكاءٍ البَطْنِ َ‬
‫على قَ ْطعِ ذي القُرْب أَ َحذّ أُباتِرُ‬
‫ع ف بَتْ ِر ما بينه وبي صديقه‪ .‬وأَْبتَرَ الرجلُ‬ ‫قال‪ :‬أُباتِ ُر ُيسْرِ ُ‬
‫لجّةُ البَتْراءُ‪ :‬النافذة؛ عن ثعلب‪.‬‬ ‫إِذا أَعْطَى ومََنعَ‪ .‬وا ُ‬
‫والبُتَيْراءُ‪ :‬الشمسُ‪ .‬وف حديث علي‪ ،‬كرّم ال وجهه‪ ،‬وسئل عن صلة الَضْحى‬
‫أَو الضّحى فقال‪ :‬حي تَْبهَرُ البُتَيْراءُ الَرضَ؛ أَراد حي تنبسط‬
‫الشمس على وجه الَرض وترتفع‪ .‬وأَبْتَرَ الرجلُ‪ :‬صلى الضحى‪ ،‬وهو من ذلك‪.‬‬
‫ب الشمسُ‪،‬‬ ‫وف التهذيب‪ :‬أَبْتَرَ الرجلُ إِذا صلى الضحى حي ُت َقضّ ُ‬
‫ب الشمس أَي تُخرجُ شعاعَها كالْ ُقضْبان‪.‬‬ ‫وُت َقضّ ُ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬البُتَيْرَ ُة تصغي الَبتْرَةِ‪ ،‬وهي الَتانُ‪.‬‬
‫والبُتْرِيّةُ‪ :‬فِ ْرقَ ٌة من الزّيدية نسبوا إِل الغية بن سعد ولقبه‬
‫الَبْتَرُ‪.‬‬
‫والبُتْرُ والبَتْراءُ والُباتِرُ‪ :‬مواضع؛ قال القتال الكلب‪:‬‬
‫ت بعدي فالعَرِيشَا ِن فالبُتْرُ‬ ‫َعفَا النّْب ُ‬
‫وقال الراعي‪:‬‬
‫تَ َركْ َن رِجالَ العُنْظُوا ِن تَنُوُب ُهمْ‬
‫ف مِنْ وراءِ الُباتِر‬ ‫ضِباعٌ خِفا ٌ‬
‫@بثر‪ :‬البَثْرُ والبَثَرُ والبُثُورُ‪ُ :‬خرّاجٌ صِغارٌ‪ ،‬وخص بعضهم به‬
‫الوجه‪ ،‬واحدته بَثْرٌَة وبَثَرَةٌ‪.‬‬
‫وقد بَثَر ِج ْلدُه ووجهه يَبْثُ ُر بَثْرا وبُثُورا‪ :‬وبَثِرَ‪ ،‬بالكسر‪،‬‬
‫بَثَرا وبَثُرَ‪ ،‬بالضم‪ ،‬ثلث لغات‪ ،‬فهو َوجْهٌ بَثِرٌ‪ .‬وتَبَثّرَ‬
‫وَ ْجهُه‪ :‬بَثِرَ‪ .‬وتَبَثّ َر جلدُه‪ :‬تََنفّط‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬البُثُور مِثْل‬
‫ل َدرِيّ َيقْبُحُ على الوجه وغيه من بدن الِنسان‪ ،‬وجعها بَثْرٌ‪.‬‬ ‫اُ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬البَثْرَةُ تصغيها البُثَيْرَةُ‪ ،‬وهي الّن ْعمَةُ‬
‫ض َسهْلَ ٌة رِ ْخوَةٌ‪.‬‬‫التامة‪ .‬والبَثْرَةُ‪ :‬الَرّةُ‪ .‬والبَثْرُ‪ :‬أَر ٌ‬
‫والبَثْرُ‪ :‬أَرضٌ حجارتا كحجارة الَرّةِ ِإلّ أَنا بِيضٌ‪ .‬والبَثْرُ‪:‬‬
‫الكثي‪ .‬يقال‪ :‬كَث ٌي بَثِيٌ‪ ،‬إِتباع له وقد يفرد‪ .‬وعطاءٌ َبثْرٌ‪ :‬كثي‬
‫وقليل‪ ،‬وهو من الَضداد‪ .‬وماء بَثْرٌ‪ :‬بقي منه على وجه الَرض شيء قليل‪.‬‬
‫وبَثْرٌ‪ :‬ماء معروف بذاتِ عِ ْرقٍ؛ قال أَبو ذؤيب‪:‬‬
‫فافْتَّنهُ ّن مِ َن السّواءِ‪ ،‬وماؤه‬
‫بَثْرٌ‪ ،‬وعاَندَهُ طَرِي ٌق َمهَْيعُ‬
‫والعروف ف البَثْرِ‪ :‬الكثيُ‪ .‬وقال الكسائي‪ :‬هذا شيء كثيٌ بَثيٌ‬
‫لفْرَةُ‪ .‬قال أَبو منصور‪:‬‬ ‫بَذي ٌر وبَج ٌي أَيضا‪ .‬الَصمعي‪ :‬البَثْرَة ا ُ‬
‫ورأَيت ف البادية رَكِيّةً غي مَ ْطوِيّةٍ يقال لا بَثْرَةُ‪ ،‬وكانت‬
‫واسعة كثية الاء‪ .‬الليث‪ :‬الاءُ البَثْ ُر ف الغدير إِذا ذهب وبقي على وجه‬
‫الَرض منه شيء قليل‪ ،‬ث َنشّ و َغشّى وجْهَ الَرض منه شِبْهُ‬
‫سيُ‪ .‬والبُثُور‪:‬‬ ‫لِ ْ‬ ‫عِ ْرمِضٍ؛ يقال‪ :‬صار ماء الغدير بَثْرا‪ .‬والبَثْرُ‪ :‬ا َ‬
‫الَحْساءُ‪ ،‬وهي الكِرارُ؛ ويقال‪ :‬ما ٌء باثِرٌ إِذا كان باديا من غي حفر‪،‬‬
‫لسُودُ‪ .‬والبَثْرُ والَبْثُور‪:‬‬ ‫وكذلك ماءٌ ناب ٌع ونََبعٌ‪ .‬والباثِرُ‪ :‬ا َ‬
‫حسُودُ‪ .‬والَبْثُور‪ :‬الغنّ التّا ّم الغِن‪.‬‬ ‫ا َل ْ‬
‫ضتْ تُبا ِدرُ شيئا‬ ‫@بثعر‪ :‬اْبذَعَرّتِ الي ُل وابَْثعَرّتْ إِذا رَ َك َ‬
‫تَ ْطلُبُه‪.‬‬
‫@بر‪ :‬الَبجَرُ‪ ،‬بالتحريك‪ :‬خروجُ السّرّة ونُُتوّها و ِغلَظُ أَصلِها‪.‬‬
‫ابن سيده‪ :‬الُبجْرَ ُة السّرّةُ من الِنسان والبعي‪ ،‬عَ ُظ َمتْ أَو ل‬
‫تعظم‪ .‬وَبجَرَ َبجْرا‪ ،‬فهو َأْبجَرُ إِذا َغلُظَ أَصلُ سُرِّت ِه‬
‫ق وبقي ف ذلك العظم رِيحٌ‪ ،‬والرأَةُ َبجْراءُ‪ ،‬واسم ذلك‬ ‫ح َم من حيث دَ ّ‬ ‫فالَت َ‬
‫الوضع الَبجَرَةُ والُبجْرَةُ‪ .‬والَْبجَرُ‪ :‬الذي خرجت سرته؛ ومنه حديث‬
‫صفَ ِة قُرَيْش‪َ :‬أ ِشحّ ٌة َبجَرَةٌ؛ هي جع باجر‪ ،‬وهو العظيم البطن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يقال‪َ :‬بجِ َر يَْبجَ ُر َبجَرا‪ ،‬فهو باجِرٌ وَأْبجَرُ‪ ،‬وصفهم بالبَطانَةِ‬
‫ونُتُو ِء السّ َررِ ويوز أَن يكون كناية عن كَنهم الَموال واقتنائهم‬
‫لا‪ ،‬وهو أَشبه بالديث لَنه قرنه بالشح وهو أَشد البخل‪ .‬والَْبجَرُ‪:‬‬
‫العظيمُ البَطْنِ‪ ،‬والمع من كل ذلك ُبجْ ٌر وُبجْرانٌ؛ أَنشد ابن‬
‫حسَب الُبجْرانُ َأنّ دِماءَنا‬ ‫الَعراب‪:‬فل َي ْ‬
‫ي لمْ ف غ ِي مَرْبُوبَ ٍة ُوقْرِ‬ ‫َح ِق ٌ‬
‫حسَبْنَ أَن دماءَنا تذهب فِرْغا باطلً أَي عندنا من‬ ‫أَي ل َي ْ‬
‫ِحفْظِنا لا ف َأ ْسقِيَ ٍة مَرْبُوبَةٍ‪ ،‬وهذا مثل‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬البا ِجرُ‬
‫لوْف‪ ،‬والِرْدَبّةُ الَبانُ‪ .‬الفراء‪ :‬الباحرُ‪ ،‬بالاء‪:‬‬ ‫الُنَْتفِخُ ا َ‬
‫الَحق؛ قال الَزهري‪ :‬وهذا غي الباجر‪ ،‬ولكلّ َمعْنًى‪ .‬الفراء‪:‬‬
‫ث َبعْثا فأَصَْبحُوا‬ ‫الَبجْرُ والَبجَرُ انتفاخ البطن‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه َبعَ َ‬
‫بَأرْضٍ َبجْراءَ؛ أَي مرتفعةٍ صُلبْةٍ‪ .‬والَْبجَرُ‪ :‬الذي ارتفعت‬
‫صلَُبتْ؛ ومنه حديثه الخر‪َ :‬أصَْبحْنا ف أَرضٍ عَرُونَةٍ‬ ‫سُرّتُه و َ‬
‫َبجْراءَ‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الت ل نباتَع با‪ .‬والَْبجَرُ‪ :‬حَبْلُ السفينة لعظمه ف‬
‫نوع البال‪ ،‬وبه سي أَْبجَرُ ابنُ حاجز‪.‬‬
‫والُبجْرَةُ‪ :‬ال ُعقْدَ ُة ف البطن خاصة‪ ،‬وقيل‪ :‬الُبجْرَةُ ال ُع ْقدَةُ‬
‫تكون ف الوجه والعُنُقِ‪ ،‬وهي مث ُل ال ُعجْرَةِ؛ عن كراع‪ .‬وَبجِرَ الرجلُ‬
‫َبجَرا‪ ،‬فهو َبجِرٌ‪ ،‬و َمجَرَ َمجْرا‪ :‬امتلَ بطنُه من الاء واللب‬
‫الامض ولسانُه عطشا ُن مثل َنجَرَ؛ وقال اللحيان‪ :‬هو أَن يكثر من شرب الاء‬
‫أَو اللب ول يكاد يروى‪ ،‬وهو َبجِ ٌر َمجِ ٌر َنجِرٌ‪.‬‬
‫وتََبجّر النبيذَ‪َ :‬ألَحّ ف شربه‪ ،‬منه‪.‬‬
‫والَبجَاري والبَجارى‪ :‬الدواهي والُمور العظام‪ ،‬واحدها ُبجْرِيّ‬
‫وُبجْرِيّةٌ‪ .‬والَبا ِجيُ‪ :‬كالَبجَاري ول واحد له‪ .‬والُبجْرُ‪ ،‬بالضم‪ :‬الشر‬
‫والَمر العظيم‪ .‬أَبو زيد‪ :‬لقيت منه الَبجَاري أَي الدواهي‪ ،‬واحدها‬
‫ي مثل ُقمْرِيّ وقَماري‪ ،‬وهو الشر والَمر العظيم‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬يقال‬ ‫ُبجْرِ ّ‬
‫إِنه ليجيءُ بالَباجِرِ‪ ،‬وهي الدواهي؛ قال الَزهري‪ :‬فكأَنا جع ُبجْرٍ‬
‫وأَبْجارٍ ث أَباجِرُ جعُ المع‪.‬‬
‫وأَمرٌ ُبجْرٌ‪ :‬عظيم‪ ،‬وجعه أَبا ِجيُ‬
‫(* قوله‪« :‬وجعه أباجي» عبارة‬
‫القاموس المع أَباجر وجع المع أَجي) ؛ عن ابن الَعراب‪ ،‬وهو نادر‬
‫كأَباطيل ونوه‪.‬‬
‫وقولم‪َ :‬أ ْفضَيْتُ إِليك ِب ُعجَرِي وُبجَري أَي بعيوب يعن أَمري كله‪.‬‬
‫الَصمعي ف باب إِسرار الرجل إِل أَخيه ما يستره عن غيه‪ :‬أَخبته‬
‫ِب ُعجَرِي وُبجَرِي أَي أَظهرته من ثقت به على مَعايب‪ .‬ابن الَعراب‪:‬‬
‫إِذا كانت ف السّرّة َن ْفخَةٌ فهي ُبجْرَةٌ‪ ،‬وإِذا كانت ف الظهر فهي‬
‫ُعجْرَةٌ؛ قال‪ :‬ث ينقلن إِل الموم والَحزان‪ .‬قال‪ :‬ومعن قول علي‪ ،‬كرم‬
‫ال وجهه‪َ :‬أ ْشكُو إِل ال ُعجَرِي وُبجَرِي أَي هومي وأَحزان‬
‫وغمومي‪ .‬ابن الَثي‪ :‬وأَصل ال ُعجْرَةِ َن ْفخَ ٌة ف الظهر فإِذا كانت ف السرة‬
‫فهي ُبجْرَةٌ؛ وقيل‪ :‬ال ُعجَرُ العروقُ الَُت َعقّدَ ُة ف الظهر‪،‬‬
‫والُبجَرُ العروق التعقدة ف البطن ث نقل إل الموم والَحزان؛ أَراد أَنه‬
‫يشكو إِل ال تعال أُموره كلها ما ظهر منها وما بطن‪ .‬وف حديث أُم‬
‫َزرْع‪ِ :‬إنْ أَذْكُرْ ُه أَذْكُرْ ُعجَرَ ُه وُبجَرَه أَي أُموره كلها باديها‬
‫وخافيها‪ ،‬وقيل‪ :‬أَسراره‪ ،‬وقيل‪ :‬عيوبه‪ .‬وأَُبْجَرَ الرج ُل إِذا استغن‬
‫غِنًى يكاد يطغيه بعد فقر كاد يكفره‪.‬‬
‫وقال‪ُ :‬هجْرا وُبجْرا أَي أَمرا عجبا‪ ،‬والُبجْرُ‪ :‬ال َعجَبُ؛ قال‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫َأرْمي عليها وهي شي ٌء ُبجْرُ‪،‬‬
‫وال َق ْوسُ فيها وَتَرٌ حَِبجْرُ‬
‫وأَزرد الوهري هذا الرجز مستشهدا به على الُبجْ ِر الشّرّ والَمر‬
‫العظيم‪ ،‬وفسره فقال‪ :‬أَي داهية‪ .‬وف حديث أَب بكر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬إِنا هو‬
‫ال َفجْرُ أَو الَبجْرُ؛ الَبجْرُ‪ ،‬بالفتح والضم‪ :‬الداهية والَمر‬
‫العظيم‪ ،‬أَي إِن انتظرت حت يضيء الفجرُ أَبصرتَ الطريقَ‪ ،‬وإِن خبطت الظلماء‬
‫أَفضتْ بك إِل الكروه‪ ،‬ويروي البحر‪ ،‬بالاء‪ ،‬يريد غمرات الدنيا شبهها‬
‫بالبحر لتحي أَهلها فيها‪ .‬وف حديث علي‪ ،‬كرم ال وجهه‪ :‬لْ آتِ‪ ،‬ل أَبا‬
‫َل ُكمْ‪ُ ،‬بجْرا‪.‬‬
‫جيُ الالُ الكثي‪ .‬وكث ٌي َبجِيٌ‪ :‬إِتباعٌ‪ .‬ومكان‬ ‫أَبو عمرو‪ :‬الَب ِ‬
‫َعمِيٌ َبجِيٌ‪ :‬كذلك‪.‬‬
‫وأَْبجَرُ وُبجَيْرٌ‪ :‬اسان‪ .‬واب ُن ُبجْرَةَ‪َ :‬خمّارٌ كان بالطائف؛ قال‬
‫أَبو ذؤيب‪:‬‬
‫فلو َأنّ ما عِْندَ اب ِن ُبجْرَةَ عِْندَها‪،‬‬
‫لمْرِ‪ ،‬ل تَْبلُ ْل لَهاتِي بناطِل‬ ‫من ا َ‬
‫وباجَرٌ‪ :‬صنم كان للَزد ف الاهلية ومن جاورهم من طيء‪ ،‬وقالوا باجِر‪،‬‬
‫بكسر اليم‪ .‬وف نوادر‪ .‬الَعراب‪ :‬ابْجا َررْتُ عن هذا الَمر‬
‫ت و َمجِرْتُ أَي استرخيت وتثاقلت‪ .‬وف حديث مازن‪ :‬كان لم صنم‬ ‫ت وَبجِرْ ُ‬ ‫وابْثارَرْ ُ‬
‫ف الاهلية يقال له باجر‪ ،‬تكسر جيمه وتفتح‪ ،‬ويروى بالاء الهملة‪ ،‬وكان‬
‫ف الَزد؛ وقوله أَنشده ابن الَعراب‪:‬‬
‫َذهََبتْ فَشِيشَةُ بالَباعِرِ َح ْولَنا‬
‫صبّ على َفشِيشَةَ أَْبجَرُ‬ ‫سَرَقا‪َ ،‬ف ُ‬
‫قال‪ :‬يوز أَن يكون رجلً‪ ،‬ويوز أَن يكون قبيلة‪ ،‬ويوز أَن يكون من‬
‫الُمور الَبجَارى‪ ،‬أَي صبت عليهم داهيةٌ‪ ،‬وكل ذلك يكون خبا ويكون دعاء‪.‬‬
‫سيَ‪ُ .‬بجَيْرٌ خَبَرَهْ؛‬‫ومن أَمثالم‪ :‬عَيّ َر ُبجَيْ ٌر ُبجَرَهْ‪ ،‬وَن ِ‬
‫يعن عيوبه‪ .‬قال الَزهري‪ :‬قال الفضل‪ :‬بي وبرة كانا أَخوين ف الدهر‬
‫القدي وذكر قصتهما‪ ،‬قال‪ :‬والذي رأَيت عليه أَهل اللغة أَنم قالوا البجي‬
‫تصغي الَبر‪ ،‬وهو الناتئ السرة‪ ،‬والصدر البجر‪ ،‬فالعن أَن ذا‬
‫ُبجْرَ ٍة ف سُرّتِه عَيّرَ َغيْرَهُ با فيه‪ ،‬كما قيل ف امرأَة عيت أُخرى‬
‫سلّتْ‪.‬‬‫بعيب فيها‪َ :‬رمَتْن بدائها واْن َ‬
‫@بر‪ :‬الَبحْرُ‪ :‬الاءُ الكثيُ‪ ،‬مِلْحا كان أَو َعذْبا‪ ،‬وهو خلف‬
‫البَرّ‪ ،‬سي بذلك لعُمقِهِ واتساعه‪ ،‬قد غلب على ا ِللْح حت قَ ّل ف‬
‫ال َعذْبِ‪ ،‬وجعه أَْبحُ ٌر وُبحُورٌ وبِحارٌ‪ .‬وماءٌ َبحْرٌ‪ِ :‬ملْحٌ‪ ،‬قَلّ أَو‬
‫كثر؛ قال نصيب‪:‬‬
‫وقد عادَ ماءُ الَرضِ َبحْرا فَزادَن‪،‬‬
‫ب العَذْبُ‬‫إِل مَرَضي‪َ ،‬أنْ أَْبحَ َر ا َلشْرَ ُ‬
‫قال ابن بري‪ :‬هذا القولُ هو قولُ ا ُل َموِيّ لَنه كان يعل البحر من‬
‫الاء اللح فقط‪ .‬قال‪ :‬وسي َبحْرا للوحته‪ ،‬يقال‪ :‬ما ٌء َبحْرٌ أَي‬
‫ِملْحٌ‪ ،‬وأَما غيه فقال‪ :‬إِنا سي الَبحْ ُر َبحْرا لسعته وانبساطه؛ ومنه‬
‫قولم إِن فلنا لََبحْرٌ أَي واسع العروف؛ قال‪ :‬فعلى هذا يكون البحرُ‬
‫للملْح والعَذْبِ؛ وشاهدُ العذب قولُ ابن مقبل‪:‬‬
‫ون ُن مََنعْنا البحرَ َأنْ َيشْرَبُوا به‪،‬‬
‫وقد كانَ مِْن ُك ْم ماؤه ِب َمكَانِ‬
‫وقال جرير‪:‬‬
‫حدُوها ثانِيَةٌ‪،‬‬ ‫أَعْ َطوْا ُهنَْيدَةَ َت ْ‬
‫ما ف عطاِئ ِه ُم مَنٌّ ول سَ َرفُ‬
‫ضبِ‪ ،‬لو َورَدَتْ‬ ‫كُوما مَهارِيسَ مَثلَ ا َل ْ‬
‫ما َء الفُراتِ‪ ،‬لَكادَ الَبحْ ُر يَنْتَ ِزفُ وقال عديّ بن زيد‪:‬‬
‫ل َورْنَقِ ِإذْ َأشْـ‬ ‫وَتذَكّ ْر رَبّ ا ُ‬
‫ـ َرفَ يوما‪ ،‬ول ْل ُهدَى َتذْ ِكيُ‬
‫سَرّه مالُهُ و َكثْرَةُ ما َيمْـ‬
‫ـلِكُ‪ ،‬والبحرُ ُمعْرِضا والسّدِيرُ‬
‫ف على الفرات؛ وقال‬ ‫أَراد بالبحر ههنا الفرات لَن رب الورنق كان يش ِر ُ‬
‫الكميت‪:‬‬
‫ت َبحْرَ ُهمْ‬
‫أُناسٌ‪ ،‬إِذا َورَدَ ْ‬
‫صَوادِي العَراِئبِ‪ ،‬ل ُتضْرَبِ‬
‫وقد أَجع أَهل اللغة أَن الَيمّ هو البحر‪ .‬وجاءَ ف الكتاب العزيز‪:‬‬
‫فََأْلقِي ِه ف الَيمّ؛ قال أَهل التفسي‪ :‬هو نيل مصر‪ ،‬حاها ال تعال‪.‬‬
‫ابن سيده‪ :‬وَأْبحَرَ الا ُء صار مِلْحا؛ قال‪ :‬والنسب إِل البحر‬
‫َبحْرانّ على غي قياس‪ .‬قال سيبويه‪ :‬قال الليل‪ :‬كأَنم بنوا السم على‬
‫َفعْلن‪ .‬قال عبدا ممد بن الكرم‪ :‬شرطي ف هذا الكتاب أَن أَذكر ما قاله مصنفو‬
‫الكتب المسة الذين عينتهم ف خطبته‪ ،‬لكن هذه نكتة ل يسعن إِهالا‪.‬‬
‫قال السهيلي‪ ،‬رحه ال تعال‪ :‬زعم ابن سيده ف كتاب الحكم أَن العرب‬
‫تنسب إِل البحر َبحْرانّ‪ ،‬على غي قياس‪ ،‬وإِنه من شواذ النسب‪ ،‬ونسب هذا‬
‫القول إِل سيبويه والليل‪ ،‬رحهما ال تعال‪ ،‬وما قاله سيبويه قط‪ ،‬وإِنا‬
‫قال ف شواذ النسب‪ :‬تقول ف براء بران وف صنعاء صنعان‪ ،‬كما تقول‬
‫بران ف النسب إل البحرين الت هي مدينة‪ ،‬قال‪ :‬وعلى هذا تلقّاه جيع‬
‫النحاة وتَأوّلوه من كلم سيبويه‪ ،‬قال‪ :‬وإِنا اشتبه على ابن سيده لقول‬
‫الليل ف هذه السأَبة أَعن مسأَلة النسب إِل البحرين‪ ،‬كأَنم بنوا‬
‫البحر على بران‪ ،‬وإِنا أَراد لفظ البحرين‪ ،‬أَل تراه يقول ف كتاب العي‪:‬‬
‫تقول بران ف النسب إِل البحرين‪ ،‬ول يذكر النسب إِل البحر أَصلً‪،‬‬
‫للعلم به وأَنه على قياس جار‪ .‬قال‪ :‬وف الغريب الصنف عن الزيدي أَنه قال‪:‬‬
‫ن ف النسب إِل الَبحْرَيْنِ‪ ،‬ول يقولوا‬ ‫إِنا قالوا َبحْرا ّ‬
‫ي ليفرقوا بينه وبي النسب إل البحر‪ .‬قال‪ :‬ومازال ابن سيده يعثر ف هذا‬ ‫َبحْرِ ّ‬
‫الكتاب وغيه عثرات َي ْدمَى منها ا َلظَلّ‪ ،‬وَيدْحَضُ دَ َحضَات ترجه‬
‫إِل سبيل من ضل‪َ ،‬ألّ تراه قال ف هذا الكتاب‪ ،‬وذكر ُبحَيْرَة طَبَرَيّة‬
‫س ماؤُها عند خروجه‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬هي من أَعلم خروج الدجال وأَنه َييْبَ ُ‬
‫والديث إِنا جاء ف َغ ْو ٍر زُغَرَ‪ ،‬وإِنا ذكرت طبية ف حديث يأْجوج‬
‫لمَار ف غي هذا الكتاب‪ :‬إِنا‬ ‫ومأْجوج وأَنم يشربون ماءها؛ قال‪ :‬وقال ف ا ِ‬
‫هي الت ترمي بعرفة وهذه هفوة ل تقال‪ ،‬وعثرة ل لَعا لا؛ قال‪ :‬وكم له‬
‫من هذا إِذا تكلم ف النسب وغيه‪ .‬هذا آخر ما رأَيته منقو ًل عن السهيلي‪.‬‬
‫ابن سيده‪ :‬وكلّ نر عظيم َبحْرٌ‪ .‬الزجاج‪ :‬وكل نر ل ينقطع ماؤُه‪ ،‬فهو‬
‫بر‪ .‬قال الَزهري‪ :‬كل نر ل ينقطع ماؤه مثل دِ ْجلَةَ والنّيل وما‬
‫أَشبههما من الَنار العذبة الكبار‪ ،‬فهو َبحْرٌ‪ .‬و أَما البحر الكبي الذي‬
‫هو مغيض هذه الَنار فل يكون ماؤُه إِلّ ملحا أُجاجا‪ ،‬ول يكون ماؤه‬
‫إِلّ راكدا؛ وأَما هذه الَنار العذبة فماؤُها جار‪ ،‬وسيت هذه‬
‫الَنار بارا لَنا مشقوقة ف الَرض شقّا‪ .‬ويسمى الفرس الواسع الَرْي‬
‫ب فَ َرسِ أَب‬ ‫َبحْرا؛ ومنه قول النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ف مَْندُو ٍ‬
‫طلحة وقد ركبه عُرْيا‪ :‬إِن وجدته َبحْرا أَي واسع الَرْي؛ قال أَبو‬
‫عبيدة‪ :‬يقال للفرس الواد إِنه لََبحْرٌ ل يُْنكَش ُحضْرُه‪ .‬قال الَصمعي‪:‬‬
‫ض و َس ْكبٌ و َحثّ إِذا كان جوادا كثيَ‬ ‫يقال فَ َرسٌ َبحْ ٌر وفَي ٌ‬
‫ال َع ْدوِ وف الديث‪ :‬أَب ذلك البَح ُر ابنُ عباس؛ سي برا لسعة علمه‬
‫وكثرته‪.‬والتَّبحّرُ والستِْبحَارُ‪ :‬النبساط والسّعة‪.‬‬
‫وسي الَبحْ ُر َبحْرا لسْتبحاره‪ ،‬وهو انبساطه وسعته‪ .‬ويقال‪ :‬إِنا سي‬
‫الَبحْر َبحْرا لَنه شَقّ ف الَرض شقّا وجعل ذلك الشق لائه‬
‫قرارا‪ .‬والَبحْرُ ف كلم العرب‪ :‬الشّقّ‪ .‬وف حديث عبد الطلب‪ :‬وحفر زمزم‬
‫ث َبحَرَها بَحرا أَي شقّها ووسّعها حت ل تُنْ َزفَ؛ ومنه قيل للناقة‬
‫الت كانوا يشقون ف أُذنا شقّا‪َ :‬بحِيَةٌ‪.‬‬
‫ت أُذنَ الناقة برا‪ :‬شققتها وخرقتها‪ .‬ابن سيده‪َ :‬بحَرَ‬ ‫وَبحَرْ ُ‬
‫صفَي‪ ،‬وقيل‪ :‬بنصفي‬ ‫الناقةَ والشا َة يَْبحَرُها َبحْرا شقّ أُذنا بِِن ْ‬
‫طولً‪ ،‬وهي الَبحِيَةُ‪ ،‬وكانت العرب تفعل بما ذلك إِذا نُِتجَتا عشرةَ‬
‫أَبْطن فل يُنَْتفَع منهما بلب ول َظهْرٍ‪ ،‬وتُترك الَبحِيَ ُة ترعى وترد‬
‫حلّلُ للرجال‪ ،‬فنهى ال تعال‬ ‫الاء وُيحَ ّرمُ لمها على النساء‪ ،‬وُي َ‬
‫عن ذلك فقال‪ :‬ما َجعَلَ الُ من َبحِيَةٍ ول سائبةٍ ول وصِيلةٍ ول‬
‫ت أُذنُها أَي شُقت‬ ‫حامٍ؛ قال‪ :‬وقيل الَبحِيَة من الِبل الت ُبحِرَ ْ‬
‫طولً‪ ،‬ويقال‪ :‬هي الت ُخلَّيتْ بل راع‪ ،‬وهي أَيضا الغَزِيرَةُ‪ ،‬و َج ْمهُها‬
‫ُبحُرٌ‪ ،‬كأَنه يوهم حذف الاء‪ .‬قال الَزهري‪ :‬قال أَبو إِسحق النحوي‪:‬‬
‫حيَة أَنا الناقة كانت إِذا‬ ‫أَثَْبتُ ما روينا عن أَهل اللغة ف الَب ِ‬
‫جتْ َخ ْمسَةَ أَبطن فكان آخرها ذكرا‪َ ،‬بحَرُوا أُذنا أَي شقوها‬ ‫نُِت َ‬
‫وأَ ْعفَوا ظهرها من الركوب والمل والذبح‪ ،‬ول تُحلُ عن ماء ترده ول تنع من‬
‫مرعى‪ ،‬وإِذا لقيها ا ُلعْيي الُْنقَ َطعُ به ل يركبها‪ .‬وجاء ف الديث‪:‬‬
‫أَن َأوّل من بر البحائ َر و َحمَى الا ِميَ وغَيّرَ دِين إِسعيل‬
‫حيّ بن َق َمعَة بنِ جُْندُبٍ؛ وقيل‪ :‬الَبحِيَةُ الشاة إِذا‬ ‫َعمْرُو بن ُل َ‬
‫ولدت خسة أَبطُن فكان آخرها ذكرا َبحَرُوا أُذنا أَي شقوها وتُ ِركَت‬
‫فل َيمَسّها أَحدٌ‪ .‬قال الَزهري‪ :‬والقول هو ا َلوّل لا جاء ف حديث‬
‫ش ِميّ عن أَبيه أَن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال له‪:‬‬ ‫لَ‬ ‫أَب الَحوص ا ُ‬
‫َأرَبّ إِبلٍ أَنتَ أَم ربّ غََنمٍ؟ فقال‪ :‬من ك ّل قد آتان الُ‬
‫فَأكْثَرَ‪ ،‬فقال‪ :‬هل تُنْتَ ُج إِبلُك وافيةً آذانُها فََتشُ ّق فيها وتقول‬
‫ُبحُرٌ؟ يريد به جع الَبحِية‪ .‬وقال الفرّاء‪ :‬الَبحِيَةُ هي ابنة‬
‫السائبة‪ ،‬وقد فسرت السائبة ف مكانا؛ قال الوهري‪ :‬وحكمها حكم أُمها‪ .‬وحكى‬
‫جتْ خسة أَبطن والامس‬ ‫الَزهري عن ابن عرفة‪ :‬البَحية الناقة إِذا ُنِت َ‬
‫ذكر نروه فأَكله الرجال والنساء‪ ،‬وإِن كان الامس أُنثى َبحَروا أُذنا‬
‫أَي شقوها فكانت حراما على النساء لمها ولبنها وركوبا‪ ،‬فإِذا ماتت حلت‬
‫للنساء؛ ومنه الديث‪ :‬فََتقَ َطعُ آذانَها فتقُولُ ُبحُرٌ؛ وأَنشد شر لبن‬
‫مقبل‪:‬‬
‫فيه من ا َلخْ َرجِ الُرْتَاعِ قَ ْرقَرَةٌ‪،‬‬
‫جمَةِ الُبحُرِ‬ ‫َهدْ َر الدّيا ِميّ َوسْطَ ال ْ‬
‫الُبحُرُ‪ :‬الغِزارُ‪ .‬والَخرج‪ :‬الرتاعُ ا ُلكّاءٌ‪ .‬وورد ذكر الَبحِية‬
‫ف غي موضع‪ :‬كانوا إِذا ولدت إِبلهم َسقْبا َبحَروا أُذنه أَي شقوها‪،‬‬
‫وقالوا‪ :‬اللهم إِن عاش َفقَِنيّ‪ ،‬وإِن مات َفذَكيّ؛ فإِذا مات أَكلوه‬
‫وسوه البحية‪ ،‬وكانوا إِذا تابعت الناقة بي عشر إِناث ل يُرْكب ظهرُها‪،‬‬
‫ضْيفٌ‪ ،‬فتركوها‬ ‫ب لَبَنَها إِل َ‬
‫ول ُيجَ ّز وبَرُها‪ ،‬ول َيشْرَ ْ‬
‫ُمسَيّبَةً لسبيلها وسوّها السائبة‪ ،‬فما ولدت بعد ذلك من أُنثى شقوا أُذنا‬
‫وخلّوا سبيلها‪ ،‬وحرم منها ما حرم من ُأمّها‪ ،‬و َس ّموْها البحِيَةَ‪،‬‬
‫حيَةِ على ُبحُ ٍر جعٌ غريبٌ ف الؤنث إِل أَن يكون قد حله‬ ‫وجعُ الَب ِ‬
‫على الذكر‪ ،‬نو َنذِي ٍر وُن ُذرٍ‪ ،‬على أَن َبحِيَ ًة فعيلة بعن مفعولة‬
‫سمَ ْع ف جع مثله ُفعُلٌ‪ ،‬وحكى الز َمخْشري‬ ‫نو قتيلة؛ قال‪ :‬ول ُي ْ‬
‫حيَةٌ وُبحُ ٌر وصَريَ ٌة وصُ ُرمٌ‪ ،‬وهي الت صُ ِر َمتْ أُذنا أَي‬ ‫َب ِ‬
‫قطعت‪.‬واسْتَْبحَرَ الرجل ف العلم والال وتََبحّرَ‪ :‬اتسع وكثر ماله‪.‬‬
‫سعَ ف القولِ؛ قال‬ ‫وتََبحّ َر ف العلم‪ :‬اتسع‪ .‬واسْتَْبحَرَ الشاعرُ إِذا اّت َ‬
‫الطرماح‪:‬‬
‫حلُو الديح‪،‬‬ ‫ك َي ْ‬
‫ِبمِثْ ِل ثَناِئ َ‬
‫وَتسْتَْبحِرُ الَلسُنْ الا ِدحَهْ‬
‫وف حديث مازن‪ :‬كان لم صنم يقال له باحَر‪ ،‬بفتح الاء‪ ،‬ويروى باليم‪.‬‬
‫وتََبحّر الراعي ف ر ْعيٍ كثي‪ :‬اتسع‪ ،‬وكلّه من الَبحْ ِر لسعته‪.‬‬
‫ق إِذا‬
‫وَبحِرَ الرج ُل إِذا رأَى البحر َففَرِقَ حت دَهِشَ‪ ،‬وكذلك بَرِ َ‬
‫رأَى سَنا البَ ْرقِ فتحي‪ ،‬وَبقِرَ إِذا رأَى الَبقَرَ الكثيَ‪ ،‬ومثله‬
‫َخرِقَ و َعقِرَ‪ .‬ابن سيده‪ :‬أَْبحَ َر القومُ ركبوا الَبحْرَ‪.‬‬
‫ويقال للَبحْرِ الصغي‪ُ :‬بحَيْرٌَة كأَنم توهوا َبحْرَةً وإِل فل‬
‫وجه للهاء‪ ،‬وأَما الُبحَيْرَةُ الت ف طبية وف الَزهري الت بالطبية‬
‫فإِنا َبحْرٌ عظيم نو عشرة أَميال ف ستة أَميال و َغ ْورُ مائها‪ ،‬وأَنه‬
‫(* قوله «وغور مائها وأنه إل» كذا بالَصل النسوب للمؤلف وهو غي تام)‪.‬‬
‫علمة لروج الدجال تَيْبَس حت ل يبقى فيها قطرة ماء‪ ،‬وقد تقدم ف هذا‬
‫الفصل ما قاله السهيلي ف هذا العن‪.‬‬
‫ي الليلِ جُرْتَ إِنا هو الَبحْرُ أَو ال َفجْرُ؛ فسره‬ ‫وقوله‪ :‬يا هادِ َ‬
‫ثعلب فقال‪ :‬إِنا هو اللك أَو ترى الفجر‪ ،‬شبه الليل بالبحر‪ .‬وقد ورد ذلك‬
‫ف حديث أَب بكر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬إِنا هو ال َفجْرُ أَو الَبجْرُ‪ ،‬وقد‬
‫تقدم؛ وقال‪ :‬معناه إِن انتظرت حت يضيء الفجر أَبصرب الطريق‪ ،‬وإِن خبطت‬
‫الظلماء أَفضت بك إِل الكروه‪ .‬قال‪ :‬ويروى البحر‪ ،‬بالاء‪ ،‬يريد غمرات‬
‫الدنيا شبهها بالبحر لتحي أَهلها فيها‪.‬‬
‫والَبحْرُ‪ :‬الرج ُل الكريُ الكث ُي العروف‪ .‬وفَرسٌ َبحْرٌ‪ :‬كثي‬
‫العَدوِ‪ ،‬على التشبيه بالبحر‪ .‬والَبحْرُ‪ :‬الرّيفُ‪ ،‬وبه فسر أَبو عليّ قوله عز‬
‫وجل‪ :‬ظهر الفساد ف البَرّ والَبحْرِ؛ لَن البحر الذي هو الاء ل يظهر‬
‫فيه فساد ول صلح؛ وقال الَزهري‪ :‬معن هذه الية أَجدب الب وانقطعت‬
‫مادة البحر بذنوبم‪ ،‬كان ذلك ليذوقوا الشدّة بذنوبم ف العاجل؛ وقال‬
‫الزجاج‪ :‬معناه ظهر الدب ف الب والقحط ف مدن البحر الت على الَنار؛‬
‫وقول بعض الَغفال‪:‬‬
‫صيَيْرِ‪،‬‬
‫ي من ُ‬ ‫وأَ َدمَتْ خُبْزِ َ‬
‫مِنْ صِ ِي ِمصْرَيْنِ‪ ،‬أَو الُبحَيْرِ‬
‫قال‪ :‬يوز أَن َيعْن بالُبحَيْرِ البحر الذي هو الريف فصغره للوزن‬
‫وإقامة القافية‪ .‬قال‪ :‬ويوز أَن يكون قصد الُبحَيْرَةَ فرخم اضطرارا‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫ص ِي مِصْرَيْنِ يوز أَن يكون صي بدلً من صُيَيْر‪،‬‬ ‫من صُيَيْر مِن ِ‬
‫بإِعادة حرف الر‪ ،‬ويوز أَن تكون من للتبعيض كأَنه أَراد من صُيَيْر كائن‬
‫من صي مصرين‪ ،‬والعرب تقول لكل قرية‪ :‬هذه َبحْرَتُنا‪ .‬والَبحْرَةُ‪:‬‬
‫الَرض والبلدة؛ يقال‪ :‬هذه َبحْرَتُنا أَي أَرضنا‪ .‬وف حديث ال َقسَامَةِ‪:‬‬
‫ط لِيّةَ‪ ،‬الَبحْرَةُ‪:‬‬
‫ل بَِبحْرَةِ الرّعا ِء على شَ ّ‬ ‫قَتَ َل رَجُ ً‬
‫الَب ْلدَةُ‪ .‬وف حديث عبدال بن ُأبّ‪ :‬اصْ َطلَحَ أَهلُ هذه الُبحَيْرَةِ أَن‬
‫َي ْعصِبُوه بال ِعصَابَةِ؛ الُبحَيْرَةُ‪ :‬مدينة سيدنا رسولُ ال‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬وهي تصغي الَبحْرَةِ‪ ،‬وقد جاء ف رواية مكبا‪ .‬والعربُ‬
‫تسمي ا ُلدُ َن والقرى‪ :‬البحارَ‪ .‬وف الديث‪ :‬وكََتبَ لم بَِبحْرِهِم؛ أَي‬
‫ببلدهم وأَرضهم‪ .‬وأَما حديث عبدال ابن ُأبّ فرواه الَزهري بسنده عن‬
‫عُ ْروَةَ أَن أُسامة ابن زيد أَخبه‪ :‬أَن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ركب‬
‫حارا على إِكافٍ وتته قَطِيفةٌ فركبه وَأرْ َدفَ أُسامةَ‪ ،‬وهو يعود سعد‬
‫بن عُبادَةَ‪ ،‬وذلك قبل َو ْقعَةِ َب ْدرٍ‪ ،‬فلما غشيت الجلسَ عَجاجَةُ‬
‫الدابة َخمّرَ عبدُال بنُ ُأبّ أَْنفَه ث قال‪ :‬ل ُتغَبّرُوا‪ ،‬ث نزل‬
‫النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فوقف ودعاهم إِل ال وقرأَ القرآنَ‪ ،‬فقال‬
‫له عبدُال‪ :‬أَيها الَرْءُ إِن كان ما تقول حقّا فل تؤذنا ف ملسنا‬
‫ص عليه؛ ث ركب دابته حت دخل‬ ‫وارجعْ إِل رَحْلك‪ ،‬فمن جاءَك منّا َفقُ ّ‬
‫على سعد بن عبادة‪ ،‬فقال له‪ :‬أَي َس ْعدُ أَل تسمعْ ما قال أَبو حُباب؟‬
‫قال كذا‪ ،‬فقال سعدٌ‪ :‬ا ْعفُ واصفَ ْح فوال لقد أَعطاك الُ الذي أَعطاك‪،‬‬
‫ولقد اصطلح أَهلُ هذه الُبحَيْرةِ على أَن يَُتوّجُوه‪ ،‬يعن ُي َمّلكُوهُ‬
‫فَُي َعصّبوه بالعصابة‪ ،‬فلما ردّ ال ذلك بالق الذي أَعطا َك شَرِقَ‬
‫لذلك فذلك َفعَلَ به ما رأَْيتَ‪ ،‬فعفا عنه النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫جوَةُ من الَرض تتسع؛ وقال أَبو حنيفة‪ :‬قال أَبو نصر‬ ‫والَبحْرَةُ‪ :‬ال َف ْ‬
‫البِحارُ الواسعةُ من الَرض‪ ،‬الواحدة َبحْرَةٌ؛ وأَنشد لكثي ف وصف‬
‫مطر‪:‬يُغا ِدرْنَ صَرْعَى مِنْ أَرا ٍك وتَْنضُبٍ‪،‬‬
‫و ُزرْقا بأَجوارِ البحارِ تُغا َدرُ‬
‫وقال مرة‪ :‬الَبحْرَةُ الوادي الصغي يكون ف الَرض الغليظة‪.‬‬
‫والَبحْرةُ‪ :‬ال ّروْضَ ُة العظيمةُ مع َسعَةٍ‪ ،‬و َج ْمعُها ِبحَ ٌر وبِحارٌ؛ قال النمر‬
‫بن تولب‪:‬‬
‫وكأَنا َدقَرَى تُخايِلُ‪ ،‬نَبْتُها‬
‫ت بِحارِها‬ ‫أُُنفٌ‪َ ،‬ي ُغ ّم الضّالَ نَْب ُ‬
‫(* قوله «تايل إل» سيأت للمؤلف ف مادّة دقر هذا البيت وفيه تيل بدل‬
‫تايل وقال أي تلوّن بالنور فتريك رؤيا تيل إليك أنا لون ث تراها‬
‫لونا آخر‪ ،‬ث قطع الكلم الول فقال نبتها أنف فنبتها مبتدأ إل ما‬
‫قال)‪.‬الَزهري‪ :‬يقال لل ّروْضَ ِة َبحْرَةٌ‪ .‬وقد أَْبحَرَتِ ا َلرْضُ إِذا‬
‫كثرت مناقع الاء فيها‪ .‬وقال شر‪ :‬الَبحْرَةُ الُوقَ ُة يستنقع فيها الاء‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الُبحَيْرَ ُة النخفض من الَرض‪.‬‬
‫وَبحِرَ الرجلُ والبع ُي َبحَرا‪ ،‬فهو َبحِرٌ إِذا اجتهد ف العدوِ‬
‫طالبا أَو مطلوبا‪ ،‬فانقطع وضعف ول يزل ِبشَرّ حت اسودّ وجهه وتغي‪ .‬قال‬
‫الفراء‪ :‬الَبحَ ُر أَن َي ْلغَى البعيُ بالاء فيكثر منه حت يصيبه منه‬
‫داء‪ .‬يقال‪َ :‬بحِرَ يَْبحَرُ َبحَرا‪ ،‬فهو َبحِرٌ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫لُ ْعلِطَنّه َوسْما ل يُفا ِرقُه‪،‬‬
‫سمِ الَبحِرُ‬ ‫حمّى الِي َ‬ ‫كما ُيجَ ّز ِب ُ‬
‫ي ف مواضع فَيَبْرأُ‪ .‬قال الَزهري‪:‬‬ ‫قال‪ :‬وإِذا أَصابه الداءُ كُو َ‬
‫الداء الذي يصيب البعي فل يَ ْروَى من الاء‪ ،‬هو الّنجَرُ‪ ،‬بالنون واليم‪،‬‬
‫والَبجَرُ‪ ،‬بالباء واليم‪ ،‬وأَما الَبحَرُ‪ ،‬فهو داء يورث السّلّ‪.‬‬
‫سلُولٌ ذاهبُ‬ ‫وأَْبحَرَ الرجلُ إِذا أَخذه السّلّ‪ .‬ورج ٌل َبجِ ٌي وَبحِرٌ‪ :‬م ْ‬
‫اللحم؛ عن ابن الَعراب وأَنشد‪:‬‬
‫و ِغ ْلمَت مِْن ُه ْم َسحِ ٌي وَبحِرْ‪،‬‬
‫وآبقٌ‪ ،‬مِن َجذْبِ َدْلوَيْها‪َ ،‬هجِ ْر‬
‫سحِيُ‪ :‬الذي‬ ‫حيُ والَبحِرُ الذي به السّلّ‪ ،‬وال ّ‬ ‫أَبو عمرو‪ :‬الَب ِ‬
‫انقطعت رِئَتُه‪ ،‬ويقال‪َ :‬سحِرٌ‪ .‬وَبحِرَ الرجلُ‪ُ .‬ب ِهتَ‪ .‬وأَْبحَرَ الرجل‬
‫إذا اشتدّتْ حُمرةُ أَنفه‪ .‬وأَْبحَرَ إِذا صادف إِنسانا على غي اعتمادٍ‬
‫صحْرَةَ َبحْرَ َة أَي بارزا ليس‬ ‫وقَصدٍ لرؤيته‪ ،‬وهو من قولم‪ :‬لقيته َ‬
‫بينك وبينه شيء‪.‬‬
‫والباحِر‪ ،‬بالاء‪ :‬الَحق الذي إِذا ُكّلمَ َبحِ َر وبقي كالبهوت‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هو الذي ل يَتَمالكُ ُحمْقا‪ .‬الَزهري‪ :‬الباحِرُ الفُضول‪ ،‬والباحرُ‬
‫الكذاب‪ .‬وتََبحّر البَ‪ :‬تَ َطلّبه‪ .‬والباحرُ‪ :‬الَح ُر الشديدُ‬
‫الُمرة‪ .‬يقال‪ :‬أَحر باح ٌر وَبحْرانّ‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬يقال َأ ْحمَرُ‬
‫ي وذَرِ ِييّ‪ ،‬بعن واحد‪ .‬وسئل ابن عباس عن الرأَة‬ ‫قاِنئٌ وأَح ُر باحِرِ ّ‬
‫تستحاض ويستمرّ با الدم‪ ،‬فقال‪ :‬تصلي وتتوضُأ لكل صلة‪ ،‬فإِذا رأَتِ‬
‫ن َقعَدَتْ عن الصلة؛ َد ٌم َبحْرَانّ‪ :‬شديد المرة‬ ‫ال ّدمَ الَبحْرا ّ‬
‫كأَنه قد نسب إِل الَبحْرِ‪ ،‬وهو اسم قعر الرحم‪ ،‬منسوب إِل َقعْرِ الرحم‬
‫و ُع ْمقِها‪ ،‬وزادوه ف النسب َألِفا ونونا للمبالغة يريد الدم الغليظ‬
‫الواسع؛ وقيل‪ :‬نسب إِل الَبحْ ِر لكثرته وسعته؛ ومن الَول قول العجاج‪:‬‬
‫ل ْوفِ وَبحْرانّ‬ ‫َورْدٌ من ا َ‬
‫أَي عَبِيطٌ خالصٌ‪ .‬وف الصحاح‪ :‬الَبحْرُ ُعمْقُ الرّ ِحمِ‪ ،‬ومنه قيل‬
‫للدم الالص المرة‪ :‬باحِ ٌر وَبحْرانّ‪ .‬ابن سيده‪ :‬و َدمٌ باحِرٌ‬
‫وَبحْرانّ خالص المرة من دم الوف‪ ،‬وعم بعضُهم به فقال‪ :‬أَ ْحمَرُ باحِرِيّ‬
‫ت َبحْرٍ‪ :‬سحائبُ يئنَ‬ ‫وَبحْرَانّ‪ ،‬ول يص به دم الوف ول غيه‪ .‬وبَنا ُ‬
‫قبل الصيف منتصبات رقاقا‪ ،‬بالاء والاء‪ ،‬جيعا‪ .‬قال الَزهري‪ :‬قال‬
‫ت َبحْرٍ ضَ ْربٌ من السحاب‪ ،‬قال الَزهري‪ :‬وهذا تصحيف منكر‬ ‫الليث‪ :‬بَنا ُ‬
‫ت َبخْرٍ‪ .‬قال أَبو عبيد عن الَصمعي‪ :‬يقال لسحائب يأْتي قبل‬ ‫والصواب بَنا ُ‬
‫ت َمخْرٍ‪ ،‬بالباء واليم والاء‪ ،‬ونو‬ ‫ت َبخْ ٍر وبَنا ُ‬‫الصيف منتصبات‪ :‬بَنا ُ‬
‫ذلك قال اللحيان وغيه‪ ،‬وسنذكر كلّ منهما ف فصله‪.‬‬
‫الوهري‪َ :‬بحِرَ الرجلُ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬يَْبحَ ُر َبحَرا إِذا تي من الفزع‬
‫مثل بَطِرَ؛ ويقال أَيضا‪َ :‬بحِرَ إِذا اشتدّ عَ َطشُه فلم يَ ْروَ من‬
‫الاء‪ .‬والَبحَرُ أَيضا‪ :‬داءٌ ف الِبل‪ ،‬وقد َبحِ َرتْ‪.‬‬
‫والَطباء يسمون التغي الذي يدث للعليل دفعة ف الَمراض الادة‪:‬‬
‫ي على غي‬ ‫ُبحْرانا‪ ،‬يقولون‪ :‬هذا َي ْومُ ُبحْرَانٍ بالِضافة‪ ،‬ويومٌ باحُور ّ‬
‫قياس‪ ،‬فكأَنه منسوب إِل باحُورٍ وباحُوراء مثل عاشور وعاشوراء‪ ،‬وهو‬
‫شدّة الر ف توز‪ ،‬وجيع ذلك مولد؛ قال ابن بري عند قول الوهري‪ :‬إِنه مولد‬
‫وإِنه على غي قياس؛ قال‪ :‬ونقيض قوله إِن قياسه باحِرِيّ وكان حقه أَن‬
‫ي أَي خالص المرة؛ ومنه قول الَُثقّب‬ ‫يذكره لَنه يقال دم باحِرِ ّ‬
‫العَْبدِي‪:‬‬
‫حمُهُ‪،‬‬‫ي الدّ ِم مُرّ َل ْ‬
‫باحِر ّ‬
‫يُبْرئُ ال َك ْلبَ‪ ،‬إِذا عَضّ و َهرّ‬
‫والباحُورُ‪ :‬ال َقمَرُ؛ عن أَب علي ف البصريات له‪ .‬والَبحْرانِ‪ :‬موضع‬
‫ي وَبحْرانّ؛ قال اليزيدي‪:‬‬ ‫بي البصرة وعُمانَ‪ ،‬النسب إِليه َبحْر ّ‬
‫كرهوا أَن يقولوا َبحْريّ فتشبه النسبةَ إِل الَبحْرِ؛ الليث‪ :‬رجل‬
‫َبحْرانّ منسوب إِل الَبحْرَينِ؛ قال‪ :‬وهو موضع بي البصرة وعُمان؛ ويقال‪ :‬هذه‬
‫الَبحْرَي ُن وانتهينا إِل الَبحْرَينِ‪ .‬وروي عن أَب ممد اليزيدي قال‪:‬‬
‫سأَلن الهدي وسأَل الكسائي عن النسبة إِل البحرين وإِل ِحصَْنيِ‪:‬‬
‫ِلمَ قالوا ِحصِْن ّي وَبحْرانّ؟ فقال الكسائي‪ :‬كرهوا أَن يقولوا‬
‫ي فتشبه‬ ‫ِحصْناِئيّ لجتماع النوني‪ ،‬قال وقلت أَنا‪ :‬كرهوا أَن يقولوا َبحْر ّ‬
‫النسبة إِل البحر؛ قال الَزهري‪ :‬وإِنا ثنوا الَبحْ َر َلنّ ف ناحية‬
‫قراها ُبحَيَةً على باب الَحساء وقرى هجر‪ ،‬بينها وبي البحر الَخضر‬
‫عشرة فراسخ‪ ،‬وُقدّرَت الُبحَيَةُ ثلث َة أَميال ف مثلها ول يغيض‬
‫ماؤُها‪ ،‬وماؤُها راكد زُعاقٌ؛ وقد ذكرها الفرزدق فقال‪:‬‬
‫كَأنّ دِيارا بي َأسِْنمَةِ النّقا‬
‫حفُ‬ ‫صَ‬ ‫وبيَ هَذالِيلِ الُبحَيَ ِة مُ ْ‬
‫س يقال لا الَبحْرِيّة لَنا كانت هاجرت‬ ‫وكانت أَساء بنت ُعمَيْ ٍ‬
‫إِل بلد النجاشي فركبت البحر‪ ،‬وك ّل ما نسب إِل الَبحْرِ‪ ،‬فهو‬
‫َبحْريّ‪.‬وف الديث ِذكْرُ َبحْرانَ‪ ،‬وهو بفتح الباء وضمها وسكون الاء‪ ،‬موضع‬
‫ع من الجاز‪ ،‬له ِذكْ ٌر ف سَرِيّة عبدال بن َجحْشٍ‪.‬‬ ‫بناحية الفُرْ ِ‬
‫وَبحْ ٌر وَبحِ ٌي وُبحَيْ ٌر وبَْيحَ ٌر وبَْيحَرَةُ‪ :‬أَساء‪.‬‬
‫وبنو َبحْريّ‪ :‬بَطْنٌ‪.‬‬
‫وَبحْرَ ُة ويَْبحُرُ‪ :‬موضعان‪ .‬وبِحارٌ وذو بِحارٍ‪ :‬موضعان؛ قال الشماخ‪:‬‬
‫صَبَا صَْبوَةً مِن ذِي بِحارٍ‪ ،‬فَجا َورَتْ‪،‬‬
‫إِل آ ِل لَيْلى‪ ،‬بَطْنَ َغوْلٍ َفمَْنعَ ِج‬
‫للْقِ‪ ،‬وكذلك الُبُْترُ‪،‬‬ ‫@بتر‪ :‬الُبحْتُر‪ :‬بالضم‪ :‬القصي الجتمع ا َ‬
‫وهو مقلوب منه‪ ،‬والُنثى ُبحْتُرَة والمع البحاتِرُ‪.‬‬
‫وُبحْتُرٌ‪ :‬أَبو بطن من طيّء‪ ،‬وهو بُحتُرُ بنُ عَتُود ابن عُنَي بن‬
‫سَلمانَ بن ُثعَلَ بن َعمْرو بن ال َغوْثِ ابن َج ْل َهمَةَ بن َطيّء بن‬
‫أُدَ َد وهو رَهْطُ الَْيَثمِ ابن َعدِيّ‪ .‬والُبحْتُرِيّةُ من الِبل‪:‬‬
‫منسوبة إِليهم‪.‬‬
‫@بثر‪َ :‬بحْثَرَ الشيءَ‪َ :‬بحَثَه وَبدّدَه كََبعْثَرَهُ‪ ،‬وقرئ‪ :‬إِذا‬
‫ُبحْثِ َر ما ف القبور؛ أَي بعث الوتى‪ .‬وَبحْثَرَ التاع‪ :‬فرّقه‪.‬‬
‫الَزهري‪َ :‬بحْثَرَ متاعه وَبعْثَرَه إِذا أَثاره وقلبه وفرّقه وقلب بعضه على‬
‫بعض‪ .‬الَصمعي‪ :‬إِذا انقطع اللب وَتحَّببَ‪ ،‬فهو مَُبحْثَرٌ‪ ،‬فإِذا‬
‫َخثُرَ أَعله وأَسفَلُه رقيقٌ‪ ،‬فهو هادر‪ .‬أَبو الرّاح‪َ :‬بحْثَ ْرتُ الشيءَ‬
‫وَبعْثَرْتُه إِذا استخرجته وكشفته؛ قال القتال العامري‪:‬‬
‫ومَنْ ل َتِلدْ أَساءُ مِنْ آلِ عامِرٍ‬
‫وكَْبشَة‪ُ ،‬تكْرَهُ ُأمّهُ َأ ْن تَُبحْثَرَا‬
‫@بدر‪ :‬أَبو عدنان قال‪ :‬الُب ْه ُدرِيّ والُبحْ ُدرِيّ ا ُلقَ ْرَق ُم الذي‬
‫شبّ‪.‬‬‫ل َي ِ‬
‫@بر‪ :‬الَبخَرُ‪ :‬الرائحة التغية من الفم‪ .‬قال أَبو حنيفة‪ .‬الَبخَرُ‬
‫النّتْ ُن يكون ف الفم وغيه‪َ .‬بخِرَ َبخَرا‪ ،‬وهو أَْبخَ ُر وهي َبخْرَاءُ‪.‬‬
‫وأَْبخَرهُ الشيءُ‪ :‬صَيّرَه َأْبخَرَ‪ .‬وَبخِ َر أَي نَتُنَ من َبخَرِ‬
‫الفَم البيث‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬إِياكم وَن ْومَةَ الغَداةِ‬
‫جعَرَةٌ؛ وجعله القتيب من حديث علي‪ ،‬رضي‬ ‫جفَرَةٌ َم ْ‬ ‫فإِنا مَْبخَرَةٌ َم ْ‬
‫ال عنه‪ ،‬قوله مبخرة أَي مَظِنّةٌ للَبخَرِ‪ ،‬وهو تغي ريح الفم‪ .‬وف حديث‬
‫الغية‪ :‬إِيّاكَ وك ّل َمجْفَرَ ٍة مَْبخَرَةٍ‪ ،‬يعن من النساء‪.‬‬
‫والَبخْرَاءُ والَبخْرَةُ‪ُ :‬عشْبَةٌ تشبه نباتَ ال ُكشْنَى ولا حب مثل‬
‫ت الفَم؛ حكاها أَبو‬ ‫حبه سوداء‪ ،‬سيت بذلك لَنا إِذا أُكِلت أَْبخَرَ ِ‬
‫حنيفة قال‪ :‬وهي مَرْعًى وتعِلفُها الواشي فتسمنها ومنابتها القِيعانُ‪.‬‬
‫سوِ‪:‬‬‫والَبخْراءُ‪ :‬أَرض بالشام لنَتْنِها بعُفونة ُترْبِها‪ .‬وبُخارُ ال َف ْ‬
‫رِيُه؛ قال الفرزدق‪:‬‬
‫ب َق ْهوَةٍ و َحلِيفُ زِيرٍ‪،‬‬ ‫أَشارِ ُ‬
‫سوَتِهِ بُخارُ‬
‫وصَرّاءٌ‪ ،‬لِ َف ْ‬
‫وك ّل رائحة سطعت من َنتْنٍ أَو غيه‪َ :‬بخَ ٌر وبُخارٌ‪ .‬والَبخْرُ‪،‬‬
‫مزوم‪ِ :‬فعْلُ البُخارِ‪.‬‬
‫ت تَْبخَ ُر َبخْرا وبُخارا‪،‬‬ ‫وبُخا ُر القِدر‪ :‬ما ارتفع منها؛ َبخَرَ ْ‬
‫وكذلك بُخارُ الدّخان‪ ،‬وكلّ دخان يسطع من ماءٍ حار‪ ،‬فهو بُخار‪ ،‬وكذلك من‬
‫الّندَى‪ .‬وبُخارُ الاء‪ :‬ما يرتفع منه كالدخان‪ .‬وف حديث معاوية‪ :‬أَنه‬
‫كتب إِل ملك الروم‪َ :‬ل ْجعَل ّن القُسْطَنْطِينِيّةَ الَبخْراءَ‬
‫ُح َممَ ًة َسوْداءَ؛ وصفها بذلك لبُخار البحر‪.‬‬
‫وتََبخّر بالطيب ونوه‪َ :‬تدَخّنَ‪ .‬والَبخُورُ‪ ،‬بالفتح‪ :‬ما يتبخر به‪.‬‬
‫ويقال‪َ :‬يخّ َر علينا من َبخُور العُود أَي طَّيبَ‪.‬‬
‫ت َمخْرٍ‪ :‬سحابٌ يأْتي قبل الصيف منتصب ٌة رِقاقٌ‬ ‫ت َبخْ ٍر وبَنا ُ‬ ‫وبَنا ُ‬
‫ض حسانٌ‪ ،‬وقد ورد بالاء الهملة أَيضا فقيل‪ :‬بنات بر‪ ،‬وقد تقدم‪.‬‬ ‫بي ٌ‬
‫خمُورُ‪.‬‬ ‫والَْبخُورُ‪ :‬ا َل ْ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الباخِرُ ساقي الزرع؛ قال أَبو منصور‪ :‬العروف الاخِر‪،‬‬
‫فأَبدَل من اليم باءً‪ ،‬كقولك َس َم َد رْأسَه وسََبدَهُ‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@بتر‪ :‬الَبخْتَرَةُ‪ ،‬والتَّبخْتُرُ‪ِ :‬مشْيَةٌ َحسَنَةٌ؛ وقد َبخْتَرَ‬
‫وتََبخْتَرَ‪ ،‬وفل ٌن يشي الَبخْتَرِيّةَ‪ ،‬وفلن يَتََبخْتَ ُر ف‬
‫ِمشْيَتِ ِه ويَتََبخْتَى؛ وف حديث الجاج لا أُدخل عليه يزيد بن ا ُل َهّلبِ‬
‫أَسيا فقال الجاج‪:‬‬
‫َجمِيلُ ا ُلحَيّا َبخْتَرِيّ إِذا َمشَى‬
‫فقال يزيد‪:‬‬
‫ي شِناقُ‬ ‫خمُ الَْنكَِب ِ‬
‫ضْ‬ ‫وف ال ّدرْعِ َ‬
‫الَبخْتَريّ‪ :‬الُتََبخْتِ ُر ف َمشْيهِ‪ ،‬وهي مِشْيَةُ التكب العجب‬
‫بنفسه‪ .‬ورجل ِبخْتِ ٌي وَبخْتَرِيّ‪ :‬صاحبُ تََبخُْترٍ‪ ،‬وقيل‪َ :‬حسَنُ‬
‫الشي والسم‪ ،‬والُنثى َبخَْترِيّة‪ .‬والَبخْتَريّ من الِبل‪ :‬الذي‬
‫يَتََبخَْترُ أَي يتال‪ .‬وَبخْتَريّ‪ :‬اسمُ رجل؛ وأَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫جزى الُ عَنّا َبخْتَرِيّا ورَهْطَهُ‬
‫جدَا‬
‫بن عَْبدِ َعمْرٍو‪ ،‬ما أَ َعفّ وَأ ْم َ‬
‫سمْنُ بالسّنّوت‪ ،‬ل َألْسَ فيهمُ‪،‬‬ ‫ُهمُ ال ّ‬
‫و ُه ْم َيمَْنعُو َن جارَ ُهمْ أَن ُيقَرّدَا‬
‫وأَبو الَبخْتَريّ‪ :‬من كُناهم؛ أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫ت تَ ْطُلبُ شَ ْأوَ ا ُللُو‬ ‫إِذا كن َ‬
‫كِ‪ ،‬فا ْفعَلْ فِعا َل أَب الَبخْتَرِي‬
‫تَتَّب َع إِخْوانَهُ ف البِلد‪،‬‬
‫فَأغْنَى ا ُلقِلّ عن ا ُلكْثِرِ‬
‫وأَراد البختريّ فحذف إِحدى ياءي النسب‪.‬‬
‫@بثر‪ :‬الَبخْثَرَةُ‪ :‬ال ُك ْدرَةُ ف الاء أَو الثوب‪.‬‬
‫@بدر‪َ :‬ب َدرْتُ إِل الشيء أَْب ُدرُ ُبدُورا‪َ :‬أسْرَ ْعتُ‪ ،‬وكذلك‬
‫با َدرْتُ إِليه‪ .‬وتَبا َدرَ القومُ‪ :‬أَسرعوا‪ .‬وابَْتدَروا السلحَ‪ :‬تَبا َدرُوا‬
‫إِل أَخذه‪ .‬وبا َدرَ الشيءَ مبا َدرَةً وبِدارا وابَْت َدرَهُ وَب َدرَ غيَه‬
‫إِليه يَْب ُدرُه‪ :‬عا َجلَهُ؛ وقول أَب الَُثّلمِ‪:‬‬
‫فَيَْب ُدرُها شَراِئعَها فَيَرْمي‬
‫سقِيها ال ّزؤَامَا‬ ‫مَقاِتلَها‪ ،‬فََي ْ‬
‫أَراد إِل شرائعها فحذف وأَوصل‪ .‬وبا َدرَهُ إِليه‪ :‬كََب َدرَهُ‪.‬‬
‫وَب َدرَن الَمرُ وَب َدرَ ِإلّ‪َ :‬عجِلَ ِإلّ واستبق‪ .‬واسْتََبقْنا الَب َدرَى‬
‫أَي مُبا ِدرِينَ‪ .‬وأَْب َدرَ الوصيّ ف مال اليتيم‪ :‬بعن با َدرَ‬
‫وَب َدرَ‪ .‬ويقال‪ :‬اْبَتدَ َر القومُ أَمرا وتَبا َدرُوهُ أَي با َدرَ بعضُهم بعضا‬
‫إِليه أَّي ُهمْ َيسْبِقُ إِليه فََي ْغلِبُ عليه‪ .‬وبا َدرَ فلنٌ فلنا‬
‫ُم َولّيا ذاهبا ف فراره‪ .‬وف حديث اعتزال النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫نساءَه قال ُعمَرُ‪:‬‬
‫فاْبَتدَرَتْ عيناي؛ أَي سالتا بالدموع‪.‬‬
‫وناق ٌة َب ْدرِيّةٌ‪َ :‬بدَرَتْ ُأمّها الِب َل ف النّتاج فجاءت با ف‬
‫أَول الزمان‪ ،‬فهو أَغزر لا وأَكرم‪.‬‬
‫لدّةُ‪ ،‬وهو ما يَْب ُدرُ من ِحدّةِ الرجل عند غضبه من‬ ‫والبا ِدرَةُ‪ :‬ا ِ‬
‫قول أَو فعل‪ .‬وبا ِدرَةُ الشّرّ‪ :‬ما يَْب ُد ُركَ منه؛ يقال‪ :‬أَخشى عليك‬
‫ضبٍ أَي خَطٌَأ و َسقَطاتٌ عندما‬ ‫ت منه بَوا ِدرُ غ َ‬ ‫با ِدرَتَهُ‪ .‬وَب َدرَ ْ‬
‫احَْتدّ‪ .‬والبا ِدرَةُ‪ :‬الَبدِيهةُ‪ .‬والبا ِدرَةُ من الكلم‪ :‬الت َتسْبِقُ‬
‫من الِنسان ف الغضب؛ ومنه قول النابغة‪:‬‬
‫ول َخيْرَ ف ِح ْلمٍ‪ ،‬إِذا ل َتكُ ْن له‬
‫صفْوَهُ َأ ْن ُي َكدّرَا‬ ‫حمِي َ‬ ‫بَوا ِدرُ َت ْ‬
‫وبا ِدرَ ُة السيف‪ :‬شَباتُه‪ .‬وبا ِدرَةُ النّبات‪ :‬رْأسُه َأوّل ما‬
‫يَْنفَطِرُ عنه‪ .‬وبا ِدرَةُ الِنّاءِ‪ :‬أَولُ ما يَبْدأُ منه‪ .‬والبا ِدرَةُ‪:‬‬
‫أَ ْجوَدُ ال َورْس وأَ ْحدَثُه نباتا‪.‬‬
‫صلْبَةٌ‪،‬‬
‫وعَيْ ٌن َحدْرَ ٌة َبدْرَةٌ؛ و َح ْدرَةٌ‪ :‬مكْتَنِزَةٌ ُ‬
‫وَب ْدرَةٌ‪ :‬تَْب ُدرُ بالنظر‪ ،‬وقيل‪َ :‬ح ْدرَةٌ واسعةٌ وَب ْدرَةٌ تامةٌ كالَب ْدرِ؛‬
‫قال امرؤ القيس‪:‬‬
‫وعيْنٌ لا َح ْدرَةٌ َبدْرَةٌ‪،‬‬
‫ُش ّقتْ مَآقِيهِما مِنْ أُخُرْ‬
‫وقيل‪ :‬عي َب ْدرَةٌ يَْبدُر نظرها نظرَ اليل؛ عن ابن الَعراب‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫هي الديدة النظر‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الدوّرة العظيمة‪ ،‬والصحيح ف ذلك ما قاله‬
‫ابن الَعراب‪ .‬والَب ْدرُ‪ :‬ال َقمَرُ إِذا امَْتلَ‪ ،‬وإِنا ُس ّميَ َبدْرا‬
‫ع الشمس‪ ،‬وف الحكم‪ :‬لَنه يبادر بطلوعه غروبَ‬ ‫لَنه يبادر بالغروب طلو َ‬
‫الشمس لَنما يَتراقَبانِ ف ا ُلفُقِ صُبْحا؛ وقال الوهري‪ :‬سي‬
‫َبدْرا لِمُبادرته الشمس بالطّلُوع كأَنّه ُي َعجّلُها ا َلغِيبَ‪ ،‬وسي‬
‫بدرا لتمامه‪ ،‬وسيت ليلةَ الَب ْدرِ لتمام قمرها‪ .‬وقوله ف الديث عن جابر‪:‬‬
‫ت من البُقول؛‬ ‫ت ببدر فيه َخضِرا ٌ‬ ‫إِن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ُ ،‬أ َ‬
‫قال ابن وهب‪ :‬يعن بالَبدْرِ الطبقَ‪ ،‬شبه بالَبدْرِ لستدارته؛ قال‬
‫الَزهري‪ :‬وهو صحيح‪ .‬قال‪ :‬وأَحسبه سُمي َبدْرا لَنه مدوّر‪ ،‬وجعُ الَبدْر‬
‫ُبدُورٌ‪.‬‬
‫وأَْبدَ َر القومُ‪ :‬طلع لم الَب ْدرُ؛ ونن مُْبدِرُونَ‪ .‬وَأْبدَرَ‬
‫الرجلُ إِذا سرى ف ليلة الَب ْدرِ‪ ،‬وسي َبدْرا لمتلئه‪ .‬وليلةُ الَبدْر‪:‬‬
‫ليلةُ أَربع عشرة‪ .‬وَب ْدرُ القومِ‪ :‬سَّيدُهم‪ ،‬على التشبيه بالَب ْدرِ؛ قال‬
‫ابن أَحر‪:‬‬
‫ج ِب َكفّه‬
‫َوَق ْد َنضْرِبُ الَب ْد َر الّلجُو َ‬
‫َعلَيْهِ‪ ،‬وُنعْطِي رَغْبَةَ ا ُلتَودّدِ‬
‫ويروى الَبدْءَ‪ .‬والبا ِدرُ‪ :‬القمر‪ .‬والبا ِدرَةُ‪ :‬الكلمةُ ال َعوْراءُ‪.‬‬
‫والبا ِدرَةُ‪ :‬الغَضْبَ ُة السّرِيعَةُ؛ يقال‪ :‬احذروا با ِدرَتَهُ‪.‬‬
‫والَب ْدرُ‪ :‬الغلمُ البادِر‪ .‬وغلمٌ َب ْدرٌ‪ :‬متلئ‪ .‬وف حديث جابر‪ :‬كنا ل‬
‫نَبِيعُ الّثمَرَ حت يَْب ُدرَ أَي يبلغ‪ .‬يقال‪َ :‬بدَرَ الغلمُ إِذا ت‬
‫واستدار‪ ،‬تشبيها بالبدر ف تامه وكماله‪ ،‬وقيل‪ :‬إِذا احرّ الُبسْ ُر يقال له‪:‬‬
‫قد أَْب َدرَ‪.‬‬
‫سخْلَة إِذا فُ ِطمَ‪ ،‬والمع بُدورٌ وِب َدرٌ؛‬ ‫والَب ْدرَةُ‪ِ :‬ج ْل ُد ال ّ‬
‫قال الفارسي‪ :‬ول نظي لَب ْدرَةٍ وِبدَر إِل َبضْعَ ٌة وِبضَعٌ و َهضْبَةٌ‬
‫سخْلَةِ لَنا ما دامت‬ ‫ك ال ّ‬
‫ضبٌ‪ .‬الوهري‪ :‬والَبدْرَةُ َمسْ ُ‬ ‫و ِه َ‬
‫سمْنِ ُعكّةٌ‪ ،‬فإِذا فُطمت‬ ‫سكُها ِللّبَنِ َش ْكوَةٌ‪ ،‬ولل ّ‬ ‫ضعُ َف َم ْ‬ ‫تَ ْر َ‬
‫سكُها للب‬ ‫سكُها للب َب ْدرَةٌ‪ ،‬وللسّمنِ ِمسْأَدٌ‪ ،‬فإِذا أَجذعت َف َم ْ‬ ‫َف َم ْ‬
‫حيٌ‪ .‬والَب ْدرَةُ‪ :‬كيس فيه أَلف أَو عشرة آلف‪ ،‬سيت‬ ‫َو ْطبٌ‪ ،‬وللسمن ِن ْ‬
‫ث بَدرات‪ .‬أَبو زيد‪ :‬يقال‬ ‫خلَةِ‪ ،‬والمع البُدورُ‪ ،‬وثل ُ‬ ‫سْ‬ ‫بَب ْدرَةِ ال ّ‬
‫شكْوَةُ‪ ،‬فإِذا فُطم َف َمسْكُهُ‬ ‫ض ُع ال ّ‬
‫ِل َمسْك السخلة ما دامت تَرْ َ‬
‫الَب ْدرَةُ‪ ،‬فإِذا أَجذع َفمَسكه السّقاءُ‪.‬‬
‫والبا ِدرَتا ِن من الِنسان‪َ :‬لحْمتانِ فوق الرّغَثاوَيْنِ وأَسفلَ‬
‫الثّْن ُدوَةِ‪ ،‬وقيل‪ :‬ها جانبا الكِرْكِرَةِ‪ ،‬وقيل‪ :‬ها عِرْقان‬
‫َيكْتَنِفانِها؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫َتمْري بَوا ِدرَها منها فَوا ِرقُها‬
‫يعن فوارق الِبل‪ ،‬وهي الت أَخذها الخاض ففَرِقتْ نادّةً‪ ،‬فكلما‬
‫أَخذها وجع ف بطنها مَرَتْ أَي ضربت بفها بادرَةَ كِركِرَتِها وقد تفعل‬
‫ذلك عند العطش‪ .‬والبا ِدرَةُ من الِنسان وغيه‪ :‬اللحمة الت بي النكب‬
‫والعُنق‪ ،‬والمعُ البَوا ِدرُ؛ قال خِراشَةُ بنُ َعمْرٍو العَْبسِيّ‪:‬‬
‫هَلّ سَأْلتِ‪ ،‬ابن َة العَْبسِيّ‪ :‬ما َحسَب‬
‫ص بالرّيقِ؟‬‫عِْندَ الطّعانِ‪ ،‬إِذا ما غُ ّ‬
‫وجاءَت الي ُل ُمحَمّرا بَوا ِدرُها‪،‬‬
‫ت َيدُ الرّامي عَ ِن الفُوقِ‬ ‫زُورا‪َ ،‬و َزلّ ْ‬
‫ل سأَلت عن وعن شجاعت إِذا اشتدّت الرب واحرّت بوادر‬ ‫يقول‪ :‬ه ّ‬
‫اليل من الدم الذي يسيل من فرسانا عليها‪ ،‬ولا يقع فيها من زلل الرامي عن‬
‫الفوق فل يهتدي لوضعه ف الوتر َدهَشا وحَيْرَةً؛ وقوله زورا يعن‬
‫مائلة أَي تيل لشدّة ما تلقي‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه لا أُنزلت عليه سورة‪:‬‬
‫اقرأْ باسم ربك‪ ،‬جاء با‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬تُ ْر َعدُ بَوا ِدرُه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫َزمّلُون َز ّملُون قال الوهري‪ :‬ف هذا الوضع البَوا ِدرُ من الِنسان‬
‫اللحمة الت بي النكب والعنق؛ قال ابن بري‪ :‬وهذا القول ليس بصواب‪،‬‬
‫والصواب أَن يقول البوادر جع بادرة‪ :‬اللحمة الت بي النكب والعنق‪.‬‬
‫والبَْي َدرُ‪ :‬الَْن َدرُ؛ وخص كُراعٌ به أَْن َدرَ القمح يعن ال ُك ْدسَ منه‪،‬‬
‫وبذلك فسره الوهري‪ .‬البَْي َدرُ‪ :‬الوضع الذي يداس فيه الطعام‪.‬‬
‫شعْب‪:‬‬ ‫وَب ْدرٌ‪ :‬ما ٌء ِبعَيْنِهِ‪ ،‬قال الوهري‪ :‬يذكر ويؤنث‪ .‬قال ال ّ‬
‫َب ْدرٌ بئر كانت لرجل ُيدْعى َبدْرا؛ ومنه يومُ َبدْرٍ‪ .‬وَبدْرٌ‪ :‬اسمُ‬
‫رجل‪.‬‬
‫@بذر‪ :‬الَب ْذرُ والُب ْذرُ‪ :‬أَولُ ما يرج من الزرع والبقل والنبات ل‬
‫يزال ذلك اسَ ُه ما دام على و َرقَتَيَنِ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ما عُزِ َل من البوب‬
‫ع والزّراعَةِ‪ ،‬وقيل‪ :‬الَب ْذرُ جيع النبات إِذا طلع من الَرض‬ ‫للزّرْ ِ‬
‫جمَ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَن َيَتلَ ّونَ بَل ْونٍ أَو تعرف وجوهه‪ ،‬والمع ُبذُورٌ‬ ‫فََن َ‬
‫وبِذارٌ‪ .‬والَبذْرُ‪ :‬مصدر َب َذرْتُ‪ ،‬وهو على معن قولك َنثَرْتُ‬
‫لبّ‪.‬وَب َذرْتُ الَب ْذرَ‪َ :‬زرَعْتَه‪ .‬وَب َذرَتِ الَرضُ تَْب ُذ ُر َبذْرا‪:‬‬ ‫اَ‬
‫خرج َب ْذرُها؛ وقال الَصمعي‪ :‬هو أَن يظهر نبتها متفرّقا‪ .‬وَب َذرَها‬
‫َبذْرا وَبذّرَها‪ ،‬كلها‪ ،‬زرعها‪ .‬والَب ْذرُ والبُذارَةُ‪ :‬الّنسْلُ‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫إِن هؤلء لََب ْذرُ َسوْءٍ‪ .‬وَب َذرَ الشيءَ َبذْرا‪ :‬فرّقه‪ .‬وَبذَرَ‬
‫ال اللق َبذْرا‪ :‬بَّث ُه ْم وفرّقهم‪.‬‬
‫وتفرّق القومُ َش َذرَ َب َذرَ و ِش َذرَ ِب َذرَ أَي ف كل وَجهٍ‪ ،‬وتفرّقت‬
‫إِبله كذلك؛ وَب َذرَ‪ :‬إِتْباعٌ‪ .‬وُبذُرّى‪ُ ،‬فعُلّى‪ :‬من ذلك‪ ،‬وقيل‪ :‬من‬
‫الَب ْذرِ الذي هو الزرع‪ ،‬وهو راجع إِل التفريق‪ .‬والُبذُرّى‪ :‬الباطلُ؛ عن‬
‫السياف‪.‬‬
‫وَب ّذرَ مالهُ‪ :‬أَفسده وأَنفقه ف السّ َرفِ‪ .‬وكُ ّل ما فرقته‬
‫وأَفسدته‪ ،‬فقد َب ّذرْتَهُ‪ .‬وفيه بَذارّةٌ‪ ،‬مشدّدة الراء‪ ،‬وبَذارَةٌ‪ ،‬مففة‬
‫الراء‪ ،‬أَي تَْبذِيرٌ؛ كلها عن اللحيان‪ .‬وتَبْذيرُ الال‪ :‬تفريقه‬
‫إِسرافا‪ .‬ورج ٌل تِبْذارَةٌ‪ :‬للذي يَُب ّذرُ مالَه ويفسده‪ .‬والتّْبذِيرُ‪:‬‬
‫إِفسادُ الال وإِنفاقه ف السّ َرفِ‪ .‬قال ال عز وجل‪ :‬ول تَُبذّرْ‬
‫تَبْذيرا‪ .‬وقيل‪ :‬التبذير أَن ينفق الال ف العاصي‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَن يبسط يده ف‬
‫إِنفاقه حت ل يبقى منه ما يقتاته‪ ،‬واعتباره بقوله تعال‪ :‬ول تَبسُطْها‬
‫ط فََت ْقعُ َد مَلُوما مَحسورا‪.‬‬ ‫كُلّ الَبسْ ِ‬
‫أَبو عمرو‪ :‬الَبْيذَرَةُ التبذير‪ .‬والنّْبذَرَةُ‪ ،‬بالنون والباء‪:‬‬
‫تفريقُ الال ف غي حقه‪ .‬وف حديث وقف عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪َ :‬وِلوَلِيّه أَن‬
‫يأْك َل منه غَيْ َر مُبا ِذرٍ؛ الُبا ِذرُ والَُب ّذرُ‪ :‬ا ُلسْ ِرفُ ف‬
‫النفقة؛ باذرَ وَب ّذرَ مُبا َذرَةً وتَْبذِيرا؛ وقول التنخل يصف‬
‫ب ُقدّامَهُ‪،‬‬ ‫سحابا‪ُ :‬مسْتَْبذِرا يَرْ َغ ُ‬
‫سمُرِ ا َلطْولِ‬ ‫يَ ْرمِي ِب ُعمّ ال ّ‬
‫فسره السكري فقال‪ :‬مستبذر يفرّق الاء‪.‬‬
‫ك سِرّهُ‪ .‬ورجلٌ‬ ‫والبَذي ُر من الناس‪ :‬الذي ل يستطيع أَن ُي ْمسِ َ‬
‫بَيْذارَةٌ‪ :‬يَُب ّذرُ ماله‪ .‬وَبذُورٌ وَبذِيرٌ‪ :‬يُذيعُ الَسرارَ ول يكتم‬
‫سرّا‪ ،‬والمع ُبذُ ٌر مثل صبور وصُبُرٍ‪ .‬وف حديث فاطمة عند وفاة النب‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬قالت لعائشة‪ :‬إِن إِذا لَبَ ِذرَةٌ؛ الَب ِذرُ‪ :‬الذي‬
‫يفشي السر ويظهر ما يسمعه‪ ،‬وقد َبذُ َر بَذارَةً‪ .‬وف الديث‪ :‬ليسوا‬
‫بالَسابيح الُبذُرِ‪ .‬وف حديث علي‪ ،‬كرم ال وجهه‪ ،‬ف صفة الَولياء‪ :‬ليسوا‬
‫بالَذاييع الُب ْذرِ؛ جع َبذُورٍ‪ .‬يقال‪َ :‬ب َذرْتُ الكلم بي الناس كما‬
‫تُْب َذرُ البُوبُ أَي أَفشيته وفرّقته‪.‬‬
‫وبُذارَ ُة الطعام‪ :‬نَ َزلُه ورَْيعُه؛ عن اللحيان‪ .‬ويقال‪ :‬طعام كثي‬
‫البُذارَة أَي كثيُ النّزَل‪ .‬وهو طعام َب َذرٌ أَي نَزَلٌ؛ قال‪:‬‬
‫ومِنَ العَطِيّ ِة ما تُرى‬
‫َجذْماءَ‪ ،‬لَيْس لا بُذارَهْ‬
‫صفَرّ؛ وأَنشد لبن مقبل‪:‬‬ ‫الَصمعي‪ :‬تََبذّر الاءُ إِذا تغي وا ْ‬
‫ُقلْبا مَُبلّيَةً جَوائِزَ عَ ْرشِها‪،‬‬
‫تَنْفي الدّلءَ بآج ٍن مُتََب ّذرِ‬
‫ت فلنا لوجدته رجلً أَي‬ ‫قال‪ :‬التبذر التغي الَصفر‪ .‬ولو َبذّرْ َ‬
‫لو جربته؛ هذه عن أَب حنيفة‪.‬‬
‫وكَِث ٌي بَثِ ٌي وَبذِيرٌ‪ :‬إِتْباعٌ؛ قال الفراء‪ :‬كَث ٌي َبذِي ٌر مثلُ‬
‫بَثِي لغة أَو لُغَيّة‪.‬‬
‫ورجل ُه َذرَةٌ ُب َذرَةٌ وهَيْذارَ ٌة بَيْذارَةٌ‪ :‬كثيُ الكلم‪.‬‬
‫وَب ّذرُ‪ :‬موضعٌ‪ ،‬وقيل‪ :‬ماء معروف؛ قال كثي عزة‪:‬‬
‫سَقى الُ َأمْواها عَ َر ْفتُ مَكانَها‪:‬‬
‫جُرابا َو َملْكوما وَبذّرَ واْلغَمْرا‬
‫وهذه كلها آبار بكة؛ قال ابن بري‪ :‬هذه كلها أَساء مياه بدليل إِبدالا‬
‫من قوله أَمواها‪ ،‬ودعا بالسقيا للَمواه‪ ،‬وهو يريد أَهلها النازلي با‬
‫اتساعا ومازا‪ .‬ول يئ من الَساء على َفعّلَ إِ ّل َب ّذرُ‪،‬‬
‫وعَثّرُ اسمُ موضع‪ ،‬و َخضّمُ اسم العَنْبَرِ بن َتمِيم‪ ،‬و َشلّمُ اسمُ بنت‬
‫القدس‪ ،‬وهو عبان‪ ،‬وَب ّقمُ وهو اسم أَعجمي‪ ،‬وهي شجرة‪ ،‬وكَّتمُ اسم‬
‫ضمُ وعَثّ ُر وَب ّقمُ شجرة‪،‬‬ ‫موضع أَيضا؛ قال الَزهري‪ :‬ومث ُل َبذّر َخ ّ‬
‫قال‪ :‬ول مثل لا ف كلمهم‪.‬‬
‫@بذعر‪ :‬اْب َذعَرّ الناسُ‪ :‬تفرقوا‪ :‬وف حديث عائشة‪ :‬اْبذَعَرّ النفاق‬
‫ت اليلُ وابَْثعَرّتْ‬ ‫أَي تفرق وتبدّد‪ .‬قال أَبو السميدع‪ :‬اْبذَعَرّ ِ‬
‫ضتْ تُبا ِدرُ شيئا تطلبه؛ قال ُزفَرُ ب ُن الرث‪:‬‬ ‫إِذا رَ َك َ‬
‫حتْ قَيْسٌ‪ ،‬ول عَ ّز ناصِرٌ‬ ‫فل َأ ْفَل َ‬
‫لَها‪َ ،‬ب ْعدَ َي ْومِ الَ ْرحِ حيَ اْبذَعَرّتِ‬
‫(* قوله «الرح» هو ف الصل بالاء الهملة)‪.‬‬
‫قال الَزهري‪ :‬وأَنشد أَبو عبيد‪:‬‬
‫ت كَأَنّها‬‫فَطَارَتْ شللً واْبذَعَرّ ْ‬
‫ِعصَابَةُ سَْبيٍ‪ ،‬خافَ َأ ْن تَُت َقسّما‬
‫ت أَي َتفَ ّرَقتْ و َجفََلتْ‪.‬‬ ‫اْبذَعَرّ ْ‬
‫@بذقر‪ :‬اْب َذقَ ّر القومُ واْبذَعَرّوا‪ :‬تفرّقوا‪ ،‬وتذكر ف ترجة مذقر‪.‬‬
‫فما اْب َذقَرّ َدمُه‪ ،‬وهي لغة‪ :‬معناه ما تفرّق ول َت َمذّرَ‪ ،‬وهو‬
‫مذكور ف موضعه‪.‬‬
‫صدْقُ والطاعةُ‪ .‬وف التنيل‪ :‬ليس البِرّ َأنْ‬ ‫@برر‪ :‬الِبرّ‪ :‬ال ّ‬
‫ب ولكنْ البِ ّر مَنْ آمنَ‬ ‫ُت َولّوا وجُو َه ُكمْ قِبَ َل ا َلشْرِقِ وا َلغْرِ ِ‬
‫بالِ؛ أَراد ولكنّ البِ ّر بِ ّر مَنْ آمن بال؛ قال ابن سيده‪ :‬وهو‬
‫قول سيبويه‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬ولكنّ ذا الْبِ ّر من آمن بال؛ قال ابن جن‪:‬‬
‫والَول أَجود لَن حذف الضاف ضَرْبٌ من التساع والب أَول من البتدإ‬
‫لَن التساع بالَعجاز أَول منه بالصدور‪ .‬قال‪ :‬وأَما ما يروى من أَن‬
‫الّنمِرَ ب َن َت ْولَب قال‪ :‬سعت رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬يقول‪ :‬ليس‬
‫من امْبِرّ ا ْمصِيامُ ف ا ْمسَفَرِ؛ يريد‪ :‬ليس من الب الصيام ف‬
‫السفر‪ ،‬فإِنه أَبدل لم العرفة ميما‪ ،‬وهو شاذ ل يسوغ؛ حكاه عنه ابن جن؛‬
‫قال‪ :‬ويقال إِن النمر بن تولب ل يرو عن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬غي‬
‫هذا الديث؛ قال‪ :‬ونظيه ف الشذوذ ما قرأْته على أَب عليّ بإِسناده إِل‬
‫ت َمخْرٍ وبَناتُ َبخْرٍ وهن سحائب يأْتي‬ ‫الَصمعي‪ ،‬قال‪ :‬يقال بَنا ُ‬
‫ض مُنَْتصِباتٌ ف السماء‪ .‬وقال شر ف تفسي قوله‪ ،‬صلى ال‬ ‫قَبْ َل الصيف بي ٌ‬
‫صدْق فإِنه َيهْدي إِل البِرّ؛ اختلف العلماء‬ ‫عليه وسلم‪ :‬عليكم بال ّ‬
‫ف تفسي الب فقال بعضهم‪ :‬الب الصلح‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬الب الي‪ .‬قال‪ :‬ول‬
‫أَعلم تفسيا أَجع منه لَنه ييط بميع ما قالوا؛ قال‪ :‬وجعل لبيدٌ‬
‫البِرّ التّقى حيث يقول‪:‬‬
‫ت مِنَ التّقى‬ ‫ضمَرا ٌ‬ ‫وما البِرّ إِل ُم ْ‬
‫قال‪ :‬وأَما قول الشاعر‪:‬‬
‫ُتحَ ّز رؤُوسهم ف غ ِي بِرّ‬
‫معناه ف غي طاعة وخي‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬لَنْ تنالوا البِرّ حت‬
‫تُْن ِفقُوا ما ُتحِبّونَ؛ قال الزجاج‪ :‬قال بعضهم ك ّل ما تقرّب به إِل ال‬
‫عز وجل‪ ،‬من عمل خي‪ ،‬فهو إِنفاق‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬والبِ ّر خي الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬فخي الدنيا ما ييسره ال تبارك وتعال للعبد من الُدى‬
‫والّن ْعمَةِ والياتِ‪ ،‬وخَيْ ُر الخِرَ ِة ال َفوْ ُز بالنعيم الدائم ف النة‪ ،‬جع‬
‫ال لنا بينهما بكرمه ورحته‪.‬‬
‫صلَحَ‪ .‬وبَ ّر ف يينه يَبَرّ إِذا صدقه ول‬ ‫وبَ ّر يَبَ ّر إِذا َ‬
‫َيحَْنثْ‪ .‬وبَ ّر رَ ِحمَهُ‬
‫(* قوله «وب ّر رحه إل» بابه ضرب وعلم)‪ .‬يَبَرّ‬
‫إِذا وصله‪ .‬ويقال‪ :‬فلنٌ يَبَ ّر رَبّهُ أَي يطيعه؛ ومنه قوله‪:‬‬
‫س وَي ْفجُرُونَكا‬ ‫يَبَرّك النا ُ‬
‫ورج ٌل بَ ّر بذي قرابته وبارّ من قوم بَ َررَةٍ وأَبْرَارٍ‪ ،‬والصدر‬
‫البِرّ‪ .‬وقال ال عز وجل‪ :‬لَيْسَ البِ ّر َأنْ ُت َولّوا وُجُوهَكم قِبَلَ‬
‫الشرق والغرب ولكنّ البِ ّر من آمن بال؛ أَراد ولكن الِبرّ ِبرّ‬
‫من آمن بال؛ قول الشاعر‪:‬‬
‫حتْ‬ ‫ف تُواصِ ُل مَنْ أَصَْب َ‬ ‫وكَْي َ‬
‫خِللَتُهُ كأَب مَرْ َحبِ؟‬
‫أَي كخِللَةِ أَب مَرْ َحبٍ‪ .‬وتَبارّوا‪ ،‬تفاعلوا‪ :‬من البِرّ‪ .‬وف حديث‬
‫العتكاف‪َ :‬ألْبِرّ تُرِ ْدنَ؛ أَي الطاعةَ والعبادَةَ‪ .‬ومنه الديث‪:‬‬
‫ليس من الب الصيام ف السفر‪ .‬وف كتاب قريش والَنصار‪ :‬وِإنّ البِرّ دون‬
‫الِث أَي أَن الوفاء با جعل على نفسه دون ال َغدْر والّنكْث‪.‬‬
‫وبَرّةُ‪ :‬ا ْسمٌ َعَلمٌ بعن البِر‪َ ،‬معْ ِرفَةٌ‪ ،‬فلذلك ل يصرف‪ ،‬لَنه‬
‫اجتمع فيه التعريف والتأْنيث‪ ،‬وسنذكره ف فَجارِ؛ قال النابغة‪:‬‬
‫سمْنا خُطّتَيْنا بَيْنَنا‪،‬‬
‫إِنّا اقَْت َ‬
‫ح َم ْلتُ بَرّةَ واحَْت َم ْلتَ فَجارِ‬ ‫َف َ‬
‫وقد بَ ّر رَبّه‪ .‬وبَرّتْ يينُه تَبَ ّر وتَبِرّ بَرّا وبِرّا‬
‫صدْقِ والبَرّ‪ :‬الصادقُ‪.‬‬ ‫ص َدَقتْ‪ .‬وَأبَرّها‪ :‬أَمضاها على ال ّ‬ ‫وبُرُورا‪َ :‬‬
‫وف التنيل العزيز‪ :‬إِنه هو الَبرّ الرحيمُ‪ .‬والبَرّ‪ ،‬من صفات ال‬
‫تعال وتقدس‪ :‬العَطُوفُ الرحيم اللطيف الكري‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬ف أَساء‬
‫ال تعال البَ ّر دون البارّ‪ ،‬وهو العَطُوف على عباده بِبِرّهِ‬
‫ولطفه‪ .‬والبَ ّر والبا ّر بعنًى‪ ،‬وإِنا جاء ف أَساء ال تعال البَرّ‬
‫دون البارّ‪ .‬وبُ ّر عملُه وبَرّ بَرّا وبُرُورا وَأبَرّ وأَبَرّه‬
‫ال؛ قال الفراء‪ :‬بُرّ َحجّه‪ ،‬فإِذا قالوا‪ :‬أَبَرّ ال َحجّك‪ ،‬قالوه‬
‫بالَلف‪ .‬الوهري‪ :‬وأََبرّ الُ َحجّك لغة ف بَرّ الُ َحجّك أَي‬
‫قَِبلَه؛ قال‪ :‬والبِ ّر ف اليمي مثلُه‪ .‬وقالوا ف الدعاء‪ :‬مَبْرُورٌ‬
‫مَأْجُو ٌر ومَبُورا مَأْجورا؛ تيمٌ ترفع على إِضمار أَنتَ‪ ،‬وأَهلُ‬
‫الجاز ينصبون على اذْ َهبْ مَبْرُورا‪ .‬شر‪ :‬الج الَبْرُورُ الذي ل يالطه‬
‫شيء من الآث‪ ،‬والبيعُ البورُ‪ :‬الذي ل شُبهة فيه ول كذب ول خيانة‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬بَ ّر فلنٌ ذا قرابته يَبَ ّر بِرّا‪ ،‬وقد ب َررْتُه أَِبرّه‪،‬‬
‫وبَرّ َحجّكَ َيبَرّ بُرُورا‪ ،‬وبَرّ ال ّج يَبِ ّر بِرّا‪ ،‬بالكسر‪،‬‬
‫وبَرّ الُ َحجّ ُه وبَرّ َحجّه‪ .‬وف حديث أَب هريرة قال‪ :‬قال رسولُ‬
‫ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬الجّ البو ُر ليس له جزاءٌ إِل النةُ؛‬
‫قال سفيان‪ :‬تفسي البور طِيبُ الكلم وإِطعام الطعام‪ ،‬وقيل‪ :‬هو القبولُ‬
‫القابَلُ بالبّ وهو الثواب؛ يقال‪ :‬بَرّ الُ َحجّه وأَبَرّهُ‬
‫بِرّا‪ ،‬بالكسر‪ ،‬وإِبْرَارا‪ .‬وقال أَبو قِلبَ َة لرجل َقدِ َم من الج‪ :‬بُرّ‬
‫العملُ؛ أَرادَ عملَ الج‪ ،‬دعا له أَن يكون مَبْرُورا ل مَأَْثمَ فيه‬
‫ج من الذنوب الت اقْتَ َرفَها‪ .‬وروي عن جابر بن‬ ‫فيستوجب ذلك الرو َ‬
‫عبدال قال‪ :‬قالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬ما بِرّ الجّ؟ قال‪ :‬إِطعامُ الطعام‬
‫وطِيبُ الكلمِ‪.‬‬
‫ورجل بَ ّر من قوم أَبرارٍ‪ ،‬وبارّ من قوم بَ َررَةٍ؛ وروي عن ابن عمر‬
‫أَنه قال‪ :‬إِنا ساهم ال أَبْرارا لَنم بَرّوا الباءَ والَبناءَ‪.‬‬
‫وقال‪ :‬كما أَن لك على ولدك حقّا كذلك لولدك عليك حق‪ .‬وكان سفيان يقول‪:‬‬
‫حجّه‬‫ح ّق الولدِ على والده أَن يسن اسه وأَن يزوّجه إِذا بلغ وأَن ُي ِ‬
‫وأَن يسن أَدبه‪ .‬ويقال‪ :‬قد تَبَ ّررْتَ ف أَمرنا أَي َتحَرّ ْجتَ؛ قال‬
‫أَبو ذؤيب‪:‬‬
‫ت ف جَنْبِنا‪،‬‬ ‫فقالتْ‪ :‬تَبَ ّررْ َ‬
‫وما كنتَ فينا َحدِيثا بِبِرْ‬
‫ت قسَمي‬ ‫أَي َتحَرّ ْجتَ ف سَبْيِنا وقُرْبِنا‪ .‬ا َلحَر‪ :‬بَ َررْ ُ‬
‫ت والدي؛ وغيُه ل يقول هذا‪ .‬وروي النذري عن أَب العباس ف كتاب‬ ‫وبَ َررْ ُ‬
‫ت والدي أَبِرّه‪ .‬وقال‬ ‫ت وبَ ِررْتُ‪ ،‬وكذلك بَ َررْ ُ‬ ‫ص َد ْق ُ‬
‫الفصيح‪ :‬يقال َ‬
‫سمِي؛ وقال الَعور‬ ‫ل َق َ‬‫سمِي وأَبَرّ ا ُ‬ ‫تفق َ‬ ‫أَبو زيد‪ :‬بَ َررْ ُ‬
‫الكلب‪:‬‬
‫َسقَيْناهم دِماءَ ُه ُم فَساَلتْ‪،‬‬
‫فَأبْ َررْنَا ِإلَيْه ُم ْقسِمِينا‬
‫سمَ فلن وأَحْنََثهُ‪ ،‬فأَما أَبَرّه‬ ‫وقال غيه‪ :‬أَبَ ّر فل ٌن َق َ‬
‫فمعناه أَنه أَجابه إِل ما أَقسم عليه‪ ،‬وأَحنثه إِذا ل يبه‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫سمَه وأَبَرّه بِرّا‪ ،‬بالكسر‪ ،‬وإِبرارا أَي صدقه؛ ومنه‬ ‫بَ ّر الُ َق َ‬
‫صدْقٍ؛ ومنه الديث‪:‬‬ ‫ج من إِلّ ول ِبرّ أَي ِ‬ ‫حديث أَب بكر‪ :‬ل َيخْ ُر ْ‬
‫سمِ‪.‬‬ ‫أَبو إِسحق‪ُ :‬أمِرْنا ِبسَْبعٍ منها إِبرارُ ال َق َ‬
‫ت ِس ْلعَتُه إِذا َن َفقَتْ‪ ،‬قال والَصل ف ذلك أَن‬ ‫أَبو سعيد‪ :‬بَرّ ْ‬
‫س ْلعَةُ با َحفِظها وقام عليها‪ ،‬تكافئه بالغلء ف الثمن؛ وهو‬ ‫تُكافئه ال ّ‬
‫من قول الَعشى يصف خرا‪:‬‬
‫ت َشهْرا‪،‬‬ ‫َتخَيّرَها أَخو عانا َ‬
‫ورَجَى بِرّها عاما فعاما‬
‫ض ّد ال ُعقُوقُ‪ ،‬والَبَرّةُ مثله‪ .‬وبَ ِررْتُ والدي‪،‬‬ ‫والبِرّ‪ِ :‬‬
‫بالكسر‪ ،‬أَبَرّ ُه بِرّا وقد بَ ّر والدَه يَبَرّه ويَبِرّه بِرّا‪،‬‬
‫ت على َحدّ ما تقدّم ف اليمي؛‬ ‫ت ويَبِ ّر على بَ َررْ ُ‬ ‫فَيَبَ ّر على بَ ِررْ ُ‬
‫وهو بَ ّر به وبارّ؛ عن كراع‪ ،‬وأَنكر بعضهم بارّ‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫سحُوا بالَرضِ فإِنا بَرّةٌ بكم أَي تكون بيوتكم عليها وُت ْدفَنُون‬ ‫َت َم ّ‬
‫فيها‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬قوله فإنا بكم برة أي مشفقة عليكم كالوالدة البَرّة‬
‫بأَولدها يعن أَن منها خلقكم وفيها معاشكم وإِليها بعد الوت معادكم؛‬
‫وف حديث زمزم‪ :‬أَتاه آتٍ فقال‪ْ :‬تفِ ْر بَرّة؛ ساها بَرّ ًة لكثرة‬
‫منافعها وسعَ ِة مائها‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه غَيّرَ ا ْسمَ امرأَةٍ كانت‬
‫سمّى َبرّةَ فسماها زينب‪ ،‬وقال‪ :‬تزكي نفسها‪ ،‬كأَنه كره ذلك‪ .‬وف حديث حكِيم‬ ‫ُت َ‬
‫بن حِزامٍ‪ :‬أَرأَيتَ أُمورا كنتُ أَْب َررْتُها أَي َأطُْلبُ با‬
‫البِ ّر والِحسان إِل الناس والتقرّب إِل ال تعال‪ .‬وجعُ الَبرّ‬
‫الَبْرارُ‪ ،‬وجعُ البارّ البَ َررَةُ‪ .‬وفلنٌ يَبَ ّر خالقَه ويَتَبَرّرهُ أَي‬
‫يطيعه؛ وامرأَة بَرٌّة بولدها وبارّةٌ‪ .‬وف الديث‪ ،‬ف بِرّ الوالدين‪ :‬وهو‬
‫ض ّد العُقوق وهو الِساءةُ‬ ‫ف حقهما وحق ا َلقْرَبِي من الَهل ِ‬
‫إِليهم والتضييع لقهم‪ .‬وجع البَرّ أَبْرارٌ‪ ،‬وهو كثيا ما ُيخَصّ‬
‫بالَولياء‪ ،‬والزّهّاد والعُّبدِ‪ ،‬وف الديث‪ :‬الاهِرُ بالقرآن مع‬
‫سفَرَةِ الكرامِ البَ َررَةِ أَي مع اللئكة‪ .‬وف الديث‪ :‬الَئم ُة من قريش‬ ‫ال ّ‬
‫أَبْرارُها أُمراءُ أَبْرارِها وُفجّارُها أُمرا ُء ُفجّارها؛ قال ابن‬
‫ل ْك ِم فيهم أَي إِذا صلح‬ ‫الَثي‪ :‬هذا على جهة الِخبار عنهم ل طريقِ ا ُ‬
‫الناس وبَرّوا َولَِي ُهمُ الَبْرارُ‪ ،‬وإِذا َفسَدوا وفجَرُوا َولِيَ ُهمُ‬
‫الَشرارُ؛ وهو كحديثه الخر‪ :‬كما تكونون ُي َولّى عليكم‪ .‬وال يَبَرّ‬
‫صلْتُه‪ .‬وف‬ ‫عبادَه‪ :‬يَر َحمُهم‪ ،‬وهو البَرّ‪ .‬وبَ َررْتُه بِرّا‪ :‬وَ َ‬
‫التنيل العزيز‪ :‬أَن تَبَرّوهم وُت ْقسِطوا إِليهم‪ .‬ومن كلم العرب السائر‪:‬‬
‫فلنٌ ما يعرف هِرّا من بِرّ؛ معناه ما يعرف من َيهُرِهّ أَي من‬
‫َيكْ َرهُه من يَبِرّه‪ ،‬وقيل‪ :‬الِ ّر السّّن ْورُ‪ ،‬والبِرّ الفأْرةُ ف بعض‬
‫اللغات‪ ،‬أَو ُدوٍيْبّة تشبهها‪ ،‬وهو مذكور ف موضعه؛ وقيل‪ :‬معناه ما‬
‫يعرف الَرْهَرَة من الَبرْبَرَةِ‪ ،‬فالَرْهَرة‪ :‬صوتُ الضأْن‪،‬‬
‫والبَرْبَرَةُ‪ :‬صوتُ ا ِلعْزى‪ .‬وقال الفزاري‪ :‬البِرّ اللطف‪ ،‬والِ ّر العُقُوق‪ .‬وقال‬
‫يونس‪ :‬ا ِلرّ َس ْوقُ الغنم‪ ،‬والبِرّ دُعا ُء الغََنمِ‪ .‬وقال ابن‬
‫الَعراب‪ :‬البِ ّر ِفعْلُ كل خي من أَي ضَ ْربٍ كان‪ ،‬والبِرّ دُعا ُء الغنم‬
‫إِل ال َعَلفِ‪ ،‬والبِ ّر الِكرامُ‪ ،‬والِ ّر الصومةُ‪ ،‬وروى الوهري عن ابن‬
‫الَعراب‪ :‬الِرّ دعاء الغنم والبِرّ َس ْوقُها‪ .‬التهذيب‪ :‬ومن كلم‬
‫ل بَرّاِنيّته؛ العن‪:‬‬
‫صلَحَ ُجوّانِيّتَ ُه بَرّ ا ُ‬
‫سليمان‪ :‬مَنْ أَ ْ‬
‫لوّ والبَرّ‪،‬‬ ‫من أَصلح سريرته أَصلح ال علنيته؛ أُخذ من ا َ‬
‫لوّ ك ّل بَطْن غامضٍ‪ ،‬والبَرّ الَتْنُ الظاهر‪ ،‬فهاتان الكلمتان على‬ ‫فا َ‬
‫النسبة إِليهما بالَلف والنون‪ .‬وورد‪ :‬من أَصْلحَ ُجوّانيّ ُه أَصْلح ال‬
‫بَرّانِيّهُ‪ .‬قالوا‪ :‬البَرّانّ العلنية والَلف والنون من زياداتِ‬
‫النّسبِ‪ ،‬كما قالوا ف صنعاء صنعان‪ ،‬وأَصله من قولم‪ :‬خرج فل ٌن بَرّا‬
‫إِذا خرج إِل الَبرّ والصحراء‪ ،‬وليس من قدي الكلم وفصيحه‪ .‬والبِرّ‪:‬‬
‫الفؤاد‪ ،‬يقال هو مُطمْئَنِنّ البِرّ؛ وأَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫أَكُونُ مَكانَ البِ ّر منه ودونَهُ‪،‬‬
‫وأَ ْجعَلُ مال دُونَه وُأؤَامِرُهْ‬
‫وأَبَرّ الرجُلُ‪ :‬كَثُ َر ولَدهُ‪ .‬وَأبَرّ القومُ‪ :‬كثروا وكذلك‬
‫أَعَرّوا‪َ ،‬فأَبَرّوا ف الي وأَعَرّوا ف الشرّ‪ ،‬وسنذكر َأعَرّوا ف‬
‫موضعه‪.‬والبَرّ‪ ،‬بالفتح‪ :‬خلف الُبحْرِ‪ .‬والبَرّيّة من ا َلرَضِي‪ ،‬بفتح‬
‫الباء‪ :‬خلف الرّيفِيّة‪ .‬والبَرّيّةُ‪ :‬الصحراءُ نسبت إِل البَرّ‪ ،‬كذلك‬
‫رواه ابن الَعراب‪ ،‬بالفتح‪ ،‬كالذي قبله‪ .‬والبَرّ‪ :‬نقيض الكِنّ؛ قال‬
‫الليث‪ :‬والعرب تستعمِله ف النكرة‪ ،‬تقول العرب‪ :‬جلست بَرّا وخَرَ ْجتُ‬
‫بَرّا؛ قال أَبو منصور‪ :‬وهذا من كلم الولّدين وما سعته من فصحاء العرب‬
‫البادية‪ .‬ويقال‪َ :‬أ ْفصَحُ العرب أَبَرّهم‪ .‬معناه أَبعدهم ف البَرّ‬
‫والَب ْدوِ دارا‪ .‬وقوله تعال‪ :‬ظهر الفَسادُ ف البَرّ والَبحْرِ؛ قال‬
‫لدْبُ ف البَ ّر وال َقحْطُ ف البحر أَي ف ُم ُدنِ‬ ‫الزجاج‪ :‬معناه ظهر ا َ‬
‫البحر الت على الَنار‪ .‬قال شر‪ :‬البَرّيّ ُة الَرضَ النسوبةُ إِل‬
‫البَ ّر وهي بَرّيّ ًة إِذا كانت إِل البّ أَقربَ منها إِل الاء‪،‬‬
‫والمعُ البَارِي‪ .‬والبَرّيتُ‪ ،‬بوزن َفعْلِيتٍ‪ :‬البَرّيّ ُة فلما سكنت‬
‫الياء صارت الاء تاء‪ ،‬مِثْل عِفرِيتٍ و ِعفْرِية‪ ،‬والمع البَرَارِيتُ‪ .‬وف‬
‫التهذيب‪ :‬البَرّيتُ؛ عن أَب عبيد وشر وابن الَعراب‪ .‬وقال ماهد ف‬
‫قوله تعال‪ :‬وَي ْعَلمُ ما ف البَ ّر والَبحْرِ؛ قال‪ :‬البَ ّر القِفارُ‬
‫والبحر كلّ قرية فيها ماءٌ‪ .‬ابن السكيت‪ :‬أَبَ ّر فلنٌ إِذا ركب البَر‪ .‬ابن‬
‫سيده‪ :‬وإِنه لُبِرّ بذلك أَي ضابطٌ له‪ .‬وأَبَ ّر عليهم‪ :‬غلبهم‪.‬‬
‫والِبرارُ‪ :‬الغلبةُ؛ وقال طرفة‪:‬‬
‫شفُو َن الضّرّ عن ذي ضُرّ ِهمْ‪،‬‬ ‫َي ْك ِ‬
‫ويُبِرّونَ على الب الُبّ‬
‫أي يغلبون؛ يقال أَبَ ّر عليه أَي غلبه‪ .‬والُبِرّ‪ :‬الغالب‪ .‬وسئل رجل‬
‫من بن َأسَد‪ :‬أَتعرف الفَ َرسَ الكريَ؟ قال‪ :‬أَعرف الوا َد الُبَّر من‬
‫البَطِيءِ ا ُلقْ ِرفِ؛ قال‪ :‬والوادُ الُبِرّ الذي إِذا أُنّف‬
‫َيأْتَِنفُ السّيْرَ‪ ،‬وَلهَزَ َلهْ َز العَيْرِ‪ ،‬الذي إِذا َعدَا ا ْسَل َهبّ‪،‬‬
‫صبَ اتْلَبّ‪ .‬ويقال‪ :‬أَبَرّهُ‬ ‫وإِذا قِيد ا ْجَلعَبّ‪ ،‬وإِذا انَْت َ‬
‫يُبِرّه إِذا َقهَره بفَعالٍ أَو غيه؛ ابن سيده‪ :‬وأَبَ ّر عليهم شَرّا؛‬
‫حكاه ابن الَعراب‪ ،‬وأَنشد‪:‬‬
‫ت مِنْ ِحمّانَ ف َقعْرِ دارِ ِهمْ‪،‬‬ ‫إِذا كُْن ُ‬
‫ستُ أُبال مَنْ أََبرّ ومَ ْن َفجَرْ‬ ‫َفَل ْ‬
‫ث قال‪ :‬أَب ّر من قولم أَب ّر عليهم شَرّا‪ ،‬وأَب ّر وَفجَرَ واحدٌ‬
‫فجمع بينهما‪ .‬وأَب ّر فلنٌ على أَصحابه أَي علهم‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن رجلً‬
‫أَتى النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ِ :‬إنّ ناضِح فلن قد أَب ّر عليهم‬
‫أَي اسَْتصْ َعبَ و َغلََبهُم‪.‬‬
‫وابْتَرّ الرجل‪ :‬انتصب منفردا من أَصحابه‪ .‬ابن الَعراب‪:‬‬
‫البَرَابِ ُي أَن يأْت الراعي إِذا جاع إِل السّنْبُ ِل فََيفْ ُركَ منه ما أَحبّ‬
‫صبّ عليه اللبَ الليبَ‬ ‫وَينْ ِزعَه من قُنُْبعِه‪ ،‬وهو قشره‪ ،‬ث َي ُ‬
‫سمّنَه أَي‬
‫ويغْليَه حت يَْنضَ َج ث يعَله ف إِنا ِء واسع ث ُي َ‬
‫سمِيذِ‪ .‬قال‪ :‬وهي الغَديرَةُ‪ ،‬وقد‬ ‫يُبَرّدَه فيكون أَطيب من ال ّ‬
‫اغَْتدَرنا‪.‬والبَريرُ‪ :‬ثر الَراك عامّةً‪ ،‬والَ ْردُ َغضّه‪ ،‬والكَباثُ َنضِيجُه؛‬
‫وقيل‪ :‬البي ُر َأوّل ما يظهر من ثر الَراك وهو ُحلْو؛ وقال أَبو‬
‫حنيفة‪ :‬البَرِي ُر أَعظم حبّا من الكَبَاث وأَصغر عُنقُودا منه‪ ،‬وله‬
‫لمّص قليلً‪ ،‬وعُْنقُوده يلُ‬ ‫صلْبَة أَكب من ا ِ‬ ‫جمَةٌ ُم َدوّرَةٌ صغية ُ‬ ‫َع َ‬
‫الكف‪ ،‬الواحدة من جيع ذلك بَرِيرَةٌ‪ .‬وف حديث طَ ْهفَةَ‪ :‬ونستصعد‬
‫البَريرَ أَي َنجْنيه للَكل؛ البَريرُ‪ :‬ثر الَراك إِذا اسوَ ّد وَبلَغَ‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هو اسم له ف كل حال؛ ومنه الديث الخر‪ :‬ما لنا طعامٌ إِلّ‬
‫البَريرُ‪.‬‬
‫والبُرّ‪ :‬الِنْطَةُ؛ قال التنخل الذل‪:‬‬
‫ت نا ِزَلكُمْ‬‫ل درّ َدرّيَ إِن َأ ْط َعمْ ُ‬
‫قِ ْرفَ الَِتيّ‪ ،‬وعندي البُ ّر َمكْنُوزُ‬
‫ورواه ابن دريد‪ :‬رائدهم‪ .‬قال ابن دريد‪ :‬البُرّ أَفصَ ُح من قولم‬
‫ال َقمْحُ والنطةُ‪ ،‬واحدته بُرّةٌ‪ .‬قال سيبويه‪ :‬ول يقال لصاحبه بَرّارٌ على‬
‫ما يغلب ف هذا النحو لَن هذا الضرب إِنا هو ساعي ل اطراديّ؛ قال‬
‫الوهري‪ :‬ومنع سيبويه أَن يمع البُ ّر على أَبْرا ٍر وجوّزه البد قياسا‪.‬‬
‫ش من البُرّ‪.‬‬ ‫والبُرْبُورُ‪ :‬الشِي ُ‬
‫للَبةُ باللسان‪ ،‬وقيل‪ :‬الصياح‪ .‬ورجلٌ‬ ‫والبَرْبَرَةُ‪ :‬كثرة الكلم وا َ‬
‫بَرْبارٌ إِذا كان كذلك؛ وقد بَرْبَر إِذا َهذَى‪ .‬الفراء‪ :‬البَرْبرِ ّ‬
‫ي‬
‫الكثي الكلم بل منفعة‪ .‬وقد بَرْبَ َر ف كلمه بَرْبَرَةً إِذا أَكثر‪.‬‬
‫والبَرْبَرَةُ‪ :‬الصوتُ وكل ٌم من َغضَبٍ؛ وقد بَرْبَر مثل ثَرثَرَ‪ ،‬فهو‬
‫ثرثارٌ‪ .‬وف حديث عليّ‪ ،‬كرم ال وجهه‪ ،‬لا طلب إِليه أَهل الطائف أَن يكتب‬
‫لم الَما َن على تليل الزنا والمر فامتنع‪ :‬قاموا ولم َت َغ ْذمُرٌ‬
‫وبَرْبَرةٌ؛ البَرَْبرَةُ التخليط ف الكلم مع غضب ونفور؛ ومنه حديث أُ ُحدٍ‪:‬‬
‫فَأ َخذَ اللّوا َء غلمٌ أَسودُ فََنصَبَه وبَرْبَرَ‪.‬‬
‫وبَرْبَرٌ‪ :‬جِيلٌ من الناس يقال إِنم من وَلدِ بَ ّر ابن قيس بن عيلن‪،‬‬
‫قال‪ :‬ول أَدري كيف هذا‪ ،‬والبَرابِرَةُ‪ :‬الماعة منهم‪ ،‬زادوا الاء فيه‬
‫إِما للعجمة وإِما للنسب‪ ،‬وهو الصحيح‪ ،‬قال الوهري‪ :‬وإِن شئت حذفتها‪.‬‬
‫س لِلهِياجِ‪َ :‬نبّ‪ .‬و َدْلوٌ بَرْبارٌ‪ :‬لا ف الاء‬ ‫وبَرْبَرَ التّبْ ُ‬
‫بَرَْبرَةٌ أَي صوت‪ ،‬قال رؤْبة‪:‬‬
‫َأرْوي بِبَرْبارَيْ ِن ف الغِطْماطِ‬
‫والبُرَيْراءُ‪ ،‬على لفظ التصغي‪ :‬موضع‪ ،‬قال‪:‬‬
‫لسَى‬‫ِإنّ بَِأجْراعِ البُرَيْرا ِء فا ِ‬
‫َفوَكْ ٍز إِل الّنقْ َعيِ مِن وَبِعانِ‬
‫ومَبَرّةُ‪ :‬أَ َكمَ ٌة دون الارِ إِل الدينة‪ ،‬قال كيي عزة‪:‬‬
‫َأ ْقوَى الغَياطِلُ مِن حِراجِ مَبَرّةٍ‪،‬‬
‫ب َس ْهوَةَ‬‫َفجُنو ُ‬
‫(* قوله‪« :‬فجنوب سهوة» كذا بالَصل‪ ،‬وف ياقوت فخبوت‪،‬‬
‫باء معجمة فباء موحدة مضومتي فمثناة فوقية بعد الواو جع خبت‪ ،‬بفتح‬
‫الاء العجمة وسكون الوحدة‪ ،‬وهو الكان التسع كما ف القاموس)‪ .‬قد‬
‫َعفَتْ‪ ،‬فَرِمالُها‬
‫وبَرُيرَةُ‪ :‬اسم امرأَة‪ .‬وبَرّةُ‪ :‬بنت مُرّ أُخت تيم بن مُ ّر وهي‬
‫أُم النضر بن كنانة‪.‬‬
‫@بزر‪ :‬الَب ْزرُ‪ :‬بَ ْزرُ الَبقْلِ وغيه‪ .‬و ُدهْنُ الَب ْزرِ والبِ ْزرِ‪،‬‬
‫وبالكسر أَفصح‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬الِب ْزرُ والبَ ْزرُ كل َحبّ يُبْ َز ُر للنبات‪.‬‬
‫وبَ َزرَه بَزْرا‪َ :‬ب َذرَهُ‪ .‬ويقال‪ :‬بَ َزرْتُه وَبذَرْتُه‪ .‬والبُزُورُ‪:‬‬
‫لبّ‬‫ب الصغار مثل ُبزُور البقول وما أَشبهها‪ .‬وقيل‪ :‬البَ ْزرُ ا َ‬ ‫الُبُو ُ‬
‫عامّةً‪.‬‬
‫والَْبزُورُ‪ :‬الرجل الكثي الوَلدِ؛ يقال‪ :‬ما أَكثر بَ ْزرَه أَي ولده‪.‬‬
‫صلْبة على‬ ‫والبَزْراءُ‪ :‬الرأَة الكثية ال َولَدِ‪ .‬والزّبْراءُ‪ :‬ال ّ‬
‫السي‪.‬‬
‫والبَ ْزرُ‪ :‬الُخاط‪ .‬والبَزْرُ‪ :‬الَولد‪ .‬والبَ ْزرُ والبِ ْزرُ‪:‬‬
‫التّابَلُ‪ ،‬قال يعقوب‪ :‬ول يقوله الفصحاء إِ ّل بالكسر‪ ،‬وجعه أَبْزارٌ‪،‬‬
‫وأَبازيرُ جعُ المع‪ .‬وبَ َزرَ ال ِق ْدرَ‪ :‬رَمى فيها البَ ْزرَ‪.‬‬
‫والبَ ْزرُ‪ :‬الَيْجُ بالضرب‪ .‬وبَ َزرَه بالعصا بَزْرا‪ :‬ضربه با‪ .‬وعَصا‬
‫بَيْزارَةٌ‪ :‬عظيمة‪ .‬أَبو زيد‪ :‬يقال للعصا البَيْزارَ ُة والقَصيدَةُ؛‬
‫لمَلِ‪ :‬ما‬‫صيّ الضّخامُ‪ .‬وف حديث عل ّي َي ْومَ ا َ‬ ‫والبَيَا ِزرُ‪ :‬ال ِع ِ‬
‫ت َو ْقعَ السيوف على الَامِ إِ ّل ِب َو ْقعِ البَيَازِ ِر على‬ ‫شَّب ْه ُ‬
‫صيّ‪ ،‬والواجن‪ :‬ج ُع مِيجَنةٍ وهي الشبة الت‬ ‫ا َلوَاجِنِ؛ البياذر‪ :‬العِ ِ‬
‫َي ُدقّ با القَصّارُ الثوبَ والبَيْزارُ‪ :‬الذكَرُ‪.‬‬
‫خمٌ؛ قال‪:‬‬ ‫ضْ‬‫وعِ ّز بَزَرى‪َ :‬‬
‫ق ْد لَقَِيتْ ِس ْدرَةُ َجمْعا ذا لَها‪،‬‬
‫و َعدَدا َفخْما وعِزّا بَ َزرَى‪،‬‬
‫لمَى‬ ‫مَ ْن َنكَلَ الَيْو َم فل رَعَى ا ِ‬
‫سدرة‪ :‬قبيلة وسنذكرها ف موضعها‪ .‬وعِزّ ٌة بَ َزرَى‪َ :‬قعْساء؛ قال‪:‬‬
‫أََبتْ ل عِزّ ٌة بَ َزرَى َبذُوخُ‪،‬‬
‫إِذا ما رامَها ِعزّ َيدُوخُ‬
‫وقيل‪ :‬بَ َزرَى َعدَدٌ كثي؛ قال ابن سيده‪ :‬فإِذا كان ذلك فل أَدري كيف‬
‫يكون وصفا للعِزّة ِإلّ أَن يريد ذو عِزّةٍ‪.‬‬
‫ومِبْ َزرُ ال َقصّا ِر ومَبْزَرُه‪ ،‬كلها‪ :‬الذي يَبْ ُزرُ به الثوبَ ف‬
‫بف‬ ‫الاء‪ .‬الليث‪ :‬الِْب َزرُ مثل خشبة القصّارين تُبْ َزرُ به الثيا ُ‬
‫الاء‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬البَيْ َز ُر خشب القصّار الذي يدق به‪ .‬والبَيْزارُ‪ :‬الذي يمل‬
‫البازِيّ‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬ويقال فيه البازيارُ‪ ،‬وكلها دخيل‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫البَيازِرَةُ جع بَيْزار وهو معرّب بازْيار؛ قال الكميت‪:‬‬
‫كَأنّ َسوَاِبقَها‪ ،‬ف الغُبار‪،‬‬
‫صقُورٌ ُتعَارِضُ َبيْزارَها‬ ‫ُ‬
‫وبَ َز َر بَيْ ُزرُ‪ :‬امتخط؛ عن ثعلب‪.‬‬
‫وبنو البَ َزرَى‪ :‬بطن من العرب يُنسبون إِل ُأمّهم‪ .‬الَزهري‪:‬‬
‫البَ َزرَى لقب لبن بكر بن كلب؛ وتَبَ ّزرَ الرجلُ‪ :‬إِذا انتمى إِليهم‪ .‬وقال‬
‫القتال الكلب‪:‬‬
‫جعْفَرتْ علينا‪ ،‬فإِنّنا‬ ‫إِذا ما َت ْ‬
‫بَنُو البَ َزرَى مِن عِزّ ٍة نَتَبَ ّزرُ‬
‫وبَ ْزرَةُ‪ :‬اسم موضع‪ ،‬قال كثي‪:‬‬
‫يُعاِن ْدنَ ف ا َلرْسانِ َأجْوازَ بَ ْزرَةٍ‪،‬‬
‫ت حِبالُها‬ ‫ق الَطايا ُمسْنَفا ٌ‬ ‫عتا ُ‬
‫وف حديث أَب هريرة ل تقوم الساعةُ حت تُقاتلوا َقوْما َينَْتعِلُون‬
‫شعَرَ وهم البا ِزرُ؛ قيل‪ :‬بازِرُ ناحية قريبة من كِرْمان با جبال‪،‬‬ ‫ال ّ‬
‫وف بعض الروايات هم الَكراد‪ ،‬فإِن كان من هذا فكأَنه أَراد أَهل‬
‫البازر‪ ،‬أَو يكون ُسمّوا باسم بلدهم؛ قال ابن الَثي‪ :‬هكذا أَخرجه أَبو موسى‬
‫بالباء والزاي من كتابه وشرحه؛ قال ابن الَثي‪ :‬والذي رويناه ف كتاب‬
‫البخاري عن أَب هريرة‪ :‬سعت رسولُ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬يقول‪ :‬بي‬
‫شعَرُ وهم هذا البارِزُ؛ وقال‬ ‫يدي الساعة تقاتلون قوما نِعالُهم ال ّ‬
‫سفيان مرة‪ :‬هم أَهل البارِز؛ يعن بأَهل البارِز أَهل فارس‪ ،‬هكذا قال هو‬
‫بلغتهم؛ قال‪ :‬وهكذا جاء ف لفظ الديث كأَنه أَبدل السي زايا فيكون من باب‬
‫الزاي‪ ،‬وقد اختلف ف فتح الراء وكسرها وكذلك اختلف مع تقدي الزاي‪.‬‬
‫@بسر‪ :‬الَبسْرُ‪ :‬الِعْجالُ‪.‬‬
‫وَبسَ َر ال َفحْلُ الناق َة يَْبسُرُها َبسْرا وابَْتسَرَها‪ :‬ضربا قبل‬
‫الضَّبعَةِ‪ .‬الَصمعي‪ :‬إِذا ضُرِبَت الناقةُ على غي ضَبعَ ٍة فذلك‬
‫الَبسْرُ‪ ،‬وقد َبسَرَها الفحلُ‪ ،‬فهي مَْبسُورة؛ قال شر‪ :‬ومنه يقال‪َ :‬بسَرْتُ‬
‫ت ال ّدمّلَ إِذا عصرته‬ ‫غَرِيي إِذا تقاضيته قبل ملّ الال‪ ،‬وَبسَرْ ُ‬
‫قبل أَن يََتقَيّحَ‪ ،‬وكَأنّ الَبسْرَ منه‪ .‬والَْبسُورُ‪ :‬طالب الاجة ف‬
‫غي موضعها‪ .‬وف حديث السن قال للوليد التّيّاسِ‪ :‬ل تُْبسِرْ؛‬
‫حمِ ْل على الناقة‬ ‫الَبسْرُ ضرب الفحل الناقة قبل أَن تَ ْطلُب؛ يقول‪ :‬ل َت ْ‬
‫والشاة قبل أَن تطلب الفحلَ‪ ،‬وَبسَرَ حاجته يَْبسُرُها َبسْرا وبِسارا‬
‫وابَْتسَرَها وتََبسّرَها‪ :‬طلبها ف غي أَوانا أَو ف غي موضعها؛ أَنشد‬
‫ابن الَعراب للراعي‪:‬‬
‫إِذا احَْتجََبتْ بناتُ الَرضِ عنه‪،‬‬
‫تََبسّ َر يَبَْتغِي فيها البِسارَا‬
‫ت الَرضِ الواضع الت تفى على‬ ‫بنات الَرض‪ :‬النبات‪ .‬وف الصحاح‪ :‬بنا ُ‬
‫الراعي‪ .‬قال ابن بري‪ :‬قد وهم الوهري ف تفسي بنات الَرض بالواضع الت‬
‫تفى على الراعي‪ ،‬وإِنا غلطه ف ذلك أَنه ظن أَن الاء ف عنه ضمي‬
‫الراعي‪ ،‬وأَن الاء ف قوله فيها ضمي الِبل‪ ،‬فحمل البيت على أَن شاعره وصف‬
‫إِبلً وراعيها‪ ،‬وليس كما ظن وإِنا وصف الشاعر حارا وأُتُنَه‪ ،‬والاء‬
‫ف عنه تعود على حار الوحش‪ ،‬والاء ف فيها تعود على أُتنه؛ قال‪:‬‬
‫والدليل على ذلك قوله قبل البيت ببيتي أَو نوها‪:‬‬
‫ل ْوِليّ َعنْهُ‪،‬‬
‫َأطَا َر َنسِيلَهُ ا َ‬
‫تَتَّبعُه الَذاِنبَ وال ِقفَارَا‬
‫وتََبسّرَ‪ :‬طلب النبات أَي َحفَر عنه قبل أَن يرج؛ أَخب أَن الَرّ‬
‫انقطع وجاء القيظُ‪ ،‬وَبسَرَ النخلة وابَْتسَرها‪َ :‬ل ّقحَها قبل أَوان‬
‫التلقيح؛ قال ابن مقبل‪:‬‬
‫جمُ‪ ،‬حت َندّ نا ِهضُها‪،‬‬ ‫طَاَفتْ به ال َع ْ‬
‫َعمّ ُل ِقحْنَ لِقاحا َغيَ مُبَْتسَرِ‬
‫ت أَن َتسْتَودِقَ‬ ‫أَبو عبيدة‪ :‬إِذا هّت الفرسُ بال َفحْلِ وأَرادَ ْ‬
‫فَأَو ُل وِداقِها الُباسَرَةُ‪ ،‬وهي مُباسِرَةٌ ث تكو َن وَديقا‪.‬‬
‫والُباسِرَةُ‪ :‬الت َه ّمتْ بالفحل قبل تام وِداقِها‪ ،‬فإِذا ضربا الِصانُ ف‬
‫تلك الال‪ ،‬فهي مبسورة‪ ،‬وقد تَبسّرَها وَبسَرَها‪.‬‬
‫والَبسْ ُر ظَ ْلمُ السّقاءِ‪ .‬وَبسَرَ الِبْ َن َبسْرا‪َ :‬نكَأَه قبل‬
‫وقته‪ .‬وَبسَرَ وأَْبسَرَ إِذا َعصَرَ الِبْ َن قبلَ أَوانه‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫الَبسْرُ أَن يَْنكَأَ الِبْنَ قبل أَن َيْنضَجَ أَي َيقْ ِرفَ عنه ِقشْرَهُ‪.‬‬
‫وَبسَ َر القَرْحَةَ يَْبسُرُها َبسْرا‪ :‬نكأَها قبلَ الّنضْجِ‪ .‬والَبسْرُ‪:‬‬
‫ال َقهْرُ‪ .‬وَبسَرَ يَْبسُ ُر َبسْرا وُبسُورا‪ :‬عَبَسَ‪َ .‬ووَجْهٌ‬
‫ف بالصدر‪ .‬وف التنيل العزيز‪َ :‬ووُجُوٌه يومئذٍ‬ ‫ص َ‬ ‫َبسْرٌ‪ :‬باسِرٌ‪ ،‬وُ ِ‬
‫باسِرَةٌ؛ وفيه‪ :‬ث عَبَسَ‪ .‬وََبسَرَ؛ قال أَبو إِسحق‪َ :‬بسَرَ أَي نظر بكراهة‬
‫شديدة‪ .‬وقوله‪ :‬ووجوه يومئذٍ باسِرة أَي مُقَطّبَ ٌة قد أَيقنت أَن العذاب‬
‫نازل با‪ .‬وَبسَرَ الرج ُل وَ ْجهَه ُبسُورا أَي َكلَحَ‪ .‬وف حديث سعد قال‪:‬‬
‫لا أَسلمتُ رَا َغمَتْن ُأمّي فكانت تلقان مَرّةً بالبِشْرِ‬
‫ومَرّةً بالَبسْرِ؛ الِبشْرُ‪ ،‬بالعجمة‪ :‬الطلقة؛ والَبسْرُ‪ ،‬بالهملة‪:‬‬
‫القُطُوبُ؛ َبسَ َر وَ ْجهَهُ َيْبسُرُه‪.‬‬
‫ض من كل شيء‪ .‬والُبسْرُ‪:‬‬ ‫وتََبسّ َر النهارُ‪َ :‬برَدَ‪ .‬والُبسْرُ‪ :‬الغَ ّ‬
‫ب لِغَضاضَتِه‪ ،‬واحدته ُبسْرَةٌ؛ قال سيبويه‪ :‬ول‬ ‫التمر قبل أَن يُ ْرطِ َ‬
‫ُت َكسّرُ الُبسْرَةُ إِلّ أَن تمع بالَلف والتاء لقلة هذا الثال ف‬
‫كلمهم‪ ،‬وأَجاز ُبسْرانٌ وُتمْرانٌ يريد بما نوعي من الّتمْرِ‬
‫ت النخلةُ ونل ُة مُبْسِرٌ‪ ،‬بغي هاء‪ ،‬كله على النسب‪،‬‬ ‫والُبسْرِ‪ .‬وقد أَْبسَرَ ِ‬
‫ومِبْسارٌ‪ :‬ل يَ ْر ُطبُ ثرها‪ .‬وف الديث ف شرط مشترى النخل على البائع‪:‬‬
‫ليس له مِبْسارٌ‪ ،‬هو الذي ل يَ ْر ُطبُ ُبسْرُه‪ .‬وَبسَرَ الّتمْرَ‬
‫خلَطَ الُبسْرَ بالتمر‪ .‬وروي عن‬ ‫يَْبسُرُه َبسْرا وَبسّرَهُ إِذا نََب َذ َف َ‬
‫ا َل ْشجَع العَْبدِيّ أَنه قال‪ :‬ل تَْبسُرُوا ول تَْثجُرُوا؛ فَأَما‬
‫الَبسْرُ‪ .‬بفتح الباء‪ ،‬فهو َخلْطُ الُبسْرِ بال ّرطَبِ أَو بالتمر‬
‫وانتباذُها جيعا‪ ،‬والّثجْرُ‪ :‬أَن يؤْخذ َثجِيُ الُبسْ ِر فَُيلْقَى مع‬
‫التمر‪ ،‬وكره هذا حذار الليطي لنهي النب‪،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬عنهما‪.‬‬
‫وأَْبسَرَ وَبسَرَ إِذا َخلَطَ الُبسْرَ بالتمر أَو الرطب فنبذها‪ .‬وف الصحاح‪:‬‬
‫الَبسْر أَن يُخلَط الُبسْ ُر مع غيه ف النبيذ‪ .‬والُبسْرُ‪ :‬ما َل ّونَ‬
‫ول يَْنضِجْ‪ ،‬وإِذا نضِ َج فقد َأرْ َطبَ؛ الَصمعي‪ :‬إِذا ا ْخضَرّ حَبّه‬
‫ت فهي‬ ‫واستدار فهو خَللٌ‪ ،‬فإِذا عظم فهو الُبسْرُ‪ ،‬فإِذا ا ْحمَرّ ْ‬
‫ِش ْقحَةٌ‪ .‬الوهري‪ :‬الُبسْرُ‬
‫(* قوله‪« :‬الوهري البسر» إل ترك كثيا من‬
‫الراتب الت يؤول إليها الطلع حت يصل إل مرتبة التمر فانظرها ف القاموس‬
‫ب ث تر‪،‬‬ ‫وشرحه)‪َ .‬أوّله َط ْلعٌ ث خَل ٌل ث َبلَ ٌح ث ُبسْ ٌر ث ُرطَ ٌ‬
‫ت وُبسْرٌ وُبسُرٌ‪.‬‬ ‫ت وُبسُرا ٌ‬‫الواحدة ُبسْرٌَة وُبسُرَةٌ وجعها ُبسْرا ٌ‬
‫وأَْبسَرَ النخل‪ :‬صار ما عليه ُبسْرا‪ .‬والُبسْرَةُ مِنَ النّْبتِ‪ :‬ما‬
‫ارتفع عن وجه الَرض ول يَطُ ْل لَنه حينئذٍ غَضّ‪ .‬قال‪ :‬وهو َغضّا‬
‫ض من الُب ْهمَى؛ قال ذو الرمة‪:‬‬ ‫ب ما يكون‪ .‬والُبسْرَةُ‪ :‬الغَ ّ‬ ‫أَطي ُ‬
‫ت بَارِضَ الُب ْهمَى َجمِيعا وُبسْرَةً‪،‬‬ ‫رَ َع ْ‬
‫صمْعاءَ‪ ،‬حَتّى آَنفَتْها نِصالُها‪.‬‬ ‫وَ‬
‫أَي جعلتها تشتكي أُنُوفَها‪ .‬الوهري‪ :‬الُبسْرَةُ من النبات َأوّلا‬
‫لمِيمُ ث الُبسْرَةُ ث‬ ‫البَارِضُ‪ ،‬وهي كما تبدو ف الَرض‪ ،‬ث ا َ‬
‫ش ورَج ٌل ُبسْرٌ وامرأَةٌ ُبسْرَةٌ‪ :‬شابان طَرِيّانِ‪.‬‬ ‫ص ْمعَادُ ث الشِي ُ‬ ‫ال ّ‬
‫والُبسْرُ والَبسْرُ‪ :‬الاءُ الطّرِيّ الديثُ ال َع ْهدِ بالطر ساع َة‬
‫ينل من الُ ْزنِ‪ ،‬والمع بِسارٌ‪ ،‬مثل رُمْ ٍح ورماح‪ .‬والَبسْرُ‪َ :‬حفْرُ‬
‫الَنار إِذا عَرَا الاءُ أَوطانَهُ؛ قال الَزهري‪ :‬وهو التَّيسّرُ؛‬
‫وأَنشد بيت الراعي‪:‬‬
‫إِذا احَْتجََبتْ بَناتُ الَرضِ عنهُ‪،‬‬
‫تََبسّ َر يَبَْتغِي فيها البِسارَا‬
‫قال ابن الَعراب‪ :‬بنات الَرض الَنار الصغار وهي ال ُغدُرانُ فيها‬
‫بقايا الاء‪ .‬وَبسَرَ الّنهْ َر إِذا حفر فيه بئرا وهو جافّ‪ ،‬وأَنشد بيت‬
‫الراعي أَيضا‪ .‬وَأْبسَرَ إِذا حفر ف أَرض مظلومة‪ .‬وابَْتسَرَ الشيءَ‪:‬‬
‫أَ َخذَه َغضّا طَرِيّا‪.‬‬
‫وف الديث عن أَنس قال‪ :‬ل يرج رسولُ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ف‬
‫ض من جلوسِه‪ :‬اللهمّ بكَ اْبَتسَرْتُ‬ ‫َسفَ ٍر قَطّ إِلّ قال حي يَْنهَ ُ‬
‫ت رَبّي ورَجائي‪ ،‬اللهمّ‬ ‫صمْتُ‪ ،‬أَن َ‬ ‫وإِليكَ َت َو ّج ْهتُ وبكَ اعَْت َ‬
‫ا ْكفِن ما َأ َهمّن وما ل أَ ْهَتمّ به‪ ،‬وما أَْنتَ َأ ْعلَ ُم به من‪،‬‬
‫و َزوّدْن الّت ْقوَى وا ْغفِ ْر ل ذَنْب َووَ ّجهْن للخَيِ َأيْنَ‬
‫َتوَ ّج ْهتُ‪ ،‬ث يرج؛ قولُه‪،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬بك ابتسرت أَي ابتدأْت‬
‫سفري‪ .‬وك ّل شيء أَخذتَه َغضّا‪ ،‬فقد َبسَرْتَه وابَتسَرْتَه؛ قال ابن‬
‫الَثي‪ :‬كذا رواه الَزهري‪ ،‬والحدثون يَ ْروُونُه بالنون والشي العجمة أَي‬
‫تركتُ وسِ ْرتُ‪.‬‬
‫وَبسَرْتُ النباتَ أَْبسُرُه َبسْرا إِذا رعيته َغضّا وكنتَ َأوّلَ‬
‫من رعاه؛ وقال لبيد يصف غيثا رعاه أُنُفا‪:‬‬
‫ب وُحُوشُه‬ ‫ت َندَاهُ‪ ،‬ل ُتسَرّ ُ‬‫َبسَرْ ُ‬
‫شذّبِ‪.‬‬ ‫جذْعِ الاجِرِيّ ا ُل َ‬ ‫ِبعِرْبٍ‪َ ،‬ك ِ‬
‫والبَيَاسِرَةُ‪َ :‬ق ْومٌ بالسّنْدِ‪ ،‬وقيل‪ :‬جِي ٌل من السند يؤاجرون‬
‫أَنفسهم من أَهل السفن لرب عدوّهم؛ ورجل بَْيسَرِيّ‪.‬‬
‫والبسارُ‪ :‬مطر يدوم على أَهل السند وف الصيف ل ُيقِْلعُ عنهم ساعةً‬
‫فتلك أَيام البسار‪ ،‬وف الحكم‪ :‬البسار مطر يوم ف الصيف يدوم على‬
‫البَيَاسِرَةِ ول ُي ْقِلعُ‪ .‬والُْبسِرَاتُ‪ :‬رياح يستدل ببوبا على الطر‪.‬‬
‫صفُ؛ وقال البعيث يذكرها‪:‬‬ ‫ويقال للشمس‪ُ :‬بسْرَةٌ إِذا كانت حراء ل َت ْ‬
‫َفصَّبحَها‪ ،‬والشّمسُ َحمْرَا ُء ُبسْرَةٌ‬
‫ت ُمغَلّ ُ‬
‫س‬ ‫بِساِئفَةِ ا َلنْقاءِ‪َ ،‬موْ ٌ‬
‫الوهري‪ :‬يقال للشمس ف َأوّل طلوعها ُبسْرَةٌ‪ .‬والُبسْرَةُ‪ :‬رأْس‬
‫َقضِيبِ ال َك ْلبِ‪ .‬وأَْبسَرَ الر َكبُ ف البحر أَي َوَقفَ‪.‬‬
‫ج َمعُ الَبوَاسِيَ؛ قال‬ ‫والباسُور‪ ،‬كالنّاسُور‪ ،‬أَعجمي‪ :‬داء معروف وُي ْ‬
‫الوهري‪ :‬هي علة تدث ف القعدة وف داخل الَنف أَيضا‪ ،‬نسأَل ال‬
‫العافية منها ومن كل داء‪ .‬وف حديث عمران بن حصي ف صلة القاعد‪ :‬وكان‬
‫مَْبسُورا أَي به بواسي‪ ،‬وهي الرض العروف‪ .‬وُبسْرَةُ‪ :‬ا ْسمٌ‪ .‬وُبسْرٌ‪:‬‬
‫ا ْسمٌ؛ قال‪:‬‬
‫وُيدْعَى اب َن مَْنجُوفٍ ُسلَْيمٌ وَأشَْيمٌ‪،‬‬
‫وَلوْ كانَ ُبسْ ٌر رَا َء ذلِكَ أَْنكَرَا‬
‫للْ ُق يقع على الُنثى والذكر والواحد والثني‬ ‫@بشر‪ :‬الَبشَرُ‪ :‬ا َ‬
‫والمع ل يثن ول يمع؛ يقال‪ :‬هي َبشَ ٌر وهو َبشَرٌ وها َبشَرٌ وهم َبشَرٌ‪.‬‬
‫ابن سيده‪ :‬الَبشَرُ الِنسان الواحد والمع والذكر والؤنث ف ذلك‬
‫سواء‪ ،‬وقد يثن‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬أَُن ُؤمِنُ لَِبشَرَيْ ِن مِثْلِنا؟‬
‫والمع أَبشارٌ‪ .‬والبَشضرَةُ‪ :‬أَعلى جلدة الرأْس والوجه والسد من الِنسان‪،‬‬
‫وهي الت عليها الشعر‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الت تلي اللحم‪ .‬وف الثل‪ :‬إِنا‬
‫يُعاَتبُ الَديُ ذو الَبشَرَةِ؛ قال أَبو حنيفة‪ :‬معناه أَن يُعادَ إِل‬
‫سكَةُ َعقْلٍ‪ ،‬والمع‬ ‫الدّباغ‪ ،‬يقول‪ :‬إِنا يعاَتبُ مَن يُرْجَى ومَنْ له مُ ْ‬
‫َبشَرٌ‪ .‬ابن بزرج‪ :‬والَبشَرُ جع َبشَرَةٍ وهو ظاهر اللد‪ .‬الليث‪:‬‬
‫الَبشَرَةُ أَعلى جلدة الوجه والسد من الِنسان‪ ،‬وُيعْن به الّلوْنُ‬
‫وال ّرقّةُ‪ ،‬ومنه اشتقت مُباشَرَةُ الرجل الرأَةَ لِتَضامّ أَبْشارِهِما‪.‬‬
‫والَبشَرَةُ والَبشَرُ‪ :‬ظاهر جلد الِنسان؛ وف الديث‪َ :‬لمْ أَْب َعثْ‬
‫ُعمّال لَِيضْرِبُوا أَبْشاركم؛ وأَما قوله‪:‬‬
‫ُت َدرّي َف ْوقَ مَتْنَيْها قُرُونا‬
‫على َبشَرٍ‪ ،‬وآَنسَهُ لَبابُ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬قد يكون جع بشرة كشجرة وشجر وثرة وثر‪ ،‬وقد يوز أَن‬
‫يكون أَراد الاء فحذفها كقول أَب ذؤَيب‪:‬‬
‫أَل لَْيتَ ِشعْري‪ ،‬هَ ْل تَنَظّرَ خاِلدٌ‬
‫عِنادي على ا ِلجْرانِ‪ ،‬أَم ُهوَ يائِسُ؟‬
‫قال‪ :‬وجعه أَيضا أَبْشارٌ‪ ،‬قال‪ :‬وهو جع المع‪ .‬والَبشَرُ‪َ :‬بشَرُ‬
‫الَديِ‪ .‬وَبشَرَ الَديِ يَْبشُرُه َبشْرا وأَْبشَرَهُ‪َ :‬قشَرَ‬
‫شفْرَةٍ‪ .‬ابن‬ ‫َبشَرَتَهُ الت ينبت عليها الشعر‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَن يأْخذ باطنَه ِب َ‬
‫بزرج‪ :‬من العرب من يقول َبشَرْتُ الَدي أَْبشِرهُ‪ ،‬بكسر الشي‪ ،‬إِذا‬
‫أَخذت َبشَرَتَهُ‪ .‬والبُشارَةُ‪ :‬ما ُبشِرَ منه‪ .‬وأَْبشَرَه؛ أَظهر‬
‫ت َبشَرَتُه الت تلي‬ ‫َبشَرَتَهُ‪ .‬وَأْبشَرْتُ الََديَ‪ ،‬فهو مُْبشَرٌ إِذا ظهر ْ‬
‫اللحم‪ ،‬وآ َدمْتُه إِذا أَظهرت أَ َدمَتَهُ اليت ينبت عليها الشعر‪.‬‬
‫الللحيان‪ :‬البُشارَ ُة ما َقشَرْتَ من بطن الَدي‪ ،‬والّتحْلئُ ما قَشرْتَ عن‬
‫ظهره‪.‬‬
‫وف حديث عبدال‪ :‬مَنْ أَ َحبّ القُرْآ َن فَليَْبشَرْ أَي َفلَْيفْ َرحْ‬
‫ولَُيسَرّ؛ أَراد أَن مبة القرآن دليل على مض الِيان من َبشِرَ‬
‫يَْبشَرُ‪ ،‬بالفتح‪ ،‬ومن رواه بالضم‪ ،‬فهو من َبشَرْتُ الَدي أَْبشُرُه إِذا‬
‫أَخذت باطنه بالشّفْرَةِ‪ ،‬فيكون معناه َفلُْيضَمّ ْر نفسه للقرآن فإِن‬
‫الستكثار من الطعام ينسيه القرآن‪ .‬وف حديث عبدال بن عمرو‪ :‬أُمرنا أَن‬
‫ي َبشَرَتُها‪ ،‬وهي‬ ‫حفّها حت تَِب َ‬ ‫ب َبشْرا أَي َن ُ‬‫نَْبشُ َر الشّوارِ َ‬
‫ظاهر اللد‪ ،‬وتمع على أَبْشارٍ‪ .‬أَبو صفوان‪ :‬يقال لظاهر جلدة الرأْس‬
‫الذي ينبت فيه الشعر الَبشَرَةُ والَ َدمَةُ والشّواةُ‪ .‬الَصمعي‪ :‬رجل‬
‫ُمؤُ َدمٌ مُْبشَرٌ‪ ،‬وهو الذي قد َج َمعَ لِينا و ِشدّةً مع العرفة بالُمور‪،‬‬
‫قال‪ :‬وأَصله من أَ َدمَةِ اللد وَبشَرَتِهِ‪ ،‬فالَبشَرَةُ ظاهره‪ ،‬وهو‬
‫منبت الشعر‪ ،‬والَ َدمَةُ باطنه‪ ،‬وهو الذي يلي اللحم؛ قال والذي يراد منه‬
‫أَنه قد جَمع بَيْ َن ِليِ الَ َدمَةِ وخُشونة الَبشَرَةِ وجرّب الُمور‪.‬‬
‫وف الصحاح‪ :‬فلنٌ ُمؤْ َدمٌ مَْبشَرٌ إِذا كان كاملً من الرجال‪ ،‬وامرأَة‬
‫ُمؤْ َدمَةٌ مُْبشَرَةٌ‪ :‬تامّةٌ ف كُ ّل وَجْهٍ‪ .‬وف حديث بنة‪ :‬ابنتك‬
‫ا ُلؤْ َدمَةُ الُْبشَرَة؛ يصف حسن َبشَرَتا و ِشدّتَها‪.‬‬
‫وَبشْرُ الرا ِد ا َلرْضَ‪ :‬أَ ْكلُه ما عليها‪ .‬وَبشَرَ الرا ُد الَرضَ‬
‫يَْبشُرُها بَشرا‪َ :‬قشَرَها وأَكل ما عليها كأَن ظاهر الَرض‬
‫َبشَرَتُها‪.‬وما َأ ْحسَنَ َبشَرَتَه أَي َسحْناءَه وهَيَْئتَه‪ .‬وأَْبشَرَتِ ا َلرْضُ‬
‫ت فَ َظهَر‬‫إِذا أَخرجت نباتا‪ .‬وأَْبشَرَتِ الَرضُ ِإبْشارا‪ُ :‬بذِر ْ‬
‫نَباتُها َحسَنا‪ ،‬فيقال عند ذلك‪ :‬ما أَ ْحسَنَ َبشَرَتَها؛ وقال أَبو زياد‬
‫ض وما أَ ْحسَ َن مَشَرَتَها‪ .‬وَبشَرَةُ‬ ‫الَحر‪َ :‬أ ْمشَرَتِ الَر ُ‬
‫شبُ و ُكلّه مِنَ‬ ‫الَرضِ‪ :‬ما ظهر من نباتا‪ .‬والَبشَرَةُ‪ :‬الَبقْ ُل والعُ ْ‬
‫الَبشَرَةِ‪.‬‬
‫وباشَرَ الرجلُ امرأَتَ ُه مُباشَرَ ًة وبِشارا‪ :‬كان معها ف ثوب واحد‬
‫َف َولَِيتْ َبشَرَتُ ُه َبشَرَتَها‪ .‬وقوله تعال‪ :‬ول تُباشِرُ وهُنّ‬
‫وأَنتم عاكفون ف الساجد؛ معن الباشرة الماع‪ ،‬وكان الرجل يرج من السجد‪،‬‬
‫وهو معتكف‪ ،‬فيجامع ث يعود إِل السجد‪ .‬ومُباشرةُ الرأَةِ‪:‬‬
‫لجْ ُر الُباشِرُ‪ :‬الت َت ُهمّ بال َفحْلِ‪ .‬والبَشْرُ أَيضا‪:‬‬ ‫مُل َمسَتُها‪ .‬وا ِ‬
‫الُباشَرَةُ؛ قال الَفوه‪:‬‬
‫ت شَيْب َتغَيّر‪ ،‬وانْثَن‬‫َلمّا رَأَ ْ‬
‫مِ ْن دونِ َن ْهمَةِ َبشْرِها حيَ انثن‬
‫أَي مباشرت إِياها‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه كان ُيقَبّلُ ويُباشِرُ وهو‬
‫صائم؛ أَراد بالباشَرَةِ الُل َمسَةَ وأَصله من َلمْس َبشَرَةِ الرجل‬
‫َبشَرَةَ الرأَة‪ ،‬وقد يرد بعن الوطء ف الفرج وخارجا منه‪.‬‬
‫وباشَ َر ا َلمْرَ‪ :‬وَلِيَ ُه بنفسه؛ وهو مَثَ ٌل بذلك لَنه ل َبشَرَةَ‬
‫للَمر إذ ليس ِبعَيْنٍ‪ .‬وف حديث علي‪ ،‬كرّم ال تعال وجهه‪ :‬فَباشِرُوا‬
‫رُوحَ اليقي‪ ،‬فاستعاره لروح اليقي َلنّ روح اليقي عَرَضٌ‪ ،‬وبيّن‬
‫حضُرَهُ بنفسك‬ ‫ض ليست له َبشَرَةٌ‪ .‬ومُباشَرَ ُة الَمر‪ :‬أَن َت ْ‬ ‫َأنّ العَرَ َ‬
‫وَتلِيَه بنفسك‪.‬‬
‫والِبشْرُ‪ :‬الطّلقَةُ‪ ،‬وقد َبشَرَه بالَمر يَْبشُرُه‪ ،‬بالضم‪َ ،‬بشْرا‬
‫وُبشُورا وِبشْرا‪ ،‬وَبشَرَهُ به َبشْرا؛ كله عن اللحيان‪ .‬وَبشّرَهُ‬
‫وأَْبشَرَهُ فََبشِرَ به‪ ،‬وَبشَرَ يَْبشُ ُر َبشْرا وُبشُورا‪ .‬يقال‪:‬‬
‫َبشَرْتُه فَأَْبشَرَ واسْتَْبشَر وتَبشّرَ وَبشِرَ‪ :‬فَ ِرحَ‪ .‬وف التنيل‬
‫العزيز‪ :‬فاسْتْبِشرُوا بِبَْي ِع ُكمُ الذي باَيعُْتمْ به؛ وفيه أَيضا‪:‬‬
‫وأَْبشِروا بالنة‪ .‬واسْتَْبشَرَهَ َكَبشّرَهُ؛ قال ساعدة بن جؤية‪:‬‬
‫فَبَيْنَا تَنُوحُ اسْتَْبشَرُوها ِبحِبّها‪،‬‬
‫عَلى ِحيِ أَن كُلّ الَرا ِم تَرومُ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وقد يكون طلبوا منها الُبشْرى على إِخبارهم إِياهم بجيء‬
‫ابنها‪ .‬وقوله تعال‪ :‬يا ُبشْرايَ هذا غُلمٌ؛ كقولك عَصايَ‪ .‬وتقول ف‬
‫التثنية‪ :‬يا ُبشْ َربّ‪ .‬والبِشارَةُ الُ ْطلَقَةُ ل تكون ِإلّ بالي‪،‬‬
‫وإِنا تكون بالشر إِذا كانت مقيدة كقوله تعال‪ :‬فََبشّرْهُم بعذاب‬
‫أَليم؛ قال ابن سيده‪ :‬والتّْبشِ ُي يكون بالي والشر كقوله تعال‪ :‬فبشرهم‬
‫بعذاب أَليم؛ وقد يكون هذا على قولم‪ :‬تيتك الضّرْبُ وعتابك السّْيفُ‪،‬‬
‫والسم الُبشْرى‪ .‬وقوله تعال‪ :‬لم البشرى ف الياة الدنيا وف الخرة؛‬
‫فيه ثلثة أَقوال‪ :‬أَحدها أَن ُبشْراهم ف الدنيا ما ُبشّرُوا به من‬
‫الثواب‪ ،‬قال ال تعال‪ :‬ويَُبشّرَ الؤمني؛ وُبشْرا ُهمْ ف الخرة النة‪،‬‬
‫وقيل ُبشْراهم ف الدنيا الرؤْيا الصالة يَراها الؤْمن ف منامه أَو‬
‫تُرَى له‪ ،‬وقيل معناه ُبشْراهم ف الدنيا أَن الرجل منهم ل ترج روحه من‬
‫جسده حت يرى موضعه من النة؛ قال ال تعال‪ِ :‬إنّ الذين قالوا رَبّنا‬
‫الُ ث استقاموا تَتَنَزّ ُل عليهم اللئكةُ أَن ل تافوا ول تزنوا‬
‫وأَْبشِرُوا بالن ِة الت كنتم توعدون‪ .‬الوهري‪َ :‬بشَرْتُ الرجلَ‬
‫أَْبشُرُه‪ ،‬بالضم‪َ ،‬بشْرا وُبشُورا من الُبشْرَى‪ ،‬وكذلك الِبشارُ‬
‫ث لغات‪ ،‬والسم البِشارَةُ والبُشارَةُ‪ ،‬بالكشر والضم‪ .‬يقال‪:‬‬ ‫والتّْبشِ ُي ثل ُ‬
‫َبشَرْتُه بولود َفأَْبشَرَ إِبْشارا أَي سُرّ‪ .‬وتقول‪ :‬أَْبشِرْ بي‪،‬‬
‫بقطع الَلف‪ .‬وَبشِرْتُ بكذا‪ ،‬بالكسر‪ ،‬أَْبشَرُ أَي اسَْتْبشَرْتُ به؛ قال‬
‫عطية بن زيد جاهلي‪ ،‬وقال ابن بري هو لعبد القيس بن خفاف البُرْجُميّ‪:‬‬
‫شيَ إِل العلى‬ ‫وإِذا رَأَْيتَ البا ِه ِ‬
‫ع ْم ْمحِلِ‪،‬‬
‫غُبْرا َأ ُك ّفهُ ُم بِقا ٍ‬
‫فََأعِْن ُهمُ واْبشَرْ با َبشِرُوا بِهِ‪،‬‬
‫وإِذا ُه ُم نَ َزلُوا َبضَنْكٍ فانْزِلِ‬
‫ويروى‪ :‬واْيسِرْ با َيسِرُوا به‪ .‬وأَتان َأمْرٌ َبشِ ْرتُ به أَي‬
‫سُ ِررْتُ به‪ .‬وَبشَرَن فلنٌ بوجه َحسَنٍ أَي لقين‪ .‬وهو َحسَنُ الِبشْرِ‪،‬‬
‫بالكسر‪ ،‬أَي طَلقُ الوجه‪ .‬والبِشارَةُ‪ :‬ما ُبشّرْتَ به‪ .‬والبِشارة‪:‬‬
‫تَباشُرُ القوم بأَمر‪ ،‬والتّباشِيُ‪ :‬الُبشْرَى‪ .‬وتَبَاشَرَ القومُ أَي‬
‫َبشّ َر بعضُهم بعضا‪ .‬والبِشارة والبُشارة أَيضا‪ :‬ما يعطاه الَبشّرُ‬
‫بالَمر‪ .‬وف حديث توبة كعب‪ :‬فأَعطيته ثوب بُشارَةً؛ البشارة‪ ،‬بالضم‪ :‬ما يعطى‬
‫البشي كال ُعمَالَ ِة للعامل‪ ،‬وبالكسر‪ :‬السم لَنا تُ ْظهِ ُر طَلقَةَ‬
‫الِنسان‪ .‬والبشي‪ :‬الَبشّرُ الذي يَُبشّرُ القوم بأَمر خي أَو شرٍ‪.‬‬
‫وهم يتباشرون بذلك الَمر أَي يُبَشرُ بضعهم بعضا‪ .‬والَبشّراتُ‪ :‬الرياح‬
‫الت َت ُهبّ بالسحاب وتَُبشّ ُر بالغيث‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬ومن آياته‬
‫ح مَُبشّرات؛ وفيه‪ :‬وهو الذي ُي ْرسِلُ الرياحَ ُبشْرا؛‬ ‫أَن يرسل الريا َ‬
‫وُبشُرا وُبشْرَى وَبشْرا‪ ،‬فَُبشُرا جَم ُع َبشُورٍ‪ ،‬وُبشْرا مفف‬
‫منه‪ ،‬وُبشْرَى بعن بِشارَةٍ‪ ،‬وَبشْرا مصدر َبشَرَ ُه َبشْرا إِذا‬
‫َبشّرَهُ‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬إِن ال‪ :‬يَُبشّ ُركِ؛ وقرئ‪ :‬يَْبشُرُك؛ قال‬
‫الفرّاء‪ :‬كأَن الشدّد منه على بِشاراتِ الُبشَرَاء‪ ،‬وكأَن الخفف من وجه‬
‫ح والسّرُورِ‪ ،‬وهذا شيء كان ا َلشَْيخَ ُة يقولونه‪ .‬قال‪ :‬وقال بعضهم‬ ‫ا ِلفْرا ِ‬
‫أَْبشَرْتُ‪ ،‬قال‪ :‬ولعلها لغة حجازية‪ .‬وكان سفيان بن عيينة يذكرها‬
‫َفلْيُْبشِرْ‪ ،‬وَبشَرْتُ لغة رواها الكسائي‪ .‬يقال‪َ :‬بشَرَن بوَجْهٍ َحسَنٍ‬
‫يَْبشُرُن‪ .‬وقال الزجاج‪ :‬معن يَْبشُرُك َيسُرّك وُيفْرِحُك‪ .‬وَبشَرْتُ‬
‫الرجلَ أَْبشُرُه إِذا أَفرحته‪ .‬وَبشِ َر يَْبشَرُ إِذا فرح‪ .‬قال‪ :‬ومعن‬
‫يَْبشُرُك ويَُبشّرُك من البِشارة‪ .‬قال‪ :‬وأَصل هذا كله أَن َبشَرَةَ‬
‫الِنسان تنبسط عند السرور؛ ومن هذا قولم‪ :‬فلن يلقان بِِبشْرٍ أَي بوجه‬
‫مُنَْبسِطٍ‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬يقال َبشَرْتُه وَبشّرْتُه وأَْبشَرْتُه‬
‫ت بِه‪ .‬ابن سيده‪ :‬أَْبشَرَ‬ ‫ت إِذا فَرِ ْح َ‬ ‫وَبشَرْتُ بكذا وكذا وَبشِرْت وأَْبشَرْ ُ‬
‫الرجلُ فَ ِرحَ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ُثمّ أَْبشَ ْرتُ إِ ْذ رَأَْيتُ سَواما‪،‬‬
‫وبُيُوتا مَبْثُوثَ ًة وجِلل‬
‫وَبشّرَتِ الناق ُة باللّقاحِ‪ ،‬وهو حي يعلم ذلك عند َأوّل ما‬
‫َت ْلقَحُ‪ .‬التهذيب‪ .‬يقال أَْبشَرَتِ الناقَةُ إِذا َل ِقحَتْ فكأَنا َبشّرَتْ‬
‫بالّلقاحِ؛ قال وقول الطرماح يقق ذلك‪:‬‬
‫عَْنسَلٌ َت ْلوِي‪ ،‬إِذا أَْبشَرَتْ‪،‬‬
‫ي سُخام‬ ‫ِبخَوافِي أَ ْخ َدرِ ّ‬
‫وتَبا ِشيُ كُلّ شيء‪َ :‬أوّله كتباشي الصّبَاح والّنوْرِ‪ ،‬ل واحد له؛‬
‫قال لبيد يصف صاحبا له عرّس ف السفر فأَيقظه‪:‬‬
‫َفَلمّا عَ ّرسَ‪ ،‬حَتّى ِهجْتُهُ‬
‫بالتّباشِ ِي مِنَ الصّبْحِ ا ُلوَلْ‬
‫ضوْءِ الصّبْ ِح ف الليل‪ .‬قال الليث‪ :‬يقال للطرائق‬ ‫والتباشيُ‪ :‬طرائقُ َ‬
‫الت تراها على وجه الَرض من آثار الرياح إِذا هي َخوّتْهُ‪:‬‬
‫التباشيُ‪ .‬ويقال لثار جنب الدابة من الدّبَرِ‪ :‬تَباشِيُ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ط رَ ْحلُها‪،‬‬ ‫ضوَةُ َأسْفارٍ‪ ،‬إِذا حُ ّ‬ ‫ِن ْ‬
‫رَأَيت ِب ِدفْأَيْها تَبا ِشيَ َتبْرُقُ‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬تَباشِ ُي الصّبْحِ أَوائلُه‪ ،‬وكذلك أَوائل كل شيء‪ ،‬ول يكون‬
‫منه فِعلٌ‪ .‬وف حديث الجاج‪ :‬كيف كان الطرُ وتَْبشِيُه أَي مَْب َدؤُه‬
‫وَأوّلُه وتَبِاشِيُ‪ :‬ليس له نظي إِ ّل ثلثة أَحرف‪ :‬تَعاشِيبُ‬
‫ت ما يَْنفَطر منه‪ ،‬وهو‬ ‫ب الدّهرِ‪ ،‬وتَفاطِيُ النّبا ِ‬ ‫الَرض‪ ،‬وتَعاجِي ُ‬
‫أَيضا ما يرج على وجه ال ِغلْمَان والفتيات؛ قال‪:‬‬
‫تَفاطِيُ الُنُونِ ِبوَجْ ِه َس ْلمَى‬
‫َقدِيا‪ ،‬ل تَقاطِ ُي الشّبابِ‪.‬‬
‫ويروى نفاطي‪ ،‬بالنون‪ .‬وتباشي النخل‪ :‬ف َأوّل ما يُ ْرطِبُ‪ .‬والبشارة‪،‬‬
‫لسْنُ؛ قال الَعشى ف قصيدته الت َأوّلا‪:‬‬ ‫بالفتح‪ :‬المال وا ُ‬
‫باَنتْ لَِتحْزُنَنا عَفارَهْ‪،‬‬
‫يا جارَتا‪ ،‬ما أَْنتِ جارهْ ‪.‬‬
‫قال منها‪:‬‬
‫ت ِبَأنّ الشّْيبَ جَا‬ ‫َورَأَ ْ‬
‫نَبَه البَشاشةُ والبَشارَهْ‬
‫ورج ٌل َبشِيُ الوجه إِذا كان جيله؛ وامرأَ ٌة َبشِيةُ الوجه‪ ،‬ورجلٌ‬
‫َبشِ ٌي وامرأَة َبشِيَةٌ‪ ،‬ووج ٌه بَشيٌ‪ :‬حسن؛ قال دكي بن رجاء‪:‬‬
‫َتعْ ِرفُ‪ ،‬ف أَو ُجهِها البَشائِرِ‪،‬‬
‫آسانَ كُلّ آفِ ٍق مُشاجِرِ‬
‫والسانُ‪ :‬جع ُأسُنٍ‪ ،‬بضم المزة والسي‪ ،‬وقد قيل أَسن بفتحهما أَيضا‪،‬‬
‫وهو الشبه‪ .‬والفق‪ :‬الفاضل‪ .‬وا ُلشَا ِجرُ‪ :‬الذي يَرْعَى الشجر‪ .‬ابن‬
‫الَعراب‪ :‬الَْبشُورَةُ الارية السنة اللق واللون‪ ،‬وما أَ ْحسَنَ‬
‫لسَنُ‬ ‫َبشَرَتَها‪ .‬والَبشِيُ‪ :‬الميل‪ ،‬والرأَة َبشِيَة‪ .‬والَبشِيُ‪ :‬ا َ‬
‫الوجه‪ .‬وأَْبشَرَ الَم ُر وَ ْجهَهُ‪َ :‬حسّنَه وَنضّرَه؛ وعليه َوجّهَ أَبو‬
‫عمرو قراءَةَ من قرأَ‪ :‬ذلك الذي يَْبشُرُ الُ عِبادَه؛ قال‪ :‬إِنا قرئت‬
‫بالتخفيف لَنه ليس فيه بكذا إِنا تقديره ذلك الذي ُيَنضّرُ الُ به‬
‫وُجوهَهم‪ .‬اللحيان‪ :‬وناقة َبشِيَةٌ أَي َحسَنَةٌ؛ وناقة َبشِيَةٌ‪ :‬ليست‬
‫بهزولة ول سينة؛ وحكي عن أَب هلل قال‪ :‬هي الت ليست بالكرية ول‬
‫السيسة‪ .‬وف الديث‪ :‬ما مِنْ رَجُ ٍل لَهُ إِبِ ٌل وَبقَرٌ ل ُيؤَدّي‬
‫َحقّها ِإ ّل بُطِ َح لا َي ْومَ القيامة ِبقَاع قَ ْرقَرٍ كأَ ْكثَرِ ما‬
‫كاَنتْ وأَْبشَرِه أَي أَ ْحسَنِه‪ ،‬من البِشر‪ ،‬وهو طلقة الوجه وبشاشته‪،‬‬
‫ويروى‪ :‬وآشَره من النشاط‬
‫(* قوله «من النشاط» كذا بالصل والحسن من الشر‬
‫لشَارُ‬‫وهو للنشاط)‪ .‬والبطر‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬هم الُبشَارُ وال ُقشَارُ وا ُ‬
‫ِلسِقاطِ الناسِ‪.‬‬
‫والتُّبشّرُ والتَّبشّرُ‪ :‬طائر يقال هو الصّفارِيّة‪ ،‬ول نظي له‬
‫إِلّ التَّنوّطُ‪ ،‬وهو طائر وهو مذكور ف موضعه‪ ،‬وقولُهم‪ :‬وقع ف وادي‬
‫ضلّلَ‪ ،‬ووادي ُتخُّيبَ‪ .‬والناقةُ الَبشِيَةُ‪:‬‬ ‫تُهلّكَ‪ ،‬ووادي ُت ُ‬
‫ف من شحمها‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الت بي ذلك ليست بالكرية‬ ‫الصالةُ الت على الّنصْ ِ‬
‫ول بالسيسة‪.‬‬
‫وِبشْ ٌر وِبشْرَةُ‪ :‬اسان؛ أَنشد أَبو علي‪:‬‬
‫وِبشْرَ ُة يَأَْبوْنا‪ ،‬كََأنّ ِخبَاءَنَا‬
‫ح ُسمَانَى ف السّما ِء تَطِيُ‬ ‫َجنَا ُ‬
‫وكذلك ُبشَيْ ٌر وَبشِيٌ وَبشّار ومَُبشّر‪ .‬وُبشْرَى‪ :‬اسم رجل ل‬
‫ينصرف ف معرفة ول نكرة‪ ،‬للتأْنيث ولزوم حرف التأْنيث له‪ ،‬وإِن ل يكن صفة‬
‫لَن هذه الَلف يبن السم لا فصارت كأَنا من نفس الكلمة‪ ،‬وليست كالاء‬
‫الت تدخل ف السم بعد التذكي‪.‬‬
‫والِبشْرُ‪ :‬اسم ماء لبن تغلب‪ .‬والِبشْرُ‪ :‬اسم جبل‪ ،‬وقيل‪ :‬جبل بالزيرة؛‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫َفلَ ْن َتشْرَب إِ ّل بِرَنْقٍ‪َ ،‬ولَنْ تَرَيْ‬
‫سَواما وحَيّا ف ال ُقصَيْبَةِ فالبِشْرِ‬
‫@بصر‪ :‬ابن الَثي‪ :‬ف أَساء ال تعال الَبصِيُ‪ ،‬هو الذي يشاهد‬
‫الَشياء كلها ظاهرها وخافيها بغي جارحة‪ ،‬والَبصَرُ عبارة ف حقه عن الصفة‬
‫الت ينكشف با كما ُل نعوت الُْبصَراتِ‪ .‬الليث‪ :‬الَبصَ ُر العَيْنُ إِلّ‬
‫أَنه مذكر‪ ،‬وقيل‪ :‬الَبصَرُ حاسة الرؤْية‪ .‬ابن سيده‪ :‬الَبصَرُ ِحسّ‬
‫العَي والمع أَبْصارٌ‪.‬‬
‫َبصُرَ به َبصَرا وبَصارَةً وبِصارَةً وأَْبصَرَهُ وتََبصّرَهُ‪ :‬نظر‬
‫إِليه هل يُْبصِرُه‪ .‬قال سيبويه‪َ :‬بصُرَ صار مُْبصِرا‪ ،‬وأَبصره إِذا‬
‫أَخب بالذي وقعت عينه عليه‪ ،‬وحكاه اللحيان َبصِرَ به‪ ،‬بكسر الصاد‪ ،‬أَي‬
‫أَْبصَرَهُ‪ .‬وأَْبصَرْتُ الشيءَ‪ :‬رأَيته‪ .‬وباصَرَه‪ :‬نظر معه إِل شيء‬
‫أَيّهما يُْبصِرُه قبل صاحبه‪ .‬وباصَرَه أَيضا‪ :‬أَْبصَرَهُ؛ قال ُسكَيْنُ بنُ‬
‫َنصْرَةَ الَبجَلي‪:‬‬
‫ت مَكانَه‪،‬‬ ‫فَِبتّ عَلى رَ ْحلِي وبا َ‬
‫أُراقبُ رِ ْدفِي تارَةً‪ ،‬وأُباصِرُه‬
‫الوهري‪ :‬باصَرْتُه إِذا َأشْرَفتَ تنظر إِليه من بعيد‪ .‬وتَباصَرَ‬
‫القومُ‪ :‬أَْبصَرَ بعضهم بعضا‪.‬‬
‫ورجل َبصِيٌ مُْبصِرٌ‪ :‬خلف الضرير‪ ،‬فعيل بعن فاعل‪ ،‬و َج ْمعُه‬
‫ُبصَراءُ‪ .‬وحكى اللحيان‪ :‬إِنه لََبصِيٌ بالعيني‪.‬‬
‫والبَصارَةُ َمصْ َدرٌ‪ :‬كالبَصر‪ ،‬والفعل َبصُرَ يَْبصُرُ‪ ،‬ويقال َبصِرْتُ‬
‫وتََبصّرْتُ الشيءَ‪ :‬شِْبهُ َر َمقْتُه‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬ل تدركه‬
‫الَبصارُ وهو يدرك الَبصارَ ؛ قال أَبو إسحق‪ :‬أَ ْعَلمَ الُ أَنهُ‬
‫ُي ْدرِك الَبصارَ وف هذا الِعلم دليل أَن خلقه ل يدركون الَبصارَ أَي‬
‫ل يعرفون كيف حقيقة الَبصَرَ وما الشيء الذي به صار الِنسان يُْبصِ ُر من‬
‫عينيه دون أَن يُْبصِرَ من غيها من سائر أَعضائه‪َ ،‬فأَ ْعلَم أَن‬
‫َخلْقا من خلقه ل ُي ْدرِك الخلوقون كُْنهَهُ ول يُحيطون بعلمه‪ ،‬فكيف به‬
‫تعال والَبصار ل تيط به وهو اللطيف البي‪ .‬فَأمّا ما جاء من الَخبار‬
‫ف الرؤْية‪ ،‬وصح عن رسولُ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فغي مدفوع وليس ف‬
‫هذه الية دليل على دفعها‪ ،‬لَن معن هذه الية إِدراك الشيء والِحاطة‬
‫بقيقته وهذا مذهب أَهل السنّة والعلم بالديث‪ .‬وقوله تعال‪ :‬قد جاءَكم‬
‫بصائ ُر من رَبكم؛ أَي قد جاءَكم القرآن الذي فيه البيان والبصائرُ‪ ،‬فمن‬
‫أَْبصَ َر فلنفسه َن ْفعُ ذلك‪ ،‬ومن َع ِميَ َف َعلَيْها ضَ َررُ ذلك‪ ،‬لَن ال‬
‫عز وجل غن عن خلقه‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬أَْبصَرَ الرجلُ إِذا خرج من الكفر‬
‫إِل بصية الِيان؛ وأَنشد‪:‬‬
‫َقحْطَا ُن َتضْرِبُ رَْأسَ كُ ّل مَُت ّوجٍ‪،‬‬
‫وعلى بَصائِرِها‪ ،‬وِإ ْن َلمْ تُْبصِر‬
‫قال‪ :‬بصائرها إسلمها وإِن ل تبصر ف كفرها‪.‬‬
‫ابن سيده‪ :‬أَراه َلمْحا باصِرا أَي نظرا بتحديق شديد‪ ،‬قال‪ :‬فإِما أَن‬
‫يكون على طرح الزائد‪ ،‬وإِما أَن يكون على النسب‪ ،‬والخر مذهب يعقوب‪.‬‬
‫ولقي منه َلمْحا باصِرا أَي أَمرا واضحا‪ .‬قال‪ :‬و َمخْ َرجُ باصِرٍ من مرج‬
‫قولم رجل تامِرٌ ولبِنٌ أَي ذو لب وتر‪ ،‬فمعن باصر ذو َبصَرَ‪ ،‬وهو‬
‫ت من َأ َمتّ‪ ،‬أَي َأرَيْتُه َأمْرا شديدا‬ ‫ت ماِئ ٌ‬ ‫من أَبصرت‪ ،‬مثل مَوْ ٌ‬
‫يُْبصِرُه‪ .‬وقال الليث‪ :‬رأَى فلن َلمْحا باصِرا أَي أَمرا مفروغا‬
‫منه‪ .‬قال الَزهري‪ :‬والقول هو ا َلوّل؛ وقوله عز وجل‪ :‬فلما جاءتم آياتُنا‬
‫مُْبصِرَةً؛ قال الزجاج‪ :‬معناه واضحةً؛ قال‪ :‬ويوز مُبْصَرَةً أَي‬
‫مُتَبَيّنَ ًة تُْبصَ ُر وتُرَى‪ .‬وقوله تعال‪ :‬وآتينا ثودَ الناق َة مُبْصِرَةً؛‬
‫قال الفراء‪ :‬جعل الفعل لا‪ ،‬ومعن مُبْصِرَة مضيئة‪ ،‬كما قال عز من قائل‪:‬‬
‫والنها َر مُبْصِرا؛ أَي مضيئا‪ .‬وقال أَبو إِسحق‪ :‬معن مُْبصِرَة‬
‫تَُبصّرُهم أَي تُبَيّ ُن لم‪ ،‬ومن قرَأ مُْبصِرَةً فالعن بَيّنَة‪ ،‬ومن‬
‫قرَأ مُبْصَرَ ًة فالعن متبينة فَ َظلَمُوا با أَي ظلموا بتكذيبها‪ .‬وقال‬
‫الَخفش‪ :‬مُبْصَرَة أَي مُْبصَرا با؛ قال الَزهري‪ :‬والقول ما قال‬
‫الفرّاء أَراد آتينا ثود الناقة آية مُْبصِرَة أَي مضيئة‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫الُْبصِرَةُ الضيئة؛ ومنه قوله تعال‪ :‬فلما جاءَتم آياتنا مُْبصِرَةً؛ قال‬
‫الَخفش‪ :‬إِنا تَُبصّرهم أَي تعلهم ُبصَراء‪.‬‬
‫لجّة‪ .‬والبَصِيَةُ‪ :‬الجةُ والستبصار ف‬ ‫والَْبصَرَةُ‪ ،‬بالفتح‪ :‬ا ُ‬
‫الشيء‪.‬‬
‫ل ْروُ تبصيا‪ :‬فتح عينيه‪ .‬ولقيه َبصَرا أَي حي تباصرت‬ ‫وَبصّرَ ا َ‬
‫الَعْيانُ ورأَى بعضها بعضا‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ف َأوّل الظلم إِذا بقي من‬
‫الضوء قدر ما تتباين به الَشباح‪ ،‬ل يُستعمل إِ ّل ظرفا‪ .‬وف حديث عليّ‪،‬‬
‫كرم ال وجهه‪ :‬فأرسلت إِليه شاة فرأَى فيها ُبصْرَةً من لَبَنٍ؛ يريد‬
‫ل يُْبصِرُه الناظرُ إِليه‪ ،‬ومنه الديث‪ :‬كان يصلي بنا صلةَ‬ ‫أَثرا قلي ً‬
‫الَبصَ ِر حت لو أَن إِنسانا رمى بنَْبلَةٍ أَبصرها؛ قيل‪ :‬هي صلة الغرب‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬الفجر لَنما تؤَدّيان وقد اختلط الظلم بالضياء‪ .‬والَبصَر‬
‫ههنا‪ :‬بعن الِبصار‪ ،‬يقال َبصِرَ به َبصَرا‪ .‬وف الديث‪ :‬بصر عين وسع‬
‫أُذن‪ ،‬وقد اختلف ف ضبطه فروي َبصُ َر و َس ِمعَ وَبصَرُ و َس ْمعُ على أَنما‬
‫اسان‪.‬‬
‫والَبصَرُ‪ :‬نَفاذٌ ف القلب‪ .‬وبَصرُ القلب‪ :‬نَظَرَهُ وخاطره‪.‬‬
‫والَبصِيَةُ‪َ :‬عقِيدَةُ القلب‪ .‬قال الليث‪ :‬البَصية اسم لا اعتقد ف‬
‫القلب من الدين وتقيق الَمر؛ وقيل‪ :‬البَصية الفطنة‪ ،‬تقول العرب‪ :‬أَعمى‬
‫ال بصائره أَي فِطَنَه؛ عن ابن الَعراب‪ :‬وف حديث ابن عباس‪ :‬أَن‬
‫معاوية لا قال لم‪ :‬يا بن هاشم تُصابون ف أَبصاركم‪ ،‬قالوا له‪ :‬وأَنتم يا‬
‫بن أُمية تصابون ف بصائركم‪ .‬وَفعَلَ ذلك على َبصِيَةٍ أَي على َع ْمدٍ‪.‬‬
‫وعلى غي بَصية أَي على غي يقي‪ .‬وف حديث عثمان‪ :‬ولَتخَْتِلفُنّ على‬
‫َبصِيَةٍ أَي على معرفة من أَمركم ويقي‪ .‬وف حديث أُم سلمة‪ :‬أَليس‬
‫الطري ُق يمع التا ِجرَ وابنَ السبيل وا ُلسْتَْبصِرَ وا َلجْبورَ أَي‬
‫ا ُلسْتَِبيَ للشيء؛ يعن أَنم كانوا على بصية من ضللتهم‪ ،‬أَرادت أَن تلك‬
‫الرفقة قد جعت الَخيار والَشرار‪ .‬وإِنه لذو َبصَ ٍر وبصية ف العبادة؛‬
‫عن اللحيان‪ .‬وإِنه لََبصِيٌ بالَشياء أَي عال با؛ عنه أَيضا‪ .‬ويقال‬
‫ت َبصِية‪ .‬والبصية‪ :‬العِبْرَةُ؛ يقال‪:‬‬ ‫للفِراسَةِ الصادقة‪ :‬فِراسَ ٌة ذا ُ‬
‫َأمَا لك َبصِيةٌ ف هذا؟ أَي عِبْرَةٌ تعتب با؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ف الذّا ِهبِي ا َل ّولِيـ‬
‫ـ َن مِن القُرُونِ‪ ،‬لَنا بَصائرْ‬
‫ت بالشيء‪ :‬علمته؛ قال عز وجل‪:‬‬ ‫أَي عِبَرٌ‪ :‬والَبصَرُ‪ :‬العلم‪ .‬وَبصُرْ ُ‬
‫َبصُرْتُ با ل يَْبصُرُوا به‪ .‬والبصي‪ :‬العال‪ ،‬وقد َبصُرَ بَصارَةً‪.‬‬
‫والتَّبصّر‪ :‬التَّأمّل والّتعَرّفُ‪ .‬والتّْبصِيُ‪ :‬التعريف‬
‫والِيضاح‪ .‬ورج ٌل َبصِيٌ بالعلم‪ :‬عال به‪ .‬وقوله‪ ،‬عليه السلم‪ :‬اذهبْ بنا‬
‫إِل فلنٍ البصيِ‪ ،‬وكان أَعمى؛ قال أَبو عبيد‪ :‬يريد به الؤمن‪ .‬قال ابن‬
‫سيده‪ :‬وعندي أَنه‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬إِنا ذهب إِل التّفؤل‬
‫(* قوله «إِنا‬
‫ذهب إل التفؤل إل» كذا بالصل)‪ .‬إِل لفظ البصر أَحسن من لفظ العمى‪ ،‬أَل‬
‫ترى إِل قول معاوية‪ :‬والبصي خي من الَعمى؟ وتََبصّ َر ف رأْيِه‬
‫واسَْتْبصَرَ‪ :‬تبي ما يأْتيه من خي وشر‪ .‬واستبصر ف أَمره ودينه إِذا كان‬
‫ذا بَصية‪ .‬والبَصية‪ :‬الثبات ف الدين‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬وكانوا‬
‫مستبصرين‪ :‬أَي اتوا ما أَتوه وهم قد تبي لم أَن عاقبته عذابم‪ ،‬والدليل على‬
‫ذلك قوله‪ :‬وما كان ال ليظلمهم ولكن كانوا أَنفسهم يظلمون؛ فلما تبي‬
‫لم عاقبة ما ناهم عنه كان ما فعل بم عدلً وكانوا مستبصرين؛ وقيل أَي‬
‫كانوا ف دينهم ذوي بصائر‪ ،‬وقيل‪ :‬كانوا معجبي بضللتهم‪ .‬وَبصُرَ‬
‫بَصارَةً‪ :‬صار ذا بصية‪ .‬وَبصّرَهُ ا َلمْ َر تَْبصِيا وتَْبصِرَةً‪َ :‬ف ّهمَهُ‬
‫إِياه‪ .‬وقال الَخفش ف قوله‪َ :‬بصُرْتُ با ل يَْبصُرُوا به؛ أَي علمت‬
‫ما ل يعلموا به من البصية‪ .‬وقال اللحيان‪َ :‬بصُرْتُ أَي أَبصرت‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ولغة أُخرى َبصِرْتُ به أَْبصَرْته‪ .‬وقال ابن بزرج‪ :‬أَْبصِرْ ِإلّ أَي‬
‫انْظر ِإلّ‪ ،‬وقيل‪ :‬أَْبصِرْ ِإلّ أَي التفتْ ِإلّ‪ .‬والبصية‪ :‬الشاهدُ؛‬
‫عن اللحيان‪ .‬وحكي‪ :‬ا ْج َعلْنِي بصي ًة عليهم؛ بنلة الشهيد‪ .‬قال‪ :‬وقوله‬
‫تعال‪ :‬بل الِنسان على نفسه بَصية؛ قال ابن سيده‪ :‬له معنيان‪ :‬إِن شئت‬
‫كان الِنسان هو البَصية على نفسه أَي الشاهد‪ ،‬وإِن شئت جعلت البصية‬
‫هنا غيه فعنيت به يديه ورجليه ولسانه لَن كل ذلك شاهد عليه يوم القيامة؛‬
‫وقال الَخفش‪ :‬بل الِنسان على نفسه بصية‪ ،‬جعله هو البصية كما تقول‬
‫للرجل‪ :‬أَنت حُجة على نفسك؛ وقال ابن عرفة‪ :‬على نفسه بصية‪ ،‬أَي عليها شاهد‬
‫بعملها ولو اعتذر بكل عهذر‪ ،‬يقول‪ :‬جوارحُه بَصيةٌ عليه أَي ُشهُودٌ؛ قال‬
‫الَزهري‪ :‬يقول بل الِنسان يوم القيامة على نفسه جوارحُه َبصِيَةٌ با‬
‫حت عليها‪ ،‬وهو قوله‪ :‬يوم تشهد عليهم أَلسنتهم؛ قال‪ :‬ومعن قوله بصية‬
‫عليه با جن عليها‪ ،‬ولو َأْلقَى مَعاذِيرَه؛ أَي ولو أَدْل بكل حجة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ولو أَلقى معاذيره‪ ،‬سُتُورَه‪ .‬وا ِل ْعذَارُ‪ :‬السّتْرُ‪ .‬وقال الفرّاء‪:‬‬
‫يقول على الِنسان من نفسه شهود يشهدون عليه بعمله اليدان والرجلن‬
‫والعينان والذكر؛ وأَنشد‪:‬‬
‫كَأنّ على ذِي الظّْبيِ عَيْنا َبصِيَةً‬
‫ِب َم ْقعَدِهِ‪ ،‬أَو مَنظَرٍ ُه َو ناظِرُهْ‬
‫سبَ النّاسَ ُكّل ُهمْ‪،‬‬ ‫حَ‬ ‫يُحا ِذرُ حت َي ْ‬
‫خفَى عليهم سَرائرُهْ‬ ‫ل ْوفِ‪ ،‬ل َت ْ‬ ‫من ا َ‬
‫وقوله‪:‬‬
‫ح ُقوَيْهِ ثلثا َفَلمْ تَ ُزغْ‬
‫ت ِب ِ‬
‫قَرَْن ُ‬
‫ت ِبدِمامِ‬ ‫صدِ‪ ،‬حَتّى ُبصّرَ ْ‬ ‫عَنِ ال َق ْ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬يوز أَن يكون معناه ُقوَّيتْ أَي لا َهمّ هذا الريش‬
‫بالزوال عن السهم لكثرة الرمي به أَلزقه بالغِراء فثبت‪ .‬والباصِرُ‪:‬‬
‫ا ُللَفّ ُق بي ُشقّتي أَو خِ ْرقَتَي‪ .‬وقال الوهري ف تفسي البيت‪ :‬يعن‬
‫َطلَى رِيشَ السهم بالَبصِيَةِ وهي ال ّدمُ‪ .‬والَبصِيَةُ‪:‬‬
‫ما بي ُشقّتَي البيتِ وهي البصائر‪.‬‬
‫والَبصْرُ‪ :‬أَن ُتضَمّ حاشيتا أَديي ياطان كما تاط حاشيتا الثوب‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬رأَيت عليه َبصِيَ ًة من الفقر أَي ُشقّةً ُملَ ّفقَةً‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫ضمّ أَ ِديٌ إِل أَدي‪ ،‬فيخرزان كما تاط حاشيتا‬ ‫والَبصْرُ أَن ُي َ‬
‫الثوب فتوضع إِحداها فوق الُخرى‪ ،‬وهو خلف خياطة الثوب قبل أَن ُي َكفّ‪.‬‬
‫شقّةُ الت تكون على الباء‪ .‬وأَْبصَر إِذا َعلّق على‬ ‫والَبصِيَةُ‪ :‬ال ّ‬
‫باب رحله َبصِيَةً‪ ،‬وهي ُشقّةٌ من قطن أَو غيه؛ وقول توبة‪:‬‬
‫ع َلعَلّنِي‬ ‫وُأشْ ِرفُ بالقُورِ اليَفا ِ‬
‫َأرَى نا َر لَيْلَى‪ ،‬أَو يَران َبصِيُها‬
‫قال ابن سيده‪ :‬يعن كلبها لَن الكلب من أَ َح ّد العيو ِن َبصَرا‪.‬‬
‫والُبصْرُ‪ :‬الناحي ُة مقلوب عن الصّبْرِ‪ .‬وُبصْرُ ال َكمْأَة وَبصَرُها‪:‬‬
‫ُحمْرَتُها؛ قال‪:‬‬
‫وَنفّضَ ال َكمْءَ فأَْبدَى َبصَرَهْ‬
‫وُبصْرُ السماء وُبصْرُ الَرض‪ِ :‬غلَظُها‪ ،‬وبُصْرُ كُلّ شيء‪ِ :‬غلَظُهُ‪.‬‬
‫وُبصْرُه وَبصْرُه‪ :‬جلده؛ حكاها اللحيان عن الكسائي‪ ،‬وقد غلب على جلد‬
‫الوجه‪ .‬ويقال‪ :‬إِن فلنا َلعْضُوب الُبصْرِ إِذا أَصاب جلدَه عُضابٌ‪،‬‬
‫ب والَ ْرفُ من كل شيء‪.‬‬ ‫وهو داء يرج به‪ .‬الوهري‪ :‬والُبصْرُ‪ ،‬بالضم‪ ،‬الان ُ‬
‫وف حديث ابن مسعود‪ُ :‬بصْرُ كل ساء مسية خسمائة عام‪ ،‬يريد ِغلَظَها‬
‫و َس ْمكَها‪ ،‬وهو بضم الباء وف الديث أَيضا‪ُ :‬بصْرُ ِجلْد الكافر ف‬
‫ب جَّيدُ الُبصْرِ‪ :‬قويّ وَثِيجٌ‪ .‬والبَصْرُ‬ ‫النار أَربعون ذراعا‪ .‬وثو ٌ‬
‫والِبصْرُ والبَصْرَةُ‪ :‬الجر الَبيض الرّ ْخوُ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ال َكذّانُ فإِذا‬
‫جاؤُوا بالاء قالوا َبصْرَة ل غي‪ ،‬وجعها بِصار؛ التهذيب‪ :‬الَبصْرُ‬
‫الجارة إِل البياض فإِذا جاؤُوا بالاء قالوا الَبصْرَةُ‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫البصرة حجارة رخوة إِل البياض ما هي‪ ،‬وبا سيت البصرة؛ وقال ذو الرمة يصف‬
‫ل شربت من ماء‪:‬‬ ‫إِب ً‬
‫ب ف مُتَثَّلمٍ‪،‬‬ ‫تَداعَيْن باسم الشّي ِ‬
‫جَوانِبُه مِنْ َبصْرَ ٍة وسِلمِ‬
‫قال‪ :‬فإِذا أَسقطت منه الاء قلت ِبصْرٌ‪ ،‬بالكسر‪ .‬والشّيب‪ :‬حكاية صوت‬
‫مشافرها عند رشف الاء؛ ومثله قول الراعي‪:‬‬
‫ت شِيبا‪ِ ،‬بجَنَْبيْ عُنَيْزَةٍ‪،‬‬ ‫إِذا ما دَ َع ْ‬
‫مَشافِرُها ف ما ٍء مُزْنٍ وباقِلِ‬
‫وأَراد ذو الرمة بالتثلم حوضا قد تدّم أَكثره لقدمه وقلة عهد الناس‬
‫به؛ وقال عباس بن مرداس‪:‬‬
‫ك ُجلْمُو َد َبصْرٍ ل ُأوَّبسُه‪،‬‬ ‫ِإنْ تَ ُ‬
‫صدِعُ‬ ‫أُوِقدْ عليه فَأَ ْحمِي ِه فَيَْن َ‬
‫أَبو عمور‪ :‬الَبصْرَةُ وال َكذّانُ‪ ،‬كلها‪ :‬الجارة الت ليست بصُلبة‪.‬‬
‫وأَرض فلن ُبصُرة‪ ،‬بضم الصاد‪ ،‬إِذا كانت حراء طيبة‪ .‬وأَرض َبصِرَةٌ‬
‫إِذا كانت فيها حجارة تقطع حوافر الدواب‪ .‬ابن سيده‪ :‬والبُصْرُ الَرض الطيبة‬
‫المراءُ‪ .‬والبَصْرَةُ والَبصَرَةُ والَبصِرَة‪ :‬أَرض حجارتا جِصّ‪،‬‬
‫قال‪ :‬وبا سيت الَبصْرَةُ‪ ،‬والبَصْرَةُ أَعم‪ ،‬والبَصِرَةُ كأَنا صفة‪،‬‬
‫والنسب إِل الَبصْرَةِ ِبصْرِيّ وَبصْرِيّ‪ ،‬الُول شاذة؛ قال عذافر‪:‬‬
‫ت َبصْرِيّا‪،‬‬
‫َبصْرِيّ ٌة تزوّ َج ْ‬
‫يُ ْط ِعمُها الالِحَ والطّرِيّا‬
‫وَبصّرَ القومُ َتْبصِيا‪ :‬أَتوا الَبصْرَة؛ قال ابن أَحر‪:‬‬
‫أُخِبّ ُر مَنْ لقَْيتُ أَنّي مَُبصّرٌ‪،‬‬
‫س َبصّرَا‬ ‫وكائِ ْن تَرَى قَْبلِي مِنَ النّا ِ‬
‫وف الَبصْرَةِ ثلثُ لغات‪َ :‬بصْرَة وِبصْرَة وُبصْرَة‪ ،‬واللغة العالية‬
‫الَبصْرَةُ‪ .‬الفرّاء‪ :‬الِبصْرُ والبَصْرَةُ الجارة الباقة‪ .‬وقال ابن‬
‫شيل‪ :‬الَبصْرَة َأرْض كأَنا جبل من جِصّ وهي الت بنيت بالِرَْبدِ‪،‬‬
‫وإِنا سيت الَبصْرَ ُة َبصْرَةً با‪ .‬والبَصْرَتان‪ :‬الكوفةُ والبصرة‪.‬‬
‫والَبصْرَةُ‪ :‬الطّي ال َعلِكُ‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬الَبصْرُ الطي ال َعلِكُ‬
‫الَّي ُد الذي فيه َحصًى‪.‬‬
‫والَبصِيَةُ‪ :‬التّ ْرسُ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ما استطال منه‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ما لزق‬
‫بالَرض من السد‪ ،‬وقيل‪ :‬هو َقدْ ُر فِ ْرسِنِ البعي منه‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ما استدل‬
‫لدِيّ ُة منها‬
‫به على ال ّرمِيّةِ‪ .‬ويقال‪ :‬هذه َبصِيٌَة من َدمٍ‪ ،‬وهي ا َ‬
‫على الَرض‪ .‬والَبصِيَةُ‪ :‬مقدار ال ّدرْهَم من ال ّدمِ‪ .‬والَبصِيَةُ‪:‬‬
‫الثّ ْأرُ‪ .‬وف الديث‪ :‬فُأمِ َر به فَُبصِرَ رَْأسُه أَي قُ ِطعَ‪ .‬يقال‪:‬‬
‫َبصَرَ ُه بسيفه إِذا قطعه‪ ،‬وقيل‪ :‬البصية من الدم ما ل يسل‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬
‫ال ّد ْفعَةُ منه‪ ،‬وقيل‪ :‬الَبصِيَةُ َدمُ الِبكْرِ؛ قال‪:‬‬
‫رَاحُوا‪ ،‬بَصائِرُ ُهمْ على أَكْتَاِف ِهمْ‪،‬‬
‫وَبصِيَتِي َي ْعدُو بِها عََت ٌد وَأَى‬
‫يعن بالبصائر دم أَبيهم؛ يقول‪ :‬تركوا دم أَبيهم خلفهم ول يَْثَأرُوا‬
‫به و َطلَبْتُه أَنا؛ وف الصحاح‪ :‬وأَنا طَلَْبتُ َث ْأرِي‪ .‬وكان أَبو عبيدة‬
‫يقول‪ :‬الَبصِيَةُ ف هذا البيت الت ْرسُ أَو الدرع‪ ،‬وكان يرويه‪ :‬حلوا‬
‫بصائرهم؛ وقال ابن الَعراب‪ :‬راحوا بصائرُهم يعن ِثقْل دمائهم على‬
‫أَكتافهم ل يَثَْأرُوا با‪ .‬والَبصِيَة‪ :‬الدّيَةُ‪ .‬والبصائر‪ :‬الديات ف‬
‫َأوّل البيت‪ ،‬قال أَخذوا الديات فصارت عارا‪ ،‬وبصيت أَي َث ْأرِي قد حلته‬
‫على فرسي لُطالب به فبين وبينهم فرق‪ .‬أَبو زيد‪ :‬البَصية من الدم ما‬
‫ق بالسد‪ .‬وقال الَصمعي‪ :‬البَصية‬ ‫لدِيّةُ‪ :‬ما لَزِ َ‬ ‫كان على الَرض‪ .‬وا َ‬
‫شيء من الدم يستدل به على ال ّرمِيّةِ‪ .‬وف حديث الوارج‪ :‬ويَنْظُر ف‬
‫الّنصْلِ فل يرى َبصِيَةً أَي شيئا من الدم يستدل به على الرمية‬
‫ويستبينها به؛ وقوله أَنشده أَبو حنيفة‪:‬‬
‫وف الَيدِ الُيمْنَى ِل ُمسْتَعِيها‬
‫ش مِ ْن َبصِيِها‬ ‫َشهْبَاءُ‪ ،‬تُ ْروِي الرّي َ‬
‫شعِية و َشعِي ونوها‪ ،‬ويوز أَن‬ ‫يوز أَن يكون جع البصية من الدم ك َ‬
‫يكون أَراد من بصيتا فحذف الاء ضرورة‪ ،‬كما ذهب إِليه بعضهم ف قول‬
‫أَب ذؤيب‪:‬‬
‫أَل لَْيتَ ِشعْرِي‪ ،‬هل تَنَظّرَ خاِلدٌ‬
‫عِيادِي عَلى ا ِلجْرانِ‪َ ،‬أمْ ُهوَ يائِسُ؟‬
‫(* ورد هذا الشعر ف كلمة «بشر» وفيه لفظة عنادي بد ًل من عيادي ولعلّ‬
‫ما هنا أَكثر مناسبة للمعن ما هنالك)‪.‬‬
‫ويوز أَن يكون الَبصِيُ لغةً ف الَبصِيَة‪ ،‬كقولك حُ ّق و ُحقّةٌ‬
‫وبياض وبياضة‪ .‬والبَصيَةُ‪ :‬ال ّدرْعُ‪ ،‬وك ّل ما لُبِسَ جُنّ ًة َبصِيةٌ‪.‬‬
‫س من السلح فهو بصائر السلح‪.‬‬ ‫والَبصِيَةُ‪ :‬التّرس‪ ،‬وكل ما لُبِ َ‬
‫والباصَرُ‪ :‬قََتبٌ صغي مستدير مثّل به سيبويه وفسره السياف عن ثعلب‪ ،‬وهي‬
‫البواصر‪.‬‬
‫وأَبو َبصِي‪ :‬الَ ْعشَى‪ ،‬على التطي‪ .‬وبَصي‪ :‬اسم رجل‪ .‬وُبصْرَى‪ :‬قرية‬
‫بالشام‪ ،‬صانا ال تعال؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ت مَنْ ببل ِد ُبصْرَى‬ ‫ولو أُعْطِي ُ‬
‫جمِ‬‫وقِّنسْرِي َن مِنْ َعرَبٍ و ُع ْ‬
‫وتنسب إِليها السيوف الُبصْرِيّة؛ وقال‪:‬‬
‫َي ْفلُو َن بالقََلعِ الُبصْرِيّ ها َم ُهمُ‬
‫(* ف أساس البلغة‪ :‬يَعلون بالقَلَع إل)‪.‬‬
‫وأَنشد الوهري للحصي بن الُمامِ الُرّي‪:‬‬
‫صَفائح ُبصْرَى َأ ْخلَصَتْها قُيُونُها‪،‬‬
‫ح َكمَا‬‫ومُطّرِدا مِنْ َنسْج دَاودَ ُم ْ‬
‫سبُ إِليها ُبصْرِيّ؛ قال ابن دريد‪ :‬أَحسبه دخيلً‪ .‬والَباصِرُ‪:‬‬ ‫والن َ‬
‫موضع معروف؛ وف حديث كعب‪ :‬تُمسك النار يوم القيامة حت تَبِصّ كَأنّها‬
‫ق ويتلْ َل ضوؤُها‪.‬‬ ‫مَتْنُ إِهالَةٍ أَي تَبْرُ َ‬
‫خفَضَ‪ .‬وقال الفضل‪:‬‬ ‫@بضر‪ :‬الفرّاء‪ :‬الَبضْرُ َن ْوفُ الاريةِ قبل أَن ُت ْ‬
‫من العرب من يقول الَبضْرُ‪ ،‬ويبدل الظاء ضادا‪ ،‬ويقول‪ :‬قد اشتكى‬
‫ضهْرِي‪ ،‬ومنهم من يبدل الضاد ظاء فيقول‪ :‬قد عَ ّظتِ الربُ بن تيم‪ .‬ابن‬ ‫َ‬
‫الَعراب قال‪ :‬الُبضَيْرَةُ تصغي الَبضْرَة وهي بُطلن الشيء؛ ومنه قولم‪:‬‬
‫ذهب دمه ِبضْرا ِمضْرا‬
‫(* قوله «بضرا مضرا إل» بكسر فسكون وككتف كما‬
‫ف القاموس)‪ِ .‬خضْرا أَي َهدَرا‪ ،‬وذَ َهبَ بِطْرا‪ ،‬بالطاء غي معجمة‪.‬‬
‫وروى أَبو عبيد عن الكسائي‪ :‬ذهب دمه مَضِرا‪.‬‬
‫@بطر‪ :‬البَطَرُ‪ :‬النشاط‪ ،‬وقيل‪ :‬التبختر‪ ،‬وقيل‪ :‬قلة احتمال النّعمة‪،‬‬
‫ش والَيْرَةُ‪ .‬وأَبْطَرهُ أَي أَدهشه؛ وقيل‪ :‬البَطَرُ‬ ‫وقيل‪ :‬الدّهَ ُ‬
‫الطّغيان ف الّن ْعمَةِ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو كراهة الشيء من غي أَن يستحق الكراهية‪.‬‬
‫بَطِ َر بَطَرا‪ ،‬فهو بَطِرٌ‪ .‬والبَطَرُ‪ :‬ا َلشَر‪ ،‬وهو شدّة الَرَح‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬ل ينظر ال يوم القيامة إِل من جرّ ِإزَارَه بَطَرا؛ البَطَر‪:‬‬
‫الطغيان عند النعمة وطول الغن‪ .‬وف الديث‪ :‬الكِبْ ُر بَطَرُ الَقّ؛ هو‬
‫أَن يعل ما جعله ال حقّا من توحيده وعبادته باطلً‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَن‬
‫يتخي عند الق فل يراه حقّا‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَن يتكب من الق ول يقبله‪.‬‬
‫وقوله عز وجل‪ :‬وكم أَهلكنا من قرية بَطِ َرتْ َمعِيشَتَها؛ أَراد بَطِرت ف‬
‫معيشتها فحذف وأَوصل؛ قال أَبو إِسحق‪ :‬نصب معيشتها بإسقاط ف وعمل الفعل‪،‬‬
‫ت ف معيشتها‪ .‬وبَطِرَ الرج ُل وَب ِهتَ بعن واحد‪ .‬وقال‬ ‫وتأْويله بَطِرَ ْ‬
‫الليث‪ :‬البَطَرُ كالَيْرَة والدّهَشِ‪ ،‬والبَطَرُ كا َلشَرِ و َغمْطِ‬
‫النعمة‪ .‬وبَطِرَ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬يَبْطَرُ وأَبْطَرَه الا ُل وبَطِرَ بالَمر‪َ :‬ثقُل‬
‫به ودَ ِهشَ فلم َيدْ ِر ما ُي َقدّم ول ما يؤخر‪ .‬وأَبْطَرَه ِح ْلمَهُ‪:‬‬
‫أَدْ َهشَ ُه وَبهَتَهُ عنه‪ .‬وأَبْطَرَه َذرْعَهُ‪َ :‬ح ّملَ ُه فوق ما يُطيق‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬قطع عليه معاشه وأَْبلَى َبدَنَه؛ وهذا قول ابن الَعراب‪ ،‬وزعم‬
‫أَن ال ّذرْعَ الَبدَنُ‪ ،‬ويقال للبعي القَطُوفِ إِذا جارى بعيا َوسَاعَ‬
‫ال ْط ِو َفقَصُرَتْ خُطاه عن مُباراته‪ :‬قد أَبْ َطرَه َذرْعَ ُه أَي‬
‫َح ّملَهُ أَكثر من َط ْوقِه؛ والَُبعُ إِذا مَاشَى الرَّبعَ َأبْطَرَه‬
‫حقَهُ‪ .‬ويقال لكل من َأرْهَقَ‬ ‫َذرْعَه َفهََبعَ أَي استعان ِبعُنُقه ليَ ْل َ‬
‫إِنسانا فح ّملَه ما ل يطيقه‪ :‬قد أَبْطَرَه َذرْعَه‪ .‬وف حديث ابن مسعود عن‬
‫النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أَنّه قال‪ :‬الكِبْ ُر بَطَ ُر القّ و َغمْصُ‬
‫النّاس؛ وبَطَرُ القّ أَن ل يراه حقا ويتكب عن قبوله‪ ،‬وهو من‬
‫قولك‪ :‬بَطِ َر فلنٌ ِهدْيَةَ َأمْرِه إِذا ل يهتد له وجهله ول يقبله؛‬
‫ل وفِرْغا إِذا بَطَلَ‪ ،‬فكان معن قوله‬ ‫الكسائي‪ :‬يقال ذهب دمه بِطْرا وبِ ْط ً‬
‫بَطْ ُر القّ أَن يراه باطلً‪ ،‬ومن جعله من قولك بَطِرَ إِذا تي‬
‫ودَ ِهشَ‪ ،‬أَراد أَنه تي ف الق فل يراه حقّا‪ .‬وقال الزجاج‪ :‬البَطَرُ‬
‫الطغيان عند النعمة‪ .‬وبَطَرُ القّ على قوله‪ :‬أَن يَ ْطغَى عند الق أَي‬
‫يتكب فل يقبله‪ .‬وبَطِرَ الّن ْعمَةَ بَطَرا‪ ،‬فهو بَطِرٌ‪ :‬ل يشكرها‪ .‬وف‬
‫ت معيشتها‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬بَطِرْتَ عَْيشَك ليس على التعدي‬ ‫التنيل‪ :‬بَطِرَ ْ‬
‫ولكن على قولم‪َ :‬ألِ ْمتَ بَطْنَك و َرشِدْتَ َأمْ َر َك و َسفِ ْهتَ َنفْسَك‬
‫ونوها ما لفظه لفظ الفاعل ومعناه معن الفعول‪ .‬قال الكسائي‪ :‬وأَوقعت‬
‫العرب هذه الَفعال على هذه العارف الت خرجت مفسرة لتحويل الفعل عنها‬
‫وهو لا‪ ،‬وإِنا العن بطرت مَعِيشَتُها وكذلك أَخواتا‪ ،‬ويقال‪ :‬ل‬
‫ك أَي ل ُيدْ ِهشْكَ عنه‪.‬‬ ‫يُبْطِ َرنّ جه ُل فلن ح ْلمَ َ‬
‫وذهب َدمُه بِطْرا أَي َهدَرا؛ وقال أَبو سعيد‪ :‬أَصله أَن يكون‬
‫طُلّبُه ُحرّاصا باقتدار وبَطَر فيحرموا إِدراك الثّأْر‪ .‬الوهري‪ :‬وذهب‬
‫دمه بِطْرا‪ ،‬بالكسر‪ ،‬أَي َهدَرا‪.‬‬
‫وبَطَرَ الشيءَ يَبْطُرُه ويَبْ ِطرُه بَطْرا‪ ،‬فهو مبطور وبطي‪ :‬شقه‪.‬‬
‫والبَطْرُ‪ :‬الشّقّ؛ وبه سي البَيْطارُ بَيْطارا والبَطِيُ والبَيْطَرُ‬
‫والبَيْطارُ والبِيَطْرُ‪ ،‬مثل هِزَبْرٍ‪ ،‬والُبَيْطِرُ‪ ،‬مُعالُ‬
‫الدوابّ‪ :‬من ذلك؛ قال الطرمّاح‪:‬‬
‫يُساقِطُها تَتْرَى ِبكُلّ خَميلَةٍ‪،‬‬
‫كبَزْغِ الِبيَطْرِ الّث ْقفِ رَهْصَ الكَوا ِدنِ‬
‫ويروى البَطِي؛ وقال النابغة‪:‬‬
‫ك الفَرِيصَةَ با ِلدْرَى فأَْن َفذَها‪،‬‬ ‫شَ ّ‬
‫شفِي مِنَ ال َعضَد‬ ‫َطعْنَ ا ُلبَيْطِرِ إِ ْذ َي ْ‬
‫الدرى هنا قرن الثور؛ يريد أَنه ضرب بقرنه فريصة الكلب وهي اللحمة الت‬
‫ضدُ‪ :‬داء يأْخذ‬ ‫تت الكتف الت تُ ْر َعدُ منه ومن غيه فأَنفذها‪ .‬والعَ َ‬
‫ف ال َعضُد‪ .‬وهو يُبَيْطِرُ الدواب أَي يعالها‪ ،‬ومعالته البَيْ َطرَةُ‪.‬‬
‫والبِيَطْرُ‪ :‬الَيّاط؛ قال‪:‬‬
‫شَقّ البِيَطْ ِر ِمدْرَعَ الُمامِ‬
‫وف التهذيب‪:‬‬
‫لمِ‪،‬‬‫باَتتْ تَجيبُ أَ ْدعَجَ الظّ َ‬
‫ع الُمامِ‬‫َجْيبَ البِيَطِ ِر ِمدْرَ َ‬
‫قال شر‪ :‬صَيّر البيطار خَيّاطا كما صُي الرج ُل الاذقُ ِإسْكافا‪.‬‬
‫ورجل بِطْرِيرٌ‪ :‬متمادٍ ف غَيّه‪ ،‬والُنثى بِطْرِيرَةٌ وأَكثر ما‬
‫يستعمل ف النساء‪ .‬قال أَبو ال ّدقَيْشِ‪ :‬إِذا بَطِرَت وتادت ف‬
‫ال َغيّ‪.‬‬
‫@بظر‪ :‬البَظْرُ‪ :‬ما بي ا ِل ْسكَتَيْ ِن من الرأَة‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬هَنَةٌ‬
‫خفَضْ‪ ،‬والمع بُظور‪ ،‬وهو الَبيْظَرُ‬ ‫بَيْ َن ا ِل ْسكَتَيْن ل ُت ْ‬
‫والبُنْظُر والبُنظارة والبَظَارَةُ؛ الَخية عن أَب غسان‪ .‬وف الديث‪ :‬يا ابنَ‬
‫ختُ‬‫ُمقَطّعَة البُظُور‪ ،‬جع بَظْر‪ ،‬ودعاه بذلك لَن أُمه كانت َت ْ‬
‫النساءَ‪ ،‬والعرب تطلق هذا اللفظ ف معرض الذّم وإِن ل تكن ُأ ّم من يقال‬
‫له هذا خاتنةً‪ ،‬وزاد فيها اللحيان فقال‪ :‬والكَيْنُ والّن ْوفُ‬
‫وال ّرفْرَف‪ ،‬قال‪ :‬ويقال للناتئ ف أَسفل حياء الناقة البُظارة أَيضا‪ .‬وبُظارة‬
‫الشاة‪ :‬هَنَ ٌة ف طرف حيائها‪ .‬ابن سيده‪ :‬والبُظارة طرف حياء الشاة وجيع‬
‫الواشي من أَسفله؛ وقال اللحيان‪ :‬هي الناتئُ ف أَسفل حياء الشاة؛‬
‫واستعاره جرير للمرأَة فقال‪:‬‬
‫تُبَرُّئ ُهمْ مِنْ َعقْرِ ِجعْثِنَ‪ ،‬بَعدما‬
‫ك ِب َمسْلوخِ البُظارَةِ وارِمِ‬ ‫أَتَتْ َ‬
‫ورواه أَبو غسان البَظارة‪ ،‬بالفتح‪.‬‬
‫وَأمَةٌ بَظْرَاءُ‪ :‬بينة البَظْ ِر طويلة البَظْرِ‪ ،‬والسم البَظَرُ ول‬
‫فعل له‪ ،‬والمع بُظْرٌ‪ ،‬والبَظَرُ الصدر من غي أَن يقال بَظِرَتْ‬
‫خفُضُ الواريَ‪:‬‬ ‫تَبْظَ ُر لَنه ليس بادث ولكنه لزم‪ .‬ويقال للت َت ْ‬
‫مُبَظّرَة‪ .‬والُبَظّرُ‪ :‬الَتّانُ كأَنه على السلب‪ .‬ورجل أَبْظَرُ‪ :‬ل‬
‫ُيخْتَنْ‪ .‬والبُظْرَةُ‪ :‬نُتُو ٌء ف الشفة‪ ،‬وتصغيها بُظَيْرَةٌ‪ .‬والَبْظَرُ‪:‬‬
‫النّاتئُ الشفةِ العليا مع طولا‪ ،‬ونُتُوء ف وسطها ماذ للَنف‪ .‬أَبو‬
‫صخّابَةٌ‪ .‬وقال أَبو‬ ‫الدقيش‪ :‬امرأَة بِظْريرٌ‪ ،‬بالظاء‪ ،‬طويلة اللسان َ‬
‫خية‪ :‬بِظْرِي ٌر شُبّه لِسانُها بالبَظْرِ‪ .‬قال الليث‪ :‬قول أَب الدقيش‬
‫أَحب إلينا‪ ،‬ونظيها معروف؛ وروى بعضهم بِطْرِيرٌ‪ ،‬بالطاء‪ ،‬أَي أَنا‬
‫بَطِ َرتْ وَأشِرَتْ‪ .‬والبُظْرَةُ والبُظَارَةُ‪ :‬الَنَةُ الناتِئَة ف وسط‬
‫الشفة العليا إِذا عظمت قليلً‪ .‬ورجل أَبْظَر‪ :‬ف شفته العليا طول مع نُتُوء‬
‫لثْ ِرمَةُ ما ل تطل‪ ،‬فإِذا طالت قليلً فالرجل حينئذ‬ ‫ف وسطها‪ ،‬وهي ا ِ‬
‫أَبْظر‪ .‬وروي عن علي أَنه أَتى ف فريضة وعنده شريح فقال له عليّ‪ :‬ما تقول‬
‫فيها أَيها العبد الَبْظَر؟ وقد بَظِرَ الرج ُل بَظَرا وقيل‪:‬‬
‫ص‬
‫الَبْظَرُ الذي ف شفته العليا طول مع ُنتُوء‪ .‬وفلن ُيمِ ّ‬
‫(* قوله «وفلن يص‬
‫إل» أي قال له امصص بظر فلنة كما ف القاموس)‪ .‬فلنا ويُبَظّره‪ .‬وذهب‬
‫َدمُه بِظْرا أَي َهدْرا‪ ،‬والطاء فيه لغة‪ ،‬وقد تقدم‪ .‬والبَظْرُ‬
‫الاتُ‪ِ ،‬حمْيَرِيّة‪ ،‬وجعه بُظُور؛ قال شاعرهم‪:‬‬
‫كما سَلّ البُظُورَ مِن الشّناتِرْ‬
‫الشناتر‪ :‬الَصابع‪ .‬التهذيب‪ :‬والبَظْرةُ‪ ،‬بسكون الظاء‪َ ،‬حلْقَةُ الات‬
‫بل كرسي‪ ،‬وتصغيها بُظَيْرة أَيضا‪ ،‬قال‪ :‬والبُظَيْرَ ُة تصغي البَظْرَة‬
‫وهي القليل من الشعر ف الِبط يتوان عن نتفه‪ ،‬فيقال‪ :‬تت إِبطه‬
‫خفَضَ‪ ،‬ومن‬ ‫بُظَيْرَة‪ .‬قال‪ :‬والبَضْرُ‪ :‬بالضاد‪َ ،‬ن ْوفُ الارية قبل أَن ُت ْ‬
‫ضهْرِي‪ ،‬ومنهم من‬ ‫العرب من يبدل الظاء ضادا فيقول‪ :‬الَبضْرُ‪ ،‬وقد اشتكى َ‬
‫يبدل الضاد ظاء‪ ،‬فيقول‪ :‬قد عَ ّظتِ الربُ بن تيم‪.‬‬
‫ل َذعُ‪ ،‬وقد يكون للُنثى‪،‬‬ ‫لمَل البازِلُ‪ ،‬وقيل‪ :‬ا َ‬ ‫@بعر‪ :‬البَعيُ‪ :‬ا َ‬
‫حكي عن بعض العرب‪ :‬شربت من لب بَعيي وصَرَعَتْن بَعيي أَي ناقت‪،‬‬
‫والمع أَْبعِرَةٌ ف المع الَقل‪ ،‬وأَباعِرُ وأَباع ُي وُبعْرانٌ وِبعْرانٌ‪.‬‬
‫قال ابن بري‪ :‬أَباعِ ُر جع َأْبعِرةٍ‪ ،‬وأَْبعِرٌَة جع بَعي‪ ،‬وأَباعِرُ‬
‫صقّيل‬‫جع المع‪ ،‬وليس جعا لبعي‪ ،‬وشاهد الَباعر قول يزيد بن ال ّ‬
‫ال ُعقَيْلي أَحد اللصوص الشهورة بالبادية وكان قد تاب‪:‬‬
‫أَل قُ ْل لرُعْيانِ الَباعِرِ‪َ :‬أ ْهمِلوا‪،‬‬
‫َف َقدْ تابَ َعمّا َت ْعلَمونَ يَزيدُ‬
‫وِإنّ امْرًَأ يَنْجو من النار‪َ ،‬ب ْعدَما‬
‫تَ َزوّ َد منْ أَعْمالِها‪ ،‬لسَعيدُ‬
‫قال‪ :‬وهذا البيت كثيا ما يتمثل به الناس ول يعرفون قائله‪ ،‬وكان سبب‬
‫توبة يزيد هذا أَن عثمان بن عفان وَجّه إِل الشام جيشا غازيا‪ ،‬وكان‬
‫يزيد هذا ف بعض بوادي الجاز يسرق الشاة والبعي وإِذا طُلب ل يوجد‪ ،‬فلما‬
‫أَبصر اليش متوجها إِل الغزو أَخلص التوبة وسار معهم‪ .‬قال الوهري‪:‬‬
‫والبعي من الِبل بنلة الِنسان من الناس‪ ،‬يقال للجمل بَعيٌ وللناقة‬
‫بَعيٌ‪ .‬قال‪ :‬وإنا يقال له بعي إِذا أَجذع‪ .‬يقال‪ :‬رأَيت بعيا من بعيد‪،‬‬
‫ول يبال ذكرا كان أَو أُنثى‪ .‬وبنو تيم يقولون بِعي‪ ،‬بكسر الباء‪،‬‬
‫وشِعي‪ ،‬وسائر العرب يقولون بَعي‪ ،‬وهو أَفصح اللغتي؛ وقول خالد ابن زهي‬
‫الذل‪:‬‬
‫ت تَْبغِي للظّلمَةِ مَرْكَبا‬ ‫فإِن كن َ‬
‫َذلُولً‪ ،‬فإِن ليسَ عِْندِي َبعِيُها‬
‫يقول‪ :‬إِن كنت تريد أَن أَكون لك راحلة تركبن بالظلم ل أُق ّر لك بذلك‬
‫لمَ ُل َبعَرا‪ :‬صار‬ ‫ول أَحتمله لك كاحتمال البعي ما ُحمّلَ‪ .‬وَبعِرَ ا َ‬
‫بعيا‪ .‬قال ابن بري‪ :‬وف البعي سؤال جرى ف ملس سيف الدولة ابن‬
‫حدان‪ ،‬وكان السائل ابن خالويه والسؤُول التنب‪ ،‬قال ابن خالويه‪ :‬والبعي‬
‫أَيضا المار وهو حرف نادر أَلقيته على التنب بي يدي سيف الدولة‪ ،‬وكانت‬
‫جهِيّة‪ ،‬فاضطرب فقلت‪ :‬الراد بالبعي ف قوله‬ ‫فيه خُْنزُوانَةٌ وعُْن ُ‬
‫تعال‪ :‬ولن جاء به ِحمْ ُل بَعي‪ ،‬المارُ فكسرت من عزته‪ ،‬وهو أَن البعي‬
‫ف القرآن المار‪ ،‬وذلك أَن يعقوب وأخوة يوسف‪ ،‬عليهم الصلة والسلم‪،‬‬
‫كانوا بأرض كنعان وليس هناك إِبل وإنا كانوا يتارون على المي‪ .‬قال ال‬
‫تعال‪ :‬ولن جاء به حل بعي‪ ،‬أَي حل حار‪ ،‬وكذلك ذكره مقاتل بن سليمان‬
‫ف تفسيه‪ .‬وف زبور داود‪ :‬أَن البعي كل ما يمل‪ ،‬ويقال لكل ما يمل‬
‫بالعبانية بعي‪ ،‬وف حديث جابر‪ :‬استغفر ل رسولُ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫ليلة البعي خسا وعشرين مرة؛ هي الليلة الت اشترى فيها رسولُ ال‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬من جابر جله وهو ف السفر‪ .‬وحديث المل مشهور‪.‬‬
‫والَبعْرَة‪ :‬واحدة الَبعْرِ‪ .‬والبَعْرُ والَبعَرُ‪ :‬رجيع الُف والظّلف‬
‫من الِبل والشاء وبقر الوحش والظباء إلّ البقر الَهلية فإنا َتخْثي‬
‫وهو خَثْيُها‪ ،‬والمع أَْبعَارٌ‪ ،‬والَرنب تَْبعَرُ أَيضا‪ ،‬وقد َبعَرَتِ‬
‫الشاةُ والبعي يَْبعَرُ َبعْرا‪.‬‬
‫والِْبعَرُ والَْبعَرُ‪ :‬مكانُ الَبعَرِ من كل ذي أَربع‪ ،‬والمع‬
‫مَبا ِعرُ‪.‬‬
‫والِبْعارُ‪ :‬الشاة والناقة تُباعِرُ حالِبَها‪ .‬وباعَرَتِ الشاةُ‬
‫والناقة إِل حالبها‪ :‬أَسرعت‪ ،‬والسمُ البِعارُ‪ ،‬وُي َعدّ عيبا لَنا ربا‬
‫حلَب‪.‬‬ ‫أَلقت َبعَرَها ف ا ِل ْ‬
‫والَبعْرُ‪ :‬الفقر التام الدائم‪ ،‬والبَعَرَةُ‪ :‬ال َكمَرَةُ‪.‬‬
‫والُبعَيْرَةُ‪ :‬تصغي الَبعْرَة‪ ،‬وهي ال َغضْبَةُ ف ال جلّ ذكره‪ .‬ومن‬
‫أَمثالم‪ :‬أَنت كصاحب الَبعْرَة؛ وكان من حديثه أَن رجلً كانت له ظِنّة‬
‫ف قومه فجمعهم يستبئهم وأَخذ َبعْرَة فقال‪ :‬إِن رام ببعرت هذه صاحب‬
‫جفَلَ لا َأ َحدُهُم وقال‪ :‬ل ترمن با‪ ،‬فأَقرّ على نفسه‪.‬‬ ‫ظِنّت‪َ ،‬ف َ‬
‫والَبعّارُ‪ :‬لقب رجل‪ .‬والبَْيعَرَة‪ :‬موضع‪ .‬وأَبناء البعي‪ :‬قوم‪ .‬وبنو‬
‫ُبعْرَان‪َ :‬حيّ‪.‬‬
‫@بعثر‪ :‬الفرّاء ف قوله تعال‪ :‬وإِذا القُبور ُبعْثِرَتْ؛ قال‪ :‬خرج ما ف‬
‫بطنها من الذهب والفضة وخروج الوتى بعد ذلك؛ قال‪ :‬وهو من أَشراط الساعة‬
‫أَن تُخرج الَرض َأ ْفلَذَ كَِبدِها‪ .‬قال‪ :‬وُبعْثِرَتْ وُبحْثِ َرتْ‬
‫لغتان‪ .‬وقال الزجاج‪ُ :‬بعْثِ َرتْ أَي قلب ترابا وبعث الوتى الذين فيها‪.‬‬
‫وقال‪َ :‬بعْثَرُوا متاعهم وَبحْثَرُوه إِذا َقلَبُوه وفَ ّرقُوه‬
‫وَبدّدُوه وقلبوا بعضه فوق بعض‪ .‬وف حديث أَب هريرة‪ :‬إِن إِذا ل أَرك‬
‫ت َنفْسي أَي جاشت وانقلبت وغََثتْ‪ .‬وَبعْثَرَ الشيءَ‪ :‬فرّقه‪.‬‬ ‫تََبعْثَرَ ْ‬
‫وَبعْثَر الترابَ والتاع‪ :‬قلبه‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وزعم يعقوب أَن عينها بدل من‬
‫غي بغثر أَو غي بغثر بدل منها‪ .‬وَبعْثَرَ الب َبحَثَهُ‪ ،‬ويقال‪:‬‬
‫َبعْثَرْتُ الشي َء وَبحْثَرْتهُ إِذا استخرجته وكشفته‪ .‬وقال أَبو عبيدة ف قوله‬
‫تعال‪ :‬إِذا ُبعْثِرَ ما ف القُبور؛ أُِثيَ وأُخْ ِرجَ‪ ،‬قال‪ :‬وتقول‬
‫َبعْثَرْتُ َحوْضي أَي هدمته وجعلت أَسفله أَعله‪.‬‬
‫@بعذر‪َ :‬ب ْعذَرَه‪ :‬حَرّكه ونفَضَه‪.‬‬
‫@بعكر‪ :‬ب ْعكَرَ الشيء‪ .‬قَ َطعَهُ َك َكعْبَهُ‪.‬‬
‫@بغر‪ :‬ابن الَعراب‪ :‬الَبغْرُ والَبغَرُ الشرب بل رِيّ‪ .‬البغر‪،‬‬
‫بالتحريك‪ :‬داء أَو عطش؛ قال الَصمعي‪ :‬هو داء يأْخذ الِبل فتشرب فل تَ ْروَى‬
‫وَتمْرضُ عنه فتموت؛ قال الفرزدق‪:‬‬
‫َف ُقلْتُ‪ :‬ما هو إِل السّا ُم تَرْكَبُه‪،‬‬
‫كَأَنّما ا َلوْتُ ف َأجْنَادِهِ الَبغَرُ‬
‫والَبحَ ُر مثله؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ت ِبقِيقاةٍ‪ ،‬فَأَْنتَ َبغِيُ‬
‫وسِرْ َ‬
‫اليزيدي‪َ :‬بغِ َر َبغَرا إِذا أَكثر من الاء فلم يَ ْروَ‪ ،‬وكذلك َمجَرَ‬
‫َمجْرا‪ .‬وَبغَرَ الرج ُل َبغْرا وَبغِرَ‪ ،‬فهو َبغِ ٌر وَبغِيٌ‪ :‬ل‬
‫يَ ْروَ‪ ،‬وأَخذه من كثرة الشرب داء‪ ،‬وكذلك البعي‪ ،‬والمع بَغارَى وبُغارَى‪.‬‬
‫وما ٌء مَْبغَرَةٌ‪ :‬يصيب عنه الَبغَرُ‪ .‬والَبغْرَةُ‪ :‬قوة الاء‪ .‬وَبغَرَ‬
‫النج ُم يَْبغُرُ بُغورا أَي سقط وهاج بالطر‪ ،‬يعن بالنجم الثريا‪ .‬وَبغَرَ‬
‫الّنوْ ُء إِذا هاج بالطر؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ل فََبغَرْ‬
‫جمٍ هاج لي ً‬ ‫َبغْرَة َن ْ‬
‫جمِ كذا‪ ،‬ول تكون الَبغْرَةُ إِل‬ ‫وقال أَبو زيد‪ :‬يقال هذه َبغْرَ ُة َن ْ‬
‫مع كثرة الطر‪ .‬والَبغْرُ والبَغَرُ والَبغْرَةُ‪ :‬ال ّد ْفعَةُ الشديدة‬
‫ت ا َلرْضُ‬ ‫من الطر؛ َبغِرَتِ السماء َبغَرا‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪ُ :‬بغِرَ ِ‬
‫أَصابا الطر َفلَيّنَها قبل أَن ُتحْرَثَ‪ ،‬وإِن سقاها أَهلها قالوا‪:‬‬
‫َبغَرْناها َبغْرا‪ .‬والَبغْرَةُ‪ :‬الزرع يزرع بعد الطر فيبقى فيه الثّرَى‬
‫حقِلَ‪ .‬ويقال‪ :‬لفلن َبغْرٌَة من العطاء ل َتعِيضُ إِذا دام‬ ‫حت ُي ْ‬
‫عطاؤه؛ قال أَبو وجزة؛‬
‫حتْ لَبْناءِ الزّبَْيرِ مآِثرٌ‬ ‫َس ّ‬
‫جمُ‬ ‫ف ا َلكْ ُرمَاتِ‪ ،‬وَبغْرَةٌ ل تُْن ِ‬
‫ويقال‪ :‬تفرّقت الِبل وذهب القوم َشغَ َر َبغَرَ‪ ،‬وذهب القوم َشغَرَ‬
‫َمغَرَ و ِشغَ َر ِبغَرَ و ِشغَرَ ِمغَرَ أَي متفرّقي ف كل وجه‪ .‬وعُيّ َر رجلٌ‬
‫ك َبغَرا‪.‬‬ ‫من قريش فقيل له‪ :‬مات أَبو َك َبشَما‪ ،‬وماتت ُأمّ َ‬
‫@بغب‪ :‬ابن الَعراب‪ :‬الُبغْبُور الجَر الذي يذبح عليه القربان للصنم‪.‬‬
‫والبُغبُورُ‪َ :‬ملِكُ الصّي‪.‬‬
‫@بغثر‪َ :‬بغْثَرَ طعامَه‪ :‬فَ ّرقَه‪ .‬وتقول‪ :‬ركب القوم ف َبغْثَرَةٍ أَي‬
‫ف هَْيجٍ واختلطٍ‪ .‬وَبغْثَرَ متاعه وَبعْثَرَهُ إِذا قلبه‪.‬‬
‫والَبغْثَرَةُ‪ :‬خُْبثُ الّنفْسِ‪ .‬تقول‪ :‬ما ل أَراك وقد تََبغْثَرَتْ‬
‫َن ْفسُه أَي خَبَُثتْ وغََثتْ‪ .‬وف حديث أَب هريرة‪ :‬إِذا ل أَرك‬
‫ت نفسي أَي غََثتْ‪ ،‬ويروى تبعثرت‪ ،‬بالعي‪ ،‬وقد تقدم‪ .‬وأَصبح فلنٌ‬ ‫تََبغْثَرَ ْ‬
‫مُتََبغْثِرا أَي مَُت َمقّسا‪ ،‬وربا جاء بالعي؛ قال الوهري‪ :‬ول‬
‫أَرويه عن أَحد‪.‬‬
‫والَبغْثَرُ‪ :‬الَحق الضعيف‪ ،‬والُنثى َبغْثَرَةٌ‪.‬‬
‫التهذيب‪ :‬والَبغْثَرُ من الرجال الّثقِيلُ الو ِخمُ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫جدْ َبغْثَرا َكهَاما‬‫ول َن ِ‬
‫وَبغْثَرٌ‪ :‬اسم شاعر؛ عن ابن الَعراب‪ ،‬ونسبه فقال‪ :‬وهو بغثر بن لقيط‬
‫بن خالد بن نضلة‪.‬‬
‫@بقر‪ :‬الَبقَرُ‪ :‬اسم جنس‪ .‬ابن سيده‪ :‬الَبقَرَ ُة من الَهلي والوحشي يكون‬
‫للمذكر والؤنث‪ ،‬ويقع على الذكر والُنثى؛ قال غيه‪ :‬وإِنا دخلته الاء‬
‫على أَنه واحد من جنس‪ ،‬والمع الَبقَراتُ‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬والمع َبقَرٌ‬
‫وجع الَبقَرِ َأْبقَرُ ك َزمَنٍ وَأ ْزمُنٍ؛ عن الجري‪ ،‬وأَنشد لقبل بن‬
‫خويلد الذل‪:‬‬
‫حجّةُ أَْبقُرٍ‬
‫كَأنّ عَرُوضَيْ ِه َم َ‬
‫َلهُنّ‪ ،‬إِذا ما رُحْ َن فيها‪ ،‬مَذاعِقُ‬
‫فأَما َبقَرٌ وباقِ ٌر وَبقِيٌ وبَْيقُورٌ وباقُورٌ وباقُورةٌ فأَساء‬
‫للجمع؛ زاد الَزهري‪ :‬وبَواقِر؛ عن الَصمعي‪ ،‬قال‪ :‬وأَنشدن ابن أَب‬
‫طرفة‪:‬و َسكّنُْت ُهمْ بال َقوْلِ‪َ ،‬حتّى كَأَّن ُهمْ‬
‫بَواقِرُ ُجلْحٌ َأ ْسكَنَتْها الَراِتعُ‬
‫وأَنشد غي الَصمعي ف بيقور‪:‬‬
‫َسَلعٌ مّا‪ ،‬ومِثلُه ُعشَ ٌر مّا‪،‬‬
‫عائ ٌل مّا‪ ،‬وعاَلتِ البَْيقُورا‬
‫وأَنشد الوهري للورل الطائي‪:‬‬
‫ب َسعُْيهُمُ‪،‬‬ ‫ل َدرّ َدرّ رِجَالٍ خَا َ‬
‫َيسَْتمْطِرُونَ َلدَى الَزمَات بال ُعشَرِ‬
‫سّلعَةً‪،‬‬‫أَجاعِلٌ أَْنتَ بَْيقُورا مُ َ‬
‫َذرِيعَةً لك بَيْنَ الِ واْلمَطَرِ؟‬
‫وإِنا قال ذلك لَن العرب كانت ف الاهلية إِذا استسقوا جعلوا‬
‫سَلعَةَ والعُشَرَ ف أَذناب البقر وأَشعلوا فيه النار فتضج البقر من ذلك‬ ‫ال ّ‬
‫ويطرون‪.‬‬
‫وأَهل اليمن يسمون الَبقَرَ‪ :‬باقُورَةً‪ .‬وكتب النب‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬ف كتاب الصدقة لَهل اليمن‪ :‬ف ثلثي باقورةً َبقَرَةٌ‪.‬‬
‫الليث‪ :‬الباقر جاعة البقر مع رعاتا‪ ،‬والامل جاعة المال مع راعيها‪.‬‬
‫ورج ٌل َبقّارٌ‪ :‬صاحب بقر‪.‬‬
‫ب من العنب‪.‬‬ ‫ضرْ ٌ‬‫وعُيونُ الَبقَرِ‪َ :‬‬
‫وَبقِرَ‪ :‬رَأَى َبقَرَ الوحش فذهب عقله فرحا بن‪.‬‬
‫وَبقِ َر َبقَرا وَبقَرَا‪( ،‬قوله؛ «وبقر بقرا وبقرا» سيأت قريبا‬
‫التنبيه على ما فيه ينقل عبارة الَزهري عن أب اليثم والاصل كما يؤخذ من‬
‫القاموس والصحاح والصباح أنه من باب فرح فيكون لزما ومن باب قتل ومنع‬
‫فيكون متعديا)‪ .‬فهو مَْبقُور وَبقِيٌ‪ :‬شُقه‪ .‬وناقة َبقِيٌ‪ :‬شُقّ‬
‫بطنها عن ولدها أَيّ شَقّ؛ وقد تََبقّر واْبَتقَر وانَْبقَر؛ قال‬
‫العجاج‪:‬تُنْتَ ُج يَرْ َم ُت ْلقِحُ انِْبقَارا‬
‫وقال ابن الَعراب ف حديث له‪ :‬فجاءت الرأَة فإِذا البيت مِْبقُورٌ‬
‫أَي منتثر عَتَبَتُهُ و ِع ْكمُه الذي فيه طعامه وكل ما فيه‪.‬‬
‫والِبقِيُ والَبقِيةُ‪ :‬بُرْ ٌد ُيشَقّ فَُيلْبَسُ بل ُكمّيْنِ ول‬
‫َجيْب‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الِْتبُ‪ .‬الَصمعي‪ :‬الَبقِي ُة أَن يؤْخذ بُرد فيشق ث‬
‫تلقيه الرأَة ف عنقها من غي كمي ول جيب‪ ،‬والِْتبُ قميص ل كمي له‬
‫تلبسه النساء‪ .‬التهذيب‪ :‬روى الَعمش عن النهال بن عمرو عن سعيد بن جبي‬
‫عن ابن عباس ف حديث هدهد سليمان قال‪ :‬بينما سليمان ف فلة احتاج إِل‬
‫الاء فدعا الدهد فََبقَر الَرضَ فأَصاب الاء‪ ،‬فدعا الشياطي فسلخوا‬
‫مواضع الاء كما يسلخ الِهاب فخرج الاء؛ قال الَزهري‪ :‬قال شر فيما قرأْت‬
‫بطه معن َبقَ َر نظر موضع الاء فرأَى الاء تت الَرض فأَعلم سليمان‬
‫حت أَمر بفره؛ وقوله فسلخوا أَي حفروا حت وجدوا الاء‪.‬‬
‫وقال أَبو عدنان عن ابن نباتة‪ :‬الَُبقّرُ الذي يط ف الَرض دَارَةً‬
‫قدر حافر الفرس‪ ،‬وتدعى تلك الدارة الَبقْرَةَ؛ وأَنشد غيه‪:‬‬
‫بِها مِثْلُ آثَارِ الَُبقّر مَ ْلعَب‬
‫وقال الَصمعي‪َ :‬بقّ َر القومُ ما حولم أي حفروا واتذوا الركايا‪.‬‬
‫والتبقر‪ :‬التوسع ف العلم والال‪ .‬وكان يقال لحمد بن علي بن السي‬
‫بن علي الباقر‪ ،‬رضوان ال عليهم‪ ،‬لَنه بقر العلم وعرف أَصله واستنبط‬
‫فرعه وتَبقّر ف العلم‪ .‬وأَصل البقر‪ :‬الشق والفتح والتوسعة‪َ .‬بقَرْتُ‬
‫الشي َء َبقْرا‪ :‬فتحته ووسعته‪ .‬وف حديث حذيفة‪ :‬فما بال هؤلء الذين‬
‫يَْبقُرونَ بيوتنا أَي يفتحونا ويوسعونا؛ ومنه حديث الِفك‪ :‬فََبقَرْتُ لا‬
‫الديث أَي فتحته وكشفته‪ .‬وف الديث‪ :‬فأَمر ببقرة من ناس فأُحيت؛ قال‬
‫ابن الَثي‪ :‬قال الافظ أَبو موسى‪ :‬الذي يقع ل ف معناه أَنه ل يريد‬
‫شيئا مصوغا على صورة البقرة‪ ،‬ولكنه ربا كانت ِقدْرا كبيةً واسعةً‬
‫فسماها َبقَرَةً مأْخوذا من التَّبقّرِ الّت َوسّع‪ ،‬أَو كان شيئا يسع‬
‫بقرة تامّة بِتَوابلها فسميت بذلك‪ .‬وقولم‪ :‬اْبقُرْها عن جَنينها أَي شُقّ‬
‫بطنها عن ولدها‪ ،‬وَبقِرَ الرجل يَْبقَرُ َبقَرا وَبقْرا‪ ،‬وهو أَن‬
‫حسِرَ فل يكاد يُبصر؛ قال الَزهري‪ :‬وقد أَنكر أَبو اليثم فما أَخبن‬ ‫َي ْ‬
‫عنه النذري َبقْرا‪ ،‬بسكون القاف؛ وقال‪ :‬القياس َبقَرا على َفعَلً لَنه‬
‫لزم غي واقع‪.‬‬
‫الَصمعي‪ :‬بَْيقَ َر الفرسُ إِذا خَا َم بيده كما َيصْفِنُ برجله‪.‬‬
‫والَبقِي‪ :‬ا ُلهْ ُر يولد ف ماسكَةٍ أَو َسلًى لَنه يشق عليه‪ .‬والَبقَرُ‪:‬‬
‫العيال‪ .‬وعليه َبقَرَةٌ من عيا ٍل ومالٍ أَي جاعةٌ‪ .‬ويقال‪ :‬جاء فلن َيجُرّ‬
‫َبقَرَةً أَي عيالً‪ .‬وتََبقّرَ فيها وتَبَْيقَرَ‪ :‬توسع‪ .‬وروي عن‬
‫النب‪،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أَنه نى عن التَّبقّر ف الَهل والال؛ قال‬
‫أَبو عبيد‪ :‬قال الَصمعي يريد الكثرة والسّعة‪ ،‬قال‪ :‬وأَصل التَّبقّرِ‬
‫التوسعُ والّتفَتّح؛ ومنه قيل‪َ :‬بقَرْتُ بطنه إنا هو شْققته وفتحته‪ .‬ومنه‬
‫ت بَطْنَهُ‪ .‬قال‬ ‫حديث أُم سليم‪ :‬إن دنا من أَحد من الشركي َبقَرْ ُ‬
‫أَبو عبيد‪ :‬ومن هذا حديث أَب موسى حي أَقبلت الفتنة بعد مقتل عثمان‪ ،‬رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬فقال إِن هذه الفتنة باقرة كداء البطن ل ُي ْدرَى أَنّى ُيؤْتى‬
‫لَهُ؛ إِنا أَراد أَنا مفسدة للدين ومفرقة بي الناس و ُمشَتّتَةٌ‬
‫أُمورهم‪ ،‬وشبهها بوجع البطن لَنه ل ُي ْدرَى ما هاجه وكيف ُيدَاوَى ويتأَتى‬
‫له‪ .‬وبَْيقَرَ الرجلُ‪ :‬هاجر من أَرض إِل أَرض‪ .‬وبَْيقَرَ‪ :‬خرج إل حيث‬
‫لضَرَ وأَقام هناك وترك قومه بالبادية‪،‬‬ ‫ل َي ْدرِي‪ .‬وبَْيقَرَ‪ :‬نزل ا َ‬
‫وخص بعضهم به العراق‪ ،‬وقول امرئ القيس‪:‬‬
‫أَل هَ ْل أَتَاهَا‪ ،‬والوادثُ َجمّةٌ‪،‬‬
‫س بِ َن َت ْملِكَ بَْيقَرا؟‬
‫بَأنّ امْ َرأَ القَيْ ِ‬
‫يتمل جيع ذلك‪ .‬وبَْيقَرَ‪ :‬أَعْيَا‪ .‬وبَْيقَر‪ :‬هلَك‪ .‬وبيقر‪ :‬مشَى‬
‫ِمشْيَةَ الَُنكّسِ‪ .‬وبَْيقَرَ‪ :‬أَفسد؛ عن ابن الَعراب‪ ،‬وبه فسر‬
‫قوله‪:‬وقد كانَ زَْيدٌ‪ ،‬وال ُقعُودُ بَأرْضِهِ‪،‬‬
‫كَرَاعِي أُنَاسٍ َأ ْرسَلُوه فَبيْقرَا‬
‫والبيقرة‪ :‬الفساد‪ .‬وقوله‪ :‬كراعي أُناس أَي ضيع غنمه للذئب؛ وكذلك فسر‬
‫بالفساد قوله‪:‬‬
‫يا مَ ْن رَأَى الّنعْمانَ كانَ حِيَرَا‪،‬‬
‫َفسُ ّل مِنْ ذلك َي ْومَ بَْيقَرَا‬
‫أَي يوم فساد‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬هذا قول ابن الَعراب جعله اسا؛ قال‪:‬‬
‫ول أَدري لترك صرفه وجها ِإلّ أَن يضمنه لضمي ويعله حكاية‪ ،‬كما‬
‫قال‪:‬نُبّْئتُ أَخْوال بَن يَزِيدُ‬
‫بَغيْا علينا َل ُهمْ َفدِيدُ‬
‫ضمن يزيد الضمي فصار جلة فسمي با فحكي؛ ويروى‪ :‬يوما بيقرا أَي يوما‬
‫هلك أَو فسد فيه ملكه‪ .‬وَبقِرَ الرجل‪ ،‬بالكسر‪ ،‬إِذا أَعيا و َحسَرَ‪،‬‬
‫وبَْيقَ َر مثله‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬بيقر إِذا تي‪ .‬يقال‪َ :‬بقِرَ الكلب وبَْيقَر‬
‫إِذا رأَى الَبقَرَ فتحي‪ ،‬كما يقال غَزِلَ إِذا رأَى الغزال َفَل ِهيَ‪.‬‬
‫وبَْيقَرَ‪ :‬خرج من بلد إل بلد‪ .‬وبَْيقَر إِذا شك‪ ،‬وبَْيقَرَ إِذا حَ َرصَ‬
‫على جع الال ومنعه‪ .‬وبَْيقَر إِذا مات‪ ،‬وَأصْلُ الَبْيقَرَة الفساد‪.‬‬
‫وبَْيقَرَ الرجل ف ماله إِذا أَسرع فيه وأَفسده‪ .‬ورورى عمرو عن أَبيه‪:‬‬
‫البَْيقَرَة كثرة التاع والال‪ .‬أَبو عبيدة‪ :‬بَْيقَرَ الرجل ف ال َعدْو‬
‫إِذا اعتمد فيه‪ .‬وبَْيقَر الدار إِذا نزلا واتذها منلً‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬فتنة باقرة كداء البطن‪ ،‬وهو الاء الَصفر‪ .‬وف حديث أَب موسى‪:‬‬
‫سعت رسولُ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬يقول‪ :‬سيأْت على الناس فتْنَةٌ‬
‫باقِرَةٌ َت َدعُ الليمَ حَيْرانَ؛ أَي واسعَةٌ عظيمةٌ‪ .‬كفانا ال‬
‫سمّيْهى‪ :‬لعبة الصبيان‪ ،‬وهي كومة من تراب‬ ‫شرها‪.‬والُبقّيْرَى‪ ،‬مثال ال ّ‬
‫وحولا خطوط‪ .‬وَبقّ َر الصبيانُ‪ :‬لعبوا الُبقّيْرَى‪ ،‬يأْتون إِل موضع قد‬
‫خبئ لم فيه شيء فيضربون بأَيديهم بل حفر يطلبونه؛ قال طفيل الغََنوِيّ‬
‫يصف فرسا‪:‬‬
‫أَبَّنتْ فما تَْنفَكّ َحوْ َل مُتَاِلعٍ‪،‬‬
‫لا مِثلُ آثارِ الَُبقّرِ َم ْلعَبُ‬
‫قال ابن بري‪ :‬قال الوهري‪ :‬ف هذا البيت يصف فرسا‪ ،‬وقوله ذلك سهو‬
‫وإِنا هو يصف خيلً تلعب ف هذا الوضع‪ ،‬وهو ما حول متالع‪ ،‬ومتالع‪ :‬اسم‬
‫جبل‪.‬والُبقّارُ‪ :‬تراب يمع بالَيدي فيجعل ُقمَزا قَمزا ويلعب به‪ ،‬جعلوه‬
‫اسا كال ِقذَافِ؛ وال ُقمَزُ كأَنا صوامع‪ ،‬وهو الُبقّيْرَى؛ وأَنشد‪:‬‬
‫حقْويَها َخمِيسٌ َأ ْقمَرُ‬ ‫ط ِب َ‬
‫نِي َ‬
‫َج ْهمٌ‪ ،‬كُبقّارِ الوليدِ‪َ ،‬أ ْشعَرُ‬
‫والبقار‪ :‬اسم واد؛ قال لبيد‪:‬‬
‫ت السّيلُ يَرْكبُ جانِبَيْهِ‬ ‫فَبَا َ‬
‫من الَبقّارِ‪ ،‬كال َع ِمدِ الّثقَال‬
‫والَبقّارُ‪ :‬موضع‪.‬‬
‫والبَيْقرَةُ‪ :‬اسراع يطأْطئ الرجل فيه رأْسه؛ قال الَث ّقبُ‬
‫ي بن ودَاع‪:‬‬ ‫العَْبدِيّ‪ ،‬ويروى ِلعَدِ ّ‬
‫ب شُقارَى‪ ،‬كما‬ ‫ت َيجْتَا ُ‬‫فَبا َ‬
‫سدِ‬ ‫للْ َ‬ ‫بَْيقَ َر منْ َي ْمشِي إِل ا َ‬
‫وشُقارَى‪ ،‬مفف من ُشقّارَى‪ :‬نبت‪ ،‬خففه للضرورة‪ ،‬ورواه أَبو حنيفة ف‬
‫لَلصَةُ الوَثَنُ‪ ،‬وقد‬ ‫للَصَة‪ ،‬قال‪ :‬وا َ‬ ‫كتابه النبات‪ :‬من يشي إل ا َ‬
‫تقدم ف فصل جسد‪.‬‬
‫والبَْيقَرانُ‪ :‬نَْبتٌ‪ .‬قال ابن دريد‪ :‬ول أَدري ما صحته‪.‬‬
‫وبَْيقُور‪ :‬موضع‪ ،‬وذو َبقَرٍ‪ :‬موضع‪.‬‬
‫وجاد بالشّقّارَى والُبقّارَى أَي الداهية‪.‬‬
‫@بكر‪ :‬الُبكْرَةُ‪ :‬الغُ ْدوَةُ‪ .‬قال سيبويه‪ :‬من العرب من يقول أَتيتك‬
‫ُبكْرَةً؛ َنكِرٌَة مَُنوّنٌ‪ ،‬وهو يريد ف يومه أَو غده‪ .‬وف التنيل‬
‫العزيز‪ :‬ولم زرقهم فيها بُكرة وعشيّا‪ .‬التهذيب‪ :‬والُبكْرَةُ من الغد‪ ،‬ويمع‬
‫ح ُهمْ ُبكْرَةً عذابٌ‬ ‫ُبكَرا وأَبْكارا‪ ،‬وقوله تعال‪َ :‬وَل َقدْ صَّب َ‬
‫ُمسَْتقِرّ؛ بُكْرَةٌ و ُغ ْدوَةٌ إِذا كانتا نكرتي نونتا وصرفتا‪ ،‬وإذا‬
‫أَرادوا بما بكرة يومك وغداة يومك ل تصرفهما‪ ،‬فبكرة ههنا نكرة‪ .‬والُبكُور‬
‫والتّبْكيُ‪ :‬الروج ف ذلك الوقت‪ .‬والبْكارُ‪ :‬الدخول ف ذلك الوقت‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬وسِ َي علي فرسك ُبكْرَ ًة وَبكَرا كما تقول َسحَرا‪ .‬والَبكَرُ‪:‬‬
‫الُبكْرَةُ‪.‬‬
‫وقال سيبويه‪ :‬ل يُستعمل ال ظرفا‪ .‬والبْكارُ‪ :‬اسم الُبكْرَةِ‬
‫الصباح‪ ،‬هذا قول أَهل اللغة‪ ،‬وعندي أَنه مصدر أَْبكَرَ‪.‬‬
‫وَبكَ َر على الشي وإِليه يَْبكُ ُر ُبكُورا وبكّ َر تَْبكِيا‬
‫وابَْتكَرَ وأَْبكَرَ وباكَرَهُ‪ :‬أَتا ُه ُبكْرةً‪ ،‬كله بعن‪.‬‬
‫ت الشيء إِذا بكّرُت له؛ قال لبيد‪:‬‬ ‫ويقال‪ :‬باكَرْ ُ‬
‫سحْرَةٍ‬ ‫ج ِب ُ‬ ‫ت جاجَتَها الدجا َ‬ ‫باكَرْ ُ‬
‫معناه بادرت صقيع الديك سحرا إِل حاجت‪ .‬ويقال‪ :‬أَتيته باكرا‪ ،‬فمن‬
‫جعل الباكر َنعْتا قال للُنثى باكِرَةٌ‪ ،‬ول يقال َبكُرَ ول َبكِرَ إِذا‬
‫َبكّرَ‪ ،‬ويقال‪ :‬أَتيته بُكرة‪ ،‬بالضم‪ ،‬أَي باكِرا‪ ،‬فإِن أَردت به‬
‫ُبكْرَ َة يوم بعينه‪ ،‬قلت‪ :‬أَتيته ُبكْرَةَ‪ ،‬غي مصروف‪ ،‬وهي من الظروف الت ل‬
‫تتمكن‪ .‬وكل من بادر إل شيء‪ ،‬فقد أَبكر عليه وَبكّ َر أَيّ َو ْقتٍ كانَ‪.‬‬
‫صلّوها عند سقوط القُرْص‪ .‬وقوله‬ ‫يقال‪َ :‬بكّرُوا بصلة الغرب أَي َ‬
‫تعال‪ :‬بال َعشِيّ والِبْكارِ؛ جعل الِبكار وهو فعل يدل على الوقت وهو‬
‫الُبكْرَةُ‪ ،‬كما قال تعال‪ :‬بالغُدوّ والصال؛ جعل الغدوّ وهو مصدر يدل على‬
‫الغداة‪.‬‬
‫ورجل َبكُرٌ ف حاجته وَبكِرٌ‪ ،‬مثل َح ُذ ٍر و َحذِرٍ‪ ،‬وَبكِيٌ؛ صاحب‬
‫ي على ذلك؛ وَبكِ ٌر وَبكِيٌ‪ :‬كلها على النسب إِذ ل فعل له‬ ‫ُبكُورٍ َقوِ ّ‬
‫ثلثيا بسيطا‪ .‬وَبكَرَ الرجلُ‪َ :‬بكّرَ‪.‬‬
‫وحكى اللحيان عن الكسائي‪ :‬جِيانُك باكِرٌ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫يا َعمْرُو جِياُن ُكمُ باكِرُ‪،‬‬
‫فالقلبُ ل لهٍ ول صابِرُ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وأُراهم يذهبون ف ذلك إِل معن القوم والمع لن لفظ‬
‫المع واحد‪ ،‬إِ ّل أَن هذا إِنا يستعمل إِذا كان الوصوف معرفة ل يقولون‬
‫جِيانٌ باكِرٌ؛ هذا قول أَهل اللغة؛ قال‪ :‬وعندي أَنه ل يتنع جِيانٌ‬
‫باكِرٌ كما ل يتنع جِياُن ُكمْ باكِرٌ‪ .‬وَأْبكَرَ ال ِورْدَ والغَداءَ‬
‫ت على الاجة ُبكُورا و َغ َدوْتُ عليها‬ ‫إِبْكارا‪ :‬عا َجَلهُما‪ .‬وَبكَرْ ُ‬
‫ُغ ُدوّا مثل الُبكُورِ‪ ،‬وأَْبكَ ْرتُ غيي وأَْبكَرْتُ الرجلَ على صاحبه‬
‫ت على الوِرْدِ‬ ‫إِبكارا حت َبكَرَ إِليه ُبكُورا‪ .‬أَبو زيد‪ :‬أَْبكَرْ ُ‬
‫إِبْكارا‪ ،‬وكذلك أَبكرت الغداء‪ .‬وأَْبكَرَ الرجلُ‪ :‬وردت إِبله ُبكْرَةً‪.‬‬
‫ابن سيده‪ :‬وَبكّرَ ُه على أَصحابه وَأْبكَر ًة عليهم جعله يَْبكُ ُر عليهم‪.‬‬
‫وَبكِرَ‪َ :‬عجِلَ‪ .‬وَبكّ َر وتََبكّرَ وأَْبكَرَ‪ :‬تقدّم‪.‬‬
‫والُْبكِرُ والباكُورُ جيعا‪ ،‬من الطر‪ :‬ما جاء ف َأوّل‬
‫ال َو ْس ِميّ‪ .‬والباكُورُ من كل شيء‪ :‬ال َعجّلُ الجيء والِدراك‪ ،‬والُنثى باكورة؛‬
‫وباكورة الثمرة منه‪ .‬والباكورة‪َ :‬أوّل الفاكهة‪ .‬وقد ابَْتكَرْتُ الشيءَ‬
‫إِذا استوليت على باكورته‪ .‬واْبَتكَرَ الرجلُ‪ :‬أَكل باكُورَةَ الفاكهة‪.‬‬
‫وف حديث المعة‪ :‬من َبكّ َر يوم المعة وابَْتكَرَ فله كذا وكذا؛ قالوا‪:‬‬
‫َبكّ َر أَسرع وخرج إِل السجد باكرا وأَتى الصلة ف َأوّل وقتها؛ وكل‬
‫من أَسرع إِل شيء‪ ،‬فقد َبكّرَ إِليه‪.‬‬
‫وابَْتكَرَ‪ :‬أَدرك الُطْبَ َة من َأوّلا‪ ،‬وهو من الباكورة‪ .‬وَأوّ ُل‬
‫كُلّ شيء‪ :‬باكُورَتُه‪ .‬وقال أَبو سعيد ف تفسي حديث المعة‪ :‬معناه من‬
‫بكر إِل المعة قبل الَذان‪ ،‬وإِن ل يأْتا باكرا‪ ،‬فقد َبكّرْ؛ وأَما‬
‫ابْتِكارُها فَأنْ ُي ْد ِركَ َأوّلَ وقتها‪ ،‬وأَصلُه من ابْتِكارِ الارية‬
‫وهو أَ ْخذُ ُعذْرَتا‪ ،‬وقيل‪ :‬معن اللفظي واحد مثل َفعَلَ وافَْتعَلَ‪،‬‬
‫جدّ‪ .‬قال‪ :‬وقوله‬ ‫وإِنا كرر للمبالغة والتوكيد كما قالوا‪ :‬جا ّد ُم ِ‬
‫َغسَلَ واغَْتسَلَ‪َ ،‬غسَل أَي غسل مواضع الوضوء‪ ،‬كقوله تعال‪ :‬فاغسلوا وجوهكم؛‬
‫واغتسل أَي غسل البدن‪ .‬والباكور من كل شيء‪ :‬هو الَُبكّرُ السريع‬
‫الِدْراكِ‪ ،‬والُنثى باكُورَةٌ‪ .‬وغيث َبكُورٌ‪ :‬وهو الَُبكّرُ ف َأوّل‬
‫ال َو ْس ِميّ‪ ،‬ويقال أَيضا‪ :‬هو الساري ف آخر الليل وأَول النهار؛‬
‫وأَنشد‪:‬جَرّ َر السّيْلُ با عُثْنُونَهُ‪،‬‬
‫وتَهادَتْها مَدالي ٌج ُبكُرْ‬
‫وسحابة ِمدْلجٌ َبكُورٌ‪ .‬وأَما قول الفرزدق‪ :‬أَو أَبْكارُ كَ ْرمٍ‬
‫ُتقْ َطفُ؛ قال‪ :‬واحدها ِبكْرٌ وهو الكَ ْرمُ الذي حل َأوّل حله‪.‬‬
‫و َعسَلٌ أَبْكارٌ‪ُ :‬ت َعسّلُه أَبْكارُ النحل أَي أَفتاؤها ويقال‪ :‬بل‬
‫أَبْكارُ الواري تلينه‪ .‬وكتب الجاج إِل عامل له‪ :‬ابعثْ ِإَليّ ِب َعسَلِ‬
‫ُخلّر‪ ،‬من النحل الَبكار‪ ،‬من الدستفشار‪ ،‬الذي ل تسه النار؛ يريد‬
‫بالَبكار أَفراخ النحل لَن عسلها أَطيب وأَصفى‪ ،‬وخلّر‪ :‬موضع بفارس‪،‬‬
‫والدستفشار‪ :‬كلمة فارسية معناها ما َعصَرَتْهُ الَْيدِي؛ وقال الَعشى‪:‬‬
‫حلَها‪ ،‬مِنْ بَكا ِر القِطاف‪،‬‬ ‫تََن ّ‬
‫ق آمِنُ إِ ْكسَا ِدهَا‬ ‫ُأزَيْر ُ‬
‫بكار القطاف‪ :‬جع باكر كما يقال صا ِحبٌ وصِحابٌ‪ ،‬وهو أَول ما ُي ْدرِك‪.‬‬
‫الَصمعي‪ :‬نار ِبكْ ٌر ل تقبس من نار‪ ،‬وحاجة ِبكْ ٌر طُلبت حديثا‪.‬‬
‫وأَنا آتيك ال َعشِيّةَ فأَُبكّر أَي أُعجل ذلك؛ قال‪:‬‬
‫َبكَ َرتْ َتلُومُكَ‪َ ،‬ب ْعدَ وَهْنٍ ف الّندَى؛‬
‫ك مَلمَتِي وعِتاب‬ ‫َبسْلٌ َعلَيْ ِ‬
‫فجعل البكور بعد وهن؛ وقيل‪ :‬إِنا عن َأوّل الليل فشبهه بالبكور ف‬
‫ي وقت كان من‬ ‫أَول النهار‪ .‬وقال ابن جن‪ :‬أَصل «ب ك ر» إِنا هو التقدم أَ ّ‬
‫ليل أَو نار‪ ،‬فأَما قول الشاعر‪« :‬بكرت تلومك بعد وهن» فوجهه أَنه اضطر‬
‫فاستعمل ذلك على أَصل وضعه الَول ف اللغة‪ ،‬وترك ما ورد به الستعمال‬
‫الن من القتصار به على أَول النهار دون آخره‪ ،‬وإِنا يفعل الشاعر ذلك‬
‫تعمدا له أَو اتفاقا وبديهة تجم على طبعه‪ .‬وف الديث؛ ل يزال الناس‬
‫بي ما َبكّرُوا بصلة الغرب؛ معناه ما صلّوها ف أَول وقتها؛ وف‬
‫رواية‪ :‬ما تزال أُمت على سُنّت ما َبكّرُوا بصلة الغرب‪ .‬وف حديث آخر‪:‬‬
‫َبكّرُوا بالصلة ف يوم الغيم‪ ،‬فإِنه مَن ترك العصر حبط عمله؛ أَي‬
‫حافظوا عليها وقدّموها‪ .‬والِبكِيَةُ والباكُورَةُ والَبكُورُ من النخل‪ ،‬مثل‬
‫الَبكِيَةِ‪ :‬الت تدرك ف أَول النخل‪ ،‬وجع الَبكُورِ ُبكُرٌ؛ قال‬
‫التنخل الذل‪:‬‬
‫ذلك ما دِينُك‪ ،‬إِذ جُنَّبتْ‬
‫أَحْمالُها كالُبكُرِ الُبْتِلِ‬
‫وصف المع بالواحد كأَنه أَراد الُبِْتلَ َة فحذف لَن البناء قد انتهى‪،‬‬
‫ويوز لَن يكون الُبْتِل جع مُبِْتلَة‪ ،‬وإِن قلّ نظيه‪ ،‬ول يوز أَن‬
‫يعن بالُبكُرِ ههنا الواحدة لَنه إِنا نعت حُدوجا كثية فشبهها‬
‫بنخيل كثية‪ ،‬وهي الِبْكارُ؛ وَأرْضٌ مِبْكار‪ :‬سريعة الِنبات؛ وسحابة‬
‫ج من آخر الليل؛ وقوله‪:‬‬ ‫مِبكار وَبكُورٌ‪ِ :‬مدْل ٌ‬
‫إِذا َوَلدَتْ قَرَائبُ ُأمّ نَبْلٍ‪،‬‬
‫فذا َك الّلؤْ ُم واللّقَحُ الَبكُورُ (قوله‪« :‬نبل» بالنون والباء‬
‫الوحدة كذا ف الَصل)‪.‬‬
‫أَي إِنا عجلت بمع اللؤْم كما تعجل النخلة والسحابة‪.‬‬
‫وبِكرُ كُلّ شيء‪َ :‬أوّله؛ وكُ ّل َفعْلَ ٍة ل يتقدمها مثلها‪ِ ،‬بكْرٌ‪.‬‬
‫والِبكْرُ‪َ :‬أوّل ولد الرجل‪ ،‬غلما كان أَو جارية‪ .‬وهذا ِبكْ ُر أَبويه‬
‫أَي أَول ولد يولد لما‪ ،‬وكذلك الارية بغي هاء؛ وجعهما جيعا أَبكار‪.‬‬
‫وكِْبرَةُ ولد أَبويه‪ :‬أَكبهم‪ .‬وف الديث‪ :‬ل ُت َعّلمُوا أَبْكارَ‬
‫ب النصارى؛ يعن أَحداثكم‪ .‬وِبكْرُ الرجل بالكسر‪َ :‬أوّل ولده‪،‬‬ ‫أَولدكم كُُت َ‬
‫وقد يكون الِبكْرُ من الَولد ف غي الناس كقولم ِبكْرُ الَيّةِ‪.‬‬
‫وقالوا‪ :‬أَشدّ الناس ِبكْرٌ اب ُن ِبكْرَيْن‪ ،‬وف الحكم‪ِ :‬بكْرُ‬
‫ِبكْرَيْن؛ قال‪:‬‬
‫يا ِبكْ َر ِبكْرَيْنِ‪ ،‬ويا ِخ ْلبَ الكَِبدْ‪،‬‬
‫ضدْ‬
‫أَصبَحتَ مِنّي كذراع مِنْ َع ُ‬
‫والِبكْرُ‪ :‬الارية الت ل ُتفْتَضّ‪ ،‬وجعها َأبْكارٌ‪ .‬والِبكْ ُر من‬
‫النساء‪ :‬الت ل يقربا رجل‪ ،‬ومن الرجال‪ :‬الذي ل يقرب امرأَة بعد؛ والمع‬
‫أَبْكارٌ‪ .‬ومَرَ ٌة ِبكْرٌ‪ :‬حلت بطنا واحدا‪ .‬والِبكْرُ‪ :‬ال َعذْراءُ‪،‬‬
‫والصدر البَكارَةُ‪ ،‬بالفتح‪ .‬والِبكْرُ‪ :‬الرأَة الت ولدت بطنا واحدا‪،‬‬
‫وِبكْرُها ولدها‪ ،‬والذكر والُنثى فيه سواء؛ وكذلك الِبكْ ُر من الِبل‪.‬‬
‫أَبو اليثم‪ :‬والعرب تسمي الت ولدت بطنا واحدا ِبكْرا بولدها الذي‬
‫تَبَْتكْرُ به‪ ،‬ويقال لا أَيضا ِبكْ ٌر ما ل تلد‪ ،‬ونو ذلك قال الَصمعي‪:‬‬
‫إِذا كان َأوّل ولد ولدته الناقة فهي ِبكْرٌ‪ .‬وبقرة ِبكْرٌ‪ :‬فَتِيّةٌ‬
‫حمِلْ‪ .‬ويقال‪ :‬ما هذا الَمر منك ِبكْرا ول ثِنْيا؛ على معن ما‬ ‫ل َت ْ‬
‫هو بَأوّل ول ثان؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫وقُوفا َلدَى الَبْوابِ‪ ،‬طُلبَ حاجَةٍ‪،‬‬
‫عَوانٍ من الاجاتِ‪ ،‬أَو حاجَ ًة ِبكْرَا‬
‫أَبو البيداء‪ :‬ابَْتكَ َرتِ الاملُ إِذا ولدت ِبكْرَها‪ ،‬وأَثنت ف‬
‫الثان‪ ،‬وَثلَّثتْ ف الثالث‪ ،‬وربعت وخست وعشرت‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬أَسبعت وأَعشرت‬
‫وأَثنت ف الثامن والسابع والعاشر‪ .‬وف نوادر الَعراب‪ :‬ابَْتكَ َرتِ‬
‫الرأَ ُة ولدا إِذا كان أَول ولدها ذكرا‪ ،‬واثْتَنََيتْ جاءت بولدٍ‬
‫ثِْنيٍ‪ ،‬واْثتَنَْيتُ َوَلدَها الثالث‪ ،‬وابَْتكَرْتُ أَنا واثْنَيَلتُ‬
‫واثَْتلَثْتُ‪ .‬والِبكْرُ‪ :‬النّاقَةُ الت ولدت بطنا واحدا‪ ،‬والمع أَبْكارٌ؛‬
‫قال أَبو ذؤيب الذل‪:‬‬
‫ك َلوْ َتْبذُلِينَهُ‪،‬‬
‫وِإنّ َحدِيثا مِنْ ِ‬
‫َجنَى الّنحْلِ ف َألْبانِ عُو ٍد مَطافِلِ‬
‫مَطافِيلِ أَبْكارٍ َحدِيثٍ نِتَاجُها‪،‬‬
‫تُشابُ با ٍء مثلِ ماءِ ا َلفَاصِلِ‬
‫وِبكْرُها أَيضا‪َ :‬وَلدُها‪ ،‬والمع أَبْكا ٌر وبِكارٌ‪ .‬وبقرة ِبكْرٌ‪ :‬ل‬
‫حمِلْ‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الفَتِيّةُ‪.‬‬ ‫َت ْ‬
‫وف التنيل‪ :‬ل فارِضٌ ول ِبكْرٌ؛ أَي ليست بكبية ول صغية‪ ،‬ومعن‬
‫ذلك‪ :‬بَيْنَ الِبكْ ِر والفارِضِ؛ وقول الفرزدق‪:‬‬
‫لدِيثَ‪ ،‬كَأَنّهُ‬ ‫إِذا هُنّ ساقَطْ َن ا َ‬
‫جَنعى الّنحْل َأوْ أَبْكارُ كَ ْر ٍم ُتقَطّفُ‬
‫عن الكَ ْرمَ الِبكْرَ الذي ل يمل قبل ذلك؛ وكذلك َعمَ ُل أَبْكار‪ ،‬وهو‬
‫الذي عملته أَبْكار النحل‪ .‬وسحابة بكْرٌ‪ :‬غَزيرَةٌ بنلة البكْ ِر من‬
‫النساء؛ قال ثعلب‪ :‬لَن دمها أَكثر من دم الثيّب‪ ،‬وربا قيل‪ :‬سَحابٌ‬
‫بكْرٌ؛ أَنشد ثعلب‪:‬‬
‫شهّرٍ‪،‬‬ ‫ت إِل أَغَ ّر ُم َ‬ ‫وَلقَ ْد نَظَرْ ُ‬
‫لمِيلَةِ عُونَا‬ ‫ِبكْ ٍر َت َوسّ َن ف ا َ‬
‫وقول أَب ذؤيب‪:‬‬
‫ستْ أَصَاَتتْ‪،‬‬ ‫وِبكْرٍ ُكّلمَا مُ ّ‬
‫ع العَتِيقِ‬‫تَرَّن َم َن ْغمِ ذي الشّرُ ِ‬
‫إِنا عن قوسا َأوّل ما يرمي عنها‪ ،‬شبه ترنها بنغم ذي الشّرُع وهو‬
‫العود الذي عليه أَوتار‪ .‬والِبكْرُ‪ :‬الفَِتيّ من الِبل‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬
‫جذِعَ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ابن الخاض إِل أَن يُثِْنيَ‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫ن إِل أَن ُي ْ‬ ‫الّث ّ‬
‫لذَعُ‪ ،‬فإِذا أَثْن فهو َجمَ ٌل وهي‬ ‫هو ابن اللّبُونِ‪ ،‬والِ ّق وا َ‬
‫سمّى‪ ،‬ول قبل‬ ‫ناقة‪ ،‬وهو بعي حت يَبْزُلَ‪ ،‬وليس بعد البازل سِنّ ُي َ‬
‫الثّنه ّي س ّن يسمى؛ قال الَزهري‪ :‬هذا قول ابن الَعراب وهو صحيح؛ قال‪:‬‬
‫وعليه شاهدت كلم العرب‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ما ل يَبْزُلْ‪ ،‬والُنثى ِبكْرَةٌ‪ ،‬فإِذا‬
‫حدّ ول ُوّقتَ‪،‬‬ ‫بَزَل فجمل وناقة‪ ،‬وقيل‪ :‬الِبكْ ُر ولد الناقة فلم ُي َ‬
‫وقيل‪ :‬الِبكْ ُر من الِبل بنلة الفَِتيّ من الناس‪ ،‬والِبكْرَةُ‬
‫بنلة الفتاة‪ ،‬والقَلُوصُ بنلة الارية‪ ،‬والبَعِيُ بنلة الِنسان‪،‬‬
‫والملُ بنلةِ الرجلِ‪ ،‬والناقةُ بنلةِ الرأَةِ‪ ،‬ويمع ف القلة على‬
‫أَْبكُرٍ‪ .‬قال الوهري‪ :‬وقد صغره الراجز وجعه بالياء والنون فقال‪:‬‬
‫َق ْد شَرَِبتْ إِ ّل الدّهَْيدِهِينَا‬
‫ُقلَّيصَاتٍ وأُبَْيكِريِنَا‬
‫سلَفَ‬
‫وقيل ف الُنثى أَيضا‪ِ :‬بكْرٌ‪ ،‬بل هاء‪ .‬وف الديث‪ :‬اسَْت ْ‬
‫رسولُ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬من رجل َبكْرا؛ البَكر‪ ،‬بالفتح‪ :‬الفَِتيّ‬
‫من الِبل بنلة الغلم من الناس‪ ،‬والُنثى َبكْرَةٌ‪ ،‬وقد يستعار للناس؛‬
‫ومنه حديث التعة‪ :‬كأَنا َبكْرَةٌ عَيْطاء أَي شابة طويلة العنق ف‬
‫اعتدال‪ .‬وف حديث طهفة‪ :‬وسقط الُملوج من البكارة؛ البِكارة‪ ،‬بالكسر‪ :‬جع‬
‫الَبكْرِ‪ ،‬بالفتح؛ يريد أَن السّمَ َن الذي قد عل ِبكَارَةَ الِبل با‬
‫رعت من هذا الشجر قد سقط عنها فسماه باسم الرعى إِذ كان سببا به؛ وروى‬
‫بيت عمرو بن كلثوم‪:‬‬
‫ذِرا َعيْ عَيْطَلٍ أَدْما َء َبكْرٍ‪،‬‬
‫حمِلْ جَنِينَا‬ ‫ض ل َت ْ‬‫لفْ ُ‬ ‫غذاها ا َ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وأَصح الروايتي بِكر‪ ،‬بالكسر‪ ،‬والمع القليل من كل ذلك‬
‫خ وفِرَاخٍ‪،‬‬‫أَبْكارٌ؛ قال الوهري‪ :‬وجع الَبكْرِ بِكا ٌر مثل فَ ْر ٍ‬
‫وبِكارَةٌ أَيضا مثل َفحْ ٍل وفِحالَةٍ؛ وقال سيبويه ف قول الراجز‪:‬‬
‫قليّصات وأُبيكرينا‬
‫جعُ الَْبكُرِ كما تمع الُ ُزرَ والطّرُقَ‪ ،‬فتقول‪ :‬طُرُقاتٌ‬
‫وجُزُراتٌ‪ ،‬ولكنه أَدخل الياء والنون كما أَدخلهما ف الدهيدهي‪ ،‬والمع الكثي‬
‫ُبكْرانٌ وبِكارٌ وبَكارَةٌ‪ ،‬والُنثى َبكْرٌَة والمع بِكارٌ‪ ،‬بغي هاء‪،‬‬
‫كعَْيلَةٍ وعِيالٍ‪ .‬وقال ابن الَعراب‪ :‬البَكارَةُ للذكور خاصة‪،‬‬
‫والبَكارُ‪ ،‬بغي هاء للناث‪ .‬وَبكْرَةُ البئر‪ :‬ما يستقى عليها‪ ،‬وجعها َبكَرٌ‬
‫بالتحريك‪ ،‬وهو من شواذ المع لَن َفعْلَةً ل تمع على َفعَلٍ إِلّ‬
‫أَحرفا مثل َح ْلقَةٍ و َحلَقٍ و َحمْأَةٍ و َحمَِإ وَبكْرَ ٍة وَبكَ ٍر وَبكَرات‬
‫أَيضا؛ قال الراجز‪:‬‬
‫ت شَرّهُ ّن الصّاِئمَهْ‬ ‫والَبكَرَا ُ‬
‫يعن الت ل تدور‪ .‬ابن سيده‪ :‬والَبكْرَةُ والَبكَرَ ُة لغتان للت يستقى‬
‫حوَ ٌر تدور‬ ‫عليها وهي خشبة مستديرة ف وسطها َمحْ ّز للحبل وف جوفها ِم ْ‬
‫للَقُ‬
‫عليه؛ وقيل‪ :‬هي ا َلحَالَ ُة السّريعة‪ .‬والَبكَراتُ أَيضا‪ :‬ا َ‬
‫ف شبيهة ِبفَتَخِ النساء‪ .‬وجاؤوا على َبكْرَةِ‬ ‫الت ف ِحلْيَةِ السّْي ِ‬
‫أَبيهم إِذا جاؤوا جيعا على آخرهم؛ وقال الَصمعي‪ :‬جاؤوا على طريقة‬
‫واحدة؛ وقال أَبو عمرو‪ :‬جاؤوا بأَجعهم؛ وف الديث‪ :‬جاءت هوازنُ على َبكْرَةِ‬
‫أَبيها؛ هذه كلمة للعرب يريدون با الكثرة وتوفي العدد وأَنم جاؤوا‬
‫جيعا ل يتخلف منهم أَحد‪ .‬وقال أَبو عبيدة‪ :‬معناه جاؤوا بعضهم ف إِثر‬
‫بعض وليس هناك َبكْرَةٌ ف القيقة‪ ،‬وهي الت يستقى عليها الاء العذب‪،‬‬
‫فاستعيت ف هذا الوضع وإِنا هي مثل‪ .‬قال ابن بري‪ :‬قال ابن جن‪ :‬عندي أَن‬
‫قولم جاؤوا على بكرة أَبيهم بعن جاؤوا بأَجعهم‪ ،‬هو من قولم َبكَرْتُ‬
‫ف كذا أَي تقدّمت فيه‪ ،‬ومعناه جاؤوا على أَوليتهم أَي ل يبق منهم أَحد‬
‫بل جاؤوا من أَولم إِل آخرهم‪.‬‬
‫وضربة ِبكْرٌ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬أَي قاطعة ل تُثْنَى‪ .‬وف الديث‪ :‬كانت ضربات‬
‫ض قَطّ؛‬‫عليّ‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬أَبْكارا إِذا اعَْتلَى َقدّ وإِذا اعْتَرَ َ‬
‫وف رواية‪ :‬كانت ضربات عليّ‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬مبتكرات ل عُونا أَي أَن‬
‫ضربته كانت بِكرا يقتل بواحدة منها ل يتاج أَن يعيد الضربة ثانيا؛‬
‫والعُون‪ :‬جع عَوانٍ هي ف الَصل الكهلة من النساء ويريد با ههنا‬
‫الثناة‪.‬وَبكْرٌ‪ :‬اسم‪ ،‬وحكي سيبويه ف جعه أَْبكُ ٌر وُبكُورٌ‪ .‬وُبكَيْرٌ‬
‫وَبكّا ٌر ومَُبكّر‪ :‬أَساء‪ .‬وبَنُو َبكْرٍ‪َ :‬ح ّي منهم؛ وقوله‪:‬‬
‫ت بَراثِنُها‪،‬‬
‫ب َقدِ ا ْخضَرّ ْ‬ ‫ِإنّ الذّئَا َ‬
‫والناسُ ُكّل ُهمُ َبكْرٌ إِذا شَِبعُوا‬
‫أَراد إِذا شبعوا تعادوا وتغاوروا لَن بكرا كذا فعلها‪ .‬التهذيب‪ :‬وبنو‬
‫بكر ف العرب قبيلتان‪ :‬إِحداها بنو بكر بن عبد مناف بن كنانة‪ ،‬والُخرى‬
‫بكر بن واثل بن قاسط‪ ،‬وإِذا نسب إِليهما قالوا َبكْرِيّ‪ .‬وأَما بنو بكر‬
‫بن كلب فالنسبة إِليهم َبكْرْاوِيّونَ‪ .‬قال الوهري‪ :‬وإِذا نسبت إِل‬
‫أَب بكر قلت َبكْرِيّ‪ ،‬تذف منه السم الَول‪ ،‬وكذلك ف كل كنية‪.‬‬
‫جوْل‪ :‬ا َلهَا من الجر‪ ،‬واحدته‬ ‫@بلر‪ :‬الِبلّ ْورُ على مثال ِع ّ‬
‫ِبّل ْورَةٌ‪ .‬التهذيب‪ :‬الِبّل ْورُ الرجل الضخم الشجاع‪ ،‬بتشديد اللم‪ .‬قال‪ :‬وأَما‬
‫الِبَل ْورُ العروف‪ ،‬فهو مفف اللم‪ .‬وف حديث جعفر الصادق‪ ،‬عليه‬
‫السلم‪ :‬ل يبنا‪ ،‬أَهلَ البيت‪ ،‬الَ ْحدَبُ ا ُلوَجّهُ ول الَ ْع َورُ‬
‫الِبَل ْورَةُ؛ قال أَبو عمرو الزاهد‪ :‬هو الذي عينه ناتئة؛ قال ابن الَثي‪ :‬هكذا‬
‫شرحه ول يذكر أَصله‪.‬‬
‫@بلهر‪ :‬كُلّ عظيم من ملوك الند‪َ :‬بَلهْورٌ؛ مثل به سيبويه وفسره‬
‫السياف‪.‬‬
‫@بندر‪ :‬البَنا ِدرَةُ‪ ،‬دخيل‪ :‬وهم التجار الذين يلزمون العادن‪ ،‬واحدهم‬
‫بُنْدارٌ‪ .‬وف النوادر‪ :‬رجل بَْن َدرِيّ ومُبَْندِ ٌر ومُتَبَْندِرٌ‪ ،‬وهو‬
‫الكثي الال‪.‬‬
‫@بنصر‪ :‬البِْنصِرُ‪ :‬الُصبع الت بي الوسطى والِنصِر‪ ،‬مؤنثة؛ عن‬
‫اللحيان؛ قال الوهري‪ :‬والمع البَناصِرُ‪.‬‬
‫سهْلَةُ‪،‬‬‫ض ال ّ‬ ‫@بر‪ :‬الُبهْرُ‪ :‬ما اتسع من الَرض‪ .‬والُبهْرَةُ‪ :‬الَر ُ‬
‫وقيل هي الَرض الواسعة بي الَجْبُلِ‪ .‬وُبهْرَةُ الوادي‪ :‬سَرارَتُه‬
‫وخيه‪ .‬وُبهْرَةُ كل شيء‪ :‬وسطُه‪ .‬وُبهْرَةُ الرّحْلِ ك ُزفْرَتِه أَي وسطه‪.‬‬
‫وُبهْرَ ُة الليل والوادي والفرس‪ :‬وسطه‪ .‬وابْها ّر النهارُ‪ :‬وذلك حي ترتفع‬
‫الشمس‪ .‬وابْهارّ الليلُ واْبهِيارا إِذا انتصف؛ وقيل‪ :‬ابْهارّ‬
‫تراكبت ظلمته‪ ،‬وقيل‪ :‬ابْهارّ ذهبت عامّته وأَكثره وبقي نو من ثلثه‪.‬‬
‫وابْهارّ علينا أَي طال‪ .‬وف حديث النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬أَنه سار ليلةً‬
‫حت ابْهارّ الليلُ‪ .‬قال الَصمعي‪ :‬ابْها ّر الليلُ يعن انتصف‪ ،‬وهو‬
‫مأْخوذ من ُبهْرَةِ الشيء وهو وسطه‪ .‬قال أَبو سعيد الضرير‪ :‬اْبهِيا ُر الليل‬
‫طلوعُ نومه إِذا تنامّت واستنارت‪ ،‬لَن الليل إِذا أَقبل أَقبلت‬
‫حمَتُه‪ ،‬وإِذا استنارت النجوم ذهبت تلك الفحمة‪.‬‬ ‫َف ْ‬
‫وف الديث‪ :‬فلما أَْبهَ َر القومُ احترقوا أَي صاروا ف ُبهْرَةِ النهار‬
‫وهو وسطه‪.‬‬
‫وتََبهّرَتِ السحابةُ‪ :‬أَضاءت‪ .‬قال رجل من الَعراب وقد كب وكان ف‬
‫داخل بينه فمرّت سحابة‪ :‬كيف تراها يا بنّ؟ فقال‪ :‬أَراها قد َنكّبتْ‬
‫وتََبهّرَتْ؛ َنكَّبتْ‪َ :‬ع َدَلتْ‪.‬‬
‫والُبهْرُ‪ :‬الغلبة‪ .‬وَبهَرَ ُه يَْبهَرُ ُه َبهْرا‪َ :‬قهَرَهُ وعله‬
‫ت فُلنةُ النساء‪ :‬غلبتهن ُحسْنا‪ .‬وَبهَ َر القمرُ النجومَ‬ ‫وغلبه‪ .‬وَبهَرَ ْ‬
‫ُبهُورا‪َ :‬غمَرَها بضوئه؛ قال‪:‬‬
‫ي َبهَرْ‪،‬‬ ‫َغمّ النجومَ ضَوؤُه ِح َ‬
‫جمَ الذي كان ازْ َدهَرْ‬ ‫َف َغمَرَ الّن ْ‬
‫وهي ليلة الُبهْرِ‪ .‬والثلث الُبهْرُ‪ :‬الت يغلب فيها ضو ُء القمر‬
‫النجومَ‪ ،‬وهي الليلة السابعة والثامنة والتاسعة‪ .‬يقال‪ :‬قمر باهر إِذا عل‬
‫الكواكبُ ضَوؤه وغلب ضوؤُه ضوأَها؛ قال ذو الرمة يدح عمر بن هبية‪:‬‬
‫ما زِْلتَ ف َدرَجاتِ ا َلمْ ِر مُرَْتقِيا‪،‬‬
‫سمُو بك الفُرْعا ُن مِنْ ُمضَرَا (قوله الفرعان هكذا ف‬ ‫تَنْمي وَت ْ‬
‫الَصل‪ ،‬ولعلها القُرعان‪ :‬ويريد بم الَقرع بن حابس الصحاب وأَخاه مرثدا‬
‫وكانا من سادات العرب)‪.‬‬
‫خفَى على َأ َحدٍ‪،‬‬ ‫َحتّى َبهَ ْرتَ فما َت ْ‬
‫إِ ّل على أَ ْكمَهٍ‪ ،‬ل َيعْ ِرفُ ال َقمَرَا‪.‬‬
‫أَي علوت كل من يفاخرك فظهرت عليه‪ .‬قال ابن بري‪ :‬الذي أَورده الوهري‬
‫وقد بَهرْتَ‪ ،‬وصوابه حت بَهرْتَ كما أَوردناه‪ ،‬وقوله‪ :‬على أَحد؛ أَحد ههنا‬
‫بعن واحد لَن أَحدا الستعمل بعد النفي ف قولك ما أَحد ف الدار ل‬
‫يصح استعماله ف الواجب‪ .‬وف الديث‪ :‬صلة الضحى إِذا َبهَرَت الشّمسُ‬
‫الَرضَ أَي غلبها نورها وض ْوؤُها‪ .‬وف حديث عليّ‪ :‬قال له عَْبدُ خَيْرٍ‪:‬‬
‫ت الشمسُ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬حت تَْبهَرَ البُتَيْرا ُء أَي‬ ‫صلّي إِذا بَزَ َغ ِ‬‫أُ َ‬
‫يستبي ضوؤُها‪ .‬وف حديث الفتنة‪ِ :‬إنْ َخشِيتَ أَن يَْبهَرَك شُعا ُ‬
‫ع‬
‫السيف‪ .‬ويقال لليال البيض‪ُ :‬بهْرٌ‪ ،‬جع باهر‪ .‬ويقال‪ُ :‬بهَ ٌر بوزن ظَُلمٍ‬
‫ُبهْرَةٍ‪ ،‬كل ذلك من كلم العرب‪ .‬وَبهَرَ الرجلُ‪ :‬بَرَعَ؛ وأَنشد البيت‬
‫أَيضا‪:‬‬
‫ت فما تفي على أَحد‬ ‫حت بر َ‬
‫وَبهْرا له أَي َتعْسا و َغلَبَةً؛ قال ابن ميادة‪:‬‬
‫َتفَاَق َد َقوْمي إِذ يَبِيعُونَ ُم ْهجَت‬
‫باريةٍ‪َ ،‬بهْرا َل ُهمْ َب ْعدَها َبهْرا‬
‫وقال عمر بن أَب ربيعة‪:‬‬
‫ث قالوا‪ُ :‬تحِبّها؟ ُقلْتُ‪َ :‬بهْرا‬
‫لصَى والتّرابِ‬ ‫َعدَدَ ال ّرمْلِ وا َ‬
‫وقيل‪ :‬معن َبهْرا ف هذا البيت جّا‪ ،‬وقيل‪َ :‬عجَبا‪ .‬قال سيبويه‪ :‬ل‬
‫فعل لقولم َبهْرا له ف حدّ الدعاء وإنا نصب على توهم الفعل وهو ما‬
‫ينتصب على إضمار الفعل غَْيرَ ا ُلسَْتعْمَلِ إِظهارُه‪ .‬وَبهَرَهُم ال‬
‫َبهْرا‪ :‬كَرََبهُم؛ عن ابن الَعراب‪ .‬وَبهْرا لَهُ أَي َعجَبا‪.‬‬
‫وأَْبهَرَ إِذا جاء بال َعجَبِ‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الَبهْ ُر الغلبة‪ .‬والَبهْرُ‪:‬‬
‫الَلْءُ‪ ،‬والَبهْرُ‪ :‬الُب ْعدُ‪ ،‬والَبهْرُ‪ :‬الباعدة من الي‪ ،‬والَبهْرُ‪:‬‬
‫الَيْبَةُ‪ ،‬والَبهْرُ‪ :‬ال َفخْرُ‪ .‬وأَنشد بيت عمر بن أَب ربيعة؛ قال أَبو‬
‫العباس‪ :‬يوز أَن يكون كل ما قاله ابن الَعراب ف وجوه الَبهْرِ أَن‬
‫جبُ‪ .‬والبِهارُ‪ :‬الفاخرة‪ .‬شر‪:‬‬ ‫يكون معن لا قال عمر وأَحسنها ال َع َ‬
‫الَبهْرُ الَتعْسّ‪ ،‬قال‪ :‬وهو اللك‪.‬‬
‫وأَْبهَرَ إِذا استغن بعد فقر‪ .‬وأَْبهَرَ‪ :‬تزوج سيدة‪ ،‬وهي الَبهِيَةُ‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬فلنة َبهِيٌَة َمهِيَةٌ‪ .‬وأَْبهَرَ إِذا تلوّن ف أَخلقه‬
‫َدمّاثَ ًة مَرّةً وخُبْثا ُأخْرى‪ .‬والعرب تقول‪ :‬الَزواج ثلثة‪ :‬زوجُ‬
‫ج َبهْرٍ‪ ،‬وزوج َدهْرٍ؛ فأَما زوج مهرٍ فرجل ل شرف له فهو‬ ‫َمهْرٍ‪ ،‬وزو ُ‬
‫يُسنْي الهرَ ليغب فيه‪ ،‬وأَما زوج بر فالشريف وإِن قل ماله تتزوجه الرأَة‬
‫لتفخر به‪ ،‬زووج دهر كفؤها؛ وقيل ف تفسيهم‪ :‬يَْبهَ ُر العيون بسنه أَو‬
‫يُعدّ لنوائب الدهر أَو يؤخذ منه الهر‪.‬‬
‫والُبهْرُ‪ :‬انقطاع الّنفَسِ من الِعياء؛ وقد انَْبهَ َر وُبهِرَ فهو‬
‫مَْبهُورٌ وَبهِيٌ؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫إِذا ما تَأَتّى يُرِيدُ القيام‬
‫تَهادى‪ ،‬كما َق ْد رَأَْيتَ الَبهِيَا‬
‫س من الِعياء‪ ،‬وبالفتح الصدر؛‬ ‫والُبهْ ُر بالضم‪ :‬تتابع الّنفَ ِ‬
‫لمْلُ يَْبهَرُهُ َبهْرا أَي أَوقع عليه الُبهْرَ فاْنَبهَرَ أَي‬ ‫َبهَرَهُ ا ِ‬
‫تتابع نفسه‪ .‬ويقال‪ُ :‬بهِرَ الرجل إِذا عدا حت غلبه الُبهْ ُر وهو‬
‫الرّْبوُ‪ ،‬فهو مبهور وبي‪ .‬شر‪َ :‬بهَرْت فلنا إِذا غلبته ببطش أَو لسان‪.‬‬
‫وَبهَرْتُ البع َي إِذا ما رَكَضْتَ ُه حت ينقطع؛ وأَنشد ببيت ابن‬
‫ميادة‪:‬أَل يا لقومي إِذ يبيعون ِم ْهجَت‬
‫باريةٍ‪َ ،‬بهْرا َل ُهمْ َب ْعدَها َبهْرَا‬
‫ل ْهدِ إِذا ُكّلفَ فوق َذرْعِهِ؛ يقال‬ ‫ابن شيل‪ :‬الَبهْرُ َت َكلّف ا ُ‬
‫َبهَرَه إِذا قطع ُبهْرَ ُه إِذا قطع َن َفسَه بضرب أَو خنق أَو ما كان؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫ِإنّ البخيل ِإذَا سََأْلتَ إِذَا سََأْلتَ َبهَرْتَهُ‬
‫وف الديث‪ :‬وقع عليه الُبهْرُ‪ ،‬هو بالضم ما يعتري الِنسان عند السعي‬
‫الشديد والعدو من النهيج وتتابع الّنفَس؛ ومنه حديث ابن عمر‪ :‬إِنه أَصابه‬
‫قَ ْطعٌ أَو ُبهْرٌ‪.‬‬
‫وَبهَرَه‪ :‬عاله حت انَْبهَرَ‪ .‬ويقال‪ :‬انبهر فلن إِذا بالغ ف الشيء‬
‫ول َيدَعْ ُجهْدا‪ .‬ويقال‪ :‬انَْبهَرَ ف الدعاء إِذا توّب وجهد‪،‬‬
‫وابَْتهَرَ فُلنٌ ف فلن ولفلن إِذا ل يدع جهدا ما لفلن أَو عليه‪ ،‬وكذلك‬
‫يقال ابتهل ف الدعاء؛ قال‪ :‬وهذا ما جعلت اللم فيه راء‪ .‬وقال خالد بن‬
‫جنبة‪ :‬ابتهل ف الدعاء إِذا كان ل يفرط عن ذلك ول يَْثجُو‪ ،‬قال‪ :‬ل‬
‫يَْثجُو ل يسكت عنه؛ قال‪ :‬وأَنشد عجوز من بن دارم لشيخ من الي ف‬
‫قعيدته‪:‬ول ينا ُم الضيف من ِحذَارِها‪،‬‬
‫وَق ْولِها الباطِلِ وابْتِهارِها‬
‫وقال‪ :‬البْتِهارُ قول الكذب واللف عليه‪ .‬والبتهار‪ :‬ادّعاء الشيء‬
‫كذبا؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫وما ب ِإنْ َمدَحُْت ُهمُ ابْتِهارُ‬
‫وابْتُهر فُلنٌ بفلنَةَ‪ُ :‬شهِرَ با‪.‬‬
‫والَبْهرُ‪ :‬عِرْق ف الظهر‪ ،‬يقال هو ال َورِي ُد ف العُنق‪ ،‬وبعضهم يعله‬
‫صلْب؛ وقيل‪ :‬الَْبهَرانِ الَ ْكحَلنِ‪ ،‬وفلن‬ ‫عرْقا ُمسْتَبْطِنَ ال ّ‬
‫شديد الَْبهَ ِر أَي الظهر‪ .‬والَْبهَرُ‪ :‬عِ ْرقٌ إِذا انقطع مات صاحبه؛‬
‫وها أَْبهَرانِ يرجان من القلب ث يتشعب منهما سائر الشّرايي‪ .‬وروي عن‬
‫النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أَنه قال‪ :‬ما زالت ُأ ْكلَةُ خيب تعاودن‬
‫فهذا أَوان قَ َط َعتْ أَْبهَرِي؛ قال أَبو عبيد‪ :‬الَْبهَرُ عرق مستبطن ف‬
‫الصلب والقلب متصل به فإِذا انقطع ل تكن معه حياة؛ وأَنشد الَصمعي لبن‬
‫مقبل‪:‬‬
‫حتَ أَبَهرِه‪،‬‬
‫ب َت ْ‬ ‫وللفؤا ِد وَجِي ٌ‬
‫لجَرِ‬‫َل ْدمَ الغُلمِ ورا َء الغَْيبِ با َ‬
‫الوجيب‪ :‬ترّك القلب تت أَبره‪ .‬والّل ْدمُ‪ :‬الضّرْب‪ .‬والغيب‪ :‬ما كان‬
‫بينك وبينه حجاب؛ يريد أَن للفؤاد صوتا يسمعه ول يراه كما يسمع صوت‬
‫الجر الذي يرمي به الصب ول يراه‪ ،‬وخص الوليد لَن الصبيان كثيا ما‬
‫يلعبون برمي الجارة‪ ،‬وف شعره لدم الوليد بدل لدم الغلم‪ .‬ابن الَثي‪:‬‬
‫الَبر عرق ف الظهر وها أَبران‪ ،‬وقيل‪ :‬ها الَكحلن اللذان ف‬
‫الذراعي‪ ،‬وقيل‪ :‬الَبر عرق منشؤه من الرأْس ويتد إِل القدم وله شرايي تتصل‬
‫بأكثر الَطراف والبدن‪ ،‬فالذي ف الرأْس منه يسمى النّ ْأمَةَ‪ ،‬ومنه‬
‫قولم‪َ :‬أ ْس َكتَ الُ َن ْأمَتَه أَي أَماته‪ ،‬ويتدُ إِل اللق فيسمى الوريد‪،‬‬
‫ويتد إِل الصدر فيسمى الَبر‪ ،‬ويتد إِل الظهر فيسمى الوتي والفؤاد‬
‫معلق به‪ ،‬ويتد إِل الفخذ فيسمى الّنسَا‪ ،‬ويتدّ إِل الساق فيسمى‬
‫الصّافِنَ‪ ،‬والمزة ف الَبر زائدة‪ ،‬قال‪ :‬ويوز ف أَوان الضم والفتح‪،‬‬
‫فالضم لَنه خب البتدإِ‪ ،‬والفتح على البناء لِضافته إِل مبن كقوله‪:‬‬
‫على ِحيَ عاتبتُ الَشيبَ عَلى الصّبا‬
‫وقلتُ‪ :‬أَلّا َتصْحُ والشّْيبُ وازِعُ؟‬
‫وف حديث علي‪ ،‬كرم ال وجهه‪ :‬فُيلْقى بالفضاء منقطعا أَْبهَراهُ‪.‬‬
‫والَْبهَ ُر من القوس‪ :‬ما بي الطائف وال ُكلْية‪ .‬الَصمعي‪ :‬الَبر من القوس‬
‫كبدها وهو ما بي طرف العِلقَ ِة ث الكلية تلي ذلك ث الَبر يلي ذلك‬
‫ث الطائف ث السّيَةُ وهو ما عطف من طرفيها‪ .‬ابن سيده‪ :‬والَبر من‬
‫القوس ما دون الطائف وها أَبِران‪ ،‬وقيل‪ :‬الَبر ظهر سية القوس‪ ،‬والَبر‬
‫الانب الَقصر من الريش‪ ،‬والَباهر من ريش الطائر ما يلي ال ُكلَى‬
‫ب ث الَواف ث الَباهِ ُر ث الكلى؛ قال‬ ‫َأوّلا القَوا ِد ُم ث ا َلنَا ِك ُ‬
‫اللحيان‪ :‬يقال لَربع ريشات من مقدّم الناح القوادم‪ ،‬ولَربع تليهن‬
‫الناكب‪ ،‬ولَربع بعد الناكب الواف‪ ،‬ولَربع بعد الواف الَباهر‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫رأَيت فلنا َبهْرَةً أَي َجهْرَةً علنية؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ت َبهْرَةً‪،‬‬ ‫و َك ْم مِنْ شُجاع با َدرَ ا َلوْ َ‬
‫ش وَيهْ َرمُ‬ ‫ت على ظَهْ ِر الفِرا ِ‬ ‫َيمُو ُ‬
‫وتََبهّر الِناءُ‪ :‬امَْتلَ؛ قال أَبو كبي الذل‪:‬‬
‫مُتََبهّراتٌ بالسّجا ِل مِلؤُها‪،‬‬
‫ف لَا مُتََل ّقمِ‬ ‫َيخْ ُرجْنَ مِ ْن َلجَ ٍ‬
‫لمْلُ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ثلثماه رطل بالقبطية‪ ،‬وقيل‪ :‬أَربعمائة‬ ‫والبُهار‪ :‬ا ِ‬
‫رطل‪ ،‬وقيل‪ :‬ستمائة رطل‪ ،‬عن أَب عمرو‪ ،‬وقيل‪ :‬أَلف رطل‪ ،‬وقال غيه‪ :‬البهار‪،‬‬
‫بالضم‪ ،‬شيء يوزن به وهو ثلثمائة رطل‪ .‬وروي عن عمرو بن العاص أَنه قال‪:‬‬
‫صعْبَةِ‪ ،‬يعن طلحة ابن عبيد ال‪ ،‬كان يقال لُمه الصعبة؛‬ ‫ِإنّ ابن ال ّ‬
‫قال‪ِ :‬إنّ ابن الصعبة ترك مائة بُهار ف كل بُهار ثلثة قناطي ذهب وفضة‬
‫فجعله وعاء؛ قال أَبو عبيد‪ :‬بُهار أَحسبها كلمة غي عربية وأُراها قبطية‪.‬‬
‫الفرّاء‪ :‬البُها ُر ثلثمائة رطل‪ ،‬وكذلك قال ابن الَعراب‪ ،‬قال‪:‬‬
‫جّلدُ ستمائة رطل‪ ،‬قال الَزهري‪ :‬وهذا يدل على أَن البُهار عرب صحيح وهو ما‬ ‫وا ُل َ‬
‫ل يصف سحابا‬ ‫يمل على البعي بلغة أَهل الشأْم؛ قال بُرَيْقٌ ا ُل َذ ّ‬
‫ثقيلً‪:‬‬
‫ِبمُرَْتجِزٍ َكَأنّ على ُذرَاهُ‬
‫ح ِملْنَ البُهارا‬ ‫رِكاب الشّ ْأمِ‪َ ،‬ي ْ‬
‫قال القتيب‪ :‬كيف ُيخْلفُ ف كل ثلثمائة رطل ثلثة قناطي؟ ولكن البُهار‬
‫لمْلُ؛ وأَنشد بيت الذل‪ .‬وقال الَصمعي ف قوله يملن البهارا‪:‬‬ ‫اِ‬
‫يملن الَحال من متاع البيت؛ قال‪ :‬وأَراد أَنه ترك مائة حل‪ .‬قال‪ :‬مقدار‬
‫المل منها ثلثة قناطي‪ ،‬قال‪ :‬والقنطار مائة رطل فكان كل حل منها‬
‫ثلثمائة رطل‪ .‬والبُهارُ‪ :‬إِناءٌ كالِبْريق؛ وأَنشد‪:‬‬
‫على العَلْيا ِء كُوبٌ أَو بُهارُ‬
‫قال الَزهري‪ :‬ل أَعرف البُهارَ بذا العن‪.‬‬
‫ابن سيده‪ :‬والبَهارُ كُ ّل شيء َحسَنٍ مُنِيٍ‪ .‬والبَهارُ‪ :‬نبت طيب‬
‫الريح‪ .‬الوهري‪ :‬البَهارُ العَرارُ الذي يقال له عي البقر وهو بَهارُ‬
‫البَرْ‪ ،‬وهو نبت َج ْعدٌ له ُفقّاحَةٌ صفراء بنبت أَيام الربيع يقال له‬
‫العرارة‪ .‬الَصمعي‪ :‬العَرارُ بَهارُ الب‪ .‬قال الَزهري‪ :‬العرارة الَْنوَةُ‪،‬‬
‫قال‪ :‬وأُرى البَهار فارسية‪ .‬والبَهارُ‪ :‬البياض ف لبب الفرس‪.‬‬
‫والبُهارُ‪ :‬الُطّاف الذي يطي تدعوه العامّة عصفور النة‪.‬‬
‫للْ ِق ضعيفة‪ .‬قال الليث‪ :‬وامرأَةٌ‬ ‫وامرأَة َب ِهيَةٌ‪ :‬صغية ا َ‬
‫َبهِيَ ٌة وهي القصية الذليلة اللقة‪ ،‬ويقال‪ :‬هي الضعيفة الشي‪ .‬قال الَزهري‪:‬‬
‫وهذا خطٌأ والذي أَراد الليث الُبهْتُرَةُ بعن القصية‪ ،‬وأَما‬
‫الَبهِيَ ُة من النساء فهي السيدة الشريفة؛ ويقال للمرأَة إِذا ثقلت أَردافها‬
‫فإِذا مشت وقع عليها الَبهْرُ والرّْبوُ‪َ :‬ب ِهيَةٌ؛ ومنه قول الَعشى‪:‬‬
‫تَهادَى كما قد رأَيتَ الَبهِيَا‬
‫وَبهَرَها بُِبهْتانٍ‪ :‬قذفها به‪ .‬والبتهار‪ :‬أَن ترمي الرأَة بنفسك‬
‫وأَنت كاذب‪ ،‬وقيل‪ :‬البْتِهارُ أَن ترمي الرجل با فيه‪ ،‬والبْتِيارُ أَن‬
‫ترميه با ليس فيه‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬أَنه رفع إِليه غلم‬
‫ابَْتهَرَ جارية ف شعره فلم يُو َجدِ الثَّبتُ فدرأَ عنه الدّ؛ قال أَبو‬
‫عبيد‪ :‬البتهار أَن يقذفها بنفسه فيقول فعلت با كاذبا‪ ،‬فإِن كان صادقا قد‬
‫فعل فهو الِبتيار على قلب الاء ياء؛ قال الكميت‪:‬‬
‫ت الفَتَا‬‫قَبيحٌ ِبمِْثِل َي َنعْ ُ‬
‫ة‪ِ ،‬إمّا ابْتِهارا وِإمّا ابْتِيارَا‬
‫ومنه حديث العوّام‪ :‬البتهار بالذنب أَعظم من ركوبه وهو أَن يقول فعلت‬
‫ول يفعل لَنه ل يدّعه لنفسه إِ ّل وهو لو قدر فعل‪ ،‬فهو كفاعله بالنية‬
‫وزاد عليه بقبحه وهتك ستره وتبجحه بذنب ل يفعله‪ .‬وَبهْراءُ‪َ :‬ح ّي من‬
‫اليمن‪ .‬قال كراع‪ :‬براء‪ ،‬مدودة‪ ،‬قبيلة‪ ،‬وقد تقصر؛ قال ابن سيده‪ :‬ل أَعلم‬
‫أَحدا حكى فيه القصر إِل هو وإِنا العروف فيه الدّ؛ أَنشد ثعلب‪:‬‬
‫ت َبهْرَا ُء َأنّ سُيوفَنا‬‫وقد َعِلمَ ْ‬
‫سُيوفُ النّصارَى ل َيلِيقُ با ال ّدمُ‬
‫وقال معناه‪ :‬ل يليق بنا أَن نقتل مسلما لَنم نصارى معاهدون‪ ،‬والنسب‬
‫إِل َبهْرَا َء َبهْراوِيّ‪ ،‬بالواو على القياس‪ ،‬وَبهْرَاِن ّي مثلُ‬
‫َبحْراِنيّ على غي قياس‪ ،‬النون فيه بدل من المزة؛ قال ابن سيده‪ :‬حكاه‬
‫سيبويه‪ .‬قال ابن جن‪ :‬من حذاقق أَصحابنا من يذهب إِل أَن النون ف بران‬
‫إِنا هي بدل من الواو الت تبدل من هزة التأْنيث ف النسب‪ ،‬وأَن الَصل‬
‫براوي وأَن النون هناك بدل من هذه الواو‪ ،‬كما أَبدلت الواو من النون ف‬
‫قولك؛ من وافد‪ ،‬وإِن وقفت وقفت ونو ذلك‪ ،‬وكيف تصرفت الال فالنون بدل من‬
‫المزة؛ قال‪ :‬وإِنا ذهب من ذهب إِل هذا لَنه ل ير النون أُبدلت من‬
‫المزة ف غي هذا‪ ،‬وكان يتج ف قولم إِن نون فعلن بدل من هزة فعلء‪،‬‬
‫فيقول ليس غرضهم هنا البدل الذي هو نو قولم ف ذئب ذيب وف جؤْنة جونة‪،‬‬
‫إِنا يريدون أَن النون تعاقب ف هذا الوضع المزة كما تعاقب لم العرفة‬
‫التنوين أَ ل تتمع معه فلما ل تامعه قيل‪ :‬إِنا بدل منه‪ ،‬وكذلك‬
‫النون والمزة؛ قال‪ :‬وهذا مذهب ليس بقصد‪.‬‬
‫@بتر‪ :‬الُبهْتُر‪ :‬القصي‪ ،‬والُنثى ُبهْتُ ٌر وُبهْتُرَةٌ‪ ،‬وزعم بعضهم‬
‫أََن الاء ف ُبهْتُ ٍر بدل من الاء ف ُبحْتُرٍ؛ وأَنشد أَبو عمرو لنجاد‬
‫البيي‪:‬‬
‫عِضّ لَئِيمٌ الُنَْتمَى والعُنْصُرِ‪،‬‬
‫ج ْلحَابٍ ول َه َقوّرِ‪،‬‬ ‫ليس ِب ِ‬
‫لكنه الُبهْتُر وابنُ الُبهْتُرِ‬
‫العِضّ‪ :‬الرجل الداهي النكر‪ .‬واللحاب‪ :‬الطويل‪ ،‬وكذلك القوّر‪ ،‬وخص‬
‫بعضهم به القصي من الِبل‪ ،‬وجعه البَهاتِرُ والبَحاتِرُ؛ وأَنشد الفرّاء‬
‫قول كثي‪:‬‬
‫وأَنتِ الت حَبّْبتِ كُ ّل َقصِيَةٍ‬
‫ِإلّ‪ ،‬وما َت ْدرِي بذاك القَصائِرُ‬
‫عَنَْيتُ قصياتِ الِجالِ‪ ،‬ول أُردْ‬
‫قِصارَ الُطَى‪ ،‬شَرّ النساءِ البَهاتِرُ‬
‫أَنشده الفرّاء‪ :‬البهاتر‪ ،‬بالاء‪.‬‬
‫@بدر‪ :‬أَبو عدنان قال‪ :‬الُب ْه ُدرِيّ والُبحْ ُدرِيّ ا ُلقَ ْرَق ُم الذي‬
‫شبّ‪.‬‬ ‫ل َي ِ‬
‫@بزر‪ :‬الُبهْ ُزرَةُ‪ :‬الناقة العظيمة‪ ،‬وف الحكم‪ :‬الناقةُ السيمةُ‬
‫صفِيّة‪ ،‬وكذلك هي من النخلِ‪ ،‬والمع البَهازِر‪ ،‬وهي من النساء‬ ‫ضخْمة ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫الطويلة‪ .‬والُبهْزُرَةُ‪ :‬النخلة الت تَنا َولُها بي ِدكَ؛ أَنشد ثعلب‪:‬‬
‫خ ْذ مآزِرا‪،‬‬ ‫بَهازِرا ل تَّت ِ‬
‫فهي تُسامي َحوْلَ ِج ْلفٍ جازِرا‬
‫يعن بال ْلفِ هنا ال ُفحّال من النخل‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬البَهازِرُ‬
‫الِبل والنخيل العظام الَواِقيُ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫أَعْطاكَ يا َبحْ ُر الذي يُعطي الّن َعمْ‪،‬‬
‫من غيِ ل َتمَنّنٍ ول َع َدمْ‪،‬‬
‫جعْ مع الغََنمْ‪،‬‬ ‫بَهازِرا ل تَْنَت ِ‬
‫جَلمْ‪،‬‬
‫ول تك ْن مَ ْأوَى القُرادِ واْل َ‬
‫بيَ نواصِيه ّن والَرضِ قَِيمْ‬
‫وأَنشد الَزهري للكميت‪:‬‬
‫إِ ّل ِل َهمْ َهمَةِ الصّهيـ‬
‫ـلِ‪ ،‬و َحنّةِ اْلكُومِ البَهازِر‬
‫@بور‪ :‬الْبَوارُ‪ :‬اللك‪ ،‬بارَ َبوْرا وبَوارا وأَبارهم ال‪ ،‬ورجل‬
‫سهْمي‪:‬‬
‫بُورٌ؛ قال عبدال بن الزَّبعْري ال ّ‬
‫يا رسولَ الِلهِ‪ِ ،‬إ ّن لِسان‬
‫رَائِ ٌق ما فََتقْتُ‪ ،‬إِ ْذ أَنا بُورُ‬
‫وكذلك الثنان والمعُ والؤنث‪ .‬وف التنيل‪ :‬وكنتم َقوْما بُورا؛ وقد‬
‫يكون بُورٌ هنا جع بائ ٍر مثل حُو ٍل وحائلٍ؛ وحكى الَخفش عن بعضهم أَنه‬
‫لغة وليس بمعٍ لِبائرٍ كما يقال أَنت َبشَرٌ وأَنتم َبشَرٌ؛ وقيل‪ :‬رجل‬
‫بائ ٌر وقوم َبوْرٌ‪ ،‬بفتح الباء‪ ،‬فهو على هذا اسم للجمع كنائم وَن ْومٍ‬
‫ص ْومٍ‪ .‬وقال الفرّاء ف قوله‪ :‬وكنتم قوما بُورا‪ ،‬قال‪ :‬البُورُ‬ ‫وصائم و َ‬
‫مصدَرٌ يكون واحدا وجعا‪ .‬يقال‪ :‬أَصبحت منازلم بُورا أَي ل شيء فيها‪،‬‬
‫وكذلك أَعمال الكفار تبطُلُ‪ .‬أَبو عبيدة‪ :‬رجل بُو ٌر ورجلن بُورٌ وقوم‬
‫بُورٌ‪ ،‬وكذلك الُنثى‪ ،‬ومعناه هالك‪ .‬قال أَبو اليثم‪ :‬البائِرُ الالك‪،‬‬
‫والبائر الجرّب‪ ،‬والبائر الكاسد‪ ،‬وسُوقٌ بائرة أَي كاسدة‪ .‬الوهري‪ :‬البُورُ‬
‫الرجل الفاسد الالك الذي ل خي فيه‪ .‬وقد بارَ فلنٌ أَي هلك‪ .‬وأَباره‬
‫ال‪ :‬أَهلكه‪ .‬وف الديث‪ :‬فأُولئك قو ٌم بُورٌ؛ أَي َه ْلكَى‪ ،‬جع بائر؛‬
‫ومنه حديث عليّ‪َ :‬لوْ َع َرفْناه أَبَرْنا عِتْرَتَه‪ ،‬وقد ذكرناه ف فصل‬
‫ب ومُبِيٌ؛ أَي‬‫المزة ف أَبر‪ .‬وف حديث أَساء ف ثقيف‪َ :‬كذّا ٌ‬
‫ف ف إِهلك الناس؛ يقال‪ :‬بارَ الرّجُ ُل يَبُور َبوْرا‪،‬‬ ‫ُم ْهلِكٌ ُيسْ ِر ُ‬
‫ت بَوارِ‬
‫وأَبارَ غَيْرَهُ‪ ،‬فهو مُبِي‪ .‬ودارُ البَوارِ‪ :‬دارُ الَلك‪ .‬ونزل ْ‬
‫على الناس‪ ،‬بكسر الراء‪ ،‬مثل قطام اسم ا َلَلكَةِ؛ قال أَبو ُم ْك ِعتٍ‬
‫الَسدي‪ ،‬واسه مُنْقِذ بن خُنَيْسٍ‪ ،‬وقد ذكر أَن ابن الصاغان قال أَبو معكت‬
‫اسه الرث ابن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬وقيل هو لنقذ بن خنيس‪:‬‬
‫قُِتَلتْ فكان تَباغِيا وتَظالُما؛‬
‫صدِيقِ بَوارُ‬ ‫ِإنّ التّظاُل َم ف ال ّ‬
‫والضمي ف قتلت ضمي جارية اسها أَنيسة قتلها بنو سلمة‪ ،‬وكانت‬
‫الارية لضرار بن فضالة‪ ،‬واحترب بنو الرث وبنو سلمة من أَجلها‪ ،‬واسم كان مضمر‬
‫فيها تقديره‪ :‬فكان قتلها تباغيا‪ ،‬فأَضمر القتل لتقدّم قتلت على حدّ‬
‫قولم‪ :‬من كذب كان شرّا له أَي كان الكذب شرّا له‪ .‬الَصمعي‪ :‬بارَ يَبُورُ‬
‫بَورا إِذا جَرّبَ‪.‬‬
‫ت إِذا‬
‫ق وبارَتِ البِياعا ُ‬‫والبَوارُ‪ :‬ال َكسَادُ‪ .‬وبارَتِ السّو ُ‬
‫ت تَبُورُ؛ ومن هذا قيل‪ :‬نعوذ بال من بَوارِ الَّي ِم أَي َكسَادِها‪،‬‬ ‫َكسَدَ ْ‬
‫وهو أَن تبقى الرأَة ف بيتها ل يطبها خاطب‪ ،‬من بارت السوق إِذا‬
‫كسدت‪ ،‬والَيّم الت ل زوج لا وهي مع ذلك ل يرغب فيها أَحد‪.‬‬
‫والبُورُ‪ :‬الَرض الت ل تزرع وا َلعَامي الجهولة والَغفال ونوها‪.‬‬
‫وف كتاب النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ُ ،‬لكَْي ِدرِ دُومَةَ‪ :‬ول ُكمُ الَبوْر‬
‫والعامي وأَغفال الَرض؛ وهو بالفتح مصدر وصف به‪ ،‬ويروى بالضم‪ ،‬وهو جع‬
‫سدَ‪.‬‬‫البَوارِ‪ ،‬وهي الَرض الراب الت ل تزرع‪ .‬وبارَ التاعُ‪َ :‬ك َ‬
‫وبارَ َع َملُه‪ :‬بَطَلَ‪ .‬ومنه قوله تعال‪ :‬و َمكْرُ أُولئك هُو يَبُورُ‪ .‬وبُورُ‬
‫الَرض‪ ،‬بالضم‪ :‬ما بار منها ول ُي ْعمَرْ بالزرع وقال الزجاج‪ :‬البائر ف‬
‫اللغة الفاسد الذي ل خي فيه؛ قال‪ :‬وكذلك أَرض بائرة متروكة من أَن‬
‫يزرع فيها‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬الَب ْورُ‪ ،‬بفتح الباء وسكون الواو‪ ،‬الَرض كلها‬
‫قبل أَن تستخرج حت تصلح للزرع أَو الغرس‪ .‬والبُورُ‪ :‬الَرض الت ل‬
‫تزرع؛ عن أَب عبيد وهو ف الديث‪.‬‬
‫ورجل حائر بائر‪ :‬يكون من الكسل ويكون من اللك‪ .‬وف التهذيب‪ :‬رجل حائر‬
‫بائر‪ ،‬ل يَّتجِ ُه ِلشَيءٍ ضَالّ تاِئهٌ‪ ،‬وهو إِتباع‪ ،‬والبتيار مثله‪.‬‬
‫وف حديث عمر‪ :‬الرجال ثلثة‪ ،‬فرجل حائر بائر إِذا ل يتجه لشيء‪.‬‬
‫ويقال للرجل إِذا قذف امرأَة بنفسه‪ :‬إِنه فجر با‪ ،‬فإِن كان كاذبا فقد‬
‫ابَْتهَرَها‪ ،‬وإِن كان صادقا فهو البْتِيَارُ‪ ،‬بغي هز‪ ،‬افتعال من‬
‫بُ ْرتُ الشيءَ َأبُورُه إِذا خَبَرْتَه؛ وقال الكميت‪:‬‬
‫ت الفَتَا‬
‫قَبِيحٌ ِبمِثْل َي َنعْ ُ‬
‫ةِ‪ِ ،‬إمّا ابِْتهَارا وِإمّا ابْتِيارا‬
‫يقول‪ :‬إِما بتانا وإِما اختبارا بالصدق لستخراج ما عندها‪ ،‬وقد‬
‫ذكرناه ف بر‪ .‬وبارَهُ َبوْرا وابْتَارَهُ‪ ،‬كلها‪ :‬اختبه؛ قال مالك بن‬
‫زُغْبَةَ‪:‬‬
‫ب كآذا ِن الفِرا ِء ُفضُولُه‪،‬‬ ‫ِبضَر ٍ‬
‫ض تَبُورُها‬
‫و َطعْنٍ َكإِيزاغِ الَخا ِ‬
‫قال أَبو عبيد‪ :‬كإِيزاغ الخاض يعن قذفها بأَبوالا‪ ،‬وذلك إِذا كانت‬
‫حوامل‪ ،‬شبه خروج الدم برمي الخاض أَبوالا‪ .‬وقوله‪ :‬تبورها تتبها أَنت‬
‫حت تعرضها على الفحل‪ ،‬أَلقح هي أَم ل؟‬
‫وبار الفحل الناقة يَبُورها َبوْرا ويَبْتَارُها وابْتَارَها‪ :‬جعل‬
‫يتشممها لينظر أَلقح هي أَم حائل‪ ،‬وأَنشد بيت مالك بن زغبة أَيضا‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫بُ ْرتُ الناقةَ أَبورُها َبوْرا عَرَضتَها على الفحل تنظر أَلقح هي‬
‫أَم ل‪ ،‬لَنا إِذا كانت لقحا بالت ف وجه الفحل إِذا تشممها؛ ومنه‬
‫قولم‪ :‬بُرْ ل ما عند فلن أَي اعلمه وامتحن ل ما ف نفسه‪ .‬وف الديث أَن‬
‫داود سأَل سليمان‪ ،‬عليهما السلم‪ ،‬وهو يَبْتَارُ ِع ْلمَهُ أَي يتبه‬
‫ويتحنه؛ ومنه الديث‪ :‬كُنّا نَبُورُ َأوْلدَنا بب عَليّ‪ ،‬عليه‬
‫السلم‪ .‬وف حديث علقمة الثقفيّ‪ :‬حت وال ما نسب إلّ أَن ذلك شيء‬
‫يُبْتارُ به إِسلمنا‪ .‬وَفحْلٌ مِْب َورٌ‪ :‬عال بالالي من الناقة‪.‬‬
‫قال ابن سيده‪ :‬واب ُن بُورٍ حكاه ابن جن ف الِمالة‪ ،‬والذي ثبت ف كتاب‬
‫سيبويه ابن نُور‪ ،‬بالنون‪ ،‬وهو مذكور ف موضعه‪.‬‬
‫والبُورِيّ والبُورِيّةُ والبُورِيَاءُ والباريّ والبارِياءُ‬
‫والبارِيّةُ‪ :‬فارسي معرب‪ ،‬قيل‪ :‬هو الطريق‪ ،‬وقيل‪ :‬الصي النسوج‪ ،‬وف الصحاح‪:‬‬
‫الت من القصب‪ .‬قال الَصمعي‪ :‬البورياء بالفارسية وهو بالعربية بارِيّ‬
‫وبورِيّ؛ وأَنشد للعجاج يصف كناس الثور‪:‬‬
‫ص إِذْ َجّللَهُ البَارِيّ‬
‫كالُ ّ‬
‫قال‪ :‬وكذلك البَارِيّةُ‪ .‬وف الديث‪ :‬كان ل يرى بأْسا بالصلة على‬
‫البُورِيّ؛ هي الصي العمول من القصب‪ ،‬ويقال فيها بارِيّةٌ‬
‫وبُورِياء‪.‬‬
‫@بأز‪ :‬البَ ْأزُ‪ :‬لغة ف البازي‪ ،‬والمع َأْبؤُ ٌز وُبؤُو ٌز وبِئْزانٌ؛ عن‬
‫ابن جن‪ ،‬وذهب إِل أَن هزته مبدلة من أَلف لقربا منها‪ ،‬واستمر البدل‬
‫ف َأْبؤُ ٍز وبِئْزانٍ كما استمرّ ف أَعياد‪.‬‬
‫خصَها كذلك‪.‬‬ ‫خسَها إِذا فقأَها‪ ،‬وَب َ‬ ‫@بز‪ :‬التهذيب‪َ :‬بخَزَ عينه وَب َ‬
‫@برز‪ :‬البَرازُ‪ ،‬بالفتح‪ :‬الكان الفَضاء من الَرض البعيدُ الواسعُ‪.‬‬
‫وإِذا خرج الِنسان إِل ذلك الوضع قيل‪ :‬قد بَ َرزَ يَبْ ُر ُز بُرُوزا أَي‬
‫خرج إِل البَرازِ‪ .‬والبَرازُ‪ ،‬بالفتح أَيضا‪ :‬الوضع الذي ليس به َخمَر من‬
‫شجر ول غيه‪ .‬وف الديث‪:‬كان إِذا أَراد البَراز أَْب َعدَ؛ الباز‪،‬‬
‫بالفتح‪ :‬اسم للفضاء الواسع َفكََنوْا به عن قضاء الغائط كما كََنوْا عنه‬
‫باللء لَنم كانوا يَتَبَ ّرزُون ف الَمكنة الالية من الناس‪ .‬قال‬
‫الطاب‪ :‬الحدّثون يروونه بالكسر‪ ،‬وهو خطأٌ لَنه بالكسر مصدر من‬
‫الُبارَزَ ِة ف الرب‪ .‬وقال الوهري بلفه‪ :‬وهذا لفظه البِرازُ الُبارَزَ ُة ف‬
‫الرب‪ ،‬والبِرازُ أَيضا كناية عن ُثفْلِ الغذاء‪ ،‬وهو الغائط‪ ،‬ث قال‪:‬‬
‫والبَرازُ‪ ،‬بالفتح‪ ،‬الفضاء الواسع‪ .‬وتَبَ ّرزَ الرجلُ‪ :‬خرج إِل البَراز‬
‫للحاجة‪ ،‬وقد تكرر الكسور ف الديث‪ ،‬ومن ا َلفْتُوحِ حديث عليّ‪ ،‬كرم ال‬
‫وجهه‪ :‬أَن رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬رأَى رجلً يغتسل بالبَرازِ‪،‬‬
‫يريد الوضع النكشف بغي سُتْرَةٍ‪ .‬والَبْ َرزُ‪ :‬الَُتوَضّأُ‪ .‬وبَ َرزَ‬
‫إِليه وأَبْ َرزَهُ غيه وأَبْ َرزَ الكتابَ‪ :‬أَخرجه‪ ،‬فهو مَبْرُوزٌ‪.‬‬
‫وأَبْ َرزَهُ‪َ :‬نشَرَه‪ ،‬فهو مُبْ َرزٌ‪ ،‬ومَبْرُوزٌ شاذ على غي قياس جاء على حذف‬
‫الزائد؛ قال لبيد‪:‬‬
‫َأوْ ُمذْ َهبٌ َجدَدٌ على أَلواحِهِ‪،‬‬
‫أَلنّاطِقُ الَبْرُوزُ وا َلخْتُومُ‬
‫قال ابن جن‪ :‬أَراد الَبْرُو َز به ث حذف حرف الر فارتفع الضمي‬
‫واستتر ف اسم الفعول به؛ وعليه قول الخر‪:‬‬
‫ق من الَرض َيذْ َهبُ‬ ‫إِل غ ِي َموْثُو ٍ‬
‫لزْلِ ف‬ ‫أَراد موثوق به؛ وأَنشد بعضهم الُبْ َرزُ على احتمال ا َ‬
‫متفاعلن؛ قال أَبو حات ف قول لبيد إِنا هو‪:‬‬
‫أَلنّاطقُ الُبْ َرزُ وا َلخْتُومُ‬
‫مزاحف فغيه الرواة فرارا من الزحاف‪ .‬الصحاح‪ :‬أَلناطق بقطع الَلف وإِن‬
‫كان وصلً‪ ،‬قال وذلك جائز ف ابتداء الَنصاف لَن التقدير الوقف على‬
‫النصف من الصدر‪ ،‬قل‪ :‬وأَنكر أَبو حات البوز قال‪ :‬ولعله الَزْبُو ُر وهو‬
‫الكتوب؛ وقال لبيد أَيضا ف كلمة له أُخرى‪:‬‬
‫كما لحَ عُنْوانُ مَبْرُوزَةٍ‪،‬‬
‫َيلُوحُ مع ال َكفّ عُنْوانُها‬
‫قال‪ :‬فهذا يدل على أَنه لغته‪ ،‬قال‪ :‬والرواة كلهم على هذا‪ ،‬قال‪ :‬فل معن‬
‫لِنكار من أَنكره‪ ،‬وقد أَعطوه كتابا مَبْرُوزا‪ ،‬وهو النشور‪ .‬قال‬
‫الفراء‪ :‬وإِنا أَجازوا البوز وهو من أَبرزت لَن يبز لفظه واحد من‬
‫الفعلي‪ .‬وك ّل ما ظهر بعد خفاء‪ ،‬فقد بَ َرزَ‪.‬‬
‫وبَ ّرزَ الرجلُ‪ :‬فاق على أصحابه‪ ،‬وكذلك الفرس إِذا سَبَقَ‪.‬‬
‫وبا َرزَ القِ ْرنَ مُبا َرزَةً وبِرازا‪ :‬بَ َرزَ إِليه‪ ،‬وها‬
‫يَتَبارَزانِ‪.‬وامرأَة بَ ْرزَةٌ‪ :‬بارِزَةُ الَحاسِنِ‪ .‬قال ابن الَعراب‪ :‬قال‬
‫الزبيي‪ :‬البَ ْرزَة من النساء الت ليست بالُتَزاِيلَةِ الت تُزاِيلُك بوجهها‬
‫تستره عنك وتَْن َكبّ إِل الَرض‪ ،‬وا ُلخْ َر ّمقَةُ الت ل تتكلم إِن‬
‫ُكلّ َمتْ‪ ،‬وقيل‪ :‬امرأَة بَ ْرزَةٌ مُتَجالّةٌ تَبْ ُر ُز للقوم يلسون‬
‫إِليها ويتحدّثون عنها‪ .‬وف حديث أُم مَعَْبدٍ‪ :‬وكانت امرأَ ًة بَ ْرزَةً‬
‫َتخْتَِب ُئ ِبفِنا ِء قُبّتِها؛ أَبو عبيدة‪ :‬الَب ْرزَ ُة من النسا ِء الليلة‬
‫الت تظهر للناس ويلس إِليها القوم‪ .‬وامرأَة بَ ْرزَة‪ :‬موثوق برأْيها‬
‫وعفافها‪ .‬ويقال‪ :‬امرأَة بَ ْرزَة إِذا كانت َك ْهلَةً ل تتجب احتجابَ‬
‫الشّوابّ‪ ،‬وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تلس للناس وتدّثهم‪ ،‬من البُرو ِز وهو‬
‫الظهور والروج‪ .‬ورجلٌ بَ ْرزٌ‪ :‬ظاهر اللقِ َعفِيفٌ؛ قال العجاج‪:‬‬
‫بَ ْر ٌز وذو ال َعفَافَةِ البَ ْرزِيّ‬
‫وقال غيه‪ :‬بَ ْرزٌ أَراد أَنه متكشف الشأْن ظاهر‪ .‬ورجل َب ْرزٌ وامرأَة‬
‫بَ ْرزَةٌ‪ :‬يوصفان بالَهارَة والعقل؛ وأَما قول جرير‪:‬‬
‫خَلّ الطّرِي َق لن يَبْنِي الَنارَ به‪،‬‬
‫وابْ ُرزْ ببَ ْرزَةَ حيثُ اضْطَ ّر َك القَ َدرُ‬
‫فهو اسم أُم عمر بن َلجَإٍ التّْي ِميّ‪ .‬ورجل بَ ْر ٌز وبَ ْرزِيّ‪:‬‬
‫س على اليل‪:‬‬ ‫مَوثوق بفضله ورأْيه‪ ،‬وقد بَ ُرزَ بَرازَةً‪ .‬وبَ ّر َز الفر ُ‬
‫سَبَقها‪ ،‬وقيل ك ّل سابق مُبَرّزٌ‪ .‬وبَ ّرزَه فرسُه‪َ :‬نجّاه؛ قال‬
‫رؤْبة‪:‬لو ل يُبَ ّرزْهُ جَوا ٌد مِرَْأسُ‬
‫وإِذا تسابقت اليل قيل لسابقها‪ :‬قد َب ّرزَ عليها‪ ،‬وإِذا قيل َب َرزَ‪،‬‬
‫ط تَبَ ّر َز فلن‬ ‫مففٌ‪ ،‬فمعناه ظهر بعد الفاء‪ ،‬وإِنا قيل ف الّت َغوّ ِ‬
‫كناية أَي خرج إِل بَرازٍ من الَرض للحاجة‪ .‬والُبارَزَ ُة ف الرب‬
‫والبِرازُ من هذا أُخذ‪ ،‬وقد تَبارَ َز القِرْنانِ‪ .‬وَأبْ َرزَ الرج ُل إِذا‬
‫عزم على السفر‪ ،‬وبَ َرزَ إِذا ظهر بعد خُمول‪ ،‬وبَ َرزَ إِذا خرج إِل‬
‫ض بارِزَةً‪ ،‬أَي ظاهرة بل جبل‬ ‫البازِ‪ ،‬وهو الغائط‪ .‬وقوله تعال‪ :‬وتَرى الَر َ‬
‫ول تَ ّل ول رمل‪.‬‬
‫وذَ َهبٌ ِإبْرِيزٌ‪ :‬خالص؛ عرب؛ قال ابن جن‪ :‬هو ِإ ْفعِيلٌ من بَ َرزَ‪.‬‬
‫ج كالذهب الِبْرِيزِ أَي الالص‪ ،‬وهو‬ ‫وف الديث‪ :‬ومنه ما َيخْ ُر ُ‬
‫الِبْ ِرزِيّ أَيضا‪ ،‬والمزة والياء زائدتان‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الِبْريزُ‬
‫ل ْليُ الصاف من الذهب‪ .‬وقد أَبْ َرزَ الرجلُ إِذا اتذ الِْبرِي َز وهو‬ ‫اَ‬
‫الِبْ ِرزِيّ؛ قال النابغة‪:‬‬
‫شوُها‬ ‫مُزَيّنَ ٌة بالِبْ ِرزِيّ وج ْ‬
‫لوَاضِنِ‬
‫رَضِيعُ الّندَى‪ ،‬والُ ْرشِفاتِ ا َ‬
‫وروى أَبو أُمامة عن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أَنه قال‪ِ :‬إنّ ال‬
‫ب أَحدُكم ذهبَه بالنار‪ ،‬فمنه‬ ‫ب أَحدَكم بالبلءِ كما ُيجَرّ ُ‬ ‫لَُيجَرّ ُ‬
‫ما يرج كالذهب الِبْرِيزِ‪ ،‬فذلك الذي ناه ال من السيّئات‪ ،‬ومنهم من‬
‫يرج من الذهب دون ذلك وهو الذي يشك بعض الناس‪ ،‬ومنهم من يرج كالذهب‬
‫الَسود وذلك الذي ُأفْتِن؛ قال شر‪ :‬الِبْرِي ُز من الذهب الالص وهو‬
‫سجَدُ‪.‬‬ ‫الِبْرِزيّ وال ِعقْيانُ وال َع ْ‬
‫النهاية لبن الَثي‪ :‬ف حديث أَب هريرة‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬ل تقوم‬
‫شعَرَ وهم البا َزرُ؛ قيل‪ :‬بازَرُ‬ ‫الساعة حت تقاتلوا قوما يَنَْتعِلُونَ ال ّ‬
‫ناحية قريبة من ِكرْمانَ با جبال‪ ،‬وف بعض الروايات هم الَكراد‪ ،‬فإِن‬
‫كان من هذا فكأَنه أَراد أَهل البازر أَو يكون ُسمّوا باسم بلدهم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫هكذا أَخرجه أَبو موسى ف حرف الباء والزاي من كتابه وشَرَحَه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫والذي رويناه ف كتاب البخاري عن أَب هريرة‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬سعت رسول ال‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬يقول‪ :‬بي يدي الساعة تُقاِتلُون قوما نعالم الشعر‬
‫وهو هذا البازر؛ وقال سفيا ُن مَرّةً‪ :‬هم أَهلُ البارِز‪ ،‬يعن بأَهل‬
‫البارز أَهل فارس‪ ،‬هكذا هو بلغتهم وهكذا جا َء ف لفظ الديث كأَنه أَبدل‬
‫السي زايا‪ ،‬فيكون من باب الباء والراء وهو هذا الباب ل من باب الباء‬
‫والزاي؛ قال‪ :‬وقد اختلف ف فتح الراء وكسرها‪ ،‬وكذلك اختلف مع تقدي الزاي‪،‬‬
‫وقد ذكر أَيضا ف موضعه متقدما‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@برغز‪ :‬البَ ْرغَزُ والبُرْغُزُ‪ :‬ولد البقرة‪ ،‬وقيل‪ :‬البقرة الوحشية‪،‬‬
‫والُنثى بَرْغَزَةٌ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ت بُ ْرغُزَها‪،‬‬
‫كَأطُو ٍم َفقَدَ ْ‬
‫أَ ْعقَبَتْها الغُبْسُ منه َع َدمَا‬
‫ت تَ ْرقُبُهُ‪،‬‬
‫َغفََلتْ ث أََت ْ‬
‫فإِذا هي بعِظامٍ و َدمَا‬
‫قال‪ :‬ا َلطُوم ههنا البقرة الوحشية‪ ،‬والَصل ف ا َلطُوم أَنا سكة‬
‫غليظة اللد تكون ف البحر‪ ،‬شبه البقرة با‪ .‬والغُبْسُ‪ :‬الذئاب‪ ،‬الواحد‬
‫أَغْبَسُ‪ ،‬وقوله بعظام ودما أَراد ودم ث ردّ إِليه لمه ف الشعر ضرورة وهو‬
‫الياء فتحركت وانفتح ما قبلها فانقلبت َألِفا وصار السم مقصورا؛ قال‬
‫ابن بري وعلى هذا قول الخر‪:‬‬
‫ب َت ْدمَى ُكلُومُنا‪،‬‬ ‫َفَلسْنا على الَعقا ِ‬
‫ولكن على أَعقابنا َيقْطُرُ الدّما‬
‫والدما ف موضع رفع بيقطر وهو اسم مقصور‪ .‬وقال ابن الَعراب‪:‬‬
‫البُ ْرغُ ُز هو ولدُ البقرة إِذا مشى مع أُمه؛ قال النابغة يصف نساء‬
‫سُِبيَ‪:‬وَيضْرِبْنَ بالَْيدِي وراءَ َبرَاغِزٍ‬
‫ِحسَانِ الوجُوه‪ ،‬كالظّباءِ العواقد‬
‫أَراد بالباغِز أَول َدهُنّ‪ ،‬الواحد بَرْغَزٌ‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬يقال‬
‫لولد بقر الوحش َبرْغَ ٌز و ُجؤْ َذرٌ‪.‬‬
‫@بزز‪ :‬الَبزّ‪ :‬الثياب‪ ،‬وقيل‪ :‬ضرب من الثياب‪ ،‬وقيل‪ :‬البَزّ من الثياب‬
‫أَمتعة البَزّاز‪ ،‬وقيل‪ :‬البَزّ متاع البيت من الثياب خاصة؛ قال‪:‬‬
‫أَحسَن بيتٍ أَهَرا وبَزّا‪،‬‬
‫صخْرٍ لَزّا‬‫كأَنا لُ ّز ب َ‬
‫والبّزّازُ‪ :‬بائع البَ ّز وحِ ْرفَتُهُ البِزَازَةُ؛ وقوله أَنشده ابن‬
‫الَعراب‪:‬‬
‫َشمْطا ُء أَعلى بَزّها مُطَ ّرحُ‬
‫يعن أَنا سنت فسقط وَبَرُها وذلك لَن الوبر لا كالثياب‪.‬‬
‫والبِزّة‪ ،‬بالكسر‪ :‬اليئة والشّار ُة واللّبْسَةُ‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬لا دنا من الشام ولقيه الناس قال َل ْسَلمَ‪ :‬إِنم ل يروا‬
‫على صاحبك بِزّ َة قوم غضب ال عليهم؛ البِزّةُ‪ :‬اليئة‪ ،‬كأَنه أَراد‬
‫هيئة العجم‪ .‬والبَزّ والبِزّةُ‪ :‬السلح يدخل فيه ال ّدرْعُ وا ِل ْغفَرُ‬
‫والسيف؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ول ِبكَها ٍم بَزّهُ عن َع ُدوّهِ‪،‬‬
‫إِذا ُهوَ لقَى حاسِرا أَو مُقَنّعا‬
‫فهذا يدل على أَنه السيف‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬البَ َزرُ‪:‬‬
‫السلح التامّ؛ قال الذل‪:‬‬
‫َفوَيْ ُل مّ بَ ّز جَرّ َشعْ ٌل على الَصى‪،‬‬
‫و ُوقّ َر بَ ّز ما هُنالك ضائعُ‬
‫ع وُفلّلَ وصارت فيه‬ ‫صدِ َ‬
‫ال َوقْرُ‪ :‬الصدعُ‪ُ .‬وقّرَ بَ ّز أَي ُ‬
‫ط شَرّا وكان َأسَ َر قَيْسَ بن عَْيزَارَة‬ ‫َوقَراتٌ‪ .‬و َشعْلٌ‪َ :‬لقَبُ تأَبّ َ‬
‫الذلّ قائلَ هذا الشعر فسلبه سلحه ودرعه‪ ،‬وكان تأَبط شرّا قصيا فلما‬
‫لبس درع قيس طالت عليه فسحبها على الصى‪ ،‬وكذلك سيفه لا تقلده طال عليه‬
‫فسبحه فوقره لَنه كان قصيا فهذا يعن السلح كله؛ وقال الشاعر‪:‬‬
‫ت بَزّي‪،‬‬‫ضمّْن ُ‬ ‫كأَنّي إِذْ َغ َدوْا َ‬
‫من العِقْبَانِ‪ ،‬خائِتَ ًة َطلُوبا‬
‫أَي سلحي‪ .‬والبِزّيزَى‪ :‬السلح‪.‬‬
‫س ْلبُ‪ ،‬ومنه قولم ف الثل‪ :‬من عَ ّز بَزّ؛ معناه من‬ ‫والبَزّ‪ :‬ال ّ‬
‫لصّيصَى وهو السّ ْلبُ‪.‬‬ ‫ب َسلَبَ‪ ،‬والسم البِزّيزَى كا ِ‬ ‫َغلَ َ‬
‫وابْتَ َززْتُ الشيءَ‪ :‬اسَْتلَبْتُه‪.‬‬
‫وبَزّ ُه يَبُزّ ُه بَزّا‪ :‬غلبه وغصبه‪ .‬وبَزّ الشيءَ َيبُزّ بَزّا‪:‬‬
‫انتزعه‪ .‬وبَزّهُ ثياَبهُ َبزّا‪ .‬وبَزّه‪ :‬حََبسَه‪ .‬وحكي عن الكسائي‪ :‬لن‬
‫يأْخذه أَبدا بَزّ ًة من أَي َقسْرا‪ .‬واْبتَزّهُ ثيابَه‪ :‬سَلبَهُ‬
‫إِياها‪ .‬وف حديث أَب عبيدة‪ :‬إِنه سيكون نُبوّةٌ ورحةٌ ث كذا وكذا ث‬
‫يكون بِزّيزَى وأَخْذ أَموال بغي حق؛ البِزّيزَى‪ ،‬بكسر الباء وتشديد‬
‫الزاي الُول والقصر‪ :‬السّ ْلبُ والتّ َغّلبُ‪ ،‬ورواه بعضهم بَزْبَزِيّا‪.‬‬
‫قال ا َل َروِيّ‪ :‬عرضته على الَزهري فقال‪ :‬هذا ل شيء‪ ،‬قال‪ :‬وقال‬
‫الطاب إِن كان مفوظا فهو من البَزْبَزة‪ ،‬الِسراع ف السي‪ ،‬يريد به‬
‫َعسْفَ الوُلةِ وإِسراعَهم إِل الظلم‪ ،‬فمن الَول الديث فَيَبْتَزّ ثياب‬
‫ومتاعي أَي ُيجَرّدُن منها ويغلبن عليها‪ ،‬ومن الثان الديث الخر‪:‬‬
‫جدْ‬
‫من أَخرج ضيفه* قوله« من أخرج ضيفه» كذا بالصل والنهاية فلم َي ِ‬
‫إِ ّل بَزْبَزِيّا فيدّها‪ .‬قال‪ :‬هكذا جاء ف مسند أحد بن حنبل‪ ،‬رحه ال‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬ابَْتزّ الرجلُ جاريتَ ُه من ثيابا إِذا جَرّدَها؛ ومنه قول‬
‫امرئ القيس‪:‬‬
‫ضجِيعُ ابْتَزّها من ثيابا‪،‬‬ ‫إِذا ما ال ّ‬
‫تَميلُ عليه َهوْنَةً غيَ مِتْفا ِل‬
‫وقول خالد بن زهي الذل‪:‬‬
‫يا َق ْومُ‪ ،‬ما ل وأَبا ذؤيبِ‪،‬‬
‫كنتُ إِذا َأَتوْتُهُ من غَْيبِ‬
‫شمّ عِ ْطفِي ويَبُ ّز َثوْب‪،‬‬ ‫َي ُ‬
‫كأَنن َأرَبْتُ ُه بِرَيبِ‬
‫جذِبُه إِليه‪.‬‬ ‫أَي َي ْ‬
‫وغلم بُ ْزبُزٌ‪ :‬خفيف ف السفر؛ عن ثعلب‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬البُزْبُزُ‬
‫الغلم الفيفُ الرّوحِ‪ .‬وبَزْبَزَ الرجلُ وعَّبدَ إِذا انزم وفَرّ‪.‬‬
‫والبَزْبازُ والبُزابِزُ‪ :‬السريعُ ف السي؛ قال‪:‬‬
‫حسِبِنّي‪ ،‬يا ُأمَْيمُ‪ ،‬عاجِزَا‬ ‫ل َت ْ‬
‫إِذا السّفارُ َطحْطَحَ البَزابِزَا‬
‫قال ابن سيده‪ :‬كذا أَنشده ابن الَعراب‪ ،‬بفتح الباء على أَنه جع‬
‫بَزْبازٍ‪.‬‬
‫شدّة ف السوق ونوه‪ ،‬وقيل‪ :‬كثرة الركة والضطراب؛‬ ‫والبَزْبَزَةُ‪ :‬ال ّ‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫ث اعْتَلها فَزَحا وارَْتهَزَا‪،‬‬
‫وساقَها َث ّم سِياقا بَزْبَزَا‬
‫والبَزْبَزَةُ‪ :‬معالة الشيء وإِصلحه؛ يقال للشيء الذي أُجيد صنعته‪ :‬قد‬
‫بَزَْبزْتُه؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وما َيسَْتوِي ِهلْباجَةٌ مُتََنفّخٌ‬
‫وذو شُ َطبٍ‪ ،‬قد بَزْبَزَتْه البَزابِزُ‬
‫أَراد ما يستوي رجل ثقيل ضخم كأَنه لب خاثر ورجل خفيف ماض ف الُمور‬
‫كأَنه سيف ذو شطب قد سوّاه وصقله الصانع‪.‬‬
‫والبُزَابِزُ‪ :‬الشديد من الرجال إِذا ل يكن شجاعا‪ .‬ورجل بَزَْبزٌ‬
‫وبُزَابِزٌ‪ :‬للقوي الشديد من الرجال وإِن ل يكن شجاعا‪ .‬وف حديث عن‬
‫الَ ْعشَى‪ :‬أَنه َتعَرّى بإِزا ِء قوم و َسمّى فَرْجَه الَبزْبازَ ورَجَزَ‬
‫ِب ِهمْ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫إِيها خُثَْيمُ حَرّك البَزْبازا‪،‬‬
‫ِإنّ لنا مالِسا كِنازَا‬
‫أَبو عمرو‪ :‬الَبزْبازُ َقصَبَ ٌة من حديد َعَلمُ فَم الكِ ِي يَْنفُخُ‬
‫النارَ‪ ،‬وأَنشد الرجز‪:‬‬
‫إِيها خثيم حرك البزبازا‬
‫وبَزْبَزُوا الرجلَ‪َ :‬تعَْتعُوه؛ عن ابن الَعراب‪ .‬وبَزْبَزَ الشيء‪:‬‬
‫رمى به ول يردّه‪.‬‬
‫@بغز‪ :‬الَبغْزُ‪ :‬الضرب بالرّجل أَو العصا‪ .‬والباغِزُ‪ :‬القيم على‬
‫طف‬ ‫الفجور‪ ،‬وقيل‪ :‬هو منه؛ قال ابن دريد‪ :‬ول أَحقّه‪ .‬والبَغْزُ‪ :‬النّشا ُ‬
‫الِبل خاصة‪ .‬والباغِزُ‪ :‬مثل ذلك‪ ،‬اسم كالكاهِلِ؛ قال ابن مقبل‪:‬‬
‫واسَْتحْمل السّيْ َر مِنّي عِ ْرمِسا ُأجُدا‪،‬‬
‫تَخا ُل باغِزَها باللّيْ ِل َمجْنُونا‬
‫قال الَزهري‪ :‬جعل الليث الَبغْزَ ضَرْبا بالرّجْ ِل وحَثّا وكأَنه‬
‫ب الذي يَر ُكضُها بِ ِرجْلهِ‪.‬‬ ‫جعل الباغِزَ الراك َ‬
‫وقال غيه‪َ :‬بغَزَتِ الناقةُ إِذا ضربتْ برجلها الَرضَ ف سيها‬
‫نشاطا‪ .‬وقال أَبو عمرو ف قوله تال باغزها أَي نشاطها‪ .‬وقد َبغَزها با ِغزُها‬
‫أَي حَرّكها مرّكها من النشاط‪ .‬وقال بعض العرب‪ :‬ربا ركبت الناقَةَ‬
‫ح َمتْ ب فَلْيا ما‬ ‫الوا َد فََبغَزَها باغِزُها فتجري شوطا وقد َت َق ّ‬
‫أَ ُكفّها فيقال لا باغِ ٌز من النشاط‪.‬‬
‫والباغِزِيّةُ‪ :‬ضرب من الثياب‪ .‬قال أَبو عمرو‪ :‬الباغِزية ثياب‪ ،‬ول يزد‬
‫على هذا؛ قال الَزهري‪ :‬ول أَدري أَي جنس هي من الثياب‪.‬‬
‫لزَ الرجلُ‪ :‬فَرّ كََبلَصَ‪.‬‬ ‫@بلز‪ :‬بَ َ‬
‫@بلز‪ :‬امرأَة ِبلِزٌ وِبلِزّ‪ :‬ضخمة مكتنة‪ .‬الوهري امرأَة ِبلِزٌ‪ ،‬على‬
‫ِفعِ ٍل بكسر الفاء والعي‪ ،‬أَي ضخمة‪ .‬قال ثعلب‪ :‬ل يأْت من الصفات على‬
‫ِفعِلٍ إِ ّل حرفان‪ :‬امرأَة ِبلِزٌ وأَتان إِِبدٌ‪ .‬و َجمَل َبلَنْزى‪ :‬غليظ‬
‫شديد‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬امرأَة ِبلِ ٌز خفيفة؛ قال‪ :‬والِبلِزُ الرجل القصي‪.‬‬
‫لزُ والانُ‪.‬‬ ‫لَ‬ ‫لزُ وا َ‬
‫الفراء‪ :‬من أَساء الشيطان البَ َ‬
‫@بلن‪ :‬التهذيب ف الرباعي عن ابن الَعراب‪ :‬جل َجلَنْزَى وَبلَنْزَى‬
‫إِذا كان غليظا شديدا‪.‬‬
‫@بز‪َ :‬بهَزَهُ عَنّي يَْبهَزُه َبهْزا‪ :‬دفعه دفعا عنيفا وَنحّاه‪،‬‬
‫ب والدفع ف الصدر بالرجل واليد أَو‬ ‫وَبهَزْتُه عن‪ .‬والَبهْزُ‪ :‬الضّرْ ُ‬
‫خفِقَ بالنّعالِ‬ ‫ب َف ُ‬
‫بكلتا اليدين‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه أُِتيَ بشار ٍ‬
‫وُبهِ َز بالَْيدِي؛ الَبهْزُ‪ :‬الدفع العنيف‪ .‬قال ابن الَعراب‪ :‬هو الَبهْزُ‬
‫والّلهْزُ‪ .‬وََبهَزَ ُه وَلهَزَه إِذا دفعه‪ .‬والَبهْزُ‪ :‬الضّرْبُ‬
‫بالِ ْرفَقِ؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫َدعْن فقد ُيقْرَعُ للَضَرّ‬
‫صكّي حِجا َجيْ رْأسِه وَبهْزي‬ ‫َ‬
‫ورجل مِْبهَزٌ‪ِ ،‬مفْعَلٌ‪ :‬من ذلك؛ عن ابن الَعراب‪ ،‬وأَنشد‪:‬‬
‫أَنا طَلِيقُ الِ واب ِن هُ ْرمُزِ‪،‬‬
‫أَْن َقذَن من صا ِحبٍ ُمشَ ّرزِ‬
‫س على ا َلهْلِ مِتَ ّل مِْبهَزِ‪،‬‬ ‫َشكْ ٍ‬
‫حجَزِ‬ ‫إِن قام َنحْوي بال َعصَا ل ُت ْ‬
‫مِثَلّ‪َ :‬يصْرَعُه‪ ،‬ورواه ثعلب‪ :‬مِثَلّ‪ .‬يَُثّلهُم‪ُ :‬ي ْهِلكُهُم‪.‬‬
‫والُشا َرزَةُ‪ :‬الُشارّة بي الناس‪.‬‬
‫حبَ َجدّهُ‬‫صِ‬‫وَبهْزُ بن حَكيم بن معاوية بن حَْيدَةَ ال ُقشَيْرِيّ َ‬
‫النبّ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ .‬وَبهْزٌ‪ :‬من اساء العرب‪ .‬وَبهْزٌ‪َ :‬ح ّي من‬
‫بن ُسلَْيمٍ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫كانتْ َأرِبَّت ُهمْ َبهْزٌ‪ ،‬وغَرّ ُهمُ‬
‫لوَارِ‪ ،‬وكانوا َمعْشرا ُغدُرا‬ ‫َعقْدُ ا ِ‬
‫لسَامُ‬ ‫@بوز‪ :‬التهذيب ف الرباعي‪ :‬البَهاوِي ُز من النوق والنخيل ا ِ‬
‫الصّفايا‪ ،‬الواحدة َبهْوازَةٌ؛ قال الَزهري‪ :‬أَظنه تصحيفا‪ ،‬وهي‬
‫البَهازِيرُ‪ ،‬وقد تقدم أَن البها ِزرَ من النخل والِبل العظام‪ ،‬وال تعال‬
‫أَعلم‪.‬بوز‪ :‬البَازُ‪ :‬لغة ف البازي؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ق مَ ْرقَبَة‪،‬‬‫كأَنه بازُ دَجْنٍ‪َ ،‬فوْ َ‬
‫ط قاعٍ َس ْملَقٍ َسلَقِ‬ ‫َجلّى القَطا َوسْ َ‬
‫والمع أَبْوازٌ وبيزانٌ‪ .‬وجع البازي بُزاةٌ‪ ،‬وكان بعضهم يهمز الباز‪.‬‬
‫قال ابن جن‪ :‬هو ما هز من اللفات الت ل حظ لا ف المز كقول‬
‫الخر‪:‬يا دارَ َس ْلمَى بدكادِيكِ البُ َرقْ‪،‬‬
‫ت َشوْقَ الشْتَأقْ‬ ‫ج ِ‬ ‫صبا‪ ،‬فقد هَّي ْ‬
‫وبا َز يَبُوزُ إِذا زال من مكان إِل مكان آمنا‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الَب ْوزُ‬
‫ال ّزوَل ُن من موضع إِل موضع‪.‬‬
‫@بوز‪ :‬البَازُ‪ :‬لغة ف البازي؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ق مَ ْرقَبَة‪،‬‬
‫كأَنه بازُ دَجْنٍ‪َ ،‬فوْ َ‬
‫ط قاعٍ َس ْملَقٍ َسلَقِ‬ ‫َجلّى القَطا َوسْ َ‬
‫والمع أَبْوازٌ وبيزانٌ‪ .‬وجع البازي بُزاةٌ‪ ،‬وكان بعضهم يهمز الباز‪.‬‬
‫قال ابن جن‪ :‬هو ما هز من اللفات الت ل حظ لا ف المز كقول‬
‫الخر‪:‬يا دارَ َس ْلمَى بدكادِيكِ البُ َرقْ‪،‬‬
‫ت َشوْقَ الشْتَأقْ‬ ‫ج ِ‬ ‫صبا‪ ،‬فقد هَّي ْ‬
‫وبا َز يَبُوزُ إِذا زال من مكان إِل مكان آمنا‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الَب ْوزُ‬
‫ال ّزوَل ُن من موضع إِل موضع‪.‬‬
‫@بيز‪ :‬بازَ عنه يَبي ُز بَيْزا وبُيُوزا‪ :‬حادَ؛ عن ابن الَعراب؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫كأَنا ما َحجَ ٌر َمكْزُوزُ‪،‬‬
‫لُزّ إِل آخر ما يَبيزُ‬
‫أَراد كأَنا حجر‪ ،‬وما زائدة‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@بأس‪ :‬الليث‪ :‬والبَأْسا ُء اسم الرب والشقة والضرب‪ .‬والبَ ْأسُ‪ :‬العذاب‪.‬‬
‫والب ْأسُ‪ :‬الشدة ف الرب‪ .‬وف حديث علي‪ ،‬رضوان اللّه عليه‪ :‬كنا إِذا‬
‫اشتدّ الب ْأسُ اّتقَيْنا برسول اللّه‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم؛ يريد الوف‬
‫ول يكون إِل مع الشدّة‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الب ْأسُ والبَئِسُ‪ ،‬على مثال‬
‫َفعِلٍ‪ ،‬العذاب الشديد‪ .‬ابن سيده‪ :‬البأْس الرب ث كثر حت قيل ل َب ْأسَ‬
‫عليك‪ ،‬ول بَ ْأسَ أَي ل خوف؛ قال قَيْسُ ب ُن الطِيمِ‪:‬‬
‫لدّادُ‪ ،‬وهو َيقُودُن‬ ‫يقو ُل لَ ا َ‬
‫ك من باسِ‬ ‫ع فما ب َ‬ ‫سجْنِ‪ :‬ل َتجْ َز ْ‬ ‫إِل ال ّ‬
‫أَراد فما بك من بأْس‪ ،‬فخفف تفيفا قياسيا ل بدليا‪ ،‬أَل ترى أَن‬
‫فيها‪:‬‬
‫شمْسِ‬‫ضحَى من ال ّ‬ ‫وتَتْ ُركُ ُعذْري وهو أَ ْ‬
‫فلول أَن قوله من باس ف حكم قوله من بأْس‪ ،‬مهموزا‪ ،‬لا جاز أَن يمع‬
‫بي بأْس‪ ،‬ههنا مففا‪ ،‬وبي قوله ن الشمس لَنه كان يكون أَحد الضربي‬
‫مردفا والثان غي مردف‪ .‬والبَئِسُ‪ :‬كالبَ ْأسِ‪.‬وإِذا قال الرجل لعدوّه‪:‬‬
‫ل بأْس عليك فقد َأمّنه لَنه نفى البأْس عنه‪ ،‬وهو ف لغة حِمي لَبَاتِ‬
‫أَي ل بأْس عليك‪ ،‬قال شاعرهم‪:‬‬
‫شَرَيْنَا الّنوْمَ‪ ،‬إِذ َغضِبَتْت غَلب‪،‬‬
‫تَنَا َدوْا عند َغ ْدرِ ِهمُ‪ :‬لَبَا ِ‬
‫ت‬
‫ت َمعَاذِ ُر ذي رُعَيْنِ‬ ‫وقد بَرَدَ ْ‬
‫ت بلغتهم‪ :‬ل بأْس؛ قال الَزهري‪ :‬كذا وجدته ف كتاب شر‪.‬‬ ‫ولَبَا ِ‬
‫سكَةِ الائزة بي السلمي إِل من بأْس‪،‬‬ ‫وف الديث‪ :‬نى عن كسر ال ّ‬
‫يعن الدناني والدراهم الضروبة‪ ،‬أَي ل تكسر إِل من أَمر يقتضي كسرها‪،‬‬
‫إِما لرداءتا أَو شكّ ف صحة نقدها‪ ،‬وكره ذلك لا فيها من اسم اللّه‬
‫تعال‪ ،‬وقيل‪ :‬لَن فيه إِضاعة الال‪ ،‬وقيل‪ :‬إِنا نى عن كسرها على أَن‬
‫تعاد تبا‪ ،‬فأَما للنفقة فل‪ ،‬وقيل‪ :‬كانت العاملة با ف صدر الِسلم‬
‫عددا ل وزنا‪ ،‬وكان بعضهم يقص أَطرافها فنُهوا عنه‪.‬‬
‫ورج ٌل بَئِسٌ‪ :‬شجاع‪ ،‬بَِئسَ َبأْسا وَب ُؤسَ َب ْأسَةً‪ .‬أَبو زيد‪َ :‬ب ُؤسَ‬
‫س بَأْسا إِذا كان شديد البَ ْأسِ شجاعا؛ حكاه أَبو زيد‬ ‫الرجل َيْبؤُ ُ‬
‫ف كتاب المز‪ ،‬فهو بَئِيسٌ‪ ،‬على َفعِيل‪ ،‬أَي شجاع‪ .‬وقوله عز وجل‪:‬‬
‫س شديد؛ قيل‪ :‬هم بنو حنيفة قاتلهم أَبو بكر‪،‬‬ ‫سَتُد َع ْونَ إِل قوم أُول بَ ْأ ِ‬
‫رضي اللّه عنه‪ ،‬ف أَيام ُمسَيْلمة‪ ،‬وقيل‪ :‬هم هَوا ِزنُ‪ ،‬وقيل‪ :‬هم فارس‬
‫والروم‪.‬‬
‫س ُبؤْسا وبَأْسا‬
‫والُب ْؤسُ‪ :‬الشدة والفقر‪ .‬وبَئِسَ الرجل يَبَْأ ُ‬
‫وبَئِيسا إِذا افتقر واشتدت حاجته‪ ،‬فهو بائِسٌ أَي فقي؛ وأَنشد أَبو‬
‫عمرو‪:‬وبيضاء من أَهلِ الَدين ِة ل َتذُقْ‬
‫حدِ‬
‫جِ‬ ‫بَئِيسا‪ ،‬ول تَتَْبعْ َحمُولَةَ ُم ْ‬
‫قال‪ :‬وهو اسم وضع موضع الصدر؛ قال ابن بري‪ :‬البيت للفرزدق‪ ،‬وصواب‬
‫إِنشاده لبيضاء من أَهل الدينة؛ وقبله‪:‬‬
‫صفٌ‪،‬‬‫إِذا شِئتُ غَنّان من العاجِ قا ِ‬
‫خدّدِ‬
‫صمٍ رَيّانَ ل يََت َ‬ ‫على مِ ْع َ‬
‫ك وتَبَْأسُ؛ هو من الُب ْؤسِ الضوع‬ ‫وف حديث الصلة‪ُ :‬تقِْن ُع َيدَي َ‬
‫والفقر‪ ،‬ويوز أَن يكون أَمرا وخبا؛ ومنه حديث َعمّار‪ُ :‬ب ْؤسَ ابنِ‬
‫ُسمَيّةَ كأَنه ترحم له من الشدة الت يقع فيها؛ ومنه الديث‪ :‬كان يكره‬
‫الُب ْؤسَ والتّبا ُؤسَ؛ يعن عند الناس‪ ،‬ويوز التََب ُؤسُ بالقصر والتشديد‪.‬‬
‫قال سيبويه‪ :‬وقالوا بُؤسا له ف حد الدعاء‪ ،‬وهو ما انتصب على إِضمار‬
‫الفعل غي الستعمل إِظهاره‪ .‬والبَ ْأسَاءُ والَبَْأسَة‪ :‬كالبُؤس؛ قال‬
‫ِبشْرُ بن أَب خازِم‪:‬‬
‫فَأصَْبحُوا بعد ُنعْما ُه ْم ِبمَبَْأسَةٍ‪،‬‬
‫ع أَحْيانا فَيَْنصَرِفُ‬ ‫خدَ ُ‬ ‫والدّهْ ُر َي ْ‬
‫وقوله تعال‪ :‬أَخَذناهم بالبَأْسا ِء والضّرّاءِ؛ قال الزجاج‪ :‬البأْساء‬
‫الوع والضراء ف الَموال والَنفس‪ .‬وبَِئسَ َيبَْأسُ ويَبْئِسُ؛‬
‫الخية نادرة‪ ،‬قال ابن جن‪ :‬هو‪...‬‬
‫(* كذا بياض بالصل‪ ).‬كرم يكرم على ما قلناه‬
‫ف نعم ينعم‪ .‬وأَبَْأسَ الرجلُ‪ :‬حلت به الَبأْساءُ؛ عن ابن الَعراب‪،‬‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫لمِيسِ ثِيابَها‬ ‫تَبُ ّز عَضارِيطُ ا َ‬
‫فَأبَْأسْت ‪ *...‬يومَ ذلك وابْنَما‪،‬‬
‫(* كذا بياض بالصل ولعل موضعه بنتا‪).‬‬
‫والباِئسُ‪ :‬الُبْتَلى؛ قال سيبويه‪ :‬البائس من الَلفاظ الترحم با‬
‫كا ِلسْكي‪ ،‬قال‪ :‬وليس كل صفة يترحم با وإِن كان فيها معن البائس‬
‫والسكي‪ ،‬وقد َب ُؤسَ َب ْأسَةٌ وبئِيسا‪ ،‬والسم الُبؤْسى؛ وقول تأَبط‬
‫ض ْقتُ من حُبّها ما ل ُيضَّيقُن‪،‬‬ ‫شرّا‪:‬قد ِ‬
‫ت من البُوسِ الساكيِ‬ ‫حت ُعدِدْ ُ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬يوز أَن يكون عن به جع البائس‪ ،‬ويوز أَن يكون من ذوي‬
‫الُب ْؤسِ‪ ،‬فحذف الضاف وأَقام الضاف إِليه مقامه‪ .‬والبائس‪ :‬الرجل النازل‬
‫به بلية أَو ُع ْدمٌ يرحم لا به‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬يقال ُبوْسا وتُوسا‬
‫و ُجوْسا له بعن واحد‪ .‬والبأْساء‪ :‬الشدة؛ قال الَخفش‪ :‬بن على َفعْلءَ‬
‫وليس له َأ ْفعَلُ لَنه اسم كما قد ييء َأ ْفعَلُ ف الَساء ليس معه‬
‫َفعْلء نو أَحد‪ .‬والُب ْؤسَى‪ :‬خلف الّن ْعمَى؛ الزجاج‪ :‬البأْساءُ‬
‫والُبؤْسى من الُبؤْس‪ ،‬قال ذلك ابن دريد‪ ،‬وقال غيه‪ :‬هي الُبؤْسى والبأْساءُ‬
‫ضد الّنعْمى والّنعْماء‪ ،‬وأَما ف الشجاعة والشدة فيقال البَ ْأسُ‪.‬‬
‫س أَي ل تزن ول َتشْتَكِ‪.‬‬ ‫وابْتََأسَ الرجل‪ ،‬فهو مُبْتَئِس‪ .‬ول تَبْتَئِ ْ‬
‫والُْبتَئِسُ‪ :‬الكاره والزين؛ قال حسان بن ثابت‪:‬‬
‫ما َي ْقسِ ُم اللّهُ َأقْبَلْ غَيْ َر مُبتِئِسٍ‬
‫منه‪ ،‬وَأ ْق ُعدْ كريا نا ِعمَ البالِ‬
‫أَي غي حزين ول كاره‪ .‬قال ابن بري‪ :‬الَحسن فيه عندي قول من قال‪ :‬إن‬
‫مُبتَئِسا ُمفْتَعِ ٌل من الب ْأسِ الذي هو الشدة‪ ،‬ومنه قوله سبحانه‪ :‬فل‬
‫تَبَْتئِسْ با كانوا يفعلون؛ أَي فل يشتدّ عليك َأمْرُهم‪ ،‬فهذا أَصله‬
‫س بعن كره‪ ،‬وإِنا الكراهة تفسي معنوي لَن‬ ‫لَنه ل يقال ابْتََأ َ‬
‫الِنسان إِذا اشتد به أَمرٌ كرهه‪ ،‬وليس اشتدّ بعن كره‪ .‬ومعن بيت حسان أَنه‬
‫يقول‪ :‬ما يرزق اللّه تعال من فضله أَقبله راضيا به وشاكرا له عليه‬
‫غي مَُتسَخّطٍ منه‪ ،‬ويوز ف منه أَن تكون متعلقة بأَقبل أَي أَقبله منه‬
‫غي متسخط ول مُشَتدّ أَمره عليّ؛ وبعده‪:‬‬
‫لقد َعِل ْمتُ بأَن غال ُخلُقي‬
‫صعْلوكا وذا مالِ‬ ‫على السّماحَةِ‪ُ ،‬‬
‫والالُ َيغْشَى أُناسا ل طَباخَ ِب ِهمْ‪،‬‬
‫كالسّلّ َيغْشى ُأصُولَ الدّْن ِدنِ البال‬
‫سمَنُ‪ .‬والدّنْدنُ‪ :‬ما بَليَ و َعفِنَ من أُصول‬ ‫والطبّاخُ‪ :‬القوّة وال ّ‬
‫الشجر‪ .‬وقال الزجاج‪ :‬الُْبتَئِسُ السكي الزين‪ ،‬وبه فسر قوله تعال‪:‬‬
‫فل تَبْتَئِسْ با كانوا َي ْعمَلون؛ أَي ل َتحْزَن ول َتسَْتكِنْ‪.‬‬
‫أَبو زيد‪ :‬وابْتََأسَ الرجل إِذا بلغه شيء يكرهه؛ قال لبيد‪:‬‬
‫ف رَبْرَبٍ كَنِعاج صا‬
‫رَةَ يَبْتَِئسْنَ با َلقِينا‬
‫وف الديث ف صفة أَهل النة‪ِ :‬إ ّن لكم أَن تَْنعَموا فل تَْبؤُسوا؛‬
‫َبؤُس يَْبؤُس‪ ،‬بالضم فيهما‪ ،‬بأْسا إِذا اشتد‪ .‬والُبْتَئِسُ‪ :‬الكاره‬
‫والزين‪ .‬والَبؤُوس‪ :‬الظاهر الُب ْؤسِ‪.‬‬
‫ض ِن ْعمَ؛ وقوله أَنشده ابن الَعراب‪:‬‬ ‫وبِئْسَ‪ :‬نَقي ُ‬
‫ت من َظهْرِه بَطَّنتْ له‬ ‫إِذا فَرَ َغ ْ‬
‫أَنامِلُ ل يُْبَأسْ عليها ُدؤُوبُها‬
‫فسره فقال‪ :‬يصف زِماما‪ ،‬وبئسما دأَبت‬
‫(* قوله «وبئسما دأبت» كذا بالصل‬
‫ولعله مرتبط بكلم سقط من الناسخ‪ ).‬أَي ل ُيقَ ْل لا بِْئسَما َع ِملْتِ‬
‫لَنا عملت فأَحسنت‪ ،‬قال ل يسمع إِل ف هذا البيت‪ .‬وبئس‪ :‬كلمة ذم‪،‬‬
‫وِن ْعمَ‪ :‬كلمة مدح‪ .‬تقول‪ :‬بئس الرج ُل زَيدٌ وبئست الرأَة هِْندٌ‪ ،‬وها‬
‫فعلن ماضيان ل يتصرفان لَنما أُزيل عن موضعهما‪ ،‬فِنعْ َم منقول من قولك‬
‫َن ِعمَ فلن إِذا أَصاب ِن ْعمَةً‪ ،‬وبِْئسَ منقول من بَئِسَ فلن إِذا‬
‫أَصاب بؤْسا‪ ،‬فنقل إِل الدح والذم فشابا الروف فلم يتصرفا‪ ،‬وفيهما لغات‬
‫تذكر ف ترجة نعم‪ ،‬إِن شاء اللّه تعال‪ .‬وف حديث عائشة‪ ،‬رضي اللّه‬
‫عنها‪ :‬بِئْسَ أَخو ال َعشِيةِ؛ بئس مهموز فعل جامع لَنواع الذم‪ ،‬وهو ضد‬
‫نعم ف الدح‪ ،‬قال الزجاج‪ :‬بئس ونعم ها حرفان ل يعملن ف اسم علم‪،‬‬
‫إِنا يعملن ف اسم منكور دا ّل على جنس‪ ،‬وإِنا كانتا كذلك لن نعم مستوفية‬
‫لميع الدح‪ ،‬وبئس مستوفية لميعي الذم‪ ،‬فإِذا قلت بئس الرجل دللت على‬
‫أَنه قد استوف الذم الذي يكون ف سائر جنسه‪ ،‬وإِذا كان معهما اسم جنس‬
‫بغي أَلف ولم فهو نصب أَبدا‪ ،‬فإِذا كانت فيه الَلف واللم فهو رفع‬
‫ل زيد وبئس الرجل‬ ‫ل زيد ونعم الرجل زيد وبئس رج ً‬ ‫أَبدا‪ ،‬وذلك قولك نعم رج ً‬
‫زيد‪ ،‬والقصد ف بئس ونعم أَن يليهما اسم منكور أَو اسم جنس‪ ،‬وهذا قول‬
‫الليل‪ ،‬ومن العرب من يصل بئس با قال اللّه عز وجل‪ :‬ولبئسما شَ َروْا به‬
‫أَنفسهم‪ .‬وروي عن النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬أَنه قال‪ :‬بئسما لَحدكم أَن‬
‫سيَ‪.‬‬ ‫سيَ ولكنه أُْن ِ‬ ‫يقول َنسِيتُ أَنه كَْيتَ و َكْيتَ‪َ ،‬أمَا إِنه ما َن ِ‬
‫والعرب تقول‪ :‬بئسما لك أَن تفعل كذا وكذا‪ ،‬إِذا أَدخلت ما ف بئس أَدخلت‬
‫بعد ما أَن مع الفعل‪ :‬بئسما لك أَن َت ْهجُرَ أَخاك وبئسما لك أَن تشتم‬
‫الناس؛ وروى جيع النحويي‪ :‬بئسما تزوي ٌج ول َمهْر‪ ،‬والعن فيه‪ :‬بئس‬
‫تزويج ول مهر؛ قال الزجاج‪ :‬بئس إِذا وقعت على ما جعلت ما معها بنلة اسم‬
‫منكور لَن بئس ونعم ل يعملن ف اسم علم إِنا يعملن ف اسم منكور‬
‫سقُون؛‬ ‫ب بَئِيسٍ با كانوا َي ْف ُ‬ ‫دا ّل على جنس‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬بعَذا ٍ‬
‫ب بَئِيسٍ‪ ،‬علة َفعِيلٍ‪ ،‬وقرأَ‬ ‫قرأَ أَبو عمرو وعاصم والكسائي وحزة‪ :‬بعذا ٍ‬
‫ابن كثي‪ :‬بِئِيس‪ ،‬على ِفعِيلٍ‪ ،‬وكذلك قرأَها شِبْل وأَهلُ مكة وقرأَ‬
‫ابن عامر‪ :‬بِئْسٍ‪ ،‬علة ِفعْلٍ‪ ،‬بمزة وقرأَها نافع وأَهل مكة‪ِ :‬بيْسٍ‪ ،‬بغي‬
‫س أَي شديد‪ ،‬وأَما قراءَة‬ ‫س وبَئِي ٌ‬‫هز‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬عذاب بِْئسٌ وبِي ٌ‬
‫س فبن الكلمة مع المزة على مثال فَْيعِلٍ‪ ،‬وإِن‬ ‫من قرأَ بعذاب بَيْئِ ٍ‬
‫ل يكن ذلك إِل ف العتل نو سَّيدٍ ومَّيتٍ‪ ،‬وبابما يوجهان العلة‬
‫(* قوله «يوجهان العلة إل» كذا بالصل‪ ).‬وإِن ل تكن حرف علة فإِنا‬
‫معرضة للعلة وكثية النقلب عن حرف العلة‪ ،‬فأُجريت مرى التعرية ف باب‬
‫س ث يولا بعد ذلك‪ ،‬وليس‬ ‫الذف والعوض‪ .‬وبيس كخِيس‪ :‬يعلها بي بي من بِئْ َ‬
‫س على مثال سَّيدٍ وهذا بعد بدل المزة ف بَْيئِسٍ‪.‬‬ ‫بشيء‪ .‬وبَيّ ٍ‬
‫والَْب ُؤسُ‪ :‬جع َب ُؤسٍ‪ ،‬من قولم يومُ ُبؤْس ويومُ ُن ْعمٍ‪.‬‬
‫والَْب ُؤسُ أَيضا‪ :‬الداهية‪ .‬وف الثل‪ :‬عَسى ال ُغوَيْرُ أَْبؤُسا‪ .‬وقد أَبَْأسَ‬
‫إبْآسا؛ قال الكميت‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬أَساءَ بنوكُ ْرزٍ‪ ،‬فقلتُ لم‪:‬‬
‫عسى ال ُغوَيْرُ بإِبْآسٍ وإِغْوارِ‬
‫قال ابن بري‪ :‬الصحيح أَن الَْب ُؤسَ جع َبأْس‪ ،‬وهو بعن الَْبؤُس‬
‫(*‬
‫قوله «وهو بعن البؤس» كذا بالصل ولعل الول بعن البؤس‪ ).‬لَن باب‬
‫ج َم َع ف القلة على َأ ْفعُلٍ نو َك ْعبٍ وأَ ْك ُعبٍ وَفلْسٍ‬ ‫َفعْلٍ أَن ُي ْ‬
‫جمَع ف القلة على‬ ‫وَأ ْفلُسٍ وَنسْرٍ وأَْنسُرٍ‪ ،‬وباب ُفعْلٍ أَن ُي ْ‬
‫َأفْعال نو ُقفْ ٍل وبُرْدٍ وأَبْرادٍ و ُجْندٍ وأَجنادٍ‪ .‬يقال‪ :‬بَئِسَ‬
‫س ُبؤْسا وبَأْسا إِذا اشتدّ‪ ،‬قال‪ :‬وأَما قوله والَْب ُؤسُ‬ ‫الشي ُء يَبَْأ ُ‬
‫الداهية‪ ،‬قال‪ :‬صوابه أَن يقول الدواهي لَن الَْبؤُس جع ل مفرد‪ ،‬وكذلك‬
‫س على ما‬ ‫هو ف قول الزّبّاءِ‪ :‬عَسى ال ُغوَيْرُ أَْبؤُسا‪ ،‬هو جع ب ْأ ٍ‬
‫تقدم ذكره‪ ،‬وهو مَثَلٌ َأوّل من تكلم به الزّبّاء‪ .‬قال ابن الكلب‪:‬‬
‫حدِثَ أَْبؤُسا‪ ،‬قال‪ :‬وهو جع َب ْأسٍ‬ ‫التقدير فيه‪ :‬عسى ال ُغوَيْرُ أَن ُي ْ‬
‫ول يقل ج ُع ُب ْؤسٍ‪ ،‬وذلك أَن الزّبّاء لا خافت من َقصِيٍ قيل لا‪:‬‬
‫ادخلي الغارَ الذي تت قصرك‪ ،‬فقالت‪ :‬عسى الغوير أَبؤُسا أَي إِن فررت من‬
‫بأْس واحد فعسى أَن أَقع ف أَْب ُؤسٍ‪ ،‬وعسى ههنا إِشفاق؛ قال سيبويه‪ :‬عسى‬
‫طمع وإِشفاق‪ ،‬يعن أَنا طمع ف مثل قولك‪ :‬عسى زيد أَن يسلم‪ ،‬وإِشفاق‬
‫مثل هذا الثل‪ :‬عسى الغوير أَبؤُسا‪ ،‬وف مثل قول بعض أَصحاب النب؛ صلى‬
‫اللّه عليه وسلم‪ :‬عسى أَن َيضُرّن شََبهُه يا رسول اللّه‪ ،‬فهذا إِشفاق‬
‫ل طمع‪ ،‬ول يفسر معن هذا الثل ول يذكر ف أَي معن يتمثل به؛ قال ابن‬
‫الَعراب‪ :‬هذا الثل يضرب للمتهم بالَمر‪ ،‬ويشهد بصحة قوله قول عمر‪،‬‬
‫رضي اللّه عنه‪ ،‬لرجل أَتاه بَنْبُوذٍ‪ :‬عسى الغُوَيْرُ َأْبؤُسا‪ ،‬وذلك‬
‫أَنه اتمه أَن يكون صاحب الَنْبوذَ؛ وقال الَصمعي‪ :‬هو مثل لكل شيء ياف‬
‫أَن يَأْت منه شر؛ قال‪ :‬وأَصل هذا الثل أَنه كان غارٌ فيه ناس فانْهارَ‬
‫عليهم أَو أَتاهم فيه فقتلهم‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ :‬عسى‬
‫ال ُغوَيْرُ أَْبؤُسا؛ هو جع بأْس‪ ،‬وانتصب على أَنه خب عسى‪ .‬وال ُغوَيْرُ‪ :‬ماء‬
‫ل َكلْبٍ‪ ،‬ومعن ذلك عسى أَن تكون جئت بأَمر عليك فيه ُت َهمَةٌ و ِشدّةٌ‪.‬‬
‫@ببس‪ :‬البابُوسُ‪ :‬ولد الناقة‪ ،‬وف الحكم‪ :‬الُوارُقال ابن أَحر‪:‬‬
‫َحّنتْ َقلُوصي إِل بابوسِها طَرَبا‪،‬‬
‫فما حَنِيُنكِ أَم ما أَنتِ والذّكَرُ؟*‬
‫(* قوله «طربا» الذي ف النهاية‪ :‬جزعا‪ .‬والذكر‪ :‬جع ذكرة بكسر فسكون‪،‬‬
‫وهي الذكرى بعن التذكر‪).‬‬
‫وقد يستعمل ف الِنسان‪ .‬التهذيب‪ :‬البابُوسُ الصب الرضيع ف َم ْهدِه‪.‬‬
‫وف حديث جُرَيْجٍ الراهب حي استنطق الرضيعَ ف َم ْهدِه‪ :‬مسح رأْس الصب‬
‫وقال له‪ :‬يا بابُوسُ‪ ،‬مَنْ أَبوك؟ فقال‪ :‬فلن الراعي‪ ،‬قال‪ :‬فل أَدري‬
‫أَهو ف الِنسان أَصل أَم استعارة‪ .‬قال الَصمعي‪ :‬ل نسمع به لغي الِنسان‬
‫إِل ف شعر ابن أَحر‪ ،‬والكلمة غي مهموزة وقد جاءت ف غي وضع‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫هو اسم للرضيع من أَي نوع كان‪ ،‬واختلف ف عربيته‪.‬‬
‫@بس‪ :‬الَبجْسُ‪ :‬انشقاق ف قِرْبة أَو حجر أَو أَرض َينُْبعُ منه الاءُ‪،‬‬
‫فإِن ل يَنُْبعْ فليس بانْبِجاسٍ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وَكِيفَ غَرَْب ْي دالِجٍ تََبجّسا‬
‫جسْتُه‬‫س وَب ّ‬‫جسُه َبجْسا فانَْبجَ َ‬ ‫جسُه وأَْب ُ‬ ‫جسْتُه أَْب ِ‬
‫وَب َ‬
‫فَتََبجّسَ‪ ،‬وماء َبجِيسٌ‪ :‬سائل؛ عن كراع‪ .‬قال اللّه تعال‪ :‬فانبجست منه‬
‫اثنتا عشرة عينا‪ .‬والسحابُ يَتََبجّسُ بالطر‪ ،‬والْنبِجاسُ عامّ‪،‬‬
‫ستُ الاءَ فانَْبجَسَ أَي َفجَرْتُه فانفجر‪.‬‬ ‫جْ‬ ‫والنّبُوع للعي خاصة‪ .‬وَب َ‬
‫وَبجَس الاءُ بنفسه يَْبجُسُ‪ ،‬يتعدّى ول يتعدّى‪ ،‬وسحاب ُبجْسٌ‪ .‬وانَْبجَسَ‬
‫الا ُء وتََبجّسَ أَي تفجر‪ .‬وف حديث حذيفة‪ :‬ما منا رجل إِل به آمّةٌ‬
‫جسُها ال ّظفُرُ إِل الرّ ُجلَيْن يعن عليّا وعمر‪ ،‬رضي اللّه‬ ‫يَْب ُ‬
‫جسُها‪َ :‬ي ْفجُرُها‪ ،‬وهو‬ ‫عنهما‪ .‬المّة‪ :‬الشجة الت تبلغ ُأمّ الرأْس‪ ،‬ويَب ُ‬
‫مَثَلٌ‪ ،‬أَرا َد أَنا َن ِغلَة كثية الصديد‪ ،‬فإِن أَراد أَحد أَن يفجرها‬
‫بظفره قدر على ذلك لمتلئها ول يتج إِل حديدة يشقها با‪ ،‬أَراد ليس‬
‫منا أَحد إِل وفيه شيء غي هذين الرجلي‪ .‬ومنه حديث ابن عباس‪ :‬أَنه دخل‬
‫على معاوية وكأَنه قَ َزعَ ٌة يَتََبجّسُ أَي يتفجر‪ .‬وجاءَنا بثريد‬
‫س أُدْما‪ .‬وَبجّسَ الُخّ‪ :‬دخل ف السّلمى والعي فذهب‪ ،‬وهو آخر‬ ‫يَتََبجّ ُ‬
‫ما يبقى‪ ،‬والعروف عند أَب عبيد‪َ :‬بخّسَ‪.‬‬
‫جسَةُ‪ :‬اسم عي‪.‬‬ ‫وَب ْ‬
‫@بلس‪ :‬الَزهري‪ :‬يقال جاءَ رائقا عَثَريّا‪ ،‬وجاء َيْنفُضُ‬
‫حلَسُ‪ ،‬وجاءَ مُْنكَرا إِذا جاءَ فارغا ل شيء‬ ‫ص َدرَيْه‪ ،‬وجاءَ يَتََب ْ‬ ‫أَ ْ‬
‫معه‪.‬‬
‫خسُه َبخْسا إِذا نقصه؛‬ ‫خسَه َحقّه يَْب َ‬‫@بس‪ :‬الَبخْسُ‪ :‬الّنقْصُ‪َ .‬ب َ‬
‫حسَبُه مغفلً وهو ذو‬ ‫وامرأَة باخِسٌ وبا ِخسَةٌ‪ .‬وف الثل ف الرجل َت ْ‬
‫س أَو با ِخسَةٌ؛ أَبو العباس‪:‬‬ ‫َنكْراءَ‪ :‬تَحسَبُها حقاءَ وهي باخِ ٌ‬
‫س من الظلم‬ ‫خسُوا الناس‪ .‬ل تظلموهم‪ .‬والَبخْ ُ‬ ‫س بعن ظال‪ ،‬ول تَْب َ‬ ‫باخِ ٌ‬
‫س أَخاك َحقّه فتنقصه كا يَْبخَسُ الكيا ُل مكياله فينقصه‪.‬‬ ‫َأنْ تَْبخَ َ‬
‫ف َبخْسا ول رَهَقا؛ أَي ل ينقص من ثواب عمله‪،‬‬ ‫وقوله عز وجل‪ :‬فل يَخا ُ‬
‫حبّ‪ .‬وقوله عز وجل‪:‬‬ ‫ول رهقا أَي ظلما‪ .‬وَثمَ ٌن َبخْسٌ‪ :‬دونَ ما ُي َ‬
‫س الذي َبخَس‬ ‫لسِي ُ‬ ‫وشَ َروْه بثمن َبخْسٍ؛ أَي ناقص دون ثنه‪ .‬والَبخْسُ‪ :‬ا َ‬
‫به البائعُ‪ .‬قال الزجاج‪َ :‬بخْس أَي ظُلْم لَن الِنسان الوجود ل يل‬
‫بيعه‪ .‬قال‪ :‬وقيل َبخْسٌ ناقص‪ ،‬وأَكثر التفسي على أَن َبخْسا ظلم‪ ،‬وجاءَ‬
‫ف التفسي أَنه بيع بعشرين درها‪ ،‬وقيل باثني وعشرين‪ ،‬أَخذ كل واحد من‬
‫إِخوته درهي‪ ،‬وقيل بأَربعي درها‪ ،‬ويقال للبيع إِذا كان َقصْدا‪ :‬ل‬
‫َبخْسَ فيه ول شطط‪ .‬وف التهذيب‪ :‬ل َبخْس ول شُطُوط‪ .‬وَبخَسَ‬
‫س القومُ‪ ،‬تغابنوا‪ .‬وروي عن الَوزاعي ف حديث‪ :‬أَنه‬ ‫اليزانً‪َ :‬نقَصَه‪ .‬وتَباخَ َ‬
‫يأْت على الناس زمانٌ يُستحلّ فيه الربا بالبيع‪ ،‬والمرُ بالنبيذ‪،‬‬
‫والَبخْسُ بالزكاة؛ أَراد بالَبخْس ما يأْخذه الولة باسم ال ُعشْر‪ ،‬يتَأوّلون‬
‫فيه أَنه الزكاة والصدقات‪ .‬والَبخْسُ‪ :‬فَقْ ُء العي بالِصبع وغيها‪،‬‬
‫خسُها بسا‪ :‬فقأَها‪ ،‬لغة ف َبخَصَها‪ ،‬والصاد أَعلى‪.‬‬ ‫وَبخَسَ عينه َيْب َ‬
‫خسْتُها إِنا‬‫صتُ عينَه‪ ،‬بالصاد‪ ،‬ول تقل َب َ‬ ‫قال ابن السكيت‪ :‬يقال َبخَ ْ‬
‫س نقصانُ الق‪ .‬والَبخْسُ‪ :‬أَرض ُتنِْبتُ بغي َسقْي‪ ،‬والمع‬ ‫الَبخْ ُ‬
‫ُبخُوسٌ‪ .‬والَبخْسُ من الزرع‪ :‬ما ل ُيسْقَ باءٍ ِعدّ إِنا سقاه ماء السماء؛‬
‫قال أَبو مالك‪ :‬قال رجل من كندة يقال له العُذافَة وقد رأَيته‪:‬‬
‫قالتْ لُبَيْنَى‪ :‬اشَْترْ لنا سَويقَا‪،‬‬
‫ت بُرّ الَبخْسِ أَو َدقِيقا‪،‬‬ ‫وها ِ‬
‫خذْ حُرْذِيقا‬ ‫شحْ ٍم نَّت ِ‬
‫وا ْعجَ ْل ِب َ‬
‫واشَْترْ َف َعجّلْ خادِما لَبِيقا‪،‬‬
‫حقِيقا‪،‬‬ ‫واصُْبغْ ثياب صِبَغا َت ْ‬
‫صفُرِ ل َتشْرِيقا‬ ‫من جَّي ِد العُ ْ‬
‫بِ َز ْعفَرَانٍ‪ ،‬صِبَغا رَقيقا‬
‫صفّرَ شيئا‬
‫قال‪ :‬الَبخْسُ الذي يزرع باء السماء‪ ،‬تشريقا أَي ُ‬
‫يسيا‪ .‬والَباخِسُ‪ :‬الَصابعُ‪ .‬قال ال ُكمَيْتُ‪:‬‬
‫َج َم ْعتَ نِزَارا‪ ،‬وهي شَتّى ُشعُوبُها‪،‬‬
‫كما َجمَ َعتْ َكفّ إليها الَباخِسا‬
‫س ما بي‬ ‫وإِنه لشديد الَباخِسِ‪ ،‬وهي لم ال َعصَب‪ ،‬وقيل‪ :‬الَباخِ ُ‬
‫الَصابع وأُصولا‪.‬‬
‫لفّ‪ :‬اللحم الداخل ف ُخفّه‪ .‬والَبخِيسُ‪ :‬نِياطُ‬ ‫س من ذي ا ُ‬ ‫والَبخِي ُ‬
‫القلب‪ .‬ويقال‪َ :‬بخّسَ الُ ّخ تَْبخِيسا أَي نقص ول يبق إِل ف‬
‫السّلمَى والعي‪ ،‬وهو آخر ما يبقى‪ .‬وقال الُموي‪ :‬إِذا دخل ف السّلمَى‬
‫والعي فذهب وهو آخر ما يبقى‪.‬‬
‫@بدس‪َ :‬ب َدسَه ِب َكِلمَةٍ َبدْسا‪ :‬رماه با؛ عن كراع‪.‬‬
‫@برس‪ :‬البِ ْرسُ والبُ ْرسُ‪ :‬القُطْنُ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫تَ ْرمِي اللّغامَ على هاماتا قَزَعا‪،‬‬
‫كالبُِ ْرسِ طَيّرَه ضَرْبُ الكَرابِيلِ‬
‫الكرابيل‪ :‬جع كِرْبالٍ‪ ،‬وهو مِْن َدفُ القطن‪ .‬والقَزَعُ‪ :‬التفرّق‬
‫قِطَعا‪،‬وقيل‪ :‬البُ ْرسُ شبيه بالقطن‪ ،‬وقيل‪ :‬البس قُطْنُ البَرْدِيّ؛‬
‫وأَنشد‪:‬كَندِيفِ البِ ْرسِ فوقَ الُماحْ‬
‫والنّبْرَاسُ‪ :‬الصباح؛ قال ابن سيده‪ ،‬رحه اللّه تعال‪ :‬وإِنا‬
‫س الذي هو‬ ‫َقضَينا بزيادة النون لَن بعضهم ذهب إِل أَن اشتقاقه من البُ ْر ِ‬
‫القطن‪ ،‬إذ الفتيلة ف الَغلب إِنا تكون من قطن‪ ،‬وذكره الَزهري ف‬
‫الرباعي قال‪ :‬ويقال للسّنا ِن نِبْرَاسٌ‪ ،‬وجعه النّبَا ِرسُ؛ قال ابن‬
‫مقبل‪:‬إِذ رَدّها الَيْ ُل َت ْعدُو وهي خاِفضَةٌ‪،‬‬
‫َحدّ النّبَا ِرسِ مَطْرُورا نَواحِيها‬
‫أَي خافضة الرماح‪ .‬والبَِ ْرسُ‪َ :‬حذَاقَة الدليل‪ .‬وبَ َرسَ إِذا اشتد على‬
‫غريه‪.‬‬
‫وبُ ْرسَانُ‪ :‬قبيلة من العرب‪ .‬والبَرْنَساءُ‪ :‬الناسُ‪ ،‬وفيه لغات‪:‬‬
‫بَرَْنسَا ُء مدود غي مصروف مثل َعقْرباءَ‪ ،‬وبَرْناسا ُء وبَراساءُ‪.‬وف‬
‫حديث الشعب‪ :‬هو أَحل من ما ِء بُ ْرسٍ؛ بُرْس‪َ :‬أ َجمَةٌ معروفة بالعراق‪،‬‬
‫وهي الن قرية‪ ،‬واللّه أَعلم‪.‬‬
‫@بربس‪ :‬أَبو عمرو‪ :‬البِرْباسُ البئر ال َعمِيقَةُ‪.‬‬
‫@برجس‪ :‬البِ ْرجِسُ والبِرْجِيسُ‪ :‬نم قيل هو الُشتري‪ .‬وهو قيل‪:‬‬
‫الِرّيخُ‪ ،‬والَعرف الِبرْجِيسُ‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪،‬‬
‫س وزُحَ ُل وَبهْرَامُ‬
‫سئل عن الكواكب الُنّسِ‪ ،‬فقال‪ :‬هي البِرْجِي ُ‬
‫وعُطارِدُ والزّهَرَةُ؛ البِرْجيسُ‪ :‬ا ُلشْتَرِي‪ ،‬وَبهْرام‪ :‬الِرّيخ‪.‬‬
‫والبُرْجاسُ‪ :‬غَرَض ف الواء يرمى به؛ قال الوهري‪ :‬وأَظنه مولّدا‪.‬‬
‫شر‪ :‬البُرْجاسُ شبه الَمارَةِ تنصب من الجارة‪.‬‬
‫غيه‪ :‬الِرْجاسُ حجر يرمى به ف البئر ليطيب ماؤُها وتفتح عيونا؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫إِذا رََأوْا كَريهَةً يَ ْرمُونَ ب‪،‬‬
‫س ف َقعْرِ ال ّطوِي‬ ‫َرمْيَكَ بالِرْجا ِ‬
‫قال‪ :‬ووجدت هذا ف أَشعار ا َلزْد بالبُرْجاس ف قعر الطّوي‪ ،‬والشعر‬
‫لسعد بن النتحر‬
‫(* قوله «لسعد بن النتحر» كذا بالصل بالاء الهملة وف‬
‫شرح القاموس بالاء العجمة‪ ).‬البارقي‪ ،‬رواه ا ُلؤَ ّرجُ‪ ،‬وناقة بِرْجِيسٌ‬
‫أَي غزيرة‪.‬‬
‫@بردس‪ :‬رجل بِرْدِيسٌ‪ :‬خبيث منكر‪ ،‬وهي البَرْدَسة‪.‬‬
‫@برطس‪ :‬الُبَ ْرطِسُ‪ :‬الذي يكتري للناس الِبل والمي ويَأْخذ ُجعْلً‪،‬‬
‫والسم البَ ْر َطسَةُ‪.‬‬
‫س وبِرْعِيسٌ‪ :‬غزيرة؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫@برعس‪ :‬ناقة ِبرْعِ ٌ‬
‫ِإنْ سَ ّر َك الغُزْرُ ا َلكُودُ الدائمُ‪،‬‬
‫فا ْع ِمدْ بَراعِيسَ أَبوها الرّا ِهمُ‬
‫س جيلة تامة‪.‬‬ ‫س وبِرْعِي ٌ‬ ‫وراهم‪ :‬اسم فحل‪ ،‬وقيل‪ :‬ناقة بِرْعِ ٌ‬
‫@برنس‪ :‬البُرْنُس‪ :‬كل ثوب رأْسه منه ُملْتَزِقٌ به‪ُ ،‬درّاعَةً كان أَو‬
‫ِممْطَرا أَو جُبّة‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ :‬سقط البُرْنُسُ عن‬
‫سوَة طويلة‪ ،‬وكان‬ ‫رأْسي‪ ،‬هو من ذلك‪ .‬الوهري‪ :‬البُرُْنسُ َقلَْن ُ‬
‫الّنسّا ُك يلبسونا ف صدر الِسلم‪ ،‬وقد تَبَرْنَسَ الرجل إِذا لبسه‪ ،‬قال‪ :‬وهو‬
‫من البِرْس‪ ،‬بكسر الباء‪ ،‬القطن‪ ،‬والنون زائدة‪ ،‬وقيل‪ :‬إِنه غي عرب‪.‬‬
‫والتّبَرْنُسُ‪ :‬مشي الكلب‪ ،‬وإذا مشى الِنسان كذلك قيل‪ :‬هو‬
‫يَتََبرْنَسُ‪ .‬وتَبَرْنَس الرجل‪ :‬مشى ذلك الشي‪ .‬وهو يشي البَرَْنسَاءَ أَي ف غي‬
‫صَْنعَةٍ‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬يقال للرجل إِذا م ّر مرّا سريعا‪ :‬هو‬
‫يَتََبرْنَسُ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫َفصَّبحَتْه ِسلَقٌ تَبَرْنَ ُ‬
‫س‬
‫والبَرْنَسا والبَرْنَساءُ‪ :‬ابن آدم‪ .‬يقال‪ :‬ما أَدري أَيّ البَرْنَساء‬
‫ي بَرْناساء هو وأَي‬ ‫ي بَرَنْساءَ هو وأَ ّ‬
‫هو‪ .‬ويقال‪ :‬ما أَدري أَ ّ‬
‫البَرَنْساءِ هو؛ معناه ما أَدري أَيّ الناس هو‪ .‬والبَرْنَساء‪ :‬الناس‪ ،‬وفيه‬
‫لغات‪ :‬بَرْنَساء مثل َعقْرَباء‪ ،‬مدود غي مصروف‪ ،‬وبَرْناساء وبَراساء‪.‬‬
‫ق نَسا‪.‬‬ ‫والولد بالنّبَطِيّة‪ :‬بَ َر ْ‬
‫س السّويقَ والدقيقَ وغيها يَُبسّه َبسّا‪ :‬خلطه بسمن أَو‬ ‫@بسس‪ :‬بَ ّ‬
‫زيت‪ ،‬وهي الَبسِيسَةُ‪ .‬قال اللحيان‪ :‬هي الت تُلتّ بسمن أَو زيت ول‬
‫تُبَلّ‪ .‬والبَسّ‪ :‬اتاذ البَسيسَة‪ ،‬وهو أَن يُلتّ السّويقُ أَو الدقيق‬
‫أَو ا َلقِطُ الطحون بالسمن أَو بالزيت ث يؤكل ول يطبخ‪ .‬وقال يعقوب‪:‬‬
‫هو أَشد من اللّتّ بللً؛ قال الراجز‪:‬‬
‫ل َتخِْبزَا خَبْزا وَبسّا‪،‬‬
‫ول تُطِيل بُناخٍ حَْبسَا‬
‫وذكر أَبو عبيدة أَنه لص من غَطَفان أَراد أَن يبز فخاف أَن يعجل عن‬
‫ق اللّي‪ .‬ابن سيده‪:‬‬ ‫س من السّو ِ‬‫ذلك فأَكله عجينا‪ ،‬ول يعل البَ ّ‬
‫والَبسِيسَةُ الشعي يلط بالنوى للِبل‪ .‬والبسيسة‪ :‬خبز يفف ويدق ويشرب كما‬
‫يشرب السويق‪ .‬قال ابن دريد‪ :‬وأَحسبه الذي يسمى الفَتُوتُ‪.‬‬
‫ستِ البا ُل َبسّا؛ قال الفراء‪ :‬صارت‬ ‫وف التنيل العزيز‪ :‬وُب ّ‬
‫كالدقيق‪ ،‬وكذلك قوله عز وجل‬
‫(* قوله «وكذلك قوله عز وجل إل» كذا بالصل وعبارة‬
‫مت القاموس وشرحه‪ :‬وبست البال بسّا أي فتت‪ ،‬نقله اللحيان فصارت أرضا‬
‫قاله الفراء وقال أبو عبيدة فصارت ترابا وقيل نسفت كما قال تعال ينسفها‬
‫رب نسفا وقيل سيقت كما قال تعال وسيت إل‪ :).‬وسيت البال فكانت‬
‫سرابا‪ .‬وبست‪ :‬فتت فصارت أَرضا‪ ،‬وقيل نسفت‪ ،‬كما قال تعال‪ :‬ينسفها رب‬
‫نسفا؛ وقيل‪ :‬سيقت‪ ،‬كما قال تعال‪ :‬وسيت البال فكانت سرابا‪ .‬وقال الزجاج‪:‬‬
‫ت وخلطت‪ .‬وبَسّ الشيءَ إِذا فَتّتَه‪ .‬وف حديث التعة‪:‬‬ ‫ستْ لُّت ْ‬‫ُب ّ‬
‫ومعي بُرْدٌَة قد ُبسّ منها أَي ني َل منها وَبلَِيتْ‪ .‬وف حديث ماهد‪ :‬من‬
‫أَساء مكة البَاسّةُ‪ ،‬سيت با لَنا َتحْ ِطمُ من أَخطأَ فيها‪.‬‬
‫والبَسّ‪ :‬الَ ْطمُ‪ ،‬ويروى بالنون من النّسّ الطرد‪.‬‬
‫الَصمعي‪ :‬البَسيسَة كل شيء خلطته بغيه مثل السويق بالَقط ث تَُبلّه‬
‫سسْتُهُ أَُبسّه‬
‫بالرّبّ أَو مثل الشعي بالنوى للِبل‪ .‬يقال‪َ :‬ب َ‬
‫َبسّا‪ .‬وقال ثعلب‪ :‬معن وُبسّت البال بسّا‪ ،‬خلطت بالتراب‪ .‬وقال‬
‫اللحيان‪ :‬قال بعضهم‪ :‬فُّتتْ‪ ،‬وقال بعضهم‪ُ :‬سوّيتْ‪ ،‬وقال أَبو عبيدة‪ :‬صارت‬
‫ترابا تَرِبا‪.‬‬
‫وجاء بالَمر من َحسّه وَبسّه أَي من حيث كان ول يكن‪ .‬ويقال‪ :‬جئْ به‬
‫ت به على كل حال من حيث شئت‪ .‬قال أَبو عمرو‪:‬‬ ‫من ِحسّك وِبسّك أَي ائ ِ‬
‫يقال جاء به من َحسّه وَبسّه أَي من جهده‪ .‬ولَطلُبَنّه من َحسّي‬
‫وَبسّي أَي من ُجهْدي؛ وينشد‪:‬‬
‫ت َر َكتْ بَيْت‪ ،‬من ا َلشْـ‬
‫ـياءِ‪َ ،‬قفْرا‪ ،‬مثلَ َأمْسِ‬
‫ت قد َجمّـ‬ ‫كلّ شيءٍ كن ُ‬
‫ت من َحسّي وَبسّي‬ ‫ـ ْع ُ‬
‫س ف ماله َبسّ ًة ووَ َزمَ َو ْزمَةً‪ :‬أَذهب منه شيئا؛ عن‬ ‫وبَ ّ‬
‫س بِسْ‪:‬‬
‫س بِسْ‪ :‬ضرب من زجر الِبل‪ ،‬وقد أَبّسَ با‪ .‬وبَس َبسْ وبِ ْ‬ ‫اللحيان‪.‬وبِ ْ‬
‫من زجر الدابة‪ ،‬بَسّ با يَبُسّ وأَبَسّ‪ ،‬وقال اللحيان‪ :‬أََبسّ‬
‫بالناقة دعاها للحلب‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه دعا ولدها لَِتدِرّ على حالبها‪ .‬وقال ابن‬
‫دريد‪ :‬بَسّ بالناقة وأَبَسّ با دعاها للحلب‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن النب‪،‬‬
‫صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬يرج قوم من الدينة إِل الشام واليمن‬
‫والعراق يُِبسّون‪ ،‬والدينة خي لم لو كانوا يعلمون؛ قال أَبو عبيد‪ :‬قوله‬
‫يُِبسّون هو أَن يقال ف زجر الدابة إِذا ُس ْقتَ حارا أَو غيه‪َ :‬بسْ‬
‫س بِسْ‪ ،‬بفتح الباء وكسرها‪ ،‬وأَكثر ما يقال بالفتح‪ ،‬وهو صوت الزجر‬ ‫س وبِ ْ‬ ‫بَ ْ‬
‫سسْتُها‬ ‫للسّوْق‪ ،‬وهو من كلم أَهل اليمن‪ ،‬وفيه لغتان‪َ :‬ب َ‬
‫س بِسْ‪ ،‬فيقال على هذا يَُبسّون‬ ‫وأَْبسَسْتُها إِذا ُسقْتَها وزجَرْتا وقلت لا‪ :‬بِ ْ‬
‫ويُِبسّون‪.‬‬
‫ستُ بالغنم‬ ‫سْ‬‫س بالغنم إِذا َأسْلها إِل الاء‪ .‬وأَْب َ‬ ‫وأَبَ ّ‬
‫سسْتُ با َلعَز إِذا أَشلَيْتَها إِل الاء‪.‬‬‫إِْبسَاسا‪ .‬وقال أَبو زيد‪ :‬أَْب َ‬
‫س بأُمه له‪.‬‬
‫وأَبَسّ بالِبل عند اللب إِذا دعا الفصيل إِل أُمه‪ ،‬وأَبَ ّ‬
‫سسْتُ بالِبل عند اللب‪ ،‬وهو صُوْيتُ الراعي تسكن به‬ ‫التهذيب‪ :‬وأَْب َ‬
‫الناقة عند اللب‪ .‬وناقة َبسُوسٌ‪َ :‬ت ِدرّ عند الِبْساس‪ ،‬وَبسْبَسَ‬
‫بالناقة كذلك؛ وقال الراعي‪:‬‬
‫لعَاشِرَةٍ وهو قد خافَها‪،‬‬
‫فَظَ ّل يَُبسْبِسُ أَو يَْنقُر‬
‫س با يسكنها‬ ‫لعاشرة‪ :‬بعدما سارت عشر ليال‪ .‬يَُبسْبِسُ أَي يَبُ ّ‬
‫لَت ِدرّ‪ .‬والِبْساسُ بالشفتي دون اللسان‪ ،‬والنقر باللسان دون الشفتي‪،‬‬
‫شلَى باسه واسم أُمه فيسكن‪ ،‬وقيل‪،‬‬ ‫والمل ل يُبَسّ إِذا استصعب ولكن ُي ْ‬
‫سكّنُها لَت ِدرّ‪ ،‬وكذلك تَبُسّ الريح‬ ‫الِبْساسُ أَن يسح ضرع الناقة ُي َ‬
‫بالسحابة‪ .‬والُبسُسُ‪ :‬الرّعاة‪ .‬والُبسُسُ‪ :‬النّوق الِْنسِيّة‪.‬‬
‫والُبسُسُ‪ :‬ا َل ْس ِوقَةُ اللتوتة‪.‬‬
‫سسْتُ‬ ‫س بِسْ‪ .‬أَبو عبيد‪َ :‬ب َ‬ ‫والِبْساسُ عند اللب‪ :‬أَن يقال للناقة بِ ْ‬
‫س بِسْ‪ ،‬والعرب تقول ف‬ ‫سسْت لغتان إِذا زجرتا وقلت بِ ْ‬ ‫الِبل وأَْب َ‬
‫أَمثالم‪ :‬ل أَفعله ما أَبَسّ عبدٌ بناقته‪ ،‬قال اللحيان‪ :‬وهو طوافه‬
‫حولا ليحلبها‪.‬‬
‫أَبو سعيد‪ :‬يُِبسّون أَي يسيحون ف الَرض‪ ،‬وانْبَسّ الرج ُل إِذا ذهب‪.‬‬
‫ستُ الا َل ف البلد فانْبَسّ إِذا‬ ‫سْ‬ ‫س ُهمْ عنك أَي اطردهم‪ .‬وَب َ‬ ‫وُب ّ‬
‫ستُ‬ ‫سْ‬ ‫أَرسلته فتفرق فيها‪ ،‬مثل بَثَْثتُه فانَْبثّ‪ .‬وقال الكسائي‪ :‬أَْب َ‬
‫بالنعجة إِذا دعوتا للحلب؛ وقال الَصمعي‪ :‬ل أَسع الِبْساسَ إِل ف‬
‫س بَسْ‪ .‬والَبسُوسُ‪:‬‬ ‫ستُ الغنم قلت لا بَ ْ‬ ‫الِبل؛ وقال ابن دريد‪َ :‬بسَ ْ‬
‫س بُسّ‪،‬‬ ‫الناقة الت ل َت ِدرّ إِل بالِبْساسِ‪ ،‬وهو أشن يقال لا بُ ّ‬
‫سكّنُ به الناق ُة عند اللب‪،‬‬ ‫صوَْيتُ الذي ُت َ‬ ‫بالضم والتشديد‪ ،‬وهو ال ّ‬
‫وقد يقال ذلك لغي الِبل‪.‬‬
‫والَبسُوسُ‪ :‬اسم امرأَة‪ ،‬وهي خالة َجسّاس بن مُرّة الشّيْبان‪ :‬كانت‬
‫لا ناقة يقال لا سَرَابِ‪ ،‬فرآها ُكلَيْبُ وائ ٍل ف حِماه وقد َكسَرَتْ‬
‫بَيْض طي كان قد أَجاره‪ ،‬فَرَمى ضَرْعها بسهم‪َ ،‬فوََثبَ َجسّاس علة‬
‫كليب فقتله‪ ،‬فهاجت حَربُ بك ٍر وَت ْغلِبَ ابن وائل بسببها أَربعي سنة حت‬
‫ضربت با العرب الثل ف الشؤم‪ ،‬وبا سيت حرب الَبسُوس‪ ،‬وقيل‪ :‬إِن الناقة‬
‫عقرها َجسّاسُ بن مرة‪ .‬ومن أَمثال العرب السائرة «غيه‪ :‬وف الديث»‪:‬‬
‫هو َاشَْأمُ من الَبسُوسِ‪ ،‬وهي ناقة كانت َت ُدِرّ على الُبِسّ با‪،‬‬
‫ولذلك سيت َبسُوسا‪ ،‬أَصابا رجل من العرب بسهم ف ضرعها فقتلها‪ .‬وف‬
‫الَبسُوسِ قول آخر روي عن ابن عباس‪ ،‬قال الَزهري‪ :‬وهذه َأشْبه بالق‪ ،‬وروى‬
‫بسنده عن ابن عباس ف قوله تعال‪ :‬واتْ ُل عليهم نَبََأ الذي آتيناه آياتِنا‬
‫سلَخ منها؛ قال‪ :‬هو رجل أُعْ ِطيَ ثلث دعوات يستجاب له فيها‪ ،‬وكان‬ ‫فان َ‬
‫له امرأَة يقال لا الَبسُوسُ‪ ،‬وكان له منها ولد‪ ،‬وكانت له مُحبّة‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬اجعل ل منها دعوة واحدة‪ ،‬قال‪ :‬فلك واحدة فماذا تأْمرين؟ قالت‪ :‬ادعُ‬
‫اللّه أَن يعلن أَجل امرأَة ف بن إِسرائيل‪ ،‬فلما علمت أَن ليس فيهم‬
‫مثلها رغبت عنه وأَرادت شيئا آخر‪ ،‬فدعا اللّه عليها أَن يعلها كلبة‬
‫نَبّاحَةً فذهبت فيها دعوتان‪ ،‬وجاء بنوها فلقالوا‪ :‬ليس لنا على هذا قرار‪،‬‬
‫قد صارت أُمنا كلبة ُتعَيّرُنا با الناسُ‪ ،‬فادع اللّه أَن يعيدها إِل‬
‫الال الت كانت عليها‪ ،‬فدعا اللّه فعادت كما كانت فذهبت الدعوات الثلث‬
‫ش ْؤمِ‪.‬‬
‫ف الَبسُوس‪ ،‬وبا يضرب الثل ف ال ّ‬
‫وبُسْ‪ :‬زجر للحافر‪ ،‬وبَسْ‪ :‬بعن َحسْبُ‪ ،‬فارسية‪.‬‬
‫وقد َبسْبَسَ به وأَبَسّ به وَأسّ به إِل الطعام‪ :‬دعاه‪ .‬وبَسّ‬
‫الِبل َبسّا‪ :‬ساقها؛ قال‪:‬‬
‫ل َتخِْبزَا خَبْزا وُبسّا َبسّا‬
‫وقال ابن دريد‪ :‬معناه ل تُبْطِئا ف الَبْ ِز وُبسّا الدقيق بالاءِ‬
‫ق الشديد بالضرب‪ .‬والبَسّ‪ :‬السي‬ ‫سوْ ُ‬
‫فكله‪ .‬وف ترجة خبز‪ :‬الَبْ ُز ال ّ‬
‫ستُ الِبل أَُبسّها‪ ،‬بالضم‪،‬‬ ‫س َبسّا وَبسَ ْ‬ ‫ستُ أَبُ ّ‬‫سْ‬ ‫الرقيق‪َ .‬ب َ‬
‫ق اللّيّنُ‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫سوْ ُ‬
‫َبسّا إِذا ُسقْتَها سوقا لطيفا‪ .‬والبَسّ‪ :‬ال ّ‬
‫س أَن تَبُ ّل الدّقيق ث تأْكله‪ ،‬والَبْ ُز أَن تَخبِزَ‬ ‫البَ ّ‬
‫ا َللِيلَ‪ .‬والبَسيسَة عندهم‪ :‬الدقيق والسويق يلت ويتخذ زادا‪ .‬ابن السكيت‪:‬‬
‫ستُ السوي َق والدقيق َأُبسّه َبسّا إِذا بللته بشي ٍء من الاء‪ ،‬وهو‬ ‫سْ‬ ‫َب َ‬
‫أَشد من اللّتّ‪ .‬وبَسّ الرج َل يَُبسّه‪ :‬طرده وناه‪ .‬وانْبَسّ‪:‬‬
‫تََنحّى‪ .‬وبَسّ عَقاربه‪ :‬أَرسل نائمه وأَذاه‪ .‬واْنَبسّتِ اليةُ‪ :‬انْساَبتْ‬
‫على وجه الَرض؛ قال‪:‬‬
‫وانْبَسّ حَيّاتُ الكَثِيبِ الَهْيَلِ‬
‫س ف الَرض‪ :‬ذهب؛ عن اللحيان وحده حكاه ف باب انَْبسّت‬ ‫وانْبَ ّ‬
‫اليات انْبِساسا‪ ،‬قال‪ :‬والعروف عند أَب عبيد وغيه ارْبَسّ‪ .‬وف حديث‬
‫الجاج‪ :‬قال للنعمان بن ُزرْعَةَ‪َ :‬أمِنّ أَهلِ ال ّرسّ والبَسّ أَنت؟‬
‫البَسّ‪ :‬ال ّدسّ‪ .‬يقال‪َ :‬بسّ فلن لفلن من يتخب له خبه ويأَتيه به‬
‫أَي َدسّه إِليه‪.‬‬
‫والَبسَْبسَة‪ :‬السّعايَةُ بي الناس‪ .‬والبَسْبَسُ‪ :‬شجرٌ‪ .‬والَبسْبَسُ‪:‬‬
‫سبِ‪ ،‬وزعم يعقوب أَنه من القلوب‪ .‬والبِسابِسُ‪ :‬الكذب‪.‬‬ ‫لغة ف السّْب َ‬
‫والَبسْبَس‪ :‬ال َقفْرُ‪ .‬والتّرّهات البَسابِسُ هي الباطلُ‪ ،‬وربا قالوا‬
‫تُرّهاتُ البَسابِسِ‪ ،‬بالِضافة‪ .‬وف حديث قُسّ‪ :‬فبينا أَنا أَجول‬
‫َبسَْبسَها؛ الَبسْبَسُ‪ :‬البَرّ ا ُل ْقفِرُ الواسع‪ ،‬ويروى سَْبسَبَها‪ ،‬وهو‬
‫بعناه‪ .‬وَبسْبَس َب ْولَه‪َ :‬كسَْبسَبَه‪.‬‬
‫والَبسْباسُ‪َ :‬بقْلَة‪ :‬قال أَبو حنيفة‪ :‬الَبسْباسُ من النبات الطيب‬
‫الريح‪ ،‬وزعم بعض الرواةى أَنه الناناه‪ ،‬وأَما أَبو زياد فقال‪ :‬الَبسْباسُ‬
‫طَّيبُ الريح ُيشْبِه َط ْعمُه طعم الزر‪ ،‬واحدته َبسْباسَةٌ‪ .‬الليث‪:‬‬
‫البَسباسَة بقلة؛ قال الَزهري‪ :‬هي معروفة عند العرب؛ قال‪ :‬والَبسْبَسُ شجر‬
‫تتخذ منه الرجال‪ .‬قال الَزهري‪ :‬الذي قالَه الليث ف البسبس أَنه شجر ل‬
‫سبَ‪.‬‬ ‫أَعرفه‪ ،‬قال‪ :‬وأَراه أَراد السّْب َ‬
‫وَبسْباسَةُ‪ :‬اسم امرأَة‪ ،‬والبَسُوس كذلك‪.‬‬
‫سلَ ِميّ‪:‬‬
‫وبُسّ‪ :‬موضع عند حني؛ قال عباس بن مِرْداس ال ّ‬
‫ضتُ الَيْ َل فيها بي بُسّ‬ ‫رَ َك ْ‬
‫إِل ا َلوْراد‪ ،‬تَْنحِطُ بالنّهابِ‬
‫قال‪ :‬وأُرى عاهانَ بن كعب إياه عن بقوله‪:‬‬
‫جمَةٌ كأَشا ِء بُسّ‪،‬‬ ‫بَنِيكَ و َه ْ‬
‫ت القَصَراتِ كُومُ‬ ‫غِلظُ مناِب ِ‬
‫جمَةٌ‬
‫يقول‪ :‬عليك بنيك أَو انظر بنيك‪ ،‬ورفع هجمة على تقدير وهذه َه ْ‬
‫ش َغلْك عن النعيم‪.‬‬ ‫كالَشاء ففيها ما َي ْ‬
‫@بطس‪ :‬التهذيب‪ :‬بِطياسُ اسم موضع على بناء الِرْيال‪،‬‬
‫قال‪ :‬وكأَنه أَعجمي‪.‬‬
‫@بغس‪ :‬الَبغْسُ‪ :‬السّوادُ؛ يَمانِيَةٌ‪.‬‬
‫صمَه إِذا قهره‪ .‬قال‪:‬‬ ‫@بكس‪ :‬التهذيب‪ :‬ابن الَعراب َبكَسَ َخ ْ‬
‫والُب ْكسَةُ خرقة يدوّرها الصبيان ث يأْخذون حجرا فيدوّرونه كأَنه كُرَةٌ‪ ،‬ث‬
‫يتقامرون با‪ ،‬وتسمى هذه الّلعْبَةُ ال ُكجّةَ‪ ،‬ويقال لذه الرقة أَيضا‪:‬‬
‫التّونُ والجُرّةُ‪.‬‬
‫س من‬ ‫@بلس‪ :‬أَْبلَسَ الرجلُ‪ :‬قُ ِطعَ به؛ عن ثعلب‪ .‬وأَْبلَس‪ :‬سكت‪ .‬وأَْبلَ َ‬
‫س وَن ِدمَ‪ ،‬ومنه سي إبليس وكان اسه عزازيلَ‪ .‬وف‬ ‫رحة اللّه أَي يَئِ َ‬
‫التنيل العزيز‪ :‬يومئذ يُْبلِسُ الجرمون‪ .‬وإِبليس‪ ،‬لعنة اللّه‪ :‬مشتق‬
‫منه لَنه أُْبلِسَ من رحة اللّه أَي أُويِسَ‪ .‬وقال أَبو إِسحق‪ :‬ل يصرف‬
‫لَنه أَعجمي معرفة‪.‬‬
‫والبَلسُ‪ :‬ا ِلسْحُ‪ ،‬والمع ُبلُسٌ‪ .‬قال أَبو عبيدَة‪ :‬وما دخل ف كلم‬
‫العرب من كلم فارس ا ِلسْ ُح تسميه العرب البَلسَ‪ ،‬بالباء الشبع‪،‬‬
‫وأَهل الدينة يسمون ا ِلسْ َح بَلسا‪ ،‬وهو فارسي معرب‪ ،‬ومن دعائهم‪ :‬أَرانِيك‬
‫اللّ ُه على الَبلَسِ‪ ،‬وهي غَرائِرُ كِبا ٌر من ُمسُوح يعل فيها التّي‬
‫شهّرُ عليها من يَُنكّلُ به وينادى عليه‪ ،‬ويقال لبائعه‪:‬‬ ‫وُي َ‬
‫لسُ‪ .‬والُْبلِسُ‪ :‬اليائسُ‪ ،‬ولذلك قيل للذي يسكت عند انقطاع حجته ول يكون‬ ‫الَب ّ‬
‫عنده جواب‪ :‬قد أَْبلَسَ؛ وقال العجاج‪:‬‬
‫قال‪َ :‬ن َعمْ أَعْ ِرفُه‪ ،‬وأَْبلَسا‬
‫أَي ل ُيحِ ْر ِإلّ جوابا‪ .‬ونو ذلك قيل ف الُبلِس‪ ،‬وقيل‪ :‬إِن‬
‫س من رحة اللّه أَْبلَسَ يأَسا‪.‬‬ ‫إِبليس سي بذا السم لَنه لا أُويِ َ‬
‫وف الديث‪ .‬فتَأ ّشبَ أَصحابُه حوله وأَْبلَسُوا حت ما أَوضحوا بضاحِكة؛‬
‫أَبلسوا أَي سكتوا‪ .‬والُْبلِسُ‪ :‬الساكت من الزن أَو الوف‪.‬‬
‫والِبْلسُ‪ :‬الَيْرة؛ ومنه الديث‪:‬‬
‫أَل تر الِ ّن وإِبلسَها‬
‫س معناه ف اللغة‬ ‫أَي َتحَيّرَها ودَ َهشَها‪ .‬وقال أَبو بكر‪ :‬الِبْل ُ‬
‫القُنُوط وقَ ْطعُ الرجاء من رحة اللّه تعال؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ت يومَ َخمِيسٍ الَخْماسْ‪،‬‬ ‫و َحضَرَ ْ‬
‫صفْرَةٌ وإِبْلسْ‬
‫وف الوجوهِ ُ‬
‫ويقال‪ :‬أَْبلَسَ الرج ُل إِذا انقطع فلم تكن له حجة؛ وقال‪:‬‬
‫به َهدَى اللّ ُه قوما من ضللَِت ِهمْ‪،‬‬
‫ت لم إِذ أَْبلَسُوا َسقَرُ‬ ‫وقد أُ ِعدّ ْ‬
‫والِبْلسُ‪ :‬النكسار والزن‪ .‬يقال‪ :‬أَْبلَسَ فلن إِذا سكت غمّا؛ قال‬
‫العجاج‪:‬‬
‫يا صاحِ هل َتعْ ِرفُ َرسْما ُمكْرَسا؟‬
‫قال‪ :‬نعم أَعْ ِرفُه‪ ،‬وأَُْبلَسا‬
‫وا ُلكْ َرسُ‪ :‬الذي صار فيه الكِ ْرسُ‪ ،‬وهو الَبوال والَبعار‪.‬‬
‫غ من شدة الضّْبعَة‪ ،‬فهي مِبْلس‪.‬‬ ‫ستِ الناقة إِذا ل تَ ْر ُ‬ ‫وأَْبلَ َ‬
‫والَبلَسُ‪ :‬الّتيُ‪ ،‬وقيل‪ :‬الَبلَسُ ثر التي إذا أَدرك‪ ،‬الواحدة‬
‫َبَلسَةٌ‪ .‬وف الديث‪ :‬من أَحب أَن يَ ِرقّ قلبه فلُْيدْمِنْ أَكل الَبلَس‪،‬‬
‫وهو التي‪ ،‬إِن كانت الرواية بفتح الباء واللم‪ ،‬وإِن كانت الُبلُسَ فهو‬
‫ال َع َدسُ‪ ،‬وف حديث عطاء‪ :‬الُبلُس هو العدس‪ ،‬وف حديث ابن جُرَيْج قال‪:‬‬
‫لبّ‪ ،‬فقال‪ :‬فيه ُكلّه الصدقةُ‪ ،‬فذكر ال ّذرَةَ‬ ‫سأَلت عطاء عن صدقة ا َ‬
‫ل ْلجُلنَ؛ قال‪ :‬وقد يقال فيه الُبلْسُنُ‪ ،‬بزيادة‬ ‫والدّخْنَ والُبلُس وا ُ‬
‫النون‪ .‬الوهري‪ :‬والَبلَس‪ ،‬بالتحريك‪ ،‬شيء يشبه التي يكثر باليمن‪.‬‬
‫والُبلُس‪ ،‬بضم الباء واللم‪ :‬العدس‪ ،‬وهو الُبلْسُن‪.‬‬
‫والَبلَسانُ‪ :‬شجر لبه ُدهْن‪ .‬التهذيب ف الثلثي‪َ :‬بلَسانٌ شجر يعل‬
‫حبه ف الدواء‪ ،‬قال‪ :‬ولبه دهن حار يتنافس فيه‪ .‬قال الَزهري‪َ :‬بلَسان‬
‫أُراه روميّا‪ .‬وف حديث ابن عباس‪ ،‬رضي اللّه عنهما‪ :‬بعث اللّه الطي على‬
‫أَصحاب الفيل كالَبلَسان؛ قال عَبّاد بن موسى‪ :‬أَظنها الزّرازيرَ‪.‬‬
‫والَبلَسانُ‪ :‬شجر كثي الورق ينبت بصر‪ ،‬وله دهن معروف‪ .‬اللحيان‪ :‬ما ُذ ْقتُ‬
‫عَلوسا ول َبلُوسا أَي ما أَكلت شيئا‪.‬‬
‫خمَةُ من‬
‫ضْ‬ ‫س وال ّدلْعَكُ‪ ،‬كل هذا‪ :‬ال ّ‬ ‫@بلعس‪ :‬الَب ْلعَسُ وال ّدلْعَ ُ‬
‫لمْقاءُ‪.‬‬
‫النوق مع استرخاء فيها‪ .‬ابن سيده‪ :‬والبََلعُوسُ ا َ‬
‫@بلعبس‪ :‬الُبَلعْبيسُ‪ :‬ال َعجَبُ‪.‬‬
‫@بلهس‪َ :‬ب ْلهَسَ‪ :‬أَسرع ف مشيه‪.‬‬
‫@بنس‪ :‬بَنّسَ عنه َتبْنِيسا‪ :‬تأَخر؛ قال ابن أَحر‪:‬‬
‫كأَنا من نَفا العَزّافِ طاوِيَةٌ‪،‬‬
‫سفَرُ‬
‫َلمّا انْطَوى بطنُها واخْ َروّطَ ال َ‬
‫ماوِيّ ٌة ُلؤْلُؤانُ الّل ْونِ‪َ ،‬اوّدَها‬
‫طَلّ‪ ،‬وبَنّسَ عنها فَ ْرَقدٌ َخصِرُ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬قال ابن جن قوله بَنّسَ عنها إِنا هو من النوم غي‬
‫أَنه إنا يقال للبقرة‪ ،‬قال‪ :‬ول أَعلم هذا القول عن غي ابن جن‪ ،‬قال‪ :‬وقال‬
‫الَصمعي هي أَحد الَلفاظ الت انفرد با بن أَحر‪ ،‬قال‪ :‬ول يسند أَبو‬
‫زيد هذين البيتي إِل ابن أَحر ول ها أَيضا ف ديوانه ول أَنشدها‬
‫الَصمعي فيما أَنشده له من الَبيات الت أَورد فيها كلماته‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وينبغي أَن يكون ذلك شيء جاء به غي ابن أَحر تابعا له فيه ومَُتقَبّلً‬
‫أَثره‪ ،‬هذا أَوفق من قول الَصمعي إِنه ل يأْتِ به غيه‪ .‬وقال شر‪ :‬ول‬
‫س إِذا تأَخر إِل لبن أَحر‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫أَسع بَنّ َ‬
‫بَنّسوا عن البيوت ل تَ ُطمّ امرأَة ول صب يسمع كلمكم؛ أَي تأَخروا‬
‫لئل يسمعوا ما َيسَْتضِرّون به من ال ّرَفثِ الاري بينكم‪ .‬وبَنّسْ‪:‬‬
‫ا ْقعُدْ؛ عن كراع كذلك حكاها بالَمر‪ ،‬والشي لغة‪ ،‬وسيأْت ذكرها‪.‬‬
‫س وبَنّشَ إِذا قعد؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫اللحيان‪ :‬بَنّ َ‬
‫إِن كنتَ غيَ صائ ٍد فَبَنّسِ‬
‫ابن الَعراب‪َ :‬أبْنَسَ الرجلُ إِذا هرب من سلطان‪ ،‬قال‪ :‬والبَنَسُ‬
‫الفرار من الشر‪.‬‬
‫@بس‪ :‬الَبهْسُ‪ :‬ا ُلقْ ُل ما دام رطبا‪ ،‬والشي لغة فيه‪ .‬والَبهْسُ‪:‬‬
‫الُ ْرأَة‪.‬‬
‫سف‬ ‫@بنس‪ :‬الَبهْنَسى‪ :‬التبختر‪ ،‬وهو الَبهَْنسَةُ‪ .‬والَسد يَُبهْنِ ُ‬
‫مشيه ويََتَبهْنَسُ أَي يتبختر؛ خص بعضهم به الَسد وعم بعضهم به‪ .‬و َجمَل‬
‫س وبُهانِسٌ‪َ :‬ذلُولٌ‪.‬‬ ‫َبهْنَ ٌ‬
‫@بوس‪ :‬الَب ْوسُ‪ :‬التقبيل‪ ،‬فارسي معرب‪ ،‬وقد باسَه يَبُوسه‪ .‬وجاء بالَب ْوسِ‬
‫البائِسِ أَي الكثي‪ ،‬والشي العجمة أَعلى‪.‬‬
‫@بولس‪ :‬ف الديث‪ :‬يشر التكبون يوم القيامة أَمثال ال ّذرّ حت‬
‫يدخلوا سجنا ف جهنم يقال له بُولَسُ؛ هكذا جاء ف الديث ُمسَمّى‪.‬‬
‫@بيس‪ :‬الفراء‪ :‬ياسَ إِذا تبختر‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬ماس ييس بذا العن‬
‫أَكثر‪ ،‬والباء واليم يتعاقبان‪ ،‬وقال‪ :‬باسَ ارجلُ َيبِيسُ إِذا تكب على‬
‫الناس وآذاهم‪.‬‬
‫وبَيْسانُ‪ :‬موضع با ُلرْ ُدنّ فيه نل ل يثمر إِل خروج الدجال‪.‬‬
‫التهذيب‪ :‬بَيْسانُ موضع فيه كُروم من بلد الشام؛ وقول الشاعر‪:‬‬
‫شُرْبا بِبَيسانَ من الُر ُدنّ‬
‫هو موضع‪ .‬قال الوهري‪ :‬بَيْسانُ موضع تنسب إِليه المر؛ قال حسان بن‬
‫ثابت‪:‬‬
‫َنشْرَبُها صِرْفا و َممْزُوجَةً‪،‬‬
‫ث ُنغَنّي ف بُيوتِ الرّخامْ‬
‫من َخمْ ِر بَيْسانَ َتخَيّرْتُها‪،‬‬
‫تُرْياقَةً تُوشِكُ فَْترَ العِظامْ‬
‫قال ابن بري‪ :‬الذي ف شعره ُتسْرعُ فتر العظام‪ ،‬قال‪ :‬وهو الصحيح لَن‬
‫أَوشك بابه أَن يكون بعده أَن والفعل‪ ،‬كقول جرير‪:‬‬
‫ش ِقيّ ول ُيقَ ّدرْ‬ ‫إِذا َجهِ َل ال ّ‬
‫ك أَن يُصابا‬ ‫لبعضِ ا َلمْرِ‪َ ،‬أ ْوشَ َ‬
‫وقد تذف أَن بعده كما تذف بعد عسى‪ ،‬كقول أُمية‪:‬‬
‫ك مَ ْن فَرّ من مَنِيّتِه‪،‬‬‫يُوشِ ُ‬
‫ف بعضِ غِرّاتِه‪ ،‬يُواِفقُها‬
‫س لغة ف بِئْسَ‪،‬‬ ‫فهذا هو الَكثر ف أَوشك يوشك‪ ،‬وحكى الفارسي بِيْ َ‬
‫واللّه أَعلم‪.‬‬
‫@برش‪ :‬البَرَش والبُ ْرشَةُ‪ :‬لون متلف‪ ،‬نقطة حراء وأُخرى سوداء أَو‬
‫ي لون‬
‫ض ف لون الفرس وغيه أَ ّ‬ ‫غَبْراء أَو نو ذلك‪ .‬والبَرَش‪ :‬من ُلمَعِ بيا ٍ‬
‫شهْبَة‪ ،‬وخص اللحيان به البِرْ َذ ْونَ‪ ،‬وقد بَرِشَ‬ ‫كان إِل ال ّ‬
‫وابْرَشّ وهو أَبْ َرشُ؛ ا َلبْرَشُ‪ :‬الذي فيه أَلوان و ِخلْط‪ ،‬والبُرْشُ المع‪.‬‬
‫والبَرَش ف شعر الفرس‪ُ :‬ن َكتٌ صِغار تالف سائر لونه‪ ،‬والفرس أَبْرَش‬
‫وقد ابْرشّ الفرس ابْرِشاشا‪ ،‬وشاة بَرْشاءُ‪ :‬ف لونا ُنقَط متلفة‪.‬‬
‫وحَيّة بَرْشاءُ‪ :‬بنلة ال ّرقْشاءِ‪ ،‬والبَرِيش مثله؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫وتَ َر َكتْ صاحِبَت َتفْرِيشي‪،‬‬
‫ت مِنْ مُبْ َرمٍ بَرِيشِ‬‫وَأ ْسقَطَ ْ‬
‫أَي فيه أَلوان‪ .‬والَبرشُ‪ :‬لقب َجذِيَ َة بن مالك وكان به بَرَص‬
‫فكَنوْا به عنه‪ ،‬وقيل‪ :‬سي الَبرَش لَنه أَصابه حَرْق فبقي فيه من أَثر‬
‫الرْق ُنقَط سُود أَو ُحمْر‪ ،‬وقيل‪ :‬لَنه أَصابه بَرَص فهابت العرب أَن تقول‬
‫أَبْرَص فقالت َأبْرَش‪ .‬وف التهذيب‪ :‬وكان َجذِيَةُ اللِكُ أَبْ َرصَ‬
‫فلقّبته العرب الَبرَش؛ الَبرَش‪ :‬ا َل ْرقَط والَْنمَر الذي تكون فيه‬
‫ي لون كان‪ ،‬وا َلشْيَم‪ :‬الذي يكون به شَامٌ ف جسده‪،‬‬ ‫بقعة بيضاء وأُخرى أَ ّ‬
‫وا ُلدَثّر‪ :‬الذي يكون به ُنكَت فوق البَرَش‪ .‬وف حديث الطرماح‪ :‬رأَيت‬
‫َجذِيَ َة الَبرَشَ قصيا أُبَيْرِش؛ هو تصغي أَبرَش‪ .‬والبُرْشة‪ :‬هو‬
‫لون متلط حرة وبياضا أَو غيها من الَلوان‪ .‬وبِرْ َذ ْونٌ َأرْبَشُ‪ :‬ذو‬
‫بَرَش‪ .‬وسنة رَبْشاء ورَمْشاء وبَرْشاء‪ :‬كثية ال ُعشْب‪ .‬وقولم‪ :‬دخلنا ف‬
‫البَرْشاءِ أَي ف جاعة الناس‪ .‬ابن سيده‪ :‬وبَرْشاءُ الناسِ جاعتُهم‬
‫الَسود والَحر‪ ،‬وما أَدري أَيّ البَرْشاءِ ُهوَ أَي أَيّ الناس هو‪.‬‬
‫وأَرض بَرْشا ُء ورَبْشاءُ‪ :‬كثية النبت متلف أَلوانا‪ ،‬ومكان أَبْرَش‬
‫ش أَصاب أُمهم؛ قال‬ ‫كذلك‪ .‬وبنو البَرْشاءِ‪ :‬قبيلة‪ ،‬سوا بذلك لِبَرَ ٍ‬
‫ب بَن البَرْشاءِ ذُهْ ٍل وقَْيسِها‬ ‫النابغة‪:‬ورَ ّ‬
‫وشَيْبَانَ‪ ،‬حَْيثُ اسْتَْنهَلتْها الَناهِلُ‬
‫وبُرْشان‪ :‬اسم‪ .‬والَْب َرشِيّةُ‪ :‬موضع؛ أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫ت ِبقَصْرِ الَْب َرشِيّةِ نَ ْظرَةً‪،‬‬ ‫نَظَ ْر ُ‬
‫وطَ ْرفِي وَراءَ النّاظِرِين َقصِيُ‬
‫ش من مرضه‬ ‫@برغش‪ :‬ابْرَغَشّ‪ :‬قام من مرضه‪ .‬التهذيب‪ :‬اطْ َرغَ ّ‬
‫وابْرَغَشّ أَي أَفاق بعن واحد‪.‬‬
‫@برقش‪ :‬بَ ْرقَشَ الرج ُل بَ ْرَقشَةً‪َ :‬ولّى هاربا‪.‬‬
‫والبَ ْرَقشَة‪ :‬شبه تَنْقيش بأَلوان شَتّى وإِذا اختلف لون ا َل ْرقَشِ‬
‫سُمي بَ ْرَقشَةً‪ .‬وبَ ْرقَشه‪ :‬ن َقشَه بأَلوان شَت‪ .‬وتَبَ ْرقَش الرجلُ‪:‬‬
‫تَزَيّن بأَلوان شت متلفة‪ ،‬وكذلك النبت إِذا اْل َونّ‪ .‬وتََب ْرقَشت‬
‫البلد‪ :‬تَزَيّنت وتلوّنت‪ ،‬وأَصله من أَب بَراقَشَ‪ .‬وتر ْكتُ البلد بَراقِشَ‬
‫أَي متلئة زَهْرا متلفة من كل لون؛ عن ابن الَعراب؛ وأَنشد‬
‫للخنساء‪:‬تَطِيُ حَوالّ البِلدُ بَرَاقِشا‪،‬‬
‫ت مُ َطّلبِ‬ ‫ع طَلّبِ التّرَا ِ‬ ‫بَأرْوَ َ‬
‫جدِبة خَلءٌ كبَلقِع سواء‪ ،‬فإِن كان ذلك فهو من‬ ‫ش ُم ْ‬ ‫وقيل‪ :‬بلد بَراق ُ‬
‫الَضداد‪ .‬والبَ ْرقَشَة‪ :‬التفرّق؛ عنه أَيضا‪.‬‬
‫والُْبرَنْقشُ‪ :‬الفَرِح السرور‪ .‬وابْرَْن َقشَت ال ِعضَاهُ‪ :‬حسنت‪.‬‬
‫وابْرَْنقَشَت الَرض‪ :‬ا ْخضَرّت‪ .‬واْبرَْنقَشَ الكان‪ :‬انقطع من غيه؛ قال‬
‫رؤبة‪:‬‬
‫ل ْلصَاء حيث ابْرَْنقَشا‬ ‫إِل ِمعَى ا َ‬
‫لمّ ِر متلون صغي مثل العصفور‬ ‫والبِ ْرقِشُ‪ ،‬بالكسر‪ :‬طُوَيْئِ ٌر من ا ُ‬
‫يسميه أَهل الجاز الشّ ْرسُور؛ قال الَزهري‪ :‬وسعت صبيان الَعراب‬
‫يسمونه أَبا بَراقِش‪ ،‬وقيل‪ :‬أَبو بَراقِش طائر يَتَلوّن أَلوانا شبيه‬
‫بالقُْنفُذ أَعلى ريشه أَغب وأَوسطه أَحر وأَسفله أَسود فإِذا انَْتفَش تغيّر‬
‫لونه أَلوانا شت؛ قال الَسدي‪:‬‬
‫خلُوا أَو َيجْبُنُوا‪،‬‬ ‫ِإنْ يَْب َ‬
‫حفِلُوا‬‫أَو َي ْغ ِدرُوا ل َي ْ‬
‫ك مُرَجّليـ‬ ‫َي ْغدُوا َعلَيْ َ‬
‫ـنَ‪ ،‬كَأَّن ُه ْم لَ ْم َيفْ َعلُوا‬
‫كَأَب بَراقِشَ‪ ،‬كُ ّل َلوْ‬
‫ٍن لَوْنُ ُه يََتخَيّلُ‬
‫وصف قوما مشهورين بالقابح ل يستحون ول يَْتفِلون بن رآهم على ذلك‪،‬‬
‫حفِلوا لَن ُغ ُدوّهم مُرَجّلي دليل على‬ ‫وَيغْدوا بدل من قوله ل َي ْ‬
‫أَنم ل ْيفِلوا‪ .‬والتّرْجِيل‪َ :‬مشْط الشعر وإِرساله‪ .‬قال ابن بري وقال‬
‫ش طائر يكون ف العِضَا ِه ولونه بي السواد‬ ‫ابن خالويه‪ :‬أَبو بَراقِ َ‬
‫والبياض‪ ،‬وله ست قوائم ثلث من جانب وثلث من جانب‪ ،‬وهو ثقيل ال َعجْز َتسْمع‬
‫له َحفِيفا إِذا طار‪ ،‬وهو يَتَلوّن أَلوانا‪.‬‬
‫وبرَاقِشُ‪ :‬اسم كلبة لا حديث؛ وف الثل‪ :‬على أَهْلها َدّلتْ‬
‫بَراقِشُ‪ ،‬قال ابن هانئ‪ :‬زعم يونس عن أَب عمرو أَنه قال هذا الثل‪ :‬على أَهلها‬
‫َتجْنِي براقش‪ ،‬فصارت مثلً؛ حكى أَبو عبيد عن أَب عبيدة قال‪ :‬بَراقِش‬
‫ت على جيش مَرّوا ول يشعُروا بال ّي الذي فيه الكلبة‪،‬‬ ‫ح ْ‬‫اسم كلبة نََب َ‬
‫فلما سعوا نباحها علموا أََن أَهلها هناك فعطفوا عليهم فاستباحوهم‪ ،‬فذهبت‬
‫مثلً‪ ،‬ويروى هذا الثل‪ :‬على أَهلها تن براقش؛ وعليه قول حزة بن‬
‫بِيضٍ‪:‬لْ َتكُنْ عَ ْن جِنايَة َلحِقَتْن‪،‬‬
‫ل يَسارِي ول يُمين جنَتْن‬
‫بَلْ جَناها َأخٌ َعَليّ كَ ِريٌ‪،‬‬
‫وعَلى أَ ْهلِها بَراقِشُ َتجْن‬
‫قال‪ :‬وبراقِشُ اسم كلبة لقوم من العرب ُأغِ َي عليهم ف بعض الَيام‬
‫فَهرَبوا وتَِبعَتْهم براقشُ‪ ،‬فرجع الذين أَغاروا خائبي وأَخذوا ف طلبهم‪،‬‬
‫حتْ فاستدلوا على موضع‬ ‫ش َو ْقعَ حوافرِ اليل فنََب َ‬ ‫فَس ِمعَتْ براق ُ‬
‫نباحِها فاستَباحُوهم‪ .‬وقال الشّرْقي بن القَطامي‪ :‬براقش امرأَة لقمان بن‬
‫عاد‪ ،‬وكان بنو أَبيه ل يأْكلون لوم الِبل‪ ،‬فأَصاب من براقشَ غلما فنل‬
‫لقما ُن على بن أَبيها فَأ ْوَلمُوا ونروا جَزُورا إِكراما له‪ ،‬فراحت‬
‫ق من الزور فدَفعَتْه لزوجها لقمانَ فأَكله‪ ،‬فقال‪ :‬ما هذا؟‬ ‫ش ِبعَرْ ٍ‬‫براق ُ‬
‫ما َتعَ ّر ْقتُ مثلَه قط طيّبا فقالت براقشُ‪ :‬هذا من لم جزور‪ ،‬قال‪:‬‬
‫َأ َوُلحُومُ الِبلِ ُكلّها هكذا ف الطّيب؟ قالت‪َ :‬نعَم‪ ،‬ث قالت له‪:‬‬
‫َج ّملْنا وا ْجَتمِل‪ ،‬فأَقبل لقمان على إِبلِها وإِبلِ أَهلها فأَشرع فيها‬
‫وفعل ذلك بنو أَبيه‪ ،‬فقيل‪ :‬على أَهلها تن براقش‪ ،‬فصارت مثلً‪ .‬وقال أَبو‬
‫عبيدة براقش اسم امرأَة وهي ابنة َملِك قدي خرج إِل بعض مَغازِيه‬
‫ن بنا ًء‬
‫خَلفَها على ُملْكه فأَشار عليها بعضُ ُوزَرائها أَن تَْب َ‬ ‫واسَْت ْ‬
‫ت موضعي يقال لما براقش و َم ِعيٌ‪ ،‬فلما َقدِمَ أَبوها‬ ‫ُتذْكَ ُر به‪ ،‬فبََن ْ‬
‫قال لا‪ :‬أَردتِ أَن يكون الذكر لكِ دُون‪ ،‬فأَمر الصّنّاع الذين‬
‫بََنوْها بأَن يهدِموها‪ ،‬فقالت العرب‪ :‬على أَهلها تن براقش وحكى أَبو حات‬
‫ش ومعيَ مدينتان بُنِيَتا‬ ‫عن الَصمعي عن أَب عمرو بن العلء أَن براق َ‬
‫ف سبعي أَو ثاني سنة؛ قال‪ :‬وقد فسر الَصمعي براقش ومعي ف شعر‬
‫عمرو بن معد يكرب وأَنما موضعان وهو‪:‬‬
‫دعانا من بَراقِشَ أَو َمعِيٍ‪،‬‬
‫ب بنا َملِيع‬‫فَأسْ َرعَ واْتلَ ّ‬
‫وفسر اتلَبّ باسْتقَام‪ ،‬وا َللِيعَ بالستوي من الَرض‪ ،‬وبراقش موضع؛‬
‫قال النابغة العدي‪:‬‬
‫َتسْتَ ّن بالضّروِ من بَراقِشَ أَو‬
‫هَيْلنَ‪ ،‬أَو ناضِ ٍر من العُتُم‬
‫@برنش‪ :‬التهذيب ف الرباعي‪ :‬أَبو زيد والكسائي‪ :‬ما أَدري أَيّ‬
‫البَرنْشاء هو وأَيّ الَبرَنْساء هو‪ ،‬مدودان‪.‬‬
‫@بشش‪ :‬البَشّ‪ :‬اللطف ف السأَلة والِقبا ُل على الرجُل‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَن‬
‫يضحك له ويلقاه لقاء جيلً‪ ،‬والعنيان مُقْتَرِبان‪ .‬والبَشاشة‪ :‬طلقة‬
‫الوجه‪ .‬وف حديث علي‪ ،‬رضوان اللّه عليه‪ :‬إِذا اجتمع السلمان فتَذاكَرا‬
‫شهِما بِصاحِبه‪ .‬وف حديث قَْيصَر‪ :‬وكذلك الِيانُ‬ ‫َغفَرَ اللّهُ لََب ّ‬
‫إِذا خالطَ بشاشةَ القلوب؛ بشاشةُ اللقاء‪ :‬الفرح بالرء والنبساط إِليه‬
‫شتُ به‪،‬‬ ‫شْ‬ ‫ش وبشّاش‪ :‬طَلْق الوجه طَيّب‪ .‬وقد َب ِ‬ ‫ش بَ ّ‬ ‫والُنس به‪ .‬ورجل هَ ّ‬
‫ش َبشّا وبَشاشَةً؛ قال‪:‬‬ ‫بالكسر‪ ،‬أَبَ ّ‬
‫ل َي ْعدَم السائ ُل منه ِوقْرا‪،‬‬
‫وقَْبلَ ُه بَشاشَةً وِبشْرا‬
‫و ُروِي بيتُ ذي الرمة‪:‬‬
‫أَل َتعْلَما أَنّا نَِبشّ إِذا دََنتْ‬
‫بأَ ْهلِك مِنّا طِيّة و ُحلُول؟‬
‫ششْت مَقُولَةً‪ ،‬وإِما أَن يكون ما جاء‬ ‫بكسر الباء‪ ،‬فإِما أَن تكون َب َ‬
‫على َفعِلَ َي ْفعِل‪ .‬والبَشِيشُ‪ :‬الوَجْهُ‪ .‬يقال‪ :‬فلن مُضِيءُ الَبشِيش‪،‬‬
‫والَبشِيشُ كالبَشاشَة؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫ش للّتهْشِيشِ‪،‬‬ ‫تكرّما‪ ،‬والَ ّ‬
‫وارِي الزنا ِد ُمسْفِر الَبشِيشِ‬
‫يعقوب‪ :‬يقال َلقِيتُه فَتََبشْبَشَ ب‪ ،‬وأَصله تََبشّشَ فأَبدلوا من‬
‫ش مفكوك من تبشّش‪.‬‬ ‫الشي الوسطى باء كما قالوا تفف‪ .‬وتََبشّش به وتََبشْبَ َ‬
‫وف الديث‪ :‬ل يُوطِنُ الرجُلُ الساج َد للصّلة والذّكر إِل‬
‫ش اللّهُ به كما يتََبشْبَشُ أَهل البيت بغائبهم إِذا َقدِم عليهم؛‬ ‫تََبشْبَ َ‬
‫وهذا مثل ضربه لَتلَقّيه جل وعز إيّاه بِبِرّه وكراماته وتقريبه إِياه‪.‬‬
‫ح الصّدِيق واللطفُ ف السأَلة والِقبالُ عليه‪.‬‬ ‫ش فر ُ‬ ‫ابن الَعراب‪ :‬الب ّ‬
‫والتَّبشْبُشُ ف الَصل‪ :‬التَّبشّش فاستثقل المع بي ثلث شينات‬
‫فلقلب إِحداهن باء‪ .‬وبنو َبشّة‪ :‬بطن من َبلْعَنْبَر‪.‬‬
‫صوْلة والَخذُ الشدي ُد ف كل شيء‬ ‫@بطش‪ :‬البَطْش‪ :‬التناول بشدة عند ال ّ‬
‫ش يَبْطُش ويَبْطِش بَطْشا‪ .‬وف الديث‪ :‬فإِذا موسى باطِشٌ‬ ‫بطشٌ؛ بَطَ َ‬
‫بانب العرش أَي متعلق به بقوّة‪ .‬والبَطْشُ‪ :‬الَخذ القويّ الشديد‪ .‬وف‬
‫التنيل‪ :‬إِذا بَ َطشْتُم بَ َطشْتُم جبّارين؛ قال الكلب‪ :‬معناه َتقْتُلون‬
‫عند الغضب‪ .‬وقال غيه‪َ :‬تقْتُلون بالسوط‪ ،‬وقال الزجاج‪ :‬جاء ف التفسي‬
‫شهُم كان بالسّوط والسّيْف‪ ،‬وإِنا أَنكر اللّه تعال ذلك‬ ‫أَن بَ ْط َ‬
‫لَنه كان ظُلما‪ ،‬فأَما ف الق فالبَطْش بالسيف والسوط جائز‪ ،‬والبَطْشة‪:‬‬
‫السّطْوة والَخ ُذ بالعُنْف؛ وبا َطشَه مُبا َطشَةً وباطَشَ كبَطَش؛ قال‪:‬‬
‫حُوتا إِذا ما زادُنا جئنا به‪،‬‬
‫وَق ْملَةً إِن ن ُن با َطشْنا به‬
‫ستْ به مِنْ قوله با َطشْنا به كَبِه من سَ َطوْنا بِه‬ ‫قال ابن سيده‪ :‬لْي َ‬
‫إِذا أَردت ِبسَ َطوْنا معن قوله تعال‪ :‬يكادُونَ ُيسْطونَ بالذين‪،‬‬
‫وإِنا هي مثلُ بِه من قولك اسَتعْنّا به وتَعاونّا به‪ ،‬فافهم‪ .‬وبَطَشَ به‬
‫يُبْطش بَطْشا‪ :‬سَطا عليه ف سُرْعة‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬فلما أَن أَراد‬
‫ش فلنٌ من‬ ‫أَن يُبْطِش بالذي هو عدوّ لما‪ .‬وقال أَبو مالك‪ :‬يقال بطَ َ‬
‫لمّى إِذا أَفاق منها وهو ضعيف‪.‬‬ ‫اُ‬
‫ش ومُباطِشٌ‪ :‬اسان‪.‬‬ ‫وبِطا ٌ‬
‫@بغش‪ :‬الَبغْشُ والَبغْشة‪ :‬الَ َطرُ الضعيف الصغِيُ القَطْر‪ ،‬وقيل‪ :‬ها‬
‫السحابة الت َتدْفع مطَرها ُدفْعة‪َ ،‬بغَشَتْهم السماء تَْب َغشُهم‬
‫َبغْشا‪ ،‬وقيل البغشة الطَرَة الضعيفة وهي فوق ال ّطشّة؛ ومَطَرٌ باغِشٌ‪،‬‬
‫وُب ِغشَت الَرضُ‪ ،‬فهي مَبْغوشة‪ .‬ويقال‪ :‬أَصابتهم َبغْشَة من الطر أَي قليل‬
‫من الطر‪ .‬الَصمعي‪َ :‬أ َخفّ الطر وأَضعفُه الطّ ّل ث الرّذا ُذ ث‬
‫الَبغْشُ‪ .‬وف الديث عن أَب الليح الذل عن أَبيه قال‪ :‬كُنّا مع‬
‫النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وَنحْن ف َسفَر فأَصابنا َبغْشّ من مطر‪،‬‬
‫صلّ َي ف‬ ‫فنادى منادي النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬أَن من شاء أَن ُي َ‬
‫رَحْله َفلَْي ْفعَلْ‪ ،‬وف رواية‪ :‬فأَصابنا ُبغَيْش‪ ،‬تصْغي َبغْش وهو الطر‬
‫القليل‪َ ،‬أ ّولُه الطّل ث ال ّرذَا ُذ ث الَبغْش‪ ،‬وقد َب َغشَت السماء تْبغَش‬
‫َبغْشا‪.‬‬
‫ش أَي ا ْقعُدْ؛ عن كراع‪ ،‬كذلك حكاه با َلمْر‪ ،‬والسي لغة‪،‬‬ ‫@بنش‪ :‬بَنّ ْ‬
‫وهو مذكور ف موضعه‪ :‬وأَنشد اللحيان‪:‬‬
‫إِن كُنتَ غَي صائِدي فَبنّش‬
‫قال‪ :‬ويروى فبَنّس أَي اقعد‪.‬‬
‫@بش‪َ :‬بهَشَ إِليه يَْبهَش َبهْشا وَب َهشَه با‪ :‬تناولَتْه‪ ،‬نالَتْهُ‬
‫ش القومُ بعضُهم إِل بعض يْب َهشُون َبهْشا‪ ،‬وهو‬ ‫أشو َقصُرت عنه‪ .‬وَبهَ َ‬
‫من أَدْن القِتال‪ .‬والَبهْشُ‪ :‬السارَعةُ إِل أَخذِ الشيء‪ .‬ورجل باهِشٌ‬
‫وَبهُوش‪ .‬وَبهْشُ الصقْ ِر الصّيدَ‪َ :‬ت َفلّتُه عليه‪ .‬وبشَ الرجُلَ‬
‫صوَه‪ .‬وقد تبَا َهشَا إِذا تَناصَيا بِ ُرؤُوسهما‪،‬‬ ‫كأَنّه يَتَنا َولُه ليَنْ ُ‬
‫صوْت الرجُلَ‬ ‫وإِن تَنا َولَه ول يأْ ُخذُه أَيضا‪ ،‬فقد َبهَش إِليه‪ .‬وَن َ‬
‫نصوا إِذا أَخذت برأَسه‪ .‬ولفلن رأْس طويل أَي َشعَر َطوِيل‪ ،‬وف الديث‪:‬‬
‫شتْ‬‫أَن رجلً سأَل ابن عباس عن حية قَتلَها وهو ُمحْرِم‪ ،‬فقال‪ :‬هل َب َه َ‬
‫إِليكَ؟ أَراد‪ :‬هل أَقَبلَتْ إِليك تُريدُك؟ ومنه ف الديث‪ :‬ما‬
‫شتُ إِليهم ب َقصَبة أَي ما أَقبلت وأَسرعت إِليهم أَدَفعُهم عن بقصبة‪ .‬وف‬ ‫َب َه ْ‬
‫الديث‪ :‬أَن النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬كان ُي ْدِلعُ لسانَه للحسنِ‬
‫ش إِليه؛ قال أَبو عبيد‪ :‬يقال‬ ‫بن عليّ فإِذا رأَى ُحمْرة لسانه َبهَ َ‬
‫للِنسان إِذا نظر إِل شيءٍ فأَ ْعجَبَه واشتهاه فتَنا َولَه وَأسْرَع نوَه‬
‫وفرح به‪َ :‬بهَشَ إِليه؛ وقال الغية بن جنبا التميمي‪:‬‬
‫شيَ إِل النّدى‪،‬‬ ‫سََبقْت الرجالَ البا َه ِ‬
‫ِفعَا ًل و َمجْدا‪ ،‬وال ِفعَالُ سِبَاق‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الَبهْش الِسراع إِل العروف بالفَرح‪ .‬وف حديث أَهل‬
‫شتُ إِل‬ ‫النة‪ :‬وإِن أَزواجَه ليَبَْت ِهشْنَ عند ذلك ابْتِهاشا‪ .‬وَب َه ْ‬
‫الرجُل وبَشَ ِإلّ‪ :‬تَهيّأْتُ للبكاء وتيَأ له‪ .‬وَبهَش إِليه‪ .‬فهو‬
‫ش وَبهِشٌ‪ :‬حَنّ‪ .‬وَبهَشَ به‪ :‬فرِح؛ عن ثعلب‪ .‬الليث‪ :‬رجُل َبهْش بَشّ‬ ‫باهِ ٌ‬
‫بعن واحد‪ .‬وبَشت إِل فلن بعن حَنَنت إِليه‪ .‬وبَهش إِليه يبهَش‬
‫حشُوا أَي‬ ‫بْشا إِذا ارتاح له و َخفّ إِليه‪ .‬ويقال‪َ :‬ب َهشُوا وَب َ‬
‫اجَْت َمعُوا‪ ،‬قال‪ :‬ول أَعرف بش ف كلم العرب‪ .‬والَبهْش‪ :‬ردِيءُ ا ُلقْل‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫ما َقدْ أُكِ َل قِرْفه‪ ،‬وقيل‪ :‬الَبهْش ال ّرطْب من ا ُلقْل‪ ،‬فإِذا يَبس‬
‫فهو َخشْل‪ ،‬والسي فيه لغة‪ .‬وف الديث‪َ :‬أمِنْ أَهلِ الَبهْش أَنت؟ يعن‬
‫َأمِنْ أَهل الِجازِ أَنت لَن الَبهَش هُنَاك يكونُ‪ ،‬وهو َرطْب‬
‫لشْل‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ ،‬وقد بلغه أَن أَبا‬ ‫ا ُلقْل‪ ،‬ويابسُه ا َ‬
‫موسى يقرُأ حرفا بلُغته قال‪ِ :‬إنّ أَبا موسى ل يكن من أَهل الَبهْش؛‬
‫يقول‪ :‬ليس من أَهل الجاز لَن القل إِنا ينبت بالجاز؛ قال الَزهري‪ :‬أَي‬
‫ل يكن حجازيّا‪ ،‬وأَراد من أَهل الَبهْش أَي من أَهل البلد الت يكون‬
‫لشْل القل اليابس والَبهْش َرطْبه وا ُللْجُ‬ ‫با الَبهْش‪ .‬أَبو زيد‪ :‬ا َ‬
‫نواه والَِت ّي سَويقُه‪ .‬وقال الليث‪ :‬البهْش رَديءُ القل‪ ،‬ويقال‪ :‬ما قد‬
‫أَكل قِ ْرفُه‪ :‬وأَنشد‪:‬‬
‫كما َيحْتَفي الَبهْشَ الدقيقَ الثّعالبُ‬
‫قال أَبو منصور‪ :‬والقول ما قال أَبو زيد‪ .‬وف حديث أَب ذر‪ :‬لا سع‬
‫ش فَتَ َزوّدَهُ‬
‫بروج النب‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‪َ ،‬أخَذ شيئا من َبهْ ٍ‬
‫حت َقدِم عليه‪ .‬وُبهَيْشة‪ :‬اسم امرأَة؛ قال َنفْ ٌر جدّ الطرمّاح‪:‬‬
‫أَل قاَلتْ ُبهَْيشَةُ‪ :‬ما لَِنفْرٍ‬
‫ت مِنْه الدّهور؟‬ ‫أَراهُ غَيّر ْ‬
‫ويروى بيسة‪ .‬ويقال للقوم إِذا كانوا سُودَ الوجوهِ قِباحا‪ :‬وجوهُ‬
‫شتْ‬‫الَبهْش‪ .‬وف حديث العُرَنّييَ‪ :‬ا ْجَتوَيْنا الدينةَ وانَْب َه َ‬
‫لومُنا‪ ،‬هو من ذلك‪.‬‬
‫@بوش‪ :‬الَبوْش‪ :‬الماعةُ الكثيةُ‪ .‬ابن سيده‪ :‬الَبوْش والبُوش جاعةُ‬
‫القومِ ل يكونون إِل من قبائِلَ شَتّى‪ ،‬وقيل‪ :‬ها الماع ُة والعيَال‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬ها الكَثْرة من الناس‪ ،‬وقيل‪ :‬الماعة من الناس الُخَتلِطِي‪ .‬يقال‪:‬‬
‫َبوْش بائِشٌ‪ ،‬وا َلوْباش جعٌ مقلوب منه‪ .‬والَب ْوشِي‪ :‬الرجُل الفقي‬
‫الكثيُ العيالِ‪ .‬ورجل َب ْو ِشيّ‪ :‬كثي الَبوْشِ؛ قال أَبو ذؤيب‪:‬‬
‫وَأ ْشعَث َبوْشيّ َشفَيْنا أُحاحَهُ‪،‬‬
‫غَداتَِئذٍ ذي جَرْدَةٍ مُتَماحل‬
‫وجاء من الناس ا َلوْش والَبوْش أَي الكثرة؛ أَي الكثرة؛ عن أَب زيد‪.‬‬
‫ش القومُ‪ :‬كثرُوا واختَلطوا‪ .‬وتركهم َهوْشا َبوْشا أَي‬ ‫وَبوّ َ‬
‫صحِب‬‫ش يَبُوش َبوْشا إِذا َ‬ ‫ب خانَ‪ ،‬وباشَ َخلَط‪ ،‬وبا َ‬ ‫متلطي‪ .‬الفراء‪ :‬شا َ‬
‫الَب ْوشَ‪ ،‬وهم ال َغوْغاء‪ .‬ورجل َب ْو ِشيّ وبُو ِشيّ‪ :‬من ُخمّان الناس‬
‫ودَهْمائِهم؛ وروي بيت أَب ذؤيب‪ :‬وأَشعث بُو ِشيّ‪ ،‬بالضم‪ ،‬وقد ذكرناه‬
‫آنفا‪.‬‬
‫ش اللّه ودجهَه وسرّجَه‪ ،‬باليم‪ ،‬أَي حسّنه؛‬ ‫@بيش‪ :‬أَبو زيد‪ :‬بيّ َ‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫لّا رأَيت الَزرقَيْنِ َأرّشا‪،‬‬
‫ل َحسَنَ الوجْه ول مبيّشا‬
‫قال‪َ :‬أزْرقي‪ ،‬ث قال‪ :‬ل حسن‪.‬‬
‫والبِيْشُ‪ ،‬بكسر الباء‪ :‬نَْبتٌ ببلد الند وهو َسمّ‪ .‬وبِيْش وبِيشَة‪:‬‬
‫موضعان؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫َسقَى َجدَثا َأعْراضُ َغمْر َة دونَه‪،‬‬
‫وبِيْشة َو ْس ِميّ الربِي ِع ووَاِبلُه‬
‫(* قوله «سقى جدثا إل» كذا ف الَصل والصحاح‪ ،‬وف ياقوت‪ :‬اعراف بدل‬
‫اعراض‪ ،‬وببيشة بباءين بدل وبيشة‪).‬‬
‫فأَما قوله‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬أَبانُ فبَطْ ُن بِْيشَةَ غِيم‪،‬‬
‫َفلَبِيْشُ‪َ ،‬قلْبُك من هواء َسقِيم‬
‫فأَراد‪ :‬لَبيشَ ُة فَرخّم ف غي النداء اضطرارا‪ .‬وقال القاسم بن عمر‬
‫(*‬
‫قوله «القاسم بن عمر» الذي ف الصحاح ابن معن‪ :).‬بِْئشَة وزِئْنَة‬
‫مهموزان‪ ،‬وها أَرضان‪.‬‬
‫خصُها َبخْصا أَغارها؛ قال‬ ‫ص عينَه يَْب َ‬
‫@بص‪ :‬الَبخْصُ‪ :‬مصدر َبخَ َ‬
‫اللحيان‪ :‬هذا كلم العرب‪ ،‬والسي لغة‪ .‬والَبخَصُ‪ :‬سُقوطُ باطنِ الجَاجِ على‬
‫العي‪ .‬والَبخَصة‪َ :‬شحْمةُ العَيْ ِن من أَعلى وأَسفل‪ .‬التهذيب‪:‬‬
‫لفْن ا َلعْلى‪.‬‬ ‫ص ف العَيْن لمٌ عند الفن الَسفل كالّلخَصِ عند ا َ‬ ‫والَبخَ ُ‬
‫وف حديث القُ َر ِظيّ ف قوله عز وجل‪ :‬قل هو اللّه أَحد اللّه الصمد‪ ،‬لو‬
‫ص َمدٌ؟ الَبخَصُ‪ ،‬بتحريك‬ ‫ُس ِكتَ عنها لتََبخّص لا رجا ٌل فقالوا‪ :‬ما َ‬
‫حدِيق الناظر إِذا أَنكر شيئا‬ ‫الاء‪ :‬لمٌ تت الفن الَسفل يظهر عند َت ْ‬
‫وتعجّب منه‪ ،‬يعن لول أَن البيان اقْتَ َرنَ ف السّورة بذا السم‬
‫ص لمٌ ناتئٌ فوق‬ ‫لَتحَيّروا فيه حت تَْن َقلِب أَبصارُهم‪ .‬غيه‪ :‬الَبخَ ُ‬
‫العيني أَو تتهما كهيئة الّنفْخة‪ ،‬تقول منه‪َ :‬بخِص الرجلُ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬فهو‬
‫خصُها َبخْصا‬ ‫صتُ َعيْنَه أَْب َ‬
‫خ ْ‬
‫أَْبخَصُ إِذا نَتَأَ ذلك منه‪ .‬وَب َ‬
‫ستُ‪ .‬وروى الَصمعي‪:‬‬ ‫خْ‬‫حمَتِها‪ .‬قال يعقوب‪ :‬ول تقل َب َ‬ ‫إِذا َقلَعتها مع َش ْ‬
‫خسَها‪ ،‬كله بعن َفقَأَها‪ .‬والَبخَصُ‪،‬‬ ‫َبخَصَ َعيْنَه وَبخَزَها وَب َ‬
‫بالتحريك‪ :‬ل ُم القَ َدمِ ولمُ فِ ْرسِن البعي ولمُ أُصو ِل الَصابعِ ما‬
‫يَلي الراحةَ‪ ،‬الواحدةُ َبخَصةٌ‪ .‬قال أَبو زيد‪ :‬الوَجَى ف عظْم الساقي‬
‫ص الفَراسِنِ؛ والوَجى قِيل الَفا‪ .‬وف صفته‪ ،‬صلّى اللّه عليه‬ ‫وَبخَ ِ‬
‫وسلّم‪ :‬أَنه كان مَْبخُوصَ ال َعقِبَيْن أَي قليلَ ل ِمهِما‪ .‬قال الروي‪ :‬وإِن‬
‫حضْتُ‬‫ض اللحم‪ .‬يقال‪َ :‬ن َ‬ ‫روي بالنون والاء والضاد‪ ،‬فهو من الّنحْ ِ‬
‫الع ْظمَ إِذا أَخذتَ عنه لمَهُ‪ .‬ابن سيده‪ :‬والَبخَصةُ ل ُم الكفّ والقدمِ‪،‬‬
‫ض من تتِ أَصابعِ‬ ‫وقيل‪ :‬هي لمُ باط ِن القدم‪ ،‬وقيل‪ :‬هي ما َولَ الَر َ‬
‫الرجلي وتت مناسمِ البعي والنّعام‪ ،‬والمع َبخَصات وَبخَصٌ؛ قال‪:‬‬
‫خصِها‪ ،‬فهي مَبْخوصة تَ ْظَل ُع من ذلك‪.‬‬ ‫وربا أَصابَ الناقةَ دا ٌء ف َب َ‬
‫خصَتَها‪ .‬وَبخَصُ‬ ‫والَبخَصُ‪ :‬لمُ الذراعي‪ .‬وناقة مْبخُوصَة‪َ :‬تشْتكِي َب َ‬
‫اليدِ‪ :‬ل ُم أُصول الَصابع ما يلي الراحة‪ .‬والَبخَصةُ‪ :‬لمُ أَسفلِ ُخفّ‬
‫البعي‪ ،‬وا َلظَلّ‪ :‬ما تتَ الناسم‪ .‬البّد‪ :‬الَبخَصُ اللحم الذي‬
‫ض من‬
‫يَرْكبُ القدم‪ ،‬قال‪ :‬وهو قول الَصمعي‪ ،‬وقال غيه‪ :‬هو ل ٌم يُخالطُه بيا ٌ‬
‫فسا ٍد َيحُ ّل فيه؛ وما يدل على أَنه اللحم خالَطَهُ الفسا ُد قولُ أَب‬
‫شُراع َة من بن قيس بن ثعلبة‪:‬‬
‫يا َق َد َميّ‪ ،‬ما أَرى ل َمخْلَصا‬
‫خصَا‬‫مّا َأرَاه‪ ،‬أَو َتعُودا َب َ‬
‫خلَصٌ وَب ْلخَصٌ‪ :‬غليظٌ كث ُي اللحمِ‪ ،‬وقد تََبخْلصَ‬ ‫@بلص‪َ :‬ب ْ‬
‫وتََب ْلخَصَ‪.‬‬
‫@برص‪ :‬البَ َرصُ‪ :‬دا ٌء معروف‪ ،‬نسأَل اللّه العافي َة منه ومن كل داءِ‪ ،‬وهو‬
‫ص بَرَصا‪ ،‬والُنثى بَرْصاءُ؛ قال‪:‬‬ ‫بياض يقع ف السد‪ ،‬برِ َ‬
‫مَ ْن مُبْلغٌ فِتْيانَ مُرّةَ أَنه‬
‫هَجانا اب ُن بَرْصا ِء العِجا ِن شَبِي ُ‬
‫ب‬
‫ورجل أَبْ َرصُ‪ ،‬وحيّة بَرْصاءُ‪ :‬ف جلدها ُل َمعُ بياضٍ‪ ،‬وجع الَبْرصِ‬
‫بُ ْرصٌ‪ .‬وأَبْ َرصَ الرجلُ إِذا جا َء ب َوَلدٍ َأبْرَصَ‪ ،‬وُيصَغّرُ‬
‫أَبْرَصُ فيقال‪ :‬بُرَيْصٌ‪ ،‬ويمع بُرْصانا‪ ،‬وأَبْرَصَه اللّهُ‪.‬‬
‫وسامّ أَبْ َرصَ‪ ،‬مضاف غي مركب ول مصروف‪ :‬ال َوزَغةُ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو من‬
‫كِبارِ الوزَغ‪ ،‬وهو مَعْرِفة إِل أَنه تعريفُ جِنْس‪ ،‬وها اسان ُجعِل‬
‫ضفْتَه إِل الثان‪ ،‬وإِن‬ ‫اسا واحدا‪ ،‬إِن شئت أَعْ َرْبتَ الَول وأَ َ‬
‫ت بَنَيْت الَو َل على الفتح وأَعْرَبت الثان بإِعراب ما ل ينصرف‪،‬‬ ‫شِْئ َ‬
‫واعلم أَن كلّ اسي ُجعِل واحدا فهو على ضربي‪ :‬أَحدها أَن يُْبنَيا‬
‫جيعا على الفتح نو خسةَ َعشَرَ‪ ،‬ولقيتُه َكفّةَ َكفّةَ‪ ،‬وهو جارِي‬
‫ي بيَ أَي بي اليّد والرديءِ‪ ،‬وهزٌة بيَ‬ ‫بَيْت بَيْت‪ ،‬وهذا الشيءُ ب َ‬
‫بيَ أَي بي المزة وحرف اللي‪ ،‬وَتفَرّق القومُ أَ ْخوَلَ أَ ْخوَلَ‬
‫وشغَرَ َبغَرَ و َش َذرَ َمذَرَ‪ ،‬والضربُ الثان أَن يُبْن آخرُ السم الَول‬
‫على الفتح ويعرب الثان بإِعراب ما ل ينصرف ويعلَ السان اسا واحدا‬
‫ك ورامَهُ ْرمُز ومارَ‬ ‫ِلشَيءٍ بعَيْنِه نو َحضْ َر َموْت وَب ْعلَبَ ّ‬
‫سَرْ ِجسَ وسامّ أَبْ َرصَ‪ ،‬وإِن شئت أَضفت الَول إِل الثان فقلت‪ :‬هذا‬
‫ت َموْتا‪ ،‬وف َم ْعدِي كَرِب ثلثُ‬ ‫َحضْ َر َموْتٍ‪َ ،‬أعْرَْبتَ َحضْرا وخفضْ َ‬
‫لغات ذُكِ َرتْ ف حرف الباء؛ قال الليث‪ :‬والمع سَوامّ أَبْرَصَ‪ ،‬وإِن‬
‫شئت قلت هؤلء السوامّ ول َتذْكر أَبْ َرصَ‪ ،‬وإِن شئت قلت هؤُلءِ‬
‫البِرَصةُ والَبارِصةُ والَبارِصُ ول َتذْكر سامّ‪ ،‬وسَوامّ أَبْ َرصَ ل‬
‫جمَع لَنه مضاف إِل اسم معروف‪ ،‬وكذلك بناتُ آوَى‬ ‫يُثَن أَبْرَص ول ُي ْ‬
‫وُأمّهات جُبَي وَأشْباهها‪ ،‬ومن الناس من يمع سامّ أَْبرَص البِرَصةَ؛‬
‫ابن سيده‪ :‬وقد قالوا الَبارِص على إِرادة النسب وإِن ل تثبت الاء كما‬
‫قالوا الَهالِب؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ت لِهذا خالِصَا‪،‬‬ ‫واللّ ِه لو كُْن ُ‬
‫َلكُْنتُ عَبْدا آكُلُ الَبارِصَا‬
‫وأَنشده ابن جن‪ :‬آكِلَ الَبارِصا أَراد آكلً الَبارصَ‪ ،‬فحذف التنوين‬
‫للتقاء الساكني‪ ،‬وقد كان الوَجْ ُه تريكَه لَنه ضارَعَ حُروفَ‬
‫حذَف حروفُ اللي للتقاء‬ ‫الّليِ با فيه من ال ُقوّة والغُنّةِ‪ ،‬فكما ُت ْ‬
‫الساكني نو رَمى القومُ وقاضي البلدِ كذلك ُح ِذفَ التنوينُ للتقاء‬
‫الساكني هنا‪ ،‬وهو مراد يدُلّك على إِرادته أَنم ل َيجُرّوا ما َبعْده‬
‫بالِضافة إِليه‪ .‬الَصمعي‪ :‬سامّ أَبْ َرصَ‪ ،‬بتشديد اليم‪ ،‬قال‪ :‬ول أَدري ِلمَ‬
‫ُس ّميَ بذا‪ ،‬قال‪ :‬وتقول ف التثنية هذان سَوامّا أَبْ َرصَ؛ ابن سيده‪:‬‬
‫وأَبو بُ َريْصٍ كنْي ُة الوزغةِ‪ .‬والبُريْصةُ‪ :‬دابةٌ صغيٌة دون الوزَغةِ‪،‬‬
‫إِذا َعضّت شيئا ل يَبْرأْ‪ ،‬والبُرْصةُ‪ .‬فَتْ ٌق ف الغَيم يُرى منه‬
‫أَ ِديُ السماء‪.‬‬
‫وبَرِيصٌ‪َ :‬نهْ ٌر ف ِدمَشق‪ ،‬وف الحكم‪ :‬والبَرِيصُ ن ٌر بدمشق‬
‫(* قوله‬
‫«والبيص نر بدمشق» قال ف ياقوت بعد ذكر ذلك والبيتي الذكورين ما‬
‫نصه‪ :‬وهذان الشعران يدلن على أن البيص اي الغوطة بأجعها‪ ،‬أل تراه نسب‬
‫النار إل البيص؟ وكذلك حسان فانه يقول‪ :‬يسقون ماء بردى‪ ،‬وهو نر دمشق‬
‫من ورد البيص‪ ،).‬قال ابن دريد‪ :‬وليس بالعرب الصحيح وقد تكلمت به‬
‫العرب؛ قال حسان بن ثابت‪:‬‬
‫ص عليهمُ‬ ‫سقُو َن مَنْ َورَدَ البَري َ‬
‫َي ْ‬
‫س ْلسَل‬‫صفّقُ بالرحِيقِ ال ّ‬ ‫بَرَدى ُي َ‬
‫وقال وَعْلةُ الَ ْر ِميّ أَيضا‪:‬‬
‫ب لنا بِزادٍ‪،‬‬
‫فما ل ُم الغُرا ِ‬
‫ول سَرَطان أَنْهارِ البَرِيصِ‬
‫ابن شيل‪ :‬البُرْصةُ الُبلّوقةُ‪ ،‬وجعها بِراصٌ‪ ،‬وهي أَمكن ٌة من‬
‫ال ّرمْل بيضٌ ول تُنْبِت شيئا‪ ،‬ويقال‪ :‬هي مَنازِلُ الِنّ‪ .‬وبَنُو‬
‫الَبْ َرصِ‪ :‬بَنُو يَ ْربُوعِ بن حَنْظلة‪.‬‬
‫صوّتَ‪.‬‬ ‫@بصص‪َ :‬بصّ القومُ َبصِيصا‪َ :‬‬
‫ص َبصّا وبَصيصا‪َ :‬برَقَ‬ ‫والَبصِيصُ‪ :‬البَريقُ‪ .‬وبَصّ الشيءُ يَبِ ّ‬
‫وتلْ َل ولَمَع؛ قال‪:‬‬
‫ص منها لِيطُها الدّلمِصُ‪،‬‬ ‫يَبِ ّ‬
‫ك ُدرّةِ الَبحْرِ زَهاها الغائِصُ‬
‫وف حديث كعب‪ُ :‬ت ْمسَكُ النارُ يوم القيامة حت تَبِصّ كأَنا مَتْنُ‬
‫ي ف بعض‬ ‫ضوْءُها‪ .‬والَبصّاصةُ‪ :‬العَ ُ‬ ‫إِهالةٍ أَي تَبْرق ويَتَلْلُ َ‬
‫اللغات‪ ،‬صفة غالبة‪.‬‬
‫وَبصّص الشجرُ‪َ :‬تفَتّحَ للِيراقِ‪ ،‬يقال‪ :‬أََبصّت الَرضُ إِبْصاصا‬
‫صصَت البَراعِيمُ‬ ‫وَأوْبَصَت إِيباصا َأوّل ما يظهر نبتُها‪ .‬ويقال‪َ :‬ب ّ‬
‫إَذا تفَتّحت أَ ِكمّةُ الرياضِ‪ .‬وَبصْبَصَ بسَيفِه‪َ :‬ل ّوحَ‪ .‬وبَصّ‬
‫ص َبصّا وبَصِيصا‪ :‬أَضاءَ‪ .‬وَبصّصَ الِ ْر ُو تَْبصِيصا‪:‬‬ ‫الشي ُء يَبِ ّ‬
‫فتَ َح عَيْنَيه‪ ،‬وَبصْبَصَ لغةٌ‪ .‬وحكى ابن بري عن أَب عَليّ القال قال‪:‬‬
‫الذي يَ ْروِيه البصريون َيصّصَ‪ ،‬بالياء الثناة‪ ،‬لَن الياء قد تبدل‬
‫منها اليم لقربا ف الخرج ول يتنع أَن يكون َبصّصَ من الَبصِيصِ وهو‬
‫البَريق لَنه إِذا فَتَح عينيه َفعَل ذلك‪ .‬والبَصِيصُ‪َ :‬لمَعانُ َحبّ‬
‫ال ّرمّانة‪ .‬وَأ ْفَلتَ وله َبصِيصٌ‪ :‬وهي الرّعْدةُ واللتوا ُء من‬
‫لهْد‪.‬وَبصْبَصَ الكلبُ وتََبصْبَصَ‪ :‬حَ ّركَ ذنَبَه‪ .‬والَبصْبَصةُ‪ :‬تريكُ‬ ‫اَ‬
‫الكلب ذنَبه طمعا أَو خوْفا‪ ،‬وا ِلبِل تفعل ذلك إِذا حُدي با؛ قال رؤبة‬
‫يصف الوحش‪:‬‬
‫َبصَْبصْن بالَذْنابِ مِ ْن َل ْوحٍ وَبَقْ‬
‫والتَّبصْبُصُ‪ :‬التملّق؛ وأَنشد ابن بري لَب داودٍ‪:‬‬
‫ولقد ذَعَ ْرتُ بَناتِ َعمّ‬
‫الُ ْرشِفاتِ لا بَصابِصْ‬
‫لبّ‪ :‬وُألْقِي عليه‬ ‫وف حديث دانِيال‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬حي ُأْل ِقيَ ف ا ُ‬
‫حسْنَه ويَُبصْبِصْنَ إِليه؛ يقال‪َ :‬بصْبَصَ‬ ‫ع فجَ َعلْنَ َي ْل َ‬
‫السبا ُ‬
‫الكلبُ بذَنَبِه إِذا حرّكه وإِنا َيفْعل ذلك من طمع أَو خوف‪ .‬ابن سيده‪:‬‬
‫ب بذَنَبِه ضرَبَ به‪ ،‬وقيل‪ :‬حرّكه؛ وقول الشاعر‪:‬‬ ‫وَبصْبَصَ الكل ُ‬
‫وَيدُلّ ضَيْفي‪ ،‬ف الظّلمِ‪ ،‬على القِرى‪،‬‬
‫ِإشْراقُ ناري‪ ،‬وارْتِياحُ كِلب‬
‫حت إِذا أَْبصَرْنه و َعِلمْنَه‪،‬‬
‫َحيّيْنَه بِبَصابِصِ الَذْنابِ‬
‫ب منها له َبصْبَصَ ٌة وهو‬ ‫يوز أَن يكون جع َبصْبَصةٍ كأَن ك ّل كل ٍ‬
‫كذلك؛ قال‪ :‬ويوز أَن يكون جع مُبَصْبِص‪ ،‬وكذلك الِبلُ إِذا ُحدِي با‪.‬‬
‫والَبصْبَصةُ‪ :‬تريكُ الظّباء أَذْنابا‪ .‬الَصمعي‪ :‬من أَمثالم ف فِرارِ‬
‫الَبا ِن وخُضوعِه‪َ :‬بصْبَصْنَ إِذ ُحدِي َن بالَذْنابِ؛ قال‪ :‬ومثله‬
‫ب َبصْباصٌ‪:‬‬ ‫قولم‪َ :‬درْدَبَ لّا َعضّه الثّقافُ أَي ذَ ّل و َخضَع‪ .‬وقَرَ ٌ‬
‫شديدٌ ل اضطرابَ فيه ول فُتُورَ‪ ،‬وف التهذيب‪ :‬إِذا كان السيُ‬
‫مُْتعِبا‪ .‬وقد َبصَْبصَت الِبلُ‪ :‬قَرَبَها إِذا سارت فَأسْرَ َعتْ؛ قال‬
‫ي أَدان الغَضا‪،‬‬ ‫الشاعر‪:‬وَبصْبَصْنَ ب َ‬
‫وبَيْنَ غُداتةَ َشأْوا بَطِينا‬
‫أَي سِ ْرنَ سيا سريعا؛ وأَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫سكُنُ مُرّةً‪،‬‬ ‫أَرى كُ ّل ري ٍح سوف َت ْ‬
‫وكلّ سا ٍء ذاتَ َدرّ سُت ْقِلعُ‬
‫فإِنّكَ‪ ،‬والَضيافَ ف بُرْد ٍة معا‪،‬‬
‫ص الشمسُ ساعةَ تَنْزِعُ‬ ‫إِذا ما تَبِ ّ‬
‫ف الضّْيفِ‪ ،‬والبَيتُ بيتُه‪،‬‬ ‫لِحاف لا ُ‬
‫ول ُي ْلهِن عنه غَزا ٌل ُمقَّنعُ‬
‫(* هذا البيت والذي بعده رُويا لعروة بن الورد‪).‬‬
‫ث من القِرى‪،‬‬ ‫أُ َحدّثهُ أَن الدي َ‬
‫وَت ْعَلمُ نفْسي أَنّه سوف َي ْهجَع‬
‫أَي َيشْبَع فيَنامُ‪ .‬وتنع أَي تري إِل الغرِب‪ .‬وس ٌي َبصْباصٌ‬
‫كذلك؛ وقول أُمية بن أَب عائذ الذل‪:‬‬
‫إِدْلج ليلٍ قامِسٍ بوَطيسةٍ‪،‬‬
‫صبٍ َبصْباصِ‬ ‫ووِصال يوم وا ِ‬
‫أَراد‪ :‬شديدٍ بِحرّه و َدوَمانه‪ .‬و ِخمْسٌ َبصْباصٌ‪ :‬بعيدٌ جا ّد مُْتعِب‬
‫ل فُتو َر ف سيه‪ .‬والبَصْباصُ من الطّريفة‪ :‬الذي يبقى على عُودٍ‬
‫ص أَي قليلٌ؛ قال أَبو النجم‪:‬‬ ‫كأَنه أَذْنابُ اليَرابيع‪ .‬وما ٌء َبصْبا ٌ‬
‫ل ْدوَلُ الَبصْباصُ‬ ‫ليس َيسِيل ا َ‬
‫ضرَِبتْ‬
‫@بعص‪ :‬الَبعْصُ والتَّبعّصُ‪ :‬الضطرابُ‪ .‬وتََب ْعصَصَت اليةُ‪ُ :‬‬
‫َفَلوَتْ ذَنَبها‪ .‬والُبعْصُوصُ والَب َعصُوصُ‪ :‬الضّئِيلُ السمِ‪.‬‬
‫والَبعْصُ‪ :‬نَحافةُ البدَن و ِدقّتُه‪ ،‬وأَصله دُود ٌة يقال لا الُب ْعصُوصةُ‪:‬‬
‫ُدوَيْبّة صغية كالوزَغ ِة لا بَري ٌق من بياضها‪ .‬قال‪ :‬و َسبّ الواري‪ :‬يا‬
‫ُبعْصوصةُ ُكفّي ويا وجهَ الكُتَع‪ .‬ويقال للصب الصغي والصبيّة‬
‫ض ْعفِه‪ .‬والُبعْصُوص من الِنسان‪:‬‬ ‫صغَر َخ ْلقِه و َ‬ ‫الصغية‪ُ :‬بعْصُوصةٌ ل ِ‬
‫الع ْظمُ الصغ ُي الذي بي َألْيتيه‪ .‬قال يعقوب‪ :‬يقال للحيّة إِذا قُِتَلتْ‬
‫صصَت وهي تََبعْصَصُ؛ قال العجاج يصف ناقته‪:‬‬ ‫فَتَلوّتْ‪ :‬قد َتَبعْ َ‬
‫كَأنّ َتحْت حيّ ًة تََب ْعصَصُ‬
‫جوَيْرية الضاوِيةِ الُب ْعصُوصة والعِْنفِصُ‬ ‫قال ابن الَعراب‪ :‬يقال لل ُ‬
‫والبَطِيطة والَطِيطةُ‪.‬‬
‫@بلص‪ :‬الِبلّصُ والَبَلصُوصُ‪ :‬طائر‪ ،‬وقيل‪ :‬طائر صغي‪ ،‬وجعه الَبلَنْصى‪،‬‬
‫على غي قياس‪ ،‬والصحيح أَنه اسم للجمع وربا ُسمّي به النحيفُ السم؛‬
‫قال الوهري‪ :‬قال سيبويه‪ :‬النون زائدة لَنك تقول الواحد الَبَلصُوصُ‪ .‬قال‬
‫الليل بن أَحد‪ :‬قلت لَعراب‪ :‬ما اسمُ هذا الطائر؟ قال‪ :‬الَبلَصُوصُ‪،‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬ما جعُه؟ قال‪ :‬الَبلَنْصى‪ ،‬قال‪ :‬فقال الليل أَو قال قائل‪:‬‬
‫ص يَتَْبعُ الَبلَنْصَى‬
‫كالَبلَصُو ِ‬
‫التهذيب ف الرباعي‪ :‬الِبلَنْصا ُة بقْلةٌ ويقال طائر‪ ،‬والمع‬
‫الَبلَْنصَى‪.‬‬
‫لصَ الرجلُ وغيُه مِنّي َبلَصَةً‪ ،‬بالمز‪ :‬فَرّ‪.‬‬ ‫@بلص‪ :‬بَ َ‬
‫خلَصَ‬
‫ص وَب ْلخَصٌ‪ :‬غليظٌ كثي اللحم‪ ،‬وقد تََب ْ‬ ‫خلَ ٌ‬ ‫@بلخص‪َ :‬ب ْ‬
‫وتََب ْلخَصَ‪.‬‬
‫@بلهص‪َ :‬ب ْلهَصَ كَبلَصَ أَي فَرّ و َعدَا من فزَعٍ وأَسرع؛ أَنشد ابن‬
‫الَعراب‪:‬‬
‫ش لََبلْهَصا‬
‫ولو رَأَى فاكَرِ ٍ‬
‫لصَ‪ .‬قال ممد بن الكرم‪ :‬وقد‬ ‫وقد يوز أَن يكون هاؤه بدلً من هزة بَ َ‬
‫رأَيت هذا الشعر ف نسخة من نسخ التهذيب‪:‬‬
‫ولو رأَى فاكرش لَبهْلَصا‬
‫ص من ثيابه‪:‬‬ ‫وفاكَرِشٍ أَي مكانا ضَيّقا َيسَْتخْفي فيه‪ .‬وتََب ْلهَ َ‬
‫خرج عنها‪.‬‬
‫@بنقص‪ :‬بَْنقَصٌ‪ :‬اسم‪.‬‬
‫@بلص‪ :‬أَبو عمرو‪ :‬التَّب ْهلُصُ خروجُ الرجل من ثيابه‪ .‬تقول‪ :‬تََب ْهلَصَ‬
‫ص من ثيابه؛ ومنه قول أَب الَسود العجلي‪:‬‬ ‫وتََب ْلهَ َ‬
‫َلقِيتُ أَبا لَيْلى‪ ،‬فلمّا َأ َخذْتُه‪،‬‬
‫ص من أَثوابِه ث جَبّبا‬ ‫تََب ْهلَ َ‬
‫يُقال‪ :‬جَّببَ إِذا هَرَب‪.‬‬
‫ت والسّبْق والتقدّم‪ .‬باصَه يَبُوصُه َبوْصا‬ ‫@بوص‪ :‬الَبوْصُ‪ :‬ال َفوْ ُ‬
‫فاسْتَباصَ‪ :‬سََبقَه وفاتَه؛ وأَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫فل َت ْعجَلْ َعَليّ‪ ،‬ول تَُبصْنِي‪،‬‬
‫فإِنّك ِإنْ تَُبصْنِي َأسْتَبِيص‬
‫هكذا أَنشده‪ :‬فإِنك‪ ،‬ورواه بعضهم‪ :‬فإِن إِن تبصن‪ ،‬وهو أَبْيَنُ؛‬
‫وأَنشد ابن بري لذي ال ّرمّة‪:‬‬
‫صهْب الذّفارَى‪ ،‬كأَنا‬ ‫على رَ ْعلَةٍ ُ‬
‫ب القَطا الُتَواِترِ‬ ‫قَطا باصَ َأسْرا َ‬
‫ص أَيضا‪ :‬الستعجالُ؛ وأَنشد الليث‪:‬‬ ‫والَبوْ ُ‬
‫فل تعجل عليّ‪ ،‬ول تبصن‪،‬‬
‫ول تَرْمي بَ الغَرَضَ الَبعِيدا‬
‫للْبةِ‪ ،‬وبوّص إِذا صفَا لونه‪،‬‬ ‫ص إِذا سبَق ف ا َ‬ ‫ابن الَعراب‪َ :‬بوّ َ‬
‫ص إِذا عَظُم َبوْصُه‪ .‬وُبصْتُه‪ :‬استعجلته‪ .‬قال الليث‪ :‬الَب ْوصُ‬ ‫وَبوّ َ‬
‫أَن تستعجل إِنسانا ف َتحْميِلكَه أَمرا ل ت َدعُه يَت َمهّلُ فيه؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫فل تعجل عليّ‪ ،‬ول تبصن‪،‬‬
‫ودالِكْنِي‪ ،‬فإِن ذُو دَللِ‬
‫وُبصْتُه‪ :‬استعجلته‪ .‬وسارُوا ِخمْسا بائِصا أَي معجلً سريعا‬
‫ُمِلحّا؛ أَنشد ثعلب‪:‬‬
‫ج َسوْقا بائِصا‬ ‫َأسُوقُ با َلعْل ِ‬
‫وباصَه َبوْصا‪ :‬فاتَه‪ .‬التهذيب‪ :‬الّنوْصُ التأَخرُ ف كلم العرب‪،‬‬
‫ي َشحْمتِه‪.‬‬ ‫ص ال َعجُزُ‪ ،‬وقيل‪ِ :‬ل ُ‬‫ص التقدم‪ ،‬والبُوصُ والَبوْ ُ‬ ‫والَبوْ ُ‬
‫وامرأَة َبوْصاءُ‪ :‬عظيمة ال َعجُزِ‪ ،‬ول يقال ذلك للرجل‪ .‬الصحاح‪ :‬البُوصُ‬
‫ص ال َعجِيزةُ؛ قال الَعشى‪:‬‬ ‫والَبوْ ُ‬
‫ص إِذا أَدْبَرَتْ‪،‬‬‫عَرِيضة بُو ٍ‬
‫لشَا َشخْتة ا ُلحَْتضَنْ‬ ‫َهضِيم ا َ‬
‫والَبوْصُ والبُوصُ‪ :‬اللّونُ‪ ،‬وقيل‪ُ :‬حسْنُهُ‪ ،‬وذكره الوهري أَيضا‬
‫بالوجهي؛ قال ابن بري‪ :‬حكاه الوهري عن ابن السكيت بضم الباء‪ ،‬وذكره‬
‫ص الغنمِ وغيها من الدواب‪ :‬أَلوانُها‪،‬‬ ‫السياف بفتح الباء ل غي‪ .‬وأَبْوا ُ‬
‫ص الّل ْونُ‪ ،‬بفتح الباء‪ .‬يقال‪ :‬حالَ‬ ‫الواحدُ بُوصٌ‪ .‬أَبو عبيد‪ :‬الَبوْ ُ‬
‫َبوْصُه أَي تغيّر لونُه‪ .‬وقال يعقوب‪ :‬ما أَحسن بُوصَه أَي َسحْنَتَه‬
‫سفُن‪ ،‬فارسي معرب؛ وقال‪:‬‬ ‫ب من ال ّ‬ ‫صيّ‪ :‬ض ْر ٌ‬ ‫ولونَه‪ .‬والبُو ِ‬
‫صعِد‬ ‫صيّ ِبدَجْل َة مُ ْ‬ ‫سكّا ِن بُو ِ‬‫كُ‬
‫(* هذا البيت من معلقة طرفة وصدره‪:‬‬
‫صعِدت به؛‬ ‫وأَتلعَ نّاضٌ‪ ،‬إِذا َ‬
‫يصف فيه عنق ناقته‪).‬‬
‫صيّ‪:‬‬‫وعب أَبو عبيد عنه بال ّزوْرَقِ‪ ،‬قال ابن سيده‪ :‬وهو خطأ‪ .‬والبُو ِ‬
‫لحُ؛ وهو أَحد القولي ف قول الَعشى‪:‬‬ ‫الَ ّ‬
‫مث َل الفُراِتيّ‪ ،‬إِذا ما َطمَا‪،‬‬
‫صيّ والاهِرِ‬ ‫َي ْق ِذفُ بالبُو ِ‬
‫ص ّي َزوْرَقٌ وليس باللّح‪ ،‬وهو بالفارسية‬ ‫وقال أَبو عمرو‪ :‬البُو ِ‬
‫بُوزِيْ؛ وقول امرئ القيس‪:‬‬
‫َأمِنْ ِذكْرِ لَيْلى‪ ،‬إِ ْذ نَأَْتكَ‪ ،‬تَنُوصُ‪،‬‬
‫فَت ْقصُر عنها خَطْوةً وتَبُوصُ؟‬
‫حمِل على نفْسِك الشقّ َة فَتمْضِي‪ .‬قال ابن بري‪ :‬البيت الذي ف‬ ‫أَي َت ْ‬
‫شعر امرئ القيس فَت ْقصُر‪ ،‬بفتح التاء‪ .‬يقال‪َ :‬قصَر خَطْوه إِذا قصّر‬
‫ف مشيه‪ ،‬وَأ ْقصَرَ َكفّ؛ يقول‪َ :‬ت ْقصُر عنها خَطْوةً فل ُت ْدرِكُها‬
‫وتَبُوص أَي َتسْبِقُك وتتق ّدمُك‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه كان جالسا ف ُحجْرة‬
‫قد كاد يَنْباصُ عنه الظّ ّل أَي ينتقص عنه ويسِبقُه ويفُوته‪ .‬ومنه حديث‬
‫عمر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ :‬أَنه أَراد أَن َيسْت ْعمِلَ سعيدَ ب َن العاصِ‬
‫ب َأزَبّ‬
‫ص منه أَي هرب واستتر وفاتَه‪ .‬وف حديث ابن الزبي‪ :‬أَنه ضرَ َ‬ ‫فَبَا َ‬
‫حت باصَ‪ .‬و َسفَرٌ بائِصٌ‪ :‬شديدٌ‪ .‬والَبوْصُ‪ :‬الُبعْد‪ .‬والبائِصُ‪:‬‬
‫ص بعن َبعِيد وشاقّ لَن الذي َيسْبِقك ويفُوتُك‬ ‫الَبعِيد‪ .‬يقال‪ :‬طريق بائِ ٌ‬
‫ق وُصولُك إِليه؛ قال الراعي‪:‬‬ ‫شا ّ‬
‫حت َورَ ْدنَ‪ ،‬لِِتمّ ِخمْس بائصٍ‪،‬‬
‫ح وَبِيل‬‫ُجدّا تَعاوَرَه الرّيا ُ‬
‫وقال الطرماح‪:‬‬
‫مَل بائِصا ث اعَْترَتْه َحمِيّة‬
‫شجِه من ذائدٍ غي واهِنِ‬ ‫على َن ْ‬
‫وانْباصَ الشيءُ‪ :‬اْنقَبَض‪ .‬وف الديث‪ :‬كا َد يَنْباصُ عنه الظّلّ‪.‬‬
‫والَبوْصاءُ‪ُ :‬لعْبةٌ َيلْ َعبُ با الصبيانُ يأْخذون عُودا ف رأْسه‬
‫نارٌ فُيدِيرُونه على رؤوسِهم‪.‬‬
‫وبُوصان‪ :‬بط ٌن من بن أَسد‪.‬‬
‫ص وحَيْص‬ ‫ص بِي ٍ‬‫ص وحِيصَ بِيصَ وحِي ٍ‬ ‫ص بَيْ َ‬ ‫@بيص‪ :‬يقال‪ :‬وَقعُوا ف حَيْ َ‬
‫بَيْص مبن‬
‫(* قوله «وحيص بيص مبن» أي بكسر الول منونا والثان بغي‬
‫تنوين والعكس كما ف القاموس‪ ).‬على الكسر‪ ،‬أَي شدّة‪ ،‬وقيل‪ :‬أَي ف اختلط‬
‫حسَب عَليّ الَرض‬ ‫من أَمر ول مرج لم ول َمحِيص منه‪ .‬وإِنك لَت ْ‬
‫ص الضيّقُ والشدّةُ‪.‬‬ ‫َحيْصا بَيْصا أَي ضَيّقةً‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬البَيْ ُ‬
‫وجعلُْتمْ عليه الَرضَ حَْيصَ َبيْصَ أَي ضّيقْتم عليه‪ .‬والبَيْصةُ‪:‬‬
‫ف‬
‫ُق ّ‬
‫(* قوله «والبيصة قف إل» ف شرح القاموس بعد نقله ما هنا ما نصه‪ :‬قلت‬
‫والصواب انه بالضاد العجمة‪ ).‬غليظٌ أَبْيَضُ بإِقبال العارِضِ ف دار‬
‫ُقشَيْ ٍر لِبَن لُبَيْن وبن قُرة من ُقشَيٍ وتلْقاءَها دارُ نُمي‪.‬‬
‫لعْدة‬
‫@برض‪ :‬البارِض‪ :‬أَول ما يظهر من نبت الَرض وخص بعضهم به ا َ‬
‫والنّزَعةَ والبهْمَى وا َللْتَى والقَبْأَ َة وبَنات الَرض‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَول ما‬
‫ُيعْرف من النبات وتَتنا َولُه الّن َعمُ‪ .‬الَصمعي‪ :‬الُب ْهمَى أَول ما‬
‫ل فهو َجمِيم؛ قال لبيد‪:‬‬ ‫يبدو منها البارِضُ فإِذا ترك قلي ً‬
‫َي ْلمُجُ البارضَ َلمْجا ف النّدى‪،‬‬
‫مِن مَرابِيعِ رِياض ورِجَلْ‬
‫ض من الُب ْهمَى وا َللْتَى‬
‫الوهري‪ :‬البارَضُ أَو ُل ما ُتخْ ِرجُ الَر ُ‬
‫وبِنتِ الَرض لَن نِبْتة هذه الَشياء واحدةٌ ومَنْبِتها واحد‪ ،‬فهي ما‬
‫دامت صغارا بارَضٌ‪ ،‬فإِذا طالت تبينت أَجْناسُها‪ .‬ويقال‪َ :‬أبْرَضَت‬
‫الَرضُ إِذا تعاونَ بارِضُها فكثر‪ .‬وف حديث خزية وذكر السنّةَ الُجدبة‪:‬‬
‫أَيَْبسَت بارِضَ الوَدِيس؛ البارِضُ‪ :‬أَول ما يبدو من النبات قبل أَن‬
‫تُعرف أَنواعُه‪ ،‬والوَدِيسُ ما‪ :‬غَطّى وج َه الَرض من النبات‪ .‬ابن سيده‪:‬‬
‫ض من النبات بعد الَب ْذرِ؛ عن أَب حنيفة‪ ،‬وقد بَرَضَ النباتُ‬ ‫والبارِ ُ‬
‫ضتِ الَرضُ‪ :‬تبيّن نبتها‪ .‬ومكان مُبْرِضٌ إِذا‬ ‫ض بُروضا‪ .‬وتَبّ َ‬ ‫يَبْرُ ُ‬
‫تعا َونَ بارِضُه وكَُثرَ‪ .‬الوهري‪ :‬البَرْضُ القليل وكذلك البُراضُ‪،‬‬
‫ض وبِرَاضٌ‬ ‫بالضم‪ .‬وما ٌء بَرْضٌ‪ :‬قليلٌ وهو خلف ال َعمْر‪ ،‬والمع بُرُو ٌ‬
‫وأَبْراضٌ‪.‬‬
‫ض بَرْضا وبُرُوضا‪ :‬قلّ‪ ،‬وقيل‪ :‬خرج قليلً‬ ‫ض ويَبْرُ ُ‬‫ض يَبْرِ ُ‬‫وبَرَ َ‬
‫قليلً‪ .‬وبئر بَرُوضٌ‪ :‬قليلة الاء‪ .‬وهو يَتَبَرّضُ الاءَ‪ :‬كلما اجتمع‬
‫ل قليلً‪.‬‬ ‫لسْي إِذا أَخذته قلي ً‬ ‫ضتُ ماءَ ا ِ‬ ‫منه شيء غَ َرفَه‪ .‬وتَبَرّ ْ‬
‫وَثمْد بَرْضٌ‪ :‬ماؤه قليل؛ وقال رؤبة‪:‬‬
‫ف ال ِعدّ ل َي ْق َدحْ ثِمادا َبرْضَا‬
‫ض ل من ماله‬ ‫ض أَي خرج وهو قليل‪ .‬وبَرَ َ‬ ‫وبَرَضَ الا ُء من العي يَبْرُ ُ‬
‫ض بَرْضا أَي أَعطان منه شيئا قليلً‪ .‬وتَبَرّضَ‬ ‫ض ويَبْرِ ُ‬‫يَبْرُ ُ‬
‫ما عنده‪ :‬أَخذ منه شيئا بعد شيءٍ‪ .‬وتبّضْت فلنا إِذا أَخذت منه‬
‫ض والبْتِراضُ‪ :‬التبلّغ ف‬ ‫الشي َء بعد الشيء وتبّلغْت به‪ .‬والتّبَرّ ُ‬
‫العيش بالُبلْغة وتطلّبه من هنا وهنا قليلً قليلً‪ .‬وتََبرّضَ َسمَلَ‬
‫ل قليلً؛ قال الشاعر‪:‬‬ ‫الوضِ إِذا كان ماؤُه قليلً فأَخذته قلي ً‬
‫لتْ به‬ ‫جدِ فامْتَ َ‬
‫ض ا َل ْ‬
‫وف حِيا ِ‬
‫بالرّيّ‪ ،‬بعد تََبرّضِ ا َلسْمال‬
‫والتّبّضُ‪ :‬التبلّغُ بالقليل من العيش‪ .‬وتَبّضَ حاجته‪ :‬أَخذها‬
‫س تَبَرّضا أَي‬ ‫ل قليلً‪ .‬وف الديث‪ :‬ما ٌء قليل يَتبّضُه النا ُ‬ ‫قلي ً‬
‫يأْخذونه قليلً قليلً‪ .‬والبَرْضُ‪ :‬الشيء القليل؛ وقول الشاعر‪:‬‬
‫صلِها‪،‬‬
‫وقد كنتُ برّاضا لا قبل وَ ْ‬
‫ف وََلدّت حَْبلَها ِبحِبالِيا؟‬ ‫فكي َ‬
‫(* قوله‪ :‬ولدّت حبلها‪ ،‬هكذا ف الصل‪).‬‬
‫معناه قد كنت أُنِيلُها الشيءَ قبل أَن واصلَتْن فكيف وقد َعِلقْتها‬
‫ضفُوٌه ومَطفوهٌ‬ ‫اليوم و َعلِقَتْن؟ ابن الَعراب‪ :‬رجل مَبْروض و َم ْ‬
‫و َمضْفوفٌ و َمحْدود إِذا َنفِد ما عنده من كثرة عطائه‪ .‬والبُرْضة‪ :‬ما تَبّضْت‬
‫ض بَرْضا‪ :‬قلّلَ عطاءَه‪ .‬أَبو‬ ‫ض ويَبْرُ ُ‬‫ض له يَبْرِ ُ‬ ‫من الاء‪ .‬وبَرَ َ‬
‫زيد‪ :‬إِذا كانت العطي ُة يَسية قلت بَرَضْت له أَبْرُضُ وأَبرِضُ‬
‫بَرْضا‪ .‬ويقال‪ :‬إِن الال لَيَتَبَرّضُ النبات َتبّضا‪ ،‬وذلك قبل أَن يطُول‬
‫ويكون فيه شَِبعُ الال‪ ،‬فإِذا غطى الَرض ورَقا فهو َجمِيمٌ‪.‬‬
‫والبُرْضةُ‪ :‬أَرض ل تُْنِبتُ شيئا‪ ،‬وهي أَصغر من الَبلّوقة‪.‬‬
‫والُْبرِضُ والبَرّاضُ‪ :‬الذي يأْكل كل شي ٍء من ماله وُي ْفسِده‪.‬‬
‫والبَرّاضُ بن قيس‪ :‬الذي هاجت به حربُ عُكاظ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَحد فُتّاك العرب معروف‬
‫ب ال ِفجَار بي بن كنانة وقيس عيلن‬ ‫من بن كنانة‪ ،‬وِبفَْتكِه قام حر ُ‬
‫لَنه قتل عُرْوة الرحال القيسي؛ وأَما قول امرئ القيس‪:‬‬
‫فَوادِي الَبدِيّ فانَْتحَى لليَرِيض‬
‫فإِن اليَرِيضَ‪ ،‬بالياء قبل الراء‪ ،‬وهو واد بعينه‪ ،‬ومن رواه البيض‪،‬‬
‫بالباء‪ ،‬فقد صحّف‪ ،‬واللّه أَعلم‪.‬‬
‫ض َبضِيضا إِذا جعل‬ ‫سيُ وهو يَبِ ّ‬ ‫لْ‬ ‫@بضض‪َ :‬بضّ الشيءُ‪ :‬سال‪ .‬وبَضّ ا َ‬
‫ض بشيء من ماء‪ .‬وبَضّت‬ ‫ماؤُه يرج قليلً‪ .‬وف حديث تبوك‪ :‬والعي تَبِ ّ‬
‫العيُ َتبِضّ َبضّا وَبضِيضا‪َ :‬دمَعت‪ .‬ويقال للرجل إِذا ُن ِعتَ‬
‫ض َبضّا‬‫بالصب على الُصيبة‪ :‬ما تَبِضّ عينُه‪ .‬وبَضّ الا ُء يَبِ ّ‬
‫صخْرٍ أَو َأرْضٍ‪ .‬وبَضّ‬ ‫ل قليلً‪ ،‬وقيل‪َ :‬رشَح من َ‬ ‫وُبضُوضا‪ :‬سا َل قلي ً‬
‫شغَ منه الاء شبه العَرَق‪ .‬ومَثَ ٌل من الَمثال‪:‬‬ ‫الج ُر ونوه يَبِضّ‪َ :‬ن َ‬
‫فلنٌ ل يَبِضّ َحجَرُه أَي ل يُنا ُل منه خيٌ‪ ،‬يضرب للبخيل‪ ،‬أَي ما‬
‫ض بِبِل ٍل أَي ما َيقْطُ ُر منها‬ ‫تَْندَى صَفاته وف حديث َطهْفة‪ :‬ما تَبِ ّ‬
‫للَمةُ أَي َدرّت حلمةُ الضرع‬ ‫لَبَنٌ‪ .‬وف حديث خزية‪ :‬وَبضّت ا َ‬
‫باللب‪ ،‬ول يقال بَضّ السقاءُ ول القِرْبةُ إِنا ذلك ال ّرشْحُ أَو‬
‫النّتج‪ ،‬فإِن كان دُهْنا أَو َسمْنا فهو الّنثّ‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي اللّه‬
‫لمِيت‪ .‬قال الوهري‪ :‬ل يقال بَضّ السقاءُ ول‬ ‫عنه‪ :‬يَِنثّ َنثّ ا َ‬
‫القِربةُ؛ قال‪ :‬وبعضهم يقوله وينشد لرؤبة‪:‬‬
‫فقلتُ قولً عَرَبِيّا َغضّا‪:‬‬
‫لو كانَ خَرْزا ف ال ُكلَى ما َبضّا‬
‫ض وَ ْجهِه‬‫وف الديث‪ :‬أَنه َسقَطَ من الفَرَس فإِذا هو جالسٌ وعُرْ ُ‬
‫صفَرَ‪.‬‬
‫يَبِضّ ما ًء أَ ْ‬
‫ل قليلً‪ .‬والَبضَضُ‪ :‬الاءُ القليل‪.‬‬ ‫وبئر َبضُوضٌ‪ :‬يرج ماؤها قلي ً‬
‫ضتْ تَبِضّ؛ قال أَبو زبيد‪:‬‬ ‫ورَ ِك ّي َبضُوضٌ‪ :‬قليلة الاء‪ ،‬وقد َب ّ‬
‫يا عُْثمَ أَ ْدرِكْن‪ ،‬فِإنّ رَكِيّت‬
‫صَلدَتْ‪ ،‬فَأعَْيتْ أَن تَبِضّ بائها‬ ‫َ‬
‫قال أَبو سعيد ف السقاء‪ :‬بُضاض ٌة من ماءٍ أَي شيءٌ يسي‪ .‬وف حديث‬
‫ض ف الدّبُر أَي يَدبّ فيه‬ ‫النخعي‪ :‬الشّيْطانُ َيجْري ف الِحْليل ويَبِ ّ‬
‫فيُخيّل أَنه َبلَلٌ أَو ريحٌ‪ .‬وتََبضّضْت َحقّي منه أَي استنظفته‬
‫ضضْت له‬ ‫ض َبضّا‪ :‬قلّلْت‪ .‬وَب َ‬ ‫ضضْت له من العطاء أَبُ ّ‬ ‫ل قليلً‪ .‬وَب َ‬ ‫قلي ً‬
‫ض َبضّا إِذا أَعطاه شيئا يسيا؛ وأَنشد شر‪:‬‬ ‫أَبُ ّ‬
‫ول تُْبضِض الّن ْكدَ للجاشِرِين‪،‬‬
‫وأَْنفَدت النم ُل ما تَْنقُل‬
‫شدَنِيه ابن أَنس‪ ،‬بضم التاء‪ ،‬وها لغتان‪ ،‬بَضّ‬ ‫وقال راويه‪ :‬كذا أَن َ‬
‫ض يُبِضّ‪ :‬قلّلَ‪ ،‬ورواه القاسم‪ :‬ول تَْبضُض‪ .‬الَصمعي‪:‬‬ ‫ض وأَبَ ّ‬ ‫يَبُ ّ‬
‫ض له بشيء‪ ،‬وهو العروف القليل‪.‬‬ ‫ض له بشيء وبَ ّ‬ ‫نَ ّ‬
‫وامرأَة باضّة وَبضّة وَبضِيض ٌة وبَضاضٌ‪ :‬كثية اللحم تارّة ف‬
‫نَصاعةٍ‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الرقيقة اللد الناعمة إِن كانت بيضاء أَو أَدْماءَ؛‬
‫قال‪:‬ك ّل رَداحٍ َبضّ ٍة بَضاضِ‬
‫غيه‪ :‬البضّة الرأَة الناعمة‪ ،‬سراء كانت أو بيضاء؛ أَبو عمرو‪ :‬هي‬
‫الّلحِيمة البيضاء‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬الَبضّة الرقيقة اللد الظاهرة الدم‪،‬‬
‫ض َبضَاضةً وبُضوضةً‪ .‬الليث‪ :‬امرأَة َبضّةٌ‬ ‫ض وتَبَ ّ‬‫وقد َبضّت تَبُ ّ‬
‫تارّة ناعمة مكتنة اللحم ف نَصاعةِ لون‪ .‬وَبشَر ٌة َبضّةٌ‪َ :‬بضِيضة‪،‬‬
‫وامرأَة َبضّة َبضَاض‪ .‬ابن الَعراب‪َ :‬بضّضَ الرجلُ إِذا تََنعّم‪،‬‬
‫و َغضّضَ‪ :‬صار َغضّا متنعما‪ ،‬وهي ال ُغضُوضة‪ .‬و َغضّضَ إِذا أَصابته غَضاضةٌ‪.‬‬
‫ص السدِ وليس من البياض خاصة ولكنه‬ ‫ض من الرجال الرّخْ ُ‬ ‫الَصمعي‪ :‬والبَ ّ‬
‫ض بَيّن‬
‫من الرّخوصة والرّخاصة‪ ،‬وكذلك الرأَة َبضّة‪ .‬ورجل بَ ّ‬
‫البَضاضَةِ والُبضُوضة‪ :‬ناصعُ البياض ف سن؛ قال‪:‬‬
‫وأَبْيَض بَضّ عليه النّسورُ‪،‬‬
‫ب مُْنكَسِرْ‬
‫وف ضِبْنِه َثعْل ٌ‬
‫ضضْت‪ ،‬بالفتح‬ ‫ورجل بَضّ أَي رقيق اللد متلئ‪ ،‬وقد َبضَضْت يا رجل وَب ِ‬
‫ض بَضاضةً وبُضوضةً‪ .‬وف حديث علي‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ :‬هل‬ ‫والكسر‪ ،‬تَبَ ّ‬
‫ب إل كَذا؟ البَضاضةُ‪ِ :‬رقّة اللون وصفاؤه‬ ‫يَنْتظرُ أَه ُل بَضاض ِة الشّبا ِ‬
‫الذي ُيؤَثّر فيه أَدن شيء؛ ومنه‪َ :‬ق ِدمَ عمر‪ ،‬رضي اللّه عنه‪ ،‬على‬
‫مُعاوية وهو أَبضّ الناس أَي َأ َرقّهم لونا وأَحسنُهم بَشرة‪ .‬وف حديث‬
‫ُرقَيقة‪ :‬أَل فانْظُروا فيكم رجلً أَبَْيضَ َبضّا‪ .‬وف حديث السن‪َ :‬تلْقى‬
‫ض َبضّا‪ .‬ابن شيل‪ :‬الَبضّة اللّبَنةُ الارة‬ ‫أَحدَهم أَبْيَ َ‬
‫صقْرة‪ .‬وقال ابن الَعراب‪ :‬سقان َبضّ ًة وَبضّا أَي لبنا‬ ‫الامضة‪ ،‬وهي ال ّ‬
‫حامضا‪.‬‬
‫وَبضّضَ عليه بالسيف‪َ :‬حمَلَ؛ عن ابن الَعراب‪ .‬والبَضْباضُ قالوا‪:‬‬
‫الكمأَ ُة وليست َبحْضة‪ .‬وَبضّضَ الِ ْر ُو مثل َجصّص ويضّضَ وبصّصَ كلها‬
‫لغات‪ .‬وبَضّ أَوتارَه إِذا حرّكها لُيهَيّئَها للضرب‪ .‬قال ابن بري‪ :‬قال‬
‫ظ بَظّا‪ ،‬بالظاء‪ ،‬وهو تريك الضارب الَوتارَ‬ ‫ابن خالويه يقال بَ ّ‬
‫لُيهَيّئها للضرب‪ ،‬وقد يقال بالضاد‪ ،‬قال‪ :‬والظاء أَكثر وأَحسن‪.‬‬
‫@بعض‪َ :‬بعْضُ الشيء‪ :‬طائفة منه‪ ،‬والمع أَبعاض؛ قال ابن سيده‪ :‬حكاه ابن‬
‫جن فل أَدري أَهو تسمّح أَم هو شيء رواه‪ ،‬واستعمل الزجاجي بعضا‬
‫بالَلف واللم فقال‪ :‬وإِنا قلنا الَبعْض والكل مازا‪ ،‬وعلى استعمال الماعة‬
‫ل ُه مُسامة‪ ،‬وهو ف القيقة غي جائر يعن أَن هذا السم ل ينفصل من‬
‫الضافة‪ .‬قال أَبو حات‪ :‬قلت للصمعي رأَيت ف كتاب ابن القفع‪ :‬ال ِع ْلمُ‬
‫كث ٌي ولكن َأ ْخذُ البعضِ خ ٌي مِ ْن تَ ْركِ الكل‪ ،‬فأَنكره أَشدّ الِنكار‬
‫وقال‪ :‬الَلف واللم ل يدخلن ف بعض وكل لَنما معرفة بغي أَلف‬
‫ولمٍ‪ .‬وف القرآن العزيز‪ :‬وكلّ أََتوْه داخِرين‪ .‬قال أَبو حات‪ :‬ول تقول‬
‫العرب الكل ول البعض‪ ،‬وقد استعمله الناس حت سيبويه والَخفش ف كُتُبهما‬
‫لقلة علمهما بذا النحو فاجْتَِنبْ ذلك فإِنه ليس من كلم العرب‪ .‬وقال‬
‫الَزهري‪ :‬النحويون أَجازوا الَلف واللم ف بعض وكل‪ ،‬وِإنّ أَباهُ‬
‫ض مذكر ف‬ ‫الَصمعيّ‪ .‬ويقال‪ :‬جارية ُحسّان ٌة ُيشْبِه بعضُها َبعْضا‪ ،‬وَبعْ ٌ‬
‫الوجوه كلها‪.‬‬
‫ض الشيء تَْبعِيضا فتَبعّضَ‪ :‬فرّقه أَجزاء فتفرق‪.‬‬ ‫وَبعّ َ‬
‫ض الشيء كلّه؛ قال لبيد‪:‬‬ ‫وقيل‪َ :‬بعْ ُ‬
‫أَو َيعَْتلِ ْق َبعْضَ النّفوسِ حِمامُها‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وليس هذا عندي على ما ذهب إِليه أَهل اللغة من أَن‬
‫ض ف معن الكل‪ ،‬هذا نقض ول دليل ف هذا البيت لَنه إِنا عن ببعض‬ ‫الَبعْ َ‬
‫النفوس َن ْفسَه‪ .‬قال أَبو العباس أَحد بن يي‪ :‬أَجع أَهل النحو على أَن‬
‫البعض شيء من أَشياء أَو شيء من شيء إِلّ هشاما فإِنه زعم أَن قول‬
‫لبيد‪:‬أَو يعتلق بعض النفوس حامها‬
‫فادعى وأَخطَأ أَن الَبعْضَ ههنا جع ول يكن هذا من عمله وإِنا أَرادَ‬
‫لَبِي ٌد ببعض النفوس َن ْفسَه‪ .‬وقوله تعال‪َ :‬تلَْتقِطه َبعْضُ السيّارة‪،‬‬
‫بالتأْنيث ف قراءة من قرأ به فإِنه أَنث َلنّ َبعْضَ السيّارة‬
‫ت َبعْضُ أَصابعه لَن َبعْض الَصابع يكون أُصبعا‬ ‫سَيّارٌة كقولم ذهَب ْ‬
‫وأُصبعي وأَصابع‪ .‬قال‪ :‬وأَما جزم أَو َيعْتَلِقْ فإِنه رَدّهُ على معن‬
‫صبْ ما‬ ‫ج ف طلب الال ُأ ِ‬ ‫الكلم الَول‪ ،‬ومعناه جزاء كأَنه قال‪ :‬وإِن أَخر ْ‬
‫ت نفسي‪ .‬وقال‪ :‬قوله ف قصة مؤمن آ ِل فرعون وما‬ ‫َأمّلْت أَو َيعْلَق الو ُ‬
‫أَجراه على لسانه فيما وعظ به آل فرعون‪ :‬إِن يَكُ كاذبا فعليه َكذِبُه‬
‫ك صادقا ُيصِْبكُم َبعْضُ الذي َي ِعدُكم‪ ،‬إِنه كان وَ َعدَهم‬ ‫وإِن يَ ُ‬
‫بشيئي‪ :‬عذاب الدنيا وعذاب الخرة فقال‪ُ :‬يصِبْكم هذا العذاب ف الدنيا وهو‬
‫َبعْضُ الوَ ْعدَي ِن من غي أَن نَفى عذاب الخرة‪ .‬وقال الليث‪ :‬بعض العرب‬
‫ك صادِقا‬ ‫َيصِ ُل بَِبعْضٍ كما َتصِلُ با‪ ،‬من ذلك قوله تعال‪ :‬وإِن يَ ُ‬
‫ُيصِْبكُم َبعْضُ الذي يعدكم؛ يريد يصبكم الذي يعدكم‪ ،‬وقيل ف قوله َبعْضُ‬
‫الذي يعدكم أَي كلّ الذي يعدكم أَي إِن يكن موسى صادقا يصبكم كل الذي‬
‫يُْن ِذرُكم به وبتوَعّدكم‪ ،‬ل َبعْضٌ دونَ بَعضٍ لَن ذلك مِنْ فعل‬
‫ال ُكهّان‪ ،‬وأَما الرسل فل يُوجد عليهم وَ ْع ٌد مكذوب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫فيا ليته ُيعْفى ويُقرِعُ بيننا‬
‫عنِ الَوتِ‪ ،‬أَو عن َبعْض شَكواه مقْرعُ‬
‫ض ضدّ كلّ؛‬ ‫ليس يريد عن َبعْضِ شكواه دون َبعْضٍ بل يريد الكل‪ ،‬وَبعْ ٌ‬
‫وقال ابن مقبل ياطب ابنت َعصَر‪:‬‬
‫َلوْل الَيا ُء ولول الدّينُ‪ِ ،‬عبْتُكما‬
‫ض ما فِيكُما إِذْ عِبْتُما َعوَري‬ ‫بَِبعْ ِ‬
‫ض الذي‬ ‫أٌّاد بكل ما فيكما فيما يقال‪ .‬وقال أَبو إِسحق ف قوله َبعْ ُ‬
‫يعدكم‪ :‬من لطيف السائل أَن النب‪ ،‬صلّى اللّه عليه وسلّم‪ ،‬إِذا وَ َعدَ‬
‫وعْدا وقع الوَ ْعدُ بَأسْرِه ول يقع َب ْعضُه‪ ،‬فمن أَين جاز أَن يقول‬
‫ض الذي يَعدكم وحَقّ اللفظ ك ّل الذي يعدكم؟ وهذا بابٌ من النظر يذهب‬ ‫َبعْ ُ‬
‫فيه الناظر إِل إِلزام حجته بأَيسر ما ف الَمر‪ .‬وليس ف هذا معن الكل‬
‫وإِنا ذكر البعض ليوجب له الكل لَن الَبعْضَ هو الكل؛ ومثل هذا قول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫قد ُي ْدرِكُ الُتََأنّي َبعْضَ حاجتِه‪،‬‬
‫وقد يكو ُن مع السَْت ْعجِل ال ّزلَلُ‬
‫لَن القائل إِذا قال أَق ّل ما يكون للمتأَن إِدرا ُك َبعْضِ الاجة‪،‬‬
‫وأَقلّ ما يكون للمستعجل ال ّزلَلُ‪ ،‬فقد أَبانَ فضلَ التأَن على‬
‫الستعجل با ل َي ْقدِرُ الصمُ أَن َي ْدفَعَه‪ ،‬وكَأ ّن مؤمنَ آل فرعون قال‬
‫ض الذي َيعِدكم‪ ،‬وف بعض‬ ‫صدْقه أَن ُيصِيبَكم بع ُ‬ ‫لم‪ :‬أَق ّل ما يكون ف ِ‬
‫ض الذي َي ِعدُكم‪.‬‬‫ذلك هلكُكم‪ ،‬فهذا تأْويل قوله ُيصِبْكم َبعْ ُ‬
‫ب من الذباب معروف‪ ،‬الواحدة َبعُوضة؛ قال الوهري‪ :‬هو‬ ‫والَبعُوض‪ :‬ضَرْ ٌ‬
‫البَقّ‪ ،‬وقوم مَْبعُوضُونَ‪ .‬والَبعْضُ‪َ :‬مصْدر َب َعضَه الَبعُوضُ‬
‫ل بات‬‫يَْب َعضُه َبعْضا‪َ :‬عضّه وآذاه‪ ،‬ول يقال ف غي الَبعُوض؛ قال يدح رج ً‬
‫ف ِكلّة‪:‬‬
‫ت بَْيتُ أَب دِثارٍ‪،‬‬
‫لَِنعْم البَْي ُ‬
‫ف َبعْضُ القومَ َبعْضا‬ ‫إِذا ما خا َ‬
‫ض القومُ‪ :‬آذاهم‬
‫قوله َبعْضا‪ :‬أَي َعضّا‪ .‬وأَبو دِثَار‪ :‬الكّلة‪ .‬وُبعِ َ‬
‫الَبعُوضُ‪ .‬وأَْب َعضُوا إِذا كان ف أَرضهم َبعُوضٌ‪ .‬وأَرض مَْبعَضة‬
‫ومََبقّة أَي كثية الَبعُوضِ والبَقّ‪ ،‬وهو الَبعُوضُ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ق قَذالا‪،‬‬ ‫يَطِ ّن َبعُوضُ الاء َفوْ َ‬
‫جيّ خُصومُ‬ ‫كما اص َطخََبتْ بعدَ الَن ِ‬
‫وقال ذو الرمة‪:‬‬
‫كما ذبَّبتْ َعذْراء‪ ،‬وهي ُمشِيحةٌ‪،‬‬
‫َبعُوض القُرى عن فارِسيّ مُ َرفّل‬
‫مُشيحة‪َ :‬حذِرة‪ .‬وا ُلشِ ُح ف لغة هذيل‪ :‬الُجدّ؛ وإِذا أَنشد الذل‬
‫هذا البيت أَنشده‪:‬‬
‫كما ذببت عذراء غي مشيحة‬
‫وأَنشد أَبو عبيداللّه ممد بن زياد الَعراب‪:‬‬
‫ولَيْلة ل َأ ْدرِ ما كراها‪،‬‬
‫ض ف دجاها‬ ‫أُسامِرُ الَبعُو َ‬
‫كلّ زجُو ٍل يُّتقَى شَذاها‪،‬‬
‫ل يَ ْطرَبُ السام ُع من غِناها‬
‫وقد ورد ف الديث ذكرُ الَبعُوض وهو البقّ‪ .‬والبَعُوضة‪ :‬موضع كان للعرب‬
‫فيه يوم مذكور؛ قال متمم بن نويرة يذكر قتلى ذلك اليوم‪:‬‬
‫على مثل أَصحابِ البعوضة فا ْخ ُمشِي‪،‬‬
‫لَكِ الويلُ حُرّ الوجه أَو يَْبكِ مَن بكى‬
‫و َرمْل الَبعُوضة‪ :‬معروفة بالبادية‪.‬‬
‫@بغض‪ :‬الُبغْض والِبغْضةُ‪َ :‬نقِيضُ البّ؛ وقول ساعدة بن كؤية‪:‬‬
‫ومن العَوادِي َأنْ َتفُتْك بِِبغْضةٍ‪،‬‬
‫ف منها‪ ،‬وأَنّكَ ت ْرقُب‬ ‫وتَقا ُذ ٍ‬
‫سكّري فقال‪ :‬بِبِغض ٍة بقوم يبغضونك‪ ،‬فهو على‬ ‫قال ابن سيده‪ :‬فسّره ال ّ‬
‫هذا جع ك ِغلْمة وصِبْية‪ ،‬ولول أَن‪ ،‬العهود من العرب أَن ل تتشكّى من‬
‫مبوب ِبغْض ًة ف أَشعارها لقلنا‪ :‬إِن الِبغْضة هنا الِبْغاض‪ ،‬والدليل‬
‫على ذلك أَنه قد عطف عليها الصدرَ وهو قوله‪ :‬وتَقا ُذفٍ منها‪ ،‬وما هو ف‬
‫نية الصدر وهو قوله‪ :‬وأَنك تَ ْرقُب‪.‬‬
‫وَبغُضَ الرجلُ‪ ،‬بالضم‪ ،‬بَغاضةً أَي صارَ َبغِيضا‪ .‬وَب ّغضَه اللّهُ‬
‫إِل الناس تَْبغِيضا فأَْب َغضُوه أَي َمقَتُوه‪.‬‬
‫والَبغْضاءُ والبَغاضةُ‪ ،‬جيعا‪ :‬شدة البغْضِ‪ ،‬وكذلك الِبغْضة‪ ،‬بالكسر؛‬
‫قال معقل بن خويلد الذل‪:‬‬
‫أَبا َمعْقلٍ‪ ،‬ل تُوطِئَنْك بَغاضَت‬
‫صدِها العُرْم‬ ‫رؤوسَ الَفاعي من مَرا ِ‬
‫وقد أَْبغَضه وَب َغضَه؛ الَخية عن ثعلب وحده‪ .‬وقال ف قوله عزّ وجلّ‪:‬‬
‫إِن ِل َعمَلِكم من القَالِيَ‪ ،‬أَي البا ِغضِي‪ ،‬فدل هذا على أَن َبغَضَ‬
‫عنده لغة‪ .‬قال‪ :‬ولول أَنا لغة عنده لقال من الُْبغِضِي‪ .‬والبَغُوضُ‪:‬‬
‫الُبغِض؛ أَنشد سيبويه‪:‬‬
‫ولكن َبغُوضٌ أَن يقا َل َعدِيُ‬
‫وهذا أَيضا ما يدل على أَن َبغَضْته لغة لَن َفعُو ًل إِنا هي ف‬
‫الَكثر عن فاعِ ٍل ل ُمفْعِل‪ ،‬وقيل‪ :‬البَغيض الُْبغِض والُْبغَض جيعا‬
‫ضدّ‪ .‬والُباغَضةُ‪ :‬تَعاطِي الَبغْضاء؛ أَنشد ثعلب‪:‬‬
‫ب مَولً ساءَن مُبا ِغضِ‪،‬‬ ‫يا رُ ّ‬
‫ب فارضِ‪،‬‬ ‫ض ّ‬ ‫ضغْنٍ و َ‬
‫عليّ ذي ِ‬
‫له كقُروء ِ الائِضِ‬
‫(* قوله «وضب فارض» الضب القد‪ ،‬والفارض القدي وقيل العظيم‪ .‬وقوله له‬
‫قروء إل يقول‪ :‬لعداوته أوقات تيج فيها مثل وقت الائض‪).‬‬
‫والتّباغُضُ‪ :‬ضد التّحابّ‪ .‬ورجل َبغِيض وقد َبغُضَ بَغاض ًة وَبغِضَ‪،‬‬
‫فهو َبغِيضٌ‪ .‬ورجل مَُبغّضٌ‪ :‬يُْبغَضُ كثيا‪ .‬ويقال‪ :‬هو مبوب غي‬
‫مَُبغّضِ‪ ،‬وقد ُبغّض إِليه الَم ُر وما أَْبغَضَه ِإلّ‪ ،‬ول يقال ما‬
‫أَْبغَضَن له ول ما أَْب َغضَه ل؛ هذا قول أَهل اللغة‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وحكى‬
‫سيبويه‪ :‬ما أَْب َغضَن له وما أَْبغَضَه إِل‪ ،‬وقال‪ :‬إِذا ما أَْب َغضَن له‬
‫فإِنا تب أَنك مُْبغَضٌ له‪ ،‬وإِذا قلت ما أَْب َغضَه ِإلّ فإِنا‬
‫تب أَنه مُْبغَضٌ عندك‪ .‬قال أَبو حات‪ :‬من كلم الشو أَنا أُْبغِض فلنا‬
‫وهو يُْبغِضن‪ .‬وقد َبغُضَ إِل أَي صار َبغِيضا‪ .‬وأَْبغِضْ به ِإلّ‬
‫أَي ما أَْبغَضَه‪ .‬الوهري‪ :‬قولم ما أَْب َغضَه ل شاذ ل يقاس عليه؛ قال‬
‫ابن بري‪ :‬إِنا جعله شاذّا لَنه جعله من َأْبغَضَ‪ ،‬والتعجب ل يكون من‬
‫َأ ْفعَل إِل بَأ َشدّ ونوه‪ ،‬قال‪ :‬وليس كما ظنّ بل هو من َبغُضَ فلن‬
‫ِإلّ‪ ،‬قال‪ :‬وقد حكى أَهل اللغة والنحو‪ :‬ما أَْب َغضَن له إِذا كنتَ أَنت‬
‫الُبغِضَ له‪ ،‬وما أَْبغَضَن إِليه إِذا كان هو الُْبغِضَ لك‪ .‬وف‬
‫الدعاء‪َ :‬نعِ َم اللّهُ بك عَيْنا وأَْبغَضَ ِبعَدوّك َعيْنا وأَهل اليمن‬
‫يقولون‪َ :‬بغُضَ َجدّك كما يقولون عَثَرَ َجدّك‪.‬‬
‫وَبغِيض‪ :‬أَبو قبيلة‪ ،‬وقيل‪ :‬ح ّي من قيس‪ ،‬وهو َبغِيض بن رَيْث بن غَطفان‬
‫بن سعد بن قيس عَيْلن‪.‬‬
‫@بض‪ :‬الَبهْضُ‪ :‬ما شَقّ عليك؛ عن كراع‪ ،‬وهي عربية البتة‪ .‬التهذيب‪ :‬قال‬
‫أَبو تراب سعت أَعرابيّا من َأشْجع يقول‪َ :‬ب َهضَن هذا الَمر‬
‫وَبهَظَن‪ ،‬قال‪ :‬ول يُتاِبعْه على ذلك أَحد‪.‬‬
‫ض يَبُوضُ َبوْضا إِذا أَقام بالكان‪ .‬وباضَ‬ ‫@بوض‪ :‬ابن الَعراب‪ :‬با َ‬
‫ض يَبِضّ‪ ،‬واللّه‬ ‫يَبوض َبوْضا إِذا َحسُنَ وجه ُه بعد َكَلفٍ‪ ،‬ومثله بَ ّ‬
‫أَعلم‪.‬‬
‫@بيض‪ :‬البياض‪ :‬ضد السواد‪ ،‬يكون ذلك ف اليوان والنبات وغي ذلك ما‬
‫يقبله غيه‪ .‬البَيَاضُ‪ :‬لون الَبْيَض‪ ،‬وقد قالوا بياض وبَياضة كما قالوا‬
‫مَنْزِل ومَنْزِلة‪ ،‬وحكاه ابن الَعراب ف الاء أَيضا‪ ،‬وجع الَبْيَضِ‬
‫بِيضٌ‪ ،‬وأَصله ُبيْضٌ‪ ،‬بضم الباء‪ ،‬وإِنا أَبدلوا من الضمة َكسْرَةً‬
‫لتصحّ الياء‪ ،‬وقد أَباضَ وابْيَضّ؛ فأَما قوله‪:‬‬
‫إِن َشكْلي وإِن ش ْكلَكِ شَتّى‪،‬‬
‫ص وا ْخفِضِي َتبَْيضِضّي‬ ‫فالْزمي الُ ّ‬
‫فإِنه أَرا َد تَبَْيضّي فزاد ضادا أُخرى ضرورة لِقامة الوزن؛ قال ابن‬
‫بري‪ :‬وقد قيل إِنا ييء هذا ف الشعر كقول الخر‪:‬‬
‫لقد َخشِيتُ أَن َأرَى َجدْبَباّ‬
‫أَراد َجدْبا فضاعف الباء‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬فأَما ما حكى سيبويه من أَن‬
‫بعضهم قال‪َ :‬أعْطِن أَبَْيضّه يريد أَبْيَضَ وأَلق الاء كما أَلقها ف‬
‫هُنّه وهو يريد هُنّ فإِنه ثقل الضاد فلول أَنه زاد ضادا‬
‫(* قوله‬
‫«فلول أنه زاد ضادا إل» هكذا ف الصل بدون ذكر جواب لول‪ ).‬على الضاد‬
‫الت هي حرف الِعراب‪ ،‬فحرفُ الِعراب إِذا الضا ُد الُول والثانية هي‬
‫الزائدة‪ ،‬وليست برف الِعراب الوجود ف أَبْيَضَ‪ ،‬فلذلك لقته بَيانَ‬
‫الركة‬
‫(* قوله‪ :‬بيان الركة؛ هكذا ف الصل‪ .).‬قال أَبو علي‪ :‬وكان ينبغي‬
‫أَن ل ُتحَرّك فحركتها لذلك ضعيفة ف القياس‪.‬‬
‫وأَباضَ الكَلُ‪ :‬اْبيَضّ ويَِبسَ‪ .‬وباَيضَن فل ٌن فِبضْته‪ ،‬من‬
‫البَياض‪ :‬كنت أَشدّ منه بياضا‪ .‬الوهري‪ :‬وباَيضَه فباضَه يَبِيضُه أَي فاقَه‬
‫ف البياض‪ ،‬ول تقل يَبُوضه؛ وهذا أَشدّ بَياضا من كذا‪ ،‬ول تقل‬
‫أَبْيَضُ منه‪ ،‬وأَهل الكوفة يقولونه ويتجون بقول الراجز‪:‬‬
‫جارِية ف ِدرْعِها الفَضْفاضِ‪،‬‬
‫ض من أُ ْختِ بن إِباضِ‬ ‫أَبْيَ ُ‬
‫قال البد‪ :‬ليس البيت الشاذ بجة على الَصل الجمع عليه؛ وأَما قول‬
‫الخر‪:‬‬
‫إِذا الرجالُ شََتوْا‪ ،‬واشتدّ أَ ْكلُهمُ‪،‬‬
‫فَأْنتَ أَبَْيضُهم سِرْبا َل طَبّاخِ‬
‫فيحتمل أَن ل يكون بعن َأ ْفعَل الذي تصحبه مِ ْن للمفاضلة‪ ،‬وإِنا هو‬
‫بنلة قولك هو أَ ْحسَنُهم وجها وأَكرمُهم أَبا‪ ،‬تريد حسَنهم وجها‬
‫وكريهم أَبا‪ ،‬فكأَنه قال‪ :‬فأَنت مُبَْيضّهم سِرْبالً‪ ،‬فلما أَضافه انتصب‬
‫ما بعده على التمييز‪.‬‬
‫ف السّودانِ‪.‬‬ ‫والبِيضَانُ من الناس‪ :‬خل ُ‬
‫ضتْ‪ :‬ولدت البِيضَ‪ ،‬وكذلك الرجل‪ .‬وف عينِه‬ ‫وأَبَْيضَت الرأَةُ وأَبا َ‬
‫بَياضةٌ أَي بَياضٌ‪.‬‬
‫وبَيّضَ الشيءَ جعله أَْبيَضَ‪ .‬وقد بَّيضْت الشيء فابْيَضّ ابْيِضاضا‬
‫وابْياضّ ابْيِيضاضا‪ .‬والبَيّاضُ‪ :‬الذي يَُبيّضُ الثيابَ‪ ،‬على النسب‬
‫ل على الفعل‪ ،‬لَن حكم ذلك إِنا هو مُبَيّضٌ‪.‬‬
‫ق ف الصلب‪ ،‬وقيل‪ :‬عرق ف‬ ‫والَبْيَضُ‪ :‬عِرْق السرّة‪ ،‬وقيل‪ :‬عِ ْر ٌ‬
‫الالب‪ ،‬صفة غالبة‪ ،‬وكل ذلك لكان البَياضِ‪ .‬والَبْيضانِ‪ :‬الا ُء والنطةُ‪.‬‬
‫والَبْيضانِ‪ِ :‬عرْقا الوَرِيد‪ .‬والَبْيَضانِ‪ :‬عرقان ف البطن لبياضهما؛‬
‫قال ذو الرمة‪:‬‬
‫وأَبْيَض قد كّلفْته بُعد ُشقّة‪،‬‬
‫َت َع ّقدَ منها أَبْيَضاه وحالِبُهْ‬
‫والَبْيَضان‪ِ :‬عرْقان ف حالب البعي؛ قال هيان ابن قحافة‪:‬‬
‫ح َمضِهْ‪،‬‬ ‫قَرِيبة ُن ْدوَتُه من َم ْ‬
‫جعُ عِرْقا أَبَْيضِهْ‪،‬‬
‫كأَنا يَْي َ‬
‫و ُملْتَقَى فائلِه وأُُبضِهْ‬
‫(* قوله «عرقا أبيضه» قال الصاغان‪ :‬هكذا وقع ف الصحاح باللف والصواب‬
‫عرقي بالنصب‪ ،‬وقوله وأبضه هكذا هو مضبوط ف نسخ الصحاح بضمتي وضبطه‬
‫بعضهم بكسرتي‪ ،‬أفاده شارح القاموس‪).‬‬
‫والَبيضان‪ :‬الشحمُ والشّباب‪ ،‬وقيل‪ :‬الُبْز والاء‪ ،‬وقيل‪ :‬الاء‬
‫واللبُ؛ قال هذيل الَشجعي من شعراء الجازيي‪:‬‬
‫لوْلُ كاملً‪،‬‬ ‫لا َ‬ ‫ولكنّما َي ْمضِي َ‬
‫وما لَ إِ ّل الَبَْيضَيْنِ شَرابُ‬
‫من الاءِ أو من َدرّ وَجْناءَ ثَرّةٍ‪،‬‬
‫لا حالبٌ ل َيشْتَكي وحِلبُ‬
‫ومنه قولم‪ :‬بَّيضْت السّقاءَ والِناء أَي ملْته من الاء أَو‬
‫حمُه وشبابُه‪ ،‬وكذلك قال أَبو زيد‪،‬‬ ‫اللب‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬ذ َهبَ أَبْيَضاه ش ْ‬
‫وقال أَبو عبيد‪ :‬الَبْيَضانِ الشحمُ واللب‪ .‬وف حديث سعد‪ :‬أَنه سُئِل عن‬
‫سمْراء‬‫سلْت بالبَيْضا ِء فكَرِهَه؛ البَيْضاء الِنْطة وهي ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫أَيضا‪ ،‬وقد تكرر ذكرها ف البيع والزكاة وغيها‪ ،‬وإِنا كَرِه ذلك لَنما‬
‫عنده جنسٌ واحد‪ ،‬وخالفه غيه‪ .‬وما رأَيته ُمذْ أَبْيضانِ‪ ،‬يعن يومي أَو‬
‫شهرين‪ ،‬وذلك لبياض الَيام‪ .‬وبَياضُ الكبدِ والقلبِ والظفرِ‪ :‬ما أَحاط‬
‫ض القلب من الفرس ما أَطافَ بالعِرْق من أَعلى القلب‪،‬‬ ‫به‪ ،‬وقيل‪ :‬بَيا ُ‬
‫سوْها بالعَرَض؛ كأَنم‬ ‫وبياض البطن بَنات اللبِ وشحْم الكُلى ونو ذلك‪ّ ،‬‬
‫سوّدةُ‬
‫أَرادوا ذات البياض‪ .‬والُبَيّضةُ‪ ،‬أَصحابُ البياض كقولك ا ُل َ‬
‫حمّرةُ لَصحاب السواد والمرة‪ .‬وكَتِيب ٌة بَيْضاء‪ :‬عليها بَياضُ‬ ‫وا ُل َ‬
‫الديد‪ .‬والبَيْضاء‪ :‬الشمسُ لبياضها؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫وبَيْضاء ل تَطَْبعْ‪ ،‬ول َت ْدرِ ما الَنا‪،‬‬
‫تَرَى أَعيُ َن الفِتْيانِ من دونا خُزْرا‬
‫والبَيْضاء‪ :‬ال ِقدْرُ؛ قال ذلك أَبو عمرو‪ .‬قال‪ :‬ويقال للقِدْر أَيضا‬
‫ُأمّ بَيْضاء؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وإِذْ ما يُرِيحُ الناسَ صَرْماءُ َجوْنةٌ‪،‬‬
‫حوّلُ‬ ‫س عليها رَحْلُها ما ُي َ‬ ‫يَنُو ُ‬
‫فقلتُ لا‪ :‬يا ُأ ّم بَيْضاءَ‪ ،‬فِتْيةٌ‬
‫َيعُودُك منهم مُرْمِلون وعُيّلُ‬
‫قال الكسائي‪ :‬ما ف معن الذي ف إِذ ما يُرِيح‪ ،‬قال‪ :‬وصرماءُ خب الذي‪.‬‬
‫والبِيضُ‪ :‬ليلةُ ثلثَ َعشْرةَ وَأرَْبعَ َعشْرةَ وخسَ َعشْرة‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬كان ي ْأمُرُنا أَن نصُومَ الَيامَ البِيضَ‪ ،‬وهي الثالثَ عشَرَ‬
‫والرابعَ عش َر والامسَ عشرَ‪ ،‬سيت ليالِيها بِيضا لَن القمر يطلُع فيها من‬
‫أَولا إِل آخرها‪ .‬قال ابن بري‪ :‬وأَكثر ما تيء الرواية الَيام‬
‫ض من صفة‬ ‫ض بالِضافة لَن البِي َ‬ ‫البِيض‪ ،‬والصواب أَن يقال أَيامَ البِي ِ‬
‫الليال‪ .‬وكلّمتُه فما ر ّد عليّ َسوْداءَ ول َبيْضاءَ أَي كِلمةً قبيحة ول‬
‫حسنة‪ ،‬على الثل‪ .‬وكلم أَبْيَضُ‪ :‬مشروح‪ ،‬على الثل أَيضا‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫أَتان كلّ َأسْو َد منهم وأَحر‪ ،‬ول يقال أَبْيَض‪ .‬الفراء‪ :‬العرب ل تقول‬
‫صفِر‪ ،‬قال‪ :‬وليس ذلك بشيء إِنا يُنْظَر ف هذا إِل‬ ‫َحمِر ول بَيِض ول َ‬
‫ض وا ْحمَرّ واحْمارّ‪ ،‬قال‪:‬‬‫ما سع عن العرب‪ .‬يقال‪ :‬ابْيَضّ وابْيا ّ‬
‫سوِدة ومُبيِضةٌ إِذا ولدت البِيضا َن والسّودانَ‪،‬‬ ‫والعرب تقول فلنة مُ ْ‬
‫قال‪ :‬وأَكثر ما يقولون مُوضِحة إِذا َوَلدَت البِيضانَ‪ ،‬قال‪ :‬ولُعْبة لم‬
‫يقولون أَبِيضي حَبالً وأَسيدي حَبالً‪ ،‬قال‪ :‬ول يقال ما أَبْيَضَ‬
‫فلنا وما أَ ْحمَر فلنا من البياض والمرة؛ وقد جاء ذلك نادرا ف شعرهم‬
‫كقول طرفة‪:‬‬
‫ت اليومَ أ َلمُهم‬ ‫َأمّا اللوكُ فأَْن َ‬
‫ُلؤْما‪ ،‬وأَبَْيضُهم سِرْبا َل طَبّاخِ‬
‫لوْن‪،‬‬‫لسْودَ أَبو البَيْضاء‪ ،‬وللبْيَض أَبو ا َ‬ ‫ابن السكيت‪ :‬يقال ل َ‬
‫لجّة الُبَرْهنة‪ ،‬وهي أَيضا اليد الت ل ُتمَنّ‬ ‫واليد البَيْضاء‪ :‬ا ُ‬
‫والت عن غي سؤال وذلك لشرفها ف أَنواع الِجاج والعطاء‪ .‬وأَرض َبيْضاءُ‪:‬‬
‫سوّدُها‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الت ل‬ ‫َملْساء ل نبات فيها كأَن النبات كان ُي َ‬
‫ض الَرض‪ :‬ما ل عمارة فيه‪ .‬وبَياضُ‬ ‫تُوطَأْ‪ ،‬وكذلك البِيضَةُ‪ .‬وبَيَا ُ‬
‫اللد‪ :‬ما ل شعر عليه‪ .‬التهذيب‪ :‬إِذا قالت العرب فلن أَبْيَضُ وفلنة‬
‫بَيْضاء فالعن نَقاء العِرْض من الدنَس والعيوب؛ ومن ذلك قول زهي يدح‬
‫رجلً‪.‬‬
‫َأ َشمّ أَبْيَض فَيّاض ُي َفكّك عن‬
‫أَيدي العُناةِ وعن َأعْناقِها الرّبَقا‬
‫وقال‪:‬‬
‫ُأمّك بَيْضاءُ من قُضاع َة ف الـ‬
‫ـبيت الذي َتسْتَظلّ ف ظُنُبِهْ‬
‫ض اللون ولكنهم يريدون الدح‬ ‫قال‪ :‬وهذا كثي ف شعرهم ل يريدون به بَيا َ‬
‫بالكرم ونَقاءِ العرْض من العيوب‪ ،‬وإِذا قالوا‪ :‬فلن أَبْيَض الوجه‬
‫وفلنة َبيْضاءُ الوجه أَرادوا نقا َء اللون من ال َكلَفِ والسوادِ الشائن‪ .‬ابن‬
‫الَعراب‪ :‬والبيضاءُ حبالة الصائد؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وبيضاء مِنْ ما ِل الفت إِن أَراحَها‬
‫أَفادَ‪ ،‬وإِل ماله مال ُمقْتِر‬
‫يقول‪ :‬إِن َنشِب فيها عَ ٌي فجرّها بقي صاحبُها ُمقْتِرا‪.‬‬
‫والبَيْضة‪ :‬واحدة البَيْض من الديد وبَْيضِ الطائر جيعا‪ ،‬وبَيْضةُ‬
‫الديد معروفة والبَيْضة معروفة‪ ،‬والمع بَيْض‪ .‬وف التنيل العزيز‪:‬‬
‫ض َمكْنُون‪ ،‬ويمع البَيْض على بُيوضٍ؛ قال‪:‬‬ ‫كأَّنهُ ّن بَيْ ٌ‬
‫على َقفْرةٍ طارَت فِراخا بُيوضُها‬
‫أَي صارت أَو كانت؛ قال ابن سيده‪ :‬فأَما قول الشاعر‬
‫(* قوله «فأما قول‬
‫الشاعر» عبارة القاموس وشرحه‪ :‬والبيضة واحدة بيض الطي المع بيوض وبيضات‪،‬‬
‫قال الصاغان‪ :‬ول ترك الياء من بيضات إل ف ضرورة الشعر قال‪ :‬أخو‬
‫بيضات إل‪:).‬‬
‫أَبو بَيَضاتٍ رائ ٌح مُتَأوّب‪،‬‬
‫رَفيق َبسْحِ الَْنكَِبيِ سَبُوحُ‬
‫فشاذ ل يعقد عليه باب لَن مثل هذا ل يرك ثانيه‪.‬‬
‫ت بَْيضَها‪ .‬ودجاجة بَيّاضةٌ‬ ‫وباضَ الطائرُ والنعامة بَيْضا‪َ :‬أْلقَ ْ‬
‫ض فيمن قال ُرسُل مثل حُيُد جع‬ ‫وبَيُوضٌ‪ :‬كثية البَيْضِ‪ ،‬والمع بُيُ ٌ‬
‫ض فيمن قال ُرسْل‪ ،‬كسَرُوا الباء‬ ‫َحيُود‪ ،‬وهي الت َتحِيد عنك‪ ،‬وبِي ٌ‬
‫لَِتسْلم الياء ول تنقلب‪ ،‬وقد قال بّوضٌ أَبو منصور‪ .‬يقال‪ :‬دجاجة بائض بغي‬
‫هاء لَن الدّيكَ ل يَبِيض‪ ،‬وباضَت الطائرةُ‪ ،‬فهي بائضٌ‪ .‬ورجل بَيّاضٌ‪:‬‬
‫يَبِيع البَيْضَ‪ ،‬وديك بائِضٌ كما يقال والدٌ‪ ،‬وكذلك الغُراب؛ قال‪:‬‬
‫ش الغُرابُ البائضُ‬ ‫بيث َيعْتَ ّ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وهو عندي على النسب‪ .‬والبَيْضة‪ :‬من السلح‪ ،‬سيت بذلك‬
‫لَنا على شكل بَيْضة النعام‪ .‬وابْتاضَ الرجل‪ :‬لَبِسَ الَبيْضةَ‪ .‬وف‬
‫ق َيسْرِقُ البَيْضةَ فُتقْ َط ُع يدُه‪ ،‬يعن‬ ‫الديث‪ :‬لَعَ َن اللّه السار َ‬
‫الُوذةَ؛ قال ابن قتيبة‪ :‬الوجه ف الديث أَن اللّه لا أَنزل‪ :‬والسارقُ‬
‫والسارقةُ فاقْ َطعُوا َأْيدِيَهما‪ ،‬قال النب‪ ،‬صلّى اللّه عليه وسلّم‪َ :‬لعَنَ‬
‫اللّه السارقَ َيسْرِق البَيْضة فُتقْطَع يدُه على ظاهر ما نزل عليه‪،‬‬
‫يعن بَيْضةَ الدجاجة ونوها‪ ،‬ث أَعلمه اللّه َب ْعدُ أَن القطع ل يكون‬
‫إِل ف رُبْع دِينار فما فوقه‪ ،‬وأَنكر تأْويلها بالُوذةِ لَن هذا ليس‬
‫موضع تَكثيٍ لا يأْخذه السارق‪ ،‬إِنا هو موضع تقليل فإِنه ل يقال‪ :‬قبّح‬
‫اللّه فلنا عرّض نفسه للضرب ف ِعقْد َجوْهر‪ ،‬إِنا يقال‪َ :‬لعَنه‬
‫اللّه تعرّض لقطع يده ف َخلَقٍ رَثّ أَو ف كُبّ ِة شعَرٍ‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬أُعْطِيتُ الكَنْزَينِ الَحرَ والَبيضَ‪ ،‬فالَحرُ‬
‫ك فارس‪ ،‬وإِنا يقال لفارس ا َلبْيَض لبياض‬ ‫ض مُلْ ُ‬‫ك الشام‪ ،‬والَبْيَ ُ‬ ‫ُملْ ُ‬
‫أَلوانم ولَن الغالب على أَموالم الفضة‪ ،‬كما أَن الغالب على أَلوان أَهل‬
‫الشام المرة وعلى أَموالم الذهب؛ ومنه حديث ظبيان وذكر ِحمْي قال‪:‬‬
‫لمْرا ُء والِزْيةُ الصفراء‪،‬‬ ‫سوْدا ُء وفا ِرسُ ا َ‬
‫وكانت لم البَيْضاءُ وال ّ‬
‫ب من الَرض لَنه يكون أَبَْيضَ ل غَ ْرسَ فيه‬ ‫أَراد بالبيضاء الرا َ‬
‫سوْداء العامِرَ منها ل ْخضِرارِها بالشجر والزرع‪،‬‬ ‫ول َزرْعَ‪ ،‬وأَراد بال ّ‬
‫ح ّكمَهم عليه‪ ،‬وبالزية الصفراء الذهبَ‬ ‫لمْراء َت َ‬‫وأَرادَ بفا ِرسَ ا َ‬
‫كانوا َيجْبُون الَراجَ َذهَبا‪ .‬وف الديث‪ :‬ل تقومُ الساعةُ حت يظهر‬
‫ض ما يأْت َفجْأَ ًة ول يكن‬ ‫الوتُ الَبَْيضُ والَ ْحمَرُ؛ الَبْيَ ُ‬
‫ت بالقَتْل لَجل الدم‪.‬‬ ‫قبله مرض يُغيّر لونه‪ ،‬والَحْمرُ الو ُ‬
‫لدْر‪:‬‬ ‫والبَيْضةُ‪ :‬عَِنبٌ بالطائف أَبيض عظيم البّ‪ .‬وبَيْضةُ ا ِ‬
‫لصْية‪ .‬وبَيْضةُ‬ ‫الاريةُ لَنا ف ِخدْرها مكنونة‪ .‬والبَيْضةُ‪ :‬بَيْضةُ ا ُ‬
‫ال ُعقْر مَثَ ٌل يضرب وذلك أَن ُت ْغصَبَ الارية َنفْسها فُتقْتَضّ‬
‫فُتجَرّب ببَيْضةٍ‪ ،‬وتسمى تلك البَيْضةُ َبيْضةَ ال ُعقْرِ‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬وقيل‬
‫بَُْض ُة العُقْ ِر بَْيضَة يَبِيضُها الديك مرة واحدة ث ل يعود‪ ،‬يضْرب‬
‫ل لن يصنع الصّنِيعة ث ل يعود لا‪ .‬وبَيْضة البلَدِ‪ :‬تَرِيكة‬ ‫مث ً‬
‫النعامة‪ .‬وبَيْضةُ البلد‪ :‬السّّيدُ؛ عن ابن الَعراب‪ ،‬وقد ُي َذمّ‬
‫ع العاملي‪:‬‬ ‫ببَيْضة البلد؛ وأَنشد ثعلب ف الذم للراعي يهجو ابن الرّقا ِ‬
‫جوْتُكمُ‪،‬‬ ‫لو كُنتَ من َأ َحدٍ ُيهْجى َه َ‬
‫يا ابن الرّقاعِ‪ ،‬ولكن لستَ من أَ َحدِ‬
‫َتأْب قُضاع ُة ل َتعْ ِرفْ لكم َنسَبا‬
‫وابْنا نِزارٍ‪ ،‬فأَنُْت ْم بَيْضةُ الَبَلدِ‬
‫حمِيه؛ قال‪ :‬وسئل ابن الَعراب عن‬ ‫أَرادَ أَنه ل نسب له ول عشية َت ْ‬
‫ذلك فقال‪ :‬إِذا مُ ِدحَ با فهي الت فيها الفَرْخ لَن ال ّظلِيم حينئذ‬
‫َيصُونُها‪ ،‬وإِذا ُذمّ با فهي الت قد خرج الفَ ْرخُ منها ورَمى با‬
‫الظليمُ فداسَها الناسُ والِبلُ‪ .‬وقولم‪ :‬هو أَذَ ّل من بَيْضةِ الَبَلدِ‬
‫أَي من بَْيضَةِ النعام الت يتركها؛ وأَنشد كراع للمتلمس ف موضع الذم‬
‫وذكره أَبو حات ف كتاب الَضداد‪ ،‬وقال ابن بري الشعر ِلصِنّان بن عبّاد‬
‫اليشكري وهو‪:‬‬
‫َلمّا رأَى شطٌ َحوْضِي له تَرَعٌ‬
‫على الِياضِ‪ ،‬أَتان غ َي ذي َلدَدِ‬
‫لو كان َحوْضَ ِحمَارٍ ما شَرِبْت به‪،‬‬
‫إِلّ بإِ ْذنِ حِمارٍ آخرَ الََبدِ‬
‫ض مَنْ َأوْدَى بِإ ْخوَتِه‬ ‫لكنّه َحوْ ُ‬
‫رَْيبُ الَنُونِ‪ ،‬فَأ ْمسَى بَْيضَةَ الَبَلدِ‬
‫خ ف َرمَى با الظليم‬ ‫أَي أَمسى ذليلً كهذه البَيْضة الت فا َرقَها الفر ُ‬
‫فدِيسَت فل أَذَل منها‪ .‬قال ابن بري‪ِ :‬حمَار ف البيت اسم رجل وهو‬
‫علقمة بن النعمان بن قيس بن عمرو بن ثعلبة‪ ،‬وشطٌ هو شط ابن قيس بن عمرو بن‬
‫ثعلبة اليشكري‪ ،‬وكان َأ ْورَدَ إِِبلَه َحوْضَ صِنّان بن عبّاد قائل هذا‬
‫الشعر فغضب لذلك‪ ،‬وقال الرزوقي‪ :‬حار أَخوه وكان ف حياته يتع ّززُ به؛‬
‫ومثله قول الخر يهجو حسان بن ثابت وف التهذيب انه لسان‪:‬‬
‫أَرى الَلبِيبَ قد عَزّوا‪ ،‬وقد كَثُروا‪،‬‬
‫وابنُ الفُرَيْعةِ َأ ْمسَى بَيْضةَ الَبلَدِ‬
‫قال أَبو منصور‪ :‬هذا مدح‪ .‬وابن فُرَيْعة‪ :‬أَبوه‬
‫(* قوله «وابن فريعة‬
‫أبوه» كذا بالصل وف القاموس ف مادة فرع ما نصه‪ :‬وحسان بن ثابت يعرف بابن‬
‫الفريعة كجهينة وهي أُمه‪ .).‬وأَراد باللبيب َسفِلة الناس وغَثْراءَهم؛‬
‫قال أَبو منصور‪ :‬وليس ما قاله أَبو حات بيد‪ ،‬ومعن قول حسان أَن َسفِلة‬
‫الناس عزّوا وكثروا بعد ِذلِّتهِم وقلتهم‪ ،‬وابن فُرَيعة الذي كان ذا‬
‫ثَ ْروَ ٍة وثَراءٍ قد ُأخّرَ عن قد ِي شَ َرفِه وسُودَدِه‪ ،‬واسْتُِبدّ‬
‫بالَمر دونه فهو بنلة بَيْضة البلد الت تَبِيضُها النعامة ث تتركها‬
‫حضُنها‪ ،‬فتبقى تَرِكةً بالفلة‪.‬‬ ‫بالفلة فل َت ْ‬
‫وروى أَبو عمرو عن أَب العباس‪ :‬العرب تقول للرجل الكري‪ :‬هو بَيْضة‬
‫البلد يدحونه‪ ،‬ويقولون للخر‪ :‬هو بَيْضة البلد ي ُذمّونه‪ ،‬قال‪ :‬فالمدوحُ‬
‫يراد به البَيْضة الت َتصُونا النعامة وُت َوقّيها الَذَى لَن فيها‬
‫فَرْخَها فالمدوح من ههنا‪ ،‬فإِذا اْن َفلَقت عن فَرْخِها رمى با الظليمُ‬
‫فتقع ف البلد ال َقفْر فمن ههنا ذمّ الخر‪ .‬قال أَبو بكر ف قولم فلن‬
‫بَيْض ُة البلد‪ :‬هو من الَضداد يكون مدحا ويكون ذمّا‪ ،‬فإِذا ُمدِح الرجل‬
‫فقيل هو بَيْضةُ البلد ُأرِيدَ به واحدُ البلد الذي ُيجْتَمع إِليه‬
‫وُيقْبَل قولُه‪ ،‬وقيل فَرْ ٌد ليس أَحد مثله ف شرفه؛ وأَنشد أَبو العباس‬
‫لمرأَة من بن عامر بن ُلؤَيّ ترثي عمرو بن عبد وُدّ وتذكر قتل عليّ‬
‫إِيّاه‪:‬لو كان قاتِ ُل عَمرو غيَ قاتله‪،‬‬
‫ح ف َجسَدي‬ ‫َبكَيْتُه‪ ،‬ما أَقام الرّو ُ‬
‫لكنّ قاتلَه مَنْ ل يُعابُ به‪،‬‬
‫وكان يُدعَى قديا بَْيضَةَ الَبَلدِ‬
‫يا ُأمّ ُكلْثُومَ‪ُ ،‬شقّي الَْيبَ ُم ْعوِلَةً‬
‫على أَبيكِ‪ ،‬فقد َأوْدَى إِل الََبدِ‬
‫سمِي‬ ‫يا ُأمّ ُكلْثُومَ‪َ ،‬بكّيهِ ول َت ِ‬
‫ُبكَا َء ُم ْعوِلَةٍ حَرّى على ولد‬
‫بَيْض ُة البلد‪ :‬عليّ بن أَب طالب‪ ،‬سلم اللّه عليه‪ ،‬أَي أَنه فَرْدٌ‬
‫ليس مثله ف الشرف كالبَيْضةِ الت هي َترِيكةٌ وحدها ليس معها غيُها؛‬
‫وإِذا ُذمّ الرج ُل فقيل هو بَيْضةُ البلدِ أَرادوا هو منفرد ل ناصر له‬
‫بنلة بَْيضَةٍ قام عنها الظّليمُ وتركها ل خي فيها ول منفعة؛ قالت‬
‫امرأَة تَرْثي بَِنيَ لا‪:‬‬
‫حتُ َب ْعدَ ُهمُ‬ ‫َل ْهفِي عليهم َل َقدْ أَصَْب ْ‬
‫كثيَة ا َلمّ والَحزان وال َك َمدِ‬
‫ت قبل مَنايا ُهمْ بَغبَطَةٍ‪،‬‬ ‫قد كُْن ُ‬
‫ت ُمفْرَدَةً كبَْيضَ ِة البلدِ‬
‫فصِرْ ُ‬
‫حمَته‪ .‬وبَْيضَةُ الَنِي‪ :‬أَصله‪ ،‬وكلها على‬ ‫وبَْيضَ ُة السّنام‪َ :‬ش ْ‬
‫الثل‪ .‬وبَْيضَة القوم‪ :‬وسَطُهم‪ .‬وبَيْضة القوم‪ :‬ساحتهم؛ وقال َلقِيطٌ‬
‫الِيادِي‪:‬‬
‫ضحُنّ با‪،‬‬ ‫يا َق ْومِ‪ ،‬بَيْضَتكُمْ ل ُت ْف َ‬
‫لذَعا‬‫إِنّي أَخاف عليها ا َلزْلَم ا َ‬
‫لذَع‪ :‬الدهر لَنه ل يهرم‬ ‫يقول‪ :‬احفظوا ُعقْر داركم‪ .‬وا َل ْزلَم ا َ‬
‫ض اليّ أُصِيبَت بَْيضَتُهم وُأخِذ كلّ شي ٍء لم‪،‬‬ ‫أَبدا‪ .‬ويقال منه‪ :‬بِي َ‬
‫وِبضْناهم وابَْتضْناهم‪ :‬فعلنا بم ذلك‪ .‬وبَْيضَةُ الدار‪ :‬وسطها‬
‫ومعظمها‪ .‬وبَْيضَةُ الِسلم‪ :‬جاعتهم‪ .‬وبَْيضَةُ القوم‪ :‬أَصلهم‪ .‬والبَْيضَةُ‪:‬‬
‫أَصل القوم و ُمجْتَمعُهم‪ .‬يقال‪ :‬أَتاهم العدو ف بَْيضَِت ِهمْ‪ .‬وقوله ف‬
‫ط عليهم َع ُدوّا من غيهم فيستبيح بَْيضَتَهم؛ يريد‬ ‫الديث‪ :‬ول ُتسَلّ ْ‬
‫جاعتهم وأَصلهم أَي ُمجْتمعهم وموضع ُسلْطانم ومُسَْتقَرّ دعوتم‪،‬‬
‫ك أَصلُ‬ ‫أَراد عدوّا يستأْصلهم وُي ْهلِكهم جيعهم‪ ،‬قيل‪ :‬أَراد إِذا أُ ْهلِ َ‬
‫البَيْضة كان هلك كل ما فيها من ُط ْعمٍ أَو فَرْخ‪ ،‬وإِذا ل ُيهْلَكْ‬
‫ض فِراخها‪ ،‬وقيل‪ :‬أَراد بالبَيْضَة الُوذَةَ‬ ‫أَصلُ البَيْضة ربا سلم بع ُ‬
‫لدِيدِ؛ ومنه حديث‬ ‫فكأَنه شَبّه مكان اجتماعهم والتِئامهم ببَْيضَة ا َ‬
‫الديبية‪ :‬ث جئتَ بم لبَْيضَتِك َتفُضّها أَي َأصْلك وعشيتك‪ .‬وبَْيضَةُ‬
‫كل شيء َح ْوزَتُه‪.‬‬
‫وباضُو ُهمْ وابْتاضُو ُهمْ‪ :‬استأْصلوهم‪ .‬ويقال‪ :‬اْبتِيضَ القومُ إِذا‬
‫ض القوم إِذا‬ ‫حتْ بَْيضَتُهم‪ ،‬وابْتاضُوهم أَي استأْصلوهم‪ .‬وقد ابْتِي َ‬ ‫أُبِي َ‬
‫ت بَْيضَتُهم عَْنوَةً‪.‬‬
‫اُ ِخذَ ْ‬
‫أَبو زيد‪ :‬يقال لوسط الدار بَيْضةٌ ولماعة السلمي بَْيضَةٌ ول َورَمٍ‬
‫ف ركبة الدابة بَْيضَة‪ .‬والبَيْضُ‪َ :‬و َرمٌ يكون ف يد الفرس مثل‬
‫ت يدُ‬
‫ض ْ‬ ‫الّنفَخ وال ُغدَد؛ قال الَصمعي‪ :‬هو من العيوب ا َليّنة‪ .‬يقال‪ :‬قد با َ‬
‫الفرس تَبِيضُ بَيْضا‪ .‬وبَْيضَ ُة الصّيْف‪ :‬معظمه‪ .‬وبَْيضَة الرّ‪:‬‬
‫شدته‪ .‬وبَْيضَة القَيْظ‪ :‬شدة َحرّه؛ وقال الشماخ‪:‬‬
‫َطوَى ِظمْأَهَا ف بَْيضَة القَيْظِ‪ ،‬بعدما‬
‫شعْرَيَيْنِ الَماعِزُ‬
‫َجرَى ف عَنَانِ ال ّ‬
‫ض الَ ّر إِذا اشتد‪ .‬ابن بزرج‪ :‬قال بعض العرب يكون على الاء‬ ‫وبا َ‬
‫بَْيضَا ُء القَيْظِ‪ ،‬وذلك من طلوع الدّبَران إِل طلوع ُسهَيْل‪ .‬قال أَبو‬
‫منصور‪ :‬والذي سعته يكون على الاء َحمْرا ُء القَيْظِ و ِحمِرّ القيظ‪ .‬ابن‬
‫شيل‪َ :‬أفْ َرخَ َبْيضَةُ القوم إِذا ظهر َمكْتُومُ َأمْرِهم‪ ،‬وأَفرخت‬
‫البَْيضَةُ إِذا صار فيها فَ ْرخٌ‪.‬‬
‫ب إِذا َأمْطَر؛ وأَنشد ابن الَعراب‪:‬‬ ‫وباضَ السحا ُ‬
‫باضَ الّنعَامُ به فَنفّرَ أَهلَهُ‪،‬‬
‫إِل ا ُلقِيمَ على الدّوا الُتَأفّنِ‬
‫قال‪ :‬أَراد مطرا وقع بَِنوْءِ الّنعَائم‪ ،‬يقول‪ :‬إِذا وقع هذا الطر‬
‫ب العُقلء وأَقام الَحق‪ .‬قال ابن بري‪ :‬هذا الشاعر وصف وَادِيا‬ ‫هَرَ َ‬
‫أَصابه الطر فأَ ْعشَب‪ ،‬والّنعَامُ ههنا‪ :‬النعائمُ من النجوم‪ ،‬وإِنا‬
‫لِليّ نْبتٌ يقال له‬ ‫ُتمْطِرُ الّنعَائ ُم ف القيظ فينبت ف أُصول ا َ‬
‫الّنشْر‪ ،‬وهو ُسمّ إِذا أَكله الال َموّت‪ ،‬ومعن باضَ َأمْطَرَ‪ ،‬والدّوا‬
‫بعن الداء‪ ،‬وأَراد با ُلقِيم القيمَ به على خَطر أَن يوت‪،‬‬
‫والَُتَأفّنُ‪ :‬الُتََنقّص‪ .‬وا َلفَن‪ :‬الّنقْصُ؛ قال‪ :‬هكذا فسره ا ُل َهلِّبيّ‬
‫ف باب القصور لبن ولّد ف باب الدال؛ قال ابن بري‪ :‬ويتمل عندي أَن‬
‫يكون الدّوا مقصورا من الدواء‪ ،‬يقول‪َ :‬يفِرّ أَهلُ هذا الوادي إِل‬
‫القي َم على الُداواة الَُنقّصة لذا الرض الذي أَصابَ الِب َل من‬
‫ط نِصالُها‪ .‬وباضَت الَرض‪:‬‬ ‫رَ ْعيِ الّنشْرِ‪ .‬وباضَت الُب ْهمَى إِذا َسقَ َ‬
‫ت ما فيها من‬‫اصفرت خُضرتُها وَنفَضتِ الثمرة وأَيبست‪ ،‬وقيل‪ :‬باضَت أَخْر َج ْ‬
‫النبات‪ ،‬وقد باضَ‪ :‬اشتدّ‪.‬‬
‫ض الِنا َء والسّقاء‪َ :‬ملَه‪ .‬ويقال‪ :‬بَّيضْت الِنا َء إِذا‬ ‫وبَيّ َ‬
‫فرّغْتَه‪ ،‬وبَّيضْته إِذا مَلْته‪ ،‬وهو من الَضداد‪.‬‬
‫خذُ الكافر ف‬ ‫والبَيْضاء‪ :‬اسم جبل‪ .‬وف الديث ف صفة أَهل النار‪َ :‬ف ِ‬
‫النار مثْل الَبيْضاء؛ قيل‪ :‬هو اسم جبل‪ .‬والَبْيَضُ‪ :‬السيف‪ ،‬والمع‬
‫البِيضُ‪.‬‬
‫والَُبيّضةُ‪ ،‬بكسر الياء‪ :‬فرقة من الثَّنوِيّة وهم أَصحاب‬
‫سوّدَة من أَصحاب‬ ‫ا ُلقَنّع‪ُ ،‬سمّوا بذلك لتَبْيِيضهم ثيابم خلفا للمُ َ‬
‫الدولة العبّاسية‪ .‬وف الديث‪ :‬فنظرنا فإِذا برسول اللّه‪ ،‬صلّى اللّه عليه‬
‫وسلّم‪ ،‬وأَصحابه مُبَيّضي‪ ،‬بتشديد الياء وكسرها‪ ،‬أَي لبسي ثيابا بيضا‪.‬‬
‫سوّدَة‪ ،‬بالكسر؛ ومنه حديث توبة كعب بن‬ ‫يقال‪ :‬هم الُبَيّضةُ وا ُل َ‬
‫ل مُبَيّضا يزول به السرابُ‪ ،‬قال ابن الَثي‪ :‬ويوز أَن‬ ‫مالك‪ :‬فرأَى رج ً‬
‫يكون مُبَْيضّا‪ ،‬بسكون الباء وتشديد الضاد‪ ،‬من البياض أَيضا‪.‬‬
‫وبِيضَة‪ ،‬بكسر الباء‪ :‬اسم بلدة‪ .‬وابن بَيْض‪ :‬رجل‪ ،‬وقيل‪ :‬ابن بِيضٍ‪،‬‬
‫وقولم‪َ :‬سدّ اب ُن بَيْضٍ الطريقَ‪ ،‬قال الَصمعي‪ :‬هو رجل كان ف الزمن‬
‫الَول يقال له ابن بَيْضٍ عقرَ ناقَتَه على ثَنِيّ ٍة فسد با الطريق ومنع‬
‫الناسَ مِن سلوكِها؛ قال عمرو بن الَسود الطهوي‪:‬‬
‫ض طَرِيقَه‪،‬‬‫َسدَدْنا كما َسدّ ابنُ بي ٍ‬
‫فلم َيجِدوا عند الثّنِيّ ِة مَ ْطلَعا‬
‫قال‪ :‬ومثله قول َبسّامة بن َحزْن‪:‬‬
‫كثوبِ ابن بيضٍ وقا ُهمْ به‪،‬‬
‫سدّ على السّالِكيَ السّبِيل‬ ‫فَ‬
‫وحزة بن بِيضٍ‪ :‬شاعر معروف‪ ،‬وذكر النضر بن شيل أَنه دخل على الأْمون‬
‫وذكر أَنه جَرى بينه وبينه كلم ف حديث عن النب‪ ،‬صلّى اللّه عليه‬
‫شدْن أَ ْخَلبَ بيت قالته‬
‫وسلّم‪ ،‬فلما فرغ من الديث قال‪ :‬يا َنضْرُ‪ ،‬أَْن ِ‬
‫ض ف الكَم بن أَب العاص‪:‬‬ ‫العرب‪ ،‬فأَنشدته أَبيات حزة بن بِي ٍ‬
‫تقولُ ل‪ ،‬والعُيونُ هاجِعةٌ‪:‬‬
‫َأِقمْ َعلَيْنا َيوْما‪ ،‬فلم ُأقِم‬
‫جعْتَ؟ قلتُ لا‪:‬‬ ‫أَيّ الوُجوهِ انَْت َ‬
‫لكَم‬ ‫وأَيّ وَجْ ٍه إِل إِل ا َ‬
‫مت َيقُلْ صاحِبا سُرا ِدقِه‪:‬‬
‫سمِ‬
‫هذا اب ُن بِيضٍ بالباب‪ ،‬يَبَْت ِ‬
‫رأَيت ف حاشية على كتاب أَمال ابن بري بط الفاضل رضي الدين الشاطب‪،‬‬
‫رحه اللّه‪ ،‬قال‪ :‬حزة بن بِيضٍ‪ ،‬بكسر الباء ل غي‪ .‬قال‪ :‬وأَما قولم‬
‫سدّ اب ُن بَيْضٍ الطريقَ فقال اليدان ف أَمثاله‪ :‬ويروى ابن بِيضٍ‪ ،‬بكسر‬
‫الباء‪ ،‬قال‪ :‬وأَبو ممد‪ ،‬رحه اللّه‪ ،‬حل الفتح ف بائه على فتح الباء‬
‫ف صاحب الثَل فع َطفَه عليه‪ .‬قال‪ :‬وف شرح أَساء الشعراء لَب عمر‬
‫ض جع أَبْيَض وبَيْضاء‪.‬‬ ‫الطرّز حزة بن بِيض قال الفراء‪ :‬البِي ُ‬
‫والبُيَْيضَة‪ :‬اسم ماء‪ .‬والبِيضَتانِ والبَْيضَتان‪ ،‬بالكسر والفتح‪ :‬موضع على طريق‬
‫الشام من الكوفة؛ قال الَخطل‪:‬‬
‫ف ْهوَ با َسيّ ٌء ظَنّا‪ ،‬وليس له‪،‬‬
‫بالبَيْضََتيِ ول بالغَيْضِ‪ُ ،‬مدّخَرُ‬
‫ويروى بالبَْيضَتي‪ .‬وذُو بِيضانَ‪ :‬موضع؛ قال مزاحم‪:‬‬
‫كما صاحَ‪ ،‬ف َأفْنانِ ضالٍ َعشِيّةً‬
‫بأَسفلِ ذِي بِيضانَ‪ ،‬جُونُ الَخاطِبِ‬
‫وأَما بيت جرير‪:‬‬
‫َقعِيدَ كما اللّهَ الذي أَنْتُما له‪،‬‬
‫سمَعا بالبَْيضََتيِ الُنادِيا؟‬
‫أَل َت ْ‬
‫فقال ابن حبيب‪ :‬البِيضَة‪ ،‬بالكسر‪ ،‬بالَزْن لبن يربوع‪ ،‬والبَيْضَة‪،‬‬
‫صمّان لبن دارم‪ .‬وقال أَبو سعيد‪ :‬يقال لا بي ال ُعذَيْب‬ ‫بالفتح‪ ،‬بال ّ‬
‫والعقَبة بَيْضة‪ ،‬قال‪ :‬وبعد البَيْضة الَبسِيطةُ‪ .‬وبَيْضاء بن َجذِية‪ :‬ف‬
‫حدود الطّ بالبحرين كانت لعبد القيس وفيها نيل كثية وأَحْساءٌ َعذْبة‬
‫وقصورٌ َجمّة‪ ،‬قال‪ :‬وقد َأَق ْمتُ با مع القَرامِطة قَيْظة‪ .‬ابن‬
‫الَعراب‪ :‬البَيْضة أَرض بال ّدوّ حفَروا با حت أَتتهم الريح من تتهم فرفعتهم‬
‫صلُوا إِل الاء‪ .‬قال شر‪ :‬وقال غيه البَيْضة أَرض بَيْضاء ل‬ ‫ول ي ِ‬
‫سوْدة‪ :‬أَرض با نيل؛ وقال رؤبة‪:‬‬ ‫نبات فيها‪ ،‬وال ّ‬
‫يَْنشَقّ عن الَ ْزنُ والبَرّيتُ‪،‬‬
‫والبِيضةُ البَيْضاء والُبُوتُ‬
‫كتبه شر بكسر الباء ث حكى ما قاله ابن الَعراب‪.‬‬
‫@بأط‪ :‬التهذيب‪ :‬أَبو زيد تََبأَطَ الرج ُل تََبؤّطا إِذا َأمْسى رَ ِخيّ‬
‫البال غي مهموم صالا‪.‬‬
‫@بثط‪ :‬بَثِطَت شَفتُه بَثَطا‪َ :‬و ِر َمتْ‪ ،‬قال‪ :‬وليس بثبت‪.‬‬
‫@برط‪ :‬ابن الَعراب‪ :‬بَ ِرطَ الرجل إِذا اشتغل عن ال ّق باللهو؛ قال أَبو‬
‫منصور‪ :‬هذا حرف ل أَسعه لغيه وأُراه مقلوبا عن بَطِرَ‪.‬‬
‫@بربط‪ :‬البَرْبَطُ‪ :‬العود‪ ،‬أَعجمي ليس من مَلهي العرب فأَعربته حي سعت‬
‫به‪ .‬التهذيب‪ :‬الببط من ملهي العجم شبه بصدر البَطّ‪ ،‬والص ْدرُ‬
‫بالفارسية بَ ْر فقيل بَرْبَطٌ‪ .‬وف حديث علي بن السي‪ :‬ل ُق ّد َستْ ُأمّةٌ‬
‫فيها البَرْبَطُ؛ قال‪ :‬البَ ْربَطُ َملْهاة تشبه العود‪ ،‬فارسي معرّب؛ قال‬
‫ابن الَثي‪ :‬أَصله بَرَْبتْ فإِن الضارب به يضعه على صدره‪ ،‬واسم الصدر‬
‫بَرْ‪.‬‬
‫والبِرْبِيطياءُ‪ :‬ثياب‪ .‬والبِرْبِيطياء‪ :‬موضع ينسب إِليه ال َوشْي؛ ذكره‬
‫ابن مقبل ف شعره‪:‬‬
‫خُزامى و َسعْدانٌ‪ ،‬كَأنّ رِياضَها‬
‫ُم ِهدْ َن بذي البِ ْربِيطياء ا ُل َهذّبِ‬
‫@برقط‪ :‬تَبَ ْرقَطَت الِبل‪ :‬اختلفت وجوهها ف الرّعْي؛ حكاه اللحيان‪.‬‬
‫ط على قفاه‪َ :‬كَتقَرْ َطبَ‪ .‬والبَ ْرقَطةُ‪ :‬خَ ْط ٌو متقارب‪.‬‬ ‫وتَبَرْق َ‬
‫وبَ ْرقَطَ الرج ُل بَ ْرقَطةً‪ :‬ف ّر هاربا وولّى مَُتَلفّتا‪ .‬وبَ ْرقَطَ الشيءَ‪:‬‬
‫ف ّرقَه‪.‬‬
‫والَُب ْرقَطُ‪ :‬ضرب من الطعام‪ ،‬قال ثعلب‪ :‬سي بذلك لَن الزيت ُيفَرّق‬
‫فيه كثيا‪.‬‬
‫ابن بزرج‪ :‬الفَ ْرشَطةُ َبسْطُ الرجلي ف الركوب من جانب واحد‪،‬‬
‫والبَرْقطة القعود على الساقي بتفريج الركبتي‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬بَ ْرقَطَ ف البل‬
‫وَبقّطَ إِذا صعّد‪.‬‬
‫@بسط‪ :‬ف أَساء اللّه تعال‪ :‬الباسطُ‪ ،‬هو الذي يَْبسُطُ الرزق لعباده‬
‫ويوسّعه عليهم بُوده ورحته ويبسُط الَرواح ف الَجساد عند الياة‪.‬‬
‫والَبسْطُ‪ :‬نقيض القَبْضِ‪ ،‬بسَطَه يبسُطه َبسْطا فانبسَط وَبسّطَه‬
‫فتَبسّط؛ قال بعض الَغفال‪:‬‬
‫إِذا الصّحيحُ غَلّ َكفّا َغلّ‪،‬‬
‫َبسّطَ َكفّيْ ِه مَعا وبَلّ‬
‫وبسَط الشيءَ‪ :‬نشره‪ ،‬وبالصاد أَيضا‪ .‬وَبسْطُ ال ُعذْرِ‪ :‬قَبوله‪ .‬وانبسَط‬
‫ط من الثياب‪ ،‬والمع‬ ‫ط من الَرض‪ :‬كالبِسا ِ‬ ‫الشي ُء على الَرض‪ ،‬والبَسِي ُ‬
‫ط وَبسِيطةٌ‪ :‬مُنْبَسطة‬ ‫الُبسُطُ‪ .‬والبِساطُ‪ :‬ما ُبسِط‪ .‬وأَرض بَسا ٌ‬
‫مستويَة؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫و َدوّ ك َكفّ ا ُلشْتَرِي‪ ،‬غيَ أَنه‬
‫بَساطٌ لَخْفافِ الَراسِيل وا ِسعُ‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫ولو كان ف الَرضِ البَسيط ِة منهمُ‬
‫ف ال َفقْرُ‬
‫ِل ُمخْتَبِطٍ عافٍ‪ ،‬لَما عُ ِر َ‬
‫وقيل‪ :‬الَبسِيطةُ الَرض اسم لا‪ .‬أَبو عبيد وغيه‪ :‬البَساطُ والبَسيطة‬
‫الَرض العَريضة الواسعة‪ .‬وتَبسّط ف البلد أَي سار فيها طولً‬
‫وعَرْضا‪ .‬ويقال‪ :‬مكان بَساط وبسِيط؛ قال ال ُعدَيْ ُل بن الفَ ْرخِ‪:‬‬
‫ج من َأنْ تَنالَن‬ ‫لجّا ِ‬ ‫ودُونَ َيدِ ا َ‬
‫بَساطٌ لَْيدِي الناعجات عَرِي ُ‬
‫ض‬
‫ط أَي مِيلٌ‬ ‫قال وقال غي واحد من العرب‪ :‬بيننا وبي الاء مِي ٌل بَسا ٌ‬
‫ط وبِساط مستوية ل نَبَل فيها‪ .‬ابن‬ ‫مَتّاحٌ‪ .‬وقال الفرّاء‪ :‬أَرض بَسا ٌ‬
‫الَعراب‪ :‬التبسّطُ التنّه‪ .‬يقال‪ :‬خرج يتبسّطُ مأْخوذ من البَساط‪ ،‬وهي‬
‫ش ل فلن فِراشا ل‬ ‫الَرضُ ذاتُ الرّياحي‪ .‬ابن السكيت‪ :‬فرَ َ‬
‫ش يبسُطن إِذا كان سابِغا‪ ،‬وهذا فراش‬ ‫يَْبسُطُن إِذا ضاقَ عنك‪ ،‬وهذا فِرا ٌ‬
‫سعُك‪ .‬والبِساطُ‪ :‬ورقُ‬ ‫يبسُطك إِذا كان واسعا‪ ،‬وهذا بِساطٌ يبسُطك أَي َي َ‬
‫حتّ عليه‪ .‬ورجل َبسِيطٌ‪:‬‬ ‫سمُ ِر يُْبسَطُ له ثوب ث يضرب فيَْن َ‬ ‫ال ّ‬
‫مُنَْبسِطٌ بلسانه‪ ،‬وقد بسُط بساطةً‪ .‬الليث‪ :‬الَبسِيطُ الرجل الُنَْبسِط‬
‫اللسان‪ ،‬والرأَة َبسِيطٌ‪ .‬ورجل َبسِيطُ اليدين‪ :‬مُنَْبسِطٌ بالعروف‪،‬‬
‫وَبسِيطُ الوجهِ‪ :‬مَُتهَلّلٌ‪ ،‬وجعها ُبسُطٌ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ف مَسامِحٍ‪،‬‬ ‫ف فِتْي ٍة ُبسُطِ الَ ُك ّ‬
‫عند الفِصالِ‪ ،‬قدِيُهم ل َيدْثُرِ‬
‫ويد ِبسْطٌ أَي مُ ْطلَقةٌ‪ .‬وروي عن الكم قال ف قراءة عبد اللّه‪ :‬بل‬
‫يداه ِبسْطانِ‪ ،‬قال ابن الَنباري‪ :‬معن ِبسْطا ِن مَْبسُوطَتانِ‪ .‬وروي عن‬
‫عروة أَنه قال‪ :‬مكتوب ف الِكمة‪ :‬ليكن و ْجهُك ِبسْطا تكن أَ َحبّ إِل‬
‫الناسِ من ُيعْطِيهم العَطاء أَي مُتبسّطا منطلقا‪ .‬قال‪ :‬وِبسْطٌ‬
‫ت من‬ ‫ط بعن مبسوطَتَي‪ .‬والنْبِساطُ‪ :‬ترك الحْتِشام‪ .‬ويقال‪ :‬بسَ ْط ُ‬ ‫وُبسْ ٌ‬
‫فلن فانبسَط‪ ،‬قال‪ :‬والَشبه ف قوله بل يداه ُبسْطان‬
‫(* قوله «بل يداه‬
‫بسطان» سبق انا بالكسر‪ ،‬وف القاموس‪ :‬وقرئ بل يداه بسطان بالكسر والضم‪، ).‬‬
‫ل على باقي الصفات كالرحْمن والغَضْبان‪،‬‬ ‫أَن تكون الباء مفتوحة ح ً‬
‫فأَما بالضم ففي الصادر كال ُغفْرانِ والرّضْوان‪ ،‬وقال الزمشري‪ :‬يدا اللّه‬
‫ُبسْطانِ‪ ،‬تثني ُة ُبسُطٍ مثل َروْضة أُُنفٍ ث يفف فيقال ُبسْطٌ كأُ ُذنٍ‬
‫وأُ ْذنٍ‪ .‬وف قراءة عبد اللّه‪ :‬بل يداه ُبسْطانِ‪ ،‬جُعل َبسْطُ اليدِ‬
‫ط تعال اللّه وتقدس عن ذلك‪.‬‬ ‫كنايةً عن الُود وتثيلً‪ ،‬ول يد ث ول َبسْ َ‬
‫وإِنه ليَبْسُطُن ما بسَطَك وَيقِْبضُن ما قَبضَك أَي َيسُرّن ما‬
‫سَرّك ويسُوءُن ما ساءك‪ .‬وف حديث فاطمة‪ ،‬رِضْوا ُن اللّه عليها‪ :‬يبسُطُن‬
‫ما يبسُطُها أَي يسُرّن ما يسُرّها لَن الِنسان إِذا سُرّ انبسط‬
‫ط الكلب أَي‬ ‫ك انْبِسا َ‬
‫وجهُه واستَبْشر‪ .‬وف الديث‪ :‬ل تَْبسُطْ ذِراعَيْ َ‬
‫ل َتفْ ُرشْهما على الَرض ف الصلة‪ .‬والنْبِساطُ‪ :‬مصدر انبسط ل‬
‫ط فحمَله عليه‪.‬‬ ‫َبسَ َ‬
‫ض سي به لنْبِساط أَسبابه؛ قال أَبو‬ ‫والَبسِيط‪ :‬جِنْس من العَرُو ِ‬
‫إِسحق‪ :‬انبسطت فيه الَسباب فصار َأوّله مستفعلن فيه سببان متصلن ف‬
‫َأوّله‪.‬وبسط فلن يده با يب ويكره‪ ،‬وبسَط ِإلّ يده با ُأ ِحبّ وأَكره‪،‬‬
‫ل يدك لتقتلن‪ .‬وأُذن‬ ‫وبسطُها َمدّها‪ ،‬وف التنيل العزيز‪ :‬لئن بس ْطتَ ِإ ّ‬
‫َبسْطاء‪ :‬عريضة عَظيمة‪ .‬وانبسط النهار وغيه‪ :‬امتدّ وطال‪ .‬وف الديث ف‬
‫وصف الغَْيثِ‪ :‬فوقع َبسِيطا مُتدارِكا أَي انبسط ف الَرض واتسع‪،‬‬
‫والُتدارِك التتابع‪.‬‬
‫والَبسْطةُ‪ :‬الفضيلة‪ .‬وف التنيل العزيز قال‪ِ :‬إنّ اللّه اصطفاه عليكم‬
‫وزاده َبسْطةً ف العلم والسم‪ ،‬وقرئ‪َ :‬بصْطةً؛ قال الزجاج‪ :‬أَعلمهم‬
‫أَن اللّه اصطفاه عليهم وزاده بسطة ف العلم والسم فأَ ْعَلمَ أَن العلم‬
‫الذي به يب أَن يقَع الخْتيارُ ل الالَ‪ ،‬وأَعلم أَن الزيادة ف السم‬
‫ب‬
‫ما يَهي ُ‬
‫(* قوله «يهيب» من باب ضرب لغة ف يهابه كما ف الصباح‪).‬‬
‫ال َع ُدوّ‪ .‬والبَسْطةُ‪ :‬الزيادة‪ .‬والَبصْطةُ‪ ،‬بالصاد‪ :‬لغة ف الَبسْطة‪.‬‬
‫سمِ والباع‪ .‬وامرأَة َبسْطةٌ‪:‬‬ ‫لْ‬ ‫والَبسْطةُ‪ :‬السّعةُ‪ ،‬وفلن َبسِيطُ ا ِ‬
‫حسَن ُة السمِ َس ْهلَتُه‪ ،‬وظَبْية َبسْطةٌ كذلك‪.‬‬
‫خلّ ُة على أَولدِها التروكةُ‬ ‫والِبسْطُ والُبسْطُ‪ :‬الناقةُ ا ُل َ‬
‫معها ل تنع منها‪ ،‬والمع َأبْساط وبُساطٌ؛ الَخية من المع العزيز‪ ،‬وحكى‬
‫ابن الَعراب ف جعها ُبسْطٌ؛ وأَنشد للمَرّار‪:‬‬
‫ت رَوا ِجعٌ‪،‬‬ ‫مَتابِي ُع ُبسْطٌ مُتْئِما ٌ‬
‫كما رَ َجعَت ف لَْيلِها ُأمّ حائلِ‬
‫وقيل‪ :‬الُبسْطُ هنا الُنْبَسطةُ على أَولدها ل تنقبضُ عنها؛ قال ابن‬
‫سيده‪ :‬وليس هذا بقويّ؛ ورواجعُ‪ :‬مُرْجِع ٌة على أَولدها وتَ ْربَع عليها‬
‫وتنع إِليها كأَنه توهّم طرح الزائد ولو أَت لقال مَرا ِجعُ‪ .‬ومتئمات‪:‬‬
‫معها حُوارٌ وابن مَخاض كأَنا ولدت اثني اثني من كثرة َنسْلها‪ .‬وروي عن‬
‫النب‪ ،‬صلّى اللّه عليه وسلّم‪ ،‬أَنه كتب لوفْد َكلْب‪ ،‬وقيل لوفد بن‬
‫ُعلَيْمٍ‪ ،‬كتابا فيه‪ :‬عليهم ف ا َلمُولةِ الرّاعِيةِ البِساطِ الظّؤارِ‬
‫ف كل خسي من الِبل ناقةٌ غيُ ذاتِ عَوارٍ؛ البساط‪ ،‬يروى بالفتح والضم‬
‫لمُولةُ‪ :‬الت ُيحْمل‬ ‫والكسر‪ ،‬وا َلمُولةُ‪ :‬الِبل الراعِيةُ‪ ،‬وا َ‬
‫عليها‪ .‬والبِساطُ‪ :‬جع ِبسْط‪ ،‬وهي الناقة الت تركت وولدَها ل ُيمَْنعُ منها‬
‫ول تعطف على غيه‪ ،‬وهي عند العرب ِبسْط وَبسُوطٌ‪ ،‬وجع ِبسْط بِساطٌ‪،‬‬
‫وجع َبسُوط ُبسُطٌ‪ ،‬هكذا سع من العرب؛ وقال أَبو النجم‪:‬‬
‫َي ْدَفعُ عنها الُوعَ ك ّل َم ْدَفعِ‬
‫خَمسون ُبسْطا ف خَليا َأرَْبعِ‬
‫البساط‪ ،‬بالفتح والكسر والضم‪ ،‬وقال الَزهري‪ :‬هو بالكسر جع ِبسْطٍ‪،‬‬
‫ت على أَولدها‪،‬‬ ‫ط بعن مَبْسوطة كالطّحن والقِ ْطفِ أَي ُبسِطَ ْ‬ ‫وِبسْ ٌ‬
‫وبالضم جع ِبسْطٍ كظِئْ ٍر وظُؤار‪ ،‬وكذلك قال الوهري؛ فأَما بالفتح فهو‬
‫الَرض الواسعة‪ ،‬فإِن صحت الرواية فيكون العن ف المولة الت ترعى الَرض‬
‫الواسعة‪ ،‬وحينئذ تكون الطاء منصوبة على الفعول‪ ،‬والظّؤار‪ :‬جع ظئر وهي‬
‫الت تُرْضِع‪ .‬وقد أُْبسِطَت أَي تُركت مع ولدها‪ .‬قال أَبو منصور‪:‬‬
‫حَلبُ‬
‫ب ورَكُوبٌ للت ُت ْ‬ ‫ط َفعُول بعن مَفْعولٍ كما يقال َحلُو ٌ‬ ‫َبسُو ٌ‬
‫وتُ ْركَب‪ ،‬وِبسْطٌ بعن مَبْسوطة كال ّطحْن بعن الَطْحون‪ ،‬والقِ ْطفِ بعن‬
‫ا َلقْطُوفِ‪.‬‬
‫و َعقَبة باسِطةٌ‪ :‬بينها وبي الاء ليلتان‪ ،‬قال ابن السكيت‪ :‬سِرْنا‬
‫عَقبةً جوادا وعقبةً باسِطةً وعقبة َحجُونا أَي بعيدة طويلة‪ .‬وقال أَبو‬
‫زيد‪ :‬حفر الرجل قامةً باسِط ًة إِذا حفَ َر مَدَى قامتِه ومدّ َيدِه‪ .‬وقال‬
‫ب ضدّ ا َلفْروق‪ .‬ويقال أَيضا‪ :‬قََتبٌ‬ ‫ط من ا َلقْتا ِ‬ ‫غيه‪ :‬الباسُو ُ‬
‫ق مفارِيقَ‪ .‬وماء باسِطٌ‪ :‬بعيد‬ ‫مَبسوطٌ‪ ،‬والمع مَباسِيطُ كما يُجمع ا َلفْرُو ُ‬
‫من الكلِ‪ ،‬وهو دون الُ ْطلِب‪.‬‬
‫وُبسَيْطةُ‪ :‬اسم موضع‪ ،‬وكذلك ُبسَيّطةُ؛ قال‪:‬‬
‫ما أَْنتِ يا ُبسَيّطَ الت الت‬
‫صحْبَت‬ ‫أَْن َذرَنِيكِ ف ا َلقِيلِ ُ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬أَراد يا ُبسَيّطةُ فرخّم على لغة من قال يا حارِ‪ ،‬ولو‬
‫أَراد لغة من قال يا حارُ لقال يا ُبسَيّطُ‪ ،‬لكن الشاعر اختار الترخيم‬
‫على لغة من قال يا حارِ‪ ،‬ليعلم أَنه أَراد يا بسيطةُ‪ ،‬ولو قال يا‬
‫ُبسَيّطُ لاز أَن يُظن أَنه بلد يسمى بَسيطا غي مصغّر‪ ،‬فاحتاج إِليه فحقّره‬
‫وأَن يظن أَن اسم هذا الكان ُبسَيّط‪ ،‬فأَزال اللبس بالترخيم على لغة من‬
‫قال يا حارِ‪ ،‬فالكسر َأشَْيعُ وأَذْيَع‪ .‬ابن بري‪ُ :‬بسَيْط ُة اسم موضع ربا‬
‫لجّاج إِل بيت اللّه ول تدخله الَلف واللم‪ .‬والَبسِيطةُ‬ ‫سلكه ا ُ‬
‫(*‬
‫قوله «والبسيطة إل» ضبطه ياقوت بفتح الياء وكسر السي‪ ، ).‬وهو غي هذا‬
‫الوضع‪ :‬بي الكوفة ومكة؛ قال ابن بري‪ :‬وقول الراجز‪:‬‬
‫إِنّكِ يا بسيطةُ الت الت‬
‫أَْن َذرَنِيكِ ف الطّري ِق إِخْوت‬
‫قال‪ :‬يتمل الوضعي‪.‬‬
‫@بصط‪ :‬الَبصْطةُ‪ ،‬بالصاد‪ :‬لغة ف الَبسْطة‪ .‬وقرئ‪ :‬وزاده َبصْطةً‪،‬‬
‫و ُمصَيْطِرٌ‪ ،‬بالصاد والسي‪ ،‬وأَصل صاده سي قلبت مع الطاء صادا لقرب‬
‫مرجهما‪.‬‬
‫ل ْرحَ وغيه يَبُطّه بَطّا وَبجّه َبجّا إِذا شقّه‪.‬‬ ‫@بطط‪ :‬بَطّ ا ُ‬
‫ضعُ‪ .‬وبَطَ ْطتُ القرْحةَ‪َ :‬ش َققْتها‪ .‬وف الديث‪:‬‬ ‫والِبَطّةُ‪ :‬الِْب َ‬
‫أَنه دخل على رج ٍل به ورم فما بَ ِرحَ حت بُطّ؛ البَطّ‪ :‬ش ّق ال ّدمّل‬
‫والُراجِ ونوها‪.‬‬
‫والبَطّ ُة الدّبّةُ‪ ،‬مكية‪ ،‬وقيل‪ :‬هي إِناء كالقارُورةِ‪ .‬وف حديث عمر‬
‫بن عبد العزيز‪ :‬أَنه أَتى بَطّةً فيها زيت فصبّه ف السّراج؛ البطّة‪:‬‬
‫الدّبّ ُة بلغة أَهل مكة لَنا تُعمل على شكل البطّة من اليوان‪.‬‬
‫والبَطّ‪ :‬ا ِل َوزّ‪ ،‬واحدته بطّة‪ .‬يقال‪ :‬بطّةٌ أُنثى وبَطّةٌ ذكر‪،‬‬
‫الذكر والُنثى ف ذلك سواء‪ ،‬أَعجمي معرّب‪ ،‬وهو عند العرب ا ِل َوزّ صِغارُه‬
‫وكباره جيعا؛ قال ابن جن‪ :‬سيت بذلك حكاية لَصواتا‪ .‬وزي ُد بَطّة‪:‬‬
‫لقب‪ .‬قال سيبويه‪ :‬إِذا لقّبْت مفردا بفرد أّضفته إِل اللقَب‪ ،‬وذلك قولك‬
‫هذا قَيْسُ بطّةَ‪ ،‬جعلت بطة معرفة لَنك أَردت العرفة الت أَردتا‬
‫إِذا قلت هذا سعيد‪ ،‬فلو نونت بط َة صار سعيد نكرة ومعرفة بالضاف إِليه‪،‬‬
‫فيصي بطة ههنا كأَنه كان معرفة قبل ذلك ث أُضيف إِليه‪ .‬وقالوا‪ :‬هذا عبد‬
‫اللّه بط ُة يا فت‪ ،‬فجعلوا بطة تابعا للمضاف ا َلوّل؛ قال سيبويه‪ :‬فإِذا‬
‫لقبت مضافا بفرد جرى أَحدها على الخر كالوصف‪ ،‬وذلك قولك هذا عبد اللّه‬
‫بطة يا فت‪ .‬والبَطّ‪ :‬من طي الاء‪ ،‬الواحدة بطة‪ ،‬وليست الاء للتأْنيث‬
‫وإِنا هي لواحد النس‪ ،‬تقول‪ :‬هذه بطة للذكر والُنثى جيعا مثل حامة‬
‫ودجاجة‪.‬‬
‫والبَطْبَطةُ‪ :‬صوت البط‪.‬‬
‫والبَطِيطُ‪ :‬العَجب وال َكذِبُ؛ يقال‪ :‬جاء بَأمْر بَطِيطٍ أَي عجيب؛ قال‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ي بَطِيطا‪،‬‬ ‫َأَلمّا َت ْعجَب وتَرَ ْ‬
‫ل َقبِ الَوال‬ ‫من اللّئيَ ف ا ِ‬
‫ول يقال منه فعَل؛ وأَنشد ابن بري‪:‬‬
‫َس َمتْ للعِراقَيْنِ ف َس ْومِها‪،‬‬
‫فَلقَى العِراقا ِن منها البَطِيطا‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫ي بَطِيطا‪،‬‬ ‫أَل تََت َعجّب وتَرَ ْ‬
‫لقَبِ ا ُلَلوّنةِ العنُونا‬
‫من ا ِ‬
‫(* قوله «اللونة العنونا» هكذا هو ف الَصل‪).‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬البُطُطُ الَعاجيبُ‪ ،‬والبُطُطُ ا َلجْواعُ‪ ،‬والبُطُطُ‬
‫لفّ‪ ،‬عِراقِيّة‪ ،‬وقال‬ ‫لمْقَى‪ .‬والبَطِيط‪ :‬رأْس ا ُ‬ ‫ال َكذِبُ‪ ،‬والبُطُطُ ا َ‬
‫كراع‪ :‬البَطِيطُ عند العامة ُخفّ مقطوع‪ ،‬ق َدمٌ بغي ساقٍ؛ وقول‬
‫الَعرابية‪:‬‬
‫ِإنّ حِرِي حُطائطٌ بُطائط‪،‬‬
‫كأَثَرِ الظّْبيِ بَْنبِ الغائِط‬
‫(* قوله «الغائط» هو بالَصل هنا‪ ،‬وفيما سيأْت ف مادة حطط بالغي‬
‫العجمة‪ ،‬والذي ف شرح القاموس هنا بالاء الهملة‪).‬‬
‫قال ابن سيده‪ :‬أَرى بُطائطا إِتباعا لُطائط‪ ،‬قال‪ :‬وهذا البيت أَنشده‬
‫ابن جن ف ا ِلقْواء‪ ،‬ولو سكن فقال بطائط وتَنكّب الِقواء لكان أَحسن‪.‬‬
‫ونر بَطّ‪ :‬معروف؛ قال‪:‬‬
‫ل َأرَ كالَي ْومِ‪ ،‬ول ُم ْذقَطّ‪،‬‬
‫َأ ْطوَلَ من ليْلٍ بَنهْر بَطّ‬
‫أَبيت بي خلّت مُشْتطّ‪،‬‬
‫من الَبعُوضِ ومن الّتغَطّي‬
‫لهْلِ وا َلمْر القَبِيح‪.‬‬
‫@بعط‪ :‬الَبعْطُ والِبْعاطُ‪ :‬الغُُلوّ ف ا َ‬
‫وأَْبعَطَ الرجلُ ف كلمه إِذا ل يُ ْر ِسلْه على وجهه؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫وُقلْت َأقْوالَ امرِئٍ ل يُْبعِطِ‪:‬‬
‫سخّطِ‬ ‫أَعْرِضْ عن الناسِ ول َت َ‬
‫سوْمِ‪ :‬تَبا َع َد وتَجا َوزَ ال َق ْدرَ؛ قال ابن بري‬ ‫وأَْبعَطَ ف ال ّ‬
‫شا ِهدُه قو ُل حسّان‪:‬‬
‫ونَجا أَراهِطُ أَْبعَطُوا‪ ،‬وَلوَ أُنّهم‬
‫ثَبَتُوا‪ ،‬لَا رَجَعُوا إِذا بسلم‬
‫س ْومِ وَأشَطّ فيه‪ ،‬قال ابن الَعراب‪ :‬وكذلك‬ ‫وكذلك طمَح ف ال ّ‬
‫ط والصّنْتُوتُ‪ .‬والفَرْ ُد والفَرِدُ والفَرُودُ‪ :‬الذي‬ ‫ا ُلعْتَنِزُ والُْبعِ ُ‬
‫يكون وحده‪ .‬والِبْعاطُ‪ :‬أَن ُت َكلّفَ الِنسا َن ما ليس ف قوّته؛‬
‫أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫ناجٍ ُيعَنّيهِنّ با ِلبْعاطِ‪،‬‬
‫إِذا اسْتدى َنوّهْ َن بالسّياطِ‬
‫سدْو‪.‬‬ ‫ورواه ثعلب ُيغَنّيهِنّ با ِلبْعاطِ‪ .‬اسْتدى‪ :‬افَْتعَل من ال ّ‬
‫والِبْعاطُ‪ :‬الِبْعادُ‪ ،‬قال‪ :‬ومشى أَعراب ف صلح بي قوم فقال‪ :‬لقد‬
‫أَْبعَطُوا إِبْعاطا شديدا أَي أَْب َعدُوا ول َيقْرُبوا من الصلح؛ وقال‬
‫منون بن عامر‪:‬‬
‫حدَن‪،‬‬ ‫جَ‬ ‫ل ُيْبعِطُ الّن ْقدَ من دَيْن فَي ْ‬
‫حدّثُن َأ ْن َس ْوفَ َي ْقضِين‬ ‫ول ُي َ‬
‫وروى سلمة عن الفراء أَنه قال‪ :‬يُبْدلون الدال طاء فيقولون‪ :‬ما أَْبعَطَ‬
‫طارَك‪ ،‬يريدون‪ :‬ما أَبعد دارك‪ ،‬ويقولون‪َ :‬بعَطَ الشا َة و َشحَطَها‬
‫و َذمَطَها وَبذَحَها و َذعَطَها إِذا ذبها‪ .‬والَبعْطُ والِْبعَطةُ‪:‬‬
‫ال ْستُ‪.‬‬
‫@بعثط‪ :‬الُبعْثُطُ والُبعْثُوطُ‪ :‬سُرّةُ الوادي وخي موضع فيه‪.‬‬
‫ق ُبعْثُطَه‬‫والُبعْثُطُ‪ :‬ال ْستُ‪ ،‬وقد تثقل الطاء ف هذه الَخية‪ .‬يقال‪َ :‬ألْزَ َ‬
‫صلّةِ الَرضِ يعن اسْتَه‪ ،‬قال‪ :‬وهي اسْتُه و ِجلْدة‬ ‫و ُعضْ ُرطَه بال ّ‬
‫ط ُبعْثُطَك‪ ،‬وهو اسْتُه ومَذاكِيُه‪.‬‬ ‫ُخصْيَيْه ومَذاكِيُه‪ .‬ويقال‪ :‬غَ ّ‬
‫جدَتِها‪ .‬وف‬ ‫ويقال للعال بالشيء‪ :‬هو ابن ُبعْثُطِها كما يقال‪ :‬هو ابن َب ْ‬
‫حديث معاوية‪ :‬قيل له أَخبنا عن نَسبِك ف قُريش فقال‪ :‬أَنا ابن‬
‫ش ومن سُرّةِ‬ ‫ُبعْثُطِها؛ الُبعْثُطُ‪ :‬سُرّةُ الوادي‪ ،‬يريد أَنه واسِط ُة قُري ٍ‬
‫بِطاحِها‪.‬‬
‫@بعقط‪ :‬الُب ْعقُوط‪ :‬القصي ف بعض اللغات‪ .‬والُبعْقُوطةُ‪ :‬دُحْرُوجةُ‬
‫ط وُب ْلقُوطٌ‪:‬‬ ‫لعَل‪ .‬ابن بري‪ :‬الُب ْعقُوطةُ ضرب من الطي‪ .‬ورجل ُب ْعقُو ٌ‬ ‫اُ‬
‫قصي‪ ،‬قال‪ :‬وقال بعضهم ليس البلقوط بثبت‪.‬‬
‫ط من َبقْل و ُعشْبٍ أَي نَْب ُذ مَرْعىً‪ .‬يقال‪:‬‬ ‫@بقط‪ :‬ف الَرض َبقْ ٌ‬
‫َأمْسَيْنا ف ُبقْطةٍ ُم ْعشِبةٍ أَي ف ُرقْعةٍ من كلٍ‪ ،‬وقيل‪ :‬الَبقْطُ‬
‫ضيْعةٌ كاملة‪ ،‬وإِنا هو‬ ‫جعه بُقوطٌ‪ ،‬وهو ما ليس بجتمع ف موضع ول منه َ‬
‫شيء متفرّق ف الناحية بعد الناحية‪.‬‬
‫والعرب تقول‪ :‬مررت بم َبقْطا َبقْطا‪ ،‬بإِسكان القاف‪ ،‬وبقَطا بقَطا‪،‬‬
‫بفتحها‪ ،‬أَي متفرّقي؛ وذهبوا ف الَرض َبقْطا َبقْطا أَي متفرقي‪.‬‬
‫وحكى ثعلب أَن ف بن تيم َبقْطا من ربيعة أَي فِرْق ًة أَو قِطْعةً‪ .‬وهم‬
‫ط ف الَرض أَي متفرّقون؛ قال مالك بن نويرة‪:‬‬ ‫َبقَ ٌ‬
‫ت َتمِيما قد أَضا َعتْ أُمورَها‪،‬‬ ‫رأَي ُ‬
‫ث طَوائفُ‬ ‫فهُم َبقَطٌ ف الَرض‪ ،‬فَرْ ٌ‬
‫فَأمّا بَنُو َس ْعدٍ فبالَطّ دارُها‪،‬‬
‫فَبابانُ منهم م ْأَلفٌ فالَزاِلفُ‬
‫أَي منتشرون متفرقون‪.‬‬
‫أُّو تراب عن بعض بن سليم‪َ :‬ت َذقّطْتُه َت َذقّطا وتََبقّطْتُه‬
‫تََبقّطا إِذا أَخذته قليلً قليلً‪ .‬أَبو سعيد عن بعض بن سليم‪:‬‬
‫سقّطْتُه وَت َذقّطْتُه إِذا أَخذته شيئا بعد شيء‪.‬‬ ‫تََبقّ ْطتُ البَر وت َ‬
‫وَبقَطُ الَرض‪ :‬فِرْقةٌ منها‪.‬‬
‫قال شر‪ :‬روى بعض الرواة ف حديث عائشة‪ ،‬رضي اللّه عنها‪ :‬فواللّهِ ما‬
‫اختلفوا ف ُبقْطةٍ إِل طارَ أَب بَظّها؛ قال‪ :‬والُبقْطةُ الُبقْعةُ من‬
‫بِقاعِ الَرض‪ ،‬تقول‪ :‬ما اختلفوا ف ُبقْع ٍة من البِقاع‪ ،‬ويقع قول عائشة‬
‫على الُبقْطةِ من الناس وعلى البقطة من الَرض‪ ،‬والُبقْطةُ من الناس‪:‬‬
‫الفِرْقةُ‪ ،‬قال‪ :‬ويكن أَن تكون البُقطة ف الديث الفرقة من الناس‪ ،‬ويقال‬
‫إِنا النقطة‪ ،‬بالنون‪ ،‬وسيأْت ذكرها‪.‬‬
‫وَبقَطَ الشيءَ‪ :‬فرّقه‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬القَبْطُ المع‪ ،‬والبَقْطُ‬
‫التفْرِقةُ‪ .‬وف الثل‪َ :‬بقّطِيه بِ ِطبّكِ؛ يقال ذلك للرجل يؤمر بإحكام‬
‫ل أَتى هَوىً له ف بيتها فأَخذه‬ ‫ال َعمَلِ بعلمه ومعرفته‪ ،‬وأَصله أَن رج ً‬
‫بطنُه فقَضى حاجتَه فقالت له‪ :‬وْيلَك ما صََنعْتَ؟ فقال‪َ :‬بقّطِيه بِطِبّك‬
‫أَي فِرّقيه ب ِر ْفقِكِ ل ُيفْطَنُ له‪ ،‬وكان الرجل أَ ْحمَقَ‪ ،‬وال ّطبّ‬
‫ال ّرفْق‪ .‬اللحيان‪َ :‬بقّطَ مَتاعَه إِذا فرّقه‪.‬‬
‫ط ُثفْلُ ا َلبِيدِ وِقشْرُه؛ قال الشاعر يصف‬ ‫التهذيب‪ :‬الُبقّا ُ‬
‫القانِصَ وكِلبَه ومَطْ َعمَه من البيد إِذا ل ينل صيدا‪:‬‬
‫إِذا ل يَنَ ْل مْنهُنّ شيْئا فقَصْرُه‪،‬‬
‫لَدى ِحفْشِه من الَبِيدِ‪َ ،‬جرِي‬
‫ط ُملْقىً كأَنّه‬‫تَرى َح ْولَه الُبقّا َ‬
‫غَرانِيقُ نل‪َ ،‬يعَْتلِي‪ ،‬جُثوم‬
‫والَبقْطُ‪ :‬أَن تُعطي النّة على الثُلثِ أَو الرّبع‪ .‬والبَقْطُ‪ :‬ما‬
‫خلَبُ الِْنجَلُ‬‫خَلبُ‪ ،‬وا ِل ْ‬
‫سقَط من التمر إِذا قُطع ُيخْطِئُه ا ِل ْ‬
‫بل أَسنان‪ .‬وروى شر بإِسناده عن سعيد بن السيب أَنه قال‪ :‬ل يصلح َبقْطُ‬
‫الِنانِ‪ .‬قال شر‪ :‬سعت أَبا ممد يروي عن ابن ال َظفّر أَنه قال‪:‬‬
‫الَبقْطُ أَن تُعطي الِنانَ على الثلث أَو الربع‪ .‬وَبقَطُ البيتِ‪ :‬قُماشُه‪.‬‬
‫ط وَت َق ْدقَدَ ف البل إِذا‬‫أَبو عمرو‪َ :‬بقّطَ ف البل وبَ ْرقَ َ‬
‫ص ّعدَ‪ .‬وف حديث علي‪ ،‬رضوان اللّه عليه‪ :‬أَنه حل على عسكر الشركي فما‬ ‫َ‬
‫زالوا يَُبقّطُون أَي يتعا َدوْن إِل البال متفرّقي‪ .‬والبَقْطُ‪:‬‬
‫التفْرِقةُ‪.‬‬
‫@بلط‪ :‬البَلطُ‪ :‬الَرضُ‪ ،‬وقيل‪ :‬الَرض ا ُلسَْتوِيةُ ا َللْساء‪ ،‬ومنه‬
‫يقال بالَطْناهم أَي نازَلْناهم بالَرض؛ وقال رؤبة‪:‬‬
‫ب الفُسْطاطِ‬ ‫لو أَ ْحلََبتْ حَلئ ُ‬
‫عليه‪َ ،‬ألْقاهُ ّن بالبَلطِ‬
‫والبَلطُ‪ ،‬بالفتح‪ :‬الجارة ا َلفْرُوش ُة ف الدّارِ وغيها؛ قال‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫هذا مَقامِي لَكِ حت تَْنضَحي‬
‫رِيّا‪ ،‬وَتجْتازي بَلطَ الَبْطَحِ‬
‫وأَنشد ابن بري لَب دواد الِيادِيّ‪:‬‬
‫ولقدْ كان ذا كَتائبَ ُخضْرٍ‪،‬‬
‫ط يُشادُ بالجُرُونِ‬ ‫وبَل ٍ‬
‫ويقال‪ :‬دار مُبَلّط ٌة بآجُرّ أَو حجارة‪ .‬ويقال‪َ :‬بلَ ْطتُ الدارَ‪ ،‬فهي‬
‫مَْبلُوطةٌ إِذا ف َرشْتَها بآجُ ّر أَو حجارة‪ .‬وكلّ أَرض فُ ِر َشتْ‬
‫بالجارة والجُ ّر بَلطٌ‪ .‬وَبلَطَها يَبلُطُها َبلْطا وَبلّطَها‪:‬‬
‫ط الَرضِ‪ :‬و ْجهُها‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫ط وَبلّطه كذلك‪ .‬وبَل ُ‬ ‫َسوّاها‪ ،‬وَبلَط الائ َ‬
‫ط الَرض؛ وقول‬ ‫ص ْلبِ من غي َج ْمعٍ‪ .‬يقال‪ :‬لَ ِزمَ فلن بَل َ‬ ‫مُنْتَهى ال ّ‬
‫الراجز‪:‬‬
‫فبات‪ ،‬وهو ثابتُ الرّباطِ‪،‬‬
‫بُْنحَن الائلِ والبَلطِ‬
‫يعن ا ُلسَْتوِيَ من الَرض؛ قال‪ :‬فبات يعن الث ْورَ وهو ثابت الرّباط‬
‫أَي ثابت النفْس‪ ،‬بنحَن الائل يعن ما اْنحَنَى من الرّمل الائل‪،‬‬
‫وهو ما تناثر منه‪ .‬والبَلطُ‪ :‬السَْتوِي‪ .‬والبَلْطُ‪ :‬تَطِْييُ الطّانةِ‪،‬‬
‫وهي السطْح إِذا كان لا ُسمَيْطٌ‪ ،‬وهو الائط الصغي‪ .‬أَبو حنيفة‬
‫الدّيَن َورِيّ‪ :‬البَلطُ وجه الَرض؛ ومنه قيل‪ :‬بالَطَنِي فلن إِذا تركك أَو‬
‫ف ّر منك فذهب ف الَرض؛ ومنه قولم‪ :‬جالِدوا وبالِطُوا أَي إِذا لقيتم‬
‫ع ُدوّكم فال َزمُوا الَرض‪ ،‬قال‪ :‬وهذا خلفُ ا َلوّل لَن الَول ذهب ف‬
‫الَرض وهذا لزم الَرض؛ وقال ذو الرمة يذكر رفيقه ف سفر‪:‬‬
‫يَئِ ّن إِل مَسّ البَلطِ‪ ،‬كأَنّما‬
‫براه الَشايا ف ذواتِ الزّخا ِرفِ‬
‫وأَْبلَطَ الط ُر الَرضَ‪ :‬أَصاب بَلطَها‪ ،‬وهو أَن ل ترى على متنها‬
‫ترابا ول غبارا؛ قال رؤْبة‪:‬‬
‫ي ْأوِي إِل بَلط َج ْوفٍ مُْبلَطِ‬
‫والبللِيطُ‪ :‬ا َلرَضُون الستوية من ذلك‪ ،‬قال السياف‪ :‬ول يُعرف لا‬
‫واحد‪.‬‬
‫ق بالَرض‪ .‬وأُْبلِطَ‪ ،‬فهو مُْبلَطٌ‪،‬‬ ‫وأُْبلِطَ الرجل وَأْبلَطَ‪ :‬لَزِ َ‬
‫سمّ فاعله‪ :‬افتقر وذهب مالُه‪ .‬وأَْبلَطَ‪ ،‬فهو مُْبلِطٌ إِذا‬ ‫على ما ل ُي َ‬
‫قلّ ماله‪ .‬قال أَبو اليثم‪ :‬أَْبلَطَ إِذا َأ ْفلَس فلزِق بالبَلط؛ قال‬
‫امرؤُ القيس‪:‬‬
‫نَ َزْلتُ على َعمْرو بن َدرْما َء ُبلْطةً‪،‬‬
‫فيا كُ ْرمَ ما جارٍ ويا كُرْم ما َمحَلْ‬
‫أَراد فيا كرم جار على التعجب‪ .‬قال‪ :‬واختلف الناس ف ُبلْطة‪ ،‬فقال‬
‫بعضهم‪ :‬يريد به حللت على عمرو بن َدرْماءَ بُلطة أَي بُرْهة ودَهرا‪ ،‬وقال‬
‫آخرون‪ :‬بلطة أَراد داره أَنا مُبَلّط ٌة مفروشة بالجارة ويقال لا البلط‪،‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬بُلطة أَي ُم ْفلِسا‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬بلطة قَرية من جبلي طيءٍ‬
‫كثية التي والعنب‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬هي هضبة بعينها‪ ،‬وقال أَبو عمرو‪ :‬بُلطة‬
‫َفجْأَة‪ .‬التهذيب‪ :‬وبُلطةُ اسم دار؛ قال امرؤُ القيس‪:‬‬
‫ت َيوْما ظُلمةً‪،‬‬ ‫وكنتُ إِذا ما ِخفْ ُ‬
‫فِإ ّن لا ِشعْبا ببُلطةِ زَْيمَرَا‬
‫وزَْيمَرُ‪ :‬اسم موضع‪ .‬وف حديث جابرٍ‪ :‬عقلت الملَ ف ناحيةِ البَلطِ؛‬
‫قال‪ :‬البلطُ ضرب من الجارة تفرش به الَرض ث سي الكان بَلطا‬
‫اتّساعا‪ ،‬وهو موضع معروف بالدينة تكرر ذكره ف الديث‪ .‬وأَْبلَطهم اللّصّ‬
‫إِبْلطا‪ :‬ل يدَعْ لم شيئا؛ عن اللحيان‪ .‬وبالَطَ ف أُموره‪ :‬بالغ‪.‬‬
‫وبالَط السّابِحُ‪ :‬اجْتهد‪.‬‬
‫والُبلُط‪ :‬ا ُلجّانُ والَُتحَ ّزمُون من الصّوفيّة‪.‬‬
‫الفراء‪ :‬أَْبلَطَنِي فلن ِإبْلطا وأَخْجان‬
‫(* قوله «وأخجان» ف شرح‬
‫القاموس بفاء بدل الاء العجمة‪ ).‬إِخجاء إِذا َألَ ّح عليك ف السّؤال‬
‫حت يُبْ ِرمَك ويُملّك‪ .‬والُبالَطةُ‪ :‬الُجاهَدةُ‪ ،‬يقال‪ :‬نز َل فبالِطْه‬
‫ط لك أَي مُجتهِ ٌد ف صَلحِ شأْنك؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫أَي جا ِهدْه‪ .‬وفلن مُبالِ ٌ‬
‫فهْو َلهُنّ حابِ ٌل وفارِطُ‪،‬‬
‫ِإنْ َورَدَتْ‪ ،‬ومادِرٌ ولئِطُ‬
‫لوْضِها‪ ،‬وماتِ ٌح مُبالِطُ‬
‫ويقال‪ :‬تبالَطُوا بالسيوف إِذا تاَلدُوا با على أَرجلهم‪ ،‬ول يقال‬
‫تبالَطُوا إِذا كانوا رُكبانا‪ .‬والتّبالُطُ والُبالَطةُ‪ :‬الُجالدَةُ‬
‫بالسيوف‪ .‬وبالَطَنِي فلن‪ :‬فرّ من‪ .‬والُبلُطُ‪ :‬الفارّون من العسكر‪.‬‬
‫وَبلّطَ الرج ُل تَْبلِيطا إِذا أَعْيا ف ا َلشْي مثل َبلّحَ‪.‬‬
‫ف سَبّابته‪.‬‬‫ع أُذن الِنسان بط َر ِ‬ ‫والتّْبلِيطُ عِراقِيّةٌ‪ ،‬وهو أَن يَضرب فَرْ َ‬
‫وَبلّطَ أُذنه تَْبلِيطا‪ :‬ضربا بطرف سبابته ضربا يوجعه‪.‬‬
‫والَبلْطُ والبُلْطُ‪ :‬ا ِلخْراطُ‪ ،‬وهو الديدة الت َيخْرُطُ با‬
‫الَرّاطُ‪ ،‬عَرَبية؛ قال‪:‬‬
‫والبلْطُ يَبْرِي حُبَ َر الفَرْفارِ‬
‫والَبلّوطُ‪ :‬ثر شَجر يؤْكل ويدَبغُ ب ِقشْره‪.‬‬
‫والبَلطُ‪ :‬اسم موضع؛ قال‪:‬‬
‫لول رَجا ُؤكَ ما زُرْنا البَلطَ‪ ،‬ول‬
‫ط لَنا أَهلً‪ ،‬ول َوطَنا‬ ‫كان البَل ُ‬
‫@بلقط‪ :‬الُب ْلقُوطُ‪ :‬القصي‪ ،‬قال ابن دريد‪ :‬ليس بثبَت‪.‬‬
‫@بلنط‪ :‬الليث‪ :‬الَبلَنْطُ شيءٌ يشبه الرّخامَ إِل َأنّ الرخام أَهش‬
‫منه وَأرْخى؛ قال عمرو بن كلثوم‪:‬‬
‫وسارِيََت ْي َبلَنْطٍ أَو رُخامٍ‪،‬‬
‫يَ ِرنّ خَشاشُ َحلِْيهِما رَنِينا‬
‫@بنط‪ :‬الَزهري‪ :‬أَما بنط فهو مهمل فإِذا فصل بي الباء والنون بياء كان‬
‫مستعملً‪ ،‬يقول أَهل اليمن للنّسّاج البِيَنْطُ‪ ،‬وعلى وزنه البِيَطْرُ‪،‬‬
‫وهو مذكور ف موضعه‪.‬‬
‫@بط‪ :‬الَبهَطّ‪ :‬كلمة سِنْدية وهي ا َل ُرزّ يطبخ باللب والسمن خاصّة‬
‫بل ماء‪ ،‬واستعملته العرب بالاء فقالت َبهَطّةٌ طيبة كأَنا ذهبت بذلك‬
‫إِل الطائفة منه‪ ،‬كما قالوا لَبَنَةٌ وعسَلَةٌ‪ ،‬وقيل‪ :‬الَبهَطّة ضرب من‬
‫الطعام َأرُ ّز وماءٌ‪ ،‬وهو معرب وبالفارسية بَتا؛ وينشد‪:‬‬
‫ت َشحْما كما ا ِل َوزّ‪،‬‬ ‫َت َفقّأَ ْ‬
‫من أَكلها البَهطّ با َل ُرزّ‬
‫وأَنشده الَزهري‪:‬‬
‫من أَكلِها ا َلرُ ّز بِالَبهَطّ‬
‫قال ابن بري‪ :‬ومثله قول أَب الندي‪:‬‬
‫ط وحِيتانُكم‪،‬‬ ‫فأَما الَبهَ ّ‬
‫ت منها كث َي السّ َقمْ‬ ‫فما ِزلْ ُ‬
‫قال أَبو تراب‪ :‬سعت الَشجعي يقول َبهَطَنِي هذا الَمر وَبهَظَن‬
‫بعنً واحد؛ قال الَزهري‪ :‬ول أَسعها بالطاء لغيه‪ ،‬واللّه أَعلم‪.‬‬
‫@بوط‪ :‬البُوطةُ‪ :‬الت يُذيب فيها الصائ ُغ ونوه من الصّنّاع‪ .‬ابن‬
‫الَعراب‪ :‬باطَ الرجلُ َيبُوطُ إِذا ذَلّ بعد عِزّ أَو إِذا افتقر بعد‬
‫ِغنً‪.‬‬
‫ظ الضارِبُ َأوْتارَه يَبُظّها بَظّا‪ :‬حرّكها وهَيّأَها‬ ‫@بظظ‪ :‬بَ ّ‬
‫للضرب‪ ،‬والضاد لغة فيه‪ .‬وبَظّ على كذا‪َ :‬ألَحّ عليه‪ ،‬قال‪ :‬وهذا تصحيف‬
‫والصواب َألَظّ عليه إِذا َألّ عليه‪.‬‬
‫ظ معلوم وبظ‬ ‫ظ بعن واحد‪ ،‬فف ّ‬ ‫ظ بَ ّ‬‫ظ بَظّ أَي مُلحّ وفَ ّ‬ ‫وهو كَ ّ‬
‫إِتباع‪ ،‬وقيل‪ :‬فَظِيظ بَظِيظ‪ ،‬وقيل‪ :‬فظيظ أَي جافٍ غليظ‪ .‬وأَبظّ الرجلُ‬
‫سمِي الناعم‪.‬‬ ‫إِذا سن‪ ،‬والبَظِيظُ‪ :‬ال ّ‬
‫لمْل يَْبهَظُن َبهْظا‪ :‬أَثقلن وعجزت‬ ‫@بظ‪َ :‬بهَظَنِي ا َلمْ ُر وا ِ‬
‫عنه وبلغ من َمشَقّة‪ ،‬وف التهذيب‪ :‬ثقُل عل ّي وبلَغ منّي مشقّتَه‪ .‬وكلّ‬
‫شيء أَثقلك‪ ،‬فقد َبهَظك‪ ،‬وهو مَْبهُوظ‪ .‬وأَمر باهِظ أَي شاقّ‪ .‬قال أَبو‬
‫تراب‪ :‬سعت أَعرابيّا من أَشجع يقول‪َ :‬بهَضن الَمر وبظن‪ ،‬قال‪ :‬ول‬
‫ظ حوْضَه ملَه‪ .‬والقِرْنُ‬ ‫يتابعه أَحد على ذلك‪ .‬ويقال‪ :‬أَْبهَ َ‬
‫الَبْهوظ‪ :‬الغلوب‪ .‬وبَظ راحلَته يَْبهَظُها َبهْظا‪َ :‬أ ْوقَرها وحل عليها‬
‫فأَتعبها‪ .‬وكل من ُكلّف ما ل يُطيقه أَو ل يده‪ ،‬فهو مهبوظ‪ .‬وَبهَظَ‬
‫الرجلَ‪ :‬أَخذ ب ُفقْمه أَي ب َذقَنه وِلحْيته‪ .‬وف التهذيب عن أَب زيد‪َ :‬بهَظته‬
‫أَخذت ب ُفقْمه وبفُغْمه‪ .‬قال شر‪ :‬أَراد ب ُفقْمه فمه‪ ،‬وب ُفغْمه أَنفه‪،‬‬
‫وال ُفقْمانِ ها الّلحْيانِ‪ .‬وأَخذ بفغْوه أَي بفمه‪ .‬ورجل َأ ْفغَى وامرأَة‬
‫َفغْواء إِذا كان ف فمه مَيَلٌ‪.‬‬
‫@بيظ‪ :‬البَيْظةُ‪ :‬الرّ ِحمُ؛ عن كراع‪ ،‬والمع َبيْظٌ؛ قال الشاعر يصف‬
‫القطا وأَنّه ّن يَحملن الاء لِفراخِهنّ ف حَواصِلهنّ‪:‬‬
‫َح َملْن لَها مِياها ف الَداوَى‪،‬‬
‫ظ الفَظِيظا‬ ‫ح ِملْن ف البَيْ ِ‬
‫كما َي ْ‬
‫الفَظِيظُ‪ :‬ماء الفحل‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬باظ الرجل َببِظُ بَيْظا وباظَ‬
‫يَبُوظُ َبوْظا إِذا قَ ّررَ َأرُونَ أَب ُعمَيْرٍ ف ا َلهْبِلِ؛ قال‬
‫أَبو منصور‪ :‬أَراد ابن ا َلعْراب با َلرُونِ الَِنيّ‪ ،‬وبأَب عُمي‬
‫الذّكر‪ ،‬وبا َلهْبِ ِل قَرار الرّحم‪ .‬وقال الليث‪ :‬البيْظ ماء الرجل‪ .‬وقال‬
‫ابن الَعراب‪ :‬باظَ الرجلُ إِذا َسمِن جِسمه بعد هُزال‪.‬‬
‫@بتع‪ :‬البَِتعُ‪ :‬الشديد الَفاصِل والَواصِل من السد‪ .‬بَِت َع بَتَعا‪،‬‬
‫فهو بَِتعٌ وأَبَْتعُ‪ :‬اشَْتدّت مفاصله؛ قال سلمة بن جَنْدل‪:‬‬
‫يَرْقى ال ّدسِيعُ إِل ها ٍد له بَِتعٍ‪،‬‬
‫ف ُجؤْ ُجؤٍ‪ ،‬كمَداكِ الطّيب‪َ ،‬مخْضُوبِ‬
‫وقال رؤبة‪:‬‬
‫وَقصَبا َفعْما و ُرسْغا أَبْتَعا‬
‫قال ابن بري‪ :‬كذا وقع وأَظنه‪ :‬وجيدا‪.‬‬
‫والبََتعُ‪ :‬طُول العُنق مع شدّة َمغْرِزه‪ .‬يقال‪ :‬عُنق أَبْتَع وبَتِع‪،‬‬
‫تقول منه‪:‬بَتِع الف َرسُ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬فهو فرس بَتِع‪ ،‬والُنثى بَتِعةٌ‪.‬‬
‫وعُنُق بَتِع ٌة وبَِتعٌ‪:‬شديدة‪ ،‬وقيل‪ :‬مُفْرِطةُ الطّول؛ قال‪:‬‬
‫كلّ عَل ٍة بَِت ٍع َتلِيلُها‬
‫ورجل بَِتعٌ‪ :‬طويل‪ ،‬وامرأة بَتِعة كذلك‪ ،‬ابن الَعراب‪ :‬البَِتعُ‬
‫الطوي ُل العُنقِ‪ ،‬والّتلِعُ الطويلُ الظهْرِ‪ .‬وقال ابن شيل‪ :‬من ا َلعْناقِ‬
‫البَِتعُ‪ ،‬وهو الغليظ الكثي اللحم الشديد‪ ،‬قال‪ :‬ومنها الُرْهَف‪ ،‬وهو‬
‫الدقيق وليكون إِل لِفَتِيق‪ .‬ويقال‪ :‬البََتعُ ف العنق شدّته‪ ،‬والتَّلعُ‬
‫طوله‪ .‬ويقال‪ :‬بَِتعَ فلن عليّ بَأمْر ل يُؤامِرْن فيه إِذا ق َطعَه‬
‫دُونك؛ قال أَبو وَجْزة السّعْدي‪:‬‬
‫للِيطُ‪ ،‬وكان البَيْنُ بائجةً‪،‬‬ ‫بانَ ا َ‬
‫خ ْفهُم على ا َلمْ ِر الذي بَِتعُوا‬ ‫ول َن َ‬
‫بَِتعُوا أَي قَطَعوا دُوننا‪.‬‬
‫أَبو مجن‪ :‬الْنبِتاع والنْبِتال الْنقِطاع‪.‬‬
‫والبِْتعُ والبَِتعُ‪ ،‬مثل ال ِق ْمعِ وال ِقمَعِ‪ :‬نَبيذ يُّتخَذ من عسَل‬
‫كأَنه الَمر صَلبة‪ ،‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬البتع المر التخذة من العسل‬
‫فأَوقع المر على العسل‪ .‬والبِْتعُ أَيضا‪ :‬المر‪ ،‬يَمانية‪ .‬وبََتعَها‪:‬‬
‫لمّار‪ ،‬وف حديث النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪:‬‬ ‫َخمّرَها‪ ،‬والبَتّاع‪ :‬ا َ‬
‫أَنّه سئل عن البِْتعِ فقال‪ :‬ك ّل ُمسْكرٍ حرام؛ قال‪ :‬هو نبيذُ العَسل‪ ،‬وهو‬
‫خر أَهل اليمن‪.‬‬
‫وأَبَْتعُ‪ :‬كلمة يؤكّد با‪ ،‬يقال‪ :‬جاء القوم أَجْمعون أَكْتعون أَبْصعون‬
‫أَبْتَعون‪ ،‬وهذا من باب التوكيد‪.‬‬
‫@بثع‪ :‬بَِث َعتِ الشفةُ تَبَْث ُع بَثَعا وتَبَّثعَت‪َ :‬غلُظَ لمها‬
‫و َظهَر َدمُها‪.‬وشَفةٌ كاثِعةٌ باثِعةٌ‪ :‬مَتلِئَة مُحمَرّة من الدم‪ .‬ورجل‬
‫ضحِك‪ .‬ولِثة باثِعة‬ ‫أَبَْثعُ‪ :‬شفته كذلك‪ .‬وشفة باثعة‪ :‬تَْن َقِلبُ عند ال ّ‬
‫وبَثُوع ومُبَّثعَة‪ :‬كثية اللحم والدمِ‪ ،‬والسم منه البََثعُ‪ .‬وامرأة‬
‫بَثِع ٌة وبَثْعاء‪ :‬حراء اللّثةِ وارِمَتُها‪،‬والسم البََثعُ‪ .‬قال‬
‫الَزهري‪ :‬بَِثعَت لِثة الرجل تَبَْثعُ بُثوعا إِذا خرجت وارتفعت حت كَأنّ با‬
‫ضحِك الرجل فانقلبت شفته فهي باثعةٌ أَيضا‪.‬‬ ‫ورَما‪ ،‬وذلك َعيْب‪ ،‬إِذا َ‬
‫والبََثعُ‪ :‬ظُهورُ الدّم ف الشفتي وغيها من السد‪ ،‬وهو البََثغُ‪،‬‬
‫بالغي‪ ،‬ف السد‪ .‬وقال الَزهري‪ :‬البََثغُ بالغي لغيه‪.‬‬
‫خعُها َبخْعا وبُخوعا‪ :‬قتلَها غيْظا أَو‬ ‫@بع‪َ :‬ب َع ن ْفسَه يَْب َ‬
‫َغمّا‪ .‬وف التنيل‪ :‬فلعلّك باخ ٌع نفْسَك على آثارِهم؛ قال الفرّاء‪ :‬أَي‬
‫ج نفسَك وقات ٌل نفسَك؛ وقال ذو الرمة‪:‬‬ ‫ُمخْ ِر ٌ‬
‫أَل أَيّهذا البا ِخعُ ال َو ْجدِ نفسَه‬
‫بشي ٍء َنحَتْه عن يدَيْكَ الَقا ِدرُ‬
‫خعُ‬
‫صحِي أَي َج َهدْتا أَْب َ‬ ‫ت لك نفْسي وُن ْ‬ ‫خعْ ُ‬ ‫قال الَخفش‪ :‬يقال َب َ‬
‫بُخوعا‪ .‬وف حديث عائشة‪ ،‬رضي ال عنها‪ ،‬أَنا ذكرت عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪،‬‬
‫خعَ الَرضَ فقاءتْ ُأ ُكلَها أَي قَهر أَهلَها وأَذلّهم‬ ‫فقالت‪َ :‬ب َ‬
‫خعْتُ الَرضَ بالزّراعةِ‬ ‫واستخرَج ما فيها من الكُنوز وأَموال الُلوك‪ .‬وَب َ‬
‫جمّها عاما‪.‬‬ ‫خعُها إِذا َن َهكُْتهَا وتاَبعْت حِراثَتها ول ُت ِ‬ ‫أَْب َ‬
‫خعُ بُخوعا‬ ‫وبَع الوَ ْج ُد نفسَه إِذا َن َهكَها‪ .‬و َبعَ له بقّه يَْب َ‬
‫خعَ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬بُخوعا وبَخاعةً‪،‬‬ ‫وبَخاعةً‪ :‬أَق ّر به وخضَع له‪ ،‬وكذلك َب ِ‬
‫خعْت له‪ :‬تذَّللْت وَأطَعت وأَق َررْت‪.‬‬ ‫خ َع ل بالطاعة بُخوعا كذلك‪ .‬وَب َ‬ ‫وَب َ‬
‫حتُ بَنبتَي الناسِ ومَن ل يكن‬ ‫وف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬فأَصَب ْ‬
‫خعُ لنا بطاعة‪ .‬وف حديث ُعقْبة بن عامر‪ :‬أَن النب‪ ،‬صلى ال عليه‬ ‫يَْب َ‬
‫ق قُلوبا وَألْيَنُ أَفئدةً‬ ‫وسلم‪ ،‬قال‪ :‬أَتاكُم أَهلُ اليَمنِ هم َأرَ ّ‬
‫خعُ طاع ًة أَي أَْنصَحُ وأَْبَلغُ ف الطاعةِ من غيهم كأَنم‬ ‫وأَْب َ‬
‫خعِ أَنفسهم أَي قَهرِها وإِذْللِها بالطاعةِ‪ .‬قال ابن‬ ‫بالَغُوا ف َب ْ‬
‫الَثي‪ :‬قال الزمشري هو من َبخَع الذّبِيحةَ إِذا بالَغ ف ذَْبحِها وهو أَن‬
‫َيقْطَع عظْم رقبتها ويَْبُلغَ بالذّبْح البِخاع‪ ،‬بالباء‪ ،‬وهو العِرْق‬
‫خعُ‪ ،‬بالنون‪ ،‬دون ذلك وهو أَن يبلُغ بالذبح‬ ‫صلْب؛ والن ْ‬ ‫الذي ف ال ّ‬
‫النّخاع‪ ،‬وهو اليْط الَبيض الذي يَجري ف الرّقبة‪ ،‬هذا أَصله ث كثُر حت‬
‫استعمل ف كل مبالغة؛ قال ابن الَثي‪ :‬هكذا ذكره ف الكشاف وف كتاب‬
‫الفائق ف غريب الديث ول أَجده لغيه‪ ،‬قال‪ :‬وطالا بثت عنه ف كتب اللغة‬
‫خعْت‬‫والطب والتشريح فلم أَجد البِخاع‪ ،‬بالباء‪ ،‬مذكورا ف شيء منها‪ .‬وَب َ‬
‫الرّكيّة َبخْعا إِذا حَفرْتا حت ظَهر ماؤها‪.‬‬
‫@بثع‪َ :‬بخَْثعٌ‪ :‬اسم زعموا‪ ،‬وليس بثبت‪.‬‬
‫@بذع‪ :‬بذَعه بالسيف و َخذْعَبَه‪ :‬ضربه‪.‬‬
‫@بدع‪ :‬بدَع الشي َء يَْبدَعُه َبدْعا وابَْتدَعَه‪ :‬أَنشأَه وبدأَه‪ .‬وبدَع‬
‫الرّكِيّة‪ :‬اسْتَنْبَطَها وأَحدَثها‪ .‬ورَ ِك ّي َبدِيعٌ‪َ :‬حدِيثةُ‬
‫لفْر‪ .‬والَبدِيعُ والِبدْعُ‪ :‬الشيء الذي يكون َأوّلً‪ .‬وف التنيل‪ :‬قُل ما‬ ‫اَ‬
‫كنتُ ِبدْعا من ال ّرسُل؛ أَي ما كنت َأوّ َل من ُأ ْرسِلَ‪ ،‬قد أُرسل‬
‫قبلي ُرسُلٌ كثي‪.‬‬
‫ع من الدّينِ بعد الِكمال‪ .‬ابن‬ ‫لدَث وما ابُْتدِ َ‬ ‫والِبدْعةُ‪ :‬ا َ‬
‫السكيت‪ :‬الِبدْعةُ ك ّل ُمحْدَثةٍ‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬ف قِيام‬
‫رمضانَ‪ِ :‬نعْمتِ الِبدْعةُ هذه‪ .‬ابن الَثي‪ :‬الِبدْع ُة بدْعتان‪ :‬بدعةُ هُدى‪،‬‬
‫وبدْعة ضلل‪ ،‬فما كان ف خلف ما أَمر ال به ورسوله‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فهو ف حَيِ ّز الذّمّ والِنكار‪ ،‬وما كان واقعا تت عُموم ما ندَب‬
‫الُ إِليه وحَضّ عليه أَو رسولُه فهو ف حيّز الدح‪ ،‬وما ل يكن له‬
‫مِثال موجود كَنوْع من الُود والسّخاء وفِعْل العروف فهو من الَفعال‬
‫الحمودة‪ ،‬ول يوز أَن يكون ذلك ف خلف ما ورد الشرع به لَن النب‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬قد جعل له ف ذلك ثوابا فقال‪ :‬مَن س ّن سُنّة حسَنة كان‬
‫له أَجرُها وأَجرُ مَن َعمِلَ با‪ ،‬وقال ف ضدّه‪ :‬مَن س ّن سُنّة سَيئة كان‬
‫عليه ِوزْرها و ِوزْر مَن َعمِلَ با‪ ،‬وذلك إِذا كان ف خلف ما أَمر‬
‫ال به ورسوله‪ ،‬قال‪ :‬ومن هذا النوع قول عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬نعمتِ الِبدْعةُ‬
‫هذه‪ ،‬لّا كانت من أَفعال الي وداخلة ف حيّز الدح َسمّاها بدعة‬
‫ومدَحَها َلنّ النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ل َيسُنّها لم‪ ،‬وإِنا‬
‫صلّها لَياِليَ ث تركها ول يافظ عليها ول جع الناس لا ول كانت ف زمن‬
‫س عليها وندَبم إِليها‬ ‫أَب بكر وإِنا عمر‪ ،‬رضي ال عنهما‪ ،‬جع النا َ‬
‫فبهذا ساها بدعة‪ ،‬وهي على القيقة سنّة لقوله‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫عليكم بسنّت وسنة الُلفاء الراشدين من بعدي‪ ،‬وقوله‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫اقَْتدُوا باللذين من بعدي‪ :‬أَب بكر وعمر‪ ،‬وعلى هذا التأْويل يُحمل الديث‬
‫حدَثةٍ بدعة‪ ،‬إِنا يريد ما خالَف أُصو َل الشريعة ول‬ ‫الخَر‪ :‬كلّ ُم ْ‬
‫يوافق السنة‪ ،‬وأَكثر ما يستعمل الُبَْتدِعُ عُرْفا ف الذمّ‪ .‬وقال أَبو‬
‫َعدْنان‪ :‬البَتدِع الذي يأْت َأمْرا على شبه ل يكن ابتدأَه إِياه‪.‬‬
‫وفلن ِبدْعٍ ف هذا الَمر أَي َأوّل ل َيسْبِقْه أَحد‪ .‬ويقال‪ :‬ما هو‬
‫ع وبَديعً‪ ،‬قال الَحوص‪:‬‬ ‫منّي بِبدْ ٍ‬
‫ت فانَْت َمتْ فقلتُ‪ :‬انْظُرِين‪،‬‬ ‫َفخَرَ ْ‬
‫ليس َجهْلٌ أَتَيْته ببدِيعِ‬
‫ع وتََبدّع‪ :‬أتَى بِبدْعةٍ‪ ،‬قال الِ تعال‪:‬‬ ‫وأَْبدَعَ وابَْتدَ َ‬
‫ورَهْبانِيّ ًة ابَْتدَعوها؛ وقال رؤبة‪:‬‬
‫ت لِ الّت ِقيّ ا َلطْوعا‪،‬‬ ‫ِإنْ كُْن َ‬
‫فليس وجْهَ الَقّ أَن تََبدّعا‬
‫وَبدّعه‪َ :‬نسَبه إِل الِبدْعةِ‪ .‬واسْتَْبدَعَه‪ :‬عدّه بَديعا‪.‬‬
‫ث العَجيب‪ .‬والَبدِيعُ‪ :‬الُْبدِعُ‪ .‬وأَبد ْعتُ الشيء‪:‬‬ ‫حدَ ُ‬ ‫والَبدِيعُ‪ :‬ا ُل ْ‬
‫اخْتَرَعْته لعلى مِثال‪ .‬والبَديع‪ :‬من أَساء ال تعال لِبْداعِه‬
‫الِشياء وِإحْداثِه إِيّاها وهو البديع ا َلوّل قبل كل شيء‪ ،‬ويوز أَن يكون‬
‫بعن مُبدِع أَو يكون من َبدَع اللْقَ أَي َبدَأَه‪ ،‬وال تعال كما قال‬
‫سبحانه‪َ :‬بدِيعُ السمواتِ والَرض؛ أَي خالقها ومُبْدِعُها فهو سبحانه‬
‫الالق ا ُلخْتَرعُ ل عن مثال سابق‪ ،‬قال أَبو إِسحق‪ :‬يعن أَنه أَنشأَها‬
‫على غي حِذاء ول مثال إِل َأنّ بديعا من َبدَع ل من أَبْدع‪،‬‬
‫وأَبدعَ‪ :‬أَكثر ف الكلم من َبدَع‪ ،‬ولو استعمل بدَع ل يكن خطأ‪ ،‬فَبدِيعٌ‬
‫َفعِي ٌل بعن فاعل مثل قدير بعن قادر‪ ،‬وهو صفة من صفات ال تعال لَنه‬
‫بدأَ اللق على ما أَراد على غي مثال تقدّمه‪.‬قال الليث‪ :‬وقرئ بديعَ‬
‫ت والَرضِ‪ ،‬بالنصب على وجه التعجب لِما قال الشركون على معن‪:‬‬ ‫السموا ِ‬
‫ِبدْعا ما قلتم وَبدِيعا اخْتَ َرقْتم‪ ،‬فنصبه على التعجب‪ ،‬قال‪ :‬وال أَعلم‬
‫أَهو ذلك أَم ل؛ فأَما قراءة العامة فالرفع‪ ،‬ويقولون هو اسم من أَساء‬
‫ال سبحانه‪ ،‬قال الَزهري‪ :‬ما علمت أَحدا من القرّاء قرَأ بديعَ بالنصب‪،‬‬
‫والتعجبُ فيه غي جائز‪ ،‬وإِن جاء مثله ف الكلم فنصبه على الدح كأَنه‬
‫قال أَذكر بديع السموات والَرض‪ .‬وسِقاء بَديع‪ :‬جديد‪ ،‬وكذلك زِمام بديع؛‬
‫وأَنشد ابن الَعراب ف السقاء لَب ممد الفقعسي‪:‬‬
‫صحْنَ ماء الَب َدنِ ا ُلسَرّى‪،‬‬ ‫يَْن َ‬
‫صفَقَ ا ُلصْفَرّا‬
‫َنضْحَ الَبدِيعِ ال ّ‬
‫صفَقُ‪َ :‬أوّل ما يُجعل ف السّقاء الديد‪ .‬قال الَزهري‪ :‬فالبديعُ‬ ‫ال ّ‬
‫بعن السقاء والبْل َفعِيلٌ بعن مَفعول‪ .‬وحَب ٌل بَديع‪ :‬جَديد أَيضا؛‬
‫حكاه أَبو حنيفة‪ .‬والبديع من الِبال‪ :‬الذي ابُتدِئ فتله ول يكن‬
‫ل فنكث ث غُزل وأُعيد فتلُه؛ ومنه قول الشماخ‪:‬‬ ‫حَب ً‬
‫وأَ ْدمَجَ َدمْج ذي شَطَ ٍن َبدِيعِ‬
‫ق الديد والسقاء الديد‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن النب‪ ،‬صلى‬ ‫والبديعُ‪ :‬الزّ ّ‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬تِهامةُ كََبدِي ِع ال َعسَلِ ُحلْو َأ ّولُه ُحلْو‬
‫ق العسل لَنه ل يتغيّر هواؤها فَأوّله طيّب‬ ‫آخِرُه؛ شَبّهها ِبزِ ّ‬
‫وآخره طيّب‪ ،‬وكذلك العسل ل يتغي وليس كذلك اللب فإِنه يتغي‪ ،‬وتِهامة ف‬
‫فُصول السنة كلها غَدا ًة ولَيالِيها َأطْيَب اللّيال ل تُؤذي بَ ّر‬
‫ُمفْرط ول قُ ّر مُؤذ؛ ومنه قول امرأَة من العرب وصَفت زوجَها فقالت‪َ :‬زوْجي‬
‫كلَيْل تِهامةَ ل حَ ّر ول قُرّ‪ ،‬ول مَخافةَ ول سآمةَ‪ .‬والبديعُ‪:‬‬
‫الُبَْتدِع والُبَْتدَع‪ .‬وشيء ِبدْعٌ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬أَي مُبتدَع‪ .‬وأَبدْعَ‬
‫الشاعرُ‪ :‬جاء بالبديعِ‪ .‬الكسائي‪ :‬الِبدْعُ ف الي والشرّ‪ ،‬وقد َبدُعَ‬
‫بَداع ًة وبُدوعا‪ ،‬ورجل ِب ْدعٌ وامرأَة بدْعة إِذا كان غاية ف كل شيء‪ ،‬كان‬
‫عالا أَو شَرِيفا أَو شُجاعا؛ وقد َب ُدعَ ا َلمْ ُر بدْعا وَبدَعُوه‬
‫وابَْتدَعُوه ورجل ِبدْعٌ ورجال أَبْداع ونساء ِب َدعٌ وأَبداع ورجُل ِبدْع‬
‫ُغمْر وفلن ِبدْعٌ ف هذا الَمر أَي َبدِيع وقوم أَبداع؛ عن الَخفش‪.‬‬
‫وأُْبدِعتِ الِبلُ‪ :‬بُرّكَت ف الطريق من هُزال أَو داء أَو كَلل‪،‬‬
‫وأَْبدَعت هي‪َ :‬كلّت أَو عَطِبَت‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يكون الِبْداع إِلّ‬
‫ب َظلَع‪.‬يقال‪ :‬أَْبدَعَت به راحِلتُه إِذا َظلَعَت‪ ،‬وأُْبدِعَ وأُْب ِدعَ به‬
‫وأَْبدَعَ‪:‬كلّت راحلته أَو عَطِبَت وَب ِقيَ مُْنقَطَعا به و َحسِرَ عليه‬
‫ظهرُه أَو قام به أَي وقَف به؛ قال ابن بري‪ :‬شاهده قول حُميد الَرقط‪:‬‬
‫س على جِبابِه‬ ‫لمْ ُ‬ ‫ل َي ْق ِدرُ ا ُ‬
‫إِلّ بطُولِ السيْرِ واْنجِذابِه‪،‬‬
‫ع من رِكابِه‬ ‫وتَ ْركِ ما أَْبدَ َ‬
‫ل أَتَى النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬ ‫وف الديث‪َ :‬أنّ رج ً‬
‫رسولَ ال إِن أُْب ِدعَ ب فا ْحمِلْن أَي انقُطع ب لكَلل راحلت‪ .‬وقال‬
‫اللحيان‪ :‬يقال أَبدَع فلن بفلن إِذا قَطَع به وخَذلَه ول يقم باجته‬
‫ع به ظهرُه؛ قال ا َلفْوه‪:‬‬ ‫ول يكن عند ظنه به‪ ،‬وأَبدَ َ‬
‫ع سُنّةٌ‪ِ ،‬ممّنْ مَضَى‪،‬‬ ‫ولكلّ سا ٍ‬
‫تَْنمِي به ف َسعْيِه َأوْ تُْب ِدعُ‬
‫وف حديث ا َلدْي‪ :‬فَأزْ َحفَت عليه بالطريق َف َعيّ لشأْنا إِن هي‬
‫أَبدَ َعتْ أَي اْنقَ َطعَت عن السي بكَلل أَو َظلَع‪ ،‬كأَنه جعل انقطاعها عما‬
‫كانت مستمرّة عليه من عادة السي إِبْداعا أَي إِنشاء أَمر خارج عما‬
‫ع عل ّي منها؟ وبعضهم‬ ‫اعْتِيدَ منها؛ ومنه الديث‪ :‬كيف أَصَْنعُ با أَْبدَ َ‬
‫يرويه‪ :‬أُْبدِعَت وأُْبدِعَ‪ ،‬على ما ل يسمّ فاعله‪ ،‬وقال‪ :‬هكذا يستعمل‪،‬‬
‫والَول أَوجه وأَقيس‪ .‬وف الثل‪ :‬إِذا َطلَبْتَ الباطِلَ أُْبدِع بك‪.‬‬
‫قال أَبو سعيد‪ :‬أُْبدِعت ُحجّة فلن أَي أُبْطِلت حجّته أَي ب َطلَت‪ .‬وقال‬
‫ضلُه وإِيابه بوصفي إِذا‬ ‫عف ْ‬ ‫شكْري وأَْبدَ َ‬ ‫غيه‪ :‬أَْب َدعَ ِبرّ فلن ب ُ‬
‫شكره على إِحسانه إِليه واعترَف بَأنّ شكره ل َيفِي بإِحسانه‪ .‬قال‬
‫ع فهو َبدِيعٌ إِذا َسمِن؛ وأَنشد لبَشِي ابن‬ ‫الَصمعي‪َ :‬ب ِدعَ َيَبدَ ُ‬
‫الّنكْث‪:‬‬
‫فَبدِ َعتْ َأرْنَبُه وخِرِْنقُهْ‬
‫أَي َسمِنت‪ .‬وأَْبدَعُوا به‪ :‬ضربوه‪ .‬وأَبدَع يينا‪ :‬أَوجَبها؛ عن ابن‬
‫الَعراب‪.‬وأَبدَع بالسفر وبالج‪ :‬عزَم عليه‪.‬‬
‫@بذع‪ :‬الَبذَعُ‪ :‬شبه الفزَعِ‪ .‬والَْبذُوع‪ :‬ا َلذْعُور‪ .‬وَبذَعَ الشيءَ‪:‬‬
‫فرّقه‪ .‬ويقال‪َ :‬بذِعُوا فاْبذَعَرّوا أَي فَزِعوا فتفرّقوا‪ .‬قال‬
‫ع قَطْر ُحبّ‬ ‫الَزهري‪ :‬وما سعت هذا لغي الليث‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الَبذْ ُ‬
‫ع وَبذَعَ إِذا قَطَر‪ .‬وبذَع‬ ‫الاء‪ ،‬وقال‪ :‬هو ا َلذْع أَيضا‪ .‬يقال َمذَ َ‬
‫الاءُ‪ :‬سالَ‪.‬‬
‫ع يَبْ ُرعُ بُروعا وبَراع ًة وبَرُعَ‪ ،‬فهو بارِعٌ‪َ :‬تمّ ف‬ ‫@برع‪َ :‬برَ َ‬
‫كلّ َفضِيلة وجال وفاق أَصحابه ف العلم وغيه‪ ،‬وقد توصف به الرأَة‪.‬‬
‫والبارع‪ :‬الذي فاق أَصحابه ف السّودد‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬البَرِيعةُ الرأَة‬
‫الفائقة بالمال والعَقل‪ ،‬قال‪ :‬ويقال برَعه وفرَعه إِذا عله وفاقه‪،‬‬
‫ع وفارعٌ‪ .‬وتبَرّع بالعَطاء‪ :‬أَعطَى من غي سؤال أَو‬ ‫وك ّل ُمشْرف بارِ ٌ‬
‫تفضّل با ل يب عليه‪ .‬يقال‪ :‬فعلت ذلك مُتَبَرّعا أَي مُتطوّعا‪.‬‬
‫و َس ْعدُ البارِع‪ :‬نم من النازل‪.‬‬
‫وبَ ْر َوعُ‪ :‬من أَساء النساء؛ قال جرير‪:‬‬
‫ول حَ ّق اب َن بَ ْروَعَ أَن يُهابا‬
‫وبَ ْر َوعُ‪ :‬اسم امرأَة وهي بروع بنت واشق‪ ،‬وأَصحاب الديث يقولونه بكسر‬
‫الباء‪ ،‬وهو خطأٌ والصواب الفتح لَنه ليس ف الكلم ِف ْعوَل إِل‬
‫ِخ ْروَعٌ وعِْتوَد اسم وادٍ‪ .‬وبَرْوع‪ :‬اسم ناقة الراعي عُبَيد بن ُحصَي‬
‫الّنمَيْرِي الشاعر؛ وفيها يقول‪:‬‬
‫ت منها عَجاساءُ ِجلّةٌ‬ ‫وإِن بَرَ َك ْ‬
‫س وبَ ْروَعَا‬ ‫َبحْنِي ٍة َأشْلى العِفا َ‬
‫ومنه كان جرير َيدْعو جَنْدل بن الرّاعي بَ ْروَعا‪ .‬وقال ابن بري‪ :‬بَروع‬
‫اسم ُأمّ الراعي‪ ،‬ويقال اسم ناقته؛ قال جرير يهجوه‪:‬‬
‫ب الفَرزدقُ‪ ،‬قد علمتم‪،‬‬ ‫فما هِي َ‬
‫وما حَقّ اب ِن بَ ْر َوعَ أَن يُهابا‬
‫ق بدل‪ :‬فما هِيب الفرزدقُ)‬ ‫(* ف ديوان جرير‪ :‬فما هِبتُ الفرزد َ‬
‫@برثع‪ :‬بُرَْثعٌ‪ :‬اسم‪.‬‬
‫للْس الذي يُلقى تت الرّحْل؛ قال شر‪ :‬هي‬ ‫@بردع‪ :‬البَرْدَعةُ‪ :‬ا ِ‬
‫بالذال والدال‪ ،‬وسيأْت ذكرها قريبا‪.‬‬
‫@برذع‪ :‬البَرْذَعةُ‪ :‬الِلس الذي يُلقى تت الرحل‪ ،‬والمع البَراذِع‪ ،‬وخص‬
‫بعضهم به الِمار‪ ،‬وقال شر‪:‬هي البذعة والبدعة‪ ،‬بالذال والدال‪.‬‬
‫وبَرْ َذعٌ‪ :‬اسم؛ أَنشد ثعلب‪:‬‬
‫َل َعمْرُ أَبِيها‪ ،‬ل تقولُ َحلِيلَتِي‪:‬‬
‫أَل إِنه قد خانَن اليو َم بَرْذَعُ‬
‫والبَرْ َذعَةُ من الَرض‪ :‬ل َجَل ٌد ول سَهل‪ ،‬والمع البَِراذِع‪.‬‬
‫وابْرَْنذَعَ للَمر ابْرِنْذاعا‪َ :‬تهَيّأَ واسَت َعدّ له‪ .‬وابْ َرْنذَعَ‬
‫أَصحابَه‪ :‬تقدّمهم‪ ،‬نادر َلنّ مثل هذه الصيغة ل يتعدّى‪.‬‬
‫للُق‪ .‬والبِرْشاعُ‬ ‫سيّءُ ا ُ‬ ‫@برشع‪ :‬البِ ْر ِشعُ والبِرْشاعُ‪ :‬ال ّ‬
‫ف الذي ل فُؤاد له‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الَحق الطويل‪ ،‬وقيل‪ :‬ا َلهْوج‬ ‫النتَفخ الو ِ‬
‫خمُ الاف النتفخ؛ قال رؤبة‪:‬‬ ‫الض ْ‬
‫ل َت ْع ِدلِين بامْرِئٍ ِإ ْرزَبّ‪،‬‬
‫ول بِبِرْشاعِ الوِخا ِم وَ ْغبِ‬
‫قال الشيخ ابن بري‪ :‬صواب إِنشاده‪:‬‬
‫ل تعدِلين واسَْتحِي بِِإزْبِ‪،‬‬
‫كَزّ ا ُلحَيّا أُنّحٍ ِإ ْرزَبّ‬
‫وهذا الرجز أَورده الوهري ف ترجة وغب فقال‪:‬‬
‫ول بِبِرْشامِ الوِخا ِم وَ ْغبِ‬
‫@برقع‪ :‬البُ ْرُقعُ والبُ ْرَقعُ والبُ ْرقُوعُ‪ :‬معروف‪ ،‬وهو للدوابّ ونساء‬
‫الَعْراب؛ قال العدي يصف ِحشْفا‪:‬‬
‫و َخدٍ كَبُ ْرقُوعِ الفَتا ِة ُمَلمّعٍ‪،‬‬
‫و َر ْوَقيِ َلمّا َب ْعدُ أَن َيَتقَشّرا‬
‫الوهري‪َ :‬ي ْع ُدوَا أَن َتقَشّرا‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬صواب إِنشاده وخدّا‬
‫بالنصب و ُملَمّعا كذلك لَن قبله‪:‬‬
‫فلَقتْ بَيانا عند َأوّ ِل َمعْ َهدٍ‪،‬‬
‫ل ْوفِ َأ ْحمَرا‬ ‫إِهابا ومَغْبُوطا من ا َ‬
‫(* قوله «ومغبوطا» كذا بالصل وشرح القاموس بغي معجمة ولعله بهملة أي‬
‫مشقوقا‪).‬‬
‫قوله فلقت يعن بقرة الوحش الت أَخذ الذئب ولدها‪ .‬قال الفراء‪:‬‬
‫بِ ْرَق ٌع نادر ومثله ِهجْرَعٌ‪ ،‬وقال الَصمعي‪َ :‬هجْرع‪ ،‬قال أَبو حات‪ :‬تقول‬
‫بُ ْرقُع ول تقول بُ ْرقَع ول بُ ْرقُوع؛ وأَنشد بيت العدي‪ :‬وخدّ كبُ ْرقُع‬
‫الفتاةِ؛ ومن أَنشده‪ :‬كُب ْرقُوعِ‪ ،‬فإِنا فَ ّر من الزّحافِ‪ .‬قال‬
‫الَزهري‪ :‬وف قول من قدّم الثلث لغات ف أَول الترجة دليل على أَن البقوع‬
‫لغة ف البقُع‪ .‬قال الليث‪ :‬جع البُ ْرقُع البَراِقعُ‪ ،‬قال‪ :‬وَتلَْبسُها‬
‫الدوابّ وتلبسها نساء الَعراب وفيه خَرْقان للعيني؛ قال توْبةُ بن‬
‫لمَيّر‪:‬‬
‫اُ‬
‫وكنتُ إِذا ما جِئتُ ليْلى تَبَ ْرَق َعتْ‪،‬‬
‫فقدْ رابَن منها الغَدا َة ُسفُورُها‬
‫قال الَزهري‪ :‬فتح الباء ف بَ ْرقُوع نادر‪ ،‬ل يئ َفعْلول إِل‬
‫ص ْعفُوقٌ‪ .‬والصواب بُرقوع‪ ،‬بضم الباء‪ ،‬وجوع يُرقوع‪ ،‬بالياء‪ ،‬صحيح‪ .‬وقال شر‪:‬‬ ‫َ‬
‫ع بُ ْرقُوع وجُوع‬ ‫صوَصٌ إِذا كان صغي العيني‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬جُو ٌ‬ ‫بُرقع ُموَ ْ‬
‫بَرقوع‪ ،‬بفتح الباء‪ ،‬وجوع بُرْكُوع وبَركوع وخُنْتُور بعن واحد‪ .‬ويقال‬
‫ي مَن لَبِسَ‬ ‫للرجل الأْبون‪ :‬قد بَ ْرقَع ِلحْيَته ومعناه َتزَيّا بِز ّ‬
‫البُ ْرقُع؛ ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫أَ ْل تَ َر قَيْسا‪ ،‬قَيْسَ عَيْلنَ‪ ،‬بَ ْرَق َعتْ‬
‫لِحاها‪ ،‬وبا َعتْ نَْبلَها بالَغازِلِ‬
‫ويقال‪ :‬بَ ْرقَعه فَتبَ ْرقَع أَي َألْبسه البُ ْرُق َع فلَِبسَه‪.‬‬
‫والَُب ْرقَعةُ‪ :‬الشاةُ البيْضاء الرْأسِ‪ .‬والُبَ ْرِقعَةُ‪ ،‬بكسر القاف‪:‬‬
‫غُرّة الفرس إِذا أَخذت جيع وجهه‪ .‬وفرس مُبَ ْرقَع‪ :‬أَخذت غُرّتُه‬
‫ض الغُرّةِ ُسفْلً إِل‬ ‫جيع وجهه غي أَنه ينظُ ُر ف سَواد وقد جاوز بيا ُ‬
‫الدّين من غي أَن يصيب العيني‪ .‬يقال‪ :‬غُرّة مُبَ ْرقِعة‪.‬‬
‫وبِ ْرقِع‪ ،‬بالكسر‪ :‬السماء؛ وقال أَبو علي الفارسي‪ :‬هي السماء السابعة ل‬
‫ينصرف؛ قال ُأمَيّة بن أَب الصّلْت‪:‬‬
‫فكَأ ّن بِ ْرِقعَ والَلئِكَ َح ْولَها‪،‬‬
‫َس ِدرٌ‪ ،‬تَوا َكلَه القوائمٌ‪ ،‬أَجْرَبُ‬
‫قال ابن بري‪ :‬صواب إِنشاده أَجْرَدُ‪ ،‬بالدال‪َ ،‬لنّ قبله‪:‬‬
‫فَأَتمّ سِتّا فاسَْت َوتْ َأطْباقُها‪،‬‬
‫وأَتَى بسابِعةٍ فأَنّى تُوردُ‬
‫قال الوهري‪ :‬قوله َسدِر أَي بَحر‪ .‬وأَجرب صفة البحر الشبّهِ به‬
‫السماء‪ ،‬فكأَنه شبّه البحر بالَرَب لا يصل فيه من ا َلوْج أَو لَنه تُرَى‬
‫فيه الكواكب كما تُرى ف السماء فه ّن كالَرَب له؛ وقال ابن بري‪ :‬شبّه‬
‫السماء بالبحر لَلستِها ل ِلجَرَبِها‪ ،‬أَل ترى قوله تواكله القوائم‬
‫أَي تواكلته الرّياح فلم يت َموّج‪ ،‬فلذلك وصفه بالَرَدِ وهو الَلسةُ؛‬
‫قال ابن بري‪ :‬وما وصفه الوهري ف تفسي هذا البيت َهذَيان منه‪ ،‬وساء‬
‫الدنيا هي ال ّرقِيعُ‪ .‬وقال الَزهري‪ :‬قال الليث البِ ْرقِع اسم السماء‬
‫الرابعة؛ قال‪ :‬وجاء ذكره ف بعض الَحاديث‪ .‬وقال‪ :‬بِ ْرقَع اسم من أَساء‬
‫السماء‪ ،‬جاء على ِفعْلَلٍ وهو غريب نادر‪ .‬وقال ابن شيل‪ :‬البُ ْرقُع سِم ٌة ف‬
‫للْقتان‬‫الفخذ َحلْقَتَي بينهما خِباط ف طول الفخذ‪ ،‬وف العَرْض ا َ‬
‫صورته‪.‬‬
‫@بركع‪ :‬بَرْ َكعَه وكَرَْبعَه فتبَرْكَع‪ :‬صرَعه فوقع على اسْتِه؛ قال‬
‫رؤبة‪:‬ومَنْ َهمَزْنا عِزّه تبَرْكَعا‬
‫على اسْتِه‪َ ،‬زوَْبعَةً أَو َزوْبَعا‬
‫قال ابن بري‪ :‬هكذا ذكره ابن دريد زوبعة‪ ،‬بالزاي‪ ،‬وصوابه رَوبعة أَو‬
‫روبعا‪ ،‬بالراء‪ ،‬وكذلك هو ف شعر رُؤبة‪ ،‬وفسر بأَنه القصي القي‪ ،‬وقيل‬
‫للْقِ‪ .‬وبَرْ َكعَ الرج ُل على‬ ‫الضعيف‪ ،‬وقيل القص ُي العُرقوبِ‪ ،‬وقيل الناقص ا َ‬
‫ركبتيه إِذا سقط عليهما‪ .‬والبَرْكعةُ‪ :‬القِيام على أَربع‪ ،‬وتَبَرْكعت‬
‫الَمام ُة للحمامة الذكر؛ وأَنشد‪:‬‬
‫هَيْهاتَ َأعْيا َجدّنا أَن ُيصْرَعا‪،‬‬
‫ولو أَرادوا غيَه تََبرْكَعا‬
‫وبَ ْر َكعْت الرجل بالسيف إِذا ضربته‪.‬‬
‫والبُ ْر ُكعُ‪ :‬القصي من الِبل خاصّة‪ .‬والبُرْ ُكعُ‪ :‬ا ُلسْتَ ْرخِي‬
‫ع وبَركوع‪ ،‬بفتح الباء‪.‬‬ ‫ع بُ ْركُو ٌ‬ ‫القوائ ِم ف ِثقَل‪ .‬وجو ٌ‬
‫ع الغُلم‪ ،‬بالضم‪ ،‬بَزاعة‪ ،‬فهو بَزِي ٌع وبُزاعٌ‪ :‬ظَ ُرفَ‬ ‫@بزع‪َ :‬بزُ َ‬
‫ع الغُلم‪ :‬ظَرُف‪ .‬وغلم بَزِيع‬ ‫و َملُحَ‪ .‬والبَزِيعُ‪ :‬الظّريف‪ .‬وتَبَزّ َ‬
‫وجارية بزيعة إِذا وُصِفا بالظّ ْرفِ والَلحة وذَكاء القلب‪ ،‬ول يقال إِلّ‬
‫ت بقَصْر َمشِيد بَزِيع‪،‬‬ ‫للَحداث من الرجال والنساء‪ .‬وف الديث‪ :‬مررْ ُ‬
‫فقلت‪ :‬لن هذا القصر؟ فقيل؛ لعمر بن الطاب؛ البَزِيعُ‪ :‬الظريفُ من‬
‫الناس‪ ،‬شبه القصر به لُسنه وجَماله‪ ،‬والبَزِيعُ‪ :‬السيّد الشريف؛ حكاه‬
‫الفارسي عن الشيْبان‪ .‬وقال أَبو ال َغوْث‪ :‬غلم بَزِيع أَي متكلّم ل‬
‫حمَد به الِنسان‪ .‬وتبزّع الغلمُ‪ :‬ظرُف‪.‬‬ ‫يسَْتحْيِي‪ .‬والبَزاعةُ‪ :‬ما ُي ْ‬
‫ج وتَفاَقمَ‪ ،‬وقيل‪َ :‬أرْ َع َد ولّا َيقَعْ؛ قال‬ ‫وتبزّع الشرّ‪ :‬ها َ‬
‫العجاج‪:‬إِن إِذا َأمْرُ العِدى تبَزّعا‬
‫وَب ْوزَعُ‪ :‬اسم رملة معروفة من رِمال بن أَسد‪ ،‬وف التهذيب‪ :‬بن َسعْد؛‬
‫قال رؤبة‪:‬‬
‫ب َرمْ ِل يَرْنا أَو ب َرمْ ِل َب ْوزَعا‬
‫وَب ْوزَعُ‪:‬اسم امرأَة كأَنه َفوَعَل من البَزِيعِ؛ قال جرير‪:‬‬
‫ت على العَصا‪،‬‬ ‫هَزِئتْ ُبوَي ِزعُ‪ ،‬إِذ دَبَْب ُ‬
‫ت ِبغَيِنا يا َب ْوزَعُ؟‬ ‫هَلّ هَزِْئ ِ‬
‫ت على العَصا)‬ ‫(* ف ديوان جرير‪ :‬وتقو ُل بوزعُ قد دبَب َ‬
‫لشِنُ من الطّعام واللّباس والكلم‪ .‬وف الديث‪:‬‬ ‫شعُ‪ :‬ا َ‬ ‫@بشع‪ :‬الَب ِ‬
‫لشِنَ الكَرِيهَ‬‫شعَ أَي ا َ‬ ‫كان رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬يأْكل الَب ِ‬
‫شعُ‪َ :‬طعْم كريه‪.‬‬ ‫ال ّط ْعمِ‪ ،‬يريد أَنه ل يكن ي ُذ ّم طَعاما‪ .‬والَب ِ‬
‫للْق بَيّنُ البَشاعة‪،‬‬‫وطعام َبشِيع وَبشِع من الَبشَع‪ :‬كريه يأْخ ُذ با َ‬
‫ش َع َبشَعا‪ .‬ورجل‬ ‫فيه ُحفُوف ومَرارَةٌ كا ِل ْهلِيلَ ِج ونوه‪ ،‬وقد َب ِ‬
‫َبشِي ٌع بَيّنُ البشع إِذا أَكله فَبشِع منه‪ .‬وأَكلنا طعاما َبشِعا‪:‬‬
‫شعُ‪ :‬تَضايُق اللْقِ بطعام َخشِن‪ .‬وف‬ ‫حافّا يابسا ل أُ ْدمَ فيه‪ .‬والبَ َ‬
‫للْق‪ ،‬وكلم بشيع‪:‬‬ ‫الديث‪ :‬فوُضِعت بي َيدَي القوم‪ ،‬وهي َبشِع ٌة ف ا َ‬
‫شعَ الشيءَ أَي َعدّه َبشِعا‪ .‬ورجل َبشِع‬ ‫َخشِن كريه منه‪ .‬واسْتَْب َ‬
‫شعُ‬
‫شعُ النفْس أَي خَبيثُ النفس‪ ،‬وَب ِ‬ ‫الَنْظَر إِذا كان دَميما‪ .‬ورجل َب ِ‬
‫الوجه إِذا كان عابِسا باسِرا‪ .‬وثوب َبشِع‪َ :‬خشِن‪ .‬ورجل بشع الفم‪ :‬كريه‬
‫ري ِح الفم‪ ،‬والُنثى بالاء‪ ،‬ل يتَخلّلن ول َيسْتاكانِ‪ ،‬والصدر‬
‫شعُ والبَشاعةُ‪ ،‬وقد َبشِع بشعا وبَشاعة‪ .‬وَبشِع بذا الطعام َبشَعا‪ :‬ل‬ ‫الب َ‬
‫للُقِ وال ِعشْرة‪.‬‬ ‫للُق إِذا كان سيّ َء ا ُ‬ ‫سغْه‪ .‬ورجل َبشِع ا ُ‬ ‫ُي ِ‬
‫وَبشِع بالَمر بشَعا وبشاعةً‪ :‬ضاق به ذَرعا؛ قال أَبو زبيد يصف‬
‫ط زنَاءُ الامِيَيْنِ‪ ،‬مَتَى‬ ‫أَسدا‪:‬ش ْأسُ الَبُو ِ‬
‫ث لا فَ َز ُ‬
‫ع‬ ‫حدُ ْ‬ ‫ش ْع بوارِدةٍ َي ْ‬ ‫تَْب َ‬
‫ل شديدا وشَبع ترك من‬ ‫قوله شأْس الَبوط يقول‪ :‬الَسد إِذا أَكل أَك ً‬
‫فَرِيسته شيئا ف الوضع الذي يفْترِسها‪ ،‬فإِذا انتهت الظباء إِل ذلك‬
‫الوضع لترد الا َء فَزِعت من ذلك لكان الَسد‪ ،‬وقيل‪ :‬بوارِدة أَي با‬
‫يرده من الناس لا للواردة‬
‫(* قوله‪ :‬با يرده من الناس لا للواردة‪ ،‬هكذا ف‬
‫الَصل‪ ).‬زناء الامِيي‪ :‬ضَيّق الاميي‪ .‬تَْبشَع‪ُ :‬تغَصّ‪ ،‬يدث لا‬
‫فزع لكان الَسد‪ .‬وَبشِع الوادي بالاء َبشَعا‪ :‬ضاق‪ .‬وََبشِع بالشيء‬
‫بشَعا‪ :‬بطَش به بَطْشا مُنْكرا‪ .‬وخشبة َبشِعة‪ :‬كثية الُبَنِ‪.‬‬
‫صعُ‪ :‬الَرْق الضيّق ل يكاد يَنفُذ منه الاء‪ .‬وَبصَعَ‬ ‫@بصع‪ :‬الَب ْ‬
‫ق من السد يَبصَع‬ ‫صعُ بَصاعة‪َ :‬رشَ َح قليلً‪ .‬وبَصع العَرَ ُ‬ ‫الا ُء يَْب َ‬
‫ل قليلً‪ .‬والَبصِيع‪ :‬العرَق‬ ‫بَصاعة وتََبصّع‪َ :‬نَبعَ من أُصول الشعر قلي ً‬
‫إِذا رشح؛ وروى ابن دريد بيت أب ذؤيب‪:‬‬
‫تأْب ب ِدرّتِها‪ ،‬إِذا ما اسُْتغْضَِبتْ‪،‬‬
‫إِل الَميمَ‪ ،‬فِإنّه يَتََبصّعُ‬
‫ل قليلً‪ .‬قال الَزهري‪ :‬وروى الثقات هذا الرف‬ ‫بالصاد أَي يَسيل قلي ً‬
‫بالضاد العجمة من تََبضّع الشيءُ أَي سال‪ ،‬وهكذا رواه الرّواة ف شعر‬
‫أَب ذؤَيب‪ ،‬وابن دريد أَخذ هذا من كتاب ابن الظفر‪ .‬فمرّ على التصحيف‬
‫الذي صحفه‪ ،‬والظاهر ان الشيخ ابن بري ثلّثهما ف التصحيف‪ ،‬فإِنه ذكره ف‬
‫كتابه الذي صنفه على الصحاح ف ترجة بصع يتبصع بالصاد الهملة‪ ،‬ول يذكره‬
‫الوهري ف صحاحه ف هذه الترجة‪ ،‬وذكره ابن بري أَيضا موافقا للجوهري‬
‫ف ذكره ف ترجة بضع‪ ،‬بالضاد العجمة‪ .‬والَبصْع‪ :‬ما بيَ السّبّابة‬
‫صعُ‪ :‬المع‪ .‬قال الوهري‪ :‬سعته من بعض النحويي ول‬ ‫وال ُوسْطَى‪ .‬والبَ ْ‬
‫أَدري ما صحته‪ .‬ويقال‪ :‬مَضَى ِبصْع من الليل‪ ،‬بالكسر‪ ،‬أَي َج ْوشٌ منه‪.‬‬
‫وأَْبصَعُ‪ :‬كلمة يؤكّد با‪ ،‬وبعضهم يقوله بالضاد العجمة وليس بالعال؛ تقول‪:‬‬
‫صعَ‪ ،‬والُنثى َجمْعاء َبصْعاء‪ ،‬وجاء القوم‬ ‫أَخذت حقي أَ ْج َمعَ أَْب َ‬
‫أَجعون أَْبصَعون‪ ،‬ورأَيت النّسوة ُج َمعَ ُبصَعَ‪ ،‬وهو توكيد مُرَتّب ل‬
‫صعُ نعت تابع َلكَْتعَ وإِنا‬ ‫يُقدّم على أَجع؛ قال ابن سيده‪ :‬وأَْب َ‬
‫صعَ وأَكَْتعَ وأَبَْتعَ إِتباعا َل ْجمَع لَنم عدلوا عن‬ ‫جاؤُوا بأَْب َ‬
‫إِعادة جيع حروف أَجع إِل إِعادة بعضها‪ ،‬وهو العي‪ ،‬تَامِيا من‬
‫الِطالة بتكرير الروف كلها‪ .‬قال الَزهري‪ :‬ول يقال أَبْصعون حت يتقدّمه‬
‫أَكتعون‪ ،‬فإِن قيل‪ :‬فلمَ اقتصروا على إِعادة العي وحدها دون سائر حروف‬
‫الكلمة؟ قيل‪ :‬لَنا أَقوى ف السجعة من الرفي اللذين قبلها وذلك لَنا‬
‫لم الكلمة وهي قافية لَنا آخر حروف الَصل ‪ ،‬فجيء با لَنا َمقْطَع‬
‫الُصول ‪ ،‬والعمل ف الُبالغة والتكرير إِنا هو على الَقطع ل على‬
‫حشَإِ‪ ،‬أَل ترى أَن العناية ف الشعر إِنا هي‬ ‫الَبدِإ ول على ا َل ْ‬
‫بالقَواف لَنا الَقاطِ ُع وف السجع كمثل ذلك؟ وآخر السجعة والقافية عندهم‬
‫أَشرف من َأوّلا‪ ،‬والعِنايةُ به َأمَسّ‪ ،‬ولذلك كلما تَ َط ّرفَ الرف‬
‫ف القافية ازدادوا عِناية به ومُحافظة على حكْمه‪ .‬وقال أَبو اليثم‪:‬‬
‫الكلمة تُوكّد بثلثة تَواكِيدَ؛ يقال‪ :‬جاء القوم أَكتعون أَبتعون أَبصعون‪،‬‬
‫بالصاد‪ ،‬وقال جاعة من النحويي‪ :‬أَخذته أَجعَ أَبتعَ وأَجعَ أَبصع‪،‬‬
‫بالتاء والصاد‪ ،‬قال الُبشِْتيّ‪ :‬مررت بالقوم أَجعي أَْبضَعِي‪ ،‬بالضاد‪،‬‬
‫قال أَبو منصور‪ :‬هذا تصحيف وروي عن أَب اليثم الرازي أَنه قال‪ :‬العرب‬
‫توكّد الكلمة بأَربعةِ تَواكِيد فتقول‪ :‬مررت بالقوم أَجعي أَكتعي‬
‫أَبصعي أَبتعي‪ ،‬كذا رواه بالصاد‪ ،‬وهو مأْخوذ من الَبصْع وهو المع‪.‬‬
‫والُبصَيعُ‪ :‬مكان ف البحر على قولٍ ف شعر حسان ابن ثابت‪:‬‬
‫ح ْومَلِ‬‫بَيْ َن الَواب فالُبصَْيعِ َف َ‬
‫وسيُذكر ُمسْتوفً ف ترجة بضع‪ .‬وكذلك أَْبصَعةُ َملِك من كِنْد َة بوزن‬
‫َأرْنبة‪ ،‬وقيل‪ :‬هو بالضاد العجمة‪ .‬وبئر بُضاعةَ‪ :‬حكيت بالصاد الهملة‪،‬‬
‫وسنذكرها‪.‬‬
‫ضعُه َبضْعا وَبضّعه تَْبضِيعا‪ :‬قطعه‪،‬‬‫ضعَ اللحمَ يَْب َ‬ ‫@بضع‪َ :‬ب َ‬
‫والَبضْعةُ‪ :‬القِطعة منه؛ تقول‪ :‬أَعطيته بَضع من اللحم إِذا أَعطيته قِطعة‬
‫متمعة‪ ،‬هذه بالفتح‪ ،‬ومثلها الَبْرة‪ ،‬وأَخواتا بالكسر‪ ،‬مثل القِطْعةِ‬
‫وال ِفلْذ ِة والفِدْرةِ وال ِكسْفةِ والِرْقةِ وغي ذلك ما ل يُحصى‪ .‬وفلن‬
‫َبضْعة من فلن‪ُ :‬يذْهَب به إِل الشبَه؛ وف الديث‪ :‬فاطِمةُ َبضْعة‬
‫منّي‪ ،‬من ذلك‪ ،‬وقد تكسر‪ ،‬أَي إِنا جُزء من كما أَن القِطْعة من اللحم‪،‬‬
‫والمع َبضْع مثل َتمْرة وَتمْر؛ قال زهي‪:‬‬
‫ت فلم ُت ْغفَرْ لا َغفَلتُها‪،‬‬ ‫أَضا َع ْ‬
‫فلَقتْ بَيانا عند آخِ ِر َم ْعهَدِ‬
‫(* ف ديوان زهي‪ :‬خلواتا بدل غفلتا‪).‬‬
‫حجَلُ الطيُ َح ْولَه‪،‬‬ ‫دَما عند ِش ْلوٍ َت ْ‬
‫ضعَ لِحامٍ ف إِهابٍ ُم َقدّدِ‬ ‫وَب ْ‬
‫ضعٌ مثل‬‫وَبضْعة وَبضْعات مثل تْرة وتْرات‪ ،‬وبعضهم يقول‪َ :‬بضْعة وِب َ‬
‫َبدْرةٍ وِب َدرٍ‪ ،‬وأَنكره عل ّي بن حزة على أَب عبيد وقال‪ :‬السموع‬
‫ضعٌ ل غي؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫َب ْ‬
‫ُندَ ْه ِدقُ َبضْ َع اللحْ ِم للباعِ والنّدى‪،‬‬
‫ضهُم َتغْلي بذَ ّم مَناِقعُهْ‬ ‫وبع ُ‬
‫صفْحةٍ وصِفاحٍ‪ ،‬وَبضْ ٌع وَبضِيع‪ ،‬وهو نادر‪،‬‬ ‫ع مثل َ‬ ‫وَبضْعةٌ وبِضا ٌ‬
‫ونظيه الرّ ِهيُ جع الرّهْن‪ .‬والَبضِيعُ أَيضا‪ :‬اللحم‪ .‬ويقال‪ :‬دابّة‬
‫كثية الَبضِيعِ‪ ،‬والَبضِيعُ‪ :‬ما انْما َز من لم الفخذ‪ ،‬الواحد َبضِيعة‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬رجل خاظِي الَبضِيعِ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫حمُه خَظا بَظا‬ ‫خاظِي الَبضِيعِ َل ْ‬
‫قال ابن بري‪ :‬وبقال سا ِعدٌ خاظِي الَبضِيعِ أَي ُممْتِلئُ اللحمِ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ضعٍ مثل كلْب و َكلِيب؛ قال‬ ‫ويقال ف البضِي ِع اللحم إِنه جع َب ْ‬
‫الادِرةُ‪:‬‬
‫ومُناخ غي تبيئة* عَ ّرسْتُه‪،‬‬
‫(* قوله «تبيئة» كذا بالصل هنا‪ ،‬وسيأت ف دسع تاءية ولعله نبيئة‬
‫بالنون أوله أَي أَرض غي مرتفعة)‬
‫جعِ‬ ‫ضَ‬ ‫لدْثانِ‪ ،‬ناب ا َل ْ‬ ‫َقمِ ِن مِنَ ا ِ‬
‫عَ ّرسْتُه‪ ،‬ووِسادُ رْأسِي سا ِعدٌ‬
‫خاظِي الَبضِيعِ‪ ،‬عُروقه ل َت ْد َسعِ‬
‫ق ساعِده غ ُي متلئة من الدّم لَن ذلك إِنا يكون للشيوخ‪.‬‬ ‫أَي عُرو ُ‬
‫وإِن فلنا لشديدُ الَبضْعةِ َحسَنُها إِذا كان ذا جِسم و ِسمَن؛ وقوله‪:‬‬
‫ول َعضِل جَثْل كَأنّ َبضِيعَه‬
‫يَرابِيعُ‪ ،‬فوقَ الَْنكِبَيْن‪ ،‬جُثُومُ‬
‫يوز أَن يكون جع َبضْعة وهو أَحسن لقوله يَرابِيع ويوز أَن يكون‬
‫اللحم‪.‬‬
‫وَبضَع الشي َء يَبْضعُه‪َ :‬شقّه‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬أَنه ضرب‬
‫حدُر أَي‬‫سمَ على أُم سَلمة ثلثي سوطا كلّها تَْبضَع وَت ْ‬ ‫ل َأ ْق َ‬
‫رج ً‬
‫حدُر ُت َورّم‪.‬‬
‫تَشقّ اللد وتقطع وَتحْدر الدّم‪ ،‬وقيل‪َ :‬ت ْ‬
‫والَبضَعةُ‪ :‬السّياطُ‪ ،‬وقيل‪ :‬السّيوف‪ ،‬واحدها باضِع؛ قال الراجز‪:‬‬
‫وللسّياطِ َبضَعَهْ‬
‫ضعَه أَي قطَع منه‬ ‫ضعٌ إِذا مَ ّر بشيء ب َ‬ ‫قال الَصمعي‪ :‬يقال سَْيفٌ با ِ‬
‫ضعُ كلّ شيء يق َطعُه؛ وقال‪:‬‬ ‫َبضْعة‪ ،‬وقيل‪ :‬يَْب َ‬
‫ضعْ‬‫سب َ‬‫مِثْ ِل قُدامى الّنسْ ِر ما مَ ّ‬
‫وقول َأوْس بن َحجَر يصف قوسا‪:‬‬
‫ومَْبضُوعة م ْن رْأسِ فَ ْرعٍ شَظِيّة‬
‫يعن قَوسا بضَعها أَي قطعَها‪.‬‬
‫ضعُ ف الِبل‪ :‬مثل الدّلّل ف الدّور‬ ‫والبا ِ‬
‫(* أَي انا تمل بضائع‬
‫القوم وتلبها‪ ).‬والباضِع ُة من الشّجاج‪ :‬الت َتقْطع اللد وَتشُقّ‬
‫ضعُه بعد اللد وُت ْدمِي إِل أَنه ل يسيل الدم‪ ،‬فإِن سال فهي‬ ‫اللحم تَْب َ‬
‫الدّامِيةُ‪ ،‬وبعد الباضِعة الُتلحِمةُ‪ ،‬وقد ذكرت الباضعة ف الديث‪.‬‬
‫ضعْتُ الُ ْرحَ‪َ :‬شقَقْتُه‪.‬‬ ‫وَب َ‬
‫ضعُ‪ :‬ا ِلشْرَطُ‪ ،‬وهو ما يُْبضَعُ به العِرْق والَدِي‪.‬‬ ‫والِْب َ‬
‫ي وامْتل‪:‬‬‫ضعُ ُبضُوعا وَبضْعا‪ :‬رَوِ َ‬ ‫ضعَ من الاء وبه يَْب َ‬ ‫وَب َ‬
‫ضعُ؟‬‫وأَْبضَعن الاءُ‪َ :‬أرْوان‪ .‬وف الثل‪ :‬حت مت َتكْ َرعُ ول تَْب َ‬
‫ضعْتُه إِذا َشفَيْتَه‪ ،‬وإِذا شرب‬‫وربا قالوا‪ :‬سأَلن فلن عن مسأَلة فأَْب َ‬
‫ضعٌ وَبضِيع‪َ :‬نمِي‪.‬‬ ‫ضعْت أَْبضَع‪ .‬وماء با ِ‬ ‫حت يَرْوى‪ ،‬قال‪ :‬ب َ‬
‫ضعَه به‪ :‬بَيّن له ما يُنازِعُه حت َيشَْتفِيَ‪ ،‬كائنا‬ ‫وأَْبضَعه بالكلم وَب َ‬
‫ضعُ ُبضُوعا‪َ :‬ف ِهمَ‪ .‬وبضَعَ الكلمَ فانَْبضَعَ‪:‬‬ ‫ما كان‪ .‬وبَضع هو يَْب َ‬
‫بيّنَه فتبيّن‪ .‬وَبضَع من صاحبه يَْبضَع بُضوعا إذا أَمره بشيء فلم‬
‫يأَْتمِرْ له فسَِئمَ أَن يأْمره بشيء أَيضا‪ ،‬تقول منه‪ :‬بضعت من فلن؛ قال‬
‫الوهري‪ :‬وربا قالوا بضعت من فلن إِذا سَئمْت منه‪ ،‬وهو على التشبيه‪.‬‬
‫ضعُ‪ :‬النّكاح؛ عن ابن السكيت‪ .‬والُباضَعةُ‪ :‬الُجامَعةُ‪ ،‬وهي‬ ‫والُب ْ‬
‫البِضاعُ‪ .‬وف الثل‪ :‬ك ُم َعلّمة ُأمّها البِضاع‪ .‬ويقال‪ :‬ملَك فلن ُبضْع‬
‫فلنة إِذا ملَكَ ُعقْدة نكاحها‪ ،‬وهو كناية عن موضع ال ِغشْيان؛ وابَْتضَعَ‬
‫فلن وبضع إِذا تزوّج‪ .‬والُباضعة‪ :‬الُباشرة؛ ومنه الديث‪ :‬وُبضْعهُ‬
‫أَهلَه صَدقةٌ أَي مُباشَرته‪ .‬وورد ف حديث أَب ذر‪ ،‬رضي ال عنه‪:‬‬
‫وَبضِيعَتُه أَهلَه صدقةٌ‪ ،‬وهو منه أَيضا‪ .‬وَبضَع الرأَ َة َبضْعا وباضَعها‬
‫مُباضعة وبِضاعا‪ :‬جامَعَها‪ ،‬والسم الُبضْع وجعه بُضوع؛ قال عمرو بن‬
‫معديكرب‪:‬‬
‫وف َك ْعبٍ وإِخْوتِها‪ ،‬كِلبٍ‪،‬‬
‫سَوامي الطّ ْرفِ غالِيةُ البُضوعِ‬
‫ت ُمعْتزّاتٌ‪ .‬وقوله‪ :‬غاليةُ البضوع؛ كن‬ ‫سَوامي الطرف أَي مُتَأبّيا ٌ‬
‫بذلك عن الُهور اللوات يُوصَل با إِليهن؛ وقال آخر‪:‬‬
‫ت ِبلَيْلٍ‬
‫عَله بضَرْبةٍ َبعََث ْ‬
‫نوائحَه‪ ،‬وَأرْ َخصَتِ الُبضُوعا‬
‫ضعُ‪َ :‬مهْرُ الرأَة‪ .‬والبُضْع‪ :‬الطلق‪ .‬والبُضْع‪ِ :‬ملْك ال َوِليّ‬ ‫والُب ْ‬
‫للمرأَة‪ ،‬قال الَزهري‪ :‬واختلف الناس ف البُضع فقال قوم‪ :‬هو الفَرج‪،‬‬
‫وقال قوم‪ :‬هو الِماع‪ ،‬وقد قيل‪ :‬هو َعقْد النكاح‪ .‬وف الديث‪ :‬عَتَقَ‬
‫ضعُكِ فاخْتارِي أَي صار فرجُك بالعِتق حُرّا فاختارِي الثّباتَ على زوجك‬ ‫ُب ْ‬
‫أَو مُفا َرقَته‪ .‬وف الديث عن أَب أُمامةَ‪ :‬أَن رسول ال‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬أَمر بللً فنادَى ف الناس يوم صَبّحَ خَْيبَر‪ :‬أَل مَن‬
‫أَصاب حُبْلى فل َيقْرَبَنّها فِإنّ الُبضْ َع يَزيد ف السمع والبصَر‬
‫ع غيه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫أَي الماع؛ قال الَزهري‪ :‬هذا مثل قوله ل يَسقِي ماؤه زر َ‬
‫ومنه قول عائشةَ ف الديث‪ :‬وله َحصّنَنِي ربّي من كل ُبضْع؛ َتعْن‬
‫النّب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬من كل بُضع‪ :‬من كل نكاح‪ ،‬وكان تزوّجها ِبكْرا من‬
‫ضعَت الرأَةَ إِذا زوّجتها مثل أَنكحْت‪ .‬وف الديث‪:‬‬ ‫بي نسائه‪ .‬وأَْب َ‬
‫ُتسْت ْأمَرُ النساء ف إِبْضاعِهن أَي ف إِنكاحهنّ؛ قال ابن الَثي‪:‬‬
‫السْتِبْضاع نوع من نكاح الاهلية‪ ،‬وهو اسِْتفْعال من البُضع الماع‪،‬‬
‫وذلك أَن تطلب الرأَةُ جِماع الرجل لتنال منه الولد فقط‪ ،‬كان الرجل منهم‬
‫يقول َلمَته أَو امرأَته‪ :‬أَرسلي إِل فلن فاسْتَْبضِعي منه‪ ،‬ويعتزلا‬
‫ي حلها من ذلك الرجل‪ ،‬وإِنا يفعل ذلك رَغْبة ف‬ ‫فل َيسّها حت يتب َ‬
‫نَجابة الولد‪ .‬ومنه الديث‪ :‬أَن عبد ال أَبا النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫ضعَ منها‪ .‬وف حديث َخدِيةَ‪ ،‬رضي‬ ‫مرّ بامرأَة فدعته إِل أَن َيسْتَْب ِ‬
‫ال عنها‪ :‬لا تزوجها النب‪ ،‬صلى ال عليها وسلم‪ ،‬دخل عليها عمرو بن‬
‫ع أَنفه؛ يريد هذا ال ُكفْ ُء الذي‬ ‫أُسيد‪ ،‬فلما رآه قال‪ :‬هذا البُضع ل يُقرَ ُ‬
‫ل ُيرَدّ نِكاحه ول يُرْغَب عنه‪ ،‬وأَصل ذلك ف الِبل َأ ّن الفَحل‬
‫الَجي إِذا أَراد أَن يضرب كرائم الِبل قَرَعُوا أَنفه بعصا أَو غيها‬
‫ليَرَْتدّ عنها ويتركها‪.‬‬
‫والبِضاعةُ‪ :‬القِطْعة من الال‪ ،‬وقيل‪ :‬اليسي منه‪ .‬والبضاعة‪ :‬ما‬
‫َح ّم ْلتَ آخَ َر بَْيعَه وإِدارَتَه‪ .‬والبِضاعةُ‪ :‬طائفةٌ من مالك تَْبعَثُها‬
‫للتجارة‪ .‬وأَبْضعه البِضاعَة‪ :‬أَعطاه إِيّاها‪.‬وابَْتضَع منه‪ :‬أَخذ‪ ،‬والسم‬
‫البِضاعُ كالقِراض‪ .‬وأَْبضَع الشيء واسْتَبْضعه‪ :‬جعله بِضاعَتَه‪ ،‬وف‬
‫الثل‪ :‬ك ُمسْتَبْضِع التمر إِل َهجَرَ‪ ،‬وذلك َأنّ هجر معدِنُ التمر؛ قال‬
‫خارجة بن ضِرارٍ‪:‬‬
‫شعْرَ َنحْونَا‪،‬‬‫ك ال ّ‬‫فإِنّكَ‪ ،‬واسْتِبْضاعَ َ‬
‫ضعٍ َتمْرا إِل أَهْلِ خَْيبَرا‬
‫ك َمسْتَْب ِ‬
‫وإِنا ُعدّي بإِل لَنه ف معن حامل‪ .‬وف التنيل‪ :‬وجئنا ببِضاعةٍ‬
‫سلْعةُ‪ ،‬وأَصلها القِطْعة من الال الذي ُيّتجَر‬ ‫مُزْجاةٍ؛ البِضاعة‪ :‬ال ّ‬
‫فيه‪ ،‬وأصلها من الَبضْع وهو القَطْع‪ ،‬وقيل‪ :‬البِضاعة جُزء من أَجزاء‬
‫ضعْت‬‫الال‪ ،‬وتقول‪ :‬هو شَرِيكي وبَضِيعي‪ ،‬وهم شُركائي وبُضعائي‪ ،‬وتقول‪ :‬أْب َ‬
‫بِضاعة للبيع‪ ،‬كائنة ما كانت‪ .‬وف الديث‪ :‬الدِينةُ كالكِي تَْنفِي‬
‫ضعْتُه بِضاعةً‬ ‫َخبَثَها وتُْبضِ ُع طِيبَها؛ ذكره الزمشري وقال‪ :‬هو من أَْب َ‬
‫إِذا دفعتها إِليه؛ يعن َأنّ الدينة تُعطِي طِيبَها ساكِنيها‪،‬‬
‫والشهور تَنْصع‪ ،‬بالنون والصاد‪ ،‬وقد روي بالضاد والاء العجمتي وبالاء‬
‫الهملة‪ ،‬من الّنضْخ والّنضْح وهو رش الاء‪.‬‬
‫ضعُ‪ ،‬بالفتح والكسر‪ :‬ما بي الثلث إِل العشر‪ ،‬وبالاء‬ ‫والَبضْع والِب ْ‬
‫من الثلثة إِل العشرة يضاف إِل ما تضاف إِليه الحاد لَنه قِطْعة من‬
‫ضعِ سني‪ ،‬وتُبن مع العشرة كما تُبن سائر‬ ‫العدد كقوله تعال‪ :‬ف ِب ْ‬
‫ل وبضْع عشْرةَ‬ ‫الحاد وذلك من ثلثة إِل تسعة فيقال‪ِ :‬بضْعةَ عَش َر رجُ ً‬
‫جارية؛ قال ابن سيده‪ :‬ول نسمع بضعة عشر ول بضع عشرة ول يتنع ذلك‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬البضع من الثلث إِل التسع‪ ،‬وقيل من أَربع إِل تسع‪ ،‬وف التنيل‪:‬‬
‫فلَبث ف السجْنِ ِبضْع سني؛ قال الفراء‪ :‬الِبضْع ما بي الثلثة إِل ما‬
‫دون العشرة؛ وقال شر‪ :‬البضع ل يكون أَقل من ثلثة ول أَكثر من عشرة‪،‬‬
‫وقال أَبو زيد‪ :‬أَقمت عنده ِبضْع سني‪ ،‬وقال بعضهم‪َ :‬بضْع سني‪ ،‬وقال أَبو‬
‫عبيدة‪ :‬البِضع ما ل يبلغ ال ِعقْد ول نصفه؛ يريد ما بي الواحد إِل‬
‫أَربعة‪ .‬ويقال‪ :‬البضع سبعة‪ ،‬وإِذا جاوزت لفظ العشر ذهب البضع‪ ،‬ل تقول‪ :‬بضع‬
‫ل وله بضع وعشرون امرأَة‪.‬‬ ‫وعشرون‪ .‬وقال أَبو زيد‪ :‬يقال له بضع وعشرون رج ً‬
‫قال ابن بري‪ :‬وحكي عن الفراء ف قوله بضع سني أَن البضع ل ُيذْكر إِل‬
‫مع العشر والعشرين إِل التسعي ول يقال فيما بعد ذلك؛ يعن أَنه يقال‬
‫مائة ونَيّف؛ وأَنشد أَبو َتمّام ف باب الِجاء من الَماسة لبعض‬
‫العرب‪:‬أَقولُ حِي َأرَى َكعْبا وِلحْيَتَه‪:‬‬
‫ضعٍ وسِّتيِ‪،‬‬ ‫ل بارك ال ف ِب ْ‬
‫سبٍ‪،‬‬ ‫من السّني َتمَلّها بل َح َ‬
‫ول حَيا ٍء ول َقدْرٍ ول دِينِ‬
‫وقد جاء ف الديث‪ِ :‬بضْعا وثلثي ملَكا‪ .‬وف الديث‪ :‬صل ُة الماعةِ‬
‫ضعٌ من الليل أَي‬ ‫َت ْفضُل صلةَ الواحد بِِبضْع وعشرين دَرجةً‪ .‬وم ّر ِب ْ‬
‫وقت؛ عن اللحيانب‪.‬‬
‫ضعُ‪.‬‬‫ق بَوا ِ‬ ‫والباضعةُ‪ :‬قِطعة من الغنم انقطعت عنها‪ ،‬تقول فِرْ ٌ‬
‫وتََبضّع الشيءُ‪ :‬سالَ‪ ،‬يقال‪ :‬جَْبهَتُه تَْبضَع وتَتََبضّع أَي‬
‫َتسِيل عرقا؛ وأَنشد لَب ذؤيب‪:‬‬
‫تأْبَى ِب ِدرّتِها‪ ،‬إِذا اسُْت ْغضِبَت‪،‬‬
‫لمِيمَ‪ ،‬فإِنه يَتََبضّعُ‬
‫إِلّ ا َ‬
‫(* راجع هذا البيت وشرحه ف أول هذه الادة)‬
‫يَتبضّع‪ :‬يَتفتّ ُح بالعَرَق وَيسِي ُل مُتقطّعا‪ ،‬وكان أَبو ذؤيب ل‬
‫صفِ اليل‪ ،‬وظنّ َأنّ هذا ما توصف به؛ قال ابن بري‪ :‬يقول‬ ‫ُيجِيد ف و ْ‬
‫تأْبَى هذه الفرس أَن َت ِدرّ لك با عندها من َجرْي إِذا ا ْسَتغْضَبْتها‬
‫لَن الفرس الَوا َد إِذا أَعطاك ما عنده من الرْي َعفْوا فأَكرهْته على‬
‫الزيادة حلته عزّة النفْس على ترك ال َعدْو‪ ،‬يقول‪ :‬هذه تأْب بدرّتا‬
‫عند إِكْراهها ول تأْب العَرَق‪ ،‬ووقع ف نسخة ابن القطّاع‪ :‬إِذا ما‬
‫لمَرِ‬
‫اسُتضْغِبت‪ ،‬وفسره بفُزّعَت لَن الضاغب هو الذي َيخْتَِبئُ ف ا َ‬
‫لُيفَزّعَ بثل صوت الَسد‪ ،‬والضّغابُ صوت ا َلرْنب‪.‬‬
‫والَبضِيعُ‪ :‬العَ َرقُ‪ ،‬والبَضيعُ‪ :‬البحر‪ ،‬والَبضِيعُ‪ :‬الَزِير ُة ف‬
‫البحر‪ ،‬وقد غلب على بعضها؛ قال ساعدة ابن ُجؤَيّةَ الذل‪:‬‬
‫سا ٍد تَج ّرمَ ف الَبضِي ِع ثَمانِيا‪،‬‬
‫َيلْوي بعَيْقاتِ البِحا ِر وُيجَْنبُ‬
‫(* قوله «ينب» هو بصيغة البن للمفعول وتقدم ضبطه ف مادة سأد بفتح‬
‫الياء‪).‬‬
‫ساد مقلوب من ا ِلسْآدِ وهو سَيْرُ الليل‪ .‬تَ ّر َم ف الَبضِيعِ أَي‬
‫أَقام ف الزيرة‪ ،‬وقيل‪ :‬ترّم أَي قَطعَ ثان ليال ل َيبْرَح مكانَه‪،‬‬
‫ويقال للذي ُيصْبح حيث َأمْسى ول يبح مكانه سادٍ‪ ،‬وأَصله من السّدَى‬
‫وهو ا ُل ْهمَلُ وهذا الصحيح‪ .‬والعَيْقةُ‪ :‬ساحل البحر‪َ ،‬ي ْلوِي بَعيقات أَي‬
‫يذهب با ف ساحل البحر‪ .‬وُيجَْنبُ أَي َتصِيبه الَنُوب؛ وقال القتيب‬
‫ف قول أَب خِراش الذل‪:‬‬
‫فلمّا رأَيْنَ الشمْسَ صارت كأَنا‪،‬‬
‫ُفوَيْقَ الَبضِيعِ ف الشّعاعِ‪َ ،‬خمِيلُ‬
‫قال‪ :‬الَبضِيعُ جزيرة من جزائر البحر‪ ،‬يقول‪ :‬لا هّت با َلغِيب رأَينَ‬
‫لمِيلِ وهو القَطِيفة‪ .‬والبُضَيعُ مصغّر‪ :‬مكان ف‬ ‫شُعاعَها مثل ا َ‬
‫البحر؛ وهو ف شعر حسّان بن ثابت ف قوله‪:‬‬
‫َأسََأْلتَ َر ْسمَ الدارِ َأمْ ل َتسْأَلِ‬
‫ح ْومَلِ‬
‫بَيْ َن الَواب‪ ،‬فالُبضَْيعِ ف َ‬
‫قال الَثرم‪ :‬وقيل هو الُبصَْيعُ‪ ،‬بالصاد غي العجمة‪ ،‬قال الَزهري‪:‬‬
‫وقد رأَيته وهو جبل قصي أَسود على تلّ بأَرض البلس ِة فيما بي سيل وذات‬
‫الصّنَمي بالشام من كُورة ِد َمشْق‪ ،‬وقيل‪ :‬هو اسم موضع ول ُيعَيّنْ‪.‬‬
‫ضعُ‪.‬‬‫ضعٌ‪ :‬موا ِ‬ ‫والَبضِيعُ والبُضَْيعُ وبا ِ‬
‫وبئر بُضاعة الت ف الديث‪ ،‬تكسر وتضم‪ ،‬وف الديث‪ :‬أَنه سئل عن بئر‬
‫بُضاعة قال‪ :‬هي بئر معروفة بالدينة‪ ،‬والحفوظ ضم الباء‪ ،‬وأَجاز بعضهم‬
‫كسرها وحكي بالصاد الهملة‪.‬‬
‫وف الديث ذكر أَْبضَعة‪ ،‬وهو مَلِك من كِنْدةَ بوزن َأرْنَبة‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬
‫بالصاد الهملة‪.‬‬
‫وقال البشت‪ :‬مررت بالقوم أَجعي أَبضعي‪ ،‬بالضاد‪ ،‬قال الَزهري‪ :‬وهذا‬
‫تصحيف واضح‪ ،‬قال أَبو اليثم الرازي‪ :‬العرب ُتوَكّد الكلمة بأَربعة‬
‫توَاكِي َد فتقول‪ :‬مررت بالقوم أَجعي أَكتعي أَبصعي أَبتعي‪ ،‬بالصاد‪،‬‬
‫وكذلك روي عن ابن الَعراب قال‪ :‬وهو مأْخوذ من الَبصْع وهو المْع‪.‬‬
‫@بعع‪ :‬البَعاعُ‪ :‬الَهازُ والَتاعُ‪ .‬أَلقى َب َععَه وبَعاعَه أَي ِثقَلَه‬
‫ون ْفسَه‪ ،‬وقيل‪ :‬بَعاعُه مَتاعُه وجَهازُه‪ .‬والبَعاعُ‪ِ :‬ثقَلُ السحاب من‬
‫الاء‪ .‬أَلقتِ السحاب ُة بَعاعَها أَي ماءَها وِثقَ َل مطرِها؛ قال امرؤُ‬
‫القيس‪:‬‬
‫ط بَعاعَه‪،‬‬ ‫صحْراء الغَبِي ِ‬ ‫وأَلقَى ب َ‬
‫خوّلِ‬
‫نُزولَ اليَمان ذي العِيابِ ا ُل َ‬
‫ب يَِبعّ َبعّا وبَعاعا‪َ :‬ألَ ّح ِبمَطَرِه‪ .‬وَبعّ‬ ‫وَبعّ السحا ُ‬
‫الطرُ من السحابِ‪ :‬خرج‪ .‬والبَعاعُ‪ :‬ما ب ّع من الطر؛ قال ابن مقبل يذكر‬
‫الغيث‪:‬‬
‫ج والصّرِيفِ بَعاعَه‪،‬‬ ‫فأَلقَى بشَ ْر ٍ‬
‫ثِقا ٌل رَواياه مِن الُ ْزنِ ُدلّحُ‬
‫والَبعَْبعُ‪ :‬صوت الاء التَدا ِركِ‪ ،‬قال الَزهري‪ :‬كأَنه أَراد حكاية‬
‫صوته إِذا خرج من الِناء ونو ذلك‪ .‬وَبعّ الا َء َبعّا إِذا صَبّه؛‬
‫ومنه الديث‪ :‬أَخذها فبعّها ف البَطْحاء‪ ،‬يعن المر صبّها صبّا‪.‬‬
‫والبَعاعُ‪ :‬شدّة الطر‪ ،‬ومنهم من يَرويها بالثاء الثلثة من َث ّع يَِثعّ‬
‫إِذا َتقَيّأَ أَي ق َذفَها ف البَطْحاء؛ ومنه حديث عليّ‪ ،‬رضي ال عنه‪:‬‬
‫لمْل‪.‬‬ ‫ع ما استقَلّت به من ا ِ‬ ‫أَلقت السحابُ بَعا َ‬
‫ويقال‪ :‬أَتيته ف عَْبعَبِ شبابه وَبعَْبعِ شبابه و ِعهِبّى شبابه‪.‬‬
‫وأَخرجت الَرض بَعاعَها إِذا أَنبتت أَنواع العُشب أَيام الربيع‪.‬‬
‫والبَعاِبعَةُ‪ :‬الصّعالِيكُ الذين ل مال لم ول ضَيْعةَ‪ .‬والبُعّةُ‬
‫من أَولد الِبل‪ :‬الذي يُوَل ُد بي الرَّبعِ والَُبعِ‪.‬‬
‫والَبعْبَعةُ‪ :‬حكاية بعض الَصوات‪ ،‬وقيل‪ :‬هو تَتابُع الكلم ف َعجَلةٍ‪.‬‬
‫ف الّلوْنِ‪ .‬وف حديث أَب موسى‪:‬‬ ‫@بقع‪ :‬الَب َقعُ والبُقْعةُ‪ :‬تَخالُ ُ‬
‫فأَمر لنا ب َذوْذٍ ُب ْق ِع الذّرَى أَي بيض الَسنمة جع أَبْقع‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫الَبقع ما خالَط بياضَه لونٌ آخر‪ .‬وغُراب أَبقع‪ :‬فيه سواد وبياض‪ ،‬ومنهم من‬
‫خص فقال‪ :‬ف صدره بياض‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه أَمر بقتل خس من الدوابّ و َعدّ‬
‫ب الَْب َقعَ‪ ،‬و َكلْب أَْبقَع كذلك‪ .‬وف حديث أَب هريرة‪،‬‬ ‫منها الغُرا َ‬
‫ك أَن َي ْعمَلَ عليكم ُبقْعانُ أَهل الشام أَي‬ ‫رضي ال عنه‪ :‬يُوشِ ُ‬
‫خ َدمُهم وعَبِيدُهم ومالِيكُهم؛ شبّههم لبَياضهم و ُحمْرتم أَو سوادهم بالشيء‬
‫الَْبقَع يعن بذلك الرّوم والسّودان‪ .‬وقال‪ :‬الَبقْعاء الت اختلطَ‬
‫بياضها وسوادها فل ُيدْرَى أَيّهما أَكثر‪ ،‬وقيل‪ُ :‬سمّوا بذلك لختلط‬
‫ض والصّفرة؛ وقال أَبو عبيد‪ :‬أَراد‬ ‫أَلوانم فِإنّ الغالب عليها البيا ُ‬
‫البياض َلنّ خدم الشام إِنا هم الروم والصّقالِية فسماهم ُبقْعانا‬
‫للبياض‪ ،‬ولذا يقال للغراب أَْب َقعُ إِذا كان فيه بياض‪ ،‬وهو أَخَْبثُ ما‬
‫ل لكل خَبِيث؛ وقال غي أَب عبيد‪ :‬أَراد‬ ‫يكون من الغربان‪ ،‬فصار مث ً‬
‫البياض والصفرة‪ ،‬وقيل لم بُقعان لختلف أَلوانم وتَنا ُسلِهم من جنسي؛ وقال‬
‫القُتَيْب‪ :‬البقعان الذين فيهم سواد وبياض‪ ،‬ول يقال لن كان أَبيض من‬
‫غي سواد يالطه أَبْقع‪ ،‬فكيف يَجعل الرومَ بقعانا وهم بَيض ُخلّص؟‬
‫قال‪ :‬وُأرَى أَبا هريرة أَراد أَن العرب تَْنكِحُ إِماءَ الرّوم فتُست ْعمَل‬
‫عليكم أَول ُد الِماء‪ ،‬وهم من بَن العرب وهم سُود ومن بن الروم وهم‬
‫بِيض‪ ،‬ول تكن العرب قبل ذلك تَنكِح الرّوم إِنا كان إِماؤُها سُودانا‪،‬‬
‫والعرب تقول‪ :‬أَتان الَسود والَحر؛ يريدون العرب والعجم‪ ،‬ول يرد‬
‫َأنّ أَولد الِماء من العرب ُبقْع كُب ْقعِ الغِربانِ‪ ،‬وأَراد أَنم‬
‫أَخذوا من سواد الباء وبياض ا ُلمّهات‪ .‬ابن الَعراب يقال للَبرص الَبقع‬
‫صلَخ والَعْرَم وا ُلَل ّمعُ وا َل ْذمَلُ‪،‬‬ ‫وا َل ْسلَع وا َل ْقشَر والَ ْ‬
‫والمع ُبقْع‪.‬‬
‫والَب َقعُ ف الطي والكلب‪ :‬بنلة الَبلَقِ ف الدوابّ؛ وقول الَخطل‪:‬‬
‫ضبّ وابنَ العَيْرِ‪ ،‬والباقِع الذي‬ ‫ُكلُوا ال ّ‬
‫س الليلَ بيَ الَقابِرِ‬‫ت َيعُ ّ‬‫يَبِي ُ‬
‫قيل‪ :‬الباِق ُع الضّبُع‪ ،‬وقيل الغراب‪ ،‬وقيل كَلب أَبْقع‪ ،‬ك ّل ذلك قد‬
‫ت بيتَ الَخطل‪،‬‬ ‫قيل‪ ،‬وقال ابن بري‪ :‬الباِقعُ الظّرِبانُ‪ ،‬وأَورد هذا البي َ‬
‫وقالوا للضبع باقِع‪ ،‬ويقال للغراب أَبْقع‪ ،‬وجعه ُبقْعان لختلف لونه‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬تَشاتَما فتَقاذَفا با أَبقى ابن ُبقَْيعٍ‪ ،‬قال‪ :‬وابن ُبقَيْع‬
‫ب لتَلوّنه؛ قال‪:‬‬ ‫الكلب وما أَبقى من الِيفة‪ .‬والَبقعُ‪ :‬السّرا ُ‬
‫صحْب‬ ‫وأَْبقَع قد َأرَ ْغتُ به ِل َ‬
‫َمقِيلً‪ ،‬والَطايا ف بُراها‬
‫ش َملْها‪ .‬وعام أَْبقَع‪:‬‬ ‫وَبقّع الط ُر ف مواضع من الَرض‪ :‬ل َي ْ‬
‫َبقّع فيه الطر‪ .‬وف الَرض ُبقَع من نَبْت أَي نَُبذٌ؛ حكاه أَبو حنيفة‪.‬‬
‫وأَرض بقِعة‪ :‬فيها ُبقَع من الَراد‪ .‬وأَرض َبقِعة‪ :‬نبتها مُتَقطع‪ .‬وسَنة‬
‫جدِبة‪ ،‬ويقال فيها ِخصْب و َجدْب‪.‬‬ ‫َبقْعاء أَي ُم ْ‬
‫وُب ِقعَ الرجل‪ :‬إِذا رُميَ بكلم قَبِيح أَو ُبهْتان‪ ،‬وُبقِع بقَبِيح‪:‬‬
‫ُفحِشَ عليه‪.‬‬
‫ق ُيصِيب الِنسانَ فَيبْيَضّ‬ ‫ويقال‪ :‬عليه خُرْ ُء بِقاع‪ ،‬وهو العَرَ ُ‬
‫ع وبِقاعَ يا‬ ‫ع وبِقا ٍ‬ ‫على جلده شبه ُل َمعٍ‪ .‬أَبو زيد‪ :‬أَصابه خُرء بَقا ِ‬
‫ق فيبقى لُ َم ٌع من ذلك على‬ ‫فت‪ ،‬مصروف وغي مصروف‪ ،‬وهو أَن يصيبه غبار وعرَ ٌ‬
‫جسده‪ .‬قال‪ :‬وأَرادوا ببقاع أَرضا‪ .‬وف حديث أَب هريرة رضي ال عنه‪:‬‬
‫ضأَ؛ يريد به مواضع ف رجليه ل‬ ‫ل مُبَقّع الرجلي وقد توَ ّ‬ ‫أَنه رأَى رج ً‬
‫ُيصِبها الاء فحالف لونُها لو َن ما أَصابه الاء‪ .‬وف حديث عائشة‪ :‬إِن‬
‫لَرى ُب َقعَ الغسل ف ثوبه؛ جع ُبقْعة‪ .‬وإِذا انْتَضح الاء على بدن‬
‫ا ُلسْتَقِي من الرّكيّ ِة على ال َعلَقِ فابتَلّ مواض ُع من جسده قيل‪ :‬قد‬
‫َب ّقعَ‪ ،‬ومنه قيل للسّقاة‪ُ :‬ب ْقعٌ؛ وأَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫ُكفُوا سَنِتِي با َلسْيافِ ُبقْعا‪،‬‬
‫على ِتلْكَ الِفا ِر مِنَ الّن ِفيّ‬
‫السِّنتُ‪ :‬الذي أَصابته السنة‪ ،‬والّن ِفيّ‪ :‬الاء الذي يَنْتضِحُ‬
‫عليه‪.‬الَبقْعةُ والبُقْعةُ‪ ،‬والضم أَعْلى‪ :‬قِطْعة من الَرض على غي هيئة‬
‫الت بَنبها‪ ،‬والمع ُبقَع وبِقاع‪.‬‬
‫والبَقيعُ‪ :‬موضع فيه َأرُوم شجر من ضُروب شَتّى‪ ،‬وبه سى َبقِيع‬
‫الغَرْقد‪ ،‬وقد ورد ف الديث‪ ،‬وهي َمقْبَرَةٌ بالدينة‪ ،‬والغَ ْرَقدُ‪ :‬شجر له‬
‫شوك كان ينبت هناك فذهب وبقي السم لزما للموضع‪ .‬والَبقِيعُ من الَرض‬
‫الكان التسع ول يسمّى َبقِيعا إِل وفيه شجر‪.‬‬
‫وما أَدري أَين َس َقعَ وَب َقعَ أَي أَين ذهب كأَنه قال إِل أَي ُبقْعة‬
‫لحْد‪ .‬وانَْبقَع فلن انْبِقاعا‬‫من البقاع ذهب‪ ،‬ل يُستعمل إِل ف ا َ‬
‫إِذا ذهب ُمسْرِعا وعَدا‪ ،‬قال ابن أَحر‪:‬‬
‫كالّثعَْلبِ الرّائحِ ا َلمْطُورِ صُْبغَتُه‪،‬‬
‫شَلّ الَوامِ ُل منه‪ ،‬كيف يَنَْب ِقعُ؟‬
‫شلّ الوامل منه دعاء عليه‪ ،‬أَي َتشَلّ قوائمه‪.‬‬
‫وتَِبعَتْهم الداهية أَصابَتْهم‪ .‬والباقِعة‪ :‬الداهيةُ‪ ،‬والباقعة‪ :‬الرجل‬
‫الداهية‪ .‬ورجل باقِعةٌ‪ :‬ذو دَ ْهيٍ‪ .‬ويقال‪ :‬ما فلن ِإلّ باقِعةٌ من‬
‫ع الَرض وكثرة تَْنقِيبه ف البلد‬ ‫البَواقِع؛ سي باقعة لُلوله بِقا َ‬
‫ومعرفته با‪ ،‬فشُبّه الرجل البصي بالُمور الكثيُ البحث عنها ا ُلجَرّبُ‬
‫لا به‪ ،‬والاء دخلت ف نعت الرجل للمبالغة ف صفته‪ ،‬قالوا‪ :‬رجل داهيةٌ‬
‫ل ِذرُ إِذا شرب الاء نظر‬ ‫و َعلّمة ونسّابة‪ .‬والباقعة‪ :‬الطائر ا َ‬
‫َيمْنَ ًة وَيسْرَة‪ .‬قال ابن الَنباري ف قولم فلن باقِعةٌ‪ :‬معناه َحذِر‬
‫لذِر ا ُلحْتال الذي يشرب الاء‬ ‫مُحتال حاذق‪ .‬والباقِعة عند العرب‪ :‬الطائر ا َ‬
‫من البقاع‪ ،‬والبقاع مواضع َيسْتَْنقِعُ فيها الاء‪ ،‬ول يَرِ ُد‬
‫حضُورة خوفا من أَن ُيحْتا َل عليه فيُصاد ث شُبّه‬ ‫ع والِياهَ ا َل ْ‬‫الَشارِ َ‬
‫به كلّ َحذِ ٍر ُمحْتال‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫ب على باقِعةٍ؛ هو‬ ‫ت من الَعْرا ِ‬ ‫وسلم‪،‬قال لَب بكر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬لقد عََثرْ َ‬
‫من ذلك؛ وذكر الَروِيّ أَن عليّا‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬هو القائل ذلك لَب‬
‫بكر؛ ومنه الديث‪ :‬ففاَتحْتُه فإِذا هو باقِعةٌ أَي ذَ ِك ّي عارِفٌ ل‬
‫َيفُوتُه شيء‪ .‬وجارية ُبقَعةٌ‪ :‬كقُبَعة‪.‬‬
‫ت الَصى الصّغار‪ .‬وهارِبةُ‬ ‫والَبقْعاء من الَرض‪ :‬الَعزاء ذا ُ‬
‫الَبقْعاء‪ :‬بَطن من العرب‪ .‬وَبقْعاء‪ :‬موضع مَعرِفة‪ ،‬ل يدخلها الَلف واللم‪،‬‬
‫وقيل‪َ :‬بقْعاء اسم بلد‪ ،‬وف التهذيب‪َ :‬بقْعاء قرية من قرى اليمامة؛ ومنه‬
‫قوله‪:‬‬
‫ولكنّي أَتانِي َأ ّن َيحْيَى‬
‫يُقالُ‪ :‬عليه ف َبقْعاء شَرّ‬
‫وكان اّت ِهمَ بامرأَة تسكن هذه القرية‪ .‬وَبقْعاء الَسالِح‪ :‬موضع آخر‬
‫ذكره ابن مقبل ف شعره‪ .‬وف الديث ذكر ُب ْقعٍ‪ ،‬بضم الباء وسكون القاف‪:‬‬
‫اسم بئر بالدينة وموضع بالشام من ديار َكلْب‪ ،‬به استقرّ طلْحةُ‬
‫(* قوله‬
‫«طلحة» كذا ف الصل هنا والنهاية أيضا‪ ،‬والذي ف معجم ياقوت والقاموس‬
‫طليحة بالتصغي‪ ،‬بل ذكره الؤلف كذلك ف مادة طلح‪ ).‬بن ُخوَْيلِد‬
‫ب يومَ بُزاخةَ‪.‬‬‫الَسدِيّ لا هرَ َ‬
‫وقالوا‪َ :‬يجْرِي ُبقَْيعٌ وُي َذمّ؛ عن ابن الَعراب‪ ،‬والَعرف‬
‫ُبلَيْق‪ ،‬يقال هذا للرجل ُيعِينُك بقليل ما يقدر عليه وهو على ذلك ُي َذمّ‪.‬‬
‫وابُْتقِ ُع لونُه وانُْتقِع وامُْتقِع بعنً واحد‪.‬‬
‫وف حديث الَجاج‪ :‬رأَيت قوما ُبقْعا‪ .‬قيل‪ :‬ما الُبقْع؟ قال‪ :‬رّقعُوا‬
‫ثيابم من سوء الال‪ ،‬شبه الثياب الُ َرقّعة بَلوْن الَبقع‪.‬‬
‫@بكع‪ :‬الَب ْكعُ‪ :‬القطْع والضرب الُتتابع الشديد ف مواض َع متفرّقة من‬
‫السد‪ .‬ورجل أَْب َكعُ إِذا كان أَقطع؛ أَورد الَزهري هنا ما صورته؛ قال‬
‫ذو الرمة‪:‬‬
‫تَ َر ْكتُ لُصوصَ ا ِلصْر من بي ُمقْعَصٍ‬
‫صَرِيعٍ‪ ،‬و َمكْبُوع الكَراسِي ِع بارِك‬
‫وكان قد استشهد بذا البيت ف ترجة كبع ورأَيتُه على هذه الصّورَة‬
‫ويتاجُ ال التّثَّبتِ ف تسطيه‪ :‬هل هو مكبوع ووقع سهوا أَو هو مبكوع‪،‬‬
‫وغلط الناسخ فيه لَن الترجة متقاربة فجرى قلمه به لقرب عهده بكتابته‬
‫على هذه الصورة ف كبع‪ ،‬وَب َكعَه بالسيف والعَصا وَب ّكعَه‪ :‬ق ّطعَه‪.‬‬
‫وب ّكعَه وَب َكعَه َبكْعا‪ :‬استقبله با يكره وَبكّته‪ .‬وف حديث أَب موسى‪:‬‬
‫قال له رجل‪ :‬ما قلت هذه الكلمة ولقد َخشِيتُ أَن تَْب َكعَن با؛‬
‫الَب ْكعُ والتْبكِيتُ أَن َتسَْتقْبِلَ الرجلَ با يكره‪ .‬ومنه حديث أَب َبكْرة‬
‫ومعاوية‪ ،‬رضي ال عنهما‪ :‬فَب َكعَه با فَ ُزخّ ف َأقْفائنا؛ والَب ْكعُ‪:‬‬
‫الضرب بالسيف‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬فبكَعه بالسيف أَي ضرَبه‬
‫ضَرْبا مُتتابعا‪ .‬وقال شر‪َ :‬بكّعه تَْبكِيعا إَذا واجَهه بالسيف‬
‫والكلم‪ .‬قال ابن بري‪ :‬الب ْكعُ الُملة‪ ،‬يقال‪ :‬أَعطاهم الا َل َبكْعا ل‬
‫ل ْلفَزةُ‪ ،‬وتيم تقول‪ :‬ما أَدري أَين َب َكعَ‪ ،‬بعن‬ ‫نُجوما‪ ،‬قال‪ :‬ومثله ا َ‬
‫أَين َب َقعَ‪.‬‬
‫@بلع‪َ :‬بلِع الشي َء َبلْعا وابَْتلَعَه وتََبلّعه وس َرطَه سَرْطا‪:‬‬
‫صلُح رفِيقا مَن ل‬ ‫َجرَعَه‪ ،‬عن ابن الَعراب‪ .‬وف الثل‪ :‬ل َي ْ‬
‫يَبَْتِل ْع رِيقا‪ .‬والُبلْعةُ من الشراب‪ :‬كالُرْعةِ‪ .‬والبَلُوع‪ :‬الشّراب‪.‬‬
‫وَبِلعَ الطعامَ وابَْتَلعَه‪ :‬ل َي ْمضَغْه‪ ،‬وأَْبَلعَه غيه‪.‬‬
‫والَْبَلعُ والُبلْعُم والبُ ْلعُومُ‪ ،‬كلّه‪َ :‬مجْرى الطعامِ وموضع‬
‫للْق‪ ،‬وإِن شئت قلت‪ :‬ان الُب ْلعُم والُبلْعُومَ‬ ‫ع من ا َ‬
‫البْتِل ِ‬
‫رباعي‪.‬ورجل ُبَلعٌ ومِْبلَ ٌع وُبلَعةٌ إِذا كان كثي الَكل‪ .‬وقال ابن‬
‫الَعراب‪ :‬الَب ْولَعُ الكثي الَكل‪.‬‬
‫والبالُوعة والَبلّوعةُ‪ ،‬لغتان‪ :‬بئر تفر ف وسط الدار وُيضَيّقُ‬
‫رأْسها يري فيها الطر‪ ،‬وف الصحاح‪:‬ثقب ف وسط الدار‪ ،‬والمع البَللِيعُ‪،‬‬
‫وبالُوعة لغة أَهل البصرة‪.‬‬
‫ورجل َب ْلعٌ‪ :‬كأَنه يَبَْتِلعُ الكلم‪.‬‬
‫والُبلَعةُ‪َ :‬سمّ البكرة وَثقْبها الذي ف قامتها‪ ،‬وجعها ُبَلعٌ‪.‬‬
‫وَبلّع فيه الشيبُ تَبلِيعا‪ :‬بدا وظهر‪ ،‬وقيل كثُر‪ ،‬ويقال ذلك للِنسان‬
‫َأوّل ما يظهر فيه الشيْب؛ فأَما قول حسان‪:‬‬
‫ص َدفَت‪،‬‬‫َلمّا رأَتْن ُأمّ َعمْروٍ َ‬
‫ح َفتْ‬
‫قد َبلّعَت ب ُذرْأَةٌ فَأْل َ‬
‫فإِنا عدّاه بقوله ب لَنه ف معن قد أَ ّلتْ‪ ،‬أَو أَراد فّ فوضع‬
‫ب مكانا للوزن حي ل يستقم له أَن يقول فّ‪ .‬وتََبلّع فيه الشْيبُ‪:‬‬
‫كَبلّع‪ ،‬فهما لغتان؛ عن ابن الَعراب‪.‬‬
‫و َس ْعدُ ُبَلعَ‪ :‬من منازل القمر وها كوكبان مُتقارِبان مُعْترضان‬
‫خفيّان‪ ،‬زعموا أَنه طلع لا قال ال تعال للَرض‪ :‬يا أَرضُ اْبَلعِي ماءك‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬إنه سي ُبلَغ لَنه كأَنه لقرب صاحبه منه يكادُ يْبَلعُه يعن‬
‫الكوكب الذي معه‪.‬‬
‫وبنو ُبَلعَ‪ :‬بُطَيْ ٌن من قُضاعة‪ .‬وُبلَع‪ :‬اسم موضع؛ قال الراعي‪:‬‬
‫بل ما تذكّر من هِْندٍ‪ ،‬إِذا احَْتجَبَت‬
‫بابَْنيْ عُوارٍ‪ ،‬وَأمْسَى دُونَها ُبلَعُ‬
‫(* قوله «بل ما تذكر» ف معجم ياقوت ف غب موضع‪ :‬ماذا تذكر‪).‬‬
‫والَُتَبلّع‪ :‬فرس مَزْيدةَ الُحارب‪ .‬وَبلْعاء بن قيس‪ :‬رجل من كُباء‬
‫العرب‪ .‬وَبلْعاء‪ :‬فرس لبن َسدُوس‪ .‬وَبلْعاء أَيضا‪ :‬فرس لَب‬
‫َثعْلبةَ‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬وَبلْعاء اسم فرس‪ ،‬وكذلك ا ُلتََبلّعُ‪.‬‬
‫@بلتع‪ :‬الَبلْتَعة‪ :‬الّتكَيّس والتظَرّف‪ .‬والُتََبلْتِع‪ :‬الذي‬
‫ح ْذلَقُ ف كلمه ويَتدهّى ويتظرّف ويتكيّس وليس عنده شيء‪ .‬ورجُل َبلْتع‬ ‫يَت َ‬
‫ومُتَبلِتعٌ وَبلَْت ِعيّ وَبلْتَعانّ‪ :‬حاذق ظَريف متكلم‪ ،‬والُنثى‬
‫لشْرَم‪:‬‬ ‫بالاء؛ قال ُهدْبة بن ا َ‬
‫ول تَن ِكحِي‪ ،‬إِن فَرّقَ الدهرُ بينَنا‪،‬‬
‫أَ َغ ّم القَفا والوجه ليس بأَنزعا‬
‫ول قُ ْرزُ ًل َوسْطَ الرجالِ جُنادِفا‪،‬‬
‫إِذا ما مشَى أَو قال َقوْ ًل تََبلْتَعا‬
‫وقال ابن الَعراب‪ :‬التَبلْتُع إِعْجاب الرّج ِل بنفْسِه وتصّلفُه؛‬
‫وأَنشد لراع ي ُذ ّم نفسَه وُي َعجّزُها‪:‬‬
‫ارْ َعوْا فِإنّ رِعْيَت لن تَْنفَعا‪،‬‬
‫ل خيْ َر ف الشّيْخِ‪ ،‬وإِن تََبلْتَعا‬
‫والَبلْتَعةُ من النساء‪ :‬السّلِيطةُ الُشاتة الكثيةُ الكلمِ‪ ،‬وذكره‬
‫الَزهري ف الماسي‪.‬‬
‫وَبلْتَعةُ‪ :‬اسم‪ .‬وأَبو َبلْتَعةَ‪ :‬كنية‪ ،‬ومنه حا ِطبُ بن أَب‬
‫َبلْتَعةَ‪.‬‬
‫@بلخع‪َ :‬ب ْلخَع‪ :‬موضع‪.‬‬
‫@بلقع‪ :‬مكان َبلْ َقعٌ‪ :‬خالٍ‪ ،‬وكذلك الُنثى‪ ،‬وقد وصف به المع فقيل‬
‫دِيارٌ َب ْلقَع؛ قال جرير‪:‬‬
‫َحيّوا الَنازِلَ واسَألُوا َأطْللَها‪:‬‬
‫هل َيرْ ِجعُ الَبَ َر الدّيارُ الَبلْ َقعُ؟‬
‫كأَنه وضع الميع موضع الواحد كما قرئ ثلثَمائة سِنِي‪ .‬وأَرض‬
‫بَلِقعُ‪ :‬جعوا لَنم جعلوا كل جزء منها َبلْقَعا؛ قال العارِمُ يصف‬
‫سدّى بلَيْ ٍل يَبْتغِين وصِبْيَت‬ ‫الذئب‪َ:‬ت َ‬
‫لي ْأ ُكلَن‪ ،‬والَرضُ َقفْرٌ بَلِقعُ‬
‫والَب ْل َقعُ والَبلْقَعة‪ :‬الَرض القَفْر الت ل شيء با‪ .‬يقال‪ :‬منل‬
‫َبلْقع ودار َبلْقع‪ ،‬بغي الاء‪ ،‬إِذا كان نعتا‪ ،‬فهو بغي هاء للذكر‬
‫والُنثى‪ ،‬فإِن كان اسا قلت انتهينا إِل َبلْقعة َملْساء؛ قال‪ :‬وكذلك‬
‫القفْر‪ .‬والبَ ْلقَعة‪ :‬الَرض الت ل شجر با تكون ف الرمل وف القِيعان‪.‬‬
‫ع بَلقع وأَرض بلِقعُ‪ .‬ويقال‪ :‬اليمي الفاجرة َت َذرُ الدّيار‬ ‫يقال‪ :‬قا ٌ‬
‫بَلِقعَ‪ .‬وف الديث‪ :‬الَي ِميُ الكاذب ُة تدَع الدّيارَ بلقع‪ ،‬معن‬
‫بَلِقعَ أَن يفتقر الالف ويذهب ما ف بيته من الي والال سِوى ما ذُخِر له‬
‫ف الخرة من الِث‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَن يفرّق ال شله ويغي عليه ما أَوله‬
‫من نعمه‪ .‬والبلِقعُ‪ :‬الت ل شيء فيها؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫فأَصَبحَت دارُ ُهمُ بَلقِعا‬
‫وف الديث‪ :‬فأَصبحت الَرض منّي بَلِقعَ؛ قال ابن الَثي‪ :‬وصفها‬
‫بالميع مبالغة كقولم أَرضٌ سَبا ِسبُ وثوب أَخلقٌ‪ .‬وامرأَة َب ْلقَعٌ‬
‫وَب ْلقَعة‪ :‬خالية من كل خي‪ ،‬وهو من ذلك‪ .‬وف الديث‪ :‬شرّ النساء السّ ْلفَعةُ‬
‫الَب ْل َقعَةُ أَي الالية من كل خي‪.‬‬
‫واْبلَنْ َقعَ الشيء‪ :‬ظهر وخرج؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫فهْي َتشُقّ اللَ أَو تَْبلَْن ِقعُ‬
‫الَزهري‪ :‬الْبلِنْقاع الْنفِراجُ‪ .‬وسهم َب ْل َقعِيّ إِذا كان صاف‬
‫النّصل وكذلك سِنان َب ْلقَ ِعيّ؛ قال الطرمّاح‪:‬‬
‫توَهّ ُن فيه ا َلضْرَحِيّةُ بعدَما‬
‫َمضَتْ فيه أُذْنا َبلْقَعيّ وعامِل‬
‫@بوع‪ :‬الباعُ والَبوْعُ والبُوع‪ :‬مَسافةُ ما بي الكفّيْن إِذا‬
‫بسَطْتهما؛ الَخية ُهذَلية؛ قال أَبو ذؤيب‪:‬‬
‫ل من ثَمانِي قامةً‬ ‫فلو كان حَبْ ً‬
‫وخسي بُوعا‪ ،‬نالَها بالَنامِل‬
‫والمع أَبْواعٌ‪ .‬وف الديث‪ :‬إِذا تقَرّب العبدُ مِنّي َبوْعا أَتيته‬
‫هَرْولة؛ الَبوْعُ والباعُ سواء‪ ،‬وهو َقدْر َمدّ اليدين وما بينهما من‬
‫البدن‪ ،‬وهو ههنا مَثَلٌ لقُرْب أَلطاف ال من العبد إِذا تقرّب إِليه‬
‫بالِخْلصِ والطاعةِ‪.‬‬
‫ع البْ َل يَبُوعُه َبوْعا‪:‬‬
‫ع يَبُوع َبوْعا‪ :‬بسَط باعَه‪ .‬وبا َ‬ ‫وبا َ‬
‫مدّ يديه معه حت صار باعا‪ ،‬وُبعْتُه‪ ،‬وقيل‪ :‬هو َمدّكَه بباعك كما تقول‬
‫شَبَرْتُه من الشّبْر‪ ،‬والعنيانِ مُتقاربان؛ قال ذو الرمة يصف أَرضا‪:‬‬
‫و ُمسْتامة ُتسْتامُ‪ ،‬وهي رَخِيصةٌ‪،‬‬
‫تُباعُ بساحاتِ الَيادي وُتمْسَحُ‬
‫سوْم الذي‬ ‫مَستامة يعن أَرضا َتسُوم فيها الِبل من السي ل من ال ّ‬
‫هو البيع‪ ،‬وتُباعُ أَي َت ُمدّ فيها الِبل أَبواعَها وأَيدِيَها‪،‬‬
‫وُت ْمسَ ُح من ا َلسْ ِح الذي هو القَطْع كقوله تعال‪ :‬فَ َطفِقَ َمسْحا بالسّوق‬
‫والَعناق؛ أَي قَ َطعَها‪ .‬والِبل تَبُوع ف سيها وتَُبوّعُ‪َ :‬ت ُمدّ‬
‫ع ف َمشْيه‪،‬‬ ‫أَبواعَها‪ ،‬وكذلك الظّباء‪ .‬والبائعُ‪ :‬ولد الظْب ِي إِذا با َ‬
‫ع وبوائعُ‪ .‬ومَ ّر يَبُوع ويتَبوّع أَي ُيدّ‬ ‫صفة غالبة‪ ،‬والمع بُو ٌ‬
‫ل ما بي خطْوه‪ .‬والباعُ‪ :‬السّعةُ ف الَكارم‪ ،‬وقد َقصُر باعُه‬ ‫باعَه وي ُ‬
‫عن ذلك‪ :‬ل يسعه‪ ،‬كلّه على الثل‪ ،‬ول يُستعمل الَب ْوعُ هنا‪ .‬وباعَ‬
‫باله يَبُوعُ‪ :‬بسَط به باعَه؛ قال الطرمّاح‪:‬‬
‫لقد ِخ ْفتُ أَن أَلقى الَنايا‪ ،‬ول أَنَلْ‬
‫من الالِ ما َأ ْسمُو به وأَبُوعُ‬
‫ع وقصيُه ف الكَرَم‪ ،‬وهو على‬ ‫ورجل طويل الباعِ أَي السمِ‪ ،‬وطويل البا ِ‬
‫الثل‪ ،‬ول يقال قصي الباع ف السم‪ .‬وجل َبوّاع‪ :‬جسيم‪ .‬وربا عب‬
‫بالباء عن الشرَف والكرم؛ قال العجاج‪:‬‬
‫إِذا الكِرامُ ابَْت َدرُوا الباعَ َب َدرْ‪،‬‬
‫ضيَ البازي إِذا البازِي َكسَرْ‬ ‫َت َق ّ‬
‫وقال حُجر بن خالد‪:‬‬
‫ُندَ ْه ِدقُ َبضْ َع اللحْ ِم للباعِ والنّدى‪،‬‬
‫ضهُم َتغْلي بذَ ّم مَناِقعُهْ‬ ‫وبع ُ‬
‫ع لغتان‪ ،‬ولكنهم‬ ‫وف نسخة‪ :‬مَرا ِجلُه‪ .‬قال الَزهري‪ :‬الَبوْعُ والبا ُ‬
‫يسمون البوْع ف اللقة‪ ،‬فأَما بسْطُ الباع ف الكَرَم ونوه فل يقولون‬
‫ع وهو َبسْطُ الباع ف‬ ‫ع مصدر باع َيبُو ُ‬ ‫إِل كري الباع؛ قال‪ :‬والَبوْ ُ‬
‫ع بن‬
‫الشي‪ ،‬والِبل تَبُوع ف سيها‪ .‬وقال بعض أَهل العربية‪ِ :‬إنّ رِبا َ‬
‫فلن قد ِبعْنَ من البيْع‪ ،‬وقد ُبعْنَ من الَبوْع‪ ،‬فضموا الباء ف البوْع‬
‫وكسروها ف البيْع للفرق بي الفاعل والفعول‪ ،‬أَل ترى أَنك تقول‪ :‬رأَيت‬
‫إِماء ِبعْنَ مَتاعا إِذا كنّ بائعاتٍ‪ ،‬ث تقول‪ :‬رأَيت إماء ُبعْنَ‬
‫إِذا ك ّن مَبِيعات؟ فإِنا ُبيّن الفاعل من الفعول باختلف الركات وكذلك‬
‫من الَبوْع؛ قال الَزهري‪ :‬ومن العرب من يُجري ذوات الياء على الكسر‬
‫صفْنا بكان كذا وكذا أَي أَقمنا‬ ‫وذوات الواو على الضم‪ ،‬سعت العرب تقول‪ِ :‬‬
‫صفْنا أَيضا أَي أَصابَنا مطرُ الصيف‪ ،‬فلم َيفْ ُرقُوا بي‬ ‫به ف الصيف‪ ،‬و ِ‬
‫ِفعْل الفاعِلي وا َلفْعولِي‪ .‬وقال الَصمعي‪ :‬قال أَبو عمرو بن العلء‬
‫سعت ذا الرمة يقول‪ :‬ما رأَيت أَفصح من أَمةِ آل فلن‪ ،‬قلت لا‪ :‬كيف كان‬
‫الطر عندكم؟ فقالت‪ :‬غِثْنا ما شئنا‪ ،‬رواه هكذا بالكسر‪ .‬وروى ابن هانئ‬
‫عن أَب زيد قال‪ :‬يقال للِماء قد ِبعْنَ‪َ ،‬أ َشمّوا الباء شيئا من‬
‫الرفع‪ ،‬وكذلك اليل قد ق ْدنَ والنساء قد ع ْد َن من مرضهن‪َ ،‬أ َشمّوا كل هذا‬
‫شيئا من الرفع نو‪ :‬قد قيل ذلك‪ ،‬وبعضهم يقول‪ :‬قُولَ‪ .‬وباعَ الف َرسُ ف‬
‫َجرْيه أَي أَبعد الَطْو‪ ،‬وكذلك الناقة؛ ومنه قول ِبشْر بن أَب خازم‪:‬‬
‫َف َعدّ طِلبا وَتسَلّ عنها‬
‫بَ ْرفٍ‪ ،‬قد ُتغِيُ إِذا َتبُوعُ‬
‫ويروى‪:‬‬
‫ع هِنْدا وسَلّ النفس عنها‬ ‫َفدَ ْ‬
‫وقال اللحيان‪ :‬يقال وال ل تَْبلُغون تََبوّعَه أَي ل َت ْلحَقون‬
‫ع وتبوّعَ‪ .‬وانْباعَ‬ ‫ش ْأوَهُ‪ ،‬وأَصله طُولُ خُطاه‪ .‬يقال‪ :‬باعَ وانْبا َ‬
‫العَرقُ‪ :‬سال؛ وقال عنترة‪:‬‬
‫ع من ِذفْرى َغضُوبٍ َجسْرةٍ‬ ‫يَنْبا ُ‬
‫زَيّاف ٍة مثل الفَنِيقِ ا ُل ْك َدمِ‬
‫(* قوله «الكدم» كذا هو بالدال ف الصل هنا وف نسخ الصحاح ف مادة‬
‫زيف وشرح الزوزن للمعلقات أيضا‪ ،‬وقال قد كدمته الفحول‪ ،‬وأورده الؤلف ف‬
‫مادة نبع مقرم بالقاف والراء‪ ،‬وتقدّم لنا ف مادة زيف مكرم بالراء وهو‬
‫بعن القرم‪).‬‬
‫ع يَْن َفعِلُ من باع يبوع إِذا جرى جَرْيا‬ ‫قال أَحد بن عبيد‪ :‬يَنْبا ُ‬
‫ليّنا وتثَنّى وتَلوّى‪ ،‬قال‪ :‬وإِنا يصف الشاعر عرَق الناقة وأَنه‬
‫ع فصارت الواو أَلفا لتحركها وانفتاح‬ ‫يتلوى ف هذا الوضع‪ ،‬وأَصله يَنَْبوِ ُ‬
‫ما قبلها‪ ،‬قال‪ :‬وقول أَكثر أَهل اللغة َأنّ يَنْباع كان ف الَصل‬
‫يَنَْب ُع فوُصِل فتحة الباء بالَلف‪ ،‬وك ّل راشح مُنْباعٌ‪ .‬وانْباع الرجلُ‪:‬‬
‫وثَب بعد سكون‪ ،‬وانْباعَ‪ :‬سَطا‪ ،‬وقال اللحيان‪ :‬وانْباعت الَيّة إِذا‬
‫حوّيها لتُساوِرَ؛ وقال الشاعر‪:‬‬ ‫بسطت نفسها بعد َت َ‬
‫ت يَنْباعُ انْبِياع الشّجاعْ‬ ‫ُث ّم َ‬
‫ق‬
‫ومن أَمثال العرب‪ :‬مُطْرِ ٌ‬
‫(* قوله «ومن أمثال العرب مطرق إل» عبارة‬
‫القاموس مرنبق لينباع أي مطرق ليثب‪ ،‬ويروي لينباق أي ليأت بالبائقة‬
‫ب على داهيةٍ؛ وقول صخر‬ ‫ض ّ‬‫للداهية‪ ).‬ليَنْباعَ؛ يضرب مثلً للرجل إِذا أَ َ‬
‫الذل‪:‬‬
‫لَفاتَحَ البَْي َع يومَ رُؤيتها‬
‫وكان قَبْلُ انْبِياعُه َل ِكدُ‬
‫قال‪ :‬انْبِياعُه مُسا َمحَتُه بالبيْع‪ .‬يقال‪ :‬قد انْباع ل إِذا سامَحَ‬
‫ف البيع‪ ،‬وأَجاب إِليه وإِن ل يُسامِحْ‪ .‬قال الَزهري‪ :‬ل يَنْباعُ‪،‬‬
‫ع النْبِساطُ‪ .‬وفاتَح أَي كاشَف؛ يصف امرأَة‬ ‫وقيل‪ :‬البيْع والنْبِيا ُ‬
‫َحسْناء يقول‪ :‬لو تعرّضَت لراهب تلبّد شعره لْنَبسَطَ إِليها‪ .‬والّل ِكدُ‪:‬‬
‫ال َعسِرُ؛ وقبله‪:‬‬
‫ت مَقالَتَها‬ ‫وال لو َأ ْس َمعَ ْ‬
‫شَيْخا من الزّبّ‪ ،‬رْأسُه لَِبدُ‬
‫لَفاتَح البيعَ أَي لَكاشَف النْبساط إِليها وَلفَرّج الَطْو إِليها؛‬
‫قال الَزهري‪ :‬هكذا فسر ف شعر الذليي‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬يقال ُبعْ ُب ْع إِذا أَمرته بد باعَيْه ف طاعة ال‪.‬‬
‫ومثل ُمخْرَنْبِقٌ ليَنْباعَ أَي ساكت ليَِثبَ أَو لَيسْطو‪ .‬وانْباعَ‬
‫الشّجاعُ من الصفّ‪ :‬برَز؛ عن الفارسي؛ وعليه وُجّه قوله‪:‬‬
‫ع من ِذفْرَى َغضُوبٍ َجسْرةٍ‬ ‫يَنْبا ُ‬
‫زيّاف ٍة مثل الفَنِيقِ ا ُل ْك َدمِ‬
‫ل على الِشباع كما ذهب إِليه غيه‪.‬‬
‫@بيع‪ :‬البيعُ‪ :‬ضدّ الشراء‪ ،‬والبَيْع‪ :‬الشراء أَيضا‪ ،‬وهو من الَضْداد‪.‬‬
‫وِب ْعتُ الشيء‪ :‬شَرَيْتُه‪ ،‬أَبيعُه بَيْعا ومَبيعا‪ ،‬وهو شاذ وقياسه‬
‫مَباعا‪ .‬والْبتِياعُ‪ :‬الشْتراء‪ .‬وف الديث‪ :‬ل يْ ُطبِ الرج ُل على خِطْبة‬
‫أَخِيه ول يَِب ْع على بَْي ِع أَخِيه؛ قال أَبو عبيد‪ :‬كان أَبو عبيدة‬
‫وأَبو زيد وغيها من أَهل العلم يقولون إِنا النهي ف قوله ل يبع على‬
‫بيع أَخيه إِنا هو ل يشتر على شراء أَخيه‪ ،‬فإِنا وقع النهي على الشتري‬
‫ل على البائع لَن العرب تقول بعت الشيء بعن اشتريته؛ قال أَبو عبيد‪:‬‬
‫وليس للحديث عندي وجه غي هذا لَن البائع ل يكاد يدخل على البائع‪،‬‬
‫وإِنا العروف أَن يُعطى الرجلُ بسلعته شيئا فيجيء مشتر آخر فيزيد عليه‪،‬‬
‫وقيل ف قوله ول يبع على بيع أَخيه‪ :‬هو أَن يشتري الرجل من الرجل سلعة‬
‫ولا يتفرّقا عن مقامهما فنهى النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أَن َيعْرِضَ رجل‬
‫آخ ُر ِسلْعةً أُخرى على الشتري تشبه السلعة الت اشترى ويبيعها منه‪،‬‬
‫لَنه لعل أَن يردّ السلعة الت اشترى أَولً لَن رسول ال‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬جعل للمُتبايعي اليارَ ما ل يَتفرّقا‪ ،‬فيكون البائعُ الَخي‬
‫قد أَفسد على البائع الَول َبْيعَه‪ ،‬ث لعل البائع يتار نقض البيع‬
‫ل قبل أَن يَتبايَع‬ ‫فيفسد على البائع والتبايع بيعه‪ ،‬قال‪ :‬ول أَنى رج ً‬
‫التبايعان وإِن كانا تساوَما‪ ،‬ول بَعد أَن يتفرّقا عن مقامهما الذي‬
‫تبايعا فيه‪ ،‬عن أَن يبيع أَي التبايعي شاء لَن ذلك ليس ببيع على بيع أَخيه‬
‫فيُنْهى عنه؛ قال‪ :‬وهذا يوافق حديث‪ :‬التبايعان باليار ما ل يتفرقا‪،‬‬
‫ل على بيع أَخيه ف هذه الال فقد عصى الَ إِذا كان‬ ‫فإِذا باع رجل رج ً‬
‫عالا بالديث فيه‪ ،‬والبي ُع لزم ل يفسد‪ .‬قال الَزهري‪ :‬البائعُ‬
‫والشتري سواء ف الِث إِذا باع على بيع أَخيه أَو اشترى على شراء أَخيه لَن‬
‫كل واحد منهما يلزمه اسم البائع‪،‬مشتريا كان أَو بائعا‪ ،‬وكلّ منهي عن‬
‫ذلك؛ قال الشافعي‪ :‬ها متساويان قبل عقد الشراء‪ ،‬فإِذا عقدا البيع فهما‬
‫سوْ ِم قبل‬
‫متبايعان ول يسمّيان بَّيعَيْنِ ول متبايعي وها ف ال ّ‬
‫العقد؛ قال الَزهري‪ :‬وقد تأَول بعض من يتج لَب حنيفة و َذوِيه وقولِم ل‬
‫خيار للمتبايعي بعد العقد بأَنما يسميان متبايعي وها متساومان قبل‬
‫عقدها البيع؛ واحتج ف ذلك بقول الشماخ ف رجل باع قوسا‪:‬‬
‫فوافَى با بعضَ الَواسِم‪ ،‬فانَْبرَى‬
‫س ْومَ‪ ،‬رائزُ‬
‫لَها بَيّع‪ُ ،‬يغْلِي لا ال ّ‬
‫قال‪ :‬فسماه بَيّعا وهو سائم‪ ،‬قال الَزهري‪ :‬وهذا و َه ٌم وَت ْموِيه‪،‬‬
‫ويردّ ما تَأوّله هذا الحتج شيئان‪ :‬أَحدها أَن الشماخ قال هذا الشعر‬
‫بعدما انعقد البيع بينهما وتفرّقا عن مقامهما الذي تبايعا فيه فسماه‬
‫بَيّعا بعد ذلك‪ ،‬ولو ل يكونا أََتمّا البيع ل يسمه بَيّعا‪ ،‬وأَراد بالبيّع‬
‫الذي اشترى وهذا ل يكون حجة لن يعل التساومي بيعي ولا ينعقد‬
‫بينهما البيع‪ ،‬والعن الثان أَنه يرد تأْويله ما ف سياق خب ابن عمر‪ ،‬رضي‬
‫ال عنهما‪ :‬أَنه‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬البَيّعانِ باليار ما ل‬
‫يَتفرّقا إِلّ أَن ُيخَيّرَ أَحدُها صاحبَه‪ ،‬فإِذا قال له‪ :‬اختر‪ ،‬فقد‬
‫وجَب البيعُ وإِن ل يتفرّقا‪ ،‬أَل تراه جعل البيع ينعقد بأَحد شيئي‪:‬‬
‫أَحدها أَن يتفرقا عن مكانما الذي تبايعا فيه‪ ،‬والخر أَن ُيخَيّرَ‬
‫أَحدها صاحبه؟ ول معن للتخيي إِل بعد انعقاد البيع؛ قال ابن الَثي‬
‫ف قوله ل يبع أَحدكم على بيع أَخيه‪ :‬فيه قولن‪ :‬أَحدها إِذا كان‬
‫التعاقدان ف ملس العقد وطلب طالبٌ السلعةَ بأَكثر من الثمن ليُرغب البائع ف‬
‫فسخ العقد فهو مرم لَنه إِضرار بالغي‪ ،‬ولكنه منعقد لَن نفْسَ البيع‬
‫غي مقصود بالنهي فإِنه ل خلل فيه‪ ،‬الثان أَن يرغب الشتري ف الفسخ‬
‫بعَرْض سلعة أَجودَ منها بثل ثنها أَو مثلها بدون ذلك الثمن فإِنه مثل‬
‫الَول ف النهي‪ ،‬وسواء كانا قد تعاقدا على البيع أَو تساوما وقاربا‬
‫النعقاد ول يبق إَلّ العقد‪ ،‬فعلى الَول يكون البيع بعن الشراء‪ ،‬تقول‬
‫بعت الشيء بعن اشتريته وهو اختيار أَب عبيد‪ ،‬وعلى الثان يكون البيع على‬
‫ظاهره؛ وقال الفرزدق‪:‬‬
‫ب لَراِبحٌ مَن باعَه‪،‬‬
‫ِإنّ الشّبا َ‬
‫والشْيبُ ليس لبائِعيه تِجارُ‬
‫يعن من اشتراه‪ .‬والشيء مَبيع ومَبْيُوع مثل مَخيط و َمخْيُوط على النقص‬
‫والِتام‪ ،‬قال الليل‪ :‬الذي حذف من مَبِيع واو مفعول لَنا زائدة وهي‬
‫أَول بالذف‪ ،‬وقال الَخفش‪ :‬الحذوفة عي الفعل لَنم لا َسكّنوا‬
‫الياء َأْلقَوا حركتها على الرف الذي قبلها فانضمت‪ ،‬ث أَبدلوا من الضمة‬
‫كسرة للياء الت بعدها‪ ،‬ث حذفت الياء وانقلبت الواو ياء كما انقلبت واو‬
‫مِيزان للكسرة؛ قال الازن‪ :‬كل القولي حسن وقول الَخفش أَقيس‪ .‬قال‬
‫الَزهري‪ :‬قال أَبو عبيد البيع من حروف الَضداد ف كلم العرب‪ .‬يقال باع فلن‬
‫إِذا اشترى وباع من غيه؛ وأَنشد قول طرفة‪:‬‬
‫وي ْأتِيك بالنباء مَن ل تَِب ْع له‬
‫ب له َو ْقتَ َموْ ِعدِ‬ ‫نَباتا‪ ،‬ول َتضْرِ ْ‬
‫أَراد من ل تشتر له زادا‪ .‬والبِياعةُ‪ :‬السّلْعةُ‪ ،‬والبْتِياعُ‪:‬‬
‫الشتراء‪ .‬وتقول‪ :‬بِيعَ الشيء‪ ،‬على ما ل يسمّ فاعله‪ ،‬إِن شئت كسرت الباء‪،‬‬
‫وإِن شئت ضممتها‪ ،‬ومنهم من يقلب الياء واوا فيقول بُوع الشيء‪ ،‬وكذلك القول‬
‫ف كِي َل وقِيلَ وأَشباهها‪ ،‬وقد باعَه الشيءَ وباعَه منه بَيْعا فيهما؛‬
‫قال‪:‬‬
‫إِذا الثّرَيّا َطَلعَتْ عِشاء‪،‬‬
‫فَِبعْ لراعِي غََنمٍ كِساء‬
‫وابْتاعَ الشيءَ‪ :‬اشتراه‪ ،‬وأَباعه‪ .‬عَرّضه للبيع؛ قال ا َلمْدان‪:‬‬
‫فَرَضِيتُ آلء ال ُكمَْيتِ‪َ ،‬فمَنْ يُِبعْ‬
‫فَرَسا‪ ،‬فليْسَ جَوادُنا بُباعِ‬
‫لمِيلة‪ ،‬ويروي أَفلء الكميت‪.‬‬ ‫أَي ُبعَرّض للبيع‪ ،‬وآلؤُه‪ :‬خِصالُه ا َ‬
‫وباَيعَه مُبايعة وبِياعا‪ :‬عارَضَه بالبيع؛ قال جُنادةُ ابن عامر‪:‬‬
‫فِإنْ َأكُ نائِيا عنه‪ ،‬فإِنّي‬
‫سُ ِررْتُ بأَنّه غُبِنَ البِياعا‬
‫وقال قيس بن ذَريح‪:‬‬
‫ض على َيدَيْهِ‪،‬‬ ‫كمغْبُونٍ َيعَ ّ‬
‫تَبَيّ َن غَبْنُه بعدَ البِياع‬
‫واسَْتَبعْتُه الشيء أَي سَألْتُه أَن يبِيعَه من‪.‬‬
‫للْسة والرّكْبة‪ .‬وف حديث‬ ‫ويقال‪ :‬إِنه لسَنُ البِيعة من البيع مثل ا ِ‬
‫سقّاطٍ ول صاحِب‬ ‫ابن عمر‪ ،‬رضي ال عنهما‪ :‬أَنه كان َي ْغدُو فل ير ب َ‬
‫بِيعةٍ ِإلّ سلم عليه؛ البِيعةُ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬من البيع‪ :‬الالة كالرّكبة‬
‫وال ِقعْدة‪.‬‬
‫والبَيّعان‪:‬البائع والشتري‪ ،‬وجعه باعةٌ عند كراع‪ ،‬ونظيه عَيّلٌ‬
‫وعالةٌ وسيّد وسادةٌ‪ ،‬قال ابن سيده‪ :‬وعندي أَن ذلك كله إِنا هو جع فاعل‪،‬‬
‫فَأمّا فْيعِل فجمعه بالواو والنون‪ ،‬وك ّل من البائع والشتري بائع‬
‫وبَيّع‪ .‬وروى بعضهم هذا الديث‪ :‬الُتبايِعانِ بالِيار ما ل‬
‫صخْر ال َغيّ‪:‬‬
‫يَتفَرّقا‪.‬والبَْيعُ‪ :‬اسم الَبِيع؛ قال َ‬
‫فَأقْبَ َل منه طِوالُ الذّرى‪،‬‬
‫كَأنّ عليهِ ّن بَيْعا جَزِيفا‬
‫يصف سحابا‪ ،‬والمع بُيُوع‪.‬‬
‫والبِياعاتُ‪ :‬الَشياء الت يُتَباَيعُ با ف التجارة‪.‬‬
‫ورجل بَيُوعٌ‪ :‬جَّيدُ البيع‪ ،‬وبَيّاع‪ :‬كثِيه‪ ،‬وبَّيعٌ كبَيُوعٍ‪،‬‬
‫والمع بَيّعون ول يكسّر‪ ،‬والُنثى بَيّعة والمع بَيّعاتٌ ول يكسر؛‬
‫حكاه سيبويه‪ ،‬قال الفضّل الضبّ‪ :‬يقال باع فلن على بيع فلن‪ ،‬وهو مثل‬
‫قدي تضربه العرب للرجل يُخاصم صاحبه وهو يُرِيغُ أَن يُغالبه‪ ،‬فإِذا‬
‫ع فلن على بَيْع فلن‪ ،‬ومثله‪ :‬شَقّ فلن غُبار‬ ‫َظفِر با حا َولَه قيل‪ :‬با َ‬
‫فلن‪ .‬وقال غيه‪ :‬يقال باع فلن على بيعك أَي قام مَقامك ف النلة‬
‫وال ّرفْعة؛ ويقال‪ :‬ما باع على بيعك أَحد أَي ل يُساوِك أَحد؛ وتزوج يزيد بن‬
‫سكِي بنت عمرو على أُم هاشم‬ ‫معاوية‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬أُم ِم ْ‬
‫(* قوله «على‬
‫أم هاشم» عبارة شارح القاموس‪ :‬على أم خالد بنت أب هاشم‪ ،‬ث قال ف‬
‫الشعر‪ :‬ما لك أُم خالد‪ ).‬فقال لا‪:‬‬
‫ما لَكِ ُأمّ ها ِش ٍم تَُب ّكيْ؟‬
‫جيْ؟‬ ‫ضّ‬ ‫مِن َقدَرٍ حَ ّل بكم َت ِ‬
‫با َعتْ على بَْيعِك ُأ ُم ِمسْ ِكيْ‪،‬‬
‫مَْيمُونةً من ِنسْوةٍ ميا ِميْ‬
‫وف الديث‪َ :‬نهَى عن بَْيعَتَيْن ف َبيْعةٍ‪ ،‬وهو أَن يقول‪ِ :‬بعْتُك‬
‫هذا الثوب َنقْدا بعشرة‪ ،‬وَنسِيئة بمسة عشر‪ ،‬فل يوز لَنه ل َي ْدرِي‬
‫صوَره أَن تقول‪:‬‬ ‫أَيّهما الثمن الذي يَختارُه لَيقَع عليه ال َعقْد‪ ،‬ومن ُ‬
‫ِبعْتُك هذا بعشرين على أَن تَبِيعَن ثوبك بعشرة فل يصح للشرط الذي فيه‬
‫سقُط بسُقوطه بعضُ الثمن فيصي الباقي مهولً‪ ،‬وقد ُنهِي عن‬ ‫ولَنه َي ْ‬
‫بيع وشرْط وبيع وسَلَف‪ ،‬وها هذانِ الوجهان‪ .‬وأَما ما ورد ف حديث‬
‫الُزارعة‪ :‬نَهى عن بَيْع الَرض‪ ،‬قال ابن الَثي أَي كرائها‪ .‬وف حديث آخر‪:‬‬
‫ل َتبِيعُوها أَي ل َتكْرُوها‪.‬‬
‫والبَيْعةُ‪ :‬الصّفْقةُ على إِياب البيْع وعلى الُبايعةِ والطاعةِ‪.‬‬
‫والبَيْعةُ‪ :‬الُبايعةُ والطاعةُ‪ .‬وقد تباَيعُوا على الَمر‪ :‬كقولك أَصفقوا‬
‫عليه‪ ،‬وبايَعه عليه مُبايَعة‪ :‬عاهَده‪ .‬وباَيعْتُه من البيْع والبَيْعةِ‬
‫جيعا‪ ،‬والتّبايُع مثله‪ .‬وف الديث أَنه قال‪ :‬أَل تُباِيعُون على‬
‫الِسلم؟ هو عبارة عن الُعاقَدةِ والُعاهَدةِ كأَن كلّ واحد منهما باعَ‬
‫ما عنده من صاحبه وأَعطاه خالصة َن ْفسِه وطاعَتَه ودَخِيلةَ أَمره‪ ،‬وقد‬
‫تكرّر ذكرها ف الديث‪.‬‬
‫والبِيعةُ‪ :‬بالكسر‪َ :‬كنِيسةُ النصارى‪ ،‬وقيل‪ :‬كنيسة اليهود‪ ،‬والمع‬
‫بَِيعٌ‪ ،‬وهو قوله تعال‪ :‬وبَِيعٌ وصلواتٌ ومساجدُ؛ قال الَزهري‪ :‬فإِن قال‬
‫قائل فلم جعل ال َهدْمَها من الفَساد وجعلها كالساجد وقد جاء الكتاب‬
‫العزيز بنسخ شَرِيعة النصارى واليهود؟ فالواب ف ذلك أَن البَِيعَ‬
‫والصّوامعَ كانت مُتعبّدات لم إِذ كانوا مستقيمي على ما ُأمِرُوا به غي‬
‫مبدّلي ول مُغيّرين‪ ،‬فأَخب ال‪ ،‬جل ثناؤه‪ ،‬أَن لول َد ْفعُه الناسَ عن‬
‫الفساد ببعض الناس َل ُهدّ َمتْ مُتعبّداتُ ك ّل فريق من أَهل دينه‬
‫وطاعتِه ف كل زمان‪ ،‬فبدأَ بذكر البَِي ِع على الساجد لَن صلوات من تقدّم من‬
‫أَنبياء بن إِسرائيل وأُمهم كانت فيها قبل نزول الفُرقان وقبْل تبديل‬
‫مَن بدّل‪ ،‬وأُ ْحدِثت الساجد وسيت بذا السم بعدهم فبدأَ جل ثناؤه بذكر‬
‫ا َل ْقدَم وَأخّر ذكر الَحدث لذا العن‪.‬‬
‫ونُباِيعُ‪ ،‬بغي هز‪ :‬موضع؛ قال أَبو ذؤيب‪:‬‬
‫ع نُبايعٍ‪،‬‬ ‫وكأَنّها بالِزْع جِز ِ‬
‫ج َمعُ‬
‫ت ذي العَرْجاء‪َ ،‬ن ْهبٌ ُم ْ‬ ‫وأُول ِ‬
‫قال ابن جن‪ :‬هو ِفعْلٌ منقول وزْنه نُفاعِ ُل كنُضارِبُ ونوه إِل أَنه‬
‫سي به مردا من ضميه‪ ،‬فلذلك أُعرب ول ُيحْكَ‪ ،‬ولو كان فيه ضميه ل‬
‫يقع ف هذا الوضع لَنه كان يلزم حكايتُه إِن كان جلة ك َذرّى حبّا‬
‫وتأبّطَ شَرّا‪ ،‬فكان ذلك يكسر وزن البيت لَنه كان يلزمه منه حذفُ ساكن‬
‫الوتد فتصي متفاعلن إِل متفاعِلُ‪ ،‬وهذا ل ُيجِيزه أَحد‪ ،‬فإِن قلت‪ :‬فهل‬
‫نوّنته كما تُنوّن ف الشعر الفعل نو قوله‪:‬‬
‫مِ ْن طَلَلٍ كا َلتْح ِميّ أَْن َهجَنْ‬
‫وقوله‪:‬‬
‫دايَْنتُ َأ ْروَى والدّيُون ُتقْضَيَنْ‬
‫فكان ذلك َيفِي بوزن البيت لجيء نون متفاعلن؟ قيل‪ :‬هذا التنوين إِنا‬
‫يلحق الفعل ف الشعر إِذا كان الفعل قافية‪ ،‬فأَما إِذا ل يكن قافية فإِن‬
‫أَحدا ل ييز تنوينه‪ ،‬ولو كان نبايع مهموزا لكانت نونه وهزته‬
‫أَصليتي فكان كعُذافِر‪ ،‬وذلك أَن النون وقعت موقع أَصل يكم عليها بالَصلية‪،‬‬
‫والمزة َحشْو فيجب أَن تكون أَصلً‪ ،‬فإِن قلت‪ :‬فلعلها كهمزة حُطائطٍ‬
‫لمْل عليه وصَ ْرفُ نُبايعٍ‪ ،‬وهو منقول‬ ‫حسُنُ ا َ‬
‫وجُرائض؟ قيل‪ :‬ذلك شاذ فل َي ْ‬
‫مع ما فيه من التعريف والِثال‪ ،‬ضرورةٌ‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫غ َبدْغا وَبدَغا‪َ :‬تزَ ّحفَ على الَرض‬ ‫@بدغ‪َ :‬بدِغَ الرجل َيْبدَ ُ‬
‫غ بعَذِرتِه‪ :‬تلَطّخَ با‪ ،‬وكذلك إِذا‬ ‫باسْتِه وتلطّخ بُ ْرئِه‪ .‬وَبدِ َ‬
‫تلطّخ بالشرّ؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫وا ِل ْل ُغ َي ْلكَى بالكلمِ ا َل ْمَلغِ‪،‬‬
‫لول دَبُوقاءُ اسْتِه ل يَْبدَغِ‬
‫غ َبدَغا‪َ :‬تلَطّخ بالشرّ‪ .‬قال ابن بري‪:‬‬ ‫ويروى يَبْ َطغِ‪ .‬وَبدِ َ‬
‫ب قيس‬ ‫والَبدِغُ والِبدْغُ البا ِدنُ السميُ‪ ،‬والَبدِغُ ا َلعِيبُ‪ ،‬ومنه ُلقّ َ‬
‫بن عاصم الَبدِغ لُبْنةٍ كانت به‪ ،‬زعموا؛ ولذلك قال فيه مَُتمّمُ بنُ‬
‫ُنوَيْرَةَ‪:‬‬
‫تَرَى ابنَ ُوهَيْرٍ َخ ْلفَ قيْسٍ‪ ،‬كأَنه‬
‫ف ْستِ آخَ َر قائمِ‬ ‫حِما ٌر ودَى َخلْ َ‬
‫(* قوله« وهي» كذا بالصل‪ ،‬وف شرح القاموس‪ :‬زبي‪).‬‬
‫غ‬
‫والَْبدَ ُ‬
‫(* قوله« والبدغ إل» مثله للمجد حيث قال‪ :‬والبدغ موضع‪.‬‬
‫وعبارة ياقوت‪ :‬أبذغ بالفتح ث السكون وفتح الذال العجمة وغي معجمة أيضا‪:‬‬
‫موضع ف حسان أب بكر بن دريد ) قال ابن دريد‪ :‬أَحسَبه موضعا‪ .‬وزعم ابن‬
‫غ مِثالَ‬
‫الَعراب أَن بعض العرب َع َذرَ َعذْرة فسُ ِميَ الَبدِ َ‬
‫الّت ِعبِ‪،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@برغ‪ :‬الَبرْغُ‪ :‬لغة ف الَ ْرغِ وهو اللّعاب‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬بَرِغَ‬
‫غ رََبغَ‪ .‬وعَيْش راِبغٌ أَي‬ ‫الرجل إِذا تََن ّعمَ‪ .‬قال الَزهري‪ :‬أَصل بَرِ َ‬
‫ناعم‪ ،‬وهذا مقلوب‪.‬‬
‫غ وبِرْزاغٌ‪ :‬تارّ تا ّم متلئٌ؛ وأَنشد‬ ‫غ وبُ ْرزُ ٌ‬ ‫@برزغ‪ :‬شاب بُ ْرزُ ٌ‬
‫أَبو عبيدة لرجل بن سعد جاهليّ‪:‬‬
‫ض ال َقوْلِ ل َت َمدّهي‪،‬‬ ‫َحسْبُك بع ُ‬
‫غ الشّبابِ الُزْدَهي‬ ‫غَ ّركِ بِرْزا ُ‬
‫غ وبُرْزوغٌ‬ ‫ب بُ ْرزُ ٌ‬
‫قوله ل َت َمدّهي يريد ل تدّحي‪ ،‬وشبا ٌ‬
‫وبِرْزاغٌ كذلك؛ وأَنشد ابن بري لرؤبة‪:‬‬
‫ي الشّبابِ البُ ْرزُغِ‬ ‫بعد أَفاِن ِ‬
‫والبُ ْرزُغُ‪ :‬نشاطُ الشّباب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ت مِيعادُ الشّبابِ البُ ْرزُغِ‬ ‫هَيْها َ‬
‫غ بَزْغا وبُزُوغا‪ :‬بدا منها طُلوعٌ أَو‬ ‫س تَبْزُ ُ‬‫@بزغ‪َ :‬بزَ َغتِ الشم ُ‬
‫َطلَعَت وشَ َرَقتْ‪ ،‬وقال الزجاج‪ :‬ابتدأَت ف الطّلوع‪ .‬وف التنيل‪ :‬فلما‬
‫رأَي القمر بازعا‪ .‬وف الديث‪ :‬حي بَزَغَت الشمسُ أَي َطلَ َعتْ‪ ،‬ونومٌ‬
‫جمُ والقمَرُ‪ :‬ابتدََأ ُطلُوعُهما‪ ،‬مأْخوذ من‬ ‫بَوازِغُ‪ .‬وبَ َزغَ الّن ْ‬
‫البَ ْزغِ‪ ،‬وهو الشّقّ كأَنا ُتشَ ّق بنورِه الظلمة شقّا‪ ،‬ومن هذا يقال‪:‬‬
‫بَ َزغَ البَيْطارُ أَشا ِعرَ الدابة وبضعها إِذا شق ذلك الكا َن منها‬
‫غ نابٌ البعي‪:‬‬ ‫ضعِهِ‪ .‬ويقال للسّنّ‪ :‬بازِغ ٌة وبازِمَةٌ‪ .‬وبَز َ‬ ‫ِبمِْب َ‬
‫َطَلعَ‪ ،‬وقيل‪ :‬ابتدأَ ف الطّلوع‪ .‬وابْتَ َزغَ الربيعُ أَي جاء‬
‫َأ ّولُه‪.‬والبَزْغُ والتّبْزِيغُ‪ :‬الّتشْرِيطُ‪ ،‬وقد بَزّغَه‪ ،‬واسمُ اللة‬
‫الِبْزَغُ‪ .‬وبَزّغَ الا ِجمُ والبَيْطارُ أَي شَرّط‪ .‬وف الديث‪ :‬إِن كان ف‬
‫لجّام؛ البَزْغُ‪ :‬الشّرّْطُ‪ .‬وبَ َزغَ‬ ‫شيء شِفا ٌء ففي بَزْغَ ِة ا َ‬
‫ب ِبقَرْنيةِ وهُما‬
‫َدمَهُ أَي أَساله؛ ومنه قول الطرماح يصف ثورا طعن الكل َ‬
‫سلحه‪:‬‬
‫َيهُ ّز سِلحا ل يَرِثْها كَللةً‪،‬‬
‫َيشُكّ با مِنْها أُصُولَ الَغابِنِ‬
‫يُساقِطُها تَتْرَى ِبكُلّ َخمِيلَةٍ‪،‬‬
‫كبَزْغ البِيَطْر الّث ْقفِ رَهصَ الكَوادن‬
‫وهذا البيت نسبه الوهري للَعشى وردّ عليه ابن بري وقال‪ :‬هو‬
‫للطّرمّاحِ‪ .‬والرّهْصُ‪ :‬جع رَهْصةٍ وهي مثل ال َوقْرَة‪ ،‬وهي َأ ْن َي ْدوَى حافِرُ‬
‫الداب ِة من حجر تَ َطؤُه‪ ،‬والكَوا ِدنُ‪ :‬البَراذِينُ‪ .‬ويقال للحديدة الت‬
‫ضعٌ‪.‬‬‫غ ومِبْ َ‬ ‫ط با‪ :‬مِبْزَ ٌ‬ ‫ُيشْرَ ُ‬
‫قال أَبو عدنان‪ :‬الوَخْزُ التّبْزيغُ‪ ،‬والتبزيغ والّتغْزِيبُ واحد‪،‬‬
‫ب وبَزّغَ‪.‬يقال‪ :‬بَزّغَ البَيْطارُ الافر إِذا َع َمدَ إِل‬ ‫غَزّ َ‬
‫أَشاعِرِ ِه بِمبْضع َفوَخَزَه به وَخْزا َخفِيّا ل يبلُغ العَصَب فيكون‬
‫دَواءً له‪ ،‬وأَما َفصْد عروق الدابّةِ وإِخْراجُ الد ِم منه فيقال له التوديج‪،‬‬
‫ج فَ َرسَكَ‪ .‬وقال الفراء‪ :‬يقال للبَ ْر ِك مِبْزَغَةٌ‬ ‫يقال‪ :‬و ّد ْ‬
‫ومِيزَغةٌ‪.‬وبَزِيغٌ‪ :‬اسم فرس معروف‪.‬‬
‫@بطغ‪ :‬بَ ِطغَ بال َعذِرة يَبْ َطغُ بَطَغا‪ :‬تلطخ؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫لول دَبوقاءُ اسْتِه ل يبطخِ‬
‫وهو لغة ف َبدِغَ‪ ،‬ويروى ل يَْبدَغِ أَي ل يََتلَطّخْ بالعذرة‪.‬‬
‫وبَ ِط َغ بالشيء‪َ :‬تلَطّخَ به‪ .‬وبَ ِطغَ بالرض أَي َت َمسّحَ با وتَزَ ّحفَ‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪َ :‬أ ْزقَ َن زيدٌ عمرٍا إِذا أَعانَه على ِح ْملِه لِيَْنهَضَ‬
‫به‪ ،‬ومثله أَبْ َطغَه وأَْبدَغَه و َع ّدلَه وَلوّنَه وَأ ْس َمعَه‬
‫وأَنْآ ُه وَنوّاه و َح ّولَه‪ :‬بعن أَعانَه‪.‬‬
‫@بغغ‪ :‬الَبغْبَغةُ والبَغْباغُ‪ :‬حكاية بعض ا َلدِير؛ قال‪:‬‬
‫س َبغْباغِ ا َلدِيرِ الَبهْبهِ‬ ‫ب َرجْ ِ‬
‫(* قوله« برجس» بامش الصل ف نسخة‪ :‬بزجر‪).‬‬
‫س من الظّباء إِذا كان‬ ‫والُبغَيِْبغُ‪ ،‬على لفظ التصغي‪ :‬التّيْ ُ‬
‫ب ُبغَيِْبغٌ‪ :‬كثي الاءِ‪ .‬وماءٌ‬ ‫َسمِينا‪ .‬وَب ّغ الدمُ إِذا هاجَ‪ .‬و َمشْرَ ٌ‬
‫ُبغَيِْبغٌ‪ :‬قَرِيبُ الرّشاءِ‪ .‬والُبغَيْبِغُ‪ :‬البِئ ُر القَرِيبُ‬
‫الرّشاءِ‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬بئْ ٌر ُبغُْب ٌغ وُبغَيِْبغٌ قريب الرشاِ؛ قال‬
‫الشاعر‪:‬سيا رُبّ ما ٍء لَك بالَجْبالِ‪،‬‬
‫شمّخِ الطّوالِ‬ ‫أَجبا ِل َس ْلمَى ال ّ‬
‫ع بالعِقالِ‪،‬‬ ‫ُبغَيِْب ٍغ يُنْزَ ُ‬
‫طامٍ عليه ورقُ الدالِ‬
‫لقرب رِشائه يعن أَنه يُنع بالعِقال لقِصَر الاء لَن العقال قصي؛‬
‫ل ْذلَمِي‪:‬‬ ‫وقال أَبو ممد ا َ‬
‫حتْ ُبغَيْبِغا تُعادِيهْ‬ ‫َفصَّي َ‬
‫ذا عَ ْرمَضٍ َتخْضَرّ َكفّ عافِيهْ‬
‫عافِيه‪ :‬وارِدُه‪.‬‬
‫والُبغَيْبِغةُ‪ :‬ضَيْعةٌ بالدينة لل جعفر‪ .‬التهذيب‪ :‬وُبغَيْبِغةُ ماءٌ‬
‫لل روسل ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهي عي كثية النخل غزيرة الاء‪.‬‬
‫والَبغْبَغةُ‪ :‬شُ ْربُ الاء‪ .‬والَُبغِْبغُ‪ :‬السرِيعُ ال َعجِلُ؛ وأَنشد‬
‫ابن بري لرؤبة‪:‬‬
‫َيشْتَ ّق َب ْعدَ ال ّطلَقِ الَُبغِْبغِ‪.‬‬
‫@بلغ‪ :‬بَلغَ الشي ُء يَْبُلغُ ُبلُوغا وبَلغا‪ :‬وصَلَ واْنَتهَى‪،‬‬
‫وأَْبلَغَه هو إِبْلغا هو إِبْلغا وَبّلغَه تَْبلِيغا؛ وقولُ أَب قَْيسِ‬
‫سلَ ِميّ‪:‬‬
‫ب ِن ا َل ْسَلتِ ال ّ‬
‫صدْ ِلقِيلِ الَن‪:‬‬ ‫قاَلتْ‪ ،‬وَل ْم َتقْ ِ‬
‫ل فقد أَْبلَ ْغتَ َأسْماعي‬ ‫َمهْ ً‬
‫إِنا هو من ذلك أَي قد انَْتهَْيتَ فيه وأَْن َع ْمتَ‪ .‬وتََبّلغَ‬
‫بالشيء‪ :‬وصَلَ إِل مُرادِه‪ ،‬وَبلَ َغ مَْبلَ َغ فلن ومَْبَلغَتَه‪ .‬وف حديث‬
‫ت لنا ُقوّةً وبلغا إِل حي؛ البَلغُ‪ :‬ما‬ ‫السِْتسْقاء‪ :‬وا ْجعَلْ ما أَنزل َ‬
‫يُتََبّل ُغ به ويَُتوَصّلُ إِل الشيء الطلوب‪ .‬والبَلغُ‪ :‬ما‬
‫َبَلغَكَ‪ .‬والبَلغُ‪ :‬الكِفايةُ؛ ومنه قول الراجز‪:‬‬
‫ج مِنْ دُنْياكَ بالبَلغِ‪،‬‬ ‫تَ َز ّ‬
‫وباكِرِ ا ِلعْدةَ بالدّباغِ‬
‫غ وُبلْغةٌ وتََبّلغٌ أَي كِفايةٌ‪ ،‬وَبّل ْغتُ‬ ‫وتقول‪ :‬له ف هذا بَل ٌ‬
‫الرّساةَ‪ .‬والبَلغُ‪ :‬الِبْلغُ‪ .‬وف التنيل‪ِ :‬إ ّل بَلغا من ال‬
‫ل ما ُأ ْرسِ ْلتُ‬ ‫ورسالتِه‪ ،‬أَي ل أَ ِج ُد مَنْحجى إِل أَن أَُبّلغَ عن ا ِ‬
‫به‪ .‬والِبلغُ‪ :‬الِيصالُ‪ ،‬وكذلك التْبلِيغُ‪ ،‬والسم منه البَلغُ‪،‬‬
‫ت القومَ بلغا اسم يقوم مقام‬ ‫وَبّلغْتُ الرّسالَ‪ .‬التهذيب‪ :‬يقال َبّلغْ ُ‬
‫التْبلِيغِ‪ .‬وف الديث‪ :‬ك ّل رافِعةٍ َرَفعَتْ عَنّا‬
‫(* قوله« رفعت عنا»‬
‫كذا بالصل‪ ،‬والذي ف القاموس‪ :‬علينا‪ ،‬قال شارحة‪:‬وكذا ف العباب‪ ).‬من البلغ‬
‫َفلْيَُبّلغْ عَنّا‪ ،‬يروى بفتح الباء وكسرها‪ ،‬وقيل‪ :‬أَراد من‬
‫الَُبلّغِي‪ ،‬وأَبْلغْتُه وَبّلغْتُه بعن واحد‪ ،‬وإِن كانت الرواية من البلغ‬
‫غ ما بلغ من القرآن والسنن‪،‬‬ ‫بفتح الباء فله وجهان‪ :‬أَحدها أَن البَل َ‬
‫والوج ُه الخر من ذوي البَلغِ أي الذين َبّلغُونا يعن ذوي التبليغ‪،‬‬
‫فأَقام السم مقام الصدر القيقي كما تقول أَعْطَيْتُه عَطاء‪ ،‬وأَما الكسر‬
‫فقال الرويّ‪ :‬أُراه من الُبالِغي ف التبْليغ‪ ،‬باَل َغ يُباِلغُ مُبالَغةً‬
‫وبِلغا إِذا اجْتَهد ف الَمر‪ ،‬والعن ف الديث‪ :‬كلّ جاع ٍة أَو نفس‬
‫تَُبّلغُ عنا وُتذِيعُ ما تقوله َفلْتَُبّلغْ ولَْتحْكِ‪ .‬وأَما قوله‬
‫غ للناس وليُنْ َذرُوا به‪ ،‬أَي أَنزلناه ليُْنذَر الناسُ‬ ‫عز وجل‪ :‬هذا بَل ٌ‬
‫به‪ .‬وَبّلغَ الفا ِرسُ إِذا َمدّ يدَه ِبعِنانِ فرسه ليزيد ف جَرْيِه‪.‬‬
‫ب عليه والتكليفِ‪،‬‬ ‫وَبَلغَ الغُلمُ‪ :‬احَْتلَمَ كأَنه َبلَ َغ وقت الكتا ِ‬
‫وكذلك َبَلغَتِ الاريةُ‪ .‬التهذيب‪ :‬بلغ الصبّ والارية إِذا أَدْركا‪،‬‬
‫وها بالِغانِ‪ .‬وقال الشافعي ف كتاب النكاح‪ :‬جارية بالِغٌ‪ ،‬بغي هاء‪ ،‬هكذا‬
‫روى الَزهريّ عن عبد اللك عن الربيع عنه‪ ،‬قال الَزهري‪ :‬والشافعي‬
‫َفصِيحٌ حجة ف اللغة‪ ،‬قال‪ :‬وسعت فُصَحاء العرب يقولون جارية بالغ‪ ،‬وهكذا قولم‬
‫امرأَة عاشِ ٌق ولِحيةٌ ناصِلٌ‪ ،‬قال‪ :‬ولو قال قائل جارية بالغة ل يكن‬
‫خطأً لَنه الَصل‪ .‬وَبلَ ْغتُ الكانَ ُبلُوغا‪ :‬وص ْلتُ إِليه وكذلك إِذا‬
‫شا َر ْفتَ عليه؛ ومنه قوله تعال‪ :‬فإِذا َبَلغْن أَ َجَلهُنّ‪ ،‬أَي‬
‫قارَبْنَه‪ .‬وَبَلغَ النْبتُ‪ :‬انتهَى‪ .‬وتَبالَغ الدّباغُ ف اللد‪ :‬انتهى فيه؛ عن‬
‫أَب حنيفة‪ .‬وَبلَغتِ النخلةُ وغيُها من الشجر‪ :‬حان إدْراكُ ثرها؛ عنه‬
‫لوْد ِة مَبْلغا‪.‬‬ ‫أَيضا‪ .‬وشيءٌ بالغ أَي جّيدٌ‪ ،‬وقد بَلغَ ف ا َ‬
‫ل َبلْغ‪ ،‬بالفتح‪ ،‬أَي باِلغٌ من وقوله تعال‪ :‬إِن ال‬ ‫ويقال‪َ :‬أمْرُ ا ِ‬
‫بالغ أَمره‪ .‬وأَمرٌ باِلغٌ وَب ْلغٌ‪ :‬ناِفذٌ يَْبُلغُ أَين ُأرِيدَ به؛ قال‬
‫الرث بن ِحلّزةَ‪:‬‬
‫فهَدا ُه ْم با َلسْودَيْنِ وَأمْرُ الْـ‬
‫شقَى به ا َل ْشقِياءُ‬ ‫ـلَ ِه َب ْلغٌ َب ْ‬
‫ش َب ْلغٌ كذلك‪ .‬ويقال‪ :‬اللهم َس ْمعٌ ل َبلْ ٌغ و ِس ْمعٌ ل ِب ْلغٍ‪،‬‬ ‫وجَيْ ٌ‬
‫وقد ينصب كل ذلك فيقال‪ :‬سَمعا ل َبلْغا و ِسمْعا ل ِبلْغا‪ ،‬وذلك‬
‫س َمعُ به ول يَْبُلغُ‪ .‬والعرب تقول للخب‬ ‫إِذا سعت أَمرا منكرا أَي ُي ْ‬
‫يبلغ واحدَهم ول يققونه‪َ :‬س ْمعٌ ل َبلْغٌ أَي نسمعه ول يَْبلُغنا‪.‬‬
‫وأَ ْحمَقُ َب ْل ٌغ وِبلْغٌ أَي هو من حَماقَتِه‬
‫(* قوله« من حاقته» عبارة‬
‫لمْقِ‪ ،‬وأَتَْبعُوا‬ ‫القاموس‪ :‬مع حاقته‪ ).‬يبلغ ما يريده‪ ،‬وقيل‪ :‬بالغ ف ا ُ‬
‫فقالوا‪ِ :‬ب ْلغٌ ِملْغٌ‪.‬‬
‫وقوله تعال‪َ :‬أمْ لكم أَيان علينا بالغةٌ؛ قال ثعلب‪ :‬معناه مُوجَبَةٌ‬
‫أَبدا قد حلفنا لكم أَن َن ِفيَ با‪ ،‬وقال مرة‪ :‬أَي قد انتهت إِل غايتها‪،‬‬
‫ي بالغة أَي مؤكّدةٌ‪ .‬والُبالَغةُ‪ :‬أَن تَْبُلغَ ف الَمر‬ ‫وقيل‪ :‬ي ٌ‬
‫ُج ْهدَك‪ .‬ويقال‪ُ :‬بلِ َغ فلن أَي ُج ِهدَ؛ قال الراجز‪:‬‬
‫ض َعتْ رِقابُها‬ ‫ِإنّ الضّبابَ َخ َ‬
‫للسيفِ‪َ ،‬لمّا ُبِل َغتْ َأحْسابُها‬
‫أَي َمجْهودُها‬
‫(* قوله« أي مهودها» كذا بالصل‪ ،‬ولعله جهدت ليطابق‬
‫بلغت‪ )،‬وَأحْسابُها شَجاعَتُها وقوّتُها ومَناقِبُها‪ .‬وأَمرٌ بالغ‪ :‬جيد‪.‬‬
‫والبَلغةُ‪ :‬الفَصاحةُ‪ .‬والبَ ْلغُ والبِ ْلغُ‪ :‬الَبلِيغُ من الرجال‪ .‬ورجل‬
‫َبلِي ٌغ وِبلْغٌ‪ :‬حسَنُ الكلم َفصِيحُه يبلغ بعبارة لسانه كُنْ َه ما ف‬
‫قلبه‪ ،‬والمعُ ُبلَغاءُ‪ ،‬وقد َبُلغَ‪ ،‬بالضم‪ ،‬بَلغةً أَي صار َبلِيغا‪.‬‬
‫وقو ٌل َبلِيغٌ‪ :‬باِل ٌغ وقد َبُلغَ‪ .‬والبَلغاتْ‪ :‬كالوِشاياتِ‪.‬‬
‫والِبَلغْنُ‪ :‬البَلغةُ؛ عن السياف‪ ،‬ومثّل به سيبويه‪ .‬والِبلَغْنُ‬
‫أَيضا‪ :‬الّنمّام؛ عن كراع‪ .‬والبلغن‪ :‬الذي يَُبّلغُ للناسِ بعضِهم حدِيثَ‬
‫بعض‪ .‬وتََبّلغَ به مرضُه‪ :‬اشّتدّ‪.‬‬
‫وَبَلغَ به الِبَل ِغيَ بكسر الباء وفتح اللم وتفيفها؛ عن ابن‬
‫الَعراب‪ ،‬إِذا اسَْتقْصَى ف شَْتمِه وأَذاهُ‪ .‬والُبلَ ِغيُ والبَِل ِغيُ‪.‬‬
‫الدّاهيةُ‪ :‬وف الديث‪ :‬أَن عائشة قالت لَمي الؤمني عليّ‪ ،‬عليه السلم‪،‬‬
‫ت يومَ الملِ‪ :‬قد َبَل ْغتَ مِنّا الُبِلَ ِغيَ؛ معناه َأنّ‬ ‫حي أُ ِخذَ ْ‬
‫ت منا كل مَْبَلغٍ‪ ،‬يروى بكسر الباء‬ ‫الَ ْربَ قد َج َهدَتْنا وَبَلغَ ْ‬
‫ت منا كل مَْبَلغٍ‪ .‬وقال أَبو‬ ‫وضمها مع فتح اللم‪ ،‬وهو مَثَلٌ‪ ،‬معناه َبَلغْ َ‬
‫ت منا‬ ‫عبيد ف قولا قد َبَل ْغتَ منا الُبِلَ ِغيَ‪ :‬إنه مثل قولم لَقِي َ‬
‫البُ َر ِحيَ وا َل ْق َورِينَ‪ ،‬وكل هذا من الدّواهِي‪ ،‬قال ابن الَثي‪:‬‬
‫والَصل فيه كأَنه قيل‪ :‬خَ ْطبٌ ُبَلغٌ وِبَلغٌ أَي َبلِيغٌ‪ ،‬وَأمْ ٌر بُ َرحٌ‬
‫وبِ َرحٌ أَي مُبَرّح‪ ،‬ث جعا على السلمة إِيذانا بَأنّ الطوب ف‬
‫شدّة نِكايَتِها بنلة العُقلء الذين لم َقصْد وتعمّد‪.‬‬
‫وباَلغَ فلن ف َأمْرِي إذا ُيقَصّر فيه‪.‬‬
‫والُب ْلغَةُ‪ :‬ما يُتََبّلغُ به من العيش‪ ،‬زاد الَزهري‪ :‬ول َفضْلَ‬
‫فيه‪.‬وتََبلّغ بكذا أَي اكتفَى به‪ .‬وَبّلغَ الشْيبُ ف رأْسه‪ :‬ظهر َأوّلَ‬
‫ما يظهر‪ ،‬وقد ذكرت ف العي الهملة أَيضا‪ ،‬قال‪ :‬وزعم البصريون أَن ابن‬
‫الَعراب صحّف ف نوا ِدرِه فقال مكان َبّلعَ َبّل َغ الشيبُ‪ ،‬فلما قيل‬
‫له إِنه تصحيف قال‪َ :‬بّل َع وَبلّغَ‪ .‬قال أَبو بكر الصّولّ‪ :‬وقرئ‬
‫يوما على أَب العباس ثعلب وأَنا حاضر هذا ‪ ،‬فقال‪ :‬الذي أَكتب َبلّغ‪ ،‬كذا‬
‫قال بالغي معجمة‪.‬‬
‫ع ف لغة أَهل الدينة‪ ،‬وهي بالفارسية بايْها‪.‬‬ ‫والبالِغاءُ‪ :‬الَكارِ ُ‬
‫والتّْبلِغةُ‪ :‬سَيْر ُيدْرج على السّيَة حيث انتهى ط َرفُ الوَتَر ثلث‬
‫مِرارٍ أَو أَربعا ِلكَ ْي يَثُْبتَ الوتر؛ حكاه أَبو حنيفة جعل التبلغة‬
‫اسا كالّتوْدِيةِ والتّْنهِي ِة ليس بصدر‪ ،‬فتفهّمه‪.‬‬
‫@بوغ‪ :‬الَبوْغاءُ‪ :‬التراب عامة‪ ،‬وقيل‪ :‬هي التّرْبَةُ الرّخوة الت‬
‫كأَنا َذرِيرةٌ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة‪:‬‬
‫َتشُجّ با َبوْغا َء ُقفّ ‪ ،‬وتارةً‬
‫ب آمِلةٍ ُعفْرِ‬‫َتسُ ّن عليها تُرْ َ‬
‫يعن كُثْبا َن رَمْلٍ؛ قال وقال آخر‪:‬‬
‫َل َعمْ ُركَ‪ ،‬لول َأرْبعٌ ما َت َعفّرَتْ‬
‫بِبَغدانَ‪ ،‬ف َبوْغائِها ‪ ،‬ال َقدَمانِ‬
‫وقيل‪ :‬الَبوْغاءُ التّرابُ الاب ف الَواء‪ ،‬وقيل‪ :‬هو التراب الذي‬
‫يطي من دقته إِذا مُسّ؛ وف حديث سطيح‪:‬‬
‫َتُلفّه ف الرّيحِ َبوْغا ُء ال ّدمَنْ‬
‫الَبوْغاءُ‪ :‬التراب النا ِعمُ‪ ،‬والدّمَنُ‪ :‬منه ما َت َدمّنَ أَي‬
‫ج ّم َع وَتلَبّدَ؛ قال ابن الَثي‪ :‬وهذا اللفظ كأَنه من القلوب تلفه الريح‬ ‫َت َ‬
‫ف بوغاء الدمن؛ قال‪ :‬وتشهد له الرواية الُخرى‪:‬‬
‫تلفه الرّيحُ ببوغاء الدمن‬
‫ومنه الديث ف أَرض الدينة‪ :‬إِنا هي سِباخٌ وَبوْغاء‪ .‬وَبوْغاءُ‬
‫الناسِ‪َ :‬س ِفلَتُهم و َحمْقاهُم وطاشَتُهم‪ .‬والَبوْغُ‪ :‬الذي يكون ف َأجْوافِ‬
‫ال ِفقَع ِة وهو من ذلك ‪.‬‬
‫وتََبوّغَ به الدمُ‪ :‬هاجَ كتََبّيغَ‪ ،‬وتََبوّغَ الرجلُ بصاحبه‬
‫فغلبه‪ ،‬وتََبوّغَ الد ّم بصاحبه فقتله‪ .‬وحكى بعض الَعراب‪ :‬مَنْ هذا‬
‫سدُ‪ .‬وتََبوّغَ‬ ‫حَ‬ ‫غ عليه ومَن هذا الُبَّيغُ عليه؟ معناه ل ُي ْ‬ ‫الَُبوّ ُ‬
‫سعَ‪.‬‬‫الش ّر وتََبوّقَ إِذا اّت َ‬
‫@بيغ‪ :‬تَبَّيغَ به الدمُ‪ :‬هاجَ به‪ ،‬وذلك حي تَ ْظهَرُ ُحمْرَتُه ف‬
‫الَبدَن‪ ،‬وهو ف الشفة خاصّة البَْيغُ‪.‬‬
‫أَبو زيد‪ :‬تَبَّيغَ به الن ْومُ إِذا َغلَبَه‪ ،‬وتبّيغَ به الدمُ‬
‫غَلبه‪ ،‬وتبّيغَ به الرضُ غلبه‪ .‬وقال شر‪:‬تبّي َغ به الدمُ أَن َي ْغلِيبَه‬
‫حت َي ْقهَرَه‪ ،‬وقال بعض العرب‪ :‬تبيّغ به الدم أَي تَرَدّدَ فيه الدم‪.‬‬
‫وتبيغَ الاءُ إذا تَرَدّدَ فَتحَيّ َر ف َمجْراه مرّة كذا ومرّة كذا‪،‬‬
‫وكذلك تََب ّوحَ به الد ُم‬
‫(* قوله «وكذلك تبوّح به الدم» كذا ف الصل‬
‫باء مهملة ولعله بغي معجمة‪ .).‬والبَْيعُك ت َوّقدُ الدم حت يظه َر ف‬
‫العُروق‪ .‬قال شر‪َ :‬أقْرأَن ابن الَعراب لرؤبة‪:‬‬
‫فا ْعَلمْ وليس ال ْرأْيُ بالتّبَّيغِ‬
‫وفسّر التبيّغ من كل كتََبّيغِ الدا ِء إذا أَخذ ف جسده كله واستدّ؛‬
‫وقوله أَنشده ثعلب‪:‬‬
‫وَت ْعَلمْ نَزِيغاتُ ا َلوَى َأ ّن وِدّها‬
‫تَبَّي َغ مِنّي كلّ عَ ْظمٍ و َمفْصِلِ‬
‫ل يفسره‪ ،‬وهو يتمل أَن يكون ف معن رَ ِكبَ فينتصب انتصاب الفعمل‪،‬‬
‫ويوز أَن يكون ف معن هاج وثارَ فيكون التقدير على هذا‪ :‬ثارَ من على‬
‫كلّ عَ ْظمٍ و َمفْصِلِ‪ ،‬فحذف على وعدّى الفعل بعد حذف الرف‪ .‬وتبَّيغَ به‬
‫الدم َغلَبه وَقهَرَه كأَنه مقلوب عن البغي أَي تََبغّى مثل َجذَبَ‬
‫وجََب َذ وما َأطْيَبَه وأَيْطَبَه؛ عن اللحيان‪ .‬وإِنك عاِلمٌ ول تَُبغْ أَي‬
‫ل َتبَّيغُ بك العيُ فتصيبك كما يَتَبَّيغُ الد ُم بصاحبه فيقتله‪.‬‬
‫وحكى بعض الَعراب‪ :‬مَنْ هذا الَُبوّغُ عليه ومَن هذا الَُبّيغُ عليه؟‬
‫سدُ‪ .‬وف الديث‪ :‬عليكم بالجامة ل يَتَبَّيغْ بأَحدِكم‬ ‫حَ‬‫معناه ل ُي ْ‬
‫الدمُ فَيقُْتلَه أَي ل يََتهَيّجَ‪ ،‬وقيل‪ :‬أَصله من الَبغْي‪،‬يريد‬
‫تََبغّى فقدّم الياء وأَخّر الغي‪ .‬وقال ابن الَعراب‪ :‬تَبَّيغَ‬
‫وتََبوّغَ‪ ،‬بالواو والياء‪ ،‬وأصله من الَبوْغاء وهو الترابُ إِذا ثار‪ ،‬فمعناه ل‬
‫يَثُ ْر بأَحدكم الدمُ‪ .‬وف الديث‪ :‬إذا تَبَّيغَ بأَحدكم الدمُ‬
‫جمْ‪ .‬وف حديث ابن عمر‪ :‬اْبغِن خادِما ل يكونُ َقحْما فانيا ول‬ ‫َفلَْيحَْت ِ‬
‫صغيا ضَرَعا فقد تََبّيغَ ب الدمُ‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@بثق‪ :‬البَثْقُ‪ :‬كسْرُك شطّ النهر لينشقّ الاء‪ .‬ابن سيده‪ :‬بَثَق شِقّ‬
‫النهر يَبْثُقه بَثْقا كسَره ليَنَبعِث ماؤُه‪ ،‬واسم ذلك الوضع البَثْقُ‬
‫والبِثْقُ‪ ،‬وقيل‪ :‬ها مُنَْب َعثُ الاء‪ ،‬وجعه بُثوق‪ .‬وقد بَثَقَ الاءُ‬
‫وانْبَثَ َق عليهم إذا أَقبل عليهم ول يظنوا به‪ ،‬وانبثق عليهم الَمرُ‪:‬‬
‫هجَم من غي أَن يشعرُوا به‪ .‬وبَثَق السي ُل موضع كذا يبثُق َبثْقا‬
‫وبِثْقا؛ عن يعقوب‪ ،‬أَي خَرَقه وشقّه فانبثق له أَي انفجَر؛ قال أَبو عبيد‪:‬‬
‫هو بَثْقُ السيل‪ ،‬بفتح الباء‪ .‬قال أَبو زيد‪ :‬يقال للرّكيّة الُمتلِئة‬
‫ما ًء باثقة وقد بثَقت تبثُق بثُوقا‪ ،‬وهي الطامية‪ .‬وفلن باثِقُ الكَ ْرمِ‬
‫أَي غَزِيرُه‪.‬‬
‫والبثَق‪ :‬داء يصيب الزرع من ماء السماء‪ ،‬وقد بثِقَ‪.‬‬
‫@بق‪ :‬الَبخَق‪ :‬أَقبح ما يكون من ال َعوَر وأَكثرُه َغمَصا؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫وما بعَيْنَيْه عواوِيرُ الَبخَقْ‬
‫خسِف العيُ بعد ال َعوَر‪ .‬وف حديث زيد بن‬ ‫وقال شر‪ :‬الَبخَق أَن َت ْ‬
‫خ َقتْ مائةُ دينار؛‬ ‫ثابت‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬أَنه قال‪ :‬ف العي القائمة إذا ُب ِ‬
‫أراد إذا كانت العي صحيحة الصورة قائمة ف موضعها إلّ أَن صاحبها ل‬
‫خ َقتْ بعدُ ففيها مائة دينار؛ قال شر‪ :‬أَراد زيد أَنا إن‬ ‫يُبصِر ث ُب ِ‬
‫َعوِرت ول تَْنخَسف وهو ل يُبصر با إلّ أَنا قائمة ث ُفقِئت بعد‬
‫ففيها مائة دية‪ .‬وقال ابن الَعراب‪ :‬الَبخَق أَن يذهَب بصرُه وتبقى عينه‬
‫خقْتُها إذا‬ ‫خقَت عينُه إذا ذهبت‪ ،‬وأَْب َ‬ ‫مُنْفتحة قائمة‪ .‬وقال أَبو عمرو‪َ :‬ب ِ‬
‫فقأْتا؛ ومنه حديث َنهْيه عن الَبخْقاء ف الَضاحي‪ ،‬ومنه حديث عبد‬
‫اللك بن عمي يصف الَحنَف‪ :‬كان ناتئَ الوَجْنة باخِقَ العي‪ .‬ابن سيده‪:‬‬
‫خقَت‪ :‬عارَتْ أشدّ العوَر‪ ،‬والفتح أَعلى‪ .‬وعي َبخْقاء‬ ‫َبقَت عينُه وَب ِ‬
‫خقَها‪:‬‬
‫خقُها َبخْقا وأَْب َ‬
‫خقَها يَْب َ‬‫وَبخِيق وَبخِيقة‪ :‬عوْراء‪ ،‬وقد َب َ‬
‫عوّرها‪ .‬ورجل َبخِيق وأَْبخَقُ‪ :‬مَْبخُوق العي‪ .‬الوهري‪ :‬الَبخَق‪،‬‬
‫بالتحريك‪ ،.‬ال َعوَر باْنخِساف العي‪.‬‬
‫خ ُدقٌ‪ :‬الَب الذي قال له بالفارسية «اسْفيُوش»‬ ‫@بدق‪ُ :‬ب ْ‬
‫(* قوله‬
‫«اسفيوش» كذا ف الصل بالشي العجمة‪ ،‬وف شرح القاموس بالهملة)‪ .‬قال ابن‬
‫بري‪ :‬قال ابن خالويه البخدق نبت ول يعرف إل من أُم اليثم‪.‬‬
‫@بنق‪ :‬الليث‪ :‬الُبخْنُق بُ ْرقُع ُي َغشّي العُنق والصدر‪ ،‬والبُرْنُس‬
‫الصغي يسمى ُبخْنَقا؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫عليه من ال ّظلْماء جُ ّل وُبخْنَقُ‬
‫ابن سيده‪ :‬الُبخْنُق البقع الصغي‪ .‬والُبخْنُق‪ :‬خرقة تلبسها الرأَة‬
‫فتغطي رأْسها ما قبَ َل منه وما دَبَر غي وسَط رأْسها‪ ،‬وقيل‪ :‬هي خرقة‬
‫ط طَ َرفَيْها تت حنكها وَتخِيط معها خِرْقة على موضع‬ ‫َتقَنّع با وَتخِي ُ‬
‫البهة‪ .‬يقال‪ :‬تََبخَْنقَت‪ ،‬وبعضهم يسميه ا ِلحْنك‪ .‬وقال اللحيان‪:‬‬
‫الُبخْنُقُ والُبخْنَقُ أَن تُخاط خرقة مع الدّرع فيصي كأَنه ُترْس فتجعله‬
‫الرأَة على رأْسها‪ .‬الصحاح ف ترجة بق‪ :‬البخنق خرقة َتقَنّع با الارية‬
‫وتشد طرفيْها تت حنكها لتُوقّي الِمار من الدّهْن أَو الدهن من‬
‫الغُبار‪ .‬ابن بري‪ :‬قال ابن خالويه البخنق أَصل عنق الرادة‪ ،‬وُبخْنق الَرادة‪:‬‬
‫للْباب الذي على أصل عُنقها‪ ،‬وجعه بَخانِقُ‪ ،‬وبعض بن ُعقَيْل يقول‬ ‫اِ‬
‫ُبحْنق‪.‬‬
‫والَُبخْنَق من اليل‪ :‬الذي أَخَذت غُرّتُه لييه إل أُصول أُذنيه‪.‬‬
‫@بذق‪ :‬البا ِذقُ والبا َذقُ‪ :‬المر الَحر‪ .‬ورجل حاذِقٌ باذِق‪ :‬إتباع‪.‬‬
‫وسئل ابن عباس‪ ،‬رضي ال عنهما‪ ،‬عن الباذِقِ فقال‪ :‬سبقَ ممد الباذِقَ‪ ،‬وما‬
‫أَسكر فهو حرام؛ قال أَبو عبيد‪ :‬الباذِقُ والباذَق كلمة فارسية عُرّبت‬
‫فلم نَعرفها؛ قال ابن الَثي‪ :‬وهو تعريب باذَه‪ ،‬وهو اسم المر بالفارسية‪،‬‬
‫أَي ل يكن ف زمانه أَو سبق قوله فيه وف غيه من جنسه‪ ،‬وما أُعرب‬
‫ق الشّطْرَنج؛ وحذف الشاعر الياء‬ ‫البَياذِقة الرجّالة‪ ،‬ومنه بَْيذَ ُ‬
‫ف ُبذُوقُها‬ ‫فقال‪:‬وللشّ ّر ُسوّاقٌ خِفا ٌ‬
‫أَراد خفافٌ بيا ِذقُها كأَنه جعل البيذق َبذْقا؛ قال ذلك ابن بزرج‪ .‬وف‬
‫غَزوة الفتح‪ :‬وجعلَ أَبا عبيدة على البياذِقةِ؛ هم الرجّالة‪ ،‬واللفظة‬
‫فارسية معربة‪ُ ،‬سمّوا بذلك لفة حركتهم وأَنم ليس معهم ما يُثقلهم‪.‬‬
‫@بذرق‪ :‬الحكم‪ :‬الَب ْذ َرقَةُ فارسي معرّب؛ قال ابن بري‪ :‬الَبذْرقة‬
‫ق ومعي سيفي؛ وقاتل حت قُتل‪ .‬وقال ابن‬ ‫الُفارة؛ ومنه قول التنب‪ :‬أَُب ْذرَ ُ‬
‫خالويه‪ :‬ليست الَبذْرقة عربية وإنا هي فارسية فعرّبتها العرب‪ .‬يقال‪:‬‬
‫ب َعثَ السلطان َب ْذرَقة مع القافلة‪ ،‬بالذال معجمة‪ .‬وقال الروي ف فصل عصم‬
‫صمُ با‪.‬‬ ‫من كتابه الغريبي‪ :‬إن البذرقة يقال لا ِعصْمة أي ُيعَْت َ‬
‫@برق‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬البَ ْرقُ سَوط من نور يَزجرُ به اللَكُ السحاب‪.‬‬
‫والبَ ْرقُ‪ :‬واحد بُروق السحاب‪ .‬والبَرقُ الذي يَلمع ف الغيم‪ ،‬وجعه بُروق‪.‬‬
‫وبرَقت السماء تَبْرُق بَرْقا وَأبْرَقتْ‪ :‬جاءَت بِبَرق‪ .‬والبُرْقةُ‪:‬‬
‫ا ِلقْدار من البَرْق‪ ،‬وقرئ‪ :‬يكاد سنَا بُ َرقِه‪ ،‬فهذا ل مالة جع‬
‫بُرْقة‪ .‬ومرت بنا الليلةَ سحابة برّاقة وبارقةٌ أَي سحابة ذات بَرْق؛ عن‬
‫اللحيان‪ .‬وأَبْرَق القوم‪ :‬دخلوا ف الَبرْق‪ ،‬وأَبرقُوا البْق‪ :‬رَأوْه؛ قال‬
‫ُطفَيْل‪:‬‬
‫ظعائن أَبْ َرقْنَ الَرِيفَ و ِشمْنَه‪،‬‬
‫و ِخفْنَ الُمامَ أَن تُقاد قَنَاِبلُهْ‬
‫قال الفارسي‪ :‬أَراد أَبْ َرقْن بَرْقه‪ .‬ويقال‪ :‬أَبرقَ الرجل إذا َأ ّم‬
‫البقَ أَي قصَده‪ .‬والبارِقُ‪ :‬سحاب ذو بَرْق‪ .‬والسحابة بارقةٌ‪ ،‬وسحابةٌ‬
‫بارقة‪ :‬ذات بَرق‪ .‬ويقال‪ :‬ما فعلت البارقة الت رأَيتَها البارحة؟ يعن‬
‫السحابة الت يكون فيها بَرق؛ عن الَصمعي‪ .‬بَ َرقَت السماء ور َعدَت بَرَقانا‬
‫أَي َل َمعَت‪ .‬وبرَق الرّجل ورعَد يرعُد إذا تدّد؛ قال ابن أَحر‪:‬‬
‫ك بِلدُنا‬‫يا جَلّ ما َب ُعدَتْ علي َ‬
‫ك وارْ ُعدِ‬‫وطِلبُنا‪ ،‬فابْرُقْ بَأرْضِ َ‬
‫وبرَق الرجل وأبرَق‪ :‬تدّد وَأوْعد‪ ،‬وهو من ذلك‪ ،‬كأَنه أَراه‬
‫َمخِيلةَ الَذى كما يُري البقُ ميلةَ الطَر؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫ت منه الصّرِية‪ ،‬أَب َرَقتْ‬ ‫إذا َخشَِي ْ‬
‫له بَرْق ًة من ُخّلبٍ غي ماطِرِ‬
‫ق وبرَق سواء‪ ،‬وكان الَصمعي ينكر‬ ‫جاء بالصدر على ب َرقَ لن أَبْرَ َ‬
‫أَبْرق وأَرعد ول يك يرى ذا الرّمة حُجةً؛ وكذلك أَنشد بيت الكميت‪:‬‬
‫ق وَأرْعِد يا يزيـ‬ ‫أَبْرِ ْ‬
‫ـدُ‪ ،‬فما وَعِيدُك ل بِضائرْ‬
‫فقال‪ :‬هو جُ ْرمُقاِنيّ‪ .‬الليث‪ :‬البَرق دخِيل ف العربية وقد استعملوه‪،‬‬
‫وجعه البِرْقان‪ .‬وَأرْ َعدْنا وَأبْ َرقْنا بكان كذا وكذا أَي رأَينا‬
‫ق ُخلّبٍ‪ ،‬بالضافة‪ ،‬وبرقٌ ُخّلبٌ‬ ‫لّلبِ وبر ُ‬ ‫البق والرعد‪ .‬ويقال‪ :‬برْق ا ُ‬
‫بالصفة‪ ،‬وهو الذي ليس فيه مطر‪ .‬وأَرعَد القومُ وأَب َرقُوا أَي أَصابم‬
‫رَعْد وبَرق‪ .‬واستَبْ َرقَ الكانُ إذا َلمَع بالبق؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫س َمتْ‪،‬‬ ‫َيسْتَبْ ِرقُ ا ُلفُ ُق الَقصَى‪ ،‬إذا ابَْت َ‬
‫َل ْمعَ السّيُوفِ‪ِ ،‬سوَى َأغْمادِها‪ ،‬ال ُقضُبِ‬
‫وف صفة أَب إدريسَ‪ :‬دخلْت مسجد ِد َمشْقَ فإذا فت بَرّاقُ الثنايا؛‬
‫وصَف ثناياه بالُسن والضّياء‬
‫(*قوله «والضياء» الذي ف النهاية‪ :‬والصفاء)‬
‫وأنا َت ْلمَع إذا تبسّم كالبق‪ ،‬أَراد صفة وجهه بالِبشْر والطّلقة؛‬
‫ومنه الديث‪ :‬تَبْرقُ أَساريرُ وجههِ أَي تلمع وَتسْتَنِيُ كالبَرْق‪.‬‬
‫بَرق السيفُ وغيه يَبْرُق بَرْقا وبَرِيقا وبرُوقا وبَرَقانا‪ :‬لَع‬
‫وَتلْلَ‪ ،‬والسم البَريق‪ .‬وسيفٌ إبْريق‪ :‬كثي الّلمَعان والاء؛ قال ابن‬
‫أَحر‪:‬‬
‫َت َعلّق إبْرِيقا‪ ،‬وأَظهر َجعْبةً‬
‫لُي ْهلِكَ حَيّا ذا زُهاء وجامِلِ‬
‫والبْريقُ‪ :‬السيفُ الشديدُ البَرِيق؛ عن كراع‪ ،‬قال‪ :‬سي به لفعله‪،‬‬
‫وأَنشد البيت التقدم؛ وقال بعضهم‪ :‬البريق السيف ههنا‪ ،‬سي به لبَرِيقِه ‪،‬‬
‫وقال غيه‪ :‬البريق ههنا َقوْس فيه تَلمِيعُ‪ .‬وجاريةٌ إبريقٌ‪ :‬برّاقة‬
‫السم‪ .‬والبارِقةُ‪ :‬السيوفُ على التشبيه با لبياضها‪ .‬ورأَيت البارِقةَ أي‬
‫بريقَ السلح؛ عن اللحيان‪ .‬وف الديث‪ :‬كفى ببارقة السيوف على رأْسه‬
‫فتن ًة أي َلمَعانِها‪ .‬وف حديث َعمّار‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬الن ُة تت البارقة أي‬
‫تت السيوف‪ .‬يقال للسلح إذا رأيت برِيقَه‪ :‬رأيتُ البارقة‪ .‬وأبرَق الرجل‬
‫إذا لع بسيفه وبَرق به أيضا‪ ،‬وأبرَق بسيفه يُبْرق إذا لع به‪ .‬ول‬
‫أَفعله ما برَق ف السماء نم أَي ما طلع‪ ،‬عنه أَيضا‪ ،‬وكله من البق‪.‬‬
‫والبُراق‪ :‬دابّة يركبها الَنبياء‪ ،‬عليهم السلم‪ ،‬مشتقة من البَرْق‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬الباق فرس جبيل‪ ،‬صلى ال على نبينا وعليه وسلم‪ .‬الوهري‪ :‬الباق‬
‫اسم دابة ركبها سيدنا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ليلة ا ِلعْراج‪،‬‬
‫وذُكر ف الديث قال‪ :‬وهو الدابة الت ركبها ليلة السْراء؛ سي بذلك لنُصوع‬
‫لونه وشدّة بريقه‪ ،‬وقيل‪ :‬لسُرعة حركته شبهه فيها بالبَرْق‪.‬‬
‫وشيءٌ برّاقٌ‪ :‬ذو بَرِيق‪ .‬والبُرقانة‪ُ :‬دفْعة‬
‫(*قوله «والبقانة دفعة»‬
‫ق البدن‪.‬‬ ‫ضبطت ف الصل الباء بالضم‪ ).‬البيق‪ .‬ورجل بُرْقانٌ‪َ :‬برّا ُ‬
‫ق بصَرَه‪ْ :‬للَ به‪ .‬الليث‪ :‬برّق فلن بعينيه تَبْريقا إذا ْللَ‬ ‫وبرّ َ‬
‫بما من شدّة النظر؛ وأَنشد‪:‬‬
‫و َطفِ َقتْ بعَيْنِها تَبْريقا‬
‫نوَ الَميِ‪ ،‬تَبْتَغي تَطْليقا‬
‫وبرّقَ عينيه تبيقا إذا أَو َسعَهما وأَحدّ النظر‪ .‬وبرّق‪ :‬لوّح‬
‫بشيء ليس له مِصْداق‪ ،‬تقول العرب‪ :‬ب ّرقْت وع ّرقْت؛ ع ّر ْقتُ أَي قلّلت‪.‬‬
‫ت وبرّقت لوّحتَ بشيء ليس له‬ ‫ل فقال له صاحبه‪ :‬ع ّر ْف َ‬ ‫و َعمِل رجل َعمَ ً‬
‫ق بصرُه بَرَقا وبرَق يبُق بُرُوقا؛ الَخية عن‬ ‫مِصداق‪ .‬وبَرِ َ‬
‫ش فلم يبصر‪ ،‬وقيل‪ :‬تيّر فلم يَطْ ِرفْ؛ قال ذو الرمة‪:‬‬ ‫اللحيان‪ :‬دَهِ َ‬
‫ضتْ‬‫ولو أ ّن لُقمانَ الَكيمَ َتعَرّ َ‬
‫لعَينيْ ِه مَيّ سافِرا‪ ،‬كا َد يَبْرَقُ‬
‫وف التنيل‪ :‬فإذا بَرِقَ البصر‪ ،‬وبَرَقَ‪ ،‬قُرئ بما جيعا؛ قال‬
‫الفراء‪ :‬قرأَ عاصم وأَهل الدينة برِق‪ ،‬بكسر الراء‪ ،‬وقرأَها نافع وحده برَق‪،‬‬
‫ق فمعناه فَزِع؛ وأَنشد‬ ‫بفتح الراء‪ ،‬من البَريق أَي شخَص‪ ،‬ومن قرَأ بَرِ َ‬
‫قول طرَفة‪:‬‬
‫فَن ْفسَكَ فاْنعَ ول تَْنعَن‪،‬‬
‫وداوِ الكُلومَ ول تَبْ َرقِ‬
‫ع من َهوْل الِراح الت بك‪ ،‬قال‪ :‬ومن قرَأ بَرَق يقول‬ ‫يقول‪ :‬ل تَفزَ ْ‬
‫ق بصرُه أيضا كذلك‪.‬‬ ‫فتح عينيه من الفزَع‪ ،‬وب َر َ‬
‫وأَب َرقَه الفزَعُ‪ .‬والبَرَقُ أيضا‪ :‬الفزع‪ .‬ورجل بَرُوقٌ‪ :‬جَبان‪ .‬ثعلب‬
‫ق العي الُنْفتحة‪ .‬وف‬ ‫ق الضّبابُ‪ ،‬والبُرْ ُ‬ ‫عن ابن الَعراب‪ :‬البُ ْر ُ‬
‫حديث ابن عباس‪ ،‬رضي ال عنهما‪ :‬لكل داخل بَرْقة أَي دَهْشة‪ ،‬والبَرَقُ‪:‬‬
‫الدهِشُ‪ .‬وف حديث عَمرو‪ :‬أَنه كتب إل عمر‪ ،‬رضي ال عنهما‪ :‬إنّ البحر‬
‫َخلْق عظيم يَرْكبه خَلق ضَعيف دُود على عُود بي غرَق وبَرَق؛ البَرَقُ‪،‬‬
‫ليْرة والدهَش‪ .‬وف حديث الدعاء‪ :‬إذا برقت الَبصار‪ ،‬يوز‬ ‫بالتحريك‪ :‬ا َ‬
‫كسر الراء وفتحها‪ ،‬فالكسر بعن الَيْرة‪ ،‬والفتح بعن البيق اللّموع‪.‬‬
‫ضعُفتا‬‫شيّ‪ :‬فاحتمله حت إذا ب ِرقَت قدماه رمَى به أَي َ‬ ‫وف حديث وَ ْح ِ‬
‫وهو من قولم برَق بصره أَي ضعف‪.‬‬
‫ش ّذرُ بذنبها من غي لقَح؛ عن ابن الَعراب‪ .‬وأَب َرقَت‬ ‫وناقة بارق‪َ :‬ت َ‬
‫الناقةُ بذَنبها‪ ،‬وهي مُبِق وبَرُوقٌ؛ الَخية شاذة‪ :‬شالت به عند‬
‫اللّقاح‪ ،‬وبرَقت أَيضا‪ ،‬ونُوق مَبارِيقُ؛ وقال اللحيان‪ :‬هو إذا شالَت‬
‫بذنبها وتلقّحت وليست بلقح‪ .‬وتقول العرب‪ :‬دَعْن من َتكْذابِك وتأْثامك‬
‫َشوَلنَ البَرُوق؛ نصب شولن على الصدر أَي أَنك بنلة الناقة الت‬
‫تُبْرِق بذنبها اي تشولُ به فتوهك أَنا لقح‪ ،‬وهي غي لقح‪ ،‬وجع البَرُوق‬
‫بُ ْرقٌ‪ .‬وقول ابن الَعراب‪ ،‬وقد ذكر شهرَزُورَ‪ :‬قبّحها ال إنّ رجالا‬
‫لنُزْق وإنّ عقاربا لبُرْق أَي أَنا تشول بأَذنابا كما تشول الناقة‬
‫البَروق‪ .‬وأَبرقت الرأَة بوجهها وسائر جسمها وبرَقت؛ الَخية‬
‫(*قوله‬
‫«الخية إل» ضبطت ف الصل بتخفيف الراء‪ ،‬ونسب ف شرح القاموس برّقت‬
‫مشددة للحيان‪ ).‬عن اللحيان‪ ،‬وب ّرقَت إذا تعرّضت وتسّنت‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫َأظْهرته على َعمْد؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫خدَعْنَ بالتبْريق والتَأنّث‬ ‫َي ْ‬
‫وامرأَة برّاقة وإبْريق‪ :‬تفعل ذلك‪ .‬اللحيان‪ :‬امرأَة إبريق إذا كانت‬
‫برّاقة‪ .‬ورعَدت الرأَة وب َرقَت أَي تزيّنت‪.‬‬
‫والبُرْقانةُ‪ :‬الَرادة التلوّنة‪ ،‬وجعها بُرْقانٌ‪.‬‬
‫والبُرْقةُ والبَرْقاء‪ :‬أَرض غليظة متلطة بجارة ورمل‪ ،‬وجعها بُ َرقٌ‬
‫وبِراقٌ‪ ،‬شبهوه ِبصِحاف لَنه قد استعمل استعمال الَساء‪ ،‬فإذا اتسعت‬
‫البُرقة فهي الَبْ َرقُ‪ ،‬وجعه أَبارق‪ ،‬كسّر تكسي الَساء لغلبته‪.‬‬
‫الَصمعي‪ :‬الَبْرقُ والبَرْقاء ِغلَظ فيه حجارة ورمل وطي متلطة‪ ،‬وكذلك‬
‫البُرْقة‪ ،‬وجع البَرقاء بَرْقاوات‪ ،‬وتمع البُرقة بِراقا‪ .‬ويقال‪ :‬قُْن ُفذُ‬
‫ضبّ ُكدْية‪ ،‬والمع بُ َرقٌ‪.‬‬ ‫بُرْقةٍ كما يقال َ‬
‫س أَبرقُ‪ :‬فيه سواد وبياض‪ .‬قال اللحيان‪ :‬من الغنم أَبرق وبَرقاء‬ ‫وتَيْ ٌ‬
‫للُنثى‪ ،‬وهو من الدوابّ أَبلَق وَبلْقاء‪ ،‬ومن الكلب أَبقَع وَبقْعاء‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬أَبْ ِرقُوا فإنّ دمَ َعفْراء أَزكى عند ال من دم‬
‫ضحّوا بالبقاء‪ ،‬وهي الشاة الت ف خِلل صوفها الَبيض طاقات‬ ‫َسوْداوين‪ ،‬أَي َ‬
‫سمَن‪ ،‬من بَ َرقْت له إذا د ّس ْمتَ‬ ‫سود‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه اطلُبوا ال ّد َسمَ وال ّ‬
‫طعامه بالسمْن‪ .‬وجبَل أَبرقُ‪ :‬فيه لونانِ من سواد وبياض‪ ،‬ويقال للجبَل‬
‫ق البل ملوطا‬ ‫ق لبُرْقة الرمل الذي تته‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الَبر ُ‬ ‫أَبر ُ‬
‫برمل‪ ،‬وهي البُرْقةُ ذاتُ حجارة وتراب‪ ،‬وحجارتا الغالب عليها البياض‬
‫ق لك بلوْن‬ ‫وفيها حجارة حُمر وسود‪ ،‬والترابُ أَبيض وأَعْفر وهو يَْبرُ ُ‬
‫حجارتا وترابا‪ ،‬وإنا بَ ْرقُها اختلفُ ألوانا‪ ،‬وتُنْبِت أَسنادُها وظهرُها‬
‫ض أحيانا؛ ويقال‬ ‫البقْ َل والشجر نباتا كثيا يكون إل جنبها الرّو ُ‬
‫للعي بَرْقاء لسواد الَدقة مع بياض الشحْمة؛ وقول الشاعر‪:‬‬
‫ح ِدرٍ من رْأسِ بَرْقاءَ‪ ،‬حَطّه‬ ‫بُْن َ‬
‫ب مُزايِ ِل‬
‫تذَكّ ُر بَيْ ٍن من حَبِي ٍ‬
‫(*قوله «تذكر» ف الصحاح‪ :‬مافة)‪.‬‬
‫يعن َدمْعا ان َدرَ من العي‪ ،‬وف الحكم‪ :‬أَراد العي لختلطها‬
‫بلوني من سواد وبياض‪ .‬و َروْضة بَرْقاء‪ :‬فيها لونان من النبْت؛ أَنشد‬
‫ثعلب‪:‬لدى َروْض ٍة قَرْحا َء بَرْقاء جادَها‪،‬‬
‫ضبُ‬‫من الدّْل ِو وال َوسْ ِميّ‪ ،‬طَلّ وها ِ‬
‫ويقال للجراد إذا كان فيه بياض وسواد‪ :‬بُرْقانٌ؛ وكلّ شيء اجتمع فيه‬
‫سواد وبياض‪ ،‬فهو أَبْرق‪ .‬قال ابن برّي‪ :‬ويقال للجَنادِب البُرْقُ؛ قال‬
‫َطهْمان الكلب‪:‬‬
‫قَ َطعْت‪ ،‬وحِرْباء الضّحى مَُتشَ ّوسٌ‪،‬‬
‫ق يَ ْر َمحْنَ الِتانَ َنقِيقُ‬
‫وِللْبُرْ ِ‬
‫والّنقِيق‪ :‬الصّرِير‪ .‬أبو زيد‪ :‬إذا أَ َد ْمتَ الطعام ب َدسَم قليل قلت‬
‫بَ َرقْتُه أَبْ ُرقُه بَرْقا‪ .‬والبُرْقةُ‪ِ :‬قلّة الدسَم ف الطعام‪.‬‬
‫وبَ َرقَ الُ ْدمَ بالزيت والدسَم يَبْ ُرقُه بَرْقا وبُروقا‪ :‬جعل فيه شيئا‬
‫يسيا‪ ،‬وهي البَريقة‪ ،‬وجعها بَرائقُ‪ ،‬وكذلك التبارِيقُ‪ .‬وبرَق الطعامَ‬
‫يبُقه إذا صب فيه الزيت‪.‬‬
‫ق بالسمْن والهالةِ؛ ابن السكيت‬ ‫والبَريقةُ‪ :‬طعام فيه لب وماء يُبْ َر ُ‬
‫صبّ عليه إهالةٌ‬ ‫عن أَب صاعد‪ :‬البَرِيق ُة وجعها بَرائ ُق وهي اللب ُي َ‬
‫أو سن قليل‪ .‬ويقال‪ :‬ابْرُقوا الاء بزيت أي صبّوا عليه زيتا قليلً‪.‬‬
‫وقد بَ َرقُوا لنا طعاما بزيت أو سْن برْقا‪ :‬وهو شيء منه قليل ل‬
‫س ْغسِغُوه أَي ل يُكثروا دُهْنه‪ .‬الُؤرّج‪ :‬بَرّق فلن تبيقا إذا سافر‬ ‫ُي َ‬
‫ق منله أي زَيّنه و َز ّوقَه‪ ،‬وبرّقَ فلن ف‬ ‫سفرا بعيدا‪ ،‬وبَرّ َ‬
‫العاصي إذا َألَحّ فيها‪ ،‬وبَرّق ل ا َلمْرُ أي أعْيا عَليّ‪ .‬وبَرَق‬
‫ب زُبْده وتقطّع فلم‬ ‫السّقا ُء يَبْرُق بَرْقا وبُروقا‪ :‬أصابه حرّ فذا َ‬
‫يتمع‪ .‬يقال‪ :‬سِقاء بَرِقٌ‪.‬‬
‫والبُ َرِقيّ‪ :‬ال ّطفَْيلِيّ‪ ،‬حجازيّة‪.‬‬
‫لمَلُ‪ ،‬فارسيّ معرّب‪ ،‬وجعه أبْراقٌ وبِرْقانٌ وبُرقان‪.‬‬ ‫والبَ َرقُ‪ :‬ا َ‬
‫وف حديث الدجال‪ :‬أن صا ِحبَ رايتِه ف َعجْب ذَنبه مثل َألْيةِ البَرَقِ‬
‫وفيه ُهلْباتٌ ك ُهلْبات الفرس؛ البق‪ ،‬بفتح الباء والراء‪ :‬المَل‪ ،‬وهو‬
‫تعريب بَرَهْ بالفارسية‪ .‬وف حديث قتادة‪ :‬تسُوقُهم النا ُر سَوقَ البَرَقِ‬
‫ال َكسِي أي الكسور القَوائم يعن تسوقهم النار َسوْقا رَفِيقا كما‬
‫لمَل الظالع‪.‬‬ ‫يُساق ا َ‬
‫والبْرِيقُ‪ :‬إناء‪ ،‬وجعه أبارِيقُ‪ ،‬فارسي معرب؛ قال ابن بري‪ :‬شاهده قول‬
‫ي بن زيد‪:‬‬ ‫عد ّ‬
‫ودَعا بالصّبُوحِ‪ ،‬يوما‪ ،‬فجاءَتْ‬
‫قَيْن ٌة ف يَمينِها إبْرِيقُ‬
‫وقال كراع‪ :‬هو الكُوز‪ .‬وقال أبو حنيفة مرة‪ :‬هو الكوز‪ ،‬وقال مرة‪ :‬هو مثل‬
‫الكوز وهو ف كل ذلك فارسي‪ .‬وف التنيل‪ :‬يَطُوف عليهم وِلدان مُخلّدون‬
‫بأَكْواب وأَبارِيقَ؛ وأَنشد أبو حنيفة لشُبْرُمةَ الضّبّي‪:‬‬
‫شمُولِ َعشِيّةً‬ ‫كَأنّ أَبارِيقَ ال ّ‬
‫إ َوزّ بَأعْلى ال ّطفّ‪ ،‬عُوجُ الناجِرِ‬
‫والعرب تشبه أبارِيقَ المر برقاب طي الاء؛ قال أبو الِْندِيّ‪:‬‬
‫ُم َفدّمة قَزّا‪ ،‬كأ ّن رِقابَها‬
‫رِقابُ بناتِ الاء َأفْزَعَها الرّعْد‬
‫وقال عدي بن زيد‪:‬‬
‫ق طَيْرِ الـ‬ ‫بأَبارِيقَ شِبْ ِه أَعْنا ِ‬
‫ـماءِ قد جِيبَ‪ ،‬ف ْوَقهُنّ‪َ ،‬حنِيفُ‬
‫ويشبهون البْرِيق أيضا بالظب؛ قال َع ْلقَمةُ بن عَبْدة‪:‬‬
‫كَأنّ إبْرِيقَهم ظبٌ على شَ َرفٍ‪،‬‬
‫ُم َفدّ ٌم ِبسَبا الكَتّانِ َملْثُومُ‬
‫وقال آخر‬
‫كأنّ أبارِيقَ الُدامِ لدَْي ِهمُ‬
‫ظِباء‪ ،‬بأعْلى ال ّر ْقمَتَيْنِ‪ ،‬قِيامُ‬
‫ض بن أسد أُذن الكُوز بياء حطّي؛ فقال أبو الندي‬ ‫وشبّه بع ُ‬
‫اليَرْبو ِعيّ‪:‬‬
‫ق مَلِيحٍ‪،‬‬ ‫وصُبّي ف أُبَيْ ِر ٍ‬
‫كأنّ الُذْن منه رَ ْجعُ حُطّي‬
‫والبَ ْر َوقُ‪ :‬ما ي ْكسُو الَرض من َأوّل ُخضْرة النبات‪ ،‬وقيل‪ :‬هو نبت‬
‫معروف؛ قال أبو حنيفة‪ :‬البَ ْر َوقُ شجر ضعيف له ثر حبّ أسود صغار‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أَخبن أَعراب قال‪ :‬البَ ْر َوقُ نبت ضعيف رَيّا ُن له خِطَرةٌ دِقاقٌ‪ ،‬ف‬
‫لمّص‪ ،‬فيها حبّ أسود ول يرعاها شيء ول‬ ‫رُؤوسِها قَماعِيلُ صِغار مثل ا ِ‬
‫تؤكل وحدها لَنا تُورِث الّتهَبّجَ؛ وقال بعضهم‪ :‬هي بقلة َسوْء‬
‫تَنْبُت ف أوّل البقل لا قَصبة مثل السّياط وثرة َسوْداء‪ ،‬واحدته‬
‫بَ ْروَقة‪ .‬وتقول العرب‪ :‬هو أشكَرُ من بَرْوقٍ‪ ،‬وذلك أنه َيعِيشُ بأدْن ندّى‬
‫يقع من السماء‪ ،‬وقيل‪ :‬لَنه يضرّ إذا رأى السحاب‪ .‬وبَ ِرقَت البل والغنم‪،‬‬
‫بالكسر‪ ،‬تَبْرَق بَرَقا إذا اشْتَكت بُطونا من أكل البَ ْروَق؛ ويقال‬
‫أيضا‪ :‬أضْعفُ من بَرْوقةٍ؛ قال جرير‪:‬‬
‫كَأنّ سُيوفَ التّْيمِ عيدانُ بَ ْر َوقٍ‪،‬‬
‫ب ُجفُونُها‬ ‫إذا ُنضِيَت عنها لَرْ ٍ‬
‫ق وبُرَيْ ٌق وبُرْقان وبَرّاقة‪ :‬أَساء‪ .‬وبنو‬ ‫ق وبُرَيْ ِر ٌ‬
‫وبارِ ٌ‬
‫أبارِقَ‪ :‬قبيلة‪ .‬وبارِقٌ‪ :‬موضع إليه تُنسب الصّحافُ البارقية؛ قال أبو‬
‫صحْفةٍ با ِرقِيّةٍ‬ ‫ذؤيب‪:‬فما إنْ هُما ف َ‬
‫ت بال َقدُو ِم وبالصّقْلِ‬ ‫جَديدٍ‪ُ ،‬أمِرّ ْ‬
‫لوْهَر‪ .‬وبِراقٌ‪:‬‬ ‫أَراد وبا ِلصْقلة‪ ،‬ولول ذلك ما عطَف العرَض على ا َ‬
‫ماء بالشام؛ قال‪:‬‬
‫فَأ ْحمَى رْأسَه ِبصَعيدِ عَكّ‪،‬‬
‫وسائرَ َخ ْلقِه بَجبا بِراقِ‬
‫وبارق‪ :‬قبيلة من اليمن منهم ُمعَقّر بن حِمار البارِقي الشاعر‪.‬‬
‫وبارِقٌ‪ :‬موضع قريب من الكوفة؛ ومنه قول أسْود بن َي ْعفُرَ‪:‬‬
‫ل َورْنَقِ والسّديرِ وبارِقٍ‪،‬‬ ‫ضا َ‬
‫أر ُ‬
‫ت من سِنْدادِ‬ ‫وال َقصْرِ ذي الشّرفا ِ‬
‫قال ابن بري‪ :‬الذي ف شعر الَسود‪ :‬أَهلِ الورنق بالفض؛ وقبله‪:‬‬
‫ماذا أُؤمّلُ بعدَ آلِ ُمحَرّقٍ‪،‬‬
‫تركوا مَنازِلَهم‪ ،‬وبعدَ إيادِ؟‬
‫أهلِ الورنق ‪ ...‬البيت‪ ،‬وخفضُه على البدل من آل‪ ،‬وإن صحت الرواية بأَرض‬
‫فينبغي أن تكون منصوبة بدلً من منازِلَهم‪ .‬وتُبارِقُ‪ :‬اسم موضع أيضا؛‬
‫عن أب عمرو؛ وقال ِعمْران بن حِطّانَ‪:‬‬
‫عَفا كَنَفا َحوْرا َن من ُأمّ َمعْفَسٍ‪،‬‬
‫وأ ْقفَر منها ُتسْتَرٌ وتُبارِقُ‬
‫(*قوله «حوران» كذا هو ف الصل وشرح‬
‫القاموس بالراء‪ ،‬وهي من أعمال دمشق الشام‪ ،‬وحوران ايضا‪ :‬ماء بنجد‪ ،‬وأما‬
‫حوزان‪ ،‬بالزاي‪ :‬فناحية من نواحي مرو الروذ من نواحي خراسان‪ ،‬أفاده ياقوت‬
‫ولعلها أنسب لقوله تستر)‪.‬‬
‫وبُرْقة‪ :‬موضع‪ .‬وف الديث ذكر بُرْقةَ‪ ،‬وهو بضم الباء وسكون الراء‪،‬‬
‫موضع بالدينة به مال كانت صدَقاتُ سيدنا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫ج الغليظُ‪ ،‬فارسي معرّب‪،‬‬ ‫ق الدّيبا ُ‬
‫منها‪ .‬وذكر الوهري هنا‪ :‬السْتب ُ‬
‫وتصغيه أُبَيْرِق‪.‬‬
‫برزق‪ :‬البَرازِيقُ‪ :‬الماعات‪ ،‬وف الحكم‪ :‬جَماعاتُ الناس‪ ،‬وقيل‪ :‬جاعات‬
‫اليل‪ ،‬وقيل‪ :‬هم الفُرسان‪ ،‬واحدهم بِ ْرزِيق‪ ،‬فارسي معرّب‪ ،‬وقد تذف‬
‫الياء ف المع؛ قال عُمارة‪:‬‬
‫َأرْض با الثّيانُ كالبَرازِقِ‪،‬‬
‫شيَ ف اليَلمِقِ‬ ‫كأَنا َي ْم ِ‬
‫وف الديث‪ :‬ل تَقوم الساعة حت يكون الناسُ بَرازِيقَ يعن جاعاتٍ‪،‬‬
‫ويروى بَرازِقَ‪ ،‬واحده بِرْزاق وبَ ْرزَقٌ‪ .‬وف حديث زياد‪ :‬أل تكن منكم‬
‫نُهاٌة ينعون الناسَ عن كذا وكذا وهذه البَرازِيق؛ وقال ُجهَيْنة بن‬
‫ُجْندَب بن العَنْب بن عمرو بن تيم‪:‬‬
‫رَدَدْنا َج ْمعَ سابُورٍ‪ ،‬وأَنتم‬
‫ِب َمهْواةٍ‪ ،‬مَتاِلفُها كثيُ‬
‫تَظَلّ جِيادنا مَُتمَطّراتٍ‬
‫بَرازِيقا‪ُ ،‬تصَبّحُ أو ُتغِيُ‬
‫يعن جاعات اليل‪ .‬وقال زياد‪ :‬ما هذه البَرازِيقُ الت تتردّد؟‬
‫وتَبَ ْرزَق القومُ‪ :‬اجتمعوا بل خيل ول رِكاب؛ عن ا َلجَرِيّ‪.‬‬
‫ق فغُيّر‪.‬‬ ‫والبَ ْرزَق‪ :‬نبات؛ قال أبو منصور‪ :‬هذا منكر وأراه بَرْو ٌ‬
‫@برشق‪ :‬التهذيب ف رباعي القاف‪ :‬الَصمعي رجل مُبْرَْنشِقٌ فَ ِرحٌ‬
‫مَسرور‪ ،‬قال‪ :‬وحدّثت الرشي َد هرونَ بديث فاْبرَْنشَق أي فَرِح وسُرّ؛ وربا‬
‫قالوا‪ :‬ابرنْشقَ الشجر إذا أزْهَر؛ وقال ف آخر الماسي من حرف العي‪:‬‬
‫شعَ الرجل إذا سُرّ‪ ،‬وابْرَْنشَق مثله؛ قال جندل بن الُثَنّى‬ ‫اقْرَْن َ‬
‫ال ّطهَوي‪:‬‬
‫أو أ ْن تُرَيْ َكأْباء ل تَبْرَْنشِقي‬
‫@برنق‪ :‬البِرْنِيقُ‪ :‬من أساء ال َكمْأَة؛ عن ابن خالويه‪ ،‬وف الحكم‪:‬‬
‫بِرْنيق ضرب من الكمأة صغار أسود‪ .‬وبنو بِرْنِيق‪ :‬بُ َطيْن من العرب‪.‬‬
‫@بزق‪ :‬الَبزْقُ والَبصْق‪ :‬لغتان ف البُزاق والبُصاق‪ ،‬بَزَق يَْبزُق‬
‫بَزْقا‪ .‬وبَزَقَ الَرضَ‪ :‬بذَرها‪ .‬التهذيب‪ :‬لغة ف اليمن ب َزقُوا الَرضَ أي‬
‫ب َذرُوها‪ ،‬وب َزقَت الشمسُ كبَزَ َغتْ‪ .‬وف حديث أنس قال‪ :‬أَتينا أَهلَ‬
‫خيب حي بزَقت الشمس فقال رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬إنا إذا نزلنا‬
‫بِساح ِة قوم فساء صَباحُ الُْن َذرِين؛ قال الَزهري‪ :‬هكذا روي بالقاف‬
‫والعروف بزَغَت‪ ،‬بالغي‪ ،‬أي طلعت‪ ،‬قال‪ :‬ولعل بزقت لغة‪ ،‬والغي والقاف من‬
‫مرج واحد‪ ،‬قال‪ :‬وأحسب الرواية برقَت‪ ،‬بالراء‪.‬‬
‫@بسق‪ :‬بسَقَ الشيء يَْبسُق بُسوقا‪ :‬تّ طوله‪ .‬وف التنيل‪ :‬والنخلَ‬
‫ت طولً؛ يقال‪َ :‬بسَق طولً فهنّ‬ ‫باسِقاتٍ لا َطلْع َنضِيد؛ الفرّاء‪ :‬باسقا ٍ‬
‫طِوال النخلِ‪ .‬وبَسق النخ ُل بُسوقا أي طال‪ .‬وف حديث قُطْبةَ ابن مالك‪:‬‬
‫صلّى بنا رسولُ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬حت قرأَ والنخلَ باسِقاتٍ؛‬
‫الباسِقُ‪ :‬الرتفع ف ُعُلوّه‪ .‬وف الديث ف صفة السحابة‪ :‬كيف تَ َروْن‬
‫بوا ِسقَها؟ أي ما استطال من فُروعها؛ ومنه حديث قُسّ‪ :‬من بواسِقِ‬
‫ُأ ْقحُوان‪ ،‬وحديث ابن الزّبي‪ :‬وارْ َجحَنّ بعد تَبسّق أي َثقُل ومالَ بعدما‬
‫ارتفع ذكره دونم‪ .‬وبسق على قومه‪ :‬عَلهم ف الفضل؛ وأنشد ابن بري لَب‬
‫ضلِهم‬ ‫نوفل‪:‬يا ابن الذين ب َف ْ‬
‫س فَزاره‬ ‫سقَت على قَيْ ٍ‬ ‫بَ‬
‫ب رسول ال‪ ،‬صلى‬ ‫وف حديث ابن الََنفِيّةِ‪ :‬كيف بسَق أبو بكر أصحا َ‬
‫ال عليه وسلم؛ أي كيف ارتفع ذكره دونم‪ .‬والبُسوقُ‪ :‬عُلوّ ذِكر الرجل ف‬
‫الفَضل‪ .‬وبَسق َبسْقا‪ :‬لغة ف بصَق‪.‬‬
‫وبُساقة القمر‪ :‬حجر أبيض صاف يتلْل‪ ،‬وهو مذكور ف الصاد أيضا‪.‬‬
‫التهذيب‪ :‬بصَق وبسَق وبزَق واحد‪ .‬الوهري‪ :‬البُساق البُصاق‪ .‬وف حديث‬
‫الُديْبِية‪ :‬فقعد رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬على جَبا الرّكِيّة‬
‫فإما دَعا وإما بَسق فيها؛ لغة ف َبصَق‪ .‬وبَواسِقُ السحاب‪ :‬أوائله؛ عن أب‬
‫حنيفة‪.‬‬
‫وأبْسقت الناقةُ والشاةُ‪ ،‬وهي مُْبسِق ومِبْساق وَبسُوق؛ الَخية على‬
‫طرح الزائد‪ :‬وقَع اللّبَأُ ف ضرعها قبل النّتاج‪ ،‬ونُوق مَباسِيق‪ ،‬وكذلك‬
‫الارية البِكر إذا جرى اللب ف ثديها‪ .‬وف التهذيب‪ :‬أْبسَقت الناقة‬
‫إذا أنزلت اللب قبل الولدة بشهر أو أكثر فتُحلَب‪ ،‬قال‪ :‬وربا أبسقت وليست‬
‫بامل فأَنزلت اللب‪ ،‬قال‪ :‬وسعت أن الارية تُْبسِق وهي بكر‪ ،‬يصي ف‬
‫ثديها لب‪ .‬اليزيدي‪ :‬أَبْسقت الناقة وأَبْرقت إذا أَنزلت اللب‪ .‬الَصمعي‪:‬‬
‫إذا أشرق ضَرْع الناقة ووقع فيه اللب فهي ُمضْرع‪ ،‬فإذا وقع فيه اللبأُ‬
‫قبل النتاج فهي مُبسِق‪.‬‬
‫والَبسْقةُ‪ :‬الَرّةُ‪ ،‬وجعها بِساقٌ؛ قال كُثيّر عَزّةَ‪:‬‬
‫َقضَْيتُ لُبانَت وصَ َر ْمتُ َأمْرِي‪،‬‬
‫و َعدّْيتُ الَطِيّ َة ف بِساقِ‬
‫وبُساق‪ :‬بَلد‪ .‬وقال الليث‪ :‬بساق جبل بالجاز ما يَلي ال َغوْر‪.‬‬
‫ض القُرى فقال‪:‬‬ ‫جدٍ بع َ‬ ‫@بستق‪ :‬التهذيب‪َ :‬قدِم أعراب من َن ْ‬
‫َسقَى َنجْدا وساكِنَه هَ ِزيٌ‬
‫س ِكبٌ يَمان‬ ‫َحثِيثُ الوَ ْدقِ‪ ،‬مُْن َ‬
‫بلدٌ ل ُيحَسّ البَقّ فيها‪،‬‬
‫ول ُي ْدرَى با ما الَبسْتَقان‬
‫ول ُيسَْتبّ ساكِنُها عِشاء‬
‫ب َكشْخانٍ‪ ،‬ول بالقَرْطبانِ‬
‫قيل‪ :‬الَبسْتَقان صاحب البُستان‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الناطُور‪.‬‬
‫@بشق‪ :‬الباشَقُ‪ :‬اسم طائر‪ ،‬أَعجمي معرّب‪.‬‬
‫شخْتُه‪ .‬وف حديث‬ ‫شقْته بالعصا وف َ‬ ‫التهذيب‪ :‬ف نوادر الَعراب َب َ‬
‫سدّ‪،‬‬
‫السِْتسْقاء‪َ :‬بشِقَ الساف ُر ومُنِع الطريقُ‪ ،‬قال البخاري‪ :‬أَي اْن َ‬
‫وقال ابن دريد‪َ :‬بشِقَ أَي َأسْرع مثل َبشِكَ‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه تَأخّر‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫ضعُف‪ .‬وقال الطاب‪ :‬بشق ليس بشيء‪ ،‬وإنا هو‬ ‫ُحبِس‪ ،‬وقيل‪ :‬مَلّ‪ ،‬وقيل‪َ :‬‬
‫لَثِق من اللّثَق وهو ال َوحَلُ‪ ،‬وكذا هو ف رواية عائشة‪ ،‬رضي ال عنها؛‬
‫قال‪ :‬ويتمل أَن يكون َمشِقَ أَي صار م ِزلّةً و َزلَقا‪ ،‬واليم والباء‬
‫شكْته إذا‬ ‫مُتقارِبان؛ وقال غيه‪ :‬إنا هو بالبا ِء من بشَقْت الثوب وَب َ‬
‫قطعته ف ِخفّةٍ؛ أي قُطِع السافر‪ ،‬وجائز أن يكون بالنون من قولم َنشِقَ‬
‫الظْبيُ ف الِبالة إذا َعلِقَ فيها‪ .‬ورجل َبشِقٌ إذا كان يدخل ف أُمور‬
‫ل يكاد َيخْـلُص منها‪.‬‬
‫@بصق‪ :‬البُصاقُ‪ :‬لغة ف البُزاق‪َ ،‬بصَق يَْبصُق َبصْقا‪ .‬الليث‪ :‬بصَق لغة‬
‫ف بزَق وبسَقَ‪.‬‬
‫وبُصاقةُ القمر وبُصاقُه‪ :‬حجر أبيض مُتَلْلئٌ‪ .‬وبُصاقُ البل‪:‬‬
‫خِيارُها‪ ،‬الواحد والمع ف كل ذلك سواء‪ .‬وبُصاقٌ‪ :‬موضع قريب من مكة ل يدخله‬
‫اللم‪ .‬والبُصاق‪ :‬جِنس من النخل‪.‬‬
‫أبو عمرو‪ :‬الَبصْقةُ حَرّة فيها ارْتِفاعٌ‪ ،‬وجعها بِصاقٌ‪ .‬والَبصُوقُ‪:‬‬
‫أْبكَا ُء الغنم‪.‬‬
‫@بطق‪ :‬البِطاقةُ‪ :‬الوَرقةُ؛ عن ابن الَعراب؛ وقال غيه‪ :‬البِطاقة‬
‫ت فيها مِقْدار ما تعل فيه‪ ،‬إن كان عينا فوزْنُه أَو‬ ‫ُرقْعة صغية يُثَْب ُ‬
‫عدده‪ ،‬وإن كان متاعا فقِيمته‪ .‬وف حديث ابن عباس‪ ،‬رضي ال عنهما‪ ،‬قال‬
‫لمرأة سألته عن مسألة‪ :‬اكتُبِيها ف بطاقة أي رُقْعة صغية‪ ،‬ويروى بالنون‬
‫وهو غريب‪ .‬وقال غيه‪ :‬البطاقة رقعة صغية وهي كلمة مبتذلة بصر وما‬
‫والها‪َ ،‬يدْعُو َن الرقعة الت تكون ف الثوب وفيها ر ْقمُ ثَمنِه بطاقة؛ هكذا‬
‫خصّص ف التهذيب‪ ،‬وعمّ الحكم به ول يُخصّص به مصر وما والها ول‬
‫غيها فقال‪ :‬البِطاقة الرقعة الصغية تكون ف الثوب‪ ،‬وف حديث عبد ال‪:‬‬
‫يُؤتى برجل يوم القيامة فتُخرج له تسعة وتسعون سِجلّ فيها خطاياه‪ ،‬ويُخرج‬
‫له بطاقة فيها شهادةُ أن ل إله إل ال فت ْرجَح با‪ .‬ابن سيده‪ :‬والبطاقة‬
‫الرقعة الصغية تكون ف الثوب وفيها رقم ثنه بلغة مصر؛ حكى هذه شر‬
‫وقال‪ :‬لنا تشد بطاقةٍ من ُهدْب الثوب‪ ،‬قال‪ :‬وهذا الشتقاق خطأٌ لَن الباء‬
‫على قوله باء الر فتكون زائدة‪ ،‬قال‪ :‬والصحيح ما تقدم من قول ابن‬
‫الَعراب وهي كلمة كثية الستعمال بصر‪ ،‬حاها ال تعال‪.‬‬
‫@بطرق‪ :‬البِطْريقُ بلغة أَهل الشام والروم‪ :‬هو القَائدُ‪ ،‬معرًب‪ ،‬وجعه‬
‫بطَارِقةٌ‪ .‬وف حديث هِ َرقْل‪ :‬فدخلنا عليه وعنده بَطارِقتُه من الرّوم؛ هو‬
‫جع بِطْريق‪ ،‬وهو الاذق بالَرْب وأُمورها بلغة الرّوم‪ ،‬وهو ذو‬
‫مَْنصِب وتقدّمٍ عندهم؛ وأَنشد ابن بري‪:‬‬
‫فل تُْنكِرُون‪ ،‬إ ّن َقوْمي أَعِزّةٌ‬
‫بَطارِقةٌ‪ ،‬بِيضُ الوُجوهِ كِرامُ‬
‫ويقال‪ :‬إن البِطْريق عرب وافق العجمي وهي لغة أهل الجاز؛ وقال أُميّة‬
‫بن أب الصّـ ْلتِ‪:‬‬
‫من كُ ّل بِطْري ٍق لبط‬
‫ضحْ‬
‫ري ٍق َن ِقيّ الوجْهِ وا ِ‬
‫ابن سيده‪ :‬البِطْرِيق العظيم من الرّوم‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الوَضِيء ا ُلعْجب‬
‫ول توصف به الرأَة؛ قال أبو ذؤيب‪:‬‬
‫ُهمُ رَ َجعُوا بالعَ ْرجِ‪ ،‬والقَو ُم ُش ّهدٌ‬
‫حدُوها حُما ٌة بَطارِقُ‬ ‫هَوازِنُ‪َ ،‬ت ْ‬
‫أراد بَطارِيق فحذف‪ .‬والبِطْرِيقانِ‪ :‬ما على ظهر القدم من الشّراك‪.‬‬
‫@بعق‪ :‬البُعاقُ‪ :‬شدّة الصوت‪ ،‬وقد َبعَقَ الرجلُ وغيه وانَْبعَ َق وبعَقَت‬
‫الب ُل بُعاقا‪ .‬والباعِقُ‪ :‬ا ُلؤَذن‪ ،‬وقد َبعَقَ بُعاقا؛ وأنشد‪:‬‬
‫تََي ّم ْمتُ بالكِدَْي ْونِ كي ل َيفُوتَن‪،‬‬
‫من ا َلقْلةِ البَيْضاء‪َ ،‬تقْرِيظُ باعِق‬
‫قال‪ :‬يعن ترجيع الؤذن إذا رجّع ف أذانه؛ قال الَزهري‪ :‬ورواه غيه‬
‫تفريط ناعق‪ ،‬من َنعَق الرّاعي بغنمه‪ ،‬ولعلهما لغتان‪ .‬وانَْبعَق الشيء‪:‬‬
‫اندَرَأ مُفاجأَة وأَنت ل تشعُر من حيث ل تتسبه‪ ،‬وهو النْبِعاق؛‬
‫وأَنشد‪:‬بَيْنما الَرْء آمِنا راعَه را‬
‫ش منه انْبِعاقَهْ‬ ‫ئعُ حَْتفٍ‪ ،‬ل َيخْ َ‬
‫ق وبِعاقٌ‪ :‬مُنْدفِع‬ ‫والباعِقُ‪ :‬الطر يُفاجِئ بوابل‪ .‬ومطر بُعا ٌ‬
‫بالاء‪ ،‬وقد تََبعّق يتََبعّق وانَْبعَقَ يَنَْبعِق‪ .‬وسيْ ٌل بُعاق وبِعاق‪:‬‬
‫شديد الدفْعة؛ قال أبو حنيفة‪ :‬هو الذي َيجْرُف كل شيء‪ .‬وأرض مَبْعُوقة‪:‬‬
‫أصابا البُعاق‪ .‬والبعاقُ‪ :‬الطر الذي يَتَبعّق بالاء تبعّقا؛ وأنشد‬
‫ابن بري‪:‬‬
‫تَبعّقَ فيه الوابِلُ الَُتهَطّلُ‬
‫وبعَقَ الناقةَ‪َ :‬نحَرَها وأسا َل دمَها‪ .‬وف حديث حُذيفة أنه قال‪ :‬ما‬
‫بقي من الُنافقي إل أربعة‪ ،‬فقال رجل‪ :‬فأَين الذين يَُب ّعقُون لِقاحَنا‬
‫ويَنقُبون بيوتنا؟ فقال حُذيْفةُ‪ :‬أُولئك هم الفاسقون؛ قال أبو عبيد‪:‬‬
‫قوله يبعقون لقاحنا يعن أنم يْنحَرون إبلنا ويُسيلون دِماءها‪ .‬يقال‪ :‬انبعق‬
‫الطرُ إذا سال لكثرته‪ .‬وف حديث السْتِسقاء‪َ :‬جمّ البُعاق؛ هو بالضم‪،‬‬
‫الطر الكثي الغزير الواسع‪.‬‬
‫ضتْ با‬ ‫وبعقْت البلَ‪ :‬نرْتُها‪ ،‬وتَب ّعقَت‪ :‬أفا َ‬
‫(* قوله «وتبعقت‬
‫أفاضت با» كذا بالصل ورمز له بعلمة وقفة)‪ .‬قال الزهري‪ :‬وف نوادر‬
‫الَعراب انْبعَق فلن كذا وكذا انْبِعاقا إذا أَخذه من تلقاء نفسه‪ ،‬فهو‬
‫مُنْبعِق‪ .‬وروي عن عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬أَنه قال‪ :‬النبعاق فيما ل ينبغي من‬
‫شقاشِق الشيطان‪ .‬وف الديث‪ :‬إن ال يكره النْبِعاقَ ف الكلم‪ ،‬فرحم ال‬
‫امْرأً أوجَز ف كلمه؛ أَي التو ّسعَ فيه والتكثّر منه‪ ،‬ويروى‪:‬‬
‫التبعّقَ ف الكلم‪.‬‬
‫والبُعاق‪ ،‬بالضم‪ :‬سحاب يتصبب بشدّة‪ .‬وقد انْبعَقَ الُزْن إذا انْبعَجَ‬
‫بالطر‪ ،‬وتََبعّق مثله؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫وَجُود مَرْوانَ‪ ،‬إذا َت َدفّقا‪،‬‬
‫جُودٌ كجُو ِد الغَْيثِ‪ ،‬إذ تََبعّقا‬
‫ق المر تَْبعِيقا أي‬ ‫والَبعْقُ والَبعْجُ‪ :‬الشّقّ‪ .‬وبعّقْت زِ ّ‬
‫شققْتُه‪.‬‬
‫@بعثق‪ :‬الَبعْثَقةُ‪ :‬خُروج الاء من غائِل َحوْضٍ أو جابِيةٍ‪.‬‬
‫وتََبعْثَقَ إذا انكسرت منه ناحية ففاضَ منها‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@بعنق‪ :‬عُقاب َعقَنْباةٌ وعَبَنْقاٌة وَقعَنْباة وَبعَنْقاةٌ‪ :‬حَديدة‬
‫الخالب‪ ،‬وقيل‪ :‬هي السريعة الَطْف الُنكَرة؛ وقال ابن الَعراب‪ :‬كل ذلك‬
‫على البالغة كما قالوا َأ َسدٌ َأ ِسدٌ و َكلْبٌ َكِلبٌ‪.‬‬
‫الَزهري‪ :‬ا ْعبَْنقَى واْبعَْنقَى إذا ساء خلقُه‪.‬‬
‫@بغنق‪ :‬الُبغْنُوق‪ :‬موضع‪.‬‬
‫@بقق‪ :‬البَقّ‪ :‬الَبعُوض‪ ،‬واحدته َبقّة‪ .‬وأَنشد ابن بري لعبد الرحن بن‬
‫لكَم‪ ،‬وقيل ل ُزفَر بن الرث‪:‬‬ ‫اَ‬
‫أَل إنّما قَيْسُ بن َعيْلنَ َبقّةٌ‪،‬‬
‫ت رِيحَ العص ِي َتغَّنتِ‬ ‫إذا وَ َجدَ ْ‬
‫وقيل‪ :‬هي عِظامُ البعُوض؛ قال جرير‪:‬‬
‫شقّه‬‫ق َي ُ‬
‫أَغَ ّر من الُبلْ ِق العِتا ِ‬
‫أَذى البَقّ‪ ،‬إل ما احَْتوَى بالقَوائِم‬
‫وقال رؤبة‪:‬‬
‫ح وبَقّْ‬‫صعْنَ بالَذْناب من لَو ٍ‬ ‫َي ْم َ‬
‫وأَنشد ابن بري لبعض الَعراب يهجو قوما قصّروا ف ضِيافتِه‪:‬‬
‫يا حاضِرِي الاءِ‪ ،‬ل مَعْروفَ عندكمُ‪،‬‬
‫لكن أَذاكمْ علينا رائحٌ غادِي‬
‫بِتْنا ُعذُوبا‪ ،‬وبات البَ ّق يَـ ْلسَبُنا‪،‬‬
‫شوِي القَراحَ كأَن ل َحيّ بالوادِي‬ ‫َن ْ‬
‫إنّي َلمِْثُل ُكمُ ف مِثلِ ِف ْعِلكُمُ‪،‬‬
‫إنْ جِئْتُكمْ‪ ،‬أبَدا‪ ،‬إ ّل َمعِي زادي‬
‫شوِي القراح أَي نسخّن الاءَ البارد بالنار لَن البارد‬ ‫ومعن َن ْ‬
‫ُمضِرّ على الُوع‪ ،‬ويقال‪ :‬الب ّق الدّا ِرجُ ف حِيطان البيوت‪ ،‬وقيل‪ :‬هي‬
‫لدُر‪ ،‬وهي‬ ‫ُدوَيْبَة مثل القملة حراء منتنة الريح تكون ف السّرُر وا ُ‬
‫الت يقال لا بنات الصي إذا قتلتها شَمت لا رائحة الّلوْز الُرّ؛‬
‫قال‪:‬إل َبَلدٍ ل بَقّ فيه ول أذًى‪،‬‬
‫ت ُي َفجّ ْرنَ َج ْعفَرا‬
‫ول نبَطِيّا ٍ‬
‫ض مُبِقّةٌ‪ :‬كثية البقّ‪.‬‬‫وبَقّ الكانُ وأبقّ‪ :‬كثر بقّه‪ .‬وأَر ٌ‬
‫ت بُقوقا‪ ،‬وذلك حي يَطلُع‪ .‬وأَبقّ الوادي إِذا أَخرج‬ ‫وبَقّ النّْب ُ‬
‫نباته؛ قال الراعي‪:‬‬
‫ت من خُفافٍ حي بَ ّق عِيابَه‪،‬‬ ‫رَ َع ْ‬
‫ح َم ماطِرِ‬ ‫وحَلّ الرّوايا كلّ أ ْس َ‬
‫وقال بعضهم‪ :‬بقّ عِيابَه أي نشرها‪ .‬وبقّ الرج ُل يَبِ ّق ويَبُقّ‬
‫َبقّا وَبقَقا وَبقِيقا وأبَ ّق وَبقْبَقَ‪ :‬كثُرَ كلمُه‪ .‬وبقّ علينا‬
‫ق وَبقْباقٌ‪:‬‬ ‫كلمَه‪ :‬أَكثره‪ ،‬وب ّق كلما وب ّق به‪ .‬ورجل مِبَ ّق وبَقا ٌ‬
‫كثي الكلم‪ ،‬أَخطأ أَو أَصاب‪ ،‬وقيل‪ :‬كثي الكلم مُخلّط‪ .‬ويقال‪َ :‬بقْبَقَ‬
‫علينا الكلم أي فرّقه‪ .‬وبقّت الرأَة وأبقّت‪ :‬كثُر ولدُها‪ .‬قال‬
‫ت ولدا ونثَرتْ كلما‪.‬‬ ‫سيبويه‪ :‬بقّت ولدا وبقّت كلما كقولك نثَر ْ‬
‫وامرأَة مَُبقّةٌ‪ :‬مِ ْفعَل ٌة من ذلك؛ قال‪:‬‬
‫إ ّن لنا َلكَنّهْ‬
‫مَِبقّةً ِمفَنّهْ‪،‬‬
‫مِنْتِيج ًة مِعَنّهْ‪،‬‬
‫ِس ْمعَنّةً نِ ْظرَنّهْ‬
‫كالذئب َوسْطَ القُنّهْ‪،‬‬
‫إ ّل تَرَ ْه تَظُنّهْ‬
‫(* قوله «كالذئب وسط القنة» هو ف الصل هنا وشرح القاموس بالقاف‪ ،‬وقدمه‬
‫الؤلف ف مادة سع بالعي‪ ،‬والعنة؛ بالضم‪ ،‬الظية من الشب كما ف‬
‫القاموس)‪.‬‬
‫ق وبَقاقةٌ أَي كثي‬ ‫وأَبقّ ولدُ فلن إبْقاقا إذا كثروا‪ .‬ورجل بَقا ٌ‬
‫الكلم‪ ،‬والاء للمبالغة‪ ،‬وكذلك َبقْباق وبقْباقةٌ وَفقْفاق وَفقْفاقةٌ‬
‫ق و َذقْذاقةٌ وثَرْثارٌ وثَرْثارٌة وبَرْبارٌ وبَرْبارةٌ‪ ،‬كل ذلك‬ ‫و َذقْذا ٌ‬
‫الكثي الكلم‪ .‬ورجل َبقْباقٌ‪َ :‬ه ِذرٌ؛ قال‪:‬‬
‫وقد َأقُو ُد بال ّدوَى الُ َزمّلِ‪،‬‬
‫سفْرِ بَقاقَ الَنْزِلِ‬‫أَخْ َرسَ ف ال ّ‬
‫وكذلك الَبقْباقُ؛ يقول‪ :‬إِذا سافر فل بَيان له‪ ،‬وإِذا أَقام بالنل‬
‫كثُر كلمه‪ ،‬وال ّدوَى‪ :‬الرجل الَحق‪ ،‬والُ َزمّل‪ :‬ا ُلدَثّر‪ ،‬والفعول‬
‫مذوف تقديره أَقود البعي بالدّوى‪ ،‬وأَخرسَ حال من الدّوى‪ ،‬وكذلك‬
‫بقاق‪ ،‬يصفه بكثرة كلمه ف بيته وعِيّه ف الجالس‪ .‬وبقّت السماءُ َبقّا‬
‫وأبقّت‪ :‬كثر مطرها وتتابع وجاءَت بطر شديد‪ .‬وب ّق يَبُ ّق َبقّا‪ :‬أوسع‬
‫من العطيّة‪ .‬وبَ ّق لنا العَطاءَ‪ :‬أَوسَعه؛ قال‪:‬‬
‫وبَسطَ اليْرَ لنا وَبقّه‪،‬‬
‫فاللقُ طُرّا يأْكلون رِزقَه‬
‫وب ّق فلن مالَه أي فرّقه؛ قال الراجز‪:‬‬
‫أَم كتَم ال َفضْلَ الذي قد بقّه‪،‬‬
‫ف السلِمي‪ِ ،‬جلّه و ِدقّه‬
‫والبَقّ‪ :‬الواسعُ العريض‪ :‬قال الَخطل‪:‬‬
‫جدْ أثَرا َبقّا وعِزّا خُنابِسا‬ ‫َت ِ‬
‫وبقّ الشيءَ يُبقّه‪ :‬أَخرج ما فيه؛ وأَنشد بيت الراعي‪:‬‬
‫رعت بفاف حي بقّ عيابه‪،‬‬
‫وحلّ الروايا كل أَسحمَ هاطِلِ‬
‫والبَقاقُ‪ :‬أَسقاط ما ف البيت من الَتاع‪ .‬قال صاحب العي‪ :‬بلغنا أنّ‬
‫عالا من علماءِ بن إسرائيل وضع للناس سبعي كتابا من الَحكام وصُنوف‬
‫العلم‪ ،‬فأَوحى ال إل نب من أَنبيائهم أن قل لفلن إنك قد ملْت‬
‫الَرض بَقاقا‪ ،‬وإِن ال ل يَقبل من بَقاقِك شيئا؛ قال الَزهري‪ :‬البَقاق‬
‫كثرة الكلم‪ ،‬ومعن الديث أَن ال تعال ل يقبل ما أَكثرت شيئا‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬أَنه‪ ،‬عليه الصلة والسلم‪ ،‬قال لَب ذر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬ما ل‬
‫أَراك َلقّا بقّا؟ كيف بك إِذا أَخرجوك من الدينة؟ يقال‪ :‬رجل لَقاقٌ‬
‫بقَاقٌ أَي كثي الكلم‪ ،‬ويروى لَقا بَقا‪ ،‬بوزن عَصا‪ ،‬وهو تبع للقا‬
‫الَ ْر ِميّ الَطْرُوح‪ .‬ويقال للكثي الكلم‪َ :‬بقْباقٌ‪ .‬ابن الَعراب‪:‬‬
‫الَبقَقةُ الثّرْثارُون‪ .‬وبَقّ البَ َبقّا‪َ :‬نشَره وأرسله‪.‬‬
‫والَبقْبَقةُ‪ :‬حكاية صوت كما يَُبقْبِق الكو ُز ف الاء‪ .‬يقال‪َ :‬بقْبَقَ‬
‫ت القِدر‪َ :‬غلَت‪.‬‬‫الكوزُ بالاءِ أَي صوّت‪ .‬وَبقَْبقَ ِ‬
‫وَبقّةُ‪ :‬موضع بالعراق قريب من الِية كان به َجذِية الَبرش قيل‬
‫ي بن زيد‪:‬‬‫إِنه على شاطئ الفُرات؛ قال عَد ّ‬
‫دَعا بالَبقّةِ الُمرا َء َيوْما‬
‫صحِينا‬ ‫َجذِيةُ‪َ ،‬يسَْتشِي النّا ِ‬
‫ي ببقّةَ‪ ،‬وهذا قول َقصِي بن َسعْد‬ ‫ومنه الثل‪ :‬خّل ْفتَ الرأْ َ‬
‫لذِية الَبْرشِ حي أَشار عليه أَن ل َيسِي إل الزّبّاء‪،‬‬ ‫خ ِميّ َ‬ ‫الّل ْ‬
‫فلما َندِم على سيه قال قصي ذلك‪ .‬وَبقًة‪ :‬اسم امرأة؛ وأنشد الَحر‪:‬‬
‫َي ْومُ أَ ِديِ َبقّةَ الشّ ِريِ‬
‫أ ْفضَلُ من يومِ ا ْحِلقِي وقُومِي‬
‫أَراد بقوله احلقي وقومي ف الشدّة‪ .‬ورقّصَت امرأَة ِطفْلها فقالت‪:‬‬
‫ُح ّزقّةٌ حُ ّزقّه تَرَقّ عيْ َن َبقّه؛ قيل‪ :‬بقّة اسم ِحصْن‪ ،‬أَرادت‬
‫ي بقّة أَي اعلُها‪ ،‬وقيل‪ :‬إِنا شبّهت ِطفْلَها بالَبقّة‬ ‫اصعَد ع َ‬
‫لصِغر جُثّته؛ وقوله‪:‬‬
‫سمَعا بالَبقّتَيْنِ الُنادِيا‬ ‫أَل َت ْ‬
‫لصْن ومكانا آخر معها كما قال‪:‬‬ ‫أَراد بقّةَ ا ِ‬
‫و َم ْه َمهَيْنِ َق َذفَيْنِ مَرْتَيْنْ‬
‫سمْتَيْنْ‬‫سمْتِ ل بال ّ‬ ‫قَ َطعْتُه بال ّ‬
‫@بلق‪ :‬البلَق‪ :‬بلَقُ الدابة‪ .‬والَبلَقُ‪ :‬سواد وبياض‪ ،‬وكذلك الُبلْقة‪،‬‬
‫بالضم‪ .‬ابن سيده‪ :‬الَبلَق والُبلْقة مصدر الَبلق ارتفاعُ التحجيل إل‬
‫الفخذين‪ ،‬والفعل َبلِ َق يَْبلَقُ بلَقا وَبلَقَ‪ ،‬وهي قليلة‪ ،‬واْبلَقّ‪ ،‬فهو‬
‫أَْبلَقُ‪ .‬قال ابن دريد‪ :‬ل يعرف ف فعله إِل ابْلقّ واْبلَقّ‪ .‬ويقال‬
‫للدابة أَْبلَقُ وَبلْقاء‪ ،‬والعرب تقول دابّة أَبلَق؛ وجبل أَبْرَق‪،‬‬
‫وجعل رؤبة البال ُبلْقا فقال‪:‬‬
‫با َدرْنَ رِي َح مَطَ ٍر وبَرْقا‪،‬‬
‫و ُظلْمَة الليلِ نِعافا ُبلْقا‬
‫ويقال‪ :‬اْبلَقّ الداب ُة يَْبلَقّ اْبلِقاقا وابْلقّ اْبلِيقاقا‬
‫واْبلَ ْولَق اْبلِيلقا‪ ،‬فهو مُبْلَ ّق ومُبْلقّ وأَبلَقُ‪ ،‬قال‪ :‬وقلّما‬
‫تراهم يقولون َبلِقَ يَْبلَقُ كما أنم ل يقولون دَ ِه َم َيدْهَم ول‬
‫ت َي ْكمَت؛ وقولم‪:‬‬ ‫َكمِ َ‬
‫ت ف ال ّرسَنْ‬ ‫ضَ َرطَ الَبلْقاء جالَ ْ‬
‫يُضرب للباطل الذي ل يكون‪ ،‬وللذي َيعِد الباطل‪ .‬وأَبلَق‪ُ :‬ولِد له‬
‫ُولْد ُبلْق‪ .‬وف الثل‪ :‬طلَب الَْبلَ َق العَقُوقَ؛ يُضرب لن يَطلُب ما ل‬
‫يكن‪ ،‬وقد مضى ذلك ف ترجة أَنق‪ .‬والَبلَقُ‪ :‬حجر باليمن يُضيء ما وراءه‬
‫ب ف بعض اللغات‪.‬‬ ‫كما يُضيء الزّجاج‪ .‬والبلَق‪ :‬البا ُ‬
‫وبلَقه يَْبُلقُه َبلْقا وأَبلَقه‪ :‬فتحه كله‪ ،‬وقيل‪ :‬فتحه فتحا شديدا‬
‫وأَغلقه‪ ،‬ضدّ‪ .‬وانَْبلَقَ الباب‪ :‬اْنفَتَحَ؛ ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫لصْنُ مُنْثَلمٌ والبابُ مُنَْبلِق‬ ‫فا ِ‬
‫وف حديث زيد‪ :‬فُبلِقَ الباب أَي فُتح كله‪ .‬يقال‪ :‬بلَقْتُه فانْبلَق‪.‬‬
‫والَبلَق‪ :‬الفُسْطاط؛ قال امرؤ القيس‪:‬‬
‫ط قِبابه َبَلقِي‪،‬‬
‫ت وسْ َ‬ ‫فلْيأْ ِ‬
‫ط قَبِيلِه رَجْلي‬‫ت وس َ‬ ‫ولْيأْ ِ‬
‫وف رواية‪ :‬وليأْت وسط َخمِيسه‪.‬‬
‫والَبلّوقُ والُبلّوقةُ‪ ،‬والفتح أَعْلى‪ :‬رملة ل تُنْبِت إل‬
‫الرّخامَى؛ قال ذو الرمة ف صفة ثور‪:‬‬
‫يَرُودُ الرّخامَى ل يرى ُمسْتظامه‬
‫بَبلّوقةٍ‪ ،‬إ ّل كبي الَحافِرِ‬
‫(* قوله «يرود إل» كذا بالصل‪ ،‬وبي السطور بط ناسخ الصل فوق مستظامه‬
‫مستراده‪ ،‬وف شرح القاموس بدل الراء زاي)‪.‬‬
‫أَراد أَنه يستثي الرخامى‪ .‬والَبلّوقة‪ :‬ما استوى من الَرض‪ ،‬وقيل‪ :‬هي‬
‫بقعة ليس با شجر ول تنبت شيئا‪ ،‬وقيل‪ :‬هي قَفر من الَرض ل يسكنها‬
‫إِل النّ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ما استوى من الَرض‪ .‬الليث‪ :‬البلّوقة والمع‬
‫البَللِيقُ‪ ،‬وهي مواضع ل ينبُت فيها الشجر‪ .‬أَبو عبيد‪ :‬السّبارِيتُ ا َلرَضون‬
‫الت ل شيء فيها‪ ،‬وكذلك البَللِيقُ والَوامِي‪ .‬وقال أَبو خَيْرةَ‪:‬‬
‫البلّوقة مكان صُلب بي الرمال كأَنه مكْنُوس تزعُم الَعراب أَنه من مساكن‬
‫الن‪ .‬الفرّاء‪ :‬البلوقة أَرض واسعة مُخصبة ل يُشاركك فيها أَحد؛ يقال‪:‬‬
‫تركتهم ف بلوقة من الَرض‪ ،‬وقيل‪ :‬البلوقة مكان فسيح من الَرض َبسِيطة‬
‫تُنبِت الرّخامَى ل غيَها‪.‬‬
‫س َموْأَل بن عا ِد ياء اليهودي بأَرض‬ ‫والَْبلَقُ الفَرْد‪ :‬قصر ال ّ‬
‫تَيْماء؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫بالَْبلَقِ الفَرْ ِد من َتيْماء‪ ،‬مَنْزِلُه‬
‫ِحصْنٌ حَصيٌ‪ ،‬وجارٌ غيُ خَتّارِ‬
‫(* وف رواية أخرى‪ :‬غيُ غدّار)‪.‬‬
‫وف الثل‪ :‬ترّ َد مارِدٌ وعزّ الَْبلَقُ‪ ،‬وقد يقال أْبلَقُ؛ قال‬
‫الَعشى‪:‬‬
‫و ِحصْ ٌن بِتَيْماء اليَهودِيّ أْبلَقُ‬
‫أَبدل أَبلق من حصن‪ ،‬وقيل‪ :‬ماردٌ والَبلقُ حِصنانِ قصدتما زَبّاء‬
‫ملِكة الزيرة فلما ل تقدر عليهما قالت ذلك‪ .‬والبَللِيقُ‪ :‬الَوامِي‪،‬‬
‫الواحد َبلّوقة وهي الفازة؛ وقال عُمارة ف المع‪:‬‬
‫ت من أيَنِ البَللِقِ‬ ‫فورَدَ ْ‬
‫وقال الَسود بن َي ْعفُر‪ :‬ث ارَْتعَيْنَ البَللِقا‪ .‬وقال الليل‪:‬‬
‫البالُوقة لغة ف البالُوعة‪.‬‬
‫والَبلْقاء‪ :‬أَرض بالشام‪ ،‬وقيل مدينة؛ وأَنشد ابن بري لسان‪:‬‬
‫انظُرْ خَليلي‪ ،‬ببابِ ِجلّقَ‪ ،‬هَلْ‬
‫س دونَ الَبلْقاء من أ َحدِ؟‬ ‫ُتؤْنِ ُ‬
‫والُبلْقُ‪ :‬اسم أَرض؛ قال‪:‬‬
‫رَ َعتْ ُبعَقّب فالُبلْق نَبْتا‪،‬‬
‫أَطا َر َنسِيلَها عنها فطارا‬
‫وُبلَيْق‪ :‬اسم فرس‪ .‬وف الثل‪َ :‬يجْرِي ُبلَيْقٌ وُي َذمّ؛ يضرب للرجل‬
‫يتهد ث يُلم‪ ،‬وقيل‪ :‬هو اسم فرس كان يَسبِق مع اليلِ‪ ،‬وهو مع ذلك يعاب‪.‬‬
‫أبو عمرو‪ :‬الَبلْقُ فتح ُكعْبة الارية؛ قال‪ :‬وأَنشدن فت من اليّ‪:‬‬
‫ب َتمّ وَت ّمتْ رَبّتُهْ‪،‬‬
‫رَ َك ٌ‬
‫ضتْ ُكعْبَتُهُ‬ ‫كان َمخْتوما ف ُف ّ‬
‫لمْقُ الذي ليس بحكم بعد‪.‬‬ ‫والَبلَقُ‪ :‬ا ُ‬
‫@بلثق‪ :‬البَلثِق‪ :‬الاء الكثي‪ ،‬وقيل‪ :‬البَلثِقُ الِياه‬
‫ا ُلسْتَنْقِعاتُ‪ .‬وعيٌ بلثقُ‪ :‬كثية الاء‪ .‬والبَلثِقُ‪ :‬البار الَيّهةُ‬
‫الغزيرةُ؛ قال امرؤ القيس‪:‬‬
‫فَأ ْورَدها من آخِر اللي ِل مَشْرَبا‬
‫بَلثِقَ ُخضْرا‪ ،‬ماؤه ّن َقلِيصُ‬
‫أَي كثي‪ .‬وف التهذيب‪ :‬ماؤهن َفضِيض؛ وإنا قال خضرا لَن الاء إذا‬
‫كثر يرى أخضر‪.‬‬
‫وناقة َبلْثَق‪ :‬غَزِيرة؛ عن ابن الَعراب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫بَلثِ ٌق ن ْعمَ قِلصُ ا ُلحَْتَلبْ‬
‫@بلعق‪ :‬الَب ْلعَقُ‪ :‬ضرب من التمر‪ ،‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬هو من أَجودِ ترهم؛‬
‫وأنشد‪:‬‬
‫يا ُمقْرِضا َقشّا وُيقْضَى َبلْعَقا‬
‫قال‪ :‬وهذا مثلٌ ضربه لن َيصْطَِنعُ معروفا ليجتَ ّر أَكثر منه‪ .‬قال‬
‫الَصمعي‪ :‬أَجودُ تر عُمان الفَرْض والَبلْعَقُ‪ .‬قال ابن الَعراب‪:‬‬
‫البَلعق اليّد من جيع أَصناف التّمور؛ قال ابن بري‪ :‬شاهده قول‬
‫حسَبَنْ أَعْداؤنا حَرْبَنا‬ ‫الارثي‪:‬ل َي ْ‬
‫كالزّْبدِ‪ ،‬مأْكولً به الَبلْعَقُ‬
‫@بلهق‪ :‬الَب ْلهَقُ‪ :‬الداهيةُ‪ .‬وامرأَة ِب ْلهِقٌ‪َ :‬حمْقاء كثية الكلم‪،‬‬
‫وفيها َب ْلهَقةٌ‪ ،‬وهي أَيضا المراء الشديدة‪ .‬وَب ْلهَقٌ‪ :‬موضع‪.‬‬
‫والَب ْل َهقَةُ‪ :‬الَب ْهلَقةُ‪ ،‬وذلك مذكور ف ترجة بلق‪.‬‬
‫قال ابن السكيت‪ :‬سعت الكلب يقول‪ :‬الُب ْلهُق والِبلْهِقُ‪ ،‬بالضم‬
‫والكسر‪ ،‬الكثية الكلم وهي الت ل صَيّورَ لا‪ .‬قال‪ :‬ولقينَا فلن‬
‫فَب ْلهَقَ لنا ف كلمه وعِدتِه فيقول السامع ل يَغرّكم َب ْل َهقَتُه فما عنده‬
‫صخَب‪ ،‬وتقول ِب ْلهِق‪ ،‬والمع‬ ‫ضجُور الكثي ال ّ‬ ‫خي‪ .‬الليث‪ :‬الِب ْلهِقُ ال ّ‬
‫بَلهِقُ‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬ف كلمه طَ ْرمَذٌة وَبلْهَقة وَل ْهوَقةٌ أَي‬
‫كِبْر‪ ،‬قال‪ :‬وف النوادر كذلك‪.‬‬
‫@بنق‪ :‬بَنّقَ الكِتابَ‪ :‬لغة ف نَبّقه‪ .‬وبَنّق كلمَه‪ :‬جعَه وسوّاه‪،‬‬
‫ومنه بَنائ ُق القَميصِ أَي جع شيء‪.‬‬
‫(* كذا بالصل)‪ .‬وقد بَنّق كتابه إذا‬
‫جوّده وجعَه‪.‬‬
‫والبِنَقة والبَنِيقةُ‪ُ :‬رقْعة تكون ف الثوب كاللّبِنةِ ونوها‪ ،‬مشّتق‬
‫من ذلك‪ ،‬وقيل‪ :‬البَنِيقة لَبِنة القميص‪ ،‬والمع بَنائقُ وبَنِيقُ؛ قال‬
‫قيس بن معاذ الجنون‪:‬‬
‫ل الليلُ َأطْفالَ حُبّها‪،‬‬ ‫ضمّ إ ّ‬
‫َي ُ‬
‫ضمّ أزْرارَ ال َقمِيصِ البَنائقُ‬ ‫كما َ‬
‫ويروى‪ :‬أََثنْاء حبها؛ ويروى‪ :‬أَبناء حبها؛ وأراد بالَطفال الَحزان‬
‫التولدة عن البّ؛ قال ابن بري‪ :‬وهذا من القلوب لَن الَزرار هي الت‬
‫تضُم البَنائقَ‪ ،‬وليست البنائقُ هي الت تضم الَزرارَ‪ ،‬وكان حق إنشاده‪:‬‬
‫كما ض ّم أزرارُ القميصِ البنائقا‬
‫إل أَنه قلبه‪ ،‬وفسر أبو عمرو الشيبان البنائق هنا بالعُرى الت تُدخَل‬
‫فيها ا َلزْرار‪ ،‬والعن على هذا واضح بيّن ل يُحتاج معه إل َقلْب‬
‫ول تعسّف إِل أَن المهور على الوجه الَول؛ وذكر ابن السياف أَنه روى‬
‫بعضهم‪:‬‬
‫كما ضم أَزرارُ القميص البنائقا‬
‫قال‪ :‬وليس بصحيح لَن القصيدة مرفوعة‪ ،‬وأَولا‪:‬‬
‫لبّ‪ ،‬يا ُأمّ مالِكٍ‪،‬‬ ‫َل َعمْ ُركِ إنّ ا ُ‬
‫ك لَلئقُ‬ ‫بِجسْمي‪ ،‬جَزان الُ‪ ،‬مِنْ ِ‬
‫وبعد قوله‪:‬‬
‫يضم إلّ َأطْفالَ حُبها‬
‫قوله‪:‬‬
‫وماذا عسى الواشُونَ أَن يَتحدّثُوا‬
‫ِسوَى أَن يقُولوا‪ :‬إنّن لكِ عاشِقُ؟‬
‫َن َعمْ ص َدقَ الواشُونَ أَنتِ حَبيبةٌ‬
‫صفُ منكِ الَلئقُ‬ ‫إلّ‪ ،‬وإنْ ل َت ْ‬
‫وقال أَبو الَجاج الَعلم‪ :‬البَنِيقة اللّبِنة‪ .‬وكل ُرقْعة تزاد ف‬
‫ثوب أَو دَلو ليّتسِع‪ ،‬فهي بنِيقة؛ ويقوّي هذا القول قول الَعشى‪:‬‬
‫قَواِفيَ َأمْثا ًل ُي َوسّعْنَ ِج ْلدَه‪،‬‬
‫ض الَ ِديِ الدّخارِصا‬ ‫ت ف عَرْ ِ‬ ‫كما زِدْ َ‬
‫فجعل الدّ ْخرِص َة رُقعة ف اللد زِيدَت ليتّسع با؛ قال السياف‪:‬‬
‫والدّخرِص ُة أَطول من اللّبِنة‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬وإذا ثبت أَن َبنِيقة‬
‫القميص هي جُرُبّانُه ُفهِم معناه‪ ،‬لَن جُرُبّانه معروف‪ ،‬وهو َطوْقُه الذي‬
‫صمّه أُدخلت أَزراره ف العُرى‬ ‫فيه ا َلزْرا ُر َمخِيطةً‪ ،‬فإذا أُريد ْ‬
‫ضمّ الصدْر إل النّحر‪ ،‬وعلى ذلك فسر بيت قيس بن معاذ التقدّم؛ قال‪:‬‬ ‫فَ‬
‫ويبي صحة ذلك ما أَنشده القال ف نوادره وهو‪:‬‬
‫لشَى‪،‬‬ ‫ب وا َ‬ ‫له َخفَقا ٌن يَ ْرَفعُ الَْي َ‬
‫ُيقَ ّطعُ َأزْرارَ الِرِبّانِ ثائرُهْ‬
‫هكذا أَنشده‪ ،‬بكسر اليم والراء‪ ،‬وزعم أَنه وجده كذا بط إِسحق بن‬
‫إِبراهيم ا َلوْصليّ‪ ،‬وكان الفراء ومن تابعه يضم اليم والراء؛ ومثل هذا بيت‬
‫ابن الدّمَيْنة‪:‬‬
‫َرمَتْن بطَرفٍ‪ ،‬لو َكمِيّا َر َمتْ به‪،‬‬
‫لَبُ ّل نَجيعا َنحْرُه وبَنائقُه‬
‫لَن البَنِيقة طَوْقُ الثوب الذي َيضُم النحر وما حولَه‪ ،‬وهو‬
‫الُرُبّان؛ قال‪ :‬ويتمل أَن يريد العُرى على تفسي الشيبان‪ ،‬قال‪ :‬وما يدلّك‬
‫على أَن البَنيقة هي الُرُبّان قول جرير‪:‬‬
‫إذا قِيلَ هذا البَيْنُ‪ ،‬راج ْعتُ عَبْرةً‬
‫لا ِبجُرُبّانِ البَنيقةِ وا ِكفُ‬
‫وإِنا أَضاف الربان إل البنيقة وإِن كان إياها ف العن ليُعلم‬
‫أنما بعن واحد‪ ،‬وهذا من باب إضافة العامّ إل الاصّ‪ ،‬كقولم عِرْقُ‬
‫ص والعِرق عامّ ل‬ ‫النّسا‪ ،‬وإن كان العرق هو النسا من جهة َأنّ النسا خا ّ‬
‫ت قُطْنةَ‬
‫لصِيد وثاب ُ‬ ‫يصّ النسا من غيه‪ ،‬ومثل ذلك حبْل الوَرِيد وحبّ ا َ‬
‫لَن قُطنة لقبه‪ ،‬وكان يعل ف أنفه قطنة فيصي أَعرف من ثابت‪ ،‬ولا كان‬
‫الربان عامّا ينطلق على البنيقة وعلى غِلف السيف وأُريد به البنيقة‬
‫أضافَه إل البنيقة ليُخصّصة بذلك؛ قال‪ :‬ومثل بيت جرير قول ابن‬
‫الرّقاع‪:‬كَأنّ ُزرُورَ القُبْطُرِيّةِ ُعّل َقتْ‬
‫ع مُ َق ّومِ‬
‫جذْ ٍ‬
‫بَنادِكُها منه ِب ِ‬
‫والبَنا ِدكُ‪ :‬البنائق‪ ،‬ويروى هذا البيت أَيضا ِللْحة الَ ْرمِي‪،‬‬
‫ويروى‪ُ :‬عّلقَت بنائقها‪ ،‬وقيل‪ :‬هي هنا عُراها فيكون حجة لَب عَمرو‬
‫الشّيبان‪ .‬قال أبو العباس الَحول‪ :‬والبنيقة الدّخْرِصة؛ وعليه فسر بيت ذي‬
‫ئ القيس بن زيد مَناةَ‪:‬‬ ‫الرمة َيهْجو رَهْط امر ِ‬
‫على كُلٍّ َكهْلٍ َأزْ َع ِكيّ وياِفعٍ‪،‬‬
‫من الّلؤْمِ‪ ،‬سِرْبالٌ جَديدُ البنائِقِ‬
‫لدّة ليعلم بذلك‬ ‫فقال‪ :‬البنائ ُق الدّخارِصُ‪ ،‬وإِنا خص البنائق با ِ‬
‫أ ّن اللؤْم فيهم ظاهر بيّن كما قال طرَفة‪:‬‬
‫تلقى‪ ،‬وأَحيانا تَِبيُ كأَنا‬
‫بَنائقُ غ ّر ف َقمِيصٍ ُم َقدّدِ‬
‫وقول الشاعر‪:‬‬
‫قد َأغَْتدِي والصّبْ ُح ذو َبنِيقِ‬
‫جعل له َبنِيقا على التشبيه ببَنيق ِة القَميص لبياضها؛ وأَنشد ابن بري‬
‫هذا الرجز‪:‬‬
‫والصب ُح ذو بَنائق‬
‫وقال‪ :‬شبه بياض الصبح ببياض البنيقة؛ قال‪ :‬ومثله قول ُنصَيْب‪:‬‬
‫ك سَوادِي‪ ،‬وَتحْتَه‬ ‫ت فلم َأمْلِ ْ‬
‫َسوِدْ ُ‬
‫ص من القُو ِهيّ‪ ،‬بِيضٌ بنَائقُهْ‬ ‫َقمِي ٌ‬
‫وأَراد بقوله سودتُ أَنه َع ِورَتْ عينُه؛ واستعار لا تت السواد من‬
‫عينه قميصا بِيضا بنائقُه كما استعار الفرزذق للثلج مُلء بيض البَنائق‬
‫فقال يصف ناقته‪:‬‬
‫تَظَ ّل بعيْنَيْها إل الَبَلِ الذي‬
‫عليه مُلء الّثلْجِ‪ ،‬بِيضُ البَنائِق‬
‫وقال ثعلب‪ :‬بَنائ ُق وبِنَقٌ‪ ،‬وزعم أ ّن بِنَقا جع المع‪ ،‬وهذا ما ل‬
‫يُعقل؛ وقال الليث ف قوله‪:‬‬
‫قد أغْتدِي والصب ُح ذو بَنيقِ‬
‫قال‪ :‬شبه بياض الصبح ببياض البنيقة؛ وقال ذو الرمة‪:‬‬
‫حصَحانٌ َمهَْيعُ‬ ‫صْ‬ ‫إذا اعْتفاها َ‬
‫مُبَنّقٌ بآلِه مُقَّنعُ‬
‫ب ف نواحِيه ُمقَّنعٌ قد‬ ‫قال الَصمعي‪ :‬قوله مُبنّق يقول السّرا ُ‬
‫غَطّى كل شيء منه‪ .‬قال ابن بري‪ :‬اعلم أَن البنيقة قد اختلف ف تفسيها‬
‫فقيل‪ :‬هي لَبِنة القميص‪ ،‬وقيل جُرُبّانه‪ ،‬وقيل دِخْرِصَتُه‪ ،‬فعلى هذا تكون‬
‫البنيقة والدخرصة والربان بعن واحد‪ ،‬وسيت بنيقة لمعها وتسينها‪ .‬ابن‬
‫سيده‪ :‬أَرض مَبْنُوقةٌ موصولة بأُخرى كما تُوصَل بنيقة القميص؛ قال ذو‬
‫الرمة‪:‬‬
‫لصَى‪،‬‬ ‫ف َمحْلُولة ا َ‬‫و ُمغْبَرّة ا َلفْيا ِ‬
‫صفِ‬ ‫دَيامِيمُها مَبْنُوقةٌ بالصّفا ِ‬
‫هكذا رواه أَبو عمرو‪ ،‬وروى غيه موصولة‪ .‬والبَنِيقةُ‪ :‬ال ّزمَعة من‬
‫العِنب إِذا عظمت‪ .‬والبَنِيقة‪ :‬السّطْر من النخل‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪َ :‬أبْنَق وبَنّق ونَبّق وأنْبَقَ كله إذا َغ َرسَ‬
‫ي فيقال نل مُبَنّ ٌق ومنَبّقٌ‪ .‬وف النوادر‪:‬‬ ‫شِراكا واحدا من الوَدِ ّ‬
‫بَنّق فلن ِكذْبةً حَرْشاء وَبوّقها وَبلّقها إذا صَنعَها وز ّوقَها‪.‬‬
‫وبَّنقْته بالسوط وَبّلقْته وَقوّبْتُه و َجوّبْتُه وفّتقْته وفّلقْتُه‬
‫إذا ق ّطعْته‪.‬‬
‫وبَنيق ُة الفرس‪ :‬الشعر الختلف ف وسط مِ ْرفَقِه‪ ،‬وقيل‪ :‬ف وسط مِ ْرفَقه‬
‫ما يَلي الشاكِلةَ‪ .‬والبَنيقتانِ‪ :‬دائرتانِ ف َنحْر الفرس‪.‬‬
‫ضمَدةِ‪.‬‬ ‫والبنيقتانِ‪ :‬عُودان ف طَ َرفَي ا ِل ْ‬
‫لّل ْوزُ‪ ،‬واحدته بُْندُقةٌ‪ ،‬وقيل‪ :‬البُندق حل شجر‬ ‫@بندق‪ :‬البُْندُق‪ :‬ا ِ‬
‫كالّلوْز‪.‬‬
‫وبُْندُقةُ‪ :‬بَطن‪ ،‬قيل أَبو قبيلة من اليمن‪ ،‬وهو ُبْندُقةُ بن مَظّةَ‬
‫بن سَعد العَشية‪ ،‬ومنه قولم‪ِ :‬حدَأ ِحدَأ وراءكِ بُنْدقةُ‪ ،‬وقد مضى‬
‫ذكره‪.‬والبُْندُقُ‪ :‬الذي يرمى به‪ ،‬والواحدة بُْندُقة والمع البنَادِقُ‪.‬‬
‫@بق‪ :‬الَبهَقُ‪ :‬بياض دون البص؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫فيه خُطوطٌ من سَوا ٍد وَبلَقْ‪،‬‬
‫سمِ َتوْليعُ الَبهَق‬ ‫لْ‬ ‫كأَنا ف ا ِ‬
‫(* قوله «فيه خطوط» الذي ف مادة ولع‪ :‬فيها)‪.‬‬
‫الَبهَقُ‪ :‬بياض يعتري السد بلف لونه ليس من البَرَص‪ .‬وبَْيهَق‪ :‬موضع‪.‬‬
‫للُقِ‪ .‬والُب ْهلُقُ والِب ْهلِقُ‪:‬‬
‫@بلق‪ :‬الِب ْهلِقُ‪ :‬ال ّزرِيّ ا ُ‬
‫الكثيةُ الكلم الت ليس لا صَيّورٌ‪ .‬والِب ْهلِقُ‪ ،‬بكسر الباء واللم‪:‬‬
‫ضجُور الشديدة‬ ‫لمْرة‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الرأَة ال ّ‬ ‫الرأَة المراء الشديدة ا ُ‬
‫خبُ‪ .‬والَب ْهلَقُ‪ :‬الداهيةُ؛ قال رؤبة‪:‬‬ ‫صِ‬ ‫لمْرة‪ .‬والِب ْهلِقُ‪ :‬ال ّ‬‫اُ‬
‫حت تَرَى الَعْدا ُء منّي َب ْهلَقا‪،‬‬
‫أَنكرَ ما عِندهم وأ ْقلَقا‬
‫أَي داهِيةً‪ .‬والَبهَْلقَة‪ :‬شِبْه الطّرْمذةِ‪ ،‬وقد َب ْهلَق‪ .‬وقال ابن‬
‫الَعراب‪ :‬هي الَبلْهقة‪ ،‬بتقدي اللم‪ ،‬فردّ ذلك ثعلب وقال‪ :‬إِنا هي‬
‫الَبهْلقة‪ ،‬بتقدي الاء على اللم‪ ،‬كما ذكرناه‪ ،‬وقد تقدم‪.‬‬
‫والَبهَالِقُ‪ :‬الَباطيلُ‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬جاءَ بالبَهالِق وهي الَباطِيلُ؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫ق علينا وهو شَرّ آيِقِ‪،‬‬ ‫آَ‬
‫وجاءنا من ب ْعدُ بالبَهالِقِ‬
‫غيه‪:‬‬
‫ُي َوْلوِلُ من َجوِْبهِنّ الدليـ‬
‫ـلُ‪ ،‬باللّيْلِ‪ ،‬ولْولةَ الَب ْهلَقِ‬
‫ويقال‪ :‬جاء بالكلمة َب ْهلَقا وبِهلِقا أَي مُواجهةً ل يستتر با‪،‬‬
‫والبَهالِقُ‪ :‬الدواهي؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫تأْت إل البَهالِق‬
‫@بوق‪ :‬البائقةُ‪ :‬الداهِيةُ‪ .‬وداهي ٌة َبؤُوق‪ :‬شديدة‪ .‬باقَتْهم الداهِيةُ‬
‫تَبُوقُهم َبوْقا‪ ،‬بالفتح‪ ،‬وبْؤوقا‪ :‬أصابتهم‪ ،‬وكذلك باقَتهم‪ ،‬بَؤوقٌ على‬
‫َفعُول‪ .‬وف الديث‪ :‬ليس ب ْؤمِن من ل ي ْأمَ ُن جارُه بوائقَه‪ ،‬وف‬
‫رواية‪ :‬ل يدخُل الن َة من ل ي ْأمَن جارُه بَوائقَه؛ قال الكسائي وغيه‪:‬‬
‫شمُه‪ .‬وف حديث الغية‪ :‬يَنامُ عن‬ ‫بوائقُه غَوائلُه وشرّه أو ُظلْمه و َغ َ‬
‫الَقائق وَيسْتَْيقِظ للبَوائقِ‪ .‬ويقال للداهِية والَبلِيّة تنل بالقوم‪:‬‬
‫أَصابتهم بائقة‪ .‬وف حديث آخر‪ :‬اللهم ِإنِ أََعوذ بك من بَوائقِ الدهر‪.‬‬
‫قال الكسائي‪ :‬باقَتْهم البائقة َتبُوقهم َبوْقا أصابتهم‪ ،‬ومثله‬
‫َفقَرَتْهم الفاقِرةُ‪ ،‬وكذلك باقَتهم بَؤوق‪ ،‬على فعول؛ وأَنشد ابن بري لزُغْبةَ‬
‫الباهِليّ وكُنْيته أَبو شفيق‪ ،‬وقيل جَزْء بن ربَاحٍ الباهِليّ‪:‬‬
‫تَراها عند قُبّتِنا قَصيا‪،‬‬
‫ونَْب ُذلُها إذا باَقتْ َبؤُوقُ‬
‫وأَول القصيدة‪:‬‬
‫أََنوْرا سَ ْرعَ ماذا يا فَرُوقُ‬
‫ويقال‪ :‬باقُوا عليه قتلوه‪ ،‬وانْباقُوا به ظلَموه‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬باقَ‬
‫إذا هجَم على قوم بغي إِذنم‪ ،‬وباقَ إِذا كذب‪ ،‬وباق إِذا جاء بالشّر‬
‫ق يَبُوق َبوْقا إذا جا َء بالبُوقِ‪،‬‬
‫والُصومات‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬يقال با َ‬
‫ب السّماقُ؛ قال الَزهري‪ :‬وهذا يدلّ على أنّ الباطل يسمى‬ ‫وهو الكذ ُ‬
‫بُوقا‪ ،‬والبُوقُ‪ :‬الباطل؛ قال حسّان بن ثابت يَرْثي عثمان‪ ،‬رضي ال‬
‫ل َقوْما كان شأُْن ُهمُ‬ ‫عنهما‪:‬يا قاتَلَ ا ُ‬
‫قَتْ َل المامِ الَمي ا ُلسْلمِ الفَطِنِ‬
‫ما قََتلُوه على ذَنْب ألّ به‪،‬‬
‫إلّ الذي ن َطقُوا بُوقا‪ ،‬ول َيكُنِ‬
‫قال شر‪ :‬ل أَسع البُوق ف الباطِل إل هنا ول ُيعْرَف بيتُ حسّان‪.‬‬
‫ق بُوقا‪ :‬ظهر‪ ،‬ضدّ‪ .‬وباقت السفينة‬ ‫وباقَ الشيءُ بُوقا‪ :‬غاب‪ ،‬وبا َ‬
‫َبوْقا وُبؤُوقا‪َ :‬غ ِرقَت‪ ،‬وهو ضدّ‪.‬‬
‫ق والبُوق والبُوقةُ‪ :‬ال ّدفْعة الُنكَرة من الطر‪ ،‬وقد‬ ‫والَبوْ ُ‬
‫انْباَقتْ‪ .‬الَصمعي‪ :‬أَصابتْنا بُوقة منكرة وبُوقٌ وهي دُفعة من الطر‬
‫انَْب َعجَتْ ضَرْبةً؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫من باكِر ال َوسْميّ َنضّاحِ الُبوَقْ‬
‫ويقال‪ :‬هي جع بُوق ٍة مثل أَوقةٍ وُأوَقٍ‪ ،‬ويقال‪ :‬أَصابم بُوق من‬
‫الطر‪ ،‬وهو كثرته‪.‬‬
‫ق عليهم‬ ‫وانْباقتْ عليهم بائق ُة شرّ مثل انْباجَت أَي انفََت َقتْ‪ .‬وانبا َ‬
‫ت من البُوق‪ .‬وتقول‪:‬‬ ‫الدّه ُر أَي هجَم عليهم بالدّاهية كما يرج الصو ُ‬
‫ق من كل شيء‪ :‬أَشدّه‪ .‬وف الثل‪:‬‬ ‫َدَفعْت عنك بائقةَ فلن‪ .‬والَبوْ ُ‬
‫ق أَي ليَْن َدفِع فيُظهِر ما ف نفْسه‪.‬‬ ‫ُمخْرَنْبِ ٌق ليَنْبا َ‬
‫والباق ُة من الَبقْل‪ :‬حُزمة منه‪.‬‬
‫والبُوقة‪ :‬ضَرْب من الشجر َدقِيق شديد اللتواء‪ .‬الليث‪ :‬البُوق ُة شجرة‬
‫ق الشجر شديدة اللتواء‪ .‬والبُوقُ‪ :‬الذي يُْنفَخ فيه ويُ ْزمَر؛ عن‬ ‫من دِ ّ‬
‫كراع؛ وأَنشد الَصمعي‪:‬‬
‫ت ف البُوقِ‬ ‫َزمْرَ النصارَى َزمَرَ ْ‬
‫وأَنشد ابن بري للعَرْ ِجيّ‪:‬‬
‫َه َووْا لنا ُزمَرا من كل ناحِيةٍ‪،‬‬
‫كأنّما فَزِعُوا من َنفْخةِ البُوقِ‬
‫والبُوقُ‪ :‬شِبه مِنْقافٍ ُملَْتوِي الَرْق يَنْفخ فيه ال ّطحّان فيعلو‬
‫صوته فيُعلم الُراد به‪ .‬قال ابن دريد‪ :‬ل أَدري ما صحته‪ .‬ويقال للنسان‬
‫الذي ل يكتُم السّر‪ :‬إِنا هو بُوق‪.‬‬
‫@بيق‪ :‬البِيقِيَةُ‪:‬‬
‫(* قوله «البيقية» كذا ضبط ف الصل بياء مففة‪،‬‬
‫وعبارة القاموس‪ :‬البيقة‪ ،‬بالكسر‪ ،‬حب إل آخر ما هنا‪ .‬وفيه البيقية بياء بعد‬
‫القاف مضبوطة بالتشديد قال‪ :‬البيقية‪ ،‬بالكسر‪ ،‬نبات أطول من العدس)‪ .‬حب‬
‫للْبان أَخضر يؤكل مبوزا ومطبوخا وُتعَْلفُه البقَر وهو‬ ‫أَكب من ا ُ‬
‫بالشام كثي؛ حكاه أَبو حنيفة ول يذكره الفُقهاء ف القَطان‪.‬‬
‫@بتك‪ :‬البَتْك‪ :‬القطع‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬وليُبَّتكُنّ آذان‬
‫الَنعام؛ قال أبو العباس‪ :‬يقول فليقطعنّ؛ قال أبو منصور‪ :‬كأنه أراد‪ ،‬وال أعلم‪،‬‬
‫تْبحِي أهل الاهلية آذان أنعامهم وشقهم إياها‪ .‬الليث‪ :‬البَتْك قطع‬
‫الُذن من أصلها‪ .‬وبَتّك الذان أي قطعها‪ ،‬شدد للكثرة‪ ،‬وقيل‪ :‬البَتْكُ أن‬
‫تقبض على شيء بيدك‪ ،‬وف التهذيب‪ :‬أن تقبض عى شعر أو ريش أو نو ذلك ث‬
‫تذبه إليك حت ينقطع فيَنْبَِتكِ من أصله وينتتف‪ ،‬وكل طائفة صارت ف يدك من‬
‫ذلك فاسها بِْتكَةٌ؛ قال زهي‪:‬‬
‫حت إذا ما َهوَتْ َكفّ الغلم لا‪،‬‬
‫ت وف َكفّه من ريشها بِتَ ُ‬
‫ك‬ ‫طارَ ْ‬
‫وقيل‪ :‬البَتْك قطع الشيء من أصله‪ ،‬بَتَكه يَبِْتكُه ويَبْتُكه بَتْكا‬
‫أي قطعه‪ ،‬وبَتّكه فانْبَتك وتَبَتّك‪ .‬والبِتْكةُ والبَتْكة‪ :‬القطعة منه‪،‬‬
‫والمع بَِتكٌ؛ واستشهد ببيت زهي‪:‬‬
‫ت وف كفه من ريشها بِتَكُ‬ ‫طارَ ْ‬
‫ك أي صارم؛ قال ابن بري‪ :‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫وسيف باتِ ٌ‬
‫إذا َطلَ َعتْ أول ال َعدِيّ‪ ،‬فَنفْرَةٌ‬
‫إل َسلّ ٍة من صارم الغَرّ باِتكِ‬
‫ك وبَتُوك‪ :‬قاطع‪ ،‬وسيوف بَواتِكُ‪ .‬والبِتُكة أيضا‪َ :‬جهْمة من‬ ‫وسيف باتِ ٌ‬
‫الليل‪.‬‬
‫@بنك‪ :‬الُبخْنُك‪ :‬لغة ف الُبخْنُقِ‪.‬‬
‫@برك‪ :‬البَرَكة‪ :‬النّماء والزيادة‪ .‬والتّبْريك‪ :‬الدعاء للنسان أو غيه‬
‫بالبكة‪ .‬يقال‪ :‬بَرّ ْكتُ عليه تَبْريكا أي قلت له بارك ال عليك‪.‬‬
‫وبارك ال الشيءَ وبارك فيه وعليه‪ :‬وضع فيه البَرَكَة‪ .‬وطعام بَرِيك‪ :‬كأنه‬
‫مُبارك‪ .‬وقال الفراء ف قوله رحة ال وبركاته عليكم‪ ،‬قال‪ :‬البكات‬
‫السعادة؛ قال أبو منصور‪ :‬وكذلك قوله ف التشهد‪ :‬السلم عليك أيها النب ورحة‬
‫ال وبركاته‪ ،‬لن من أسعده ال با أسعد به النب‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فقد نال السعادة الباركة الدائمة‪ .‬وف حديث الصلة على النب‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬وبا ِر ْك على ممد وعلى آل ممد أي أَثِْبتْ له وأدم ما‬
‫أعطيته من التشريف والكرامة‪ ،‬وهو من بَ َركَ البعي إذا أناخ ف موضع فلزمه؛‬
‫وتطلق البَرَكَةُ أيضا على الزيادة‪ ،‬والَصلُ الَولُ‪ .‬وف حديث أم سليم‪:‬‬
‫فحنّكه وبَرّك عليه أي دعا له بالبكة‪ .‬ويقال‪ :‬باركَ ال لك وفيك‬
‫وعليك وتَبَارك ال أي بارك ال مثل قاتَ َل وتَقاتَلَ‪ ،‬إل أن فاع َل يتعدى‬
‫وتفاع َل ل يتعدى‪ .‬وتَبَرّ ْكتُ به أي تََيمّْنتُ به‪ .‬وقوله تعال‪ :‬أن‬
‫بُو ِركَ مَ ْن ف النار ومَنْ حولَها؛ التهذيب‪ :‬النار نور الرحن‪ ،‬والنور‬
‫هو ال تبارك وتعال‪ ،‬ومَ ْن حولا موسى واللئكة‪ .‬وروي عن ابن عباس‪ :‬أن‬
‫برك من ف النار‪ ،‬قال ال تعال‪ :‬ومَنْ حولا اللئكة‪ ،‬الفراء‪ :‬إنه ف‬
‫حرف أَُبيّ أن بُورِكَت النارُ ومنْ حولا‪ ،‬قال‪ :‬والعرب تقول باركَكَ‬
‫ال وبارَكَ فيك‪ ،‬قال الَزهري‪ :‬معن َبرَكة ال ُعُلوّه على كل شيء؛‬
‫وقال أبو طالب بن عبد الطلب‪:‬‬
‫بُو ِركَ الَّيتُ الغريبُ‪ ،‬كما بُو‬
‫رك َنضْحُ ال ّرمّان والزيتون‬
‫وقال‪:‬‬
‫ل من ذي ألّ‬ ‫بارَك فيك ا ُ‬
‫وف التنيل العزيز‪ :‬وبارَكْنا عليه‪ .‬وقوله‪ :‬بارَكَ ال لنا ف الوت؛‬
‫معناه بارك ال لنا فيما يؤدينا إليه الوت؛ وقول أب فرعون‪:‬‬
‫ب عجوزٍ عِرْمس زَبُون‪،‬‬ ‫رُ ّ‬
‫سَرِيعة الرّ ّد على السكي‬
‫تسب أ ّن بُورِكا يكفين‪،‬‬
‫إذا َغدَوتُ باسِطا يَمين‬
‫جعل بُورِك اسا وأعربه‪ ،‬ونوٌ منه قولم‪ :‬من ُشبّ إل ُدبّ؛ جعله‬
‫اسا ك ُدرّ وبُ ّر وأعربه‪ .‬وقوله تعال يعن القرآن‪ :‬إنا أنزلناه ف ليلة‬
‫مُباركةٍ‪ ،‬يعن ليلة القدر نزل فيها جُملةً إل السماء الدنيا ث نزل‬
‫على سيدنا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬شيئا بعد شيء‪ .‬وطعام بَرِيكٌ‪:‬‬
‫مبارك فيه‪ .‬وما أبْ َركَهُ‪ :‬جاء فع ُل التعجب على نية الفعول‪ .‬وتباركَ‬
‫ال‪ :‬تقدّس وتنه وتعال وتعاظم‪ ،‬ل تكون هذه الصفة لغيه‪ ،‬أي ت َطهّرَ‪.‬‬
‫وال ُقدْس‪ :‬الطهر‪ .‬وسئل أبو العباس عن تفسي تبا َركَ الُ فقال‪ :‬ارتفع‪.‬‬
‫والُتبا ِركُ‪ :‬الرتفع‪ .‬وقال الزجاج‪ :‬تبا َركَ تفاعَ َل من البَرَكة‪ ،‬كذلك‬
‫يقول أهل اللغة‪ .‬وروى ابن عباس‪ :‬ومعن البَرَكة الكثرة ف كل خي‪ ،‬وقال ف‬
‫موضع آخر‪ :‬تَبا َركَ تعال وتعاظم‪ ،‬وقال ابن الَنباري‪ :‬تبا َركَ ال أي‬
‫يُتََب ّركُ باسه ف كل أمر‪ .‬وقال الليث ف تفسي تبا َركَ ال‪ :‬تجيد‬
‫وتعظيم‪ .‬وتبا َركَ بالشيء‪ :‬تَفاءَل به‪ .‬الزجاج ف قوله تعال‪ :‬وهذا كتاب‬
‫أنزلنا ُه مبارك‪ ،‬قال‪ :‬البارك ما يأت من قِبَله الي الكثي وهو من نعت‬
‫كتاب‪ ،‬ومن قال أنزلناه مباركا جاز ف غي القراءة‪ .‬اللحيان‪ :‬بارَ ْكتُ على‬
‫التجارة وغيها أي واظبت عليها‪ ،‬وحكى بعضهم تباركتُ بالثعلب الذي تباركتَ‬
‫به‪.‬‬
‫وبَ َركَ البعي يَبْ ُر ُك بُروكا أي استناخ‪ ،‬وأبرَكته أنا فبَ َركَ‪ ،‬وهو‬
‫قليل‪ ،‬والكثر أَنخْتُه فاستناخ‪ .‬وبَ َركَ‪ :‬ألقى بَرْكَ ُه بالرض وهو‬
‫صدره‪ ،‬وبَ َر َكتِ البل تَبْ ُر ُك بُروكا وبَرّ ْكتُ‪ :‬قال الراعي‪:‬‬
‫ت منها عجاسا ُء جلّةٌ‪،‬‬ ‫وإن بَرَ َك ُ‬
‫َبحّْنيَةٍ‪ ،‬أجلَى العِفاسَ وبَ ْروَعا‬
‫وأبرَكَها هو‪ ،‬وكذلك النعامة إذا جََث َمتْ على صدرها‪ .‬والبَ ْركُ‪ :‬البل‬
‫الكثية؛ ومه قول متمم بن ُنوَيْرَةَ‪:‬‬
‫ت ورج ّعتْ‬ ‫إذا شارفٌ منه ّن قامَ ْ‬
‫جوُها البَ ْركَ أجعا‬ ‫َحنِينا‪ ،‬فأبكى َش ْ‬
‫والمع البُرُوك‪ ،‬والبَ ْر ُك جع بار ٍك مثل َتجْرٍ وتاجر‪ ،‬والبَ ْركُ‪:‬‬
‫جاعة البل الباركة‪ ،‬وقيل‪ :‬هي إبل الِواءِ كلّها الت تروح عليها‪ ،‬بالغا‬
‫ما بلغَتْ وإن كانت ألوفا؛ قال أبو ذؤيب‪:‬‬
‫كأن ثِقالَ الُز ِن بي تُضارِعٍ‬
‫وشابَ َة بَ ْركٌ‪ ،‬من جُذامَ‪ ،‬لَبِيجُ‬
‫لَبيجٌ‪ :‬ضارب بنفسه؛ وقيل‪ :‬الَبرْك يقع على جيع ما برك من جيع الِمال‬
‫والنّوقِ على الاء أو الفَلة من حر الشمس أو الشبع‪ ،‬الواحد با ِركٌ‬
‫والُنثى باركة‪ .‬التهذيب‪ :‬الليث البَ ْر ُك البل البُرُوك اسم لماعتها؛ قال‬
‫طرفة‪:‬‬
‫ت مَخافَتِي‬ ‫وبَ ْركٍ ُهجُو ٍد قد أثارَ ْ‬
‫ب ُمجَرّد‬ ‫َبوَاديَها‪ ،‬أمشي ب َعضْ ٍ‬
‫ويقال‪ :‬فلن ليس له مَبْ َركُ َجمَلٍ‪ .‬وكل شيء ثبت وأقام‪ ،‬فقد بَ َركَ‪.‬‬
‫وف حديث علقمة‪ :‬ل َتقْرَبْهم فإن على أبوابم فِتَنا كَمبارِك البل؛ هو‬
‫الوضع الذي تبك فيه‪ ،‬أراد أنا ُت ْعدِي كما أن البل الصحاح إذا أنيخت‬
‫ف مَبارك الَرْبَى جَرَِبتْ‪.‬‬
‫والبِرْكة‪ :‬أن َي ِدرّ لبَنُ الناقة وهي باركة فيقيمَها فيحلبها؛ قال‬
‫الكميت‪:‬‬
‫و َحلَْبتُ بِرْكتها اللّبُو‬
‫ن‪ ،‬لَبون جُو ِدكَ غي ماضِرْ‬
‫ورجل مُبْتَ ِركٌ‪ :‬معتمِد على الشيء مُلِجّ؛ قال‪:‬‬
‫وعامُنا أ ْعجَبَنا ُم َقدّمُهُ‪،‬‬
‫ب ِسمُهْ‪،‬‬ ‫سمْح وقِرْضا ٌ‬ ‫ُيدْعَى أبا ال ّ‬
‫حمُهْ‬‫مُبْتَ ِر ٌك لكل عَ ْظ ٍم َي ْل ُ‬
‫ورجل بُ َركٌ‪ :‬با ِركٌ على الشيء؛ عن ابن الَعراب؛ وأنشد‪:‬‬
‫بُ َر ٌك على جَْنبِ الناء ُم َعوّدٌ‬
‫أكل الِبدَانِ‪ ،‬فلَ ْقمُه مُتدا ِركُ‬
‫الليث‪ :‬البِرْك ُة ما َوِليَ الَرض من جلد بطن البعي وما يليه من‬
‫الصدر‪ ،‬واشتقاقه من مَبْرَك البعي‪ ،‬والبَ ْركُ َكلْكل البعي وصدره الذي‬
‫يعدُوك‪ .‬به الشيء تته؛ يقال‪َ :‬حكّه ودكّه وداكه بِبَرْكه؛ وأنشد ف صفه‬
‫الرب وشدتا‪:‬‬
‫فأ ْق َعصَتُهمْ و َح ّكتْ َبرْكَها ِب ِهمُ‪،‬‬
‫وأعْ َطتِ الّن ْهبَ هَيّانَ بن بَيّانِ‬
‫والبَرْك والبِرْكةُ‪ :‬الصدر‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ما ول الرض من جلد صدر البعي‬
‫إذا بَرَك‪ ،‬وقيل‪ :‬البَرْك للنسان والبِرْكة لِما سوى ذلك‪ ،‬وقيل‪ :‬البَرْك‬
‫الواحد‪ ،‬والبِركة المع‪ ،‬ونظيه َحلْي و ِحلْية‪ ،‬وقيل‪ :‬البَ ْر ُك باطن‬
‫الصدر والبِركة ظاهره؛ والبِرْكة من الفرس الصدر؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫شوَى‪،‬‬ ‫ُمسَْتقْدِم البِ ْركَة عَبْل ال ّ‬
‫ض بفَأسِ اللّجام‬ ‫َكفْتٌ إذا عَ ّ‬
‫الوهري‪ :‬البَ ْر ُك الصدر‪ ،‬فإذا أدخلت عليه الاء كسرت وقلت بِرْكة؛ قال‬
‫العدي‪:‬‬
‫ف مِ ْرَفقَيْهِ تَقاربٌ‪ ،‬ولَهُ‬
‫بِ ْركَ ُة زَ ْورٍ كَجبأة الَ َزمِ‬
‫وقال يعقوب‪ :‬الَب ْركُ وسط الصدر؛ قال ابن الزَّبعْرى‪:‬‬
‫ت بقُبا ٍء بَرْكَها‪،‬‬‫حي َح ّك ْ‬
‫واسَْتحَرّ القتل ف عَْبدِ ا َلشَلّ‬
‫وشاهد البِرْكة قول أب دواد‪:‬‬
‫ُج ْرشُعا أعْ َظمُه َجفْرَتُه‪،‬‬
‫ناِتئُ البِرْك ِة ف غي َبدَدْ‬
‫وقولم‪ :‬ما أحسن بِ ْركَة هذه الناقة وهو اسم للبُروك‪ ،‬مثل الرّكبة‬
‫للْسة‪.‬‬ ‫وا ِ‬
‫وابْتَرك الرجل أي ألقى بِرْكه‪ .‬وف حديث علي بن السي‪ :‬ابْتَ َركَ‬
‫ب بَ ْركَ‬
‫الناسُ ف عثمان أي شتموه وتنقّصوه‪ .‬وف حديث علي‪ :‬ألقت السحا ُ‬
‫بَوانِيها؛ البَ ْركُ الصدر‪ ،‬والبَوانِي أركان البِنْية‪ .‬وابْتَرَكْتُه إذا‬
‫صرَعته وجعلته تت بَرْكك‪ .‬وابْتَرَك القوم ف القتال‪َ :‬جَثوْا على‬
‫الرّكَب واقتتلوا ابتِراكا‪ ،‬وهي البَرُوكاءُ والبُرَاكاءُ‪.‬‬
‫لدّ‪ ،‬وأصله من البُروك؛ قال بشر بن‬ ‫والبَراكاءُ‪ :‬الثّبات ف الرب وا ِ‬
‫أب خازم‪:‬‬
‫ول يُنْجي من ال َغمَراتِ إلّ‬
‫بَرَاكاءُ القتال‪ ،‬أو الفِرار‬
‫والبَراكاءُ‪ :‬ساحة القتال‪ .‬ويقال ف الرب‪ :‬بَرا ِك براكِ أي ابْرُكوا‪.‬‬
‫والبُرَاكِيّة‪ :‬ضرب من السفن‪.‬‬
‫والبُ َر ُك والبارُوك‪ :‬الكابُوس وهو النّيدِلنُ‪ ،‬وقال الفرّاء‪:‬‬
‫بَرّكاِنيّ‪ ،‬ول يقال بَرْنَكانّ‪.‬‬
‫وبَرْك الشتاء‪ :‬صدره؛ قال الكميت‪:‬‬
‫واحْتَلّ ب ْركُ الشتاء مَنْ ِزلَه‪،‬‬
‫وبات شيخ العِيالِ َيصْ َطِلبُ‬
‫قال‪ :‬أراد وقت طلوع العقرب وهو اسم لعدّة نوم‪ :‬منها الزّبانَى‬
‫شوْلة‪ ،‬وهو يطلع ف شدة البد‪ ،‬ويقال لا البُرُوك‬ ‫وال ْكلِي ُل والقَ ْلبُ وال ّ‬
‫والُثُوم‪ ،‬يعن العقرب‪ ،‬واستعار البَ ْر َك للشتاء أي حل صَدر الشتاء‬
‫ومعظمه ف منله‪ ،‬يصف شدة الزمان و َجدّبه لن غالب الدب إنا يكون ف‬
‫الشتاء‪ .‬وبا َر َك على الشيء‪ :‬واظب‪ .‬وأبْ َر َك ف َعدْوه‪ :‬أسرع متهدا‪ ،‬والسم‬
‫البُروك؛ قال‪:‬‬
‫وه ّن َي ْعدُون بنا بُروكا‬
‫أي نتهد ف عدوها‪ .‬ويقال‪ :‬ابْتَ َركَ الرجل ف عرض أخيه ُي َقصّبُه إذا‬
‫اجتهد ف ذمه‪ ،‬وكذلك البتِراك ف العدو والجتهاد فيه‪ ،‬ابْتَ َركَ أي‬
‫أسرع ف ال َعدْو وجدّ؛ قال زهي‪:‬‬
‫مَرّا كِفاتا‪ ،‬إذا ما الاءُ أ ْسهَعلَها‪،‬‬
‫حت إذا ضُربت بالسوط تَبْتَ ِركُ‬
‫وابْتِرا ُك الفرس‪ :‬أن يَنَْتحِي على أحد شقيه ف َعدْوه‪ .‬وابْتَ َركَ‬
‫الصّيقَلُ‪ :‬مال على ا ِل ْد َوسِ ف أحد شقيه‪ .‬وابتركت السحابة‪ :‬اشتدّ‬
‫ب إذا ألَحّ‬‫انللا‪ .‬وابْتَرَكت السماء وأبركت‪ :‬دام مطرها‪ .‬وابْتَركَ السحا ُ‬
‫لبِيصُ‬ ‫بالطر‪ .‬وابْتَ َر َك ف عَرْض الَبل‪ :‬تََنقّصه‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬ا َ‬
‫يقال له البُرُوك ليس الرّبُوك‪ .‬وقال رجل من الَعراب لمرأته‪ :‬هل لكِ‬
‫ف البُرُوك؟ فأجابته‪ :‬إن البُرُوك عمل اللوك؛ والسم منه البَرِيكة‪،‬‬
‫وعمله البُرُوك‪ ،‬وأول من عمل الَبِيص عثمان بن عفان‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬وأهداها‬
‫ليْس؛ وروى‬ ‫إل أزواج النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأما الرّبِيكة فا َ‬
‫إبراهيم عن ابن الَعراب أنه أنشد لالك بن الريب‪:‬‬
‫إنا وجدنا طَرَدَ ا َلوَامِلِ‪،‬‬
‫والش َي ف البِرْكةِ والَراجِلِ‬
‫قال‪ :‬البِرْك ُة جنس من برود اليمن‪ ،‬وكذلك الَرَاجل‪ .‬والبُرْكة‪:‬‬
‫لمَالة ورجالا الذين يسعون فيها؛ قال‪:‬‬ ‫اَ‬
‫لقد كان ف لَيْلى عطاء لبُرْكةٍ‪،‬‬
‫ت بكم تَرْجو الرغائب وال ّرفْدا‬ ‫أنا َخ ْ‬
‫ليلى هنا ثلثمائة من البل كما سوا الائة هِنْدا‪ ،‬ويقال للجماعة‬
‫يتحملون حَمالةً بُرْكَ ٌة و ُجمّة؛ ويقال‪ :‬أبرَ ْكتُ الناقة فَبَر َكتْ‬
‫بُرُوكا‪ .‬والتّبْراك‪ :‬البُروك؛ قال جرير‪:‬‬
‫ت َنغَاِنغُ ركبتيها‬ ‫لقد قَرِ َح ْ‬
‫من التّبْراك‪ ،‬ليس من الصّلةِ‬
‫وتِبْراك‪ ،‬بكسر التاء‪ :‬موضع بذاء ِتعْشار؛ قال مرار بن مُْنقِذ‪:‬‬
‫أعَ َرفْت الدّارَ أم أْنكَرْتا‪،‬‬
‫سيْ َعَبقُرْ؟‬‫شّ‬ ‫بي تِبْراكٍ ف َ‬
‫والبِرْكةُ‪ :‬كالوض‪ ،‬والمع الِب َركُ؛ يقال‪ :‬سيت بذلك لقامة الاء‬
‫فيها‪ .‬ابن سيده‪ :‬والبِرْكَ ُة مستنقع الاء‪ .‬والبِرْكةُ‪ :‬شبه حوض يفر ف‬
‫الَرض ل يعل له أعضاد فوق صعيد الرض‪ ،‬وهو البِ ْركُ أيضا؛ وأنشد‪:‬‬
‫وأْنتِ الت َكّلفْتِن البِ ْركَ شاتيا‬
‫وأوْردتِنيه‪ ،‬فانْ ُظرِي‪ ،‬أي َموْرِدِ‬
‫ابن العراب البِرْك ُة تَ ْطفَ ُح مثل ال ّزلَف‪ ،‬وال ّزلَفُ وجه الرآة‪.‬‬
‫قال أبو منصور‪ :‬ورأيت العرب يسمون الصّهاريج الت ُسوّيت بالخر‬
‫وضُرّ َجتْ بالنّورة ف طريق مكة ومناهلها بِرَكا‪ ،‬واحدتا بِرْكةٌ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ب بِرْك ٍة تكون ألف ذراع وأقل وأكثر‪ ،‬وأما الِياض الت تسوّى لاء‬ ‫ور ّ‬
‫السماء ول تُ ْطوَى بالجر فهي ا َلصْناع‪ ،‬واحدها صِنْع‪ ،‬والبِرْكةُ‪:‬‬
‫للْبة من َحلَب الغداة؛ قال ابن سيده‪ :‬وهي البَركَةُ‪ ،‬ول أحقها‪ ،‬ويسمون‬ ‫اَ‬
‫للُوبة‪ :‬بِرْكةً‪.‬‬‫الشاة ا َ‬
‫والبَروك من النساء‪ :‬الت تتزوج ولا ولد كبي بالغ‪.‬‬
‫والبِراكُ‪ :‬ضرب من السمك بري سود الناقي‪.‬‬
‫والبُركة‪ ،‬بالضم‪ :‬طائر من طي الاء أبيض‪ ،‬والمع بُرَك وأبْراك‬
‫وبُرْكان‪ ،‬قال‪ :‬وعندي أن أْبرَاكا وبُرْكانا جع المع‪ .‬والبُ َركُ أيضا‪:‬‬
‫صقْر إل ماء ظاهر‬
‫ت من َ‬ ‫الضفادع؛ وقد فسر به بعضهم قول زهي يصف قطاة فَرّ ْ‬
‫على وجه الَرض‪:‬‬
‫حت استغاَثتْ باء ل رشا َء لَهُ‬
‫من الَباطِح‪ ،‬ف حافاته البُ َركُ‬
‫والبِرْكانُ‪ :‬ضرب من ِدقّ الشجر‪ ،‬واحدته بِرْكانة؛ قال الراعي‪:‬‬
‫حت غدا حَرِضا َطلّى فَرائصُه‪،‬‬
‫يَرعى شقائ َق من َعلْقَى وبِرْكانِ‬
‫لمْض وسائر الشجر ل يطول ساقه‪ .‬والبِرْكانُ‪ :‬من‬ ‫وقيل‪ :‬هو ما كان من ا َ‬
‫ِدقّ النبت وهو المض؛ قال الَخطل وأنشد بيت الراعي وذكر أن صدره‪:‬‬
‫حت غدا حَرِضا هَطْلى فرائصُه‬
‫والطلى‪ :‬واحده هِطْل‪ ،‬وهو الذي يشي رُوَيدا‪ .‬وواحد البِركان‬
‫ل بنجد ف الرمل ظاهرا على الَرض‪،‬‬ ‫بِرْكانَة‪ ،‬وقيل‪ :‬البِرْكا ُن نيت ينبت قلي ً‬
‫له عروق دِقاقٌ حسن النبات وهو من خي المض؛ قال‪:‬‬
‫بيث الَْتقَى البِرْكانُ والَاذُ وال َغضَا‬
‫ت تِلعا صدورُها‬ ‫بِبِْئشَة‪ ،‬وا ْرَفضّ ْ‬
‫ضتْ هَراعا‪ ،‬وقيل‪ :‬البِرْكانُ ضرب من شجر الرمل؛‬ ‫وف رواية‪ :‬وا ْرفَ ّ‬
‫وأنشد بيت الراعي‪:‬‬
‫حت غدا حَرِضا هَطْلى فَرائصُه‬
‫أبو زيد‪ :‬البُورَقُ والبُو َركُ الذي يعل ف الطحي‪.‬‬
‫والبُرَيْكانِ‪ :‬أخَوان من العرب‪ ،‬قال أبو عبيدة‪ :‬أحدها با ِركٌ والخر‬
‫بُرَيْك‪ ،‬فغلب بُ َريْك إما للفظه‪ ،‬وإما لِسنّه‪ ،‬وإما لفة اللفظ‪ .‬وذو‬
‫بُرْكان‪ :‬موضع؛ قال بشر بن أب خازم‪:‬‬
‫تَرَاها إذا ما ال ُل َخبّ كأنا‬
‫فَرِيد‪ ،‬بذي بُرْكان‪ ،‬طاوٍ ُمَلمّعُ‬
‫وبُرَك‪ :‬من أساء ذي الجة؛ قال‪:‬‬
‫أعُ ّل على الِنْديّ َمهْلً وكَرّةً‪،‬‬
‫َلدَى بُ َركٍ‪ ،‬حت َتدُورَ الدوائرُ‬
‫وبِ ْركٌ‪ ،‬مثال قِرْدٍ‪ :‬اسم موضع بناحية اليمن؛ قال ابن بري‪ :‬وبِ ْركُ‬
‫الغُماد موضع باليمن‪ .‬ويقال‪ :‬الغِماد والغُماد‪ ،‬بالكسر والضم‪ ،‬وقيل‪ :‬إن‬
‫الغِما َد بَرَهُوت الذي جاء ف الديث أن أرواح الكافرين فيه‪ ،‬وحكى ابن‬
‫خالويه عن ابن دريد أن بِر َك الغِماد بقعة ف جهنم‪ ،‬ويروى أن الَنصار‪ ،‬رضي‬
‫ال عنهم‪ ،‬قالوا للنب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬إنا ما نقول لك‬
‫مثل ما قال قوم موسى لوسى‪ ،‬اذ َهبْ أنت وربك فقاتِل‪ ،‬بل بآبائنا‬
‫َن ْفدِيكَ وأمّهاتِنا يارسول ال ولو دعوتنا إل بَ ْركِ الغِماد؛ وأنشد ابن‬
‫دريد لنفسه‪:‬‬
‫وإذا تََنكّرَتِ البِل‬
‫ذُ‪ ،‬فأ ْولِها كََنفَ البعاد‬
‫واجعَلْ مُقامَك‪ ،‬أو مَقَرْ‬
‫َركَ جانَِب ْي بَ ْر ِك الغِماد‬
‫كلّ الذّخائِرِ‪ ،‬غَيْ َر َتقْـ‬
‫ـوى ذي الَلل‪ ،‬إل نَفاد‬
‫وف حديث الجرة‪ :‬لو أمرتا أن تبلغ با بَرْك الغُماد‪ ،‬بفتح الباء‬
‫وكسرها‪ ،‬وتضم الغي وتكسر‪ ،‬وهو اسم موضع باليمن‪ ،‬وقيل‪ :‬هو موضع وراء مكة بمس‬
‫ليال‪.‬‬
‫@برتك‪ :‬ابن سيده‪ :‬البَراتِك صغار التّلل‪ ،‬قال‪ :‬ول أسع لا بواحد؛ قال‬
‫ذو الرمة‪:‬‬
‫وقد خَنّقَ ال ُل الشّعافَ‪ ،‬وغ ّرَقتْ‬
‫جَواريه ُجذْعانَ القِضافِ البَراتكِ‬
‫ت الشيء برتكة وفَرَْتكْتُه‬
‫ويروى‪ :‬النوابك‪ .‬وف النوادر‪ :‬بَرَْت ْك ُ‬
‫فَرْتكةً وكَرَْنفْته إذا قطعته مثل الذر‪.‬‬
‫@برنك‪ :‬البَ ْرنَكان‪ :‬ضرب من الثياب؛ عن ابن الَعراب؛ وأنشد‪:‬‬
‫إنّي وإن كان إزارِي َخلَقا‪،‬‬
‫وبَرْنَكان َسمَلً قد أ ْخَلقَا‪،‬‬
‫قد جعل ال لسان مُطْلَقا‬
‫الوهري‪ :‬البَرْنَكان على وزن الزّ ْعفَران ضرب من الَكسية‪ .‬قال‬
‫الفراء‪ :‬البَ ْرنَكانُ كساء من صوف له َعلَمان‪ ،‬ويقال برّكان أيضا‪.‬‬
‫@بشك‪ :‬الَبشْكُ‪ :‬سوء العمل‪ .‬والَبشْك‪ :‬الياطة الرديئة‪ .‬ابن الَعراب‪:‬‬
‫يقال للخَيّاط إذا أساء خياطة الثوب َبشَكه و َشمْرَخه‪ ،‬قال‪ :‬والبشك اللط‬
‫من كل شيء رديء وجيد‪.‬‬
‫ش ْكتُ الثوب إذا خطته خياطة متباعدة‪ .‬وف حديث أب هريرة‪ :‬أن مروان‬ ‫وب َ‬
‫كساه مِطْ َرفَ خَزّ فكان يَثْنِيه عليه أثْنا ًء من سعته فَبشَكه َبشْكا‬
‫أي خاطه‪ .‬وَبشَكَ الكلم يَْبشُكه َبشْكا وأبشَكه‪َ :‬تخَرّصهُ كاذبا‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬الَبشْك والبْتِشاك الكذب أو َخلْط الكلم بالكذب‪ .‬قال أبو عبيدة‪:‬‬
‫ابْتَشك فلن الكلم ابْتِشاكا إذا كذب‪ .‬وقال أبو زيد‪َ :‬بشَكَ وابَْتشَك‬
‫خلُقه‪ .‬والَبشّاك‪ :‬الكذّاب‪،‬‬ ‫إذا كذب‪ .‬ويقال‪ :‬هو يَْبشُك الكذب أي َي ْ‬
‫وقيل‪ :‬الَبشْك اللط ف كل شيء؛ عن ابن الَعراب‪ .‬وابَْتشَك الكلم‪:‬‬
‫ارْتله‪ .‬وَبشَك البل يَْبشُكها َبشْكا‪ :‬ساقها سوقا سريعا‪ .‬التهذيب‪:‬‬
‫الَبشْك ف السي سرعة نقل القوائم‪ .‬أبو زيد‪ :‬الَبشْك السي الرفيق‪،‬‬
‫والَبشْكُ السرعة وخفة نقل القوائم‪َ ،‬بشَك َيْبشُك ويَْبشِك َبشْكا وَبشَكا‪.‬‬
‫ك ف ُحضْر الفرس أن ترتفع حوافره من الَرض ول تنبسط يداه‪.‬‬ ‫والَبشْ ُ‬
‫وامرأة َبشَكى اليدين وَبشَكى العمل‪ :‬خفيفةُ اليدين ف العمل سريعتهما‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫شكَى العمل أي سريعة العمل‪ .‬ابن بزرج‪:‬‬ ‫َبشَكى اليدين َعمُول اليدين‪ ،‬وَب َ‬
‫إنه َبشَكى الَمر أي يعجل صَرِية أمره‪ .‬وناقة َبشَكى‪ :‬سريعة؛ وقال ابن‬
‫الَعراب‪ :‬هي الت تسيء الشي بعد الستقامة‪ .‬وناقة َبشَكى‪ :‬خفيفة الشي‬
‫ش َكتْ أي أسرعت‪ ،‬تَْبشُك بَشكا‪.‬‬ ‫والروح‪ ،‬وقد َب َ‬
‫ل يدَهُ أي ل يقطعها؛‬ ‫ك وَبضُوك‪ :‬قاطع‪ .‬ول يَْبضِكُ ا ُ‬ ‫@بضك‪ :‬سيف باضِ ٌ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬كل ذلك عن ابن الَعراب‪.‬‬
‫@بطرك‪ :‬البَطْرَك‪ :‬معروف مقدّم النصارى‪ ،‬وجاء ف الشعر البِطَ ْركُ؛ قال‬
‫الَصمعي ف قول الراعي يصف ثورا وحشيّا‪:‬‬
‫ف له‪،‬‬
‫َي ْعلُو الظّواهر فَرْدا‪ ،‬ل ألِي َ‬
‫مَشيَ البِطَ ْر ِك عليه رَيْط كَتّانِ‬
‫قال‪ :‬البِطَ ْركُ هو البِطْرِيقُ‪ ،‬وقال غيه‪ :‬البِطَ ْركُ السيد من سادات‬
‫الجوس‪ ،‬قال أبو منصور‪ :‬وهو َدخِيل‪ ،‬ويروى مشي النّطول‬
‫(* قوله «النطول»‬
‫هكذا ف الصل‪ ).‬أي الذي يتَنَطّ ُل ويتبختر ف مشيته‪.‬‬
‫@بعك‪َ :‬ب َعكَهُ بالسيف‪ :‬ضرب أطرافه‪ .‬والَبعَكُ‪ :‬الغلظ والكَزازة ف‬
‫السم‪ ،‬ومنه اشتق َب ْعكَكٌ؛ عن ابن دريد‪ .‬وُب ْعكُوك ُة القوم‪ :‬آثارهم حيث‬
‫نزلوا‪ .‬وُب ْعكُوكة القوم‪ :‬جاعتهم‪ ،‬وكذلك هي من البل؛ عن ثعلب؛ وأنشد‪:‬‬
‫يرُجْ َن من ُب ْعكُوكة الِلط‬
‫وُبعْكوكةُ الناس‪ :‬متَمعهم‪ .‬وُبعْكُوكة الشر‪ :‬وسطه‪ ،‬وحكى اللحيان‬
‫الفتح ف أوائل هذه الروف وجعلها نوادر‪ ،‬لن الكم ف ُفعْلول أن يكون مضموم‬
‫الَول إل أشياء نوادر جاءت بالضم والفتح‪ ،‬فمنها بَعكوكة‪ ،‬قال‪ :‬شبهت‬
‫بالصادر نو سار سَيْرورة وحاد حَيْدودة‪ ،‬قال الَزهري‪ :‬هذا حرف جاء‬
‫صعْفوق‪ ،‬وهو مذكور ف‬ ‫نادرا على َفعَلولة ول يئ ف كلمهم مثله إل َ‬
‫موضعه‪ ،‬وإنا جاء ف كلمهم على ُفعْلول بضم الفاء مثل ُبهْلول و ُكهْلول‬
‫للَبة والختلط‪ .‬وُب ْعكُوكة‬ ‫وزُغْلول‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬أصل الُبعْكوكة ا َ‬
‫الوادي‪ :‬وسطه‪ .‬ووقعنا ف َب ْعكُوكا َء و َمعْكُوكاء أي غبار وجلبة وصياح‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫ف شر واختلط‪ ،‬وهي الُب ْعكُوكة؛ عن السياف‪ .‬والُبعَكوك‪ :‬شدة الر‪.‬‬
‫وَبعْكوكاء‪ :‬موضع‪ .‬وَب ْعكَك‪ :‬اسم رجل‪.‬‬
‫@بعلبك‪ :‬الَزهري ف الرباعي‪َ :‬بعْلبكّ اسم بلد‪ ،‬وها اسان جعل اسا‬
‫ك ومررت‬ ‫واحدا فأُعطيا إعرابا واحدا وهو النصب‪ ،‬يقال‪ :‬دخلت َبعْلَبَ ّ‬
‫ك وهذه َبعْلَبَكّ‪ ،‬ومثله َحضْ َر َموْت و َمعْدي كربَ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫بَب ْعلَبَ ّ‬
‫والنسبة إليه َبعْليّ‪ ،‬وإن شئت َب ّكيّ‪ ،‬على ما ذكر ف عَبْد َشمْس‪.‬‬
‫@بكك‪ :‬البَكّ‪ :‬دق العنق‪َ .‬بكّ الشيءَ يَُبكّه بَكا‪ :‬خرقه أو فرقه‪.‬‬
‫ك فلن يَُبكّ َبكّ ًة أي زحم‪ .‬وبَكّ الرجلُ صاحبه يَُبكّه بَكا‪:‬‬ ‫وبَ ّ‬
‫زاحه أو َزحَهُ؛ قال‪:‬‬
‫إذا الشّرِيبُ أخذَتْه أكّهُ‪،‬‬
‫ك َبكّهْ‬
‫خلّهِ حت يَبُ ّ‬‫َف َ‬
‫يقول‪ :‬إذا ضجر الذي يُورِدُ إبله مع إبلك لشدة الر انتظارا فخلّه حت‬
‫يزاحك؛ وقال ابن دريد‪ :‬كأ من الَضداد يذهب ف ذلك إل أنه التفريق‬
‫والزدحام؛ وكل شيء تراكب فقد تَباكّ‪ .‬وتبا ّك القوم‪ :‬تزاحوا‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫فتَباكّ الناس عليه أي ازدحوا‪ .‬والَبكْبَكةُ‪ :‬الزدحام‪ ،‬وقد‬
‫تََبكَْبكُوا‪.‬‬
‫وَبكْبَكَ الشيءَ‪ :‬طرح بعضه على بعض ك َكْبكَبه‪ .‬وج ٌع َبكْباك‪ :‬كثي‪.‬‬
‫ضكْضاك الرجل القصي‪ ،‬وهو الَبكْباكُ‪.‬‬ ‫ورجل َبكْباك‪ :‬غليظ‪ ،‬وقيل‪ :‬ال ّ‬
‫لمُرُ النشيطة؛ وأنشد‪:‬‬ ‫والُبكْكُ‪ :‬الَحداث ا َل ِشدّاء‪ ،‬والُبكُك‪ :‬ا ُ‬
‫حمُرِ الَبَكّ‬ ‫صَلمة ك ُ‬
‫ويقال‪ :‬فلن أَبكّ بن فلن إذا كان َعسِيفا لم يسعى ف أمورهم‪.‬‬
‫وبَكّ الرجل الرأة إذا جهدها ف الماع‪ .‬وَبكّ الشيء يَُبكّه َبكّا‪ :‬رد‬
‫خوَته‪ ،‬ذكره‬ ‫ضعَهُ‪ .‬ويقال‪َ :‬ب َككْت الرجل وضعت منه ورددت َن ْ‬ ‫خوَته وو َ‬‫َن ْ‬
‫ك عنقه يَُبكّها بعكّا‪ :‬دقها‪.‬‬
‫ابن بري ف ترجة ركك‪ .‬وبَ ّ‬
‫وَبكّةُ‪َ :‬مكّةُ‪ ،‬سيت ذلك لنا كانت تَبُكّ أعناق البابرة إذا‬
‫ألدوا فيها بظلم‪ ،‬وقيل‪ :‬لن الناس يتباكّون فيها من كل وجه أي يتزاحون‪،‬‬
‫ك بعضهم بعضا ف‬ ‫وقال يعقوب‪َ :‬بكّ ُة ما بي جبلي َمكّة لن الناس يب ّ‬
‫الطواف أي يَ ْز َحمُ؛ حكاه ف البدل‪ ،‬وقيل‪ :‬سيت َبكّة لن الناس يبك بعضهم‬
‫بعضا ف الطرق أي يدفع‪ ،‬وقال الزجاج ف قوله تعال‪ :‬إن أول بيت وضع‬
‫للناس للذي بَبكّة مباركا‪ ،‬قيل‪ :‬إن َبكّة موضع البيت وسائر ما حوله‬
‫َمكّة‪ ،‬قال للذي بَبكّة‪ ،‬فأما اشتقاقه ف اللغة فيصلح أن يكون السم اشتق من‬
‫َبكّ الناسُ بعضهم بعضا ف الطواف أي دفع بعضهم بعضا‪ ،‬وقيل‪ :‬بَكة اسم‬
‫بطن َمكّة سيت بذلك لزدحام الناس‪ .‬وف حديث ماهد‪ :‬من أساء َمكّةَ‬
‫َبكّةُ‪ ،‬قيل‪َ :‬بكّة موضع البيت ومكةُ سائر البلد‪ ،‬وقيل‪ :‬ها اسا‬
‫البلدة‪ ،‬والباء واليم يتعاقبان‪.‬‬
‫وبَك الشيءَ‪ :‬فسخه‪ ،‬ومنه أُخذت َبكّةُ‪ .‬وبَكّ الرجلُ‪ :‬افتقر‪ .‬وبَكّ‬
‫إذا خشن بدنه شجاعةً‪ .‬ويقال للجارية السمينة َبكْباكة وكَبْكابة‬
‫ووَ ْكوَاكة ووَ َكوْكاٌة ومَرْمَارة ورَجْراجة‪.‬‬
‫ك الضعفاء والقلّي‪ .‬والَبكّ‪:‬‬ ‫والَبَكّ‪ :‬العام الشديد لنه يَبُ ّ‬
‫ك بعضها بعضا‪ ،‬ونظيه قولم الَعمّ ف الماعة‪ ،‬وا َلمَرّ‬ ‫المر الت يب ّ‬
‫لصارين الفَرْث‪ .‬والَبَكّ‪ :‬موضع نسبت المر إليه؛ فأما ما أنشده ابن‬
‫الَعراب‪:‬‬
‫حمُرِ الََبكّ‪،‬‬
‫َجرَبّة ك ُ‬
‫ع فيها ول ُمذَكّي‬ ‫ل ضَرَ ٌ‬
‫فزعم أنا المر يبك بعضها بعضا؛ قال‪ :‬ويضعف ذلك أن فيه ضربا من إضافة‬
‫الشيء إل نفسه وهذا ُمسَْتكْرَهٌ‪ ،‬وقد يكون الَبَكّ ههنا الوضع فذلك‬
‫أصح للضافة‪.‬‬
‫والَبكْبَكةُ‪ :‬شيء تفعله العَنْز بولدها‪ .‬والَبكْبَكة‪ :‬الجيء والذهاب‪.‬‬
‫ك تائِكٌ‪ ،‬وهو الذي ل يدري ما خطؤه‬ ‫أبو عبيد‪ :‬أحق باكّ تاكّ وبائِ ٌ‬
‫وصوابه‪ .‬وَبعْلَبَكّ‪ :‬موضع‪ ،‬وقد تقدم ذكرها ف موضعها‪.‬‬
‫@بلك‪ :‬ابن الَعراب‪ :‬الُبلُك أصوات الَشداق إذا حركتها الَصابع من‬
‫ال َوَلعِ‪ ،‬وقد َبلَكَ الشيءَ‪ :‬كلَبَكهُ‪ ،‬وسنذكره‪.‬‬
‫@بلسك‪ :‬الِب ْلسَكاء‪ :‬نبت إذا لصق بالثوب عسر زواله عنه‪ .‬قال أبو سعيد‪:‬‬
‫سعت أعرابيا يقول بضرة أب ال َعمَيْثَلِ‪ :‬يسمى هذا النبت الذي َيلْزَق‬
‫بالثياب فل يكاد يتخلص بتهامة الَبلْسكاء‪ ،‬فكتبه أبو العميثل وجعله بيتا‬
‫من شعر ليحفظه؛ قال‪:‬‬
‫ُيخَبّرنا بأنك أ ْحوَذِيّ‪،‬‬
‫وأنت الَب ْلسَكاءُ بنا لُصوقا‬
‫ذكّره على معن النبات‪.‬‬
‫ك من النوق‪ :‬السترخية ا ُلسِنّة؛ قال ابن بري‪ :‬هذا قول‬ ‫@بلعك‪ :‬الَب ْلعَ ُ‬
‫ابن دريد ول يذكر ا ُلسِنّة أحد غيه؛ الَزهري‪ :‬هي الَب ْلعَك‬
‫وال ّدلْعَك للناقة الثقيلة‪ .‬ابن سيده‪ :‬ناقة َبلْعَك مسترخية‪ ،‬وقيل‪ :‬ضخمة ذلول‪.‬‬
‫ورجل َبلْعَكٌ‪ :‬بليد‪ .‬وف النوادر‪ :‬رجل َبلْعَك ُيشْتم ويقر فل ينكر‬
‫ذلك لوت نفسه وشدة طمعه‪ .‬الليث‪ :‬الَبلْعَكُ المل البليد‪ .‬والَبلْعَكُ‪:‬‬
‫لغة ف الَب ْلعَقِ وهو ضرب من التمر‪.‬‬
‫@بنك‪ :‬البُْنكُ‪ :‬الَصل أصل الشيء‪ ،‬وقيل خالصه‪ .‬الليث‪ :‬تقول العرب كلمة‬
‫كأنا دخيل‪ ،‬تقول‪ :‬رده إل بَنْكه البيث؛ تريد به أصله‪ ،‬قال الَزهري‪:‬‬
‫البِنْك بالفارسية الَصل؛ وأنشد ابن بزرج‪:‬‬
‫وصاحب صاحبتُه ذي مَ ْأَفكَهْ‬
‫ك ويعدو البُّنكَهْ‬ ‫َيمْشي الدّوالي َ‬
‫حفّز ف مشيته‬ ‫قال‪ :‬البُّنكَة يعن ثقله إذا عدا‪ ،‬والدّواليك‪ :‬الّت َ‬
‫إذا حاك‪.‬‬
‫وتَبَنّك بالكان‪ :‬أقام به وتأهل‪ .‬وتَبَنّكوا ف موضع كذا‪ :‬أقاموا به؛‬
‫قال الفرزدق يهجو عمر بن هبية‪:‬‬
‫تَبَنّك بالعراق أبو الُثَنّى‪،‬‬
‫و َعلّم قومه أكل الَبِيصِ‬
‫وأبو الثن‪ :‬كنية الخنث‪ .‬وتَبَنّك ف عزه‪ :‬تكّن‪ .‬يقال‪ :‬تَبَنّك‬
‫فلن ف عز راتب‪ .‬النضر بن شيل‪ :‬تَبَنّك الرجل إذا صار له أصل‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫التّبَنّك كالتنَايَةِ؛ قال ابن بري‪ :‬صوابه كالتّنَاءَةِ‪.‬‬
‫والتّنَايَةِ؛ قال ابن بري‪ :‬صوابه كالتّنَاءَةِ‪ .‬والتّنّاءُ‪ :‬القيمون بالبلد‬
‫وهم كأنم الُصول فيه‪ .‬يقال‪ :‬تَنَأ بالكان تُنُوءا وتَنَاءة‪ ،‬فهو‬
‫تانئٌ‪ ،‬وقد يقال‪ :‬تَنا يَتْنُو تُُنوّا‪ ،‬بغي هز‪ ،‬ويقال‪ :‬هؤلء قوم من بُنْك‬
‫الَرض‪ .‬والبُنْك‪ :‬ضرب من الطيب عرب‪ ،‬قال‪ :‬هو دخيل‪.‬‬
‫@بندك‪ :‬البَنَا ِد ُك من القميص‪ :‬وهي لِبْنةُ القميص؛ قال ابن الرّقاعِ‪:‬‬
‫كأنّ زُرورَ القُبْطُرِيّةِ ُعّل َقتْ‬
‫ع مق ّومِ‬
‫جذْ ٍ‬ ‫بنادِكُها منه ِب ِ‬
‫هكذا عزاه أبو عبيد إل ابن الرقاع‪ ،‬وهو ف الماسة منسوب إل ملحة‬
‫الرمي؛ وبعده‪:‬‬
‫كأنّ قُرادَيْ صدره طبَعَتْهما‪،‬‬
‫جمِ‬
‫لوْلنِ‪ ،‬كُتّاب أ ْع ُ‬ ‫ي من ا َ‬‫بط ٍ‬
‫وواحدة البَنَادك بُْندُكة‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬البَنادكُ عُرَى القميص‪ .‬قال‬
‫ابن بري‪ :‬هذه الترجة ذكرها الوهري ف بدك‪ ،‬قال‪ :‬والصواب ذكره ف ترجة‬
‫بندك ل بدك كما ذكر الوهري‪ ،‬لن نونه أصلية ل يقوم دليل على زيادتا‪،‬‬
‫فلهذا جاء با بعد بنك‪.‬‬
‫@بوك‪ :‬ناقة بائِكةٌ‪ :‬سينة خِيار فَتِيّة حسنة‪ ،‬والمع البَوائك‪ .‬ومن‬
‫كلمهم‪ :‬إنه لِنْحارٌ بَوائكها‪ ،‬وقد باكت بُؤوكا‪ ،‬وبعي بائِك كذلك‪،‬‬
‫وجعهم ُبوّك‪ ،‬وحكى ابن الَعراب بُيّك‪ ،‬وهو ما دخلت فيه الياء على الواو‬
‫بغي علة إل القرب من الطرف وإيثار التخفيف‪ ،‬كما قالوا صُيّم ف صوّم‪،‬‬
‫ونُيّم ف ُنوّم؛ أنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫أل تَرَاها كالِضاب بُيّكا‪،‬‬
‫ضيّكا؟‬ ‫مَتالِيا جَنْبَى وعوذا ُ‬
‫َجنْبَى‪ :‬أراد كالَنْبَى لتثاقلها ف الشي من السمن‪ ،‬والضّيّك‪ :‬الت‬
‫لفْلِ ل تقدر أن تضم أفخاذها على ضروعها‪ ،‬وهو مذكور ف‬ ‫ج من شدة ا َ‬ ‫تفا ّ‬
‫موضعه‪ .‬الكسائي‪ :‬باكَت الناقة تَبُوك َبوْكا سنت‪ .‬والبَواِئكُ‪:‬‬
‫السمان؛ قال ذو الِ َرقِ ال ّط َهوِيّ‪:‬‬
‫ب بَنِي مالكٍ‪،‬‬ ‫فما كان ذن ُ‬
‫بأن ُسبّ منهم غل ٌم فسَبْ‬
‫ب كومٍ طِوال الذّرَى‪،‬‬ ‫عَراقِي َ‬
‫َتخِ ّر بواِئكُها للرّ َكبْ‬
‫وقال ذو الرمة‪ :‬أمثال اللّجابِ البَوائك‪ .‬الَصمعي‪ :‬البائك والفاشِحُ‬
‫(* قوله «والفاشج» كذا بالصل هنا وف مادة فسج‪ ،‬ول يذكر هذه العبارة ف‬
‫مادة فشج بل ذكرها ف مادة فثج فلعل فشج مرف عن فثج)‪ .‬والفاسِجُ الناقة‬
‫العظيمة السنام‪ ،‬والمع البَوائِك‪ .‬وقال النضر‪ :‬بَوائك البل كرامها‬
‫وخيارها؛ وقوله أنشده ابن الَعراب‪:‬‬
‫أعطا َك يا زيدُ الذي ُيعْطي النّعمْ‬
‫من غي ما َتمَنّنٍ ول َع َدمْ‪،‬‬
‫جعْ مع الغنم‬ ‫بَوائِكا ل تَنَْت ِ‬
‫فسره فقال‪ :‬البَوائك الثابتة ف مكانا يعن النخل‪.‬‬
‫والَبوْك‪ :‬تَثْويرُ الاء‪ ،‬وف التهذيب‪ :‬تَثْوير العي يعن عي الاء‪.‬‬
‫يقال‪ :‬با َك العيَ يعبُوكها‪ .‬وف الديث‪ :‬أن بعض النافقي باكَ عَيْنا‬
‫كان النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وضع فيها سهما‪ .‬والَب ْوكُ‪َ :‬تدُوير‬
‫البُنْدقة بي راحتيك‪ .‬وف حديث ابن عمر‪ :‬أنه كانت له بُنْدقة من مسك وكان‬
‫يبلها ث يَبُوكها أي يديرها بي راحتيه فتفوح روائحها‪ .‬والَبوْك‪ :‬البيع‪.‬‬
‫وحكي عن أعراب أنه قال‪ :‬معي درهم َبهْرَج ل يُباكُ به شيء أي ل يباع‪.‬‬
‫وبا َك إذا اشترى‪ ،‬وبا َك إذا باع‪ ،‬وباكَ إذا جامع‪ .‬والبوك‪ :‬الشراء‪،‬‬
‫والَبوْك إدخال القِدْح ف النصل‪ .‬ويقال‪ُ :‬ع ْكتَ وُب ْكتَ ما ل يدي لك به‬
‫(*‬
‫قوله‪« :‬ما ل يدي لك به» هكذا ف الصل‪ ).‬وعاك وباك‪ .‬والَبوْك‪ :‬سفاد المار‪.‬‬
‫وبا َك المارُ التا َن يَبوكها َبوْكا‪ :‬كامَها ونزا عليها‪ ،‬وقد يستعمل‬
‫ف الرأة‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬وقد يستعار للدمي؛ وأنشد أبو عمرو‪:‬‬
‫فباكها مُشوَثّقُ النّيَاطِ‪،‬‬
‫ليس كََب ْو ِك بعلها ال َو ْطوَاطِ‬
‫وف الديث‪ :‬أنه رُفع إل عمر بن عبد العزيز أن رجلً قال لخر وذكر‬
‫امرأة أجنبية‪ :‬إنّك تَبُوكها‪ ،‬فجلده عمر وجعله قذفا‪ ،‬وأصل الَبوْك ف‬
‫ضِراب البهائم وخاصة المي‪ ،‬فرأى عمر ذلك قذفا وإن ل يكن صرح بالزنا‪ .‬وف‬
‫حديث سليمان بن عبد اللك‪ :‬أن فلنا قال لرجل من قريش‪ :‬عَل َم تَبُوك‬
‫يتيمك ف حجرك؟ فكتب إل ابن حزم أنِ اضْرِبْه الدّ‪ .‬وباك القومُ رأيَهم‬
‫َبوْكا‪ :‬اختلط عليهم فلم يدوا له َمخْرَجا‪ .‬وباكَ أمرُهم بوكا‪ :‬اختلط‬
‫عليهم‪ .‬ولقيته أول َب ْوكٍ أَي أوّل مرة‪ ،‬ويقال لقيته اوّل َب ْوكٍ‪.‬‬
‫ص ْوكٍ وَب ْوكٍ أي أول كل شيء‪ .‬ويقال‪ :‬أول َب ْوكٍ وأول بائك أي‬ ‫وَأوّلَ كل َ‬
‫ص ْوكٍ‬
‫ص ْو ٍك وَب ْوكٍ‪ .‬ويقال‪ :‬لقيته أول َ‬ ‫كل شيء‪ .‬وكذلك فعله أول كل َ‬
‫وَب ْوكٍ أي أول مرة‪ ،‬وهو كقولك لقيته أول ذات بدءٍ‪ .‬وف الديث‪ :‬أنم باتوا‬
‫سيَ تَبوك ب ِقدْح فلذلك سيت تَبُوك‪ ،‬أي يرّكونه يدخلون فيه‬ ‫يَبوكون ِح ْ‬
‫ال ِقدْح‪ ،‬وهو السهم‪ ،‬ليخرج منه الاء؛ ومنه يقال‪ :‬باكَ المارَ الَتان‪.‬‬
‫وسيت غزوة تَبُوك لَن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬رأَى قوما من أَصحابه‬
‫سيَ تَبُوك أَي يدخلون فيه ال ِقدْح ويركونه ليخرج الاء‪،‬‬ ‫يَبوكون ح ْ‬
‫فقال‪ :‬ما زلتم تَبُوكونا َبوْكا‪ ،‬فسميت تلك الغزوة غزوة تَبُوك‪ ،‬وهو‬
‫لفْر‪.‬‬
‫لسْي‪ :‬العي كا َ‬ ‫َت ْفعُل من الَبوْك‪ ،‬وا ِ‬
‫ف مثل الضّئِيل؛ َبؤُل يَْبؤُل‬ ‫@بأل‪ :‬البَئِيلُ‪ :‬الصغي النّحيفُ الضعي ُ‬
‫بَآلَة وُبؤُولة؛ وقالوا‪ :‬ضَئِيل بَئِيل‪ ،‬فذهب ابن الَعراب إِل أَنه‬
‫إِتباع‪ ،‬وهذا ل َي ْقوَى لَنه إِذا وجد للشيء معن غي الِتباع ل‬
‫ضؤُولة والُبؤُولة‪ .‬وحكى‬ ‫ُيقْضَ عليه بالِتباع‪ ،‬وهي الضّآلة والبآلة وال ّ‬
‫أَبو عمرو‪ :‬ضَئِيل بَئِيل أَي قبيح‪ .‬أَبو زيد‪َ :‬بؤُل َيْبؤُل فهو بَئِيل‬
‫ضؤُل ضَآلة‪ ،‬فهو بَئيل مثل ضَئِيل؛‬ ‫صغُر‪ ،‬وقد َبؤُل بآلة مثل َ‬ ‫إِذا َ‬
‫وأَنشد لنظور الَسدي‪:‬‬
‫ش وانٍ بَئِيل‬ ‫َحلِيلة فاحِ ٍ‬
‫ب لَئِيمُ‬
‫مُ َز ْوزِكَة‪ ،‬لا َحسَ ٌ‬
‫@بأدل‪ :‬الَبأْدَلة‪ :‬اللحم بي الِبط والثّْندُوة كلّها‪ ،‬والمع‬
‫البَآدِل‪ ،‬وقيل‪ :‬هي أَصل الّثدْي‪ ،‬وقيل‪ :‬هي ما بي العُنق إِل التّ ْرقُوة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هي جانب ا َلأْ َكمَة‪ ،‬وقيل‪ :‬هي لم الّثدْيي؛ قالت أُختُ يزيدَ‬
‫بنِ الطّثَرِيّة ترثيه‪:‬‬
‫فَتًى ُقدّ َق ّد السّْيفِ ل مُتآ ِزفٌ‪،‬‬
‫ول رَهِ ٌل لَبّاتُه وبَآ ِدلُه‬
‫قال ابن بري‪ :‬أُخت يزيد اسها زينب‪ ،‬ويقال‪ :‬البيت لل ُعجَيْز السّلول‬
‫ل من بن عمه يقال له سليم‬ ‫يرثي به رج ً‬
‫بن خالد‬
‫بن كعب السلول؛ قال‪ :‬وروايته‪:‬‬
‫فَتًى ُقدّ َقدّ السيف ل مُتَضائِلٌ‪،‬‬
‫ول رَهِ ٌل لبّاتُه وبآدله‬
‫ك ظالِما‪،‬‬ ‫َيسُ ّر َك مَظْلوما‪ ،‬ويُرْضِي َ‬
‫وكُلّ الذي َح ّملْتَه فهو حا ِملُه‬
‫والُتضائل‪ :‬الضّئِيلُ الدقيقُ‪ ،‬والرّهِلُ‪ :‬الكثي اللحم‬
‫ا ُلسْتَرْخِيه‪ ،‬والبَأْدَلة‪ :‬اللّحمة بي العنق والتّ ْرقُوة‪ ،‬وقوله ُق ّد َقدّ‬
‫للْقِ سَْيفَان‪ ،‬والسّيْفان‪ :‬الطويل‬ ‫السّيْف أَي هو ُمهَ ْفهَف َمجْدول ا َ‬
‫المشوق‪ ،‬وقيل‪ :‬هي ثُلثيّة لقوله َبدِل إِذا شكا ذلك‪ ،‬وكل ذلك مذكور ف‬
‫موضعه‪ .‬والبأْدَلة‪ِ :‬مشْيَة سريعة‪.‬‬
‫@بأزل‪ :‬البَ ْأزَلة‪ :‬الّلحَاء والقارضة‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬البأْزلة ِمشْيَة‬
‫فيها سُرْعة؛ وأَنشد لَب الَسود العجلي‪:‬‬
‫قد كان فيما بيننا ُمشَا َهلَه‪،‬‬
‫فَأدْبَرَتْ َغضْبَى َتمَشّى البا َزلَه‬
‫والُشاهلة‪ :‬الشّتْم‪.‬‬
‫@ببل‪ :‬بابل‪ :‬موضع بالعراق‪ ،‬وقيل‪ :‬موضع إِليه يُنْسب السّحرُ والمر‪ ،‬قال‬
‫الَخفش‪ :‬ل ينصرف لتأْنيثه وذلك أَن اسم كل شيء مؤنث إِذا كان أَكثر من‬
‫ثلثة أَحرف فإِنه ل ينصرف ف العرفة‪ ،‬قال ال تعال‪ :‬وما أنزل على‬
‫اللكي ببابل؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫ببابِ َل ل ُت ْعصَر‪ ،‬فجاءت سُلفَةً‬
‫ط قِْندِيدا‪ ،‬و ِمسْكا ُمخَتّما‬ ‫تُخالِ ُ‬
‫وقول أَب كبي الذل يصف سهاما‪:‬‬
‫َي ْكوِي با ُمهَ َج النفوس‪ ،‬كأَنّما‬
‫َي ْكوِي ِهمُ بالباِبِليّ ا ُل ْمقِرِ‬
‫سكّري‪ :‬عن بالبابليّ هنا ُسمّا‪ .‬وف حديث عليّ‪ ،‬كرم ال‬ ‫قال ال ّ‬
‫وجهه‪ :‬إِن حِبّي نان أَن أُصلي ف أَرض بابِلَ فإِنا ملعونة؛ بابِلُ‪:‬‬
‫هذا الصّقْع العروف بأَرض العراق‪ ،‬وأَلفه غي مهموزة؛ قال الطاب‪ :‬ف‬
‫إِسناد هذا الديث مقال‪ ،‬قال‪ :‬ول أَعلم أَحدا من العلماء حَ ّرمَ الصلة‬
‫ف أرض بابل‪ ،‬ويشبه إِن ثبت هذا الديث أَن يكون ناه أَن يتخذها َوطَنا‬
‫ومُقاما‪ ،‬فإِذا أَقام با كانت صلته فيها‪ ،‬قال‪ :‬وهذا من باب التعليق‬
‫ف علم البيان أَو لعل النهي له خاصة‪ ،‬أَل تراه قال‪ :‬نان؟ ومثله حديثه‬
‫الخر‪ :‬نان أَن أَقرأ ساجدا وراكعا ول أَقول ناكم‪ ،‬ولعل ذلك إِنذار‬
‫منه با لقي من الحنة بالكوفة‪ ،‬وهي من أَرض بابل‪.‬‬
‫ل وبَتّله‬
‫@بتل‪ :‬البَتْل‪ :‬القَطْع‪ .‬بَتَله يَبْتِله ويَبْتُله بَْت ً‬
‫فاْنبَتَل وتََبتّل‪ :‬أَبانَه من غيه‪ ،‬ومنه قولم‪ :‬طلقها بَتّةً بَْتلَةً؛‬
‫وقول ذي الرمة‪:‬‬
‫رَخِيمات الكَلم مُبَتّلت‪،‬‬
‫جواعل ف البَرَى قَصَبا ِخدَال‬
‫قال ابن سيده‪ :‬زعم الفارسي أَن الكسر رواية وجاء به شاهدا على حذف‬
‫الفعول؛ أَراد مُبَتّلت الكلم ُمقَطّعات له‪ .‬وف حديث حذيفة‪ :‬أُقيمت‬
‫الصلة فَتَداَفعُوها وأََبوْا إِل تقديَه‪ ،‬فلما َسلّم قال‪:‬‬
‫صلّنّ وُحْدانا‪ ،‬معناه لتَْنصِبُنّ لكم‬ ‫لَتَبِْتلُنّ لا إِماما أَو لَتُ َ‬
‫إِماما وَتقْ َطعُنّ الَمرَ بإِمامته من البَتْ ِل القَ ْطعِ؛ قال ابن‬
‫الَثي‪ :‬أَورده أَبو موسى ف هذا الباب وأَورده الروي ف باب الباء واللم‬
‫والواو‪ ،‬وشَرَحَه بالمتحان والختبار من البتلء‪ ،‬فتكون التاءَان فيها عند‬
‫الروي زائدتي الُول للمضارعة والثانية للفتعال‪ ،‬وتكون الُول عند‬
‫أَب موسى زائدة للمضارعة والثانية أَصلية‪ ،‬قال‪ :‬وشرحه الطاب ف غريبه‬
‫على الوجهي معا‪.‬‬
‫التهذيب‪ :‬الَصمعي الُبْتِل الّنخْلة يكون لا َفسِيلة قد انفردت‬
‫واستغنت عن ُأمّها فيقال لتلك ال َفسِيلة البَتُول‪ .‬ابن سيده‪ :‬البَتُول‬
‫والبَتِيل والبَتِيلة من النخْل ال َفسِيلة الُْنقَطِعةُ عن أُمها الستغنيةُ‬
‫عنها‪ .‬والُبْتِلةُ‪ُ :‬أمّها‪ ،‬يستوي فيه الواحد والمع؛ وقول التنخل‬
‫الذل‪:‬‬
‫ك ما دِينُكَ‪ ،‬إِذ جُنَّبتْ‬ ‫َذلِ َ‬
‫أَجْمالُها كالُبكُرِ الُبْتل‬
‫إِنا أَراد جع مُبْتِلة كَتمْرة وَتمْر‪ ،‬وقوله ذلك ما دينك أَي ذلك‬
‫البكاء دينك وعادتك‪ ،‬والُبكُر‪ :‬جع َبكُور وهي الت تُدرك َأوّلَ الّنخْل‪،‬‬
‫وقد انْبَتلَت من ُأمّها وتَبَتّلت واسْتَبَْتَلتْ‪ ،‬وقيل‪ :‬البَْتلَة‬
‫من النخل الوَدِيّة‪ ،‬وقال الَصمعي‪ :‬هي ال َفسِيلة الت بانت عن أُمها‪،‬‬
‫ص َدقَة‬
‫ل أَي حقّا؛ ومنه‪َ :‬‬ ‫ويقال للُم مُبْتِل‪ .‬والبَتْل‪ :‬الَقّ‪ ،‬بَتْ ً‬
‫بَتْلة أَي منقطعة عن صاحبها كبَتّة أَي قَطَعها من ماله‪ ،‬وأَعطيته‬
‫ل أَي مُْنقَطعا‪ ،‬إِما أَن يريد الغاية أَي أَنه ل يشبهه عطاء‪،‬‬ ‫عطاء بَتْ ً‬
‫وإِما أَن يريد أَنه ل يعطيه عطا ًء بعده‪ .‬و َحلَف يينا بَْتلَة أَي‬
‫قَ َطعَها‪.‬‬
‫وتَبَتّ َل إِل ال تعال‪ :‬انقطع وأَخلص‪ .‬وف التنيل‪ :‬وتَبَتّل إِليه‬
‫تبتيلً؛ جاء الصدر فيه على غي طريق الفعل‪ ،‬وله نظائر‪ ،‬ومعناه‬
‫أَ ْخلِصْ له ِإخْلصا‪ .‬والتّبَتّلُ‪ :‬النقطاع عن الدنيا إِل ال تعال‪،‬‬
‫وكذلك التبتيل‪ .‬يقال للعابد إِذا ترك كل شيء وأَقبل على العبادة‪ :‬قد‬
‫تَبَتّل أَي قطع كُلّ شيء إِل َأمْرَ ال وطاعتَه‪ .‬وقال أَبو إِسحق‪:‬‬
‫وتَبَتّ ْل إِليه‪ ،‬أَي انق ِطعْ إِليه ف العبادة؛ وكذلك صدقة بَْتلَة أَي‬
‫مُْنقَطِعة من مال التصدّق با خارجة إِل سبيل ال؛ والَصل ف تبتل أَن‬
‫ل ممول على معن َبتّل إِليه تبتيلً‪.‬‬ ‫تقول تبتلت تبتلً‪ ،‬فتبتي ً‬
‫وانْبَتَل‪ ،‬فهو مُنْبَتِل أَي انقطع‪ ،‬وهو مثل الُْنَبتّ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫كأَنّه تيسُ إِرا ٍن مُنْبَتِل‬
‫ورجل أَبْتَل إِذا كان بعيدَ ما بَي الَْنكَِبيِ‪ .‬وقد بتل يبتل‬
‫بتلً‪.‬والبَتُول من النساء‪ :‬النقطعة عن الرجال ل َأرَبَ لا فيهم؛ وبا‬
‫ُسمّيت مريُ ُأمّ الَسيح‪ ،‬على نبينا وعليه الصلة والسلم‪ ،‬وقالوا لري‬
‫ال َعذْراء الَبتُول والبَتِيل لذلك‪ ،‬وف التهذيب‪ :‬لتركها التزويج‪.‬‬
‫والبَتُول من النساء‪ :‬ال َعذْراء النقطعة من الَزواج‪ ،‬ويقال‪ :‬هي النقطعة إِل‬
‫ال عز وجل عن الدنيا‪ .‬والتّبَتّل‪ :‬ترك النكاح والزهدُ فيه والنقطاع‬
‫عنه‪ .‬التهذيب‪ :‬البتول كل امرأَة تنقبض من الرجال ل شهوة لا ول حاجة‬
‫فيهم‪ ،‬ومنه التبتل وهو ترك النكاح؛ وقال ربيعة‬
‫بن مقروم الضب‪:‬‬
‫ضتْ َل ْشمَطَ را ِهبٍ‪،‬‬ ‫لو أَنّها عَ َر َ‬
‫عََبدَ الِلهَ‪ ،‬صَرُورَةٍ مُتَبَتّل‬
‫وروى سعيد بن السيب أَنه سع سعد بن أَب وقاص يقول‪ :‬لقد ر ّد رسول‬
‫ال‪،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬على عثمان بن مظعون التّبَتّل ولو َأ َحلّه‬
‫لخَْتصَيْنا‪ ،‬وفسر أَبو عبيد التّبَتّل بنحو ما ذكرنا‪ .‬وف الديث‪ :‬ل‬
‫رَهْبانيّة ول َتبَتّل ف الِسلم؛ والتّبَتّلُ‪ :‬النقطاع عن النساء‬
‫وترك النكاح‪ ،‬وأَصل البَتْ ِل القَطْع‪ .‬وسئل أَحد بن يي عن فاطمة‪ ،‬رضوان‬
‫ال عليها‪ ،‬بنت سيدنا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬ل قيل لا‬
‫البَتُول؟ فقال‪ :‬لنقطاعها عن نساء أَهل زمانا ونساء الُمة عفافا وفضلً‬
‫ودينا وحسبا‪ ،‬وقيل‪ :‬لنقطاعها عن الدنيا إِل ال عز وجل‪ .‬وامرأَة‬
‫للْق عن النساء لا عليهن فضل؛ من ذلك قول‬ ‫للْق أَي منْقطعة ا َ‬ ‫مُبَتّلة ا َ‬
‫الَعشى‪:‬‬
‫للْ ِق مِثْل ا َلهَا‬
‫مُبَتّلة ا َ‬
‫ةِ‪ْ ،‬ل تَ َر َشمْسا ول َز ْمهَرِيرا‬
‫للْقِ؛ وأَنشد لَب النجم‪:‬‬ ‫وقيل‪ :‬الُبَتّلة التامة ا َ‬
‫طَاَلتْ إِل تَْبتِيلِها ف َمكْرِ‬
‫أَي طالت ف تام َخ ْلقِها؛ وقيل‪ :‬تَبْتِيل َخ ْلقِها انفراد كل شيء منها‬
‫بسنه ل يتكل بعضُه على بعض‪ .‬قال ابن الَعراب‪ :‬البتلة من النساء‬
‫للْقِ ل َي ْقصُر شيء عن شيء‪ ،‬ل تكون َحسَنة العي َس ِمجَة‬ ‫السَنة ا َ‬
‫الَنف‪ ،‬ول َحسَنة الَنف َس ِمجَة العي‪ ،‬ولكن تكون تامّة؛ قال غيه‪ :‬هي‬
‫الت تفرّد كل شيء منها بالسن على ِحدَتِه‪ .‬والُبَتّلة من النساء‪ :‬الت‬
‫بُتّلَ حسنها على أَعضائها أَي قُطّع‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الت ل يَرْ َكبْ بعضُ‬
‫لمها بعضا فهو لذلك مُنْماز؛ وقال اللحيان‪ :‬هي الت ف أَعضائها‬
‫استرسال ل يركب بعضه بعضا‪ ،‬والَول أَقرب إِل الشتقاق‪ ،‬وجل مُبَتّل‬
‫للْق‬ ‫كذلك‪ .‬الوهري‪ :‬امرأَة مُبَتّلة‪ ،‬بتشديد التاء مفتوحةً‪ ،‬أَي تامّة ا َ‬
‫ل يركب لمها بعضه بعضا‪ ،‬ول يوصف به الرجل؛ وأَنشد بيت ذي الرمة‪:‬‬
‫رَخِيمات الكَلمِ مُبَتّلت‬
‫ويقال للمرأَة إِذا تزينت وتسنت‪ :‬إِنا تتبتل‪ ،‬وإِذا تركت النكاح فقد‬
‫تبتلت‪ ،‬وهذا ضدّ الَول‪ ،‬والَول مأْخوذ من الُبَتّلة الت ت حسن كل‬
‫عضو منها‪.‬‬
‫والبَتِيلة‪ :‬كل عضو مكتن مُنْمازٍ‪ .‬الليث‪ :‬البَتِيلَةُ كل عضو بلحمه‬
‫ُمكْتَن من أَعضاء اللحم على حِيَاله‪ ،‬والمع بتائل؛ وأَنشد‪:‬‬
‫إِذا الُتُو ُن مَدّتِ البَتَائل‬
‫وف الديث‪ :‬بَتَل رسول ال‪،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ال ُعمْرَى أَي أَوجبها‬
‫ت‬
‫و َمّلكَها ِملْكا ل يتطرق إِليه نقض‪ ،‬والعُمْرَى بَتَا ٌ‬
‫(* قوله‬
‫«والعمرى بتات» هكذا ف الصل)‪.‬‬
‫وف حديث النضر بن كَلدة‪ :‬وال‪ ،‬يا مَعْشر قريش‪ ،‬لقد نزل بكم أَمر ما‬
‫أَبَْتلْتم بَتْله‪ .‬يقال‪ :‬مَرّ على بَتِيلة من رأْيه ومُنْبَتِلة أَي‬
‫عَزِية ل تُرَدّ‪ .‬وانْبَتَل ف السي‪ :‬مضى وجدّ؛ قال الطاب‪ :‬هذا خطأ‪،‬‬
‫والصواب ما انْتََبلْتم نَبْله أَي ما انتبهتم له ول تعلموا ِع ْلمَه‪.‬‬
‫تقول العرب‪ :‬أَنْذرْتُكَ الَم َر فلم تَنْتَبِ ْل نَبْله أَي ل تَنْتَبه له‪،‬‬
‫قال‪ :‬فحينئذ يكون من باب النون ل من باب الباء‪ .‬والبَتِيلة‪ :‬ال َعجُز ف‬
‫بعض اللغات لنقطاعه عن الظهر؛ قال‪:‬‬
‫إِذا الظهور َمدّتِ البَتَائِل‬
‫والبَتْل‪ :‬تييز الشيء من غيه‪ .‬والبُتُل‪ :‬كالَسايل ف أَسفل الوادي‪،‬‬
‫واحدها بَتِيلٌ‪ .‬وبَتِيلُ اليَمامة‪ :‬جَبَل هنالك‪ ،‬وهو البَتِيل أَيضا؛‬
‫قال‪:‬‬
‫فِإ ّن بن ذُبْيان حيث َعلِمُْتمُ‪،‬‬
‫بِزْعِ البَتِيلِ‪َ ،‬بيَ با ٍد وحاضِرِ‬
‫@بثل‪ :‬الَزهري‪ :‬أَهله الليث‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الثّبْلة الَبقِيّة‬
‫شهْرَةُ‪.‬‬
‫والبُثْلة ال ّ‬
‫@بل‪ :‬التّبجيل‪ :‬التعظيم‪َ .‬بجّل الرجلَ‪ :‬عَ ّظمَه‪ .‬ورجل َبجَال‬
‫وَبجِيل‪ :‬يَُبجّله الناسُ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الشيخ الكبي العظيم السيد مع َجمَال‬
‫ونُبْل‪ ،‬وقد َبجُلَ َبجَالة وُبجُولً‪ ،‬ول توصف بذلك الرأَة‪ .‬شر‪ :‬الَبجَال‬
‫من الرجال الذي يَُبجّله أَصحابه ويسوّدونه‪ .‬والَبجِيل‪ :‬الَمر العظيم‪.‬‬
‫ي شيءٍ كان‪َ :‬بجِيل‪ .‬وف‬ ‫ورجل َبجَال‪َ :‬حسَن الوجه‪ .‬وكل غليظ من أَ ّ‬
‫الديث‪ :‬أَنه‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬قال لِقَتْلى أُحُد‪ :‬لَقِيتُم خيا طويلً‪،‬‬
‫و ُوقِيتُم شَرّا َبجِيلً‪ ،‬وسََبقْتم سبقا طويلً‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه أَتَى‬
‫ل أَي واسعا كثيا‪ ،‬من‬ ‫القبور فقال‪ :‬السلم عليكم أَصبتم خيا َبجِي ً‬
‫ضخْم‪ .‬وأَمر َبجِيل‪ :‬مُْنكَر‬ ‫التبجيل التعظيم‪ ،‬أَو من الَبجَال ال ّ‬
‫لسَنُ الال من الناس والِبل‪ .‬ويقال للرجل‬ ‫خصِب ا َ‬ ‫عظيم‪ .‬والبَاجل‪ :‬ا ُل ْ‬
‫الكثي الشحم‪ :‬إِنه لباجل‪ ،‬وكذلك الناقة والمل‪ .‬وشيخ َبجَال وَبجِيل أَي‬
‫َجسِيم؛ ورجل باجِل وقد َبجَل يَْبجُل بُجولً‪ :‬وهو السَن الَسيمُ‬
‫الَصيب ف ِجسْمه؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ب َسمِيٌ باجِل‬ ‫وأَنت بالبا ِ‬
‫جلً‪ :‬حسنت حاله‪ ،‬وقيل‪ :‬فَ ِرحَ‪ .‬وأَْبجَله الشيءُ‬ ‫وَبجِلَ الرج ُل َب َ‬
‫إِذا فَ ِرحَ به‪.‬‬
‫والَْبجَلُ‪ :‬عِرْق َغلِيظ ف الرّجْلِ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو عِرْق ف باطِنِ‬
‫َمفْصِلِ الساق ف الَأْبِض‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ف اليد ِإزَاءَ الَ ْكحَل‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬
‫الَْبجَ ُل ف اليد‪ ،‬والنّسا ف الرّجْلِ‪ ،‬والَْبهَرُ ف ال ّظهْر‪،‬‬
‫والَ ْخدَع ف العُنُق؛ قال أَبو خراش‪:‬‬
‫ت بَن ُأمّي‪ ،‬فلما رُزِئْتُهم‬ ‫ُرزِئْ ُ‬
‫صََبرْتُ‪ ،‬ول َأقْ َطعْ عليهم أَبَاجِلي‬
‫والَْبجَل‪ :‬عِرْق وهو من الفرس والبعي بنلة الَ ْكحَل من الِنسان‪.‬‬
‫صدُ‪ ،‬وهي‬ ‫قال أَبو اليثم‪ :‬الَْبجَل والَ ْكحَل والصّافِنُ عُروق ُنقْ َ‬
‫من الداول ل من ا َل ْورِدة‪ .‬الليث‪ :‬الَبلن ِعرْقان ف اليدين وها ف‬
‫الَ ْكحَلن من َل ُدنِ ا َلْنكِب إِل الكَتِف؛ وأَنشد‪:‬‬
‫عاري ا َلشَا ِج ِع ل يُْبجَل‬
‫جلُه‪ .‬وف حديث سعد بن معاذ‪ :‬أَنه ُر ِميَ يوم‬ ‫أَي ل ُي ْقصَد أَْب َ‬
‫جلَه؛ الَْبجَل‪ :‬عِرْق ف باطن الذراع‪ ،‬وقيل‪ :‬هو عرق‬ ‫الَحزاب فقطعوا أَْب َ‬
‫غليظ ف الرّجل فيما بي العصب والعظم‪ .‬وف حديث الستهزئي‪ :‬أَما‬
‫الوليدبن الغية فَأوْمأَ جبيل إِل َأْبجَله‪.‬‬
‫والُبجْل‪ :‬الُبهْتان العظيم‪ ،‬يقال‪ :‬رميته بُبجْل؛ وقال أَبو دُوادٍ‬
‫الِيادي‪:‬‬
‫ام َرَأ القَيْسِ بن َأرْوَى مُولِيا‬
‫إِن رآن لَبُوَأ ْن بسُبَد‬
‫(* امرؤ القيس بن أروى مقسم على الخبار وهو ظاهر إن صحت به الرواية‪.‬‬
‫ووقع ف مادة «سبد» برا؛ والصواب برا‪ ،‬باليم‪ ،‬كما هي رواية غي‬
‫ل قلتَ قوْلً كاذبا‪،‬‬ ‫ت ُبجْ ً‬‫الليث)‪ُ.‬قلْ َ‬
‫إِنّما َيمَْنعُن سَيْفي ويَد‬
‫قال الَزهري‪ :‬وغيه يقوله ُبجْرا‪ ،‬بالراء‪ ،‬بذا العن‪ ،‬قال‪ :‬ول‬
‫أَسعه باللم لغي الليث‪ ،‬قال‪ :‬وأَرجو أَن تكون اللم لغة‪ ،‬فإِن الراء‬
‫واللم متقاربا الخرج وقد تعاقبا ف مواضع كثية‪ .‬والَبجَلُ‪:‬‬
‫شجَر؛ قال كثي‪:‬‬ ‫ال َعجَب‪.‬والَبجْلة‪ :‬الصغية من ال ّ‬
‫وبِجت ِد مُغْ ِزلَةٍ َترُودُ بوَ ْجرَةٍ‬
‫ت طَلْحٍ‪ ،‬قد خُ ِرفْنَ‪ ،‬وضَالِ‬ ‫َبجَل ِ‬
‫وَبجَلي كذا وَبجَلي أَي َحسْب؛ قال لبيد‪:‬‬
‫ش َبجَل‬ ‫َبجَلي ال َن من العَيْ ِ‬
‫قال الليث‪ :‬هو مزوم لعتماده على حركات اليم وأَنه ل يتمكن ف‬
‫جلْك‬
‫التصريف‪ .‬وَبجَلْ‪ :‬بعن َحسْب؛ قال الَخفش هي ساكنة أَبدا‪ .‬يقولون‪َ :‬ب َ‬
‫جلْن كما يقولون قَطْن‪ ،‬ولكن‬ ‫كما يقولون قَطْك إِل أَنم ل يقولون َب َ‬
‫يقولون َبجَلي وَبجْلي أَي َحسْب‪ ،‬قال لبيد‪:‬‬
‫ك فل أَ ْح ِفلْه‪،‬‬ ‫َفمَت أَ ْهلِ ْ‬
‫ش َبجَل‬ ‫َبجَلي ال َن من العَيْ ِ‬
‫وف حديث ُلقْمان بن عاد حي وصف إِخْوته لمرأَة كانوا خَطَبوها‪ ،‬فقال‬
‫لقما ُن ف أَحدهم‪ :‬خُذي من أَخي ذا الَبجَل؛ قال أَبو عبيدة‪ :‬معناه‬
‫سبُ وال ِكفَاية؛ قال‪ :‬ووجهه أَنه َذمّ أَخاه وأَخب أَنه قَصي‬ ‫لْ‬ ‫اَ‬
‫ا ِلمّة وأَنه ل رَغْبَة له ف مَعال الُمور‪ ،‬وهو راضٍ بأَن ُي ْكفَي الُمور‬
‫ل على غيه‪ ،‬ويقول َحسْب ما أَنا فيه؛ وأَما قوله ف أَخيه‬ ‫ويكونَ َك ّ‬
‫الخر‪ُ :‬خذِي من أَخي ذا الَبجْلة يمل ِثقْلي وِثقْله‪ ،‬فإِن هذا مدح‬
‫لسْن‬ ‫ليس من ا َلوّل‪ ،‬يقال‪ :‬ذو َبجْلة وذو َبجَالة‪ ،‬وهو ال ّروَا ُء وا ُ‬
‫لسَب والنّبْل‪ ،‬وبه سي الرجل َبجَالة‪ .‬إِنه لذو َبجْلة أَي شارة‬ ‫وا َ‬
‫َحسَنَة‪ ،‬وقيل‪ :‬كانت هذه َألْقابا لم‪ ،‬وقيل‪ :‬الَبجَال الذي يَُبجّله‬
‫الناس أَي يعظمونه‪ .‬الَصمعي ف قوله خذي من أَخي ذا الَبجَلَ‪ :‬رجل َبجَالٌ‬
‫ضخْما؛ قال الشاعر‪:‬‬ ‫وبَجيل إِذا كان َ‬
‫شَيْخا َبجَالً وغُلما حَ ْزوَرَا‬
‫ول يفسر قوله أَخي ذا البجلة‪ ،‬وكأَنه ذهب به إِل معن الَبجَل‪ .‬الليث‪:‬‬
‫رجل ذو َبجَالة وَبجْلة وهو ال َكهْل الذي تَرَى له هَيئة وتَبْجيلً‬
‫وسِنّا‪ ،‬ول يقال امرأَة َبجَالة‪ .‬الكسائي‪ :‬رجل َبجَال كبي عظيم‪ .‬أَبو‬
‫عمرو‪ :‬الَبجَال الرجل الشيخ السيد؛ قال زهي ابن جناب الكلب‪ ،‬وهو أَحد‬
‫ا ُلعَمّرين‪:‬‬
‫أَبَِنيّ ‪ ،‬إِن أَ ْهلِكْ فإِن‬
‫قد بَنَْيتُ لكن بَنيّه‬
‫و َج َعلُْتكُم َأوْلدَ سا‬
‫دات‪ ،‬زِناُكُم َورِيّة‬
‫من كل ما نا َل الفَتَى‬
‫قد ِنلْتُه‪ ،‬إِل الّتحِيّة‬
‫ت خَيْ ٌر للفَتَى‪،‬‬ ‫فا َلوْ ُ‬
‫فَلَي ْهِلكَنْ وبه َبقِيّه‪،‬‬
‫مِن أَن يرى الشّيخ الَبجَا‬
‫َل يُقادُ‪ُ ،‬ي ْهدَى بال َعشِيّه‬
‫وَلقَ ْد َش ِهدْتُ النارَ ِللْـ‬
‫ف تُوقَد ف َطمّيه‬ ‫َأسْل ِ‬
‫وخَطَْبتُ خُطْبَة حازِمٍ‪،‬‬
‫غَيْرِ الضعيفِ ول العَيِيّه‬
‫ولقدْ َغ َدوْتُ بُشرِف الـ‬
‫ت ل َي ْغمِزْ شَظيّه‬ ‫َحجَبا ِ‬
‫فَأصَْبتُ من َبقَر البا‬
‫ب‪ ،‬وصِدتُ من ُحمُر القِفّيه‬
‫ولقد رَ َحلْت البازِلَ الـ‬
‫س لا وَليّه‬ ‫َكوْماءَ‪ ،‬لَيْ َ‬
‫فجعل قوله ُي ْهدَى بال َعشِيّة حا ًل ليُقاد كأَنه قال يُقاد َمهْدِيّا‪،‬‬
‫جلَن ذلك أَي كَفان؛ قال‬ ‫ولول ذلك لقال وُي ْهدَى بالواو‪ .‬وقد أَْب َ‬
‫الكميت يدح عبد الرحيم بن عَنَْبسَة بن سعيد بن العاص‪:‬‬
‫وعَْبدُ الرّحيم ِجمَاعُ ا ُلمُور‪،‬‬
‫إِليه انْتَهى الّل َقمُ ا ُل ْعمَلُ‬
‫لصَاص‪،‬‬ ‫إِليه مَوارِدُ أَه ِل ا َ‬
‫ص َدرُ الُْبجِلُ‬‫ومِنْ عنده ال ّ‬
‫الّلقَم‪ :‬الطريق الواضح‪ ،‬وا ُل ْعمَل‪ :‬الذي يكثر فيه سي الناس‪،‬‬
‫والَوارِدُ‪ :‬الطّ ُرقُ‪ ،‬واحدتا َم ْورِدَةٌ؛ وأَهل الَصاص‪ :‬أَهْ ُل الاجة‪،‬‬
‫وجِماعُ الُمور‪ :‬تَجتمع إِليه أُمور الناس من كل ناحية‪ .‬أَبو عبيد‪ :‬يقال‬
‫ت ف يده وقال‪:‬‬ ‫جلُك درهمٌ‪ .‬وف الديث‪ :‬فأَلقى َتمَرا ٍ‬ ‫َبجَلك ِدرْ َهمٌ وَب ْ‬
‫لمَل‪:‬‬
‫َبجَلي من الدنيا أَي َحسْب منها؛ ومنه قول الشاعر يوم ا َ‬
‫لمَل‪،‬‬ ‫با َ‬ ‫نن بَن ضَبّة أَصحا ُ‬
‫رُدّوا َعلَيْنا شَْيخَنا ُث ّم َبجَل‬
‫سبُ؛ وقوله أَنشده ابن الَعراب‪:‬‬ ‫أَي ثّ َح ْ‬
‫مَعا َذ العَزيز ال َأنْ يُوطِنَ ا َلوَى‬
‫س ل بَِبجِيل‬ ‫ي ِإلْفا‪ ،‬لَيْ َ‬‫ُفؤَادِ َ‬
‫فسره فقال‪ :‬هو من قولك َبجَلي كذا أَي َحسْب‪ ،‬وقال مرة‪ :‬ليس ُبعَظّم‬
‫ل‪ ،‬وليس ِبقَوِيّ‪ ،‬وقال مرة‪ :‬ليس بعظيم القدر مُشْبِه ل‪ .‬وَبجّل‬
‫الرجلَ‪ :‬قال له َبجَلْ أَي َحسْبُك حيث انتهيت؛ قال ابن جن‪ :‬ومنه اشتق الشيخ‬
‫الَبجَال والرجل الَبجِيل والتبجيل‪ .‬وبَجيلَة‪ :‬قبيلة من اليمن والنسبة‬
‫جِليّ‪ ،‬بالتحريك‪ ،‬ويقال إِنم من َمعَدّ لَن نزار بن َم َعدّ‬ ‫إِليهم َب َ‬
‫َوَلدَ ُمضَرَ وربيعة وإِيادا وأَنارا ث إِن أَنارا َولَد بَجيلة‬
‫وخَْثعَم فصاروا باليمن؛ أَل ترى أَن جرير ابن عبدِ ال الَبجَلي نافر‬
‫ل من الَيمَن إِل ا َلقْرَع ابن حابس الّتمِيمي َحكَم العرب فقال‪:‬‬ ‫رج ً‬
‫يا َأقْرَعُ ب َن حابسٍ يا َأقْ َرعُ‬
‫إِنك إِن ُيصْرَعْ َأخُوك ُتصْرَعُ‬
‫فجعل نفسه له أَخا‪ ،‬وهو َم َعدّيّ‪ ،‬وإِنا رفع ُتصْرَع وحقّه الزم‬
‫على إِضمار الفاء كما قال عبد الرحن ابن حسان‪:‬‬
‫ل يشكرُها‪،‬‬ ‫لسَناتِ‪ ،‬ا ُ‬ ‫مَ ْن َيفْعَلِ ا َ‬
‫والشّ ّر بالشرّ عندَ ال مِثْلنِ‬
‫اي فال يشكرها‪ ،‬ويكون ما بعد الفاء كلما مبتدأً‪ ،‬وكان سيبوبه يقول‪:‬‬
‫هو على تقدي الب كأَنه قال إِنك ُتصْرع إِن يصرع أَخوك‪ ،‬وأَما البيت‬
‫الثان فل يتلفون أَنه مرفوع بإِضمار الفاء؛ قال ابن بري‪ :‬وذكر ثعلب أَن‬
‫هذا البيت للحصي بن القعقاع والشهور أَنه لرير‪ .‬وبَنُو َبجْلة‪َ :‬حيّ‬
‫من العرب؛ وقول عمرو ذي الكلب‪:‬‬
‫ُبجَْيلَ ُة يَْنذِروا َرمْيِي وَف ْهمٌ‪،‬‬
‫كذلك حالُهم أَبَدا وحال‬
‫(* قوله‪ :‬ينذروا‪ ،‬بالزم‪ ،‬هكذا ف الصل)‬
‫جلَة هذه القبيلَة‪ .‬وبنو بَجالة‪ :‬بطن من ضَبّة‪.‬‬ ‫صغّر َب ْ‬‫إِنا َ‬
‫جلَة َح ّي من قيس عَيْلنَ‪ .‬وَبجْلَة‪ :‬بطن من ُسلَيّم‪ ،‬والنسبة‬ ‫التهذيب‪َ :‬ب ْ‬
‫إِليهم َبجْليّ‪ ،‬بالتسكي؛ ومنه قول عنترة‪:‬‬
‫ت ُرمْحي‪،‬‬ ‫وآخَر منهم أَجْ َررْ ُ‬
‫جِليّ ِمعْبَلَ ٌة وَقيعُ‬
‫وف الَب َ‬
‫@بل‪ :‬ا َلزْهري‪ :‬قال ف ترجة ح ل ب قال‪ :‬أَما بل ولبح فإِن الليث‬
‫اهلهما‪ ،‬قال‪ :‬وروى أَبو العباس عن ابن الَعراب أَنه قال‪ :‬الَبحْلُ‬
‫الِدْقاع الشديد‪ ،‬قال وهذا غريب‪.‬‬
‫حدَلة‪ :‬الفة ف السعي‪ .‬ابن الَعراب‪ْ :‬بدَل‬ ‫@بدل‪ :‬الَب ْهدَلة والَب ْ‬
‫الرجلُ إِذا مالت كتفه‪ .‬الَزهري‪ :‬سعت أَعرابيّا يقول لصاحب له‪:‬‬
‫حدَلٌ‪ :‬اسم رجل‪.‬‬ ‫حدِلْ؛ يأْمره بالِسراع ف مشيه‪ .‬وَب ْ‬ ‫َب ْ‬
‫شِليّ من الرجال‪ :‬ا َلسْود الغليظ‪ ،‬وهي‬ ‫حَ‬‫حشَل والَب ْ‬ ‫@بشل‪ :‬الَب ْ‬
‫حشَلَ الرجلُ إِذا َرقَصَ َرقَصَ‬ ‫حشَلة‪ .‬ابن الَعراب‪َ :‬ب ْ‬ ‫الَب ْ‬
‫الزّنْج‪.‬‬
‫@بظل‪ :‬الَبحْ َظلَة‪ :‬أَن َي ْقفِز الرج ُل َقفْزان اليَرْبُوع أَو الفأَرة‪.‬‬
‫يقال‪ :‬بْظَل الرجلُ َبحْظَلة‪ ،‬والظاء معجمه‪.‬‬
‫@بل‪ :‬الُبخْل والَبخَل‪ :‬لغتان وقريء بما‬
‫(* قوله «وقريء بما» يؤخذ من‬
‫القاموس وشرحه‪ :‬أَنه قريء باللغات الربع وهي‪ :‬البخل والبخل كقفل وعنق‬
‫والبخل والبخل كنجم وجبل)‪ .‬والَبخْل والبُخول‪ :‬ضد الكرم‪ ،‬وقد َبخِلَ‬
‫خلً‪ ،‬فهو باخل‪ :‬ذو ُبخْل‪ ،‬والمع ُبخّال‪ ،‬وبيل والميع‬ ‫خلً وَب َ‬ ‫يَْبخَل ُب ْ‬
‫ُبخَلء‪ .‬ورَجُل َبخَل‪ :‬وُصِف بالصدر؛ عن أَب ال َعمَيْثل الَعراب‪،‬‬
‫وكذلك َبخّال ومَُبخّل‪ .‬والَبخّال‪ :‬الشديد الُبخْل؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫َفذَاك َبخّا ٌل َأرُوزُ ا َلرْزِ‪،‬‬
‫وكُ ّر ٌز َي ْمشِي بَ ِطيَ الكُ ْرزِ‬
‫ورجال باخلون‪ .‬والَبخْلة‪ُ :‬بخْل مَرّة واحدة‪ .‬وَبخّله‪ :‬رماه بالبُخل‬
‫ونسبه إِل الُبخْل‪ .‬وأَْبخَله‪ :‬وجده بَخيلً؛ ومنه قول عمرو بن مَ ْعدِ‬
‫يكرب‪ :‬يا بن ُسلَيْم‪ ،‬لقد سَألْناكم فما أَْبخَلناكم؛ وقال الشاعر‪:‬‬
‫ول مُعدّ ُبخْله عن إِبْخال‬
‫ويروى أَبال‪ ،‬فإِن كان كذلك فهو جع ُبخْل أَو َبخَل لَنه قد جاءت‬
‫مصادر مموعة كالُلوم والعُقول‪ ،‬وفسر ابن الَعراب وجه جعه قال‪ :‬معناه‬
‫بعد بل منك كثي؛ وعن ههنا بعن بعد كما قال‪:‬‬
‫ب الضّباب‪ ،‬كأَنّما‬ ‫وُتصْبح عن ِغ ّ‬
‫صقَلَه‬
‫ضبِ عنها بِم ْ‬ ‫تَ َروّح قَيْنُ ا َل ْ‬
‫حمِلك على البخل‪ .‬وف حديث النب‪ ،‬صفيفي ال‬ ‫والَْبخَلة‪ :‬الشيء الذي َي ْ‬
‫عليه وسلم‪ :‬ال َولَد َمجْبَنَة َمجْهَلة مَْبخَلة‪ :‬هو م ْفعَلة من البُخل‪،‬‬
‫حمِل أَبويه على البخل‪ ،‬ويدعوها إِليه فَيَْبخَلن‬ ‫ومَظِنّة لَن َي ْ‬
‫بالال لَجله‪ .‬ومنه الديث‪ :‬إِنكم لتَُبخّلون وُتجَبّنون‪.‬‬
‫@بدل‪ :‬الفراء‪َ :‬بدَلٌ وِبدْ ٌل لغتان‪ ،‬ومَثَل ومِثْل‪ ،‬وشَبَه وشِبْه‪،‬‬
‫سمَع ف َفعَل وِفعْل غي هذه الَربعة‬ ‫وَنكَل وِنكْل‪ .‬قال أَبو عبيد‪ :‬ول ُي ْ‬
‫الَحرف‪ .‬والَبدِيل‪ :‬الَبدَل‪ .‬وَبدَلُ الشيء‪ :‬غَيْرُه‪ .‬ابن سيده‪ِ :‬بدْل‬
‫للَف منه‪ ،‬والمع أَبدال‪ .‬قال سيبوبه‪ِ :‬إ ّن‬ ‫الشيء وَبدَله وَبدِيله ا َ‬
‫َبدَلك زَيد أَي ِإنّ بَديلك زَيْد‪ ،‬قال‪ :‬ويقول الرجل للرجل اذهب معك‬
‫بفلن‪ ،‬فيقول‪ :‬معي رجل َبدَلُه أَي رجل ُيغْن غَناءه ويكون ف مكانه‪.‬‬
‫وتََبدّل الشيءَ وتَبدل به واستبدله واستبدل به‪ُ ،‬كلّه‪ :‬اتذ منه‬
‫خذَه منه بدلً‪ .‬وأَبدلت‬ ‫َبدَلً‪ .‬وأَْبدَل الشي َء من الشيء وَبدّله‪َ :‬ت ِ‬
‫الشيء بغيه وبدّله ال من الوف َأمْنا‪ .‬وتبديل الشيء‪ :‬تغييه وإِن ل‬
‫تأْت ببدل‪ .‬واستبدل الشيء بغيه وتبدّله به إِذا أَخذه مكانه‪ .‬والبادلة‪:‬‬
‫التبادُل‪ .‬والَصل ف التبديل تغيي الشيء عن حاله‪ ،‬والَصل ف الِبدال‬
‫جعل شيء مكان شيء آخر كإِبدالك من الواو تاء ف تال‪ ،‬والعرب تقول للذي‬
‫يبيع كل شيء من الأْكولت َبدّال؛ قاله أَبو اليثم‪ ،‬والعامة تقول‬
‫َبقّال‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬يوم تَُبدّل ا َلرْضُ غ َي الَرض والسمواتُ؛ قال‬
‫الزجاج‪ :‬تبديلها‪ ،‬وال أَعلم‪ ،‬تسي ُي جبالا وتفجي بِحارها وكونُها مستوية‬
‫ل تَرى فيها ِعوَجا ول َأمْتا‪ ،‬وتبديل السموات انتثار كواكِبها‬
‫وانفطارُها وانشقاقُها وتكوير شسها وخسوف قمرها‪ ،‬وأَراد غيَ السموات‬
‫للْقة إِذا‬ ‫فاكتَفى با تقدم‪ .‬أَبو العباس‪ :‬ثعلب يقال أَبْدلت الات با َ‬
‫للْقة إِذا أَ َذبْتَه‬
‫َنحّيت هذا وجعلت هذا مكانه‪ .‬وبدّلت الات با َ‬
‫للْقة بالات إِذا أَذبتها وجعلتها خاتا؛ قال‬ ‫وسوّيته َحلْقة‪ .‬وبدلت ا َ‬
‫لوْهرةُ‬‫أَبو العباس‪ :‬وحقيقته أَن التبديل تغيي الصورة إِل صورة أُخرى وا َ‬
‫بعينها‪ .‬والِبدال‪ :‬تَنْحيةُ الوهرة واستئناف جوهرة أُخرى؛ ومنه قول‬
‫أَب النجم‪:‬‬
‫عَزْل الَمي للَمي الُْبدَل‬
‫أَل ترى أَنه َنحّى جسما وجعل مكانه جسما غيه؟ قال أَبو عمرو‪:‬‬
‫فعرضت هذا على البد فاستحسنه وزاد فيه فقال‪ :‬وقد جعلت العرب بدّلت بعن‬
‫أَبدلت‪ ،‬وهو قول ال عز وجل‪ :‬أُولئك يبدّل ال سَيّئاتم حسنات؛ أَل‬
‫ترى أَنه قد أَزال السيئات وجعل مكانا حسنات؟ قال‪ :‬وَأمّا ما شَرَط‬
‫ضجَت جُلودُهم بدّلناهم جُلودا‬ ‫أَحد بن يي فهو معن قوله تعال‪ :‬كلما َن ِ‬
‫غيها‪ .‬قال‪ :‬فهذه هي الوهرة‪ ،‬وتبديلها تغيي صورتا إِل غيها لَنا‬
‫ضجَت‬ ‫كانت ناعمة فاسودّت من العذاب فردّت صورةُ جُلودهم الُول لا َن ِ‬
‫تلك الصورة‪ ،‬فالوهرة واحدة والصورة متلفة‪ .‬وقال الليث‪ :‬استبدل ثوبا‬
‫مكان ثوب وأَخا مكان أَخ ونو ذلك البادلة‪ .‬قال أَبو عبيد‪ :‬هذا باب‬
‫البدول من الروف والحوّل‪ ،‬ث ذكر َمدَهْته و َمدَحْته‪ ،‬قال الشيخ‪ :‬وهذا يدل‬
‫على أَن َبدَلت متعدّ؛ قال ابن السكيت‪ :‬جع َبدِيل َبدْل‪ ،‬قال‪ :‬وهذا يدل‬
‫ل بعن مُْبدَل‪ .‬وقال أَبو حات‪ :‬سي البدّال بدّالً‬ ‫على أَن بَدي ً‬
‫لَنه يبدّل بيعا ببيع فيبيع اليوم شيئا وغدا شيئا آخر‪ ،‬قال‪ :‬وهذا كله‬
‫يدل على أَن َبدَلت‪ ،‬بالتخفيف‪ ،‬جائز وأَنه متعدّ‪ .‬والبادلة مفاعلة من‬
‫َبدَلت؛ وقوله‪:‬‬
‫ك الَجَلّ‪،‬‬ ‫فلم أَكُنْ‪ ،‬والالِ ِ‬
‫َأرْضى ِبخَلّ‪ ،‬بعدَها‪ ،‬مُْبدَلّ‬
‫إِنا أَراد مُْبدَل فشدّد اللم للضرورة‪ ،‬قال ابن سيده‪ :‬وعندي أَنه‬
‫شدّدها للوقف ث اضطُرّ فأَجرى الوصل ُمجْرى الوقف كما قال‪:‬‬
‫ببازِلٍ وَجْنا َء أَو عَْيهَلّ‬
‫واختار الالك على الَلك ليسلم الزء من الَبْل‪ ،‬وحروف البدل‪ :‬المزة‬
‫والَلف والياء والواو واليم والنون والتاء والاء والطاء والدال‬
‫واليم‪ ،‬وإِذا أَضفت إِليها السي واللم وأَخرجت منها الطاء والدال واليم‬
‫كانت حروفَ الزيادةِ؛ قال ابن سيده‪ :‬ولسنا نريد البدل الذي يدث مع الِدغام‬
‫إِنا نريد البدل ف غي إِدغام‪ .‬وبادَلَ الرج َل مُبادَلة وبِدالً‪:‬‬
‫أَعطاه مثل ما أَ َخ َذ منه؛ أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫قال‪ :‬أَب َخ ْونٌ‪ ،‬فقيل‪ :‬لل‬
‫اَيْسَ أَباك‪ ،‬فاْتَبعِ الِبدَال‬
‫والَبدال‪ :‬قوم من الصالي بم يُقيم الُ الَرض‪ ،‬أَربعون ف الشام‬
‫وثلثون ف سائر البلد‪ ،‬ل يوت منهم أَحد إِل قام مكانه آخر‪ ،‬فلذلك‬
‫ُسمّوا أَبدالً‪ ،‬وواحد الَبدال العُبّاد ِبدْل وَبدَل؛ وقال ابن دريد‪:‬‬
‫الواحد َبدِيل‪ .‬وروى ابن شيل بسنده حديثا عن علي‪ ،‬كرم ال وجهه‪ ،‬أَنه‬
‫قال‪ :‬الَبدال بالشام‪ ،‬والّنجَباء بصر‪ ،‬والعصائب بالعراق؛ قال ابن شيل‪:‬‬
‫الَبدال خِيارٌ َبدَ ٌل من خِيار‪ ،‬والعصائب ُعصْبة وعصائب يتمعون فيكون‬
‫بينهم حرب؛ قال ابن السكيت‪ :‬سي الُبَرّزون ف الصلح أَبدالً لَنم‬
‫أُْبدِلوا من السلف الصال‪ ،‬قال‪ :‬والَبدال جع َبدَل وِبدْل‪ ،‬و َجمْع‬
‫َبدِيل َبدْل‪ ،‬والَبدال‪ :‬الَولياء والعُبّاد‪ ،‬سُموا بذلك لَنم كلما‬
‫مات منهم واحد أُبدل بآخر‪.‬‬
‫وَبدّل الشيءَ‪َ :‬حرّفه‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬وما َبدّلوا تبديلً؛ قال‬
‫الزجاج‪ :‬معناه أَنم ماتوا على دينهم غَيْ َر مَُبدّلي‪ .‬ورجل ِبدْل‪ :‬كري؛‬
‫عن كراع‪ ،‬والمع أَبدال‪ .‬ورجل ِبدْل وَبدَل‪ :‬شريف‪ ،‬والمع كالمع‪ ،‬وهاتان‬
‫للَف‪ .‬وتََبدّل الشيءُ‪َ :‬تغَيّر؛‬‫الَخيتان غي خاليتي من معن ا َ‬
‫فأَما قول الراجز‪:‬‬
‫فُب ّدَلتْ‪ ،‬والدّهْ ُر ذو تبدّلِ‪،‬‬
‫شمْأَلِ‬‫هَيْفا دَبُورا بالصّبا وال ّ‬
‫فإِنه أَراد ذو تبديل‪.‬‬
‫والَبدَل‪ :‬وَجَع ف اليدين والرجلي‪ ،‬وقيل‪ :‬وجع الفاصل واليدين‬
‫والرجلي؛ َبدِل‪ ،‬بالكسر‪ ،‬يَْبدَل بَد ًل فهو َبدِلٌ إِذا َوجِع يَديه ورجليه؛‬
‫شوْأَل بن‬ ‫قال ال ّ‬
‫نُعيم أَنشده يعقوب ف الَلفاظ‪:‬‬
‫فََت َم ّذرَتْ نفسي لذاك‪ ،‬ول أَزل‬
‫َبدِ ًل نَهارِيَ ُكلّه حت الُصُل‬
‫والبَ ْأدَلة‪ :‬ما بي العُنُق والتّ ْرُقوَة‪ ،‬والمع بآدل؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ت ُقدّ السّْيفِ‪ ،‬ل مُتآزفٌ‪،‬‬ ‫َف ً‬
‫ول رَهِ ٌل لَبّاتُه وبآ ِدلُه‬
‫وقيل‪ :‬هي لم الصدر وهي البَأْدَلة والَبهْدَلة وهي ال َف ْهدَة‪ .‬ومَشى‬
‫الَبأْدَلة إِذا مَشى ُمحَرّكا بآدله‪ ،‬وهي مِن ِمشْية القِصار من النساء؛‬
‫قال‪:‬‬
‫قد كان فيما بيننا مُشا َهلَه‪،‬‬
‫ث َت َولّتْ‪ ،‬وهي َتمْشي البَادَله‬
‫خفّف حت كأَن وضعها أَلف‪ ،‬وذلك لكان التأْسيس‪.‬‬ ‫أَراد البَأْدَلة َف َ‬
‫وَبدِل‪ :‬شكا بَأْدَلته على حكم الفعل ا َلصُوغ من أَلفاظ الَعضاء ل على‬
‫العامّة؛ قال ابن سيده‪ :‬وبذلك قَضينا على هزتا بالزيادة وهو مذهب‬
‫سيبويه ف المزة إِذا كانت الكلمة تزيد على الثلثة؛ وف الصفات لَب عبيد‪:‬‬
‫الَبأْدَلة اللّحمية ف باطن الفخذ‪ .‬وقال نُصي‪ :‬البَأْدَلتان بطون‬
‫الفخذين‪ ،‬والرّبْلتان لم باطن الفَخذ‪ ،‬والاذان لم ظاهِرها حيث يقع شعر‬
‫الذّنَب‪ ،‬والاعِرتان رأْسا الفخذين حيث يُوسَم المار َبلْقة‪،‬‬
‫سمّيَ البآدل‪ ،‬والثّْن ُدوَتان َلحْمتان فوق‬ ‫والرّعْثاوان والثّْندُوَتان ُي َ‬
‫الثديي‪.‬‬
‫وبا َدوْل وبادُول‪ ،‬بالفتح والضم‪ :‬موضع؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫حَ ّل أَهْلي بَطْ َن ال َغمِيس فَبا َدوْ‬
‫سخَال‬ ‫ل‪ ،‬و َحّلتْ ُعلْوِيّة بال ّ‬
‫يروى بالفتح والضم جيعا‪ .‬ويقال للرجل الذي يأْت بالرأْي السخيف‪ :‬هذا‬
‫لدّالي والَبدّالي‪ .‬والَبدّال‪ :‬الذي ليس له مال إِل بقدر‬ ‫رأْي ا َ‬
‫مايشتري به شيئا‪ ،‬فإِذا باعه اشترى به بدلً منه يسمى َبدّالً‪ ،‬وال‬
‫أَعلم‪.‬‬
‫@بذل‪ :‬الَبذْل‪ :‬ضد الَنْع‪َ .‬بذَله يَْبذِله ويَْبذُله َبذْلً‪ :‬أَعطاه‬
‫وجادَ به‪ .‬وكل من طابت نفسه بإِعطاء شيء فهو باذل له‪ .‬والبتذال‪ :‬ضد‬
‫الصّيانة‪ .‬ورجل َبذّال وَبذُول إِذا كان كثي البذل للمال‪ .‬والِب ْذلَة‬
‫والِْبذَلة من الثياب‪ :‬ما يُلبس ويُمتهن ول يُصان‪ .‬قال ابن بري‪ :‬أَنكر عليّ‬
‫بن حزة مَْبذَلة‪ ،‬وقال مِْبذَل بغي هاء‪ ،‬وحكى غيه عن أَب زيد‬
‫مِْبذَلة‪ ،‬وقد قيل أَيضا‪ :‬مِيدَعَة و ِم ْعوَزَة عن أَب زيد لواحدة الَوادِع‬
‫للْقان‪ ،‬وكذلك الَباذِل‪ ،‬وهي الثياب الت‬ ‫والَعاوِز‪ ،‬وهي الثياب وا ُ‬
‫تُبْتذل ف الثياب؛ ومِْبذَل الرجل ومِيدعُه و ِم ْعوَزه‪ :‬الثوب الذي يبتذله‬
‫شعْر فقال‪ :‬الرّجَز إِنا‬ ‫وَيلْبَسه؛ واستعار ابن جن الِبذْلة ف ال ّ‬
‫يستعان به ف الِبذْلة وعند العتمال والُداء وا ِلهْنَة؛ أَل ترى إِل‬
‫قوله‪:‬‬
‫لو قد حَداهُنّ أَبو الُودِيّ‬
‫سحَْنفِر ال ّروِيّ‪،‬‬‫ب َرجَ ٍز مُ ْ‬
‫ُمسَْتوِياتٍ كَنَوى البَرِْنيّ‬
‫واسَْتْبذَلت فلنا شيئا إِذا سأَلته أَن يَْبذُله لك فَبذَله‪ .‬وجاءنا‬
‫فلن ف مَباذِله أَي ف ثياب ِبذْلته‪.‬‬
‫وابتذال الثوب وغيه‪ :‬امتهانُه‪ .‬والتَّبذّل‪ :‬ترك التصاون‪ .‬والِْبذَل‬
‫للَق‪ ،‬والَُتَبذّل لبسه‪ .‬والَُتَبذّل‬ ‫والِْبذَلة‪ :‬الثوب ا َ‬
‫والُْبَتذِل من الرجال‪ :‬الذي يلي العمل بنفسه‪ ،‬وف الحكم‪ :‬الذي يلي عمل نفسه؛‬
‫قال‪:‬‬
‫َوفَا ًء للخَلِيفَةِ‪ ،‬وابْتِذالً‬
‫لَن ْفسِ َي من أَخي ِثقَةٍ َكرِي‬
‫ويقال‪ :‬تََبذّل ف عمل كذا وكذا ابْتَذل نفسه فيما تولّه من عمل‪ .‬وف‬
‫خضّعا؛ التبذل‪ :‬تر ُك‬ ‫حديث الستسقاء‪ :‬فخرج مُتََبذّلً مَُت َ‬
‫التّزيّن والّتهَيّؤِ بالَيئة السنة الميلة على جهة التواضع؛ ومنه حديث‬
‫صدْقُ‬‫سلمان‪ :‬فرأَى ُأمّ الدرداء مُتََبذّلة‪ ،‬وف رواية‪ :‬مبتذلة‪ .‬وفلن َ‬
‫صوْن‬ ‫صلْبا فيما يبتذل به نفسه‪ .‬وفَرَس ذو َ‬ ‫الُبَْتذَل إِذا كان ُ‬
‫وابتِذال إِذا كان له ُحضْر قد صانه لوقت الاجة إِليه و َع ْدوٌ دونه قد‬
‫ابتذله‪.‬وبَذْلٌ‪ :‬اسم‪ .‬ومَبْذول‪ :‬شاعر من غَِنيّ‪.‬‬
‫@برأل‪ :‬الُبرَائل‪ :‬الذي ارتفع من ريش الطائر فيستدير ف عُنُقه؛ قال‬
‫ُحمَيْد ا َلرْقط‪:‬‬
‫ب ُمقَّنعُ‬ ‫ول يَزَال خَرَ ٌ‬
‫ح َي ْل َمعُ‬
‫بُرَائِلهُ‪ ،‬والَنَا ُ‬
‫قال ابن بري‪ :‬الرجز منصوب والعروف ف رجزه‪:‬‬
‫فل يَزَالُ خَ َربٌ ُمقَّنعَا‬
‫بُرَاِئلَيْه‪ ،‬وَجَنَاحا ُمضْجعَا‬
‫أَطارَ عنه الزّ َغبَ الَُنزّعا‪،‬‬
‫يَنْ ِزعُ حَبّاتِ القلوب الّلمّعا‬
‫ابن سيده‪ :‬البُرَائِل ما استدار من ريش الطائر حول عنقه‪ ،‬وهو‬
‫البُ ْرؤُلة‪ ،‬وخص اللحيان به عُ ْرفَ الُبَارَى فإِذا َن َفشَه للقتال قيل بَ ْرأَلَ‪،‬‬
‫ض له على عُنُق الديك‪ ،‬فإِذا‬ ‫وقيل‪ :‬هو الريش السّبْط الطويل ل عِرْ َ‬
‫نفشه للقتال قيل‪ :‬قد ابْ َرأَلّ الديك وتَبَرْأَلَ‪ ،‬قال‪ :‬وهو البُرَائِل‬
‫للدّيك خاصة‪ .‬قال الوهري‪ :‬قد بَرْأَل الديك بَ ْرأَلة إِذا َنفَشَ‬
‫بُرَاِئلَه‪ ،‬والبُرَائِل‪ُ :‬عفْرَة الدّيك والُبَارَى وغيها‪ ،‬وهو الريش الذي‬
‫يستدير ف عُنُقه‪ .‬وأَبو بَرائِل‪ :‬كنية الديك‪ .‬وتَبَرْأَ َل للشرّ أَي‬
‫(*هنا بياض بالصل)‪ . . .‬نافشا عُ ْرفَه فذلك دليل من قوله إِن البُرَائل‬
‫يكون للِنسان‪ .‬وابْ َرأَلّ‪َ :‬تهَيَّأ للشر‪ ،‬وهو من ذلك‪.‬‬
‫ضخْم‪ ،‬وليس بثََبتٍ‪.‬‬ ‫@برزل‪ :‬التهذيب ف الرباعي‪ :‬رجل بُ ْرزُل‪ ،‬وهو ال ّ‬
‫صلْب ِخلْقة ليس ما‬ ‫@برطل‪ :‬الِب ْرطِيل‪َ :‬حجَر أَو َحدِيد طويل ُ‬
‫حدّدونه تنقر به الرّحى وقد يشبه به خَطْم النّجيبة‪،‬‬ ‫يُ َطوّله الناسُ ول ُي َ‬
‫والمع براطيل؛ قال رجل من بن َف ْقعَس‪:‬‬
‫تَرَى ُشؤُونَ رَْأسِها العَوارِدَا‬
‫َمضْبورَةً إِل شَبا َحدَائِدا‪،‬‬
‫ضَْبرَ بَراطيلَ إِل جَلمِدا‬
‫قال السياف‪ :‬هو حجر قدر ذراع‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الباطيل الَعاوِل‪ ،‬واحدها‬
‫بِرطيل‪ ،‬والبِرطيل‪ :‬الجر الرقيق وهو الّنصِيل‪ ،‬وقيل‪ :‬ها ظُرَرَانِ‬
‫لجَارة مسلكة‬ ‫َممْطُولنِ تُْنقَرُ بما الرّحَى‪ ،‬وها من أَصْلب ا ِ‬
‫حدّدة؛ قال كعي بن زهي‪:‬‬ ‫ُم َ‬
‫كَأنّ ما فات عَيْنَيها ومَذَْبحَها‪،‬‬
‫من خَ ْطمِها ومن الّلحْيَيْن‪ِ ،‬ب ْرطِيل‬
‫قال‪ :‬البِ ْرطِيل َحجَر مستطيل عظيم شبه به رأْس الناقة‪ .‬والبُ ْرطُلَة‪:‬‬
‫الِ َظلّة الصيفية‬
‫(* ف القاموس‪ :‬الِ َظلّة الضّيقة) نَبَطيّة‪ ،‬وقد‬
‫استعملت ف لفظ العربية‪ .‬وقال غيه‪ :‬إِنا هو ابن ال ّظلّة‬
‫(* قوله‪ :‬ابن‬
‫ال ّظلّة؛ هكذا ف الصل)‪.‬‬
‫سوَة‪ ،‬وربا ُشدّد‪ .‬قال ابن بري‪ :‬ويقال‬ ‫والبُ ْرطُل‪ ،‬بالضم‪َ :‬قلَنْ ُ‬
‫البُ ْر ُطلّة‪ ،‬قال‪ :‬وقال الوزير السّ ْرقَفانَ ُة بُ ْر ُطلّة الارس‪.‬‬
‫ب ا ُلسِنّ‬
‫والبِ ْرطِيل‪ :‬خَ ْط ُم الفَ ْلحَس وهو الكلب‪ ،‬قال‪ :‬وال َف ْلحَسُ الدّ ّ‬
‫(*‬
‫والبِرطيل‪ ،‬ف الساس‪ :‬الرشوة‪ .‬وف القاموس‪ :‬بَ ْر َطلَة فتبطَل‪ :‬رشاه‬
‫فارتشى)‪.‬‬
‫@برعل‪ :‬البُ ْرعُل‪ :‬ولد الضّبْع كالفُرْعُل‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ولد الوَبْرِ من‬
‫ابن آوَى‪.‬‬
‫@برغل‪ :‬البَراغيل‪ :‬البلد الت بي الرّيف والبَ ّر مثل الَنبار‬
‫والقادسية ونوها‪ ،‬واحدها بِرغيل‪ ،‬وهي الَزالف أَيضا‪ .‬والبَراغِيل‪ :‬القُرَى؛‬
‫عن ثعلب َف َعمّ به ول يذكر لا واحدا‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬البِرْغيل‬
‫الَرض القَرِيبة من الاء‪.‬‬
‫@برقل‪ :‬البِ ْرقِيل‪ :‬الُلهِق وهو الذي يَرْمي به الصبيانُ البُنْدقَ‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬بَ ْرقَل الرج ُل إِذا َكذَب‪.‬‬
‫@بزل‪ :‬بَزَل الشيءَ يبزُله بَ ْزلً وبَزّله فَتَبَزّل‪َ :‬شقّه‪.‬‬
‫وتَبَزّل السد‪َ :‬تفَطّر بالدم‪ ،‬وتَبَزّل السّقاء كذلك‪ .‬و ِسقَاءٌ فيه‬
‫بَزْلٌ‪ :‬يَتَبزّلُ بالاء‪ ،‬والمع بُزُول‪ .‬الوهري‪ :‬بَزَل البع ُي يَبْزُل‬
‫بُزُولً فَطَر نابُه أَي اْنشَقّ‪ ،‬فهو بازل‪ ،‬ذكرا كان أَو أُنثى‪ ،‬وذلك ف‬
‫السنة التاسعة‪ ،‬قال‪ :‬وربا بزل ف السنة الثامنة‪ .‬ابن سيده‪ :‬بَزَل نابُ‬
‫البعي يَبْزُل بَ ْزلً وبُزُولً َطلَع؛ و َجمَ ٌل بازِل وبزول‪ .‬قال ثعلب‬
‫ف كلم بعض ال ّروّاد‪َ :‬يشْبَع منه الَمل البَزُول‪ ،‬وجع البازِل‬
‫بُزّل‪ ،‬وجع البَزُول بُزُل‪ ،‬والُنثى بازل وجعها بوازل‪ ،‬وبَزُول‬
‫و َج ْمعُها بُزُل‪ .‬الَصمعي وغيه‪ :‬يقال للبعي إِذا استكمل السنة الثامنة وطعن ف‬
‫التاسعة وفَطَر نابُه فهو حينئذ بازل‪ ،‬وكذلك الُنثى بغي هاء‪ .‬جل بازل‬
‫وناقة بازل‪ :‬وهو أَقصى أَسنان البعي‪ُ ،‬سمّي باز ًل من البَزْل‪ ،‬وهو‬
‫الشّقّ‪ ،‬وذلك أَن نابه إِذا َطلَع يقال له بازل‪ ،‬لشَقّه اللحم عن‬
‫مَنْبِته َشقّا؛ وقال النابغة ف السن و َسمّاها بازلً‪:‬‬
‫ض با ِزلُها‪،‬‬
‫َمقْذوفة بدَخِيس الّنحْ ِ‬
‫له صَرِيفٌ صَريفَ ال َقعْو با َلسَد‬
‫أَراد ببازلا نابا‪ ،‬وذهب سيبوبه إِل أَن بوازل جع بازل صفة للمذكر‪،‬‬
‫قال‪ :‬أَجروه ُمجْرَى فاعلة لَنه يمع بالواو والنون فل َي ْقوَى ذلك‬
‫قوّة الدميي؛ قال ابن الَعراب‪ :‬ليس بعد البازل سِ ّن تسمى‪ ،‬قال‪ :‬والبازل‬
‫أَيضا اسم السّن الت تطلع ف وقت البُزول‪ ،‬والمع بوازل؛ قال‬
‫القطَامي‪:‬‬
‫س ّمعُ من بوازلا صَرِيفا‪،‬‬‫َت َ‬
‫صقَارُ‬
‫كما صاحَت على الَرِب ال ّ‬
‫وقد قالوا‪ :‬رجل بازل‪ ،‬على التشبيه بالبعي‪ ،‬وربا قالوا ذلك يعنون به‬
‫كماله ف عقله وَتجْربته؛ وف حديث علي بن أَب طالب‪ ،‬كرم ال وجهه‪:‬‬
‫ث سِنّي‬ ‫بازلُ عامَيْن حَدي ٌ‬
‫يقول‪ :‬أَنا مستجمع الشباب مستكمل القوة؛ وذكره ابن سيده عن أَب جهل بن‬
‫هشام فقال‪ :‬قال أَبو جهل ابن هشام‪:‬‬
‫ب ال َعوَانُ من‪،‬‬
‫ما تنكر الَرْ ُ‬
‫بازِلُ عا َميِ َحدِيثٌ سِنّي‬
‫قال‪ :‬إِنا عَنَى بذلك كماله ل أَنه ُمسِنّ كالبازل‪ ،‬أَل تراه قال‬
‫حديث سنّي والديث ل يكون بازلً؛ ونوه قول قَطَرِيّ بن‬
‫الفُجاءة‪:‬‬
‫صبْ‬ ‫حت انصرفْتُ‪ ،‬وقد أَصَْبتُ‪ ،‬ول أُ َ‬
‫َج َذعَ البَصية قا ِرحَ القْدام‬
‫فإِذا جاوز البعي البُزول قيل بازل عام وعامي‪ ،‬وكذلك ما زاد‪.‬‬
‫وتَبَزّل الشيءُ إِذا تشقق؛ قال زهي‪:‬‬
‫سعى ساعيا غَيْظِ بنِ‬
‫مُرّ َة بَعدَما‬
‫تَبَزّلَ‪ ،‬ما بي العَشِية بالدّم‬
‫حدِيدة الت َتفْتح مِبْزَل ال ّدنّ‪ :‬بِزَا ٌل ومِبْزَل‪،‬‬ ‫ومنه يقال لل َ‬
‫لَنه ُيفْتَح به‪ .‬وبَزَل الَمرَ وغيَها بَزْلً واْبتَ َزلَها‬
‫وتَبَزّلا‪ :‬ثقب إِناءها‪ ،‬واسم ذلك الوضع الُبزَالُ‪ .‬وبَ َزلَها َبزْلً‪:‬‬
‫صفّى با؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫صفّاها‪ .‬والِبْزل والِبْزلة‪ :‬ا ِلصْفاة الت ُي َ‬ ‫َ‬
‫حدّر مِ ْن َنوَا ِطبِ ذي ابْتِزال‬ ‫َت َ‬
‫والبَزْل‪َ :‬تصْفية الشراب ونوه؛ قال أَبو منصور‪ :‬ل أَعرف البَزْل‬
‫بعن التصفية‪ .‬الوهري‪ :‬الِبْزَل ما يصفى به الشراب‪ .‬و َشجّة بازلة‪ :‬سال‬
‫َدمُها‪ .‬وف حديث زيد بن‬
‫شجَاج‪ :‬الت‬ ‫ثابت‪َ :‬قضَى ف البازلة بثلثة أَْبعِرة؛ البازِلة من ال ّ‬
‫تَبْزُل اللحم أَي َتشُقّه وهي الُتَلحة‪ .‬وانْبَزَل الطّلعُ أَي‬
‫انشقّ‪ .‬وبَزَلَ الرأَيَ والَمر‪ :‬قَطَعه‪ .‬وخُطّ ٌة بَزْلءُ‪َ :‬تفْصِ ُل بي‬
‫الق والباطل‪ .‬والبَزْلءُ‪ :‬الرّأْي الَيّد‪ .‬وإِنه لذو بَزْلءَ أَي‬
‫رأْي جَيّد و َعقْل؛ قال الراعي‪:‬‬
‫من َأمْرِ ذي َبدَواتٍ ل تَزَال له‬
‫بَزْلءُ‪َ ،‬يعْيَا با الَثّامة اللَّبدُ‬
‫ويروى‪ :‬من امرئ ذي سَاح‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬ما لفلن بَزْلء يعيش با أَي ما‬
‫له صَرِية رأْي‪ ،‬وقد بَزَل رأْيه يَبْزُل بُزولً‪ .‬وإِنه لَنهّاض‬
‫ببَزْلء أَي مُطيق على الشدائد ضابط لا؛ وف الصحاح‪ :‬إِذا كان من يقوم‬
‫بالُمور العظام؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫إِن‪ ،‬إِذا َش َغَلتْ قَوما فُرو ُج ُهمُ‪،‬‬
‫رَ ْحبُ ا َلسَالِكِ َنهّاض ببَزْلء‬
‫وف حديث العباس قال يوم الفتح لَهل مكة‪َ :‬أ ْسِلمُوا َتسْلموا فقد‬
‫صعْب شديد‪ ،‬ضربه مثلً‬ ‫استُبْطِنْتم بَأ ْش َهبَ بازل أَي ُرمِيتُم بأَمر َ‬
‫لشدّة الَمر الذي نزل بم‪ .‬والبَزْلء‪ :‬الداهية العظيمة‪ .‬وأَمر ذو َبزْلٍ‬
‫أَي ذو شدّة؛ قال عمرو بن َشأْس‪:‬‬
‫خمِ‪ ،‬بعدَما‬ ‫ُي َقّلقْنَ رْأسَ ال َكوْكَب ال َف ْ‬
‫َتدُورُ رَحَى ا َللْحا ِء ف الَمر ذي البَزْل‬
‫وما عندهم بازِلة أَي ليس عندهم شيء من الال‪ .‬ول تَ َركَ افيفي ُ عنده‬
‫بازلة أَي شيئا‪ .‬ويقال‪ :‬ل ُيعْ ِطهِم بازلة أَي ل ُيعْطهم شيئا‪ .‬وقولم‪:‬‬
‫ما َبقِيَت لم بازِلة كما يقال ما َبقِيَت لم ثاغِيَ ٌة ول رَاغِيَة‬
‫أَي واحدة‪.‬‬
‫وف النوادر‪ :‬رجل بِزْيلة وتِبْ ِزلَةٌ َقصِي‪.‬‬
‫وبُزْل‪ :‬اسم عَْنزٍ؛ قال عروة‬
‫بن الورد‪:‬‬
‫س بُزْلٌ‬
‫َأَلمّا أَغ َزرَت ف العُ ّ‬
‫و ُدرْعَةُ بنْتُها‪َ ،‬نسِيَا َفعَال‬
‫@بسل‪ :‬بسَل الرج ُل يَبسُل بسولً‪ ،‬فهو باسل وَبسْل وبَسيل وتََبسّل‪،‬‬
‫كلها‪ :‬عَبَس من الغضب أَو الشجاعة‪ ،‬وَأسَد باسل‪ .‬وتََبسّلَ ل فلن إِذا‬
‫رأَيته كريه الَنْظَر‪ .‬وَبسّل فلن وَ ْجهَه تبسيلً إِذا كَرّهه‪.‬‬
‫ت مَرْآته وفَ ُظعَتْ؛ قال أَبو ذؤَيب يصف‬ ‫وتََبسّل وجههُ‪ :‬كَرُ َه ْ‬
‫قبا‪:‬فكُْنتُ ذَنُوبَ البئر لا َتَبسَّلتْ‪،‬‬
‫ت ساعدي‬ ‫وسُرِْب ْلتُ أَكفان و ُوسّدْ ُ‬
‫سلَت أَي كَرُهت؛ وقال كعب‬ ‫لا تََب ّ‬
‫بن زهي‪:‬‬
‫س ل مَُتعَبّس‬ ‫إِذا َغلَبَتْه الك ْأ ُ‬
‫َحصُورٌ‪ ،‬ول مِن دونِها يتََبسّلُ‬
‫سلَتْ‪ ،‬وكذلك ضبطه ف كتاب النبات؛ قال‬ ‫ورواه علي بن حزة‪ :‬لا تََن ّ‬
‫ابن سيده‪ :‬ول أَدري ما هو‪ .‬والباسل‪ :‬ا َلسَد لكراهة مَنْظَره وقبحه‪.‬‬
‫والَبسَالة‪ :‬الشجاعة‪ .‬والباسل‪ :‬الشديد‪ .‬والباسل‪ :‬الشجاع‪ ،‬والمع ُبسَلء‬
‫وُبسْل‪ ،‬وقد َبسُل‪ ،‬بالضم‪َ ،‬بسَالة وَبسَالً‪ ،‬فهو باسل أَي بَطُل؛ قال‬
‫الطيئة‪:‬‬
‫لِليّ‪ ،‬وفيهمُ‬ ‫وأَحْلى من الّتمْر ا َ‬
‫َبسَال ُة َنفْس إِن أُريد َبسَالُها‬
‫قال ابن سيده‪ :‬على أَن بسالً هنا قد يوز أَن يعن بسالتها فحذف كقول‬
‫أَب ذؤَيب‪:‬‬
‫أَل لْيتَ ِشعْري هل تَنَظّر خالدٌ‬
‫عِيَادي على ا ِلجْرانِ‪ ،‬أَم هو يائس؟‬
‫أَي عيادت‪ .‬والُباسَلة‪ :‬الصاولة ف الرب‪ .‬وف حديث خَيْفان‪ :‬قال‬
‫لعثمان َأمّا هذا الي من َهمْدانَ فأَنْجا ٌد ُبسْلٌ أَي شُجعان‪ ،‬وهو جع‬
‫باسل‪ ،‬وسي به الشجاع لمتناعه من يقصده‪ .‬ولب باسل‪ :‬كَريه الطّعم حامض‪،‬‬
‫وقد َبسَلَ‪ ،‬وكذلك النبيذ إِذا اشت ّد و َحمُض‪ .‬الَزهري ف ترجة حذق‪:‬‬
‫خَ ّل باسل وقد َبسَل بُسو ًل إِذا طال تركه فأَ ْخَلفَ َط ْعمُه وَتغَيّر‪،‬‬
‫وخَ ّل مَُبسّل؛ قال ابن الَعراب‪ :‬ضاف أَعراب قوما فقال‪ :‬ائتون‬
‫سعٍ جَبِيزات وبَبسِيل من قَطَاميّ ناقس؛ قال‪ :‬البَسي ُل الفَضْلة‪،‬‬ ‫ب ُك َ‬
‫والقَطَاميّ النّبِيذ‪ ،‬والناقس الامض‪ ،‬وال ُكسَعُ ال ِكسَرُ‪ ،‬والَبِيزات‬
‫اليابسات‪ .‬وباسِ ُل القول‪َ :‬شدِيدُه و َكرِيهه؛ قال أَبو بُثَيْنَة‬
‫ا ُلذَل‪ُ:‬نفَاثَ َة أَعْن ل أُحاول غيهم‪،‬‬
‫وباسِلُ قول ل ينالُ بن عَبْد‬
‫ويوم باسل‪ :‬شديد من ذلك؛ قال الَخطل‪:‬‬
‫َن ْفسِي فدا ُء أَمي الؤْمني‪ ،‬إِذا‬
‫أَْبدَى النوا ِجذَ َيوْمٌ باسِلٌ ذَكَرُ‬
‫شدّة‪ .‬وَبسّلَ الشيءَ‪ :‬كَرّهه‪ .‬والَبسِيل‪ :‬الكَريه‬ ‫والَبسْل‪ :‬ال ّ‬
‫الوجه‪ .‬والبَسِيلة‪ُ :‬علَْيقِمَة ف َطعْم الشيء‪ .‬والَبسِيلة‪ :‬التّ ْرمُس؛‬
‫حكاه أَبو حنيفة‪ ،‬قال‪ :‬وأَحسبها سيت َبسِيلة للعُلَْيقِمة الت فيها‪.‬‬
‫وحَنْظَ ٌل مَُبسّل‪ :‬أُكِل وحده فُتكُرّه َط ْعمُه‪ ،‬وهو ُيحْرِق الكَبِد؛‬
‫أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫لنْظل الَُبسّلُ‪،‬‬‫بِئْس الطّعامُ ا َ‬
‫تَْيجَع منه كَِبدِي وأَ ْكسَلُ‬
‫والَبسْلُ‪َ :‬نخْل الشيء ف الُْنخُل‪ .‬والَبسِيلة والَبسِيل‪ :‬ما يبقى من‬
‫شراب القوم فيبيت ف الِناء؛ قال بعض العرب‪ :‬دعان إِل َبسِيلة له‪.‬‬
‫وأَْبسَل َن ْفسَه للموتِ واسْتَْبسَل‪َ :‬وطّن نفسه عليه واسْتَْيقَن‪.‬‬
‫سلْت فلنا إِذا أَسلمتَه‬ ‫وأَْبسَله لعمله وبه‪ :‬وَ َكلَه إِليه‪ .‬وأَْب َ‬
‫للهَلَكة‪ ،‬فهو مُْبسَل‪ .‬وقوله تعال‪ :‬أُولئك الذين أُْبسِلوا با كسبوا؛ قال‬
‫السن‪ :‬أُْبسِلوا أُسلِموا بَرائرهم‪ ،‬وقيل أَي ارُْتهِنوا‪ ،‬وقيل أُهلِكوا‪،‬‬
‫وقال ماهد فُضِحوا‪ ،‬وقال قتادة حُبِسوا‪ .‬وأَن تُْبسَل نفس با كسَبَت؛‬
‫أَي ُتسْلَم للهلك؛ قال أَبو منصور أَي لئل ُتسْلم نفس إِل العذاب‬
‫بعَملها؛ قال النابغة العدي‪:‬‬
‫وَنحْن رَهَنّا با ُلفَاقَةِ عامرا‪،‬‬
‫با كان ف ال ّدرْداءِ‪ ،‬رهنا فأُْبسِل‬
‫وال ّدرْداء‪ :‬كَتيبة كانت لم‪ .‬وف حديث عمر‪ :‬مات ُأسَيْد‬
‫بن ُحضَيْر وأُْبسِل ماله أَي ُأ ْسلِم بدَيْنِه واسَْتغْرَقه وكان‬
‫خلً فردّه ُعمَر وباع ثره ثلث سني وقَضى دينه‪.‬‬ ‫َن ْ‬
‫خلَص له منه فَيسَْتسْلم‬ ‫وا ُلسْتَْبسِل‪ :‬الذي يقع ف مكروه ول َم ْ‬
‫مُوقِنا لل َهلَكة؛ وقال الشّْنفَرَى‪:‬‬
‫هُنَالكَ ل َأرْجُو حَيا ًة َتسُرّن‪،‬‬
‫َسمِ َي الليّال مُْبسَلً لَرائري‬
‫سلَما‪ .‬الوهري‪ :‬ا ُلسْتَْبسِل الذي ُيوَطّن نَفسه على الوت‬ ‫أَي ُم ْ‬
‫والضرب‪ .‬وقد اسْتَْبسَل أَي اسَْتقْتَل وهو أَن يطرح نفسه ف الرب‪ ،‬يريد‬
‫أَن َيقْتل أَو ُيقْتَل ل مالة‪ .‬ابن الَعراب ف قوله أَن تُبسل نفس‬
‫با كسَبت‪ :‬أَي ُتحْبَس ف جهنم‪ .‬أَبو اليثم‪ :‬يقال َأْبسَلْته بَرِيرته‬
‫أَي َأسْلمته با‪ ،‬قال‪ :‬ويقال جَزَيْته با‪ :‬ابن سيده‪ :‬أَْبسَله لكذا‬
‫رَهِقه وعَرّضه؛ قال َعوْف بن الَحوص بن جعفر‪:‬‬
‫وإِْبسَال بَِنيّ بغي جُ ْرمٍ‬
‫َب َعوْناه‪ ،‬ول ِب َدمٍ قِراض‬
‫وف الصحاح‪ :‬بدم مُراق‪ .‬قال الوهري‪ :‬وكان حل عن غَِن ّي لبن ُقشَي‬
‫دَم ابْن السجفية فقالوا ل نرضى بك‪ ،‬فرهنهم بَنِيه طلبا للصلح‪.‬‬
‫والَبسْل من الَضداد‪ :‬وهو الَرام والَلل‪ ،‬الواحد والمع والذكر‬
‫والؤنث ف ذلك سواء؛ قال ا َل ْعشَى ف الرام‪:‬‬
‫أَجارَتُكم َبسْ ٌل علينا ُمحَ ّرمٌ‪،‬‬
‫وجارَتُنا حِلّ َلكُم و َحلِيلُها؟‬
‫ضمْرة النهشليّ‪:‬‬ ‫وأَنشد أَبو زيد ل َ‬
‫َبكَ َرتْ َتلُومُك‪َ ،‬ب ْعدَ وَهْنٍ ف الّندَى‪،‬‬
‫ك مَلمَت وعِتَاب‬ ‫َبسْلٌ َعلَيْ ِ‬
‫وقال ابن َهمّام ف الَبسْل بعن الَلل‪:‬‬
‫أَيَثْبُت ما زِدُْتمْ وُت ْلغَى زِيادَت؟‬
‫َدمِي‪ِ ،‬إنْ أُ ِحّلتْ هذه‪َ ،‬ل ُكمُ َبسْلُ‬
‫سوّغُنا ذلك‪.‬‬ ‫أَي حَلل‪ ،‬ول يكون الرام هنا لَن معن البيت ل ُي َ‬
‫خلّى ف هذا البيت‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الَبسْل‬ ‫وقال ابن الَعراب‪ :‬الَبسْل ا ُل َ‬
‫اللل‪ ،‬والَبسْل الرام‪ .‬وا ِلبْسال‪ :‬التحري‪ .‬والَبسْل‪ :‬أَخْذ الشيء‬
‫ل قليلً‪ .‬والَبسْل‪ :‬عُصارة ال ُعصْفُر والِنّاء‪ .‬والَبسْل‪ :‬الَبْس‪.‬‬ ‫قلي ً‬
‫وقال أَبو مالك‪ :‬البسل يكون بعن التوكيد ف الَلم مثل قولِك تَبّا‪.‬‬
‫قال الَزهري‪ :‬سعت أَعرابيّا يقول لبن له عَزَم عليه فقال له‪:‬‬
‫ل وَبسْلً أَراد بذلك َلحْيَه ولَومَه‪ .‬والَبسْل‪ :‬ثانية أَشهر حُ ُرمٍ‬ ‫َعسْ ً‬
‫ت وذِكْر ف غَطَفان وقيس‪ ،‬يقال لم الَبَاءَات‪ ،‬من‬ ‫كانت لقوم لم صِي ٌ‬
‫سِيَرِ ممد بن إِسحق‪ .‬والَبسْل‪ :‬اللّح ُي واللّ ْومُ‪ .‬والبَسْل أَيضا ف‬
‫الكِفاية‪ ،‬والَبسْل أَيضا ف الدعاء‪ .‬ابن سيده‪ :‬قالوا ف الدعاء على‬
‫ل كقولم‪َ :‬تعْسا وُنكْسا وف التهذيب‪ :‬يقال‬ ‫سلً وَأسْ ً‬ ‫الِنسان‪َ :‬ب ْ‬
‫ل له‬
‫َبسْلً له كما يقال ويْ ً‬
‫وأَْبسَل الُبسْرَ‪ :‬طََبخَهُ و َج ّففَهُ‪ .‬والُبسْلة‪ ،‬بالضم‪ :‬أُ ْجرَة‬
‫ط العامل‬ ‫سلَتَه‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬أَعْ ِ‬ ‫الرّاقي خاصة‪ .‬وابَْتسَل‪ :‬أَخذ ُب ْ‬
‫سلَته‪،‬‬
‫سلْت الراقي أَعطيته ُب ْ‬ ‫حكِها إِل هو‪ .‬الليث‪َ :‬ب َ‬ ‫سلَته‪ ،‬ل َي ْ‬ ‫ُب ْ‬
‫وهي أُجرته‪ .‬وابَْتسَل الرج ُل إِذا أَخذ على ُرقْيته أَجرا‪ .‬وَبسَل‬
‫سلً‪ :‬أَعجلن‪ .‬وَبسْلٌ ف الدعاء‪:‬‬ ‫اللحمُ‪ :‬مثل َخمّ‪ .‬وَبسَلن عن حاجت َب ْ‬
‫بعن آمي؛ قال التلمس‪:‬‬
‫ل خاب مِنْ َنفْعك مَنْ رَجَاكا‬
‫َبسْلً‪ ،‬وعادَى افيفي ُ مَنْ عاداكا‬
‫وأَنشده ابن جن َبسْلٌ‪ ،‬بالرفع‪ ،‬وقال‪ :‬هو بعن آمي‪ .‬أَبو اليثم‪:‬‬
‫يقول الرجل َبسْلً إِذا أَراد آمي ف الستجابة‪ .‬والَبسْل‪ :‬بعن‬
‫ل أَي إِيابا يا‬
‫الِياب‪ .‬وف الديث‪ :‬كان عمر يقول ف آخر دعائه آمي وَبسْ ً‬
‫ربّ‪ .‬وإِذا دعا الرجل على صاحبه يقول‪ :‬قطع افيفي مَطَاه‪ ،‬فيقول الخر‪:‬‬
‫سلً أَي آمي آمي‪ .‬وَبسَلْ‪ :‬بعن أَجَلْ‪.‬‬ ‫ل َب ْ‬‫َبسْ ً‬
‫وبَسيل‪ :‬قرية َب ْورَان؛ قال كثيّر عزة‪:‬‬
‫فَبِيدُ الَُنقّى فالَشارِبُ دونه‪،‬‬
‫ضتْ‪ ،‬فَبسِيلُها‬ ‫فَروضَ ُة ُبصْرَى أَعْ َر َ‬
‫(* «فالشارب» كذا ف الصل وشرح القاموس‪ ،‬ولعلها الشارف بالفاء جع‬
‫مشرف‪ :‬قرى قرب حوران منها بصرى من الشام كما ف العجم)‬
‫سكُل‪ ،‬وسنذكره ف موضعه‪.‬‬ ‫سكُل من الَيْل‪ :‬كال ُف ْ‬ ‫@بسكل‪ :‬الُب ْ‬
‫سمَلة؛‬
‫سمَل الرج ُل إِذا كتب بسم افيفي َب ْ‬ ‫@بسمل‪ :‬التهذيب ف الرباعي‪َ :‬ب ْ‬
‫وأَنشد قول الشاعر‪:‬‬
‫س َملَت لَيْلى غَدا َة لَقِيتُها‪،‬‬
‫لقد َب ْ‬
‫سمِل‬‫فيا حَبّذا ذاك الَبِيبُ الَُب ْ‬
‫(* قوله «ذاك البيب إل» كذا بالصل‪ ،‬والشهور‪ :‬الديث البسمل بفتح‬
‫اليم الثانية)‬
‫قال ممد بن الكرم‪ :‬كان ينبغي أَن يقول قبل الستشهاد بذا البيت‪:‬‬
‫وبسمل إِذا قال بسم افيفي أَيضا‪ ،‬وينشد البيت‪ .‬ويقال‪ :‬قد أَكثرت من البسملة‬
‫أَي من قول بسم افيفي ‪.‬‬
‫@بصل‪ :‬التهذيب‪ :‬الَبصَل معروف‪ ،‬الواحدة َبصَلة‪ ،‬وُتشَبّه به َبيْضة‬
‫حدّدة الوسط شبهت‬ ‫لدِيد‪ .‬والَبصَل‪ :‬بَْيضَة الرْأسِ من َحدِيد‪ ،‬وهي ا ُل َ‬ ‫اَ‬
‫بالبصل‪ .‬وقال ابن شيل‪ :‬الَبصَلة إِنا هي َسفِيفة واحدة وهي أَكب من‬
‫التّرْك‪.‬‬
‫وِقشْ ٌر مُتَبَصّل‪ :‬كثي القُشور؛ قال لبيد‪:‬‬
‫َفخْمة َدفْراء تُرْتَى بالعُرَى‬
‫قُرْدُمانِيّا وتَرْكا كالَبصَل‬
‫ل وبُطُولً وبُطْلنا‪ :‬ذهب ضيَاعا‬ ‫@بطل‪ :‬بَطَل الشيءُ يَبْطُل بُ ْط ً‬
‫و ُخسْرا‪ ،‬فهو باطل‪ ،‬وأَبْطَله هو‪ .‬ويقال‪ :‬ذهب َدمُه بُطْلً أَي َهدَرا‪.‬‬
‫وبَطِل ف حديثه بَطَالة وأَبطل‪ :‬هَزَل‪ ،‬والسم البَطل‪ .‬والباطل‪ :‬نقيض‬
‫الق‪ ،‬والمع أَباطيل‪ ،‬على غي قياس‪ ،‬كأَنه جع إِبْطال أَو إِبْطِيل؛ هذا‬
‫مذهب سيبويه؛ وف التهذيب‪ :‬ويمع الباطل بواطل؛ قال أَبو حات‪ :‬واحدة‬
‫الَباطيل أُبْطُولة؛ وقال ابن دريد‪ :‬واحدتا إِبْطالة‪ .‬ودَعْوى باطِلٌ‬
‫سحَرة‪ ،‬مأْخوذ‬ ‫وبَاطِلة؛ عن الزجاج‪ .‬وأَبْطَل‪ :‬جاء بالباطل؛ والبَطَلة‪ :‬ال ّ‬
‫سحَرة‪ .‬ورجل‬ ‫منه‪ ،‬وقد جاء ف الديث‪ :‬ول تستطيعه الَبصَلة؛ قيل‪ :‬هم ال ّ‬
‫بَطّال ذو باطل‪ .‬وقالوا‪ :‬باطل بَيّن البُطُول‪ .‬وتَبَطّلوا بينهم‪:‬‬
‫تداولوا الباطل؛ عن اللحيان‪ .‬والتّبَطّل‪ :‬فعل البَطَالة وهو اتباع اللهو‬
‫والَهالة‪ .‬وقالوا‪ :‬بينهم ُأبْطُولة يَتَبَطّلون با أَي يقولونا‬
‫ويتداولونا‪ .‬وَأبْطَلت الشيءَ‪ :‬جعلته باطلً‪ .‬وأَبْطل فلن‪ :‬جاء بكذب وادّعى‬
‫باطلً‪ .‬وقوله تعال‪ :‬وما يبدئ الباطل وما يعيد؛ قال‪ :‬الباطل هنا‬
‫إِبليس أَراد ذو الباطل أَو صاحب الباطل‪ ،‬وهو إِبليس‪ .‬وف حديث الَسود‬
‫بن سَرِيع‪ :‬كنت أُنشد النب‪،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فلما دخل عمر قال‪:‬‬
‫اسكت إِن عمر ل يبّ الباطل؛ قال ابن الَثي‪ :‬أَراد بالباطل صِناعَة‬
‫شدُه النبّ‪،‬صلى‬ ‫الشعر واتاذَه َكسْبا بالدح والذم‪ ،‬فأَما ما كان يُْن َ‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬فليس من ذلك ولكنه خاف أَن ل يفرق الَسود بينه وبي‬
‫سائره فأَعلمه ذلك‪.‬‬
‫والبَطَل‪ :‬الشجاع‪ .‬وف الديث‪ :‬شاكي السلح بَطَل ُمجَرّب‪ .‬ورجل بَطَل‬
‫بَيّن البَطالة والبُطولة‪ُ :‬شجَاع تَبْطُل جِرَاحته فل يكتَرِثُ لا‬
‫ول تَبْطُل َنجَادته‪ ،‬وقيل‪ :‬إِنا ُسمّي بَ َطلً لَنه يُبْطِل العظائم‬
‫بسَيْفه فيَُبهْرجُها‪ ،‬وقيل‪ :‬سي بَ َطلً لَن الَشدّا ِء يَبْ ُطلُون عنده‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هو الذي تبطل عنده دماء الَقران فل ُي ْدرَك عنده ثَأْر من قوم‬
‫أَبْطال‪ ،‬وبَطّا ٌل بَيّن البَطالة والبِطالة‪ .‬وقد بَطُل‪ ،‬بالضم‪ ،‬يَبْطُل‬
‫بُطولة وبَطالة أَي صار شجاعا وتَبَطّل؛ قال أَبو كبي الذل‪:‬‬
‫ب وفات منه ما مَضَى‪،‬‬ ‫ذ َهبَ الشّبَا ُ‬
‫وَنضَا زُهَي كَرِيهَتِي وتَبطّل‬
‫وجعله أَبو عبيد من الصادر الت ل أَفعال لا‪ ،‬وحكى ابن الَعراب‬
‫بَطّال َبيّن البَطَالة‪ ،‬بالفتح‪ ،‬يعن به البَطَل‪ .‬وامرأَة بَطَلة‪ ،‬والمع‬
‫بالَلف والتاء‪ ،‬ول ُي َكسّر على ِفعَال لَن مذكرها ل ُي َكسّر عليه‪.‬‬
‫وبَطَل الَجيُ‪ ،‬بالفتح‪ ،‬يَبْطُل بَطالة وبِطالة أَي َتعَطّل فهو‬
‫بَطّال‪.‬‬
‫@بعل‪ :‬الَبعْلُ‪ :‬الَرض الرتفعة الت ل يصيبها مطر إِل مرّة واحدة ف‬
‫السنة‪ ،‬وقال الوهري‪ :‬ل يصيبها سَيْح ول سَيْل؛ قال سلمة‬
‫بن جندل‪:‬‬
‫إِذا ما َعلَونا ظَهْ َر َبعْل عَرِيضةٍ‪،‬‬
‫ض ُمفَلّق‬
‫ض بَيْ ٍ‬
‫َتخَا ُل عليها قَيْ َ‬
‫أَنثها على معن الَرض‪ ،‬وقيل‪ :‬الَبعْل كل شجر أَو زرع ل ُيسْقى‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫الَبعْل والعَذْيُ واحد‪ ،‬وهو ما سفَتْه السماء‪ ،‬وقد اسْتَْبعَل الوضع‪.‬‬
‫والَبعْ ُل من النخل‪ :‬ما شرب بعروقه من غي َسقْي ول ماء ساء‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬
‫ما اكتفى باء السماة‪ ،‬وبه فسر ابن دريد ما ف كتاب النب‪،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬لُكَْيدِر بن عبد اللك‪َ :‬لكُم الضّامنة من الّنخْل ولنا‬
‫الضاحية من الَبعْل؛ الضامنة‪ :‬ما أَطاف به سُورُ الدينة‪ ،‬والضاحية‪ :‬ما كان‬
‫خارجا أَي الت ظهرت وخرجت عن العِمارة من هذا النّخيل؛ وأَنشد‪:‬‬
‫أَقسمت ل يذهب عن َبعْلُها‪،‬‬
‫َأوْ َيسْتوِي جَثِيثُها و َج ْعلُها‬
‫وف حديث صدقة النخل‪ :‬ما سقي منه َب ْعلً َففِيه العشر؛ هو ما شرب من‬
‫النخيل بعروقه من الَرض من غي َسقْي ساء ول غيها‪ .‬قال الَصمعي‪:‬‬
‫الَبعْل ما شرب بعروقه من الَرض بغي َسقْي من ساء ول غيها‪ .‬والَبعْل‪ :‬ما‬
‫أُعْطِي من الِتَاوة على َسقْي النخل؛ قال عبدال بن رواحة الَنصاري‪:‬‬
‫هُنالك ل أُبال َنخْ َل َبعْل‪،‬‬
‫ول َس ْقيٍ‪ ،‬وِإنْ عَظُم الِتَاء‬
‫قال الَزهري‪ :‬وقد ذكره القُتَيب ف الروف الت ذكر أَنه أَصلح الغلط‬
‫الذي وقع فيها وأَلفيته يتعجب من قول الَصمعي‪ :‬الَبعْل ما شرب بعروقه من‬
‫الَرض من غي سقي من ساء ول غيها‪ ،‬وقال‪ :‬ليت شعري أَنّى يكون هذا‬
‫النخل الذي ل ُيسْقى من ساء ول غيها؟ وتوهم أَنه يصلح غلطا فجاء‬
‫بَأطَمّ غلط‪ ،‬وجهل ما قاله الَصمعي َوحَمله َج ْهلُه على التّخبط فيما ل‬
‫يعرفه‪ ،‬قال‪ :‬فرأَيت أَن أَذكر أَصناف النخيل لتقف عليها فَيضِحَ لك ما‬
‫س َقوِيّ‪ ،‬وهو الذي‬ ‫س ِقيّ ويقال ا َل ْ‬
‫قاله الَصمعي‪ :‬فمن النخيل ال ّ‬
‫سقَى باء الَنار والعيون الارية‪ ،‬ومن السّ ِق ّي ما ُيسْقى َنضْحا‬ ‫ُي ْ‬
‫بالدّلء والنواعي وما أَشبهها فهذا صنف‪ ،‬ومنها العَذْي وهو ما نبت منها ف‬
‫الَرض السهلة‪ ،‬فإِذا مُطِرت َنشّفت السهولة ماء الطر فعاشت عروقها‬
‫بالثرى الباطن تت الَرض‪ ،‬وييء ثرها َق ْعقَاعا لَنه ل يكون رَيّان‬
‫كالسّ ّقيّ‪ ،‬ويسمى التمر إِذا جاء كذلك َقسْبا و َسحّا‪ ،‬والصنف الثالث من‬
‫النخل ما نبت ودِيّه ف أَرض يقرب ماؤها الذي خلقه ال تعال تت‬
‫الَرض ف رقاب الَرض ذات النّ ّز ف َر َسخَت عروقُها ف ذلك الاء الذي تت‬
‫الَرض واستغنت عن َسقْي السماء وعن إِجْراء ماء الَنار و َسقْيِها‬
‫َنضْحا بالدلء‪ ،‬وهذا الضرب هو الَبعْل الذي فسره الَصمعي‪ ،‬وتر هذا الضرب‬
‫من التمر أَن ل يكون رَيّان ول َسحّا‪ ،‬ولكن يكون بينهما‪ ،‬وهكذا فسر‬
‫الشافعي الَبعْل ف باب القسم فقال‪ :‬الَبعْل ما َرسَخ عُروقه ف الاء‬
‫سقَى؛ قال الَزهري‪ :‬وقد رأَيت بناحية البَيْضاء من‬ ‫فاسَْتغْنَى عن أَن ُي ْ‬
‫خلً كثيا عروقها راسخة ف الاء‪ ،‬وهي‬ ‫بلد َجذِيَة عبد القَيْس َن ْ‬
‫سمّى َبعْلً‪ .‬واستبعل الوضع‬ ‫سقْي وعن ماء السماء ُت َ‬ ‫مستغنية عن ال ّ‬
‫سقْي وعن إِجراء‬ ‫والنخل‪ :‬صار َبعْلً راسخ العروق ف الاء مستغنيا عن ال ّ‬
‫الاء ف نَهر أَو عاثور إِليه‪ .‬وف الديث‪ :‬ال َعجْوة شِفاء من السّمّ‬
‫ونزل َب ْعلُها من النة أَي أَصلها؛ قال الَزهري‪ :‬أَراد بَِب ْعلِها‬
‫َقسْبَها الراسخة عُروقُه ف الاء ل ُيسْقَى بَنضْح ول غيه وييء َتمْره‬
‫يابسا له صوت‪ .‬واستبْعل النخلُ إِذا صار َبعْلً‪ .‬وقد ورد ف حديث عروة‪:‬‬
‫فما زال وارثه َبعْلِيّا حت مات أَي غَنِيّا ذا َنخْل ومال؛ قال‬
‫الطاب‪ :‬ل أَدري ما هذا إِل أَن يكون منسوبا إِل َبعْل النخلِ‪ ،‬يريد أَنه‬
‫خلً كَثِيا فُنسِب إِليه‪ ،‬أَو يكون من الَبعْل الَالك‬ ‫اقتن َن ْ‬
‫والرئيس أَي ما زال رئيسا متملكا‪ .‬والَبعْل‪ :‬الذّكَر من النّخل‪ .‬قال‬
‫الليث‪ :‬الَبعْلُ من النخل ما هو من الغلط الذي ذكرناه عن القُتَب‪ ،‬زعم أَن‬
‫الَبعْل الذكر من النخل والناس يسمونه ال َفحْل؛ قال الَزهري‪ :‬وهذا غلط‬
‫فاحش وكأَنه اعتب هذا التفسي من لفظ الَبعْل الذي معناه الزوج‪ ،‬قال‪ :‬قلت‬
‫حمِل‪ ،‬وأَما ال ُفحّال فإِن تره ينتقض‪،‬‬ ‫وَبعْل النخل الت ُت ْلقَح فََت ْ‬
‫وإِنا يلْقَح ب َطلْعه َطلْع الِناث إِذا انشقّ‪ .‬والَبعْل‪ :‬الزوج‪ .‬قال‬
‫الليث‪َ :‬بعَل يَْبعَل بُعولة‪ ،‬فهو باعل أَي مُسَْت ْعلِج؛ قال الَزهري‪:‬‬
‫وهذا من أَغاليط الليث أَيضا وإِنا سي زوج الرأَة َبعْلً لَنه سيدها‬
‫ومالكها‪ ،‬وليس من الستعلج ف شيء‪ ،‬وقد َبعَل يَْبعَل َبعْلً إِذا صار‬
‫ل لا‪ .‬وقوله تعال‪ :‬وهذا َبعْلي شيخا؛ قال الزجاج‪ :‬نصب شيخا على‬ ‫َبعْ ً‬
‫الال‪ ،‬قال‪ :‬والال ههنا نصبها من غامض النحو‪ ،‬وذلك إِذا قلت هذا زيد‬
‫قائما‪ ،‬فإِن كنت تقصد أَن تب من ل َيعْرِف زيدا أَنه زيد ل َيجُز أَن‬
‫تقول هذا زيد قائما‪ ،‬لَنه يكون زيدا ما دام قائما‪ ،‬فإِذا زال عن‬
‫القيام فليس بزيد‪ ،‬وإِنا تقول للذي يعرف زيدا هذا زيد قائما فيعمل ف‬
‫الال التنبيه؛ العن‪ :‬انْتَبِه لزيد ف حال قيامه أَو أُشيُ إِل زيد ف‬
‫حال قيامه‪ ،‬لَن هذا إِشارة إِل من حضر‪ ،‬والنصب الوجه كما ذكرنا؛ ومن‬
‫قرأَ‪ :‬هذا َبعْلي شيخٌ‪ ،‬ففيه وجوه‪ :‬أَحدها التكرير كأَنك قلت هذا بعلي هذا‬
‫شيخ‪ ،‬ويوز أَن يعل شيخ مُبِينا عن هذا‪ ،‬ويوز أَن يعل بعلي وشيخ‬
‫جيعا خبين عن هذا فترفعهما جيعا بذا كما تقول هذا ُح ْلوٌ حامض‪ ،‬وجع‬
‫الَبعْل الزوجِ بِعال وُبعُول وُبعُولة؛ قال ال عز وجل‪ :‬وبُعولتهن أَحق‬
‫ستْ من البُعولة؛ قال ابن‬ ‫بردّهن‪ .‬وف حديث ابن مسعود‪ :‬إِل امرأَة يَِئ َ‬
‫الَثي‪ :‬الاء فيها لتأْنيث المع‪ ،‬قال‪ :‬ويوز أَن تكون البُعولة مصدر‬
‫َب َعلَت الرأَة أَي صارت ذات َبعْل؛ قال سيبويه‪ :‬أَلقوا الاء لتأْكيد‬
‫التأْنيث‪ ،‬والُنثى َبعْل وَبعْلة مثل َزوْج وزَوْجة؛ قال الراجز‪:‬‬
‫شَ ّر قَرِي ٍن للكَبِي َب ْعلَتُه‪،‬‬
‫تُوِلغُ َكلْبا سُؤرَه أَو َت ْكفِتُه‬
‫وَبعَل يَْبعَل بُعولة وهو َبعْل‪ :‬صار َبعْلً؛ قال‬
‫ب َبعْلٍ سا َء ما كان َبعَل‬ ‫يا رُ ّ‬
‫واسَْتْبعَلَ‪ :‬كَبعَلَ‪ .‬وتََب ّعلَت الرأَةُ‪ :‬أَطاعت َبعْلَها‪،‬‬
‫وتََب ّعلَت له‪ :‬تزينتْ‪ .‬وامرأَة َحسَنَة التَّبعّل إِذا كانت مُطاوِعة لزوجها‬
‫ُمحِبّة له‪ .‬وف حديث أَساء الَشهلية‪ :‬إِذا َأ ْحسَنْتُنّ تََبعّل‬
‫أَزواجكن أَي مصاحبتهم ف الزوجية والعِشْرة‪ .‬والَبعْل والتَّبعّل‪:‬‬
‫ُحسْن ال ِعشْرة من الزوجي‪.‬‬
‫والبِعال‪ :‬حديث العَرُوسَيْن‪ .‬والتّباعل والبِعال‪ :‬ملعبة الرءِ‬
‫أَهلَه‪ ،‬وقيل‪ :‬البِعال النكاح؛ ومنه الديث ف أَيام التشريق‪ :‬إِنا أَيام‬
‫أَكل وشرب وبِعال‪ .‬والُباعَلة‪ :‬الُباشَرة‪ .‬ويروى عن ابن عباس‪ ،‬رضي ال‬
‫عنه‪ :‬أَن رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كان إِذا أَتى يومُ المعة قال‪:‬‬
‫يا عائشة‪ ،‬الَي ْومُ يومُ تََبعّل وقِرانٍ؛ يعن بالقِران التزويجَ‪ .‬ويقال‬
‫للمرأَة‪ :‬هي تُباعِل َزوْجَها بِعا ًل ومُباعَلة أَي تُلعبه؛ وقال‬
‫الطيئة‪:‬‬
‫و َك ْم مِن حَصانٍ ذاتِ َبعْ ٍل تَرَكْتَها‪،‬‬
‫ج ْد من تُبا ِعلُه‬ ‫إِذا الليل أَدْجَى‪ ،‬ل َت ِ‬
‫أَراد أَنك قتلت زوجها أَو أَسرته‪ .‬ويقال للرجل‪ :‬هو بَعلُ الرأَة‪،‬‬
‫ويقال للمرأَة‪ :‬هي َب ْعلُه وَب ْعلَتُه‪ .‬وباعلَت الرأَةُ‪ :‬اتذت َبعْلً‪.‬‬
‫ج بعضهم إِل بعض‪.‬‬ ‫وباعَلَ القومُ قوما آخرين مُباعلَة وبِعالً‪ :‬تَ َز ّو َ‬
‫وَبعْلُ الشيء‪ :‬رَبّه وماِلكُه‪ .‬وف حديث اليان‪ :‬وأَن َتِلدَ الَمة‬
‫َب ْعلَها؛ الراد بالبعل ههنا الالك يعن كثرة السب والتسرّي‪ ،‬فإِذا‬
‫استولد السلم جارية كان ولدها بنلة ربا‪.‬‬
‫وَبعْلٌ والَبعْل جيعا‪ :‬صَنَم‪ ،‬سي بذلك لعبادتم إِياه كأَنه‬
‫رَبّهم‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬أَتدعون َبعْلً وَت َذرُون أَحسن الالقي؛ قيل‪ :‬معناه‬
‫أَتدعون ربّا‪ ،‬وقيل‪ :‬هو صنم؛ يقال‪ :‬أَنا َبعْل هذا الشيء أَي رَبّه‬
‫ومالكه‪ ،‬كأَنه قال‪ :‬أَتدعون رَبّا سوى ال‪ .‬وروي عن ابن عباس‪ :‬أَن ضالّة‬
‫شدَت فجاء صاحبها فقال‪ :‬أَنا َب ْعلُها‪ ،‬يريد ربا‪ ،‬فقال ابن عباس‪ :‬هو‬ ‫أُْن ِ‬
‫من قوله أَتدعون بعلً أَي رَبّا‪ .‬وورد أَن ابن عباس مَ ّر برجلي‬
‫يتصمان ف ناقة وأَحدها يقول‪ :‬أَنا وال َب ْعلُها أَي مالكها ورَبّها‪.‬‬
‫وقولم‪ :‬مَ ْن َبعْلُ هذه الناقة أَي مَ ْن رَبّها وصاحبها‪ .‬والَبعْلُ‪ :‬اسم‬
‫َملِك‪ .‬والَبعْل‪ :‬الصنم َمعْموما به؛ عن الزجاجي‪ ،‬وقال كراع‪ :‬هو صَنَم‬
‫كان لقوم يونس‪ ،‬صلى ال على نبينا وعليه؛ وف الصحاح‪ :‬الَبعْل صنم كان‬
‫ل كان صنما من‬ ‫لقوم إِلياس‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬وقال الَزهري‪ :‬قيل إِن َبعْ ً‬
‫ذهب يعبدونه‪.‬‬
‫ضجَر والتّبَرّم بالشيء؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫ابن الَعراب‪ :‬الَبعَل ال ّ‬
‫َب ِع ْلتَ‪ ،‬ابنَ غَزْوانٍ‪َ ،‬بعِ ْلتَ بصاحبٍ‬
‫ك تَْبعَل‬
‫به قَْبلَكَ الِ ْخوَا ُن ل َت ُ‬
‫وَبعِل بِأَمره َب َعلً‪ ،‬فهو َبعِلٌ‪ :‬بَ ِرمَ فلم يدر كيف يصنع فيه‪.‬‬
‫والَبعَل‪ :‬الدّهَش عند الرّوع‪ .‬وَبعِل َبعَلً‪ :‬فَرِق ودَهِشَ‪ ،‬وامرأَة‬
‫َبعِلة‪ .‬وف حديث الَحنف‪ :‬لا نَزَل به الَياطِلَة وهم قوم من الند َبعِل‬
‫حسِن لُبْسَ‬ ‫بالَمر أَي دَهِش‪ ،‬وهو بكسر العي‪ .‬وامرأَة َبعِلة‪ :‬ل ُت ْ‬
‫الثياب‪ .‬وباعَله‪ :‬جالَسه‪ .‬وهو َبعْلٌ على أَهله أَي ِثقْ ٌل عليهم‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬أَن رجلً قال للنب‪،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬أُبايعك على الهاد‪،‬‬
‫فقال‪ :‬هل لك من َبعْلٍ؟ الَبعْل‪ :‬الكَلّ؛ يقال‪ :‬صار فلن َبعْلً على قومه‬
‫أَي ِثقْلً وعِيَالً‪ ،‬وقيل‪ :‬أَراد هل بقي لك من تب عليك طاعته‬
‫كالوالدين‪ .‬وَبعَل على الرجل‪ :‬أَب عليه‪ .‬وف حديث الشورى‪ :‬فقال عمر قوموا‬
‫فتشاوروا‪ ،‬فمن َبعَل عليكم أَمرَكم فاقتلوه أَي من أَب وخالف؛ وف حديث آخر‪:‬‬
‫من تَأمّر عليكم من غي َمشُورة أَو َبعَل عليكم أَمرا؛ وف حديث آخر‪:‬‬
‫فإِن َبعَل أَحد على السلمي‪ ،‬يريد شَتّت أَمرهم‪ ،‬فَقدّموه فاضربوا‬
‫عنقه‪.‬‬
‫ك ومررت‬ ‫ك ودخلت َب ْعلَبَ ّ‬
‫وَب ْعلَبَكّ‪ :‬موضع‪ ،‬تقول‪ :‬هذا َبعْلَبَ ّ‬
‫بَب ْعلَبَكّ‪ ،‬ول َتصْرف‪،‬ومنهم من يضيف الَول إِل الثان ويُجري الَول‬
‫بوجوه الِعراب؛ قال الوهري‪ :‬القول ف بعلبك كالقول ف سامّ أَبْرَص؛‬
‫قال ابن بري‪ :‬سامّ أَبرص اسم مضاف غي مركب عند النحويي‪.‬‬
‫سحّاج الذي يُرْكَب‪ ،‬والُنثى َبغْلة‪،‬‬ ‫@بغل‪ :‬الَبغْل‪ :‬هذا اليوان ال ّ‬
‫والمع ِبغَال‪ ،‬ومَْبغُولء اسم للجمع‪ .‬والَبغّال‪ :‬صاحب الِبغَال؛ حكاها‬
‫سيبويه وعُمارة‬
‫بن عقيل؛ وأَما قول جرير‪:‬‬
‫من كل آِلفَةِ الواخر تَّتقِي‬
‫ِب ُمجَرّدٍ‪َ ،‬ك ُمجَرّدِ الَبغّال‬
‫فهو الَبغْل نفسه‪ .‬وَنكَح فيهم فَبغَلهم وَب ّغلَهم‪َ :‬هجّن أَولدهم‪.‬‬
‫وتزوّج فلن فلنة فََبغّل أَولدَها إِذا كان فيهم ُهجْنة‪ ،‬وهو من‬
‫الَبغْل لَن الَبغْ َل َي ْعجَز عن شَ ْأوِ الفَرس‪ .‬والتّبْغيل من مَشْي‬
‫شيٌ فيه َسعَة‪ ،‬وقيل‪ :‬هو مشيء فيه اختلف واختلط بي ا َل ْمَلجَة‬ ‫الِبلِ‪َ :‬م ْ‬
‫والعَنَق؛ قال ابن بري شاهده‪:‬‬
‫فيها‪ ،‬إِذا َب ّغلَتْ‪َ ،‬مشْ ٌي و َمحْقَرةٌ‬
‫على الِيَاد‪ ،‬وف أَعناقها َخدَب‬
‫وأَنشد لَب حَيّة الّنمَيي‪:‬‬
‫ي وف َتْبغِيلها َزوَرُ‬ ‫َنضْح البَرِ ّ‬
‫وأَنشد للراعي‪:‬‬
‫رَبِذا يَُبغّل َخ ْلفَها تَْبغِيل‬
‫(* قوله «ربذا إل» صدره كما ف شرح القاموس‪ :‬وإذا ترقصت الفازة غادرت)‬
‫وف قصيد كعب بن زهي‪:‬‬
‫فيها على ا َليْنِ ِإرْقال وتَْبغِيل‬
‫هو َت ْفعِيل من الَبغْل كأَنه شبه سيها بسي البغل لشدّته‪.‬‬
‫@بغسل‪ :‬الَزهري‪َ :‬بغْسَل الرجلُ إِذا أَكثر الماع‪.‬‬
‫@بقل‪َ :‬بقَلَ الشيءُ‪ :‬ظهَر‪ .‬والَبقْل‪ :‬معروف؛ قال ابن سيده‪ :‬الَبقْل من‬
‫النبات ما ليس بشجر دِقّ ول جِ ّل ‪ ،‬وحقيقة رسه أَنه ما ل تبق له‬
‫أُرومة على الشتاء بعدما يُرْعى‪ ،‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬ما كان منه ينبت ف‬
‫بَزْره ول ينبت ف أُرومة ثابتة فاسه البقْل‪ ،‬وقيل‪ :‬كل نابتة ف أَول ما‬
‫ق الشجر أَن‬ ‫ق ما بي الَبقْل و ِد ّ‬ ‫تنبت فهو الَبقْل‪ ،‬واحدته َبقْلة‪ ،‬وفَ ْر ُ‬
‫البقل إِذا رُعي ل يبق له ساق والشجر تبقى له سُوق وإِن َدقّت‪ .‬وف‬
‫ل ْقلَة‪ :‬القَراح‬
‫لقْلة؛ وا َ‬ ‫الثل‪ :‬ل تُنِْبتُ الَبقْلَة إِل ا َ‬
‫الطّيّبة من الَرض‪.‬‬
‫وأَْبقَلَت‪ :‬أَنبتت الَبقْل‪ ،‬فهي مُبْقِلة‪ .‬والُْبقِلة‪ :‬ذات الَبقْل‪.‬‬
‫ج َبقْلها؛ قال عامر بن ُجوَين الطائي‪:‬‬ ‫وأَْبقَلَت الَرضُ‪ :‬خَ َر َ‬
‫فل مُزْنَ ٌة و َدَقتْ وَ ْدقَها‪،‬‬
‫ول َأرْض أَْبقَل إِْبقَالَها‬
‫ول يقل أَْبقَلت لَن تأْنيث الَرض ليس بتأْنيث حقيقي‪ .‬وف وصف مكة‪:‬‬
‫وأَْبقَل َح ْمضُها‪ ،‬هو من ذلك‪ .‬والَْبقَلة‪ :‬موضع الَبقْل؛ قال ُدوَاد‬
‫بن أَب ُدوَاد حي سأَله أَبوه‪ :‬ما الذي أَعاشك؟ قال‪:‬‬
‫أَعاشَن َب ْعدَك وا ٍد مُْبقِلُ‪،‬‬
‫آكُ ُل من َحوْذانِه وأَْنسِلُ‬
‫قال ابن جن‪ :‬مكان مُبْقِل هو القياس‪ ،‬وباقل أَكثر ف السماع‪ ،‬وا َلوّل‬
‫مسموع أَيضا‪ .‬الَصمعي‪ :‬أَْبقَل الكا ُن فهو باقل من نبات الَبقْل‪،‬‬
‫وَأوْ َرسَ الشج ُر فهو وارس إِذا َأ ْورَق‪ ،‬وهو بالَلف‪ .‬الوهري‪ :‬أَْبقَل‬
‫ال ّرمْت إِذا أَدْبَى وظهرت ُخضْرة ورقه‪ ،‬فهو باقل‪ .‬قال‪ :‬ول يقولوا‬
‫س فهو وارس‪ ،‬ول يقولوا مورِس‪ ،‬قال‪ :‬وهو من النوادر‪،‬‬ ‫مُْبقِل كما قالوا َأ ْورَ َ‬
‫قال ابن بري‪ :‬وقد جاء مُْبقِل؛ قال أَبو النجم‪:‬‬
‫س مُْبقِل‬‫َي ْل َمحْنَ من كل غَمي ٍ‬
‫قال‪ :‬وقال ابن هَرْمة‪:‬‬
‫لَرُعْت بصَفْرا ِء السّحالةِ حُرّةً‪،‬‬
‫ي مُْبقِل‬‫لا مَرَْتعٌ بي النّبِي َط ِ‬
‫قال‪ :‬وقالوا ُمعْشِب؛ وعليه قول العدي‪:‬‬
‫على جانَِب ْي حائر مُفْرد‬
‫بَبَ ْرثٍ‪ ،‬تََبوّأْتُه ُم ْعشِب‬
‫ل وُبقُولً وأَْبقَل‪،‬‬‫ث يَْبقُل َبقْ ً‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وَبقَل ال ّرمْ ُ‬
‫فهو باقل‪ ،‬على غي قياس كلها‪ :‬ف أَول ما ينبت قبل أَن يضرّ‪ .‬وأَرض‬
‫َبقِيلة وَبقِلة مُْبقِلة؛ الَخية على النسب أَي ذات َبقْل؛ ونظيه‪ :‬رجل‬
‫َنهِ ٌر أَي يأْت الُمور نارا‪ .‬وأَبقل الشجرُ إِذا دنت أَيام الربيع‬
‫وجرى فيها الاء فرأَيت ف أَعراضها مثل أَظفار الطي؛ وف الحكم‪ :‬أَْبقَل‬
‫الشجرُ خرج ف أَعراضه مثل أَظفار الطي وأَ ْعيُنِ الَرَادِ قبل أَن‬
‫يستبي ورقه فيقال حينئذ صار َبقْلة واحدة‪ ،‬واسم ذلك الشيء الباقل‪ .‬وَبقَل‬
‫ت يَْبقُل بُقولً وَأْبقَل‪َ :‬طلَع‪ ،‬وأَْبقَله ال‪ .‬وَبقَل وج ُه‬ ‫النّْب ُ‬
‫ج شعرُه‪ ،‬وكره‬ ‫ل وُبقُولً وأَبقل وَبقّل‪ :‬خَ َر َ‬ ‫الغلم يَْبقُل َبقْ ً‬
‫بعضهم التشديد؛ وقال الوهري‪ :‬ل َتقُ ْل َبقّل‪ ،‬بالتشديد‪ .‬وأَبقله ال‪:‬‬
‫أَخرجه‪ ،‬وهو على الثل با تقدم‪ .‬الليث‪ :‬يقال للَمرد إِذا خرج وجهه‪ :‬قد‬
‫َبقَل‪ .‬وف حديث أَب بكر والنسّابة‪ :‬فقامَ إِليه غلم من بن شيبان حي‬
‫َبقَل وجهُه أَي أَول ما نبتت ليته‪ .‬وبقَلَ نابُ البعي يَْبقُل‬
‫بُقولً‪َ :‬طلَع‪ ،‬على الثل أَيضا‪ ،‬وف التهذيب‪َ :‬بقَل نابُ المل أَول ما‬
‫يطلع‪ ،‬و َجمَلٌ باقل الناب‪.‬‬
‫والُبقْلة‪َ :‬بقْل الرّبِيع؛ وأَرض َبقِلة وبَقيلة ومَْبقَلة ومَبْقُلة‬
‫وَبقّالة‪ ،‬وعلى مثاله مَ ْزرَعَة ومَزْرُعَة وزَرّاعة‪ .‬وابَْتقَل القومُ‬
‫إِذا رَعَوا الَبقْل‪ .‬والِبل تَبَْتقِل وتَتََبقّل‪ ،‬وابَْتقَلَت‬
‫الاشية وتََبقّلت‪ :‬رَعَت الَبقْل‪ ،‬وقيل‪ :‬تََب ّقلُها ِسمَنُها عن الَبقْل‪.‬‬
‫وابَْتقَلَ المار‪ :‬رَعَى الَبقْل؛ قال مالك‬
‫بن خويلد الُزاعي الذل‪:‬‬
‫تالِ يَْبقَى على الَيّا ِم مُبَْتقِلٌ‪،‬‬
‫ع سِنّه غَرِدُ‬ ‫َج ْو ُن السّرَا ِة رَبَا ٍ‬
‫أَي ل يَْبقَى‪ ،‬وتََبقّل مثله؛ قال أَبو النجم‪:‬‬
‫خوّل‬ ‫كُوم ال ّذرَى من َخوَل ا ُل َ‬
‫تََبقّلتْ ف َأوّل التَّبقّل‪،‬‬
‫ك وَن ْهشَل‬ ‫بَيْ َن ِرمَا َحيْ مالِ ٍ‬
‫وتََبقّل القومُ وابَْت َقلُوا وَأْبقَلوا‪ :‬تََبقّلت ماشيتُهم‪ .‬وخَ َرجَ‬
‫يَتََبقّل أَي يطلب الَبقْل‪ .‬وَبقْلة الضّبّ‪ :‬نَبْت؛ قال أَبو حنيفة‪:‬‬
‫ذكرها أَبو نصر ول يفسرها‪ .‬والبَقْلة‪ :‬الرّجْلة وهي الَبقْلة‬
‫لمْقاء‪ .‬ويقال‪ :‬كُ ّل نَبات ا ْخضَرّت له الَرضُ فهو َبقْل؛ قال‬ ‫اَ‬
‫الرثب دَوش الِيادِيّ ياطب الُْنذِر‬
‫بنَ ماء السماء‪:‬‬
‫َق ْومٌ إِذا نََبتَ الرّبِي ُع لم‪،‬‬
‫نَبََتتْ َعدَاوتُهم مع الَبقْل‬
‫الوهري‪ :‬وقولُ أَب ُنخَيْلة‪:‬‬
‫بَرّيّ ٌة ل تأْكل الُ َرقّقا‪،‬‬
‫ق من الُبقُول ال ُفسْتُقا‬ ‫ول َتذُ ْ‬
‫(* قوله‪ :‬بريّة‪ ،‬وف رواية أُخرى‪ :‬جارية)‪.‬‬
‫قال‪ :‬ظَنّ هذا الَعراب أَن ال ُفسْتُق من الَبقْل‪ ،‬قال‪ :‬وهكذا ُيرْوى‬
‫الَبقْل بالباء‪ ،‬قال‪ :‬وأَنا أَظنه بالنون لَن ال ُفسْتُق من الّنقْل‬
‫وليس من الَبقْل‪.‬‬
‫والباقِلءُ والباِقلّى‪ :‬الفُول‪ ،‬اسم سَوادِيّ‪ ،‬و َحمْلُه الَرْجَر‪،‬‬
‫إِذا شدّدت اللم َقصَرْت‪ ،‬وإِذا َخفّفْت َمدَدْت فقلت الباقلء‪ ،‬واحدته‬
‫باقِلّة وباقِلّءَة‪ ،‬وحكى أَبو حنيفة الباِقلَى‪ ،‬بالتخفيف والقصر‪،‬‬
‫قال‪ :‬وقال الَحر واحدة الباقِلء باقلء‪ ،‬قال ابن سيده‪ :‬فإِذا كان ذلك‬
‫فالواحد والمع فيه سواء‪ ،‬قال‪ :‬وأَرى الَحر حكى مثل ذلك ف الباقلّى‪.‬‬
‫قال‪ :‬والبُوقَالُ‪ ،‬بضم الباء‪ ،‬ضَرْب من الكِيزَان‪ ،‬قال‪ :‬ول يفسّر ما‬
‫هو ففسرناه با َعِلمْنا‪.‬‬
‫وباقِلٌ‪ :‬اسم رجل يضرب به الثل ف العِيّ؛ قال الُموي‪ :‬من أَمثالم‬
‫ف باب التشبيه‪ :‬إِنه َلعْيَا من باقل‪ ،‬قال‪ :‬وهو اسم رجل من ربيعة وكان‬
‫عَييّا َفدْما؛ وإِياه عَن ا ُلرَيْقِط ف وَصْف رَجُل مَلَ بطنَه حت‬
‫عَِييَ بالكلم فقال َي ْهجُوه‪ ،‬وقال ابن بري‪ :‬هو لميد ا َل ْرقَط‪:‬‬
‫أَتَانَا‪ ،‬وما داناه َسحْبانُ وائلٍ‬
‫بَيَانا و ِعلْما بِالذي هو قائل‪،‬‬
‫َيقُول‪ ،‬وقد َأْلقَى الَرَا ِس َي للقِرَى‪:‬‬
‫لجّاجُ بالناس فاعل‬ ‫أَبِ ْن لَ ما ا َ‬
‫َف ُقلْتُ‪ :‬لعَمْرِي ما لذا طَ َرقْتَنا‪،‬‬
‫ع ا ِلرْجافَ‪ ،‬ما أَنت آكل‬ ‫فكُلْ‪ ،‬ودَ ِ‬
‫حدُر َح ْلقُه‪،‬‬ ‫ُتدَبّل َكفّاه وَي ْ‬
‫ض ّمتْ عليه الَنامل‬ ‫إِل البَطْنِ‪ ،‬ما ُ‬
‫فما زال عند اللقم حت كأَنّه‪،‬‬
‫من ال ِعيّ لا أَن َت َكلّم‪ ،‬باقل‬
‫قال‪ :‬و َسحْبان هو من ربيعة أَيضا من بن بكْر كان َلسِنا بليغا؛ قال‬
‫الليث‪ :‬بلغ من ِعيّ باقل أَنه كان اشترى ظَبْيا بأَحد عشر ِدرْها‪،‬‬
‫فقيل له‪ِ :‬بكَم اشتريت الظب؟ ففتح كفيه وفرّق أَصابعه وأَخرج لسانه يشي‬
‫بذلك إِل أَحد عشر فانفلت الظب وذهب فضربوا به الثل ف ال ِعيّ‪.‬‬
‫والَبقْل‪ :‬بطن من ا َلزْد وهم بَنُو باقل‪ .‬وبَنُو ُبقَيْلة‪ :‬بطن من‬
‫الِيَة‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬البُوقالة الطّرْجهَارَة‪.‬‬
‫@بكل‪ :‬الَبكْل‪ :‬ال ّدقِيق بالرّبّ؛ قال‪:‬‬
‫ليس بغَشّ َهمّه فيما أَكَل‪،‬‬
‫وَأزْمةٌ َوزْمتُه من الَبكَل‬
‫(* قوله «ليس بغش» الغش كما ف اللسان والقاموس عظيم السرّة‪ ،‬قال شارحه‬
‫والصواب‪ :‬عظيم الشره‪ ،‬بالشي مركة)‪.‬‬
‫أَراد الَبكْل فحَرّك للضرورة‪ .‬والَبكِيلَة والَبكَالَةُ جيعا‪:‬‬
‫سمْن ف إِنا ٍء واحد وقد‬ ‫خلَط بال ّ‬‫سوِيق والّتمْرُ ُي ْ‬ ‫الدقيق ُيخْلط بال ّ‬
‫ل باللّبَن‪ ،‬وقيل‪ :‬تلِطُه بالسويق ث َتُبلّه باء أَو زيت أَو‬ ‫ُب ّ‬
‫َسمْن‪ ،‬وقيل‪ :‬الَبكِيلة ا َلقِطُ الطحون تلطه بالاء فتُثَرّيه كأَنك‬
‫تريد َأنْ َت ْعجِنه‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬الَبكِيلة الدقيق أَو السّويق الذي‬
‫خلَط به‬ ‫ف من ا َلقِط الذي ُي ْ‬ ‫يُبَ ّل َبلّ‪ ،‬وقيل‪ :‬الَبكِيلة الا ّ‬
‫صبّ عليه الزيت أَو‬ ‫خلَط فُي َ‬‫ي وَتمْر ُي ْ‬‫حٌ‬ ‫ال ّر ْطبُ‪ ،‬وقيل‪ :‬الَبكِيلة طَ ِ‬
‫السمن ول يُطْبَخ‪ .‬والَبكِيلُ‪ :‬مَسُوطُ ا َلقِط‪ .‬الوهري عن الُموي‪:‬‬
‫خلَط با َلقِط؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫سمْن ُي ْ‬ ‫الَبكِيلة ال ّ‬
‫هذا غُل ٌم شَرِثُ الّنقِيله‪،‬‬
‫َغضْبَا ُن ل ُتؤْ َدمْ له الَبكِيله‬
‫صبّ عليها زيت أَو‬ ‫قال‪ :‬وكذلك الَبكَالة‪ .‬وقوله ل تؤْدم أَي ل ُي َ‬
‫سوِيق والتمر‬ ‫إِهَالة‪ ،‬ويقال‪ :‬نعل شَرِثَة أَي َخلَقٌ‪ .‬وقيل‪ :‬البَكيلة ال ّ‬
‫ُيؤْكَلن ف إِنا ٍء واحد وقد ُبلّ باللب‪.‬‬
‫سوِيق‬ ‫وَب َكلْت الَبكِيلة أَْب ُكلُها َب ْكلً أَي اتذتا‪ .‬وَب َكلْت ال ّ‬
‫بالدقيق أَي خلطته‪ .‬ويقال‪َ :‬بكَل ولَبَك بعنًى مثل جََب َذ و َجذَابَ‪.‬‬
‫للْط؛ قال الكميت‪:‬‬ ‫والَبكْل‪ :‬ا َ‬
‫َيهِيلون من َهذَاك ف ذاك‪ ،‬بَيَنهُم‬
‫ث َمغْرورِين َبكْ ٌل من الَبكْل‬ ‫أَحادي ُ‬
‫أَحاديث مبتدأ وبينهم الب‪ .‬وَبكَله إِذا َخلَطه‪ .‬وَبكّل عليه‪:‬‬
‫سمْن‪ .‬ويقال‪ :‬اْبكُلي واعْبِثي‪.‬‬ ‫َخلّط‪ .‬الُموي‪ :‬البكْل ا َلقِط بال ّ‬
‫والَبكِيلة‪ :‬الضأْن وا َلعَز َتخْتلط‪ ،‬وكذلك الغَنَم إِذا لَقَِيتْ غَنَما‬
‫أُخرى‪ ،‬والفعل من ذلك كله َبكَل يَْبكُل َب ْكلً‪ .‬ويقال للغَنم إِذا لَقِيت‬
‫غَنَما أُخرى فدَخَلت فيها‪َ :‬ظلّت عَبِيثَة واحدة وَبكِيلَة واحدة أَي قد‬
‫اختلط بعضها ببعض‪ ،‬وهو مَثَل‪ ،‬أَصلُه من الدقيق وا َلقِط يُْبكَل‬
‫سمْن فيؤْكل؛ وبَكل علينا حَديثَه وَأمْرَه يَْبكُله َبكْلً‪ :‬خلطه وجاءَ‬ ‫بال ّ‬
‫به على غي وجهه‪ ،‬والسم الَبكِيلة؛ عن اللحيان‪ .‬ومن أَمثالم ف التباس‬
‫الَمر‪َ :‬بكْلٌ من الَبكْل‪ ،‬وهو اختلط الرأْي وارْتِجانُه‪ .‬وتََبكّل‬
‫الرجل ف الكلم أَي خلط‪ .‬وف حديث السن‪ :‬سأَله رجل عن مسأَلة ث أَعادها‬
‫ف َقلَبها‪ ،‬فقال‪َ :‬ب ّك ْلتَ َعَليّ أَي َخلّطت‪ ،‬من الَبكِيلة وهي السمن‬
‫والدقيق الخلوط‪ .‬والُتَـَبكّل‪ :‬الخلّط ف كلمه‪ .‬وتََبكّلوا عليه‪:‬‬
‫َعلَوْه بالشّتْم والضرب وال َقهْر‪ .‬وتََبكّل ف ِمشْيَتهِ‪ .‬اختالَ‪.‬‬
‫والِنسان يَتََبكّل أَي َيخْتال‪ .‬ورجل َجمِيل َبكِيل‪ :‬مُتََنوّق ف‬
‫لِْبسَته و َمشْيه‪ .‬والَبكِيلة‪ :‬اليئة والزّيّ‪.‬‬
‫للْقة؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫للُق‪ .‬والِب ْكلَة‪ :‬الَا ُل وا ِ‬ ‫والِبكْلة‪ :‬ا ُ‬
‫ستُ إِذا لِزَعْبَله‪،‬‬ ‫َل ْ‬
‫ِإنْ ل ُأغَيّ ْر ِب ْكلَت‪،‬‬
‫إِن ل ُأسَاوَ بالطّوَلْ‬
‫قال ابن بري‪ :‬وهذا البيت من ُمسَدّس الرّجَز جاء على التمام‪.‬‬
‫والَبكْل‪ :‬الغَنِيمة وهو التَّبكّل‪ ،‬اسم ل مصدر‪ ،‬ونظِيه التَّنوّط؛ قال‬
‫أَوسب َحجَر‪:‬‬
‫عَلى خَيْرِ ما أَْبصَرْتا من ِبضَاعة‪،‬‬
‫س بَيْعا لا أَو تََبكّل‬ ‫ِل ُملْتَمِ ٍ‬
‫أَي َتغَنّما‪ .‬وَبكّله إِذا َنحّاه قِبَله كائِنا ما كان‪ .‬وبَنُو‬
‫َبكِيلٍ‪َ :‬ح ّي من َهمْدان؛ ومنه قول الكميت‪:‬‬
‫يقولونَ‪ :‬ل يُورَثْ‪ ،‬ولول تُرَاثُه‪،‬‬
‫ت فيه بكِيلٌ وَأرْ َحبُ‬ ‫لقد شر َك ْ‬
‫وبَنُو ِبكَالٍ‪ :‬من ِحمْيَر منهم َن ْوفٌ الِبكَالّ صاحب علي‪ ،‬عليه‬
‫حدّثون‬‫السلم‪ .‬وقال ابن بري‪ :‬قال الهلب بِكالَةُ قبيلة من اليمن‪ ،‬وا ُل َ‬
‫يقولونَ َن ْوفٌ الَبكّالّ‪ ،‬بفتح الباء والتشديد‪.‬‬
‫@بلل‪ :‬الَبلَل‪ :‬الّندَى‪ .‬ابن سيده‪ .‬الَبلَل والِبلّة الّن ُدوّةُ؛ قال‬
‫بعض الَغْفال‪:‬‬
‫وقِ ْطقِطُ الِبلّة ف ُشعَيْرِي‬
‫أَراد‪ :‬وِبلّة القِ ْطقِط فقلب‪ .‬والبِلل‪ :‬كالِبلّة؛ وَبلّه بالاء‬
‫ل وِبلّة وَبلّل ُه فَابْتَ ّل وتََبلّلَ؛ قال ذو‬
‫وغيه يَُبلّه َب ّ‬
‫الرمة‪:‬‬
‫وما شَنّتَا خَرْقا َء واهِيَة ال ُكلَى‪،‬‬
‫َسقَى بما سَاقٍ‪ ،‬وَلمّا َتَبلّل‬
‫والبَلّ‪ :‬مصدر َبَللْت الشيءَ أَُبلّه بَلّ‪ .‬الوهري‪َ :‬بلّه‬
‫يَُبلّه أَي َندّاه وَبّللَه‪ ،‬شدّد للمبالغة‪ ،‬فابْتَلّ‪ .‬والبِلل‪ :‬الاء‪.‬‬
‫والبُللة‪ :‬الَبلَل‪ .‬والبِلل‪ :‬جع ِبلّة نادر‪ .‬وا ْسقِه على ُبلّتِه أَي‬
‫ابتلله‪ .‬وَبلّة الشّباب وُبلّتُه‪ :‬طَرَاؤه‪ ،‬والفتح أَعلى‪ .‬والبَلِيل‬
‫جمَع‪ .‬قال أَبو حنيفة‪ :‬إِذا‬ ‫والَبلِيلَة‪ :‬ريح باردة مع َندًى‪ ،‬ول ُت ْ‬
‫جاءت الريح مع َبرْد ويُبْس وَندًى فهي َبلِيل‪ ،‬وقد َبّلتْ َتبِلّ‬
‫بُلولً؛ فأَما قول زياد الَعجم‪:‬‬
‫إِنّي رأَيتُ ِعدَاتِكم‬
‫كالغَيْث‪ ،‬ليس له َبلِيل‬
‫فمعناه أَنه ليس لا مَطْل فَُي َك ّدرَها‪ ،‬كما أَن الغَيْث إِذا كانت‬
‫معه ريح َبلِيل ك ّدرَتْه‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الَبلِيلة الريح ا ُل ْمغِرة‪ ،‬وهي‬
‫الت َتمْزُجها ا َلغْرة‪ ،‬وا َلغْرة الَطَرة الضعيفة‪ ،‬والَنُوب أَبَلّ‬
‫الرّياح‪ .‬وريح َبلّة أَي فيها َبلَل‪ .‬وف حديث الُغية‪َ :‬بلِيلة‬
‫ا ِلرْعاد أَي ل تزال تُرْعِد وُت َهدّد؛ والبَليلة‪ :‬الريح فيها نَدى‪ ،‬جعل‬
‫ل للوعيد والتهديد من قولم َأرْعَد الرجلُ وأَبْرَق إِذا‬ ‫الِرعاد مث ً‬
‫َت َهدّد وأَوعد‪ ،‬وال أَعلم‪ .‬ويقال‪ :‬ما ِسقَائك بِلل أَي ماء‪ .‬وكُ ّل ما‬
‫ضحُوا‬ ‫للْق من الاء واللّب بِلل؛ ومنه قولم‪ :‬اْن َ‬ ‫يُبَلّ به ا َ‬
‫صلَتِها وَندّوها؛ قال أَوس يهجو الكم بن‬ ‫صلُوها ب ِ‬ ‫الرّ ِحمَ بِبللا أَي ِ‬
‫مروان بن زِنْبَاع‪:‬‬
‫شعْرَ‪ ،‬حي مَدَحْتُه‪،‬‬ ‫كأَنّي َحَلوْتُ ال ّ‬
‫س بِللُها‬ ‫صمّاء يَبْ ٍ‬ ‫صخْرَةٍ َ‬ ‫صفَا َ‬‫َ‬
‫وبَ ّل رَ ِحمَه َيُبلّها َبلّ وبِللً‪ :‬وصلها‪ .‬وف حديث النب‪،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ُ :‬بلّوا أَرحامَكم ولو بالسّلم أَي َندّوها بالصّلة‪.‬‬
‫قال ابن الَثي‪ :‬وهم يُ ْطلِقون النّداوَة على الصّلة كما يُ ْطلِقون‬
‫اليُبْس على القَطِيعة‪ ،‬لَنم لا رأَوا بعض الَشياء يتصل ويتلط‬
‫بالنّداوَة‪ ،‬ويصل بينهما التجاف والتفرّق باليُبْس‪ ،‬استعاروا البَ ّل لعن‬
‫س لعن القَطِيعة؛ ومنه الديث‪ :‬فإِن لكم رَحِما‬ ‫الوصْل واليُبْ َ‬
‫صلُكم ف الدنيا ول ُأغْنِي عنكم من ال شيئا‪.‬‬ ‫سَأُبلّها بِبللِها أَي أَ ِ‬
‫للْق من ماء أَو لب أَو‬ ‫والبِلل‪ :‬جع َبلَل‪ ،‬وقيل‪ :‬هو كل ما بَلّ ا َ‬
‫ض بِبِلل‪ ،‬أَراد به اللب‪ ،‬وقيل‬ ‫غيه؛ ومنه حديث َطهْفَة‪ :‬ما تَبِ ّ‬
‫ل من عَيْش أَي‬ ‫الَطَر؛ ومنه حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ِ :‬إنْ رأَيت َبلَ ً‬
‫ِخصْبا لَنه يكون مِنَ الاء‪ .‬أَبو عمرو وغيه‪َ :‬بَللْت رَحِمي أَُبلّها‬
‫صلْتها وَندّيْتُها؛ قال ا َل ْعشَى‪:‬‬ ‫ل وبِل ًل وَ َ‬ ‫َب ّ‬
‫إِما لِطَالِب ِن ْعمَ ٍة َتمّمتها‪،‬‬
‫ووِصَا ِل رَحْم قد بَرَدْت بِللَها‬
‫وقول الشاعر‪:‬‬
‫والرّ ْحمَ فاْبُللْها بِخيْرِ الُبلّن‪،‬‬
‫فإِنا اشُْت ّقتْ من اسم الرّحْمن‬
‫قال ابن سيده‪ :‬يوز أَن يكون البُلّن اسا واحدا كالغُفْران‬
‫والرّجْحان‪ ،‬وأَن يكون جع َبلَل الذي هو الصدر‪ ،‬وإِن شئت جعلته الصدر لَن‬
‫بعض الصادر قد يمع كالشّغْل والعَقْل والَرَض‪ .‬ويقال‪ :‬ما ف ِسقَائك‬
‫بِلل أَي ماء‪ ،‬وما ف الرّكِيّة بِلل‪.‬‬
‫شجَرة‪ .‬ابن‬ ‫ابن الَعراب‪ :‬الُبلْبُلة ا َلوْدَج للحرائر وهي ا َل ْ‬
‫الَعراب‪ :‬التَّبلّل‬
‫(* قوله «التبلل» كذا ف الصل‪ ،‬ولعله مرف عن التبلل‬
‫كما يشهد به الشاهد وكذا أورده شارح القاموس)‪.‬‬
‫الدوام وطول الكث ف كل شيء؛ قال الربيع بن ضَبُع الفزاري‪:‬‬
‫أَل أَيّها الباغي الذي طا َل طِيلُه‪،‬‬
‫وتَبْللُهُ ف الَرض‪ ،‬حت َت َعوّدا‬
‫ل أَي َر َزقَك ابنا‪ ،‬يدعو‬ ‫ل ابْنا وَبلّك بابْ ٍن بَ ّ‬ ‫وَبلّك ا ُ‬
‫شفَاء‪ .‬ويقال‪ :‬ما َقدِمَ‬ ‫له‪ .‬والِبلّة‪ :‬الَيْر والرزق‪ .‬والبِلّ‪ :‬ال ّ‬
‫ِب ِهلّة ول ِبلّة‪ ،‬وجاءنا فلن فلم يأْتنا ِب َهلّة ول َبلّة؛ قال ابن‬
‫السكيت‪ :‬فالَلّة من الفرح والستهلل‪ ،‬والبَلّة من البَلل والي‪.‬‬
‫وقولم‪ :‬ما أَصاب َهلّة ول َبلّة أَي شيئا‪ .‬وف الديث‪ :‬من َقدّر ف‬
‫َمعِيشته َبلّه ال أَي أَغناه‪ .‬وِبلّة اللسان‪ :‬وقوعُه على مواضع الروف‬
‫واستمرارُه على النطق‪ ،‬تقول‪ :‬ما أَحسن ِبلّة لسانه وما يقع لسانه إِل‬
‫على ِبلّتِه؛ وأَنشد أَبو العباس عن ابن الَعراب‪:‬‬
‫صعَائد‪،‬‬ ‫يَُنفّ ْرنَ باليجاء شاءَ ُ‬
‫ومن جانب الوادي الَمام الَُبلّل‬
‫وقال‪ :‬الَبلّل الدائم ا َلدِير‪ ،‬وقال ابن سيده‪ :‬ما أَحسن ِبلّة لسانه‬
‫أَي َطوْعَه بالعبارة وِإسْماحَه وسَلسَته ووقوعَه على موضع الروف‪.‬‬
‫وبَ ّل يَبُ ّل بُلولً وأَبَلّ‪ :‬نا؛ حكاه ثعلب وأَنشد‪:‬‬
‫حمُه‬ ‫صقْع بازٍ ل تُبِ ّل ُل َ‬‫من َ‬
‫حمَة البَازِي‪ :‬الطائ ُر يُطْرَح له أَو َيصِيده‪ .‬وبَ ّل من مرضه‬ ‫ُل ْ‬
‫ل وَبلَلً وبُلولً واسْتَبَلّ وَأبَلّ‪ :‬برََأ وصَحّ؛ قال‬ ‫يَبِ ّل َب ّ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫إِذا بَ ّل من دَاءٍ به‪ ،‬خَا َل أَنه‬
‫نَجا‪ ،‬وبه الداء الذي هو قاتِله‬
‫يعن الَرَم؛ وقال الشاعر يصف عجوزا‪:‬‬
‫حمَحة ل تشْتكي الدّه َر رْأسَها‪،‬‬ ‫ص َم ْ‬ ‫َ‬
‫ولو َنكَزَتْها حَيّةٌ لََبّلتِ‬
‫الكسائي والَصمعي‪َ :‬بلَلْت وأَْبلَلْت من الرض‪ ،‬بفتح اللم‪ ،‬من‬
‫َبَللْت‪ .‬والِبلّة‪ :‬العافية‪ .‬وابْتَلّ وتََبلّل‪َ :‬حسُنت حاله بعد الُزال‪.‬‬
‫والبِلّ‪ :‬الُباحُ‪ ،‬وقالوا‪ :‬هو لك حِ ّل وبِلّ‪ ،‬فَبِلّ شفاء من قولم‬
‫بَ ّل فلن من مَرَضه وأَبَ ّل إِذا بَ َرأَ؛ ويقال‪ :‬بِ ّل مُبَاح مُ ْطلَق‪،‬‬
‫يانِيَة ِحمْيَريّة؛ ويقال‪ :‬بِ ّل إِتباع لِلّ‪ ،‬وكذلك يقال للمؤنث‪:‬‬
‫هي لك حِلّ‪ ،‬على لفظ الذكر؛ ومنه قول عبد الطلب ف زمزم‪ :‬ل أُ ِحلّها‬
‫لغتسل وهي لشارب حِلّ وبِلّ‪ ،‬وهذا القول نسبه الوهري للعباس بن عبد‬
‫الطلب‪ ،‬والصحيح أَن قائله عبد الطلب كما ذكره ابن سيده وغيه‪ ،‬وحكاه ابن‬
‫بري عن علي بن حزة؛ وحكي أَيضا عن الزبي بن َبكّار‪ :‬أَن زمزم لا‬
‫ت وأَدرك منها عبد الطلب ما أَدرك‪ ،‬بن عليها حوضا وملَه من ماء‬ ‫ُحفِرَ ْ‬
‫زمزم وشرب منه الاجّ فحسده قوم من قريش فهدموه‪ ،‬فأَصلحه فهدموه بالليل‪،‬‬
‫ي ف النام أَن‬ ‫فلما أَصبح أَصلحه فلما طال عليه ذلك دعا ربه فُأرِ َ‬
‫يقول‪ :‬اللهم إِن ل أُ ِحلّها لغتسل وهي لشارب حِلّ وبِلّ فإِنك تكفي‬
‫َأمْرَهم‪ ،‬فلما أَصبح عبد الطلب نادى بالذي رأَى‪ ،‬فلم يكن أَحد من قريش‬
‫يقرب حوضه إِل رُم َي ف َبدَنه فتركوا حوضه؛ قال الَصمعي‪ :‬كنت أَرى أَن‬
‫ِبلّ إِتباع لِ ّل حت زعم العتمر بن سليمان أَن ِبلّ مباح ف لغة‬
‫ِحمْيَر؛ وقال أَبو عبيد وابن السكيت‪ :‬ل يكون بِلّ إِتباعا لِلّ لكان‬
‫الواو‪ .‬والُبلّة‪ ،‬بالضم‪ :‬ابتلل ال ّرطْب‪ .‬وُبلّة الَوابل‪ُ :‬بلّة‬
‫ال ّرطْب‪ .‬وذهبت ُبلّة الَوابل أَي ذهب ابتلل ال ّرطْب عنها؛ وأَنشد‬
‫لِهاب ابن ُعمَيْر‪:‬‬
‫حت إِذا أَهْرَْأنَ بالَصائل‪،‬‬
‫وفا َرقَتْها ُبلّة الَوابل‬
‫يقول‪ :‬سِ ْرنَ ف بَرْدِ الروائح إِل الاء بعدما يَبِسَ الكَل‪،‬‬
‫والَوابل‪ :‬الوحوش الت اجتزأَت بالرّطْب عن الاء‪ .‬الفراء‪ :‬الُبلّة بقية‬
‫ال َكلِ‪.‬‬
‫وطويت الثوب على ُبلُلَته وُبلّته وبُللته أَي على رطوبته‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫ا ْط ِو السّقاء على ُبُللَته أَي اطوه وهو نديّ قبل أَن يتكسر‪ .‬ويقال‪ :‬أَل‬
‫لضْرَميّ‬ ‫َأطْوك على ُبُللَتِك وَبلّتِك أَي على ما كان فيك؛ وأَنشد َ‬
‫بن عامر الَسدي‪:‬‬
‫ولقد َطوَيُْتكُ ُم على ُبلُلتِكم‪،‬‬
‫و َعِل ْمتُ ما فيكم من ا َل ْذرَاب‬
‫أَي طويتكم على ما فيكم من أَذى وعداوة‪ .‬وُبلُلت‪ ،‬بضم اللم‪ :‬جع‬
‫ُبلُلة‪ ،‬بضم اللم أَيضا‪ ،‬وقد روي على ُبلَلتكم‪ ،‬بفتح اللم‪ ،‬الواحدة‬
‫ُبلَلة‪ ،‬بفتح اللم أَيضا‪ ،‬وقيل ف قوله على ُبلُلتكم‪ :‬يضرب مثلً لِبقاء‬
‫ب على‬ ‫الودة وإِخفاء ما أَظهروه من َجفَائهم‪ ،‬فيكون مثل قولم ا ْطوِ الثو َ‬
‫غَرّه ليضم بعضه إِل بعض ول يتباين؛ ومنه قولم‪ :‬اط ِو السّقاء على‬
‫ف تكسر‪ ،‬وإِذا ُطوِيَ على َبلَله ل‬ ‫ُبُللِته لَنه إِذا طُوِيَ وهو جَا ّ‬
‫يَتَكسّر ول يَتَباين‪ .‬وانصرف القوم بَبلَلتهم وُبلُلتهم وبُلولتهم أَي‬
‫وفيهم َبقِيّة‪ ،‬وقيل‪ :‬انصرفوا بَبلَلتِهم أَي بال صالة وخي‪ ،‬ومنه‬
‫بِلل الرّحِم‪ .‬وَبلَلْته‪ :‬أَعطيته‪ .‬ابن سيده‪ :‬طواه على ُبلُلته وبُلولته‬
‫وَبلّته أَي على ما فيه من العيب‪ ،‬وقيل‪ :‬على بقية وُدّه‪ ،‬قال‪ :‬وهو‬
‫الصحيح‪ ،‬وقيل‪ :‬تغافلت عما فيه من عيب كما يُ ْطوَى السّقاء على عَيْبه؛‬
‫وأَنشد‪:‬وأَلبَسُ الَ ْرءَ َأسْتَْبقِي بُلولتَه‪،‬‬
‫َطيّ الرّدَاء على أَثْنائه الَرِق‬
‫قال‪ :‬وتيم تقول البُلولة من ِبلّة الثرى‪ ،‬وأَسد تقول‪ :‬الَبلَلة‪ .‬وقال‬
‫الليث‪ :‬الَبلَل والِبلّة الدّون‪ .‬الوهري‪َ :‬طوَيْت فلنا على ُبلّته‬
‫وبُللته وُبلُوله وُبلُولته وُبلُلته وُبلَلته إِذا احتملته على ما فيه‬
‫من الِساءة والعيب ودَارَيْته وفيه َبقِيّة من الوُدّ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫َطوَيْنا بن ِبشْرٍ على ُبلُلتم‪،‬‬
‫وذلك خَيْ ٌر من لِقَاء بن ِبشْر‬
‫يعن باللّقاء الَرْبَ‪ ،‬وجع الُبلّة بِلل مثل بُ ْرمَة وبِرَام؛ قال‬
‫الراجز‪:‬‬
‫وصا ِحبٍ مُرَامِقٍ دَا َجيْتُه‪،‬‬
‫على بِلل َنفْسه َطوَيْتُه‬
‫حضَر على‬ ‫وكتب عمر َيسْتحضر الُغية من البصرة‪ُ :‬ي ْمهَلُ ثلثا ث ُي ْ‬
‫ُبلّته أَي على ما فيه من الِساءة والعيب‪ ،‬وهي بضم الباء‪.‬‬
‫وَبِللْتُ به َبلَلَ‪ :‬ظَفِرْتُ به‪ .‬وقيل‪َ :‬بِللْتُ أَبَ ّل َظفِرت به؛‬
‫حكاها الَزهري عن الَصمعي وحده‪ .‬قال شر‪ :‬ومن أَمثالم‪ :‬ما َبِللْت من‬
‫فلن بَأ ْف َوقَ ناصِلٍ أَي ما ظَفِرْتُ‪ ،‬وا َل ْفوَق‪ :‬السهم الذي انكسر‬
‫ل للرجل ا ُلجْزِئ الكاف‬ ‫صلُه‪ ،‬يضرب مث ً‬ ‫فُوقُه‪ ،‬والناصِل‪ :‬الذي سقط َن ْ‬
‫صلِيت‬ ‫أَي َظفِرْت برجل كامل غي مضيع ول ناقص‪ .‬وَبلِلْت به َبلَلً‪َ :‬‬
‫ل وبَللة وبُلو ًل وَبَللْت‪ :‬مُنِيت به‬ ‫و َشقِيت‪ .‬وَبِللْت به َبلَ َ‬
‫و ُعّلقْته‪ .‬وَبلِلْته‪ :‬لَ ِزمْته؛ قال‪:‬‬
‫للّب‪،‬‬ ‫ت با ُ‬ ‫َدلْو َتمَأْى دُِبغَ ْ‬
‫شذّب‪،‬‬ ‫ب ُم َ‬ ‫ُبّلتْ ب َك ّفيْ عَزَ ٍ‬
‫صوّب‬ ‫فل ُتقَ ْعسِرْها ولكن َ‬
‫تقعسرها أَي تعازّها‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬بَ ّل يَبِلّ إِذا لزم إِنسانا ودام‬
‫على صحبته‪ ،‬وبَ ّل يَبَ ّل مثلها؛ ومنه قول ابن أَحر‪:‬‬
‫حيّ‬ ‫فَبلّي ِإنْ َبِل ْلتِ بَأرَْي ِ‬
‫من الفِتْيان‪ ،‬ل َيمْشي بَطِينا‬
‫ويروى فَبلّي يا غنّ‪ .‬الوهري‪َ :‬بِللْت به‪ ،‬بالكسر‪ ،‬إِذا َظفِرت به‬
‫وصار ف يدك؛ وأَنشد ابن بري‪:‬‬
‫بيضاء تشي ِمشْيَةَ الرّهِيص‪،‬‬
‫بَلّ با أَحر ذو دريص‬
‫ي حقي‪ .‬النضر‪:‬‬ ‫يقال‪ :‬لئن َبلّتْ بك يَدي ل تفارقن أَو ُتؤَدّ َ‬
‫الَب ْذرُ والبُلَل واحد‪ ،‬يقال‪َ :‬بلّوا الَرض إِذا َبذَروها بالُبلَل‪ .‬ورجل‬
‫بَ ّل بالشيء‪ :‬لَهِجٌ ؛ قال‪:‬‬
‫وإِن لبَ ّل بالقَرِينةِ ما ارْ َعوَتْ‪،‬‬
‫وإِن إِذا صَ َرمْتُها لصَرُوم‬
‫ول تَُبلّك عندي بالّة وبَل ِل مِثل قَطامِ أَي ل يُصيبك من خي‬
‫ول َندًى ول أَنفعك ول أَصدُقك‪ .‬ويقال‪ :‬ل تُبَ ّل لفلن عندي بالّة‬
‫وبَللِ مصروف عن بالّة أَي ندًى وخي‪ .‬وف كلم عليّ‪ ،‬كرم ال وجهه‪:‬‬
‫فإِن شكوا انقطاع شِرْب أَو بالّة‪ ،‬هو من ذلك؛ قالت ليلى الَخْيَلية‪:‬‬
‫ص َدرْتَ عنه‪،‬‬ ‫ت وصالَه و َ‬ ‫نَسي َ‬
‫صدَر ا َلزَبّ عن الظّللِ‬ ‫كما َ‬
‫فل وأَبيك‪ ،‬يا ابن أَب َعقِيل‪،‬‬
‫تَُبلّك بعدها فينا بَللِ‬
‫فلو آسَيْتَه َلخَلك َذمّ‪،‬‬
‫وفا َرقَكَ ابنُ َعمّك غَيْر قال ابن أَب َعقِيل كان مع َتوْبَة حي‬
‫قُتِل ففر عنه وهو ابن عمه‪ .‬والَبلّة‪ :‬الغن بعد الفقر‪ .‬وَبلّت‬
‫مَطِيّتُه على وجهها إِذا َه َمتْ ضالّة؛ وقال كثيّر‪:‬‬
‫فليت َقلُوصي‪ ،‬عند عَزّةَ‪ ،‬قُّيدَتْ‬
‫ضعِيفٍ غُ ّر منها َفضَّلتِ‬ ‫بَبْل َ‬
‫فَأصْبَح ف القوم القيمي رَ ْحلُها‪،‬‬
‫غ ِسوَاي فَبّلتِ‬ ‫وكان لا با ٍ‬
‫وأَبَلّ الرجلُ‪ :‬ذهب ف الَرض‪ .‬وأَبَلّ‪ :‬أَعيا فَسادا وخُبْثا‪.‬‬
‫لدِلُ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الذي ل يستحي‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬ ‫والَبَلّ‪ :‬الشديد الصومة ا َ‬
‫الشديد الّل ْؤمِ الذي ل ُي ْدرَك ما عنده‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الَطول الذي َيمْنَع‬
‫للِف من حقوق الناس ما عنده؛ وأَنشد ابن الَعراب للمرّار بن سعيد‬ ‫با َ‬
‫الَسدي‪:‬‬
‫ذكرنا الديون‪ ،‬فجا َدلْتَنا‬
‫جدالَك ف الدّيْن بَلّ حَلوفا‬
‫(* قوله «جدالك ف الدين» هكذا ف الصل وسيأت ايراده بلفظ‪« :‬جدالك‬
‫ما ًل وبل حلوفا» وكذا أورده شارح القاموس ث قال‪ :‬والال الرجل‬
‫الغن)‪.‬وقال الَصمعي‪ :‬أَبَلّ الرج ُل يُبِ ّل إِبْللً إِذا امتنع‬
‫وغلب‪.‬قال‪ :‬وإِذا كان الرجل حَلّفا قيل رجل أَبَلّ؛ وقال الشاعر‪:‬‬
‫أَل تَتّقون ال‪ ،‬يا آل عامر؟‬
‫صمّمُ؟‬‫وهل يَّتقِي الَ الَبَلّ ا ُل َ‬
‫وقيل‪ :‬الَبَلّ الفاجر‪ ،‬والُنثى َبلّء وقد بَ ّل َبلَلً ف كل ذلك؛‬
‫عن ثعلب‪ .‬الكسائي‪ :‬رجل أَبَلّ وامرأَة َبلّء وهو الذي ل ُي ْدرَك ما‬
‫عنده من اللؤم‪ ،‬ورجل أَبَ ّل بَيّن الَبلَل إِذا كان حَلّفا ظَلوما‪.‬‬
‫وأَما قول خالد بن الوليد‪َ :‬أمّا وابنُ الطاب َح ّي فَل ولكن إِذا‬
‫كان الناس بذي ِبلّ ّي وذي ِبلّى؛ قال أَبو عبيد‪ :‬يريد َتفَرّقَ الناس‬
‫وأَن يكونوا طوائف وفِرَقا من غي إِمام يمعهم وُب ْعدَ بعضهم من بعض؛‬
‫وك ّل من َبعُد عنك حت ل َتعْرِف موضعَه‪ ،‬فهو بذي ِبّليّ‪ ،‬وهو مِنْ‬
‫بَلّ ف الَرض أَي ذهب؛ أَراد ضياعَ أُمور الناس بعده‪ ،‬قال‪ :‬وفيه لغة‬
‫صلّيان؛ وأَنشد الكسائي‪:‬‬ ‫أُخرى بذي ِبلّيَان‪ ،‬وهو ِفعْلِيَان مثل ِ‬
‫يَنام ويذهب الَقوام حت‬
‫يُقالَ‪ :‬أََتوْا على ذي ِبلّيان‬
‫يقول‪ :‬إِنه أَطال النوم ومضى أَصحابه ف سفرهم حت صاروا إِل موضع ل‬
‫َيعْرِف مكانَهم من طول نومه‪ .‬وأَبَلّ عليه‪َ :‬غلَبه؛ قال ساعدة‪:‬‬
‫س بثله‬‫أَل يا فَت‪ ،‬ما عبدُ َشمْ ٍ‬
‫يُبَلّ على العادي وُتؤْبَى الَخا ِسفُ‬
‫الباء ف بثله متعلقة بقوله يُبَل‪ ،‬وقوله ما عب ُد شس تعظيم‪ ،‬كقولك‬
‫سبحان ال ما هو ومن هو‪ ،‬ل تريد الستفهام عن ذاته تعال إِنا هو تعظيم‬
‫وتفخيم‪.‬‬
‫وخَصمٌ مِبَلّ‪ :‬ثَبْت‪ .‬أَبو عبيد‪ :‬البلّ الذي يعينك أَي يتابعك‬
‫(*‬
‫قوله «يعينك اي يتابعك» هكذا ف الصل‪ ،‬وف القاموس‪ :‬يعييك ان يتابعك) على‬
‫ما تريد؛ وأَنشد‪:‬‬
‫أَبَ ّل فما َيزْداد ِإلّ حَماقَةً‬
‫وَنوْكا‪ ،‬وإِن كانت كثيا مارجُه‬
‫وصَفاة بَلّء أَي مَلْساء‪ .‬ورجل بَلّ وأَبَلّ‪ :‬مَطول؛ عن ابن‬
‫الَعراب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ِجدَالَكَ مالً وَبلّ َحلُوفا‬
‫سمُر والعُ ْرفُط‪ .‬وف حديث عثمان‪َ :‬أَلسْتَ‬ ‫والَبلّة‪َ :‬ن ْورُ ال ّ‬
‫تَرْعى َبلّتَها؟ الَبلّة‪َ :‬ن ْورُ العِضاهِ قبل أَن ينعقد‪ .‬التهذيب‪:‬‬
‫سمُر‪ ،‬قال‪ :‬وأَول ما َيخْرُج البَمة ث‬ ‫الَبلّة والفَتْلة َن ْورُ بَرَمة ال ّ‬
‫أَول ما يرج من َبدْو الُْبلَة ُكعْبورةٌ نو َبدْو الُبسْرة فَتِيك‬
‫البَرَمة‪ ،‬ث ينبت فيها زَ َغبٌ بِيضٌ هو نورتا‪ ،‬فإِذا أَخرجت تيك ُسمّيت‬
‫الَبلّة والفَتْلة‪ ،‬فإِذا سقطن عنن طَرَف العُود الذي يَنْبُتْنَ فيه‬
‫للْبة وعاء الَب كأَنا وعاء‬ ‫للْبة ف طرف عودهن وسقطن‪ ،‬وا ُ‬ ‫نبتت فيه ا ُ‬
‫سمُر والسّلَم‪ ،‬وفيها الب وهن‬ ‫للْبة إِ ّل لل ّ‬
‫الباقِلء‪ ،‬ول تكون ا ُ‬
‫عِراض كأَنم نِصال‪ ،‬ث ال ّطلْح فإِن وعاء ثرته لل ُغلُف وهي سِنَفة‬
‫عِراض‪.‬‬
‫وبِلل‪ :‬اسم رجل‪ .‬وبِلل بن حامة‪ :‬مؤذن سيدنا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬من البشة‪.‬‬
‫وبِلل آباد‪ :‬موضع‪.‬‬
‫التهذيب‪ :‬والُبلْبُل العَْندَليب‪ .‬ابن سيده‪ :‬الُبلْبُل طائر َحسَن الصوت‬
‫يأْلف الَرَم ويدعوه أَهل الجاز الّنغَر‪ .‬والبُلْبُل‪ :‬قَنا ُة الكوز‬
‫الذي فيه ُبلْبُل إِل جنب رأْسه‪ .‬التهذيب‪ :‬الُبلْبلة ضرب من الكيزان ف‬
‫صبّ منه الاء‪ .‬وَبلْبَل متاعَه‪ :‬إِذا فرّقه‬ ‫جنبه ُبلْبُل يَْن َ‬
‫وبدّده‪.‬والَُبلّل‪ :‬الطاووس الصّرّاخ‪ ،‬والُبلْبُل ال ُكعَيْت‪.‬‬
‫والَبلْبلة‪ :‬تفريق الراء‪ .‬وتََبلْبَلت الَلسن‪ :‬اختلطت‪ .‬والَبلْبَلة‪:‬‬
‫اختلط الَلسنة‪ .‬التهذيب‪ :‬الَبلْبلة َبلْبلة الَلسن‪ ،‬وقيل‪ :‬سيت أَرض‬
‫بابِل لَن ال تعال حي أَراد أَن يالف بي أَلسنة بن آدم َبعَث ريا‬
‫فحشرهم من كل أُفق إِل بابل فَبلْبَل ال با أَلسنتهم‪ ،‬ث فَرّقتهم‬
‫تلك الريح ف البلد‪ .‬والَبلْبلة والبَلبل والَبلْبال‪ :‬شدّة الم‬
‫وال َوسْواس ف الصدور وحديث النفس‪ ،‬فأَما الِبلْبال‪ ،‬بالكسر‪ ،‬فمصدر‪ .‬وف حديث‬
‫سعيد‬
‫بن أَب بردة عن أَبيه عن جده قال‪ :‬قال رسول ال‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬إِن أُمت أُمة مرحومة ل عذابٍ عليها ف الخرة‪،‬‬
‫إِنا عذابا ف الدنيا البلبل والزلزل والفت؛ قال ابن الَنباري‪:‬‬
‫البلبل وسواس الصدر؛ وأَنشد ابن بري لباعث‬
‫بن صُرَي ويقال أَبو الَسود الَسدي‪:‬‬
‫شكُرَ هل ثََأرْتَ بالك‪،‬‬ ‫سائلُ بَي ْ‬
‫س من َبلْبالا؟‬ ‫أَم هل َشفَيْت النف َ‬
‫ويروى‪:‬‬
‫ت بِوائلٍ؟‬ ‫سائِ ْل ُأسَّيدَ هل ثََأرْ َ‬
‫ووائل‪ :‬أَخو باعث بن‬
‫صُرَي‪ .‬وَبلْبَل القومَ َبلْبلة وِبلْبالً‪ :‬حَرّكهم وهَيّجهم‪،‬‬
‫والسم الَبلْبال‪ ،‬وجعه البَلبِل‪ .‬والَبلْبال‪ :‬البُرَحاء ف الصّدر‪ ،‬وكذلك‬
‫الَبلْبالة؛ عن ابن جن؛ وأَنشد‪:‬‬
‫فبات منه ال َق ْلبُ ف َبلْبالَه‪،‬‬
‫يَنْزُو َكنَ ْزوِ الظّْبيِ ف الِباله‬
‫سفَر معْوان‪ .‬قال أَبو اليثم‪:‬‬‫ورجل ُبلْبُلٌ وبُلبِل‪َ :‬خفِيف ف ال ّ‬
‫قال ل أَبو ليلى الَعراب أَنت ُقلْقُل ُبلْبُل أَي ظَريف خَفيف‪ .‬ورجل‬
‫بُلبِل‪ :‬خفيف اليدين وهو ل َيخْفى عليه شيء‪ .‬والُبلْبُل من الرجال‪:‬‬
‫لفِيفُ؛ قال كثي بن‬ ‫اَ‬
‫مُ َزرّد‪:‬‬
‫سَُت ْدرِك ما َتحْمي الِمارة وابْنُها‬
‫ث بَلبِل‬ ‫ص َرسْلتٌ‪ ،‬و ُشعْ ٌ‬ ‫قَلئِ ُ‬
‫والِمارة‪ :‬اسم َحرّة وابنُها الَبَل الذي ياورها‪ ،‬أَي ستدرك هذه‬
‫القلئص ما منعته هذه الَرّة وابنُها‪.‬‬
‫والُبلْبول‪ :‬الغلم الذّ ِكيّ الكَيّس‪ .‬وقال ثعلب‪ :‬غلم ُبلْبُل خفيف‬
‫سفَر‪ ،‬وَقصَره على الغلم‪ .‬ابن السكيت‪ :‬له َألِيلٌ وَبلِيلٌ‪ ،‬وها‬ ‫ف ال ّ‬
‫الَني مع الصوت؛ وقال الَرّار بن سعيد‪:‬‬
‫إِذا ِملْنا على الَكْوار َأْلقَتْ‬
‫بَأْلحِيها لجْرُنِها بَليل‬
‫أَراد إِذا ِملْنا عليها نازلي إِل الَرض َمدّت جُرُنَها على الَرض‬
‫من التعب‪ .‬أَبو تراب عن زائدة‪ :‬ما فيه بُللة ول عُللة أَي ما فيه‬
‫َبقِيّة‪ .‬وُبلْبُول‪ :‬اسم بلد‪ .‬والبُلْبُول‪ :‬اسم جَبَل؛ قال الراجز‪:‬‬
‫قد طال ما عارَضَها ُبلْبُول‪،‬‬
‫و ْه َي تَزُول وَ ْهوَ ل يَزول‬
‫وقوله ف حديث لقمان‪ :‬ما َشيْءٌ أَبَ ّل للجسم من الّلهْو؛ قال ابن‬
‫الَثي‪ :‬هو شيء كلحم العصفور أَي أَشد تصحيحا وموافقة له‪.‬‬
‫ومن خفيف هذا الباب بَلْ‪ ،‬كلمة استدراك وإِعلم بالِضْراب عن الَول‪،‬‬
‫وقولم قام زيد بَلْ َعمْرٌو وبَنْ زيد‪ ،‬فإِن النون بدل من اللم‪ ،‬أَل‬
‫ل ْك ُم على الَكثر ل‬ ‫ترى إِل كثرة استعمال بَلْ وقلة استعمال بَنْ‪ ،‬وا ُ‬
‫الَقل؟ قال ابن سيده‪ :‬هذا هو الظاهر من أَمره‪ ،‬قال‪ :‬وقال ابن جن لست‬
‫أَدفع مع هذا أَن تكون بَ ْن لُغَةً قائمة بنفسها‪ .‬التهذيب ف ترجة بَلى‪:‬‬
‫ستُ‬ ‫لحْد‪ .‬قال ال تعال‪َ :‬ألَ ْ‬ ‫بَلى تكون جوابا للكلم الذي فيه ا َ‬
‫لحْد لَنا رجوع عن‬ ‫بربكم قالوا بَلى؛ قال‪ :‬وإِنا صارت بَلى تتصل با َ‬
‫لحْد‬ ‫لحْد إِل التحقيق‪ ،‬فهو بنلة بَلْ‪ ،‬وبَلْ سَبِيلها أَن تأَت بعد ا َ‬ ‫اَ‬
‫كقولك ما قام أَخوك بَ ْل أَبوك‪ ،‬وما أَكرمت أَخاك بَلْ أَباك‪ ،‬وإِذا قال‬
‫الرجل للرجل‪ :‬أَل تقوم؟ فقال له‪ :‬بَلى‪ ،‬أَراد بَ ْل أَقوم‪ ،‬فزادوا‬
‫الَلف على بَ ْل ليحسن السكوت عليها‪ ،‬لَنه لو قال بَلْ كان يتوقع‬
‫(* قوله‬
‫«كان يتوقع» اي الخاطب كما هو ظاهر ما بعد) كلما بعد بلْ فزادوا الَلف‬
‫ليزول عن الخاطب هذا التوهم؛ قال ال تعال‪ :‬وقالوا لن تسنا النار‬
‫إِل أَياما معدودة‪ ،‬ث قال َبعْدُ‪ :‬بَلى من كسب سيئة‪ ،‬والعن بَ ْل من كسب‬
‫سيئة‪ ،‬وقال البد‪ :‬بل حكمها الستدراك أَينما وقعت ف َجحْد أَو‬
‫إِياب‪ ،‬قال‪ :‬وبَلى تكون إِيابا للمَنْ ِفيّ ل غيُ‪ .‬قال الفراء‪ :‬بَ ْل تأْت‬
‫بعنيي‪ :‬تكون إِضرابا عن الَول وإِيابا للثان كقولك عندي له دينار‬
‫ل بَلْ ديناران‪ ،‬والعن الخر أَنا توجب ما قبلها وتوجب ما بعدها‪،‬‬
‫وهذا يسمى الستدراك لَنه أَراده فنسيه ث استدركه‪ .‬قال الفراء‪ :‬والعرب‬
‫تقول بَلْ وال ل آتيك وبَنْ وال‪ ،‬يعلون اللم فيها نونا‪ ،‬وهي لغة‬
‫بن سعد ولغة كلب‪ ،‬قال‪ :‬وسعت الباهليي يقولون ل بَ ْن بعن ل بَلْ‪.‬‬
‫خفّفٌ حرفٌ‪ ،‬يعطف با الرف الثان على الَول فيلزمه‬ ‫الوهري‪ :‬بَ ْل ُم َ‬
‫مثْلُ إعرابه‪ ،‬فهو للضراب عن الَول للثان‪ ،‬كقولك‪ :‬ما جاءَن زيد بَلْ‬
‫عمرو‪ ،‬وما رأَيت زيدا بَلْ عمرا‪ ،‬وجاءن أَخوك بَ ْل أَبوك تعطف با بعد‬
‫النفي والِثبات جيعا؛ وربا وضعوه موضع رُبّ كقول الراجز‪:‬‬
‫بَ ْل َم ْهمَهٍ قَ َط ْعتُ َب ْعدَ َم ْهمَهِ‬
‫يعن رُبّ َم ْهمَهٍ كما يوضع غيه اتساعا؛ وقال آخر‪:‬‬
‫جفَ ْ‬
‫ت‬ ‫لَ‬ ‫بَلْ َج ْو ِز تَيْهاء ك َظهْرِ ا َ‬
‫وقوله عز وجل‪ :‬ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا ف ِعزّةٍ وشقاق؛ قال‬
‫الَخفش عن بعضهم‪ :‬إِن بَلْ ههنا بعن إِن فلذلك صار القَسَم عليها؛‬
‫قال‪ :‬وربا استعملت العرب ف قَطْع كلم واستئناف آخر فيُنْشد الرجل منهم‬
‫الشعر فيقول‪:‬‬
‫‪ . . . . . .‬بل‬
‫ج أَحْزانا و َشجْوا َق ْد شَجا‬ ‫ما ها َ‬
‫ويقول‪:‬‬
‫‪ . . . . . .‬بل‬
‫س من آهالِها‪،‬‬ ‫وَب ْلدَةٍ ما الِنْ ُ‬
‫تَرى با العَوْهَ َق من وِئالِها‪،‬‬
‫ت طَرَف حِبالِها‬ ‫كالنار جَرّ ْ‬
‫قوله بَلْ ليست من البيت ول تع ّد ف وزنه ولكن جعلت علمة لنقطاع ما‬
‫قبله؛ والرجز الَول لرؤبة وهو‪:‬‬
‫ي ال ُعمّهِ‪،‬‬ ‫أَ ْعمَى ا ُلدَى بالا ِهلِ َ‬
‫بَ ْل َم ْهمَهٍ قَ َط ْعتُ َب ْعدَ َم ْهمَهِ‬
‫سؤْ ِر الذّْئبِ وهو‪:‬‬ ‫والثان ل ُ‬
‫ج َفتْ‪،‬‬ ‫لَ‬ ‫بَلْ َج ْوزِتَيْهاءَ كَ َظهْرِ ا َ‬
‫ُيمْسي با وُحُوشُها قد جُِئ َفتْ‬
‫قال‪ :‬وبَ ْل ُنقْصانا مهول‪ ،‬وكذلك هَ ْل َوَقدْ‪ ،‬إِن شئت جعلت نقصانا‬
‫واوا قلت َب ْلوٌ َه ْلوٌ َق ْدوٌ‪ ،‬وإِن شئت جعلته ياء‪ .‬ومنهم من يعل‬
‫نقصانا مثل آخر حروفها فُيدْغم ويقول هَ ّل وبَ ّل وَقدّ‪ ،‬بالتشديد‪ .‬قال ابن‬
‫بري‪ :‬الروف الت هي على حرفي مثل َق ْد وبَلْ وهَلْ ل يقدّر فيها حذف‬
‫حرف ثالث كما يكون ذلك ف الَساء نو َي ٍد و َدمٍ‪ ،‬فإِن سيت با شيئا‬
‫صغّرْتَ إِن الت للجزاء لقلت‬ ‫لزمك أَن تقدر لا ثالثا‪ ،‬قال‪ :‬ولذا لو َ‬
‫أَُنيّ‪ ،‬ولو َسمّيت بإِن الخففة من الثقيلة لقلت أُنَيْنٌ‪ ،‬فرددت ما‬
‫ب الخففة تقول ف تصغيها اس َم رجل‬ ‫كان مذوفا‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك رُ َ‬
‫رُبَْيبٌ‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@بل‪ :‬التََبهّل‪ :‬العَناء بالطلب‪ .‬وأَبل الرجلَ‪ :‬تَرَكه‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫َب َهلْته وأَْب َهلْته إِذا َخلّيْتَه وإِرادتَه‪ .‬وأَْبهَل الناقةَ‪:‬‬
‫أَ ْه َملَها‪ .‬ا َلزْهري‪ :‬عَْبهَل الِبلَ أَي َأ ْه َملَها مثل أَْب َهلَها‪ ،‬والعي‬
‫مبدلة من المزة‪ .‬وناقة باهِل بيّنة الَبهَل‪ :‬ل صِرارَ عليها‪ ،‬وقيل‪ :‬ل‬
‫خِطام عليها‪ ،‬وقيل‪ :‬ل ِسمَة عليها‪ ،‬والمع ُبهّل وُبهْل‪ .‬وقد أَْبهَلتْها‬
‫أَي تركتها باهلً‪ ،‬وهي مُْبهَلة ومُباهِل للجمع‬
‫(* قوله «ومباهل للجمع»‬
‫كذا وقع ف الصل ميم مباهل مضمونا وكذا ف القاموس وليس فيه لفظ‬
‫المع)‪.‬‬
‫قال ابن بري‪ :‬قال ابن خالويه الُبهّل واحدها باهلٌ وباهلة وهي الت‬
‫تكون ُم ْه َملَة بغي راع‪ ،‬يريد أَنا سَرَحَت للمَرْعى بغي راع؛ وشاهد‬
‫أَْبهَل قول الشاعر‪:‬‬
‫للْقَ ُكّل ُهمُ‪،‬‬ ‫قد غاث رَبّك هذا ا َ‬
‫بعامِ ِخصْبٍ‪ ،‬فعاش الا ُل والنّ َعمُ‬
‫وأَْبهَلوا سَرْ َحهُم من غي َتوْدِيةٍ‬
‫ول ديار‪ ،‬ومات ال َفقْر وال َعدَم‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫ك ُلسَْتقَرّه‪،‬‬ ‫قد رَ َجعَ ا ُللْ ُ‬
‫ش َب ْعدَ مُرّه‪،‬‬
‫وعاد ُحلْو العَيْ ِ‬
‫ب َبعْدَ صَرّه‬ ‫وأَْبهَلَ الاِل ُ‬
‫وناقة باهل‪ :‬مُسَيّبَة‪ .‬وأَْبهَل الراعي إِبله إِذا تركها‪،‬‬
‫وأَْب َهلَها‪ :‬تركها من الَلبِ‪ .‬والباهل‪ :‬الِبل الت ل صِرار عليها‪ ،‬وهي‬
‫الُْبهَلة‪ .‬وقال أَبو عمرو ف الُبهّل مثله‪ :‬واحدها باهل‪ .‬وأَبل الوال‬
‫رعِيّتَهُ واسْتَْبهَلها إِذا أَهلها؛ ومنه قيل ف بن شَيْبانَ‪ :‬استَْبهَلتها‬
‫السواحلُ؛ قال النابغة ف ذلك‪:‬‬
‫وشيْبان حيث اسْتَْب َهلَتْها السّواحِلُ‬
‫أَي أَهلها ملوكُ الِية لَنم كانوا نازلي ِبشَطّ البحرِ‪ .‬وف‬
‫التهذيب‪ :‬على ساحل الفُرات ل َيصِل إِليهم السلطان يفعلون ما شاؤُوا‪ ،‬وقال‬
‫الشاعر ف إِبل أُْب ِهَلتْ‪:‬‬
‫إِذا اسُْتْبهَِلتْ أَو َفضّها العَْبدُ‪َ ،‬حلّ َقتْ‬
‫بسَرْبك‪ ،‬يوْم ال ِورْدِ‪ ،‬عَنْقا ُء ُمغْرِب‬
‫يقول إِذا أُْب ِهَلتْ هذه الِبل ول ُتصَرّ أَْنفَدت الِيانُ‬
‫أَلبانا‪ ،‬فإِذا أَرادت الشّرْب ل يكن ف أَخْلفها من اللب ما َتشْتَري به‬
‫ماء لشربا‪ .‬وَب ِهلَت الناقة تَْبهَل َبهَلً‪ :‬حُلّ صِرارُها وتُرك‬
‫َوَلدُها يَرْضَعها؛ وقول الفرزدق‪:‬‬
‫ت َبعْ ٍل َسمِينَةً‪،‬‬ ‫َغدَت من هِللٍ ذا َ‬
‫وآَبتْ بَثدْي باهِلِ ال ّز ْوجِ أَّيمِ‬
‫يعن بقوله باهل ال ّز ْوجِ باهلَ الّثدْي ل يتاج إِل صِرار‪ ،‬وهو‬
‫مستعار من الناقة الباهل الت ل صِرار عليها‪ ،‬وإِذا ل يكن لا َزوْج ل‬
‫يكن لا لب؛ يقول‪ :‬لا قُتِلَ َزوْجُها فبقيت أَيّما ليس لا ولد؛ قال‬
‫ابن سيده‪ :‬التفسي لبن الَعراب‪ .‬قال أَبو عبيد‪َ :‬حدّثن بعض أَهل‬
‫صمّة أَراد أَن يُ ْطلّق امرأَته فقالت‪ :‬أَتطلقن‬ ‫العلم أَن ُدرَْيدَ بن ال ّ‬
‫وقد َأ ْطعَمْتُكَ مأْدُومي وأَتيتك باهِلً غي ذاتِ صِرار؟ قال‪:‬‬
‫َج َعَلتْ هذا مثلً لالا وأَنا أَباحت له مالا‪ ،‬وكذلك الناقة ل عِرانَ‬
‫عليها‪ ،‬وكذلك الت ل ِسمَة عليها‪ .‬واسْتَْبهَل فلن الناقة إِذا احتلبها‬
‫بل صِرار؛ وقال ابن مقبل‪:‬‬
‫فاسْتَْبهَل الَرْب من حَرّا َن مُطّرِدٍ‪،‬‬
‫َحتّى يَظَلّ‪ ،‬على ال َكفّي‪ ،‬مَرْهُونا‬
‫أَراد بالرّان الرمح‪ ،‬والباهل التردّد بل عمل‪ ،‬وهو أَيضا الراعي‬
‫بل عصا‪ .‬وامرأَة باهلة‪ :‬ل زوج لا‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الباهل الذي ل سلح‬
‫معه‪.‬‬
‫والَبهْل‪ :‬الّلعْن‪ .‬وف حديث ابن الصّبْغاء قال‪ :‬الذي َبهَله بُرَيْقٌ‬
‫ل َبهْلً‪:‬‬‫أَي الذي َلعَنه ودعا عليه رجل اسه بُرَيْقٌ‪ .‬وَبهَله ا ُ‬
‫َلعَنه‪ .‬وعليه َبهْلة ال وُبهْلته أَي لعْنَتُه‪ .‬وف حديث أَب بكر‪ :‬من‬
‫َوِليَ من أُمور الناس شيئا فلم ُيعْطِهم كتاب ال فعليه َبهْلة ال‬
‫أَي َلعْنة ال‪ ،‬وتضم باؤها وتفتح‪ .‬وباهَلَ القومُ بعضُهم بعضا‬
‫وتَباهلوا وابتهلوا‪ :‬تَلعنوا‪ .‬والُباهلة‪ :‬الُلعَنة‪ .‬يقال‪ :‬با َهلْت فلنا أَي‬
‫لعنته‪ ،‬ومعن الباهلة أَن يتمع القوم إِذا اختلفوا ف شيء فيقولوا‪:‬‬
‫َلعْنَةُ ال على الظال منا‪ .‬وف حديث ابن عباس‪ :‬من شاء با َهلْت أَن‬
‫الَ ّق معي‪.‬‬
‫ل أَي ُمجَْتهِدا ف‬ ‫وابَْتهَل ف الدعاء إِذا اجَْت َهدَ‪ .‬ومُبَْتهِ ً‬
‫الدعاء‪ .‬والبتهال‪ :‬التضرّع‪ .‬والبتهال‪ :‬الجتهاد ف الدعاء وإِخْلصُه‬
‫ل عز وجل‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬ث نَبَْتهِ ْل فنجعلْ لعنة ال على‬
‫خلِصْ ويتهد ك ّل منا ف الدعاء والّلعْنِ على الكاذب‬ ‫الكاذبي؛ أَي ُي ْ‬
‫منا‪ .‬قال أَبو بكر‪ :‬قال قوم الُبَْتهِل معناه ف كلم العرب ا ُلسَبّح‬
‫الذاكر ل‪ ،‬واحتجوا بقول نابغة شيبان‪:‬‬
‫َأقْ َطعُ اللّيل آهَةً واْنتِحابا‪،‬‬
‫وابْتِهالً ل أَيّ ابْتِهال‬
‫قال‪ :‬وقال قوم الُبَْتهِل الداعي‪ ،‬وقيل ف قوله ث نبتهل‪ :‬ث‬
‫َنلَْتعِن؛ قال‪ :‬وأَنشدنا ثعلب لبن الَعراب‪:‬‬
‫ل َيتََأ ّروْ َن ف ا َلضِيقِ‪ ،‬وِإنْ‬
‫نادى مُنادٍ ك ْي يَنْ ِزلُوا‪ ،‬نَزَلوا‬
‫ل ُبدّ ف كَرّ ِة الفوارِسِ أَن‬
‫يُتْ َر َك ف َمعْرَ ٍك لم بَطَل‬
‫مُْن َعفِرُ الوجهِ فيه جائفةٌ‪،‬‬
‫ب الصّلةَ مُبَْتهِل‬ ‫كما أَ َك ّ‬
‫أَراد كما َأ َكبّ ف الصّل ِة مُسَبّح‪ .‬وف حديث الدعاء‪ :‬والبتهالُ‬
‫أَن َت ُمدّ يديك جيعا‪ ،‬وأَصله الَتضَرّع والبالغة ف السؤال‪.‬‬
‫حكَم‪ :‬والَبهْل من الاء القليل؛ قال‪:‬‬ ‫والَبهْل‪ :‬الال القليل‪ ،‬وف ا ُل ْ‬
‫ل مِْنهُما فَ َرضِيته‪،‬‬ ‫وأَعْطا َك َبهْ ً‬
‫لقِيِ عَيُوفُ‬ ‫وذو الّلبّ للبَهْلِ ا َ‬
‫والَبهْل‪ :‬الشيء اليسي القي؛ وأَنشد ابن بري‪:‬‬
‫ب على الزّا ِد يُبْدي الَبهْ َل َمصْ َدقُه‪،‬‬ ‫َكلْ ٌ‬
‫َل ْعوٌ يُهادِيك ف َش ّد وتَبْسيل‬
‫وامرأَة ِبهِيلة‪ :‬لغة ف َبهِية‪ .‬وَبهْلً‪ :‬كقولك َمهْلً‪ ،‬وحكاه يعقوب‬
‫ل إِتباع؛‬‫ل وَبهْ ً‬
‫ف البدل قال‪ :‬قال أَبو عمرو ْبلً من قولك َمهْ ً‬
‫ل وَبهْلً؛ قال أَبو ُجهَيْمة الذهلي‪:‬‬ ‫وف التهذيب‪ :‬العَرَب تقول َمهْ ً‬
‫ل فلم يُثِب‬ ‫ل وَبهْ ً‬ ‫فقلت له‪َ :‬مهْ ً‬
‫ضغْنَا‬
‫ِب َقوْل‪ ،‬وأَضْحى الغُسّ ُمحَْتمِلً ِ‬
‫(* قوله «الغس» هو بضم العجمة‪ :‬الضعيف اللئيم‪ ،‬والفسل من الرجال‪.‬‬
‫وأورده شارح القاموس بلفظ‪ :‬النفس‪ ،‬بالنون والفاء)‪.‬‬
‫وَبهْل‪ :‬اسم للشديدة‬
‫(* قوله «اسم للشديدة» أي للسنة الشديدة) ك َكحْل‪.‬‬
‫وباهلة‪ :‬اسم قبيلة من قَيْس عَيْلن‪ ،‬وهو ف الَصل اسم امرأَة من‬
‫س عَيْلن فنسب ولده‬ ‫َهمْدان‪ ،‬كانت تت َمعْن بن َأ ْعصُرَ ابن سعد بن قَيْ ِ‬
‫إِليها؛ وقولم باهلة بن أَ ْعصُر‪ ،‬إِنا هو كقولم َتمِيم بن مُرّ‪،‬‬
‫حيّ والتأْنيث للقبيلة‪ ،‬سواء كان السم ف الَصل لرجل أَو‬ ‫فالتذكي لل َ‬
‫امرأَة‪.‬ومُْبهِل‪ :‬اسم جبل لعبد ال بن غَطْفان؛ قال مُزَرّد يَرُ ّد على كعب‬
‫بن زهي‪:‬‬
‫وأَْنتَ امر ٌؤ من أَهْ ِل ُق ْدسِ ُأوَارَةٍ‪،‬‬
‫ف مُْبهِل‬‫أَ َحلّتْكَ عَْبدَ ال َأكْنا ُ‬
‫والَْبهَل‪َ :‬حمْل شجرة وهي العَرْعَر؛ وقيل‪ :‬ا َلْبهَل ثر العَرْعَر؛‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وليس بعربّ مض‪ .‬الَزهري‪ :‬الَْبهَل شجرة يقال لا‬
‫اليرس‪ ،‬وليس الَبل بعربية مضة‪.‬‬
‫ضحّاك؛ وأَنشد ابن بري ل ُطفَيل الغَنَوي‪:‬‬ ‫والُب ْهلُول من الرجال‪ :‬ال ّ‬
‫وغارَةٍ َكحَرِيقِ النّا ِر زَعْزَعَها‬
‫ص ْدرِ السّْيفِ‪ُ ،‬ب ْهلُولُ‬ ‫ِمخْرَاقُ حرْبٍ‪ ،‬ك َ‬
‫والُبهْلول‪ :‬العزيز الامع لكل خي؛ عن السياف‪ .‬والُبهْلُول‪ :‬الَييّ‬
‫الكري‪ ،‬ويقال‪ :‬امرأَة ُبهْلول‪ .‬الَحر‪ :‬هو الضّلل بن‬
‫ُب ْهلُ َل غي مصروف‪ ،‬بالباء كأَنه الُْبهَل ا ُل ْهمَل مثل ابن ُث ْهلُل‪،‬‬
‫معناه الباطل‪ ،‬وقيل‪ :‬هو مأْخوذ من إِبْهال وهو ا ِلهْمال‪ .‬غيه‪ :‬يقال‬
‫للذي ل ُيعْرَف ُبهْل بن ُبهْلنَ؛ ولا قتل النتشر بن وهب الباهلي‬
‫مُرّة بن عاهان قالت نائحته‪:‬‬
‫يا عَيْن جُودِي لُرّةَ ب ِن عَاهَانا‪،‬‬
‫لو كان قاِتلُه من غَيْر مَنْ كانا‪،‬‬
‫سبٍ‪،‬‬ ‫لو كان قاِتلُه يوما َذوِي َح َ‬
‫َلكِنّ قاِتلَهُ ُبهْلُ بن ُبهْلنا‬
‫لفّة‪ .‬والَبهْدَلة‪ :‬طائر أَخضر‪ ،‬وجعه َب ْهدَل‪.‬‬ ‫@بدل‪ :‬الَب ْهدَلة‪ :‬ا ِ‬
‫والَب ْهدَلة‪ :‬أَصل الثدي‪ .‬وَب ْهدَلة‪ :‬اسم رجل‪ ،‬وقيل‪ :‬اسم رجل من َتمِيمٍ‪.‬‬
‫وَب ْهدَلة‪ :‬قبيلة؛ عن ثعلب وابن الَعراب‪ .‬وَب ْهدَل الرجلُ إِذا عظُمت‬
‫ثَْن ُدوَته‪ .‬ويقال للمرأَة‪ :‬إِنا ذات بَهادِل وبآدل‪ ،‬وهي َلحَمات بي‬
‫العُنُق إِل التّ ْرُقوَة‪.‬‬
‫صلَة والُبهْصُلة من النساء‪ :‬الشديدةُ البياض‪ ،‬وقيل هي‬ ‫@بصل‪ :‬الَبهْ َ‬
‫القَصية؛ قال منظور الَسدي‪:‬‬
‫َقدِ انْتََث َمتْ َعَليّ بقول سوءٍ‬
‫صلَةٌ‪ ،‬لا وَجْهٌ َدمِيمُ‬
‫ُبهَْي ِ‬
‫ش وانٍ لئِيمٍ‪،‬‬ ‫حَليلَةُ فاحِ ٍ‬
‫ب لَئيمُ‬ ‫مُ َز ْوزِكَةٌ لا َحسَ ٌ‬
‫النْتِثَام‪ :‬النفجار بالقول القبيح‪ .‬اْنتََث َمتْ‪ :‬انفجرت بالقبيح‪.‬‬
‫صخّابة الَرِيئة‪.‬‬ ‫ورجل ُب ْهصُل‪ :‬أَبيض َجسِيم‪ .‬والُب ْهصُل‪ :‬ال ّ‬
‫لسِيمُ‪ ،‬والصادُ غي معجمة‪ .‬وَبهْصَله الده ُر من ماله‪:‬‬ ‫والُب ْهصُل‪ ،‬بالضم‪ :‬ا َ‬
‫أَخرجه‪ ،‬وكذلك َب ْهصَل القومَ من أَموالم‪ .‬وحِما ٌر ُب ْهصُل‪ :‬غليظ‪ .‬ابن‬
‫الَعراب‪ :‬إِذا جاء الرجل عُرْيانا فهو الُبهْصُل والضّْيكَل‪.‬‬
‫@بكل‪ :‬امرأَة َب ْهكَلة وَب ْهكَنَة‪َ :‬غضّةٌ‪ ،‬وهي ذات شَباب َب ْهكَنٍ أَي‬
‫غَضّ‪ ،‬قال‪ :‬وربا قالوا َب ْهكَل؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫و َكفَ ٍل مِثْلٍ الكَثِيبِ الَهْيَل‪،‬‬
‫ب َب ْهكَل‬ ‫رُعْبُوبَة ذات شَبَا ٍ‬
‫@بول‪:‬الَبوْل‪ :‬واحد ا َلبْوال‪ ،‬بال الِنسانُ وغيُه يَبُول َبوْلً؛‬
‫واستعاره بعض الشعراء فقال‪:‬‬
‫بالَ ُسهَيْ ٌل ف الفَضِي ِخ َف َفسَد‬
‫ب مَْبوَلة‪،‬‬
‫للْسة والرّكْبة‪ .‬و َكثْرَةُ الشّرا ِ‬ ‫والسم البِيلَة كا ِ‬
‫بالفتح‪ .‬والِْبوَلة‪ ،‬بالكسر‪ :‬كُوزٌ يُبال فيه‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬لنُبِيلَنّ الَيْ َل ف عَرَصاتكم؛ وقول الفرزدق‪:‬‬
‫سدَ َزوْجَتِي‪،‬‬ ‫سعَى لُي ْف ِ‬‫وِإنّ الذي َي ْ‬
‫كسَاعٍ إِل ُأ ْسدِ الشّرَى َيسْتَبِيلُها‬
‫أَي يأْخذ َب ْولَها ف يده؛ وأَنشد ابن بري لالك بن ُنوَيْرة اليبوعي‬
‫وقال‪ :‬أَنشده ثعلب‪:‬‬
‫كأَّن ُهمُ‪ ،‬إِذ َي ْعصِرون فُظُوظَها‬
‫ِبدَجْلة أَو فَيْض الُُبلّةِ‪َ ،‬م ْورِدُ‬
‫إِذا ما اسْتَبَالوا الَيْلَ‪ ،‬كانت أَ ُكفّهم‬
‫وَقاِئعَ للَبْوالِ‪ ،‬والاءُ أَبْرَدُ‬
‫يقول‪ :‬كانت َأ ُكفّهم وَقائع حي بالت فيها اليل‪ ،‬والوَقَائع ُنقَرٌ‪،‬‬
‫ض الفُرَات‪ .‬وف‬ ‫يقول‪ :‬كَأنّ ماء هذه الفُظُوظ من َدجْلة أَو فَيْ ِ‬
‫الديث‪ :‬من نام حت أَصبح بال الشيطان ف أُذُنه؛ قيل‪ :‬معناه َسخِر منه و َظهَر‬
‫عليه حت نام عن طاعة ال كما قال الشاعر‪:‬‬
‫بالَ ُسهَيْل ف الفَضِي ِخ َف َفسَد‬
‫أَي لا كان ال َفضِيخ َيفْسُد بطلوع ُسهَيْل كان ظُهورُه عليه ُم ْفسِدا‬
‫له‪ .‬وف حديث آخر عن السن مرسلً أَن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فإِذا نام شَفرَ الشيطانُ ب ّرجْله فبال ف أُذنه‪ .‬وف حديث ابن مسعود‪:‬‬
‫كفى بالرجل شرّا أَن يَبُولَ الشيطانُ ف أُذنيه‪ ،‬قال‪ :‬وكل هذا على سبيل‬
‫الجاز والتمثيل‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه خرج يريد حاجة فاتّبعه بعض أصحابه‬
‫فقال‪ :‬تَنَحّ فإِن كل باِئلَ ٍة تُفيخُ أَي من يبول يرج منه الريح‪،‬‬
‫وأَّنثَ البائلة ذهابا إِل النفس‪ .‬وف حديث عمر ورأَى َأ ْسَلمَ يمل متاعه‬
‫على بعي من إِبل الصدقة قال‪َ :‬فهَلً ناق ًة َشصُوصا أَو اب َن لَبُون‬
‫َبوّالً؟ وصفه بالبول تقيا لشأْنه وأَنه ليس عنده َظهْرٌ يُرْغَب فيه‬
‫حَلبَ وإِنا هو َبوّال‪.‬‬ ‫ع فُي ْ‬‫ل ُقوّة َحمْله ول ضَرْ ٌ‬
‫وأَ َخذَهُ ُبوَال‪ ،‬بالضم‪ ،‬إِذا َجعَلَ البو ُل يُعتريه كثيا‪ .‬ابن سيده‪:‬‬
‫البُوال داء يكثر منه الَبوْل‪ .‬ورجل ُبوَلة‪ :‬كثي الَبوْل‪ ،‬يطّرد على‬
‫هذا باب‪ .‬وِإنّه لَسن البِيلة‪ :‬من الَبوْل‪ .‬والَبوْلُ‪ :‬الولَد‪ .‬ابن‬
‫الَعراب عن الفضل قال‪ :‬الرجل يَبُول َبوْ ًل شَرِيفا فاخِرا إِذا ُوِلدَ‬
‫له وَلدٌ يشبهه‪.‬‬
‫والبَالُ‪ :‬الال والشأْن؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫فبِتْنا عَلى ما خَّيَلتْ نا ِع َميْ بال‬
‫وف الديث‪ :‬كل أَمر ذي بال ل يُبْدأُ فيه بمد ال فهو أَبتر؛ البال‪:‬‬
‫الال والشأْن‪ .‬وأَمر ذو با ٍل أَي شريفٌ ُيحْتَفل له وُيهَْتمّ به‪.‬‬
‫والبَا ُل ف غي هذا‪ :‬ال َقلْبُ‪ ،‬ومنه حديث الَحنف‪ُ :‬ن ِع َي له فلن‬
‫الَنْظَلي فما َألْقَى له بالً أَي ما استمع إِليه ول جعل قلبه نوه‪ .‬والبال‪:‬‬
‫الاطر‪ .‬والبال‪ :‬الَ ّر الذي ُيعَْتمَل به ف أَرض الزرع‪ .‬والبَالُ‪:‬‬
‫َسمَكة غليظة ُت ْدعَى َجمَل البحرِ‪ ،‬وف التهذيب‪َ :‬سمَكة عظيمة ف البحر‪،‬‬
‫قال‪ :‬وليست بعربية‪ .‬الوهري‪ :‬البَالُ الُوت العظيم من حيتان البحر‪ ،‬وليس‬
‫بعرب‪ .‬والبال‪ :‬رَخَاء العَيْش‬
‫(* كتب هنا بامش الصل‪ :‬ف نسخة رخاء‬
‫النفس) ‪ ،‬يقال‪ :‬فلن ف با ٍل رَ ِخ ّي ولَبَب رَ ِخيّ أَي ف َسعَة و ِخصْبٍ‬
‫وَأمْنٍ‪ ،‬وإِنه لَرَ ِخيّ البَا ِل وناعم البَالِ‪ .‬يقال‪ :‬ما بالُك؟ والبالُ‪:‬‬
‫ا َلمَل‪ .‬يقال‪ :‬فلن كا ِسفُ البال‪ ،‬و ُكسُوف باله‪ :‬أَن يضيق عليه أَمله‪.‬‬
‫وهو رَ ِخيّ البال إِذا ل يشتد عليه الَمر ول َيكْتَرِثْ‪ .‬وقوله عز‬
‫وجل‪ :‬سََيهْديهم وُيصْلح بالَهم‪ ،‬أَي حالم ف الدنيا‪ .‬وف الحكم‪ :‬أَي‬
‫ُيصْلح أَمر معاشهم ف الدنيا مع ما يازيهم به ف الخرة؛ قال ابن سيده‪:‬‬
‫وإِنا َقضَيْنا على هذه الَلف بالواو لَنا عَيْن مع كثرة «ب و ل» وقلة‬
‫«ب ي ل»‪ .‬والبالُ‪ :‬ال َقلْبُ‪ .‬ومن َأسْماء النفس البالُ‪ .‬والبالُ‪ :‬بال‬
‫النفس وهو الكتراث‪ ،‬ومنه اشتق باليَتْ‪ ،‬ول َيخْطُر ببال ذلك الَمر أَي‬
‫ل َيكْرِثْن‪ .‬ويقال‪ :‬ما َيخْطِ ُر فلن ببال‪ .‬وقولم‪ :‬ليس هذا من بال‬
‫أَي ما أُباليه‪ ،‬والصدر البالَةُ‪ .‬ومن كلم السن‪ :‬ل يُبالِهم الُ‬
‫بالَةً‪ .‬ويقال‪ :‬ل أُبالِ ول أُبَلْ‪ ،‬على القصر؛ وقول زهي‪:‬‬
‫لقد بالَْيتُ مَ ْظعَنَ ُأمّ َأ ْوفَى‪،‬‬
‫ولكنْ ُأمّ َأ ْوفَى ل تُبَال‬
‫ج من‬ ‫بالَيْتُ‪ :‬كَرِهت‪ ،‬ول تُبَال‪ :‬ل َتكْرَه‪ .‬وف الديث‪ :‬أَخْ َر َ‬
‫صلْب آدم ُذرّيّة فقال‪ :‬هؤلء ف النة ول أُبال‪ ،‬ث أَخرج ُذرّيّة‬ ‫ُ‬
‫فقال‪ :‬هؤلء ف النار ول أُبال أَي ل أَكره‪ .‬وها يَتباليان أَي‬
‫يَتَبارَيان؛ قال العدي‪:‬‬
‫شدّ أَيّ تَبَال‬ ‫وتَبَالَيا ف ال ّ‬
‫وقول الشاعر‪:‬‬
‫ما ل أَراك قائما تُبَال‪،‬‬
‫ت من الُزالِ؟‬ ‫وأَْنتَ ق ْد مُ ّ‬
‫قال‪ :‬تُبال تَنْظُر أَيّهم أَ ْحسَنُ با ًل وأَنت هالك‪ .‬يقال‪:‬‬
‫الُبالة ف الي والشر‪ ،‬وتكون الُبالة الصّبْرَ‪ .‬وذكر الوهري‪ :‬ما أُباليه‬
‫بالَةً ف العتل؛ قال ابن بري‪ :‬والبال الُبالة؛ قال ابن أَحر‪:‬‬
‫ليّ الزّيال‪،‬‬ ‫أَ َغدْوا وا َعدَ ا َ‬
‫و َسوْقا ل يُبالوا العَيْنَ بال؟‬
‫والبالَة‪ :‬القارُورة والِرَاب‪ ،‬وقيل‪ :‬وِعاء الطيّب‪ ،‬فارسي مُعرّب‬
‫ضخْم؛ قال الوهري‪:‬‬ ‫أَصله باله‪ .‬التهذيب‪ :‬البا ُل جع بالة وهي الِرَاب ال ّ‬
‫أَصله بالفارسية يله؛ قال أَبو ذؤَيب‪:‬‬
‫كَأنّ عليها بالَ ًة لَ َطمِيّةً‪،‬‬
‫لا من خِلل الدّأَْيَتيِ َأرِيجُ‬
‫وقال أَيضا‪:‬‬
‫س ُم ما ِإنْ بال ٌة لَ َطمِيّةٌ‬
‫فُأ ْق ِ‬
‫َيفْوحُ بباب الفَا ِرسِّييَ بابُها‬
‫أَراد باب هذه اللّطِمية قال‪ :‬وقيل هي بالفارسية يله الت فيها‬
‫شمّة‪،‬‬‫ا ِلسْك فأَلف بالة على هذا ياء‪ .‬وقال أَبو سعيد‪ :‬البالة الرائحة وال ّ‬
‫وهو من قولم بلوته إِذا شمته واختبته‪ ،‬وإِنا كان أَصلها َبَلوَة ولكنه‬
‫ع وَقعَا؛ أَل ترى‬‫َقدّم الواو قبل اللم َفصَيّرها أَلفا‪ ،‬كقولك قا َ‬
‫أَن ذا الرمة يقول‪:‬‬
‫صفَرَ َورْد آل‪ ،‬حتّى كأَنّما‬ ‫بأَ ْ‬
‫َيسُوفُ به البال عُصارَةَ خَرْدَل‬
‫أَل تراه َج َعلَه يَْبلُوه؟ والبالُ‪ :‬جع بالَةٍ وهي عَصا فيها ُزجّ‬
‫تكون مع صَيّادي أَهل البصرة‪ ،‬يقولون‪ :‬قد أَمكنك الصيدُ فَألْقِ البالَة‪.‬‬
‫وف حديث الغية‪ :‬أَنه كره ضرب البالَة؛ هي بالتخفيف‪ ،‬حَديدة يصاد با‬
‫السمك‪ ،‬يقال للصياد‪ :‬ا ْرمِ با فما خرج فهو ل بكذا‪ ،‬وإِنا كرهه لَنه‬
‫غرر ومهول‪ .‬وَبوْلن‪ :‬ح ّي من طَيّءٍ‪ .‬وف الديث‪ :‬كان للحسن والسي‪،‬‬
‫عليهما السلم‪ ،‬قَطِيفَة َبوْلنِيّة؛ قال ابن الَثي‪ :‬هي منسوبة إِل‬
‫َبوْلن اسم موضع كان َيسْرِق فيه الَعْرابُ متاعَ الاجّ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وَبوْلن أَيْضا ف أَنساب العرب‪.‬‬
‫بيل‪ :‬بِيل‪َ :‬نهْر‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@بيل‪ :‬بِيل‪َ :‬نهْر‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@بالم‪ :‬النهاية ف ذكر أُ ْدمِ أَهلِ النة قال‪ :‬إدامُهم بال ُم والنونُ‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬وما هذا؟ قال‪َ :‬ث ْورٌ ونونٌ؛ قال ابن الثي‪ :‬هكذا جاء ف الديث‬
‫ت وبه سّي يونس‪ ،‬على نبينا ممد‬ ‫مفسّرا‪ ،‬أمّا النو ُن فهو الُو ُ‬
‫وعليه الصلة والسلم‪ ،‬ذا النّون ‪ ،‬وأَما بَال ُم فقد َت َمحّلوا لا شرحا‬
‫ضيّ‪ ،‬وَلعَلّ اللفظة عبانية‪ ،‬قال‪ :‬وقال الطاب لعل اليهوديّ‬ ‫غي مر ِ‬
‫أَراد الَتعْمِيَة فقطع الِجاء وقدّم أحدَ الَرفَي على الخر‪ ،‬وهي‬
‫لم أَلف وياء؛ يريدَ لَى بوزْن َلعَا‪ ،‬وهو الّثوْر الوحشيّ‪ ،‬فصحّف‬
‫الراوي الياء بالباء‪ ،‬وقال‪ :‬هذا أقرب ما يقع ل فيه‪.‬‬
‫@ببم‪ :‬أَبَنَْب ُم ويَبَنَْبمُ‪ :‬موضع‪ .‬قال ابن بري‪ :‬أَبَنْبَم على‬
‫َأفَْنعَل من أَبْنية الكتاب؛ قال طُفيل‪:‬‬
‫حفَر أَبَنَْبمِ؟‬
‫ك َأظْعانٌ ِب َ‬‫أَشاقَتْ َ‬
‫َن َعمْ ُبكُرا مثل الفَسيلِ ا ُل َكمّمِ‬
‫التهذيب‪ :‬يََبمَْبمُ ذكره حيد بن ثور فقال‪:‬‬
‫ع بِيشَةٍ‪،‬‬ ‫إذا شِئتُ غَنّتْن بأَجْزا ِ‬
‫أو الِزْع من تَْثلِيثَ أو من يَبَمبَما‬
‫@بتم‪ :‬البُْتمُ والبُّتمُ‪ :‬جبل من ناحية فَرْغانَة‪.‬‬
‫جمُ َبجْما وُبجُوما‪ :‬سكت من هيبة أو ِعيّ‪.‬‬ ‫@بم‪َ :‬بجَم الرج ُل يَْب ِ‬
‫جمُ‪ :‬الماعة‬ ‫ورأَيت َبجْما من الناس وَبجْدا أَي جاعة‪ .‬والَب ْ‬
‫الكثية‪.‬‬
‫@برم‪ :‬البَجا ِرمُ‪ :‬الدواهِي‪.‬‬
‫ح َومٌ‪ :‬كثي الاء؛ عن ا َلجَري؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫@بم‪َ :‬غدِير َب ْ‬
‫فصِغارُها مِثْ ُل الدّبَى‪ ،‬وكِبارُها‬
‫ح َومِ‬
‫مِثْل الضّفا ِدعِ ف َغدِيرٍ َب ْ‬
‫خذَم‪ :‬اسمٌ‪.‬‬ ‫@بذم‪َ :‬ب ْ‬
‫@بذم‪ :‬الُب ْذمُ‪ :‬الرأْيُ الَّيدُ‪ .‬والُبذْمُ‪ :‬احتمالُك لِما ُح ّملْت‪.‬‬
‫والُب ْذمُ‪ :‬الّنفْس‪ .‬والُب ْذمُ‪ :‬القوّة والطاقةُ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫أَنُو ُء بِرِجْلٍ با ُب ْذمُها‪،‬‬
‫وأَعَْيتْ با ُأخْتُها الخِرَه‬
‫أو الغابِرَه‪.‬‬
‫ورج ٌل ذو ُب ْذمٍ أي كَثافَةٍ وجَلدَ‪ ،‬وكذلك الّث ْوبُ‪ .‬وثوبٌ ذو ُب ْذمٍ‬
‫ي وحَ ْزمٍ‪،‬‬ ‫أي كثي الغَزْل‪ .‬ورجل ذو ُب ْذمٍ أي َس ِميٌ‪ ،‬ويقال‪ :‬ذو رَأْ ٍ‬
‫وقال الُموي‪ :‬ذو َنفَس‪ ،‬وقال الكِسائي‪ :‬ذو احْتِمال لِما ُحمّل‪ .‬قال‬
‫ي قيل‪ :‬ما له ُب ْذمٌ‪.‬‬ ‫ابن بري‪ :‬قال الَصمعي إذا ل يكن للرجل رَأْ ٌ‬
‫بِ مِن الرّجال أي أَنه‬ ‫صدَرُ الَبذِيِ‪ ،‬وهو العاقِلُ ال َغضَ َ‬ ‫والَب ْذمُ‪َ :‬م ْ‬
‫يعلم ما يأْتيه عند الغضَب؛ كذا حكاه أَهل اللغة‪ ،‬وقيل‪َ :‬يعْلم ما َي ْغضَب‬
‫له؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫كَ ِريُ عُروقِ النّْبعََتيِ مُ َطهّرٌ‪،‬‬
‫ضبُ‬‫ب مّا منه ذو الَب ْذمِ َي ْغ َ‬ ‫وَي ْغضَ ُ‬
‫الليث‪ :‬رج ٌل ُب ْذمٌ وَب ِذيٌ إذا َغضِب مّا يب أَن ُي ْغضَب منه‪ .‬وقال‬
‫الفراء‪ :‬الَبذِيةُ الذي ل َيغْضَب ف غي موضع الغضَب؛ قال ابن بري‪:‬‬
‫وقول الرّار‪:‬‬
‫يا ُأمّ ِعمْران وأُ ْختَ عَْتمِ‪،‬‬
‫شتُ بغي ُب ْذمِ‬ ‫قد طالَ ما ِع ْ‬
‫(* قوله «يا أم عمران إل» هكذا ف الصل مضبوطا‪ ،‬وف شرح القاموس‪:‬‬
‫واخت عثم‪ ،‬بالثاء)‪.‬‬
‫أَي بغي مُروءةٍ‪ ،‬وقد َب ُذمَ بَذامةً‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬والبَذ ُي من‬
‫ا َلفْواه الَُتغَيّر الرائحة؛ وأَنشد‪:‬‬
‫َش ِممْتها بشارِبٍ َب ِذيِ‬
‫لمُومِ‬ ‫قد َخمّ‪ ،‬أو قد َهمّ با ُ‬
‫وقال غيه‪ :‬أَْب َذ َمتِ الناقةُ وأَْبَل َمتْ إذا َو ِرمَ حيَاؤُها من‬
‫شدّ ِة الضّبَعَة‪ ،‬وإنا يكون ذلك ف َبكَرات البل؛ قال الراجز‪:‬‬
‫إذا َسمَا فوق َجمُوحٍ ِمكْتامْ‬
‫من َغمْطِه الَثْناءَ ذات البْذامْ‬
‫َيصِف َفحْل إبِل أَراد أَنه َيحَْتقِر الَثْنا َء ذواتِ البَلمَة‪،‬‬
‫فَي ْعلُو الناقةَ الت ل َتشُول بذَنَبها‪ ،‬وهي لقِح‪ ،‬كأَنا تكتُم‬
‫لَقاحَها‪.‬‬
‫@برم‪ :‬البَ َرمُ‪ :‬الذي ل َيدْخُل مع القوم ف الَْيسِر‪ ،‬والمع‬
‫أَبْرامٌ؛ وأَنشد الليث‪:‬‬
‫إذا ُع َقبُ ال ُقدُور ُعدِ ْدنَ مالً‪،‬‬
‫حثّ حَلئلَ الَبْرامِ ِع ْرسِي‬ ‫َت ُ‬
‫وأَنشد الوهري‪:‬‬
‫ول بَرَما ُتهْدى النسا ُء لعِ ْرسِهِ‪،‬‬
‫شعُ من بَ ْردِ الشتا ِء َت َق ْعقَعا‬ ‫إذا ال َق ْ‬
‫وف الثل‪ :‬أَبَرَما قَرُونا أي هو بَ َرمٌ ويأْكل مع ذلك تَمرَتَيْن‬
‫تَمرتَيْن‪ ،‬وف حديث و ْف ِد مَذحجِ‪ :‬كِرامٌ غي أَبْرامٍ ؛ الَبْرامُ‪:‬‬
‫اللّئامُ‪ ،‬وا ِحدُهم بَ َرمٌ‪ ،‬بفتح الراء‪ ،‬وهو ف الَصل الذي ل َيدْخُل مع‬
‫القومِ ف الَْيسِر ول ُيخْرِج معهم فيه شيئا؛ ومنه حديث عمرو بن‬
‫ت فيهم‬
‫معديكرب‪ :‬قال لعُمر أَأَبْرامٌ بَنو ا ُلغِية؟ قال‪ :‬وَلِمَ؟ قال نزل ُ‬
‫فما قَ َروْن غي َقوْس وَث ْورٍ و َكعْب‪ ،‬فقال عمر‪ :‬إ ّن ف ذلك‬
‫للّة من الّتمْر‪ ،‬والّث ْورُ‪ :‬قطعة عظيمة‬ ‫َلشِبَعا؛ ال َق ْوسُ‪ :‬ما يَبْقى ف ا ُ‬
‫سمْن؛ وأما ما أَنشده ابن العراب‬ ‫من ا َلقِط‪ ،‬وال َك ْعبُ‪ :‬قِطْعة من ال ّ‬
‫من قول أُحَيْحة‪:‬‬
‫ق َفتً‬‫إ ْن تُرِدْ حَرْب‪ ،‬تُل ِ‬
‫غ َي َممْلوكٍ ول بَ َرمَهْ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬فإنه عَن بالبَ َرمَة البَ َرمَ‪ ،‬والاء مبالغة‪ ،‬وقد يوز‬
‫أن يؤنث على معن العَيْنِ والّنفْس‪ ،‬قال‪ :‬والتفسي لنا نن إذ ل‬
‫يَّتجِه فيه غي ذلك‪ .‬والبَرَمةُ‪َ :‬ثمَر ُة العِضاهِ‪ ،‬وهي َأوّل وَهْلة‬
‫فَتْل ٌة ث َبلّةٌ ث بَرَمةٌ‪ ،‬والمع البَ َرمُ‪ ،‬قال‪ :‬وقد أَخطأَ أَبو حنيفة‬
‫ف قوله‪ :‬إن الفَتْلة قَبْل البَ َرمَة‪ ،‬وبَ َرمُ العِضاهِ كله أَصفر إلّ‬
‫بَ َرمَة العُ ْرفُطِ فإنا بَيْضاء كَأنّ هَيادِبا قُطْن‪ ،‬وهي مثل‬
‫سلَم أَطيب الَب َرمِ رِيا‪ ،‬وهي‬ ‫ِزرّ ال َقمِيص أَو َأ َشفّ‪ ،‬وبَرَمة ال ّ‬
‫صفْراء ت ْؤكَل‪ ،‬طيّبة‪ ،‬وقد تكون البَ َرمَةُ للَراكِ‪ ،‬والمع بَ َرمٌ‬ ‫َ‬
‫وبِرامٌ‪.‬‬
‫ص بعضهم به ُمجْتَن بَ َرمَ‬ ‫والُْب ِرمُ‪ُ :‬مجْتَن الَب َرمِ‪ ،‬وخ ّ‬
‫الَراك‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬البَ َرمُ َثمَر ال ّطلْح‪ ،‬واحدته بَ َرمَة‪ .‬ابن العراب‪:‬‬
‫ال ُعلّفَ ُة من ال ّطلْم ما أَخلفَ بعد البَ َرمَة وهو شبه اللّوبياء‪،‬‬
‫والبَ َر ُم َثمَرُ الَراك‪ ،‬فإذا أَ ْدرَك فهو مَرْدٌ‪ ،‬وإذا ا ْسوَ ّد فهو‬
‫ث وبَريرٌ‪ .‬وف حديث خُزية السلمي‪ :‬أَيَْن َعتِ العََنمَةُ و َسقَطَت‬ ‫كَبا ٌ‬
‫ت من أَغْصانا للجَدْب‪.‬‬ ‫البَرَمةُ؛ هي زَهْرُ ال ّطلْح‪ ،‬يعن أنا َسقَطَ ْ‬
‫والبَ َرمُ‪َ :‬حبّ العِنب إذا كان فوق ال ّذرّ‪ ،‬وقد َأبْ َرمَ الكَ ْرمُ؛ عن‬
‫ثعلب‪ .‬والبَ َرمُ‪ ،‬بالتحريك‪ :‬مصدر بَ ِرمَ با َلمْرِ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬بَرَما إذا‬
‫ضجِر‪ .‬وقد أَبْ َرمَهُ فلن إبْراما أي َأ َملّه‬ ‫سَِئمَهُ‪ ،‬فهو َب ِرمٌ َ‬
‫ضجَره فََب ِرمَ وتَبَرّم به تَبَرّما‪ .‬ويقال‪ :‬ل تُبْ ِرمْن‬ ‫وأَ ْ‬
‫ع بَرَما؛ هو مصدر‬
‫بكَثرة فُضولك‪ .‬وف حديث الدعاء‪ :‬السلمُ عليك غي ُموَدّ ٍ‬
‫بَ ِرمَ به‪ ،‬بالكسر‪ ،‬يَْب َرمُ بَرَما‪ ،‬بالفتح‪ ،‬إذا سَِئمَه و َملّه‪.‬‬
‫وأَبْ َرمَ الَمرَ وبَ َرمَه‪َ :‬أ ْحكَمه‪ ،‬والصل فيه إبْرامُ الفَتْل إذا‬
‫كان ذا طاقيْن‪ .‬وَأبْ َرمَ الَبْلَ‪ :‬أَجا َد فتله‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪:‬‬
‫أَبْ َرمَ الَبْ َل جعله طاقَيْن ث فَتَله‪ .‬والُبْ َرمُ والبَريُ‪ :‬الَبْل‬
‫سخَ ٌن‬ ‫الذي جع بي مَفْتُولَيْن َففُتِل َحبْلً واحدا مثل ماء ُم ْ‬
‫خيٌ‪ ،‬و َعسَلٌ ُمعْ َقدٌ و َعقِيدٌ‪ ،‬ومِيزانٌ مُتْ َرصٌ وتَريصٌ‪ .‬والُبْ َرمُ‬ ‫و َس ِ‬
‫من الثّياب‪ :‬ا َلفْتُول الغَزْل طاقَيْن‪ ،‬ومنه سّي ا ُلبْ َرمُ‪ ،‬وهو‬
‫جنسٌ من الثّياب‪ .‬والَبا ِرمُ‪ :‬الَغازِلُ الت يُْب َرمُ با‪ .‬والبَريُ‪:‬‬
‫َخيْطان ُمخْتلفان أَحرُ وأَصفرُ‪ ،‬وكذلك كل شيء فيه َلوْنان‬
‫ضوْ ُء الشمس‬ ‫ُمخْتلِطان‪ ،‬وقيل‪ :‬البَريُ خَيْطان يكونان من َلوْنَيْن‪ .‬والبَريُ‪َ :‬‬
‫مع َبقِيّة سَوادِ الليل‪ .‬والبَريُ‪ :‬الصبْح لِما فيه من سَوا ِد الليل‬
‫وبَياض النهار‪ ،‬وقيل‪ :‬بَريُ الصبح خَيْطه ا ُلخْتلط ِبَلوْنَيْن‪ ،‬وكل‬
‫شيئي اختلَطا واجْتمعا بَريٌ‪ .‬والبَريُ‪ :‬حَبْل فيه َفوْنان مُزَيّن‬
‫ضدِها؛ قال الكَروّس بن حصن‬ ‫َبوْهر تشدّه الرأَة على َوسَطها و َع ُ‬
‫(* قوله‬
‫«قال الكروس بن حصن» هكذا ف الصل‪ ،‬وف شرح القاموس‪ :‬الكروس بن زيد‪ ،‬وقد‬
‫استدرك الشارح هذا السم على الجد ف مادة كرس)‪.‬‬
‫وقائلةٍ‪ِ :‬ن ْعمَ الفَت أَنت من َفتً؛‬
‫ضعُ العَرْجا ُء جا َل بَريُها‬ ‫إذا الُ ْر ِ‬
‫وف رواية‪:‬‬
‫جعَل السّتْر دُونا‬ ‫حضّرة ل ُي ْ‬ ‫ُم َ‬
‫قال ابن بري‪ :‬وهذا البيت على هذه الرواية ذكره أَبو َتمّام للفرزدق ف‬
‫باب الديح من الماسة‪ .‬أبو عبيد‪ :‬البَريُ خَيْط فيه أَلوا ٌن تشدّه‬
‫الرأَة على َح ْقوَيْها‪ .‬وقال الليث‪ :‬البَريُ خيط يُنْظَم فيه خَرَز فتشدّه‬
‫الرأَة على َحقْوَيهْا‪ .‬والبَريُ‪ :‬ثوب فيه قَزّ وكتّانٌ‪ .‬والبَريُ‪:‬‬
‫خليط ُيفْتَل على طاقَيْن‪ ،‬يُقال‪ :‬بَ َرمْتُه وأَبْ َرمْتُه‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫البَريُ البْل ا َلفْتول يكون فيه َلوْنان‪ ،‬وربّما شدّتْه الرأَ ُة على‬
‫َوسَطها و َعضُدها‪ ،‬وقد يُعلّق على الصبّ تدفَع به العَيْن‪ ،‬ومنه قيل‬
‫للجيش بَري َللْوان شِعار القَبائل فيه؛ وأَنشد ابن بري للعجاج‪:‬‬
‫أَبْدى الصّباحُ عن بَريٍ أَخْصفَا‬
‫صفُ‬ ‫قال‪ :‬البَريُ حبْل فيه َلوْنان أَسود وأبيض‪ ،‬وكذلك ال ْخ َ‬
‫لصِيفُ‪ ،‬ويشبّه به ال َفجْر الكا ِذبُ أَيضا‪ ،‬وهو ذَنَب السّرْحان؛ قال‬ ‫وا َ‬
‫جا ِمعُ ابن مُرْخِيَة‪:‬‬
‫لقد طَ َرَقتْ دَهْماء‪ ،‬والبُ ْعدُ بينها‪،‬‬
‫ولَيْل‪ ،‬كأثْناء اللّفاعِ‪َ ،‬بهِيمُ‬
‫على َعجَلٍ‪ ،‬والصبحُ بالٍ كأَنه‬
‫بأَدْعَ َج من لَيْلِ التّمام بَريُ‬
‫قال‪ :‬والبَريُ أيضا الاءُ الذي خالَط غيَه؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫ضتِ البَرِيا‬ ‫حت إذا ما خا َ‬
‫والبَريُ‪ :‬القَطيع من الغنَم يكون فيه ضَرْبان من الضّأْن وا َلعَز‪.‬‬
‫والبَريُ‪ :‬الدمع مع الْث ِمدِ‪ .‬وبَ ِريُ القوم‪َ :‬لفِيفُهم‪ .‬والبَ ِريُ‪:‬‬
‫ليْشان عرَب و َعجَم؛ قالت‬ ‫الَيْش فيه أَخْلط من الناس‪ .‬والبَرِيان‪ :‬ا َ‬
‫لَيْلى الَخَْيلِيّة‪:‬‬
‫سدِمُ ا ُلَلوّي رْأسَه‬ ‫يا أَيها ال ّ‬
‫لَِيقُود من أَهل الِجاز بَرِيا‬
‫أَرادت جَيْشا ذا َلوْنَيْن‪ ،‬وك ّل ذي َلوْنَيْن بَريٌ‪ .‬ويُقال‪ :‬ا ْشوِ‬
‫لَنا من َبرِيَميْها أَي من الكَبِد والسّنام ُي َقدّان طُولً‬
‫وُيَلفّان ِبخَيْط أو غيه‪ ،‬ويقال‪ :‬سّيا بذلك لبَياض السّنام وسَوادِ‬
‫الكَبِد‪.‬‬
‫والبُ ُرمُ‪ :‬القَومُ السيّئُو الَخْلق‪ .‬والبَ ِريُ العُوذَة‪.‬‬
‫والبَرَم‪ :‬قِنانٌ من البال‪ ،‬واحدتا بَ َرمَة‪.‬‬
‫والبُ ْرمَةُ‪ِ :‬قدْر من حجارة‪ ،‬والمع بَ َر ٌم وبِرامٌ وبُ ْرمٌ؛ قال‬
‫طرَفة‪:‬جاؤوا إليك بكل َأرْ َملَةٍ‬
‫حمِل مِنْ َقعَ البُرم‬ ‫َشعْثا َء َت ْ‬
‫وأَنشد ابن بري للنابغة الذبيان‪:‬‬
‫والبائعات ِبشَ ّطيْ نْلةَ البُ َرمَا‬
‫وف حديث َبرِيرَةَ‪ :‬رَأَى بُرْم ًة َتفُورُ؛ البُرْمة‪ :‬ال ِق ْدرُ مطلقا‪،‬‬
‫خذَة من الَجر العروف بالجاز واليَمن‪.‬‬ ‫وهي ف الصل الُّت َ‬
‫والُْب ِرمُ‪ :‬الذي َيقْتَِلعُ حِجارةَ البِرامِ من البل ويق َطعُها‬
‫سوّيها ويَْنحَتها‪ .‬يقال‪ :‬فلن مُبْ ِرمٌ للّذي يقْتَ ِطعُها من جَبَلها‬ ‫وُي َ‬
‫وَيصْنعَها‪ .‬ورجل مُبْ ِرمٌ‪َ :‬ثقِيلٌ‪ ،‬منه‪ ،‬كأَنه َيقْتَطِع من ُجلَسائه‬
‫ث من ا ُلبْ ِرمِ وهو ا ُلجْتَن َثمَر‬ ‫شيئا‪ ،‬وقيل‪ :‬ال َغثّ الدي ِ‬
‫الَراك‪ .‬أَبو عبيدة‪ :‬الُبْ ِر ُم ال َغثّ الديثِ الذي يدّث الناسَ بالحاديث‬
‫الت ل فائدة فيها ول معن لا‪ ،‬أُ ِخ َذ من الُبْرِم الذ َيجْن‬
‫البَ َرمَ‪ ،‬وهو ثر الراك ل َطعْم له ول حَلوة ول ُحمُوضة ول معن له‪.‬‬
‫وقال الَصمعي‪ :‬الُْب ِرمُ الذي هو كَ ّل على صاحبه ل َن ْفعَ عنده ول‬
‫َخيْر‪ ،‬بنلة الَبرَم الذي ل يدخُل مع القو ِم ف الَْيسِر ويأْكل معهم من‬
‫حمِه‪.‬‬ ‫َل ْ‬
‫ص بعضهم به عََتلَة‬
‫والبَيْ َر ُم العَتَلَةُ‪ ،‬فارِسيّ معرّب‪ ،‬وخ ّ‬
‫الّنجّار‪ ،‬وهو بالفارسيّة بتفخيم الباء‪.‬‬
‫والبَ َرمُ‪ :‬ال ُكحْل؛ ومنه الب الذي جاء‪ :‬من تسمّع إل حديث قومٍ‬
‫صبّ ف أُذنه البَ َرمُ؛ قال ابن الَعراب‪ :‬قلت للمفضّل ما البَ َرمُ؟ قال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫صبّ ف أُذنه‬ ‫ال ُكحْل الُذاب؛ قال أَبو منصور‪ :‬ورواه بعضهم ُ‬
‫البَيْ َرمُ‪ ،‬قال ابن الَعراب‪ :‬البَيْ َرمُ الِب ْرطِيلُ‪ ،‬وقال أَبو عبيدة‪:‬‬
‫البَيْ َرمُ عََتلَةُ النّجار‪ ،‬أو قال‪ :‬العَتَلة بَيْ َرمُ النجار‪ .‬وروى ابن عباس‬
‫قال‪ :‬قال رسُول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬من اسَْتمَع إل حديث قومٍ‬
‫ل ال سعَه من البَيْرَم والُنكِ‪ ،‬بزيادة الياء‪.‬‬ ‫وهم له كارِهُون مَ َ‬
‫والبُرامُ‪ ،‬بالضم‪ :‬القُرا ُد وهو القِرْشام؛ وأَنشد ابن بري لؤية بن‬
‫عائذ الّنصْري‪:‬‬
‫مُقيما َبوْماةٍ كأَن بُرَامَها‪،‬‬
‫إذا زالَ ف آل السّراب‪ ،‬ظَليمُ‬
‫والمع أَبْ ِرمَةٌ؛ عن كراع‪.‬‬
‫وبِرْمةُ‪ :‬موضع؛ قال كثيّر عَزّة‪:‬‬
‫رَ َجعْت با عَنّي َعشِيّة بِرْمةٍ‪،‬‬
‫شَمات َة أَعْدا ٍء شُهودٍ وغُيّب‬
‫وأَبْ َرمُ‪ :‬موضع‪ ،‬وقيل نَبْت‬
‫(* قوله «وابرم موضع وقيل نبت» ضبط ف‬
‫الصل والقاموس والتكملة بفتح المزة‪ ،‬وف ياقوت بكسرها وصوبه شارح القاموس)؛‬
‫مثّل به سيبويه وفسّره السياف‪ .‬وبَرامٌ وبِرامٌ‪ :‬موضع؛ قال لبيد‪:‬‬
‫َأقْوى َفعُرّيَ واسطٌ فبَِرامُ‬
‫صوَائِ ٌق َفخُزامُ‬‫من أَ ْهلِه‪َ ،‬ف ُ‬
‫وبُ ْرمٌ‪ :‬اسم جبل؛ قال أَبو صخر الذل‪:‬‬
‫ولو أ ّن ما ُح ّم ْلتُ ُح ّملَه‬
‫ضوَى‪ ،‬أَو ُذرَى بُرْم‬ ‫ت رَ ْ‬
‫َش َعفَا ُ‬
‫@برجم‪ :‬ابن دريد‪ :‬البَرْجَمةُ ِغلَظُ الكلم‪ .‬وف حديث الجاج‪َ :‬أمِنْ‬
‫أَهْل الرّ ْه َمسَة والبَرْجَمة أنت؟ البَرْجَمة‪ ،‬بالفتح‪ِ :‬غلَظ ف الكلم‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬البُ ْر ُجمَة‪ ،‬بالضم‪ ،‬واحدة البَرا ِج ِم وهي مَفاصِل الصابع‬
‫الت بي الَشاجِع والرّواجِب‪ ،‬وهي رؤوس السّلمَيَات من َظهْر الكف إذا‬
‫قَبَض القابض كفّه َنشَزَت وارتفعت‪ .‬ابن سيده‪ :‬البُ ْرجُمةُ ا َلفْصِل‬
‫الظاهر من ا َلفَاصِل‪ ،‬وقيل‪ :‬الباطِن‪ ،‬وقيل‪ :‬البَرا ِج ُم مَفاصِل الَصابع‬
‫كلها‪ ،‬وقيل‪ :‬هي ظُهور ال َقصَب من الصابع‪ .‬والبُرْجُمةُ‪ :‬الصَْبعُ‬
‫ال ُوسْطى من كل طائر‪ .‬والبَراجِم‪ :‬أَحْياءٌ من بن تيم‪ ،‬من ذلك‪ ،‬وذلك أن‬
‫أَبا ُه ْم قبَض أَصابعه وقال‪ :‬كونوا كَبَاجِم َيدِي هذه أي ل َتفَ ّرقُوا‪،‬‬
‫وذلك أَع ّز لكم؛ قال أَبو عبيدة‪ :‬خَمسة من أَولدِ حَنْظلة ابن مالك بن‬
‫عمرو بن تيم يقال لم البَراجِم‪ ،‬قال ابن الَعراب‪ :‬البَرا ِج ُم ف بن‬
‫تيم‪ :‬عمرو وقَيْس وغالِب و ُك ْلفَة و ُظلَيْم‪ ،‬وهو بنو حَنْظلة بن زيد‬
‫مَناة‪ ،‬تَحالَفوا على أَن يكونوا كبَراجِم الَصابع ف الجتماع‪ .‬ومن‬
‫خ فقتله‬ ‫ش ِقيّ را ِكبُ البا ِجمِ‪ ،‬وكان عمرو بن هِنْد له أ ٌ‬ ‫أَمثالم‪ :‬إ ّن ال ّ‬
‫َنفَر من تيم فآل أن َيقْتُل به منهم مائة فقتل تسعةً وتسعي‪ ،‬وكان‬
‫نازلً ف ديار بن تيم‪ ،‬فأَحْرَق القَتْلى بالنار‪ ،‬فمرّ رجل من البَراجِم‬
‫وراحَ رائحةَ حَرِيق القَتْلى فَحسبه قُتَا َر الشّواء فمال إليه‪ ،‬فلمّا‬
‫رآه َعمْروا قال له‪ :‬مّن أنت؟ فقال‪ :‬رجل من البَراجِم‪ ،‬فقال حينئذ‪:‬‬
‫ش ِقيّ راكبُ الباجِم‪ ،‬وَأمَر فقُتِلَ وُأْلقِيَ ف النار فَبّت‬ ‫إ ّن ال ّ‬
‫ش ِقيّ واِفدُ البَراجِم‪ ،‬وذلك أن عمرو‬ ‫به يَمينه‪ .‬وف الصحاح‪ :‬إن ال ّ‬
‫بن ِهنْد كان حلف لُيحْ ِرقَنّ بأَخيه سعدِ بن الُْنذِر مائة‪ ،‬وساق‬
‫الديث‪ ،‬وسّت العرب عمرو بن هِنْد ُمحَرّقا لذلك‪ .‬التهذيب‪ :‬الرّاجِبَةُ‬
‫تف‬ ‫الُبقْعة ا َللْساء بي الباجِم‪ .‬قال‪ :‬والبا ِجمُ ا ُلشَنّجا ُ‬
‫ب ما بينها‪ ،‬وف‬ ‫مَفاصِل الَصابع‪ ،‬وف موضع آخر ف ظُهور الصابع‪ ،‬والرّوا ِج ُ‬
‫كلّ إصبع ثلث بُرْجات إل البام‪ ،‬وف موضع آخر‪ :‬وف كل إصبع‬
‫بُ ْر ُجمَتان‪ .‬أَبو عبيد‪ :‬الرّوا ِج ُم‬
‫(* قوله «الرواجم»هو باليم ف الصل‪ ،‬وف‬
‫ل عن الكفاية‪ :‬الباجم رؤوس السلميات‬ ‫التهذيب بالباء‪ ،‬وف الصباح نق ً‬
‫والرواجم بطونا وظهورها‪ ).‬والبَرا ِج ُم مَفاصِل الَصابع ُكلّها‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬من الفِطْرة َغسْلُ البَرا ِجمِ؛ هي العُ َقدُ الت تكون ف ظُهور‬
‫الصابع َيجْتَمع فيها ال َوسَخ‪.‬‬
‫@برسم‪ :‬البِرسامُ‪ :‬الُومُ‪ .‬ويقال لذه ال ِعلّة البِرسامُ‪ ،‬وكأَنه‬
‫معرّب‪ ،‬وبر‪ :‬هو الصدر‪ ،‬وسَام‪ :‬من أَساء الوت‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه البن‪ ،‬والَول‬
‫أَصحّ لن العلّة إذا كانت ف الرأْس يقال سِرْسام‪ ،‬وسِرْ هو الرأْس‪،‬‬
‫والَُب ْلسَم والُبَ ْرسَم واحد‪ .‬الوهري‪ :‬البِرْسامُ علّة معروفة‪ ،‬وقد‬
‫بُ ْر ِس َم الرجل‪ ،‬فهو مُبَ ْرسَمٌ‪.‬‬
‫قال‪ :‬والبْرِيسَم معرب وفيه ثلث لغات‪ ،‬والعرب تلط فيما ليس من‬
‫كلمها؛ قال ابن السكيت‪ :‬هو البريسَم‪ ،‬بكسر المزة والراء وفتح السي‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ليس ف كلم العرب‬
‫(* قوله «ليس ف كلم العرب إل» عبارة الصحاح نقلً عن‬
‫ابن السكيت أَيضا‪ :‬وليس ف الكلم افعيلل بالكسر ولكن افعيلل مثل‬
‫اهلِيلَج إل‪ ،‬ففي العبارة سقط ظاهر‪ ،‬وتقدم له ف هلج مثل ما ف الصحاح)‬
‫إ ْفعِيلِل مثل إهْليلَج وإبْريسَم‪ ،‬وهو ينصرف‪ ،‬وكذلك إن سّيت به على جهة‬
‫الّتلْقيب انصرف ف العرفة والّنكِرة‪ ،‬لن العرب أَعَرَبَته ف َنكِرَته‬
‫وأَدْ َخلَت عليه اللف واللم وأَجْرته مْرى ما أَصل بنائ ِه لم‪ ،‬وكذلك‬
‫شهْريز والجُرّ‬ ‫الفِرِْن ُد والدّيباجُ والرّاقُودُ وال ّ‬
‫والنّيْرُوزُ والزّْنجَبِيل‪ ،‬وليس كذلك إسحق ويعقوب وإبراهيم‪ ،‬لن العرب ما‬
‫أَعربتها إ ّل ف حال تعْريفها ول تنطِق با إل مَعارف ول تن ُقلْها من‬
‫تَْنكِي إل َتعْريف؛ قال ابن بري‪ :‬ومنهم من يقول أَبْرَْيسَم‪ ،‬بفتح المزة‬
‫والراء‪ ،‬ومنهم من يكسر المزة ويفتح الراء؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫كأَنّما اعَْت ّمتْ ُذرَى الَجْبالِ‬
‫بالقَزّ‪ ،‬والبْ َرْيسَمِ ا َللْهالِ‬
‫@برشم‪ :‬البَ ْرشَمةُ‪ :‬تلوين الّنقَطِ‪ .‬وبَ ْرشَم الرجلُ‪ :‬أَدامَ النظر أَو‬
‫أَ َحدّه‪ ،‬وهو الِبرْشامُ‪ ،‬والبِرْشامُ‪ِ :‬حدّةُ النظَر‪ .‬والُبَ ْر ِشمُ‪:‬‬
‫الادّ النظر‪ ،‬وهي البَ ْرشَمة والبَرْهَمة؛ قال ابن بري‪ :‬وأَنشد أَبو‬
‫عبيدة للكميت‪:‬‬
‫َألُقْطَةَ ُهدْ ُه ٍد وجُنُودَ أُنْثى‬
‫حمِي تَأْكلونا؟‬ ‫مُبَ ْر ِشمَةً‪َ ،‬أَل ْ‬
‫وف حديث حُذيفة‪ :‬كان الناس يَسأَلون رسولَ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫عن الَيْر وكنت َأسَْألُه عن الش ّر فبَ ْرشَموا له أَي َحدّقوا النظر‬
‫إليه‪ .‬والبَ ْرشَمة‪ :‬إدامةُ النّظر‪ .‬ورجل بُراشِم‪ :‬حَديدُ النظرَ‪.‬‬
‫وبَ ْر َشمَ الرجل إذا وَ َجمَ وأَظهر الُزْن‪ .‬والبُ ْرشُم‪ :‬البُرُقعُ؛ عن ثعلب؛‬
‫وأنشد‪:‬‬
‫جلُو واضِحا ُم َوشّما‪،‬‬ ‫غَداةَ َت ْ‬
‫َعذْبا لا ُتجْري عليه البُ ْرشُما‬
‫والبُرْشومُ‪ :‬ضرْب من النخل‪ ،‬واحدته بُرْشومةٌ‪ ،‬بالضم ل غي؛ قال ابن‬
‫دُريد‪ :‬ل أَدْري ما صحّته؛ وقال أَبو حنيفة‪ :‬الُبرْشومُ جِنْس من التمر‪،‬‬
‫وقال مرّة‪ :‬البُ ْرشُومةُ والبَ ْرشُومةُ‪ ،‬بالضم والفتح‪ ،‬أَْبكَرُ النخْل‬
‫بالبَصرة‪ .‬ابن العراب‪ :‬الُب ْرشُو ُم من ال ّرطَب الشّقمُ‪ ،‬ورُطَب‬
‫شهْريزِ وُيقْطَع ِع ْذقُه‬ ‫البُ ْرشُوم يتقدّم عند أَهل البصرة على ُرطَب ال ّ‬
‫قبله‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫ص القارُورةِ ونوِها ف بعض اللغات‪.‬‬ ‫@برصم‪ :‬البُرْصُوم‪ :‬عِفا ُ‬
‫شفَة‪ .‬وشَفةٌ‬ ‫ضخْم ال ّ‬‫@برطم‪ :‬البِرْطامُ والبُرا ِطمُ‪ :‬الرجل ال ّ‬
‫بِرْطامٌ‪ :‬ضخمة‪ ،‬والسم البَ ْرطَمة‪ ،‬والبَر َطمَةُ‪ :‬عُبوس ف انتِفاخ وغَيْظ‪:‬‬
‫قال‪:‬‬
‫مُبَ ْر ِطمٌ بَ ْرطَمة ال َغضْبانِ‪،‬‬
‫ِبشَفةٍ ليستْ على َأسْنانِ‬
‫تقول منه‪ :‬رأَيتُه مُبَرْطما‪ ،‬وما أَدْري ما الذي بَ ْرطَمهُ‪.‬‬
‫خ من الغضَب‪ .‬ويقال للرجل‪ :‬قد يَ ْرطَم بَ ْرطَمةً إذا غضِب‪،‬‬ ‫والبَ ْرطَمةُ‪ :‬النتفا ُ‬
‫ومثله اخْرَنْطَم‪ .‬وجاء فلن مُبْرَنْطِما إذا جاء مَُتغَضّبا‪.‬‬
‫وبَ ْرطَم الليلُ إذا اسودّ‪ .‬الكسائي‪ :‬الَب ْرطَمَةُ والبَرْهَمةُ كهيئة‬
‫التّخاوُص‪ .‬وتَبَ ْرطَمَ الرجل أي تغضّب من كلم‪ .‬وبَ ْرطَم الرجل إذا أَدْل‬
‫َشفَتَيْه من الغَضب‪ .‬وف حديث ماهد ف قوله عز وجل‪ :‬وأَنْتُم سا ِمدُون‪،‬‬
‫خ من الغضَب‪ .‬ورجل مُبَ ْر ِطمٌ‪:‬‬ ‫قال‪ :‬هي البَ ْرطَم ُة وهو النتفا ُ‬
‫مَُتكَبّر‪ ،‬وقيل‪ :‬مُقَطّب مَُتغَضّب‪ ،‬والسا ِمدُ الرافع رأْسه تكبا‪.‬‬
‫@برعم‪ :‬البُرْ ُعمُ والبُرْعومُ والبُرْعُمةُ والبُرْعُومةُ‪ ،‬كلّه‪ِ :‬كمّ‬
‫َثمَر الشجَر والّنوْر‪ ،‬وقيل‪ :‬هو زَهْرَةُ الشجرة وَن ْورُ النّْبتِ‬
‫قبل أَن يََتفَتّح‪ .‬وبَرْعَمتِ الشجرة‪ ،‬فهي مُبَرْعِم ٌة وتَبَرْعَمتْ‪:‬‬
‫أَخرجت بُرْ ُعمَتَها؛ ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫الكِلي صَري َح َمحْضِهما‪،‬‬
‫أَكْلَ الُبارى ُبرْ ُعمَ ال ّرطْ ِ‬
‫ب‬
‫وبَراعِيمُ البال‪ :‬شَماريها‪ ،‬واحداتا بُرْعُومةٌ‪ .‬والبَراعِيمُ‪:‬‬
‫أَكْمامُ الشجر فيها الثّمرة‪ ،‬وفسّر مُؤرّج قول ذي الرمة‪:‬‬
‫ب و َحفّتْها البَراعِيم‬ ‫فيها الدّها ُ‬
‫ت تُنْبِت البَقل‪ .‬والبَارعِيمُ‪ :‬اسم موضع؛‬ ‫فقال‪ :‬هي رِمالٌ فيها دارا ٌ‬
‫قال لبيد‪:‬‬
‫ب مُطَرّدٍ‪،‬‬ ‫كَأنّ قُتُودي فوق َجأْ ٍ‬
‫يُري ُد َنحُوصا بالبَراعِيمِ حائل‬
‫@برهم‪ :‬بَرْهَم ُة الشجَرِ‪ :‬بُرْ ُعمَتُهُ‪ ،‬وهو ُمجَْتمَ ُع ورَقه وثَمره‬
‫وَنوْره‪ .‬وبَ ْر َهمَ‪ :‬أَدام النظَر؛ قال العجاج‪:‬‬
‫سهَما‪،‬‬ ‫ُب ّدلْنَ بالنّاصعِ َلوْنا ُم ْ‬
‫ونَظَرا َهوْنَ ا ُلوَيْنا بَ ْرهَما‬
‫ويروى‪ :‬دون ا ُلوَيْنا؛ وقوله أَنشده ابن الَعراب‪:‬‬
‫َعذْب اللّثى َتجْرى عليه البْهَما‬
‫قال‪ :‬البَ ْر َهمُ من قولم بَرْ َه َم إذا أَدام النظرَ؛ قال ابن سيده‪.‬‬
‫وهذا إذا تَأمّلْته و َجدْته غي ُمقْنِع‪ .‬الَصمعي‪ :‬بَ ْر َهمَ وبَ ْرشَم إذا‬
‫أَدام النظر‪ .‬غيهُ‪ :‬البَ ْرهَمةُ إدامةُ النظَر وسكون الطّرْف‪ .‬الكسائي‪:‬‬
‫البَ ْرطَمةُ والبَرْ َهمَةُ كهيئة التّخاوُص‪.‬‬
‫وإبراهيم‪ :‬اسم أَعجمي وفيه لغات‪ :‬إبْراهامُ وإبْراهَم وإبْرا ِهمُ‪ ،‬بذف‬
‫الياء؛ وقال عبد الطلب‪:‬‬
‫ُعذْتُ با عاذَ به إبْرا ِهمُ‬
‫ُمسَْتقْبِلَ القِبْلةِ‪ ،‬وهْو قائمُ‪،‬‬
‫إن لك اللّهمّ عانٍ را ِغمُ‬
‫وتصغيُ إبراهيم أُبَيْرِةٌ‪ ،‬وذلك لَن الَلف من الَصل لن بعدَها‬
‫أَربعة أَحرف أُصول‪ ،‬والمزة ل ُتلْحق ببَنات الَربعة زائدة ف َأوّلا‪،‬‬
‫وذلك يُوجِب حَذف آخره كما يُحذف من َسفَرْجَل فيقال ُسفَيْرج‪ ،‬وكذلك‬
‫القولُ ف إسعيل وإسرافيل‪ ،‬وهذا قولُ البّد‪ ،‬وبعضُهم يتوهّم أن المزة‬
‫زائدة إذا كان السم أعْجميّا فل ُي ْعلَم اشتِقاقُه‪ ،‬فيصغّره على‬
‫بُرَْيهِي ٍم و ُسمَيْعيلٍ وسُرَيْفيلٍ‪ ،‬وهذا قول سيبويه وهو حسن‪ ،‬وا َلوّل‬
‫قِياسٌ‪ ،‬ومنهم مَن يقول بُرَيْهٌ بطَرْح المزة واليم‪.‬‬
‫ج ّوزُونَ على ال تعال ِبعْثةَ الرسل‪.‬‬ ‫والبَراهِمةُ‪ :‬قوم ل ُي َ‬
‫@بزم‪ :‬البَ ْزمُ‪ :‬شدّ ُة العَضّ بالثّنايا والرّباعِيَات‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬
‫ض بقدّ ِم الفَمِ‪ ،‬وهو أَخف العَضّ؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫العَ ّ‬
‫ول َأظُنّكَ‪ ،‬إن َعضّتْكَ بازِمَةٌ‬
‫ف َتدْعون‬ ‫منع البَوازِمِ‪ ،‬إلّ َس ْو َ‬
‫ض بقدّم َأسْنانِه‪.‬‬ ‫بَ َزمَ عليه يَبْ ِزمُ َبزْما أَي عَ ّ‬
‫والِْب َزمُ‪ :‬الس ّن لذلك‪ ،‬وأَهل اليَمن يُسمون السّنّ البَ َزمَ‪ .‬أَبو زيد‪:‬‬
‫بَ َز ْمتُ الشيء وهو العَضّ بالثّنايا دون الَنْياب والرّباعِيَات‪ ،‬أُخِذ‬
‫ذلك من بَ ْزمِ الرامي‪ ،‬وهو أَ ْخذُه الوَتَر بالبْهام والسبّابة ث‬
‫س ْهمَ‪ ،‬وال َك ْدمُ بالقَوادِم والَنْيابِ‪ ،‬والبَ ْزمُ وا َلصْرُ‬ ‫يُ ْرسِل ال ّ‬
‫للْب بالسبّابة والبْهامِ‪ .‬وبَ َزمَ الناق َة يَبْ ِزمُها ويَبْ ُزمُها‬ ‫اَ‬
‫بَزْما‪َ :‬حلَبها بالسبّاب ِة والبْهام فقط‪ .‬والبَ ْزمُ‪ :‬أَن تأْخُذ‬
‫الوَتَ َر بالسبّابة والبْهام ث ُت ْرسِله‪ .‬والبَ ْزمُ‪ :‬صَرية المر‪ .‬وهو ذو‬
‫مُبازَمة أي ذو صَريَ ٍة للمر‪ .‬وفلن ذو بازِمَةٍ أي ذُو صَرِي ٍة للمْر؛‬
‫ب فيها أَولدَها‪:‬‬ ‫قال ذو الرمة يَصف فَلةً أَ ْج َهضَت الركا ُ‬
‫با ُمكَفّنَةٌ أَكْنافُها َقسَبٌ‪،‬‬
‫َف ّكتْ خَواتِيمَها عنها الَبا ِزيُ‬
‫با‪ :‬بذه الفَلة أََولدُ إِبلٍ أَ ْج َهضَتْها فهي ُمكَفّنَة ف‬
‫ت رَ ِحمِها خَواتِيمَ عنها الَبازِي‪ ،‬وهي أَبازيُ‬ ‫أَغْراسِها‪َ ،‬ف ّك ْ‬
‫الَنْساعِ‪ .‬والبَزْمةُ‪َ :‬وزْنُ ثلثي‪ ،‬والُوقِيّة أَربعون‪ ،‬والنّشّ‬
‫َو ْزنُ عشرين‪.‬‬
‫والبَزمةُ‪ :‬الشدّةُ‪ .‬والبَوا ِزمُ‪ :‬الشّدائدُ‪ ،‬واحدتا بازِمةٌ؛ وأَنشد‬
‫لعنترة بن الَخرس‪:‬‬
‫َخلّوا مَراعِي العيِ‪ ،‬إ ّن سَوامَنَا‬
‫َت َعوّ ُد طُولَ الَبْسِ عندَ البَوا ِزمِ‬
‫ويقال‪ :‬بَ َزمَتْه با ِزمَةٌ من بَوازِ ِم الدّهْر أَي أَصابَتْه شدّة من‬
‫شدائده‪ .‬وبَ َزمَ بال ِعبْءِ‪َ :‬نهَضَ واستمرّ به‪ .‬وبَ َزمَه َثوْبَه‬
‫بَزْما‪ :‬كَبَزّه إِيّاه؛ عن كراع‪.‬‬
‫والبَ ِزيُ‪ :‬الُوصةُ يشدّ با الَبقْلُ‪ .‬الليث‪ :‬البَ ِزيُ وهو‬
‫ال َو ِزيُ خُزْم ٌة من الَبقْل؛ وقول الشاعر‪:‬‬
‫وجاؤوا ثائرِين‪ ،‬فلم يؤُوبوا‬
‫شدّ على بَ ِزيِ‬‫بأُْبلُمةٍ ُت َ‬
‫قال‪ :‬فيوَى بالباء والراء‪ ،‬ويقال‪ :‬هو باقةُ َبقْل‪ ،‬ويقال‪ :‬هو َفضْلة‬
‫ش ّد ِبخُوصة؛ قال ابن‬ ‫الزادِ‪ ،‬ويقال‪ :‬هو ال ّطلْع يُشقّ لُيلْقَ َح ث ُي َ‬
‫شدّ على وَ ِزيِ‪ .‬وهو يأكل البَ ْزمَة‬ ‫بري‪ :‬ويُروى بالواو‪ُ :‬ت َ‬
‫وال َوزْمَةَ إذا كان يأْكل وَجْبَ ًة أَي مرة واحدة ف اليوم والليلة‪ .‬والبَ ِزيُ‪:‬‬
‫ما يَْبقَى من الَرَق ف أَسفل ال ِقدْر من غي َلحْم‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الوَزي‪.‬‬
‫والبْزيُ والبْزامُ‪ :‬الذي ف رأس الِنْطَقة وما أَشهه وهو ذو لِسانٍ‬
‫للْقة‬ ‫ُيدْخَل فيه الطَرَف الخر‪ ،‬والمع الَبازيُ‪ .‬وقال ابن شيل‪ :‬ا َ‬
‫حمَل ث تعضّ عليها‬ ‫الت لا لِسان يدخَل ف الَرْق ف أَسفل ا ِل ْ‬
‫للْقة جيعا إبْزيٌ‪ ،‬وهو الَوامِع َتجْمع الَوامِلَ‪ ،‬وهي‬ ‫َح ْلقَتها‪ ،‬وا َ‬
‫حمَل حَمائل السيف‪ .‬والبَزيُ‪:‬‬ ‫الوا ِزمُ قد َأ َزمْنَ عليه‪ .‬أَراد با ِل ْ‬
‫َخيْط القِلدة‬
‫(* قوله «والبزي خيط القلدة إل» مثله ف الصحاح‪ ،‬وقال‬
‫ف القاموس تبعا للصاغان‪ :‬وقول الوهري البزي خيط القلدة تصحيف وصوابه‬
‫بالراء الكررة ف اللغة‪ ،‬وف البيتي الشاهدين‪ ،‬وقال شارحه‪ :‬والبي ف‬
‫البيتي ودع منظوم يكون ف أحقي الماء‪ ،‬ث قال‪ :‬وذات الودع المة لن‬
‫الودع من لباس الماء وإنا أراد أن أمة أمة)؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ُهمُ ما ُه ُم ف كل يَومِ كَريهة‪،‬‬
‫لسْناء طاحَ بَزيُها‬ ‫إذا الكا ِعبُ ا َ‬
‫وقال جرير ف الَبعِيث‪:‬‬
‫تَركناك ل تُوف بِجارٍ أَجَرْتَهُ‪،‬‬
‫ع َأوْدى بَزيُها‬ ‫كأَنّك ذاتُ الوَدْ ِ‬
‫قال ابن بري‪ :‬الِبْز ُي حديدةٌ تكون ف طرَف حزام السرْج َيسْرَج با‪،‬‬
‫قال‪ :‬وقد تكون ف طَرف الِنْطَقة؛ قال مُزاحِم‪:‬‬
‫تُباري سَديساها‪ ،‬إذا ما َتلَ ّمجَت‪،‬‬
‫شَبا مِثل ِإبْزيِ السلح الُوشّلِ‬
‫وقال العجاج‪:‬‬
‫شمُهْ‬
‫َي ُدقّ إبْزيَ الِزام ُج َ‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫لول البازيُ‪ ،‬وانّ الِْنسَجا‬
‫ناهى ع ِن الذّئْبَةِ أَن َتفَرّجا‬
‫ويقال للبْزيِ أَيضا زِرْفي و ُزرْفي‪ ،‬ويقال لل ُقفْل أَيضا‬
‫البْزي‪ ،‬لَن البْزِي هو ِإ ْفعِيل من بزَم إذا عضّ‪ ،‬ويقال أَيضا إِبْزين‪،‬‬
‫بالنون؛ قال أَبو دواد‪:‬‬
‫من كُلّ جَرْداء قد طارتْ عَتِيقَتُها‪،‬‬
‫وكُ ّل أَجْرَد ُمسْتَرْخي الَبازِينِ‬
‫ويقال‪ :‬إنّ فلنا لبْزيٌ أَي َبخِيل‪.‬‬
‫ضحِك‬ ‫سمَ وتََبسّم‪ :‬وهو أَق ّل ال ّ‬ ‫س َم يَْبسِم َبسْما وابَْت َ‬ ‫@بسم‪َ :‬ب َ‬
‫وأَحَسنُه‪ .‬وف التنيل‪ :‬فَتََبسّم ضاحِكا من قولا؛ قال الزجاج‪:‬‬
‫ضحِك الَنبياء‪ ،‬عليهم الصلة والسلم‪ .‬وقال الليث‪:‬‬ ‫التَّبسّم أكثرُ َ‬
‫س َم يَبْسم َبسْما إذا فَتَح َشفَتَيه كالُكاشِر‪ ،‬وامرأَة َبسّامةٌ ورجل‬ ‫َب َ‬
‫ضحِكهِ‬ ‫َبسّامٌ‪ .‬وف صفته‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬أَنه كان جلّ َ‬
‫سمَ السحابُ عن البَرْق‪ :‬اْنكَلّ عنه‪.‬‬ ‫التَّبسّم‪ .‬وابَْت َ‬
‫@بسطم‪ :‬الوهري‪ِ :‬بسْطا ُم ليس من أَساء العرب‪ ،‬وإنا َسمّى قيسُ بنُ‬
‫مسعود ابنَه ِبسْطاما باسم ملك من مُلوك فارِس‪ ،‬كما َسمّوا قابُوس‬
‫ودَخَْتنُوس‪ ،‬فعرّبوه بكسر الباء؛ قال ابن بري‪ :‬إذا ثبَت أَن ِبسْطام اسم رجل‬
‫ب تَ ْركُ‬
‫مَنْقول من اسم بسْطام الذي هو اسم ملِك من مُلوك فارس فالواج ُ‬
‫صَرْفه للعُجْمة والّتعْريف‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك قال ابن خالويه ينبغي أَن ل‬
‫ُيصْرف‪.‬‬
‫شمَ ال َفصِيلُ من كثرة‬ ‫خمَةٌ على ال ّد َسمِ‪ ،‬وربا َب ِ‬ ‫@بشم‪ :‬الَبشَم‪ُ :‬ت َ‬
‫شُرْب اللبَن حت َيدْقى َسلْحا فَيَهلِك‪ .‬يقال‪َ :‬دِقيَ إذا كثُر‬
‫شمُ الّتخَمة‪ ،‬وقيل‪ :‬هو أَن يكثر من الطعام حت‬ ‫َس ْلحُه‪ .‬ابن سيده‪ :‬الَب َ‬
‫شمْت من الطعام‪ ،‬بالكسر؛ ومنه قول السن‪ :‬وأنت‬ ‫َيكْرُبَه‪ .‬يقال‪َ :‬ب ِ‬
‫جشُّأ من الشّبَع َبشَما‪ ،‬وأَصله ف البهائم‪ ،‬وقد َبشِم وأَْبشَمه‬ ‫تََت َ‬
‫الطّعامُ؛ أَنشد ثعلب للحذليّ‪:‬‬
‫شمُهْ‬
‫جشّيء عن طَعام يُْب ِ‬ ‫ول ُي َ‬
‫قال ابن بري‪ :‬الرّجَز لَب ممد الفَ ْقعَسي؛ وقبله‪:‬‬
‫صمُهْ‬‫ول تَِبتْ ُحمّى به ُتوَ ّ‬
‫وبعده‪:‬‬
‫صمُه‬‫كأنّ َسفّودَ حَديدٍ ِمعْ َ‬
‫وف حديث سُمرة بن جُْندَب‪ :‬وقيل له إ ّن ابنَك ل يََنمِ البارِحةَ‬
‫شمُ‪ :‬الّتخَمة عن ال ّدسَم؛‬ ‫َبشَما‪ ،‬قال‪ :‬لو مات ما صلّيْت عليه؛ الَب َ‬
‫ش َم الفَصِيلُ‪َ :‬دِقيَ من اللبَن فكثر َس ْلحُه‪.‬‬ ‫شمٌ‪ ،‬بالكسر‪ .‬وَب ِ‬ ‫ورجل َب ِ‬
‫شمْت منه بَشما أَي سَئمْت‪.‬‬ ‫وَب ِ‬
‫والبَشامُ‪ :‬شجر طيّب الريح وال ّطعْم يُستاكُ به‪.‬‬
‫سلِم شاٌة تأْك ُل من ورَق القَتاد‬ ‫وف حديث عُبادة‪ :‬خيُ مالِ ا ُل ْ‬
‫والبَشام‪ .‬وف حديث عَمرو بن دِينار‪ :‬ل بأسَ بنَزْع السّواك من البَشامةِ‪.‬‬
‫وف حديث عُتْبة بن غَزْوان‪ :‬ما لنا طَعام إل ورق البَشام؛ قال أَبو‬
‫خلَط بالِنّاء للّتسْويد‪ .‬وقال مرّة‪:‬‬ ‫ق ورَقُه وُي ْ‬ ‫حنيفة‪ :‬البَشام ُيدَ ّ‬
‫صعْتَر‬‫البَشام شجَر ذو ساقٍ وَأفْنا ٍن وورَقٍ صِغار أكب من ورق ال ّ‬
‫ول َثمَر له‪ ،‬وإذا قُطِعت وَرقَتُه أَو ُقصِف ُغصْنُه هُري َق لبَنَا‬
‫أَبيض‪ ،‬واحدته بَشامة؛ قال جرير‪:‬‬
‫صقُل عارِضَيْها‬ ‫أََتذْكُر يومَ َت ْ‬
‫ع بَشامةٍ؛ ُس ِقيَ البَشامُ‬ ‫ِبفَر ِ‬
‫ت بسِواكِها‪ ،‬فكان ذلك وداعَها ول تتكلّم خِيفة‬ ‫يعن أَنا أَشارَ ْ‬
‫ال ّرقَباء؛ وصدر هذا البيت ف التهذيب‪:‬‬
‫أََتذْكُر إذ ُتوَدّعُنا ُسلَْيمَى‬
‫وبَشامةُ‪ :‬إسم رجل سي بذلك‪.‬‬
‫صمٌ إذا كان كَثِيفا كثي‬ ‫صمٍ‪ :‬غليظ‪ .‬وثوبٌ له ُب ْ‬ ‫@بصم‪ :‬رج ٌل ذو ُب ْ‬
‫ت ما بي طَ َرفِ الِْنصِر إل طرَف البِْنصِر؛ عن‬ ‫الغَزْل‪ .‬والُبصْمُ‪َ :‬فوْ ُ‬
‫أَب مالك ول يئ به غيه‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬يقال ما فارَقْتُك شِبْرا‬
‫ول فِتْرا ول عَتَبا ول رَتَبا ول ُبصْما؛ قال‪ :‬الُبصْم ما بي‬
‫الِْنصِر والبِْنصِر‪ ،‬والعَتَب والرّتَب مذكوران ف مواضِعهما‪ ،‬وهو ما‬
‫بي الوسَط والسّبابة‪ ،‬والفتر ما بي السّبابة والبْهام‪ ،‬والشّبْ ُر ما‬
‫بي الِبام والِْنصِر‪ ،‬والفوْت ما بي كل ُأصُْبعَيْن طُولً‪.‬‬
‫ضمُ أَيضا‪َ :‬نفْس السّنبلة حي‬ ‫ضمٌ أَي نفْس‪ .‬والبُ ُ‬ ‫@بضم‪ :‬ما له ُب ْ‬
‫ضمَ البّ‪ :‬اشتدّ قليلً‪.‬‬ ‫ترُج من البّة فََتعْظُم‪ .‬وَب َ‬
‫لضْراء‪ ،‬واحدته بُطمةٌ‪ ،‬ويقال‬ ‫@بطم‪ :‬البُ ْطمُ‪ :‬شجَر البّةِ ا َ‬
‫لضْراء‪ ،‬عند‬ ‫بالتشديد‪ ،‬وأهل اليمن يسمّونا الضّرْو‪ .‬والبُ ْطمُ‪ :‬البّة ا َ‬
‫لضْراء‪.‬‬ ‫أَهل العالِية‪ .‬الَصمعي‪ :‬البُ ُطمُ‪ ،‬مثقّلة‪ ،‬البّة ا َ‬
‫والبُطَيْمة‪ُ :‬بقْعة معروفة؛ قال عديّ بن الرّقاع‪:‬‬
‫وعُو ٍن يُباكِ ْرنَ البُطَْيمَة َم ْوقِعا‪،‬‬
‫حَزأنَ فما َيشْرَبْنَ إلّ النّقائِعا‬
‫صوْتُها‪َ .‬ب َغمَتِ الظّبْي ُة تَْب َغمُ‬ ‫@بغم‪ُ :‬بغَامُ الظّبْيَة‪َ :‬‬
‫ت إل ولَدها‬ ‫وتَْب ِغمُ وتَْب ُغ ُم بُغاما وُبغُوما‪ ،‬وهي َبغُومٌ‪ :‬صاح ْ‬
‫بَأرْخَم ما يكون من صوْتا‪ .‬وَبغَ ْمتُ الرجلَ إذا ل ُت ْفصِح له عن معن ما‬
‫حدّثه به؛ قال ذوالرمة‪:‬‬ ‫ُت َ‬
‫خوّنَهُ‪،‬‬‫ل َيْنعَشُ الطّ ْرفَ إ ّل ما َت َ‬
‫ع يُنادِيهِ با ْسمِ الاء مَْبغُومُ‬‫دا ٍ‬
‫وَضَع مَفْعو ًل مكان فاعِل‪ .‬والَْبغُومُ‪ :‬الولد‪ ،‬وُأمّه تَْب ُغمُه‬
‫ع يُناديه حكى صوْت الظّبْية‬ ‫أَي َتدْعوه‪ ،‬والبَقَر ُة تَْبغُم‪ ،‬وقوله دا ٍ‬
‫إذا صاحت ماءْ ماءْ‪ ،‬وداعٍ هو الصوْتُ‪ ،‬مَْبغُوم يقال بُغام مَبْغُوم‬
‫كقولك قوْلٌ َمقُول‪ ،‬يقول‪ :‬ل يَ ْرفَع طَرْفه إلّ إذا سع بُغام ُأمّه‪.‬‬
‫صوْتٌ ل ُت ْفصِح به؛ ومنه قول ذِي الِرَق‪:‬‬ ‫وبُغامُ الناقة‪َ :‬‬
‫ت بُغامَ رَا ِحلَت عَناقا‪،‬‬ ‫َحسِْب َ‬
‫وما ِهيَ‪ ،‬وَْيبَ غَيْرِك‪ ،‬بالعَناقِ‬
‫وبا َغمَ فلن الرأ َة مُباغَمةً إذا غازَلا بكلمه؛ قال الخطل‪:‬‬
‫َحثّوا الَ ِط ّي َفوَّلوْنا مَناكِبَها‪،‬‬
‫ص َورُ‬‫لدُورِ‪ ،‬إذا با َغمْتَها‪ُ ،‬‬ ‫وف ا ُ‬
‫(* وف رواية أخرى‪ :‬الصور بدل صور)‪.‬‬
‫وَبغَمتِ الناقة تَْب ِغمُ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬بُغاما‪ :‬قَ ّطعَتِ الَِنيَ ول‬
‫َت ُمدّه ويكون ذلك للبعي؛ أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫ب بُغامُهُ‬
‫ِبذِي هِبابٍ دائ ٍ‬
‫وقال ذو الرمة‪:‬‬
‫ختْ‪ ،‬فَألْ َقتْ َب ْلدَةً فَوق َبلْدةٍ‬ ‫أُنِي َ‬
‫َقلِيلٍ با الَصْواتُ‪ ،‬إ ّل بُغامُها‬
‫ضعَت َيدَها على سَنامِ بعيٍ أَو َعجُزه رفَع‬ ‫وف الديث‪ :‬كانت إذا وَ َ‬
‫صوْتٍ‬ ‫بُغامَه؛ البُغامُ‪ :‬صوْت الِبل‪ .‬والُباغَمةُ‪ :‬الُحادث ُة ب َ‬
‫رَخِيمٍ؛ قال الكميت‪:‬‬
‫يََتقَّنصْنَ ل جآ ِذرَ كالدّرّ‪،‬‬
‫يُبا ِغمْ َن من وَراء الِجاب‬
‫لفّ‬‫صوْت‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬ما كان من ا ُ‬ ‫وامرأَة َبغُومٌ‪ :‬رَخِيم ُة ال ّ‬
‫صوْته إذا بَدا البُغامُ‪ ،‬وذلك لَنه ُيقَطّعه ول‬ ‫خاصة فإنه يقال ل َ‬
‫َي ُمدّه‪ .‬وَبغَم الثّيْتَلُ والَيّل يَْبغَم‪ :‬صوّت‪ ،‬وربا اسُْت ْعمِل‬
‫البُغا ُم ف الَبقَرَة؛ قال لبيد يصف بقر َة وَحْشٍ‪:‬‬
‫ت الفَرِيرَ‪ ،‬فلم يَ ِرمْ‬ ‫َخنْساء ضَّيعَ ِ‬
‫عُرْضَ الشّقائ ِق طَ ْرفُها وبُغامُها‬
‫(* قوله «طرفها وبغامها» ف الحكم‪ :‬أطوفها وبغامها‪ .‬وف العلقة‪:‬‬
‫طَوفها وبغامها)‪.‬‬
‫وتََبغّم ف ذلك كله‪ :‬كََبغَم؛ قال كثيّر عزّة‪:‬‬
‫ص تََب ّغ َمتْ‪،‬‬ ‫إذا رُ ِحَلتْ منها َقلُو ٌ‬
‫ف تَْبغِي غَزالَها‬ ‫ش ِ‬ ‫لْ‬ ‫تََب ّغمَ ُأمّ ا ِ‬
‫وَب َغمَ َبغْما‪ :‬كََن َغ َم َنغْما؛ عن كراع؛ قال ابن دُريد‪:‬‬
‫وأَحسَُبهُم قد َس ّموْا َبغُوما‪.‬‬
‫@بغثم‪َ :‬بغَْثمٌ‪ :‬اسمٌ‪.‬‬
‫@بقم‪ :‬البُقامةُ‪ :‬الصّوف ُة ُيغْزَل لُبّها ويَْبقَى سائرُها‪ ،‬وبُقامةُ‬
‫النّادِف‪ :‬ما سقَط من الصّوفِ ل يقْدر على غَ ْزلِه‪ ،‬وقيل‪ :‬البُقامةُ‬
‫ما يُطَيّره النجّادُ؛ وقوله أَنشده ثعلب‪:‬‬
‫إذا اغْتَ َزَلتْ من بُقام الفَرِيرِ‪،‬‬
‫فَيا ُحسْنَ َش ْملَتها َش ْملَتا‬
‫ضحَى‬ ‫ويا طِيبَ َأرْواحِها بال ّ‬
‫ش ْملَتان لَا ابُتلّتَا‬
‫إذا ال ّ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬يوز أَن يكون البُقامُ هنا جع بُقامَة‪ ،‬وأَن يكون لغة‬
‫ف البُقامةِ‪ ،‬قال‪ :‬ول أََعرفها‪ ،‬وأَن يكون حذف الاء للضرورة؛ وقوله‬
‫َش ْملَتا كَأنّ هذا يقول ف ال َوقْف َش ْملَت ث أَجْراها ف الوَصْل‬
‫ُمجْراها ف ال َوقْف‪ .‬وما كان فُلن إ ّل بُقامَةً من ِقلّة َع ْقلِه وضعفه‬
‫شُبّه بالبُقامة من الصّوف‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬يقال للرجل الضعيف‪ :‬ما أَنت‬
‫ف ف َعقْله َأمِ الضعِيفَ ف‬ ‫إل بُقامةٌ‪ ،‬قال فل أَدري أَعَنَى الضعي َ‬
‫جسمه‪ .‬التهذيب‪ :‬روى سلمة عن الفراء البُقامةُ ما تَطاير من َقوْس الندّاف‬
‫من الصّوف‪.‬‬
‫والَب ّقمُ‪ :‬شَجر ُيصْبغ به‪ ،‬دَخِيل معرّب؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫بكأسٍ وإبْرِي ٍق كَأنّ شَرابَها‪،‬‬
‫ب ف ا ِلسْحاة‪ ،‬خالَطَ َب ّقمَا‬ ‫ص ّ‬ ‫إذا ُ‬
‫الوهري‪ :‬الَب ّقمُ صِبْغ معروف وهو العَْندَمُ؛ قال العجاج‪:‬‬
‫بِ َطعْنَ ٍة َنجْل َء فيها َألَمُهْ‪،‬‬
‫ش ما بي تَراقِيه َدمُهْ‪،‬‬ ‫َيجِي ُ‬
‫كمِ ْرجَل الصّبّاغ جاش َب ّقمُهْ‬
‫(* قوله «بطعنة إل» مثله ف الصحاح‪ ،‬وقال الصاغان‪ :‬الرواية من بي‬
‫تراقيه‪ ،‬وسقط بن قوله دمه وقوله كمرجل مشطور وهو‪:‬‬
‫تغلي إذا جاوبا تكمله)‪.‬‬
‫قال الوهري‪ :‬قلتُ لَب عل ّي ال َفسَوِيّ أَعربّ هو؟ فقال‪ :‬معرّب‪،‬‬
‫قال‪ :‬وليس ف كلمهم اسم على َفعّل إ ّل خسة‪َ :‬خضّم بن عَمرو بن تيم‬
‫وبالفعل سّي‪ ،‬وَبقّم لذا الصّبْغ‪ ،‬و َشلّم موضع الشام‪ ،‬وقيل هو بَيْت‬
‫ا َلقْدِس وهُما أَعجميان‪ ،‬وَبذّر اسم ماء من مياه العرَب‪ ،‬وعَثّر‬
‫موضع؛ قال‪ :‬ويتمل أَن يكونا سّيا بالفعْل‪ ،‬فثَبَت أَن َفعّل ليس ف‬
‫ل ل يَنصرف ف‬ ‫ص بالفِعْل فإذا سّيْت به رج ً‬ ‫أُصول أَسائهم وإنا يت ّ‬
‫ا َلعْرفة للتعريف ووزن ال ِفعْل‪ ،‬واْنصَرَف ف الّنكِرة؛ وقال غيه‪ :‬إِنا‬
‫َعلِمْنا من َبقّم أَنه َدخِيل معرّب لَنه ليس للعرب بناء على ُحكْم‬
‫َفعّل‪ ،‬قال‪ :‬فلو كانت َبقّم عربيّة لوُ ِجدَ لا نظي إل ما يقال‬
‫َبذّر و َخضّم‪ ،‬هم بَنو العَنْب من عَمرو بن تيم‪ ،‬وحكي عن الفراء‪ :‬كل‬
‫َفعّل ل يَنصرف إل أَن يكون مؤنثا‬
‫(* قوله «ل ينصرف إل أن يكون مؤنثا»‬
‫هكذا ف الصل والتهذيب)؛ قال ابن بري‪ :‬وذكر أَبو منصور بن‬
‫الَوالِيقِي ف العرّب‪َ :‬توّج موضع‪ ،‬وكذلك َخوّد؛ قال جرير‪:‬‬
‫أَعْطوا الَبعِيثَ َجفّةً ومِْنسَجا‪،‬‬
‫حلُوه َبقَرا ِبَتوّجَا‬
‫وافَْت َ‬
‫وقال ذو الرمة‪:‬‬
‫وأَعْيُن ال ِعيِ بَأعْلى َخوّدَا‬
‫وشّر‪ :‬إسم فرس؛ قال‪:‬‬
‫ج فا ِرسُ َشمّرَا‬‫و َجدّيَ يا َحجّا ُ‬
‫والُب ْقمُ‪ :‬قَبيلةٌ‪.‬‬
‫@بكم‪ :‬الَب َكمُ‪ :‬ال َرسُ مع ِع ّي وَبلَهٍ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الرَس ما كان‪ ،‬وقال‬
‫سمَع ول‬ ‫ثعلب‪ :‬الَب َكمُ َأنْ يُوَلدَ النسانُ ل يَنْطِق ول َي ْ‬
‫يُْبصِر‪َ ،‬ب ِكمَ َبكَما وبَكامةً‪ ،‬وهو أَْب َك ُم وَبكِيمٌ أَي أَخْرَس بَيّن‬
‫صمّ ُب ْكمٌ ْع ْميٌ؛ قال أَبو إِسحق‪ :‬قيل معناه‬ ‫الَرَس‪ .‬وقوله تعال‪ُ :‬‬
‫سلُوبُو‬‫أَنم بنلة من وُلد َأخْرَس‪ ،‬قال‪ :‬وقيل الُب ْكمُ هنا ا َل ْ‬
‫الَفئدة‪ .‬قال الَزهري‪ :‬بَيْن الَخْرسِ والْب َك ِم فَرقٌ ف كلم العرَب‪:‬‬
‫فالَخْرسُ ُخلِقَ ول نُطْقَ له كالبَهيمة ال َعجْماء‪ ،‬والَْبكَم الذي‬
‫حسِن وَجْه الكلم‪ .‬وف حديث‬ ‫للسانه نُطْ ٌق وهو ل ي ْعقِل ألوابَ ول ُي ْ‬
‫اليان‪ :‬الصّمّ الُب ْكمُ؛ قال ابن الَثي‪ :‬الُبكُم جع الَْبكَم وهو‬
‫لهّالَ لَنم ل ينتفعون‬ ‫ع وا ُ‬‫الذي ُخلِقَ أَخْرَس‪ ،‬وأَراد بم الرّعا َ‬
‫سمْع ول بالنّطْق كب َي منْفعةٍ فكأَنم قد ُسلِبُوهُما؛ ومنه‬ ‫بال ّ‬
‫سمَع‬‫صمّا ُء َبكْماءُ َعمْياءُ؛ أَراد أَنا ل َت ْ‬ ‫الديث‪ :‬سَتكو ُن فِتنةٌ َ‬
‫ول تُْبصِر ول تَنْطِق فهي لذهاب حَواسّها ل ُت ْدرِك شيئا ول‬
‫تُقلِع ول تَرَْتفِع‪ ،‬وقيل‪ :‬شَبّههَا لخُتِلطِها وقَتْل البيء فيها‬
‫صمّ الَخْرس الَعمى الذي ل َيهَْتدِي إل شيء‪ ،‬فهو‬ ‫سقِيم بالَ َ‬ ‫وال ّ‬
‫صمّ‬‫صفَة ال ُكفّار‪ُ :‬‬ ‫َيخْبِطُ خَبْطَ َعشْواء‪ .‬التهذيب ف قوله تعال ف ِ‬
‫سمَعون ويَنْ ِطقُون ويُبْصرون ولكنهم ل يعُون ما‬ ‫ُب ْكمٌ ُع ْميٌ؛ وكانوا َي ْ‬
‫صمّ الُب ْكمِ‬‫أَنزل ال ول يتكلّمون با أُمروا به‪ ،‬فهم بنِلة ال ّ‬
‫ال ُعمْي‪ .‬والَبكِيمُ‪ :‬الَْب َكمُ‪ ،‬والمع أَبْكامٌ؛ وأَنشد الوهري‪:‬‬
‫َفلَْيتَ لِسان كانَ ِنصْفَيْنِ‪ :‬منهما‬
‫ف عند َمجْرَى الكَواكِب‬ ‫َبكِي ٌم ونِص ٌ‬
‫وَب ُكمَ‪ :‬انقَطع عن الكلم َج ْهلً أَو َت َعمّدا‪ .‬الليث‪ :‬ويقال للرجل‬
‫إذا امتنَع من الكلم َج ْهلً أو تَعمّدا‪َ :‬ب ُكمَ عن الكلم‪ .‬أَبو زيد‬
‫ف النوادر‪ :‬رجلٌ أَْبكَم وهو العَييّ ا ُل ْفحَم‪ ،‬وقال ف موضع آخر‪:‬‬
‫الَْبكَم ا َلقْطَع اللسان‪ ،‬وهو العَي ّي بالَواب الذي ل يُحسِن وجه‬
‫الكلم‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الَْب َكمُ الذي ل َيعْقِل الَواب‪ ،‬وجع الَْبكَم‬
‫صمّانٌ‪.‬‬‫صمّ و ُ‬
‫صمّ ُ‬ ‫ُب ْك ٌم وُبكْمان‪ ،‬وجع الَ َ‬
‫@بلم‪ :‬الَبلَمةُ‪ :‬بَرَمةُ العِضاه؛ عن أَب حنيفة‪ .‬والبَيلَمُ‪ :‬القُطْنُ‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬قُطْن القَصَب‪ ،‬وقيل‪ :‬الذي ف َجوْف ال َقصَبة‪ ،‬وقيل‪ :‬قُطْن‬
‫البَرْدِيّ‪ ،‬وقيل‪َ :‬ج ْوزُ القُطْن‪ .‬وسيف بَْيَل ِميّ‪ :‬أَبْيضُ‪.‬‬
‫والْبِلمُ والَْبَلمُ وا ُلْبلُمُ والْبِلمَةُ والُْبلُمة‪ ،‬كل ذلك‪:‬‬
‫الُوصةُ‪ .‬يقال‪ :‬الا ُل بيننا وا َلمْرُ بيننا شِقّ الْبِلمَة‪ ،‬وبعضهم‬
‫يقول‪ :‬شِقّ الُْبلُمة‪ ،‬وهي الُوصة‪ ،‬وذلك لَنا تؤخذ فُتشَ ّق طُولً‬
‫على السّواء‪ .‬وف حديث السقِيفَة‪ :‬ا َلمْرُ بيننا وبينكم ك َقدّ‬
‫الُْبلُمة؛ الُْبلُمة‪ ،‬بضم المزة واللم وفتحهما وكسرها‪ ،‬أَي خُوصة ا ُلقْلِ‪،‬‬
‫لكْم سواء ل َفضْل لَميٍ‬ ‫وهزتا زائدة‪ ،‬يقول‪ :‬نن وإِيّاكم ف ا ُ‬
‫على مأمور كالُوصة إذا ُش ّقتْ باثْنَتَيْن مُتَساوِيتي‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫ث لُغات‪ :‬أَْبلَم وأُْبلُم وإْبلِم‪،‬‬
‫الَْبلَم خُوصُ ا ُلقْل‪ ،‬وفيه ثل ُ‬
‫والواحدة بالاء‪ .‬وَنخْ ٌل مَُبلّم‪ :‬حوله الَْبَلمِ؛ قال‪:‬‬
‫لسَدَ الَُنعّما‪،‬‬ ‫َخوْد تُرِيكَ ا َ‬
‫كما رأَيتَ الكَثَرَ الَُبّلمَا‬
‫قال أَبو زياد‪ :‬الْبلَم‪ ،‬بالفَتح‪َ ،‬بقْلة تْرج لا قُرُونٌ كالباِقلّى‬
‫وليس لا َأرُومةٌ‪ ،‬ولا وُرَيْقة مِنَْتشِرة ا َلطْراف كأَنا ورَق‬
‫الَزَر؛ حكى ذلك أَبو حنيفة‪.‬‬
‫والَبَلمُ والبََلمَةُ‪ :‬دا ٌء يأخذ الناقة ف رَ ِحمِها فتَضيق لذلك‪،‬‬
‫وأَْبلَمتْ‪ :‬أَخذها ذلك‪ .‬والبَلَمةُ‪ :‬الضّبَعةُ‪ ،‬وقيل‪ :‬هي و َرمُ الَياء من‬
‫شدة الضّبَعة‪ .‬الَصمعي‪ :‬إذا وَ ِرمَ حياءُ الناقة من الضّبَعةِ قيل‪ :‬قد‬
‫أَْبلَمتْ‪ ،‬با َبَلمَةٌ شديدة‪.‬‬
‫والُْبِلمُ والِبْلمُ‪ :‬الناقة الت ل تَرْغُو من ِشدّة‬
‫ص ثعلب به الَبكْرة من البل؛ قال أَبو الَيثم‪ :‬إنا تُْبِلمُ‬ ‫الضَّبعَةِ‪ ،‬وخ ّ‬
‫الَبكْرات خاصّة دون غيها؛ قال نصي‪ :‬الَبكْرة الت ل َيضْرِبْها الفحل‬
‫ضِبعَتْ أَْبَل َمتْ فيقال هي مُبِْلمٌ‪ ،‬بغي هاء‪ ،‬وذلك‬ ‫قطّ فإنا إذا َ‬
‫أَن يَ ِرمَ حَياؤُها عند ذلك‪ ،‬ول ُتْبلِمُ إلّ َبكْرة‪ ،‬قال أَبو منصور‪:‬‬
‫وكذلك قال أَبو زيد‪ :‬الُْبِلمُ الَبكْرةُ الت ل تُْنتَج قطّ ول‬
‫َيضْرِبا فَحلٌ‪ ،‬فذلك البْلمُ‪ ،‬وإذا ضربا الفحلُ ث نََتجُوها فإنا‬
‫َتضْبَع ول تُْبلِمُ‪ .‬الوهري‪ :‬أَْبلَمت الناقة إذا َو ِرمَ حَياؤها من شدّة‬
‫الضَّبعَةِ‪ ،‬وقيل‪ :‬ل تُْبلِم إلّ الَبكْرة ما ل تُنْتَج‪.‬‬
‫وأَْبلَمَت َشفَته‪َ :‬ورِ َمتْ‪ ،‬والسمُ الَبَلمَةُ‪ .‬ورجل أَْبلَم أَي غَليظُ‬
‫ت َشفَتاه‪ .‬ورأَيت َشفَتيه‬ ‫الشفتَي‪ ،‬وكذلك بعي وأَبلَم‪ .‬الرجل إذا َو ِرمَ ْ‬
‫مُْبَلمَتَيْن إذا َورِمتَا‪.‬‬
‫والتّْبلِيمُ‪ :‬التقْبيحُ‪ .‬يقال‪ :‬ل تَُبلّم عليه أَمرَه أَي ل‬
‫ُتقَبّح َأمْره‪ ،‬مأخوذ من أَْبلَمتِ الناقة إذا َورِم حَياؤها من‬
‫سعْت له أَْبلَمةً أَي حركة؛‬ ‫الضّبَعةِ‪.‬ابن بري‪ :‬قال أَبو عمرو يقال ما ِ‬
‫وأَنشد‪:‬فما سعْت‪ ،‬بعدَ تلك النّأمهْ‪،‬‬
‫منها ول مِنْه هناك أَْبَلمَهْ‬
‫وف حديث الدجال‪ :‬رأَيته بَْيلَمانِيّا َأ ْقمَر هِجانا أَي ضخمٌ‬
‫مُنَتفِخ‪ ،‬ويروى بالفاء‪.‬‬
‫والَبلْماءُ‪ :‬ليلةُ الَبدْر لعِظَم القَمر فيها لَنه يكون تامّا‪.‬‬
‫التهذيب‪ :‬أَبو الذيل الْبلِي ُم العَنْب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وحُرّ ٍة غي مِتْفا ٍل َل َهوْتُ با‪،‬‬
‫خلُد ذو ُنعْمى لِتَنْعيمِ‬ ‫لو كان َي ْ‬
‫كَأنّ‪ ،‬فوقَ حَشاياها و ِمحَْبسِها‪،‬‬
‫صَوائرَ السْك َمكْبُولً بإْبلِيمِ‬
‫أَي بالعَنْب؛ قال الَزهري وقال غيه‪ :‬الْبلِيمُ العسَل‪ ،‬قال‪ :‬ول‬
‫أَحفَظُه لمامٍ ثقةٍ‪ ،‬وبَْيلَمُ النجّارِ‪ :‬لغَة ف البَيْرَم‪.‬‬
‫@بلتم‪ :‬قال ف ترجة بلدم‪ :‬الَبلَْندَم والَبلْدَم والِبلْدامة الّثقِيل‬
‫الَنْظَر البليدُ‪ ،‬والَبلْتَم لغة ف ذلك أَرى‪.‬‬
‫@بلتم‪ :‬قال ف ترجة بلدم‪ :‬الَبلَْندَم والَبلْدَم والِبلْدامة الّثقِيل‬
‫الَنْظَر البليدُ‪ ،‬والَبلْتَم لغة ف ذلك أَرى‪.‬‬
‫@بلذم‪ :‬الَب ْلذَمُ‪ :‬ما اضطرب من الَريء‪ ،‬وكذلك هو من الفَرسِ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬
‫للْقوم‪ .‬والَبلْ َذمُ‪ :‬البليدُ؛ عن ثعلب‪ ،‬وقد تقدم ف ترجة بلدم‪،‬‬ ‫اُ‬
‫للْقوم‪ ،‬وا َلوْداجُ يقال لا‬ ‫بالدال‪ .‬ابن شيل‪ :‬الَبلْ َذمُ الَريءُ وا ُ‬
‫َب ْلذَم‪ .‬قال‪ :‬والَب ْل َذمُ من الفرس ما اضطرب من ُحلْقومه ومَريئه وجِرانه‪،‬‬
‫قرئ على أَب سعيد بذال معجمة‪ ،‬قال‪ :‬والريء َمجْرى الطعام والشراب‪،‬‬
‫للْقوم َمخْرَج‬ ‫للْق متّصل بالعُنُق‪ ،‬وا ْ‬ ‫والِرانُ اللْد الذي ف باطن ا َ‬
‫النفَس والصوْت‪ .‬وقال ابن خالويه‪َ :‬ب ْلذَم الفرس صدْره‪ ،‬بالدال والذال‬
‫معا‪.‬‬
‫@بلسم‪َ :‬ب ْلسَمَ‪ :‬سكت عن فَزَع‪ ،‬وقيل‪ :‬سكت فقط من غي أَن يقَيّد‬
‫سمَة إذا‬ ‫سمَ َبلْ َ‬‫بفَرَقٍ؛ عن ثعلب‪ .‬الَصمعي‪ :‬طَ ْرسَم الرجل طَ ْرسَم ًة وَبلْ َ‬
‫أَطرق وسكَت وفَرِق‪ .‬والِبلْسامُ‪ :‬البِرْسامُ؛ قال العجاج يصف شاعرا‬
‫حمَه‪:‬‬ ‫َأ ْف َ‬
‫فلم يَزَ ْل بال َقوْم والّت َه ّكمِ‬
‫(* قوله «فلم يزل بالقوم» هكذا ف الصل باليم)‪.‬‬
‫حمِ‪،‬‬‫حت الَتقَيْنا‪ ،‬وهو مثل ا ُل ْف َ‬
‫ض كالَُب ْلسَمِ‬ ‫صفَرّ حت آ َ‬ ‫وا ْ‬
‫سمُ والُبَ ْرسَم واحد‪ .‬قال ابن بري‪ :‬الِبلْسامُ‬ ‫قال‪ :‬الَُبلْ َ‬
‫البِرْسامُ وهو الُومُ؛ قال رؤبة‪:‬‬
‫كَأنّ ِبلْساما به أَو مُوما‬
‫سمَ‪ :‬كَرّهَ وجهَه‪.‬‬ ‫سمَ وَب ْل َ‬
‫وقد ُبلْ ِ‬
‫@بلصم‪َ :‬بلْصَم الرجلُ وغيه َبلْصَمةً‪ :‬فَرّ‪.‬‬
‫@بلطم‪َ :‬بلْ َطمَ الرجلُ‪ :‬سكَت‪.‬‬
‫للْق وهو الَريءُ‪.‬‬ ‫@بلعم‪ :‬الُبلْعُم والُبلْعومُ‪َ :‬مجْرى الطعام ف ا َ‬
‫وف حديث عليّ‪ :‬ل يَذهَب أَمرُ هذه ا ُلمّة إل على رجل واسِع السّ ْرمِ‬
‫ضخْم الُب ْلعُوم؛ يُريدُ على رجل شديد َعسُوف أَو ُمسْرِف ف المْوال‬ ‫َ‬
‫والدّماء‪ ،‬فوصفه بسَعة ا َلدْخَل وا َلخْرَج؛ ومنه حديث أَب هريرة‪:‬‬
‫َحفِظْت من رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ما لو بَثَثْتُه فيكم لقُطِع هذا‬
‫الُب ْلعُوم‪ .‬وَبلْعَم الّلقْمة‪ :‬أَكلها‪ .‬والُبلْعومُ‪ :‬البياض الذي ف‬
‫حفَلة الِمار ف طرَف الفم؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫َج ْ‬
‫بِيض البَلعِيم أَمثال الَواتِيم‬
‫وقال أَبو حنيفة‪ :‬الُبلْعوم مَسِيل يكون ف القُفّ داخل ف الَرض‪.‬‬
‫والَب ْلعَمة‪ :‬البْتِلعُ‪ .‬والَبلْ َعمُ‪ :‬الرجل الكثي الَكل الشديد‬
‫الَبلْع للطعام‪ ،‬واليم زائدة‪.‬‬
‫وَب ْلعَم‪ :‬اس ُم رجلٍ؛ حكاه ابن دُريد‪ ،‬قال‪ :‬ول أَحسبه عربيّا‪.‬‬
‫@بلغم‪ :‬الَبلْغَم‪ِ :‬خلْطٌ من أَخلط السَد‪ ،‬وهو أَحد الطّبائع‬
‫ا َلرْبَع‪.‬‬
‫@بم‪ :‬الَبمّ من العُود‪ :‬معروف أَعجمي‪ .‬الوهري‪ :‬الَبمّ الوَتَر الغليظ‬
‫من أَوتار الَزاهِر‪ .‬التهذيب‪َ :‬ب ّم العُودِ الذي ُيضْرَب به هو أَحدُ‬
‫أَوتارِه‪ ،‬وليس بعرب‪ .‬ابن سيده‪ :‬وَبمّ‪ ،‬غي مصروف‪ ،‬أَرض من بكِرْمان‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬مدينة بكِرْان‪ ،‬وقيل‪ :‬موضع؛ قال الطرماح‪:‬‬
‫أل أَيها الليل الذي طالَ َأصْبِحِ‬
‫بَِبمّ‪ ،‬وما الصْباح فيك بَأ ْر َوحِ‬
‫وأَورد الَزهري للطّ ِرمّاح‪:‬‬
‫َألَيْلَتَنا ف َبمّ كِرْمانَ أَصِْبحِي‬
‫@بنم‪ :‬البَنامُ‪ :‬لغة ف البنَانِ؛ قال عُمر بن أَب رَبيعة‪:‬‬
‫ضحْتَن‬ ‫ضتْ بالبنَام‪َ :‬ف َ‬ ‫فقالتْ و َع ّ‬
‫(* ف ديوان عمر‪ :‬وعضت بالبنان بدل البنام)‪.‬‬
‫ت أَرَبعِ قَوائم من دَوابّ البّ والاء‪،‬‬ ‫@بم‪ :‬الَبهِيمةُ كلّ ذا ِ‬
‫والمع بَهائم‪ .‬والَبهْمةُ‪ :‬الصغ ُي من أَولد الغَنَم الضأْن وا َلعَز‬
‫والَبقَر من الوحش وغيها‪ ،‬الذكَ ُر والُنْثى ف ذلك سواء‪ ،‬وقل‪ :‬هو َبهْمةٌ‬
‫إذا شبّ‪ ،‬والمع َب ْهمٌ وَب َهمٌ وبِهامٌ‪ ،‬وبِهاماتٌ‬
‫جع المعِ‪ .‬وقال ثعلب ف نَوادِره‪ :‬الَب ْهمُ صِغارُ العَز؛ وبه فسّر‬
‫قول الشاعر‪:‬‬
‫عَدان َأنْ َأزُورَك َأنّ َبهْمي‬
‫عَجايا كلّها إل قليل‬
‫أَبو عبيد‪ :‬يقال َلوْلد الغنَم ساعة َتضَعها من الضأْن وا َلعَز‬
‫جيعا‪ ،‬ذكرا كان أَو أُنثى‪َ ،‬سخْلة‪ ،‬وجعها سِخال‪ ،‬ث هي الَب ْهمَة الذكَرُ‬
‫والُنْثى‪ .‬ابن السكيت‪ :‬يقال هُم يَُبهّمون الَب ْهمَ إذا حَ َرمُوه عن‬
‫ُأمّهاتِه فَ َر َعوْه وحدَه‪ ،‬وإذا اجَت َمعَت البِها ُم والسّخالُ قلت لا‬
‫جيعا بِهامٌ‪ ،‬قال‪ :‬وَبهِيمٌ‬
‫هي البْهامُ للصْبَع‪ .‬قال‪ :‬ول يقال البِهامُ‪ ،‬والبْهم كالَعْجم‪.‬‬
‫واسُْتْبهِم عليه‪ :‬اسُْت ْعجِم فلم َيقْ ِدرْ على الكلم‪ .‬وقال نفطويه‪:‬‬
‫الَبهْم ُة مُسْتَْب ِهمَةٌ عن الكلم أَي مُنْ َغلِق ذلك عنها‪ .‬وقال الزجاج ف‬
‫ت لكم َبهِيمة الَنْعامِ؛ وإنا قيل لا َبهِيمةُ‬ ‫قوله عز وجل‪ :‬أُ ِحّل ْ‬
‫الَنْعامِ َلنّ كلّ َحيّ ل يَميّز‪ ،‬فهو َبهِيمة لَنه أُْبهِم عن‬
‫أَن ييّز‪ .‬ويقال‪ :‬أُْبهِم عن الكلم‪.‬‬
‫وطري ٌق مُْبهَمٌ إذا كان َخفِيّا ل َيسْتَبي‪ .‬ويقال‪ :‬ضرَبه فوقع‬
‫مُْبهَما أَي َمغْشيّا عليه ل يَنْطِق ول ييّز‪ .‬ووقع ف ُبهْمةٍ ل‬
‫يتّجه لا أَي خُطّة شديدة‪ .‬واستَْبهَم عليهم الَمرُ‪ :‬ل ي ْدرُوا كيف‬
‫يأْتون له‪ .‬واسْتَْبهَم عليه الَمر أَي اسَت ْغلَق‪ ،‬وتََبهّم أَيضا إذا‬
‫ُأرْتِجَ عليه؛ وروى ثعلب أَن ابن الَعراب أَنشده‪:‬‬
‫أَعْيَيْتَن ك ّل العَيا‬
‫ءِ‪ ،‬فل أَغَرّ ول َبهِيم‬
‫قال‪ُ :‬يضْرَب مثلً للَمر إذا أَشكل ل تَّتضِحْ جِهتَه واستقامَتُه‬
‫ومعرِفته؛ وأَنشد ف مثله‪:‬‬
‫ض على يسارٍ‪،‬‬ ‫َتفَ ّرَقتِ الَخا ُ‬
‫فما َي ْدرِي أَُيخْثِرُ أَم ُيذِيبُ‬
‫وأَمرٌ مُْب َهمِ‪ :‬ل مَأْتَى له‪ .‬واسْتَْبهَم ا َلمْرُ إذا اسَْت ْغلَق‪،‬‬
‫فهو مُسْتَْبهِم‪ .‬وف حديث عليّ‪ :‬كان إذا نَزَل به إحْدى الُْبهَمات‬
‫شكِلة شاقّة‪ ،‬سّيت مُْبهَمة لَنا‬ ‫َكشَفَها؛ يُري ُد مسأل ًة مُعضِل ًة مُ ْ‬
‫أُْبهِمت عن البيان فلم ُيجْعل عليها دليل‪ ،‬ومنه قيل لِما ل يَنْطِق‬
‫َبهِيمة‪.‬‬
‫جلُو دُجُنّاتِ‬‫وف حديث قُسّ‪َ :‬ت ْ‬
‫(* قوله «تلو دجنات» هكذا ف الصل‬
‫والنهاية بالتاء‪ ،‬وف مادة دجن من النهاية‪ :‬يلو دجنات بالياء)‪.‬‬
‫الدّياجي والُبهَم؛ الُبهَم‪ :‬جع ُب ْهمَة‪ ،‬بالضم‪ ،‬وهي مُشكلت الُمور‪ .‬وكلم‬
‫مُْبهَم‪ :‬ل يعرَف له وَجْه يؤتى منه‪ ،‬مأخوذ من قولم حائط مُْبهَم إذا ل‬
‫يكن فيه بابٌ‪ .‬ابن السكيت‪َ :‬أْب َهمَ عليّ ا َلمْرَ إذا ل يَجعل له‬
‫وجها أَع ِرفُه‪ .‬وإبْهامُ الَمر‪ :‬أَن َيشْتَبه فل يعرَف وجهُه‪ ،‬وقد‬
‫ب مُْبهَم‪ :‬مُغلَق ل ُيهْتَدى لفتحِه‬ ‫أَْبهَمه‪ .‬وحائط مُْبهَم‪ :‬ل باب فيه‪ .‬وبا ٌ‬
‫إذا أُ ْغلِق‪ .‬وأْب َهمْت البابَ‪ :‬أَغَلقْته و َسدَدْته‪ .‬وليلٌ بَهيم‪ :‬ل‬
‫ضَوء فيه إل الصّباح‪ .‬وروي عن عبد ال بن مسعود ف قوله عز وجل‪ :‬إن‬
‫الُنافِقي ف الدّرْك ال ْسفَل من النار‪ ،‬قال‪ :‬ف تَوابيت من حديدٍ‬
‫مُْبهَمةٍ عليهم؛ قال ابن الَنباري‪ :‬الُْبهَة الت ل َأقْفالَ عليها‪ .‬يقال‪:‬‬
‫أَمرٌ مُْبهَم إذا كان ُملْتَبِسا ل ُيعْرَف معناه ول بابه‪.‬‬
‫غيه‪ :‬الَب ْهمُ جع َب ْهمَةٍ وهي أَولدُ الضأْن‪ .‬والَبهْمة‪ :‬اسم‬
‫للمذكّر والؤنث‪ ،‬والسّخالُ أَولدُ ا َلعْزَى‪ ،‬فإذا اجتمع البها ُم والسّخالُ‬
‫قلت لما جيعا با ٌم وَب ْهمٌ أَيضا؛ وأَنشد الَصمعي‪:‬‬
‫لو أَنّن كنتُ‪ ،‬من عا ٍد ومِن إ َرمٍ‪،‬‬
‫َغذِيّ َب ْه ٍم وُلقْمانا وذا َج َد ِن‬
‫َلنّ ال َغذِيّ السّخلة؛ قال ابن بري‪ :‬قول الوهري لَن الغَذِيّ‬
‫سخْلة وَهَم‪ ،‬قال‪ :‬وإِنا َغذِيّ َب ْهمٍ أَحدُ َأمْلك ِحمْي كان‬ ‫ال ّ‬
‫ُي َغذّى بلُحوم الَبهْم‪ ،‬قال وعليه قول سلمى بن ربيعة الضّبيّ‪:‬‬
‫أَهلَك طَسْما‪ ،‬وَب ْعدَهم‬
‫َغذِيّ َب ْهمٍ وذا َج َدنِ‬
‫قال‪ :‬ويدل على ذلك أَنه عطف لُقْمانا على َغذِيّ َب ْهمٍ‪ ،‬وكذلك ف بيت‬
‫سلمى الضبّ‪ ،‬قال‪ :‬والبيت الذي أَنشده الَصمعي لفْنون التغلب؛ وبعده‪:‬‬
‫َلمَا َوَفوْا بأَخِيهم من ُم َهوّلةٍ‬
‫أَخا السّكون‪ ،‬ول جاروا عن السّنَنِ‬
‫وقد جَعل لَبيد أَولدَ البقر بِهاما بقوله‪:‬‬
‫والعيُ ساكن ٌة على أَطلئِها‬
‫عُوذا‪ ،‬تأَجّل بالفَضاء بِهامُها‬
‫ويقال‪ :‬هُم يَُب ّهمُون الَب ْهمَ تَْبهِيما إذا أَفرَدُوه عن ُأمّهاته‬
‫فَ َر َعوْه و ْحدَه‪.‬‬
‫الَخفش‪ :‬الُب ْهمَى ل ُتصْرَف‪ .‬وكلّ ذي أَربع من دوابّ البحر والبّ‬
‫يسمّى َبهِيمة‪.‬‬
‫وف حديث اليان والقَدَر‪ :‬وترى الُفا َة العُراة رِعاءَ الِبل‬
‫والَبهْم يَتطاوَلون ف البُنْيان؛ قال الطاب‪ :‬أَراد بِرِعا ِء البِل‬
‫ب وأَصحابَ البَوادي الذين يَنَْتجِعون مواقعَ الغَيْث ول‬ ‫والَبهْم ا َلعْرا َ‬
‫َتسَْتقِرّ بم الدار‪ ،‬يعن أن البلد تفتَح فيسكنونا ويَتطاوَلون ف‬
‫البُنْيان‪ ،‬وجاء ف رواية‪ :‬رُعاة البل الُبهُم‪ ،‬بضم الباء والاء‪ ،‬على نعت‬
‫الرّعاة وهم السّودُ؛ قال الطاب‪ :‬الُبهُم‪ ،‬بالضم‪ ،‬جع الَبهِيم وهو‬
‫الجهول الذي ل ُيعْرَف‪ .‬وف حديث الصلة‪َ :‬أ ّن َب ْهمَةً مرّت بي يديه‬
‫وهو يصلّي‪ ،‬والديث الخر‪ :‬أَنه قال للراعي ما ولّدت؟ قال‪َ :‬بهْمة‪،‬‬
‫قال‪ :‬اذْبَ ْح مكانَها شاةً؛ قا ابن الَثي‪ :‬فهذا يدل على أَن الَبهْمة اسم‬
‫للُنثى لَنه إنا سأله ليعلَم أذَكَرا ولّد َأمْ أُنْثى‪ ،‬وإ ّل فقد‬
‫كان َيعْلم أَنه إنا ولّد أَحدَها‪.‬‬
‫صمَت؛ قال‪:‬‬ ‫والُْبهَم والْب َهمُ‪ :‬ا ُل ْ‬
‫َفهَزَمتْ َظهْر السّلمِ الَْبهَم‬
‫صدْع فيه؛ وأَما قوله‪:‬‬ ‫أَي الذي ل َ‬
‫لكافرٍ تاهَ ضَللً أَْب َهمُه‬
‫فقيل ف تفسيه‪ :‬أَْب َهمُه قلبُه‪ ،‬قال‪ :‬وأَراه أَراد َأ ّن قلب الكافر‬
‫خلّله وعْظ ول إنْذار‪ .‬والُبهْمةُ‪ ،‬بالضم الشجاع‪،‬‬ ‫صمَت ل يََت َ‬
‫ُم ْ‬
‫وقيل‪ :‬هو الفارس الذي ل ُي ْدرَى من أَين يُؤتى له من شدّة ب ْأسِه‪ ،‬والمع‬
‫ُبهَم؛ وف التهذيب‪ :‬ل َي ْدرِي مُقاتِله من أَين يَدخل عليه‪ ،‬وقيل‪ :‬هم‬
‫جاعة الفُرْسان‪ ،‬ويقال للجيش ُبهْمةٌ‪ ،‬ومنه قولم فلن فارِس ُبهْمةٍ‬
‫وليثُ غابةٍ؛ قال مَُتمّم بن ُنوَيْرة‪:‬‬
‫وللِشرْب فاْبكِي مالِكا‪ ،‬ولُِبهْةٍ‬
‫شجّعا‬ ‫شدي ٍد نَواحِيها على مَن َت َ‬
‫وهُم الكُماة‪ ،‬قيل لم ُبهْمةٌ لَنه ل ُيهْتَدى ِلقِتالم؛ وقال غيه‪:‬‬
‫الُبهْمةُ السوادُ أَيضا‪ ،‬وف نوادر الَعراب‪ :‬رجل ُب ْهمَةٌ إذا كان ل‬
‫يُثْنَى عن شيء أَراده؛ قال ابن جن‪ :‬الُبهْمةُ ف الَصل مصدر وُصف به‪،‬‬
‫س ُبهْمةٍ كما قال تعال‪ :‬وَأ ْش ِهدُوا َذوَيْ‬ ‫يدل على ذلك قولم‪ :‬هو فار ُ‬
‫َعدْلٍ منكم‪ ،‬فجاء على الَصل ث وصف به فقيل رجل َعدْل‪ ،‬ول ِفعْل له‪،‬‬
‫ول يُوصف النساءُ بالُبهْمةِ‪.‬‬
‫والَبهِيمُ‪ :‬ما كان لَونا واحدا ل يُخالِطه غيه سَوادا كان أَو‬
‫بياضا‪ ،‬ويقال للّيال الثلث الت ل يَ ْطلُع فيها القمر ُب َهمٌ‪ ،‬وهي جع‬
‫ُبهْمةٍ‪ .‬والُْبهَم من الُحرّمات‪ :‬ما ل يلّ بو ْجهٍ ول سبب كتحري‬
‫ا ُلمّ والُخْت وما أَشبَهه‪ .‬وسئل ابن عباس عن قوله عز وجل‪ :‬وحَلئلُ‬
‫أَبنائِكم الذين من أَصلبِكم‪ ،‬ول يُبَيّن أَدَخَل با البنُ َأمْ ل‪،‬‬
‫فقال ابن عباس‪ :‬أَْبهِموا ما أَْب َهمَ ال؛ قال الَزهري‪ :‬رأَيت كثيا‬
‫من أَهل العلم يذهَبون بذا إل إبام الَمر واستِبهامِه‪ ،‬وهو إشْكالُه‬
‫وهو غلَطٌ‪ .‬قال‪ :‬وكثي من ذَوي العرفة ل ييّزون بي الُْبهَم وغي‬
‫الُْبهَم تييزا ُمقْنِعا‪ ،‬قال‪ :‬وأَنا أُبيّنه ب َعوْن ال عز وجل‪،‬‬
‫فقوله عز وجل‪ :‬حُرّمت عليكم ُأمّهاتُكم وبنَاتُكم وأَخواتُكم و َعمّاتُم‬
‫وخالتُكم وبَناتُ الخِ وبناتُ ا ُل ْختِ‪ ،‬هذا كله يُسمّى التحريَ‬
‫الُْبهَم لَنه ل ي ّل بوجه من الوجوه ول سبب من الَسباب‪ ،‬كالَبهِيم من‬
‫أَلوان اليل الذي ل شِيَةَ فيه تُخالِف ُمعْظم لونِه‪ ،‬قال‪ :‬ولّا سئل ابن‬
‫ت نِسائِكم ول يُبيّن ال الدّخولَ ب ّن أَجاب‬ ‫عباس عن قوله وأُمها ُ‬
‫فقال‪ :‬هذا من مُْبهَم التحري الذي ل وجه فيه غي التحري‪ ،‬سواء‬
‫َد َخلْتم بالنساء أَو ل َتدْخُلوا بن‪ ،‬فُأمّهات نِسائكم ُح ّرمْنَ عليكم من‬
‫جيع الهات‪ ،‬وأَما قوله‪ :‬ورَبائبُكم اللت ف حُجوركم من نِسائكم‬
‫اللت دَ َخلْتم بنّ‪ ،‬فالرّبائبُ ههنا لسْنَ من الُبْهمات َلنّ وجهي‬
‫مُبيّنَي أُ ْحِللْن ف أَحدِها وحُ ّرمْن ف الخر‪ ،‬فإذا دُخِل‬
‫بُأمّهات الرّبائب حَرُمت الرّبائبُ‪ ،‬وإن ل يُدخل بُأمّهات الربائب ل‬
‫َيحْرُمن‪ ،‬فهذا تفسيُ الُْبهَم الذي أَراد ابنُ عباس‪ ،‬فافهمه؛ قال ابن‬
‫الَثي‪ :‬وهذا التفسي من الَزهري إنا هو للرّبائب وا ُلمّهات ل‬
‫للحَلئل‪ ،‬وهو ف أَول الديث إنا جَعل سؤال ابنِ عباس عن الَلئل ل عن‬
‫الرّبائب‪ .‬ولَونٌ بيم‪ :‬ل يُخالطه غيُه‪ .‬وف الديث‪ :‬ف خيل د ْهمٍ ُب ْهمٍ؛‬
‫وقيل‪ :‬الَبهِيمُ الَسودُ‪ .‬والَبهِيمُ من اليل‪ :‬الذي ل شِيةَ فيه‪ ،‬الذكَر‬
‫ف ورُغُف‪ .‬ويقال‪ :‬هذا فرس‬ ‫والُنثى ف ذلك سواء‪ ،‬والمع ُبهُم مثل رغِي ٍ‬
‫جواد وَبهِيمٌ‬
‫وهذه فرس جواد وَبهِيمٌ‪ ،‬بغي هاء‪ ،‬وهو الذي ل يُخالط لونَه شيء سِوى‬
‫ُمعْظَم لونِه‪ .‬الوهري‪ :‬وهذا فرس َبهِيمٌ‬
‫صمَتٌ‪ .‬وف حديث عياش ابن أَب ربيعة‪ :‬والسود البَهيمُ كأَنه من‬ ‫أَي ُم ْ‬
‫ت‬
‫صمَ ُ‬
‫سا َسمٍ كأَنه ا ُل ْ‬
‫(* قوله «كأنه الصمت» الذي ف النهاية‪ :‬أي‬
‫ط لونَه لون غيُه‪ .‬والبَهي ُم من النّعاج‪:‬‬ ‫الصمت)‪ .‬الذي ل يُخالِ ُ‬
‫السّوداءُ الت ل بياض فيها‪ ،‬والمع من ذلك ُب ْهمٌ وُب ُهمٌ فأما قوله ف‬
‫س يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُ ْر ًل ُبهْما أَي ليس‬ ‫حشَر النا ُ‬ ‫الديث‪ُ :‬ي ْ‬
‫صحّاءَ؛ قال أَبو عمرو الُب ْهمُ واحدها بَهيم وهو‬ ‫معهم شيء‪ ،‬ويقال‪ :‬أَ ِ‬
‫الذي ل يالِط لَونَه لونٌ سِواه من سَوادٍ كان أَو غيه؛ قال أَبو عبيد‪:‬‬
‫فمعناه عندي أَنه أَراد بقوله ُبهْما يقولُ‪ :‬ليس فيهم شيءٌ من الَعراض‬
‫والعاهات الت تكون ف الدنيا من العَمى والعَوَر والعَرَج والُذام‬
‫والبَرَص وغي ذلك من صُنوف الَمراض والبَلءِ‪ ،‬ولكنها أَجسا ٌد مُْبهَمَة‬
‫ححَة ِلخُلود الَبد‪ ،‬وقال غيه‪ِ :‬لخُلود الََبدِ ف النة أَو‬ ‫صّ‬ ‫ُم َ‬
‫النار‪ ،‬ذكره ابن الثي ف النهاية؛ قال ممد بن الكرم‪ :‬الذي ذكره الَزهري‬
‫صحّحة لُلود الَبد‪ ،‬وقول ابن الَثي ف النة أَو‬ ‫وغيه أَجْسا ٌد ُم َ‬
‫ف النار فيه نَظَر‪ ،‬وذلك أَن اللود ف النة إنا هو للنّعيم الحْضِ‪،‬‬
‫فصحّة أَجْْسادِهم من أَجل التَّنعّم‪ ،‬وأَما اللود ف النار فإنا هو‬
‫للعذاب والتأسّف والَسرة‪ ،‬وزيادةُ عذابِهم بعاهات الَجسام َأ ّت ف‬
‫عُقوبتهم‪ ،‬نسأَل ال العافية من ذلك بكرمه‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬رُوي ف تام‬
‫الديث‪ :‬قيل وما الُبهْم؟ قال‪ :‬ليس معهم شيء من أَعراض الدنيا ول من‬
‫ت َبهِيم‪ :‬ل تَرْجيع‬ ‫صوْ ٌ‬ ‫متاعِها‪ ،‬قال‪ :‬وهذا يالف الَول من حيث العن‪ .‬و َ‬
‫فيه‪.‬‬
‫والبْهامُ من الَصابع‪ :‬العُظْمى‪ ،‬معروفة مؤنثة؛ قال ابن سيده‪ :‬وقد‬
‫تكون ف الَيدِ والقدَم‪ ،‬وحكى اللحيان أنا تذكّر وتؤّنثُ؛ قال‪:‬‬
‫إذا رَأوْن‪ ،‬أَطال ال غَيْ َظ ُهمُ‪،‬‬
‫َعضّوا من الغَيظِ أَطرافَ الَباهيمِ‬
‫وأَما قول الفرزدق‪:‬‬
‫فقد شَهدَت قَيْسٌ فما كان َنصْرُها‬
‫قُتَيبةَ‪ ،‬إلّ َعضّها بالَبا ِهمِ‬
‫فإنا أَراد الَباهِيم غي أَنه حذف َلنّ القصِيد َة ليست مُرْ َدفَة‪،‬‬
‫وهي قصيدة معروفة‪ .‬قال الَزهري‪ :‬وقيل للصْبَع إِبْهامٌ‬
‫لَنا تُْبهِم الكفّ أَي تُطْبِقُ عليها‪ .‬قال‪ :‬وَبهِيم هي البْهام‬
‫للصبع‪ ،‬قال‪ :‬ول يقال البِهامُ‪ .‬وقال ف موضع آخر‪ :‬البْهام الصْبَع‬
‫الكُبْرى الت تلي ا ُلسَبّحةَ‪ ،‬والمع الَباهِيم‪ ،‬ولا َمفْصِلن‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬وُبهْمى َنبْت‪ ،‬وف الحكم‪ :‬والُبهْمى نَبْت؛ قال أَبو حنيفة‪:‬‬
‫هي خي أَحْرار الُبقُو ِل رَطْبا ويابسا وهي تَنْبُت َأوّل شيء‬
‫لبّ‪ ،‬ث يبلُغ با‬ ‫بارِضا‪ ،‬وحي ترج من الَرض تَنْبت كما يَنْبُت ا َ‬
‫ت َشوْك مثل شوك‬ ‫لبّ‪ ،‬ويرج لا إذا يَِبسَ ْ‬ ‫النّبْت إل أَن تصي مثل ا َ‬
‫السّنْبُل‪ ،‬وإذا َوقَع ف أُنوف الغَنَم والِبل أَِنفَت عنه حت َينْزِعه‬
‫الناسُ‬
‫ستْ كانت كَلً‬ ‫من أَفواهها وأُنوفِها‪ ،‬فإذا عَ ُظمَت الُبهْمى ويَِب َ‬
‫يَرْعاه الناس حت ُيصِيبه الطَر من عا ٍم مُقْبِل‪ ،‬ويَنْبت من تتِه حبّه‬
‫الذي سقَط من سُنْبُله؛ وقال الليث‪ :‬الُبهْى نَبْت َتجِد به الغنَم‬
‫وَجْدا شديدا ما دام أَخضر‪ ،‬فإذا يَبِس َهرّ َشوْكُه وامتَنَع‪ ،‬ويقولون‬
‫للواحد ُبهْمى‪ ،‬والمع ُبهْمى؛ قال سيبويه‪ :‬الُبهْمى تكون واحدة وجعا‬
‫وأَلفها للتأنيث؛ وقال قومٌ‪ :‬أَلفها لللْحاق‪ ،‬والواحدة ُبهْماةٌ؛ وقال‬
‫البد‪ :‬هذا ل يعرف ول تكون أَلف ُفعْلى‪ ،‬بالضم‪ ،‬لغي التأنيث؛ وأَنشد ابن‬
‫السكيت‪:‬‬
‫ت بارِضَ الُبهْمى َجمِيما وُبسْرةً‪،‬‬ ‫رَ َع ْ‬
‫صمْعاءَ حت آَنفَتْها نِصالُها‬ ‫وَ‬
‫والعرب تقول‪ :‬الُبهْمى ُعقْر الدارِ وعُقارُ الدارِ؛ يُريدون أَنه من‬
‫خِيار ا َلرْتَع ف جَناب الدّار؛ وقال بعض الرّواة‪ :‬الُبهْمى ترتفِع نو‬
‫جعُ الَرْعَى‬‫الشّبْر ونَباتُها َألْطَف من نَبات البُرّ‪ ،‬وهي أَْن َ‬
‫ف الاف ِر ما ل ُتسْفِ‪ ،‬واحدتُها ُبهْماة؛ قال ابن سيده‪ :‬هذا قولُ أَهل‬
‫خدَب‪ ،‬فإذا‬ ‫جْ‬ ‫اللغة‪ ،‬وعندي َأنّ مَن قا ُل بُهماةٌ فالَلف مُ ْلحِقة له ِب ُ‬
‫نزع الاء أَحال إعْتِقاده الَول عما كان عليه‪ ،‬وجعل الَلف للتأنيث‬
‫فيما بعد فيجعلها لللْحاق مع تاء التأنيث ويعلها للتأنيث إذا فقد‬
‫الاء‪.‬وأَْب َه َمتِ الَرض‪ ،‬فهي مْبهِمة‪ :‬أَنْبَتَت الُب ْهمَى وكثُر ُبهْماها‪،‬‬
‫قال‪ :‬كذلك حكاه أَبو حنيفة وهذا على النسب‪ .‬وَبهّم فلن بوضع كذا إذا‬
‫أَقام به ول يَبْرَ ْحهُ‪.‬‬
‫لمَى على لَون‬ ‫والبهائم‪ :‬إسم أَرض‪ ،‬وف التهذيب‪ :‬البَهائم أَجْبُل با ِ‬
‫واحد؛ قال الراعي‪:‬‬
‫َبكَى َخشْ َرمٌ لّا رأَى ذا مَعا ِركٍ‬
‫ضبَ البَهائِم‬ ‫أَتى دونه‪ ،‬وا َلضْبَ َه ْ‬
‫والَساءُ الُْبهَمة عند النحويي‪ :‬أَساء الشارات نو قولك هذا‬
‫وهؤلء وذاك وأُولئك‪ ،‬قال الَزهري‪:‬‬
‫الُروف الُْبهَمة الت ل اشتقاقَ لا ول ُيعْرف لا أُصول مثل الذي‬
‫والذين وما ومَن وعن‬
‫(* قوله «ومن وعن» كذا ف الصل والتهذيب ونسخة من‬
‫شرح القاموس غي الطبوع‪ ،‬وف شرح القاموس الطبوع‪ :‬ومن نن)‪ .‬وما‬
‫أَشبهها‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@برم‪َ :‬بهْ َرمَةُ الّنوْر‪ :‬زَهْرُه؛ عن أَب حنيفة‪ .‬والَبهْرَمَةُ‪:‬‬
‫عِبادةُ أَهلِ الند‪ .‬قال الَصمعي‪ :‬الرّْنفُ بَهْرامَج البّ‪.‬‬
‫صفُر‪ ،‬وقيل‪ :‬ضرْب من العصفر؛ وأَنشد ابن بري لشاعر‬ ‫والَبهْرَم والَبهْرَمان‪ :‬العُ ْ‬
‫يصف ناقة‪:‬‬
‫َكوْماء ِمعْطي كَل ْونِ الَبهْ َرمِ‬
‫ويقال لل ُعصْفر‪ :‬الَبهْرَم وال َفعْوُ‪ .‬وَبهْ َرمَ ِلحْيَته‪ :‬حَنّأَها‬
‫تْنِئة مُشَْبعَةً؛ قال الراجز‪:‬‬
‫أَصْبَ َح بالِنّاء قد تََبهْرَما‬
‫خ َفخَضَب‪ .‬وف حديث عثمان‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬أَنه غَطّى‬ ‫يعن رأسه أَي شا َ‬
‫وجهَه بقَطيفَة حَمراء ُأرْجُوانٍ وهو ُمحْرم؛ قال‪ :‬ا ُلرْجُوان هو‬
‫لمْرة ُأرْجُوانٌ‪ .‬والبَهرَمان دونه بشيء‬ ‫لمْرة‪ ،‬ول يقال لغي ا ُ‬ ‫الشديد ا ُ‬
‫لمْرة‪ ،‬وا ُل َفدّمُ ا ُلشْبَع حُمرة‪ ،‬وا ُلضَ ّرجُ دون ا ُلشْبَع‪،‬‬ ‫فاُ‬
‫ث ا ُل َورّدُ بعده‪ .‬وف حديث عُروة‪ :‬أَنه َكرِه ا ُلفَدّم لل ُمحْرِم‬
‫ول يَرَ با ُلضَرّج الَُبهْرَم بأْسا‪ ،‬والَُبهْرَم‪ :‬ا ُلعَصفر‪.‬‬
‫وَبهْرام‪ :‬اسم الِرّيخ؛ وإيّاه عَنَى القائل‪:‬‬
‫أَما َترَى الّنجْم قد َت َولّى‪،‬‬
‫و َه ّم َبهْرام با ُلفُولِ؟‬
‫وقال حبيب بن أَوس‪:‬‬
‫له كِبْرِياءُ ا ُلشْتَرِي و ُسعُودُهُ‪،‬‬
‫و َس ْورَة َبهْرام وظَرْفُ عُطارِدِ‬
‫@بوم‪ :‬البُومُ‪ :‬ذكَر الامِ‪ ،‬واحدته بُومةٌ‪ .‬قال الَزهري‪ :‬وهو عرب‬
‫صوّاتٌ‪ .‬الوهري‪ :‬البُومُ والبُومةُ طائر يقَع‬ ‫صحيح‪ .‬يقال‪ :‬بُو ٌم َبوّامٌ َ‬
‫على الذكَر والُنثى حت تقول صَدىً أَو فَيّاد‪ ،‬فَيختصّ‬
‫بالذكر‪ .‬ابن بري‪ :‬يُجمع بُومٌ على أَبْوام؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫وأَ ْغضَف قد غا َدرْتُه وا ّدرَعْتُه‪،‬‬
‫ِب ُمسْتَنْبَ ِح الَبْوامِ‪َ ،‬جمّ العَوازِف‬
‫شتُ إل قابل‬ ‫@بب‪ :‬التهذيب ف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬لَئِنْ ِع ْ‬
‫ُلْلحِقَنّ آخر الناس بَأوّلم حت يكونوا بَبّانا واحدا؛ قال أَبو عبيد‪:‬‬
‫قال ابن مَهديّ يعن شيئا واحدا‪ ،‬قال‪ :‬وذلك الذي أَرادَ عمرُ‪ ،‬قال‪ :‬ول‬
‫أَحسب الكلمة عربية ول أَسعها إل ف هذا الديث؛ قال ابن بري‪:‬‬
‫بَبّانٌ هو َفعّآلٌ ل َفعْلنٌ‪ ،‬قال‪ :‬وقد نص على هذا أَبو عليّ ف التذكرة‪،‬‬
‫قال‪ :‬ول ُتحْمل الكلمة على أَن فاءَها وعينَها ولمَها من موضع واحد‪،‬‬
‫وذكره الوهري ف فصل ببب‪ .‬النهاية ف حديث عمر أَيضا‪ :‬لول َأنْ أَتْ ُركَ‬
‫سمْتُها أَي‬‫آخِرَ الناس َببّانا واحدا ما فُِتحَت عليّ قري ٌة إ ّل َق َ‬
‫أَتركُهم شيئا واحدا‪ ،‬لَنّه إذا َقسَمَ البل َد الفتوحةَ على‬
‫الغانِميَ بق َي مَنْ ل يضُر الغنيمةَ‪ ،‬ومن َيجِيء بعدُ من السلمي بغي شيء‬
‫منها‪ ،‬فلذلك تركها لتكون بينهم جيعهم؛ قال أَبو عبيد‪ :‬ول أَحسبه‬
‫عربيّا‪ ،‬وقال أَبو سعيد الضّرير‪ :‬ليس ف كلم العرب بَبّان‪ ،‬قال‪ :‬والصحيحُ‬
‫عندنا بَيّانا واحدا‪ ،‬قال‪ :‬والعربُ إذا َذكَرت مَنْ ل ُيعْرف قالوا هذا‬
‫هيّان بن بَيّان‪ ،‬ومعن الديث‪ُ :‬ل َسوّيَ ّن بينهم ف العَطاء حت‬
‫يكونوا شيئا واحدا ل َفضْلَ لَحدٍ على غيه؛ قال ابن الَثي‪ :‬قال‬
‫الزهري ليس الَمرُ كما ظنّ‪ ،‬قال‪ :‬وهذا حديث مشهور رواه أهل التقان‪،‬‬
‫وكأَنّها لغة يانية ول َتفْشُ ف كلم مَعدّ‪ ،‬وهو الب ْأجُ بعن واحد‪ .‬قال‬
‫س ول قمرٌ‪،‬‬ ‫أَبو اليثم‪ :‬الكواكبُ البابانيات هي الت ل يَنْزِل با ش ٌ‬
‫ب الشّمالِ‬ ‫إنّما ُيهْتَدى با ف البّ والبحر‪ ،‬وهي شاميّة‪ ،‬ومه ّ‬
‫لدْيُ والفَ ْرقَدان‪ ،‬وهو بي‬ ‫منها‪ ،‬أَولُها القطب‪ ،‬وهو كوكبٌ ل يزولُ‪ ،‬وا َ‬
‫القطب‬
‫ت َنعْشٍ‬
‫(* قوله «وهو بي القطب» كذا ف الصل)‪ .‬وفيه بنا ُ‬
‫صغْرى‪.‬‬‫ال ّ‬
‫س ْهلَةُ اللّينة‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫@بثن‪ :‬البَثْنَةُ والبِثْنَةُ‪ :‬الَرضُ ال ّ‬
‫الرّملة‪ ،‬والفتح أَعلى؛ وأَنشد ابن بَري لميل‪:‬‬
‫ت َبدْو ًة لّا اسَْت َقلّت حُمولُها‬‫َبدَ ْ‬
‫بِبَثْنةَ‪ ،‬بي الُ ْرفِ والاج والّنجْلِ‪.‬‬
‫وبا سيت الرأَة بَثْنة‪ ،‬وبتصغيها سيت بُثَيْنة‪ .‬والبَثَنِيّةُ‪:‬‬
‫الزّبْدةُ‪ .‬والبَثَنِيّةُ‪ :‬ضَ ْربٌ من النطة‪ .‬والبَثَنِيّةُ‪ :‬بلدٌ‬
‫بالشأْم‪ .‬وقول خالد بن الوليد لّا عَ َزلَه عمرُ عن الشام حي خ َطبَ الناسَ‬
‫فقال‪ :‬إنّ ُعمَر اسَْت ْعمَلن على الشام وهو له ُم ِهمّ‪ ،‬فلما َأْلقَى‬
‫الشا ُم بَوانِيَه وصا َر بَثَنِيّةً وعسلً عزَلن واستعمل غيي؛ فيه‬
‫قولن‪ :‬قيل البَثَنِيّة حِنْطَ ٌة منسوبةٌ إل بلدة معروفةٍ بالشام من أَرض‬
‫ِدمَشق‪ ،‬قال ابن الَثي‪ :‬وهي ناحية من ُرسْتاقِ دِمشق يُقال لا‬
‫البَثَِنيّة‪ ،‬والخر أَنه أَراد البَثَنِيّة الناعمة من الرملة اللّينة يقال‬
‫لا بَثْنة‪ ،‬وتصغيها بُثَيْنَة‪ ،‬فأَراد خالدٌ أَن الشأْم لّا سكن وذهبت‬
‫َشوْكَتُه‪ ،‬وصار ليّنا ل مكْروهَ فيه‪ِ ،‬خصْبا كالِنْطة والعسلِ‪،‬‬
‫عزلن‪ ،‬قال‪ :‬والبَثْنةُ الزّبْدة الناعمة أَي لا صار زُبْدة ناعمة وعسلً‬
‫صِ ْرفَيْن لَنا صارت تب أَموالا من غي تعب‪ ،‬قال‪ :‬وينبغي أَن يكون‬
‫بُثَيْنةُ اسم الرأَة تصغيَها أَعن الزبدة فقال جيل‪:‬‬
‫سمَى‪،‬‬ ‫ك َأنْ نَ َزْلتَ جِبال ِح ْ‬ ‫أُحِبّ َ‬
‫ت بَثْن َة من قريبٍ‬ ‫وَأنْ ناسَْب َ‬
‫(* هنا جيل ياطب أخا بثينة ل بثينة نفسها)‪ .‬البَثْنةُ ههنا‪ :‬الزبدةُ‪.‬‬
‫والبَثْنةُ‪ :‬الّنعْمةُ ف الّنعْمةِ‪ .‬والبَثْنَةُ‪ :‬الرّملةُ‬
‫لسْناء البضّة؛ قال الَزهري‪ :‬قرأْتُ بط‬ ‫اللّيّنة‪ .‬والبَثْنةُ‪ :‬الرأَةُ ا َ‬
‫شر وتقييده‪ :‬البِثْنة‪ ،‬بكسر الباء‪ ،‬الَرض اللينة‪ ،‬وجعُها بِثَنٌ؛ ويقال‪:‬‬
‫هي الَرض الطيبة‪ ،‬وقيل‪ :‬البُثُنُ الرياض؛ وأَنشد قول الكميت‪:‬‬
‫مباؤ َك ف الُبثُنِ النّا ِعمَاْ‬
‫تِ عَيْنا‪ ،‬إذا َر ّوحَ الؤْصِل‬
‫يقول‪ :‬رِياضُك تَْن َعمُ أَعْيُنَ الناسِ أَي ُتقِرّ عيونَهم إذا أَراحَ‬
‫الراعي َن َعمَه أَصيلً‪ ،‬والَباءُ والَباءةُ‪ :‬النلُ‪ .‬قال الغنوي‪:‬‬
‫بَثَِنيّةُ الشام حنطةٌ أَو حبّة ُمدَحْرجَةٌ‪ ،‬قال‪ :‬ول أَجد حَبّةً‬
‫أَفضلَ منها؛ وقال ابن ُروَيشد الثقفي‪:‬‬
‫فَأدْ َخلْتُها ل حِنْط ًة بَثَنِيّةً‬
‫ُتقَابِ ُل َأطْرافَ البيوتِ‪ ،‬ول حُرْفا‬
‫قال‪ :‬بََثنِيّة‬
‫منسوبةٌ إل قرية بالشام بي دمشق وأَ ْذرِعات‪ ،‬وقال أَبو الغوث‪ :‬كلّ‬
‫سهْلة فهي بَثَنيّة خلف البَليّة‪،‬‬ ‫ِحنْطَةٍ َتنْبُت ف الَرض ال ّ‬
‫فجعله من الَول‪.‬‬
‫@بن‪َ :‬بحْنةُ‪ :‬نل ٌة معروفة‪ .‬وبنات َبحْنَةَ‪ :‬ضربٌ‬
‫من النخل طِوالٌ‪ ،‬وبا سّي اب ُن ُبحَينة‪ .‬واب ُن َبحْنَة‪ :‬السوطُ‬
‫سوّى من‬ ‫َتشْبيها بذلك؛ قال أَبو منصور‪ :‬قيل للسوط اب ُن َبحْنةَ لَنه ُي َ‬
‫سبَ إليها َنخْلتٌ كُ ّن عند‬ ‫قُلوس العراجي‪ .‬وَبحْنَةُ‪ :‬اسمُ امرأَ ٍة ُن ِ‬
‫بيتها كانت تقول‪ :‬هُ ّن بنات‪ ،‬فقيل‪ :‬بناتُ َبحْنةً‪ .‬قال ابن بري‪ :‬حكى‬
‫أَبو سهل عن التميمي ف قولم بنت بْنة أَن الَبحْنة نلة معروفة بالدينة‪،‬‬
‫وبا سيت الرأَة َبحْنة‪ ،‬والمع بنات َبحْنٍ‪ .‬الحكم‪ :‬وَبحْنةُ‬
‫وُبحَيْنَةُ اسمُ امرأَتي؛ عن أَب حنيفة‪ .‬والَبحْونُ‪ :‬رملٌ متراكبٌ؛‬
‫قال‪:‬من رَمْ ِل تُرْنَى ذي الرّكامِ الَبحْون‬
‫حوَنةُ‪ :‬القِرْبةُ‬
‫حوَنةٌ‪ :‬عظيمُ البطن‪ .‬والَب ْ‬ ‫حوَ ٌن وَب ْ‬ ‫ورجل َب ْ‬
‫الواسعةُ البطن؛ أَنشد ابن بري للَسود بن َيعْفُر‪:‬‬
‫َجذْلن َيسّرَ ُجلّةً مكنوزةً‪،‬‬
‫حوَن ًة ووَطْبا ِمجْزَما‬ ‫َحبْنا َء َب ْ‬
‫(* قوله «جذلن» رواية ابن سيده‪ :‬ريان)‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الَبحْنانةُ‬
‫للّة العظيمةُ الَبحْرانية الت ُيحْملُ فيها الكَْنعَد الالُ‪ ،‬وهي‬ ‫اُ‬
‫حوَنةُ أَيضا‪ ،‬ويقال للجُلّة العظيمة الَبحْناء‪ .‬وف الديث‪ :‬إذا كان‬ ‫الَب ْ‬
‫ج َبحْنان ٌة من جهنم فت ْلقُطُ النافقي َلقْطَ الَمامةِ‬ ‫يو ُم القيامة تر ُ‬
‫ح َونّ‪ :‬عظيمٌ‬‫القِ ْر ِطمَ؛ الَبحْنانةُ‪ :‬الشرار ُة من النار‪ .‬ودْلوٌ َب ْ‬
‫حوَنةٌ‪ :‬عظيمةٌ‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك الدلو‬ ‫كثيُ الَ ْخذِ للماء‪ .‬و ُجلّة َب ْ‬
‫ب من التمر؛ حكاه ابن دريد‪ ،‬قال‪ :‬فل أَدري ما‬ ‫حوَنُ‪ :‬ضر ٌ‬ ‫العظيم‪ .‬والَب ْ‬
‫حوَنةُ‪ :‬اسان‪.‬‬ ‫حوَن وَب ْ‬ ‫حقيقتُه‪ .‬وَب ْ‬
‫@بن‪ :‬رجل َبخْنٌ‪ :‬طويلٌ‬
‫مثل َمخْن؛ قال ابن سيده‪ :‬وأُراه بدلً‪ .‬ابن بري‪َ :‬بخَنَ‪ ،‬فهو باخِنٌ‪،‬‬
‫طال؛‪ :‬قال الشاعر‪:‬‬
‫ف باخِنٍ منْ نا ِر الصيف ُمحَْتدِم‬
‫التهذيب‪ :‬ويقال للناقة إذا تدّدَت للحالب قد اْبخَأَنّت‪ ،‬ويقال للميت‬
‫أَيضا اْبخََأنّ؛ قال الراجز فترك المزة‪:‬‬
‫مُرْبّة بالّنقْرِ والبْساسِ‪،‬‬
‫ولْبخِنانِ ال ّدرّ والنّعاسِ‬
‫يقال‪ :‬قد ابْخأَّنتْ وابْخانّت‪ ،‬مهموز وغي مهموز‪.‬‬
‫خدِن‬‫خدَن وِب ْ‬
‫خدَنٌ‪ :‬رَخصةٌ ناعمة تارّةً‪ .‬وَب ْ‬ ‫@بدن‪ :‬امرأَة َب ْ‬
‫خ ِدنُ‪ ،‬كلّ ذلك‪ :‬اسمُ امرأَة؛ قال‪:‬‬ ‫والِب ْ‬
‫خ ِدنِ‪.‬‬
‫يا دارَ َعفْرا َء ودارَ الِب ْ‬
‫@بدن‪َ :‬ب َدنُ النسان‪ :‬جسدُه‪ .‬والبدنُ من السدِ‪ :‬ما ِسوَى الرأْس‬
‫شوَى‪ ،‬وقيل‪ :‬هو العضوُ؛ عن كراع‪ ،‬وخص مَرّةً به أَعضاءَ الَزور‪ ،‬والمع‬ ‫وال ّ‬
‫أَبْدانٌ‪ .‬وحكى اللحيان‪ :‬إِنا لَسنةُ الَبدانِ؛ قال أَبو السن‪:‬‬
‫كأَنم جعلو كل جُزْ ٍء منه َبدَنا ث جعوه على هذا؛ قال ُحمَيد بن ثور‬
‫اللل‪:‬‬
‫ض ٌح لَبّاتُها‪،‬‬
‫إ ّن ُسلَيْمى وا ِ‬
‫لَيّنة الَبدانِ من تتِ السّبَجْ‪.‬‬
‫ورجل بادنٌ‪ :‬سي جسيم‪ ،‬والُنثى بادنٌ وبادنةٌ‪ ،‬والمعُ ُب ْدنٌ‬
‫وُب ّدنٌ؛ أَنشد ثعلب‪:‬‬
‫فل تَرْهَب أَن َيقْطَع النّأْيُ بيننا‪،‬‬
‫ح ُبدَْنهُنّ شُروبُ‬ ‫وَلمّا ُيلَ ّو ْ‬
‫وقال زهي‪:‬‬
‫ضمّرا ُخدُجا‪،‬‬ ‫ت سِمانا فآَبتْ ُ‬ ‫غَزَ ْ‬
‫من َب ْعدِ ما جَنّبوها ُبدّنا ُعقُقا‬
‫وقد َبدَُنتْ وَبدََنتْ تَْبدُن َبدْنا وُبدْنا وبَدانا وبدانةً؛‬
‫ضمّ ُب ْدنُ الشيخ واسََألً‬ ‫قال‪:‬واْن َ‬
‫إنا عن بالبُدن هنا الوه َر الذي هو الشحم‪ ،‬ل يكون إل على هذا لَنك‬
‫ل للعرض‪ .‬والَُب ّدنُ‬ ‫إن جعلت الُب ْدنَ عرَضا جعلته م ّ‬
‫والَُبدّنةُ‪ :‬كالبا ِدنِ والبادنةِ‪ ،‬إل أَن الَُبدّن َة صيغ ُة مفعول‪ .‬والِبْدانُ‪:‬‬
‫سمَن؛ قال‪:‬‬ ‫الشّكورُ السّريعُ ال ّ‬
‫وإن َلمِبْدانٌ‪ ،‬إذا القومُ َأخْمصُوا‪،‬‬
‫وفّ‪ ،‬إذا اشتدّ الزّمانُ‪ ،‬شحُوب‪.‬‬
‫وَب ّدنَ الرجلُ‪َ :‬أسَ ّن وضعف‪ .‬وف حديث النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫أَنه قال‪ :‬ل تُبادرون بالركوع ول بالسجودِ‪ ،‬فإنه مهْما َأسْبِقكم به إذا‬
‫ركعتُ ُت ْدرِكون إذا َرَفعْتُ‪ ،‬ومهما َأسْبقْكم إذا سجدت ُت ْدرِكون‬
‫إذا رفعتُ‪ ،‬إن قد َبدُْنتُ؛ هكذا روي بالتخفيف َبدُنْت؛ قال الُموي‪ :‬إنا‬
‫هو َبدّنْت‪ ،‬بالتشديد‪ ،‬يعن كَبِرْتُ وَأسْنَْنتُ‪ ،‬والتخفيفُ من‬
‫خ ْمتُ‪ .‬ويقال‪َ :‬ب ّدنَ‬ ‫ضُ‬ ‫البدانة‪ ،‬وهي كثر ُة اللحم‪ ،‬وَبدُْنتُ أَي َسمِْنتُ و َ‬
‫الرجلُ َتبْدينا إذا َأسَنّ؛ قال ُحمَيد الَرقط‪:‬‬
‫وكْنتُ ِخ ْلتُ الشّْيبَ والتّبْدينا‬
‫وا َل ّم ما ُيذْهِ ُل القَرينا‬
‫قال‪ :‬وأَما قولُه قد َبدُْنتُ فليس له معنً إل كثرة اللحم ول يكن‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬سَمينا‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬وقد جاء ف صفته ف حديث‬
‫ابن أَب هالةَ‪ :‬با ِدنٌ‬
‫ك وهو‬ ‫مُتمَاسِك؛ والبادنُ‪ :‬الضخمُ‪ ،‬فلما قال با ِدنٌ َأرْ َدفَه بُتماسِ ٍ‬
‫للْقِ؛ ومنه‬‫الذي ُي ْمسِكُ بعضُ َأعْضائِه بعضا‪ ،‬فهو ُمعَْتدِلُ ا َ‬
‫حبّ َأنّ رجلً بادِنا ف يوم حارّ َغسَلَ ما تَحتَ إزارِه‬ ‫الديث‪:‬أَُت ِ‬
‫ث أَعْطاكَه فشَرِبْتَه؟ وَبدَنَ الرجلُ‪ ،‬بالفتح‪ ،‬يَْب ُدنُ ُبدْنا‬
‫خمَ‪ ،‬وكذلك َب ُدنَ‪ ،‬بالضم‪ ،‬يَْبدُن بَدانةً‪ .‬ورجل‬ ‫وبَدانةً‪ ،‬فهو با ِدنٌ إذا ض ُ‬
‫با ِدنٌ ومَُبدّنٌ وامرأَة مَُبدّنةٌ‪ :‬وها السّمينانِ‪ .‬والَُب ّدنُ‪:‬‬
‫ا ُلسِنّ‪ .‬أَبو زيد‪َ :‬بدُنَت الرأَ ُة وَبدَنَت ُبدْنا؛ قال أَبو منصور‬
‫وغيه‪ُ :‬بدْنا وبَدان ًة على فَعالة‪ ،‬قال الوهري‪ :‬وامرأَةٌ‬
‫با ِدنٌ أَيضا وبَدين‪ .‬ورجل َب َدنٌ‪ :‬مُسِنّ كبي؛ قال الَسود بن يعفر‪:‬‬
‫ب فاتَ من مَ ْطلَبِ‪،‬‬ ‫هل ِلشَبا ٍ‬
‫َأمْ ما بكاءُ الَب َدنِ ا َلشَْيبِ؟‬
‫والَب َدنُ‪ :‬الوعِ ُل ا ُلسِنّ؛ قال يصفَ و ِعلً و َكلْبة‪:‬‬
‫ت العُقابُ‪،‬‬ ‫قد ُقلْتُ لا َبدَ ِ‬
‫ضمّها والَب َدنَ الِقابُ‪:‬‬ ‫وَ‬
‫ِجدّي لكلّ عاملٍ ثَوابُ‪،‬‬
‫والرْأسُ والَكْ ُرعُ والهابُ‪.‬‬
‫العُقابُ‪ :‬اسمُ كلبة‪ ،‬والِقابُ‪ :‬جبل بعينه‪ ،‬والَبدَنُ‪ :‬ا ُلسِنّ من‬
‫الوُعول؛ يقول‪ :‬اصْطادي هذا التيْسَ وأَجعلُ ثوابَك الرْأسَ والَكْ ُرعَ‬
‫والهابَ‪ ،‬وبيتُ الستشهاد أَورده الوهري‪ :‬قد ضمّها‪ ،‬وصوابه وضمّها كما‬
‫أَوردناه؛ ذكره ابن بري‪ ،‬والمع َأْبدُنٌ؛ قال كُثَيّر عزّة‪:‬‬
‫كَأنّ قُتودَ الرّحْ ِل منها تُبِينُها‬
‫ت ف جَما ِجمِ أَْب ُدنِ‬ ‫قُرونٌ َتحَّن ْ‬
‫وبُدونٌ‪ ،‬نادر؛ عن ابن الَعراب‪ .‬والبَدنةُ من البلِ والبقر‪:‬‬
‫ضحِيَة من الغنم ُت ْهدَى إل مكة‪ ،‬الذكر والُنثى ف ذلك سواء؛ الوهري‪:‬‬ ‫كالُ ْ‬
‫الَبدْنةُ ناق ٌة أَو بقر ٌة تُْنحَرُ بكة‪ُ ،‬سمّيت بذلك لَنم كانوا‬
‫سمّنونَها‪ ،‬والمع ُب ُدنٌ وُب ْدنٌ‪ ،‬ول يقال ف المع َب َدنٌ‪ ،‬وإن كانوا‬ ‫ُي َ‬
‫شبٌ وَأ َجمٌ ورَ َخمٌ وأَ َكمٌ‪ ،‬استثناه اللحيان من هذه‪ .‬وقال‬ ‫قد قالوا َخ َ‬
‫ت َبدَنةً‬
‫ق َبدَنةً‪ :‬يوز أَن تكون ُسمَّي ْ‬ ‫أَبو بكر ف قولم قد سا َ‬
‫ِلعِ َظمِها وضَخامتِها‪ ،‬ويقال‪ :‬سّيت بدَن ًة لسِنّها‪ .‬والُب ْدنُ‪:‬‬
‫سمَنُ والكتنازُ‪ ،‬وكذلك الُبدُن مثل ُعسْر و ُعسُر؛ قال شَبيب بن‬ ‫ال ّ‬
‫البَرْصاء‪:‬كأَنا‪ ،‬من ُبدُ ٍن وإيفارْ‪،‬‬
‫دَبّت عليها َذرِباتُ الَنبارْ‬
‫وروي‪ :‬من ِسمَنٍ وإيغار‪ .‬وف حديث النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬أَنه‬
‫س ف َطفِقْ َن يَزْ َدِلفْنَ إليه بَأيِّتهِنّ يَبْدأُ؛‬
‫أُِتيَ بَبدَناتٍ َخمْ ٍ‬
‫الَبدَنةُ‪ ،‬بالاء‪ ،‬تقع على الناقة والبقرة والبعي الذّكر ما يوز ف‬
‫الدْي والَضاحي‪ ،‬وهي بالُبدْن َأشْبَه‪ ،‬ول تقع على الشاة‪ ،‬سّيت‬
‫َبدَن ًة ِلعِظَمِها و ِسمَنِها‪ ،‬وجع الَبدَنةِ الُبدْن‪ .‬وف التنيل العزيز‪:‬‬
‫والُب ْدنَ ج َعلْناها لكم من شعائِرِ ال؛ قال الزجاج‪َ :‬بدَنة وُبدْن‪،‬‬
‫سمَنُ‪ .‬وف حديث الشعب‪:‬‬ ‫وإنا ُسمّيت َبدَنةً لَنا تَْبدُنُ أَي َت ْ‬
‫قيل له إن أَه َل العِراق يقولون إذا أَعْتَقَ الرجلُ َأمَتَه ث تَزوّجها‬
‫كان كمَ ْن يَ ْر َكبُ بدَنتَه؛ أَي مَنْ َأعْتَقَ أَمتَه فقد جعلها‬
‫مُحرّرة ل‪ ،‬فهي بنلة الَبدَنةِ الت ُت ْهدَى إل بيت ال ف الجّ فل‬
‫تُرْكبُ إل عن ضرورةٍ‪ ،‬فإذا ت َز ّوجَ أَمتَه ا ُلعْتَقة كان كمن قد رَ ِكبَ‬
‫ع إل أَنه قصي قدر ما يكون‬ ‫بدَنتَه ا ُلهْداةَ‪ .‬والبَ َدنُ‪ :‬شِبْهُ ِدرْ ٍ‬
‫على السد فقط قصي ال ُك ّميِ‪ .‬ابن سيده‪ :‬الَب َدنُ الدّرعُ القصية‬
‫على قدر السد‪ ،‬وقيل‪ :‬هي الدرع عامّة‪ ،‬وبه فسر ثعلب قوله تعال‪ :‬فاليومَ‬
‫ك ببدَنِك؛ قال‪ِ :‬ب ِدرْعِك‪ ،‬وذلك أَنم شكّوا ف غَ َرقِه فأَمرَ‬ ‫نَُنجّي َ‬
‫الُ عز وجل البحرَ أَن َي ْق ِذفَه على َدكّةٍ ف البحر بِبَدنه أَي‬
‫سدٍ ل‬ ‫بِدرْعِهِ‪ ،‬فاستيقنوا حينئذ أَنه قد غَ ِرقَ؛ الوهري‪ :‬قالوا َب َ‬
‫رُوحَ فيه‪ ،‬قال الَخفش‪ :‬وقولُ مَن قا َل بِدرْعِك فليس بشيء‪ ،‬والمع‬
‫أَبْدانٌ‪ .‬وف حديث عليّ‪ ،‬كرم ال وجهَه‪ :‬لا خطَب فاطمةَ‪ ،‬رضوان ال عليها‪،‬‬
‫قيل‪ :‬ما عندكَ؟ قال‪ :‬فَرَسي وَبدَن؛ الَب َدنُ‪ :‬ال ّدرْع من ال ّزرَدِ‪،‬‬
‫ض َفضْفاضُ الرّداءِ‬ ‫وقيل‪ :‬هي القصيةُ منها‪ .‬وف حديث سَطيح‪ :‬أَبْيَ ُ‬
‫والَب َدنِ أَي واسعُ ال ّدرْعِ؛ يريد كثرةَ العطاء‪ .‬وف حديث َمسْح‬
‫ت بدَنِه؛ اسْتعارَ الَب َدنَ ههنا للجُبّةِ‬ ‫ج يدَه من ت ِ‬ ‫لفّي‪ :‬فأَخْر َ‬ ‫اُ‬
‫الصغيةِ تشبيها بالدّرع‪ ،‬ويتمل أَن يريد من أَسفَل ب َدنِ الُبّة‪ ،‬ويشهد‬
‫ج يده من تتِ الَب َدنِ‪ .‬وب َدنُ‬ ‫له ما جاء ف الرواية الُخرى‪ :‬فأَخر َ‬
‫الرجلِ‪َ :‬نسَبُه وحسبُه؛ قال‪:‬‬
‫لا ب َدنٌ عاسٍ‪ ،‬ونارٌ كريةٌ‬
‫ُبعْتَركِ الريّ‪ ،‬بي الضّرائِم‪.‬‬
‫@بذن‪ :‬قال ابن شيل ف الَنْطِق‪ :‬بأْ َذنَ فلنٌ من الشرّ بأْذَنةً‪ ،‬وهي‬
‫الُبَأْذَنةُ‪ ،‬مصدر‪ ،‬ويقال‪ :‬أَنائِلً تري ُد و ُمعَتْرَسةً‪ ،‬أَراد‬
‫با ُلعَترسة السم يريد به الفعلَ مثل الُجاهَدة‬
‫(* قوله‪ :‬ويقال أنائلً إل؛‬
‫فل علقة له بادة بأذن)‪.‬‬
‫@بذبن‪ :‬باذَِبيُ‪ :‬رسولٌ كان للحجاج؛ أَنشد ثعلب لرجل من بن كلب‪:‬‬
‫أَقولُ لصاحب وجَرَى سَنيحٌ‪،‬‬
‫وآخرُ با ِرحٌ مِن ع ْن يَمين‬
‫وقد َجعََلتْ بَوائ ُق من أُمورٍ‬
‫ُت َوّق ُع دونَه‪ ،‬وَت ُكفّ دُون‪:‬‬
‫نشدْتُك ه ْل َيسُرّك َأنّ سَرْجي‬
‫ق َبغْلٍ با َذبِين؟‬ ‫وسَرْجَك فو َ‬
‫قال‪ :‬نسبه إل هذا الرجل الذي كان رسو ًل للحجاج‪.‬‬
‫صفَرُ ُم َدوّر‪ ،‬وهو أَجود التمر‪،‬‬ ‫ب من التمر َأ ْ‬ ‫@برن‪ :‬الَب ْرنّ‪ :‬ضرْ ٌ‬
‫واحدتُه بَرْنِيّةٌ؛ قال أَبو حنيفة‪ :‬أَصله فارسي‪ ،‬قال‪ :‬إنا هو با ِرنّ‪،‬‬
‫لمْلُ‪ ،‬وِن ّي تعظيمُ ومبالغة؛ وقول الراجز‪:‬‬ ‫فالبار ا َ‬
‫خال ُعوَْيفٌ وأَبو َعلِجّ‪،‬‬
‫ح َم بالعَشِجّ‪.‬‬ ‫الُ ْطعِمانِ الل ْ‬
‫وبالغَداةِ ِكسَرَ الَبرْنِجّ‪،‬‬
‫ُي ْقَلعُ بالوَدّ وبالصّيصِجّ‬
‫فإنه أَراد‪ :‬أَبو عليّ وبالعشيّ والبنّي والصّيصِيّ‪ ،‬فأَبدل من الياء‬
‫ب من التمر أَحرُ ُمشْرَب‬ ‫الشددة جيما‪ .‬التهذيب‪ :‬البَرِْنيّ ضر ٌ‬
‫صفْرة كثي اللّحاء َعذْب الَلوة‪ .‬يقال‪ :‬نلةٌ َبرْنِيّة ونلٌ‬ ‫بُ‬
‫بَرِْنيّ؛ قال الراجز‪:‬‬
‫بَرِْنيّ َعيْدانٍ قَليل قشْرُهْ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬البَرِْن ّي الدّيَكةُ‪ ،‬وقيل‪ :‬البَرَانّ‪ ،‬بلغة أَهل‬
‫العراق‪ ،‬الدّيَكةُ الصّغارُ حي ُت ْدرِك‪ ،‬واحدتُها بَرْنِيّة‪.‬‬
‫والبَرْنِيّةُ‪ :‬شبْ ُه فخّار ٍة ضخمةٍ َخضْراء‪ ،‬وربا كانت من القَواريرِ الثّخانِ‬
‫الواسعةِ ا َلفْواه‪ .‬غيه‪ :‬والبَرْنيّة إنا ٌء من َخ َزفٍ‪ .‬ويَبْرينُ‪:‬‬
‫موضع‪ ،‬يقال‪ :‬رملُ يَبْرينَ؛ قال ابن بري‪ :‬ح ّق يَبْري َن َأنْ ُيذْكَر ف‬
‫فصل بَرَى من باب العتل لنّ يبي َن مثل يَرْميَ‪ ،‬قال‪ :‬والدليل على صحة‬
‫ذلك قولم يَبْرو َن ف الرفع ويبين ف النصب والر‪ ،‬وهذا قاطعٌ بزيادة‬
‫ت له‬‫النون؛ قال‪ :‬ول يوز أَن يكون يَبْرين َف ْع ْليَ‪ ،‬لَنه ل يأْ ِ‬
‫نظيٌ‪ ،‬وإنا ف الكلم ِفعْليٌ مثلُ ِغسْليٍ‪ ،‬قال‪ :‬وهذا مذهب أَب العباس‪،‬‬
‫أَعن أَن يَبْرين مثلُ يَرْمي‪ ،‬قال‪ :‬وهو الصحيح‪.‬‬
‫خلَبُ ا َلسَد‪ ،‬وقيل‪ :‬هو للسبُع كالصْبَع‬ ‫@برثن‪ :‬البُرْثُنُ‪ِ :‬م ْ‬
‫للنسان‪ ،‬وقيل‪ :‬البُرْثُنُ ال َكفّ بكمالا مع الَصابع‪ .‬الليث‪ :‬البَراثِن‬
‫َأظْفار مَخالِب ا َلسَد‪ ،‬يقال‪ :‬كَأنّ بَراثِنَه الَشاف‪ .‬وقال أَبو زيد‪:‬‬
‫ب ظُفُر البُرْثُن؛ قال امرؤ‬ ‫خلَ ُ‬ ‫البُرْثُن مِثْلُ الصْبع‪ ،‬وا ِل ْ‬
‫القيس‪:‬وتَرى الضّبّ خفيفا ماهِرا‪،‬‬
‫رَافعا بُرْثُنَه ما يَْن َعفِرْ‬
‫والشهور ف شعر امرئ القيس‪ :‬ثانيا برثنه‪ ،‬يصف مطرا كثيا أَخرجَ‬
‫ضبَّ من ُجحْره‪ ،‬فعامَ ف الاء ماهرا ف سباحَته يَْبسُطُ بَراثْنه‬ ‫ال ّ‬
‫ويَثْنيها ف سِباحَته‪ ،‬وقولُه ما َيْنعَفِر أَي ل ُيصِيبُ بَراثنَه‬
‫الترابُ‪ ،‬وهو ال َعفَرُ‪ ،‬والبَراثن للسباع كلها‪ ،‬وهي من السباعِ والطي‬
‫بَنْزلة الَصابع من النسان؛ وقد تُستعارُ البَراثِنُ لَصابع النسان كما‬
‫قال ساعدةُ ابنُ جؤيّة َيذْكُرُ الّنحْلَ و ُمشْتَار ال َعسَلِ‪:‬‬
‫حتّى ُأ ِشبّ لا‪ ،‬وطال أَبابُها‪،‬‬
‫ذو رُ ْجلَةٍ شَتْنُ البَراثِنِ َجحَْنبُ‬
‫لحْنَب‪ :‬القَصي‪ ،‬وليس َيهْجوه وإنا أَراد أَنه ُمجَْت ِمعُ‬ ‫وا َ‬
‫للْق‪ .‬وف حديث القبائِلِ‪ :‬سُئِ َل عن مُضَرَ فقال‪ :‬تَمي ٌم بُرُْثمَتُها‬ ‫اَ‬
‫وجُرُْثمَتُها؛ قال الطاب‪ :‬إنا هو بُرْثُنَتُها‪ ،‬بالنون‪ ،‬أَي مَخالِبُها‪،‬‬
‫يريد َشوْكَتها وُقوّتَها‪ ،‬واليمُ والنونُ يتَعاقبان‪ ،‬فيجوز أَن تكونَ‬
‫اليمُ لغةً‪ ،‬ويوز أَن تكونَ بد ًل لزْدِواج الكلم ف الُرْثومة كما‬
‫قال الغَدايا والعَشايا‪ .‬والبُرْثُن لا ل يَكنْ من سِباعِ الطي مثلُ‬
‫ضبّ والفأْر واليَرْبوع‪ .‬وبُرْثُنُ‪ :‬قبيلة؛‬ ‫الغراب والمام‪ ،‬وقد يكونُ لل ّ‬
‫أَنشد سيبويه لقَيْسِ ابنِ ا ُلَلوّح‪:‬‬
‫ب لَيْلى‪ ،‬يا َل بُ ْرثُنَ من ُكمُ‪،‬‬ ‫َلخُطّا ُ‬
‫أَدَلّ وَأ ْمضَى من ُسلَيكِ الَقاِنبِ‬
‫غيه‪ :‬بُرْثُن َح ّي من بن أَسد؛ قال‪ :‬وقال قُرّانٌ ا َلسَديّ‪:‬‬
‫لَ ُزوّارُ لَيْلى‪ ،‬من ُكمُ آ َل بُرْثُن‪،‬‬
‫على ا َلوْلِ َأ ْمضَى من ُسلَيْكِ الَقانِب‬
‫تَزُورُونَها ول أَزو ُر نِساءَكم‪،‬‬
‫َأَلهْفي لَولد الماءِ الَوطِب‬
‫قال‪ :‬والشهور ف الرواية ا َلوّلُ‪َ ،‬جعَلَ اهتِداءَهم ِلفَسادِ زوجتِه‬
‫سلَكةِ ف سَيْره ف ال َفلَوات‪ .‬وف النهاية‬ ‫ك بن ال ّ‬ ‫كاهْتِداء ُسلَيْ ِ‬
‫لبن الَثي‪ :‬بَرْثان‪ ،‬بفتح الباء وسكون الراء‪ ،‬واد ف طريق رسول ال‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬إل بدر‪ ،‬قال‪ :‬وقيل ف ضبطه غيُ ذلك‪.‬‬
‫برذن‪ :‬البِرْ َذ ْونُ‪ :‬الدابة‪ ،‬معروف‪ ،‬وسَيْرَتُه البَرْذَنَةُ‪ ،‬والُنثى‬
‫بِرْ َذوْنَةٌ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫رأَيُتكَ‪ ،‬إ ْذ جالَتْ بكَ الَيْلُ َجوْلةً‪،‬‬
‫وأَنتَ على بِرْ َذوْنةٍ غي طائلِ‬
‫و َج ْمعُه بَراذينُ‪ .‬والباذين من الَيْلِ‪ :‬ما كان من غي نِتاج‬
‫العِرابِ‪ .‬وبَر َذنَ الفرسُ‪َ :‬مشَى مشيَ البَراذينِ‪ .‬وبَرْ َذنَ الرجلُ‪َ :‬ثقُلَ؛‬
‫سبُ أَن البْ َذوْن مشتقّ من ذلك‪ ،‬قال‪ :‬وهذا ليس بشيء‪،‬‬ ‫قال ابن دريد‪ :‬وأَح ِ‬
‫وحكي عن الؤرّج أَنه قال‪ :‬سأَلتُ فلنا عن كذا وكذا فبَرْ َذنَ ل أَي‬
‫جبْ فيه‪.‬‬ ‫أَعْيا ول ُي ِ‬
‫@برذن‪ :‬البِرْ َذ ْونُ‪ :‬الدابة‪ ،‬معروف‪ ،‬وسَيْرَتُه البَرْذَنَةُ‪ ،‬والُنثى‬
‫بِرْ َذوْنَةٌ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫رأَيُتكَ‪ ،‬إ ْذ جالَتْ بكَ الَيْلُ َجوْلةً‪،‬‬
‫وأَنتَ على بِرْ َذوْنةٍ غي طائلِ‬
‫و َج ْمعُه بَراذينُ‪ .‬والباذين من الَيْلِ‪ :‬ما كان من غي نِتاج‬
‫العِرابِ‪ .‬وبَر َذنَ الفرسُ‪َ :‬مشَى مشيَ البَراذينِ‪ .‬وبَرْ َذنَ الرجلُ‪َ :‬ثقُلَ؛‬
‫سبُ أَن البْ َذوْن مشتقّ من ذلك‪ ،‬قال‪ :‬وهذا ليس بشيء‪،‬‬ ‫قال ابن دريد‪ :‬وأَح ِ‬
‫وحكي عن الؤرّج أَنه قال‪ :‬سأَلتُ فلنا عن كذا وكذا فبَرْ َذنَ ل أَي‬
‫جبْ فيه‪.‬‬ ‫أَعْيا ول ُي ِ‬
‫@برزن‪ :‬البِرْزينُ‪ ،‬بالكسر‪ :‬إناء من ِقشْرِ ال ّطلْع ُيشْرَب فيه‪ ،‬فارسيّ‬
‫مُعرّب‪ ،‬وهي الّتلْتَلة‪ .‬وقال أَبو حنيفة‪ :‬البِ ْرزِينُ ِقشْرُ‬
‫ال ّطلْعةِ يُّتخَذ من نصفه َتلْتَلةٌ؛ وأَنشد لعَديّ بن زيد‪:‬‬
‫إنّما لِ ْقحَتُنا باطيةٌ‪،‬‬
‫َجوْن ٌة يَتَْبعُها بِ ْرزِينُها‬
‫فإِذا ما حارَدتْ أَو َبكَأَتْ‪،‬‬
‫ك عن حا ِجبِ أُخْرى طينُها‬ ‫فُ ّ‬
‫وف التهذيب‪:‬‬
‫إنا ِلقْحتُنا خابيةٌ‬
‫شَبّه خابيتَه بِلقْحةٍ َجوْنةٍ أَي سوداءَ‪ ،‬فإِذا ق ّل ما فيها أَو‬
‫حتْ أُخرى‪ ،‬قال‪ :‬وصوابُ برْزينٍ أَن ُيذْكَر ف فصل برَز‪،‬‬ ‫اْنقَ َطعَ فُِت َ‬
‫َلنّ َوزْنه ِفعْليٌ مثل ِغسْلي‪ ،‬قال‪ :‬والوهري جعل وزنه ِفعْليلً‪.‬‬
‫ب من الابِية‪ .‬الوهري‪:‬‬ ‫حمَلُ به الشّرا ُ‬ ‫الّنضْر‪ :‬البِرزين كُوز ُي ْ‬
‫البِرْزينُ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬الّتلْتَلةُ‪ ،‬وهي ِمشْرَبة تُتّخذ من قِشر‬
‫الطّلعة‪.‬‬
‫@بركن‪ :‬التهذيب ف الرباعي‪ :‬الفراء يقال للكساء الَسود بَرْكان ول يقال‬
‫بَرَنكان‪.‬‬
‫@برهن‪ :‬التهذيب‪ :‬قال ال عز وجل‪ :‬قُل هاتوا بُرْهانَكم إن كنتم صادقي؛‬
‫لجّة الفاصلة البيّنة‪ ،‬يقال‪َ :‬برْهَ َن يُبَرْهِ ُن بَ ْرهَنةً‬ ‫البُرْهان ا ُ‬
‫إذا جاء ُبجّةٍ قاطعة لَِلدَد الَصم‪ ،‬فهو مُبَرْهِنٌ‪ .‬الزجاج‪ :‬يقال‬
‫للذي ل يبهن حقيقته إنا أَنت متمنّ‪ ،‬فجعلَ يُبَرْهن بعن يَُبيّن‪،‬‬
‫و َج ْمعُ البهانِ براهيُ‪ .‬وقد بَرْهَنَ عليه‪ :‬أَقام الجّة‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫صدَقةُ بُرْهانٌ؛ الُبرْهانُ‪ :‬الجّ ُة والدليل أَي أَنا ُحجّةٌ‬ ‫ال ّ‬
‫لطالب الَجْر من أَجل أَنّها فَرْضٌ يُجازِي الُ به وعليه‪ ،‬وقيل‪ :‬هي‬
‫دَلي ٌل على صحة إيان صاحبها لطيب َنفْسه بإخْراجها‪ ،‬وذلك لعَلق ٍة مّا بي‬
‫النفْسِ والال‪.‬‬
‫@برهن‪ :‬الُبرَ ْهمِنُ‪ :‬العالِم‪ ،‬بالسّمَنيّة‪ .‬التهذيب‪ :‬الُبرَ ْهمِنُ‬
‫سمَنِيّة عاِلمُهم وعاِبدُهم‪.‬‬ ‫بال ّ‬
‫صفْر للماء وله َجوْف‪ ،‬وقد‬ ‫@بزن‪ :‬الَبْ َزنُ‪ :‬شيءٌ ُيّتخَذ من ال ّ‬
‫أَهْمله الليث؛ وجاء ف شعرٍ قدي‪ :‬قال أَبو دُوادٍ الياديّ يصف فرسا وَصَفه‬
‫بانتفاخ جَنْبَيْه‪:‬‬
‫ل ْوفِ‪ ،‬فهو منه هواءٌ‪،‬‬ ‫أَ ْج َوفُ ا َ‬
‫مثل ما جافَ‪ ،‬أَبْزَنا‪َ ،‬نجّارُ‬
‫أَصله آبْ َزنَ فجعله الَبْ َزنَ َحوْض من نُحاسٍ َيسْتَنْقعُ فيه‬
‫الرجلُ‪ ،‬وهو ُمعَرّب‪ ،‬وجعَل صاِنعَه نّارا جافَ أَيَزْنا وسّع جوفَه‬
‫لتجويده إيّاه‪ .‬ابن بري‪ :‬الَبْ َزنُ شيء َي ْعمَله النّجار مثل التابوت؛ وأَنشد‬
‫بيت أَب دُواد‪:‬‬
‫مِثل ما جاف أَبزنا نّارُ‬
‫جمَع أَبازينَ؛ قال‬‫أَبو عمرو الشّيْبان‪ :‬يقال إبْ ِزيٌ وإبْزِينٌ وُي ْ‬
‫أَبو دواد ف صفة اليل‪:‬‬
‫إ ْن لَم َتلِطْن ب ْم حقّا‪ ،‬أَتَيُْت ُكمُ‬
‫ُحوّا و ُكمْتا تَعادَى كالسّراحي‬
‫من كلّ جَرْدا َء قد طارَتْ عقيقتُها‪،‬‬
‫وك ّل أَجْرَ َد ُمسْتَرْخِي الَبازِينِ‬
‫جعُ إبْزِين‪ ،‬ويقال لل ُقفْل أَيضا البْزيَ َلنّ البْزِي إفْعيل‬
‫من بَ َزمَ إذا عَضّ‪ ،‬ويقال أَيضا إبْزين‪ ،‬بالنون‪ .‬الوهري‪ :‬البُزْيونُ‪،‬‬
‫بالضمّ‪ ،‬السّْندُس؛ قال ابن بري‪ :‬هو رَقيقُ الديباج‪ ،‬قال‪ :‬والبْزين‬
‫لغةٌ ف البزي؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وك ّل أَجر َد ُمسْترْخي الَبازينِ‬
‫@بسن‪ :‬الباسِنةُ‪ :‬كاْلجُوالِقِ غَليظٌ يُتّخ ُذ من مُشاقةِ الكَتّان‬
‫أَغْلظُ ما يَكونُ‪ ،‬ومنهم من َي ْهمِزها‪ .‬وقال الفراء‪ :‬الب ْأسِنةُ كِساء‬
‫ط ُيجْعلُ فيه طعام‪ ،‬والمعُ البَآسِنُ‪ .‬والبآسِنةُ‪ :‬اسم للت‬ ‫مَخي ٌ‬
‫الصّنّاع‪ ،‬قال‪ :‬وليس َبعَ َربّ َمحْضٍ‪ .‬وف حديث ابن عباس‪ :‬نَزَل آدمُ‪ ،‬عليه‬
‫السلمُ‪ ،‬من الَنة بالباسِنةِ‪ ،‬التفس ُي للهرَويّ؛ قال ابن الَثي‪ :‬قيل‬
‫ت الصّنّاع‪ ،‬وقيل‪ :‬إنا ِسكّةُ الَرْث‪ ،‬قال‪ :‬وليس بعرب مض‪.‬‬ ‫إنا آل ُ‬
‫ابن بري‪ :‬البَواسِ ُن جعُ باسِن ٍة سِلل ال ُفقّاع‪ ،‬قال‪ :‬حكاه ابنُ‬
‫َد َرسَْتوَيْه عن الّنضْر ب ِن ُشمَيْل‪ .‬و َحسَنٌ َبسَنٌ إتْباعٌ‪ .‬ابن‬
‫الَعراب‪ :‬أَْبسَنَ الرجلُ إذا َحسَُنتْ َسحْنَتُه‪ .‬وبَيْسانُ‪ :‬موضع بنواحي‬
‫الشام؛ قال أَبو دُواد‪:‬‬
‫ت من َنخْ ِل بَيْسانَ أَيَنعْـ‬ ‫َنخَل ٌ‬
‫ـنَ جيعا‪ ،‬ونَبْتُه ّن تُؤامُ‬
‫ب على‬ ‫@بصن‪ :‬بُصان‪ :‬اسمُ رَبيعٍ الخِ ِر ف الاهلية؛ هكذا حكاه قُطْر ٌ‬
‫َشكْل غُرابٍ‪ ،‬قال‪ :‬والمع أَْبصِنَةٌ وِبصْنانٌ كأَغْربةٍ وغِرْبانٍ‪،‬‬
‫وأَما غيُه من اللغويّي فإنا هو عندهم وَبُصان‪ ،‬على مثال سَبُعان‪،‬‬
‫ووَبِصان‪ ،‬على مِثال َشقِرانٍ‪ ،‬قال‪ :‬وهو الصحيح‪ ،‬قال أَبو إسحق‪ُ :‬سمّي بذلك‬
‫لِوبيص السلح فيه أَي بَريقه‪ .‬التهذيب‪َ :‬بصَنّى‬
‫(* قوله «بصن» كذا ضبط ف‬
‫الصل وهو موافق لقول القاموس‪ :‬وبصن مركة مشددة النون إل‪ .‬والذي ف‬
‫ياقوت‪ :‬إنه بفتح الباء وكسر الصاد وتشديد النون)‪ .‬قرية فيها السّتور‬
‫الَبصَنّيّة‪ ،‬وليست بعربية‪.‬‬
‫@بطن‪ :‬البَطْ ُن من النسان وسائِر اليوان‪ :‬معروفٌ خلف ال ّظهْر‪،‬‬
‫مذكّر‪ ،‬وحكى أَبو عبيدة أَن تأْنيثه لغةٌ؛ قال ابن بري‪ :‬شاهدُ التذكي فيه‬
‫قو ُل ميّةَ بنتِ ضِرار‪:‬‬
‫يَطْوي‪ ،‬إذا ما الشّ ّح أَْب َهمَ ُق ْفلَه‪،‬‬
‫بَطْنا‪ ،‬من الزادِ البيثِ‪ ،‬خَميصا‬
‫وقد ذَكرْنا ف ترجة ظهر ف حرف الراء وجهَ الرفع والنصب فيما حكاه‬
‫ب زيدٌ‬‫سيبويه من قولِ العرب‪ :‬ضُ ِربَ عبدُ ال بَطْنُه وظهرُه‪ ،‬وضُرِ َ‬
‫البطنُ والظهرُ‪ .‬وجعُ البَطْنِ أَبطُ ٌن وبُطُونٌ وبُطْنانٌ؛ التهذيب‪ :‬وهي‬
‫ق العَشْرِ‪ ،‬وتصغيُ‬ ‫ثلثةُ أَبْطُ ٍن إل ال َعشْرِ‪ ،‬وبُطونٌ كثية لِما فوْ َ‬
‫البَطْ ِن بُطَيْنٌ‪ .‬والبِطْنةُ‪ :‬امتلءُ البَطْ ِن من الطعام‪ ،‬وهي‬
‫ا َلشَ ُر من كَثْرةِ الال أَيضا‪ .‬بَطِ َن يَبْطَ ُن بَطَنا وبِطْنةً وبَطُنَ‬
‫وهو بَطيٌ‪ ،‬وذلك إذا عَ ُظمَ بطْنُه‪ .‬ويقال‪َ :‬ث ُقلَتْ عليه البِطْنةُ‪ ،‬وهي‬
‫الكِظّة‪ ،‬وهي أَن َيمْتلِ َئ من الطعام امتلءً شديدا‪ .‬ويقال‪ :‬ليس‬
‫لمْصَة الوعَ‪ .‬ومن‬ ‫للبِطْنةِ خ ٌي من َخمْص ٍة تَتَْبعُها؛ أَراد با َ‬
‫ب الفِطْنةَ؛ ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫أَمثالم‪ :‬البِطْنة ُتذْ ِه ُ‬
‫يا بَن الُنْذرِ بن عَبْدانَ‪ ،‬والبِطـ‬
‫سفّهُ ا َلحْلما‬ ‫ـنةُ مّا ُت َ‬
‫ويقال‪ :‬مات فلنٌ بالبَطَنِ‪ .‬الوهري‪ :‬وبُطِنَ الرجلُ‪ ،‬على ما ل يسمّ‬
‫فاعله‪ ،‬اشَْتكَى بَطْنَه‪ .‬وبَطِن‪ ،‬بالكسر‪ ،‬يَبْطَن بَطَنا‪ :‬عَظُم‬
‫بَطْنُه من الشَّبعِ؛ قال القُلخ‪:‬‬
‫ضعْ أَولدَها من البَطَنْ‪،‬‬ ‫ول َت َ‬
‫ول ُتصِبْه َنعْسَ ٌة على َغدَنْ‬
‫وال َغدَنُ‪ :‬السْتِرخا ُء والفَتْرة‪ .‬وف الديث‪ :‬الَبْطونُ شهيدٌ أَي‬
‫الذي يوتُ بَرَض بَطْنه كالسِْتسْقاء ونوه؛ ومنه الديث‪َ :‬أنّ‬
‫امرأَ ًة ماتت ف بَطَن‪ ،‬وقيل‪ :‬أَراد به ههنا النّفاسَ‪ ،‬قال‪ :‬وهو أَظهر لَن‬
‫البخاريّ ترْجَم عليه باب الصلة على الّنفَساء‪ .‬وقوله ف الديث‪َ :‬ت ْغدُو‬
‫خِماصا وتَرُوحُ بِطانا أَي مَتلِئةَ البُطونِ‪ .‬وف حديث موسى‬
‫ل بِطانا؛‬
‫وشعيبٍ‪ ،‬على نبيّنا وعليهما الصلة والسلم‪ ،‬و َعوْد غََنمِه‪ُ :‬حفّ ً‬
‫ت مِبْطانا و َحوْل بُطونٌ غَرْثى؛‬ ‫ومنه حديث عليّ‪ ،‬عليه السلم‪ :‬أَبِي ُ‬
‫الِبْطان‪ :‬الكثيُ الَكل والعظيمُ البطنِ‪ .‬وف صفة علي‪ ،‬عليه السلم‪:‬‬
‫ع أَي العظيمُ البطْنِ‪ .‬ورج ٌل بَطِنٌ‪ :‬ل َهمّ له‬ ‫البَ ِطيُ الَنْزَ ُ‬
‫إ ّل بَطْنُه‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الرّغيب الذي ل تَنَْتهِي نفسُه من الَكل‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هو الذي ل يَزَالُ عظيمَ البَطْ ِن من كثرةِ الَكل‪ ،‬وقالوا‪ :‬كِيسٌ‬
‫بَطيٌ أَي مَلنُ‪ ،‬على الَثَل؛ أَنشد ثعلبٌ لبعض اللّصوص‪:‬‬
‫ت منها عَيْبةً ذاتَ ُحلّةٍ‪،‬‬ ‫صدَرْ ُ‬ ‫فَأ ْ‬
‫وكِيسُ أَب الارُودِ غَْيرُ بَطيِ‬
‫ورجل مِبْطانٌ‪ :‬كثيُ الَكل ل َي ُهمّه إل بَطْنُه‪ ،‬وبَطيٌ‪ :‬عظيمُ‬
‫سلْب‬ ‫البَطْنِ‪ ،‬ومُبَطّنٌ‪ :‬ضامِر البَطْنِ خَميصُه‪ ،‬قال‪ :‬وهذا على ال ّ‬
‫كأَنه ُسِلبَ بَطْنَه فُأ ْعدِمَه‪ ،‬والُنثى مُبَطّنةٌ‪ ،‬ومَبْطونٌ‪:‬‬
‫َيشْتَكي بَطْنَه؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫رَخِيمات الكلمِ مُبَطّنات‪،‬‬
‫جَواعِل ف البُرَى قَصَبا خِدال‬
‫ومن أَمثالم‪ :‬الذئب ُيغْبَط بِذي بَطْنه؛ قال أَبو عبيد‪ :‬وذلك أَنه ل‬
‫يُظَنّ به أَبدا الوع إنا يُظَنّ به البِطْن ُة ِل َعدْوِه على الناس‬
‫والاشِيَةِ‪ ،‬ولعلّه يكونُ َمجْهودا من الوع؛ وأَنشد‪:‬‬
‫سكُنِ الَبحْرَيْ ِن َيعْ ُظمْ طِحالُه‪،‬‬ ‫ومَنْ َي ْ‬
‫ط ما ف بَطْنه وهْو جائعُ‬ ‫وُيغْبَ ُ‬
‫وف صفة عيسى‪ ،‬على نبينا وعليه أَفضل الصلة والسلم‪ :‬فإذا رجُل‬
‫مُبَطّ ٌن مثلُ السّيف؛ الُبَطّنُ‪ :‬الضامِرُ البَطْن‪ ،‬ويقال للذي ل يَزالُ‬
‫خمَ البط ِن من كثرة الَكل مِبْطانٌ‪ ،‬فإذا قالوا رَجُ ٌل مُبَطّنٌ‬ ‫ضْ‬‫َ‬
‫فمعناه أَنه خَميص البَطْن؛ قال مُتمّم بن ُنوَيرة‪:‬‬
‫َفتً غَيْ َر مِبْطانِ ال َعشِيّةِ َأرْوعا‬
‫ومن أَمثال العرب الت ُتضْرَب للَمر إذا اشتدّ‪ :‬الَتقَتْ َح ْلقَتا‬
‫البِطانِ‪ ،‬وأَما قول الراعي يصف إبلً وحالبها‪:‬‬
‫ت من مَبْ َر ٍك نامَ خلفَها‪،‬‬ ‫إذا سُرّ َح ْ‬
‫بَيْثاءَ‪ ،‬مِبْطان الضّحى غي َأرْوعا‬
‫مِبْطانُ الضّحى‪ :‬يعن راعيا يُبادِر الصّبوح فيشرَبُ حت يَميلَ من‬
‫اللّبَن‪ .‬والبَطيُ‪ :‬الذي ل َي ُهمّه إل بَطْنُه‪ .‬والَبْطُونُ‪:‬‬
‫خمَ البطنِ‪ .‬والبَطَنُ‪ :‬داءُ‬ ‫العَليل البَطْنِ‪ .‬والِبْطانُ‪ :‬الذي ل يزالُ ض ْ‬
‫البَطْن‪ .‬ويقال‪ :‬بَطَنَه الدا ُء وهو يَبْطُنُه‪ ،‬إذا دَخَله‪ ،‬بُطونا‪.‬‬
‫لمّى أَي‬ ‫ورجل مَبْطونٌ‪َ :‬يشْتَكي بَطْنَه‪ .‬وف حديث عطاء‪ :‬بَطَنتْ بك ا ُ‬
‫أَثّرَت ف باطنك‪ .‬يقال‪ :‬بَطَنَه الداءُ يبطُنه‪ .‬وف الديث‪ :‬رجل‬
‫ط فرَسا لَِيسْتبْطِنَها أَي يَ ْطُلبَ ما ف بطنها من النّتاج‪.‬‬ ‫ارْتَبَ َ‬
‫وبَطَنَه يبْطُنُه بَطْنا وبَطَنَ له‪ ،‬كِلها‪ :‬ضرَب بَطْنَه‪ .‬وضرَب فلنٌ‬
‫البع َي فبَطَ َن له إذا ضرَب له تت البَطْن؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ت مُوقَرا فابْطُنْ لهْ‪،‬‬ ‫إذا ضرَْب َ‬
‫للّهْ‪،‬‬
‫تتَ ُقصَيْرا ُه ودُون ا ُ‬
‫فإنّ َأ ْن تَبْطُنَهُ خَ ٌي لَهْ‬
‫أَراد فابطُنْه فزاد لما‪ ،‬وقيل‪ :‬بَطَنَه وبَطَن له مثل َشكَره‬
‫صحَه ونصحَ له‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬وإنا أَسكن النون للدغام ف‬ ‫و َشكَ َر له ون َ‬
‫اللم؛ يقول‪ :‬إذا ضربت بعيا مُوقَرا ِبمْله فاضْرِبْه ف موضع ل َيضُرّ‬
‫به الضربُ‪ ،‬فإنّ ضرْبَه ف ذلك الوضع من بطْنه خي له من غيه‪ .‬وأَلقَى‬
‫الرجلُ ذا بَطْنه‪ :‬كناية عن الرّجيع‪ .‬وَأْلقَت الدّجاج ُة ذا بَ ْطنِها‪:‬‬
‫يعن مَ ْزقَها إذا باضت‪ .‬ونثرَت الرأَ ُة بَطْنَها ولدا‪ :‬كَثُر ولدُها‪.‬‬
‫وأَلقت الرأَةُ ذا بطنِها أَي وََلدَت‪ .‬وف حديث القاسم بن أَب‬
‫بَرّةَ‪َ :‬أمَرَ بعشَرَةٍ من الطّهارة‪ :‬الِتانِ والستِحدادِ و َغسْلِ‬
‫البَطِن ِة ونَْتفِ البْطِ وتقليم الَظفار وقصّ الشارب والستِنْثار؛ قال‬
‫بعضهم‪ :‬البَطِنة هي الدبُر‪ ،‬هكذا رواها بَطِنة‪ ،‬بفتح الباء وكسر الطاء؛ قال‬
‫شر‪ :‬والنتِضاحُ‬
‫(* قوله «والنتضاح» هكذا بدون ذكره ف الديث)‪.‬‬
‫خذِ وفوق‬ ‫السْتِنجاءُ بالاء‪ .‬والبَطْنُ‪ :‬دون القبيلة‪ ،‬وقيل‪ :‬هو دون ال َف ِ‬
‫العِمارة‪ُ ،‬مذَكّر‪ ،‬والمع أَبْطُ ٌن وبُطُونٌ‪ .‬وف حديث علي‪ ،‬عليه السلم‪:‬‬
‫كَتَب على كلّ بطْنٍ عُقولَه؛ قال‪ :‬البَطْ ُن ما دون القبيلة وفوق الفخِذ‪،‬‬
‫أَي كَتَب عليهم ما َتغْرَمُه العاقلة من الدّيات فبَيّن ما على كل قوم‬
‫منها؛ فأَما قوله‪:‬‬
‫وإنّ كِلبا هذه َعشْرُ أَبْطُنٍ‪،‬‬
‫وأَنتَ بري ٌء من قبَاِئلِها ال َعشْر‬
‫فإنه أَنّث على معن القبيلة وأَبانَ ذلك بقوله من قبائلها العشر‪ .‬وفرسٌ‬
‫مُبَطّنٌ‪ :‬أَبيضُ البَطْ ِن والظهر كالثوب الُبطّن وَل ْونُ سائرِه ما‬
‫كان‪ .‬والبَطْ ُن من كل شيء‪َ :‬ج ْوفُه‪ ،‬والمع كالمع‪ .‬وف صفة القرآن‬
‫العزيز‪ :‬لكل آية منها َظهْرٌ وبطْن؛ أَراد بال ّظهْرِ ما َظهَرَ بيانُه‪،‬‬
‫وبالبَطْن ما احتيج إل تفسيه كالباطِن خلف الظاهر‪ ،‬والمع بَواطِنُ؛‬
‫وقوله‪:‬وسُفْعا ضِياهُنّ الوَقودُ فأَصَْبحَت‬
‫ظواهِرُها سُودا‪ ،‬وباطِنُها ُحمْرا‬
‫أَراد‪ :‬وبواطِنُها ُحمْرا فوَضع الواح َد موضعَ المع‪ ،‬ولذلك استَجاز‬
‫أَن يقول ُحمْرا‪ ،‬وقد بَطُ َن يَبْطُنُ‪ .‬والباطِنُ‪ :‬من أَساء ال عز وجل‪.‬‬
‫وف التنيل العزيز‪ :‬هو ا َلوّلُ والخِرُ والظاهر والباطن؛ وتأْويلُه‬
‫ما روي عن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ف َتمْجيد الربّ‪ :‬اللهمّ أَنتَ‬
‫الظاهِر فليس فوقَك شيءٌ‪ ،‬وأَنت الباطِنُ فليس دونَك شيء‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه أَنه‬
‫للْقِ‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫عِلمَ السرائ َر والفيّاتِ كما علم ك ّل ما هو ظاه ُر ا َ‬
‫الباطِن هو ا ُلحَْتجِب عن أَبصار اللئِق وَأوْهامِهم فل يُدرِكُه َبصَر‬
‫ط به وَهْم‪ ،‬وقيل‪ :‬هو العالُ بك ّل ما بَطَن‪ .‬يقال‪ :‬بَطَْنتُ‬ ‫ول يُحي ُ‬
‫الَمرَ إذا عَرَفتَ باطنَه‪ .‬وقوله تعال‪ :‬و َذرُوا ظاهرَ الْثمِ‬
‫وباطِنَه؛ فسره ثعلب فقال‪ :‬ظاهرُه الُخالّة وباطنُه الزّنا‪ ،‬وهو مذكور ف‬
‫موضعه‪ .‬والباطِنةُ‪ :‬خلفُ الظاهرة‪ .‬والبِطانةُ‪ :‬خلفُ الظّهارة‪ .‬وبِطانةُ‬
‫الرجل‪ :‬خاصّتُه‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬بِطانةُ الرجل وَليجتُه‪ .‬وأَبْطَنَه‪:‬‬
‫خذَه بِطانةً‪ .‬وأَبْطَْنتُ الرجلَ إذا َجعَلْتَه من خَواصّك‪ .‬وف الديث‪:‬‬ ‫اّت َ‬
‫خَلفَ من خليفة إل كانت له بِطانتانِ؛‬ ‫ما َب َعثَ ال من نبّ ول اسَت ْ‬
‫ب سِرّه وداخِلةُ أَمره الذي يُشا ِورُه ف أَحواله‪.‬‬ ‫بِطانةُ الرجل‪ :‬صاح ُ‬
‫ضجّون؛ البِطانةُ‪:‬‬ ‫وقوله ف حديث الستسقاء‪ :‬وجاء أَهلُ البِطان ِة َي ِ‬
‫ج من الدينة‪ .‬والّنعْمة الباطنةُ‪ :‬الاصّةُ‪ ،‬والظاهرةُ‪:‬‬ ‫الار ُ‬
‫العامّةُ‪ .‬ويقال‪ :‬بَطْنُ الراح ِه وظَهْرُ ال َكفّ‪ .‬ويقال‪ :‬باطنُ البْط‪ ،‬ول يقال‬
‫لفّ‪ :‬الذي تَليه الرجْلُ‪ .‬وف حديث الّنخَعي‪:‬‬ ‫بطْن البْط‪ .‬وباطِنُ ا ُ‬
‫أَنه كان يُبَطّ ُن ِلحْيتَه وي ْأ ُخذُ من جَوانِبها؛ قال شر‪ :‬معن‬
‫شعَر من تت الَنَك وال ّذقَنِ‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬ ‫يُبَطّن ليتَه أَي يأْخذ ال ّ‬
‫وَأفْ َرشَن َظهْر أَمرِه وبَطْنَه أَي سِرّه وعلنِيَتَه‪ ،‬وبَطَنَ‬
‫خبَه يَبْطُنُه‪ ،‬وأَف َرشَن بَطْنَ أَمره و َظهْرَه‪ ،‬و َوقَف على َد ْخلَته‪.‬‬
‫وبَطَن فلنٌ بفلن يَبْطُنُ به بُطونا وبطانة إذا كان خاصّا به‬
‫ت من‬ ‫داخلًف أَمره‪ ،‬وقيل‪ :‬بَطَنَ به دخل ف أَمره‪ .‬وبَطَنتُ بفلن‪ :‬صِرْ ُ‬
‫خواصّه‪ .‬وإنّ فلنا لذو بِطانة بفلن أَي ذو علمٍ بداخلةِ أَمره‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫ص بك من‪ ،‬وهو مُبَطّنٌ‬ ‫أَنتَ أَبْطْنتَ فلنا دون أَي جَعلْتَه أَخَ ّ‬
‫إذا أَدخَله ف أَمره وخُصّ به دون غيه وصار من أَهل َد ْخلَتِه‪ .‬وف‬
‫خذُوا بِطان ًة من دونكم؛‬ ‫التنيل العزيز‪ :‬يا أَيها الذين آمنوا ل تَّت ِ‬
‫قال الزجاج‪ :‬البِطانة الدّخَلء الذين يُنْبَسط إليهم وُيسْتَبْطَنونَ؛‬
‫يقال‪ :‬فلن بِطان ٌة لفلن أَي مُداخِ ٌل له مُؤانِس‪ ،‬والعن أَن الؤمني‬
‫نُهوا أَن يَّتخِذوا النافقي خاصّتَهم وأَن ُيفْضُوا إليهم‬
‫أَسرارَهم‪ .‬ويقال‪ :‬أَنت أَبْطَنُ بذا الَمر أَي أَخَبرُ بباطِنِه‪ .‬وتبَطّنْت‬
‫الَمرَ‪َ :‬علِمت باطنَه‪ .‬وبَطَنْت الوادي‪َ :‬د َخلْته‪ .‬وبَطَنْت هذا الَمرَ‪:‬‬
‫عَ َرفْت باطنَه‪ ،‬ومنه الباطِن ف صفة ال عز وجل‪ .‬والبطانةُ‪ :‬السريرةُ‪.‬‬
‫وباطِنةُ الكُورة‪َ :‬وسَطُها‪ ،‬وظاهرتُها‪ :‬ما تَنحّى منها‪ .‬والباطنةُ من‬
‫ق ف َقصَبتها‪،‬‬‫الَبصْر ِة والكوفة‪ُ :‬مجَْت َمعُ الدّور والَسوا ِ‬
‫والضاحيةُ‪ :‬ما تَنحّى عن الساكن وكان بارزا‪ .‬وبَطْ ُن الَرض وباطنُها‪ :‬ما‬
‫َغمَض منها واطمَأنّ‪ .‬والبَطْ ُن من الَرض‪ :‬الغامضُ الداخلُ‪ ،‬والمعُ القليل‬
‫أَبْطِنةٌ‪ ،‬نادرٌ‪ ،‬والكثي بُطْنان؛ وقال أَبو حنيفة‪ :‬البُطْنانُ من‬
‫الَرض واحدٌ كالبَطْن‪ .‬وأَتى فلنٌ الوادي فَتبَطّنه أَي دخل بطنَه‪ .‬ابن‬
‫شيل‪ :‬بُطْنانُ الَرض ما َت َوطّأَ ف بطون الَرض َس ْهلِها وحَزْنا‬
‫ورياضها‪ ،‬وهي قَرار الاء ومستَنْ َقعُه‪ ،‬وهي البواطنُ والبُطون‪ .‬ويقال‪ :‬أَخذ‬
‫فلنٌ باطنا من الَرض وهي أَبطُأ جفوفا من غيها‪ .‬وتبطّْنتُ الوادي‪:‬‬
‫دخلْت بطْنه و َج ّولْت فيه‪ .‬وبُطْنانُ النة‪ :‬وسَطُها‪ .‬وف الديث‪ :‬ينادي‬
‫مُنا ٍد من بُطْنانُ العرش أَي من وسَطه‪ ،‬وقيل‪ :‬من أَصله‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫البُطْنان جع بطن‪ ،‬وهو الغامض من الَرض‪ ،‬يريد من دواخل العرش؛ ومنه كلم علي‪،‬‬
‫عليه السلم‪ ،‬ف الستسقاء‪ :‬تَ ْروَى به القِيعانُ وتسيل به البُطْنان‪.‬‬
‫والبُطْنُ‪ :‬مسايلُ الاء ف الغَلْظ‪ ،‬واحدها باطنٌ؛ وقول مُلَيْح‪:‬‬
‫س من بَطِناتِه‬‫مُنِ ٌي َتجُوزُ العِي ُ‬
‫نَوىً‪ ،‬مثل أَنْواءِ الرّضيخِ ا ُل َفلّق‬
‫قال‪ :‬بَطِناتُه مَحاجّه‪ .‬والبَطْنُ‪ :‬الانب الطوي ُل من الريش‪ ،‬والمع‬
‫بُطْنانٌ مثل َظهْ ٍر وظُهْرانٍ وعَْبدٍ وعُبْدانٍ‪ .‬والبَطْنُ‪ :‬الشّقّ‬
‫الَطولُ من الريشة‪ ،‬وجعها بُطْنان‪ .‬والبُطْنانُ أَيضا من الريش‪ :‬ما كان‬
‫بط ُن ال ُقذّة منه يَلي بط َن الُخرى‪ ،‬وقيل‪ :‬البُطْنانُ ما كان من تت‬
‫العَسيب‪ ،‬و ُظهْرانُه ما كان فوق العسيب؛ وقال أَبو حنيفة‪ :‬البُطْنانُ من‬
‫الريش الذي يَلي الَرضَ إذا وقَع الطائرُ أَو َس َفعَ شيئا أَو جََثمَ على‬
‫بَيْضه أَو فِراخه‪ ،‬والظّهارُ وال ّظهْرانُ ما ُجعِ َل من ظَهر عَسيب‬
‫ش سهمَه ب ُظهْرانٍ ول يَ ِرشْه ببُطْنانٍ‪َ ،‬لنّ‬ ‫الريشة‪ .‬ويقال‪ :‬را َ‬
‫ُظهْرانَ الريش أَوفَى وأََتمّ‪ ،‬وبُطْنانُ الريش قِصار‪ ،‬وواحدُ البُطْنانِ‬
‫ب الريش ف وسَطِه‪.‬‬ ‫ب قَضي ُ‬ ‫بَطْنٌ‪ ،‬وواحدُ ال ّظهْرا ِن َظهْرٌ‪ ،‬وال َعسِي ُ‬
‫شحَه‬ ‫شحَه سَيفَه ولسيفه‪ :‬جعله بطانتَه‪ .‬وأَبط َن السيفَ ك ْ‬ ‫وأَبْطَن الرجل َك ْ‬
‫إذا جعله تت َخصْره‪ .‬وبطّ َن ثوبَه بثوبٍ آخر‪ :‬جعله تته‪ .‬وبِطانةُ‬
‫ف ظِهارته‪ .‬وبطّنَ فلن ثوبه تبطينا‪ :‬جعل له بطانةً‪ ،‬ولِحافٌ‬ ‫الثوب‪ :‬خل ُ‬
‫مَبْطُونٌ ومُبَطّن‪ ،‬وهي البِطانة والظّهارة‪ .‬قال ال عز وجل‪:‬‬
‫بَطائنُها من إ ْستَبْرقٍ‪ .‬وقال الفراء ف قوله تعال‪ :‬مُّتكِئِي على فُ ُرشٍ‬
‫بَطائنُها من إستبقٍ؛ قال‪ :‬قد تكونُ البِطان ُة ظِهارةً والظهارةُ بطانةً‪،‬‬
‫وذلك أَن كلّ واح ٍد منها قد يكونُ وجها‪ ،‬قال‪ :‬وقد تقول العربُ هذا ظهرُ‬
‫السماء وهذا بطنُ السماء لظاهرها الذي تراه‪ .‬وقال غي الفراء‪ :‬البِطانةُ‬
‫ما بطَ َن من الثوب وكان من شأْن الناس إخْفاؤه‪ ،‬والظهارة ما َظهَرَ وكان‬
‫من شأْن الناس إبداؤه‪ .‬قال‪ :‬وإنا يوز ما قال الفراء ف ذي الوجهي‬
‫ص ْفحَيْه‬
‫ط يلي أَحد َ‬ ‫التساويي إذا َوِليَ ك ّل واحد منهما قوْما‪ ،‬كحائ ٍ‬
‫قوما‪ ،‬والصّفْحُ الخ ُر قوما آخرين‪ ،‬فكلّ وج ٍه من الائط َظهْرٌ‬
‫لن يليه‪ ،‬وكلّ واح ٍد من الوجهي َظهْر وبَطْن‪ ،‬وكذلك وجْها البل وما‬
‫ب فل يوز أَن تكونَ بطانتُه ظهارةً ول ظِهارتُه‬ ‫شاكلَه‪ ،‬فأَما الثو ُ‬
‫جعَل ما يَلينا من وجه السماء والكواكِب ظهْرا‬ ‫بِطانةً‪ ،‬ويوز أَن ُي ْ‬
‫وبطْنا‪ ،‬وكذلك ما يَلينا من سُقوف البيت‪ .‬أَبو عبيدة‪ :‬ف باطِن وظِي َفيِ‬
‫الفرس أَبْطَنانِ‪ ،‬وها عِرْقان اسْتَبْطَنا الذّراعَ حت ان َغمَسا ف‬
‫َعصَب الوَظيف‪ .‬الوهري‪ :‬الَبْطَ ُن ف ذِراع الفرسِ عِرْق ف باطنها‪ ،‬وها‬
‫أَبْطَنانِ‪ .‬والبْطَنانِ‪ :‬عِرْقان ُمسْتَبْطِنا بَواطِن وظِيفَي‬
‫الذرا َعيِ حت يَْن َغمِسا ف ال َكفّي‪ .‬والبِطانُ‪ :‬الزامُ الذي يَلي البَطْنَ‪.‬‬
‫والبِطانُ‪ :‬حِزامُ الرّحْل والقَتَب‪ ،‬وقيل‪ :‬هو للبعي كالِزام للدابة‪،‬‬
‫والمع أَبطِن ٌة وبُطُن‪ .‬وبَطَنَه يَبْطُنُه وأَبْطَنَه‪َ :‬ش ّد بِطانه‪.‬‬
‫قال ابن الَعراب وحده‪ :‬أَبْطَْنتُ البعي ول يقال بَطَْنتُه‪ ،‬بغي‬
‫أَلف؛ قال ذو الرمة يصف الظليم‪:‬‬
‫ضعَفَ البْطانَ حادجُه‪،‬‬ ‫أَو ُم ْقحَم أَ ْ‬
‫بالَمسِ‪ ،‬فاستَأْخَ َر ال ِعدْلنِ والقََتبُ‬
‫ض َعفَ حادِجُ ُه َشدّ بِطانِه فاسترْخَى؛‬ ‫شَبّه الظّليمَ َبمَل أَ ْ‬
‫فشبّه استِرْخاء‬
‫(* قوله «فشبه استرخاء إل» كذا بالصل والتهذيب أيضا‪،‬‬
‫ولعلها مقلوبة‪ ،‬والصل‪ :‬فشبه استرخاء جناحي الظليم باسترخاء عكميه)‪.‬‬
‫ِع ْكمَيْه باسترخاء جَنا َحيِ الظّليم‪ ،‬وقد أَنكر أَبو اليثم بَطَنْت‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ل يوز إل أَبْطَنت‪ ،‬واحتجّ ببيت ذي الرمة‪ .‬قال الَزهري‪ :‬وبَطَْنتُ‬
‫لغةٌ‬
‫أَيضا‪ .‬والبِطانُ للقَتَب خاصة‪ ،‬وجعه أَبْطِنة‪ ،‬والزامُ للسّرْج‪.‬‬
‫ضعَه حت يّتضِع أَي حت‬ ‫ابن شيل‪ :‬يقال أَبْطَنَ ِحمْلَ البعيِ ووا َ‬
‫لمْل منه‪ .‬الوهري‪ :‬البِطانُ للقَتَب‬ ‫َيسْترْخي على بَطْنه ويتمكن ا ِ‬
‫الزامُ الذي يعل تت بطن البعي‪ .‬يقال‪ :‬الَت َقتْ َح ْلقَتا البطان للَمر إذا‬
‫اشتدّ‪ ،‬وهو بنلة التّصدير للرحْل‪ ،‬يقال منه‪ :‬أَبْطَْنتُ البعيَ‬
‫ت بِطانَه‪ .‬وإنه لعريضُ البِطانِ أَي رَ ِخيّ البالِ‪.‬‬ ‫إِبْطانا إذا َشدَدْ َ‬
‫ت ومالُه وافِ ٌر ل يُنْفق منه شيئا‪:‬‬ ‫وقال أَبو عبيد ف باب البخيل‪ ،‬يو ُ‬
‫ض منها شيء‪ ،‬ومثله‪ :‬مات فلنٌ وهو‬ ‫مات فلنٌ بِبِطْنَتِه ل يَت َغضْغَ ْ‬
‫عريضُ البِطانِ أَي مالُه َج ّم ل يَذ َهبْ منه شيءٌ؛ قال أَبو عبيد‪:‬‬
‫ج من الدنيا سليما ل يَْثِلمْ‬ ‫وُيضْرَب هذا الثلُ ف أَمر الدّين أَي خ َر َ‬
‫دينَه شيءٌ‪ ،‬قال ذلك عمرو ابنُ العاص ف عبد الرحن بن عَوف لا مات‪:‬‬
‫ضغَضْ منها شيء؛ ضرَبَ‬ ‫ت من الدنيا بِبِ ْطنَتِكَ ل يَتغَ ْ‬ ‫هنيئا لك خرَ ْج َ‬
‫ضغَضَ الاءُ‪َ :‬نقَصَ‪ ،‬قال‪ :‬وقد يكون‬ ‫البطْنةَ مثلً ف أَمر الدين‪ ،‬وتغ ْ‬
‫ذمّا ول يُرِدْ به هنا إلْ ا َل ْدحَ‪ .‬ورجل بَطِنٌ‪ :‬كثيُ الال‪.‬‬
‫والبَطِنُ‪ :‬ا َلشِرُ‪ .‬والبِطْنةُ‪ :‬ا َلشَرُ‪ .‬وف الَثَل‪ :‬البِطْن ُة ُتذْ ِهبُ‬
‫الفِطْنةَ‪ ،‬وقد بَطِنَ‪ .‬وش ْأ ٌو بَ ِطيٌ‪ :‬واسعٌ‪ .‬والبَطي‪ :‬البعيد‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫ش ْأوٌ بطي أَي بعيد؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وَبصَْبصْنَ‪ ،‬بي أَدان الغَضَا‬
‫وبي عُنَيْزةَ‪ ،‬شأْوا بَطِينا‬
‫شوْطُ بَ ِطيٌ أَي بعيد‪ .‬وتبطّن‬ ‫صرَد‪ :‬ال ّ‬
‫قال‪ :‬وف حديث سليمان بن ُ‬
‫الرجلُ جاريتَه إذا باشَرها و َلسَها‪ ،‬وقيل‪ :‬تبطّنها إذا َأ ْولَج ذكرَه‬
‫فيها؛ قال امرؤُ القيس‪:‬‬
‫كأَنّي ل َأرْ َكبْ جَوادا ِللَذّةٍ‪،‬‬
‫ت َخلْخالِ‬ ‫ول أَتَبطّنْ كاعِبا ذا َ‬
‫وقال شر‪ :‬تبطّنها إذا باشَرَ بطنُه بطنَها ف قوله‪:‬‬
‫إذا أَخُو لذّةِ الدنيا تبطّنها‬
‫شوْلَ إذا ضربَها فلُقحَت كلّها كأَنه‬ ‫ويقال‪ :‬اسْتَبْطَن الفح ُل ال ّ‬
‫َأوْدع نطفتَه بطونا؛ ومنه قول الكميت‪:‬‬
‫لوْزاءَ أَولُ صابِحٍ‪،‬‬ ‫فلما رأَى ا َ‬
‫وصَرّتَها ف الفجر كالكاعِب الفُضُلْ‪،‬‬
‫ب السّفا‪ ،‬واسْتبطن الفحلُ‪ ،‬والتقتْ‬ ‫و َخ ّ‬
‫ب تَرَْتكِلْ‬‫بَأمْعَزِها ُب ْقعُ الَنادِ ِ‬
‫صرّتُها‪ :‬جاعة كواكبها‪ ،‬والَنادِب ترَتكِل من شدة ال ّرمْضاء‪ .‬وقال‬
‫عمرو بن َبحْر‪ :‬ليس من حَيَوانٍ يتبطّ ُن طَروقتَه غيُ النسان والتمساح‪،‬‬
‫قال‪ :‬والبهائم تأْت إناثها من ورائها‪ ،‬والط ُي ُتلْزِق الدّبُرَ‬
‫بالدبر‪ ،‬قال أَبو منصور‪ :‬وقول ذي الرمة تبطّنَها أَي عل بطْنَها‬
‫ليُجا ِمعَها‪ .‬واسْتبطْنتُ الشي َء وتبَطّْنتُ الكلَ‪َ :‬جوّلتُ فيه‪ .‬وابْتَطْنتُ‬
‫الناقةَ عشر َة أَبطن أَي نَتجْتُها عشرَ مرات‪ .‬ورجل بَطِي الكُرْز إذا كان‬
‫يَخَبأُ زادَه ف السفر ويأْكل زادَ صاحبه؛ وقال رؤبة يذم رجلً‪:‬‬
‫أَو كُ ّرزٌ يشي بَطيَ الكُ ْرزِ‬
‫والبُطَيْن‪ :‬نم من نوم السماء من منازل القمر بي الش َرطَيْن‬
‫والثّرَيّا‪ ،‬جاء مصغّرا‬
‫عن العرب‪ ،‬وهو ثلثةُ كواكبَ صغار مستوية التثليث كأَنا أَثاف‪ ،‬وهو‬
‫لمَل‪ ،‬والشرَطان‬ ‫صغّر لَن المَل نومٌ كثية على صورة ا َ‬ ‫بطن المَل‪ ،‬و ُ‬
‫قَرْناه‪ ،‬والبُطَيْن بَطنُه‪ ،‬والثريا أَليتُه‪ ،‬والعرب تزعُم أَن البُطَي‬
‫ل َنوْء له إل الريحُ‪ .‬والبَطيُ‪ :‬فرس معروف من خيل العرب‪ ،‬وكذلك‬
‫البِطان‪ ،‬وهو ابن البَطي‬
‫(* قوله «وهو ابن البطي» عبارة القاموس‪ :‬وهو أبو‬
‫لمْضيّ‪ :‬من‬ ‫البطي)‪ .‬والبَطي‪ :‬رجل من الَوارج‪ .‬والبُطَي ا ِ‬
‫ُشعَرائهم‪.‬‬
‫@بعكن‪َ :‬رمْلة َبعْكنةٌ‪ :‬غليظة تشتدّ على الاشي فيها‪.‬‬
‫@بغدن‪َ :‬بغْداذ وَبغْذاد وَبغْذاذ وَبغْدانُ‪ ،‬بالنون‪ ،‬وَبغْدينُ‬
‫و َمغْدان‪ :‬مدينة السلم‪ ،‬معرّب‪ ،‬تذكّر وتؤَنث؛ وأَنشد الكسائي‪:‬‬
‫ج طويلةً‬‫فيا ليلةً خُ ْرسَ الدّجا ِ‬
‫بَِبغْدانَ‪ ،‬ما كادَتْ عن الصبح تَْنجَلي‬
‫قال‪ :‬يعن خرسا دجاجُها‪.‬‬
‫@بقن‪ :‬الَزهري‪ :‬أَما بقن فإن الليث أَهله‪ ،‬وروى ثعلب عن ابن الَعراب‪:‬‬
‫أَْبقَن إذا أَخضَبَ جَنابُه واخضرّت نِعالُه‪ .‬والنّعالُ‪ :‬الَرضون‬
‫الصّلبة‪.‬‬
‫@بلن‪ :‬ف الديث‪ :‬سَتفْتَحون بلدا‬
‫ت أَي حّامات؛ قال ابن الَثي‪ :‬الَصل بَلّلت‪ ،‬فأَبدل‬ ‫فيها َبلّنا ٌ‬
‫اللم نونا‪.‬‬
‫@بلسن‪ :‬الُب ْلسُن‪ :‬ال َعدَس‪ ،‬يانية؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ب َتعْرِف ُب ْلسُنا‬‫وهل كانت الَعرا ُ‬
‫الوهري‪ :‬الُب ْلسُن‪ ،‬بالضم‪َ ،‬حبّ كالعدس وليس له‪.‬‬
‫@بلهن‪ :‬الُبَلهْنِية وال ّرَفهْنِية‪َ :‬سعَة العيش‪ ،‬وكذلك ال ّرَفغْنِية‪.‬‬
‫يقال‪ :‬هو ف ُبَلهْنِية من العيش أَي ف سَعة ورَفاغِية‪ ،‬وهو ُملْحق‬
‫بالماسي بأَلف ف آخره‪ ،‬وإنا صارت يا ًء لكسرة ما قبلها؛ قال ابن بري‪:‬‬
‫ُبَلهْنِية حقها أَن ُتذْكر ف بله ف حرف الاء لَنا مُشتقة من الَبلَه أَي‬
‫عَيْش أَْبلَه قد َغفَل‬
‫(* قوله «قد غفل» عبارة القاموس‪ :‬وعيش أبله ناعم‬
‫كأن صاحبه غافل عن الطوارق)‪ .‬والنونُ والياءُ فيه زائدتان لللاق‬
‫بَُبعْثِنةٍ‪ ،‬واللاق هو بالياء ف الَصل‪ ،‬فأَما أَلف ِمعْزًى فإنا بدل من‬
‫ياء اللاق‪.‬‬
‫@بنن‪ :‬البَنّة‪ :‬الريح الطيّبة كرائحة الّتفّاح ونوها‪ ،‬وجعُها‬
‫بِنانٌ‪ ،‬تقول‪ :‬أَ ِجدُ لذا الثوب بَنّةً‬
‫طيّبة من َعرْف تفاح أَو َسفَرْجَل‪ .‬قال سيبويه‪ :‬جعلوه اسا‬
‫لمْطة‪ .‬وف الديث‪ :‬إن للمدينة بَنّةً؛ البَنّة‪:‬‬ ‫للرائحة الطيبة كا َ‬
‫الريح الطيّبة‪ ،‬قال‪ :‬وقد يُطلق على الكروهة‪ .‬والبَنّة‪ :‬ري ُح مَرابِضِ‬
‫ض الغنم َبنّة؛ قال‪:‬‬ ‫الغنم والظباء والبقر‪ ،‬وربا سيت مراب ُ‬
‫س وعيدٌ‪،‬‬ ‫أَتان عن أَب أَنَ ٍ‬
‫خبّ به الرّكابُ‬ ‫ب َت ُ‬‫و َمعْصُو ٌ‬
‫خ ُدجُ الَرآمُ منه‪،‬‬ ‫وعي ٌد َت ْ‬
‫وتَكره بَنّ َة الغَنمِ الذّئابُ‬
‫خ ِدجُ أَي تَطْرَح أَولدَها ُنقّصا‪ .‬وقوله‪:‬‬ ‫ورواه ابن دريد‪ُ :‬ت ْ‬
‫خ ِدجُ أَبدا‪،‬‬
‫معصوبٌ كتابٌ أَي هو وعيد ل يكونُ أَبدا لَن ا َلرْآم ل ُت ْ‬
‫والذئاب ل تكره بَنّة الغنم أَبدا‪ .‬الَصمعي فيما روى عنه أَبو حات‪:‬‬
‫البَنّة تقال ف الرائحة الطيّبة وغي الطّيبة‪ ،‬والمع بِنانٌ؛ قال ذو‬
‫الرمة يصف الثورَ الوحشيّ‪:‬‬
‫أَبَنّ با عوْدُ الَباءَةِ‪ ،‬طَيّبٌ‬
‫نسيمَ البِنانِ ف الكِناسِ الُ َظلّلِ‬
‫قوله‪ :‬عَود الباءَة أَي َثوْر قدي الكِناس‪ ،‬وإنا َنصَب النسيمَ‬
‫ب زيدا‪،‬‬‫َلمّا َن ّونَ الطّيبَ‪ ،‬وكان من حقه الضافةُ فضارع قولَهم هو ضار ٌ‬
‫ومنه قوله تعال‪ :‬أَل نعل الَرضَ كِفاتا أَحياء وأَمواتا؛ أَي‬
‫كِفاتَ أَحياءٍ وأَمواتٍ‪ ،‬يقول‪َ :‬أرِ َجتْ ريحُ مباءتنا ما أَصاب أَبعارَه من‬
‫الطر‪ .‬والبَنّة أَيضا‪ :‬الرائحة ا ُلنْتِنة‪ ،‬قال‪ :‬والمع من كل ذلك‬
‫بِنانٌ‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬وزعم أَبو عبيد أَن البَنّة الرائحة الطيّبة فقط‪،‬‬
‫لشْعث بن قَيْس حي خطَب‬ ‫قال‪ :‬وليس بصحيح بدليل قول عليّ‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬ل َ‬
‫ك بَنّةَ‬
‫إليه ابْنَتَه‪ُ :‬قمْ لعنك ال حائكا َفَلكَأَنّي أَ ِجدُ من َ‬
‫الغَزْلِ‪ ،‬وف رواية قال له ا َلشْعثُ ب ُن قَيْس‪ :‬ما َأ ْحسِبُكَ عَ َرفْتن‬
‫يا أَمي الؤْمني‪ ،‬قال‪ :‬بلى وإن لَ ِج ُد بَنّة الغزل منك أَي ريح‬
‫الغزل‪ ،‬رماه بالياكة‪ ،‬قيل‪ :‬كان أَبو ا َلشْعث يُولَع بالنّساجة‪.‬‬
‫والبِنّ‪ :‬الوضعُ الُنتِنُ الرائحة‪ .‬الوهري‪ :‬البَنّةُ الرائحة‪،‬‬
‫كريهةً كانت أَو طيبةً‪ .‬وكِناسٌ مُبِنّ أَي ذو بَنّةٍ‪ ،‬وهي رائحة َبعْر‬
‫الظّباء‪ .‬التهذيب‪ :‬وروى شر ف كتابه أَن عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬سأَل رجلً‬
‫ب الَيْشُ ف البُنيات الصغار‬ ‫َق ِدمَ من الّثغْر فقال‪ :‬هل شَرِ َ‬
‫(* قوله «ف البنيات الصغار» وقوله «البنيات ههنا القداح إل» هكذا بالتاء آخره ف‬
‫الصل ونسخة من النهاية‪ .‬وأورد الديث ف مادة بن وف نسخة منها بنون‬
‫آخره)‪.‬؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬إن القوم لَُيؤَْتوْنَ بالناء فيَتداولُونه حت يشربوه‬
‫ح الصّغار‪ .‬والبْنانُ‪:‬‬ ‫كلّهم؛ قال بعضهم‪ :‬البُنيات ههنا الَقدا ُ‬
‫اللّزومُ‪ .‬وأَبْنَْنتُ بالكان ِإبْنانا إذا أَقمْت به‪ .‬ابن سيده‪ :‬وبَنّ‬
‫بالكان يَبِ ّن بَنّا وأَبَنّ أَقام به؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫أَبَنّ با َعوْدُ الباء ِة طَيّبٌ‬
‫ت ولزِ َمتْ‪.‬‬
‫وأَب الَصمعي إل أَبَنّ‪ .‬وأَبَّنتِ السحابةُ‪ :‬دامَ ْ‬
‫ويقال‪ :‬رأَيت حيّا مُبِنّا بكان كذا أَي مقيما‪ .‬والتبنيُ‪ :‬التثبيت ف‬
‫الَمر‪ .‬والبَِنيُ‪ :‬التثبّت العاقل‪ .‬وف حديث شريح‪ :‬قال له أَعرابّ‬
‫وأَراد أَن َي ْعجَل عليه بالكومة‪ .‬تَبَنّن‪ ،‬أَي تثَّبتْ‪ ،‬من قولم‬
‫أَبَنّ بالكان إذا أَقام فيه؛ وقوله‪:‬‬
‫بَ ّل الذّنابا عَبَسا مُبِنّا‬
‫يوز أَن يكون اللزمَ اللزق‪ ،‬ويوز أَن يكون من البَنّة الت هي‬
‫الرائحة النتنة‪ ،‬فإما أَن يكون على الفعل‪ ،‬وإما أَن يكون على النسب‪.‬‬
‫والبَنان‪ :‬الَصابع‪ :‬وقيل‪ :‬أَطرافها‪ ،‬واحدتا بَناتةٌ؛ وأَنشد ابن بري لعباس بن‬
‫مرداس‪:‬‬
‫أَل ليتَن قطّعتُ منه بَنانَه‪،‬‬
‫ولقَيْتُه َيقْظان ف البيتِ حادِرا‬
‫وف حديث جابر وقتْل أَبيه يومَ أُحُد‪ :‬ما عَ َرفْتُه إل ببَنانه‪.‬‬
‫والبَنا ُن ف قوله تعال‪َ :‬بلَى قادرين على أَن نُسوّيَ بَنانه؛ يعن شَواهُ؛‬
‫خفّ البعي فل ينتفع با ف صناعة؛ فأَما ما‬ ‫قال الفارسي‪َ :‬نجْعلُها ك ُ‬
‫أَنشده سيبويه من قوله‪:‬‬
‫قد َج َعلَت َميّ‪ ،‬على الطّرارِ‪،‬‬
‫س بنانٍ قانِئ الَظفارِ‬ ‫َخمْ َ‬
‫فإنه أَضاف إل الفرد بسب إضافة النس‪ ،‬يعن بالفرد أَنه ل يكسّر‬
‫سدْرة و ِسدَر‪ ،‬وجعُ القلة بناناتٌ‪ .‬قال‪:‬‬ ‫عليه واحدُ المع‪ ،‬إنا هو ك ِ‬
‫وربا استعاروا بناءَ أَكثر العدد لَقله؛ وقال‪:‬‬
‫س بنانٍ قانئِ الَظفار‬ ‫َخمْ َ‬
‫ضبٌ لَن كل جع بينه وبي‬ ‫خّ‬‫يريد خسا من البَنان‪ .‬ويقال‪ :‬بنانٌ ُم َ‬
‫واحده الاءُ فإِنه ُيوَحّد ويذكّرُ‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬فاضربوا فوق‬
‫الَعْناق واضربوا منهم كل بَنان؛ قال أَبو إسحق‪ :‬البَنانُ ههنا جيعُ أَعضاء‬
‫البدن‪ ،‬وحكى الَزهري عن الزجاج قال‪ :‬واحدُ البنان بَنانة‪ ،‬قال‪ :‬ومعناه‬
‫ههنا الَصابعُ وغيُها من جيع الَعضاء‪ ،‬قال‪ :‬وإنا اشتقاقُ البنان من‬
‫قولم أَبَنّ بالكان‪ ،‬والبَنانُ به ُيعْتَمل ك ّل ما يكون للقامة‬
‫والياة‪ .‬الليث‪ :‬البنان أَطرافُ الَصابع من اليدين والرجلي‪ ،‬قال‪ :‬والبَنان ف‬
‫كتاب ال هو الشّوى‪ ،‬وهي الَيدي والَرجُل‪ ،‬قال‪ :‬والبنانة الصَْبعُ‬
‫الواحدة؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ل ُهمّ أَكْ َر ْمتَ بن كنانهْ‪ ،‬ليس ل ّي فوقَهم بَنانهْ‬
‫أَي ليس لَح ٍد عليهم فضل قِيسَ إصبعٍ‪ .‬أَبو اليثم قال‪ :‬البَنانة‬
‫الصب ُع كلّها‪ ،‬قال‪ :‬وتقال للعُقدة العُليا من الصبع؛ وأَنشد‪:‬‬
‫يَُبّلغُنا منها البَنانُ الُط ّرفُ‬
‫والُط ّرفُ‪ :‬الذي طُرّفَ بالنّاء‪ ،‬قال‪ :‬وكل َمفْصِل بَنانة‪.‬‬
‫ت َسعْد بن ُلؤَيّ بن غالبِ بن ِفهْرٍ‪،‬‬ ‫وبُنانةُ‪ ،‬بالضم‪ :‬اسمُ امرأَة كانت ت َ‬
‫سبُ ولدُه إليها وهم رَهْط ثابت البُنانّ‪ .‬ابن سيده‪ :‬وبُنانةُ ح ّي من‬ ‫ويُن َ‬
‫العرب‪ ،‬وف الديث ذك ُر بُنانة‪ ،‬وهي بضم الباء وتفيف النون الُول‬
‫َمحِلة من الَحا ّل القدية بالبَصرة‪ .‬والبَنانة والبُنانة‪ :‬ال ّروْضة‬
‫ش والقَذَع‪ .‬قال ابن‬ ‫ت ال ُفحْ ِ‬
‫ا ُلعْشِبة‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬البَنْبَنة صو ُ‬
‫الَعراب‪ :‬بَنْبَنَ الرجلُ إذا تكلّم بكلم الفحش‪ ،‬وهي البَنْبنة؛ وأَنشد أَبو‬
‫عمرو لكثي الحاربّ‪:‬‬
‫قد مَنَعَتْن البُ ّر وهي َتلْحانْ‪،‬‬
‫وهو كَثيٌ عندَها ِهلِمّانْ‪،‬‬
‫وهي ُتخَنْذي بالَقالِ البَنْبانْ‬
‫قال‪ :‬البَنْبانْ الرديءِ من النطق والبِنّ‪ :‬الطّرْق من الشحم يقال‬
‫ق‬
‫ق على طِرْ ٍ‬ ‫للدابة إِِذا َسمِنتْ‪:‬ركِبَها طِرْ ٌ‬
‫(* قوله‬
‫«ركبها طرق على طرق» هكذا بالصل‪ ،‬وف التكملة بعد هذه العبارة‪ :‬وب ّن على‬
‫بنّ وهي الناسبة للستشهاد فلعلها ساقطة من الصل) الفراء ف قولم‬
‫ك وبَ ْن واللّه‪ ،‬يعلون‬ ‫بَلْ بعن الستدراك‪ :‬تقول بَ ْل واللّهِ ل آتي َ‬
‫اللم فيها نونا‪ ،‬قال‪ :‬وهي لغة بن سعد ولغة كلب‪ ،‬قال‪ :‬وسعت البا ِهلِيي‬
‫يقولون ل بَ ْن بعن ل بَلْ‪ ،‬قال‪ :‬ومن خَفيفِ هذا الباب بَنْ ول بَنْ‬
‫لغةٌ ف بَلْ ول بَلْ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو على البدل؛ قال ابن سيده‪ :‬بَ ْل كلمة‬
‫استدرا ٍك وإعلمٍ بالضْراب عن الَولِ‪ ،‬وقولم‪ :‬قام زيد بَلْ َعمْروٌ وبَنْ‬
‫َعمْروٌ‪ ،‬فإن النون بد ٌل من اللم‪ ،‬أَل ترى إل كثرة استعمال بَ ْل‬
‫ل ْكمُ على الَكثر ل الَقلّ؟ قال‪ :‬هذا هو الظاهر‬ ‫وقلّة استعمال بَ ْن وا ُ‬
‫من أَمره قال ابن جن‪ :‬ولسْتُ أَدف ُع مع هذا أَن يكون بَ ْن لغةً قائمة‬
‫بنفسها‪ ،‬قال‪ :‬وما ضوعف من فائِه ولمِه بَنْبان‪ ،‬غي مصروف‪ ،‬موضع؛ عن‬
‫ثعلب؛ وأَنشد شر‪:‬‬
‫فصار َ ثنَاها ف تيمٍ وغيِهم‪،‬‬
‫َعشِيّة يأْتيها بِبَنْبانَ عِيُها‬
‫يعن ماءً لبن تيم يقال له بَنْبان؛ وف ديار تيم ما ٌء يقال له‬
‫بَنْبان ذكره الُطيئة فقال‪:‬‬
‫ُمقِيمٌ على بَنْبانَ َيمَْنعُ ماءَه‪،‬‬
‫وما َء َوسِيعٍ ماءَ عَطْشان َ مُرْمل ِ‬
‫يعن الزّبْرِقان أَنه َحلَه عن الاء‪.‬‬
‫@بكن‪ :‬إمرأَة ِبهْكن ٌة وبُهاكِنة‪ :‬تاّرة غضّة وهي ذات شَبابٍ َب ْهكَنٍ‬
‫أَي غَضّ‪ ،‬وربا قالوا َب ْهكَل؛ قال السّلولّ‪:‬‬
‫بُهاكِنةٌ َغضّةٌ َبضّة‪،‬‬
‫بَرُودُ الثّنايا خِلفَ الكَرى‬
‫التهذيب‪ :‬جارية َب ْهكَنةٌ تارّة غَريضة‪ ،‬وهُنّ الَب ْهكَناتُ‬
‫والبَهاكِن‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الَب ْهكَنةُ الاريةُ الفيفةُ الروح الطيّبة الرائحةِ‬
‫الليحةُ اللوة‪.‬‬
‫@بنن‪ :‬الَبهْنانةُ‪ :‬الضحّاكة الُتهلّلة؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ب َبهْنان ٍة ُمخَبّأَةٍ‪،‬‬
‫يا رُ ّ‬
‫َتفْتَرّ عن ناصعٍ من البَرَد‬
‫وقيل‪ :‬الَبهْنانةُ الطيّبةُ الريح‪ ،‬وقيل‪ :‬الطيّبة الرائحة السَنة‬
‫الُل ِق السّمْحة ل َزوْجِها‪ ،‬وف الصحاح‪ :‬الطيّبة النفَس وا َل َرجِ‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫هي الليّنة ف عملها ومَنْطقها‪ .‬وف حديث الَنصار‪ :‬اْبهَنُوا منها‬
‫صحْبَت‪ ،‬من قولم امرأَةٌ‬ ‫آخِرَ الدهر أَي افرَحوا وطيبُوا نفْسا ب ُ‬
‫َبهْنانةٌ أَي ضاحكة طيّبة النفَس وا َلرَج؛ فأَما قول عاهان بن كعب بن عمرو بن‬
‫سعد أَنشده ابن الَعراب‪:‬‬
‫أَل قالتْ بَهانِ‪ ،‬ولْ تأَبّقْ‪:‬‬
‫َن ِع ْمتَ ول يَليقُ بكَ النّعيمُ‬
‫جمَةٌ كأَشا ِء بُسّ‪،‬‬ ‫بَنونَ و َه ْ‬
‫صَفايا كَثّةُ ا َلوْبارِ كُومُ‬
‫فإنه يقال بَهانِ أَراد َبهْنانةً‪ ،‬قال‪ :‬وعندي أَنه اسم علم كحَذامِ‬
‫وقَطامِ‪ ،‬وقوله‪ :‬ل تَأَبّ ْق أَي ل تأْنفْ‪ ،‬وقيل‪ :‬ل تأَبّ ْق ل تفِرّ‪،‬‬
‫ق العبدِ‪ ،‬وهذا البيت أَورده الوهري منسوبا لعامانَ‬ ‫مأْخوذ من أَبا ِ‬
‫باليم‪ ،‬ول يُنبّه عليه ابن بري بل أَقرّه على اسه وزاد ف نسبَه‪ ،‬وهو‬
‫عاهان بالاء كما أَورده ابن سيده‪ ،‬وذكره أَيضا ف عوه وقال‪ :‬هو على هذا‬
‫َفعْلنُ وفاعال فيمن جعله من عَهنَ؛ وأَورده الوهري‪:‬‬
‫ت ول يليق بك النعيم‬ ‫كبِرْ َ‬
‫وصوابه َنعِمتَ كما أَورده ابن سيده وغيه‪ .‬وبُسّ‪ :‬اسمُ موضع كثي‬
‫النخل‪ .‬الوهري‪ :‬وبَهانِ اسمُ امرأَة مثل قَطامِ‪ .‬وف حديث هَوازن‪ :‬أَنم‬
‫صمّة يتََبهّنون به؛ قال ابن الَثي‪ :‬قيل إن الراوي‬ ‫خرجوا ب ُدرَيْد بن ال ّ‬
‫َغلِطَ وإنا هو َيتََبهْنَسون‪ ،‬والتّبَهنُسُ كالتَّبخْتر ف الشي‪ ،‬وهي‬
‫ِمشْية الَسد أَيضا‪ ،‬وقيل‪ :‬إنا هو تصحيفُ يتَيمّنُون به‪ ،‬من‬
‫شؤْم‪ .‬والبا ِهيُ‪ :‬ضرْبٌ من التمر؛ عن أَب حنيفة‪ .‬وقال مُرة‪:‬‬ ‫ض ّد ال ّ‬
‫الُيمْنِ ِ‬
‫أَخبن بعضُ أَعرابْ عُمانَ َأنّ َبجَر نلة يقال لا الباهيُ‪ ،‬ل‬
‫س مُْبسِرة وُأخَرُ مُ ْرطِبة‬ ‫يزال عليها السّنةَ كلّها طل ٌع جديدٌ وكبائ ُ‬
‫ومُْتمِرة‪ .‬الَزهري عن أَب يوسف‪ :‬البَْيهَنُ الّنسْتَرَ ُن من‬
‫الرّياحِي‪ ،‬والَبهَْنوِيّ من البلِ‪ :‬ما بي الكِرْمانيّة والعربيّة‪ ،‬وهو‬
‫َدخِيل ف العربية‪.‬‬
‫@بون‪ :‬الَب ْونُ والبُونُ‪ :‬مساف ُة ما بي الشيئي؛ قال كُثيّر عزّة‪:‬‬
‫إذا جاوَزوا معروفَه َأ ْسَلمُْت ُهمْ‬
‫إل غمرةٍ‪ ...‬ينظ ُر القو ُم بُونَها‬
‫(* قوله «إل غمرة إل» هكذا فيه بياض بالصل)‪ .‬وقد بانَ صاحبُه‬
‫َبوْنا‪ .‬والبِوانُ‪ ،‬بكسر الباء‪:‬‬
‫(* قوله «بكسر الباء» عبارة التكملة‪ :‬والبوان‬
‫بالضم عمود اليمة لغة ف البوان بالكسر‪ ،‬عن الفراء)‪ .‬عمود من أَ ْعمِدة‬
‫الِباء‪ ،‬والمع أَْبوِن ٌة وبُونٌ‪ ،‬بالضم‪ ،‬وُب َونٌ‪ ،‬وأَباها سيبويه‪.‬‬
‫ب من‬
‫والبُونُ‪ :‬موضعٌ؛ قال ابن دريد‪ :‬ل أَدري ما صحتُه‪ .‬الوهري‪ :‬البانُ ضر ٌ‬
‫الشجر‪ ،‬واحدتا بانةٌ؛ قال امرؤُ القيس‪:‬‬
‫بَ َرهْره ٌة ُرؤْدةٌ رَخْصةٌ‪،‬‬
‫خرْعوبةِ البانةِ النفطِرْ‬ ‫كُ‬
‫ومنه دُهْنُ البانِ‪ ،‬وذكره ابن سيده ف بَيَ َن وعلله‪ ،‬وسنذكره هناك‪ .‬وف‬
‫حديث خالد‪ :‬فلما َألْقى الشا ُم بَوانِيَه عزلَن واستعمل غيي أَي‬
‫خيَه وما فيه من السّعة والنّعْمة‪ .‬ويقال‪ :‬أَلقى عَصاه وأَلقي بَوانِيَه‪.‬‬
‫قال ابن الَثي‪ :‬البَوان ف الَصل أَضْلعُ الص ْدرِ‪ ،‬وقيل‪ :‬الَكتافُ‬
‫والقوائمُ‪ ،‬الواحدة بانية‪ ،‬قال‪ :‬ومنْ حقّ هذه الكلمة أَن تيء ف باب‬
‫ل على ظاهرها‪ ،‬فإنا‬ ‫الباء والنون والياء‪ ،‬قال‪ :‬وذكرناها ف هذا الباب ح ً‬
‫ل ترد حيث وردت إل مموعة‪ .‬وف حديث عليّ‪ :‬أَلقَت السما ُء بَ ْركَ‬
‫بَوانيها؛ يري ُد ما فيها من الطر‪ .‬والُبوَيْن‪ :‬موضع؛ قال َمعْقِل ابن‬
‫خوَيلد‪:‬ل َعمْري لقد نادى الُنادي فراعَن‪،‬‬
‫غَداةَ الُبوَيْنِ‪ ،‬من قريب فَأ ْسمَعا‬
‫وبُوانات‪ :‬موضع؛ قال َمعْن بن أَوس‪:‬‬
‫حتْ‬‫ت فَبوْنٍ فأَصَْب َ‬ ‫سَ َرتْ من بُوانا ٍ‬
‫ب َقوْرانَ‪ ،‬قَورانِ الرّصاف تُواكِله‬
‫وقال الوهري‪ :‬بُوانةُ‪ ،‬بالضم‪ ،‬اسمُ موضع؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ت َشوْلٌ‪ ،‬بَنَْب ْي بُوانةٍ‪،‬‬‫لقد َلقِيَ ْ‬
‫َنصِيّا كأَعْرافِ الكَوا ِدنِ َأ ْسحَما‬
‫وقال وضّاح اليمن‪:‬‬
‫خلََتيْ وادِي بُوانةَ حَبّذا‪،‬‬ ‫أَيا َن ْ‬
‫إذا نامَ حُرّاسُ النخيلِ‪ ،‬جَناكما‬
‫قال‪ :‬وربا جاء بذف الاء؛ قال ال ّزفَيان‪:‬‬
‫ت من ا َلظْعان‪،‬‬ ‫ماذا َت َذكّرْ ُ‬
‫طَوالِعا من نوِ ذي بُوانِ‬
‫قال‪ :‬وأَما الذي ببلد فارس فهو ِشعْب َبوّان‪ ،‬بالفتح والتشديد؛ قال‬
‫ممد بن الكرّم‪ :‬يقال إنه من َأطْيب بقاع الَرض وأَحسَن أَماكِنِها؛‬
‫وإيّاه عَن أَبو الطّيب التنَبّي بقوله‪:‬‬
‫يَقول بشِ ْعبِ َبوّانٍ حِصان‪:‬‬
‫أَعَنْ هذا يُسارُ إل الطّعانِ؟‬
‫أَبو ُكمْ آ َدمٌ سَنّ الَعاصي‪،‬‬
‫و َعلّم ُكمْ مُفارَقةَ الِنا ِن‬
‫ل َنذَرَ أَن يَْنحَر إبلً‬
‫وف حديث النذْر‪ :‬أَن رج ً‬
‫بِبُوانَةَ؛ قال ابن الَثي‪ :‬هي بضم الباء‪ ،‬وقيل‪ :‬بفتحها‪َ ،‬هضْب ٌة من‬
‫وَراء يَنبُع‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الَبوْنة البنت الصغية‪ .‬والَبوْنة‪:‬‬
‫الفصيلة‪ .‬والَبوْنة‪ :‬الفراق‪.‬‬
‫ي الفُرْقةَ‪،‬‬
‫@بي‪ :‬البَيْ ُن ف كلم العرب جاء على و ْجهَي‪ :‬يكون الَب ُ‬
‫ويكون الوَصْلَ‪ ،‬با َن يَِبيُ بَيْنا وبَيْنُونةً‪ ،‬وهو من الَضداد؛‬
‫وشاهدُ البَي الوَصل قول الشاعر‪:‬‬
‫لقد فَرّقَ الوا ِشيَ بين وبينَها‪،‬‬
‫ت بِذاكَ الوَصْلِ عين وعينُها‬ ‫فقَرّ ْ‬
‫وقال قيسُ بن ذَريح‪:‬‬
‫َل َعمْرُك لول البَيْنُ ل ُيقْ َطعُ الَوى‪،‬‬
‫ولول الوى ما حَ ّن لِلبَيْنِ آِلفُ‬
‫فالَبيُ هنا الوَصْلُ؛ وأَنشد أَبو عمرو ف رفع بي قول الشاعر‪:‬‬
‫كَأنّ رِماحَنا َأشْطانُ بئْرٍ‬
‫بَعي ٍد بيُ جالَيْها جَرُورِ‬
‫وأَنشد أَيضا‪:‬‬
‫صقْل‬ ‫ق بَيْ ُن اللّيتِ منها إل ال ّ‬ ‫وُيشْرِ ُ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬ويكون الَبيُ اسا وظَرْفا مُتمكّنا‪ .‬وف التنيل‬
‫العزيز‪ :‬لقد تقَطّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تَ ْزعُمون؛ قرئَ بينكم‬
‫صلُكم‪ ،‬والنصبُ على الذف‪،‬‬ ‫بالرفع والنصب‪ ،‬فالرفع على الفعل أَي تقَطّع وَ ْ‬
‫يري ُد ما بينكم‪ ،‬قرَأ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بينَكم نصبا‪ ،‬وقرأَ ابن‬
‫كَثي وأَبو َعمْروٍ وابنُ‬
‫عامر وحزة بينُكم رفعا‪ ،‬وقال أَبو عمرو‪ :‬لقد تقطّع بينُكم أَي‬
‫صلُكم‪ ،‬ومن قرأَ بينَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الَعراب أَنه قال‪:‬‬ ‫وَ ْ‬
‫معناه تقطّع الذي كانَ بينَكم؛ وقال الزجاج فيمَ ْن فتَحَ العن‪ :‬لقد‬
‫تقطّع ما كنتم فيه من الشّركة بينَكم‪ ،‬ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرَأ لقد‬
‫تقطّع ما بينَكم‪ ،‬واعتمد الفراءُ وغيُه من النحويي قراءةَ ابن مسعود‬
‫ِلمَنْ قرأَ بينَكم‪ ،‬وكان أَبو حات يُْنكِر هذه القراء َة ويقول‪ :‬من قرأَ‬
‫بينَكم ل ُيجِزْ إل َبوْصول كقولك ما بينَكم‪ ،‬قال‪ :‬ول يوز حذفُ‬
‫الوصول وبقاء الصلةِ‪ ،‬ل تُجيزُ العربُ إ ّن قامَ زيدٌ بعن إ ّن الذي قام‬
‫زيدٌ‪ ،‬قال أَبو منصور‪ :‬وهذا الذي قاله أَبو حات خطأ‪ ،‬لَن ال جَلّ ثناؤه‬
‫خاطَبَ با أَنزَل ف كتابه قوما مشركي فقال‪ :‬ولقد جئتمونا فُرادَى كما‬
‫خَلقْناكم َأوّ َل مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم ورا َء ظُهوركم وما نرَى معكم‬
‫شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنم فيكم شركا ُء لقد تقطّع بينَكم؛ أَراد لقد‬
‫تقطع الشّ ْركُ بينكم أَي فيما بينَكم‪ ،‬فأَضمرَ الشركَ لا جرَى من ِذكْر‬
‫الشّركاء‪ ،‬فافهمه؛ قال ابن سيده‪ :‬مَن قرَأ بالنصب احتمل أَمرين‪:‬‬
‫أَحدُها أَن يكونَ الفاع ُل مضمَرا أَي لقد تقطّع الَمرُ أَو ال َعقْدُ أَو‬
‫ش من أَن يكونَ بينكم‪ ،‬وإن‬ ‫الودّ بينََكم‪ ،‬والخرُ ما كان يراهُ الَخف ُ‬
‫كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الوضِع بفعله‪ ،‬غ َي أَنه ُأقِ ّرتْ عليه َنصْبةُ‬
‫ع الوضع لطّراد استعمالم إياه ظرفا‪ ،‬إل أَن‬ ‫الظرف‪ ،‬وإن كان مرفو َ‬
‫استعما َل الملة الت هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من استعمالِها فاعِلةً‪،‬‬
‫لَنه ليس يَلزمُ أَن يكون البتدأُ اسا مضا كلزوم ذلك ف الفاعل‪،‬‬
‫أَل ترى إل قولم‪ :‬تسمعُ با ُلعَْيدِيّ خيٌ من أَن تراه؛ أَي ساعُك‬
‫به خ ٌي من رؤْيتك إياه‪ .‬وقد بانَ ال ّي بَيْنا وبَيْنونةً؛ وأَنشد‬
‫ضمّنه ا َلوَى‬
‫ى ف القَلْب َ‬ ‫ثعلب‪:‬فهاجَ جو ً‬
‫بَبَْينُونةٍ‪َ ،‬ينْأَى با مَنْ يُوادِعُ‬
‫والُبايَنة‪ :‬الُفا َرقَة‪ .‬وتَبايَنَ القومُ‪ :‬تَهاجَرُوا‪ .‬وغُرابُ‬
‫البَي‪ :‬هو الَْبقَع؛ قال عنترة‪:‬‬
‫َظعَنَ الذين فِراقَهم أََت َوّقعُ‪،‬‬
‫ب الَْب َقعُ‬ ‫وجَرَى ببَيْنِه ُم الغُرا ُ‬
‫َحرِقُ الَناحِ كَأنّ لَْي ْي رْأسِه‬
‫ش مُوَلعُ‬ ‫َجلَمانِ‪ ،‬بالَخْبارِ هَ ّ‬
‫وقال أَبو الغَوث‪ :‬غرابُ البَيْنِ هو الَحرُ الِنْقارِ والرّجْليِ‪،‬‬
‫فأَما ا َلسْود فإِنه الاِتمُ لَنه َيحِْتمُ بالفراق‪ .‬وتقول‪ :‬ضربَه‬
‫فأَبانَ رْأسَه من جسدِه وَفصَلَه‪ ،‬فهو مُِبيٌ‪ .‬وف حديث الشّرْب‪ :‬أَبِنِ‬
‫سقُط فيه شيءٌ‬ ‫صلْه عنه عند التنفّس لئل َي ْ‬ ‫ال َق َدحَ عن فيك أَي ا ْف ِ‬
‫من الرّيق‪ ،‬وهو من الَبيِ الُبعْد والفِراق‪ .‬وف الديث ف صفته‪ ،‬صلى‬
‫ط طُو ًل الذي َب ُعدَ عن‬ ‫ال عليه وسلم‪ :‬ليس بالطويل البائِن أَي ا ُلفْرِ ِ‬
‫َقدّ الرجال الطّوال‪ ،‬وبانَ الشيءُ بَيْنا وبُيونا‪ .‬وحكى الفارسيّ‬
‫عن أَب زيد‪ :‬طََلبَ إل أََبوَيْه البائنةَ‪ ،‬وذلك إذا َطلَب إليهما أَن‬
‫يُبِيناهُ بال فيكو َن له على ِحدَةٍ‪ ،‬ول تكونُ البائن ُة إل من‬
‫الَبوين أَو أَحدِها‪ ،‬ول تكونُ من غيها‪ ،‬وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حت‬
‫شعْب قال‪ :‬سعتُ الّنعْمانَ‬ ‫بانَ هو بذلك يَبيُ بُيُونا‪ .‬وف حديث ال ّ‬
‫بن بَش ٍي يقول‪ :‬سعتُ رسولَ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬و َطلَبَتْ‬
‫ل من ماله وأَن يَنْطلِ َق ب‬ ‫حلَن َنحْ ً‬
‫َعمْرةُ إل بشي بن سعدٍ أَن يُْن ِ‬
‫إل رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فُيشْهدَه فقال‪ :‬هل لك معه ولدٌ غيُه؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فهل أَبَْنتَ كلّ واحد منهم بثل الذي أَبَنتَ هذا؟‬
‫فقال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فإن ل أَش َهدُ على هذا‪ ،‬هذا جَورٌ‪ ،‬أَش ِه ْد على هذا غيي‪،‬‬
‫أ ْعدِلوا بي أَولدكم ف الُنّحْل كما ُتحِبّون أَن َيعْدلوا بينكم ف‬
‫البّ واللّطف؛ قوله‪ :‬هل أََبْنتَ ك ّل واحد أَي هل َأعْطَْيتَ كلّ‬
‫واحدٍ ما ًل تُبِينُه به أَي ُتفْرِدُه‪ ،‬والسم البائنةُ‪ .‬وف حديث‬
‫الصديق‪ :‬قال لعائشة‪ ،‬رضي ال عنهما‪ :‬إن كنتُ أَبَنْتكِ بُنحْل أَي أَعطيُتكِ‪.‬‬
‫وحكى الفارسي عن أَب زيد‪ :‬بانَ وبانَه؛ وأَنشد‪:‬‬
‫كَأنّ عَيَْنيّ‪ ،‬وقد بانُون‪،‬‬
‫غَرْبانِ فَوقَ َج ْدوَلٍ َمجْنونِ‬
‫وتبَايَنَ الرجُلنِ‪ :‬بانَ كلّ واحد منهما عن صاحبه‪ ،‬وكذلك ف الشركة‬
‫إذا انفصل‪ .‬وبانَت الرأَةُ عن الرجل‪ ،‬وهي بائنٌ‪ :‬انفصلت عنه بطلق‪.‬‬
‫وتَطْليقةٌ بائنة‪ ،‬بالاء ل غي‪ ،‬وهي فاعلة بعن مفعولة‪ ،‬أَي تَطْليقةٌ‬
‫(*‬
‫قوله «وهي فاعلة بعن مفعولة أي تطليقة إل» هكذا بالصل‪ ،‬ولعل فيه‬
‫ت رِضا‪ .‬وف حديث ابن‬ ‫ت بَيْنونةٍ‪ ،‬ومثله‪ :‬عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذا ُ‬ ‫سقطا)‪ .‬ذا ُ‬
‫ن تَ ْطلِيقاتٍ‪ :‬فقيل له إنا قد باَنتْ‬ ‫مسعود فيمن طَلق امرأَتَه ثا َ‬
‫منك‪ ،‬فقال‪ :‬ص َدقُوا؛ باَنتِ الرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها‬
‫طلقُه‪ .‬والطّلقُ البائِنُ‪ :‬هو الذي ل َي ْملِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ‬
‫الرأَةِ إل بعَ ْقدٍ جديدٍ‪ ،‬وقد تكرر ذكرها ف الديث‪ .‬ويقال‪ :‬باَنتْ‬
‫يدُ الناقةِ عن جَْنبِها تَِبيُ بُيونا‪ ،‬وبانَ اللِيطُ يَبيُ بَيْنا‬
‫وبَيْنونةً؛ قال الطرماح‪:‬‬
‫أَآ َذنَ الثاوي بَِبيْنُونة‬
‫ابن شيل‪ :‬يقال للجارية إذا تزوّجت قد بانَت‪ ،‬وهُ ّن قد بِنّ‬
‫إذا تزوّجْنَ‪ .‬وبَيّن فل ٌن بِنْثَه وأَبانَها إذا زوّجَها وصارت إل‬
‫زوجها‪ ،‬وبانَت هي إذا تزوجت‪ ،‬وكأَنه من البئر البعيدة أَي َب ُعدَتْ عن‬
‫بيت أَبيها‪ .‬وف الديث‪ :‬مَنْ عا َل ثلثَ بناتٍ حت يَبِنّ أَو َيمُتْنَ؛‬
‫يَبِنّ‪ ،‬بفتح الياء‪ ،‬أَي يتزوّجْنَ‪ .‬وف الديث الخر‪ :‬حت بانُوا أَو‬
‫ماتوا‪ .‬وبئ ٌر بَيُونٌ‪ :‬واسعةُ ما بي الالَيْنِ؛ وقال أَبو مالك‪ :‬هي‬
‫ب البئر مستقيم‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫الت ل يُصيبُها رِشاؤُها‪ ،‬وذلك لَن جِرا َ‬
‫البَيُونُ البئرُ الواسعة الرْأسِ الضّّيقَة ا َل ْسفَل؛ وأَنشد أَبو علي‬
‫الفارسي‪:‬‬
‫إِنّك لو َد َعوْتَن‪ ،‬ودُون‬
‫ع بَيُونِ‪،‬‬
‫ت مَنْز ٍ‬
‫َزوْراءُ ذا ُ‬
‫لقُ ْلتُ‪ :‬لَبّيْه ل ْن َيدْعون‬
‫فجعلها َزوْراءَ‪ ،‬وهي الت ف جِرابِها َع َوجٌ‪ ،‬والَنْزَعُ‪ :‬الوضعُ‬
‫الذي َيصْ َعدُ فيه ال ّدْلوُ إذا نُزِع من البئر‪ ،‬فذلك الواء هو‬
‫الَنْزَعُ‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬بئ ٌر بَيُونٌ وهي الت يُِبيُ ا ُلسْتَقي البل ف‬
‫صهِيلَها‪:‬‬ ‫لو َ‬ ‫ج ف جُولا؛ قال جرير يصف خي ً‬ ‫جِرابِها ِلعَ َو ٍ‬
‫َيشِْنفْنَ للنظ ِر البعيد‪ ،‬كأَنا‬
‫إرْنانُها ببَوائنُ ا َلشْطانِ‬
‫صهَل ف ركايا تُبانُ َأشْطانُها عن نواحيها ِل َعوَجٍ‬ ‫أَراد كأَنا َت ْ‬
‫فيها إرنانا ذوات‬
‫(* قوله «ارنانا ذوات إل» كذا بالصل‪ .‬وف التكملة‪:‬‬
‫والبيت للفرزدق يهجو جريرا‪ ،‬والرواية إرنانا أي كأنا تصهل من آبار‬
‫بوائن لسعة أجوافها إل‪ .‬وقول الصاغان‪ :‬والرواية إرنانا يعن بكسر المزة‬
‫وسكون الراء وبالنون كما هنا بلف رواية الوهري فإنا أذنابا‪ ،‬وقد عزا‬
‫الوهري هذا البيت لرير كما هنا فقد رد عليه الصاغان من وجهي)‪.‬‬
‫الَذنِ والنّشاطِ منها‪ ،‬أَراد أَن ف صهيلِها ُخشْنة و ِغلَظا كأَنا َتصْهَل‬
‫ف بئرٍ دَحُول‪ ،‬وذلك َأ ْغلَظُ ِلصَهيلِها‪ .‬قال ابن بري‪ ،‬رحه ال‪:‬‬
‫صهَلْنَ‪ .‬والبائنةُ‪ :‬البئرُ‬ ‫البيت للفرزدق ل لرير‪ ،‬قال‪ :‬والذي ف شعره َي ْ‬
‫البعيدةُ القعر الواسعة‪ ،‬والبَيونُ مثلُه لَن ا َلشْطانَ تَِبيُ عن‬
‫جرابِها كثيا‪ .‬وأَبانَ الدّلوَ عن َطيّ البئر‪ :‬حادَ با عنه لئل‬
‫يُصيبَها فتنخرق؛ قال‪:‬‬
‫َدْلوُ عِرا ٍك لَ ّج ب مَنينُها‪،‬‬
‫ل تَ َر قَبْلي ماتِحا يُبينُها‬
‫وتقول‪ :‬هو بَيْن وبَيْنَه‪ ،‬ول ُيعْطَفُ عليه إل بالواو لَنه ل يكون‬
‫إل من اثني‪ ،‬وقالوا‪ :‬بَيْنا نن كذلك إذ َحدَثَ كذا؛ قال أَنشده‬
‫سيبويه‪:‬‬
‫فبَيْنا نن نَ ْرقُبُه‪ ،‬أَتانا‬
‫ُمعَلّق َوفْضةٍ‪ ،‬وزِناد راعِ‬
‫إنا أَراد بَيْ َن نن َنرْقبُهُ أَتانا‪ ،‬فَأشَْبعَ الفتحة فحدَثتْ‬
‫بعدها أَلفٌ‪ ،‬فإِن قيل‪ :‬فِلمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْن‪ ،‬وقد علمنا أَن‬
‫هذا الظرفَ ل يضاف من الَساء إل لا يدلّ على أَكثر من الواحد أَو ما‬
‫عُطف عليه غيه بالواو دون سائر حروف العطف نو الا ُل بيَ القومِ‬
‫والالُ بي زيدٍ وعمرو‪ ،‬وقولُه نن نرقُبُه جلةٌ‪ ،‬والملة ل ُيذْهَب لا‬
‫َب ْعدَ هذا الظرفِ؟ فالواب‪ :‬أَن ههنا واسطة مذوفةٌ وتقدير الكلم بيَ‬
‫أَوقاتِ نن ن ْرقُبُه أَتانا أَي أَتانا بي أَوقات َرقْبَتِنا إياه‪،‬‬
‫لمَلُ ما يُضافُ إليها أَساءُ الزمان نو أَتيتك زمنَ الجاجُ أَميٌ‪،‬‬ ‫وا ُ‬
‫وأَوانَ الليفةُ عبدُ‬
‫ا َللِك‪ ،‬ث إنه حذف الضافُ الذي هو أَوقاتٌ و َولَ الظرف الذي كان‬
‫مضافا إل الحذوف الملة الت أُقيمت مُقامَ الضاف إليها كقوله تعال‪:‬‬
‫خفِضُ بعدَ بَيْنا‬
‫واسأَل القرية؛ أَي أَهلَ القرية‪ ،‬وكان الَصمعيّ َي ْ‬
‫إذا صلَح ف موضعه بَيْ َن ويُنشِد قول أَب ذؤيب بالكسر‪:‬‬
‫بَيْنا َتعَنّقِه الكُماةَ و َروْغِه‪،‬‬
‫يوما‪ ،‬أُتِي َح له جَرِيءٌ َس ْل َفعُ‬
‫وغيُه يرفعُ ما بعدَ بَيْنا وبَيْنَما على البتداء والب‪ ،‬والذي‬
‫شدُ برَفع تَعّنقِه وبفْضِها‬ ‫يُْن ِ‬
‫(* قوله‪« :‬والذي ينشد إل وبفضها؛ هكذا‬
‫ف الصل‪ ،‬ولعل ف الكلم سقطا)‪ .‬قال ابن بري‪ :‬ومثلُه ف جواز الرفع‬
‫والفض بعدها قولُ الخر‪:‬‬
‫كُنْ كيفَ شِْئتَ‪ ،‬فقَصْرُك الوتُ‪،‬‬
‫ل مَزْحَ ٌل عنه ول َف ْوتُ‬
‫بَيْنا غِنَى بيتٍ وَب ْهجَتِهِ‪،‬‬
‫زا َل الغِنَى وَت َقوّضَ البيتُ‬
‫قال ابن بري‪ :‬وقد تأْت إذْ ف جواب بينا كما قال ُحمَيْد الَرقط‪:‬‬
‫ط ف غَيْساتِه‪،‬‬ ‫بَيْنا الفَت َيخْبِ ُ‬
‫إذ انَْتمَى الدّهْرُ إل ِعفْراتِه‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫بيْنا كذلك‪ ،‬إذْ ها َجتْ َهمَرّجةٌ‬
‫َتسْب وَتقْتُل‪ ،‬حت َيسَْأمَ الناسُ‬
‫وقال القطامي‪:‬‬
‫فبَيْنا ُعمَيْ ٌر طامحُ الطّرف يَبْتَغي‬
‫عُبادةَ‪ ،‬إ ْذ وا َجهْت أَصحَم ذا خَتْر‬
‫قال ابن بري‪ :‬وهذا الذي قلناه يدلّ على فسا ِد قول من يقول إنّ إذ ل‬
‫تكون إل ف جواب َبيْنما بزيادة ما‪ ،‬وهذه بعدَ بَيْنا كما ترى؛ وما يدل‬
‫على فساد هذا القول أَنه قد جاء بَيْنما وليس ف جوابا إذ كقول ابن‬
‫ب من الَماسةِ‪:‬‬ ‫هَرْمة ف باب النّسي ِ‬
‫ث فالْقا‬ ‫بينما ننُ بالبَل ِك ِ‬
‫ع سِراعا‪ ،‬والعِيسُ َتهْوي ُهوِيّا‬ ‫ِ‬
‫خ َطرَتْ خَطْرٌة على القلبِ من ذكـ‬
‫ـراكِ وهْنا‪ ،‬فما استَطَعتُ ُمضِيّا‬
‫ومثله قول الَعشى‪:‬‬
‫بَيْنَما الرءُ كالرّدَْينّ ذي الُبْـ‬
‫ـبَةِ َسوّاه ُمصْلِحُ التّْثقِيفِ‪،‬‬
‫ضلّلُ‪ ،‬حت‬ ‫رَدّه دَهْرُه ا ُل َ‬
‫عا َد من َب ْعدِ َمشْيِه الّتدْليفِ‬
‫ومثله قول أَب دواد‪:‬‬
‫بَيْنما الر ُء آمِنٌ‪ ،‬راعَ ُه را‬
‫ف ل َيخْشَ منه انْبِعاقَهْ‬ ‫ئعُ حَْت ٍ‬
‫وف الديث‪ :‬بَيْنا نن عند رسولِ ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬إذ جاءه‬
‫رجلٌ؛ أَصلُ َبيْنا بَيْنَ‪ ،‬فأُشبِعتْ الفتحة فصارت أَلفا‪ ،‬ويقال بَيْنا‬
‫وبَيْنما‪ ،‬وها ظرفا زمانٍ بعن الفاجأَة‪ ،‬ويُضافان إل جلة من فعلٍ‬
‫وفاعلٍ ومبتدإِ وخب‪ ،‬ويْتاجان إل جواب يَِتمّ به العن‪ ،‬قال‪:‬‬
‫والَفصَح ف جوابما أَن ل يكون فيه إذا وإذا‪ ،‬وقد جاءا ف الواب كثيا‪،‬‬
‫تقول‪ :‬بَينا زيدٌ جالسٌ دخَل عليه عمرٌو‪ ،‬وإذ دخَل عليه‪ ،‬وإذا دخل عليه؛ ومنه‬
‫قول الُرَقة بنت النّعمان‪:‬‬
‫بَيْنا نَسوسُ الناسَ‪ ،‬والَمرُ َأمْرُنا‪،‬‬
‫صفُ‬ ‫إذا ن ُن فيهم سُوقةٌ نَتََن ّ‬
‫وأَما قوله تعال‪ :‬وجعلنا بينهم َموْبِقا؛ فإنّ الزجاج قال‪ :‬معناه‬
‫جعلنا بينَهم من العذاب ما يُوِبقُهم أَي ُي ْهلِكهم؛ وقال الفراء‪ :‬معناه‬
‫جعلنا بينهم أَي تواصُلهم ف الدنيا َموْبقا لم يوم القيامة أَي ُهلْكا‪،‬‬
‫وتكون بَيْن صفة بنلة وسَط وخِلل‪ .‬الوهري‪ :‬وبَيْن بعن وسْط‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫ط القوم‪ ،‬بالتخفيف‪ ،‬وهو ظرفٌ‪ ،‬وإن جعلته‬ ‫ي القوم‪ ،‬كما تقول‪ :‬وسْ َ‬ ‫جلستُ ب َ‬
‫اسا أَعرَبْتَه؛ تقول‪ :‬لقد تقطّع بينُكم‪ ،‬برفع النون‪ ،‬كما قال أَبو‬
‫خِراش الُذل يصف عُقابا‪:‬‬
‫فلقَتْه بَبلْقَعةٍ بَراحٍ‪،‬‬
‫فصا َدفَ بيَ عَينَيْه الَبُوبا‬
‫البُوب‪ :‬وجه الَرض‪ .‬الَزهري ف أَثناء هذه الترجة‪ :‬روي عن أَب‬
‫اليثم أَنه قال الكواكب البَبانيات‬
‫(* وردت ف مادة بي «البابانيات» تبعا‬
‫س ول قمرٌ إنا‬ ‫للصل‪ ،‬والصواب ما هنا)‪ .‬هي الت ل َينِلا ش ٌ‬
‫ُيهْتَدى با ف البّ والبحر‪ ،‬وهي شامية‪ ،‬و َم َهبّ الشّمالِ منها‪َ ،‬أوّلا‬
‫القُطْب وهو كوكبٌ ل يَزول‪ ،‬والدْي والفَ ْرقَدان‪ ،‬وهو بَيْ َن القُطب‪،‬‬
‫وفيه بَنات نعْشٍ الصغرى‪ ،‬وقال أَبو عمرو‪ :‬سعت البّد يقول إذا كان‬
‫السم الذي ييء بعد بَيْنا اسا حقيقيّا رفَعته بالبتداء‪ ،‬وإن كان اسا‬
‫مصدريّا خفضْتَه‪ ،‬ويكون بَيْنا ف هذا الال بعن بيَ‪ ،‬قال‪ :‬فسأَلت‬
‫أَحد بن يي عنه ول أُعِلمْه قائله فقال‪ :‬هذا الدرّ‪ ،‬إل َأ ّن من‬
‫الفصحاء من يرفع السم الذي بعد بَينا وإن كان مصدريّا فيُلحقه بالسم‬
‫القيقي؛ وأَنشد بيتا للخليل ابن أَحد‪:‬‬
‫بَينا غِنَى بيتٍ وَب ْهجَتِه‪،‬‬
‫ذ َهبَ الغِن وَت َقوّضَ البَْيتُ‬
‫وجائز‪ :‬و ْبجَتُه‪ ،‬قال‪ :‬وأَما بَيْنما فالسمُ الذي بعده مرفوعٌ‪ ،‬وكذلك‬
‫الصدر‪ .‬ابن سيده‪ :‬وبَيْنا وبينما من حروف البتداء‪ ،‬وليست الَلف ف‬
‫بَيْنا بصلةٍ‪ ،‬وبَينا فعْلى أُشبِعت الفتح ُة فصارت أَلفا‪ ،‬وبينما بَي‬
‫زِيدت عليه ما‪ ،‬والعن واحد‪ ،‬وهذا الشيء َبيَ َبيَ أَي بَيْ َن اليّد‬
‫والرّديء‪ ،‬وها اسان ُجعِل واحدا وبُنيا على الفتح‪ ،‬والمزة الخفّفة‬
‫تسمّى هزة بَيْ َن بَيْنَ؛ وقالوا‪ :‬بَي بَي‪ ،‬يريدون الّت َوسّط كما قال‬
‫عَبيد بن الَبرص‪:‬‬
‫َنحْمي حَقيقَتَنا‪ ،‬وبعـ‬
‫ي بَيْنا‬
‫سقُطُ َب َ‬ ‫ـض ال َقوْم َي ْ‬
‫وكما يقولون‪ :‬هزة بَي بَي أَي أَنا هز ٌة بَيْنَ المز ِة وبي حرف‬
‫اللي‪ ،‬وهو الرف الذي منه حركتُها إن كانت مفتوحة‪ ،‬فهي بي المزة‬
‫والَلف مثل سأَل‪ ،‬وإن كانت مكسورة فهي بي المزة والياء مثل سَِئمَ‪ ،‬وإن كانت‬
‫مضمومةً فهي بي المزة والواو مثل َلؤُم‪ ،‬إل أَنا ليس لا تكيُ‬
‫المزة الحققة‪ ،‬ول ت َقعُ المزةُ الخففة أَبدا َأوّلً‬
‫ضعْف من الساكن‪ ،‬إل أَنا وإن كانت قد ق ُربَت من الساكن‬ ‫لقُرْبِها بال ّ‬
‫ول يكن لا َتمْكي المزةِ الحقّقة فهي متحرّكة ف القيقة‪،‬‬
‫فالفتوحة نو قولك ف سأَل سأَلَ‪ ،‬والكسورةُ نو قولك ف سَِئ َم سَِئمَ‪،‬‬
‫والضمومة نو قولك ف لؤُم لؤُم‪ ،‬ومعن قول سيبويه بَيْ َن بَيْ َن أَنا‬
‫ضعيفة ليس لا تكيُ الحقّقة ول خُلوصُ الرف الذي منه حركتُها‪ ،‬قال‬
‫ض ْعفِها؛ وأَنشد بيت عبيد بن الَبرص‪:‬‬ ‫يل َ‬ ‫الوهري‪ :‬وسيت َبيَ ب َ‬
‫وبعض القومِ يسقط بي بينا‬
‫أَي يتساقط ضَعيفا غي معتدّ به؛ قال ابن بري‪ :‬قال السياف كأَنه قال‬
‫َبيَ هؤلء وهؤلء‪ ،‬كأَنه رج ٌل يدخل بيَ فريقي ف أَمرٍ من الُمور‬
‫فيسقُطُ ول ُيذْكَر فيه؛ قال الشيخ‪ :‬ويوز عندي أَن يريد بيَ الدخول ف‬
‫ل وُيؤَخر أُخرى‪.‬‬ ‫الرب والتأَخر عنها‪ ،‬كما يقال‪ :‬فلنُ ُي َقدّم رِجْ ً‬
‫ي ث أَمسكتَ عنه ث‬ ‫وَلقِيتُه ُبعَيدات َبيْنٍ إذا لقِيتَه بعدَ ح ٍ‬
‫أَتيته؛ وقوله‪:‬‬
‫ب والَذى‬
‫وما ِخ ْفتُ حت بَيّنَ الشر ُ‬
‫بِقانِئِه‪ ،‬إِنّي من اليّ أَبْيَنُ‬
‫أَي بائن‪ .‬والبَيانُ‪ :‬ما بُيّنَ به الشي ُء من الدللة وغيِها‪ .‬وبانَ‬
‫الشي ُء بَيانا‪ :‬اّتضَح‪ ،‬فهو بَيّنٌ‪ ،‬والمع أَبْيِناءُ‪ ،‬مثل هَيّنٍ‬
‫وأَهْيِناء‪ ،‬وكذلك أَبانَ الشي ُء فهو مُبيٌ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ق ضاحِي جلدِها‪،‬‬ ‫لو دَبّ َذرّ فو َ‬
‫لَبانَ من آثارِهِنّ حُدورُ‬
‫قال ابن بري عند قول الوهري والمع أَبْيِناء مثل هيّن وأَهْيِناء‪،‬‬
‫قال‪ :‬صوابه مثل هيّنٍ وأَ ْهوِناء لَنه من الَوانِ‪ .‬وأَبَنْتُه أَي‬
‫ضحْتُه‪ .‬واستَبانَ الشيءُ‪ :‬ظهَر‪ .‬واستَبَنْتُه أَنا‪ :‬عرَفتُه‪ .‬وتَبَيّنَ‬ ‫َأوْ َ‬
‫الشيءُ‪َ :‬ظهَر‪ ،‬وتَبيّنْت ُه أَنا‪ ،‬تتعدّى هذه الثلث ُة ول تتعدّى‪.‬‬
‫وقالوا‪ :‬بانَ الشيءُ واسْتَبانَ وتَبيّن وأَبانَ وبَيّ َن بعن واحد؛‬
‫ومنه قوله تعال‪ :‬آياتٍ مُبَيّناتٍ‪ ،‬بكسر الياء وتشديدها‪ ،‬بعن‬
‫مُتبيّنات‪ ،‬ومن قرَأ مُبَيّنات بفتح الياء فالعن أَن ال بَيّنَها‪ .‬وف‬
‫الثل‪ :‬قد بَيّنَ الصب ُح لذِي عينَي أَي تَبَيّن؛ وقال ابن ذَريح‪:‬‬
‫وللحُبّ آياتٌ ُتبَيّنُ للفَت‬
‫شُحوبا‪ ،‬وَتعْرى من َيدَيه الَشاحم‬
‫(* قوله «الشاحم» هكذا ف الصل)‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬هكذا أَنشده ثعلب‪،‬‬
‫ويروى‪ :‬تُبَيّن بالفت شُحوب‪ .‬والتّبْييُ‪ :‬اليضاح‪ .‬والتّبْيي أَيضا‪:‬‬
‫الوُضوحُ؛ قال النابغة‪:‬‬
‫إلّ الَوارِيّ لْيا ما أُبَيّنُها‪،‬‬
‫والّنؤْيُ كالَوض بالظلومة اللَد‬
‫يعن أَتَبيّنُها‪ .‬والتّبْيان‪ :‬مصدرٌ‪ ،‬وهو شاذّ لَن الصادر إنا‬
‫تيء على الّتفْعال‪ ،‬بفتح التاء‪ ،‬مثال الّتذْكار والّتكْرار‬
‫والّتوْكاف‪ ،‬ول يي ْء بالكسر إل حرفان وها التّبْيان والتّلقاء‪ .‬ومنه حديث آدم‬
‫وموسى‪ ،‬على نبينا ممد وعليهما الصلة والسلم‪ :‬أَعطاكَ الُ التوراةَ‬
‫شفُه وإيضاحُه‪ ،‬وهو مصدر قليل لَن مصادرَ‬ ‫فيها تِبْيانُ ك ّل شيءٍ أَي ك ْ‬
‫أَمثاله بالفتح‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬وهو ف الِصام غيُ مُبي؛ يريد النساء‬
‫أَي الُنثى ل تكاد َتسْتَوف الجةَ ول تُبيُ‪ ،‬وقيل ف التفسي‪ :‬إن‬
‫الرأَة ل تكاد تتجّ ُبجّةٍ إِل عليها‪ ،‬وقد قيل‪ :‬إنه يعن به‬
‫الَصنام‪ ،‬وا َلوّل أَجود‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬ل ُتخْرِجوهُ ّن من بيوتنّ ول‬
‫َيخْ ُرجْنَ إل أَن يأْتِي بفاحِش ٍة مُبَيّنة؛ أَي ظاهرة مُتَبيّنة‪ .‬قال‬
‫ثعلب‪ :‬يقول إذا طلّقها ل يِلّ لا أَن َتخْ ُرجَ من بيته‪ ،‬ول أَن‬
‫ُيخْرجها هو إل َب ّد يُقام عليها‪ ،‬ول تَبيُ عن الوضع الذي طُلّقت فيه‬
‫حت تنقضي العدّة ث ترُج حيث شاءت‪ ،‬وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه‬
‫وبَيّنْتُه؛ وروي بيت ذي الرمة‪:‬‬
‫تُبَيّ ُن ِنسْبةَ الَرَِئ ّي ُلؤْما‪،‬‬
‫كما َبيّْنتَ ف الَدَم العَوارا‬
‫أَي تُبَيّنُها‪ ،‬ورواه عليّ‬
‫بن حزة‪ :‬تُبيّن نِسبةُ‪ ،‬بالرفع‪ ،‬على قوله قد بَيّنَ الصبحُ لذي‬
‫عَيني‪ .‬ويقال‪ :‬بانَ القّ يَبيُ بَيانا‪ ،‬فهو بائنٌ‪ ،‬وأَبا َن يُبيُ إبانة‪،‬‬
‫فهو مُبيٌ‪ ،‬بعناه‪ .‬ومنه قوله تعال‪ :‬حم والكتاب الُبي؛ أَي والكتاب‬
‫البَيّن‪ ،‬وقيل‪ :‬معن الُبي الذي أَبا َن طُرُقَ الدى من طرق الضللة‬
‫وأَبان كلّ ما تتاج إليه ا ُلمّة؛ وقال الزجاج‪ :‬بانَ الشيءُ وأَبانَ‬
‫بعن واحد‪ .‬ويقال‪ :‬بانَ الشيءُ وأَبَنتُه‪ ،‬فمعن مُبي أَنه مُبيٌ خيَه‬
‫وب َركَته‪ ،‬أَو مُبي ال ّق من الباطل والل َل من الرام‪ ،‬ومُبيٌ أَن‬
‫نُُبوّ َة سيدنا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬حقّ‪ ،‬ومُبي ِقصَصَ‬
‫الَنبياء‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬ويكون الستبي أَيضا بعن الُبي‪ .‬قال أَبو‬
‫منصور‪ :‬والسْتِبانةُ يكون واقعا‪ .‬يقال‪ :‬اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه‬
‫حت تَبيّن لك‪ .‬قال ال عز وجل‪ :‬وكذلك نُفصّل اليات ولِتَستبي سبيلَ‬
‫الجرمي؛ العن ولتستبيَ أَنت يا ممد سبي َل الجرمي أَي لتزدادَ‬
‫استِبانة‪ ،‬وإذا بانَ سبي ُل الجرمي فقد بان سبيل الؤمني‪ ،‬وأَكثرُ القراء‬
‫قرؤُوا‪ :‬ولتَستبيَ سبيلُ الجرمي؛ والسْتبانة حينئ ٍذ يكون غي واقع‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬تبَيّنْت الَمر أَي تَأمّلته وتو ّسمْتُه‪ ،‬وقد تبيّنَ الَمرُ‬
‫يكون لزِما وواقِعا‪ ،‬وكذلك بَيّنْته فبَيّن أَي تَبَيّن‪ ،‬لزمٌ‬
‫ومتعدّ‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْيانا لكلّ‬
‫شيءٍ؛ أَي بُيّن لك فيه كلّ ما تتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر‬
‫الدّين‪ ،‬وهذا من اللفظ العا ّم الذي أُريد به الاصّ‪ ،‬والعرب تقول‪ :‬بَيّنْت‬
‫الشي َء تَبْيينا وتِبْيانا‪ ،‬بكسر التاء‪ ،‬وِتفْعالٌ بكسر التاء يكون‬
‫اسا‪ ،‬فأَما الصدر فإِنه ييء على َتفْعال بفتح التاء‪ ،‬مثل الّتكْذاب‬
‫والّتصْداق وما أَشبهه‪ ،‬وف الصادر حرفان نادران‪ :‬وها ِتلْقاء الشيء‬
‫والتّبْيان‪ ،‬قال‪ :‬ول يقاس عليهما‪ .‬وقال النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬أَل‬
‫إنّ التّبيي من ال وال َعجَلة من الشيطان فتبيّنُوا؛ قال أَبو عبيد‪:‬‬
‫ت ف الَمر والتّأَن فيه‪،‬‬ ‫قال الكسائي وغيه التّبْيي التثّب ُ‬
‫وقرئ قوله عز وجل‪ :‬إذا ضَرَبتم ف سبيل ال فتبيّنُوا‪ ،‬وقرئ‪ :‬فتثبّتوا‪،‬‬
‫والعنيان متقاربان‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيّنوا‪،‬‬
‫وفتَثبّتُوا؛ قرئ بالوجهي جيعا‪ .‬وقال سيبويه ف قوله‪ :‬الكتاب الُبي‪،‬‬
‫قال‪ :‬وهو التّبيان‪ ،‬وليس على الفعل إنا هو بنا ٌء على حدة‪ ،‬ولو كان‬
‫ت كالغارة من أَغَرْت‪ .‬وقال‬ ‫مصدرا لفُتِحتْ كالّتقْتال‪ ،‬فإنا هو من بيّْن ُ‬
‫كراع‪ :‬التّبيان مصدرٌ ول نظي له إل التّلقاء‪ ،‬وهو مذكور ف موضعه‪.‬‬
‫وبينهما َبيٌ أَي ُبعْد‪ ،‬لغة ف َب ْونٍ‪ ،‬والواو أَعلى‪ ،‬وقد بانَه‬
‫بَيْنا‪ .‬والبَيانُ‪ :‬الفصاحة واللّسَن‪ ،‬وكلمٌ بيّن فَصيح‪ .‬والبَيان‪ :‬الفصاح‬
‫مع ذكاء‪ .‬والبَيّن من الرجال‪ :‬الفصيح‪ .‬ابن شيل‪ :‬الَبيّن من الرجال‬
‫سمْح اللسان الفصيح الظريف العال الكلم القليل الرتَج‪ .‬وفلنٌ‬ ‫ال ّ‬
‫أَبْيَن من فلن أَي أَفصح منه وأَوضح كلما‪ .‬ورجل بَيّنٌ‪ :‬فصيح‪ ،‬والمع‬
‫أَبْيِناء‪ ،‬صحّت الياء لسكون ما قبلها؛ وأَنشد شر‪:‬‬
‫قد يَنْطِ ُق الشّعْ َر ال َغبّ‪ ،‬وَيلْتَئي‬
‫سفّاكِ‪ ،‬وهو خَطيبُ‬ ‫على البَيّ ِن ال ّ‬
‫قوله يَلتئي أَي يُبْطئ‪ ،‬من اللْي وهو البطاء‪ .‬وحكى اللحيان ف جعه‬
‫أَبْيان وبُيَناء‪ ،‬فأَما أَبْيان فكميّت وأَموات‪ ،‬قال سيبويه‪ :‬شَبّهوا‬
‫فَْيعِلً بفاعل حي قالوا شاهد وأَشهاد‪ ،‬قال‪ :‬ومثله‪ ،‬يعن ميّتا‬
‫وأَمواتا‪ ،‬قيّل وأَقيال وكَيّس وأَكياس‪ ،‬وأَما بُيّناء فنادر‪ ،‬والَقيَس‬
‫ف ذلك جعُه بالواو‪ ،‬وهو قول سيبويه‪ .‬روى ابنُ عباس عن النب‪ ،‬صلى ال‬
‫لكَما؛‬ ‫سحْرا وإ ّن من الشّعر ِ‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬أَنه قال‪ :‬إ ّن من البيان ل ِ‬
‫قال‪ :‬البَيان إظهار القصود بأَبلغ لفظٍ‪ ،‬وهو من الفَهْم وذكا ِء القلْب‬
‫مع الّلسَن‪ ،‬وأَصلُه ال َكشْفُ والظهورُ‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه إن الرجُلَ يكونُ‬
‫صمِه‪ ،‬فَيقِْلبُ القّ‬
‫عليه القّ‪ ،‬وهو َأ ْق َومُ ُبجّتِه من َخ ْ‬
‫سحْر َق ْلبُ الشي ِء ف عَيْنِ النسانِ‬ ‫بِبَيانِه إل َن ْفسِه‪ ،‬لَن معن ال ّ‬
‫وليس ِبقَ ْلبِ الَعيانِ‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه إنه يَْبلُغ من بَيانِ ذي الفصاحة‬
‫ب إل قولِه‬ ‫أَنه َي ْمدَح النسانَ فيُصدّق فيه حت َيصْرِفَ القلو َ‬
‫وحُبّه‪ ،‬ث ي ُذمّه فيُصدّق فيه حت َيصْرِفَ القلوبَ إل قوله وُب ْغضِهِ‪،‬‬
‫سحْرا‪ .‬وف‬ ‫فكأَنه َسحَ َر السامعي بذلك‪ ،‬وهو وَجْ ُه قوله‪ :‬إن من البيا ِن ل ِ‬
‫الديث عن أَب أُمامة‪ :‬أَن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬الياءُ‬
‫وال ِعيّ ُشعْبتان من اليانِ‪ ،‬والبَذاءُ والبيانُ ُشعْبتانِ من النّفاق؛‬
‫أَراد أَنما َخصْلتان مَْنشَؤها النّفاق‪ ،‬أَما البَذا ُء وهو ال ُفحْشُ‬
‫فظاهر‪ ،‬وأَما البيانُ فإنا أَراد منه بالذّم التعمّق ف النّطْق‬
‫ع من ال ُعجْب والكِبْرِ‪،‬‬ ‫والتفاصُ َح وإظهارَ التقدّم فيه على الناس وكأَنه نو ٌ‬
‫ولذلك قال ف رواية أُخْرى‪ :‬البَذاءُ وبعضُ البيان‪ ،‬لَنه ليس كلّ‬
‫البيانِ مذموما‪ .‬وقال الزجاج ف قوله تعال‪َ :‬خلَق النْسان عّلمَه‬
‫البيانَ؛ قيل إنه عن بالنسان ههنا النبّ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬عّلمَه‬
‫البيان أَي علّمه القرآنَ الذي فيه بيانُ كلّ شيء‪ ،‬وقيل‪ :‬النسانُ هنا آدمُ‪،‬‬
‫عليه السلم‪ ،‬ويوز ف اللغة أَن يكون النسانُ اسا لنس الناس‬
‫جيعا‪ ،‬ويكون على هذا عّلمَه البيانَ جعَله ميّزا حت انفصل النسانُ‬
‫ببيَانِه وتييزه من جيع اليوان‪ .‬ويقال‪ :‬بَيْنَ الر ُجلَي بَيْ ٌن بَعيدٌ‬
‫وَب ْونٌ بعيد؛ قال أَبو مالك‪ :‬البَيْنُ الفص ُل‬
‫(* قوله «البي الفصل إل»‬
‫كذا بالصل)‪ .‬بي الشيئي‪ ،‬يكون إمّا حَزْنا أَو بقْرْبه َرمْلٌ‪،‬‬
‫وبينَهما شي ٌء ليس بَزنٍ ول سهلٍ‪ .‬والَبوْنُ‪ :‬الفضلُ والزيّةُ‪ .‬يقال‪ :‬بانه‬
‫يَبونُه ويَبينُه‪ ،‬والواوُ أَفصحُ‪ ،‬فأَما ف الُبعْد فيقال‪ :‬إن بينهما‬
‫خذُه‬
‫ي على أَحدِكم َف ِ‬ ‫لَبَيْنا ل غي‪ .‬وقوله ف الديث‪ :‬أَولُ ما يُِب ُ‬
‫أَي ُيعْرب ويَشهد عليه‪ .‬ونلةٌ بائنةٌ‪ :‬فاَتتْ كبائسُها الكواف َي وامتدّت‬
‫عراجِينُها وطالت؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد لَبيب ال ُقشَيْري‪:‬‬
‫من كل بائن ٍة تَبيُ عُذوقَها‬
‫عنها‪ ،‬وحاضن ٍة لا مِيقارِ‬
‫قوله‪ :‬تَبيُ عذوقَها يعن أَنا تَبي عذوقَها عن نفسها‪ .‬والبائنُ‬
‫والبائنةُ من ال ِقسِيّ‪ :‬الت بانتْ من وتَرِها‪ ،‬وهي ضد البانِية‪ ،‬إل أَنا‬
‫عيب‪ ،‬والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية‪ .‬الوهري‪ :‬البائن ُة القوسُ الت بانت‬
‫ت من وَتَرِها حت كادت ت ْلصَق‬ ‫عن وَتَرِها كثيا‪ ،‬وأَما الت قد قرَُب ْ‬
‫به فهي البانيةُ‪ ،‬بتقدي النون؛ قال‪ :‬وكلها عيب‪ .‬والباناةُ‪ :‬النّبْلُ‬
‫سكّريّ عن أَب الطاب‪ .‬وللناقة حالِبانِ‪:‬‬ ‫الصّغارُ؛ حكاه ال ّ‬
‫أَحدُها ُي ْمسِك ال ُعلْبة من الانب الَين‪ ،‬والخ ُر يلُب من الانب‬
‫حلُب يسمّى ا ُلسْتَعْلي وا ُل َعلّي‪ ،‬والذي ُي ْمسِك يسمّى‬ ‫الَيْسر‪ ،‬والذي َي ْ‬
‫البائنَ‪ .‬والبَيْنُ‪ :‬الفراق‪ .‬التهذيب‪ :‬ومن أَمثال العرب‪ :‬ا ْستُ البائنِ‬
‫أَعْ َرفُ‪ ،‬وقيل‪ :‬أَعلمُ‪ ،‬أَي مَنْ َوِليَ َأمْرا وما َرسَه فهو أَعلم به‬
‫من ل يُما ِرسْه‪ ،‬قال‪ :‬والبائن الذي يقو ُم على يي الناقة إذا حلبَها‪،‬‬
‫والمع البُيّنُ‪ ،‬وقيل‪ :‬البائنُ وا ُلسْتَعْلي ها الالبان اللذان‬
‫حلِب‪،‬‬‫حلِب‪ ،‬والُعيُ هو ا ُل ْ‬ ‫حلُبان الناقةَ أَحدُها حالبٌ‪ ،‬والخر ُم ْ‬ ‫َي ْ‬
‫والبائن عن يي الناقة ُي ْمسِك ال ُعلْبةَ‪ ،‬وا ُلسَْتعْلي الذي عن‬
‫شِمالا‪ ،‬وهو الالبُ يَرْفع البائ ُن ال ُعلْبةَ إليه؛ قال الكميت‪:‬‬
‫يَُبشّ ُر ُمسْتعلِيا بائنٌ‪،‬‬
‫من الالبَيْنِ‪ ،‬بأَن ل غِرارا‬
‫قال الوهري‪ :‬والبائنُ الذي يأْت اللوبةَ من قِبَل شالا‪،‬‬
‫وا ُل َعلّي الذي يأْت من قِبل يينها‪ .‬والِبيُ‪ ،‬بالكسر‪ :‬القطعةُ من الَرض قدر‬
‫ع ف ِغلَظٍ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الفصل بي‬ ‫َمدّ البصر من الطريق‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ارتفا ٌ‬
‫ا َلرْضَيْن‪ .‬والِبيُ أَيضا‪ :‬الناحيةُ‪ ،‬قال الباهلي‪ :‬الِيلُ قدرُ ما‬
‫ُي ْد ِركُ بصره من الَرضُ‪ ،‬وَفصْلٌ بَيْ َن كلّ َأرْضَيْن يقال له ِبيٌ‪،‬‬
‫قال‪ :‬وهي التّخومُ‪ ،‬والم ُع بُيونٌ؛ قال ابن ُمقْبِل يُخاطِبُ اليالَ‪:‬‬
‫ق لاجتِها‪،‬‬ ‫َلمْ َتسْ ِر لَيْلى ول تَطْرُ ْ‬
‫من أَه ِل رَيْمانَ‪ ،‬إل حاجةً فينا‬
‫ِبسَ ْروِ ِحمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به‪،‬‬
‫ت وَهْنا ذلكَ البِينا‬ ‫أَنّى َتسَدّْي َ‬
‫(* قوله «بسرو» قال الصاغان‪ ،‬والرواية‪ :‬من سرو حي ل غي)‪ .‬ومَن كسَر‬
‫التاءَ والكافَ ذهَب بالتأْنيث إل ابنة البكريّ صاحبة اليال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫صوَبُ‪ .‬ويقال‪ :‬سِرْنا ميلً أَي قدر مدّ الَبصَرِ‪ ،‬وهو الِبيُ‪.‬‬ ‫والتذكي أَ ْ‬
‫وِبيٌ‪ :‬موضعٌ قريب من الية‪ .‬ومُِبيٌ‪ :‬موضع أَيضا‪ ،‬وقيل‪ :‬اسمُ ماءٍ؛‬
‫قال َحنْظلةُ بن مصبح‪:‬‬
‫يا رِيّها اليومَ على مُِبيِ‪،‬‬
‫على مبيٍ جَرَ ِد القَصيمِ‬
‫ض كالُرومِ‪،‬‬ ‫التارك الَخا َ‬
‫حلَها أَسود كالظّليمِ‬ ‫وَف ْ‬
‫جع بي النون واليم‪ ،‬وهذا هو الكْفاء؛ قال الوهري‪ :‬وهو جائز‬
‫ي ناقت على هذا الاء‪ ،‬فأَخ َرجَ الكلمَ‬ ‫للمطْبوع على قُْبحِه‪ ،‬يقول‪ :‬يا رِ ّ‬
‫ُمخْ َرجَ النداء وهو تعجّب‪ .‬وبَيْنونةُ‪ :‬موضع؛ قال‪:‬‬
‫يا رِي َح بَيْنونةَ ل َت ْذمِينا‪،‬‬
‫صفّرِينا‬
‫جْئتِ بأَلوانِ ا ُل َ‬
‫(* قوله «بألوان» ف ياقوت‪ :‬بأرواح)‪.‬وهُما بَيْنونَتا ِن بَيْنون ُة‬
‫صوَى وبَينونة الدّنيا‪ ،‬و ِكلْتاها ف شِ ّق بن سعدٍ بَيْنَ عُمانَ‬ ‫ال ُق ْ‬
‫ويَبْرِين‪ .‬التهذيب‪ :‬بَيْنونة موض ٌع بيَ عُمان والبحرَيْن وبءٌ‪ .‬و َع َدنُ‬
‫أَبْيَنَ وإِبْيَن‪ :‬موضعٌ‪ ،‬وحكى السياف‪َ :‬عدَن أَبْيَن‪ ،‬وقال‪ :‬أَبْيَن‬
‫موضع‪ ،‬ومثّل سيبويه بأَبْيَن ول ُي َفسّرْهُ‪ ،‬وقيل‪َ :‬عدَن أَبْيَن اسمُ‬
‫قري ٍة على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن‪ .‬الوهري‪ :‬أَبْيَنُ اس ُم رجلٍ ينسب‬
‫سمُو ويَطُول ف‬ ‫إليه َعدَن‪ ،‬يقال‪َ :‬ع َدنُ أَبْيَنَ‪ .‬والبانُ‪ :‬شج ٌر َي ْ‬
‫اسْتِوا ٍء مثل نَبات الَثْل‪ ،‬وو َرقُه أَيضا هدبٌ ك َهدَب الَثْل‪ ،‬وليس‬
‫لشَبه صلبةٌ‪ ،‬واحدتُه بانةٌ؛ قال أَبو زياد‪ :‬من العِضاه البانُ‪ ،‬وله‬ ‫َ‬
‫ضبِ‪ ،‬وثرتُه تُشبه قُرونَ‬ ‫لضْرة‪ ،‬وينبت ف ا ِل َ‬ ‫َهدَبٌ طُوا ٌل شديدُ ا ُ‬
‫ب ُيسَْتخْرَج‬ ‫ب ومن ذلك ال ّ‬ ‫اللّوبياء إل أَن ُخضْرَتَها شديدةٌ‪ ،‬ولا ح ّ‬
‫ُدهْنُ البانِ‪ .‬التهذيب‪ :‬البان ُة شجرةٌ لا ثرة تُ َرّببُ بأَفاوِيه‬
‫الطيّب‪ ،‬ث ُيعْتَصر ُدهْنها طِيبا‪ ،‬وجعها البانُ‪ ،‬ولسْتِواءِ نباتِها‬
‫شعَراءُ الاريةَ‬ ‫ونباتِ أَفنانِها وطُولِها وَن ْعمَتِها شَبّه ال ّ‬
‫ط با فقيل‪ :‬كأَنا بانةٌ‪ ،‬وكأَنا ُغصْنُ بانٍ؛ قال قيس‬ ‫ت الشّطا ِ‬ ‫الناعمة ذا َ‬
‫بن الَطيم‪:‬‬
‫َحوْراءَ جَيداء ُيسْتَضاءُ با‪،‬‬
‫كأَنا خُوطُ بان ٍة َقصِفُ‬
‫ابن سيده‪َ :‬قضَينا على أَلف البانِ بالياء‪ ،‬وإن كانت عينا لغلبةِ (ب ي‬
‫ن) على (ب و ن)‪.‬‬
‫@بأه‪ :‬ما بأَ َه له أَي ما فَطِنَ‪.‬‬
‫@بده‪ :‬الَبدْهُ والُبدْهُ والَبدِيهة والبُداهة‬
‫(* قوله «والبداهة» بضم‬
‫الباء وفتحها كما ف القاموس)‪َ :‬أوّل كل شيء وما يفجأُ منه‪ .‬الَزهري‪:‬‬
‫الَبدْهُ أَن تستقبل الِنسان بأَمر مُفاجأَةً‪ ،‬والسم الَبدِيهةُ ف أَول‬
‫ما يُفاجأُ به‪ .‬وَبدَهَ ُه بالَمر‪ :‬استقبله به‪ .‬تقول‪َ :‬بدَهَهُ أَمرٌ‬
‫يَْبدَهُه َبدْها فجأَه‪ .‬ابن سيده‪َ :‬بدَهَهُ بالَمر يَْبدَهُ ُه َبدْها‬
‫وبا َدهَ ُه مُبادَهَ ًة وبِداها فاجأَه‪ ،‬وتقول‪ :‬بادَهَن مُبادَهَ ًة أَي‬
‫باغَتَن مُباغَتة؛ وأَنشد ابن بري للطّرِمّاحِ‪:‬‬
‫وأَ ْجوِبة كالرّاعِبيّ ِة وَخْزُها‪،‬‬
‫يُبادِهُها شي ُخ العِراقَيْنِ َأمْردَا‬
‫وف صفته‪ ،‬صلى ال عليه وسلم من رآه َبدِيهَةً هابَ ُه أَي مُفاجأَةً‬
‫وبغتة‪ ،‬يعن من لقيه قبل الختلط به هابه لوقاره وسكونه‪ ،‬وإِذا جالسه‬
‫وخالطه بان له حسن ُخُلقِه‪ .‬وفلنٌ صاحبُ َبدِيهَة‪ :‬يصيب الرأْي ف أَول ما‬
‫يُفا َجأُ به‪ .‬ابن الَعراب‪َ :‬بدّه الرج ُل إِذا أَجاب جوابا سديدا على‬
‫البديهة‪ .‬والبُداهة والَبدِيهَةُ‪َ :‬أوّل جري الفرس‪ ،‬تقول‪ :‬هو ذو‬
‫َبدِيه ٍة وذو بُداهَةٍ‪ .‬الَزهري‪ُ :‬بدَاهة الفرس أَولُ جريه‪ ،‬وعُللتُه جَرْيٌ‬
‫َب ْعدَ جَرْيٍ؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫ول نُقاتِ ُل بال ِعصِيْـ‬
‫يِ‪ ،‬ول نُرامِي بالِجاره‬
‫إِل ُبدَاهَةَ‪ ،‬أَو عُل‬
‫لَةَ سابِ ٍح َن ْهدِ الُزَاره‬
‫ولك الَبدِيهَةُ أَي لك أَن تَْب َدأَ؛ قال ابن سيده‪ :‬وأُرى الاء ف‬
‫جيع ذلك بدلً من المزة‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫شعْر أَي يتجاريان‪ ،‬ورج ِل مِْبدَةٌ؛ قال رؤبة‪:‬‬ ‫ها يَتَبَادَهانِ بال ّ‬
‫جهِي‪،‬‬ ‫بال ّدرْءِ عن َدرْءِ كُلّ عَْن ُ‬
‫صمٍ مِْبدَهِ‬
‫وكَْي ِد مَطّا ٍل و َخ ْ‬
‫ليُ الطويل من الدهر‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫@بره‪ :‬البُرْهَة والبَرْهَة جيعا‪ :‬ا ِ‬
‫الزمانُ‪ .‬يقال‪ :‬أَقمت عنده بُرْهَ ًة من الدهر كقولك أَقمت عنده سنة من الدهر‪.‬‬
‫ابن السكيت‪ :‬أَقمت عنده بُ ْرهَ ًة وبَرْهَةً أَي مدّة طويلة من الزمان‪.‬‬
‫والبَرَهُ‪ :‬التّرارةُ‪ .‬وامرأَة بَ َرهْرَهة‪َ ،‬ف َعلْعَلة كرّر فيها‬
‫العي واللم‪ :‬تارّةٌ تكاد تُرْ َع ُد من ال ّرطُوبة‪ ،‬وقيل‪ :‬بيضاء؛ قال امرؤ‬
‫القيس‪:‬‬
‫بَ َرهْرَهَ ٌة رُؤدَةٌ رَ ْخصَةٌ‪،‬‬
‫َكخُرْعُوبةِ البانةِ الُْنفَطِر‬
‫وبَ َرهْرَهَتُها‪ :‬تَرارتُها وَبضَاضَتُها؛ وتصغي بَ َرهْرَهَةٍ‬
‫بُرَيْهة‪ ،‬ومن أَتها قال بُرَيْرهَة‪ ،‬فأَما بُرَْيهِرَهة‬
‫(* قوله «فأما بريهرهة‬
‫إل» كذا ف الصل والتهذيب)‪ .‬فقبيحة قلما يتكلم با‪ ،‬وقيل‪ :‬البَ َرهْرَهة‬
‫الت لا بَرِيق من صَفائها‪ ،‬وقال غيه‪ :‬هي الرقيقة اللد كَأنّ الاء‬
‫يري فيها من الّنعْمة‪ .‬وف حديث البعث‪ :‬فأَخرج منه َعَلقَةً سودا َء ث‬
‫أَدخل فيه البَرَهْ َرهَةَ؛ قيل‪ :‬هي سكينة بيضاء جديدة صافية‪ ،‬من قولم‬
‫امرأَة بَرَهْرَهَة كأَنا ُترْ َعدُ رُطوبةً‪ ،‬وروي رَهْرَه ًة أَي‬
‫رَحْرَحة واسعة؛ قال ابن الَثي‪ :‬قال الطاب قد أَكثرتُ السؤال عنها فلم أَجد‬
‫فيها قو ًل يقطع بصحّته‪ ،‬ث اختار أَنا السكي‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬بَرِهَ الرجل إِذا ثابَ جسمُه بعد تغيّر من علّة‪.‬‬
‫وأَبْرَهَ الرجلُ‪ :‬غلب الناس وأَتى بالعجائب‪ .‬والبُرهانُ‪ :‬بيانُ الجة‬
‫واتّضاحُها‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬قل هاتوا بُرْهانكم‪ .‬الَزهري‪ :‬النون ف‬
‫البهان ليست بأَصلية عند الليث‪ ،‬وأَما قولم بَرْهَ َن فلنٌ إِذا جاءَ‬
‫بالبُرْهان فهو مولّد‪ ،‬والصواب أَن يقال أَبْرَ َه إِذا جاء بالبُرْهان‪ ،‬كما‬
‫قال ابن الَعراب‪ ،‬إِن صحّ عنه‪ ،‬وهو رواية أَب عمرو‪ ،‬ويوز أَن تكون‬
‫النون ف البهان نون َج ْمعٍ على ُفعْلن‪ ،‬ث ُج ِعلَت كالنون الَصلية‬
‫كما جعوا مَصادا على مُصْدانٍ و َمصِيا على ُمصْرانٍ‪ ،‬ث جعوا‬
‫ُمصْرانا على مَصارِينَ‪ ،‬على توهم أَنا أَصلية‪.‬‬
‫وأَبْرَهةُ‪ :‬اسم َملِك من ملوك اليمن‪ ،‬وهو أَْبرَهةُ ابن الرث الرائش‬
‫الذي يقال له ذو الَنارِ‪ .‬وأَبْرَهةُ ابن الصّبّاح أَيضا‪ :‬من ملوك‬
‫اليمن‪ ،‬وهو أَبو َي ْكسُوم ملك الَبَشة صاحب الفيل الذي ساقَه إِل البيت‬
‫الرام فأَهلكه ال؛ قال ابن بري‪ :‬وقال طالب بن أَب طالب بن عبد‬
‫ب داحِسٍ‪،‬‬‫الطلب‪:‬أَل َتعْلموا ما كان ف حَرْ ِ‬
‫شعْبا؟‬ ‫ش أَب َي ْكسُومَ‪ ،‬إِذ َملَؤُوا ال ّ‬‫وجَيْ ِ‬
‫وأَنشد الوهري‪:‬‬
‫مََن ْعتَ مِنْ أَبْرَه َة الَطِيما‪،‬‬
‫وكُْنتَ فيما ساءَ ُه زَعِيما‬
‫الَصمعي‪ :‬بَ َرهُوتُ‬
‫على مثال رَهَبُوتٍ بئرٌ َبضْ َرمَوْتَ‪ ،‬يقال فيها أَرواحُ ال ُكفّار‪.‬‬
‫وف الديث‪ :‬خيُ بئ ٍر ف الَرض َزمْ َزمُ‪ ،‬وشرّ بئرٍ ف الَرض‬
‫بَ َرهُوتُ‪ ،‬ويقال ُبرْهُوت مثال سُبْروت‪ .‬قال ابن بري‪ :‬قال الوهري‪ :‬بَ َرهُوتٌ‬
‫ت غي مصروف للتأْنيث والتعريف‪.‬‬ ‫على مثال رَهَبُوتٍ‪ ،‬قال‪ :‬صوابه بَ َرهُو ُ‬
‫ويقال ف تصغي إبراهيم بُرَيْه‪ ،‬وكَأنّ اليم عنده زائدة‪ ،‬وبعضهم يقول‬
‫بُرَْيهِيم‪ ،‬وذكر ابن الَثي ف هذه الترجة البُرَةَ َحلْقة تعل ف أَنف‬
‫البعي‪ ،‬وسنذكرها نن ف موضعها‪.‬‬
‫حسِنَهُ؛ َبلِهَ‪ ،‬بالكسر‪،‬‬ ‫@بله‪ :‬الَبلَهُ‪ :‬ال َغفْلة عن الشرّ وأَن ل ُي ْ‬
‫َبلَها وتََبلّه وهو أَْبلَه وابُتلِهَ كَبلِه؛ أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬
‫ِإنّ الذي يَ ْأمُلِ الدّنْيا َلمُبَْتلَهٌ‪،‬‬
‫وك ّل ذي َأمَلٍ عنها سُيشَْتغَلُ‬
‫(* قوله «سيشتغل»‬
‫كذا بضبط الصل والحكم‪ ،‬وقد نص القاموس على ندور مشتغل بفتح الغي)‪.‬‬
‫ورجل أَْبلَه بيّنُ الَبلَهِ والبَلهةِ‪ ،‬وهو الذي غلب عليه سلمة‬
‫الصدر و ُحسْنُ الظ ّن بالناس لَنم أَغفَلوا َأمْرَ دنياهم فجهلوا ِحذْقَ‬
‫شغَلوا أَنفسهم با‪ ،‬فاستحقوا أَن‬ ‫التصرف فيها‪ ،‬وأَقبلوا على آخرتم ف َ‬
‫يكونوا أَكثر أَهل النّة‪ ،‬فأَما الَْبلَه وهو الذي ل عقل له فغي مُرادٍ‬
‫ف الديث‪ ،‬وهو قوله‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬أَكثرُ أَهلِ‬
‫النة الُبلْهُ‪ ،‬فإِنه عن الُبلْ َه ف أَمر الدنيا لقلة اهتمامهم‪ ،‬وهم‬
‫أَكياسٌ ف أَمر الخرة‪ .‬قال الزّبْرقانُ بن بدر‪ :‬خيُ أَولدِنا‬
‫الَبْل ُه العَقُولُ؛ يعن أَنه لشدّة حَيائِه كالَبْله‪ ،‬وهو َعقُول‪ ،‬وقد‬
‫َبلِه‪ ،‬بالكسر‪ ،‬وتََبلّه‪ .‬التهذيب‪ :‬والَْبلَهُ الذي طُبع على الي فهو‬
‫غافلٌ عن الشرّ ل َيعْرِفه؛ ومنه‪ :‬أَكثرُ أَهل النة الُبلْه‪ .‬وقال النضر‪:‬‬
‫الَْبلَه الذي هو مَيّت الدّا ِء يريد أَن شَرّه مّيتٌ ل يَنْبَه‬
‫له‪ .‬وقال أَحد بن حنبل ف تفسي قوله ا ْستَراح الُبلْهُ‪ ،‬قال‪ :‬هم‬
‫الغافلون عن الدنيا وأَهلِها وفَسادِهم و ِغلّهم‪ ،‬فإِذا جاؤُوا إِل الَمرِ‬
‫والنه ِي فهم ال ُعقَلء الفُقَهاء‪ ،‬والرأَة َبلْهاء؛ وأَنشد‪ ،‬ابن شيل‪:‬‬
‫ولقَ ْد َل َهوْتُ ب ِطفْلةٍ مَيّالةٍ‬
‫َبلْها َء تُ ْطِلعُن على َأسْرارِها‬
‫أَراد‪ :‬أَنا غِرّ ل دَهاءَ لا فهي ُتخْبِرن بَأسْرارِها ول‬
‫َتفْطَن لا ف ذلك عليها؛ وأَنشد غيه‪:‬‬
‫ظ ول ُتضَيّعِ‬ ‫حفَ ْ‬ ‫من امرأَ ٍة َبلْها َء ل ْت ْ‬
‫ظ لِعَفافها ول ُتضَّيعْ ما َيقُوتا وَيصُونا‪ ،‬فهي‬ ‫حفَ ْ‬‫يقول‪ :‬ل ُت ْ‬
‫ناعمة َعفِيفةٌ‪ .‬والَبلْهاءُ من النساء‪ :‬الكريةُ الَزِير ُة الغَرِيرةُ‬
‫ا ُلغَفّلةُ‪ .‬والتّبَالُه‪ :‬استعمالُ الَبلَه‪ .‬وتَبالَه أَي أَرى من‬
‫نفسه ذلك وليس به‪ .‬والَْبلَه‪ :‬الرج ُل الَحق الذي ل تييز له‪ ،‬وامرأَة‬
‫س ُ‬
‫ف‬ ‫ب الضالّة‪ .‬والتَّبلّه‪َ :‬تعَ ّ‬ ‫َبلْهاء‪ .‬والتَّبلّهُ‪ :‬تطلّ ُ‬
‫الطريق على غي هداية ول مسأَلة؛ الَخية عن أَب علي‪ .‬قال الَزهري‪ :‬والعرب‬
‫تقول فلنٌ يَتَبلّه تَبلّها إِذا ت َعسّف طريقا ل يهتدي فيها ول‬
‫صوْبِها؛ وقال لبيد‪:‬‬ ‫يستقيم على َ‬
‫َعلِ َهتْ تََبلّهُ ف نِهاءِ صُعائدٍ‬
‫والرواية العروفة‪َ :‬عِل َهتْ تََبّلدُ‪.‬‬
‫والُبَلهْنِيَةُ‪ :‬الرّخاء و َسعَةُ العَيْش‪ .‬وهو ف ُبَلهْنِيةٍ من‬
‫العيش أَي سعَةٍ‪ ،‬صارت الَلف ياء لكسرة ما قبلها‪ ،‬والنون زائدة عند‬
‫سيبويه‪.‬وعيش أَْبلَهُ‪ :‬واسعٌ قلي ُل الغُمومِ؛ ويقال‪ :‬شابّ أَْبلَه لا فيه من‬
‫سلُ ّو والُنُو ِن لضارعته هذه‬ ‫ف بال ّ‬ ‫الغَرارة‪ ،‬يوصف به كما يوص ُ‬
‫الَسبابَ‪ .‬قال الَزهري‪ :‬الَْبلَهُ ف كلم العرب على وجوهٍ‪ :‬يقال عَيْش‬
‫أَْبلَه وشبابٌ أَْبلَه إِذا كان ناعما؛ ومنه قول رؤبة‪:‬‬
‫ِإمّا َترَيْنِي َخلَقَ ا ُل َموّهِ‪،‬‬
‫ق أَصْل ِد الَبيِ الَ ْجلَهِ‪،‬‬ ‫بَرّا َ‬
‫بعدَ غُداِن ّي الشّبابِ الَْبلَهِ‬
‫يريد الناعم؛ قال ابن بري‪ :‬قوله خلق ا ُل َموّه‪ ،‬يريد َخلَقَ الوجه الذي‬
‫قد ُموّه باء الشباب‪ ،‬ومنه أُخذ ُبَلهْنِيةُ العيش‪ ،‬وهو َنعْمته‬
‫و َغ ْفلَتُه؛ وأَنشد ابن بري لَِلقِيط بن َي ْعمُر الِياديّ‪:‬‬
‫ما ل أَرا ُك ْم نِياما ف ُبَلهْنِيَةٍ‬
‫ل َتفْزَعُونَ‪ ،‬وهذا اللّْيثُ قد َجمَعا؟‬
‫وقال ابن شيل‪ :‬ناقة َبلْهاء‪ ،‬وهي الت ل تَنْحاشُ من شيء مَكانةً‬
‫ورَزانةً كأَنا َحمْقاء‪ ،‬ول يقال جل أَْبلَهُ‪ .‬ابن سيده‪ :‬الَبلْهاء ناقةٌ؛‬
‫س بن عَيْزارة الُذل بقوله‪:‬‬ ‫وإِياها عنَى قي ُ‬
‫وقالوا لنا‪ :‬الَبلْهاءُ َأوّ ُل ُسؤْلةٍ‬
‫وأَغْراسُها‪ ،‬والُ عن يُداِفعُ‬
‫(* قوله «البلهاء أول» كذا بالحكم بالرفع فيهما)‪.‬‬
‫وف الثل‪ُ :‬تحْ ِرقُك النارُ أَن تَراها َبلْهَ أَن َتصْلها؛ يقول‬
‫ُتحْ ِرقُك النارُ من بَعي ٍد فدَعْ أَن تدخلَها؛ قال‪ :‬ومن العرب من َيجُرّ‬
‫با يعلُها مصدرا كأَنه قال تَ ْركَ‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه ِسوَى‪ ،‬وقال ابن‬
‫الَنباري ف َبلْه ثلثة أَقوال‪ :‬قال جاعة من أَهل اللغة َبلْه معناها على‪،‬‬
‫وقال الفراء‪ :‬مَ ْن خفض با جعلَها بنلة على وما أَشبهها من حروف الفض‪،‬‬
‫وقال الليث‪َ :‬بلْه بعن أَجَلْ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫َبلْهَ إِن أَخُنْ عهدا‪ ،‬ول‬
‫َأقْتَ ِرفْ ذنبا فَتجْزين الّن َقمْ‬
‫ت لعبادي الصالي ما ل‬ ‫وف حديث النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪َ :‬أ ْعدَدْ ُ‬
‫ي رأَتْ ول أُ ُذنٌ سعتْ ول خطر على قلبِ‬ ‫عٌ‬
‫بَش ٍر َبلْهَ ما ا ّطَلعْتم عليه‪ .‬قال ابن الَثي‪َ :‬بلْ َه من أَساء‬
‫الَفعال بعن َدعْ واتْ ُركْ‪ ،‬تقول‪َ :‬بلْ َه زيدا‪ ،‬وقد توضع موضع الصدر‬
‫وتضاف فتقول‪َ :‬بلْهَ زَيدٍ أَي تَ ْر َك زيد‪ ،‬وقوله‪ :‬ما اطلعتم عليه يتمل‬
‫ع ما اطّلعتم‬
‫أَن يكون منصوب الحل ومرورَه على التقديرين‪ ،‬والعن َد ْ‬
‫عليه وعَرَفتموه من نعيم النة ولذاتا‪ .‬قال أَبو عبيد‪ :‬قال الَحر وغيه‬
‫َبلْه معناه كيف ما اطّلعتم عليه‪ ،‬وقال الفراء‪ُ :‬كفّ و َدعْ ما‬
‫اطّلعتم عليه‪ ،‬وقال كعب بن مالك يصف السيوف‪:‬‬
‫َنصِلُ السيوفَ إِذا قَصُ ْرنَ بَ ْطوِنا‬
‫َقدَما‪ ،‬وُن ْلحِقُها إِذا ل َت ْلحَقِ‬
‫َت َذرُ الَماجمَ ضاحيا هاماتُها‪،‬‬
‫خلَقِ‬
‫َبلْهَ الَكفّ‪ ،‬كأَنا ل ُت ْ‬
‫يقول‪ :‬هي تَقطَع الا َم فدَعِ الَكفّ أَي هي أَجدرُ أَن َتقْطعَ‬
‫ب على معن دع‬‫الَكف؛ قال أَبو عبيد الَكف‪ :‬ينشد بالفض والنصب‪ ،‬والنص ُ‬
‫ب زيدٍ‪ ،‬ويوز‬
‫الَكف‪ ،‬وقال الَخفش‪َ :‬بلْهَ ههنا بنلة الصدر كما تقول ضَرْ َ‬
‫نصب الَكف على معن دع الَكف؛ قال ابن هَرْمة‪:‬‬
‫َتمْشي القَطُوفُ‪ ،‬إِذا غَنّى الُداةُ با‪،‬‬
‫للّةَ الّنجُبا‬ ‫شيَ النجيبةِ‪َ ،‬بلْهَ ا ِ‬‫َم ْ‬
‫قال ابن بري‪ :‬رواه أَبو عليّ‪:‬‬
‫للّةَ الّنجُبا‬ ‫مشي الوا ِد فََبلْهَ ا ِ‬
‫وقال أَبو زبيد‪:‬‬
‫َحمّال أَثْقالِ أَهلِ الوُدّ آوِنةً‪،‬‬
‫ل ْه َد مِنّي‪َ ،‬بلْهَ ما َأ َسعُ‬ ‫أُعْطيهمُ ا َ‬
‫أَي أُعطيهم ما ل أَ ِجدُه إِل بَهد‪ ،‬ومعن َبلْهَ أَي دع ما أُحيط به‬
‫وأَقدر عليه‪ ،‬قال الوهري‪َ :‬بلْهَ كلمة مبنية على الفتح مثل كيف‪ .‬قال‬
‫ابن بري‪ :‬حقه أَن يقول مبنية على الفتح إِذا َنصَْبتَ ما بعدها فقلت َبلْه‬
‫زيدا كما تقول ُروَْيدَ زيدا‪ ،‬فإِن قلت َبلْه زيدٍ بالِضافة كانت‬
‫بنلة الصدر معربةً‪ ،‬كقولم‪ُ :‬روَيدَ زيدٍ‪ ،‬قال‪ :‬ول يوز أَن تقدّره مع‬
‫الِضافة اسا للفعل لَن أَساء الَفعال ل تضاف‪ ،‬وال تعال أَعلم‪.‬‬
‫@بنه‪ :‬هذه ترجة ترجها ابن الَثي ف كتابه وقال‪ :‬بِنْها‪ ،‬بكسر الباء‬
‫وسكون النون‪ ،‬قرية من قرى مصر‪ ،‬باركَ النبّ‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ف‬
‫َعسَلها؛ قال‪ :‬والناس اليَو َم يفتحون الباء‪.‬‬
‫@به‪ :‬الَبَهّ‪ :‬الَبَحّ‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬بَ ّه إِذا نَبُ َل وزاد ف جاهه‬
‫ومنلتِه عند السلطان‪ ،‬قال‪ :‬ويقال للََبحّ أَبَهّ‪ .‬وقد بَ ّه يََبهّ‬
‫أَي بَ ّح يَبَحّ‪.‬‬
‫وبَ ْه بَهْ‪ :‬كلمة إِعظامٍ كبَ ْخ بَخْ‪ .‬قال يعقوب‪ :‬إِنا تقال عند التعجب‬
‫من الشيء؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫مَنْ عَزان قال‪ :‬بَ ْه بَهْ‬
‫سِنْ ُخ ذا أَكْرمُ أَصلِ‬
‫ويقال للشيء إِذا عَظُم‪َ :‬بخْ َب ْخ وبَهْ َبهْ‪ .‬وف الديث‪َ :‬بهْ َبهْ‬
‫خمٌ؛ قيل‪ :‬هي بعن بَ ْخ بَخْ‪ .‬يقال‪َ :‬بخَْبخَ به وَبهْبَه‪ ،‬غيَ‬ ‫إِنك لضَ ْ‬
‫ضخْم كا ُلنْكر‬ ‫أَن الوضع ل يتمله إِل على ُبعْد لَنه قال إِنك ل َ‬
‫عليه‪ ،‬وبخ بخ ل تقال ف الِنكار‪ .‬ا ُلفَضّ ُل الضّّبيّ‪ :‬يقال إِن‬
‫حوله من الَصوات الَبهْبَهَ أَي الكثيَ‪ .‬والَبهْبَهُ‪ :‬من هَدير الفحل‪.‬‬
‫والَبهَْبهَةُ‪ :‬ا َل ْدرُ الرفيع؛ قال رؤبة يصف فحلً‪:‬‬
‫ودونَ نبْح النابح ا ُل َو ْهوِهِ‬
‫خشِي نُفوسَ الُنّهِ‬ ‫رَعّاب ٌة ُي ْ‬
‫س َبخْباخ الَدير الَبهْبهِ‬ ‫ب َرجْ ِ‬
‫ويروى‪َ :‬بهْباهِ الَدير الَبهْبه‪ .‬الوهري‪ :‬الَبهْبا ُه ف الدير مثل‬
‫الَبخْباخ‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬ف َهدْره َبهْبَ ٌه وَبخْبَخ‪ ،‬والبعي‬
‫يَُبهْب ُه ف هَديره‪ .‬ابن سيده‪ :‬والَبهْبَهيّ الَسيم الَريء؛ قال‪:‬‬
‫ل تَرا ُه ف حادِثِ الدهْ ِر إِلّ‬
‫و ْه َو َيغْدو بَِبهَْب ِهيّ جَري‬
‫@بوه‪ :‬البُوهةُ‪ :‬الرجل الضعيف الطائشُ؛ قال امرؤ القيس‪:‬‬
‫أَيا هِْندُ‪ ،‬ل تَنْكحِي بُوهةً‪،‬‬
‫عليه عَقيقتُه أَ ْحسَبا‬
‫وقيل‪ :‬أَراد بالبُوهة الَحق‪ .‬والبُوهة‪ :‬الرجل الَحق‪ .‬والبوهة‪ :‬الرجل‬
‫الضاوِيّ‪ .‬والبُوهة‪ :‬الصّوفة النفوشة ُت ْعمَل للدّواةِ قبل أَن‬
‫تُبَلّ‪ .‬والبُوهة‪ :‬ما أَطارته الري ُح من التراب‪ .‬يقال‪ :‬هو أَهون من صوفة ف‬
‫بُوهةٍ‪ ،‬قال الوهري‪ :‬وقولم صوفة ف بُوهة يراد با الَباء النثور الذي‬
‫يُرى ف ال َكوّة‪ .‬والبُوهة‪ :‬الرّيشة الت بي السماء والَرض َت ْلعَب‬
‫سّحْق‪ .‬يقال‪ :‬بُوه ًة له وشُوهةً قال الَزهري‬ ‫با الرياحُ‪ .‬والبُوهة‪ :‬ال ُ‬
‫ف ترجة شوه‪ :‬والشّوهة الُبعْد‪ ،‬وكذلك البُوهة‪ .‬يقال‪ :‬شُوه ًة وبُوهةً‪،‬‬
‫وهذا يقال ف الذم‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الَبوْه اللّعن‪ ،.‬يقال‪ :‬على إِبليس‬
‫صقْر إِذا سقط ريشه‪.‬‬ ‫َبوْهُ ال أَي َلعْنَةُ ال‪ .‬والبُوهة والبُوه‪ :‬ال ّ‬
‫والبُوهة والبُوه‪ :‬ذَكَر البُوم‪ ،‬وقيل‪ :‬البُوه الكبي من البوم؛ قال رؤبة‬
‫يذكر كِبَره‪:‬‬
‫كالبُوه تت ال ّظلّة الَرْشوشِ‬
‫وقيل‪ :‬البوهة والبُوه طائر يشبه البُومة إِ ّل أَنه أَصغر منه‪،‬‬
‫والُنثى بُوهة‪ .‬وقال أَبو عمرو‪ :‬هي البُومة الصغية وُيشَبّه به ا الرجل‬
‫الَحق‪ ،‬وأَنشد بيت امرئ القيس‪:‬‬
‫أَيا هندُ ل تَنْكحي بُوهةً‬
‫ظ من النكاح‪ .‬قال الوهري‪:‬‬ ‫والباهُ والباهةُ‪ :‬النكاح‪ ،‬وقيل‪ :‬الباهُ ال ّ‬
‫والباهُ مثل الاه لغة ف الباَءَة‪ ،‬وهو الماع‪ .‬وف الديث‪ :‬أَن امرأَة‬
‫مات عنها زوجُها فمرّ با رج ٌل وقد تزيَّنتْ‬
‫للباه أَي للنكاح؛ ومثله حديث ابن مسعود عن النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫من استَطاع منكم البا َه فليتزوجْ‪ ،‬ومن ل َيسْتَطيع فعليه بالصوم فإِنه‬
‫له وِجاءٌ؛ أَراد من استطاع منكم أَن يتزوج ول يُرد به الماع‪ ،‬يدلك على‬
‫ذلك قوله ومن ل يقدر فعليه بالصوم‪ ،‬لَنه إِن ل يقدر على الماع ل‬
‫صدِقَ‬
‫يتج إِل الصوم لُيجْفِر‪ ،‬وإِنا أَراد من ل يكن عنده ِجدَةٌ فُي ْ‬
‫النكوحة وَيعُولَها‪ ،‬وال أَعلم‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬الباءُ والباءةُ‬
‫ت كلّها‪ ،‬فجَعل الاء أَصلية ف الباه‪ .‬ابن سيده‪:‬‬ ‫والبا ُه َمقُول ٌ‬
‫وُبهْتُالشيءَ أَبوه وِبهْتُ‬
‫أَباه فَطِنْت‪ .‬يقال‪ :‬ما ِب ْهتُ ل ُه وما ِبهْت أَي ما فَطِْنتُ له‪.‬‬
‫وا ُلسْتَباه‪ :‬الذاهبُ‬
‫العقل‪ .‬وا ُلسْتَباه‪ :‬الذي يرج من أَرض إِل أُخرى‪ .‬وا ُلسْتَباهَة‪:‬‬
‫الشجرة َيقْعَرُها السي ُل فيَُنحّيها من مَنْبِتها كأَنه من ذلك‪ .‬الَزهري‪:‬‬
‫جاءت تَبُوه بَواها أَي تَضجّ‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@بأي‪ :‬البَأْواءُ‪ ،‬يدّ ويقصر‪ :‬وهي العَظَمة‪ ،‬والبَ ْأوُ مثله‪ ،‬وبأَي‬
‫عليهم يَبْأَى بأْوا‪ ،‬مثال بَعى َيبْعى َبعْوا‪َ :‬فخَرَ‪ .‬والبَ ْأوُ‪:‬‬
‫ت على‬‫ت عليهم‪ ،‬لغة ف بََأوْ ُ‬ ‫الكِبْرُ والفخر‪ .‬بأَْيتُ عليهم أَْبأَى‪َ :‬فخَرْ َ‬
‫حوْتُ‬ ‫القوم أَبْأى بَأْوا؛ حكاه اللحيان ف باب َمحَْيتُ و َم َ‬
‫وأَخواتا؛ قال حات‪:‬‬
‫وما زادَنا بَأْوا على ذي قَرابةٍ‬
‫غِنانا‪ ،‬ول َأزْرى بأَحْسابنا ال َفقْرُ‬
‫وبأَى َن ْفسَه‪ :‬رفعها وَفخَر با‪ .‬وف حديث ابن عباس‪ :‬فَبَأوْتُ بنفسي‬
‫ول َأرْضَ بالوان‪ .‬وفيه َب ْأوٌ؛ قال يعقوب‪ :‬ول يقال بَأْواء‪ ،‬قال‪ :‬وقد‬
‫روى الفقهاء ف طلحة بأْواءُ‪ .‬وقال الَخفش‪ :‬الَب ْأوُ ف القواف كل‬
‫قافية تامة البناء سليمة من الفساد‪ ،‬فإذا جاء ذلك ف الشعر الجزوء ل يسموه‬
‫بأْوا وإن كانت قافيته قد تّت؛ قال ابن سيده‪ :‬كل هذا قول الَخفش‪،‬‬
‫قال‪ :‬سعناه من العرب وليس ما ساه الليل‪ ،‬قال‪ :‬وإنا تؤخذ الَساء عن‬
‫العرب؛ قال ابن جن‪ :‬لا كان أَصل البَ ْأوِ الفخر نو قوله‪:‬‬
‫فإ ْن تَبْأَى ببَيِْتكَ من َمعَدّ‪،‬‬
‫ك ال ُعلَماءُ جَيْرِ‬‫َيقُ ْل َتصْديقَ َ‬
‫ل يُوَقعْ على ما كان من الشعر مزوءا لَن جَزْأَه علة وعيب لقه‪،‬‬
‫وذلك ضد الفخر والتطاول؛ وقوله‪ :‬فإن تبأَى مفاعيلن‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬بََأوْتُ‬
‫ج َهدُ ف عدوها؛‬ ‫أْبؤُومثل َأبْعو‪ ،‬قال‪ :‬وليست بيدة‪ .‬والناقة تبأَى‪َ :‬ت ْ‬
‫وقوله أَنشده ابن الَعراب‪:‬‬
‫أَقولُ والعِيس تَبَا ِبوَهْد‬
‫ج َه ُد ف َعدْوها‪ ،‬وقيل‪ :‬تَتسامى‬ ‫فسره فقال‪ :‬أَراد تَبْأَى أَي َت ْ‬
‫وتَتَعال‪ ،‬فأَلقى حركة المزة على الساكن الذي قبلها‪ .‬وبَأَْيتُ الشيء‪ :‬جعته‬
‫وأَصلحته؛ قال‪:‬‬
‫فهي تُبَئّي زادَهم وتَْبكُلُ‬
‫وأَبْأَْيتُ الَدي وأَبَْأْيتُ فيه‪ :‬جعلت فيه الدباغ؛ عن أَب حنيفة‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬تَأَبّى أَي شَ ّق شيئا‪ .‬ويقال‪ :‬بأَى به بوزن بَعى به‬
‫إذا شَقّ به‪ .‬وحكى الفراء‪ :‬با َء بوزن باع إذا تكب‪ ،‬كأَنه مقلوب من بأَى‬
‫كما قالوا را َء ورأَى‪.‬‬
‫@بتا‪ :‬بتَا بالكان بَتْوا‪ :‬أَقام‪ ،‬وقد ذكر ف المز‪ .‬وبَتا بَتْوا‬
‫أَفصحُ‪.‬‬
‫@بثا‪ :‬الفراء‪ :‬بثا إذا عرق‪ ،‬الباء قبل الثاء‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬ورأَيت ف‬
‫ل رَيْنا‬
‫ديار بن َس ْعدٍ بالستارَيْنِ عيَ ماء َتسْقي ن ً‬
‫(* قوله‬
‫«نلً رينا» كذا بالصل براء فتحتية‪ ،‬والذي ف ياقوت‪ :‬رينة‪ ،‬بزيادة هاء‬
‫تأنيث)‪ .‬يقال له بَثَاءٌ‪ ،‬فتوهت أَنه سي بذا السم لَنه قليل َرشْحٍ‪،‬‬
‫ق يسيل‪ .‬وبَثا به عند السلطان يَبْثُو سيعه‬ ‫فكأَنه عَرَ ٌ‬
‫(* قوله «سيعه»‬
‫هكذا ف الصل بذا الرسم ولعلها مرفة عن سعى به)‪ ،‬وأَرض بَثاءٌ‪ :‬سهلة؛‬
‫قال‪:‬‬
‫بأَرضٍ بَثَا ٍء نصيفِيّةٍ‪،‬‬
‫َتمَنّى با ال ّر ْمثُ والَْيهَلُ‬
‫والبيت ف التهذيب‪:‬‬
‫ِلمَْيثٍ بَثاءٍ تَبَطّنْتُه‪،‬‬
‫َدمِيثٍ به ال ّرمْثُ والَْيهَلُ‬
‫والبيت ف التهذيب‪:‬‬
‫ِلمَْيثٍ بَثاءٍ تَبَطّنْتُه‪،‬‬
‫َدمِيثٍ به ال ّرمْث والَْيهَلُ‬
‫والَْيهَلُ‪ :‬جع حَْيهَلةٍ‪ ،‬وهو نبت؛ وهذا البيت أَورده ابن بري ف‬
‫لمَْيدِ بن ثور وأَنشده‪:‬‬ ‫أَماليه ونسبه ُ‬
‫ث بَثاء نصيفية‪،‬‬ ‫بَْي ٍ‬
‫َدمِيثٍ با ال ّر ْمثُ والَْيهَلُ‬
‫فإما أَن يكون هو أَو غيه؛ قال أَبو منصور‪ :‬أَرى بَثاءً الاءَ الذي ف‬
‫ديار بن سعد أُخذ من هذا‪ ،‬وهو عي جارية تسقي نلً رينا ف بلد َسهْل‬
‫طَّيبٍ عَذاةٍ‪ .‬وبَثاءٌ‪ :‬موضع‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬قضينا عليه بالواو لوجود‬
‫ب ث و‪ ،‬وعدم ب ث ي‪ .‬والبَثَاءُ‪ :‬أَرض سهلة؛ ويقال‪ :‬بل هي أَرض بعينها من‬
‫بلد بن ُسلَيم؛ قال أَبو ذؤيب يصف عيا تملتْ‪:‬‬
‫ت لا طَرف‪ ،‬وقد حال دُونا‬ ‫َرفَع ُ‬
‫رجا ٌل وخَيلٌ بالبَثَاء ُتغِيُِ‬
‫قال ابن بري‪ :‬وأَنشد الفضل‪:‬‬
‫شمْسِ ب ِن َسعْدٍ‪،‬‬ ‫بَنفْسي ماءُ عَْب َ‬
‫غَداةَ بَثاءَ‪ ،‬إ ْذ عَ َرفُوا الَيقِينا‬
‫والبثاءُ‪ :‬الكثي الشّحم‪ .‬والبَِثيّ‪ :‬الكثيُ الدحِ للناسِ‬
‫(* قوله‬
‫«والبثاء الكثي الشحم والبثي الكثي الدح للناس» عبارة القاموس‪ :‬والبثيّ‬
‫كعليّ الكثي الدح للناس والكثي الشم)؛ قال شر وقول أَب عمرو‪:‬‬
‫َلمّا رأَيتُ البَطَلَ الُعاوِرا‪،‬‬
‫قُرّةَ‪ ،‬يَمشِي بالبثاء حاسِرا‬
‫قال‪ :‬البَثاءُ الكان السهل‪ .‬والبِثى‪ ،‬بكسر الباء‪ :‬الرماد‪ ،‬واحدتا‬
‫بِثَ ٌة مثلُ عِزَةٍ وعِزىً؛ قال الطرماح‪:‬‬
‫خَل َأنّ ُكلْفا ِبَتخْريها‬
‫سَفاسِقَ‪ ،‬حَو َل بِثىً‪ ،‬جاِنحَه‬
‫أَراد بالكُلف الَثاف السودّة‪ ،‬وتريها‪ :‬اختلف أَلوانا‪ ،‬وقوله حول‬
‫بِثىً‪ ،‬أَراد حول رماد‪ .‬الفراء‪ :‬هو ال ّر ْمدِدُ‪ ،‬والبِثى يكتب بالياء‪،‬‬
‫والصّن والصّنا ُء والضّبحُ وا ُلسّ بقيتُه وأَثره‪.‬‬
‫ت من النوق منسوبة إليها‪ .‬قال ابن‬ ‫@با‪ :‬بَاء‪ :‬قبيلة‪ ،‬والبَجاوِيّا ُ‬
‫بري‪ :‬قال الرَّب ِعيّ البَجاوِيّات منسوبة إل بَجاوَةَ‬
‫(* قوله «منسوبة‬
‫إل باوة» أي بفتح الباء كما ف التكملة)‪ ،‬قبيلة‪ ،‬يُطارِدونَ عليها كما‬
‫يُطارَدُ على اليل‪ ،‬قال‪ :‬وذكر القَزّازُ بُجاوَ َة وبِجاوَةَ‪ ،‬بالضم‬
‫والكسر‪ ،‬ول يذكر الفتح؛ وف شعر الطرماح بُجاوِيّةٌ‪ ،‬بضم الباء‪ ،‬منسوب إل‬
‫بُجاوَ َة موضع من بلد النّوبةِ وهو‪:‬‬
‫بُجاوِيّة ل تسْتَدرْ َحوْ َل مَثْبِرٍ‪،‬‬
‫ضبّ آفِن‬ ‫خ ّونْ درّها َ‬ ‫ول يََت َ‬
‫وف الديث‪ :‬كانَ َأ ْسلَ ُم مول عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬بَجاوِيّا؛ هو‬
‫س من السّودان‪ ،‬وقيل‪ :‬هي أَرض با السّودانُ‪.‬‬ ‫منسوب إل بَجاوَة جِنْ ٍ‬
‫خوَة‪ :‬خاوية‪ ،‬يانية‪ .‬والَبخْوُ‪:‬‬ ‫@با‪ :‬الَبخْو‪ :‬الرّ ْخوُ‪ .‬وثرة َب ْ‬
‫خوَة‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬ ‫ال ّر َطبُ الرديء‪ ،‬بالاء العجمة‪ ،‬الواحدة َب ْ‬
‫@بدا‪ :‬بَدا الشيءُ يَْبدُو َبدْوا وُب ُدوّا وبَداءً وبَدا؛ الَخية‬
‫عن سيبويه‪ :‬ظهر‪ .‬وأَْبدَيْته أَنا‪ :‬أَظهرته‪ .‬وُبدَاوَةُ الَمر‪َ :‬أوّلُ‬
‫ما يبدو منه؛ هذه عن اللحيان‪ ،‬وقد ذكر عامةُ ذلك ف المزة‪ .‬وبادي‬
‫الرأْي‪ :‬ظاهرُه؛ عن ثعلب‪ ،‬وقد ذكر ف المز‪ .‬وأَنت بادِيَ الرأْي َتفْعَلُ كذا‪،‬‬
‫حكاه اللحيان بغي هز‪ ،‬ومعناه أَنت فيما َبدَا من الرأْي وظهر‪ .‬وقوله‬
‫عز وجل‪ :‬ما نراك اتَّبعَك إل الذين هم أَراذلنا بادِيَ الرأْي؛ أَي ف‬
‫ظاهر الرأْي‪ ،‬قرأَ أَبو عمرو وحده بادىَ الرأْي‪ ،‬بالمز‪ ،‬وسائر القراء‬
‫قرؤوا بادِيَ‪ ،‬بغي هز‪ ،‬وقال الفراء‪ :‬ل يهمز بادِيَ الرأْي لَن العن‬
‫فيما يظهر لنا ويَْبدُو‪ ،‬ولو أَراد ابتداء الرأْي ف َهمَز كان صوابا؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫ضحَى لِخال شََبهِي بادِي َبدِي‪،‬‬ ‫أَ ْ‬
‫وصار َ لل َفحْلِ لِسان وَيدِي‬
‫أَراد به‪ :‬ظاهري ف الشبه لال‪ .‬قال الزجاج‪ :‬نصب بادِيَ الرأْي على‬
‫اتبعوك ف ظاهر الرأْي وباطنُهم على خلف ذلك‪ ،‬ويوز أَن يكون اتبعوك ف‬
‫ظاهر الرأْي ول يََتدَبّرُوا ما قلتَ ول يفكروا فيه؛ وتفسي قوله‪:‬‬
‫أَضحى لال شبهي بادي بدي‬
‫معناه‪ :‬خرجت عن شَرْخ الشباب إل حدّ ال ُكهُولة الت معها الرأْيُ‬
‫والِجا‪ ،‬فصرت كالفحولة الت با يقع الختيار ولا بالفضل تكثر الَوصاف؛ قال‬
‫ت معناه َأوّلَ الرّأْيِ‪.‬‬
‫الوهري‪ :‬من هزه جعله من َبدَأْ ُ‬
‫وبادَى فلنٌ بالعداوة أَي جاهر با‪ ،‬وتَبا َدوْا بالعداوة أَي جا َهرُوا‬
‫شمّاخ‪:‬‬ ‫با‪ .‬وَبدَا له ف الَمر َبدْوا وبَدا وَبدَاءً؛ قال ال ّ‬
‫َلعَلّك‪ ،‬وا َل ْوعُودُ حقّ لقاؤه‪،‬‬
‫ك ف تلك القَلُوص بَداءُ‬ ‫َبدَا ل َ‬
‫(* ف نسخة‪ :‬وفاؤه)‪.‬‬
‫وقال سيبويه ف قوله عز وجل‪ :‬ث بدا لم من بعد ما رأَوا اليات‬
‫سجُنُنّه؛ أَراد بدا لم بَدا ٌء وقالوا ليسجننه‪ ،‬ذهب إل أَن موضع ليسجننه‬ ‫لَي ْ‬
‫ل يكون فاع َل َبدَا لَنه جلة والفاعل ل يكون جلة‪ .‬قال أَبو منصور‪:‬‬
‫ت عَوارِضك‪،‬‬ ‫ومن هذا أَخذ ما يكتبه الكاتب ف أَعقاب الكُتُب‪ .‬وبَداءَا ُ‬
‫على َفعَالتٍ‪ ،‬واحدتا َبدَاءٌَة بوزن َفعَالَة‪ :‬تأنيث َبدَا ٍء أَي ما‬
‫سمَاءة ِلمَا َسمَا وعَلك من سقف أَو‬ ‫يبدو من عوارضك؛ قال‪ :‬وهذا مثل ال ّ‬
‫ت ف َبدَآت الَوائج‬ ‫غيه‪ ،‬وبعضهم يقول َسمَاوَةٌ‪ ،‬قال‪ :‬ولو قيل َبدَوا ٌ‬
‫كان جائزا‪ .‬وقال أَبو بكر ف قولم أَبو الَب َدوَاتِ‪ ،‬قال‪ :‬معناه أَبو‬
‫الراء الت تظهر له‪ ،‬قال‪ :‬وواحدة الَب َدوَات َبدَاةٌ‪ ،‬يقال بَداة وَبدَوات‬
‫كما يقال قَطاة وقَطَوات‪ ،‬قال‪ :‬وكانت العرب تدح بذه اللفظة فيقولون‬
‫للرجل الازم ذو َبدَوات أَي ذو آراء تظهر له فيختار بعضا وُيسْقطُ بعضا؛‬
‫أَنشد الفراء‪:‬‬
‫ت مَا يَزا ُل له‬ ‫من َأمْرِ ذي َبدَاو ٍ‬
‫بَزْلءُ‪َ ،‬يعْيا با الَثّام ُة اللَّبدُ‬
‫قال‪ :‬وبَدا ل َبدَا ٌء أَي َتغَيّر رأْي على ما كان عليه‪ .‬ويقال‪ :‬بَدا‬
‫ل من أَمرك بَداءٌ أَي ظهر ل‪ .‬وف حديث سلمة بن الَ ْكوَع‪ :‬خرجت أَنا‬
‫وربَاحٌ‬
‫مول رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ومعي فرسُ أَب طلحة أَُبدّيه مع‬
‫البل أَي أُبْرزُه معها إل موضع الكَل‪ .‬وكل شيء أَظهرته فقد أَبديته‬
‫وَبدّيته؛ ومنه الديث‪ :‬أَنه أَمر أَن يُبادِيَ الناسَ بأَمره أَي يظهره‬
‫ص ْفحَتَه ُن ِقمْ عليه كتابَ ال أَي من‬ ‫لم؛ ومنه الديث‪ :‬من يُْبدِ لنا َ‬
‫يظهر لنا فعله الذي كان يفيه أَقمنا عليه الد‪ .‬وف حديث ا َلقْرع‬
‫والَبْرص والَعمى‪َ :‬بدَا الُ عز وجل أَن يبتليهم أَي قضى بذلك؛ قال ابن‬
‫الَثي‪ :‬وهو معن البَداء ههنا لَن القضاء سابق‪ ،‬والبداءُ استصواب شيء‬
‫عُلم بعد أَن ل َيعْلم‪ ،‬وذلك على ال غي جائز‪ .‬وقال الفراء‪ :‬بَدا ل‬
‫بَداءٌ أَي ظهر ل رأْيٌ آخر؛ وأَنشد‪:‬‬
‫لو على ال َع ْهدِ ل َيخُنه َلدُمْنا‪،‬‬
‫ث ل َيْبدُ ل سواه َبدَاءُ‬
‫قال الوهري‪ :‬وبدا له ف الَمر بداءً‪ ،‬مدودة‪ ،‬أَي نشأَ له فيه رأْيٌ‪،‬‬
‫وهو ذو َبدَواتٍ‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬صوابه بَداءٌ‪ ،‬بالرفع‪ ،‬لَنه الفاعل‬
‫ي يدلك على ذلك؛ وقول الشاعر‪:‬‬ ‫وتفسيه بَنشَأَ له فيه رأْ ٌ‬
‫لعَلّكَ‪ ،‬والوعودُ حَقّ لِقاؤه‪،‬‬
‫ص َبدَاءُ‬‫َبدَا لك ف تلك القَلُو ِ‬
‫ي َبدٍ وبادِيَ‬
‫وبَدان بكذا يَبْدون‪ :‬كَبَدأَن‪ .‬وافعَل ذلك بادِ َ‬
‫َبدِيّ‪ ،‬غي مهموز؛ قال‪:‬‬
‫وقد َعلَتْن ُذرْأَ ٌة بادِي َبدِي‬
‫وقد ذكر ف المزة‪ ،‬وحكى سيبويه‪ :‬بادِيَ َبدَا‪ ،‬وقال‪ :‬ل ينوّن ول‬
‫ي كقولك‬ ‫ي َبدِ ّ‬
‫َيمَْن ُع القياسُ تنوينَه‪ .‬وقال الفراء‪ :‬يقال افعلْ هذا بادِ َ‬
‫َأوّل شيء‪ ،‬وكذلك َبدْأَةَ ذي َبدِيّ‪ ،‬قال‪ :‬ومن كلم العرب بادِيَ‬
‫َبدِيّ‬
‫ي َبدٍ وبادِيَ‬ ‫بذا العن إل أَنه ل يهمز‪ ،‬الوهري‪ :‬افعلْ ذلك بادِ َ‬
‫َبدِيّ أَي َأوّلً‪ ،‬قال‪ :‬وأَصله المز وإنا ترك لكثرة الستعمال؛‬
‫وربا جعلوه اسا للداهية كما قال أَبو ُنخَيلة‪:‬‬
‫وقد َعلَتْن ُذرْأَ ٌة بادِي َبدِي‪،‬‬
‫ورَيْثَ ٌة تَْنهَضُ بالّتشَدّدِ‪،‬‬
‫وصار لل َفحْلِ لسان ويدِي‬
‫قال‪ :‬وها إسان جعل اسا واحدا مثل معد يكرب وقال قَل‪ .‬وف حديث‬
‫سعد بن أَب وقاص‪ :‬قال يوم الشّورَى المد ل َبدِيّا؛ الَبدِيّ‪،‬‬
‫ي َبدِيّ أَي َأوّل كل‬ ‫بالتشديد‪ :‬الَول؛ ومنه قولم‪ :‬ا ْفعَلْ هذا بادِ َ‬
‫شيء‪ .‬وَبدِْئتُ بالشيء وَبدِيتُ‪ :‬ابَْت َدأْتُ‪ ،‬وهي لغة الَنصار؛ قال ابن‬
‫رواحَةَ‪:‬‬
‫باسمِ الله وبه َبدِينَا‪،‬‬
‫ولو عََبدْنا غيَه َشقِينا‪،‬‬
‫وحَبّذا رَبّا و ُحبّ دِينا‬
‫قال ابن بري‪ :‬قال ابن خالويه ليس أَحد يقول َبدِيتُ بعن َبدَْأتُ إل‬
‫ت وَبدَأْتُ‪ ،‬لا خففت المزة كسرت الدال‬ ‫الَنصار‪ ،‬والناس كلهم َبدَْي ُ‬
‫تف‬ ‫فانقلبت المزة ياء‪ ،‬قال‪ :‬وليس هو من بنات الياء‪ .‬ويقال‪ :‬أَْبدَْي َ‬
‫سلْطا ُن ذو‬‫منطقك أَي جُ ْرتَ مثل َأ ْعدَيْت؛ ومنه قولم ف الديث‪ :‬ال ّ‬
‫َعدَوان وذو َبدَوانٍ‪ ،‬بالتحريك فيهما‪ ،‬أَي ل يزال يَْبدُو له رأْيٌ جديد‪،‬‬
‫وأَهل الدينة يقولون بدَينا بعن بَدأْنا‪.‬‬
‫لضَرِ‪،‬‬‫والَب ْدوُ والبادِيةُ والبَداةُ والبَداوَة والبِداوَةُ‪ :‬خلف ا َ‬
‫والنسب إليه بدَويّ‪ ،‬نادر‪ ،‬وبَداويّ وبِداوِيّ‪ ،‬وهو على القياس لَنه‬
‫حينئذ منسوب إل البَداوة والبِداوة؛ قال ابن سيده‪ :‬وإنا ذكرته‬
‫(* كذا‬
‫بياض ف جيع الصول العتمدة بأيدينا) ‪ . . . . .‬ل يعرفون غي‬
‫ي قد يكون منسوبا إل الَب ْدوِ والبادي ِة فيكون‬ ‫َب َدوِيّ‪ ،‬فإن قلت إن البَداوِ ّ‬
‫نادرا‪ ،‬قيل‪ :‬إذا أَمكن ف الشيء النسوب أَن يكون قياسا وشاذّا كان‬
‫حله على القياس أَول لَن القياس أَشيع وأَوسع‪ .‬وَبدَا القومُ َبدْوا أَي‬
‫خرجوا إل باديتهم مثل قتل قتلً‪ .‬ابن سيده‪ :‬وبَدا القومُ بداءً خرجوا‬
‫إل البادية‪ ،‬وقيل للبادية با ِديَةٌ لبوزها وظهورها؛ وقيل للبَرّيّة‬
‫بادِيةَ لَنا ظاهرة بارزة‪ ،‬وقد َب َدوْتُ أَنا وأَْبدَْيتُ غيي‪ .‬وكل شيء‬
‫أَظهرته فقد أَْبدَيْتَه‪ .‬ويقال‪ :‬بَدا ل شيءٌ‬
‫أَي ظهر‪ .‬وقال الليث‪ :‬البادية اسم للَرض الت ل َحضَر فيها‪ ،‬وإذا خرج‬
‫لضَر إل الراعي ف الصّحارِي قيل‪ :‬قد َب َدوْا‪ ،‬والسم‬ ‫الناسُ من ا َ‬
‫الَب ْدوُ‪ .‬قال أَبو منصور‪ :‬البادية خلف الاضرة‪ ،‬والاضرة القوم الذين‬
‫حضُرون الياهَ وينلون عليها ف َحمْراء القيظ‪ ،‬فإذا بَرَدَ الزمان‬ ‫َي ْ‬
‫َظعَنُوا عن أَعْدادِ الياه وَب َدوْا طلبا للقُرْب من الكَل‪ ،‬فالقوم حينئذ‬
‫بادِيَ ٌة بعدما كانوا حاضرة‪ ،‬وهي مَبادِيهم جع مَبْدىً‪ ،‬وهي الَناجِع‬
‫ضدّ الَحاضر‪ ،‬ويقال لذه الواضع الت يَبَْتدِي إليها البادُونَ‬ ‫ِ‬
‫بادية أَيضا‪ ،‬وهي البَوادِي‪ ،‬والقوم أَيضا بوا ٍد جع بادِيةٍ‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫من َبدَا َجفَا أَي من نَزَلَ البادية صار فيه جَفاءُ الَعرابِ‪.‬‬
‫وتََبدّى الرجلُ‪ :‬أَقام بالبادية‪ .‬وتَبادَى‪َ :‬تشَبّه بأَهل البادية‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬ل توز شهاد ُة َب َدوِيّ على صاحب قَرْية؛ قال ابن الَثي‪ :‬إنا كره‬
‫شهادة الَب َدوِيّ لا فيه من الَفاء ف الدين والَهالة بأَحكام الشرع‪،‬‬
‫ولَنم ف الغالب ل َيضْبِطُون الشهاد َة على وَ ْجهِها‪ ،‬قال‪ :‬وإليه ذهب‬
‫مالك‪ ،‬والناسُ على خلفه‪ .‬وف الديث‪ :‬كان إذا اهَْت ّم لشي ٍء َبدَا أَي‬
‫خرج إل الَب ْدوِ؛ قال ابن الَثي‪ُ :‬يشْبِهُ أَن يكون َي ْفعَل ذلك‬
‫خلُوا بنفسه؛ ومنه الديث‪ :‬أَنه كان يَْبدُو إل هذه‬ ‫ليَْب ُعدَ عن الناس وَي ْ‬
‫التّلع‪ .‬والَْبدَى‪ :‬خلف ا َلحْضر‪ .‬وف الديث‪ :‬أَنه أَراد الَبدَاوَةَ‬
‫مرة أَي الروجَ إل البادية‪ ،‬وتفتح باؤها وتكسر‪ .‬وقوله ف الدعاء‪:‬‬
‫حوّلُ؛ قال‪ :‬هو الذي يكون ف البادية و َمسْكنه‬ ‫فإ ّن جارَ البادِي يََت َ‬
‫ب واليام‪ ،‬وهو غي مقيم ف موضعه بلف جارِ الُقامِ ف ا ُلدُن‪،‬‬ ‫الَضارِ ُ‬
‫ويروى النادِي بالنون‪ .‬وف الديث‪ :‬ل يَِب ْع حاضِرٌ لبادٍ‪ ،‬وهو مذكور‬
‫ُمسَْتوْف ف حضر‪ .‬وقوله ف التنيل العزيز‪ :‬وإنْ يأْتِ الَحْزابُ‬
‫َيوَدّوا لو أَنم بادُون ف الَعْراب؛ أَي إذا جاءَت النود وا َلحْزاب‬
‫وَدّوا أَنم ف البادية؛ وقال ابن الَعراب‪ :‬إنا يكون ذلك ف ربيعهم‪،‬‬
‫وإ ّل فهم ُحضّارٌ على مياههم‪ .‬وقوم ُبدّاءٌ‪ :‬بادونَ؛ قال‪:‬‬
‫َبضَرِيّ شاقَه ُبدّاؤُه‪،‬‬
‫ل ُتلْهه السّوقُ ول كلؤُه‬
‫قال ابن سيده‪ :‬فأَما قول ابن أَحر‪:‬‬
‫َجزَى الُ قومي بالُُبلّ ِة ُنصْرَةً‪،‬‬
‫ض و ُحضّرَا‬ ‫وَبدْوا لم َحوْ َل الفِرا ِ‬
‫فقد يكون إسا لمع با ٍد كراكب ورَ ْكبٍ‪ ،‬قال‪ :‬وقد يوز أَن ُيعْن به‬
‫البَداوَة الت هي خلف الَضارة كأَنه قال وأَهْ َل َب ْدوٍ‪ .‬قال الَصمعي‪:‬‬
‫هي البداوة والَضارة بكسر الباء وفتح الاء؛ وأَنشد‪:‬‬
‫فمَن تكُنِ الَضارةُ أَ ْعجَبَتْه‪،‬‬
‫فأَيّ رجالِ بادِيةٍ تَرانا؟‬
‫وقال أَبو زيد‪ :‬هي البَداوة والِضارة‪ ،‬بفتح الباء وكسر الاء‪.‬‬
‫والبداوة‪ :‬القامة ف البادية‪ ،‬تفتح وتكسر‪ ،‬وهي خلف الِضارة‪ .‬قال ثعلب‪ :‬ل‬
‫أَعرف البَداوة‪ ،‬بالفتح‪ ،‬إل عن أَب زيد وحده‪ ،‬والنسبة إليها بَداوِيّ‪.‬‬
‫أَبو حنيفة‪َ :‬ب ْدوَتا الوادي جانباه‪ .‬والبئر الَبدِيّ‪ :‬الت حفرها‬
‫فحفرت حَديثَ ًة وليست بعاديّة‪ ،‬وترك فيها المز ف أَكثر كلمهم‪.‬‬
‫والَبدَا‪ ،‬مقصور‪ :‬ما يرج من دبر الرجل؛ وَبدَا الرجلُ‪ :‬أَْنجَى فظهر‬
‫ذلك منه‪ .‬ويقال للرجل إذا ت َغوّط وأَحدث‪ :‬قد أَْبدَى‪ ،‬فهو مُْبدٍ‪ ،‬لَنه‬
‫إذا أَحدث بَ َرزَ من البيوت وهو مُتَبَرّز أَيضا‪ .‬والَبدَا َمفْصِلُ‬
‫النسان‪ ،‬وجعه أَبْداءٌ‪ ،‬وقد ذكر ف المز‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬الَبْداءُ‬
‫الَفاصِل‪ ،‬واحدها بَدا‪ ،‬مقصور‪ ،‬وهو أَيضا ِبدْءٌ‪ ،‬مهموز‪ ،‬تقديره ِبدْعٌ‪ ،‬وجعه‬
‫ُبدُو ٌء على وزن ُبدُوع‪ .‬والَبدَا‪ :‬السيد‪ ،‬وقد ذكر ف المز‪.‬‬
‫والَبدِيّ ووادِي الَبدِيّ‪ :‬موضعان‪ .‬غيه‪ :‬والَبدِيّ اسم واد؛ قال‬
‫لبيد‪:‬‬
‫ج القُرْنَتَيْن وعالا‬ ‫َج َعلْنَ جرا َ‬
‫يينا‪ ،‬وَنكّبْنَ الَبدِيّ شَمائل‬
‫وَب ْدوَةُ‪ :‬ماءٌ لبن ال َعجْلنِ‪ .‬قال‪ :‬وبدا إسم موضع‪ .‬يقال‪ :‬بي‬
‫َش ْغبٍ وبَدا‪ ،‬مقصور يكتب بالَلف؛ قال كثيّر‪:‬‬
‫ت شَغبا إل بَدا‬ ‫وأَْنتِ الت حَبّب ِ‬
‫إلّ‪ ،‬وأَوطان بلدٌ سواها‬
‫ويروي‪َ :‬بدَا‪ ،‬غي منون‪ .‬وف الديث ذكر َبدَا بفتح الباء وتفيف الدال‪:‬‬
‫موضع بالشام قرب وادي القُرَى‪ ،‬كان به منل عليّ بن عبد ال بن العباس‬
‫وأَولده‪ ،‬رضي ال عنه‪ .‬والَبدِيّ‪ :‬العجب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫َعجَِبتْ جارَت لشَيْبٍ عَلن‪،‬‬
‫ت َبدِيّا؟‬
‫ل هل رأَي ِ‬ ‫َعمْ َركِ ا ُ‬
‫ي اللسان‪ ،‬والرأَة‬ ‫@بذا‪ :‬البَذاء‪ ،‬بالد‪ :‬ال ُفحْش‪ .‬وفلن بَذ ّ‬
‫َبذِيّةٌ‪َ ،‬ب ُذ َو بَذا ًء فهو َبذِيّ‪ ،‬وقد تقدم ف المز‪ ،‬وَب َذوْتُ على القوم‬
‫ت عليهم‪ :‬من البَذاءِ وهو الكلم القبيح؛ وأَنشد‬ ‫وأَْبذَيْتُهم وأَْبذَْي ُ‬
‫الَصمعي لعمرو بن جَميلٍ ا َل َسدِيّ‪:‬‬
‫مثل الشّيَيْخ ا ُل ْقذَحِرّ الباذِي‪،‬‬
‫أَوفَى على رَباوَةٍ يُباذِي‬
‫قال ابن بري‪ :‬وف الصنف َب َذوْتُ على القوم وأَْبذَيْتهم؛ قال آخر‪:‬‬
‫ت من َك ْلبٍ ذَكَرْ‬ ‫أُبْذي إذا بُوذِي ُ‬
‫وقد َب ُذوَ الرج ُل يَْبذُو بَذاءً‪ ،‬وأَصله بَذاءَ ًة فحذِفت الاء لَن‬
‫صلُب صَلبة‪ ،‬وقد تذف‬ ‫مصادر الضوم إنا هي بالاء‪ ،‬مثل خَ ُطبَ خَطابة و َ‬
‫مثل َجمُل جَمالً‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬صوابه بَذاوَةً‪ ،‬بالواو‪ ،‬لَنه من‬
‫َب ُذوَ‪ ،‬فأَما بَذاءة بالمز فإنا مصدر َب ُذؤَ‪ ،‬بالمز‪ ،‬وها لغتان‪.‬‬
‫وبا َذأْتُه وباذَيْتُه أَي ساَفهْتُه‪ .‬وف الديث‪ :‬البَذا ُء من الَفاء؛‬
‫ت على‬‫البَذاءُ‪ ،‬بالد‪ :‬الفحش ف القول‪ .‬وف حديث فاطمة بنت قَيْسٍ‪َ :‬بذَ ْ‬
‫أَحائها وكان ف لسانا بعضُ البَذاءِ؛ قال‪ :‬وقد يقال ف هذا الم ُز وليس‬
‫بالكثي‪ .‬وَبذَا الرجلُ إذا ساء خُلقه‪.‬‬
‫وَب ْذوَةُ‪ :‬اسم فرس؛ عن ابن الَعراب؛ وأَنشد‪:‬‬
‫ل ُأ ْسِلمُ الده َر رَأسَ َب ْذوَةَ‪ ،‬أَو‬
‫شبُ‬ ‫لُ‬‫ت ْلقَى رجالٌ كأَنا ا ُ‬
‫وقال غيه‪َ :‬ب ْذوَةُ فرس عَبّاد بن َخلَف‪ ،‬وف الصحاح‪َ :‬ب ْذ ُو اسم فرسِ‬
‫أَب سِراج؛ قال فيه‪:‬‬
‫ت مُْتعَبَةٌ‪،‬‬
‫إ ّن الِيا َد على العِلّ ِ‬
‫فإ ْن ظلمنا َك َب ْذوُ اليوم فاظِّلمِ‬
‫قال ابن بري‪ :‬والصواب َب ْذوَةُ اسم فرس أَب سُواج‪ ،‬قال‪ :‬وهو أَبو سُواج‬
‫الضّبيّ‪ ،‬قال‪ :‬وصواب إنشاد البيت‪ :‬فإن ظلمنا ِك َب ْذوَ‪ ،‬بكسر الكاف‪،‬‬
‫لَنه ياطب فرسا أُنثى وفتح الواو على الترخيم وإثبات الياء ف آخره‬
‫فا ّظِلمِي؛ ورأَيت حاشية ف أَمال ابن بري منسوبة إل معجم الشعراء‬
‫للمَرْزُبانّ قال‪ :‬أَبو سُواج الضب اسه الَبيض‪ ،‬وقيل‪ :‬اسه عَبّاد بن خلف‬
‫أَحد بن عبد مَناة بن بكر بن سعد جاهلي‪ ،‬قال‪ :‬سابقَ صُرَدَ بن حزة بن‬
‫شداد اليبوعيّ وهو عم مالك ومَُتمّمٍ ابن ُنوَيْرَة اليبوعي‪ ،‬فسبق أَبو‬
‫سُواج على فرس له تسمى َب ْذوَة‪ ،‬وفرسُ صُرَدَ يقال له القَطيبُ‪ ،‬فقال‬
‫سُواج ف ذلك‪:‬‬
‫أَل ترَ َأنّ َب ْذوَةَ إذْ َجرَيْنا‪،‬‬
‫لدّ منّا والقَطِيبا‪،‬‬ ‫و َجدّ ا ِ‬
‫كَأنّ قَطِيبَهم يَْتلُو عُقابا‪،‬‬
‫على الصّلْعاءِ‪ ،‬وا ِزمَةً طَلُوبا‬
‫ال َو ِزيُ‪ :‬قِ َطعُ اللحم‪ .‬والوازِمةُ‪ :‬الفاعلة للشّيء‪ ،‬فشَريَ الشّرّ‬
‫بينهما إل أَن احتال أَبو سُواج على صُرَ َد فسقاه َمنّ عَْبدِه‬
‫فانتفَخَ ومات؛ وقال أَبو سُواج ف ذلك‪:‬‬
‫ع إل الَِنيّ‪،‬‬ ‫حَأحِيءْ بيَرْبُو َ‬
‫َحأْحَأَ ًة بالشارِقِ الصيّ‬
‫ف بَطْنه حاره الصبّ‪،‬‬
‫وشَْيخِها َأ ْشمَطَ حَنْظَليّ‬
‫(* قوله «حاره الصب» كذ بالصل بدون نقط)‪.‬‬
‫فبنو يربوع ُيعَيّرُونَ بذلك‪ ،‬وقالت الشعراء فيه فأَكثروا‪ ،‬فمن ذلك قول‬
‫الَخطل‪:‬‬
‫لمْرَ‪ ،‬وهي شرابُ ِكسْرَى‪،‬‬ ‫َتعِيبُ ا َ‬
‫ب ال َعجِيبا‬ ‫ب قومُك ال َعجَ َ‬ ‫ويشرَ ُ‬
‫ن العبدِ‪ ،‬عَْبدِ أَب سُواجٍ‪،‬‬ ‫َم ّ‬
‫أَحَ ّق من الُدامَةِ أَن َتعِيبا‬
‫@قال ابن بري‪ :‬وأَنشد الفضل‪:‬‬
‫شمْسِ ب ِن َسعْدٍ‪،‬‬ ‫بَنفْسي ماءُ عَْب َ‬
‫غَداةَ بَثاءَ‪ ،‬إ ْذ عَ َرفُوا الَيقِينا‬
‫والبثاءُ‪ :‬الكثي الشّحم‪ .‬والبَِثيّ‪ :‬الكثيُ الدحِ للناسِ‬
‫(* قوله‬
‫«والبثاء الكثي الشحم والبثي الكثي الدح للناس» عبارة القاموس‪ :‬والبثيّ‬
‫كعليّ الكثي الدح للناس والكثي الشم)؛ قال شر وقول أَب عمرو‪:‬‬
‫َلمّا رأَيتُ البَطَلَ الُعاوِرا‪،‬‬
‫قُرّةَ‪ ،‬يَمشِي بالبثاء حاسِرا‬
‫قال‪ :‬البَثاءُ الكان السهل‪ .‬والبِثى‪ ،‬بكسر الباء‪ :‬الرماد‪ ،‬واحدتا‬
‫بِثَ ٌة مثلُ عِزَةٍ وعِزىً؛ قال الطرماح‪:‬‬
‫خَل َأنّ ُكلْفا ِبَتخْريها‬
‫سَفاسِقَ‪ ،‬حَو َل بِثىً‪ ،‬جاِنحَه‬
‫أَراد بالكُلف الَثاف السودّة‪ ،‬وتريها‪ :‬اختلف أَلوانا‪ ،‬وقوله حول‬
‫بِثىً‪ ،‬أَراد حول رماد‪ .‬الفراء‪ :‬هو ال ّر ْمدِدُ‪ ،‬والبِثى يكتب بالياء‪،‬‬
‫والصّن والصّنا ُء والضّبحُ وا ُلسّ بقيتُه وأَثره‪.‬‬
‫@بزا‪ :‬بَ ْزوُ الشيء‪ِ :‬ع ْدلُه‪ .‬يقال‪ :‬أَخذت منه َب ْزوَ كذا وكذا أَي‬
‫ِعدْلَ ذلك ونو ذلك‪.‬‬
‫ب من الصّقور‪ .‬قال ابن بري‪:‬‬ ‫والبازي‪ :‬واحد البُزاةِ الت َتصِيدُ‪ ،‬ضَر ٌ‬
‫قال الوزير بازٍ وبَ ْأ ٌز وبازِيّ على حدّ كرسيّ؛ قال ابن سيده‪ :‬والمع‬
‫بَوازٍ وبُزَاةٌ‪ .‬وبَزَا َيبْزُو‪ :‬تَطاوَلَ وَتأَنّسَ‪ ،‬ولذلك قال ابن جن‪:‬‬
‫إن الباز َفلْعٌ منه‪ .‬التهذيب‪ :‬والبازِي يَبْزُو ف تَطاوُله‬
‫وتَأّنسِه‪.‬والبَزاءُ‪ :‬إنناء ال ّظهْ ِر عند ال َعجُزِ ف أَصل القَطَنِ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬
‫ف َوسَطِ الظهر على ال ْستِ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو خروج الصدر ودخول الظهر‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫إشرا ُ‬
‫ي وبَزا َيبْزُو‪ ،‬وهو أَبْزَى‪،‬‬
‫هو أَن يتأَخر ال َعجُز ويرُج‪ .‬بَزِ َ‬
‫والُنثى بَزْواء‪ :‬للذي خرج صدره ودخل ظهره؛ قال كثيّر‪:‬‬
‫رَأَتْن كَأشْلء اللّحامِ وَب ْعلُها‪،‬‬
‫ليّ‪ ،‬أَبْزى مُْنحَنٍ مُتَباطِنُ‬ ‫من ا َ‬
‫وربا قيل‪ :‬هو أَبْزَى أَبْزَخ كالعجوز البَزواءِ والبَزْخاء الت إذا‬
‫ت بَزىً؛ وأَنشد‪:‬‬ ‫مشت كأَنا راكعة وقد بَزَِي ْ‬
‫بَ ْزوَا ُء مُقْبِلةً بَزْخا ُء ُمدْبِرَةً‪،‬‬
‫كَأنّ َف ْقحَتَها زِقّ به قارُ‬
‫والبَزْواءُ من النساء‪ :‬الت ُتخْ ِرجُ عجيزتَها لياها الناس‪ .‬وأَبْزَى‬
‫الرجلُ ُيبْزِي إبْزَاءً إذا رفع َعجُزَه‪ ،‬وتَبازَى مثله؛ قال ابن بري‪:‬‬
‫وشاهد الَبْزَى قول الراجز‪:‬‬
‫َأ ْقعَس أَبْزَى ف اسْتِه تأْخيُ‬
‫وف حديث عبد الرحن بن جُبَي‪ :‬ل تُبازِ كتَبازِي الرأَةِ؛‬
‫التّبَازي أَن ترك ال َعجُز ف الشي‪ ،‬وهو من البَزَاء خروج الصدر ودخول الظهر‪،‬‬
‫ومعن الديث فيما قيل‪ :‬ل تَْنحَ ِن لكل أَحد‪ .‬وتَبازَى‪ :‬استعمل البَزاءَ؛‬
‫قال عبد الرحن بن حسان‪:‬‬
‫سائل مَيّةَ هل نَّبهْتُها‪،‬‬
‫آخِ َر الليلِ‪ ،‬بعَرْدٍ ذي ُعجَرْ‬
‫فتَبازَتْ‪ ،‬فتَبازَ ْختُ لا‪،‬‬
‫ِجلْسةَ الازِ ِر َيسْتَْنجِي الوَتَرْ‬
‫ت أَي َرَف َعتْ ُمؤَخّرها‪ .‬التهذيب‪ :‬أَما البَزَاءُ فكَأنّ‬ ‫وتَبَازَ ْ‬
‫ال َعجُز خرج حت أَشرف على مؤَخر الفخذين‪ ،‬وقال ف موضع آخر‪ :‬والبَزَا أَن‬
‫َيسَْت ْقدِم الظهرُ ويستأْخر ال َعجُزُ فتراه ل يقدر أَن يقيم ظهره‪.‬‬
‫وقال ابن السكيت‪ :‬البَزَا أَن ُتقْبِلَ العَجيزة‪ .‬وقد تَبَازَى إذا أَخرج‬
‫عجيزته والتّبَزّي‪ :‬أَن يستأْخر العجز ويستقدم الصدر‪ .‬وأَبزى الرجلُ‪ :‬رفع‬
‫مُؤخّرَه؛ وأَنشد الليث‪:‬‬
‫لو كان عَيناك َكسَيْلِ الراويه‪،‬‬
‫إذا لَبْزَيت بَنْ أَبْزى بَِيهْ‬
‫أَبو عبيد‪ :‬البْزاءُ أَن يَ ْرَفعَ الرج ُل مؤخره‪ .‬يقال‪َ :‬أبْزَى‬
‫يُبْزِي‪ .‬والتّبازِي‪ :‬سعَةُ الَطْو‪ .‬وتَبازى الرجل‪ :‬تكثّر با ليس عنده‪ .‬ابن‬
‫صلَفُ‪ .‬وبَزَاه بَزْوا وأَبْزَى به‪َ :‬قهَرَه‬ ‫الَعراب‪ :‬البَزَا ال ّ‬
‫وبَطَش به؛ قال‪:‬‬
‫جارِي و َموْليَ ل يُبْزَى حَرِ ُيهُما‪،‬‬
‫خبُ‬‫وصاحبِي من دَواعِي الشّ ّر مُصْ َط ِ‬
‫وأَما قول أَب طالب يعاتب قريشا ف أَمر سيدنا رسول ال‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ويدحه‪:‬‬
‫كذَبْتُم‪ ،‬وحَقّ الِ‪ ،‬يُْبزَى ممدٌ‬
‫ولا نُطاعِنْ دُونه ونُناضِل‬
‫ض َررْتُه‬
‫قال شر‪ :‬معناه ُي ْقهَر وُيسَْتذَلّ؛ قال‪ :‬وهذا من باب َ‬
‫وأَضْ َررْتُ به‪ ،‬وقوله يُبْزَى أَي ُيقْهر ويغلب‪ ،‬وأَراد ل يُْبزَى فحذف ل من‬
‫جواب القسم وهي مراده أَي ل يقهر ول نُقاتل عنه ونُدافع‪ .‬ابن بري‪ :‬قال‬
‫ابن خالويه البُزَةُ الفأْر والذّكَرُ أَيضا‪.‬‬
‫والبَ ْزوُ‪ :‬ال َغلَبةُ وال َقهْرُ‪ ،‬ومنه سي البازي؛ قال الَزهري‪ :‬قاله‬
‫لعْديّ‪:‬‬ ‫الؤرخ؛ وقال ا َ‬
‫ت من ُعصْبَةٍ عامِرِيّةٍ‬ ‫فما بزََي ْ‬
‫َش ِهدْنا لا‪ ،‬حتّى َتفُو َز وَتغْلِبا‬
‫أَي ما َغلََبتْ‪ .‬وأَبْزَى فلن بفلن إذا غَلبه وقهره‪ .‬وهو مُبْزٍ بذا‬
‫الَمر أَي قويّ‬
‫ي بالقوم‪ُ :‬غلِبُوا‪ .‬وبَ َزوْتُ فلنا‪ :‬قهرته‪.‬‬ ‫عليه ضابط له‪ .‬وبُزِ ّ‬
‫والبَزَوانُ‪ ،‬بالتحريك‪ :‬الوَْثبُ‪ .‬وبَزْوانُ‪ ،‬بالتسكي‪ :‬اسم رجل‪.‬‬
‫والبَزْواء‪ :‬اسم أَرض؛ قال كثيّر عزة‪:‬‬
‫ل َبأْس بالبَزْواءِ َأرْضا لو أنّها‬
‫تُ َطهّ ُر من آثارِهم فَتَطِيبُ‬
‫ابن بري‪ :‬البَزْواء‪ ،‬ف شعر كثي‪ :‬صحراء بي غَْيقَ َة والار شديدة‬
‫الرّ؛ وقال الراجز‪:‬‬
‫لول الَماصِي ُخ و َحبّ ال ِعشْرِقِ‪،‬‬
‫َل ُمتّ بالبَزْواء َموَْتَ الِرْنِقِ‬
‫وقال الراجز‪:‬‬
‫حدُ‪،‬‬ ‫ل َيقْ َطعُ البَزْواءَ إل ا ِل ْق َ‬
‫أَو ناقةٌ سَنامُها ُمسَرْ َهدُ‬
‫@بسا‪ :‬التهذيب‪ :‬ابن الَعراب الَبسِيّةُ الرأَة الِنسَة بزوجها‪.‬‬
‫@بشا‪ :‬التهذيب‪ :‬ابن الَعراب َبشَا إذا َحسُنَ ُخُلقُه‪.‬‬
‫صوَةٌ أَي شَ َررَة ول َجمْرَة‪.‬‬ ‫@بصا‪ :‬ما ف الرّماد َب ْ‬
‫صوَة‪ :‬اسم موضع؛ قال أَوس بن ُحجْر‪:‬‬ ‫وَب ْ‬
‫صوَ َة يوما وهو َمجْهورُ‬ ‫مِن ماءِ َب ْ‬
‫الفراء‪َ :‬بصَا إذا اسَْت ْقصَى على غريه‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬البِصاءُ أَن‬
‫صيّ‪ .‬وقال ابن سيده‪َ :‬خصِيّ‬ ‫صيّ َب ِ‬
‫َيسَْت ْقصِي الِصاءَ‪ ،‬يقال منه‪َ :‬خ ِ‬
‫صيّ؛ حكاه اللحيان ول يفسر َبصِيّا‪ ،‬قال‪ :‬وأُراه إتباعا‪.‬‬ ‫بِ‬
‫ل وبَصاه ولَصاه‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬خَصاه ا ُ‬
‫@بضا‪ :‬ابن الَعراب‪َ :‬بضَا إذا أَقام بالكان‪.‬‬
‫@بطا‪ :‬حكى سيبويه البِطْيَةَ؛ قال ابن سيده‪ :‬ول علم ل بوضعها إل أَن‬
‫ت كاحْبَنْطَْيتُ ف احْبَنْ َطأْتُ‪ ،‬فتكون‬ ‫يكون أَبطيت لغة ف أَبْطأْ ُ‬
‫هذه صيغة الال من ذلك‪ ،‬ول يمل على البدل لَن ذلك نادر‪.‬‬
‫والباطِيَةُ‪ :‬إناء قيل هو معرّب‪ ،‬وهو النّاجُوذُ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫قَرّبُوا عُودا وباطِيةً‪،‬‬
‫فَبِذا أَ ْدرَ ْكتُ حاجَتِيَهْ‬
‫وقال ابن سيده‪ :‬الباطِيَةُ النّاجُودُ؛ قال‪ :‬وأَنشد أَبو حنيفة‪:‬‬
‫إنا ِلقْحَتُنا باطيةٌ‬
‫َجوْنَ ٌة يَتَْبعُها بِ ْرزِينُها‬
‫التهذيب‪ :‬الباطِيةُ من الزجاج عظيمة ُتمْل من الشراب وتوضع بي‬
‫حتْ به‬ ‫ض َع فيها ال َق َدحُ َس ّ‬
‫ب َيغْ ِرفُونَ منها ويَشرَبون‪ ،‬إذا وُ ِ‬ ‫الشّرْ ِ‬
‫صتْ من عِ َظمِها وكثرة ما فيها من الشراب؛ وإياها أَراد َحسّان‬ ‫و َرقَ َ‬
‫ت با ف َقعْرِها‪،‬‬ ‫بقوله‪:‬بزُجاج ٍة َرَقصَ ْ‬
‫َرقْص القَلُوصِ براكبٍ ُمسَْت ْعجِلِ‬
‫حمُه خَظَا‬
‫حمُه َيبْظُو‪ :‬كثر وترا َكبَ وا ْكتَنَزَ‪ .‬ولَ ْ‬ ‫@بظا‪ :‬بَظا َل ْ‬
‫بَظَا‪ :‬إتباعٌ‪ ،‬وأَصله َفعَلٌ‪ .‬ابن الَعراب‪ :‬البَظَا الّلحَماتُ‬
‫حمُه وبَظَا‪ ،‬بغي هز‪ ،‬إذا اكتن‪ ،‬يَخظُو‬ ‫الُتراكِبات‪ .‬الفراء‪ :‬خَظا َل ْ‬
‫ويَبْظُو‪ .‬وقال غيه‪ :‬بَظا لمه يَبْظُو بَظْوا؛ وأَنشد غيه للَغلب‪:‬‬
‫خَاظِي الَبضِيعِ َلحْمهُ خَظَا بَظَا‬
‫صلَةً لظا‪ ،‬كقولم‪ :‬تَبّا َتلْبا‪ ،‬وهو توكيد لا‬ ‫قال‪ :‬جعل بَظا ِ‬
‫قبله‪ .‬وحَظَِيتِ الرأَ ُة عند َزوْجِها وبَظَِيتْ‪ :‬إتباعٌ له لَنه ليس ف‬
‫الكلم ب ظ ي‪.‬‬
‫@بعا‪ :‬الب ْعوُ‪ :‬العاريّةُ‪ .‬واسْتَْبعَى منه الشيء‪ :‬اسْتَعارَه‪.‬‬
‫واسَْتْبعَى َيسْتَْبعِي‪ :‬اسْتعار؛ قال ال ُكمَيْت‪:‬‬
‫قد كادَها خاِلدٌ ُمسْتَبْعيا ُحمُرا‪،‬‬
‫ضبِ‬ ‫ت والَ َ‬ ‫بالوَ ْكتِ‪َ ،‬تجْرِي إل الغايا ِ‬
‫ت َي ِكتُ‬
‫وا َلضَب‪ :‬جَرْيٌ ضعيف‪ .‬والوَ ْكتُ‪ :‬القَ ْرمَطة ف الشي‪ ،‬وَ َك َ‬
‫وَكْتا‪ .‬كادَها‪ :‬أَرادها‪ .‬قال الَصمعي‪ :‬الَب ْعوُ أَن َيسْتعي الرجلُ‬
‫من صاحبه الكلبَ فَيصِيدَ به‪ .‬ويقال‪ :‬أَْبعِن ف َرسَك أَي أَعِرْنيه‪.‬‬
‫وأَبْعاه فرَسا‪ :‬أَخَْبلَه‪ .‬وا ُلسْتَْبعِي‪ :‬الرجلُ يأْت الرج َل وعنده فرس‬
‫فيقول‪ :‬أَعطينه حت أُسابقَ عليه‪ .‬وبَعاه َبعْوا‪ :‬أَصاب منه وَقمَرَه‪،‬‬
‫والَبْعا ُة مفْ َعلَةٌ منه؛ قال‪:‬‬
‫صَحا ال َق ْلبُ بعد الْلفِ‪ ،‬وارَتدّ ش ْأوُه‪،‬‬
‫ت عليه ما َبعَتْه تُماضِرُ‬ ‫ورَدّ ْ‬
‫وقال راشد بن عبد رَبّه‪:‬‬
‫سائ ْل بَن السّيدِ‪ ،‬إنْ لقَْيتَ َج ْم َع ُهمُ‪:‬‬
‫ما با ُل َس ْلمَى وما مَبْعا ُة مِئْشارِ؟‬
‫مِئشار‪ :‬اسم فرسه‪ .‬والَب ْعوُ‪ :‬الِناية والُرْم‪ .‬وقد بعا إذا جَنَى‪.‬‬
‫يقال‪ :‬بَعا يَْبعُو ويَْبعَى‪ .‬وَبعَى الذّْنبَ يَبْعاه ويَْبعُوه َبعْوا‪:‬‬
‫لعْفري‪:‬‬ ‫اجْترَمه واكتسبه؛ قال عوف بن ال ْحوَص ا َ‬
‫وإبْسال بَِن ّي بغَيْ ِر َب ْعوٍ‬
‫َج َرمْناه‪ ،‬ول ِب َد ٍم مُراقِ‬
‫وف الصحاح‪ :‬بغي جُرْم َب َعوْناه؛ وقال ابن بري‪ :‬البيت لعبد الرحن بن‬
‫ت عليهم شَرّا ُسقْتُه‬ ‫الَ ْحوَصِ‪ .‬قال ابن الَعراب‪َ :‬ب َعوْ ُ‬
‫واجْتَ َرمْتُه‪ ،‬قال‪ :‬ول أَسعه ف الي‪ .‬وقال اللحيان‪َ :‬ب َعوْتُه بعَيْنٍ‬
‫أَصَبْتُه‪ .‬وقال ابن سيده ف ترجة بعي بالياء‪َ :‬بعَيْت أَْبعِي مثل‬
‫اجْتَ َر ْمتُ وجَنَْيتُ؛ حكاه كراع‪ ،‬قال‪ :‬والَعرف الواو‪.‬‬
‫@بغا‪َ :‬بغَى الشيءَ َبغْوا‪ :‬نَظَرا إليه كيف هو‪ .‬والبَ ْغوُ‪ :‬ما يرج من‬
‫زَهْر ِة القَتادِ ا َلعْ َظمِ الجازي‪ ،‬وكذلك ما يرج من زَهْرَة‬
‫العُ ْرفُط والسّلَم‪ .‬والبَ ْغوَةُ‪ :‬ال ّطلْعة حي تَْنشَقّ فتخرج بيضاء‬
‫َرطْبَةً‪ .‬والبَغْوة‪ :‬الثمرة قبل أَن تَْنضَج؛ وف التهذيب‪ :‬قبل أَن‬
‫حكِم ُيْبسُها‪ ،‬والمع َب ْغوٌ‪ ،‬وخص أَبو حنيفة بالَب ْغوِ مَرّةً الُبسَر‬ ‫َيسَْت ْ‬
‫إذا كَِبرَ شيئا‪ ،‬وقيل‪ :‬الَب ْغوَة التمْرة الت اسودّ جوفُها وهي‬
‫مُ ْرطِبة‪ .‬والبَغْوة‪ :‬ثرةُ العِضاه‪ ،‬وكذلك البَ َرمَةُ‪ .‬قال ابن بري‪ :‬الَب ْغوُ‬
‫والَب ْغوَة كل شجر غَضّ ثَمرهُ أَ ْخضَر صغي ل يَْبُلغْ‪ .‬وف حديث عمر‪،‬‬
‫رضي ال عنه‪ :‬أَنه مرّ برجل يقطع َسمُرا بالبادية فقال‪ :‬رَعَْيتَ‬
‫َب ْغوَتَها وبَ َرمَتَها وحُْبلَتها وَبلّتها وفَتْلَتَها ث َتقْ َطعُها؛ قال‬
‫ابن الَثي‪ :‬قال القتيب يرويه أَصحاب الديث َم ْعوَتَها‪ ،‬قال‪ :‬وذلك غلط‬
‫لَن ا َل ْعوَةَ الُبسْرَة الت جرى فيها الرْطابُ‪ ،‬قال‪ :‬والصواب‬
‫َب ْغوَتَها‪ ،‬وهي ثرة السّمُرِ أول ما ترج‪ ،‬ث تصي بعد ذلك بَ َرمَ ًة ث‬
‫َبلّة ث فَتْلة‪ .‬والُبغَةُ‪ :‬ما بي الرّبَع والُبَع؛ وقال قطرب‪ :‬هو‬
‫الُبعّة‪ ،‬بالعي الشدّدة‪ ،‬وغلطوه ف ذلك‪ .‬وَبغَى الشيءَ ما كان خيا أَو‬
‫شرّا يَْبغِيه بُغا ًء وبُغىً؛ الَخية عن اللحيان والُول أَعرف‪:‬‬
‫َطلَبَه؛ وأَنشد غيه‪:‬‬
‫فل أَحِْبسَْنكُم عن ُبغَى الَيْر‪ ،‬إن‬
‫َسقَ ْطتُ على ضِرْغامةٍ‪ ،‬وهو آكِلي‬
‫وَبغَى ضالّته‪ ،‬وكذلك كل َطلِبَة‪ ،‬بُغاءً‪ ،‬بالضم والد؛ وأَنشد‬
‫الوهري‪:‬ل َيمَْنعَنّك من بُغا‬
‫ِء الَيْ ِر َتعْقادُ التّمائم‬
‫وبُغايةً أَيضا‪ .‬يقال‪ :‬فَرّقوا لذه الب ِل بُغيانا ُيضِبّون لا‬
‫أَي يتفرّقون ف طلبها‪ .‬وف حديث سُراقة وا ِلجْرةِ‪ :‬انْ َطلِقوا بُغيانا‬
‫أَي ناشدين وطالبي‪ ،‬جع باغ كراع ورُعْيان‪ .‬وف حديث أَب بكر‪ ،‬رضي‬
‫ع ال َغمِيم فقال‪ :‬من أَنتم؟ فقال‬ ‫ال عنه‪ ،‬ف الجرة‪ :‬لقيهما رجل بكُرا ِ‬
‫ض بِبُغاء البل وهداية الطريق‪ ،‬وهو يريد طلبَ‬ ‫أَبو بكر‪ :‬باغٍ وهادٍ؛ عَرّ َ‬
‫الدّينِ والداي َة من الضللة‪ .‬وابتغاه وتََبغّاه واسْتَبْغاه‪ ،‬كل ذلك‪:‬‬
‫طلبه؛ قال ساعدة ابن جُؤيّة ا ُلذَل‪:‬‬
‫ولكنّما أَهلي بوادٍ‪ ،‬أَنِيسُه‬
‫غ تََبغّى الناسَ مَثْن و َموْحَدا‬ ‫سِبا ٌ‬
‫وقال‪:‬‬
‫أَل مَنْ بَيّ َن الَ َخوَيْـ‬
‫ـنِ‪ُ ،‬أمّهما هي الّث ْكلَى‬
‫تُسائ ُل من رَأَى ابْنَيْها‪،‬‬
‫وَتسْتَْبغِي فما تُْبغَى‬
‫جاء بما بعد حرف اللي‬
‫(* قوله «جاء بما بعد حرف اللي إل» كذا‬
‫بالصل‪ ،‬والذي ف الحكم‪ :‬بغي حرف إل)‪ .‬العوّض ما حذف‪ ،‬وبَيّنَ بعن‬
‫تَبَيّنَ‪ ،‬والسم الُبغْيَةُ‪ .‬وقال ثعلب‪َ :‬بغَى الَيْ َر ُبغْيَةً‬
‫وِبغْيَةً‪ ،‬فجعلهما مصدرين‪ .‬ويقال‪َ :‬بغَْيتُ الال من مَبْغاتِه كما تقول أَتيت‬
‫الَمر من مَأتاته‪ ،‬يريد ا َلأْتَي والَْبغَى‪ .‬وفلن ذو بُغاية للكسب‬
‫ت على فلن ُبغْيَتُه أَي َطلِبَتُه‪ ،‬وذلك‬ ‫إذا كان يَبغِي ذلك‪ .‬وارْتَدّ ْ‬
‫إذا ل يد ما َطلَب‪ .‬وقال اللحيان‪َ :‬بغَى الرج ُل الي والشر وك ّل ما‬
‫يطلبه بُغا ًء وِبغْيَة وبِغىً‪ ،‬مقصور‪ .‬وقال بعضهم‪ُ :‬بغْيَةً وبُغىً‪.‬‬
‫والُبغْيَةُ‪ :‬الاجة‪ .‬الَصمعي‪َ :‬بغَى الرجلُ حاجته أَو ضالته يَبْغيها بُغاءً‬
‫وُبغْيَ ًة وبُغايةً إذا طلبها؛ قال أَبو ذؤيب‪:‬‬
‫بغاي ًة إنا تَبْغي الصحاب من الـ‬
‫شمّ الَناجِيجُ‬ ‫فِتْيانِ ف مثله ال ّ‬
‫(* قوله «الناجيج» كذا ف الصل والتهذيب)‪.‬‬
‫والَبغِيّةُ‪ :‬ال ّطلِبَةُ‪ ،‬وكذلك الِبغْية‪ .‬يقال‪َ :‬بغِيّت عندك‬
‫وَبغْيت عندك‪ .‬ويقال‪ :‬أَْبغِن شيئا أَي أَعطن وأَْبغِ ل شيئا‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫اسْتَْبغَْيتُ القوم فََب َغوْا ل وَب َغوْن أَي َطلَبوا ل‪ .‬والِبغْية‬
‫والُبغْيَةُ والَبغِيّةُ‪ :‬ما ابُْتغِي‪ .‬والَبغِيّةُ‪ :‬الضالة الَْبغِيّة‪.‬‬
‫والباغي‪ :‬الذي يطلب الشيء الضالّ‪ ،‬وجعه بُغاة وُبغْيانٌ؛ قال ابن‬
‫صتْ‪،‬‬ ‫أَحر‪:‬أَو باغيان لُبعْرانٍ لنا رَق َ‬
‫حسّون من ُبعْرانِنا أَثَرَا‬ ‫كي ل ُت ِ‬
‫حسّونَ‪ .‬والبِغْية والُبغْية‪ :‬الاجة‬ ‫قالوا‪ :‬أَراد كيف ل ُت ِ‬
‫الَْبغِيّة‪ ،‬بالكسر والضم‪ ،‬يقال‪ :‬ما ل ف بن فلن ِبغْيَة وُبغْية أَي حاجة‪،‬‬
‫فالِبغْيَة مثل اللْسة الت تَْبغِيها‪ ،‬والُبغْية الاجة نفسها؛ عن‬
‫الَصمعي‪ .‬وأَبغاه الشيءَ‪ :‬طلبه له أَو أَعانه على طلبه‪ ،‬وقيل‪ :‬بَغاه الشيءَ‬
‫طلبه له‪ ،‬وأَبغاه إياه أَعانه عليه‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬اسَْتْبغَى القومَ‬
‫فََب َغوْه وب َغوْا له أَي طلبوا له‪ .‬والباغي‪ :‬الطاِلبُ‪ ،‬والمع بُغاة‬
‫وُبغْيانٌ‪ .‬وَبغَيْتُك الشيءَ‪ :‬طلبته لك؛ ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫ن وقَرابةٍ‬ ‫وكم آمِ ٍل من ذي ِغ ً‬
‫لِتَْبغِيَه خيا‪ ،‬وليس بفاعِل‬
‫وأْبغَيْتُك الشيءَ‪ :‬جعلتك له طالبا‪ .‬وقولم‪ :‬يَنَْبغِي لك أَن تفعل‬
‫كذا فهو من أَفعال الطاوعة‪ ،‬تقول‪َ :‬بغَيْتُه فانَْبغَى‪ ،‬كما تقول‪ :‬كسرته‬
‫فانكسر‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬يَْبغُونكم الفِتْنة وفيكم َسمّاعُون لم؛‬
‫أَي يَْبغُون لكم‪ ،‬مذوف اللم؛ وقال كعب بن زهي‪:‬‬
‫إذا ما نُِتجْنا َأرْبَعا عامَ َكفْأَةٍ‪،‬‬
‫بَغاها خَناسيا فأَ ْهلَكَ َأرْبعا‬
‫أَي َبغَى لا خَناسي‪ ،‬وهي الدواهي‪ ،‬ومعن َبغَى ههنا طَلَب‪ .‬الَصمعي‪:‬‬
‫ويقال اْبغِن كذا وكذا أَي أطلبه ل‪ ،‬ومعن اْبغِن واْبغِ ل سواء‪،‬‬
‫وإذا قال أَْبغِن كذا وكذا فمعناه أَ ِعنّي على بُغائه واطلبه معي‪ .‬وف‬
‫الديث‪ :‬اْبغِن أَحجارا َأسْتَطبْ با‪ .‬يقال‪ :‬اْبغِن كذا بمزة الوصل‬
‫أَي ا ْطُلبْ ل‪ .‬وأَْبغِن بمزة القطع أَي أَعنّي على الطلب‪ .‬ومنه‬
‫الديث‪ :‬اْبغُون حَديدةً َأسْتَ ِطبْ با‪ ،‬بمز الوصل والقطع؛ هو من َبغَى‬
‫يَْبغِي بُغاءً إذا طلب‪ .‬وف حديث أَب بكر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬أَنه خرج ف بُغاء‬
‫إبل؛ جعلوا البُغاء على زنة الَدْواء كالعُطاس والزّكام تشبيها لشغل‬
‫قلب الطالب بالداء‪ .‬الكسائي‪ :‬أَْبغَيتُك الشيءَ إذا أَردت أَنك أَعنته‬
‫على طلبه‪ ،‬فإذا أَردت أَنك فعلت ذلك له قلت قد َبغَيْتُك‪ ،‬وكذلك أ ْع َكمْتُك‬
‫أَو أَ ْحمَلْتُك‪ .‬و َع َكمْتُك ال ِعكْم أَي فعلته لك‪ .‬وقوله‪ :‬يَْبغُونَها‬
‫ِعوَجا؛ أَي يَْبغُون للسبيل عوجا‪ ،‬فالفعول الَول منصوب بإسقاط‬
‫الافض؛ ومثله قول الَعشى‪:‬‬
‫شمْسِ صَبّحها‬ ‫حت إذا َذرّ قَ ْر ُن ال ّ‬
‫صحْبَه الُتَعا‬ ‫ذُؤالُ َنبْهانَ‪ ،‬يَْبغِي َ‬
‫أَي يبغي لصحبه الزادَ؛ وقال واِق ُد بن الغِطرِيف‪:‬‬
‫لئن لَبَنُ ا ِلعْزَى باء َموَْيسِلِ‬
‫سقِيمُ‬
‫بَغانَ داءً‪ ،‬إنن لَ َ‬
‫ت أَثَرا يَْبغِينك َم ْعمَرا أَي‬
‫وقال الساجع‪َ :‬أ ْرسِل العُراضا ِ‬
‫ي معمرا‪ .‬يقال‪َ :‬بغَيتُ الشيءَ طلبته‪ ،‬وأَْبغَيْتُك فَرسا‬ ‫يَْب ِغ َ‬
‫أَجْنَبْتُك إياه‪ ،‬وأَْبغَيْتُك خيا أَعنتك عليه‪ .‬الزجاج‪ :‬يقال انَْبغَى لفلن‬
‫صلَ َح له أَن يفعل كذا‪ ،‬وكأَنه قال طََلبَ ِفعْلَ كذا‬ ‫أَن يفعل كذا أَي َ‬
‫ب له أَي طاوعه‪ ،‬ولكنهم اجْتزَؤوا بقولم انَْبغَى‪ .‬وانْبَغى‬ ‫فانْ َطَل َ‬
‫الشيءُ‪ :‬تيسر وتسهل‪ .‬وقوله تعال‪ :‬وما علّمناه الشعر وما ينبغي له؛ أَي ما‬
‫يتسهل له ذلك لَنا ل نعلمه الشعر‪ .‬وقال ابن الَعراب‪ :‬وما ينبغي له‬
‫وما َيصْلُح له‪ .‬وإنه لذُو بُغايةٍ أَي َكسُوبٌ‪.‬‬
‫والِبغْي ُة ف الولد‪ :‬نقِيضُ ال ّر ْشدَةِ‪ .‬وَبغَتِ الَمة تَْبغِي‬
‫َبغْيا وبا َغتْ مُباغاة وبِغاء‪ ،‬بالكسر والدّ‪ ،‬وهي َب ِغيّ‬
‫ت وزَنَتْ‪ ،‬وقيل‪ :‬الَب ِغيّ ا َلمَةُ‪ ،‬فاجرة كانت أَو‬ ‫وَب ُغوٌ‪َ :‬عهَرَ ْ‬
‫غي فاجرة‪ ،‬وقيل‪ :‬الَب ِغيّ أَيضا الفاجرة‪ ،‬حرة كانت أَو أَمة‪ .‬وف‬
‫ك بغيّا؛ أَي ما كانت فاجرة مثل قولم‬ ‫التنيل العزيز‪ :‬وما كانت ُأمّ ِ‬
‫م ْلحَفَة َجدِيدٌ؛ عن الَخفش‪ ،‬وأُم مري حرّة ل مالة‪ ،‬ولذلك ع ّم ثعلبٌ‬
‫بالبِغاء فقال‪َ :‬بغَتِ الرأَةُ‪ ،‬فلم َيخُصّ أَمة ول حرة‪ .‬وقال أَبو عبيد‪:‬‬
‫البَغايا الماءُ لَن ّن كنّ َي ْفجُرْنَ‪ .‬يقال‪ :‬قامت على رؤُوسهم‬
‫البَغايا‪ ،‬يعن الماءَ‪ ،‬الواحدة َب ِغيّ‪ ،‬والمع بغايا‪ .‬وقال ابن خالويه‪:‬‬
‫ص َدرُ باغت بِغاء‬ ‫البِغا ُء مصدر َب َغتِ الرأَة بِغا ًء زَنَت‪ ،‬والبِغاء مَ ْ‬
‫إذا زنت‪ ،‬والبِغا ُء جع َب ِغيّ ول يقال بغِيّة؛ قال الَعشى‪:‬‬
‫جلّةَ الَراجِرَ‪ ،‬كالُبسْـ‬ ‫َي َهبُ اْل ِ‬
‫ق أَطفالِ‬ ‫ـتانِ‪َ ،‬تحْنو لدَرْدَ ٍ‬
‫والبَغايا يَ ْر ُكضْنَ َأ ْكسِيةَ الضْـ‬
‫رِي ِج والشّرْ َعبّ ذا الَذْيالِ‬
‫أَراد‪ :‬وَي َهبُ البغايا لَن الرة ل توهب‪ ،‬ث كثر ف كلمهم حت‬
‫َعمّوا به الفواجر‪ ،‬إماءً كنّ أَو حرائر‪ .‬وخرجت الرأَة تُباغِي أَي تُزان‪.‬‬
‫وبا َغتِ الرأَة تُباغِي بِغا ًء إذا َفجَرَتْ‪ .‬وب َغتِ الرأَ ُة تَْبغِي‬
‫بِغاء إذا فَجرَت‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬ول ُتكْرِهوا فَتياتِكم على‬
‫ي بذلك ف‬ ‫البِغاء؛ والبِغاء‪ :‬ال ُفجُور‪ ،‬قال‪ :‬ول يراد به الشتم‪ ،‬وإن ُس ّم َ‬
‫الَصل لفجورهن‪ .‬قال اللحيان‪ :‬ول يقال رجل بَغيّ‪ .‬وف الديث‪ :‬امرأَة‬
‫َب ِغ ّي دخلت النة ف َكلْب‪ ،‬أَي فاجرة‪ ،‬ويقال للَمة َب ِغيّ وإن ل‬
‫يُرَدْ به الذّم‪ ،‬وإن كان ف الَصل ذمّا‪ ،‬وجعلوا البِغاء على زنة العيوب‬
‫كالِرانِ والشّرادِ لَن الزناعيب‪ .‬والِبغْيةُ‪ :‬نقيض ال ّرشْد ِة ف‬
‫الولد؛ يقال‪ :‬هو ابن ِبغْيَةٍ؛ وأَنشد‪:‬‬
‫لدَى ِر ْشدَةٍ من ُأمّه أَو َبغِيّةٍ‪،‬‬
‫فيَغلِبُها َفحْلٌ‪ ،‬على النسل‪ ،‬مُْنجِب‬
‫قال الَزهري‪ :‬وكلم العرب هو ابن غَيّة وابن زَنيَة وابن َر ْشدَةٍ‪،‬‬
‫وقد قيل‪ :‬زِنْي ٍة و ِرشْدةٍ‪ ،‬والفتح أَفصح اللغتي‪ ،‬وأَما غَيّة فل يوز‬
‫فيه غي الفتح‪ .‬قال‪ :‬وأَما ابن ِبغْية فلم أَجده لغي الليث‪ ،‬قال‪ :‬ول‬
‫أُْب ِعدُه عن الصواب‪.‬‬
‫ليْش؛ قال طُفَيل‪:‬‬ ‫والَبغِيّةُ‪ :‬الطليعةُ الت تكون قبل ورودِ ا َ‬
‫ت بَغاياهُم بنا‪ ،‬وتباشَرَتْ‬ ‫فَأْلوَ ْ‬
‫إل عُرْضِ جَيْشٍ‪َ ،‬غيَ َأنْ ل ُيكَّتبِ‬
‫شعُروا‬ ‫َأْلوَتْ أَي أَشارت‪ .‬يقول‪ :‬ظنوا أَنّا عِ ٌي فتباشروا علم َي ْ‬
‫إل بالغارة‪ ،‬وقيل‪ :‬إن هذا البيت على الماء أَدَ ّل منه على الطّلئع؛‬
‫وقال النابغة ف البغايا الطّلئع‪:‬‬
‫على إثْ ِر الَ ِدلّةِ والبَغايا‪،‬‬
‫ت من الشآمِ‬ ‫و َخفْقِ الناجِيا ِ‬
‫ويقال‪ :‬جاءت َبغِيّةُ القوم وشَّيفَتُهم أَي َطلِيعَتُهم‪ .‬والَبغْيُ‪:‬‬
‫الّت َعدّي‪ .‬وَبغَى الرجلُ علينا َبغْيا‪َ :‬عدَل عن الق واستطال‪.‬‬
‫الفراء ف قوله تعال‪ :‬قل إنا حرّم ربّي الفواحشَ ما ظهر منها وما بطن‬
‫والث والَب ْغيَ بغي الق‪ ،‬الَبغْي الستطالة على الناس؛ وقال الَزهري‪:‬‬
‫معناه الكب‪ ،‬والَبغْي ال ّظلْم والفساد‪ ،‬والَب ْغيُ معظم الَمر‪ .‬الَزهري‪:‬‬
‫وقوله فمن اضْطُر غ َي باغِ ول عادٍ‪ ،‬قيل فيه ثلثة أَوجه‪ :‬قال بعضهم‪:‬‬
‫فمن اضْطُ ّر جائعا غي باغٍ َأ ْكلَها تلذذا ول عاد ول ماوزٍ ما‬
‫غ غي طالب ماوزة‬ ‫َي ْدفَع به عن نفسه الُوعَ فل إث عليه‪ ،‬وقيل‪ :‬غي با ٍ‬
‫قدر حاجته وغ َي ُمقَصّر عما يُقيم حالَه‪ ،‬وقيل‪ :‬غي باغ على المام وغي‬
‫مُتَعدّ على ُأمّته‪ .‬قال‪ :‬ومعن الَبغْي قصدُ الفساد‪ .‬ويقال‪ :‬فلن‬
‫يَبْغي على الناس إذا ظلمهم وطلب أَذاهم‪ .‬والفِئَةُ الباغيةُ‪ :‬هي الظالة‬
‫الارجة عن طاعة المام العادل‪ .‬وقال النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ل َعمّار‪:‬‬
‫وَيْ َح اب ِن ُسمَيّة َتقْتله الفئةُ الباغية وف التنيل‪ :‬فل تَْبغُوا‬
‫عليهن سبيلً؛ أي إن َأ َطعْنكم ل يَْبقَى لكم عليهن طريقٌ إل أَن يكون‬
‫َبغْيا و َجوْرا‪ ،‬وأَصلُ الَبغْي ماوزة الدّ‪ .‬وف حديث ابن عمر‪ :‬قال‬
‫لرجل أَنا أُبغضك‪ ،‬قال‪ :‬لِمَ؟ قال‪ :‬لَنك تَْبغِي ف أَذانِكَ؛ أَراد‬
‫التطريب فيه‪ ،‬والتمديد من تاوُز الد‪ .‬وَبغَى عليه يَْبغِي َبغْيا‪ :‬عل‬
‫عليه وظلمه‪ .‬وف التنيل العزيز‪َ :‬بغَى بعضُنا على بعض‪ .‬وحكى اللحيان عن‬
‫الكسائي‪ :‬ما ل وللَبغِ بعضُكم على بعض؛ أَراد وللبَغْي ول يعلله؛ قال‪:‬‬
‫وعندي أَنه استثقل كسرة العراب على الياء فحذفها وأَلقى حركتها على‬
‫الساكن قبلها‪ .‬وقوم بُغاء‬
‫(* قوله «وقوم بغاء» كذا بالصل بمز آخره بذا‬
‫الضبط ومثله ف الحكم‪ ،‬وسيأت عن التهذيب بغاة بالاء بدل المز وهو الطابق‬
‫للقاموس)‪ .‬وتَبا َغوْا‪َ :‬بغَى بعضُهم على بعض؛ عن ثعلب‪ .‬وَبغَى الوال‪:‬‬
‫ظلم‪ .‬وكلّ ماوزة وإفراط على القدار الذي هو حد الشيء َب ْغيٌ‪ .‬وقال‬
‫اللحيان‪َ :‬بغَى على أَخيه َبغْيا حسده‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬ث ُب ِغيَ عليه‬
‫ليَْنصُرَنّه ال‪ ،‬وفيه‪ :‬والذين إذا أَصابم الَب ْغيُ هم ينتصرون‪.‬‬
‫والَب ْغيُ‪ :‬أَصله السد‪ ،‬ث سي الظلم َبغْيا لَن الاسد يظلم الحسود‬
‫ُج ْهدَه إراغَةَ زوا ِل نعمةِ ال عليه عنه‪ .‬وَبغَى َبغْيا‪َ :‬كذَب‪ .‬وقوله‬
‫تعال‪ :‬يا أَبانا ما نَبْغي هذه بضاعَتُنا؛ يوز أَن يكون ما نَبْتَغي أَي‬
‫ما نطلب‪ ،‬فما على هذا إستفهام‪ ،‬ويوز أَن يكون ما نكْذب ول نَ ْظلِم فما‬
‫على هذا َجحْد‪ .‬وَبغَى ف ِمشْيته َبغْيا‪ :‬اخْتال وأَسرع‪ .‬الوهري‪:‬‬
‫ح ف الفَرس‪ .‬غيه‪ :‬والَب ْغيُ ف َع ْد ِو الفرس‬ ‫والَب ْغيُ اخْتِيا ٌل ومَ َر ٌ‬
‫اختيا ٌل ومَرَح‪َ .‬بغَى َبغْيا‪ :‬مَ ِرحَ واختال‪ ،‬وإنه ليَْبغِي ف َع ْدوِه‪.‬‬
‫قال الليل‪ :‬ول يقال فرس باغٍ‪ .‬والَبغْيُ‪ :‬الكثي من الَطَر‪ .‬وَبغَتِ‬
‫السماء‪ :‬اشتد مطرها؛ حكاه أَبو عبيد‪ .‬وقال اللحيان‪َ :‬دَفعْنا َب ْغيَ‬
‫السماء عنا أَي شدّتَها و ُمعْظَم مطرها‪ ،‬وف التهذيب‪َ :‬دَفعْنا َب ْغيَ‬
‫سدَ وَأ َم ّد ووَ ِرمَ‬
‫السماء خَلفَنا‪ .‬وَبغَى الُرحُ َيْبغِي َبغْيا‪َ :‬ف َ‬
‫ئ وفيه شيء من‬ ‫وتَرامَى إل فساد‪ .‬وبَرِئَ جُرْحُه على َبغْي إذا بر َ‬
‫َنغَلٍ‪ .‬وف حديث أَب َسلَمة‪ :‬أَقام شهرا يداوي ُجرْحَه َفدَمَ َل على َبغْي‬
‫ول َيدْري به أَي على فساد‪ .‬و َجمَل باغٍ‪ :‬ل ُيلْقِح؛ عن كراع‪ .‬وَبغَى‬
‫الشي َء َبغْيا‪ :‬نظر إليه كيف هو‪ .‬وبغاه َبغْيا‪ :‬رَقبَه وانتَظره؛ عنه‬
‫أَيضا‪ .‬وما يَنَْبغِي لك أَن َت ْفعَل وما يَبَْتغِي أَي ل َن ْولُكَ‪ .‬وحكى‬
‫اللحيان‪ :‬ما انَْبغَى لك أَن تفعل هذا وما ابَْتغَى أَي ما ينبغي‪.‬‬
‫صبْ بالعي‪ ،‬وأَنتما عالان ول‬ ‫وقالوا‪ :‬إنك لعال ول تُباغَ أَي ل ُت َ‬
‫تُباغَيا‪ ،‬وأَنتم علماء ول تُبا َغوْا‪ .‬ويقال للمرأَة الميلة‪ :‬إنك‬
‫لميلة ول تُبا َغيْ‪ ،‬وللنساء‪ :‬ول تُباغَيْنَ‪ .‬وقال‪ :‬وال ما نبال أَن‬
‫تُباغيَ أَي ما نبال أَن تصيبك العي‪ .‬وقال أَبو زيد‪ :‬العرب تقول إنه لكري‬
‫ول يُباغَهْ‪ ،‬وإنما لكريان ول يُباغَيا‪ ،‬وإنم لكرام ول يُبا َغوْا‪،‬‬
‫ومعناه الدعاء له أَي ل يُْبغَى عليه؛ قال‪ :‬وبعضهم ل يعله على الدعاء‬
‫فيقول ل يُباغَى ول يُباغَيان ول يُباغَون أَي ليس يباغيه أَحد‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وبعضهم يقول ل يُباغُ ول يُباغان ول يُباغُونَ‪ .‬قال الَزهري‪ :‬وهذا‬
‫من الَبوْغِ‪ ،‬والَول من الَبغْي‪ ،‬وكأَنه جاء مقلوبا‪ .‬وحكى الكسائي‪ :‬إنك‬
‫لعال ول تَُبغْ‪ ،‬قال‪ :‬وقال بعض الَعراب مَنْ هذا الَبُوغُ عليه؟ وقال‬
‫سدُ‪ .‬ويقال‪ :‬إنه لكري‬ ‫حَ‬‫آخر‪ :‬مَن هذا الَبيغُ عليه؟ قال‪ :‬ومعناه ل ُي ْ‬
‫ول يُباغُ؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫إِما َتكَ ّرمْ إنْ أَصَْبتَ كَريةً‪،‬‬
‫فلقد أَراك‪ ،‬ول تُباغُ‪ ،‬لَئِيما‬
‫وف التثنية‪ :‬ل يُباغانِ‪ ،‬ول يُباغُونَ‪ ،‬والقياس أَن يقال ف الواحد‬
‫على الدعاء ول يَُبغْ‪ ،‬ولكنهم أَبوا إلّ أَن يقولوا ول يُباغْ‪ .‬وف‬
‫ق فقال‬ ‫خعِي‪ :‬أَن إبراهيم بن الُهاجِر ُجعِلَ على بيت ال َورِ ِ‬ ‫حديث الّن َ‬
‫النخعي ما ُبغِي له أَي ما خي له‪.‬‬
‫@بقي‪ :‬ف أَساء ال السن الباقي‪ :‬هو الذي ل ينتهي تقدير وجوده ف‬
‫الستقبال إل آخر ينتهي إليه‪ ،‬ويعب عنه بأَنه أَبديّ الوجود‪ .‬والبَقاء‪:‬‬
‫ض ّد الفَناء‪َ ،‬ب ِقيَ الشي ُء يَْبقَى بَقا ًء وَبقَى َبقْيا‪ ،‬الَخي ُة لغة‬
‫بلحرث بن كعب‪ ،‬وأَبقاه وَبقّاه وتََبقّاه واسْتَبْقاه‪ ،‬والسم‬
‫الَبقْيَا والُبقْيَا‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وأَرى ثعلبا قد حكى الُب ْقوَى‪ ،‬بالواو وضم‬
‫الباء‪ .‬والَبقْوَى والَبقْيا‪ :‬إسان يوضعان موضع البْقاء‪ ،‬إن قيل‪ :‬ل‬
‫قلبت العرب لم َفعْلَى إذا كانت اسا وكان لمها ياء واوا حت قالوا‬
‫الَب ْقوَى وما أَشبه ذلك نو الّت ْقوَى وال َعوّى‬
‫(* قوله «العوّى» هكذا‬
‫ف الصل والحكم)؟ فالواب‪ :‬أَنم إنا فعلوا ذلك ف َفعْلى لَنم قد‬
‫قلبوا لم الفُ ْعلَى‪ ،‬إذا كانت اسا وكانت لمها واوا‪ ،‬ياء طلبا للخفة‪،‬‬
‫وذلك نو الدّنْيا والعُلْيا والقُصْيا‪ ،‬وهي من دََنوْتُ و َعَلوْتُ‬
‫صوْت‪ ،‬فلما قلبوا الواو ياء ف هذا وف غيه ما يطول تعداده عوّضوا‬ ‫وَق َ‬
‫الواو من غلبة الياء عليها ف أَكثر الواضع بأَن قلبوها ف نو الَب ْقوَى‬
‫والثّْنوَى واوا‪ ،‬ليكون ذلك ضربا من التعويض ومن التكافؤ بينهما‪ .‬وبقي‬
‫الرجلُ زمانا طويلً أَي عاش وأَبقاه ال‪ .‬الليث‪ :‬تقول العرب‬
‫(* قوله‬
‫«الليث تقول العرب إل» هذه عبارة التهذيب وقد سقط منها جلة ف كلم‬
‫الصنف ونصها‪ :‬تقول العرب نشدتك ال والبقيا وهي البقية‪ ،‬أبو عبيد عن‬
‫شدْتُك ال‬ ‫الكسائي قال‪ :‬البقوى والبقيا هي البقاء مثل الرعوى إل)‪َ .‬ن َ‬
‫والُبقْيَا؛ هو البقاء مثل الرّعْوى والرّعْيا من الرْعاء على الشيء‪ ،‬وهو‬
‫البْقاء عليه‪ .‬والعرب تقول للعدوّ إذا َغَلبَ‪ :‬الَبقِيّةَ أَي‬
‫أَْبقُوا علينا ول تستأْصلونا؛ ومنه قول الَعشى‪:‬‬
‫قالوا الَبقِيّة والَ ّطيّ ي ْأ ُخذُهم‬
‫وف حديث النجاشي والجرة‪ :‬وكان أَْبقَى الرجلي فينا أَي أَكثر إبقاء‬
‫على قومه‪ ،‬ويروى بالتاء من التّقى‪ .‬والباقِي ُة توضع موضع الصدر‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫ما َبقَِيتْ منهم باقِيةٌ‬
‫ول وَقاهم ال من واقِيَة‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬فهل تَرى لم من‬
‫باقية؛ قال الفراء‪ :‬يريد من بَقاء‪ .‬ويقال‪ :‬هل ترى منهم باقيا‪ ،‬كل ذلك ف‬
‫العربية جائز حسن‪ ،‬وَب ِقيَ من الشيء َبقِيّةٌ‪ .‬وأَْبقَْيتُ على فلن إذا‬
‫َأرْعَْيتَ عليه ورَ ِحمْتَه‪ .‬يقال‪ :‬ل أَْبقَى الُ عليك إن أَْبقَْيتَ‬
‫عليّ‪ ،‬والسم الُبقْيَا؛ قال الّلعِي‪:‬‬
‫ب بَن ُكلَْيبٍ‪،‬‬ ‫سََأ ْقضِي بي َكلْ ِ‬
‫وبَيْ َن القَيْ ِن قَيْنِ بَن ِعقَالِ‬
‫ب مَطْ َعمُه خَبيثٌ‪،‬‬ ‫فإنّ الكل َ‬
‫وإنّ القَيْنَ َي ْعمَ ُل ف ِسفَالِ‬
‫فما ُبقْيَا عليّ ترَكْتُمان‪،‬‬
‫ولكنْ ِخفْتُما صَرَدَ النّبالِ‬
‫وكذلك الَبقْوى‪ ،‬بفتح الباء‪ .‬ويقال‪ :‬الُبقْيَا والَب ْقوَى كالفُتْيا‬
‫والفَْتوَى؛ قال أَبو القَمْقام ا َل َسدِيّ‪:‬‬
‫أُذَكّرُ بالَب ْقوَى على ما أَصابَن‪،‬‬
‫وَبقْوايَ أَنّي جا ِهدٌ غَي مُؤتَلي‬
‫ت من الشيء أَي تركت بعضه‪ .‬واسْتبقاه‪ :‬اسَْتحْياه‪ ،‬وطيّءٌ‬ ‫واسَْتْبقَي ُ‬
‫تقول َبقَى وَب َقتْ مكان َب ِقيَ وبَقَيتْ‪ ،‬وكذلك أَخواتا من العتل؛ قال‬
‫البَولن‪:‬‬
‫لضِيضِ‪ ،‬وَتصْـ‬ ‫َتسَْت ْوِقدُ النّبْلَ با َ‬
‫ت على الكَ َرمِ‬ ‫ـطا ُد ُنفُوسا بَُن ْ‬
‫أَي بُنَِيتْ‪ ،‬يعن إذا أَخطأَ يُورِي النارَ‪ .‬والبقيّةُ‪ :‬كالَب ْقوَى‪.‬‬
‫والبِقيّة أَيضا‪ :‬ما بقي من الشيء‪ .‬وقوله تعال‪َ :‬بقِيّةُ ال خي‬
‫لكم‪ .‬قال الزجاج‪ :‬معناه الا ُل الت تبقى لكم من الي خي لكم‪ ،‬وقيل‪ :‬طاعة‬
‫ال خي لكم‪ .‬وقال الفراء‪ :‬يا قوم ما أُبقي لكم من اللل خي لكم‪،‬‬
‫قال‪ :‬ويقال مراقبة ال خي لكم‪ .‬الليث‪ :‬والباقي حاصل الَراج ونوه‪ ،‬ولغة‬
‫طيء َبقَى يَبْقى‪ ،‬وكذلك لغتهم ف كل ياء انكسر ما قبلها‪ ،‬يعلونا أَلفا‬
‫نو َبقَى ورَضَى وفَنَى؛ وقوله عز وجل‪ :‬والباقياتُ الصالاتُ خي عند‬
‫ربك ثوابا؛ قيل‪ :‬الباقيات الصالات الصلوات المس‪ ،‬وقيل هي الَعمال‬
‫الصالة كلها‪ ،‬وقيل‪ :‬هي سبحان ال والمد ل ول إله إل ال وال أَكب‪.‬‬
‫قال‪ :‬والباقيات الصالات‪ ،‬وال أَعلم‪ ،‬كل عمل صال يَْبقَى ثوابه‪.‬‬
‫ت من اليل‪ :‬الت يَْبقَى جَريُها بعد انقطاع جَرْي اليل؛‬ ‫والُْبقِيا ُ‬
‫قال ال َك ْلحَبةُ اليَرْبو ِعيّ‪:‬‬
‫فَأ ْدرَكَ إبْقا َء العَرادَ ِة َظلْعُها‪،‬‬
‫وقد َجعَلَتْن من حزِيةَ إصْبَعا‬
‫ت من اليل هي الت تُْبقِي بعضَ جَريها‬ ‫وف التهذيب‪ :‬ا ُلْبقِيا ُ‬
‫َتدّخِره‪ .‬والُْبقِياتُ‪ :‬الَماكن الت تُبقِى ما فيها من مناقع الاء ول‬
‫تشربه؛ قال ذو الرمة‪:‬‬
‫سدْفةٍ‪،‬‬ ‫فلما رَأَى الرّائي الثّرَيّا ب ُ‬
‫شتْ نِطافُ ا ُلْبقِياتِ الوقائع‬ ‫وَن ّ‬
‫واسَْتبْقى الرجلَ وأَبقى عليه‪ :‬وجب عليه قتل فعفا عنه‪ .‬وأَبْقْيتُ ما‬
‫بين وبينهم‪ :‬ل أُبالغ ف إفساده‪ ،‬والسم الَبقِيّةُ؛ قال‪:‬‬
‫إ ْن ُتذْنِبُوا ث تأْتِين َبقِيّتُكم‪،‬‬
‫فما عل ّي بذَْنبٍ منكُم َفوْتُ‬
‫أَي إبقاؤكم‪ :‬ويقال‪ :‬اسْتَْبقَْيتُ فلنا إذا وجب عليه قتل فعفوت عنه‪.‬‬
‫ستَ بعضَه قلت‪ :‬استبقيت بعضه‪ .‬واسْتَْبقَْيتُ‬ ‫وإذا أَعطيت شيئا وحََب ْ‬
‫فلنا‪ :‬ف معن العفو عن زل واسْتِبْقاء مودّته؛ قال النابغة‪:‬‬
‫وَلسْتَ ُبسْتَبْقِ أَخا ل َتُلمّه‬
‫على َشعَثٍ‪ ،‬أَيّ الرجالِ ا ُل َهذّبُ؟‬
‫وف حديث الدعاء‪ :‬ل تُْبقِي على من َيضْرَعُ إليها‪ ،‬يعن النار‪ .‬يقال‪:‬‬
‫أَْبقَيْت عليه أُْبقِي إبْقا ًء إذا رحته وأَشفقت عليه‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫تََبقّ ْه وت َوقّهْ؛ هو أَمر من البقاء والوِقاء‪ ،‬والاء فيهما للسكت‪ ،‬أَي‬
‫اسْتَبْق النفسَ ول ُتعَرّضْها للهَلك وترّز من الفات‪ .‬وقوله تعال‪:‬‬
‫فلول كان من القرون من قبلكم أُولو َبقِيّة ينهون عن الفساد؛ معناه‬
‫أُولو تييز‪ ،‬ويوز أُولوا بقية أُولو طاعة؛ قال ابن سيده‪ :‬فسر بأَنه‬
‫البقاء وفسر بأَنه الفَهْم‪ ،‬ومعن الَبقِيّة إذا قلت فلن َبقِيّة فمعناه‬
‫ح به‪ ،‬وجع الَبقِيّة بقايا‪ .‬وقال القتيب‪ :‬أُولو‬ ‫فيه َفضْل فيما ُي ْم َد ُ‬
‫سكَة وفيهم خي‪ .‬قال‬ ‫َبقِيّة من دِي ِن قوم لم َبقِيّة إذا كانت بم ُم ْ‬
‫أَبو منصور‪ :‬البَقيّة اسم من البْقاء كأَنه أَراد‪ ،‬وال أَعلم‪ ،‬فلول‬
‫كان من القرون قوم أُولوا إبقاء على أَنفسهم لتمسكهم بالدين الرضي‪،‬‬
‫ونصب إل قليلً لَن العن ف قوله فلول كان فما كان‪ ،‬وانتصاب قليلً على‬
‫النقاع من الَول‪ .‬والُبقْيَا أَيضا‪ :‬البْقاءُ؛ وقوله أَنشده ثعلب‪:‬‬
‫فلول اتّقاءُ ال ُبقْيايَ فيكما‪،‬‬
‫لمْرِ‬
‫َلُلمْتُكما َلوْما أَحَ ّر من ا َ‬
‫أَراد ُبقْيايَ عليكما‪ ،‬فأَبدل ف مَكا َن على‪ ،‬وأَبدل ُبقْيايَ من اتقاء‬
‫صدَه‪ ،‬وقيل‪ :‬هو نظرك إليه؛ قال‬ ‫ال‪ .‬وَبقَا ُه َبقْيا‪ :‬انتظره ورَ َ‬
‫ال ُكمَيْت وقيل هو لكثي‪:‬‬
‫فما زلْتُ أَْبقِي ال ّظعْنَ‪ ،‬حت كأَنا‬
‫أَواقِي سَدىً َتغْتالُنّ الَوائِكُ‬
‫يقول‪ :‬شبهت ا َلظْعَان ف تباعدها عن عين ودخولا ف السراب بالغزل‬
‫الذي ُتسْديه الائك ُة فيتناقص َأوّلً فَأوّلً‪ .‬وَبقَيْتُه أَي نظرت‬
‫إليها وترقبته‪ .‬وَبقِيّةُ ال‪ :‬انتظارُ ثوابه؛ وبه فسر أَبو عل ّي قوله‪:‬‬
‫بقيةُ ال خي لكم إن كنتم مؤمني‪ ،‬لَنه وإنا ينتظر ثوابه من آمن به‪.‬‬
‫وَبقِيّةُ‪ :‬اسم‪ .‬وف حديث معاذ‪َ :‬بقَيْنا رسولَ ال وقد تأَخر لصلة‬
‫العَتَمة‪ ،‬وف نسخة‪َ :‬بقَيْنا رسو َل ال ف شهر رمضان حت خَشينا فوتَ‬
‫الفَلح أَي انتظرناه‪ .‬وَبقّيْتُه‪ ،‬بالتشديد‪ ،‬وأَبقيَته وتََبقّيْتُه كله‬
‫بعن‪ .‬وقال الَحر ف َبقَيْنا‪ :‬انتظرنا وتبصرنا؛ يقال منه‪َ :‬بقَْيتُ‬
‫الرجلَ أَْبقِيه أَي انتظرته و َرقَبْتُه؛ وأَنشد الَحر‪:‬‬
‫فهُ ّن َي ْعلُكْنَ حَدائداتِها‪،‬‬
‫حوَ َأْلوِياتِها‪،‬‬
‫ُجنْحُ النّواصِي َن ْ‬
‫كالطّي تَبقي مُتَداوِِماتِها‬
‫يعن تنظر إليها‪ .‬وف حديث ابن عباس‪ ،‬رضي ال عنهما‪ ،‬وصلة الليل‪:‬‬
‫فَبقَْيتُ كيف يصلي النب‪ ،‬صلى ال عليه وآله وسلم‪ ،‬وف رواية‪ :‬كراهة أَن‬
‫يَرَى أَن كنت أَْبقِيه أَي أَنْظُره وَأرْصُده‪ .‬اللحيان‪َ :‬بقَيْتُه‬
‫وَب َقوْتُه نظرت إليه‪ ،‬وف الحكم‪َ :‬بقَاه بعينه َبقَاوَةً نظر إليه؛ عن‬
‫اللحيان‪ .‬وَب َقوْتُ الشيءَ‪ :‬انتظرته‪ ،‬لغة ف َبقَْيتُ‪ ،‬والياء أَعلى‪.‬‬
‫وقالوا‪ :‬اْبقُ ْه َب ْقوَتَك مالَك وَبقَاوَتَك مالَك أَي احفظه حفْظَك‬
‫مالَك‪.‬‬
‫ت أَردتَ الصو َ‬
‫ت‬ ‫@بكا‪ :‬البُكاء يقصر ويد؛ قاله الفراء وغيه‪ ،‬إذا َمدَدْ َ‬
‫ت الدموع وخروجها؛ قال حسان بن‬ ‫الذي يكون مع البكاء‪ ،‬وإذا قَصرت أَرد َ‬
‫ثابت‪ ،‬وزعم ابن إسحق أَنه لعبد ال بن رواحة وأَنشده أَبو زيد لكعب بن‬
‫مالك ف أَبيات‪:‬‬
‫َب َكتْ عين‪ ،‬وح ّق لا بُكاها‪،‬‬
‫وما ُيغْن البُكاءُ ول العَويلُ‬
‫على َأسَد اللهِ غَداةَ قالوا‪:‬‬
‫أَ َحمْزَةُ ذاكم الرجلُ القتيلُ؟‬
‫أُصِيبَ السلمون به جيعا‬
‫هناك‪ ،‬وقد أُصيب به الرسولُ‬
‫أَبا َيعْلى لك الَركانُ ُهدّتْ‪،‬‬
‫وأَنتَ الاجدُ البَرّ الوصولُ‬
‫عليك سلمُ ربك ف جِنانٍ‪،‬‬
‫مُخالطُها نَعيمٌ ل يزولُ‬
‫قال ابن بري‪ :‬وهذه من قصيدة ذكرها النحاس ف طبقات الشعراء‪ ،‬قال‪:‬‬
‫والصحيح أَنا لكعب بن مالك؛ وقالت النساء ف البكاء المدود ترثي‬
‫أَخاها‪َ :‬دَف ْعتُ بك الُطوبَ وأَنت حيّ‪،‬‬
‫فمن ذا َي ْدَفعُ الَ ْطبَ الَليل؟‬
‫إذا قَبُحَ البُكاء على قَتيل‪،‬‬
‫لسَنَ الميل‬ ‫رأَيتُ بكاءَك ا َ‬
‫وف الديث‪ :‬فإن ل تدوا بُكا ًء فَتَبَا َكوْا أَي َت َكلّفُوا البُكاء‪،‬‬
‫وقد َبكَى يَْبكِي بُكا ًء وبُكىً؛ قال الليل‪ :‬من قصره ذهب به إل معن‬
‫الزن‪ ،‬ومن مدّة ذهب به إل معن الصوت‪ ،‬فلم يبالِ الليلُ اختلفَ‬
‫الركة الت بي باء البكا وبي حاء الزن‪ ،‬لَن ذلك الَطَر يسي‪ .‬قال ابن‬
‫سيده‪، :‬هذا هو الذي جَرّأَ سيبويه على أَن قال وقالوا الّنضْرُ‪ ،‬كما‬
‫لسَنُ‪ ،‬غي أَن هذا مسكّن الَوسط‪ ،‬إل أَن سيبويه زاد على الليل‬ ‫قالوا ا َ‬
‫لَن الليل مَثّلَ حركة بركة وإن اختلفتا‪ ،‬وسيبويه مَثّلَ ساكن‬
‫الَوسط بتحرك الَوسط‪ ،‬ول مالة أَن الركة أَشبه بالركة وإن اختلفتا من‬
‫الساكن بالتحرك‪َ ،‬ف َقصّرَ سيبويه عن الليل‪ ،‬وحُ ّق له ذلك‪ ،‬إذا الليل‬
‫فاقد النظي وعادم الثيل؛ وقول طرفة‪:‬‬
‫وما زال عن ما كَنَْنتُ َيشُوقُن‪،‬‬
‫وما ُقلْتُ حت ا ْرَفضّتِ العيُ باكيا‬
‫فإنه ذكّر باكيا وهي خب عن العي‪ ،‬والعي أُنثى‪ ،‬لَنه أَراد حت‬
‫ارفضت العي ذات بكاء‪ ،‬وإن كان أَكثر ذلك إنا هو فيما كان معن فاعل ل‬
‫معن مفعول‪ ،‬فافهم‪ ،‬وقد يوز أَن يذكر على إرادة العضو‪ ،‬ومثل هذا يتسع فيه‬
‫القول؛ ومثله قول الَعشى‪:‬‬
‫ل منهم َأسِيفا‪ ،‬كأَنا‬ ‫َأرَى رَجُ ً‬
‫شحَيْهِ َكفّا ُمخَضّبا‬‫ضمّ إل َك ْ‬ ‫َي ُ‬
‫ت خضاب‪ ،‬أَو على إرادة العضو كما تقدم؛ قال‪ :‬وقد يوز أَن يكون‬ ‫أَي ذا َ‬
‫مضبا حا ًل من الضمي الذي ف يضم‪ .‬وَبكَيْتُه وَبكَْيتُ عليه بعن‪.‬‬
‫قال الَصمعي‪َ :‬بكَيْت الرج َل وَبكّيْته‪ ،‬بالتشديد‪ ،‬كلها إذا َبكَْيتَ‬
‫عليه‪ ،‬وأَْبكَيته إذا صنعت به ما ُيْبكِيه‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫س طالعة‪ ،‬ليستْ بكاسفةٍ‪،‬‬ ‫الشم ُ‬
‫ك نُجومَ الليل والقَمرا‬ ‫تُبْكي علي َ‬
‫(* رواية ديوان جرير‪ :‬تبكي عليك أَي الشمس‪ ،‬ونصب نوم الليل والقمر‬
‫بكاسفة)‪.‬‬
‫واسَْتْبكَيْتُه وأَْبكَيْتُه بعن‪ .‬والتّبْكاء‪ :‬البُكاء؛ عن‬
‫اللحيان‪ .‬وقال اللحيان‪ :‬قال بعض نساء الَعراب ف تأْخيذ الرجال أَخّذتُه ف‬
‫دُبّاء مُمَلٍ من الاء ُمعَلّقٍ بتِرْشاء فل يَزَ ْل ف ِتمْشاء‬
‫وعينُه ف تِبْكاء‪ ،‬ث فسره فقال‪ :‬التّرشا ُء الَبْلُ‪ ،‬والّتمْشاء الَشيُ‪،‬‬
‫والتّبْكاءُ البُكاء‪ ،‬وكان حكم هذا أَن يقول َتمْشاء وتَبْكاء لَنما‬
‫من الصادر البنية للتكثي كالّتهْذار ف ا َلذْر والّتلْعاب ف‬
‫اللّعب‪ ،‬وغي ذلك من الصادر الت حكاها سيبويه‪ ،‬وهذه الُ ْخذَة قد يوز أَن‬
‫تكون كلها شعرا‪ ،‬فإذا كان كذلك فهو من مَنْهوك النسرح؛ وبيته‪:‬‬
‫صَبْرا بن عَبْد الدارْ‬
‫وقال ابن الَعراب‪ :‬التّبكاء‪ ،‬بالفتح‪ ،‬كثرة البُكاء؛ وأَنشد‪:‬‬
‫وأقْ َرحَ عَيَْنيّ تَبْكاؤُه‪،‬‬
‫ص َممْ‬
‫س ْمعِ مِنّي َ‬
‫ث ف ال ّ‬ ‫وأَحدَ َ‬
‫وباكَْيتُ فلنا فََبكَيْتُه إذا كنتَ أَكث َر بُكا ًء منه‪ .‬وتَباكى‪:‬‬
‫َت َكلّف البُكاءَ‪ .‬والَبكِيّ‪ :‬الكثي البُكاء‪ ،‬على فعيل‪ .‬ورجل باك‪ ،‬والمع‬
‫بُكاة وُب ِكيّ‪ ،‬على ُفعُول مثل جالس و ُجلُوس‪ ،‬إلّ أَنم قلبوا الواو‬
‫ياء‪ .‬وأَْبكَى الرجلَ‪ :‬صَنَع به ما يُبْكيه‪ .‬وَبكّاه على الفَقيدِ‪:‬‬
‫هَيّجه للبكاء عليه ودعاه إليه؛ قال الشاعر‬
‫صَفيّ ُة قُومي ول َت ْقعُدِي‪،‬‬
‫وَبكّي النسا َء على َحمْزه‬
‫ويروى‪ :‬ول َتعْجزي‪ ،‬هكذا روي بالسكان‪ ،‬فالزاي على هذا هو الرويّ ل‬
‫الاء لَنا هاء تأنيث‪ ،‬وهاء التأْنيث ل تكون رويّا‪ ،‬ومن رواه مطلقا‬
‫قال‪ :‬على حزة‪ ،‬جعل التاء هي الرويّ واعتقدها تاء ل هاء لَن التاء تكون‬
‫رويّا‪ ،‬والاء ل تكون البتة رويّا‪ .‬وَبكَاه بُكا ًء وَبكّاه‪ ،‬كلها‪:‬‬
‫َبكَى عليه ورثاه؛ وقوله أَنشده ثعلب‪:‬‬
‫ت مَتَى أَرى ِزقّا صَريعا‪،‬‬ ‫وكن ُ‬
‫يُناحُ على جَنازَتِه‪َ ،‬بكَْيتُ‬
‫فسره فقال‪ :‬أَراد غَنّْيتُ‪ ،‬فجعل البكاء بنلة الغِناء‪ ،‬واستجاز ذلك‬
‫لَن البُكاء كثيا ما َيصْحَبه الصوت كما يصحب الصوت الغناء‪.‬‬
‫والَبكَى‪ ،‬مقصور‪ :‬نبت أَو شجر‪ ،‬واحدته بَكاة‪ .‬قال أَبو حنيفة‪ :‬البَكاة‬
‫مثلُ البَشامة ل فرق بينهما إل عند العال بما‪ ،‬وها كثيا ما تنبتان‬
‫معا‪ ،‬وإذا قطعت البَكاة هُريقت لبنا أَبيض؛ قال ابن سيده‪ :‬وقضينا على‬
‫أَلف الُبكَى بالياء لَنا لم لوجود ب ك ي وعدم ب ك و‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬
‫@بل‪َ :‬بَلوْتُ الرج َل َبلْوا وبَلءً وابَْتلَيْته‪ :‬اخْتَبَرْته‪،‬‬
‫وبَلهُ َيْبلُوه َبلْوا إذا جَرّبَه واخْتَبَره‪ .‬وف حديث حذيفة‪ :‬ل ُأبْلي‬
‫أَحدا َب ْعدَك أَبدا‪ .‬وقد ابَْتلَيْتُه فأَبْلن أَي اسَْتخْبَرْتُه‬
‫فَأخْبَرن‪ .‬وف حديث أُم سلمة‪ :‬إ ّن مِنْ أَصْحاب مَنْ ل يَران بَعدَ‬
‫أَن فا َرقَن‪ ،‬فقال لا عمر‪ :‬بال َأمِنْهم أَنا؟ قالت‪ :‬ل ولن‬
‫أُْبِليَ أَحدا بعدَكَ أَي ل أُخبِر بعدَك أَحدا‪ ،‬وأَصله من قولم أَْبلَيتُ‬
‫فُلنا يينا إذا حلفتَ له بيمي طَيّْبتَ با نفسه‪ .‬وقال ابن‬
‫الَعراب‪ :‬أَبْلى بعن َأخْبَر‪ .‬وابْتَله ال‪ :‬امَْتحَنَه‪ ،‬والسم‬
‫الَب ْلوَى والبِ ْلوَةُ والِبلْيَةُ والَبلِيّةُ والبَلءُ‪ ،‬وُبِليَ بالشيء‬
‫بَلءً وابُْتِليَ؛ والبَل ُء يكون ف الي والشر‪ .‬يقال‪ :‬ابَْتلَيته بلءً‬
‫حسنا وبَل ًء سيّئا‪ ،‬وال تعال يُبْلي العب َد بَلءً حسنا ويُْبلِيه‬
‫بل ًء سيّئا‪ ،‬نسأَل ال تعال العفو والعافية‪ ،‬والمع البَليا‪،‬‬
‫صَ َرفُوا فَعائِ َل إل فَعال كما قيل ف إداوة‪ .‬التهذيب‪ :‬بَله يَْبلُوه‬
‫َبلْوا‪ ،‬إذا ابتَله ال ببَلء‪ ،‬يقال‪ :‬ابْتَله ال ببَلء‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫اللهم ل ُتبْلنا إلّ بالت هي أَحسن‪ ،‬والسم البَلء‪ ،‬أَي ل‬
‫َتمَْتحِنّا‪ .‬ويقال‪َ :‬أبْله ال يُْبلِيه إبْلءً حسنا إذا صنع به صُنْعا‬
‫ل بَلء وابْتَله أَي اختَبه‪ .‬والتّبال‪ :‬الختبار‪.‬‬ ‫جيلً‪ .‬وبَله ا ُ‬
‫والبَلء‪ :‬الختبار‪ ،‬يكون بالي والشر‪ .‬وف كتاب هرقل‪َ :‬فمَشى قَيْصر إل‬
‫إيلِياء لّا أَبْلهُ ال‪ .‬قال القتيب‪ :‬يقال من الي أَْبلَيْته‬
‫إبْلء‪ ،‬ومن الشر َبَلوْته أَْبلُوه بَلءً‪ ،‬قال‪ :‬والعروف أَن البتلء‬
‫يكون ف الي والشر معا من غي فرق بي فعليهما؛ ومنه قوله تعال‪:‬‬
‫ونَْبلُوكم بالشر والي فتنة؛ قال‪ :‬وإنا مشى قيصر شكرا لندفاع فارس عنه‪.‬‬
‫قال ابن بري‪ :‬والبَلء النعام؛ قال ال تعال‪ :‬وآتيناهم من اليات ما فيه‬
‫بَلء مبي؛ أَي إنعام بَيّن‪ .‬وف الديث‪ :‬مَنْ أُبْليَ َفذَكَ َر َفقَد‬
‫َشكَرَ؛ البلء‪ :‬النعام والحسان‪ .‬يقال‪َ :‬بَلوْت الرج َل وأَْبلَيْت‬
‫عندَه بَلء حسنا‪ .‬وف حديث كعب بن مالك‪ :‬ما َعِل ْمتُ أَحدا أَبْله ال‬
‫أَحسنَ ِممّا أَبْلن‪ ،‬والبَل ُء السم‪ ،‬مدودٌ‪ .‬يقال‪ :‬أَبْله الُ‬
‫بَلءً حسنا وأَْبلَيْته معروفا؛ قال زهي‪:‬‬
‫َجزَى الُ بالحسا ِن ما َفعَل ِب ُكمْ‪،‬‬
‫وأَبْلها خيَ البَلء الّذي يَْبلُو‬
‫أَي صَنَع بما خ َي الصّنِيع الذي يَْبلُو به عباده‪ .‬ويقال‪ُ :‬بِليَ‬
‫فلنٌ وابُْتِليَ إذا ا ْمُتحِنَ‪ .‬والبلوَى‪ :‬اسم من بَله ال َيْبلُوه‪.‬‬
‫وف حديث حذيفة‪ :‬أَنه ُأقِي َمتِ الصل ُة فَتَدافَعوها فَتَقدّ َم حذيفة‬
‫فلما َسلّم من صلته قال‪ :‬لتَبَْتلُنّ لَها إماما أَو لَُتصَلّنّ‬
‫وُحْدانا؛ قال شر‪ :‬قوله لتَبَْتلُنّ لا إماما يقول لَتخْتارُنّ‪ ،‬وأَصله‬
‫من البتلء الختبار من بله يبلوه‪ ،‬وابتله أَي جَرّبه؛ قال‪ :‬وذكره‬
‫غيه ف الباء والتاء واللم وهو مذكور ف موضعه وهو أشبه‪ .‬ونزلت بل ِء على‬
‫الكفار مثل قَطامِ‪ :‬يعن البلءَ‪ .‬وأَْبلَيْت فلنا عُذرا أَي بَيّنت‬
‫وجه العذر لُزيل عن اللوم‪ .‬وأَبْله عُذرا‪ :‬أَدّاه إليه فقبله‪،‬‬
‫وكذلك أَبْله ُج ْهدَه وناِئلَه‪ .‬وف الديث‪ :‬إنا الن ْذرُ ما ابُْتِليَ به‬
‫صدَ به‪ .‬وقوله ف حديث برّ الوالدين‪:‬‬ ‫وجه ال أَي أُريد به وجه ُه وُق ِ‬
‫أَبْلِ ال تعال ُعذْرا ف بِرّها أَي َأعْطِه وأَْبلِغ العُذرَ فيها‬
‫إليه؛ العن أَحسن فيما بينك وبي ال ببك إياها‪ .‬وف حديث سعد يوم بدر‪:‬‬
‫َعسَى أَن ُيعْطَى هذا مَن ل يُبْلي بَلئي أَي يعملُ مث َل عملي ف‬
‫الرب‪ ،‬كأَنه يريد أَفعل فعلً أُخَْتبَر به فيه ويظهر به خيي وشري‪ .‬ابن‬
‫الَعراب‪ :‬ويقال أَْبلَى فلن إذا اجتهد ف صفة حرب أَو كرم‪ .‬يقال ‪:‬‬
‫أَْبلَى ذلك اليومَ بَلءً حسنا‪ ،‬قال‪ :‬ومثله بالَى يُبال مُبالةً؛‬
‫وأَنشد‪:‬ما ل أَراكَ قائما تُبال‪،‬‬
‫ت من الُزالِ؟‬ ‫وأَنتَ قد ُقمْ َ‬
‫قال‪ :‬سعه وهو يقول أَكلْنا وشربْنا وف َعلْنا‪ُ ،‬ي َعدّد الكارمَ وهو ف‬
‫ذلك كاذب؛ وقال ف موضع آخر‪ :‬معناه تبال تنظر أَيهم أَحسن بالً وأَنت‬
‫هالك‪ .‬قال‪ :‬ويقال بالَى فلنٌ فلنا مُبالةً إذا فاخَرَه‪ ،‬وبالهُ‬
‫يُباليهِ إذا ناَقصَه‪ ،‬وبالَى بالشيء يُبال به إذا اهَْتمّ به‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫اشتقاقُ بالَْيتُ من البَالِ بالِ النفسِ‪ ،‬وهو الكْتِراثُ؛ ومنه أَيضا‪ :‬ل‬
‫َيخْطُ ْر بِبال ذلك الَمر أَي ل ُيكْرِثْن‪ .‬ورج ٌل ِب ْلوُ شَرّ‬
‫وِب ْليُ خَيٍ أَي َقوِيّ عليه مبَتلًى به‪ .‬وإنه لَِبلْ ٌو وِب ْليٌ من أَبْلء‬
‫الالِ أَي قَّيمٌ عليه‪ .‬ويقال للراعي السنِ الرّعْيَة‪ :‬إنه لَِب ْلوٌ‬
‫من أَبْلئها‪ ،‬وحِبْ ٌل من أَحْبالِها‪ ،‬و ِعسْ ٌل من أَعسالا‪ ،‬وزِرّ من‬
‫أَزرارِها؛ قال عمر بن َلجَإ‪:‬‬
‫فصا َدَفتْ أَ ْعصَ َل من َأبْلئها‪،‬‬
‫ع على ظمائها‬ ‫ُي ْعجِبُه النّزْ ُ‬
‫قلبت الواو ف كل ذلك ياء للكسرة وضعف الاجز فصارت الكسرة كأَنا باشرت‬
‫الواو‪ .‬وفلن ِب ْليُ أَسفارٍ إذا كان قد بَلهُ السفر وا َلمّ ونوها‪.‬‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وجعل ابن جن الياء ف هذا بد ًل من الواو لضعف حجز اللم‬
‫ب يَْبلَى‬‫كما ذكرناه ف قوله فلن من ِعلْيَةِ الناس‪ .‬وَبِليَ الثو ُ‬
‫ِبلًى وبَلء وأَبْله هو؛ قال العجاج‪:‬‬
‫والَ ْرءُ ُيْبلِيهِ بَل َء السّربالْ‬
‫كرّ الليال واْنتِقالُ الَحوالْ‬
‫أَراد‪ :‬إبلء السربال‪ ،‬أَو أَراد‪ :‬فيَبْلى بَلء السّربال‪ ،‬إذا فَتَحتَ‬
‫ت َقصَرْتَ‪ ،‬ومثله القِرى والقَرا ُء والصّلى‬ ‫الباء َمدَدْتَ وإذا كَسرْ َ‬
‫والصّلءُ‪ .‬وبَلّه‪ :‬كأَبْلهُ؛ قال ال ُعجَي السلول‪:‬‬
‫وقاِئلَةٍ‪ :‬هذا ال ُعجَيْ ُر َتقَلَّبتْ‬
‫به أَبْطُ ٌن َبلّيْنَهُ وظُهور‬
‫رَأَتْن تاذَْبتُ الغَداةَ‪ ،‬ومَن َيكُنْ‬
‫فَتًى عامَ عامَ الاء‪َ ،‬ف ْهوَ كَبي‬
‫وقال ابن أَحر‪:‬‬
‫ستُ أَب حت تََبلّْيتُ ُعمْرَه‪،‬‬ ‫لَِب ْ‬
‫وَبلّْيتُ أَعْمامِي وَبلّْيتُ خالِيا‬
‫يريد أَي عشت الدة الت عاشها أَب‪ ،‬وقيل‪ :‬عامَرتُه طُول حيات‪،‬‬
‫خلِفُ ال‪ ،‬وبَلّهُ‬ ‫جدّ‪ :‬أَبْ ِل وُي ْ‬ ‫وأَْبلَيْتُ الثّوبَ‪ .‬يقال لل ُم ِ‬
‫سفَرُ وَبلّى عليه وأَبْله؛ أَنشد ابن الَعراب؛‬ ‫ال ّ‬
‫َقلُوصانِ َعوْجاوانِ‪َ ،‬بلّى عَليهِما‬
‫ب السّرَى‪ ،‬ث اقْتِداحُ الَواجِر‬ ‫دُؤو ُ‬
‫وناقَ ٌة ِب ْلوُ سفرٍ‪ ،‬بكسر الباء‪ :‬أَبلها السفر‪ ،‬وف الحكم‪ :‬قد‬
‫َبلّها السفر‪ ،‬وِب ْل ُي َسفَر وِب ْلوُ شَ ّر وِب ْليُ ش ّر ورَذِيّةُ َسفَرٍ‬
‫ورَذِيّ َسفَر ورَذاةُ َسفَرٍ‪ ،‬ويمع رَذِيّات‪ ،‬وناقة َبلِيّة‪ :‬يوت‬
‫صاحبها فيحفر لديها حفرة وتشدّ رأْسها إل خلْفها وتُْبلَى أَي تترك هناك ل‬
‫تعلف ول تسقى حت توت جوعا وعطشا‪ .‬كانوا يزعمون أَن الناس يشرون يوم‬
‫القيامة ركبانا على البليا‪ ،‬أَو مُشاة إذا ل ُتعْكسَ مَطاياهم على‬
‫قبورهم‪ ،‬قلت‪ :‬ف هذا دليل على أَنم كانوا يرون ف الاهلية البعث والشر‬
‫بالَجساد‪ ،‬تقول منه‪َ :‬بلّيتُ وأَْبلَيْت؛ قال الطرماح‪:‬‬
‫مَنازِل ل تَرَى الَنْصابَ فيها‪،‬‬
‫ول ُحفَرَ الَُبلّي لِلمَنون‬
‫أَي أَنا منازل أَهل السلم دون الاهلية‪ .‬وف حديث عبد الرزاق‪ :‬كانوا‬
‫ف الاهلية َي ْعقِرُون عندَ القب َبقَرة أَو ناقة أَو شا ًة ويُسمّون‬
‫ال َعقِيَة الَبلِيّة‪ ،‬كان إذا مات لم من َيعِزّ عليهم أَخذوا ناقة‬
‫فعقلوها عند قبه فل تعلف ول تسقى إل أَن توت‪ ،‬وربا حفروا لا حفية‬
‫وتركوها فيها إل أَن توت‪ .‬وَبلِيّة‪ :‬بعن مُبْلةٍ أَو مُبَلّة‪،‬‬
‫وكذلك الرّذِيّة بعن مُرَذّاة‪ ،‬فعِيلة بعن مُ ْفعَلة‪ ،‬وجعُ‬
‫الَبلِيّةِ الناق ِة بَليا‪ ،‬وكان أَهل الاهلية يفعلون ذلك‪ .‬ويقال‪ :‬قامت‬
‫مَُبلّيات فلن يَُنحْنَ عليه‪ ،‬وهن النساء اللوات يقمن حول راحلته فيَُنحْنَ إذا‬
‫مات أَو قُتل؛ وقال أَبو زُبيد‪:‬‬
‫كالبَليا ُرؤُوسُها ف الوَليا‪،‬‬
‫مانِحاتِ السّمومِ حُ ّر الُدود‬
‫الحكم‪ :‬ناقة ِب ْلوُ سفر قد بلها السفر‪ ،‬وكذلك الرجل والبعي‪ ،‬والمع‬
‫أَبلءٌ؛ وأَنشد الَصمعي لَندَل بن الثن‪:‬‬
‫ومَْنهَلٍ من الَنيس ناء‪،‬‬
‫شَبي ِه َل ْونِ ا َلرْضِ بالسّماءِ‪،‬‬
‫داوَيْتُه بِرُ ّجعٍ أَبْلءِ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الَبِليّ والبَلِيّةُ والبَليا الت قد أَعْيت وصارت‬
‫ِنضْوا هالكا‪ .‬ويقال‪ :‬فاقتك ِب ْلوُ سفر إذا أَبلها السفر‪ .‬الحكم‪:‬‬
‫والَبلِيّة الناقة أَو الدابة الت كانت ُت ْعقَلُ ف الاهلية‪ ،‬تُشدّ عند‬
‫قب صاحبها ل تعلف ول تسقى حت توت‪ ،‬كانوا يقولون إن صاحبها يشر‬
‫عليها؛ قال غَيْلن بن الرّبعِي‪:‬‬
‫باَتتْ وباتُوا‪ ،‬كَبَليا الَبْلءُ‪،‬‬
‫مُ ْطلَْنفِئِيَ عِندَها كا َلطْلءْ‬
‫يصف َحلْبة قادها أَصحابا إل الغاية‪ ،‬وقد ُبلِيت‪ .‬وأَْبلَيْت الرجلَ‪:‬‬
‫أَحلفته‪ .‬وابَْتلَى هو‪ :‬اسَتحْلف واسَتعْرَف؛ قال‪:‬‬
‫ق وتَبْتَلي‪،‬‬
‫تَُبغّي أَباها ف الرّفا ِ‬
‫وَأوْدَى به ف ُلجّةِ البَح ِر تسَحُ‬
‫أَي تسأَلم أَن يلفوا لا‪ ،‬وتقول لم‪ :‬ناشدتكم ال هل تعرفون لَب‬
‫خبا؟ وأَبْلى الرجلَ‪َ :‬حلَف له؛ قال‪:‬‬
‫س ف ُحبّ غَيْرها‪،‬‬ ‫وإن لُبْلي النا َ‬
‫فَأمّا على ُجمْلٍ فإنَي ل أُبْلي‬
‫أَي أَحلف للناس إذا قالوا هل تب غيها أَن ل أُحب غيها‪ ،‬فأَما‬
‫عليها فإن ل أَحلف؛ قال أَبو سعيد‪ :‬قوله تبتلي ف البيت الَول تتب‪،‬‬
‫والبتلء الختبار بيمي كان أَو غيها‪ .‬وأَبلَيْت فلنا يينا إبْلء إذا‬
‫حلفت له فطيّبت با نفسه‪ ،‬وقول أَوس بن َحجَر‪:‬‬
‫كَأنّ جديدَ الَرضِ‪ ،‬يُبْليكَ عن ُهمُ‪،‬‬
‫َت ِقيّ اليَميِ‪ ،‬بعدَ َعهْدكَ‪ ،‬حاِلفُ‬
‫أَي يلف لك؛ التهذيب‪ :‬يقول كأَن جديد أَرض هذه الدار وهو وجهها لا عفا‬
‫من رسومها وا ّمحَى من آثارها حالفٌ َت ِق ّي اليمي‪ ،‬يلف لك أَنه ما حل‬
‫بذه الدار أَحد ِلدُروس معاهدها ومعالها‪ .‬وقال ابن السكيت ف قوله‬
‫يبليك عنهم‪ :‬أَراد كَأنّ جديد الَرض ف حال إبلئه إياك أَي تطييبه إياك‬
‫ف تقيّ اليمي‪ .‬ويقال‪ :‬أَبْلى ال فلنٌ إذا حلف؛ قال الراجز‪:‬‬ ‫حال ٌ‬
‫فََأ ْوجِع الَْنبَ وأَعْرِ ال ّظهْرا‪،‬‬
‫أَو ُيْبلِيَ ال يَمينا صَبْرا‬
‫حلَفتُ؛ قال الشاعر‪:‬‬ ‫ويقال‪ :‬ابَتلَيْت أَي اسَت ْ‬
‫ق وتَبْتَلي‪،‬‬‫تُسائِ ُل َأسْماءُ الرّفا َ‬
‫ومنْ دُو ِن ما َي ْهوَيْ َن بابٌ وحاجبُ‬
‫ت مُبالةً‬
‫أَبو بكر‪ :‬البِلءُ هو أَن يقول ل أُبال ما صََنعْ ُ‬
‫وبِلءً‪ ،‬وليس هو من بَليَ الثوبُ‪ .‬ومن كلم السن‪ :‬ل يُباِل ِهمُ الُ بالَةً‪.‬‬
‫وقولم‪ :‬ل أُباليه ل أَكْتَرِثُ له‪ .‬ويقال‪ :‬ما أُباليهِ بالةً وبالً؛‬
‫قال ابن أَحر‪:‬‬
‫ليّ الزّيال‪،‬‬ ‫أَ َغدْوا وا َعدَ ا َ‬
‫و َشوْقا ل يُبال العَيْنَ بال‬
‫وبِل ًء ومُبالةً ول أُبا ِل ول أُبَلْ‪ ،‬على القصر‪ .‬وف الديث‪:‬‬
‫ل بالةً‪ ،‬وف رواية‪ :‬ل يُبال بم بالةً‬ ‫وتَْبقَى حُثالَةٌ ل يُباليهمُ ا ُ‬
‫أَي ل يرفع لم قدرا ول يقيم لم وزنا‪ ،‬وأَصل بالةً باليةً مثل عافاه‬
‫عافيةً‪ ،‬فحذفوا الياء منها تفيفا كما حذفوا من ل أُبَلْ‪ .‬يقال‪ :‬ما‬
‫بالَيته وما باليت به أَي ل أَكترث به‪ .‬وف الديث‪ :‬هؤلء ف النة ول‬
‫أُبال وهؤلء ف النار ول أُبال؛ وحكى الَزهري عن جاعة من العلماء‪:‬‬
‫أَن معناه ل أَكره‪ .‬وف حديث ابن عباس‪ :‬ما أُباليه بالةً‪ .‬وحديث الرجل مع‬
‫َعمَله وأَهلِه ومالِهِ قال‪ :‬هو َأَقلّهم به بالةً أَي مبالة‪ .‬قال‬
‫الوهري‪ :‬فإذا قالوا ل أُبَلْ حذفوا الَلف تفيفا لكثرة الستعمال كما‬
‫حذفوا الياء من قولم ل أَدْر‪ ،‬كذلك يفعلون بالصدر فيقولون ما أُبالِيه‬
‫بالةً‪ ،‬والَصل فيه بالية‪ .‬قال ابن بري‪ :‬ل يذف الَلف من قولم ل أَبل‬
‫تفيفا‪ ،‬وإنا حذفت للتقاء الساكني‪ .‬ابن سيده‪ :‬قال سيبويه وسأَلت‬
‫الليل عن قولم َلمْ أُبَ ْل فقال‪ :‬هي من باليت‪ ،‬ولكنهم لا أَسكنوا اللم‬
‫حذفوا الَلف لئل يلتقي ساكنان‪ ،‬وإنا فعلوا ذلك بالزم لَنه موضع حذف‪،‬‬
‫فلما حذفوا الياء الت هي من نفس الرف بعد اللم صارت عندهم بنلة نون‬
‫يكن حيث أُسكنت‪ ،‬فإسكان اللم هنا بنلة حذف النون من يكن‪ ،‬وإنا فعلوا‬
‫هذا بذين حيث كثر ف كلمهم حذف النون والركات‪ ،‬وذلك نو مذ ولد وقد علم‪،‬‬
‫وإنا الَصل منذ ولدن وقد علم‪ ،‬وهذا من الشواذ وليس ما يقاس عليه‬
‫ويطرد‪ ،‬وزعم أَن ناسا من العرب يقولون َلمْ أَُبلِهِ‪ ،‬ل يزيدون على حذف‬
‫الَلف كما حذفوا ُعلَبِطا‪ ،‬حيث كثر الذف ف كلمهم كما حذفوا أَلف‬
‫احَ ّر وأَلف ُعلَبِطٍ وواو َغدٍ‪ ،‬وكذلك فعلوا بقولم َبلِيّة كأَنا بالية‬
‫بنلة العافية‪ ،‬ول يذفوا ل أُبال لَن الذف ل يقوى هنا ول يلزمه‬
‫حذف‪ ،‬كما أَنم إذا قالوا ل يكن الرجل فكانت ف موضع ترك ل تذف‪ ،‬وجعلوا‬
‫الَلف تثبت مع الركة‪ ،‬أَل ترى أَنا ل تذف ف أُبال ف غي موضع‬
‫الزم‪ ،‬وإنا تذف ف الوضع الذي تذف منه الركة؟‬
‫وهو ِبذِي ِبّليّ وَبلّى وُبلّى وِبلّى وَبِل ّي وِبلِيّانٍ‬
‫وَبلَيانٍ‪ ،‬بفتح الباء واللم إذا بعد عنك حت ل تعرف موضعه‪ .‬وقال ابن جن‪:‬‬
‫قولم أَتى على ذي ِبلِيّانَ غي مصروف وهو علم البعد‪ .‬وف حديث خالد بن‬
‫الوليد‪ :‬أَنه قال إن عمر استعملن على الشام وهو له ُم ِهمّ‪ ،‬فلما َأْلقَى‬
‫الشا ُم بَوانِيَ ُه وصار ثنيه‬
‫(* قوله «وصار ثنيه» كذا بالصل)‪ .‬عزلن‬
‫واستعمل غيي‪ ،‬فقال رجل‪ :‬هذا وال الفِتْنةُ؛ فقال خالد‪ :‬أَما واب ُن الطاب‬
‫ح ّي فل‪ ،‬ولكن ذاك إذا كان الناس ِبذِي ِبّليّ وذِي َبلّى؛ قوله‪:‬‬
‫َألْقَى الشامُ بَوانِيَ ُه وصار ثنيه أَي قَ ّر قَرارُ ُه وا ْطمََأنّ‬
‫أَمرُه‪ .،‬وأَما قوله إذا كان الناس بذي ِبّليّ فإن أَبا عبيد قال‪ :‬أَراد‬
‫تفرّق الناس وأَن يكونوا طوائف وفرقا من غي إمام يمعهم‪ ،‬وكذلك كل من بعد‬
‫عنك حت ل تعرف موضعه فهو بذي بّليّ‪ ،‬وهو من بَلّ ف الَرض إذا ذهب‪،‬‬
‫أَراد ضياع أُمور الناس بعده‪ ،‬وفيه لغة أُخرى‪ :‬بذي ِبلّيان؛ قال‪ :‬وكان‬
‫الكسائي ينشد هذا البيت ف رجل يطيل النوم‪:‬‬
‫تَنامُ وَيذْهبُ ا َلقْوامُ حَتّى‬
‫يُقالَ‪ :‬أُتَوا على ذي ِبلّيانِ‬
‫يعن أَنه أَطال النوم ومضى أَصحابه ف سفرهم حت صاروا إل الوضع الذي‬
‫ل يعرف مكانم من طول نومه؛ قال ابن سيده‪ :‬وصرفه على مذهبه‪ .‬ابن‬
‫الَعراب‪ :‬يقال فلن بذي بليّ وذي بليّان إذا كان ضائعا بعيدا عن‬
‫أَهله‪.‬وتَبْلى وَبِليّ‪ :‬اسا قبيلتي‪ .‬وَبِليّ‪ :‬حي من اليمن‪ ،‬والنسبة إليهم‬
‫َبَلوِيّ‪ .‬الوهري‪َ :‬بِليّ‪ ،‬على فعيل‪ ،‬قبيلة من قضاعة‪ ،‬والنسبة إليهم‬
‫َبَلوِيّ‪ .‬والَبْلءُ‪ :‬موضع‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬وليس ف الكلم اسم على‬
‫أَفعال إلّ الَبواء والَنْبار والَبْلء‪.‬‬
‫وَبلَى‪ :‬جواب استفهام فيه حرف نفي كقولك أَل تفعل كذا؟ فيقول‪ :‬بلى‪.‬‬
‫وبلى‪ :‬جواب استفهام معقود بالحد‪ ،‬وقيل‪ :‬يكون جوابا للكلم الذي فيه الحد‬
‫كقوله تعال‪ :‬أَلستُ بربكم قالوا بلى‪ .‬التهذيب‪ :‬وإنا صارت بلى تتصل‬
‫بالحد لَنا رجوع عن الحد إل التحقيق‪ ،‬فهو بنله بل‪ ،‬وبل سبيلها أَن‬
‫تأَت بعد الحد كقولك‪ :‬ما قام أَخوك بل أَبوك‪ ،‬وما أَكرمت أَخاك بل أَباك‪،‬‬
‫قال‪ :‬وإذا قال الرجل للرجل أَل تقوم؟ فقال له‪ :‬بلى‪ ،‬أَراد بل أَقوم‪،‬‬
‫فزادوا الَلف على بل ليحسن السكوت عليها‪ ،‬لَنه لو قال بل كان يتوقع كلما‬
‫بعد بل‪ ،‬فزادوا الَلف ليزول عن الخاطَب هذا التوهم‪ .‬قال ال تعال‪:‬‬
‫وقالوا لن تسنا النار إل أَياما معدودة‪ ،‬ث قال‪ :‬بلى من كسب سيئة؛‬
‫والعن بل من كسب سيئة؛ وقال البد‪ :‬بل حكمها الستدراك أَينما وقعت ف جحد‬
‫أَو إياب‪ ،‬قال‪ :‬وبلى يكون إيابا للمنفي ل غي‪ .‬الفراء قال‪ :‬بل تأْت‬
‫لعنيي‪ :‬تكون إضرابا عن الَول وإيابا للثان كقولك عندي له دينار‬
‫ل بل ديناران‪ ،‬والعن الخر أَنا توجب ما قبلها وتوجب ما بعدها وهذا‬
‫يسمى الستدراك لَنه أَراده فنسيه ث استدركه‪ .‬قال الفراء‪ :‬والعرب تقول‬
‫بَلْ وال ل آتيك وبَنْ وال‪ ،‬يعلون اللم فيها نونا؛ قال‪ :‬وهي لغة‬
‫بن سعد ولغة كلب‪ ،‬قال‪ :‬وسعت الباهليي يقولون ل بَ ْن بعن ل بَلْ‪ .‬ابن‬
‫سيده‪ :‬وقوله عز وجل‪َ :‬بلَى قد جاءتك آيات؛ جاء ببلى الت هي معقودة‬
‫بالحد‪ ،‬وإن ل يكن ف الكلم لفظ جحد‪ ،‬لَن قوله تعال‪ :‬لو أَن ال هدان؛‬
‫ف قوّة الحد كأَنه قال ما ُهدِيتُ‪ ،‬فقيل بلى قد جاءتك آيات؛ قال ابن‬
‫سيده‪ :‬وهذا ممول على الواو لَن الواو أَظهر هنا من الياء‪ ،‬فحملت ما ل‬
‫تظهر فيه عى ما ظهرت فيه؛ قال‪ :‬وقد قيل إن المالة جائزة ف بلى‪ ،‬فإذا‬
‫كان ذلك فهو من الياء‪ .‬وقال بعض النحويي‪ :‬إنا جازت المالة ف بلى لَنا‬
‫شابت بتمام الكلم واستقلله با وغنائها عما بعدها الَساء الستقبلة‬
‫بأَنفسها‪ ،‬فمن حيث جازت إمالة الَساء جازت أَيضا إمالة بلى‪ ،‬أَل ترى‬
‫أَنك تقول ف جواب من قال أَل تفعل كذا وكذا‪ :‬بلى‪ ،‬فل تتاج لكونا‬
‫ل إل شيء بعدها‪ ،‬فلما قامت بنفسها وقويت لقت ف القوة‬ ‫جوابا مستق ً‬
‫بالَساء ف جواز إمالتها كما أُميل أنّى ومت‪ .‬الوهري‪ :‬بلى جواب للتحقيق‬
‫يوجب ما يقال لك لَنا ترك للنفي‪ ،‬وهي حرف لَنا نقيضة ل‪ ،‬قال سيبويه‪:‬‬
‫ليس بلى ونعم اسي‪ ،‬وقال‪ :‬ب ْل مففٌ حرفٌ‪ ،‬يعطف با الرف الثان على‬
‫الَول فيلزمه مثل إعرابه‪ ،‬وهو الضراب عن الَول للثان‪ ،‬كقولك‪ :‬ما جاءن‬
‫زيد بل عمرو‪ ،‬وما رأَيت زيدا بل عمرا‪ ،‬وجاءن أَخوك بل أَبوك‪ ،‬تعطف با‬
‫بعد النفي والثبات جيعا؛ وربا وضعوه موضع رب كقول الراجز‪:‬‬
‫بَ ْل َم ْهمَهٍ قَ َط ْعتُ َب ْعدَ َم ْهمَهِ‬
‫يعن رب مهمه‪ ،‬كما يوضع الرف موضع غيه اتساعا؛ وقال آخر‪:‬‬
‫جفَتْ‬ ‫لَ‬ ‫بَلْ َجوْز تَيْهاءَ ك َظهْرِ ا َ‬
‫وقوله عز وجل‪ :‬ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا ف عزة وشقاق؛ قال‬
‫الَخفش عن بعضهم‪ :‬إن بل ههنا بعن إنّ‪ ،‬فلذلك صار القسم عليها؛ قال‪ :‬وربا‬
‫استعملته العرب ف قطع كلم واستئناف آخر فينشد الرجل منهم الشعر فيقول‪:‬‬
‫ج أَحزانا و َشجْوا َق ْد َشجَا‬ ‫بل ما ها َ‬
‫ويقول‪:‬‬
‫س منْ آهالِها‬ ‫بل وَب ْلدَةٍ ما الن ُ‬
‫@بن‪ :‬بَنَا ف الشرف يَبْنُو؛ وعلى هذا ُت ُؤوّلَ قول الطيئة‪:‬‬
‫أُولَئِكَ قومٌ إنْ َبنَوا أَحْسنُوا البُنا‬
‫قال ابن سيده‪ :‬قالوا إنه ج ُع بُنوَة أَو بِْنوَة؛ قال الَصمعي‪ :‬أَنشدت‬
‫أَعرابيّا هذا البيت أَحسنوا البِنا‪ ،‬فقال‪ :‬أَي بُنا أَحسنوا البُنَا‪،‬‬
‫أَراد بالَول أَي بَُنيّ‪ .‬والبنُ‪ :‬الولد‪ ،‬ولمه ف الَصل منقلبة عن‬
‫واو عند بعضهم كأَنه من هذا‪ .‬وقال ف معتل الياء‪ :‬الب ُن الولد‪َ ،‬فعَلٌ‬
‫مذوفة اللم متلب لا أَلف الوصل‪ ،‬قال‪ :‬وإنا قضى أَنه من الياء لَن‬
‫بَنَى يَبْنِي أَكثر ف كلمهم من يَبْنُو‪ ،‬والمع أَبناء‪ .‬وحكى اللحيان‪:‬‬
‫أَبنا ُء أَبنائهم‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬والُنثى ابنة وبنتٌ؛ الَخية على غي‬
‫بناء مذكرها‪ ،‬ولمِ ِبنْت واو‪ ،‬والتاء بدل منها؛ قال أَبو حنيفة؛ أَصله‬
‫س فقالوا‬
‫بِْنوَة ووزنا فعلٌ‪ ،‬فأُلقتها التاءُ البدلة من لمها بوزن ِحلْ ٍ‬
‫بِْنتٌ‪ ،‬وليست التاء فيها بعلمة تأَنيث كما ظن من ل خِبْرَة له بذا‬
‫اللسان‪ ،‬وذلك لسكون ما قبلها‪ ،‬هذا مذهب سيبويه وهو الصحيح‪ ،‬وقد نص عليه ف‬
‫ل لصرفتها معرفة‪ ،‬ولو كانت‬ ‫باب ما ل ينصرف فقال‪ :‬لو سيت با رج ً‬
‫للتأْنيث لا انصرف السم‪ ،‬على أَن سيبويه قد تسمّح ف بعض أَلفاظه ف الكتاب‬
‫فقال ف بِنْت‪ :‬هي علمة تأْنيث‪ ،‬وإنا ذلك توّز منه ف اللفظ لَنه‬
‫أَرسله ُغفْلً‪ ،‬وقد قيده وعلله ف باب ما ل ينصرف‪ ،‬والَخذ بقوله‬
‫ا ُلعَلّل أَقوى من القول بقوله ا ُلغْفَل الُ ْرسَل‪ ،‬ووَجهُ توّزه أَنه لا‬
‫كانت التاء ل تبدل من الواو فيها إل مع الؤنث صارت كأَنا علمة‬
‫تأْنيث‪ ،‬قال‪ :‬وأَعن بالصيغة فيها بناءها على ِفعْل وأَصلها َفعَلٌ بدللة‬
‫تكسيهم إياها على أَفعال‪ ،‬وإبدالُ الواو فيها لزمٌ لَنه عمل اختص به‬
‫الؤنث‪ ،‬ويدل أَيضا على ذلك إقامتهم إياه مقام العلمة الصرية وتعاقُبُها‬
‫فيها على الكلمة الواحدة‪ ،‬وذلك نو ابن ٍة وبنتٍ‪ ،‬فالصيغة ف بنت قائمة‬
‫مقام الاء ف ابنةٍ‪ ،‬فكما أَن الاء علمة تأْنيث فكذلك صيغة بنتٍ علمة‬
‫صعْبة‪ ،‬إنا نظ ُي صعبة من صعب‬ ‫تأْنيثها‪ ،‬وليست بنتٌ من ابن ٍة كصَعب من َ‬
‫ابنَ ٌة من ابن‪ ،‬ول دللة لك ف البُُنوّة على أَن الذاهب من بنت واو‪،‬‬
‫لكن إبدال التاء من حرف العلة يدل على أَنه من الواو‪ ،‬لَن إبدال التاء من‬
‫الواو أَضعف من إبدالا من الياء‪ .‬وقال ابن سيده ف موضع آخر‪ :‬قال سيبويه‬
‫ت فليس على ابْنٍ‪،‬‬ ‫وأَلقوا ابْنا الاء فقالوا ابْنة‪ ،‬قال‪ :‬وأَما بِن ٌ‬
‫وإنا هي صيغة على حدة‪ ،‬أَلقوها الياء لللاق ث أَبدلوا التاء منها‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬إنا مُبدلة من واو‪ ،‬قال سيبويه‪ :‬وإنا بِْنتٌ ك ِعدْل‪ ،‬والنسب إل‬
‫بِنْت بََنوِيّ‪ ،‬وقال يونس‪ :‬بِنِْتيّ وأُخِْتيّ؛ قال ابن سيده‪ :‬وهو‬
‫مردود عند سيبويه‪ .‬وقال ثعلب‪ :‬العرب تقول هذه بنت فلن وهذه ابنةُ فلن‪،‬‬
‫بتاء ثابتة ف الوقف والوصل‪ ،‬وها لغتان جيدتان‪ ،‬قال‪ :‬ومن قال إبن ٌة فهو‬
‫خطأٌ ولن‪ .‬قال الوهري‪ :‬ل تقل ابِنة لَن الَلف إنا اجتلبت لسكون الباء‪،‬‬
‫فإذا حركتها سقطت‪ ،‬والم ُع بَناتٌ ل غي‪ .‬قال الزجاج‪ :‬ابنٌ كان ف‬
‫الَصل بِْنوٌ أَو بَِنوٌ‪ ،‬والَلف أَلف وصل ف البن‪ ،‬يقال ابنٌ بيّنُ‬
‫البُُنوّة‪ ،‬قال‪ :‬ويتمل أَن يكون أَصله بَنَيا‪ ،‬قال‪ :‬والذين قالوا بَنُونَ‬
‫جعَ ِفعْل أَو َفعَل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كأَنم جعوا بَنَيا بَنُونَ‪ ،‬وَأبْنَاء ْ‬
‫وبنت تدل على أَنه يستقيم أَن يكون ِفعْلً‪ ،‬ويوز أَن يكون َفعَلً‪ ،‬نقلت‬
‫ت فليس بمع‬ ‫إل فعْلٍ كما نقلت أُخْت من َفعَل إل ُفعْلٍ‪ ،‬فأَما بنا ٌ‬
‫بنت على لفظها‪ ،‬إنا ردّت إل أَصلها فجمعت بَناتٍ‪ ،‬على أَن أَصل بِنْت‬
‫َفعَلة ما حذفت لمه‪ .‬قال‪ :‬والَخفش يتار أَن يكون الحذوف من ابن الواو‪،‬‬
‫قال‪ :‬لَنه أَكثر ما يذف لثقله والياء تذف أَيضا لَنا تثقل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫والدليل على ذلك أَن يدا قد أَجعوا على أَن الحذوف منه الياء‪ ،‬ولم دليل‬
‫قاطع مع الجاع يقال َيدَْيتُ إليه يَدا‪ ،‬ودمٌ مذوف منه الياء‪،‬‬
‫والبُُنوّة ليس بشاهد قاطع للواو لَنم يقولون الفُُتوّة والتثنية فتيان‪،‬‬
‫فابن يوز أَن يكون الحذوف منه الواو أَو الياء‪ ،‬وها عندنا متساويان‪.‬‬
‫ب وأَخ‬
‫قال الوهري‪ :‬والبن أَصله بََنوٌ‪ ،‬والذاهب منه واو كما ذهب من أَ ٍ‬
‫لَنك تقول ف مؤنثه بنتٌ وأُخت‪ ،‬ول نر هذه الاء تلحق مؤنثا إل ومذكره‬
‫مذوف الواو‪ ،‬يدلك على ذلك أَخَوات وهنوات فيمن ردّ‪ ،‬وتقديره من الفعل‬
‫َفعَلٌ‪ ،‬بالتحريك‪ ،‬لَن جعه أَبناء مثل َجمَلٍ وأَجال‪ ،‬ول يوز أَن‬
‫ل اللذين جعهما أَيضا أَفعال مثل ِجذْع وقُفْل‪،‬‬ ‫ل أَو ُفعْ ً‬
‫يكون فع ً‬
‫لَنك تقول ف جعه بَنُون‪ ،‬بفتح الباء‪ ،‬ول يوز أَيضا أَن يكون فعلً‪،‬‬
‫ساكنة العي‪ ،‬لَن الباب ف جعه إنا هو َأ ْفعُل مثل َكلْب وأَ ْكلُب أَو‬
‫فعول مثل َفلْس وفُلوس‪ .‬وحكى الفراء عن العرب‪ :‬هذا من ابْناوَاتِ‬
‫ش ْعبِ‪ ،‬وهم ح ّي من َكلْب‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬هؤلء بنات ه ّن َأطْهَ ُر لكم؛‬ ‫ال ّ‬
‫كن ببناتِه عن نسائهم‪ ،‬ونساء أُمةِ كل نبّ بنلة بناته وأَزواجُه‬
‫بنلة أُمهاتم؛ قال ابن سيده‪ :‬هذا قول الزجاج‪ .‬قال سيبويه‪ :‬وقالوا‬
‫ح ٍم و ِدلْ ِقمٍ‪ ،‬وكأَنا ف ابنم أَمثَلُ‬
‫سُ‬‫ابُْنمٌ‪ ،‬فزادوا اليم كما زيدت ف ُف ْ‬
‫قليلً لَن السم مذوف اللم‪ ،‬فكأَنا عوض منها‪ ،‬وليس ف فسحم ونوه‬
‫حذف؛ فأَما قول رؤبة‪:‬‬
‫بُكا َء َثكْلى َف َقدَتْ حَميما‪،‬‬
‫فهي تَرَنّى بأَبا وابناما‬
‫فإنا أَراد‪ :‬وابْنِيما‪ ،‬لكن حكى ُندْبَتها‪ ،‬واحُتمِل المع بي الياء‬
‫والَلف ههنا لَنه أَراد الكاية‪ ،‬كَأنّ النادبة آثرت وا ابْنا على وا‬
‫ابْن‪ ،‬لَن الَلف ههنا َأمْتَع ندبا وَأمَ ّد للصوت‪ ،‬إذ ف الَلف من‬
‫ذلك ما ليس ف الياء‪ ،‬ولذلك قال بأَبا ول يقل بأَب‪ ،‬والكاية قد‬
‫ُيحْتَمل فيها ما ل يتمل ف غيها‪ ،‬أَل ترى أَنم قد قالوا مَن زيدا ف جواب‬
‫من قال رأَيت زيدا‪ ،‬ومَنْ زيدٍ ف جواب من قال مررت بزيد؟ ويروى‪:‬‬
‫فهي تُنادي بأَب وابنِيما‬
‫فإذا كان ذلك فهو على وجه وما ف كل ذلك زائدة‪ ،‬وجع البِْنتِ بَناتٌ‪،‬‬
‫وجع البن أَبناء‪ ،‬وقالوا ف تصغيه أُبَيْنُون؛ قال ابن شيل‪ :‬أَنشدن‬
‫ابن الَعراب لرجل من بن يربوع‪ ،‬قال ابن بري‪ :‬هو السفاح بن بُكي‬
‫اليبوعي‪:‬‬
‫مَ ْن يَكُ ل ساءَ‪ ،‬فقد ساءَن‬
‫تَ ْر ُك أُبَيْنِيك إل غي راع‬
‫إل أَب طَلحةَ‪ ،‬أَو واق ٍد‬
‫عمري فاعلمي للضياع‬
‫(* قوله «عمري فاعلمي إل» كذا بالصل بذه الصورة‪ ،‬ول نده ف كتب‬
‫اللغة الت بأيدينا)‪.‬‬
‫قال‪ :‬أُبَيْن تصغي بَِنيَ‪ ،‬كَأنّ واحده إبن مقطوع الَلف‪ ،‬فصغره‬
‫فقال أُبي‪ ،‬ث جعه فقال أُبَيْنُون؛ قال ابن بري عند قول الوهري كَأنّ‬
‫واحده إبن‪ ،‬قال‪ :‬صوابه كَأنّ واحده أَبْن مثل أَ ْعمَى ليصح فيه أَنه‬
‫معتل اللم‪ ،‬وأَن واوه لم ل نون بدليل البُُنوّة‪ ،‬أَو أَبْنٍ بفتح المزة‬
‫على ميل الفراء أَنه مثل أَجْرٍ‪ ،‬وأَصله أَبِْنوٌ‪ ،‬قال‪ :‬وقوله فصغره‬
‫فقال أُبَيْ ٌن إنا ييء تصغيه عند سيبويه أُبَيْ ٍن مثل أُعَْيمٍ‪ .‬وقال ابن‬
‫عباس‪ :‬قال النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أُبَيْن ل ترموا َجمْرة‬
‫ال َعقَبة حت تَ ْطُلعَ الشمس‪ .‬قال ابن الَثي‪ :‬المزة زائدة وقد اختلف ف‬
‫صيغتها ومعناها‪ ،‬فقيل إنه تصغي أَبْن كأَ ْعمَى وُأعَْيمٍ‪ ،‬وهو اسم مفرد يدل‬
‫على المع‪ ،‬وقيل‪ :‬إن ابْنا يمع على أَبْنَا مقصورا ومدودا‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬
‫تصغي ابن‪ ،‬وفيه نظر‪ .‬وقال أَبو عبيد‪ :‬هو تصغي َبِنيّ جع ابْنٍ‬
‫مضافا إل النفس‪ ،‬قال‪ :‬وهذا يوجب أَن يكون صيغة اللفظة ف الديث أُبَيِْنيّ‬
‫بوزن سُرَيْجيّ‪ ،‬وهذه التقديرات على اختلف الروايات‬
‫(* قوله‪ :‬وهذه‬
‫التقديرات على اختلف الروايات‪ ،‬يشعر ان ف الكلم سقطا)‪ .‬والسم‬
‫البُُنوّةُ‪ .‬قال الليث‪ :‬البُُنوّ ُة مصدر البن‪ .‬يقال‪ :‬اب ٌن بَيّنُ البُُنوّة‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬تَبَنيْتُه أَي ادّعيت بُُنوّتَه‪ .‬وتَبَنّاه‪ :‬اتذه ابنا‪ .‬وقال‬
‫الزجاج‪ :‬تَبَنّى به يريد َتبَنّاه‪ .‬وف حديث أَب حذيفة‪ :‬أَنه تَبَنّى‬
‫سالا أَي اتذه ابنا‪ ،‬وهو َت َفعّلٌ من البْن‪ ،‬والنسبة إل الَبناء‬
‫بََنوِيّ وأَبناوِيّ نو الَعرابّ‪ ،‬ينسب إل الَعراب‪ ،‬والتصغي‬
‫بَُنيّ‪ .‬قال الفراء‪ :‬يا ُبنّ ويا بَُن ّي لغتان مثل يا أَبتِ ويا أَبتَ‪،‬‬
‫وتصغي أَبْناء أُبَيْناء‪ ،‬وإن شئت أُبَيْنونَ على غي مكبه‪ .‬قال‬
‫الوهري‪ :‬والنسبة إل ابْ ٍن بََنوِيّ‪ ،‬وبعضهم يقول ابِْنيّ‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك إذا‬
‫نسبت إل أَبْناء فارس قلت بََنوِيّ‪ ،‬قال‪ :‬وأَما قولم أَبْناوِيّ فإنا هو‬
‫منسوب إل أَبناء سعد لَنه جعل اسا للحي أَو للقبيلة‪ ،‬كما قالوا‬
‫مَدايِِن ّي جعلوه اسا للبلد‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك إذا نسبت إل بِنْت أَو إل‬
‫بُنَيّاتِ الطّريق قلت بََنوِيّ لَن أَلف الوصل عوض من الواو‪ ،‬فإذا حذفتها‬
‫فل بد من رد الواو‪ .‬ويقال‪ :‬رأَيت بَناتَك‪ ،‬بالفتح‪ ،‬ويُجرونه ُمجْرَى‬
‫التاء الَصلية‪ .‬وبُنَيّاتُ الطريق‪ :‬هي الطّرُق الصغار تتشعب من الادّة‪،‬‬
‫وهي التّرّهاتُ‪.‬‬
‫والَبناء‪ :‬قوم من أَبناء فارس‪ .‬وقال ف موضع آخر‪ :‬وأَبناء فارس قوم من‬
‫أَولدهم ارتنتهم العرب‪ ،‬وف موضع آخر‪ :‬ارُْتهِنُوا باليمن وغلب عليهم‬
‫اسم الَبناء كغلبة الَنصار‪ ،‬والنسب إليهم على ذلك أَبْناوِيّ ف لغة‬
‫بن سعد‪ ،‬كذلك حكاه سيبويه عنهم‪ ،‬قال‪ :‬وحدثن أَبو الطاب أَن ناسا من‬
‫العرب يقولون ف الضافة إليه بََنوِيّ‪ ،‬يَرُدّونه إل الواحد‪ ،‬فهذا على‬
‫أَن ل يكون اسا للحي‪ ،‬والسم من كل ذلك البُُنوّةُ‪ .‬وف الديث‪ :‬وكان‬
‫من الَبْناء‪ ،‬قال‪ :‬الَبْناء ف الَصل جع ابْنٍ‪ .‬ويقال لَولد فارس‬
‫ي يَ َزنَ‪ ،‬لا جاء‬ ‫الَبْناء‪ ،‬وهم الذين أَرسلهم كِسرى مع سَْيفِ بنِ ذ ِ‬
‫يستنجدهم على الَبَشة‪ ،‬فنصروه وملكوا اليمن وَتدَيّرُوها وتزوّجوا ف‬
‫العرب فقيل لَولدهم الَبناء‪ ،‬وغلب عليهم هذا السم لَن أُمهاتم من غي‬
‫جنس آبائهم‪.‬‬
‫وللَب والبن والبنت أَساء كثية تضاف إليها‪ ،‬و َعدّدَ الَزهري منها‬
‫أَشياء كثية فقال ما يعرف بالبن‪ :‬قال ابن الَعراب ابْنُ ال ّطيِ‬
‫ش رْأسُ الكَِتفِ‪،‬‬ ‫ط ال َعضُدُ‪ ،‬وابْ ُن مُخدّ ٍ‬
‫آدمُ‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬وابن مِل ٍ‬
‫ويقال إنه الّنغْضُ أَيضا‪ ،‬وابن النّعامة عظم الساقِ‪ ،‬وابن النّعامة‬
‫حجّة الطريق‪ ،‬وابن النّعامة‬ ‫عِرْق ف الرّجْل‪ ،‬وابنُ النّعامة َم َ‬
‫الفرَس الفاره‪ ،‬وابن النّعامة الساقي الذي يكون على رأْس البئر‪ ،‬ويقال‬
‫جدَتِها وابن ُبعْثُطِها وابن سُ ْرسُورها وابنُ‬ ‫للرجل العال‪ :‬هو اب ُن َب ْ‬
‫ثَراها وابن مَدينتها وابن َزوْ َملَتِها أَي العال با‪ ،‬وابن َز ْومَلَة‬
‫أَيضا ابن أَمة‪ ،‬وابن ُنفَْيلَة ابن أَمة‪ ،‬وابن تامُورها العال با‪ ،‬وابنُ‬
‫الفأْرة ال ّدرْصُ‪ ،‬وابن السّنّورِ ال ّدرْصُ أَيضا‪ ،‬وابن الناقةِ‬
‫للّة ابن مَخاضٍ‪ ،‬وابن‬ ‫البابُوس‪ ،‬قال‪ :‬ذكره ابن أحر ف شعره‪ ،‬وابن ا َ‬
‫عِ ْرسٍ السّرْعُوبُ‪ ،‬وابنُ الَراد ِة السّرْو‪ ،‬وابن اللّي ِل اللّصّ‪،‬‬
‫وابن الطريق اللّصّ أيضا‪ ،‬وابن غَبْراء اللص أَيضا؛ وقيل ف قول‬
‫طرفة‪:‬رأَْيتُ بن غَبْراءَ ل يُنْكرُونَن‬
‫إن بن غَبْراء اسم للصّعاليك الذين ل مال لم ُسمّوا بن غَبْراء‬
‫للزُوقهم بغَبْراء الَرض‪ ،‬وهو ترابا‪ ،‬أَراد أَنه مشهور عند الفقراء‬
‫والَغنياء‪ ،‬وقيل‪ :‬بنو غباء هم ال ّر ْفقَةُ يَتَنا َهدُون ف السفر‪ ،‬وابن‬
‫ضوْءُ الشمس‪ ،‬وهو الضّحّ‪ ،‬وابن الُزْنةِ الللُ؛ ومنه‬ ‫إلهَ َة وأَلهَةَ َ‬
‫قوله‪:‬‬
‫رأَيتُ اب َن مُزْنَتِها جاِنحَا‬
‫وابن الكَرَوانِ الليلُ‪ ،‬وابن الُبارَى النهارُ‪ ،‬وابن ُتمّرةَ طائر‪،‬‬
‫ض الغَديرُ‪ ،‬وابن طامِرٍ البُرْغُوث‪،‬‬ ‫ويقال الّتمّرةِ‪ ،‬وابنُ الَر ِ‬
‫لسِيسُ من الناس‪ ،‬وابن هَيّانَ وابن بَيّانَ وابن َهيّ‬ ‫وابنُ طامِرٍ ا َ‬
‫س من الناس‪ ،‬وابن النخلة الدّنء‬ ‫لسِي ُ‬‫وابن َبيّ ُكلّه ا َ‬
‫(* قوله «وابن‬
‫النخلة الدنء» وقوله فيما بعد «وابن الرام السل» كذا بالصل)‪ .‬وابن‬
‫سوْط‪ ،‬والَبحْنة النخلة الطويلة‪ ،‬وابنُ الَسد الشّْيعُ‬ ‫الَبحْنَة ال ّ‬
‫لوْدَلُ والرّبّاحُ‪ ،‬وابن البَراء َأوّلُ‬ ‫لفْصُ‪ ،‬واب ُن القِرْد ا َ‬ ‫وا َ‬
‫يوم من الشهر‪ ،‬وابنُ الا ِزنِ الّنمْل‪ ،‬وابن الغراب الُبجّ‪ ،‬وابن‬
‫خ المام‪ ،‬وابنُ‬ ‫الفَوال الانّ‪ ،‬يعن اليةَ‪ ،‬وابن القاوِيّةِ فَ ْر ُ‬
‫الفاسِياء القَرَنْبَى‪ ،‬وابن الرام السل‪ ،‬وابن الكَ ْرمِ القِ ْطفُ‪ ،‬وابن‬
‫ا َلسَرّة ُغصْنُ الريان‪ ،‬وابن جَل السّّيدُ‪ ،‬وابن دأْي َة الغُراب‪ ،‬وابن‬
‫َأوْبَرَ ال َكمْأةُ‪ ،‬وابن قِتْرةَ الَيّة‪ ،‬وابن ذُكا َء الصّبْح‪ ،‬وابن‬
‫لذِرُ‪،‬‬‫فَرْتَنَى وابن تُرْنَى ابنُ الَبغِيّةِ‪ ،‬وابن أَحْذارٍ الرجلُ ا َ‬
‫وابن َأقْوالٍ الرجُل الكثي الكلم‪ ،‬وابن الفَلةِ الِرباءُ‪ ،‬وابن‬
‫لجَر‪ ،‬وابنُ َجمِي الليلةُ الت ل يُرى فيها الِللُ‪ ،‬وابنُ‬ ‫الطّودِ ا َ‬
‫ض وابن لَبُونٍ من أَول ِد البل‪ .‬ويقال للسّقاء‪:‬‬ ‫آوَى سَُبغٌ‪ ،‬وابن ما ٍ‬
‫ابنُ الَدِي‪ ،‬فإذا كان أَكب فهو ابن َأدِيَي وابنُ ثلثةِ آ ِدمَةٍ‪.‬‬
‫وروي عن أَب الَيْثَم أنه قال‪ :‬يقال هذا ابْنُكَ‪ ،‬ويزاد فيه اليم‬
‫فيقال هذا ابْنُمك‪ ،‬فإذا زيدت اليم فيه أُعرب من مكاني فقيل هذا‬
‫ابُْنمُكَ‪ ،‬فضمت النون واليم‪ ،‬وأُعرب بضم النون وضم اليم‪ ،‬ومررت بابِْنمِك‬
‫ورأَيت ابْنمَك‪ ،‬تتبع النون اليم ف العراب‪ ،‬والَلف مكسورة على كل حال‪،‬‬
‫ومنهم من يعربه من مكان واحد فيعرب اليم لَنا صارت آخر السم‪ ،‬ويدع النون‬
‫مفتوحة على كل حال فيقول هذا ابَْنمُكَ‪ ،‬ومررت بابَْنمِك‪ ،‬ورأَيت‬
‫ابَْنمَكَ‪ ،‬وهذا اْبَنمُ زيدٍ‪ ،‬ومررت بابَْن ِم زيدٍ‪ ،‬ورأَيت ابَْنمَ زيدٍ؛‬
‫وأَنشد لسان‪:‬‬
‫َوَلدْنا بَن العَنقاءِ وابَْن ْي ُمحَرّقٍ‪،‬‬
‫فَأكْرِم بنا خالً‪ ،‬وأَكْرِم بنا ابْنَما‬
‫ج َعمٍ لنوع من‬ ‫وزيادة اليم فيه كما زادوها ف َش ْدَقمٍ وزُ ْرُقمٍ و َش ْ‬
‫اليات؛ وأَما قول الشاعر‪:‬‬
‫حمِ أَنْفا عند عِ ْرسٍ ول ابِْنمِ‬ ‫ول َي ْ‬
‫فإنه يريد البن‪ ،‬واليم زائدة‪.‬‬
‫ت ال ّدمِ بنات َأ ْحمَرَ‪ ،‬وبناتُ ا ُلسَْندِ‬ ‫ويقال فيما يعرف ببنات‪ :‬بنا ُ‬
‫ت اللّبَن ما صَغرَ منها‪،‬‬ ‫ت معًى الَبعَرُ‪ ،‬وبنا ُ‬ ‫ف الدّهْر‪ ،‬وبنا ُ‬ ‫صُرو ُ‬
‫للْكة تُشبّهُ بِه ّن بَنا ُن العَذارَى؛ قال ذو‬ ‫وبناتُ النّقا هي ا ُ‬
‫الرمة‪:‬‬
‫خفَى مِرارا وتَ ْظهَرُ‬‫بناتُ النّقا َت ْ‬
‫وبنات َمخْرٍ وبناتُ َبخْرٍ سحائبُ يأْتي قُبُ َل الصّْيفِ‬
‫ت طَبَقٍ‬
‫س الدواهي‪ ،‬وكذلك بنا ُ‬ ‫ت بِئْ َ‬
‫مُنْتَصباتٍ‪ ،‬وبناتُ غَيٍ ال َكذِبُ‪ ،‬وبنا ُ‬
‫صدَى‪ ،‬وبناتُ أَ ْعنَقَ‬ ‫ت بَ ْرحٍ وبناتُ َأوْ َدكَ وابْن ُة الَبَل ال ّ‬‫وبنا ُ‬
‫صهّالٍ‬‫النساءُ‪ ،‬ويقال‪ :‬خيل نسبت إل فَحل يقال له أَعنَقُ‪ ،‬وبناتُ َ‬
‫الَيلُ‪ ،‬وبنات َشحّاجٍ البِغالُ‪ ،‬وبناتُ ا َل ْخدَرِيّ الُتُنُ‪ ،‬وبناتُ‬
‫َنعْش من الكواكب الشّمالِيّة‪ ،‬وبناتُ الَرض الَنا ُر الصّغارُ‪ ،‬وبناتُ‬
‫صدْر الُموم‪ ،‬وبناتُ الِثالِ النّساء‪،‬‬ ‫ت ال ّ‬‫الُن اللّيْلُ‪ ،‬وبنا ُ‬
‫والِثا ُل الفِراش‪ ،‬وبناتُ طارِقٍ بناتُ الُلوك‪ ،‬وبنات ال ّدوّ حي‬
‫ص ْعدَة أَيضا‪ ،‬وبناتُ عُرْجُو ٍن الشّماريخُ‪ ،‬وبناتُ‬ ‫الوَحْشِ‪ ،‬وهي بناتُ َ‬
‫ب من الَبقْلِ‪،‬‬ ‫عُرْهُونٍ الفُطُرُ‪ ،‬وبنتُ الَرضِ وابنُ الَرضِ ضَرْ ٌ‬
‫والبناتُ التّماثيلُ الت تلعب با الَواري‪ .‬وف حديث عائشة‪ ،‬رضي ال‬
‫عنها‪ :‬كنت أَلعب مع الواري بالبَناتِ أَي التماثيل الت َت ْلعَبُ با‬
‫ت مَساجد ال‪ ،‬كأَنه‬ ‫الصبايا‪ .‬و ُذكِرَ لرؤبة رجلٌ فقال‪ :‬كان إحدَى بَنا ِ‬
‫جعله حَصاةً من َحصَى السجد‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬أَنه سأَل رجلً‬
‫ت الصّغار؟‬ ‫ب اليشُ ف البُنَيّا ِ‬ ‫َق ِدمَ من الّثغْر فقال‪ :‬هل شَرِ َ‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬إن القوم لَُيؤَْت ْونَ بالناء فيَتَداولوه حت يشربوه كلّهم؛‬
‫ت الليلِ الُمومُ؛ أَنشد‬ ‫البُنَيّاتُ ههنا‪ :‬ا َلقْداح الصّغار‪ ،‬وبنا ُ‬
‫ثعلب‪:‬‬
‫ت الليلِ َح ْولَ ُعكّفا‬ ‫تَظَ ّل بَنا ُ‬
‫ُعكُوفَ البَواكي‪ ،‬بيَنهُ ّن قَتِيلُ‬
‫وقول ُأمَيّة بن أَب عائذ ا ُل َذلّ‪:‬‬
‫ت ال َقلْبِ‪ ،‬فهي رَهائِنٌ‬ ‫فسََبتْ بَنا ِ‬
‫ِبخِبائِها كالطّيْر ف ا َلقْفاصِ‬
‫إنا عن ببناته طوائفه؛ وقوله أَنشده ابن الَعراب‪:‬‬
‫يا َس ْعدُ يا ابنَ عمَلي يا َس ْعدُ‬
‫أَراد‪ :‬من َيعْملُ َعمَلي أَو مِثْلَ عمَلي‪ ،‬قال‪ :‬والعرب تقول ال ّرفْقُ‬
‫ل ْلمِ أَي مثله‪.‬‬ ‫بَُن ّي ا ِ‬
‫والبَْنيُ‪ :‬نَقيضُ ا َلدْم‪ ،‬بَن البَنّاءُ البِنا َء بَنْيا وبِنَاءً‬
‫وبِنًى‪ ،‬مقصور‪ ،‬وبُنيانا وبِنْيَةً وبِنايةً وابتَناه وبَنّاه؛ قال‪:‬‬
‫صغَر من َقعْبِ الوَليدِ‪ ،‬تَرَى به‬ ‫وأَ ْ‬
‫بُيوتا مُبَنّاةً وأَودِيةً ُخضْرا‬
‫يعن العي‪ ،‬وقول الَ ْع َو ِر الشّّنيّ ف صفة بعي أَكراه‪:‬‬
‫حمِلَيْهِ أَنّا‬
‫ت َم ْ‬‫لا رَأَْي ُ‬
‫ت أَن أُجَنّا‬ ‫خدّرَيْنِ‪ِ ،‬كدْ ُ‬ ‫ُم َ‬
‫ت مِثْلَ ال َعَلمِ الَُبنّى‬‫قَرّْب ُ‬
‫خمِه؛ وعَن بال َعلَ ِم القَصْرَ‪،‬‬ ‫ضَ‬ ‫شبه البعي بال َعلَ ِم لعِ َظمِه و ِ‬
‫يعن أَنه شبهه بالقصر الَْبنّ الُشّيدِ كما قال الراجز‪:‬‬
‫س الفَ َدنِ ا ُلؤَْيدِ‬
‫كَرْأ ِ‬
‫والبِناءُ‪ :‬الَْبنّ‪ ،‬والمع أَبْنِيةٌ‪ ،‬وأَبْنِياتٌ جعُ المع‪،‬‬
‫سفُنِ فقال يصف لوحا يعله أَصحاب‬ ‫واستعمل أَبو حنيفة البِنَا َء ف ال ّ‬
‫سفُن‪ :‬وإنه أَصلُ البِناء فيما ل ينمي كالجر والطي‬ ‫الراكب ف بناء ال ّ‬
‫ونوه‪ .‬والبَنّاءُ‪ُ :‬مدَبّرُ البُنْيان وصانعه‪ ،‬فأَما قولم ف الثل‪:‬‬
‫أَبناؤُها أَجْناؤُها‪ ،‬فزعم أَبو عبيد أَن أَبْنا ًء جع بانٍ كشاهدٍ‬
‫وأَشهاد‪ ،‬وكذلك أَجْناؤُها جع جانٍ‪ .‬والبِنْيَةُ والبُنْيَةُ‪ :‬ما َبنَيْتَهُ‪،‬‬
‫وهو البِنَى والبُنَى؛ وأَنشد الفارسي عن أَب السن‪:‬‬
‫أُولئك قومٌ‪ ،‬إن بََنوْا أَ ْحسَنُوا البُن‪،‬‬
‫وإن عا َهدُوا َأ ْوَفوْا‪ ،‬وإن َع َقدُوا َشدّوا‬
‫ويروى‪َ :‬أ ْحسَنُوا البِنَى؛ قال أَبو إسحق‪ :‬إنا أَراد بالبِن جع‬
‫بِنْيَةٍ‪ ،‬وإن أَراد البِنا َء الذي هو مدود جاز قصره ف الشعر‪ ،‬وقد تكون‬
‫لكَم‪:‬‬ ‫البِناي ُة ف الشّرَف‪ ،‬والفعل كالفعل؛ قال يَزيدُ بن ا َ‬
‫س مُبْتَنيانِ‪َ :‬محْـ‬ ‫والنا ُ‬
‫مودُ البِنايَةِ‪ ،‬أَو َذمِيمُ‬
‫وقال لبيد‪:‬‬
‫فبَن لنا بَيْتا رفيعا َس ْمكُه‪،‬‬
‫َفسَما إليه َك ْهلُها وغُلمُها‬
‫ابن الَعراب‪ :‬البِن الَبْنِي ُة من ا َلدَر أَو الصوف‪ ،‬وكذلك البِن‬
‫من الكَرَم؛ وأَنشد بيت الطيئة‪:‬‬
‫أُولئك قوم إن بنوا أَحسنوا البِن‬
‫وقال غيه‪ :‬يقال بِْنيَةٌ‪ ،‬وهي مثل ِر ْشوَ ٍة ورِشا كَأنّ البِنْيةَ‬
‫اليئة الت بُِن َي عليها مثل ا ِلشْيَة والرّكْبةِ‪ .‬وبَن فلنٌ بيتا‬
‫بنا ًء وبَنّى‪ ،‬مقصورا‪ ،‬شدّد للكثرة‪ .‬وابْتَن دارا وبَن بعنً‪.‬‬
‫والبُنْيانُ‪ :‬الائطُ‪ .‬الوهري‪ :‬والبُنَى‪ ،‬بالضم مقصور‪ ،‬مثل البِنَى‪ .‬يقال‪:‬‬
‫بُنْيَ ٌة وبُنًى وبِنْيَ ٌة وبِنًى‪ ،‬بكسر الباء مقصور‪ ،‬مثل جِزْي ٍة وجِزًى‪،‬‬
‫وفلن صحيح البِنْي ِة أَي الفِطْرة‪ .‬وأَبنَْيتُ الرجلَ‪ :‬أَعطيتُه بِناءً‬
‫أَو ما يَبْتَن به داره؛ وقولُ الَبوْلنّ‪:‬‬
‫لضِيضِ‪ ،‬وَيصْـ‬ ‫َيسْتَوِقدُ النّبْلَ با َ‬
‫ت على الك َرمِ‬ ‫ـطا ُد نُفوسا بَُن ْ‬
‫أَي بُنَِيتْ‪ ،‬يعن إذا أَخطأَ يُورِي النارَ‪ .‬التهذيب‪ :‬أَبنَْيتُ‬
‫فلنا بَيْتا إذا أَعطيته بيتا يَبْنِيه أَو جعلته يَبْن بيتا؛ ومنه قول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫لو وصَ َل الغيثُ أَبنَيْنَ امْ َرأً‪،‬‬
‫كانت له قُبّ ٌة َسحْقَ بِجادْ‬
‫قال ابن السكيت‪ :‬قوله لو وصل الغيث أَي لو اتصل الغيث لَبنَيْنَ امرأً‬
‫َسحْقَ بادٍ بعد أَن كانت له قبة‪ ،‬يقول‪ُ :‬يغِرْنَ عليه فُيخَرّبْنَه‬
‫فيتخذ بناء من َسحْقِ بِجادٍ بعد أَن كانت له قبة‪ .‬وقال غيه يصف اليل‬
‫فيقول‪ :‬لو َسمّنَها الغيثُ با ينبت لا لَغَ ْرتُ با على ذوي القِبابِ‬
‫جدُ لم أَبْنيةً بعدها‪ .‬والبِناءُ‪ :‬يكون من‬ ‫فأَخذت قِبابَهم حت تكون الُب ُ‬
‫الِباء‪ ،‬والمع أَبْنيةٌ‪.‬‬
‫والبِناءُ‪ :‬لزوم آخر الكلمة ضربا واحدا من السكون أَو الركة ل لشيء‬
‫أَحدث ذلك من العوامل‪ ،‬وكأَنم إنا سوه بناء لَنه لا لزم ضربا‬
‫واحدا فلم يتغي تغي العراب‪ ،‬سي بناء من حيث كان البناء لزما موضعا ل‬
‫يزول من مكان إل غيه‪ ،‬وليس كذلك سائر اللت النقولة البتذلة‬
‫ط والسّرا ِدقِ ونو ذلك‪ ،‬وعلى أَنه مذ أَوقِع‬ ‫كالَيْمة والِ َظلّة وال ُفسْطا ِ‬
‫على هذا الضرب من الستعملت الُزالة من مكان إل مكان لفظُ البناء‬
‫تشبيها بذلك من حيث كان مسكونا وحاجزا ومظلّ بالبناء من الجر والطي‬
‫والص‪.‬‬
‫والعرب تقول ف الَثَل‪ :‬إنّ ا ِلعْزى تُبْهي ول تُبْن أَي ل‬
‫ُتعْطِي من الّثلّة ما يُبْن منها بَْيتٌ‪ ،‬العن أَنا ل َثلّة لا حت‬
‫تُتّخذ منها الَبني ُة أَي ل تعل منها الَبنية لَن أَبينة العرب‬
‫طِرافٌ وأَخْبيَةٌ‪ ،‬فالطّرافُ من أَدَم‪ ،‬والِبا ُء من صوف أَو أَ َدمٍ ول‬
‫يكون من َشعَر‪ ،‬وقيل‪ :‬العن أَنا َتخْرِق البيوت بوَثْبِها عليها ول‬
‫تُعيُ على الَبنيةِ‪ ،‬ومِعزَى الَعراب جُرْدٌ ل يطُول شعرها فُيغْزَلَ‪،‬‬
‫وأَما ِمعْزَى بلد الصّرْدِ وأَهل الريف فإنا تكون وافية الشّعور‬
‫سوّون بيوتَهم من شعرها‪ .‬وف حديث العتكاف‪ :‬فَأمَر ببنائه‬ ‫والَكْرا ُد ُي َ‬
‫ف ُقوّضَ؛ البناءُ واحد الَبنية‪ ،‬وهي البيوت الت تسكنها العرب ف‬
‫الصحراء‪ ،‬فمنها الطّراف والِباء والبنا ُء والقُبّة ا ِلضْرَبُ‪ .‬وف حديث‬
‫سليمان‪ ،‬عليه السلم‪ :‬من َهدَ َم بِنا َء ربّه تبارك وتعال فهو ملعون‪ ،‬يعن‬
‫من قتل نفسا بغي حق لَن السم بُنْيا ٌن خلقه ال وركّبه‪.‬‬
‫والبَنِيّةُ‪ ،‬على َفعِيلة‪ :‬الكعْبة لشرفها إذ هي أَشرف مبِْنيّ‪ .‬يقال‪:‬‬
‫ل وربّ هذه البَنِيّة ما كان كذا وكذا‪ .‬وف حديث الباء بن مَعْرورٍ‪:‬‬
‫رأَيتُ أَن ل َأ ْجعَلَ هذه البَنِيّة من ب َظهْرٍ؛ يريد الكعبة‪ ،‬وكانت‬
‫سمُهم‬ ‫ُتدْعَى بَنيّ َة إبراهيم‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬لَنه بناها‪ ،‬وقد كثر َق َ‬
‫برب هذه الَبنِيّة‪ .‬وبَنَى الرجلَ‪ :‬اصْطََنعَه؛ قال بعض ا ُل َولّدين‪:‬‬
‫يَبْن الرجالَ‪ ،‬وغي ُه يَبْن القُرَى‪،‬‬
‫ي رِجالِ‬
‫شَتّا َن بي قُرًى وب َ‬
‫وكذلك ابْتناه‪ .‬وبَنَى الطعا ُم َلحْمَه يَبنِيه بِناءً‪ :‬أَنْبَتَه‬
‫وعَ ُظ َم من الَكل؛ وأَنشد‪:‬‬
‫حمَها واللّتّ‪،‬‬ ‫سوِيقُ َل ْ‬ ‫بَنَى ال ّ‬
‫ق ال َق ّ‬
‫ت‬ ‫ت العِرا ِ‬ ‫خ َ‬‫كما َبنَى ُب ْ‬
‫قال ابن سيده‪ :‬وأَنشد ثعلب‪:‬‬
‫مُظاهِرة َشحْما عَتِيقا وعُوطَطا‪،‬‬
‫فقد بَنَيا لما لا مُتبانِيا‬
‫ورواه سيبويه‪ :‬أَنْبَتا‪ .‬وروى َشمِر‪ :‬أَن ُمخَنثا قال لعبد ال بن‬
‫أَب أَميّةَ‪ :‬إن فتح ال عليكم الطائفَ فل ُت ْفلِتَنّ منك باديةُ بنتُ‬
‫غَيْلنَ‪ ،‬فإنا إذا جلستْ تَبَّنتْ‪ ،‬وإذا تكلمت َتغَّنتْ‪ ،‬وإذا اضطجعت‬
‫ضخَم رَكَبِها‬
‫تَمّنتْ‪ ،‬وبَيْ َن رجلَيها مثلُ الناء ا ُل ْكفَإ‪ ،‬يعن ِ‬
‫ضخَم رَكَبها؛ قال‬ ‫وُنهُودَه كأَنه إناء مكبوب‪ ،‬فإذا قعدت فرّجت رجليها ل ِ‬
‫أَبو منصور‪ :‬ويتمل أَن يكون قول الخنث إذا قعدت تََبّنتْ أَي صارت‬
‫كالَبْنا ِة من سنها وعظمها‪ ،‬من قولم‪ :‬بَنَى َلحْ َم فلن طعامُه إذا‬
‫سّنه وعَظّمه؛ قال ابن الَثي‪ :‬كأَنه شبهها بالقُبّة من الدَم‪ ،‬وهي‬
‫ضرَِبتْ وطُنّبَت‬ ‫الَبْناة‪ ،‬لسمنها وكثرة لمها‪ ،‬وقيل‪ :‬شبهها بأَنا إذا ُ‬
‫اْنفَرَ َجتْ‪ ،‬وكذلك هذه إذا قعدت تربعت وفرشت رجليها‪ .‬وتَبَنّى‬
‫السّنامُ‪َ :‬سمِنَ؛ قال يزيد بن الَ ْعوَر الشّّنيّ‪:‬‬
‫ف قد تَبَنّى‬‫ُمسْتَجمِلً أَعْ َر َ‬
‫وقول الَخفش ف كتاب القواف‪ :‬أَما غُلمي إذا أَردتَ الضافة مع غلمٍ‬
‫ف غي الضافة فليس بإيطاء‪ ،‬لَن هذه الياء أَلزمت اليم الكسرة وصيته‬
‫إل أَن يُْبنَى عليه‪ ،‬وقولُك لرجل ليس هذا الكسر الذي فيه ببناء؛ قال‬
‫ابن جن؛ العتب الن ف باب غلمي مع غلم هو ثلثة أَشياء‪ :‬وهو أَن‬
‫غلم نكرة وغلمي معرفة‪ ،‬وأَيضا فإن ف لفظ غلمي ياء ثابتة وليس غلم بل‬
‫ياء كذلك‪ ،‬والثالث أَن كسرة غلمي بناء عنده كما ذكر وكسرة ميم مررت‬
‫بغلم إعراب ل بناء‪ ،‬وإذا جاز رجل مع رجل وأَحدها معرفة والخر نكرة ليس‬
‫بينهما أَكثر من هذا‪ ،‬فما اجتمع فيه ثلثة أَشياء من اللف أَ ْج َدرُ‬
‫بالواز‪ ،‬قال‪ :‬وعلى أَن أَبا السن الَخفش قد يكن أَن يكون أَراد بقوله إن‬
‫حركة ميم غلمي بناء أَنه قد اقُْتصِر باليم على الكسرة‪ ،‬ومنعت اختلفَ‬
‫الركات الت تكون مع غي الياء نو غلمه وغلمك‪ ،‬ول يريد البناء الذي‬
‫ب نو حيث وأَين وأمس‪.‬‬ ‫يُعاقب العرا َ‬
‫والِبْناة والَبْناةُ‪ :‬كهيئة السّتْرِ والنّ ْطعِ‪ .‬والَبْناة‬
‫والِبْناة أَيضا‪ :‬العَيْبةُ‪ .‬وقال شريح بن هانئ‪ :‬سأَلت عائشة‪ ،‬رضي ال‬
‫عنها‪ ،‬عن صلة سيدنا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقالت‪ :‬ل يكن من‬
‫الصل ِة شيءٌ أَحْرَى أَن يؤخرها من صلة العشاء‪ ،‬قالت‪ :‬وما رأَيته مُّتقِيا‬
‫الَرض بشيء قَطّ إل أَن أَذك ُر يو َم مطَرٍ فإنّا َبسَطْنا له بناءً؛‬
‫قال شر‪ :‬قوله بناءً أَي نِطَعا‪ ،‬وهو مُتّصل بالديث؛ قال ابن‬
‫الَثي‪ :‬هكذا جاء تفسيه ف الديث‪ ،‬ويقال له الَبْناةُ والِبْناة أَيضا‪.‬‬
‫وقال أَبو َعدْنان‪ :‬يقال للبيتِ هذا بِناءُ آخرته؛ عن الوازن‪ ،‬قال‪:‬‬
‫الَبْنا ُة من أَدَم كهيئة القبة تعلها الرأَة ف ِكسْر بيتها فتسكن فيها‪،‬‬
‫وعسى أَن يكون لا غنم فتقتصر با دون الغنم لنفسها وثيابا‪ ،‬ولا إزار ف‬
‫وسط البيت من داخل ُيكِنّها من ال ّر ومن وا ِكفِ الطر فل ُتَبلّلُ‬
‫هي وثيابُها؛ وأَنشد ابن الَعراب للنابغة‪:‬‬
‫على َظهْرِ مَبْنا ٍة جديدٍ سُيُورُها‪،‬‬
‫ط اللّطيمة بائعُ‬ ‫يَطُوفُ با َوسْ َ‬
‫قال‪ :‬الَبْناة قبة من أَدَم‪ .‬وقال الَصمعي‪ :‬الَبْناة حصي أَو نطع‬
‫لصُرَ على الَنْطاع يطوفون با‪،‬‬ ‫يبسطه التاجر على بيعه‪ ،‬وكانوا يعلون ا ُ‬
‫وإنا سيت مَبناة لَنا تتخذ من أَدم يُوصَ ُل بعضُها ببعض؛ وقال جرير‪:‬‬
‫رَ َج َعتْ ُوفُودُ ُهمُ بتَْيمٍ بعدَما‬
‫ن ف بَن زَدْهامِ‬ ‫َخ َرزُوا الَبا َ‬
‫وأَبْنَيْتُه بَيْتا أَي أَعطيته ما يَبْن بَيْتا‪.‬‬
‫والباِنيَةُ من ال ُقسِيّ‪ :‬الت لَصِقَ وتَرُها بكَبدها حت كاد ينقطع‬
‫وترها ف بطنها من لصوقه با‪ ،‬وهو عيب‪ ،‬وهي الباناةُ‪ ،‬طائِيّةٌ‪ .‬غيه‪:‬‬
‫وقوسٌ بانِيَ ٌة بََنتْ على وترها إذا َلصِ َقتْ به حت يكاد ينقطع‪ .‬وقوسٌ‬
‫باناةٌ‪َ :‬فجّاءُ‪ ،‬وهي الت َينَْتحِي عنها الوتر‪ .‬ورجل باناةٌ‪ :‬مُنح ٍن على‬
‫وتره عند ال ّرمْي؛ قال امرؤ القيس‪:‬‬
‫شمٍ‪،‬‬‫عارِضٍ َزوْرا َء من َن َ‬
‫غَيْرَ بانا ٍة على وَتَرِهْ‬
‫وأَما البائِنَ ُة فهي الت باَنتْ عن وتَرها‪ ،‬وكلها عيب‪.‬‬
‫والبَوان‪ :‬أَضْلعُ ال ّز ْورِ‪ .‬والبَوان‪ :‬قوائمُ الناقة‪ .‬وَأْلقَى‬
‫بوانِيَه‪ :‬أَقام بالكان واطمَأ ّن وثبت كَألْقى عصاه وَألْقى َأرْواقَه‪،‬‬
‫صدْر؛ قال‬ ‫والَرواق جع َروْقِ البيت‪ ،‬وهو رِواقُه‪ .‬والبَوان‪ :‬عِظامُ ال ّ‬
‫العجاج بن رؤبة‪:‬‬
‫فإنْ يكنْ َأ ْمسَى شَباب قد َحسَرْ‪،‬‬
‫ت مِنّي البَوان وفَتَر‬ ‫وفَتَرَ ْ‬
‫وف حديث خالد‪ :‬فلما أَلقى الشامُ بَوانِيَهُ عَ َزلَن واسَتعْمَلَ‬
‫غيي‪ ،‬أَي َخيَه وما فيه من السّعةِ والّنعْمةِ‪ .‬قال ابن الَثي‪:‬‬
‫صدْر‪ ،‬وقيل‪ :‬الَكتافُ والقوائمُ‪ ،‬الواحدة‬ ‫ع ال ّ‬‫والبَوان ف الَصل أَضل ُ‬
‫بانِيةٌ‪ .‬وف حديث عليّ‪ ،‬عليه السلم‪َ :‬ألْقَت السما ُء بَ ْر َك بَوانيها؛ يريد‬
‫ما فيها من الطر‪ ،‬وقيل ف قوله أَلقى الشامُ بَوانِيَه‪ ،‬قال‪ :‬فإن ابن‬
‫حبلة‬
‫(* قوله «ابن حبلة» هو هكذا ف الصل)‪ .‬رواه هكذا عن أَب عبيد‪،‬‬
‫بالنون قبل الياء‪ ،‬ولو قيل بَوائنه‪ ،‬الياء قبل النون‪ ،‬كان جائزا‪.‬‬
‫والبَوائِ ُن جع البُوانِ‪ ،‬وهو اسم كل عمود ف البيت ما خَل َوسَط‬
‫البيت الذي له ثلث طَرائق‪ .‬وبَنَيتُ عن حالِ الرّكِيّة‪َ :‬نحّْيتُ الرّشاء‬
‫ب على الافر‪.‬‬ ‫عنه لئل يقع الترا ُ‬
‫والبان‪ :‬العَرُوس الذي يَبْن على أَهله؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫َيلُوحُ كأَنه ِمصْباحُ بان‬
‫وبَنَى فل ٌن على أَهله بِناءً‪ ،‬ول يقال بأَهله‪ ،‬هذا قول أَهل اللغة‪،‬‬
‫وحكى ابن جن‪ :‬بَن فلن بأَهله وابَْتنَى با‪َ ،‬عدّاها جيعا بالباء‪.‬‬
‫وقد زَفّها وازْ َدفّها‪ ،‬قال‪ :‬والعامة تقول بَنَى بأَهله‪ ،‬وهو خطأٌ‪،‬‬
‫وليس من كلم العرب‪ ،‬وكَأنّ الَصلَ فيه أَن الداخل بأَهله كان يضرب عليها‬
‫قبة ليلة دخوله ليدخل با فيها فيقال‪َ :‬بنَى الرجلُ على أَهله‪ ،‬فقيل لكل‬
‫داخل بأَهله بانٍ‪ ،‬وقد ورد َبنَى بأَهله ف شعر جِرَا ِن ال َعوْدِ قال‪:‬‬
‫ق بليلةٍ‪،‬‬‫بَنَْيتُ با قَبْ َل ا ِلحَا ِ‬
‫شهْرُ‬
‫فكا َن ِمحَاقا ُكلّه ذلك ال ّ‬
‫قال ابن الَثي‪ :‬وقد جاءَ بَن بأَهله ف غي موضع من الديث وغي‬
‫الديث‪ .‬وقال الوهري‪ :‬ل يقال بن بأَهله؛ وعا َد فاستعمله ف كتابه‪ .‬وف‬
‫حديث أَنس‪ :‬كان َأوّلُ ما أُنْزِ َل من الجاب ف مُبْتَن رسول ال‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬بزينب؛ البْتِناءُ والبِناء‪ :‬الدخولُ بال ّزوْجةِ‪،‬‬
‫والُْبتَنَى ههنا يُراد به البْتِنا ُء فأَقامه ُمقَام الصدر‪ .‬وف حديث‬
‫ب ال مَتَى تُبْنِين أَي ُتدْ ِخلُن على‬ ‫عليّ‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬قال‪ :‬يا ن ّ‬
‫زوجت؛ قال ابن الَثي‪ :‬حقيقته مت تعلن أَبْتَن بزوجت‪ .‬قال الشيخ‬
‫حمِ أَي مَبْنِيّ ُة اللحم؛ قال‬ ‫أَبو ممد بن بري‪ :‬وجاري ٌة بَنا ُة الّل ْ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫سَبَتْه ُمعْصِرٌ‪ ،‬من َحضْرَ َموْتٍ‪،‬‬
‫بَنَاةُ اللحمِ َجمّا ُء العِظامِ‬
‫ورأَيت حاشية هنا قال‪ :‬بَنا ُة اللحم ف هذا البيت بعن طَيّبةُ الريح‬
‫أَي طيبة رائحة اللحم؛ قال‪ :‬وهذا من أَوهام الشيخ ابن بري‪ ،‬رحه ال‪.‬‬
‫جمِ َي ْعمَلُ نَيْرُوزَ ُهمْ‬
‫وقوله ف الديث‪ :‬من بَنَى ف دِيارِ ال َع َ‬
‫و َمهْرَجانَهم ُحشِرَ معهم؛ قال أَبو موسى‪ :‬هكذا رواه بعضهم‪ ،‬والصواب تَنَأ‬
‫أَي أَقام‪ ،‬وسيأْت ذكره‪.‬‬
‫@با‪ :‬الَب ْهوُ‪ :‬البيتُ الُقدّمُ أَمام البيوت‪ .‬وقوله ف الديث‪:‬‬
‫لَلصَةِ أَي ببيوتا‪ ،‬وهو جع الَب ْهوِ‬ ‫تَنَْتقِلُ العرب بأبْهائِها إل ذي ا َ‬
‫س واسع يتخذه الثور ف أَصل‬ ‫ت العروفِ‪ .‬والَبهْوُ‪ :‬كِنا ٌ‬ ‫البَْي ِ‬
‫ا َلرْطى‪ ،‬والمع أَبْهاء وُب ِه ّي وِب ِهيّ وُب ُهوّ‪ .‬وَبهّى الَب ْهوَ‪:‬‬
‫َعمِلَهُ؛ قال‪:‬‬
‫أَ ْجوَف َبهّى َب ْهوَهُ فاسَت ْوسَعَا‬
‫وقال‪:‬‬
‫رَأَيتُه ف ك ّل َب ْهوٍ دا ِمجَا‬
‫والَب ْه ُو من كل حامل‪َ :‬مقْبَلُ الوَلد‬
‫(* قوله «مقبل الولد إل» كذا‬
‫بالصل بذا الضبط وباء موحدة ومثله ف الحكم‪ ،‬والذي ف القاموس والتهذيب‬
‫والتكملة‪ :‬مقيل‪ ،‬بثناة تتية بعد القاف‪ ،‬بوزن كري)‪ .‬بي الوركي‪.‬‬
‫والَب ْهوُ‪ :‬الواسع من الَرض الذي ليس فيه جبال بي َنشْزَيْنِ‪ ،‬وكلّ هواء‬
‫أَو فجوة فهو عند العرب َب ْهوٌ؛ وقال ابن أَحر‪:‬‬
‫َب ْه ٌو تَلَقتْ بهِ الرامُ والَبقَرُ‬
‫والَب ْهوُ‪ :‬أَماكنُ الَبقَر؛ وأَنشد لَب الغَرِيب الّنصْرِيّ‪:‬‬
‫ت الذّْيذَجانَ الدارِجا‪،‬‬ ‫إذا َح َدوْ َ‬
‫رأَيتَه ف ك ّل َب ْهوٍ دا ِمجَا‬
‫الذيذجان‪ :‬البل تمل التجارة‪ ،‬والدّامِجُ الداخل‪ .‬وناقة َب ْهوَةُ‬
‫الَنْبَيْن‪ :‬واسعة النبي؛ وقال جَْندَلٌ‪:‬‬
‫ضلُوع َبهْوةِ الَنافِجِ‬ ‫على ُ‬
‫وقال الراعي‪:‬‬
‫كََأنّ رَيْطَة حَبّارٍ‪ ،‬إذا ُطوَِيتْ‪،‬‬
‫ضدُ‬
‫خِ‬ ‫َب ْه ُو الشّراسِيفِ منها‪ ،‬حي تَْن َ‬
‫شَبّه ما تكسر من ُعكَنِها وانطِواءَه ب َريْطَةِ حَبّارٍ‪ .‬والَبهْوُ‪:‬‬
‫صدْرِ‪ :‬جوفه من‬ ‫ما بي الشّراسِيفِ‪ ،‬وهي َمقَاطّ الَضْلع‪ .‬وَب ْهوُ ال ّ‬
‫النسان ومن كل دابة؛ قال‪:‬‬
‫حتْ َكوَابِيا‪،‬‬ ‫ضَ‬ ‫إذا الكاتِماتُ الرّْبوِ أَ ْ‬
‫س ف َب ْهوٍ من الصّ ْدرِ واسِع‬ ‫تََنفّ َ‬
‫يريد اليل الت ل تكاد تَرْبُو‪ ،‬يقول‪ :‬فقد رََبتْ من شدّة السي ول‬
‫َي ْكبُ هذا ول رَبَا ولكن اتسع َج ْوفُه فاحتمل‪ ،‬وقيل‪َ :‬ب ْه ُو الصدر‬
‫فُرْجَ ُة ما بي الثديي والنحر‪ ،‬والمع أَبْهاءٌ وأَبْ ٍه وُب ِهيّ وِب ِهيّ‪.‬‬
‫سعَةُ‪ .‬يقال‪ :‬هو ف َب ْه ٍو من عَيْش أَي ف‬ ‫الَصمعي‪ :‬أَصل الَب ْهوِ ال ّ‬
‫سعة‪.‬‬
‫وَب ِهيَ البيتُ يَْبهَى بَهاءً‪ :‬انرق وَتعَطّلَ‪ .‬وبيت باهٍ إذا كان‬
‫قليل التاع‪ ،‬وأَْبهَاه‪ :‬خَ ّرقْه؛ ومنه قولم‪ :‬إن ا ِلعْزَى تُبْهي ول‬
‫تُبْن‪ ،‬وهو ُت ْفعِل من الَب ْهوِ‪ ،‬وذلك أَنا َتصْ َع ُد على الَخْبية وفوق‬
‫البيوت من الصوف فتخرقها‪ ،‬فتتسع الفواصلُ ويتباعد ما بينها حت يكون ف‬
‫سعة الَب ْهوِ ول ُي ْق َدرُ على سكناها‪ ،‬وهي مع هذا ليس لا َثلّةٌ‬
‫ُتغْزَلُ لَن اليام ل تكون من أَشعارها‪ ،‬إنا الَبني ُة من الوبر والصوف؛‬
‫قال أَبو زيد‪ :‬ومعن ل تُبْن ل تُتّخذ منها أَبنيةٌ‪ ،‬يقول لَنا إذا‬
‫أَمكنتك من أَصوافها فقد أَبَْنتْ‪ .‬وقال القتيب فيما ر ّد على أَب عبيد‪:‬‬
‫رأَيت بيوت الَعراب ف كثي من الواضع مسوّاة من شعر ا ِلعْزَى‪ ،‬ث‬
‫قال‪ :‬ومعن قوله ل تُبْن أَي ل ُت ِعيُ على البناء‪ .‬الَزهري‪ :‬والعزى‬
‫ف بادية العرب ضربان‪ :‬ضرب منها جُ ْردٌ ل شعر عليها مثل معزى الجاز‬
‫وال َغوْرِ والعزى الت ترعى ُنجُودَ البلدِ البعيدة من الريف كذلك‪ ،‬ومنها‬
‫ضرب يأْلف الريف ويَرُحْنَ حوال القُرَى الكثية الياه يطول شعرها مثل‬
‫معزى الَكراد بناحية البل ونواحي خُراسانَ‪ ،‬وكَأنّ الَثل لبادية‬
‫جدٍ فيصح ما قاله‪ .‬أَبو زيد‪ :‬أَبو عمرو الَب ْهوُ بيت من‬ ‫الجاز وعالي ِة َن ْ‬
‫بيوت الَعراب‪ ،‬وجعه أَبْهاءٌ‪ .‬والباهِي من البيوت‪ :‬الال ا ُلعَطّلُ وقد‬
‫أَبْهاه‪ .‬وبيتٌ باهٍ أَي خالٍ ل شيءَ فيه‪ .‬وقال بعضهم لا فتحت مكة‪:‬‬
‫ض َعتِ الربُ أَوزارَها‪ ،‬فقال‪ ،‬صلى ال عليه‬ ‫قال رجل أَبْهوا الي َل فقد و َ‬
‫وسلم‪ :‬ل تزالون تقاتلون عليها الكفار حت يُقاتل بقيّتُكم الدجالَ؛‬
‫قوله أَْبهُوا اليلَ أَي عَ ّطلُوها من الغزو فل ُيغْزَى عليها‪ .‬وكل شيء‬
‫عَ ّطلْته فقد أَْبهَيْتَه؛ وقيل‪ :‬أَي عَرّوها ول تَرْكَبُوها فما‬
‫َبقِيتم تتاجون إل الغزو‪ ،‬من أَْبهَى البيتَ إذا تركه غي مسكون‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫إنا أَراد َو ّسعُوا لا ف ال َعلَف وأَريوها ل عَ ّطلُوها من الغزو‪ ،‬قال‪:‬‬
‫والَول الوجه لَن تام الديث‪ :‬فقال ل تزالون تقاتلون الكفار حت‬
‫يقاتل بقيتكم الدجال‪ .‬وأَْبهَْيتُ الناءَ‪ :‬فَرّغْته‪ .‬وف الديث‪ :‬قال‬
‫النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬اليلُ ف نواصيها اليُ أَي ل ُتعَطّلُ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وإنا قال أَْبهُوا الي َل رج ٌل من أَصحابه‪.‬‬
‫لسَنُ الرائع الالئ للعي‪ .‬والَبهِيّ‪ :‬الشيء‬ ‫والبَهاء‪ :‬الَنْظَر ا َ‬
‫لسْن‪ ،‬وقد‬ ‫ي رَوْعُه و ُحسْنه‪ .‬والبَهاءُ‪ :‬ا ُ‬ ‫ذو البَهاء ما يلُ الع َ‬
‫َب ِهيَ الرجلُ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬يَْبهَى ويَْبهُو بَهاءً وباء ًة فهو باهٍ‪،‬‬
‫وَب ُهوَ‪ ،‬بالضم‪ ،‬با ًء فهو َب ِهيّ‪ ،‬والُنثى َبهِيّة من نسوة بيّات‬
‫وبَهايا‪ .‬وبَه َي بَهاءً‪ :‬كََب ُه َو فهو َبهٍ ك َع ٍم من قوم أَْبهِيا َء مثل َع ٍم من‬
‫قوم أَ ْعمِياء‪ .‬ومَرَ ٌة َبهِيّة‪ :‬ك َعمِيّة‪ .‬وقالوا‪ :‬امرأَة ُبهْيَا‪،‬‬
‫ث قولنا هذا‬ ‫فجاؤوا با على غي بناء الذكر‪ ،‬ول يوز أَن يكون تأْني َ‬
‫الَْبهَى‪ ،‬لَنه لو كان كذلك لقيل ف الُنثى الُبهْيا‪ ،‬فلزمتها الَلف‬
‫واللم لَن اللم عقيب من ف قولك َأ ْفعَ ُل من كذا‪ ،‬غي أَنه قد جاء هذا‬
‫نادرا‪ ،‬وله أَخوات حكاها ابن الَعراب عن حُنَيفِ الَناتِم‪ ،‬قال‪ :‬وكان‬
‫من آبَلِ الناسِ أَي َأ ْعلَمِهم برِعْيةِ البل وبأَحوالا‪ :‬ال ّرمْكاءُ‬
‫لوّارةُ غُ ْزرَى‪ ،‬والصهْبا ُء سُرْعَى‪،‬‬ ‫صبْرَى‪ ،‬وا َ‬ ‫لمْراء ُ‬ ‫ُبهْيَا‪ ،‬وا َ‬
‫وف البل أُخْرَى‪ ،‬إن كانت عند غيي ل أَشترها‪ ،‬وإن كانت عندي ل‬
‫أَبعها‪َ ،‬حمْرا ُء بنتُ دَها َء وَقلّما تدها‪ ،‬أَي ل أَبيعها من نَفاسَتها‬
‫عندي‪ ،‬وإن كانت عند غيي ل أَشترها لَنه ل يبيعها إل بغَلءٍ‪ ،‬فقال‬
‫ُبهْيَا وصُبْرَى وغُ ْزرَى وسُرْعَى بغي أَلف ولم‪ ،‬وهو نادر؛ وقال أَبو‬
‫السن الَخفش ف كتاب السائل‪ :‬إن حذف الَلف واللم من كل ذلك جائز ف‬
‫الشعر‪ ،‬وليست الياء ف ُبهْيَا وضعا‪ ،‬إنا هي الياء الت ف الَْبهَى‪،‬‬
‫وتلك الياء واو ف وضعها وإنا قلبتها إل الياء لجاوزتا الثلثة‪ ،‬أَل‬
‫ترى أَنك إذا ثنيت الَْبهَى قلت الَْبهَيانِ؟ فلول الجاوزة لصحت‬
‫الواو ول تقلب إل الياء على ما قد أَحكمته صناعة العراب‪ .‬الَزهري‪ :‬قوله‬
‫ُبهْيَا أَراد الَبهِيّة الرائعة‪ ،‬وهي تأَنيث الَْبهَى‪ .‬وال ّر ْمكَةُ ف‬
‫البل‪ :‬أَن تشتد ُكمْتَتُها حت يدخلها سوادٌ‪ ،‬بَعي َأ ْرمَكُ‪ ،‬والعرب‬
‫تقول‪ :‬إنّ هذا لَُبهْيَايَ أَي ما أتَباهَى به؛ حكى ذلك ابن السكيت عن‬
‫أَب عمرو‪ .‬وباهان فََب َهوْتُه أَي صرت أَْبهَى منه؛ عن اللحيان‪ .‬وَب ِهيَ‬
‫به يَْبهَى َبهْيا‪ :‬أَنِسَ‪ ،‬وقد ذكر ف المز‪ .‬وباهان فََبهَيْتُه‬
‫ت أَْبهَى منه؛ عن اللحيان أيضا‪ .‬أَبو سعيد‪ :‬ابَتهَ ْأتُ‬ ‫أَيضا أَي صِرْ ُ‬
‫ستَ به وأَحببت قُرْبَه؛ قال الَعشى‪:‬‬ ‫بالشيء إذا أَِن ْ‬
‫ليّ مَن َي ْهوَى هَوانا ويَبَْتهِي‪،‬‬ ‫وف ا َ‬
‫وآخرُ قد َأْبدَى الكآبَة ُمغْضَبا‬
‫والُباهاةُ‪ :‬الُفاخرة‪ .‬وتَباهَوا أَي تفاخروا‪ .‬أَبو عمرو‪ :‬باهاه إذا‬
‫فاخره‪ ،‬وهاباه إذا صايه‬
‫(* قوله «صايه» كذا ف التهذيب‪ ،‬وف بعض الصول‪:‬‬
‫صاله)‪ .‬وف حديث عرفة‪ :‬يُباهِي بم اللئكةَ؛ ومنه الديث‪ :‬من أَشراط‬
‫الساعة أَن يَتباهَى الناسُ ف الساجد‪.‬‬
‫وُبهَيّةُ‪ :‬امرأَةٌ‪ ،‬الَ ْخلَقُ أَن تكون تصغي َبهِيّة كما قالوا ف‬
‫لسَنة؛ أَنشد ابن الَعراب‪:‬‬ ‫الرأَة ُحسَيْنَ ُة فسموها بتصغي ا َ‬
‫قالتْ ُبهَيّةُ‪ :‬ل تُجاورُ َأ ْهلَنا‬
‫شوِيّ‪ ،‬وغابَ أَهلُ الامِلِ‬ ‫أَهْل ال ّ‬
‫أَُب ِهيّ‪ ،‬إ ّن العَنْ َز َتمَْنعُ رَبّها‬
‫مِنْ أَن يُبَّيتَ جارَه بالابِلِ‬
‫(* قوله «بالابل» بالباء الوحدة كما ف الصل والحكم‪ ،‬والذي ف معجم‬
‫ياقوت‪ :‬الائل‪ ،‬بالمز‪ ،‬اسم لعدة مواضع)‪.‬‬
‫الابل‪ :‬أَرض؛ عن ثعلب‪ .‬وأَما البهاء الناقة الت تستأْنس بالالب فمن‬
‫صفَتِها للنب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأنه‬ ‫باب المز‪ .‬وف حديث أُم معبد و ِ‬
‫ل ف َقدَح ف َدرّت حت ملَت ال َقدَح وعَله‬ ‫حلب عَنا لا حائ ً‬
‫البَهاءُ‪ ،‬وف رواية‪ :‬فحَلب فيه َثجّا حت عله البهاءُ؛ أَرادَت باء اللب‬
‫ص رَغْوته؛ قال‪ :‬وبا ُء اللب مدود غي مهموز لنه من الَبهْي‪،‬‬ ‫وهو وَبي ُ‬
‫وال أَعلم‪.‬‬
‫حشَى تِبْنا أَو‬ ‫@بوا‪ :‬الَبوّ‪ ،‬غي مهموز‪ :‬الُوار‪ ،‬وقيل‪ :‬جلده ُي ْ‬
‫ثُماما أَو حشيشا لَتعْطِف عليه الناقة إذا مات ولدها‪ ،‬ث ُيقَرّبُ إل‬
‫أُم الفصيل لتَرَْأمَ ُه فَت ِدرّ عليه‪ .‬والَبوّ أَيضا‪ :‬ولد الناقة؛‬
‫قال‪:‬فما ُأمّ َبوّ هالكٍ بتَنُوفَةٍ‪،‬‬
‫إذا ذ َكرَتْه آخِ َر الليلِ حَّنتِ‬
‫وأَنشد الوهري للكميت‪:‬‬
‫ُم ْدرَجة كالَبوّ بي الظّئْرَيْن‬
‫وأَنشد ابن بري لرير‪:‬‬
‫ي َأظْآرِ‬‫َسوْق الروائمِ َبوّا ب َ‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الَبوّيّ الرجل الَحقُ‪ ،‬والرّما ُد َبوّ الَثاف‪،‬‬
‫عل التمثيل‪.‬‬
‫وَبوّى‪ :‬موضع؛ قال أَبو بكر‪ :‬أَحسبه غي مدود‪ ،‬يوز أَن يكون َفعّلً‬
‫كَبقّم‪ ،‬ويوز أَن يكون َف ْعلَى‪ ،‬فإذا كان كذلك جاز أَن يكون من باب‬
‫َت ْقوَى‪ ،‬أَعن أَن الواو قلبت فيها عن الياء‪ ،‬ويوز أَن يكون من باب‬
‫ُقوّة‪ .‬والَبْواءُ‪ :‬موضع ليس ف الكلم اسم مفرد عل مثال المع غيه وغي ما‬
‫تقدم من النْبار والَبْلء‪ ،‬وإن جاء فإنا ييء ف اسم الواضع لَن‬
‫شواذها كثية‪ ،‬وما سوى هذه فإنا يأَت جعا أَو صفة كقولم ِق ْدرٌ‬
‫ب أَخلقٌ وَأسْما ٌل وسَراوِيلُ َأسْماطٌ ونو ذلك‪ .‬الوهري‪:‬‬ ‫أَعْشارٌ وَثوْ ٌ‬
‫والَبوْباةُ الَفازة مثل ا َلوْماةِ؛ قال ابن السراج‪ :‬أَصله َم ْو َموَةٌ‬
‫على َفعْلَلةٍ‪ .‬والَبوْباةُ‪ :‬موضع بعينه‪.‬‬
‫ل وبَيّاكَ‪ ،‬قيل‪ :‬حَيّاكَ َمّلكَكَ‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫@بيي‪ :‬حَيّاكَ ا ُ‬
‫صلَحك‪ ،‬وقيل‪ :‬قَرّبَكَ؛ الَخية‬ ‫أَبقاكَ‪ ،‬ويقال‪ :‬اعْتَمدك با ُللْك‪ ،‬وقيل‪َ :‬أ ْ‬
‫حكاها الَصمعي عن الَحر‪ .‬وقال أَبو مالك أَيضا‪ :‬بَيّا َك قَرّبَك؛‬
‫وأَنشد‪:‬‬
‫بَيّا لم‪ ،‬إذ نزلوا‪ ،‬الطّعامَا‬
‫الكِْبدَ وا َللْحا َء والسّنامَا‬
‫وقال الَصمعي‪ :‬معن حَيّاكَ الُ وبَيّاكَ أَي أَضحكك‪ .‬وف الديث‬
‫عن آدم‪ ،‬عليه السلم‪ :‬أَنه اسَْتحْ َرمَ بعد قَتْ ِل ابنه مائةَ سنة فلم‬
‫يضحك حت جاءه جبيل‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬فقال‪ :‬حَيّاكَ الُ وبَيّاكَ فقال‪:‬‬
‫وما بَيّاكَ؟ قيل‪ :‬أَضْحكَك؛ رواه بإسناد له عن سعيد بن جبي‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫حبّ‪ ،‬قال أَبو عبيدة‪ :‬بعض الناس يقول إنه إتباع‪ ،‬قال‪ :‬وهو‬ ‫ك ما ُت ِ‬ ‫عجّ َل ل َ‬
‫عندي على ما جاء تفسيه ف الديث أَنه ليس بإتباع‪ ،‬وذلك أَن التباع ل‬
‫يكاد يكون بالواو‪ ،‬وهذا بالواو‪ ،‬وكذلك قول العباس ف زمزم‪ :‬إن ل‬
‫أُ ِحلّها ِل ُمغَْتسِلٍ وهي لشاربٍ حِ ّل وبِلّ‪ .‬وقال الَحر‪ :‬بَيّاكَ الُ‬
‫معناه َبوّأَك منلً‪ ،‬إلّ أَنا لا جاءت مع َحيّاكَ تركت هزتا‬
‫و ُح ّوَلتْ واوها ياء أَي أَسكنك منلً ف النة وهَيَّأ َك له‪ .‬قال سلمة‬
‫بن عاصم‪َ :‬حكَْيتُ للفراء قولَ َخَلفٍ فقال‪ :‬ما أَحس َن ما قال وقيل‪:‬‬
‫ص َدكَ‬‫يقال بَيّاكَ لزدواج الكلم‪ .‬وقال ابن الَعراب‪َ :‬بيّاكَ َق َ‬
‫واعَت َمدَك با ُللْكِ والتحية‪ ،‬من تََبيّْيتُ الشيءَ‪َ :‬ت َعمّدْتُه؛‬
‫وأَنشد‪َ:‬لمّا تَبَيّيْنا أَخا َتمِيمِ‪،‬‬
‫أَعْطى عَطا َء الّلحِ ِز اللّئيمِ‬
‫سيّ‪:‬‬ ‫قال‪ :‬وهذه الَبيات تتمل الوجهي معا؛ وقال أَبو ممد ال َفقْ َع ِ‬
‫باَتتْ تَبَيّا َحوْضَها ُعكُوفا‬
‫ت الصّفُوفَا‪،‬‬ ‫مِثْ َل الصّفُوفِ لَق ِ‬
‫وأَْنتِ ل ُتغِْنيَ عَنّي فُوفا‬
‫أَي تعتمد َحوْضَها؛ وقال آخر‪:‬‬
‫سعَسٌ‪ِ ،‬ن ْعمَ الفَت‪ ،‬تََبيّاهْ‬‫و َع ْ‬
‫مِنّا يَزيدٌ وأَبو ُمحَيّاهْ‬
‫قال ابن الَثي‪ :‬أَبو ُمحَيّاةٍ كنية رجل‪ ،‬واسه يي بن يعلى‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫بَيّك جاءَ بكَ‪.‬‬
‫وهو َهيّ ب ُن َبيّ وهَيّانُ بنُ بَيّانَ أَي ل يعرف أَصله ول فصله‪،‬‬
‫وف الصحاح‪ :‬إذا ل يعرف هو ول أَبوه؛ قال ابن بري‪ :‬ومنه قول الشاعر‬
‫يصف حربا مهلكة‪:‬‬
‫فَأ ْق َعصَْتهُم و َح ّكتْ َبرْكَها ِب ِهمُ‪،‬‬
‫وأَعْ َطتِ الّن ْهبَ هَيّانَ ب َن بَيّانِ‬
‫الوهري‪ :‬ويقال ما أَدري أَيّ َهيّ بنِ َبيّ ُهوَ أَي أَيّ الناس هو‪.‬‬
‫ابن الَعراب‪ :‬الَبيّ السيس من الرجال‪ ،‬وكذلك ابن بَيّان وابن‬
‫هَيّان‪ ،‬كله السيس من الناس ونو ذلك‪ .‬قال الليث‪َ :‬هيّ ب ُن َبيّ وهَيّان بن‬
‫بَيّانَ‪ .‬ويقال‪ :‬إنّ َهيّ بنَ َبيّ من ولد آدم ذهب ف الَرض لّا‬
‫تفرق سائر ولد آدم فلم ُيحَسّ منه عَي ول أَثر وفقد‪ .‬ويقال‪ :‬بَيّْنتُ‬
‫الشيء وبَيّيْتُه إذا أَوضحته‪ .‬والتّبْييُ‪ :‬التبيي من قرب‪.‬‬
‫@با‪ :‬الباء حرف هجاء من حروف العجم‪ ،‬وأَكثر ما تَرِد بعن ا ِللْصاق‬
‫لا ُذكِر قَبْلها من اسم أَو فعل با انضمت إليه‪ ،‬وقد تَرِ ُد بعن‬
‫الُلبسة والُخالَطة‪ ،‬وبعن من أَجل ‪ ،‬وبعن ف ومن وعن ومع‪ ،‬وبعن الال‬
‫والعوض‪ ،‬وزائدةً‪ ،‬وكلّ هذه الَقسا ِم قد جاءت ف الديث‪ ،‬وتعرف بسياق‬
‫سكْت بزيد‪،‬‬ ‫اللفظ الواردة فيه‪ ،‬والباء الت تأْت لللصاق كقولك‪َ :‬أمْ َ‬
‫وتكون للستعانة كقولك‪ :‬ضَرَْبتُ بالسيّف‪ ،‬وتكون للِضافة كقولك‪ :‬مررت‬
‫بزيد‪ .‬قال ابن جن‪ :‬أَما ما يكيه أَصحاب الشافعي من أَن البا َء للتبعيض فشيء‬
‫ل يعرفه أَصحابنا ول ورد به بيت‪ ،‬وتكون للقسم كقولك‪ :‬بال‬
‫َل ْفعَلَنّ‪ .‬وقوله تعال‪َ :‬أوَل يَرَوا أَن ال الذي َخلَقَ السمواتِ والَرضَ‬
‫ول َي ْعيَ بلقهن بقادرٍ؛ إنا جاءَت الباء ف َحيّز ل لَنا ف‬
‫معن ما وليس‪ ،‬ودخلت البا ُء ف قوله‪ :‬وَأشْ َركُوا بال‪ ،‬لَن معن أَش َركَ‬
‫للْصاق‬ ‫بال قَ َرنَ بال عز وجل غيه‪ ،‬وفيه إضمار‪ .‬والباء ل ِ‬
‫والقِرانِ‪ ،‬ومعن قولم‪ :‬وَ ّكلْت بفلن‪ ،‬معناه قَرَْنتُ به وَكيلً‪ .‬وقال‬
‫ب للباء ف بسم ال معن البتداء‪ ،‬كأَنه قال أَبتدئ باسم‬ ‫النحويون‪ :‬الالِ ُ‬
‫ال‪ .‬وروي عن ماهد عن ابن عمر أَنه قال‪ :‬رأَيته َيشَْت ّد بي ا َل َدفَيْن‬
‫ف قميص فإذا أَصاب َخصْلةً يقول أَنا با أَنا با‪ ،‬يعن إِذا أَصاب‬
‫ا َل َدفَ قال أَنا صاحِبُها ث يرجع مُسكّنا قومه حت يُرّ ف السوق؛‬
‫صخْر‪ :‬أَنه‬ ‫قال شر‪ :‬قوله أَنا با يقول أَنا صاحِبُها‪ .‬وف حديث سلمة بن َ‬
‫أَتى النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فذكر أَن رجلً ظاهَرَ امرأَتَه ث‬
‫ك ب َذلِك يا‬ ‫وقَع عليها‪ ،‬فقال له النب‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪َ :‬لعَلّ َ‬
‫سلَمةُ؟ فقال‪َ :‬نعَم أَنا ب َذلِكَ؛ يقول‪ :‬لعلك صا ِحبُ ا َلمْر‪ ،‬والباء متعلقة‬
‫بحذوف تقديره لعلك الُبْتَلى بذلك‪ .‬وف حديث عمر‪ ،‬رضي ال عنه‪ :‬أَنه‬
‫أُِتيَ بامرأَ ٍة قد زََنتْ فقال‪ :‬مَنْ ِبكِ؟ أَي من الفاعِلُ بكِ؛ يقول‪:‬‬
‫مَن صاحِبُك‪ .‬وف حديث الُمعة‪ :‬مَن َتوَضَّأ للجُمعة فبِها وِن ْعمَتْ‬
‫أَي فبالرّخصة َأ َخذَ‪ ،‬لَن السّنة ف المعة الغُسلُ ‪ ،‬فأَضمر تقديره‬
‫لصْلَ ُة هي فحذَف الخصوص بالدح‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه فبالسّنْة‬ ‫وِن ْعمَت ا َ‬
‫أَخذَ‪ ،‬وا َلوّل َأوْل‪ .‬وف التنيل العزيز‪ :‬فسَبّحْ َب ْمدِ رَبّك؛‬
‫الباء َههُنا لللتباس والخالطة‪ ،‬كقوله عز وجل‪ :‬تَنُْبتُ بالدّهن أَي‬
‫ل ُمخَْتلِطا‬
‫ُمخَْتلِطَة و ُملْتَبِسة به‪ ،‬ومعناه ا ْجعَلْ َتسْبِيحَ ا ِ‬
‫و ُملْتَبِسا بمده‪ ،‬وقيل‪ :‬الباء للتعدية كما يقال اذْهَب به أَي ُخذْه معك‬
‫ك مع حدك إياه‪ .‬وف الديث الخر‪:‬‬ ‫ف الذّهاب كأَنه قال سَبّ ْح رَبّ َ‬
‫سُْبحَانَ ال و َبمْده أَي و َبمْده سَبّحت‪ ،‬وقد تكرر ذكر الباء‬
‫الفردة على تقدير عامل مذوف‪ ،‬قال شر‪ :‬ويقال لّا رآن بالسّلح هَرَبَ؛‬
‫ب سِلح؛ وقال حُميد‪:‬‬ ‫معناه لا رآن َأقَْب ْلتُ بالسلح ولا رآن صا ِح َ‬
‫ت مَخافةً‬‫رَأَتْن بَْبلَيْها فرَدّ ْ‬
‫أَراد‪ :‬لا رأَتْن َأقَْب ْلتُ ببليها‪ .‬وقوله عز وجل‪ :‬ومَن يُردْ فيه‬
‫بإِلاد ب ُظلْم؛ أَدخل الباء ف قوله بِإلْحاد لَنا َحسُنَت ف قوله‬
‫ب با عبا ُد ال؛ قيل‪:‬‬ ‫ومَن يُرِدْ بأَن ُي ْلحِد فيه‪ .‬وقوله تعال‪َ :‬يشْرَ ُ‬
‫ذهَب بالباء إل العن لن العن يَرْوى با عِبا ُد ال‪ .‬وقال ابن‬
‫الَعراب ف قوله تعال‪ :‬سأَلَ سائلٌ بعَذاب واِقعٍ؛ أَراد ‪ ،‬وال أَعلم‪،‬‬
‫سأَل عن عذاب واقع‪ ،‬وقيل ف قوله تعال‪َ :‬فسَيُْبصِ ُر‬
‫(* قوله «وقيل ف‬
‫قوله تعال فسيبصر إل» كتب بامش الصل كذا أي ان الؤلف من عادته إذا‬
‫وجد خللً أو نقصا كتب كذا أو كذا وجدت‪).‬‬
‫ويُْبصِرونَ بأَّي ُكمُ ا َلفْتُونُ؛ وقال الفراء ف قوله عز وجل‪:‬‬
‫ل َشهِيدا؛ دخلت الباء ف قوله وكفى بال للمُبالَغة ف الدح‬ ‫وكَفى با ِ‬
‫والدللة على قصد سبيله‪ ،‬كما قالوا‪َ :‬أظْ ِرفْ بعَْبدِ الِ وأَنْبِلْ‬
‫بعَْبدِ الرحن‪ ،‬فأَدخلوا الباء على صاحبِ الظّرْف والنّبْ ِل للمُبالغة ف‬
‫ك بصدِيقنا‪ ،‬أَدخلوا‬ ‫الدح؛ وكذلك قولم‪ :‬ناهِيكَ بَأخِينا و َحسْبُ َ‬
‫ل شَهيدا‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫الباء لذا العن‪ ،‬قال‪ :‬ولو أَسقطت الباء لقلت كفى ا ُ‬
‫ب قوله‬‫وموضع الباء َر ْفعٌ ف قوله كَفى بال؛ وقال أَبو بكر‪ :‬انْتصا ُ‬
‫شهيدا على الال من ال أَو على القطع‪ ،‬ويوز أَن يكون منصوبا على التفسي‪،‬‬
‫معناه كفى بال من الشاهدين فَيجْري ف باب النصوبات َمجْرى‬
‫ال ّدرْ َهمِ ف قوله عندي عشرون ِدرْهَما‪ ،‬وقيل ف قوله‪ :‬فا ْسأَل به خَبيا؛ أَي‬
‫سَلْ عنه خَبِيا ُيخْبِ ْركَ؛ وقال علقمة‪:‬‬
‫فإ ْن َتسْأَلون بالنّساء ‪ ،‬فإِنّن‬
‫َبصِيٌ بأَدْواءِ النّسا ِء طَبيبُ‬
‫أَي َتسَْألُون عن النّساء؛ قاله أَبو عبيد‪ .‬وقوله تعال‪ :‬ما غَ ّركَ‬
‫برَبّك الكري؛ أَي ما َخدَعكَ عن رَبّكَ الكري والِيانِ به؛ وكذلك‬
‫ل الغَرُورُ؛ أَي َخدَ َعكُم عن ال‬ ‫قوله عز وجل‪ :‬وغَرّكُم با ِ‬
‫ل من العرب يقول‬ ‫والِيان به والطاعة له الشّيْطانُ‪ .‬قال الفراء‪ :‬سعت رج ً‬
‫َأرْجُو بذلِك‪ ،‬فسأَلتُه فقال‪َ :‬أرْجُو ذاك‪ ،‬وهو كما تقول ُي ْعجِبُن‬
‫بأَنّك قائم‪ ،‬وأُريدُ لَذْهَب‪ ،‬معناه أَريد أَذْ َهبُ‪ .‬الوهري‪ :‬الباء حرف من‬
‫حروف العجم‬
‫(* قوله «الوهري الباء حرف من حروف العجم» كذا بالصل‪،‬‬
‫وليست هذه العبارة له كما ف عدة نسخ من صحاح الوهري ولعلها عبارة‬
‫الزهري‪ ، ).‬قال‪ :‬وأَما الكسورة فحرف جر وهي للصاق الفعل بالفعول به‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫مررت بزَْيدٍ‪ ،‬وجائز أَن يكون مع استعانة‪ ،‬تقول‪ :‬كَتبتُ بالقلم‪ ،‬وقد تيء‬
‫ك تزيد‪ ،‬وليس زيدٌ‬ ‫زائدة كقوله تعال‪ :‬وكفى بال شَهيدا؛ و َحسْبُ َ‬
‫ضمَر‪،‬‬‫بقائم‪ .‬والباء هي الَصل ف حُروف ال َقسَم تشتمل على الُ ْظهَر وا ُل ْ‬
‫ضمَر‪َ :‬ل ْفعَلَنّ؛ قال غوية بن‬ ‫تقول‪ :‬بال لقد كان كذا‪ ،‬وتقول ف ا ُل ْ‬
‫سلمى‪:‬‬
‫أَل نا َدتْ أُمامةُ باحْتمال‬
‫لَتحْزُنَن‪ ،‬فَل يَكُ ما أُبال‬
‫الوهري‪ :‬الباء حرف من حروف الشفة‪ ،‬بُنِيَت على الكسرِ لسْتِحالةِ‬
‫البْتِداء با َل ْوقُوفِ؛ قال ابن بري‪ :‬صوابه ُبنِيت على حركة لستِحالة‬
‫البتداء بالساكن‪ ،‬وخصّت بالكسر دون الفتح تشبيها بعملها وفرقا بينها وبي‬
‫ما يكون اسا وحرفا‪ .‬قال الوهري‪ :‬والباء من عوامل الر وتتص بالدخول‬
‫على الَساء‪ ،‬وهي للصاق الفعل بالفعول به‪ ،‬تقول مررت بزيد كأَنك‬
‫ص ْقتَ الُرور به‪ .‬وك ّل ِفعْلٍ ل يََت َعدّى فلك أَن ُت َعدّيه بالباءِ‬ ‫َألْ َ‬
‫والَلف والتشديد‪ ،‬تقول‪ :‬طارَ به‪ ،‬وأَطارَه‪ ،‬وطَيّره؛ قال ابن بري‪ :‬ل‬
‫يصح هذا الطلق على العُموم‪َ ،‬لنّ من ا َلفْعال ما ُي َعدّى با َلمْزة‬
‫ول ُي َعدّى بالتضعيف نو عادَ الشيءُ وَأ َعدْتُه‪ ،‬ول تقل َعوّدْته‪،‬‬
‫ومنها ما يُعدّى بالتضعيف ول يعدّى بالمزة نو عَرَف وعَ ّرفْتُه‪ ،‬ول‬
‫يقال َأعْ َرفْتُه‪ ،‬ومنها ما ُي َعدّى بالباء ول ُي َعدّى بالمزة ول‬
‫بالتضعيف نو دَفعَ زيد َعمْرا و َدَفعْتُه بعَمرو‪ ،‬ول يقال أَ ْدَفعْتُه‬
‫ول َدّفعْتَه‪ .‬قال الوهري‪ :‬وقد تزاد الباء ف الكلم كقولم َبسْبِكِ‬
‫سوْءِ؛ قال الَشعر ال ّزفَيانُ واسه عَمرو ابن حارِثَةَ‬ ‫َقوْ ُل ال ّ‬
‫َي ْهجُو اب َن عمه رضْوانَ‪:‬‬
‫َبسْبِكَ ف ال َق ْومِ َأنْ َي ْعلَمُوا‬
‫ك فيهم غَِنيّ ُمضِ ّر‬ ‫بأَنّ َ‬
‫وف التنيل العزيز‪ :‬و َكفَى ب َربّك هادِيا وَنصِيا؛ وقال الراجز‪:‬‬
‫ب الفَلَجْ‪،‬‬ ‫ننُ َبنُو َج ْعدَةَ أَصحا ُ‬
‫ب بالسيفِ ونرْجُو بالفَ َرجْ‬ ‫َنضْرِ ُ‬
‫ضعَ قولك مِنْ أَجل كقول لبيد‪:‬‬ ‫ض َع مو ِ‬ ‫أَي الفَ َرجَ؛ وربا وُ ِ‬
‫شذّرُ بالذُْحُولِ كأَنمْ‬ ‫ب َت َ‬
‫ُغلْ ٌ‬
‫ي ‪ ،‬رَواسِيا َأقْدامُها‬ ‫جِنّ الَبدِ ّ‬
‫ضعَ على كقوله تعال‪:‬‬ ‫ضعُ َموْ ِ‬ ‫أَي من أَجل الذّحُول‪ ،‬وقد تُو َ‬
‫ض ُع على‬
‫ومِْن ُهمْ مَنْ ِإنْ َت ْأمَنْه بدِينارٍ؛ أَي على دِينار‪ ،‬كما تُو َ‬
‫ضعَ الباء كقول الشاعر‪:‬‬ ‫َموْ ِ‬
‫إِذا رَضَِيتْ عل ّي بَنُو ُقشَيْرٍ‪،‬‬
‫ل أَ ْعجَبَن رِضاها‬ ‫َل َعمْرُ ا ِ‬
‫أَي رَضَِيتْ ب‪ .‬قال الفراء‪ :‬يوقف على المدود بالقصر وال ّد شَرِبْت‬
‫مَا‪ ،‬قال‪ :‬وكان يب أَن يكون فيه ثلث أَلفات‪ ،‬قال‪ :‬وسعت هؤلء يقولون‬
‫شربت مِي يا هذا‬
‫(* قوله« شربت مي يا هذا إل» كذا ضبط مي بالصل هنا وتقدم‬
‫ضبطه ف موه بفتح فسكون وتقدم ضبط الباء من ب حسنة بفتحة واحدة ول ند‬
‫هذه العبارة ف النسخة الت بأيدينا من التهذيب‪ ، ).‬قال‪ :‬وهذه ب يا هذا‪،‬‬
‫وهذه ب َحسَنَةٌ‪ ،‬فشَبّهوا المدود بالقصور والقصور بالمدود‪ ،‬والنسب‬
‫إِل الباء بََيوِيّ‪ .‬وقصيدة َبَيوِيّةٌ‪َ :‬روِيّها الباء؛ قال‬
‫سيبويه‪ :‬البا وأَخواتا من الثنائي كالتا والا والطا واليا‪ ،‬إِذا تجيت مقصورة‬
‫لَنا ليست بأَساء‪ ،‬وإِنا جاءت ف التهجي على الوقف‪ ،‬ويدلك على ذلك‬
‫أَن القاف والدال والصا َد موقوفةُ الَواخِرِ‪ ،‬فلول أَنا على الوقف‬
‫َلحُرّ َكتْ أَواخِرهن‪ ،‬ونظي الوقف هنا الذف ف الباء وأَخواتا‪ ،‬وإِذا‬
‫أَردت أَن َت ْلفِظ بروف العجم َقصَرْتَ وَأ ْسكَنْت‪ ،‬لَنك لست تريد أَن‬
‫تعلها أَساء‪ ،‬ولكنك أَردت أَن ُتقَطّع حروف السم فجاءَت كأَنا أَصوات‬
‫صوّتُ با‪ ،‬إِل أَنك تقف عندها لَنا بنلة عِهْ‪ ،‬وسنذكر من ذلك‬ ‫ُت َ‬
‫أَشياء ف مواضعها‪ ،‬وال أَعلم‪.‬‬

You might also like