‫ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﺗﺴﻴﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﺑﻌﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻷﻱ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺇﺟﺮﺍﺋﻲ‪،‬‬

‫‪ ‬ﻭﺭﻗﺔ‪ ‬ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎء‪ ‬ﺍﻟﻌﺒﺮﻱ‪ ‬ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ‬
‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﺼﺪﺍﺭ ﺍﻟﻈﻬﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﻇﻬﲑﺍﻥ ﻣﺆﺭﺧﺎﻥ ﰲ ‪ 11‬ﺷﻌﺒﺎﻥ ‪ 1336‬ﻣﻮﺍﻓﻖ ‪ 12‬ﻣﺎﻱ ‪ 1918‬ﻳﻨﺼﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﶈﺎﻛﻢ‬
‫ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﱪﻱ‪ ،‬ﺍﳉﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﺾ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻠﻲ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﺍﳌﻐﺎﺭﺑﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ‪.‬ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﱪﻱ ﺑﺎﳌﻐﺮﺏ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ ﻋﱪ‬

‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﺆﺭﺥ ﰲ ‪ 21‬ﺭﺟﺐ ‪ 15 ) 1342‬ﻓﱪﺍﻳﺮ ‪ (1925‬ﺑﺸﺄﻥ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ‬ ‫ﺍﳌﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﻭﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻌﺼﺮﻱ ﰲ ﻃﻨﺠﺔ ‪.‬‬

‫ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻫﻮ ﻇﻬﲑ ﺧﻠﻴﻔﻲ ﻣﺆﺭﺥ ﰲ ‪ 27‬ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ 20 ) 1346‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ (1928‬ﺑﺸﺄﻥ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﶈﺎﻛﻢ‬ ‫‪ ‐ 1‬ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﻬﺪ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺧﻀﻊ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺷﺆﻭﳖﻢ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ‪.‬ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﺍﻟﺪﻳﲏ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺘﺎﺯ ﺑﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﰲ‬
‫ﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺋﺎﻡ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﰲ ﻓﺾ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺮﺽ ﻷﻓﺮﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ‬
‫‪ ‐ 2‬ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ‪:‬‬
‫ﻣﻦ ﺩﻋﺎﻭﻯ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻹﺭﺙ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻔﻀﻬﺎ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﰲ ﻓﱰﺓ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﱰﺓ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻇﻬﻮﺭ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳌﻮﺳﻮﻳﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻻﺗﺴﺎﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺑﻄﺎﺑﻊ ﺩﻳﲏ ‪.‬ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﲨﻌﻴﺎﺕ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﰲ ﺍﳌﺪﻥ‬

‫ﺍﻟﻈﻬﺎﺋﺮ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻈﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻃﻨﺠﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺗﺪﺑﺮ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺇﺳﻌﺎﻑ ﺍﶈﺘﺎﺟﲔ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ‬

‫‪.‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻔﻲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻈﻬﲑﻳﻦ ﺍﳌﺆﺭﺧﲔ ﰲ ‪ 22‬ﻣﺎﻳﻮ ‪ 1918‬ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺒﺴﺎ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‬ ‫ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻷﺧﺺ ﺗﻌﻴﲔ ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺆﻟﻔﻮﻥ ﺩﺍﺧﻞ‬

‫ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻨﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﰲ ﺍﳌﺪﻥ ﻭﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﲔ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﻭﺯﻳﺮﻱ‪،‬‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﳏﺎﻛﻢ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺎﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ "ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺪﻳﻦ" ﰲ ﳏﻜﻤﺔ "ﻳﻬﻮﺩﺍ‬

‫ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻹﺭﺙ‬ ‫ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ" ﻓﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﰲ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﻣﻦ " ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻣﺔ" ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﺮﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬

‫ﻟﻺﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﲔ ﺍﳌﻐﺎﺭﺑﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﺗﺮﻙ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺯﻳﺮﻱ ﺃﻣﺮ ﲢﺪﻳﺪ ﻧﻄﺎﻕ ﻛﻞ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛﻞ ﳏﻜﻤﺔ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ‪.‬‬

‫‪.‬ﻭﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﺗﺪﺭﳚﻴﺎ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﺪﺩﺕ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﱪﻱ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺴﻴﲑﻩ‪،‬‬
‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﳏﺎﻛﻢ ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﺣﺴﺐ "ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻠﻤﻮﺩﻳﺔ" ﻣﻦ " ﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﻓﺎﻟﻈﻬﲑﺍﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﻥ ﰲ ﺳﻨﺔ ‪ 1918‬ﻗﺪ ﻧﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﰲ ﻣﺮﻛﺰ ﻛﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﰲ ﺍﳌﺪﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﳏﺎﻛﻢ‬
‫ﺃﺣﺒﺎﺭ"‪ ،‬ﻭﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻬﻤﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻼﺣﻴﺎﲥﻢ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ‬
‫ﻋﱪﻳﺔ ﺃﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﳌﺪﻥ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﻭﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﳏﻜﻤﺔ ﺃﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺃﻧﺸﺌﺖ " ﳎﺎﻟﺲ‬
‫ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺎﳋﺼﻮﺹ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺬﺑﺢ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﳌﻮﺳﺎﻭﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﻟﻸﺣﺒﺎﺭ ﺍﳌﻔﻮﺿﲔ " ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻴﻄﺖ ﲠﻢ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺪﺩ ﻫﺬﻩ ﺍ‪‬ﺎﻟﺲ‬
‫ﻳﺒﻠﻎ ﰲ ﳖﺎﻳﺔ ﻋﻬﺪ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﳎﻠﺴﺎ‪.‬‬

‫ﻭﻗﺪ ﺗﻀﻤﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻈﻬﲑﻳﻦ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﻳﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﱰﺍﻓﻊ ﻟﺪﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﶈﺎﻛﻢ‪ ،‬ﻭﺍ‪‬ﺎﻟﺲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻄﻌﻦ ﰲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺪﺭﻫﺎ‪،‬‬
‫ﺻﺤﺘﻪ‪ ،‬ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﻋﻘﺪﻩ‪ ،‬ﻭﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﳌﺘﺰﻭﺟﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻫﻠﻴﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻣﺎ‬ ‫ﺗﺆﺳﺲ ﰲ ﺗﻄﻮﺍﻥ ﳏﻜﻤﺔ ﻋﱪﻳﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻳﻨﺎﻁ ﲠﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﰲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﰲ‬ ‫ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺎﻓﺬﺍ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻤﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ‪.‬‬
‫ﺗﺴﱰﺟﻌﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﳓﻼﻝ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ‪ ،‬ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﳌﺨﺘﻠﻂ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻋﻦ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺍﺳﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫‪ ‐3‬ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ‪:‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ‪ ،‬ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﺭﺙ ﰲ‬ ‫ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﻴﻨﺎﻑ ﰲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ "ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﳌﻮﺳﻮﻳﺔ ﻭﺣﻖ ﺍﻟﺒﻜﺎﺭﺓ ﻭﺃﺛﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﺭﺙ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻠﻴﲔ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺍﳌﺘﺒﻌﺔ ﻻﻗﺘﺴﺎﻡ‬ ‫ﺍﳌﻔﻮﺿﲔ" ﻓﻼ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻻﺳﺘﻴﻨﺎﻑ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺼﺒﻐﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻊ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺻﺪﺭ ﻇﻬﲑﺍﻥ ﺷﺮﻳﻔﺎﻥ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 15‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ 1957‬ﻳﺮﻣﻴﺎﻥ ﺇﱃ ﲢﺪﻳﺪ ﻋﺪﺩ ﺍﶈﺎﻛﻢ‬
‫ﺍﻟﱰﻛﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳍﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﺑﺎﳌﻐﺮﺏ ﻭﺗﻌﻴﲔ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﺎ ﻭﺩﻭﺍﺋﺮ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﳒﺰﺕ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻬﺎ ﺗﺘﻠﺨﺺ ﰲ ﻣﺎ‬ ‫ﺃﻣﺎ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻃﻨﺠﺔ ﻓﺎﻥ ﻇﻬﲑ ﺳﻨﺔ ‪ 1925‬ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺸﺄ ﳏﻜﻤﺔ ﻋﱪﻳﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻃﻨﺠﺔ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺴﺨﺔ‬
‫ﻳﻠﻲ ‪:‬‬ ‫ﻃﺒﻖ ﺍﻷﺻﻞ ﻣﻦ ﻇﻬﲑ ‪ 1918‬ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺸﺄ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻓﺎﻥ ﳏﻜﻤﺔ ﻃﻨﺠﺔ ﺗﺘﺄﻟﻒ‬

‫ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ‪ " :‬ﺍﻟﻄﺎﻛﻮﻧﺖ"‬ ‫ﻛﺸﺒﻴﻬﺎﲥﺎ ﰲ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﳓﺎﺀ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﻗﺎﺿﻴﲔ ﻭﻛﺎﺗﺐ ﻟﻠﻀﺒﻂ ‪.‬ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺸﺄﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﰲ ﻃﻨﺠﺔ ﲟﻘﺘﻀﻰ‬
‫‪ ‐1‬ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﺎﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ‬
‫ﻇﻬﲑ ‪ 25‬ﺫﻱ ﺍﳊﺠﺔ ‪1345‬ﻣﻮﺍﻓﻖ ‪ 25‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ 1927‬ﳏﻜﻤﺔ ﻟﻼﺳﺘﻴﻨﺎﻑ ﺃﻧﻴﻂ ﲠﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ‬
‫ﺗﺴﻤﻰ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﲢﻮﻟﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻊ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺴﻤﻰ " ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻋﻦ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﰲ ﻃﻨﺠﺔ ‪.‬‬
‫ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ" ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ ﺍﳌﻔﻮﺿﲔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺴﻤﻰ "ﳏﺎﻛﻢ ﺍﳊﺎﺧﺎﻣﺎﺕ ﺍﳊﻜﺎﻡ‬
‫ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﱪﻱ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﻓﻮﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻹﺳﺒﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮﺍ‬ ‫ﺍﳌﻔﻮﺿﲔ"‬ ‫ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻧﻈﻤﺖ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻇﻬﲑ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻈﻢ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻌﱪﻳﲔ ﺑﺎﳌﻐﺮﺏ ﻭﻫﻜﺬﺍ‬ ‫ﺧﻠﻴﻔﻲ ﻣﺆﺭﺥ ﰲ ‪ 27‬ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ 1346‬ﻣﻮﺍﻓﻖ ‪ 20‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ ،1928‬ﻭﻗﺮﺍﺭ ﻭﺯﻳﺮﻱ ﻣﺆﺭﺥ ﰲ ‪ 28‬ﺭﻣﻀﺎﻥ‬
‫ﻭﰎ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﳏﻜﻤﺔ ﻋﱪﻳﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺗﺎﻓﻴﻼﻟﺖ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻛﺰ ﰲ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺴﻮﻕ )ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‬
‫ﳒﺪ ﻣﺜﻼ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﳌﻮﺳﺎﻭﻳﺔ ﱂ ﺗﻜﻦ ﲤﻨﻊ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩﻫﻦ‪ ،‬ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺗﻮﻓﺮ ﺣﺴﻦ‬ ‫ﻣﻮﺍﻓﻖ ‪ 21‬ﻣﺎﺭﺱ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺗﻀﻤﻦ ﺍﳌﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﺍﳌﻌﺎﺷﺮﺓ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻓﻮﺩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﲔ "ﺑﺎﳌﻴﻜﻮﺭﺍﺷﻴﻢ" ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ‬ ‫‪ ‐2‬ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﺑﻄﻨﺠﺔ ﺗﺴﺘﺄﻧﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ‪.‬‬ ‫‪ ‐1‬ﲣﺘﺺ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﳌﻮﺍﺭﻳﺖ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﺍﳌﻐﺎﺭﺑﺔ ‪.‬‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﺗﻌﺮﻑ "ﺑﺎﻟﻄﺎﻛﻮﻧﺖ" ﺣﻴﺚ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﺗﻌﺪﺩ‬
‫ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﱪﻱ ﻣﻨﺬ ‪ 23‬ﻓﱪﺍﻳﺮ ‪ 1957‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﱄ ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ‪ ،‬ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﻏﺐ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﺘﺰﻭﺟﺎ ﳌﺪﺓ ﺗﻔﻮﻕ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﱂ ﻳﻨﺠﺐ ﻣﻦ ﺻﻠﺒﻪ ﺃﻱ‬ ‫‪ ‐2‬ﺗﺄﺳﺴﺖ ﳏﺎﻛﻢ ﻋﱪﻳﺔ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﺽ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﺋﺶ ﻭﺍﻟﻨﺎﺿﻮﺭ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ‬
‫ﻣﻮﻟﻮﺩ ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺎﺡ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﺇﻣﺎ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺩﺭﲥﺎ ﺃﻭ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺘﻄﻠﻴﻖ‪ ،‬ﻭﺍﳊﺎﻟﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻮﺍﻓﻖ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻛﻞ ﳏﻜﻤﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻣﺜﻴﻠﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ‪،‬‬
‫‐ ﺣﺬﻓﺖ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻈﻬﲑ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ‪ 11‬ﺷﻌﺒﺎﻥ ‪ 1336‬ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﳌﺮﺧﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﺩ ﻫﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﰲ ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺯﻭﺟﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻓﺎﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ‬ ‫ﺃﻱ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺿﻮﺭ ﻟﻠﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭﳏﻜﻤﺔ ﺗﻄﻮﺍﻥ ﻟﻠﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ‪ ،‬ﻭﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﺋﺶ ﻟﻠﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ 22‬ﻣﺎﻳﻮ ‪ 1918‬ﻭﻋﻮﺿﺖ ﺑﺎﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﻋﻴﻨﺖ‬
‫ﺍﳌﺘﻮﻓﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺃﺥ ﺍﳍﺎﻟﻚ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﺴﺘﺠﺐ ﻟﺬﻟﻚ ﳝﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ‬
‫ﻣﻘﺮﺍﲥﺎ ﻭﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻭﺗﻄﺒﻖ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﲟﺴﻄﺮﺓ " ﺍﳊﺎﻟﺘﺔ" ﺃﻱ ﺗﻠﻘﻲ ﻧﻌﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻘﻴﻖ ﺯﻭﺟﻬﺎ‪.‬‬
‫‐ ﻛﻤﺎ ﺣﺬﻓﺖ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﳊﺎﺧﺎﻡ ﺍﳌﻔﻮﺽ ﻭﻋﻮﺿﺖ ﲟﺤﺎﻛﻢ ﻟﻠﺤﺎﺧﺎﻣﺎﺕ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﺍﳌﻔﻮﺿﲔ ﻭﻋﲔ ﻣﻘﺮ ﻛﻞ‬
‫ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻃﻼﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﱪﻱ ﺑﺒﻼﺩﻧﺎ ﻧﺘﺸﺮﻑ ﺑﺎﻥ ﻧﻘﺪﻡ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﺮﺽ ﺻﻮﺭﺍ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﳍﻴﺌﺎﺕ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﲤﺜﻞ ﺗﺎﺭﳜﺎ ﻫﺎﻣﺎ ﻭﻛﺬﺍ ﳕﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻼﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﱪﻱ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ‪ 1918‬ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ‪.‬‬ ‫‐ ﻛﻤﺎ ﰎ ﺇﺩﻣﺎﺝ ﳏﺎﻛﻢ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﰲ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﻌﱪﻱ ﻟﻠﻤﻐﺮﺏ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ‬
‫ﲣﺘﺺ ﻓﻘﻂ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﺎ ﻳﻬﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﻭﺷﺮﻭﻁ‬