Professional Documents
Culture Documents
باء
باء
ك ِبأَب ،فيُشت ّق من ذلك فعل فيقالَ :بأْبََأ بِهِ .قال @بأبأ :الليث :البَأَْبأَةُ قولُ الِنسان لصاحب ِه بِأَب أَنـتَ،ومعناهُ أَفـدِي َ
ومن
ب من يقول :واِبأَبَا أَنتَ ،جعلوها كلمةً مبنِيّ ًة على هذا التأْسيس .قال أَبو منصور :وهذا كقوله يَا وَْيلَتَا ،معْناهُ العر ِ
يا وَْيلَت ،فقلبَ الياءَ أَلفا ،وكذلكَ يا أَبَتا معناهُ يا أَبَتِي ،وعلى هذا توجه قراءة من قرأَ :يا أََبتَ إِن ،أَراد يا أَبتا ،وهو
يريد يا أَبَت ،ث حذفَ الَلفَ ،ومن قا َل يَا بِيَبَا حوّلَ المزة يا ًء والَصل :يَا بِأَبَا معناه يَا بِأَبِي .والفعل من هذا بَأْبأَ يُبَأِْبئُ
ت به :قلتُ له بأَب أَنتَ وأُمي؛ قال ت الصبّ وبَأْبأْ ُ َبأْبَأَةً.وبَأَْبأْ ُ
الراجز:
وصا ِحبٍ ذِي َغمْرةٍ داجَيْتُه،
َبأْبَأْتُهُ ،وِإنْ أَبَى َفدّيْتُه،
َحتّى أَتى اليّ ،وما آذَيْتُه
ت به قلتُ له :بَابَا .وقالوا :بَ ْأبَأَ وب ْأبَأْته أَيضا ،وبأْبأْ ُ
ت لهِ :بأَب. ت بالصبّ بِئْباءً إِذا قل ُ
الصبّ أَبوهُ إِذا قال له :بَابَا .وبَأْبَأَ ُه الصبّ ،إِذا قال له :بَابَا .وقال الفَرّاءَُ :بأْبأْ ُ
صبّقال ابنُ جِنّي :سأَلت أَبا عليّ فقلتُ لهَ :بأْبَ ْأتُ ال ّ
ت له بابا ،فما مثالُ الَبأْبَأَةِ عندكَ الن؟ أَتزنا على َبأْبأَةً إِذا قل ُ
صلْصَلةِ لفظها ف الَصل ،فتقول مثالا الَبقَْبقَةُ بنلة ال ّ
وال َقلْقَلةِ؟ فقال :بل َأزِنُها على ما صارَت إليه ،وأَترك ما كانت قبلُ عليه ،فأَقولُ :ال َفعْلَلة .قال :وهو كما ذكر ،وبه
انعقادُ هذا الباب.
وقال أَيضا :إِذا قلت بأَب أَنتَ ،فالباء ف َأوّلِ السمِ حرفُ جر بنلة اللمِ ف قولكَ :للّه انتَ ،فإِذا اشَتقَ ْقتَ من ُه ِفعْ ً
ل
صوْتِياّ اسَْتحَا َل ذلك التقدير فقلتَ :بأْبَأْتُ به بِئباءً ،وقد أَكثرت من البَأْبأَة ،فالباء الن ف لفظِ الصل ،وإِن كان اشتقاقا َ
قد عُلم أَنا فيما
ل من باب َسلِسَ وَقلِقَ؛ قال: اشُْتقّت منهُ زائدٌة للجَرّ؛ وعلى هذا منها الِبأَبُ ،فصارَ ِفعْ ً
يا ِبأَبِي أَنـتَ ،ويا َفوْقَ البَِأبْ
ضَلعِ والعَِنبِ .وَبَ ْأَبؤُوهَ :أظْهَروا فالبَِأبُ النَ بنلةِ ال ّ
لَطافَةً؛ قال:
إِذا ما القبائِ ُل بَأْبَأْنَنا * ،فَماذا نُ َرجّي بِبئْبائِها؟.
وكذلك تَبأْبؤُوا عليهِ.
ص الرأَة ولدَها .والبَأْباءُ :زَجْرُ والبَأْباءُ ،مدودٌ :تَ ْرقِي ُ
شدَ ابنُ الَعراب لرجلٍ السّّنوْر ،وهو الغِسّ؛ وأَن َ
<ص> 26:
ف الَيْل:
وهُ ّن أَه ُل ما يَتمازَيْن؛ * وهُنّ أَه ُل ما يُبَأْبَيْن
أَي يقال لاِ :بأَب فَ َرسِي َنجّانِي من كذا؛ وما فيهما صِلة معناه
أَننّ ،يعن اليْلَ ،أَهْ ٌل للمُناغاةِ بذا الكلمِ كما يُ َرقّصُ
ضلْنَ .وبَأَْبَأ ال َفحْلُ ،وهو الصبّ؛ وقوله يَتمازَيْنَ أَي يَتَفا َ
تَ ْرجِيعُ البا ِء ف َهدِيرهِ .وَبأْبأَ الرّجُلَُ :أسْرَعَ .وبأْبأْنا أَي
ت تََبأْبُؤا إِذا َع َدوْتُ. َأسْرَعْنا .وتََبأْبأْ ُ
والُبؤُْبؤُ :السيّد الظّريفُ الفيفُ .قال الوهري :والبؤُْبؤُ:
الَصلُ ،وقيل الَصلُ الكريُ أَو الَسيسُ .وقال شرُ :بؤُْبؤُ الرجلِ :أَصلُهُ .وقال أَبو عَمرو :الُبؤُْبؤُ :العاِلمُ ا ُلعَّلمُ .وف
الحكم :العا ُل مثلُ السّ ْر سُورِ ،يقال :فلن ف ُبؤْبُؤ الكَ َرمِ .ويقال :الُبؤُْبؤُ إِنسانُ العَيْن .وف التهذيب :الُبؤُْبؤُ :عَيْ ُر العَيْن.
وقال ابن خاَلوَيْهِ :البؤْب ُؤ بل َم ّد على مثال ال ُفلْفُل .قالَ :البؤْبؤُ:
ُبؤْب ُؤ العَيْنِ ،وأَنشدَ شاهدا على الُبؤْب ِؤ بعن السّيّد قولَ
الرّاجز ف صفةِ امرأَةٍ:
َق ْد فاَقتِ البؤُْبؤَ الْـُبؤَيْبِيَهْ ،والِلدُ مِنْها غِ ْرِق ُئ ال ُقوَيْقِيَهْ
الغِ ْرِقئُِ :قشْرُ البَيْضة .والقُويقِيةُ :كناية عن البَيْضة .قال ابنُ خَاَلوَيْهِ :البؤُْبؤُ ،بغي مدّ :السّيّد ،والُبؤَيْبِيَةُ :السيّدة ،وأَنـشدَ
لرير:
جدِ وُبحْبوحِ الكَ َرمْ ف بؤْبُؤ الـ َم ْ
وأَمـَا القَال فإِن ُه أَنْشده:
جدِ وُبؤْبُوءِ الكَ َر ْم
ف ضِئْضئِ الـ ْ
وقال :وكذا رأَيُتهُ ف شعرِ جرير؛ قال وعلى هذه الرواية()1
( 1قوله «وعلى هذه الرواية إل» كذا بالنسخ والراد ظاهر ).مع ما ذكره الوهري من كون ِه مثال سُرسُور .قال
وكأَنما لغتان ،التهذيب ،وأَنشدَ اب ُن السكيت:
جؤُه ولكِنْ يَُبأْبِئُ ُه ُبؤْبؤٌ * ،وبِئباؤُهُ َحجَأ أَ ْح َ
جؤُهَُ :أفْ َرحُ بهِ .ويقالُ فلنٌ ف سكّيت :يُبَأْبِئهُ :ي َفدّيهُ ،بؤُْبؤٌ :سيدٌ كريٌ ،بِئبْاؤُهَُ :ت ْفدِيَتُه ،و َحجَأ :أَي فَ َرحٌ ،أَ ْح َ قال ابن ال ِ
صدْقٍ ،وقال: ق أَي أَصْلِ ِ ُبؤْبؤِ صِد ٍ
ص ْدقٍَ * ،ن َعمْ ،وف َأكْ َرمِ أَصْلِ( )2 أَنا ف ُبؤْبؤِ ِ
( 2قوله «انا ف بؤبؤ إل» كذا بالنسخ وانظر هل البيت من الجتث وترّفت ف بؤبؤ عن ببؤبؤ أو اختلس الشاعر كلمة
ف).
@بتأ :بََتأَ بالكان يَبَْتُأ بُتُوءا :أَقامَ .وقيل هذه لغة ،والفصيح
بَتَا بُُتوّا .وسنذكرُ ذلك ف العتلّ ان شا َء اللّهُ تعال.
@بثأ :بَثَاءُ :مَوضِ ُع مَعْرُوفٌ .أَنشدَ الـمُ َفضّلُ:
شمْسِ ب ِن َسعْدٍ * ،غَداةَ بَثَاءَ ،إِذْ َع َرفُوا الَيقِينا سيَ ماءُ عَْب َ بَِن ْف ِ
ي ف بثا من العتلّ .قال ابنُ َبرّي فهذا موضعه. وقد ذكرهُ الوهر ّ
@بدأَ :ف أَساءِ اللّهِ عزّ وجل الـمُبْدئ :هو الذي أَنـشَأَ
الَشيا َء واخْتَرَعَها ابْتِدا ًء من غيِ سابقِ مثال .والَبدْءِ :فعْلُ الشيءِ َأوّلُ .بَدأَ بهِ وَب َدأَهُ يَْب َدؤُ ُه َبدْءا وأَْبدَأَ ُه وابَْتدَأَهُ.
ويقالُ :لكَ الَبدْءُ والَبدْأَةُ والبُدْأَةُ والَبدِيئ ُة
<ص>27:
ك َأنْ تَْبدََأ قبل
والبَداءة والبُداءة بالدّ والَبدَاه ُة على البدلِ أَي ل َ
ك ف َبدْأَتِنا غيك ف ال ّرمْي وغيهِ .وحكى اللحيان :كان ذل َ
وِبدْأَتِنا ،بالقصرِ والدّ؛()1
( 1قوله «وحكى اللحيان كان ذلك ف بدأتنا إل» عبارة القاموس وشرحه« و» حكي الليحان قولم ف الكاية
«كان ذلك » المر «ف بدأتنا مثلثة الباء » فتحا وضما وكسرا مع القصر وال ّد «وف بدأتنا مركة» قال الزهري ول
أَدري كيف ذلك«وف مبدانا» بالضم «ومبدئنا» بالفتح «مبدأتنا» بالفتح).
قال :ول أَدري كيف ذلكَ .وف مَْبدَأَتِنا عنهُ أَيضا .وقد أَْبدَأْنا وبَدأْنا كل ذلك عنه .والَبدِيئةُ والبَداءة والبَداهةَُ :أوّلُ ما
ج ُؤكَ ،الاء في ِه بدل من المز .وَبدِيتُ بالشيءِ َقدّمتُهُ ،أَنـصاريّةٌ .وَبدِيتُ بالشيءِ وبَدأْتُ :ابَْت َدأْتُ .وأَْب َدأْتُ با َلمْرِ َي ْف َ
َبدْءا :ابْتَدأْتُ
به .وبَدْأتُ الشيءََ :ف َعلْتُهُ ابْتِداءً .وف الديثِ :الَيْ ُل مَُبدّأَةٌ يومَ ال ِورْدِ أَي يُْب َدأُ با ف السّ ْق ِي قبلَ الِبِ ِل والغََنمِ ،وقد تذفُ
ي َبدْءٍ ،على َفعْلٍ ،وبادِي َبدِي ٍء على َفعِيلٍ ،أَي المزة فتصيُ أَلفا ساكنةً.والبَدْءُ والَبدِيءُ :ا َلوّلُ؛ ومنهُ قولم :ا ْف َعلْهُ بادِ َ
َأوّلَ شيءٍ ،والياءُ من بادِي ساكِن ٌة ف موضعِ النصبِ؛ هكذا يتكلمونَ بهِ .قال وربا تركوا هزه لكثرةِ الستعما ِل على ما
نذكر ُه ف باب العتل.
وبادِئُ الرأْيَِ :أ ّولُهُ وابْتِداؤُهُ .وعند أَهلِ التحقي ِق من الَوائِلِ ما أُ ْد ِركَ قب َل إِنْعامِ النّظرِ؛ يُقال َف َعلَه ف بادئٍ الرأيِ .وقال
ي تُريدُ ُظلْمنا .وروي أَيضا :أَنتَ باديَ الرأْي ُترِيدُ اللحيان :أَنتَ بادئَ ال َرأْي ومُبَْتدَأَ ُه تُرِي ُد ظُلْمنا ،أَي أَنتَ ف َأوّلِ الرّأْ ِ
ت فيما بَدا من الرأْي و َظهَرَ أَي أَنتَ ف ظاهر الرأْي ،فان كان هكذا فليس من هذا الباب. ظُلمنا بغي هز ،ومعناهُ أَن َ
وف التنيل العزيز« :وما نَراك اتّبعكَ ِإلّ الذينَ ُه ْم أَرا ِذلُنا
بادِيَ الرّأْيِ» وبادئَ الرّأْيِ؛ قرأَ أَبو عمرو وحده :بادئَ الرأْيِ
ي بغي هز .وقال الفَرّاءُ :ل بالمز ،وسائرُ القرّا ِء قرؤُوا بادِ َ
ي فهَمزَ كان صوابا .وسنذكره أَيضا ف بدا. تمزوا باديَ الرأْيِ َلنّ العن فيما يظه ُر لنا ويبدو؛ قال :ولو أَرادَ ابْتِداءَ الرأْ ِ
ومعن قراءة أَب عمرو باديَ الرأْيِ أَي َأوّلَ الرأْيِ أَي اتَّبعُوكَ ابْتِداءَ ال َرأْي حي ابْتَدؤوا ينظرونَ ،وإِذا َفكّرُوا ل يَتِّبعُوكَ.
وقالَ
ابنُ الَنباري :بادئَ ،بالمزِ ،من َبدَأَ إِذا ابَْتدَأَ؛ قال:
ب مَنْ هَم َز ول َي ْهمِزْ بالتّباع على مَذهَب الـمَصدرِ أَي وانْتِصا ُ
اتّبَعوكَ اتّباعا ظاهرا ،أَو اتّباعا مُبْتَدأً؛ قال :ويوز اَن يكون
ك إِلّ الذين هم أَرا ِذلُنا ف ظاهرِ ما نَرى العن ما نَراك اتَّبعَ َ
منهم ،و َطوِيّاتُهم على خِلفِك وعَلى مُواَفقَتنَا؛ وهو منْ بَدا
يَْبدُو إِذا ظَهَر.
لضِرُ :فانْطَلقَ إِل أَ َحدِهم بادئَ وف حديثِ الغُلمِ الذي قتله ا َ
ي رآهُ
ي َفقَتَله .قال اب ُن الَثي :أَي ف َأوّلِ رأْ ٍ الرّأْ ِ
وابتدائِه ،ويوز أَن يكون غي مهموز من الُب ُدوّ :الظّهور أَي ف ظاهرِ الرّأْيِ والنّظَرِ.
ي َبدِيّ ل يهمزُ .قال وهذا نادرٌ لَن ُه ليس على التخفيفِ قالوا ا ْف َعلْهُ بَدءا وَأوّلَ َبدْءٍ ،عن ثعلبٍ ،وبادِيَ َبدْءٍ وباد َ
القياسيّ ،ولو كان كذلك لا ذكر ههنا.
ي بَدوٍ وبادِي بَداءٍ أَي ئ َبدْءٍ فإِنّي أَ ْح َم ُد اللّهَ ،وبادِي بَدأَةَ وبادئَ بداءٍ وبدا َبدْ ٍء وَبدْأَ َة َبدْأَةَ وباد َ وقال اللحيان :أَما بادِ َ
أَمـَا َبدْءَ
ت ف بعضِ أُصول الصحاحِ يقالُ: الرأْيِ فان أَ ْح َم ُد اللّهَ .ورأَي ُ
ا ْفعَلْه َبدْأَةَ ذي َبدْءٍ وبَدأَةَ ذِي َبدْأَ َة وَبدْأَةَ ذي َبدِي ٍء وَبدْأَةَ بَديءٍ وبَدي َء َبدْءٍ ،على َفعْل ،وبادِئَ َبدِيءٍ ،على َفعِيلٍ،
ئ
وبادِ َ
َبدِئٍ ،على َفعِلٍ ،وبَديءَ ذي بَديءٍ أَي
<ص>28:
َأوّلَ َأوّلَ.وبدأَ ف الَمرِ وعادَ وَأبْدأَ وأَعادَ .وقوله تعال :وما يُبْدئُ الباطِلُ وما ُيعِيدُ .قال الزجاج :ما ف موضع نصب أَيْ
ي شيءٍ ُيعِيدُ ،وتكو ُن ما َنفْيا والباطلُ هنا أَيّ شي ٍء يُْبدِئُ الباطلُ وأَ ّ
خلُقُ إِبلِيسُ ول يَْب َعثُ ،واللّهُ جلّ وعزّ هو إِبْليِسُ ،أَي وما َي ْ
الالقُ والباعثُ .وَفعَلَه َعوْدَه على َبدْئِه وف َعوْدِه وَبدْئِه وف
َعوْدَتِه وبَدأَته .وتقول :ا ْفعَلْ ذلكَ َعوْدا وَبدْءا .ويقال :ر َجعَ
ب صلى اللّ ُه عليْ ِه وسَلّم َنفّلَ ف الَبدْأَةِ الرُّبعََعوْدَه على َبدْئِه :إِذا رجع ف الطريق الذي جَا َء منه .وف الديثَ :أنّ الن ّ
وف الرّ ْجعَةِ الثُلثَ ،أَرادَ بالَبدْأَ ِة ابتِدا َء َسفَرِ الغَ ْزوِ
ضتْ سَرِيّ ٌة مِنْ وبالرّجْع ِة القُفُو َل منهُ؛ والعْن كانَ إِذا َنهَ َ
جُملةِ العسكر الـ ُمقْبِل على ال َعدُوّ فَأ ْوَقعَتْ بطائِف ٍة مِنَ
ال َع ُدوّ ،فما غَِنمُوا كانَ لمْ الرّبُع وَيشْرَ ُك ُهمْ سائِ ُر العَسكر ف
ثلثةِ أَرباعِ ما غَنِموا ،وإِذا َف َعلَتْ ذلك عِْندَ َعوْدِ العسكرِ كانَ
ل ْم من جيع ما َغِنمُوا الثّلثَ ،لنّ الكَرّةَ الثانِيَ َة َأشَقّ
ضعْفِه عند خُروجهم ،وهمْ ف ا َلوّلِ أَْنشَطُ وَأشْهى للسّيْرِ عليهم ،والَطَر فيها أَعْ َظمُ ،وذلك ل ُقوّة الظهر عند دُخولم و َ
ض َعفُ وَأفْترُ وَأ ْشهَى وا ِلمْعا ِن ف بِل ِد ال َعدُوّ ،وهمْ عِْن َد القُفُولِ أَ ْ
للرّجوعِ إِل َأوْطانمْ ،فزادَه ْم لِذلك .وف حديث َعِليّ :واللّهِ لقد
جمَ والَوال. َس ِمعْتُه يقول :لَـَيضْرِبُّنكُم على الدّين َعوْدا كما ضَرَبْتُموهم عليه َبدْءا أَي َأوّلً ،يعن ال َع َ
لدَيْبِيةِ :يكونُ لم بَدءُ ال ُفجُورِ وثنا ُه أَي َأ ّولُه وآخِرُه. وف حَديثِ ا ُ
ئ وما ُيعِيدُ أَي ما يََت َكلّمُ ببادئَةٍ ول عاِئدَةٍ .وف الديثِ :مََن َعتِ العِراقُ ِدرْهَمها وَقفِيزَها ،ومََنعَتِ ويُقا ُل فلن ما يُبدِ ُ
ث من ُم ْعجِزات سيدِنا الشا ُم مُدْيَها ودِينارَها ،ومنعت مِصْرُ ِإرْدَبّها ،و ُعدْت مِن حيثُ َبدَأُْتمْ .قالَ ابنُ الَثيِ :هذا الدي ُ
رسولْ اللّ ِه صلى اللّ ُه تعال علي ِه وسلم ،لَنهُ أَخب با ل يكن ،وهو ف عِلم اللّهِ كائن ،فَخرَج لفظُه على لفظ الاضِي ودَلّ
لزْيةِ ف المصار. ب ِه على رضاه من ُعمَر بنِ الطاب رضيَ اللّهُ عنه با َو ّظفَه على ال َكفَرةِ من ا ِ
ف عليهم ،فصارُوا له بِإسلمهم سقُطُ عنهم ما ُوظّ َ سِلمُون وَي ْ وف تفسي النعِ قولن :أَحدُها أَنه علِم اَنم سَُي ْ
ث َب َدؤُوا. مانعي؛ويدل عليه قوله :و ُعدْتُم مِن حيثُ َبدَأْتَ ،ل ّن َبدْأَهم ،ف ِعلْم اللّهِ ،أَنم سَيُسِلمُونَ ،فعَادُوا مِن حَْي ُ
ي مِكيالُ أَه ِل الشامِ ،وال َقفِيزُ والثان أَنم يَخرُجونَ عن الطّاع ِة وَيعْصون الِمام ،فَيمْنَعون ما عليهم من الوَظائفِ .وا ُلدْ ُ
لَهْلِ
العِراقِ ،وا ِلرْدَبّ َلهْل ِمصْرَ.
والبتدا ُء ف العَرُوض :اسم ِلكُلّ جُزْ ٍء َيعْتَلّ ف َأوّلِ البيتِ
شوِ البيتِ كالَرْم ف ال ّطوِيلِ بِعلةٍ ل يكون ف شي ٍء من َح ْ
سمّى كلّ وا ِحدٍ من والوافِرِ والَ َزجِ والُتقارَب ،فِإنّ هذه كلها ُي َ
أَجْزائِها ،إِذا اعْتَلّ ،ابتداءً ،وذلك لنّ فعولن تُحذف منهُ الفا ُء ف
شوِ البيت البتةَ؛ وكذلك َأوّل مُفاعلت وَأوّل مَفاعيلن يُحذفان ف أَولِ البيت، البتداءِ ،ول تذف الفاء من فعولن ف َح ْ
ط وما أَشبههُ مـما علّتُه ،كعلة أَجزاءِ حَشوهِ ،ابتداءً ،وزعم الَ ْخفَشُ أَن الليل َجعَلَ ول يُسمى ُمسَْتفْ ِعلُن ف البسي ِ
ش ِلمَ َجعَلَ فاعِلتُن ابْتداءً ،وهي تكون َفعِلتن وفاعِلتن كما تكون فاعلتن ف َأوّلِ الديدِ ابتداءً؛ قال :وَل يدرِ الَ ْخفَ ُ
شوِ .وذهبَ على الَ ْخفَشِ َأنّ الَليل جعلَ فاعِلتُن هنا ليست كالَشو لَن َأِلفَها تسقُطُ أَبدا بِل مُعاقبة ،وكُلّ لْ
أَجزاءُ ا َ
ك بِالِعْللِ .وَب َدأَ شوِهِ ،فاسه البتداءُ؛ وإِنا ُسمّي ما وقع ف الزءِ ابتداءً لبتدائِ َ ما جاز ف جُزْئهِ ا َلوّلِ ما ل يوز ف َح ْ
للْقَ َبدْءا وأَْب َدأَه ْم بعن َخَلقَهم .وف اللّهُ ا َ
<ص>29:
للْ َق ث يُعيدُه .وقالَ :إِنّه هو يُْبدِئُ للْقَ .وقال :وهو الذي يَْبدَُأ ا َ ئ اللّهُ ا َ
للْقَ .وفيه كيفَ يُْبدِ ُ التنيل العزيز :اللّ ُه يَْبدَُأ ا َ
وُيعِيد؛ فا َلوّل مِنَ البادِئِ والثان منَ الُْبدِئِ وِكلهُما صِف ٌة للّهِ َجلِيلَةٌ.
والَبدِيءُ :ا َلخْلوقُ .وبِئ ٌر َبدِيءٌ كَبديع ،وال ْمعُ ُب ُدؤٌ.
والَبدْءُ والَبدِيءُ :البئر الت ُحفِرت ف الِسلم َحدِيث ًة وليست
حفِر
بعادِيّةٍ ،وتُ ِركَ فيها المز ُة ف أَكث ِر كلمهم ،وذلك أَن َي ْ
ب لا .وف حديث ابن السيّب :ف حَ ِريِ البئرِ الَبدِيءِ خَمسٌ و ِعشْرونَ ذِراعا ،يقول :له ت الت ل رَ ّ بئرا ف ا َلرْضِ الَوا ِ
حفِرَ ف تلكَ المسِ والعشرينَ بئرا. خَمس وعشرون ذِراعا حَوالَيْها حَرِيُها ،ليسَ لَ َح ٍد أَن َي ْ
وإِنا شُبّهت هذه البئ ُر بالَرضِ الت ُيحْيِيها الرجُ ُل فيكون مالِكا لا ،قال :وال َقلِيبُ :البئرُ العادِيّ ُة ال َقدِيَةُ الت ل يُعلمُ لا
رَبّ ول حافِرٌ ،فليس لَحدٍ أَن يَنْزِ َل على خسيَ ذراعا منها ،وذلك أَنا لعامّة الناس ،فإِذا نزَلا نازِلٌ مََنعَ غيه؛ ومعن
النّزو ِل أَن ل يَّتخِذها دارا وُيقِيم عليها ،وأَمـا أَن يكون عابِ َر سَبي ٍل فل .أَبو عبيدة يقال للرّكِيّةَِ :بدِي ٌء وَبدِيعٌ ،إِذا
شدَ:ت قبلَك ،فهي َخفِيّةٌ ،و َزمْ َزمُ َخفِيّةٌ لنا لِسعِيل فاندَفنت ،وأَن َ َحفَرْتا أَنت ،فإِن أَصَبْتها قد ُحفِرَ ْ
صبُ أَعْقارَ حِياض البُودانْ حتْ ،قَبْ َل أَذانِ الفُرْقانَْ * ،تعْ ِ َفصَّب َ
قال :البُودانُ ال ُقلْبانُ ،وهي الرّكايا ،واحدها َبدِيءٌ؛ قال
الَزهري :وهذا مقلوبٌ ،والَص ُل ُبدْيانٌ ،ف َقدّمَ اليا ًء وج َعلَها واوا؛ والفُرقانُ :الصّبْحُ ،والَبدِيءُ :ال َعجَبُ ،وجاءَ بأَمرٍ
َبدِيءٍ ،على َفعِيلٍ ،أَيْ عَجيبٍ.
وَبدِي ٌء مِن َبدَْأتُ ،والَبدِيءُ :ا َلمْرُ الَبدِيعُ ،وَأْبدَأَ الرّجُلُ :إِذا جاءَ بهِ ،يُقال أَم ٌر َبدِيءٌ .قالَ عَبِيدُ بنالَبرَص:
فل َبدِيءٌ ول َعجِيبُ
والَبدْءُ :السّيدُ ،وقِي َل الشّابّ الـ ُمسْتَجادُ
ل ْم ُع ُبدُوءٌ .والبَدْءُ :السَّيدُ ا َلوّ ُل فالرأْيِ ،الـ ُمسْتشَارُ ،وا َ
سؤْدد .قالَ َأ ْوسُ بن َمغْراءَ السّيادةِ ،والثُنْيَانُ :الذي يَلي ِه ف ال ّ
س ْعدِيّ:ال ّ
ثُنْيانُناِ ،إنْ أَتا ُهمْ ،كا َن َبدْأَ ُهمُ * ،وب ْدؤُ ُهمْ ،إنْ أَتانا ،كانَ ثُنْيانا
والَبدْءُ :ا َل ْفصِلُ .والَبدْءُ :العَ ْظمُ با عَليهِ مِ َن اللّحمِ.
والَبدْءُ :خَ ُي عَ ْظمٍ ف الَزُورِ ،وقيلَ خَيْ ُر َنصِيبٍ ف
الَزُور .وال ْمعُ أَْبدَا ٌء وُبدُو ٌء مِثلُ َجفْنٍ وأَجْفا ٍن و ُجفُونٍ.
قا َل طَرَفةُ بن العبد:
و ُهمُ َأيْسا ُر لُقْمانَ ،إِذا * أَ ْغَلتِ الشّتْوةُ أَبْدا َء الُ ُزرْ
شدَ اب ُن السكيت: ويُقالَُ :أ ْهدَى ل ُه َبدْأَةَ الَزُورِأَيْ خَيْرَ الَنصِباءِ ،وأَن َ
جعَلُ حمِ ُي ْ
سمُ الّل ْي َبدْ ٍء مَ ْق َ
على أَ ّ
والَبْداءُ :الفَاصِلُ ،وا ِحدُها َبدًى ،مقصورٌ ،وهو أَيْضا
لزُورِ عَشرَةٌ :وَرِكاهَا بَدءٌَ ،م ْهمُوزٌ ،تقدِيرُ ُه َبدْعٌ .وأَْبدَاءُ ا َ
خذَاهَا وساقاهَا وكَِتفَاهَا و َعضُداها ،و ُهمَا َأ َلمُ الَزُورِ وَف ِ
ِلكَثرَ ِة العُرُوقِ.
والُبدْأَةُ :الّنصِيبُ مِنْ أَنـصِباءِ الَزُور؛ قالَ الّنمِرُ
ابن َت ْولَب:
حتُ ُب ْدأََتهَا َرقِيبا جانِحا * ،والنارُ َت ْلفَحُ وَ ْجهَ ُه بُأوَارِها َفمََن ْ
<ص>30:
حتُ ُبدّتَها ،وهي النّصيبُ ،وهوَ وروى ابنُ الَعرابّ :فمََن ْ
َمذْكورٌ ف َموْضِعِه؛ وروَى ثعلب رفِيقا جانِحا()1
( 1قوله «جانا» كذا هو ف النسخ بالنون وسيأت ف ب د د باليم.).
ب بضمّها كما ترَى. وف الصّحاحِ :الَبدْءُ والَبدْأَةُ :النصِيبُ مِنَ الَزو ِر بفَتحِ الباءِ فيهما؛ وهذا ِشعْرُ الّنمِرِ بن َت ْولَ ٍ
صبَ. وُبدِئَ الرّجُ ُل يُْبدَُأ َبدْءا فهو مْبدُوءٌُ :ج ِدرَ َأوْ ُح ِ
قال الكميتُ:
ب ُسهَامِها()2 ت ظواهِرُ ِج ْلدِهِ * ،مـمّا ُيصَافِ ُح مِنْ لِي ِ فكأَنّما ُبدَِئ ْ
( 2قوله «سهامها» ضبط ف التكملة بالفتح والضم ورمز له بلفظ معا اشارة إِل أن البيت مروي بما).
وقال اللحيانُ :بدِئَ الرّجُلُ يُْبدَُأ َبدْءا :خَ َرجَ ب ِه بَثْرٌ
ل َدرِيّ؛ ثّ قال :قا َل بعضهم هُو الُدريّ بعينه .ورَجُلٌ شِبْ ُه ا ُ
مَْبدُوءٌ :خرَج ب ِه ذلِك .وف حديثِ عائِشة رضِي اللّه عنها أَنا
قالتْ :ف اليو ِم الذي ُبدِئَ في ِه رسو ُل اللّه صلّى اللّه علي ِه
ئ فلنٌ أَي مت مَرِضَ؛ قال :ويُسأَلُ ب ِه عن اليّ والـمَّيتِ .وَبدََأ من أَرضٍ وسلّم ،وَارَأْساه .قالَ ابنُ الَثي :يُقا ُل مت ُبدِ َ
ج منها إِل غيها إِبْداءً. إِل أَرضٍ أُخرى وأَبْدأَ :خ َر َ
وأَبْدأَ الرّجلُ :كِناية عن الّنجْو ،والسمُ البَداءُ ،مدودٌ .وأَْب َدأَ الصبّ :خَرَجت َأسْنانُ ُه بعد ُسقُوطِها.
والُبدْأَةُ :هَنَةٌ سوداءُ كأَنا َكمْءٌ ول يُنَت َفعُ با ،حكاه أَبو حنيفة.
@بذأَ :بذَْأتُ الرّج َل َبذْءا :إِذا رأَْيتُ منه حالً كرِهْتُها.
وَبذَأَْتهُ عَيْن تَْب َذؤُهُ بَذاءً وبذاءة :ازْ َدرَتْهُ
ك مَرْآتُه .وَبذَأْتُ ُه أَْب َذؤُهُ واحَْتقَرَتْهُ ،ول َتقْبَله ،ول ُت ْعجِبْ َ
َبذْءأً :إِذا ذَمــمْتُهُ .أَبو زيدٍ ،يُقالَ :بذَأَتْهُ عَيْن َبذْءا إِذا
صفَ ك وعن َدكَ الش ُي ث ل ترَهُ كذلك ،فإِذا رأَيتهُ كما وُ ِ أُطرِيَ ل َ
ك قلت :ما تَْب َذؤُهُ العَيْنُ. ل َ
وَبذَأَ الشيءََ :ذمّه .وبُذئَ الرّجُلُ :إِذا ازْ ُدرِيَ .وَبذَأَ
الَرضََ :ذ ّم مَرْعاها .قال:
ُأزّيَ ُمسْتَهنئٌ ف الَبدِيءِ * ،فَيَ ْرمَأُ فيهِ ول يَْب َذؤُهْ
ح َمدْه. ويروى :ف الَبدِيّ؛ وكذلِك الـ َموْضِع إِذا ل َت ْ
وأَرضٌ َبذِيئَ ٌة على مِثا ِل َفعِيلة :ل مَرْعى با.
صمْته. وبا َذأْتُ الرّجلَ :إِذا خا َ
ل ْلقَةُ فإِنا هي بِذا ٌء ونِجاءٌ. شعْب :إِذا عَ ُظ َمتِ ا َ وقال ال ّ
وقِيلَ البِذاءُ :الـمُباذأَةُ وهي الـمُفاحَشة .يُقال با َذأْتُ ُه بِذاءً
ومُباذأَةً؛ والنّجاءُ :الـمُناجاة.
وقال شِ ٌر ف تفس ِي قولِهِ :إِنّكَ ما َعِل ْمتُ لَبَذيءٌ ُمغْرِقٌ.
ش ال َقوْلِ ،ورَجُ ٌل َبذِيءٌ مِن َق ْومٍ قال :الَبذِيءُ :الفاحِ ُ
أَْبذِياءَ ،والَبذِيءُ :الفاحِشُ مِن الرّجالِ ،والُنثى َبذِيئةٌ .وقد َب ُذؤَ
يَْب ُذؤُ بذا ًء وبَذاءة ،وبعضهم يقولَ :بذِئَ َيْبذَُأ َبذْءا .قال
أَبو النجم:
فاليَومُ َي ْو ُم تَفاضُ ٍل وبَذاء،
شدَ: وامرأَةٌ َبذِيئ ٌة ورَجُ ٌل بَذيءٌ مِ ْن َق ْومٍ أَْبذِياءَ :بَيّنُ البَذاءة .وأَن َ
جعِ
َهذْرَ الَبذِيئةِ ،لَيْلَها ،ل َت ْه َ
وامرأَةُ َبذِيّةٌ .وسنذكر ف العت ّل ما يتعلق بذلك.
<ص>31:
@برأ :البارئُ :مِن أَسا ِء اللّه عزّ وجلّ ،واللّه البارئُ
صوّر .وقا َل تعَال: الذّارِئُ .وف التنيلِ العزِيزِ :البارِئُ ا ُل َ
للْقَ ل عن فتُوبُوا إِل بارِِئكُمْ .قال :البارئُ :هو الذي َخلَقَ ا َ
مِثالٍ .قا َل ولذِهِ اللفْظَةِ مِن الخْتِصاصِ ِبلْقِ اليَوانِ ما ليس لا بغَي ِه مِن الخْلوقات ،وَقلّما ُتسَْتعْمَ ُل ف غيِ
اليوانِ ،فيُقال :برََأ اللّهُ الّنسَمَة و َخلَقَ السّموات والَرضَ.
للْقَ يَبْ َرؤُهم بَرءا وبُرُوءا: قال اب ُن سِيدَه :ب َرَأ اللّهُ ا َ
َخَل َقهُم ،يكونُ ذلكَ ف الَواهِ ِر والَعْراضِ .وف التنِيلِ« :مَا
ب مِنْسكُم إِل ف كِتا ٍ ض ول ف أَن ُف ِ ب مِ ْن مُصِيبَةٍ ف ا َلرْ ِ أَصَا َ
قَبْ ِل َأنْ نَبْ َرأَها» وف الّت ْهذِيبِ :والبَرِيّةُ أَيضا:
للْقَ أَي للْق ،بل َهمْزٍ .قا َل الفَرّاءُ :ه َي مِ ْن بَرََأ اللّهُ ا َ اَ
صلُها المْزُ ،وقد ترَكَت للْقُ ،وأَ ْ َخَل َقهُم .والبَرِيّةُ :ا َ
ب والذّرّيّةُ .وأَه ُل َمكّةَ العَرَبُ َهمْزَها .ونظِيهُ :الن ّ
يُخاِلفُونَ غ َيهُم مِ َن العَرَبَ ،ي ْهمِزُونَ البَريئةَ والنّبءَ
وال ّذرّيئةَ ،مِنْ َذرََأ اللّهُ اللْقَ ،وذلِكَ قلِيلٌ .قالَ الفرّاءُ :وإِذا
أُ ِخذَت البَرِيّ ُة مِن البَى ،وهو التّراب ،فأَصلها غي المْزِ.
ب على ت ْركِ َهمْزِ هذه الثلثةِ ،ول ج َعتِ العَرَ ُ وقالَ اللحيانَ :أ َ
يَستثنِ أَه َل مكةَ.
ض يَبْ َرُأ ويَبْ ُرؤُ بَرْءا
ت مِن الـمَرَضِ ،وبَ َرأَ الرِي ُ وبَرِْئ ُ
ت أَبْرُأ بَرْءا وبُرُوءا ،وأَه ُل العَالِيَةِ يقولون :بَرَأْ ُ
ض
وبُروءا ،وأَهلُ الِجازِ يقولون :بَرَْأتُ مِنَ الرَ ِ
ب يقولون :بَرِئتُ مِنَ الرَضِ. بَرءا ،بالفتحِ ،وسائرُ العَرَ ِ
وأَصْبَ َح بارِئا مِنْ مَرَضِ ِه وبَرِيئا مِنْ قومٍ بِراءٍ ،كقولكَ
صحِيحا وصِحاحا ،فذلِكَ ذلك .غ َي أَنه إِنا َذ َهبَ ف بِراءٍ إِل أَنه َج ْم ُع بَرِيءٍ .قال وقدْ يوزُ َأ ْن يَكون بِرَا ٌء أَيضا جْع
ب وصِحابٍ. بارِئٍ ،كجائ ٍع وجِياعٍ وصا ِح ٍ
وقدْ أَب َرأَهُ اللّ ُه مِنْ مَرَضِ ِه إِبراءً .قال اب ُن بَرّيّ :ل
ت أَب ُرؤُ ،بالضمّ ف الستقبل .قال :وقد ذكَرهُ يَذكُر الوهَري بَ َرأْ ُ
سِيبويهِ وأَبو عثمانَ الازِن وغ ُيهُما مِنَ البصرِيي .قا َل وإِنا
ذكَرْتُ هذا َلنّ ب ْعضَهُم َلحّ َن بَشار ب َن بُرْد ف قولهِ:
ليّ مِ ْن مَكان ،فقالوا * :فُ ْز بصَبْرٍ ،لعَلّ عَيْنَكَ تبْرُو َنفَرَ ا َ
َمسّهُ ،مِنْ صُدودِ عَبْدةَ ،ضُرّ * ،فبَنَاتُ ال ُفؤَا ِد ما تسَْتقِرّ
ب صلّى اللّه عَليْ ِه وسَلّم ،قا َل العباسُ وف حدِيثِ مَرَضِ الن ّ
ضيَ اللّهُ عنهُما :كيفَ أَصَْبحَ رسُولُ اللّه صلّى اللّهُ ِلعَِل ّي ر ِ
ح ْمدِ اللّ ِه بارِئا ،أَي مُعافً .يقالُ: علي ِه وسلم؟ قالَ :أَصْبَ َح ِب َ
ت مِنَ الـمَرَضِ أَب َرأُ َبرْءا ،بالفتح ،فأَنا بارِئٌ؛ وأَب َرأَن اللّ ُه مِنَ الرَض. بَ َرأْ ُ
وغيُ أَه ِل الِجا ِز يقولون :برِئت ،بالكسرِ ،بُرْءا ،بالضم .ومِنْهُ قولُ عبدالرحن بنِ َعوْف لَب بكر رضيَ
اللّهُ عنهُما :أَراكَ بارئا.
وف حديثِ الشّرْب :فإِنهُ َأ ْروَى وأَبرَى ،أَي يُبِئ ُه مِنْ َأَلمِ
العَطَشِ .أَو أَرا َد أَن ُه ل يكونُ مِنْ ُه مَرَضٌ ،لَن ُه قدْ جاءَ ف
حديثٍ آ خر :فإِن ُه يُورِثُ الكُبادَ .قالَ :وهكذا يروى ف الديثِ
أَبْرى ،غ َي َم ْهمُوزةٍ ،لَجلِ َأ ْروَى.
والبَرَا ُء ف الـ َمدِيدِ :الُزْ ُء السّالِ ُم مِنْ زِحَافِ الُعاقبَةِ.
سَلمُ
وكلّ جز ٍء يكِ ُن َأنْ َيدْخُله الزّحافُ كالـمُعاقبَةِ ،فَي ْ
ت مِنَ الدّينِ ،والرّجُ ُل منهُ ،فهو بَرِيءٌ .الَزهَرِي :وأَما قولم بَرِْئ ُ
<ص>32:
أَبْرََأ بَراءة ،وبَرِئتُ الْيكَ مِ ْن فلنٍ أَبْ َرُأ بَرَاءة ،فليسَ فيها غي
ت مِنَ الـمَرَضِ أَبْ ُرؤُ هذه اللغَةِ .قال الَزهَري :وقد رووا َبرَأَ ُ
بُرْءًا .قال :ول ِندْ فيما لمه َهمْزٌة َف َعلْتُ َأ ْفعُلُ .قال :وقد
ت البعِيَ َأهُْنؤُه.
ت َأقْ ُرؤُ وهَنَأْ ُ
استقصى العلماءُ باللغَةِ هذا ،فلم يدُوهُ إِل ف هذا الرْف ،ث ذك َر قرَأْ ُ
وقولهُ عزّ وجلّ :بَراءة مِن اللّ ِه ورسولهِ ،قال :ف رَفعِ
ت بَرَاءة مِن اللّهِ ورسولهِ؛ والثان بَرَاءة ابتداءٌ والبُ إِل الذينَ بَرَاءة قولنِ :أَحدهُما على خَبِ البِتداءِ ،العن :هذهِ اليا ُ
عا َهدُْتمْ .قال :وِكل ال َق ْولَيَنِ َحسَنٌ.
ئ مِنَ وأَبْرأْتُه ِممّا ل عليْ ِه وبَرّأْتُ ُه تَبْرِئةً ،وبَرِ َ
ئ إِليكَ
ب بَرِ َ
ا َلمْرِ يَبْرَُأ ويَبْ ُرؤُ ،وا َلخِي نا ِدرٌ ،بَراءة وبَراءً ،ا َلخِية عن اللحيان؛ قالَ :وكذلِكَ ف الدّي ِن والعُيو ِ
ك بَراءة وبَراءً وبُروءا وتبّؤا ،وأَب َرَأكَ مِنهُ مِنْ َحقّ َ
وبَرَّأكَ .وف التنيلِ العزيز« :فبّأَ ُه اللّهُ مـمّا قالوا».
ك وبَراءٌ ،وال ْمعُ بِراءٌ ،مثل كَ ِريٍ وأَنا بَرِي ٌء مِنْ ذلِ َ
وكِرامٍ ،وبُرَآءُ ،مِثل فقِيه وفُقَهاء ،وأَبراء ،مثل شريفٍ
وأَشرافٍ ،وأَبرِياءُ ،مثل َنصِيبٍ وأَْنصِباء ،وبَرِيئون وبَراء .وقال الفارسي :البُرا ُء ج ُع بَريء ،وهو مِ ْن بابِ رَخْ ٍل ورُخالٍ.
وحكى الفرّا ُء ف َج ْمعِهِ:
ف على حذفِ إِحدى المزَتي .وقالَ اللحيان :أَه ُل الجاز يقولون :أَنا مِنك بَراء .قال :وف التنيل بُراء غي مصرو ٍ
العزيزِِ« :إنّن بَرا ٌء مـمّا َتعْبُدون».
ت مِن كذا وأَنا بَرا ٌء مِنهُ وخَلءٌ ،ل يُثَنّى ول وتَبَرّأْ ُ
يمَع ،لَن ُه مصدَرٌ ف الَصْل ،مِثل َسمِ َع َسمَاعا ،فإِذا قلت :أَنا
بَرِي ٌء مِن ُه و َخِليّ منهُ ثنّيت و َجمَعْت وأَنّثْت .ولغةُ تي ٍم وغيهم مِن العَرَب :أَنا بَرِيءٌ.
وف غ ِي موضعٍ مِن القرآنِ :إِن بَرِيءٌ؛ والُنثى بَريئَةٌ ،ول يُقال :بَرَاءة ،وهُما بَريئتانِ ،والم ُع بَرِيئات ،وحكى اللحيان:
ت وبَرايا كخَطايا؛ وأَنا البَاءُ مِنهُ ،وكذلِكَ الثنان والمعُ والؤَنث .وف التنيلِ العزيز« :إِنن بَراءٌ ما تعبُدون». بَرِيّا ٌ
الَزهري :والعَرَبُ تقول :ن ُن مِنكَ البَرا ُء والَلءُ
والواحِد والثنان وال ْم ُع مِنَ الذكّر والؤَنث يُقال :بَرا ٌء لَنهُ
صدَر .ولو قال :بَرِيء ،لقِيلَ ف الثنيِ :بَريئانِ ،وف المع :بَرِيئو َن وبَراءٌ. م ْ
وقال أَبو إِسحق :العن ف البَراءِ أَي ذو البَرا ِء منكم ،وننُ َذوُو البَرا ِء منكم .وزا َد الَص َمعِي :ن ُن بُرَآء على ُفعَلء ،وبِراء
ت وبَرايا .الوهري :رج ٌل بَرِي ٌء وبُرا ٌء مثلُ على فِعالٍ ،وأَبْرِياء؛ وف الؤَنث :إِنن بَرِيئ ٌة وبَرِيئتانِ ،وف ال ْمعِ بَرِيئا ٌ
َعجِيبٍ وعُجابٍ.
ف ف بُراءٍ أَنه جعٌ ل وا ِحدٌ، وقال ابن بَرّيّ :العرو ُ
وعلي ِه قولُ الشاعِر:
ب يَجنُبُها رِجالٌ * ،وَيصْلى ،حَرّهاَ ،ق ْومٌ بُراءٌ رأَيتُ الَرْ َ
قال ومثلهُ لزُهي:
الْيكُم إِنّنا َق ْو ٌم بُراءُ
ص ابن جن على كونِهِ َجمْعا ،فقال :ي َمعُ َبرِيءٌ على أَرَبعَةٍ ون ّ
صدِيقٍف وظِرافٍ ،وبَرِي ٌء وبُرَآءُ ،مثل شَرِيفٍ وشُرفاء ،وبَرِيءٌ وأَْبرِياءُ ،مِثل َ مِن الُموع :بَرِي ٌء وبِراءٌ ،مِثل ظَري ٍ
ع على فُعالٍ نو ُتؤَا ٍم ورُباءٍ()1 وأَصدِقاء ،وبَريءٌ وبُراءٌ ،مثل ما جاءَ مِنَ الُمو ِ
( 1الصواب أن يقال ف جعها :رُبَاب بالباء ف آخره وهو الذي ذكره الصنّف وصاحب القاموس وغيها ف مادة رب
ب «أحد تيمور») ف جعِ َتوْأَم ورُبّى.
<ص>33:
ابنُ الَعراب :بَرِئَ إِذا َتلّصَ ،وبَرِئَ إِذا تَنَزّ َه وتبا َعدَ ،وبَرِىءَ ،إِذا أَ ْع َذرَ وأَنذَرَ؛ ومنه قولهُ تعال :بَراءة مِن
اللّ ِه ورسولِهِ ،أَي إِعْذارٌ وإِنذارٌ .وف حديث أَب هُرَيرة رضيَ
ف قد اللّهُ عنه لا دعاهُ ُعمَرُ إِل العَملِ فأَبَى ،فقال عُمرِ :إنّ يُوسُ َ
ل ْكمِ وَأنْ أُقاسَ بهِ؛ ول يُرِ ْد بَراءة
سأَ َل ال َعمَلَ .فقالَِ :إنّ يُو ُسفَ منّي بَرِيءٌ وأَنا مِنْه بَرَاء اي بَرِيءٌ عن مُساواِتهِ ف ا ُ
الوِلي ِة والـ َمحَبّةِ لَنهُ مأْمورٌ بالِيانِ به ،والبَرَاءُ والبَرِي ُء سَواءٌ.
وليلةُ البَرا ِء ليل َة يَتَبَرّأُ القم ُر منَ الشمسِ ،وهي َأوّلُ ليلة
من الشهرٍ .التهذيب :البَا ُء َأوّلُ يو ٍم منَ الشهرِ ،وقد أَبْرأَ:
اذا دخلَ ف البَراءِ ،وهو اوّلُ الشهرِ .وف الصحاحِ البَراءُ ،بالفتحِ:
َأوّلُ ليلةٍ من الشهر ،ول يقل ليلةُ البَراءِ ،قال:
يا عَيْ ُن َبكّي مالِكا وعَْبسَاَ * ،ي ْومَا ،إِذا كانَ البَرا ُء َنحْسا
أَي إِذا ل يكن في ِه مَطَرٌ ،وهم َيسَْتحِبّونَ الطرَ ف آخِرِ
الشهرِ؛ وجعهُ أَبْرِئةٌ ،حكي ذلك عن ثعلبٍ .قال القتيب :آخِ ُر ليلة من الشهر تسمى بَراء لتَبَ ّرؤِ القمر فيه من الشمس.
ئ مِن هذا الشهر .وابنُ البَراءَ :أوّل يوم من الشهر .ابن ابن الَعراب :يقال لخر يوم من الشهر البَراء لَنه قد بَرِ َ
الَعراب :البَراءُ من الَيامِ َي ْومُ َس ْعدٍ يُتَ ّبكُ بكل ما يَحدُث فيه ،وأَنشد:
كــان البَرا ُء َل ُهمْ َنحْساَ ،فغَ ّرَقهُـم * ،ول َيكُنْ ذاكَ نْسا مُذ سَرَى ال َقمَرُ
وقال آخر:
ِإنّ عبِيدا ل َيكُونُ ُغسّا * ،كما البَراءُ ل َيكُونُ نْسا( )1
سَلمُوكلّ جز ٍء يكِ ُن َأنْ َيدْخُله الزّحافُ كالـمُعاقبَةِ ،فَي ْ
( 1قوله «عبيدا» كذا ف النسخ والذي ف الساس سعيدا).
أَبو عمرو الشيبان :أَبْرَأَ الرّجُل :إِذا صا َدفَ بَرِيئا ،وهو
سبُ هذا غي صحيح؛ قال :والذي أَعرفه أَبَرْت :إِذا صا َد ْفتَ بَرِياّ ،وهو ُسكّر صبُ السكر .قال أَبو منصور :أَ ْح َ َق َ
الطّبَ ْرزَدِ.
ت شَرِيكي: وبارَْأتُ الرّجل :بَرِْئتُ اليه وبَرِئَ ِإلّ .وبارَأْ ُ
إِذا فا َرقْتَه .وبارأَ الرأَةَ والكَرِيّ مُبارأَ ًة وبِراءً :صاَلحَهما
على الفِراق.
والستِباءُ :أَن َيشْتَرِيَ الرّج ُل جارِيةً ،فل يَ َطؤُها حت
ض عنده حَيْض ًة ث تَ ْطهُرَ؛ وكذلك إِذا سبَاها ل يَطَأْها حت َتحِي َ
لمْل. ب بَراءَتا من ا َ َيسْتـبْ ِرئَها ِبحَْيضَةٍ ،ومعناهَُ :طلَ ُ
واسَْتبْرأْتُ ما عندك :غيُه.
اسْتَبْرَأَ الرأَةَ :إِذا ل يَطَأْها حت تِيضَ؛ وكذلك اسْتَبْ َرأَ
ال ّر ِحمَ .وف الديث ف اسْتِبْراء الارية :ل َي َمسّها حت تَبْ َرأَ
رَ ِحمُها ويَتَبَيّنَ حالا هل هي حامِلٌ أَم ل .وكذلك السْتِبْراءُ
الذي ُيذْكَر مع السْتِنْجاء ف الطّهارة ،وهو أَن َيسَْتفْرِغَ
ضعَه و َمجْراه ،حت يُبْرِئَهما منه أَي َبقِيّةَ البول ،ويَُنقّي َموْ ِ
يُبِينَه عنهما ،كما يَبْ َرأُ من الدّين والـمَرَض .والسْتِبْراءُ :اسْتِنقاء
ب بَراءَتَه مِن
الذّكَر عن البول .واسَْتبْرَأ الذّكَرََ :طلَ َ
َبقِيّةِ بول فيه بتحريكه ونَْترِه وما أَشبه ذلك ،حت َي ْعلَم أَنه ل يَبْقَ
فيه شيء .ابن الَعراب :البَرِيءُ :الـمُتَفصّي من القَبائح،
ب منالـمُتَنجّي عن الباطل وال َكذِبِ ،البعِي ُد مِن التّهم ،الّن ِقيّ ال َقلْ ِ
الشّرك .والبَرِيءُ الصحِي ُح الِسمِ والعقلِ .والبُ ْرأَةُ ،بالضمّ:
قُتْر ُة الصائد الت َي ْكمُن فيها،
<ص>34:
والمع بُرَأ .قال الَعشى يصف المي:
فَأ ْورَدَها َعيْنا ،مِنَ السّيف ،رَيّةً * ،بِها ُبرَأ مِثْلُ ال َفسِيلِ الـ ُم َكمّمِ
سئَ َبسَأً :أَنِسَ به، @بسأَ :بسَأَ به يَْبسَُأ َبسًْأ وبُسوءا وَب ِ
وكذلك َبهَأْتُ؛ قال زهي:
َبسَ ْأتَ بِنِيّها ،و َجوِيتَ عنها * ،وعِْن َدكَ ،لو َأرَدْتَ ،لَها دَواءُ
ب صلى اللّ ُه عليه وسلَم قال بعد َوقْعة بدرٍ: وف الديث َأنّ الن ّ
لو كان أَبو طالبٍ حَيّا لَرأَى سُيُوفَنَا وقد َبسَِئتْ بالَياثِلِ.
ستْ، ت وَبسَأَتْ بفتحِ السي وكسرِها :اعْتادَت واسْتَأَْن َ بَسَئ ْ
والَياثِلُ :الَماثِلُ .قال ابن الَثي :هكذا ُفسّر ،وكأَنه من
الَقلوب.وَبسََأ بذلكَ ا َلمْ ِر َبسْأً وُبسُوءا :مَ َرنَ عليه ،فلم َيكْتَرِث
ِلقُبْحه وما يقال فيه .وَبسَأَ به :تَهاوَنَ .وناقة َبسُوءٌ :ل تَنعُ
الاِلبَ .وأَبْسأَنِي فلنٌ فبَسْئتُ به.
@بطأ :البُطْ ُء والِبْطاءَُ :نقِيضُ ا ِلسْراع .تقول منه :بَ ُطؤَ
َمجِيئُك وبَ ُط َؤ ف َمشْيِه يَبْ ُطؤُ بُطًْأ وبِطاءً ،وأَبْ َطأَ ،وتَباطأَ،
وهو بَطِيءٌ ،ول تقل :أَبْطَْيتُ ،والمع بِطاءٌ؛ قال زهي(:)1
( 1أي يدح هرم بن سنان الرّي وقبله:
يطعنهم ما ارتوا حت إِذا طعنوا * ضارب حت إِذا ما ضاربوا اعتنقا)
َفضْلَ الِيا ِد على الَيل البِطاءِ ،فل * يُــعْطِي بذلـك َممْنُونـا ول نَزِقـــا
ومنه الِبْطاءُ والتّبا ُطؤُ .وقد اسْتَبْطَأَ وَأبْطَأَ الرجُلُ :إِذا
كانت دَوابّه بطاءً ،وكذلك أَبْطأً القومُ :إِذا كانت دوابم بِطاءً.
وف الديث :مَ ْن بَطَّأ به عملُه ل يَْن َفعْه َنسَبُه أَي مَنْ
ل ل يَْنفَعْه ف سيّءُ أَو َتفْريطُه ف العمل الصا ِ أَخّرَه عملُه ال ّ
الخر ِة شَ َرفُ النّسبِ .وأَبْطأَ عليه ا َلمْرُ :تَأَخّرَ.
وبَطَّأ عليه با َلمْرِ وأَبْطَأَ به ،كِلها :أَخّرَهُ .وبَطَّأ فلن بفلن :إِذا ثَبّطَه عن أَمرٍ عَ َزمَ عليه .وما أَبْطَأَ بك وبَطَّأ بك عنا،
بعنً ،أَي ما أَبْ َطأَ()2
( 2كذا بياض بالنسخ وأصل العبارة
للصحاح بدون تفسي ... ).وتَباطأَ الرّجُل ف َمسِيهِ .وقول لبيد:
و ُه ُم العشِيةُ َأنْ يُبَ ّطئَ حا ِسدٌَ * ،أوْ َأنْ َيلُومَ ،مع العِداُ ،لوّامها
ث العد ّو على مَساوِيهم ،كَأنّ هذا الاسِد ل َيقْنع بعيبه لؤلء حت حث. ح ّ فسرهُ ابن الَعراب فقال :يعن أَن َي ُ
وبُطْآنَ ما يكون ذلك وبَطْآنَ أَي بَ ُطؤَ ،جعلوه اسا للفعل
ت عنه ليكون َكسُرْعانَ .وبُطْآنَ ذا خُروجا :أَي بَ ُط َؤ ذا خروجاُ ،جعِلت الفتحةُ الت ف بَ ُط َؤ على نون بُطْآنَ حي أَدّ ْ
َعلَمَا لا ،ونُقلت ضمة الطاء إِل الباء .وإنا صح فيه الّنقْلُ لَن معناه التعجب :أَي ما أَبْطَأَه.
الليث :وباطِئةُ اسم مهولٌ أَصلُه .قال أَبو منصور :الباطِئةُ:
الناجود .قال :ول أَدري َأ ُمعَرّبٌ أَم عرب ،وهو الذي يُجعل فيه الشرابُ ،وجعه البَواطِئ ،وقد جاء ذلك ف أَشعارِهم.
ت تَْب ُكؤُ
@بكأَ :بكََأتِ الناقةُ والشا ُة تَْبكَُأ َبكًْأ وَب ُكؤَ ْ
بَكاءة وُبكُوءا ،وهي َبكِي ٌء وَبكِيئةٌ :ق ّل لبنُها؛ وقيل انقطع .وف
حديث عليّ :دخل عليّ
<ص>35:
رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ،وأَنا على الـمَنامةِ ،فقامَ إِل شاة َبكِيءٍ ،فَحلَبها .وف حديث ُعمَر أَنه سأَل جَيْشا:
هل ثَبتَ لكم العَدوّ َق ْدرَ َح ْلبِ شاةٍ بَكيئةٍ؟ قال سلمة بن جندل:
ج على جَرْدا َء سُرْحُوبِ وَشدّ كَــ ْو ٍر على وَجْناءَ ناجِيــةٍ * ،وَشدّ سَ ْر ٍ
يــقالُ َمحِْبسُها أَدْن ِلمَرَْتعِـــها * ،ولـــو نُفادِي بِبَكْءٍ كــ ّل َمحْـلُوب
لدْب، أَراد بقوله َمحْبِسُها اي َمحْبِسُ هذه الِبل واليل على ا َ
خصِب ب من أَن تَرت َع وُت ْ ومقابلة العدوّ على الّثغْر أَدن وأَقر ُ
خصِب .وناق ٌة بَكيئةٌ وأَيْنُقٌ وُتضَّيعَ الثغر ف إِرسالِها لتَرْعى وُت ْ
بِكاء ،قال:
َفلَيَ ْأ ِزلَنّ( )1وتَْب ُك ُؤنّ لِقاحُه * ،وُي َعلّلَنّ صَبِيّه ِبسَمارِ
( 1قوله «فليأزلن» ف التكملة والرواية وليأزلن بالواو منسوقا على ما قبله وهو:
فليضربن الرء مفرق خاله * ضرب الفقار بعول الزار
والبيتان لب مكعت السدي) .
السّمارُ :اللب الذي ُرقّق بالاء .قال أَبو منصور :سَماعُنا ،ف
غريب الديثَ ،ب ُكؤَتْ تَْب ُكؤُ .قال :وسعنا ف الصنف لشمر عن أَب عُبيد عن أَب َعمْروَ :بكَأَتِ الناق ُة تَْب َكأُ .قال أَبو
ت غَ ُزرَتْ أَو َبكَأَتْ .وف زيد :كل ذلك مهموز.وف حديث طاؤوس :مَن مَنَحَ مَنِيح َة لَب فله بكُلّ َحلْبةٍ عشرُ َحسَنا ٍ
حديث آخر :مَن مَنَحَ مَنِيح َة لب بكِيئ ًة كانت أَو غَزِيرةً .وأَما قوله:
ت ُأمّ الكِلبِ تلُومُنِيَ * ،تقُولُ :أَل َقدْ أَْبكََأ الدّرّ حَالِبُهْ أَل َبكَرَ ْ
فزعم أَبو رِياش َأنّ معناه وجدَ الاِلبُ ال ّد ّر َبكِيئا ،كما تقول
أَ ْح َمدَه :وجَده َحمِيدا .قال ابن سيده :وقد يوز عندي أَن تكون المزة لتعدية الفعل أَي جعله َبكِيئا ،غي أَن ل أَسع
ذلك من أَحد ،وإِنا عاملت الَسبق والَكثر.
وبَكأَ الرجُل بَكاءة ،فهو َبكِيءٌ من قوم بِكاء :قلّ كلمُه
ِخلْقةً .وف الديث :إِنّا َمعْشر النّبَآءِ بِكاءٌ .وف رواية :ن ُن
مَعاشِرَ الَنبياء فينا بُكْ ٌء وبُكاءٌ :أَي ِقلّة كلمٍ ِإ ّل فيما نتاج
إِليهَ .ب ُكؤَتِ النّاقةُ :إِذا ق ّل لبنُها؛ ومَعاشِ َر منصوب على الختصاص.
صبْ حاجته. والسمُ الُبكْءُ .وَب ِكئَ الرّجل :ل ُي ِ
كءُ :نبت كالَ ْرجِي ،واحدته ُبكْأَةٌ. والبُ ْ
@بأَ :ب َهأَ به يَْبهَُأ وَب ِهئَ وَب ُهؤَ َبهْأً وبَا ًء وَبهُوءًا:
أَنِسَ به .وأَنشد:
وَق ْد بَهأَتْ ،بالاجِلتِ ،إفالُها * ،وسَْيفٍ كَ ِريٍ ل يَزا ُل َيصُوعها
ستُ.وَبهَ ْأتُ به وَبهِْئتُ :أَِن ْ
والبَهاءُ ،بالفتح والدّ :الناقة الت َتسْتأْنِسُ إِل الالِب ،وهو
ستُ به .ويقال :ناقة بَهاء ،وهذا مهموز من مِن َبهَأْتُ به ،أَي أَِن ْ
حلِف عند الَقامِ ،فقال أَرى الناس قد َب َهؤُوا بذا ل َي ْ
َبهَأْت بالشيء .وف حديث عبدالرحن بن عوف :أَنه رأَى رَجُ ً
الـمَقامِ ،معناه :أَنم أَِنسُوا به ،حت َقلّتْ هَيْبَتُه ف قُلوبم .ومنه حديث مَْيمُونِ بن مِهرانَ أَنه كتب إِل يُونُس بن عُبَْيدٍ:
خفّوا عليه أَحادِيثَ الرّجال .قال أَبو عُبيدُ :روِي َبهَوا به ،غي مهموز، س قد َب َهؤُوا به ،واسَْت َ ب اللّه فِإنّ النا َ عليكَ بكِتا ِ
وهو ف الكلم مهموز.
<ص>36:
ت قُرْبه .قال ستَ به وأَحْبَْب َ أَبو سعيد :ابْتَه ْأتُ بالشيء :إِذا أَِن ْ
الَعشى:
ليّ مَ ْن َي ْهوَى هَوانَا ،ويَبَْتهِي * ،وآخَـرُ قــد أَبْـدَى الكآبَةَُ ،مغْضَــبا()1 وف ا َ
( 1قوله «مغضبا» كذا ف النسخ وشرح القاموس والذي ف التكملة وهي أصح الكتب الت بأيدينا مغضب).
لسْن فإِنه من َب ِهيَ الرجل ،غي ع أَو خَ ّرقَه كأَبْهاه .وأَما البَهاءُ من ا ُ ترك المز من َيبَْتهِي .وَبهَأَ البيتََ :أخْله من الَتا ِ
ت له وما َبأَ ْهتُ له :أَي ما فَطِْنتُ له. مهموز .قال ابن السّكيت :ما َبهَأْ ُ
@بوأ :باءَ إِل الشيء يَبُو ُء َبوْءا :رَ َجعَ .وُبؤْت إِليه وأَبَأْتُه،
عن ثعلب ،وُبؤْته ،عن الكسائي ،كَأبَأْتُه ،وهي قليلة.
والباءة ،مثل الباعةِ ،والباء :النّكاح .وسُمي النكاحُ باءةً وباءً
من الَباءة لَن الرجل يَتََبوّأُ من أَهله أَي َيسَْت ْمكِ ُن من
أَهله ،كما يَتََبوُّأ من دارِه .قال الراجز يصف الِمار والُتُنَ:
ُيعْ ِرسُ أَبْكارا با وعُنّسا ،أَك َرمُ عِ ْرسٍ ،باءةً ،إِذ أعْرَسا
وف حديث النب صلى اللّه عليه وسلم :مَن استطاع منكم الباءة،
فَليْتز ّوجْ ،ومَن ل َيسْتَ ِطعْ ،فعليهِ بالصّومِ ،فإِنّه له؛ وجاء :أَراد
ع َنفْسُه باءةٌ ،والص ُل ف الباءةِ بالباءة النكاحَ والتّزْويج .ويقال :فلن حَريصٌ على الباءة أَي على النكاح .ويقال :الِما ُ
الَنْزِل ث قيل لِ َع ْقدِ التزويج باءةٌ َلنّ مَن تزوّج امرأَ ًة َبوّأَها منلً.
س يقولون :الباه. والاء ف الباءة زائدة ،والنا ُ
قال ابن الَعراب :الباءُ والباءةُ والباهُ كُلها مقولت .ابن
ص على الباء والباءة والباهِ ،بالاء والقصر ،أَي على النكاح؛ والباءةُ الواحِدةُ الَنباري :الباءُ النّكاح ،يقال :فُلنٌ حري ٌ
والباء المع ،وتُجمع الباءة على الباءَاتِ .قال الشاعر:
يا أَيّـــها الرّا ِكبُ ،ذُو الثّباتِ،
ت تَْبغِي صا ِحبَ الباءَاتِ، ِإنْ كُن َ
فــــا ْع ِمدْ إِل هاتِي ُكمُ الَبْياتِ
وف الديث :عليكم بالباءة ،يعن النّكاحَ والتّزْويج؛ ومنه الديث الخر :إِن امرأَة مات عنها زوجُها فمرّ با رجل وقد
تَزَيّنَت للباءة.وَبوّأَ الرجلَُ :نكَحَ .قال جرير:
تَُبوّئُها ِب َمحْنِيةٍ ،وحِينا * تُبا ِدرُ َحدّ ِدرّتِها السّقابا
وللبئرِ مَباءَتان :إِحداها مَرْجِع الاء إِل َجمّها ،وا ُلخْرى
ضعُ وقُوفِ سائِق السّانِية .وقول صخر الغي يدَح سيفا له: َموْ ِ
ض َم ْهوٍ ،ف مَتْنِه رَُبدُوصا ِرمٍ أُ ْخِلصَتْ َخشِيبَتُهُ * ،أَبْي َ
َفَلوْتُ عنه سُيوفَ َأرْيحَ * ،حَتّى باءَ َكفّي ،ول أَ َكدْ َأ ِجدُ
لشِيبةُ :الطّْبعُ ا َلوّلُ قبل أَن ُيصْقَ َل وُيهَيّأً ،وَفلَوْتُ :انَْتقَْيتُ. اَ
َأرْيَحُ :مِن الَيمَنِ .باءَ َكفّي :أَي صارَ َكفّي له مَباءة أَي
مَرْجِعا .وبا َء بذَنْبِه وبإِْثمِه يَبُو ُء َبوْءا وبَواءً :احتمَله
وصار ا ُلذِْنبُ م ْأوَى الذّنب ،وقيل اعْتَرفَ به .وقوله تعال :إِنّي
ُأرِيدُ أَن تَبُوءَ بإِْثمِي وإِْثمِك ،قال ثعلب :معناه إِن عَ َز ْمتَ على
<ص>37:
ضبٍ من اللّه: قَْتلِي كان الِْثمُ بك ل ب .قال الَخفش :وباؤُوا بغَ َ
ضبٍ على َغضَب ،قال :باؤُوا ف اللغة :احتملوا، رَ َجعُوا به أَي صا َر عليهم .وقال أَبو إِسحق ف قوله تعال فباؤُوا ب َغ َ
حقّوا به النارَ أَيضا.
حقّوا به النارَ على إِْثمٍ اسَْت َ
يقال :قد ُبؤْتُ بذا الذّنْب أَي احَْت َملْتُه .وقيل :باؤُوا بغَضَب أَي بإِثْم اسَْت َ
قال الَصمعي :باءَ بإِْثمِه ،فهو يَبُوءُ به َبوْءا :إِذا َأقَ ّر به.
وف الديث :أَبُوءُ بِنعْمَتِك عليّ ،وأَبُوءُ بذنب أَي أَلت ِزمُ
وَأرْجِع وُأقِرّ .وأَصل البَوا ِء اللزومُ .وف الديث :فقد باءَ به أَحدُها أَي الت َزمَه ورجَع به .وف حديث وائلِ بن ُحجْر :انْ
ت عنه يَبُوء بإِْثمِه وإِثْم صاحِبِه أَي كانَ عليه ُعقُوبةُ ذَنْبِه وعُقوب ُة قَتْلِ صاحِبِه ،فأَضافَ الِْثمَ إِل صاحبه لَن قَتلَه َعفَو َ
سَبَب لِثْمه؛ وف روايةِ :إنْ قََتلَه كان مِْثلَه أَي ف حُكم البَوا ِء وصارا مُتَساوِيَيْن ل َفضْلَ للمُقْتَصّ إِذا اسْت ْوفَى َحقّه على
لمِ ِي بذَنْبِك ،أَي اعْتَ ِرفْ به .وبا َء ب َدمِ فلن و َبقّهَ :أقَرّ ،وذا يكون أَبدا با عليهِ ل ا ُلقْتَصّ منه .وف حديث آخرُ :بؤْ ل َ
لَه .قال لبيد:
أَْنكَرْت با ِطلَها ،وُبؤْت َبقّها * عِْندِي ،ول َت ْفخَرْ َعَليّ كِرامُها
وأَبَأْتُه :قَ ّررْتُه وباءَ َدمُه ِب َدمِه َبوْءا وبَواءًَ :ع َدلَه .وبا َء فُلنٌ ِبفُل ٍن بَواءً ،مدود ،وأَباءَه وبا َوأَه :إِذا قُتِل به وصار َدمُه ِب َدمِه.
قال عبدُاللّه بنُ الزّبي:
س بَيْنَنا * ،ولــ َم نـكُ َنرْضَى َأنْ نُباوِئَكـمْ قَبـلُ َقضَى اللّهُ َأنّ الّنفْسَ بالنّفْ ِ
والبَواء :السّواء .وفُلنٌ بَوا ُء فُلنٍ :أَي ُكفْؤُهُ ان قُتِ َل به،
لمِيعُ .وباءه :قََتلَه به()1 وكذلك الثنانِ وا َ
( 1قوله «وباءه قتله به» كذا ف النسخ الت بأيدينا ولعله وأباءه بفلن قتله به).
أَبو بكر ،البواء :التّكافُؤ ،يقال :ما فُلنٌ ببَوا ٍء لفُلنٍ :أَي ما
سمَ الال بينهم على بَواءٍ :أَي هو ب ُكفْ ٍء له .وقال أَبو عبيدة يقال :القوم بُواءٌ :أَي سَواءٌ .ويقال :القومُ على بَواءٍ .وُق ِ
ت فُلنا بفُلنٍ :قََتلْتُه به. على سواءٍ .وأََبأْ ُ
ويقال :هم بَواءٌ ف هذا الَمر :أَي َأكْفاءٌ نُظَراء ،ويقال :دمُ فلن
لمَيّر:
بَواءٌ لدَم فُلن :إِذا كان ُكفْأً له .قالت لَيْلى ا َلخْيلية ف َمقْتَلِ َتوْبةَ بن ا ُ
فا ْن َتكُنِ القَتْلى بَواءً ،فإِّن ُكمْ * َفتً مّا قََتلْتُم ،آ َل َع ْوفِ بنِ عامِرِ
ل َكمَ واسْتََبأْتُ به كلها :اسَْت َقدْته. وأَبَأْتُ القاتِ َل بالقَتِيل واسْتَبَأْتُه أَيضا :إِذا قََتلْته به .واسْتََبأْتُ ا َ
ي َطوْلٌ على الخَر ،فقالوا وتَبا َوَأ القَتِيلنِ :تَعادَل .وف الديث :أَنه كان بَيْنَ حَيّيْ ِن من العَربِ قتالٌ ،وكان لَ َحدِ الَّي ِ
ل َنرْضَى حت ُيقْتَل بالعَْبدِ مِنّا الُ ّر منهم وبالرأَةِ
ب صلى اللّه عليه وسلم أَن يَتَبا َءوْا .قال أَبو الرجلُ ،فَأمَرهم الن ّ
عبيدة :هكذا روي لنا بوزن يَتَبا َعوْا ،قال :والصواب عندنا أَن يَتَباوَأُوا بوزن يَتباوَعُوا على مثال يَتَقاوَلوا ،من البَوا ِء وهي
ت بي القَتْلى :أَي ساوَْيتُ؛ قال ابن بَرّي :يوز أَن يكون يتَبا َءوْا على القلب ،كما قالوا جاءَان، الُساواةُ ،يقال :باوَأْ ُ
والقياس جايَأَن ف الُفاعَلة من جاءَن وجِئْتُه؛ قال ابن الثي وقيل :يَتَبا َءوْا صحيحٌ .يقال :باءَ به إِذا كان ُكفًْأ له ،وهم
بَواءٌ أَي َأكْفاءٌ،
<ص>38:
ت بَواءٌ يعن أَنا مُتَساوي ٌة ف القِصاص ،وأَنه ل ُيقْتَصّ لل َمجْرُوحِ الّ مِنْ معناه َذوُوبَواء .وف الديث أَنه قال :الِراحا ُ
جارِحِه الان ،ول ُي ْؤ َخذُ إِل مِثْلُ جِراحَتِه سَواء وما يُساوِيها ف الُ ْرحِ ،وذلك البَواءُ .وف حديث الصّا ِدقِ :قيل له :ما
ب مُغْتاظ ًة على بن آدمَ؟ فقال :تُريدُ البَواءَ أَي ُتؤْذِي كما ُتؤْذَى .وف حديث علي رضِي اللّه عنه :فيكون بالُ ال َعقْرَ ِ
ب بَواءً.
الثّوابُ جزاءً والعِقا ُ
وبا َء فلن بفلن :إِذا كان ُكفْأً له ُيقْتَ ُل به؛ ومنه قول
سعِ َن ْعَليْ ُكلَيْبٍ،
شْ الـ ُم َه ْلهِلِ لبن الرث بن عَبّا ٍد حي قَتَلهُ :بؤْ ِب ِ
سعِ َن ْعلَيْه .وباء الرجلُ بصاحبه :إِذا قُتِلَ معناه :كُنْ ُكفًْأ لِش ْ
به .يقالُ :باءتْ عَرارِ ب َكحْلٍ ،وها َبقَرَتانِ قُِتَلتْ إِحداها
بالُخرى؛ ويقالُ :بؤْ به أَي كُ ْن مـمن ُيقْتَل به .وأَنشد الَحر لرجل قَتَلَ قاتِلَ أَخِيه ،فقال:
ت قُنْعانا ِلمَنْ يَ ْطُلبُ الدّما ت مثْلَه * ،وإِن كُن َ ئ َلسْ َ ت له ُبؤْ بامرِ ٍ فقل ُ
ك َمقْنَعا لكل مَنْ َطلَبَكَ بثَأْر، يقول :أَنتَ ،وإِن كنتَ ف َحسَبِ َ
ستَ مِثلَ أَخي. فَل ْ
ل برجل قِيل :أَباءَ فلنا بفلن .قال ص السلطانُ رج ً وإِذا َأقَ ّ
ُطفَيْل الغََنوِيّ:
ضعْفَهم * ،وما ل ُي َع ّد مِن َأ ِس ٍي مُ َكّلبِ أَبا َء بقَتْلنا مِن القومِ ِ
قال أَبو عبيد :فان قتله السلطانُ بقَود قيل :قد أَقا َد السلطانُ فلنا
وَأقَصّه وأَباءَه وأَصْبَرَه .وقد أَبأْتُه أُبيئُه إِباءة .قال ابن
السكّيت ف قول زُهَيْر بن أَب ُسلْمَى:
َفلَم َأرَ َمعْشَرا َأسَرُوا هَديّا * ،ول َأ َر جا َر بَْيتٍ ُيسْتَباءُ
قال :الَديّ ذو الُ ْرمَة؛ وقوله ُيسْتَباءُ أَي يُتََبوّأُ ،تُّتخَذ
امرأَتُهُ أَهلً؛ وقال أَبو عمرو الشيبانُ :يسْتبَاء ،من البَواء ،وهو
ال َقوَد .وذلك أَنه أَتاهم يريد أَن َيسَْتجِيَ بم فَأ َخذُوه ،فقتلوه
برجل منهم .وقول الّت ْغلَب:
أَل تَنَْتهِي عَنّا مُلوكٌ ،وتتّقي * مَحا ِرمَنا ل يُبْأَ ُء ال ّدمُ بال ّدمِ
أَرادَ :حِذارَ أَن يُباء الدّم بالدّم؛ ويروى :ل يَْبؤُ ُء الدّمُ
بال ّدمِ أَي حِذارَ َأنْ تَبُوءَ دِماؤُهم بدِماءِ مَ ْن قتَلوه .وَبوّأَ
الرّمحَ نوه :قابَله به ،و َسدّدَه ْنوَه .وف الديثَ :أنّ رجلً
َبوّأَ رَجلً برُمِه ،أَي َسدّده قَِبلَه و َهيّأَه .وَبوّأَهُم
مَنْزِلً :نَزَ َل بم إِل سََندِ جَبَل .وأَبَأْتُ بالَكانَ :أَق ْمتُ
خذْتُ لك بيتا .وقوله عز وجلَ :أنْ َتَبوّآ ك بَيتا :اّت َ
به.وَبوّأْتُ َ
ل َقوْ ِمكُما ِبمِصْ َر بُيوتا ،أَي اّتخِذا .أَبو زيد :أَبَ ْأتُ القومَ
مَنْز ًل وَبوّأْتُهم مَنْزِ ًل تَْبوِيئا ،وذلك إِذا نزْلتَ بم إِل
سََندِ جبل ،أَو قِبَ ِل نَهر.
والتب ّوؤُ :أَن ُيعِْلمَ الرجلُ الرج َل على الَكان إِذا أَعجبه لينله.
صلَحه وهَيّأَه .وقيل :تَبوَّأ فلن مَنْزِلً :إِذا نظَر إِل َأ ْسهَ ِل ما يُرى وَأ َشدّه ا ْستِواءً وَأ ْمكَنِه ِلمَبيتِهِ ،فاتّخذَه؛ وقيل :تََبوّأَه :أَ ْ
صلّي
وتَبوّأَ :نزل وأَقام ،وا َلعْنَيانِ قَريبان .والباءةَ :معْطِنُ ال َق ْومِ للبِل ،حيث تُناخُ ف الَوارِد .وف الديث :قال له رجل :أُ َ
ف مَباءة الغَنَم؟ قالَ :ن َعمْ ،أَي مَنْزِلا الذي تَ ْأوِي إليه ،وهو الُتََب ّوأُ أَيضا .وف الديث أَنه قال :ف الدينة ههُنا الُتََبوّأُ.
وأَباءَه مَنْزِ ًل وَبوّأَه إِيّا ُه وَبوّأَه له وَبوّأَ ُه فيه ،بعن َهيّأَه له وَأنْ َزلَه و َمكّنَ له فيه .قال:
<ص>39:
صمِي ِم مَ ْعشَرِها * ،وَتمّ ،ف َقوْمِها ،مَُب ّوؤُها وُبوَّئتْ ف َ
صمِيمِ النّسب .والسم البِيئةُ. أَي نَ َزلَت من الكَرم ف َ
خذَ ُه مَباءة.واسْتَباءه أَي اّت َ
وتََبوّأْتُ منلً أَي نَ َزلْتُه .وقوله تعال :والذِين تََبوّأُوا
ل لم على الَثَل؛ وقد يكون الدارَ والِيانَ ،جَعلَ الِيانَ َمحَ ّ
حذَف. أَرادَ :وتََبوّأُوا مكانَ الِيانِ وَبَلدَ الِيانِ ،ف َ
حسَنُ البِيئةِ أَي هيئة التَّبوّءِ.والبيئةُ والباءة والباءة :النل ،وقيل مَنْزِل القوم حيث يَتََبوّأُو َن من وتََبوّأَ الكانََ :حلّه .وإِنه َل َ
قِبَلِ وادٍ ،أَو سََندِ جَبَلٍ .وف الصحاح :الَباءة :مَنْزِلُ القوم ف كل موضع ،ويقال :كلّ مَنْزِل يَنْزِله القومُ .قال طَرَفة :طَيّبو
الباءة َ ،سهْلٌ ،وَلهُ ْم * سُبُلٌ ،إِن شئتَ ف وَحْش وَعِر()1
( 1قوله «طيبو الباءة» كذا ف النسخ وشرح القاموس بصيغة جع الذكر السال والذي ف مموعة أَشعار يظن با
الصحة طيب بالفراد وقبله:
ول الصل الذي ف مثله * يصلح البر زرع الؤتب)
وتََبوّأَ فلن مَنْزِلً ،أَي اتذه ،وَبوّأْتُ ُه مَنْزِلً
ت القَومَ منلً .وقال الفرّاء ف قوله عز وجل :والذين آمَنُوا وأَبَأْ ُ
و َع ِملُوا الصّالاتِ لَنَُبوّئّن ُه ْم مِن الَنّة غُرَفا ،يقالَ :بوّأْتُه منلً ،وأَْثوَيْتُه مَنْزِ ًل ثُواءً :أَنْ َزلْتُه ،وَبوّأْتُه من ًل أَي جعلته ذا منل.
وف الديث :مَن َكذَبَ عَليّ مَُت َعمّداَ ،فلْيَتََبوّْأ َمقْ َعدَه من النار .وتكرّرت هذه اللفظة ف الديث ومعناها :لِيَنْزِلْ مَنْزِله
مِن النار .يقالَ :بوّأَه اللّهُ منلً أَي أَسكَنه إِياه .ويسمى كِناسُ
شيّ مَبَاءة؛ ومَباءة الِبلَ :معْطِنها. الّث ْورِ ال َو ْح ِ
ت بعضَها إِل بعض .قال الشاعر: خ ُ ت الِبل مَباءة :أََن ْ وأَبَأْ ُ
َحلِيفانَ ،بيْنَهما مِيٌة * يُبِيئانِ ف عَطَنٍ ضَيّقِ
ت الِبلَ ،رَدَدْتُها إِل الـمَباءة ،والـمَباءة :بيتها ف وأَبَأْ ُ
ح الذي تَبِيتُ فيه .والـمَباءة مِن البل؛ وف التهذيب :وهو الـمُرا ُ
الرّ ِحمِ :حيث تََبوّأَ الوَلدُ .قال الَعلم:
ي على * رَحبِ الـمَباءة ،مُنْتِنِ الِ ْرمِ ج ِ وَلعَمْ ُر َمحَْبلِكِ ا َل ِ
ت بِبيئ ِة سُوءٍ ،على مِثا ِل بِيعةٍ :أَي با ِل سُوءٍ؛ وانه وبا َء ْ
لسَنُ البِيئةِ؛ و َعمّ بعضُهم به جيعَ الال .وأَبا َء عليه مالَه: َ
أَراحَه .تقول :أَبَ ْأتُ على فلن ماله :إِذا ارَ ْحتَ عليه إِبلَه وغََنمَه،
وأَباءَ منه.
وتقول العربَ :كلّمناهم ،فأَجابونا عن بَواءٍ واحدٍ :أَي جوابٍ واحد.
وف أَرض كذا فَل ٌة تُبء ف فلةٍ :أَي َتذْهبُ.
الفرّاء :باءَ ،بوزن باعَ :إِذا تكبّر ،كأَنه مقلوب مَن بَأَى ،كما
قالوا أَرى ورأَى()2
( 2مقتضاه َأنّ أرى مقلوب من رأى كما ان باء مقلوب من بأى،
ول تنظي بي الانبي كما ل يفى فضلًعن ان أرى ليس من القلوب وان اوهم لفظُه ذلك والصواب «كما قالوا راءَ
من رأى»(.ابراهيم اليازجي))
وسنذكره ف بابه .وف حاشية بعض نسخ الصحاح :وأََبأْتُ أَ ِديَهاَ :جعَلْتُه ف الدباغ .