You are on page 1of 161

‫الباب الول‬

‫مقدمة‬
‫الفصل الول ‪ :‬خلفية البحث‬
‫القرآن الكريم هو كلم الله المعجييز المنييزل علييى خيياتم النبييياء‬
‫والمرسييلين محمييد صييلى اللييه عليييه وسييلم المكتييوب فييي المصيياحف‬
‫المنقول إلينا بالتوتر المتعبيد بتلوتيه المبيدوء بسيورة الفاتحية المختتيم‬
‫بسييورة الناس ي‪ 1‬وهييو معجييزة السييلم الخالييدة الييتى ليزيييدها التقييدم‬
‫العلمى إل ّ رسوخا فى العجاز أنزله الله على رسولنا محمد صيلى اللييه‬
‫عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى الصييراط‬
‫‪2‬‬
‫المستقيم‪.‬‬
‫ن القييرآن بكييونه نصوصييا لغوييية يحتيياج إلييى الفهييم الشييامل‬
‫إ ّ‬
‫المتكامل‪ 3.‬كيانت الكلميات القرآنيية مين حييث الدللية قيد تيؤ ّ‬
‫دى إليى‬
‫المشكلة الهامة التى تسبب اختلف الرأي فييى فهمهييا وتسييبب اختلف‬
‫الفرق المختلفة فى الحياة الجتماعية والدينية أخيرا‪ .‬وهذا الختلف قد‬
‫استدل به الفرد على صدقية آرائه واحتاج به علييى غيييره الييذى يخييالفه‬
‫فى الفهم‪ .‬ومن الهم لكشف معانى القييرآن الشييامل عييرض الكلمييات‬
‫القرآنية التى لها عديدة المعانى‪ ،‬منها كلمة "جاهد"‪ ،‬لن لفظ المجاهدة‬
‫كثر استعماله ويشييتمل علييى عييدة المعييانى‪ ،‬ففهييم معنيياه يحتيياج إلييى‬
‫دراسته عن طريق الدراسة الدللية العميقة‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬إن وجود علم الدللة أو علم المعنى بكييونه جييزءا ميين‬
‫علم اللغة يصدره برييييل أخييير قييرن ‪ 19‬شييىء يختلييف بييه الشييخاص‪،‬‬
‫وكانت افكار برييل فى مقاله المنشور تحت العنييوان‪ :‬مقييال فييى علييم‬
‫الدللة‪ ،‬علييم المعييانى ‪ .Essai de Semantique‬وهييذا تطييور يييوافى احتييياج‬
‫المعنى فى العلوم اللغوية‪ 4.‬حاولت الدللة علييى تعيييين معييانى الرمييوز‬
‫‪1‬محمد علي الصابوني‪ ،‬التبيان في علوم القرآن‪) ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،(1999،‬ص‪.8 .‬‬
‫‪ 2‬مناع القطان‪ ،‬مباحث فى علوم القرآن )الرياض‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،.‬د‪.‬ت( د‪.‬ط‪ ،.‬ص‪.9 .‬‬
‫‪3 Said Agil Husin Al-Munawwar, Al-Qur’an Membangun Tradisi Kesalehan Hakiki,‬‬
‫‪(Jakarta : Ciputat Press, 2005), cet., ke-4, hal. 3-4.‬‬
‫‪ 4‬محمد المبارك‪ ،‬فقه اللغة وخصائصها ) لبنان ‪ :‬دار الفكر‪ (1914 ،‬ص‪.4-3.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫النصوصية التى تصدر من النصوص نفسها‪ .‬وتقسيم مفاهم المعانى فى‬


‫عليم الدللية يقيام عليى المبيادى المختلفية مين المعنيى فيى الختلف‬
‫الصيييوتى والختلف النحيييوى و الختلف المعجميييى واختلف اللغييية‬
‫‪5‬‬
‫الجتماعية‪.‬‬
‫وره يزيد محاولتها علييى فهييم النصييوص ميين‬
‫وعلم الدللة فى تط ّ‬
‫حيث السياق‪ .‬فهناك فرق رقيييق بييين علييم الدلليية وسيييمانتيك اللييذان‬
‫كلهما يبحث عن المعانى‪ ،‬أما الدللة تميل إلييى فهييم الرمييوز اللفظييية‬
‫فى النصوص وسيمانتيك تميل إلى فهم الشارات المرئية غير اللفظييية‬
‫أو الذوات‪ 6.‬لهما نظرية متساوية فى تنفيذ نشياطاتها العلمييية ول يوجييد‬
‫ما يفرق بينهما إل ّ كيفية تعيين المعانى من حيث اتصالهما بفنون أخييرى‬
‫من علم يساعدها‪ .‬يدور عليم الدللية حيول الرمييوز النفسيية للنصييوص‬
‫حييتى تحصييل المعيانى وأمييا سيييمانتيك فهييو يجعييل الرمييوز الجتماعييية‬
‫للمييادة مييدخل فييى تحصيييل المعييانى‪ 7.‬ومحاوليية التحليييل علييى معييانى‬
‫النصوص فى مجال علم الدللة لم تزل متطورة حتى اليوم سييواء كييان‬
‫تحليلها من ناحية المعجم أو القواعد أو السياق‪ ،‬وهذا كله يستحق قييوة‬
‫التحليل المتكاملة التى ل يمكن العتراض عنها فى دراسة علم الدللة‪.‬‬
‫وكلمة المجاهدة مثل هى مشتقة من كلميية "جاهييد"‪ 8‬يعنييى بييذل‬
‫الجهد والمقدرة فى سبيل يعتقده النسان أنه سبيل الحيق واليبر‪ ،‬لكين‬
‫الجهاد قد كثر استعماله للغزو فى سبيل الله هو محاربة العدو ومدافعة‬
‫النفس عن هجومهم وأذائهم‪ .‬قال اللغوى المشهور ابن أثييير إن الجهيياد‬
‫هو مقاومة الكافرين بكل جهد قييول وعمل كمييا دل عليييه قييوله تعييالى‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫وكلمة الجهاد يجييوز فهمهييا‬ ‫وجاهدوا فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم‬
‫أيضا بأنه الجهاد فى طلب الرزق حلل وهييذا يعتمييد علييى قييول رسييول‬

‫‪5Mansur Pateda, Semantik Leksikal, (Jakarta :. Rineka Cipta, 2001), cet. I, hal. 96-132.‬‬
‫‪ 6‬أحمد مختار عمر‪ ،‬علم الدللة )القاهرة ‪ :‬عالم الكتب‪ (1992 ،‬ط‪ .‬الثالثة‪ ،‬ص‪. 15-14 .‬‬
‫‪7 Mansur Pateda, op.cit., hal. 28-29.‬‬
‫‪ 8‬الراغب الصفهاني‪ ،‬معجم مفردات الفاظ القييرأن )لبنييان ‪ :‬دار الفكيير‪ ،‬د‪.‬ت( د‪.‬ط‪ ،.‬ص‪.‬‬
‫‪.99‬‬
‫‪ 9‬التوبة‪20:‬‬
‫‪3‬‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬طلب الرزق حلل هو الجهاد )رواه أبو نعيييم‬
‫من ابن عمر(‪ .‬لكن الجهاد فى ميدان علم التصوف يفهم بييأنه مجاهييدة‬
‫‪10‬‬
‫وهذا يعتمييد علييى قييوله صييلى اللييه عليييه وسييلم إن مجاهييدة‬ ‫النفس‬
‫النفس أشد وأكبر من مجاهدة الكفار‪ ،‬بل أنه بعييد مييا رجييع ميين الغييزو‬
‫‪11‬‬
‫الكبر يقول لصحابه نحن رجعنا من الجهاد الصغر إلى الجهاد الكييبر‪.‬‬
‫وبعييد أن سييأله أحييد ميين أصييحابه قييال إن الجهيياد الكييبر هييو مجاهييدة‬
‫ور رسول الله كبيرة أفييات النفييس بقييوله‪:‬‬
‫النفس‪ .‬وفى حديث آخر يص ّ‬
‫ليس الشديد بالسرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب )رواه‬
‫أبييو داود(‪ .‬وبييين القسيييرى أن المجاهييدين هييم الخييارجون عيين إرادة‬
‫النفس التى هى من حقيقات انسانية ومحاولون فييى مجاهييدتها وهييم ل‬
‫يتبعون هواهيا فيى معظييم أوقياتهم‪ .‬وقييال الغزاليى إن المجاهيدة بيذل‬
‫الجهد فى تعريض النفس والسهوات أو اعدامها كلّية‪ .‬وقال دكتور حمكا‬
‫إن النسان فى مجاهدة النفس وهواها ينقسم إليى ثلثية أقسيام‪ ،‬منهيا‬
‫المنقاد إلى دعوة النفس حتى تستأسره وتجعلييه خادمييا لهييا بييل جعلهييا‬
‫إلها له كما أشار إليه قول تعييالى‪" :‬أرءيييت ميين اتخييذالهه هييويه افييانت‬
‫‪12‬‬
‫والحرب بينهما متبادل بين النهزام والنتصار وبييين‬ ‫تكون عليه وكيل "‬
‫السقوط والثبوت وعلى هذا يصلح أن يسييمى النسييان بييأنه المجاهييد‪،‬‬
‫وهو إن مييات منتصييرا علييى نفسييه فمييات شييهيدا‪ .‬وذلييك لن مجاهييدة‬
‫النفس أشد من مجاهدة العداء المرئية‪ .‬قييال رسييول اللييه صييلى اللييه‬
‫عليه وسلم وما من أحد ليس فى نفسه شيطان بل فى نفييس شيييطان‬
‫ولكن الله قد نصرنى على مقاومته حتى غلبت عليييه )رواه ابيين جييوزى‬
‫وعبد الرحمن سلمى(‪ .‬كيانت مجاهيدة النفيس مجاهيدة متعبية وإذا ليم‬
‫يكيين النيياس مجتهييدين فييى مجاهييدتها فينكسييروا وينهزمييوا ل محاليية‬

‫‪ 10‬أبي حامد محمدالغزالي‪ ،‬روضة الطالبين وعمدة السالكين )لبنان ‪ :‬دار الفكر‪ ،‬د‪.‬س(‬
‫ص‪.30-29 .‬‬
‫‪11 Robert Frager, Heart, Self, and Soul : The Sufi Psychology of Growth, Balance, and‬‬
‫‪Harmony. Diterjemahkan oleh Hasmiyah Rauf, Hati, Diri, Jiwa : Psikologi Sufi untuk‬‬
‫‪Transformasi, (Jakarta : Serambi Ilmu Semesta, 2005), cet. Ke-5, hal. 180-181.‬‬
‫‪712‬الفرقان )‪43 : (25‬‬
‫‪4‬‬

‫‪13‬‬
‫ويصيرون خادمين لها آخرا‪.‬‬
‫وطريقة ح ّ‬
‫ل هذه المشكلة مجاهدة النفس هيى بييذل الجهييد فيى‬
‫مقاومة النفس‪ .‬لماذا كان الجهاد بممعنى مجاهدة النفس أمر هام فييى‬
‫ث‬
‫دين قييد ح ي ّ‬
‫حياتنا؟ لنه إذا نلحظ من ناحية معيارييية فل يخفييى أن ال ي ّ‬
‫النسان على اقامة هذا العمل‪ ،‬فقال الرسول بأنهييا جهيياد أكييبر و أش يد ّ‬
‫ميه جهادا أصغر‪ .‬وإذا نلحظ حقيقيية‬
‫من الجهاد لمقاومة الكفار الذى يس ّ‬
‫النفس أو ما يسمى بهوى النفس أنها مأوى كل شيير لن النفييس تميييل‬
‫إلى طلب المتعة المختلفة وإهمال الحقوق والواجبات‪ .‬ومن يتبع كل ما‬
‫تريده النفس فهو فى الحقيقة أسير من نفسه وخادم لهيا‪ ،‬وهيذا معنيى‬
‫قوله صلى الله عليه وسلم إن مجاهدة النفس أشد ّ من مجاهدة العييدو‪.‬‬
‫وسبب ذلك لن النفس تميل إلى شييىء محبييوب ومرهييوب‪ ،‬فمجاهييدة‬
‫النفس هى مجاهييدة الشييياء محبوبيية ومرهوبيية وبييالعكس أن مجاهييدة‬
‫‪14‬‬
‫الكفار هى مجاهدة الشياء المكروهة‬
‫قال نشار الدين عمر إن كلميية الجهيياد الييتى يتحييدث بهييا النيياس‬
‫كثيرا قد خرجت من سياقها‪ .‬كانت هذه الكلمة تدل علييى معنييى سييلبى‬
‫بل على المعنى المتقابل‪ ،‬لن فهمها ل يعتمد إل ّ علييى مجموميية غضييب‬
‫ب القلييب‪ .‬ويلييزم هييذا‬
‫المسلمين وكراهيتهم ول يعتمد علييى العقييل ول ي ّ‬
‫الجهاد أن ينظر إلى العناصر مثل الستراتيجية والسلوب والطريقة كما‬
‫سرى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫فمن اللزم أن ل يخرج مفهوم الجهاد من سييياقين همييا الجتهيياد‬
‫والمجاهدة‪ ،‬لنه إذا يخرج منهمييا فيمكيين اختصيياره بييأن الجهيياد ظلميية‬
‫انسانية‪ ،‬وهذا يمكن أن يتحث واقعيييا‪ .‬وإنميا مفهييوم الجهيياد فييى عصيير‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أخص حيث أن الجهاد ينطلق من نييية‬
‫واحدة يعنى لعلء كلمة الله والحصييول علييى هييذه النييية ل يحتيياج إلييى‬

‫‪13 Muhammad Sa’id Ramadhan Al-Buthy, Fiqih Jihad : Upaya Mewujudkan Darul‬‬
‫‪Islam; antara Konsep dan Pelaksanaannya, (Jakarta : Pustaka An-Naba’, 2001), cet. ke-1, hal. 4.‬‬
‫‪14 Salman Al-Audah, Jihad : Jalan Khas Kelompok yang Dijanjikan, (Solo : Jazera,‬‬
‫‪2007), cet. ke-1, hal. 23.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪15‬‬
‫لن الجهاد فى عهييد رسييول اللييه صييلى للييه‬ ‫اعدام المبادى النسانية‪،‬‬
‫عليه وسلم يتضمن مبييادىء التسييامح الييتى يفعلهييا‪ ،‬وكييثير ميين المثليية‬
‫يمكن تقديمها مثل أن ليجوز لجيوس رسول الله قتل ميين يشييهد أن ل‬
‫إله إل الله وأن محمدا رسييول اللييه‪ ،‬بييل كييان الرجييل قييد غضييب عليييه‬
‫رسول الله لنه قال إنهم يدخلون غارا وينطقون الشهادة لجل الخوف‪،‬‬
‫فجاء حديث رسول الله‪ :‬نحن ل نعرف إل الشياء الملفوظة وعلى اللييه‬
‫معرفة الشياء المدلولة‪ .‬وحقيقة إن الجهاد فى عهد رسييول اللييه علييى‬
‫المشاهد التاريخية قد يكون جهادا جسميا‪ ،‬والسؤال هنا هل يجوز الذاء‬
‫الجسيمى لجيل الشيهادة؟ ل يجيوز الذاء الجسيمى حيتى قييامه لجيل‬
‫دين‬
‫الشهادة ول اكراه فى نطق الشهادة وقد يين القرآن ل اكراه فى ال ّ‬
‫وهذا صريح وواضح‪ .‬ومفهوم الجهاد يتكون من الجهاد والقتال والحييرب‬
‫‪16‬‬
‫ومييا يكييثر اسييتعماله فييى عهييد‬ ‫والغزوة‪ ،‬فهذه كلها من أنييواع الجهيياد‬
‫رسول الله هو كلمة الجهيياد‪ .‬لييذلك ل يجييوز فهييم الجهيياد بييأنه جمسييى‬
‫فحسب مثل أن يكون فيه سفك الدماء بل ينبغى فهمه فوق ذلييك‪ ،‬كمييا‬
‫أشار إليه حديث رسول الله‪ :‬أنتم رجعتم من الجهاد الصغر إلى الجهيياد‬
‫الكبر فقال الصحابة هل الجهاد أكبر من جهاد البدر؟‬
‫فقال رسول الله هو جهاد على النفس‪ .‬فجهيياد إذن لييه المعييانى‬
‫‪17‬‬
‫ل يجوز فهمه بأنه الستعمار العسكرى فحسب‪ ،‬والستعمار‬ ‫المتعددة‪،‬‬
‫نفسه عربية ليييس بمعنييى الجهيياد بييل السييلم فييى الحقيقيية ل يعييرض‬
‫مفهييوم السييتعمار علييى حييدود النسييان‪ .18‬لميياذا مفهييوم الجهيياد فييى‬
‫مجتمعنا يميل إلى القتييال؟ هييذا لقليية ثييروة اللغيية الندونيسييية حييتى ل‬
‫تستطيع ترجمة الكلمات العربية فل تفرق بين الجهاد والقتييال والحييرب‬
‫والغزوة والفتح‪.‬‬

‫‪15 Abu Muhammad Jibril Abdurrahman, Tujuan Jihad, (Yogyakarta : Buletin Risalah,‬‬
‫‪2009), Ed. 25, hal. 79.‬‬
‫‪16 Salman Audah, op. cit, hal. 20.‬‬
‫‪17 Ibid., hal. 19.‬‬
‫‪18 John L. Esposito, Ensiklopedi Oxford : Dunia Islam Modern Jilid 3, (Bandung :‬‬
‫‪Peneerbit Mizan, 2002), cet. ke-2, hal. 63-67.‬‬
‫‪6‬‬

‫على كييل حييال أن بنيياء الثقافيية السييلمية قييد قييرر فييى القييرآن‬
‫الكريم‪ ،‬ومن السف إن يتضيمن المعيانى والمقاصيد الضيّيقة ول سيييما‬
‫ادخاله فى السياسة‪ ،‬لن القرآن الكريم ل ينزل لجل الغزوة السياسية‬
‫بل الغزوة لبناء الخلق والقيم‪.‬‬
‫إعتمييادا علييى خلفييية البحييث السييابقة اختييار الكيياتب موضييوع‬
‫الرسالة‪ :‬المجاهدة واشتقاقها فى القرآن الكريم )دراسة تحليلية دللية‬
‫تربوية(‪.‬‬

‫الفصل الثانى ‪ :‬تحديد البحث‬


‫‪-1‬ما المعنى المعجمي للفييظ المجاهييدة وإشيتقاقه فيي القيرآن‬
‫الكريم ؟‬
‫‪-2‬مييا معنييى السييياق القرآنييي للفييظ المجاهييدة وإشييتقاقه فييي‬
‫القرآن الكريم ؟‬
‫‪-3‬ما ملمح معنى المجاهدة فى التربية الروحية؟‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬الغراض والفوائد‬


‫‪-1‬معرفيية المعنييى المعجمييي للفييظ المجاهييدة وإشييتقاقه فييي‬
‫القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪-2‬معرفة معنى السياق القرآني للفظ المجاهدة وإشييتقاقه فييي‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪-3‬معرفة ملمح معنى المجاهدة فى التربية الروحية‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬أساس التفكير‬


‫‪7‬‬

‫القرآن هو كلم الله الذى بلغ درجة كاملة نوعّية وكمّية‪ ،‬وهذا كما‬
‫قاله تعالى‪ :‬اليوم أكملت لكم دينكييم وأتممييت عليكييم نعمييتى ورضيييت‬
‫لكم السلم دينا‪ .‬والقرآن على كونه كتابا كامل له فضائل علييى الكتييب‬
‫‪19‬‬
‫الوسائل التى استخدمها القرآن هييي‬ ‫الخرى من حيث تركيبه اللغوى‪.‬‬
‫إذا نفكر‬ ‫اللغة التى لتتفصل من معانيها كما قال ‪Wallace and Chafe‬‬

‫عن اللغة فإننا نفكرنا عن معانيهييا‪ .‬علييم الدلليية هييو دراسيية المعنييى أو‬
‫علم يدرس المعنى وأما موضوعه هو الرمييز‪.‬والمعنييى هييو العلقيية بييين‬
‫اللفظ والشيء الخارجي الذى وفقه مستعمل اللغيية حييتى كييان يعطييى‬
‫الفهم بين مستعمل اللغة والمجتمع الذين يتكلمون بتلييك اللغيية‪ .‬الرمييز‬
‫هو مثير بديل يستدعى لنفسه نفس الستجابة التى قد يستدعيها شيييئ‬
‫آخر عند حضوره‪ .‬قال ‪ : Ullman‬إذا سمع أحد اللفظ سيصور أشيائه أو‬
‫مشار إليه‪ .‬وإذا صور أحد شيأ سيقول ما يفهمييه‪ .‬هييذه العبييارة تناسييب‬
‫‪20‬‬
‫بنظرية الشارية‪ ،‬التى أوضحها بالمثلث التي ‪:‬‬
‫الفكرة‪-‬المرجع‪-‬المدلول‬

‫‪... . ..............................‬‬
‫الرمييز‪-‬الكلميية‪-‬‬ ‫الشيئ الخييارجي‪-‬المشييارإليه‬
‫السم‬
‫حيثما يقول القائل "هذا كتيياب" فالسييامع سيييفكر الكتيياب الييذى‬
‫يقصده‪ ،‬ثم يقول مفهومه أو معناه أنه آلة الكتابة الذي قرأه الناس‪.‬‬
‫تعبر النظرييية الشييارية المعنييى بييالقلب‪ ،‬حضيير المعنييى لتفيياق‬
‫الناس ما يشير غيره‪ .‬النظرية الشارية هي النظرية التى تنظر المعنييى‬
‫من ناحية خارج اللغة كلفظ الشجرة معنيياه الشييجار المجروفيية ولقبييه‬
‫‪19 Mardjoko Idris, Semantik Al-Qur'an : Pertentangan dan Perbedaan Makna,‬‬
‫‪(Yogyakarta : Teras, 2008), cet. ke-1, hal. 1.‬‬
‫‪ 20‬أحمد مختار عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.54 .‬‬
‫‪8‬‬

‫بالمخلوق والحياة والفناء‪.‬‬


‫يقول ‪ Stevenson‬إذا فسر أحد معنيى إحييدى الرمييز سييفكر رمييز‬
‫العادة يعنى الرادة لنيل الجابة المعينة يناسب بسياقه‪ .‬قييال ‪Ferdinand‬‬

‫كل الرمز اللغوى يدل على نوعين وهي الرمز والمدلول‪ .‬يمكن السياق‬
‫‪21‬‬
‫المعنى إلى استخدامه ويقسم ‪ K. Amir‬السياقة إلى أربعة أقسام وهو‬
‫‪:‬‬
‫‪-1‬السياق اللغوى‪ ،‬كان معنى اللفظ يتعلق إلييى سييياق اللغييوى‪،‬‬
‫ككلمة ‪ :‬الرجل حسين‪ ،‬الطيبيب حسين‪ ،‬المليح حسين‪ .‬الول‬
‫يعنى الناحية الخلقية الثانى يعنى التفييوق فييى الداء والثييالث‬
‫يعنى المميزة‪.‬‬
‫‪-2‬السياق العاطفى‪ ،‬فيحدد درجة القوة والضعف فى النفعييال‪،‬‬
‫مما يقضب تأكيدا أو مبالغة أو إعتدال‪ .‬ككلمة ‪ love‬و ‪ like‬رغييم‬
‫إشتراكها فى أصل المعنى وهو الحب‪.‬‬
‫‪-3‬السياق الموقف‪ ،‬يعنى الموقف الخارجى الذى يمكن أن تقييع‬
‫فيه الكلمة‪ .‬مثل اسييتعمال كلميية "يرحمييك اللييه" اسييتخدامه‬
‫لجابيية العيياطس وكلميية "اللييه يرحمييك" اسييتخدامه لزيييارة‬
‫القبر‪.‬‬
‫‪-4‬الثياق الثقافى‪ ،‬يقتضى تحديد المحيط الثقافى أو الجتميياعى‬
‫الذى يمكن استخدامه فيه الكلميية‪ ،‬مثييل الكلميية الجييذر عنييد‬
‫وهييو ‪ 4‬والفلحيييين‬ ‫اللغويين " إشتقاق" وريضيييين أنييه ‪16‬‬
‫"جذر الشجرة"‪.‬‬
‫فألفاظ اللغة من حيث دللتها تنقسم إلى ثلثة أنواع هي ‪:‬‬
‫‪-1‬المتباين‪ ،‬أن يدل اللفظ الواحد على معنى واحد‪ ،‬وهو أكثر اللغة‪.‬‬
‫‪-2‬المشترك‪ ،‬أن يدل اللفظ الواحد على أكثر من معنى‪ .‬فأن كييانت‬
‫دللته على معنيين غير متضادين فهو المشترك اللفظييى‪ .‬أمييا إذا‬

‫‪ 21‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.71.‬‬


‫‪9‬‬

‫كانت على معنيين متضادين فهو من باب الضداد‪.‬‬


‫‪22‬‬
‫‪-3‬المترادف‪ ،‬وهو أن يدل أكثر من لفظ على معنى واحد‪.‬‬
‫والحاصل أن اللفظ فى اللغة ومنها اللغة العربية نجده مرارا‬
‫كثيرا بوجود العلقة المعنوية أو أنواع الدللة بين اللفظ أو وحدات اللغة‬
‫الخرى مع اللفظ الخرى وغيرهييا العلقيية المعنوييية تكييون بييين النييواع‬
‫الثلثة السابقة أو تختلط بينها‪ .‬وإن اللغة تستعمل فى مختلف الوظائف‬
‫والحالت المتنوعة فيكون المعنى اللغوي متنوعييا‪ .‬وقييد قييدم اللغويييون‬
‫أنواع المعنى فى كتب اللغة المتعلقة بلغتهم‪.‬‬
‫وقد قسم أحمد مختار عمر أنواع المعنى فى اللغيية العربييية إلييى‬
‫خمسة أنواع وهي معنى الساسي ومعنييى الضييافي ومعنييى السييلوبي‬
‫ومعنى النفسي ومعنى اليحائي‪ .‬ويريييد الكيياتب أن يبحييث معنيييين فييى‬
‫‪23‬‬
‫هذه الرسالة وهما المعنى الساسي و المعنى الضافي‪.‬‬
‫قد كانت كلمة المجاهدة فى الجاهلية ل تحتوى عليها إيديولوجييية‬
‫تسيطر على جماعة أو إيديولوجية أخرى جسييمّية‪ .‬والكلمييات المضييافة‬
‫إلى المجاهدة لها المعانى المّتصلة بالمعاملة النسييانية مثييل المجاهييدة‬
‫فى العمال والمجاهدة فى المال والمجاهيدة فيى التفكيير‪ .‬فمين هيذه‬
‫المظيياهر دلليية علييى أن كلميية المجاهييدة فييى تركيييب اللغيية العربييية‬
‫‪24‬‬
‫الجاهلية تستحق الدللة التى تميل إلى الصفة النسانية‪.‬‬
‫ورهييا بعييد نييزول القييرآن تتجيياوز‬
‫ثم تكون كلمة المجاهدة فى تط ّ‬
‫عملية التغير فى معانيها التى هى متداخلة بييين الييية واليييات الخييرى‪.‬‬
‫وتوجد كلمة المجاهدة فى القرآن على ‪ 41‬كلميية بصيييغتها المختلفيية‪،25‬‬
‫وهى ‪ 4‬كلمات على صيييغة جهيياد و ‪ 5‬كلمييات علييى صيييغة يجاهييد و ‪15‬‬
‫على صيغة جاهد )فعل ميياض( و ‪ 6‬كلمييات علييى صيييغة جهييد و ‪ 7‬علييى‬

‫‪ 22‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.145.‬‬


‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.40-36 .‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪ 24‬حسنى أدهم جرار‪ ،‬الجهاد السلمي المعاصر ‪ :‬فقهه‪-‬حركاته‪-‬أعلمه )عمان ‪ :‬دار‬
‫البشير‪ (1993 ،‬ص‪.27-25 .‬‬
‫‪ 25‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬المعجم المفهرس للفاظ القرآن الكريم )لبنان ‪ :‬دار الفكر‪،‬‬
‫د‪.‬س( ص‪.233-232.‬‬
‫‪10‬‬

‫صيغة جاهد )فعل أمر( و ‪ 4‬كلمات على صيغة مجاهد‪.‬‬


‫في غمرة انشغال النسان بالدنيا ينسى تقوية جانب الروح فيه‬
‫‪26‬‬
‫مميا يجعليه ينغميس فيي المليذات والشيهوات وينشيغل بالمادييات‪،‬‬
‫ما بقييوانين الشييهوة‪،‬‬
‫دا إلى الطين محكو ً‬
‫وبالتالي يبقى هذا النسان خال ً‬
‫والحس‪ ،‬وعالم الشهادة‪ ،‬غير متطلييع إلييى السييماء‪ ،‬وبهييذا ينسييلخ عيين‬
‫م إ ِل ّ‬ ‫جوهر آدميته وإنسانيته فيصير حقارة معنوية لعالم الحيوان‪) 27‬إ ِ ْ‬
‫ن هُ ْ‬
‫ل(‪ 28.‬أما النسييان المسييلم فهييو الييذي يمثييل‬ ‫سِبي ً‬ ‫ض ّ‬ ‫ل هُ َ‬
‫كاْل َن َْعام ِ ب َ ْ‬
‫َ‬
‫ل َ‬ ‫مأ َ‬‫ْ‬
‫التجاوز الحقيقي للوضع الحيييواني بحييدوده الضيييقة وآفيياقه المحييدودة‪،‬‬
‫وبرغم كل الصعاب والعقبات والنشييغالت الييتي تحيياول الضييغط عليييه‬
‫لترغمه على هذا المر فإنه يقاوم مقاومة البطال‪ ،‬ويكد ويجاهد نفسييه‬
‫َ‬
‫مَلِقي ي ِ‬
‫ه(‪،29‬‬ ‫دحا ً فَ ُ‬
‫ك ك َي ْ‬‫ح إلييى َرب ّي َ‬ ‫ك ك َييادِ ٌ‬
‫ن إ ِن ّي َ‬‫سييا ُ‬‫لن َ‬ ‫من أجل ذلك )َيا أي َّها ا ِ‬
‫ن(‪.30‬‬ ‫سِني َ‬‫ح ِ‬ ‫م ْ‬‫م ع َ ال ْ ُ‬
‫ه لَ َ‬
‫ن الل ّ َ‬‫سب ُل ََنا وَإ ِ ّ‬
‫م ُ‬ ‫دوا ِفيَنا ل َن َهْدِي َن ّهُ ْ‬
‫جاهَ ُ‬
‫ن َ‬ ‫)َوال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫إذن‪ ،‬فالتربية الروحية جهاد متواصل ومعاناة كبيرة‪ ،‬وقد جعل ديننا‬
‫الحنيف عدة وسائل تعين على هذا المر ومن ذلك‪ :‬قيام الليل‪ ،‬والذكر‪،‬‬
‫وتلوة القرآن الكريم والمحاسبة والعتكاف‪ ،‬وكل ما يقوي الصلة بييالله‬
‫‪31‬‬
‫ويحقق الجواء اليمانية وينميهييا ويحييافظ علييى دوامهييا‪ 32،‬فييإذا‬ ‫تعالى‬
‫ت‬
‫جّنييا ٍ‬
‫ن ِفييي َ‬‫قي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مت ّ ِ‬ ‫أخذنا على سبيل المثال قيام الليل‪ ،‬قال تعالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ن‪َ ،‬‬
‫كاُنوا قَِليل ً‬ ‫سِني َ‬‫ح ِ‬ ‫م ْ‬‫ك ُ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫م َ‬
‫كاُنوا قَب ْ َ‬ ‫م إ ِن ّهُ ْ‬
‫م َرب ّهُ ْ‬
‫ما آَتاهُ ْ‬
‫ن َ‬
‫ذي َ‬
‫خ ِ‬
‫ن‪،‬آ ِ‬
‫وَعُُيو ٍ‬
‫َ‬
‫ن ‪ ،‬وَِباْل ْ‬ ‫ن الل ّي ْ ِ‬
‫‪33‬‬
‫ن‬
‫فُرو َ‬
‫ست َغْ ِ‬
‫م يَ ْ‬
‫حارِ هُ ْ‬
‫س َ‬ ‫جُعو َ‬
‫ما ي َهْ َ‬
‫ل َ‬ ‫م َ‬
‫ّ‬

‫‪26 Abdullah Nashih Ulwan, Tarbiyah Ruhiyah : Petunjuk Praktis Mencapai Derajat‬‬
‫‪Taqwa, (Jakarta : Robbani Press, 1986), cet. ke-2, hal. 22-23.‬‬
‫‪27 Yunasril Ali, Pilar-Pilar Tasawwuf, (Jakarta : Kalam Mulia, 2005), cet. ke-4, hal. 29-‬‬
‫‪50.‬‬
‫‪ 28‬الفرقان‪44:‬‬
‫‪ 29‬النشقاق‪6:‬‬
‫‪] 30‬العنكبوت‪69:‬‬
‫‪ 31‬عبيد الحميد الصيد الزنتاني‪ ،‬أسس التربية السلمية في السنة النبوية )تونس ‪ :‬الدار‬
‫العربية للكتاب‪ (1984 ،‬ص‪.412-313 .‬‬
‫‪ 32‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.327 .‬‬
‫‪ 33‬الذاريات‪18 :15 :‬‬
‫‪11‬‬

‫الفصل الخامس ‪ :‬طريقة البحث‬


‫‪ -1‬الطريقة المستخدمة‬
‫الطريقة التى يستعملها الكاتب فى هذا البحث هي طريقيية وصييفية‪،‬‬
‫وهي طريقيية تحلييل الفكييار الطبيعييية باسييتعمال القييوانين اللغوييية او‬
‫‪34‬‬
‫ويهتم هذه الطريقة بالدراسة المكتبية )‪lib‬‬ ‫القواعد المعروفة الخرى‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪(rary research‬‬

‫‪-2‬نوع البيانات‬
‫يكون نوع البيانات المجموعة جوابا على أسئلة البحث الييتى تحققهييا‬
‫فى تحقيق البحث‪ .‬ولذلك ‪ ،‬تصنف الكاتب الى هييذه البيانييات مناسييبة‬
‫ببونود السئلة المستخدمة‪ .‬وكان نوع البيانات فى هييذا البحييث كيفيييا‪،‬‬
‫‪36‬‬
‫يعنى تكون البيانات المستخدمة لغويا ليس احصائيا‪.‬‬
‫‪-3‬مصدر البيانات‬
‫بالنسبة الدراسة على تصور المجاهدة فى القييرأن الكريييم ‪ ،‬يرجييع‬
‫الكاتب الى مصدرين‪ ،‬وهمييا المصييدر السسييي و المصييدر الضييافى‪.37‬‬
‫وجعل الكاتب لبقرأن الكريم كمرجييع اسسييي‪ ،‬وأمييا المراجييع الخييرى‬
‫كونها مراجعا اضافية‪ ،‬مثل تفسييير جييامع البيييان لبيين جرييير الطييابرى‪،‬‬
‫تفسيلر القرآن العظيييم لبيين الكييثير‪ ،‬تفسييير فييى ظلل القييرآن لسيييد‬
‫قطب‪ ،‬والكتب الخرى المتعلقة بهذا البحث‪ .‬ويقوم الكاتب بهذا الجمع‬
‫مقارنة على ضوء المفسرين الخرى‪ ،‬حتى يظهر معنى المجاهدة فييى‬
‫القرأن الكريم باظهر مايكون‪.‬‬
‫‪-4‬أسلوب جمع البيانات‬
‫‪38‬‬
‫يقييوم الكيياتب بأسييلوب جمييع البيانييات علييى الدراسيية المكتبييية‬
‫‪34Cik Hasan Bisri, Penelitian Al-Qur’an: Bahan Kuliah Metode Penelitian, (Bandung :‬‬
‫‪IAIN Sunan Gunung Djati), hal. 56‬‬
‫‪35 Chaedar Alwasilah, Pokoknya Kualitatif : Dasar-dasar Merancang dan Melakukan‬‬
‫‪Penelitian Kualitatif, (Jakarta : Dunia Pustaka Jaya, 2008), cet. ke-8. hal. 112-124.‬‬
‫‪36 Noeng Muhadjir, Metodologi Penelitian Kualitatif , (Yogyakarta : Penerbit Rakesarin,‬‬
‫‪1998), hal. 29‬‬
‫‪37Sugiyono, Metode Penelitian Pendidikan : Pendekatan Kuantitatif, Kualitatif, dan‬‬
‫‪R&D, (Bandung : Alfabeta, 2008), cet. ke-1, hal. 308-309.‬‬
‫‪38 Ibid., hal. 329-330.‬‬
‫‪12‬‬

‫المتعلقة بهذا البحث‪ .‬أن هذه الدراسيية هييى الطريقيية النظرييية عين‬
‫مسئلة ما‪ .‬وتستخدم هذه الطريقة لبحث فى النظريات المؤيييدة الييتى‬
‫تتعلق بالمسئائل يبحثها الكاتب‪ .‬وسماها البعض بطريقة النقل‪.‬‬
‫بمييوجب رأي مرزوقييى‪ ،‬أن غييرض هييذ التحليييل هييو تييوجيه اليانييات‬
‫‪39‬‬
‫وأنييه سييعي لكشييف‬ ‫المكشفة وتحديدها‪ ،‬حتى تكون مرتبة ومنظمة‪.‬‬
‫الجواب على السئلة المتحققيية‪ .‬وفييى البحييث الكيفييي‪ ،‬قييال ليكسييى‬
‫مولونج ان الخطوات التى يقيوم بهيا الكياتب فيى تحلييل البيانيات هيى‬
‫عملية وحدة تصنيف البيانات و تفسيرها‪ .‬واما الخطوات التطبيقية كمييا‬
‫يلى‪:‬‬
‫‪-1‬وحدتية البيانات‪ ،‬يعنى تصنيف البيانات مؤسسا على إطييار‬
‫الفكار‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتيب البيانات الفصلية مناسبة بتحقيق البحث وأغراضه‪.‬‬
‫‪ -3‬تفسير البيانات مؤسسة على النظريات المبحوثة‪.‬‬
‫وفى عملية تفسييير البيانييات‪ ،‬سيسييتخدم الكيياتب علييى التحليييل‬
‫استقرائيا و استنباطيا‪.‬‬

‫الفصل السادس ‪ :‬تنظيم البحث‬


‫هذالبحث تنقسم إلى خمسة أبواب سنشرح مما يأتى ‪:‬‬
‫الباب الول يبحث عن خلفية البحث‪ ،‬تحديييد المشييكلة‪ ،‬الغييراض‬
‫والفوائد‪ ،‬أساس التفكير‪ ،‬طريقة البحث و تنظيم البحث‪.‬‬
‫الباب الثييانى يضييم النظرييية العاميية عيين علييم الدلليية‪ :‬مفهييومه‬
‫وموضوعه وعلقته بعلوم الخرى‪ ،‬ثم أنواع المعنييى‪ :‬المعنييى الساسييى‬
‫والمعنييى الضييافى والمعنييى السييلوبى والمعنييى النفسييى والمعنييى‬
‫اليحائى‪ ،‬ثم تغير المعنى‪ :‬مفهومه وأسباس تغيره وتوسيعه وتضييقه‪.‬‬
‫الباب الثالث يبحث النظرية العامة عن القرآن ‪ :‬إعجازه اللغييوي‪،‬‬

‫‪39 Marjuki, Metodologi Riset, (Jakarta : FE. UI Press, 1989), hal. 87.‬‬
‫‪13‬‬

‫نزوله باللغة العربية‪ ،‬المشترك اللفظييي فيييه‪ ،‬الييترادف فيييه و الضييداد‬


‫فيييه‪ ،‬ثييم يبحييث التصييورات التربوييية السييلمية ‪ :‬العوامييل الهاميية فييى‬
‫التصورات التربوييية السييلمية‪ ،‬تصييورات التربييية فييى القييرآن و أهمييية‬
‫تصورات التربية السلمية فى حل المشكلت التربوية المعاصرة‪.‬‬
‫البيياب الرابييع يبحييث لفييظ المجاهييدة وإشييتقاقه فييى القييرآن‬
‫الكريم ‪:‬المعانى السياقية للفظ المجاهدة فى القرآن الكريم و المعانى‬
‫التربوية للفظ المجاهدة فى القرآن الكريم‪.‬‬
‫الباب الخامس النتائج والقتراحات‬

‫الباب الثانى‬
‫علم الدللة‬
‫الفصل الول ‪ :‬دراسة علم الدللة‬
‫أ ‪ -‬مفهوم علم الدللة‬
‫تعريف علم الدللة لغة اسم مصدر من د ّ‬
‫ل‪ ،‬يدل‪ ،‬دللة )بالفتح و الكر(‬
‫‪14‬‬

‫‪40‬‬
‫و الدللة في الصطلح كيفية دللة اللفظ‬ ‫الجمع دلئل و دللت‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫على المعنى‪.‬‬
‫علم الدللة هو دراسة ظاهرة معينة و الوقوف على ماهيتها و جزئياتها‬
‫و ما يتعلق بها دراسة موضوعية‪ ،‬و الدللة )بالتعريف( قد يختلف‬
‫‪12‬‬
‫تعريفها بين الباحثين و لنأخذ مثال لتعريفها من كتاب التعريفات‬
‫للجرجاني السيد الشريف حيث قال‪ :‬الدللة هي كون الشيء بحالة‬
‫يلزم من العلم به العلم بشيء آخر و الول هو الدال و الثاني هو‬
‫المدلول ‪ .‬و هي إما دللة مطابقة أو دللة تضمن أو دللة التزام وكل‬
‫ذلك يدخل في الدللة الوضعية لن اللفظ الدال بالوضع يدل على تمام‬
‫ما وضع له بالمطابقة و على جزئه بالتضمن و على ما يلزمه في الذهن‬
‫باللتزام‪ ،‬كالنسان فانه يدل على تمام الحيوان الناطق بالمطابقة‪ ،‬و‬
‫على جزئه بالتضمن و على قابل العلم باللتزام ‪42‬و في الموس‬
‫المحيط دّله عليه دللة ) و يثلث( و دلولة فاندل‪ :‬سدده إليه‪ .43‬إن‬
‫الحديث عن الدللة الوضعية هنا يدفعنا إلى الحديث عن نوعي الدللة‬
‫أو الدال و هما الدال اللغوي و الدال غير اللغوي‪ .‬و في الدراسات‬
‫اللسانية الحديثة تقسيم لنواع )الدليل( الذي ينتج عن ارتباط الدال‬
‫‪44‬‬
‫بالمدلول ارتباطا ذهنيا‪.‬‬
‫دليل‬

‫دال‬ ‫مدلول‬

‫فالدال اللغوي )اللفظ‪ /‬الكلمة‪ /‬الوحدة الدالة( في رأي‬

‫‪ 40‬فريد عوض حيدر‪ ،‬علم الدللة ‪ :‬دراسة نظرية وتطبيقية )القاهرة ‪ :‬الناشر مكتبة‬
‫الداب‪1426 ،‬هي‪2005/‬مي( الطبعة الولى‪ ،‬ص‪11 .‬‬
‫‪ 41‬عبد الكريم محمد حسن جبل‪ ،‬فى علم الدللة ‪ :‬دراسة تطبيقية فى شرح النباري‬
‫للمفضليات )طنطا ‪ :‬دار المعرفة الجامعية‪ (1997 ،‬د‪.‬ط‪ ،.‬ص‪20.‬‬
‫‪ 42‬على بن محمد الجرجاني‪ ،‬التعريفات )جاكرتا ‪ :‬دار الحكمة‪ ،‬د‪.‬ت( د‪.‬ط‪ ،.‬ص‪.56-55.‬‬
‫‪ 43‬مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادي‪ ،‬القاموس المحيط )بيروت ‪ :‬دار العلم‬
‫للجميع‪ ،‬د‪.‬ت( د‪.‬ط‪ ،.‬ج‪ .‬الثالث‪ ،‬ص‪377 .‬‬
‫‪ 44‬ف‪.‬ر‪ .‬باطر‪ ،‬علم الدللة ‪ :‬إطار جديد)إسكندرية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ (1992 ،‬د‪ .‬ط‪،.‬‬
‫ص‪46.‬‬
‫‪15‬‬

‫الباحثين بغض النظر عن بعض الستثناءات هو دال وضعي اعتباطي أي‬


‫أن علقته بالمدلول علقة عرفية تواضعية )و ستأتي على تفصيل ذلك‬
‫على حينه(‬
‫‪45‬‬
‫أما التقسيم فيبينه الشكل البياني التالي‬
‫الدليل‬

‫غير موضوع‬ ‫موضوع‬

‫طبيعي‬ ‫غير لغوي‬ ‫لغوي‬


‫عقلي‬
‫)الب‬ ‫)الغيم يدل على المطر(‬ ‫)اعتباطي دائما(‬
‫اكبر من البن(‬

‫غير اعتباطي‬ ‫اعتباطي‬


‫)الميزان يدل على العدالة(‬ ‫)أرقام الهاتف(‬

‫هذا و قد أشار الزمخشري في كتابه )المفصل( إلى هذه‬


‫العتباطية )الوضع( عندما عرف الكلمة بقوله‪) :‬الكلمة هي اللفظ‬
‫الدال على معنى مفرد بالوضع(‪.‬‬
‫و بالعودة إلى )الدللة( في اللسانيات الحديثة )البنوية( فعند‬
‫سوسور هناك دال )لفظ( و هناك مدلول )معنى( أو مفهوم و الدال و‬
‫المدلول وجهان لورقة واحدة و ل يمكن الفصل بينهما‪ /‬و إن تحليل‬
‫الدال يؤدي إلى تحليل المدلول‪ .‬و للتأكيد على أن الدللة تتم من‬
‫الرتباط الذهني بين الدال و المدلول فقد أوضح تلميذ سوسور هذه‬

‫‪ 45‬أحمدشامية ونبيلة عباس‪ ،‬محاضرات وتطبيقات علم الدللة للسنة الثانية ‪ ،‬المدرسة‬
‫العليا للساتذة فى الداب والعلوم النسانية بوزريعة قسم اللغة العربية وآدابها‪ ،‬ص‪10.‬‬
‫‪16‬‬

‫العلقة من خلل ما يعرف بمربع سوسور للدللة حسب الشكل‬


‫التالي ‪:‬‬
‫‪46‬‬

‫مربع سوسور للدللة‬


‫صورة حسية‬ ‫صورة حسية للدال‬
‫للمدلول‬
‫)الشيء في الواقع(‬ ‫)لفظ(‬
‫صورة ذهنية‬ ‫صورة ذهنية للدال‬
‫للمدلول‬

‫الدللة‬
‫لن سوسور يبدو أنه حصر عناصر الدللة في الدال و‬
‫المدلول ‪،‬و أهمل الموضوع وهو الشيء أو المرجع الذي تحيل اليه‬
‫العلقة الدللية ‪،‬و هو في ذلك يلتقي – في هذه الثنائية – مع ابن سينا‬
‫الذي حصرها بين اسم )مسموع( و معنى‪ ،‬في حين يرى )بيرس( أن‬
‫العلقة ثلثية‪ :‬الصورة )الدال( و المفسرة )المدلول( و الموضوع‪ ،‬و هو‬
‫ما تحيل إليه العلمة‪ ،‬أي الشيء‪.‬‬
‫أما الغزالي فيرى أن الشياء لها أربعة مراتب عندما قال " ان‬
‫للشيء وجودا في العيان ثم في الذهان ثم في اللفظ ثم في الكتابة‪،‬‬
‫فالكتابة دالة على اللفظ ‪ ،‬و اللفظ دال على المعنى الذي هو في‬
‫النفس ‪،‬و الذي في النفس هو مثال الموجود في العيان‪.‬‬

‫صورة لهذا‬
‫لفظ كلمة‬ ‫الشكل في الذهن‬

‫‪ 46‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫] شجرة )كتابة(‪.‬‬
‫)شجرة باللسان(‬ ‫الشكل في الذهن‬

‫ب‪ -‬موضوع علم الدللة‬


‫للحديث عن علم الدللة )‪ (sémantique‬و موضوعه أو لتوضيح‬
‫ذلك ‪ ،‬لبد من تحديد علقة علم الدللة بعلم اللغة وذلك باعتبارين‬
‫الول‪ :‬أن يكون علم الدللة فرعا من فروع علم اللغة )اللسانيات( ‪،47‬‬
‫و الثاني أن يكون علم اللغة )الدللة اللغوية على الخصوص( فرعا من‬
‫علم الدللة أو علم العلمات الذي يطلق عليه مصطلح )العلمية( أيضا‪.‬‬
‫فموضوع العلمية )العلمات و الشارات و الدلة بمفهومها الواسع‬
‫لغوية كانت أم غير لغوية و هذا ما ذهب اليه اللساني السويسري‬
‫)سوسور(‪.‬‬
‫و اذا بدأنا بالعتبار الول )كون علم الدللة فرعا من‬
‫اللسانيات) لبد من العودة إلى مستويات البنية اللغوية و هي على‬
‫الشكل التالي‪ ) :‬للملحظة ( هناك من ل يدخل المستوى البلغي‬
‫‪48‬‬
‫والمستوى الدللي في هذه المستويات (‪.‬‬
‫المستوى البلغي ‪ /‬علم البلغة و‬
‫المستوى الدللي‬ ‫السلوب‬
‫المستوى النحوي ‪ /‬علم النحو و‬
‫التراكيب‬
‫المستوى الصرفي ‪ /‬علم الصرف‬

‫علم الدللة‬ ‫المستوى الصوتي ‪ /‬علم الصوات‬

‫و هنا نلحظ أن المستوى الدللي في هذا البناء هو مستوى‬


‫يتقاطع مع جميع المستويات الخرى ‪،‬لن الدللة حاضرة و ناتجة عن‬
‫‪ 47‬رمضان عبد التواب‪ ،‬فصول فى فقه العربية )القاهرة ‪ :‬الناشر مكتبة الخانجى‪،‬‬
‫‪1415‬هي‪1994/‬م( الطبعة الثالثة‪ ،‬ص‪.10.‬‬
‫‪ 48‬فريد عوض حيدر‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪30-29.‬‬
‫‪18‬‬

‫تفاعل كل هذه المستويات‪ ،‬حتى المستوى الصوتي الذي يقال أنه‬


‫مستوى الوحدات غير الدالة ‪ .‬وينبغي الشارة هنا إلى أن هذا التقسيم‬
‫هو تقسيم نظري افتراضي‪ ،‬فاللغة تعمل لداء مهمتها وفق نظام اللغة‬
‫الذي يندمج فيه كل هذه النظمة‪ .‬فعلى مستوى العمل و الداء ليس‬
‫هناك مستويات منفصلة ‪،‬و إنما التقسيم إلى هذه المستويات لضرورة‬
‫البحث و التحليل و الدراسة اللغوية‪ .‬فالمتكلم الذي يتكلم وفق نظام‬
‫اللغة )اللسان( ل علقة له بهذه المستويات التي لها أنظمة خاصة‬
‫‪49‬‬
‫بها‪.‬‬
‫على أية حال يبدو لنا في هذا التحليل أن علم الدللة الذي يبحث‬
‫في أحد تلك المستويات هو فرع من علم اللغة أو اللسان‪ .‬أما بالعتبار‬
‫الثاني فيظهر لنا في المستوى الدائي أن علم اللغة )الدللة اللغوية(‬
‫هو أهم عناصر علم العلمات ‪ ،‬إلى جانب عناصر دللية أخرى غير‬
‫ول عليها في التصال الذي يقوم‬
‫لغوية‪ ،‬و أن العناصر اللغوية هي المع ّ‬
‫أساسا على فهم العلقة بين الدال و المدلول ‪ .‬بل أن اللغة حاضرة‬
‫‪50‬‬
‫دائما في كل فروع الدللة لغوية كانت أم غير لغوية‪.‬‬
‫و إذا كنا سنولي اهتمامنا للدللة اللغوية )الدليل اللغوي( دون‬
‫التفصيل في الدلة غير اللغوية )عدا إشارات فقط‪ ،‬و بما أننا نستعمل‬
‫مصطلحات مثل ) لغة‪ ،‬لسان‪ ،‬كلم( فلبد من محاولة تحديد مفهوم‬
‫هذه المصطلحات ‪ ،‬و إن كانت متداخلة أحيانا في أذهان الناس بل و‬
‫في أذهان الطلبة و الباحثين في علوم اللغة‪ .‬و قد ل نحتاج هنا إلى‬
‫التفاصيل التي تدرس في علم اللغة أو اللسانيات و لكن يمكن أن‬
‫نوضح هذه المفاهيم بما يلي‪:‬‬
‫من الشائع بين اللسانيين أن مادة علمهم ليست الكلم و ل‬
‫اللسان و إنما هي اللغة ‪ .‬و يلحظ هنا أن هناك ثلثة مصطلحات لثلثة‬
‫مفاهيم ‪ ،‬و كلها تمثل ما يسمى بالظاهرة اللغوية التي ترتقي من‬

‫‪ 49‬أحمدشامية ونبيلة عباس‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.12.‬‬


‫‪ 50‬ف‪.‬ر‪ .‬باطر‪ ،‬علم الدللة ‪ :‬المرجع السابق‪ ،.‬ص‪54.‬‬
‫‪19‬‬

‫)الكلم( و هو كلم الفراد كما نسمعه أو نحادثهم فيه و هذه هي‬


‫المرتبة الفردية و هذا الذي يمكن أن نسجله على آلة التسجيل‪ ،‬ثم‬
‫تأتي مرتبة )اللسان( و تتطابق مع منزلة الوجود النوعي و هو الشتراك‬
‫في معرفة ما يتم التحاور به ضمن كل مجموعة لغوية )اللسان العربي‬
‫أو النجليزي أو الصيني( أما مرتبة اللغة فهي تتطابق مع جملة من‬
‫القوانين التي إن أطلقت صدقت على كل لسان من اللسنة البشرية‪.‬‬
‫و هنا تبدو اللغة أعم من اللسان‪ ،‬و تدرس من خلل ما يسمى‬
‫باللسانيات العامة مقابل اللسانيات الخاصة التي تدرس نظام كل‬
‫لسان بشري على حدة‪ .‬و في سياق أخر يذكر أن اللسان أعم من‬
‫‪51‬‬
‫اللغة مع إمكان استعمال كل مصطلح لمفهوم الخر‪.‬‬
‫و الحقيقة أن الظاهرة اللغوية تستوعب المفاهيم الثلثة السابقة‬
‫)الكلم‪ ،‬اللسان‪ ،‬اللغة( فاللغة )لغة الناس‪ /‬البشر( و اللسان )لسان‬
‫الجماعة اللغوية( و الكلم )كلم الفراد(‪.‬اللغة مفهوم كلي و اللسان‬
‫مفهوم نمطي و الكلم مفهوم انجازي ‪ ،‬اللغة جنس‪ ،‬اللسان نوع‪،‬‬
‫الكلم شخص‪ .‬اللغة )صورة القانون( ‪ ،‬اللسان ) نموذج العرف(‪ ،‬الكلم‬
‫)نموذج السلوك(‪ .‬إن اللساني يدرس البنية اللغوية في جوانبها الصوتية‬
‫و الصرفية و التركيبية و الدللية ثم يعمل على كشف ارتباط هذه البنية‬
‫‪52‬‬
‫بوظائفها الجتماعية‪.‬‬
‫بعد هذا يظهر لنا أن موضوع علم الدللة هو الدلة بشكل عام و‬
‫الدليل اللغوي بشكل خاص ‪ ،‬و علقة الدوال بمدلولتها و‪.‬يتفق عدد‬
‫كبير من الباحثين على أن السيمياء كنوع من اللسانيات كان من أثر‬
‫اللغوي الفرنسي بريال )‪ ،(1883‬باعتبار أن هذا العلم يدرس الدللت‬
‫و القوانين التي تتحكم في تغير المعاني أو أن الموضوع هو المعنى‪.‬‬
‫أما غاية هذا العلم فهي خاصة و عامة‪ ،‬فالغاية الخاصة هي أن علم‬

‫‪ 51‬إميل بديع يعقوب‪ ،‬فقه اللغة العربية وخصائصها )بيروت ‪ :‬الناشر الثاقفة السلمية‪،‬‬
‫‪ (1982‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ص‪36-33.‬‬
‫‪ 52‬أحمد محمد قدور‪ ،‬مبادئ اللسانيات )سورية ‪ :‬دار الفكر ‪1416،‬هي‪1996/‬م( الطبعة‬
‫الولى‪ ،‬ص‪.18-11.‬‬
‫‪20‬‬

‫الدللة – مثل أي علم آخر‪ -‬يسعى إلى الستقللية و امتلك الدوات و‬


‫المناهج الرياضية ‪ ،‬و هنا ينبغي الشارة إلى الهتمام بهذا العلم حيث‬
‫ظهر في عام ‪ 1923‬كتاب عنوانه )‪ (the meaning of meaning‬لمؤلفيه‬
‫‪53‬‬
‫‪ Richards‬و ‪.Ogden‬‬
‫و أما الغاية العامة فهدف علم الدللة كغيره من العلوم النسانية‬
‫– و بالستعانة بها و بالتعاون معها – هو السهام في ترقية الحياة‬
‫النسانية في جميع المجالت‪ ،‬و تسهيل عملية التصال و التعاون و‬
‫التفاهم المشترك و ضبط المصطلحات و المفاهيم في جميع العلوم‬
‫لسيما في العلوم الحديثة و وسائل التصال و خاصة في محيط‬
‫العولمة و التقارب ‪ ،‬إن لم نقل الندماج الفكري على القل بين المم‬
‫و الشعوب‪ .‬و كان أحد الباحثين قد حدد هدف علم الدللة الجرائي‬
‫‪54‬‬
‫بأنه حصر صور الوضاع الدللية كأنظمة قابلة للتحليل‬

‫ج‪ -‬علم الدللة وعلوم اللغة‬


‫كنا في البحث السابق قد بينا العلقة المتبادلة بين علم الدللة‬
‫)العلمية( و علم اللغة )اللسانيات( حيث أنها علقة عموم و خصوص أو‬
‫ك ّ‬
‫ل و جزء‪ .‬و قد ذكرنا أن علم الدللة – كغيره من العلوم – ‪ ،‬يعتمد‬
‫أساسا على اللغة كأداة في كل ما يتعلق بهذا العلم ‪ ،‬و نبين بعد ذلك‬
‫بشيء من التفصيل علقة )الدللة( بعناصر )مستويات( البنية اللغوية‬
‫بافتراض استقللية هذه العناصر نظريا فقط‪.‬‬

‫و بشكل عام ينصرف مفهوم علم الدللة إلى الدللة اللغوية‪.‬‬


‫أول‪ :‬علقة علم الدللة بالصوات )المستوى الصوتي(‪ .‬مازلنا‬
‫نذكر حين حديثنا عن المستوى الصوتي أن الصوات ] الحروف ‪/‬‬

‫‪ 53‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪ 54‬أحمدشامية ونبيلة عباس‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪13.‬‬
‫‪21‬‬

‫)حروف البناء([ وحدات غير دالة ‪ ،‬و هي القطع الصوتية الصغرى التي‬
‫تتشكل منها بجمع بعضها إلى بعض الوحدات الدالة )الكلمات(‪ .‬هذه‬
‫القطع الصوتية الصغيرة التي تظهر في التقطيع الثاني عند البنويين‬
‫الوظيفيين )مارتينيه(‪ .‬و هنا يجب أن نشيرإلى أن هناك ما يسمى‬
‫بالوحدات الدللية التي هي أقل من الكلمة و تتمثل في )المورفيم‬
‫المتصل( مثل السوابق و اللواحق و الضمائر المتصلة بل أن هناك‬
‫وحدة دللية أقل من المورفيم ‪ ،‬مثل دللة الحركات على تاء الفاعل‬
‫‪55‬‬
‫) كتبتم ‪ ،‬كتبت ‪،‬كتبتما ‪(..‬‬
‫هذه الصوات في الواقع تدرس من جانبين‪ .‬الجانب الول ‪ :‬هو‬
‫من حيث طبيعتها الفيزيائية – الفيزيولوجية‪ ،‬و الجانب الثاني‪ :‬من حيث‬
‫وظيفتها )الدللية( في بنية الكلمة أو الوحدة الدالة و لذلك صار‬
‫للصوات علمان أحدهما‪ :‬علم التصويت و الثاني ‪ :‬علم وظائف‬
‫الصوات‪ ،‬حيث تدرس وظائف هذه الصوات من خلل التقابلت الثنائية‬
‫التي تظهر القيمة الدللية أو المعنوية للصوت بالشتراك مع أصوات‬
‫أخرى‪ .‬فالفرق الدللي بين قال و مال جاء من التقابل بين )ق( و )م(‪.‬‬
‫و تبدو علقة الدللة بالصوات جلية هنا‪ .‬و هناك كلمات يتغير أحد‬
‫أصواتها و ل تتغير دللتها مثل‪ :‬الصراط مقابل السراط‪ .‬و السقر‪ ،‬و‬
‫الزقر‪ ،‬و الصقر‪ ،‬و هذا ما يسمى كيفيات أو وجهات أداء‪ .‬و لبد من‬
‫الشارة أيضا إلى أن هناك من يرى أن الصوت )الحرف( الواحد منفردا‬
‫‪56‬‬
‫له قيمة تعبيرية )دللية( خاصة به‪.‬‬
‫و قد ذهب عدد من الباحثين إلى هذا الرأي و من هؤلء ابن جني‬
‫ت ‪392‬ه‪ .‬الذي أورد في كتابه الخصائص عددا من العناوين و المثلة‬
‫التي تؤكد قناعته بهذا الرأي‪ ،‬من ذلك تصاقب اللفاظ لتصاقب‬
‫المعاني‪ .‬و باب في إمساس اللفاظ أشباه المعاني‪ .‬فالصوت )الحرف(‬
‫مفردا أو مركبا يحمل قيمة دللية في ذاته ‪،‬و ليس ذلك بغريب على‬

‫‪ 55‬أحمد مختار عمر‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪34.‬‬


‫‪ 56‬فريد عوض حيدر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35-29.‬‬
‫‪22‬‬

‫ابن جني الذي لم يخف ميله إلى النظرية التي ترى أن أصل اللغات‬
‫إنما هو من الصوات المسموعة‪ ،‬فهذا المذهب عنده وجه صالح و‬
‫متقبل‪.‬‬
‫و هناك أمثلة كثيرة غايتها تأكيد القيمة التعبيرية )الدللية(‬
‫للحرف الواحد‪ ،‬مركبا في الكلمة من ذلك‪ :‬نضح و نضخ‪ ،‬قال تعالى "‬
‫فيها عينان نضاختان "و بما أن النضخ أقوى من النضح فقد جعلوا الحاء‬
‫لرقتها للماء الضعيف‪ ،‬و الخاء لغلظها لما هو أقوى منه‪ ،‬و كذلك ‪ :‬قضم‬
‫و خضم ‪ ،‬فالقضم للصلب اليابس و الخضم للرطب‪ .‬و كان أحمد بن‬
‫فارس )توفي ‪395‬ه( قد وضع معجما سماه‪) :‬مقاييس اللغة( وجه فيه‬
‫كل جهده لستنباط الصلت بين اللفاظ و دللتها‪ ،‬و لكنه غالى و‬
‫‪57‬‬
‫تكلف‪ ،‬كما فعل ابن جني‪.‬‬
‫و لم يكن علماء العرب و حدهم الذين يعتقدون بهذه القيمة‬
‫التعبيرية للصوات )الحروف(‪ ،‬فمن المحدثين الغربيين )جسبرسن(‬
‫الذي يلخص آراء المحدثين في الصلة بين اللفاظ و الدللت فتعرض‬
‫لمقال )همبلت( الذي يزعم أن اللغات بشكل عام تؤثر التعبير عن‬
‫الشياء بواسطة ألفاظ أثرها في الذن يشبه أثر تلك الشياء في‬
‫الذهان‪ ،‬و هذا ما يسمى بالمناسبة الطبيعية بين اللفاظ و معانيها ‪،‬و‬
‫إن كان يرى أن هذه الصلة كانت في البداية‪ ،‬و لكنها تطورت حتى‬
‫أصبحت العلمة غامضة‪.‬‬
‫و كان جسبرسن يضرب بعض المثلة عن المناسبة الطبيعية‪ ،‬من‬
‫ذلك أن طائرا في أوربا يسمى)كوكو( فهو يصيح فيصدر صوتا هو –‬
‫كوكو ‪ .-‬ويمكن أن نمثل لهذا كذلك بكلمة الصفق و هو الصفع على‬
‫الوجه‪ ،‬و هو ما يشبه الصوت الصادر عن ذلك‪ .‬و من مظاهر الدللة‬
‫الصوتية )النبر( فالنبر و العتماد بقوة أو الضغط على مقطع ما أو‬
‫كلمة ما يجعل لها معنى خاصا ‪ .‬وفي لغات أخرى يحدد موضع النبر نوع‬

‫‪ 57‬إبراهيم أنيس‪ ،‬دللة اللفاظ )د‪.‬م ‪ :‬دار المعارف‪ (1986 ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬ص‪69.‬‬
‫‪23‬‬

‫الكلمة ‪ ،‬اسما أو فعل ‪ .‬و من مظاهر الدللة الصوتية كذلك‪ ،‬النغمة‬


‫الكلمية ففي اللغة الصينية قد يكون للكلمة الواحدة عدة معان يفرق‬
‫بينهما النغمة‪ .‬و مثال ذلك في العربية قولنا ‪):‬هكذا( فقد تكون بمعنى‬
‫الستفهام إذا كان المتكلم يريد الستفسار عن كيفية عمل شيء ‪ ،‬و‬
‫قد تكون للشجب و الستنكار‪ ،‬و قد تكون للقرار و الخبار‪.‬‬
‫و مما يتعلق بهذه الدللة الصوتية ما ذكر من أن بعض اللغات‬
‫تعبر عن الصول المختلفة للفعل ‪،‬أي لحدوث الفعل من الفاعل‬
‫بكلمات إضافية تدل من حيث اليقاع الصوتي على تلك الحالة أو‬
‫الكيفية‪ ،‬من ذلك ما ذكره الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه )دللة‬
‫اللفاظ( من أن من لغات وسط إفريقيا أن الفعل الذي يدل على‬
‫مطلق المشي هو )‪: (ZO‬‬
‫‪ZO KA KA‬‬ ‫‪:‬‬ ‫و يمشي منتصبا‬
‫‪ZO DES DES‬‬ ‫‪:‬‬ ‫يمشي بنشاط و حماس‬
‫‪ZO TYA TYA‬‬ ‫‪:‬‬ ‫يمشي بسرعة‬
‫‪58‬‬
‫‪ZO BOHO BOHO‬‬ ‫‪:‬‬ ‫يمشي متثاقل‬
‫‪59‬‬
‫بالرجوع‬ ‫ثانيا ‪ :‬علقة الدللة بعلم الصرف )الدللة الصرفية(‪.‬‬
‫إلى المستوى الصرفي من مستويات البنية اللغوية نذكر أن عناصر هذا‬
‫المستوى هي )المفردات أو الكلمات أو الوحدات الدالة( التي تنشأ من‬
‫جمع الصوات )الوحدات غير الدالة( بصورة اعتباطية )مع التحفظ هنا‬
‫على هذه العتباطية( ليكون لدينا وحدات لها دللة مفردة )بالوضع( كما‬
‫ذكر الزمخشري في كتابه )المفصل(‪ .‬هذه الوحدات ذات الدللة‬
‫المفردة تأخذ أشكال صرفية مختلفة و هي التي تسمى الصيغ‬
‫الصرفية ‪ ،‬و لكل صيغة دللة معينة بالضافة التي دللة المادة الصوتية‬
‫التي تتشكل منها‪ .‬فللأسماء و الفعال و الوصاف )المشتقات‬
‫المختلفة( دللة إضافية تحددها الصيغة‪ .‬فلكل فعل من الفعال‬

‫‪ 58‬إبراهيم أنيس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪70-69.‬‬


‫‪ 59‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪47.‬‬
‫‪24‬‬

‫)الماضي‪ ،‬المضارع و المر( و بصورها المختلفة )المجردة و المزيدة (‬


‫هيئة صرفية تدل على المعنى أو على جزء من المعنى ‪ .‬مثل‪ :‬فعل‪،‬‬
‫يفعل‪ ،‬افعل‪ ،‬استفعل‪ ،‬تفاعل‪.......‬و كذلك فاعل‪ ،‬مفعول‪ ،‬مفعل‪،‬‬
‫‪60‬‬
‫مفعل‪ ،‬فعال‪ ،‬مفعال‪.‬‬
‫و قد تدل صيغة واحدة على عدة معان يحددها السياق‪ ،‬مثل‬
‫صيغة اسم الفاعل و المفعول‪) .‬مختار( ‪ ،‬بضم الميم ‪ ،‬المتحولة من‬
‫البنيتين العميقتين‪ :‬مختير و مختير‪ ،‬بفتح الياء في الولى وكسرها في‬
‫الثانية ‪،‬و من ذلك الصيغة التي تدل على اسم الزمان و المكان و اسم‬
‫المفعول و المصدر الميمي )مسعى( على وزن مفعل ‪ ،‬ومن ذلك‬
‫يضوع ‪،‬التي تدل على الظهور و الختفاء و‬ ‫أيضا ‪ :‬الفعل ضاع‬
‫ندرك ذلك بالرجوع إلى المضارع‪ :‬ضاع يضيع و ضاع يضوع ‪،‬و كذلك‬
‫رام يروم و يريم‪.‬‬
‫إن علم الصرف الذي يدرس هذه الصيغ )هذه الوحدات( التي‬
‫تعد من المفردات على الرغم من أنها قد تتألف من أكثر من وحدة‬
‫دالة حسب مبدأ تحديد الوحدات الدالة بناء على المعنى‪ ،‬أقول إن علم‬
‫الصرف هنا يتقاطع مع علم الدللة لن الصل في تصريف الصيغة‬
‫الولى إلى صيغ مختلفة الحاجة إلى الدللت المختلفة التي نحتاج إليها‬
‫ضمن النظام اللغوي لتؤدي اللغة وظيفتها بشكل كامل و دقيق‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الدللة و علم التراكيب )الدللة النحوية(‪ .61‬يقول‬
‫الجرجاني عبد القاهر في كتابه المشهور )دلئل العجاز في علم‬
‫المعاني( ‪) :‬إن اللفاظ المفردة التي هي أوضاع اللغة لم توضع لتعرف‬
‫معانيها في أنفسها و لكن لن يضم بعضها إلى بعض فيعرف فيما بينها‬
‫‪62‬‬
‫‪.‬‬ ‫فوائد‬

‫‪ 60‬تمام حسان‪ ،‬اللغة العربية ‪ :‬معناها ومبناها )المغرب ‪ :‬دار الثقافة‪ (1994 ،‬د‪.‬ط‪ ،.‬ص‪.‬‬
‫‪83-82‬‬
‫‪ 61‬محمد محمدداود‪ ،‬العربية وعلم اللغة الحديث )القاهرة ‪ :‬دار غريب للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ (2001 ،‬د‪.‬ط‪ ،.‬ص‪54-53 .‬‬
‫‪ 62‬عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجركانى النحوي‪ ،‬دلئل العجاز )القاهرة ‪:‬‬
‫الناشر مكتبة الخانجى‪1404 ،‬هي‪1984/‬م( د‪.‬ط‪ ،.‬ص‪353.‬‬
‫‪25‬‬

‫إن ما يقال من أن الوحدات الدالة في المستوى الصرفي‬


‫تتشكل من تجمع لعناصر من الوحدات غير الدالة )الصوات( دون‬
‫صدور ذلك عن نظام عقلي )إن نظم الحروف هو تواليها في النطق‬
‫فقط( ‪ ).63‬مع التحفظ على ذلك(‪ .‬فان ذلك ل ينطبق على تشكيل‬
‫الجمل من الوحدات الدالة و إنما يتم ذلك بالتآلف بين هذه الوحدات‬
‫فيأتلف بعضها و ل يأتلف بعضها الخر‪ ،‬كما يذكر الجرجاني نفسه في‬
‫كتابه الجمل )اعلم أن الواحد من السم و الفعل و الحرف يسمى‬
‫كلمة‪ ،‬فإذا ائتلف منها اثنان فأفادا يسمى كلما ويسمى جملة ‪.‬‬
‫و على هذا تكون الفادة ليس معنى المفردات في حد ذاتها ‪ .‬و‬
‫هو ما يوضحه في قوله السابق في الدلئل‪ .‬و إنما الفادة هنا في هذا‬
‫المستوى )مستوى التراكيب( أو المستوى النحوي هو تعريف المخاطب‬
‫)بفتح الطاء ( و إبلغه بالعلقات النحوية أو ما يسمى بمعاني النحو‪ ،‬و‬
‫هو المعنى السنادي الذي يربط بين الوحدات داخل التركيب فيفهم من‬
‫الذي قام بالفعل أو اتصف بالوصف و على من وقع هذا الفعل‪ ،‬و مع‬
‫ترابط عناصر التركيب بما في ذلك الملحقات مثل الحال و التمييز و‬
‫غيرها‪ ،‬حيث يوضع كل عنصر في موضعه المناسب لصحة المعنى‪ ،‬وإل‬
‫لن يفهم المخاطب ‪ ،‬بفتح الطاء ‪) ،‬السامع( أي معنى مع أنه من‬
‫المفترض أنه يعرف المعاني المفردة لللفاظ و إنما المعنى المقصود‬
‫هنا هو معنى النحو‪ ،‬أو الوظائف النحوية‪ .‬و يرى الجرجاني أن ذلك‬
‫النظام يقوم على ربط الكلمات ببعضها يقول " ليس الغرض بنظم‬
‫الكلم أن توالت ألفاظها في النطق بل أن تناسقت دللتها وتلقت‬
‫معانيها ‪ ،‬على الوجه الذي اقتضاه العقل ‪.‬‬
‫وكان الجرجاني قد ضرب مثل ببيت امرئ القيس يقفا نبك من‬
‫ذكرى حبيب ومنزل ي فقال ما معناه أننا لو غيرنا ترتيب الكلمات فهل‬
‫يعني قول امرئ القيس مبينا بعد ذلك ‪ .‬وقد عد ّ بعضهم الجملة‬

‫‪ 63‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫)التركيب( هي الوحدة الدللية الساسية‪ .‬وهذا ل يعني –طبعا‪ -‬أن‬


‫المعاني المعجمية )الجتماعية( بمعزل عن فهم المعنى لن اللغة‬
‫تعمل بنظام متفاعل تتداخل فيه المستويات ‪ ،‬و يظهر ذلك عند تشو‬
‫مسكي فيما يسمى مبدأ السلمة النحوية ‪ ،‬و يضرب لذلك المثلة ‪،‬‬
‫فقد يكون التركيب سليما نحويا من حيث السناد‪ ،‬و لكنه ل يؤدي‬
‫للمخاطب )بفتح الطاء ( معنى صحيحا مثال ذلك ‪) :‬شرب الجدار‬
‫النجمة المؤمنة( ‪ .‬و إنما قد يكون ذلك فيما يسمى باختراقات الشعراء‬
‫مثل‪ ) .‬شربتني قهوتي ( ‪.‬‬
‫و إذا كنا قد ركزنا هنا على الجرجاني فلنه ركز على العلقة‬
‫بين النحو و البلغة أو البلغ و ليس البلغ إل نقل المعاني و تبادلها بين‬
‫المخاطب ) بفتح الطاء ( و المخاطب )بكسر الطاء ( ‪.‬و من هنا كان‬
‫لعلم الدللة علقة متينة بعلم النحو فليست اللغة إل مجموعة من‬
‫العلقات بين اللفاظ و دللتها ‪،‬و هذا ما تؤكده كثير من المذاهب‬
‫اللسانية الغربية الحديثة‪.‬‬

‫د‪ -‬علم الدللة وعلوم الخرى‬


‫في الواقع ل يمكن فصل علم الدللة عن أيّ من العلوم الخرى‬
‫‪،‬سواء النسانية أو الرياضية و الطبيعية‪ ،‬فالعلوم كلها تعتمد الدللة في‬
‫جميع مساراتها‪ .‬بل كل شيء في الحياة و في علقة النسان بما يحيط‬
‫‪64‬‬
‫به من الكون و ما ينشأ عنه من فعاليات يعتمد الدللة أساسا‪.‬‬
‫‪ -1‬الدللة و التعبيرات الصطلحية‪ :‬إذا كان المعنى النحوي الذي‬
‫ينشأ من التركيب أو السناد هو معنى )دللة( مختلفة عن دللة عناصر‬
‫السناد المفردة المعجمية ‪ ،‬فان هناك تعابير مركبة )اصطلحات‬
‫خاصة( دللتها غير الدللة السنادية المباشرة التي قد تفهم من‬
‫التركيب‪ ،‬فهي مستوى ثالث من الدللة يتكون من عدد من الكلمات أو‬

‫‪ 64‬ف‪.‬ر‪ .‬باطر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35-31 .‬‬


‫‪27‬‬

‫المورفيمات الحرة كقولنا )البيت البيض( الذي يشير إلى مؤسسة‬


‫إدارية سياسية و ليس إلى بناء أو قصر من حيث الدللة‪ .‬و مثل ذلك‬
‫تعبير )الصحافة الصفراء(‪) ،‬الباب العالي(‪ ،‬و عندما نقول عندنا )قصر‬
‫المرادية( و نقصد مؤسسة رئاسة الجمهورية‪ .‬و يجب أن نميز بين هذا‬
‫النوع من التعابير المركبة و بين ما شبهها كقولنا )الدار البيضاء( علما‬
‫على مدينة إذ أن هذه التسمية لم تزل تشير إلى الصل فربما كانت‬
‫هناك دار بيضاء اللون‪.‬‬
‫‪ -2‬الدللة و الفلسفة ‪ :‬من المعروف أن ارتباط الدللة‬
‫بالفلسفة و المنطق كان أظهر من ارتباطه بأي علم آخر‪ .‬بل كان‬
‫الباحثون ل يفرقون – ربما – بين علم الدللة و الفلسفة ‪،‬غير أن علم‬
‫الدللة بدأ ينفصل تدريجيا و يدخل بل يتمركز في دائرة العلوم اللغوية‬
‫بل مازال علماء الفلسفة يدرسون علقة موضوعاتهم الفلسفية بعلم‬
‫اللغة‪ ،‬و قد كان فلسفة اليونان قد اهتموا بهذه العلقة‪ .‬و لعل ما يرد‬
‫في الدراسات اللغوية من الحدود و التقسيمات ‪ ،‬و من مصطلحات‬
‫مثل ‪ :‬الخبر و النشاء و اسم الجنس و اسم النوع ‪ ،‬ل ينفك عن علم‬
‫المنطق‪ ،‬بل أن هناك من المناطقة من اختص بعلم الدللة و ربما كانت‬
‫المثلة اللغوية المستقلة في المنطق تبين بوضوح مثل هذه العلقة‬
‫مثل‪:‬‬
‫محمد إنسان‬ ‫‪ -‬كل إنسان فان‬
‫محمد فان‬
‫ليس كل دخان يدل‬ ‫‪ -‬كل نار لها دخان‬
‫‪65‬‬
‫على النار‪.‬‬
‫‪ -3‬الدللة و علم النفس ‪ :‬يبحث علم النفس في طريقة‬
‫اكتساب اللغة‪ ،‬و كيفية التعلم ‪ ،‬و لعل اهتمام علماء النفس بموضوع‬
‫الدراك من أبرز ما يربط بين علم النفس و علم اللغة و )منه الدللة(‬

‫‪ 65‬على سامى النشار‪ ،‬مناهج البحث عند مفكرى السلم ونقد المسلمين للمنطق‬
‫السططليسي )السكندرية ‪ :‬دار الفكر العربي‪1367 ،‬هي‪1947/‬م( الطبعة الولى‪ ،‬ص‪.50.‬‬
‫‪28‬‬

‫إذ أن الدراك ظاهرة فردية و الناس يختلفون في إدراك الكلمات و في‬


‫تحديد دللتها‪ .‬و يلحظ أن للغة جوانب نفسية تتغير بتغير الحوال من‬
‫‪66‬‬
‫فرح و حزن و غير ذلك‪ .‬و يظهر هذا من خلل كلم المتكلمين‪.‬‬
‫‪ -4‬الدللة و علم الجتماع ‪ :‬اللغة ظاهرة اجتماعية و حدها كما‬
‫ذكر ابن جني‪ " :‬أنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم "‪ ،‬فهي‬
‫تعبير عن الغراض و العادات و التقاليد الجتماعية ‪ ،‬و علم الدللة يهتم‬
‫بحياة الناس و عاداتهم ‪ ،‬و كل ما يتعلق بفعالياتهم الحياتية‪ .‬بل و‬
‫تعكس بعض ألفاظ اللغة و تراكيبها نمط التفكير الجتماعي‪ ،‬من ذلك‬
‫ما يذكر من أن العرب يقولون رجل للدمي الذكر البالغ ‪ ،‬و لكنهم‬
‫‪67‬‬
‫ليقولون رجلة للدمية النثى البالغة ‪.‬‬

‫الفصل الثانى ‪ :‬أنواع المعنى ومناهجه‬


‫أ ‪ -‬أنواع المعنى‬
‫كثيرا ما يتحدث الباحثون عن أن معنى الكلمة يظل ضبابيا و شبه‬
‫غامض خارج سياق الكلم ‪ ،‬بل إن بعضهم نفى أن يكون للكلمة أي‬
‫معنى خارج السياق‪ .‬و إذا كان الرجوع إلى المعجم هو الوسيلة – غالبا‬
‫– للبحث عن معنى الكلمة و رغم أنه يدون عادة في المعاجم عدد من‬
‫المعاني فان معظم الكلمات ل يمكن الوقوف في معانيها عندما يذكر‬
‫في المعجم‪ .‬و قد اختلف الباحثون و تفاوتوا في حصر عدد المعاني‬
‫‪68‬‬
‫و كان الدكتور أحمد مختار عمر قد ذكر خمسة‬ ‫المحتملة للكلمة ‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫دها أهم أنواع الدللة و هي‪:‬‬
‫أنواع ع ّ‬
‫‪ -1‬المعنى الساسي أو المركزي‪ :‬و هو العامل الرئيسي‬
‫للتصال اللغوي‪ .‬و يشترط للمتكلمين بلغة واحدة أن يكونوا مشتركين‬
‫في تصور هذا المعنى الساسي الذي يتم من خلله التصور و نقل‬

‫ف‪.‬ر‪ .‬باطر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33.‬‬ ‫‪66‬‬


‫أحمد مختار عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.16 .‬‬ ‫‪67‬‬
‫ف‪.‬ر‪ .‬باطر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.70 .‬‬ ‫‪68‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.36.‬‬ ‫‪69‬‬
‫‪29‬‬

‫الفكار‪ .‬حيث تملك الكلمات ملمح معينة تميزها عن غيرها أو عن‬


‫مضاداتها ‪ .‬فكلمة )رجل( تتميز ببعض الخصائص المعنوية عن كلمة‬
‫)امرأة( أو )ولد( و كلمة )عصفور( تتميز كذلك عن كلمة )إوزة(‪ .‬إن‬
‫‪70‬‬
‫هذا المعنى هو المعنى المعجمي للكلمة عندما تكون منفردة‪.‬‬
‫‪ -2‬المعنى الضافي أو الثانوي ‪ :‬و هو المعنى الذي يزيد عن‬
‫المعنى الساسي و ل يكون يكتسب صفة الثبوت‪ ،‬و إنما يتغير حسب‬
‫أنواع الثقافات و الزمنة و الخبرات‪ .‬فإذا كانت كلمة )طفل( لها ملمح‬
‫أساسية هي )‪ +‬إنسان ‪ +‬ذكر – بالغ( فان هناك معاني إضافية تتعلق‬
‫بكلمة طفل كلبس نوع من الثياب‪ ،‬البكاء و التأثر‪ ،‬عدم الخبرة‪ .‬و كلمة‬
‫الوالدة التي معناها الساسي النثى التي ولدت الولد إل أن من‬
‫معانيها الضافية الحنان و العطف و الخوف على الوليد‪ .‬و من المؤكد‬
‫‪71‬‬
‫أن هذا المعنى مفتوح و قابل للتغير مع ثبات المعنى الصلي‪.‬‬
‫‪ -3‬المعنى السلوبي‪ :‬إن أي قطعة لغوية تحمل خصائص‬
‫أسلوبية تتعلق بمستوى اللغة المستعملة ‪،‬كاللغة الدبية أو العامية أو‬
‫المبتذلة وكذلك بنوع البيئة و المستوى الجتماعي و العصر و لذا يلحظ‬
‫أن بعض الكلمات التي قد تبدو مترادفة هي في الحقيقة غير متطابقة‬
‫المعنى تماما من حيث إدراك معانيها الضافية و مثال ذلك ‪ :‬الزوجة‬
‫في العربية فهي ) الحرم و الزوجة و المرأة أو الدار أو الهل أو‬
‫‪72‬‬
‫الخرى(‪.‬‬
‫‪ -4‬المعنى النفسي‪ :‬و هو المعنى الخاص المتعلق بالفرد‬
‫المتكلم الذي ل علقة له بالتداول بين الفراد حيث يعكس الفرد في‬
‫أحاديثه معاني فردية تتعلق بحالته النفسية الخاصة و كثيرا ما يظهر في‬
‫‪73‬‬
‫كتابات الدباء و الشعراء‪.‬‬
‫‪ -5‬المعنى اليحائي‪ :‬و هو ما تتركه بعض الكلمات من ظلل‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.36.‬‬ ‫‪70‬‬


‫أنفس المرجع‪ ،‬ص‪.37.‬‬ ‫‪71‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.38.‬‬ ‫‪72‬‬
‫أنفس المكان‪.‬‬ ‫‪73‬‬
‫‪30‬‬

‫إيحائية )شفافية( خاصة ‪ .‬و قد ذكر ألمان‪ --‬أنظر أحمد مختار عمر‪--‬‬
‫ثلثة أنواع لتأثيرات هذا المعنى و هي‪:‬‬
‫‪ -‬التأثير الصوتي‪ :‬مثل كلمة )صليل( لصوت السيف و )خرير( لصوت‬
‫المياه‪.‬‬
‫‪ -‬التأثير الصر في‪ :‬و يمكن أن تمثل لذلك بالفعل الرباعي المضعف‬
‫بالعربية )شلشل (‪.‬‬
‫‪ -‬التأثير الدللي‪ :‬و هو ما تتركه بعض المعاني الكثر شيوعا من‬
‫المعاني الساسية من أثر إيجابي على المعنى الخر‪ ،‬مثل المعاني‬
‫‪74‬‬
‫المتعلقة بالجنس أو الموت أو قضاء الحاجة‪.‬‬

‫ب‪ -‬مناهج دراسة المعنى‬


‫ربما ارتبطت النظرية السياقية باللغوي النجليزي )فيرث( ‪،‬‬
‫الذي ركز على الوظيفة الجتماعية للغة و أساسها مفهوم سياق الحال‬
‫الذي يعرفه فيقول " هو جملة من العناصر المكونة للموقف الكلمي و‬
‫من ذلك شخصية المتكلم و السامع )المخاطب و المخاطب(‪ ،‬و‬
‫تكوينهما الثقافي بالضافة إلى شخصيات من يشهدون الكلم‪ ،‬غير‬
‫المتكلم و السامع – إن وجدوا – و بيان ما لذلك من علقة بالسلوك‬
‫اللغوي‪ ،‬و العوامل و الظواهر الجتماعية ذات العلقة باللغة و السلوك‬
‫اللغوي لمن يشارك في الموقف الكلمي مثل حالة الجو‪ ،‬و الوضع‬
‫‪75‬‬
‫ومن هنا نعرف أن سياق الحال تتشابك‬ ‫السياسي ‪،‬و مكان الكلم‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫في دللته عناصر كثيرة‪.‬‬
‫و أصحاب هذه النظرية يحددون معنى الكلمة بأنه‪ :‬استعمالها في‬
‫‪77‬‬
‫و إذا أريد معرفة‬ ‫اللغة ‪ ،‬فالمعنى ل يظهر إل إذا كانت في السياق‪.‬‬
‫كلمة )دللتها( فيجب وضعها في سياقات مختلفة‪ ،‬لن الوحدات اللغوية‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.41-38.‬‬ ‫‪74‬‬


‫ف‪.‬ر‪ .‬باطر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.85-81.‬‬ ‫‪75‬‬
‫أحمد مختار عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.80-74.‬‬ ‫‪76‬‬
‫أحمد محمد قدور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.294.‬‬ ‫‪77‬‬
‫‪31‬‬

‫المجاورة لها ذات أهمية في تحديد معناها‪ ،‬فدراسة معاني الكلمات‬


‫تتطلب تحليل للسياقات و المواقف التي تقع فيها لغوية أم غير لغوية ‪.‬‬
‫ويتعدد معنى الكلمة تبعا لتعدد السياقات التي تقع فيها ‪ ..‬يقول العالم‬
‫اللغوي )هردر( ما معناه ‪ :‬إذا اعتقدنا أن للكلمة أكثر معنى واحد في‬
‫سياق واحد فنحن في حالة انخداع كبير‪ ،‬و يقول مارتينيه‪" :‬خارج‬
‫السياق ل تتوفر الكلمة عن معنى"‪ .‬و من السياقات التي اقترحها‬
‫الباحثون ما ذكرناه في البداية و ل بأس من ذكره ثانية‪ :‬السياق اللغوي‬
‫– السياق العاطفي – سياق الموقف – السياق الثقافي و يكفي لتوضيح‬
‫هذه السياقات أن نأتي بأمثلة لكل سياق منها‪:‬‬
‫‪ -1‬السياق اللغوي‪ :‬و نمثل له بلفظ )كلمة( صالح فنقول‪:‬‬
‫‪ -‬رجعت من السفر صالحا‪ ،‬أي سالما معافى‪.‬‬
‫‪ -‬تجهزت جهازا صالحا‪ ،‬أي جيدا حسنا‪.‬‬
‫‪ -‬تزود المسافرون زادا صالحا‪ ،‬أي كثيرا‪.‬‬
‫‪ -‬لشدن الحبل شدا صالحا ‪ ،‬أي )شديدا‪ ،‬قويا(‪.‬‬
‫‪ -‬وجدت في رحلتي صالحا ‪ ،‬أي نافعا‪.‬‬
‫رزقني الله ولدا صالحا أي ‪ ،‬بارا مستقيما و كلمة قرن مثل قد‬
‫تعني حسب السياق ‪ :‬قرن الثور أو الخروف‪ ،‬أو القرن الفريقي أو‬
‫القرن العشرين أو قرن اللوبياء‪ .‬و كلمة ‪ good‬بالنجليزية ‪ ،‬فإذا وردت‬
‫مع كلمة رجل ‪ good man‬فهي تعني الناحية الخلقية و إذا وردت وصفا‬
‫‪78‬‬
‫لطبيب فهي تعني التفوق في المهنة‪ ،‬و هكذا‪.‬‬
‫‪ -2‬السياق العاطفي‪ :‬وهو الذي يحدد درجة النفعال بين القوة و‬
‫الضعف مثال الفرق بين الضغينة و الكره و يمكن أن نستعمل كلمة‬
‫)أحب( فنقول )أحب الشتاء( و أحب والدي فالسياق الكلمي بين‬
‫‪79‬‬
‫المعنيين يفرق بين المعنيين‪.‬‬
‫‪ -3‬السياق الموقفي‪ :‬و مثاله قولنا )الله يسهل( فقد تكون‬

‫‪ 78‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.70-60.‬‬


‫‪ 79‬فريد عوض حيدر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.159.‬‬
‫‪32‬‬

‫بمعنى دعني و ابتعد في موقف معين‪ ،‬و قد تكون بمعنى الدعاء‬


‫للمخاطب بأن يسهل الله له طريقه و عمله‪ ،‬و قد تكون بمعنى‬
‫‪80‬‬
‫الستنكار لما يصدر عن المخاطب من فعل‪.‬‬
‫‪ -4‬السياق الثقافي‪ :‬و يمكن أن أمثل له بكلمة )الخط( ‪ .‬فهي‬
‫عند الطالب أو الستاذ تعني الكتابة و حسنها أو عدم حسنها من الناحية‬
‫الفنية ‪ ،‬أو نوع خط من خطوط الكتابة عند الخطاطين أو دروس‬
‫الخط ‪ ،‬كالخط الكوفي‪ ،‬أو الرقعي أو الثلث أو غير ذلك‪ .‬و هي غير‬
‫ذلك عند عامل الهاتف ‪ ،‬أو عند النجار‪ ،‬أو الفلح أو العامل في وزارة‬
‫النقل و المواصلت‪ ،‬مثل خط الحافلت‪ ،‬أو السكك الحديدية‪ .‬على أن‬
‫السياق الثقافي قد يكون أوسع من ذلك مع اتساع دائرة الستعمال‬
‫‪81‬‬
‫أما أهم ميزات المنهج السياقي فهي‪:‬‬ ‫اللغوي‪.‬‬
‫أنه يجعل المعنى قابل للتحليل الموضوعي‪ .‬لم يخرج في التحليل‬
‫اللغوي عن دائرة اللغة ‪ ،‬أي دون الخروج عن دراسة العلقات اللغوية‬
‫كما فعل بعض الباحثين عندما أرادوا دراسة المعنى و شرحه في ضوء‬
‫متطلبات غير لغوية‪ .‬أما ما واجهته نظرية السياق من انتقادات فيتمثل‬
‫في‪:‬‬
‫‪ -1‬أن نظرية السياق – كما جاء بها فيرث – )اهتمت بدراسة‬
‫المعنى في معزل عن مستويات البنية اللغوية الخرى(‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الحديث عن السياق – لسيما في سياق الموقف – كان‬
‫غامضا و غير محدد نوعا ما‪.‬‬
‫‪ -3‬هذا المنهج قد ل يكون مفيدا لمن يبحث عن معنى كلمة ل‬
‫‪82‬‬
‫يوضح السياق معناها‪.‬‬
‫و قد ركز بعض أصحاب هذه النظرية على السياق اللغوي‪،‬‬
‫عندما اهتموا بما سمي بالرصف و هو علقة كلمة أو عدة كلمات بأخر‬

‫‪ 80‬أحمد مختار عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.71.‬‬


‫‪ 81‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 82‬أحمدشامية ونبيلة عباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.46.‬‬
‫‪33‬‬

‫علقة شبه ملزمة فكلمة )النصهار( تلزم المعادن مثل‪ :‬الحديد و‬


‫النحاس و الذهب و الفضة و ل تلزم الجلد و الخشب‪ .‬و إذا كانت‬
‫الكلمة قد تنتظم مع أكثر من مجموعة‪ ،‬و تقع في أكثر من سياق لغوي‬
‫فقد ظهر مصطلح )الوقوع المشترك( أو مصطلح )احتمالية الوقوع( و‬
‫لذا ل بد من تبديل أنواع السياقات اللغوية أو وضع الكلمة في سياقات‬
‫مختلفة لصدار الحكام الصحيحة‪ .‬فكلمة )نزل( لها سياقات لغوية‬
‫مختلفة مثل‪ :‬نزل المطر‪ -‬نزل إلى السوق – نزل عند رأي الجماعة –‬
‫‪83‬‬
‫نزل منزلة رفيعة في قومه‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬التطور المعنى‬


‫أ ‪ -‬مفهوم التطور المعنى‬
‫انطلقا من أن قائمة اللفاظ )الكلمات( منتهية مهما كثرت ‪ ،‬و‬
‫أن المعاني قائمة مفتوحة غير محدودة فان تطور معاني الكلمات أو‬
‫تغييرها و انتقالها أظهر ما يكون في تطور النظام اللغوي في جميع‬
‫مستوياته‪ .‬الصوتية و الصرفية و النحوية التي قد تكون شبه ثابتة إلى‬
‫حد بعيد‪ ،‬و هذا ل يعني أن التطور في صورة الكلمات غير واقع و لكنه‬
‫يظل أقل بكثير من التطور في الجانب الدللي و هو ظاهرة شائعة في‬
‫كل اللغات و ذلك لن العوامل الجتماعية و التغيرات الحياتية التي‬
‫‪84‬‬
‫تواكبها اللغات تفرض ذلك‪ .‬و لنمثل لذلك بما يلي‪.‬‬
‫كثيرا ما نطلق اليوم اسم أو لقب )قيصر( على كل حاكم عظيم‬
‫أو جبار لنه كان اسم علم لحد أباطرة الرومان )يوليوس قيصر( و قد‬
‫اشتق هذا السم من فعل لتيني معناه يقطع أو يشق‪ .‬لن ذلك‬
‫المبراطور قد ولد بعملية شق البطن فأطلق عليه هذا السم‪ ،‬و ل زلنا‬
‫نقول )عملية قيصرية( عن عملية الولدة التي تجرى بشق البطن‪.‬‬
‫و قد أورد الدكتور إبراهيم أنيس أيضا عدد من الكلمات‬

‫‪ 83‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.47.‬‬


‫‪ 84‬إبراهيم أنيس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.124.‬‬
‫‪34‬‬

‫المستعملة في عاميتنا التي انحدرت من أصل عربي فصيح من ذلك‪:‬‬


‫كلمة )البغددة( التي تعني التدلل‪ ،‬و ربما اقتصر استعمالها على وصف‬
‫المرأة بهذه الصفة‪ ،‬و قد جاءت من استعمال قديم هو " تبغدد الرجل‬
‫أي انتسب إلى بغداد و أهلها" ‪ ،‬أي أصبح متحضرا راقيا في سلوكه‪ ،‬لن‬
‫نظرتهم إلى بغداد حينئذ كانت كنظرة بعضنا اليوم إلى المدن الوربية‪.‬‬
‫‪85‬‬

‫و من ذلك أن )طول اليد( كان قديما وصفا للسخاء و الكرم ‪ ،‬و‬


‫أصبح اليوم يعبر عن السرقة‪ .‬و لعل موضوع الحقيقة و المجاز هو‬
‫الذي يتصل بهذا التطور الدللي‪ .‬و قد وصف القدماء الحقيقة بأنها‬
‫الدللة الصلية للفظ أي دللة الوضع الول ‪،‬و أن المجاز هو المعاني‬
‫الخرى التي قد تكون للفظ غير ذلك المعنى الصلي‪ .‬و قد اختلف‬
‫العلماء في ذلك فمنهم من أصر على أن الكلم كله حقيقة في حين‬
‫يرى آخرون أنه كله مجاز بالضافة إلى من يرى أن بعضه حقيقة و‬
‫بعضه مجاز‪ .‬و الحقيقة أن قضية الحقيقة و المجاز فيها شيء من‬
‫النسبية‪ ،‬و ربما يكون من الصعب تحديد المعاني الحقيقية الصلية لن‬
‫المعنى ينتقل من الحقيقة )المعنى الول الوضعي( الذي قد يصعب‬
‫تحديده إلى معنى آخر على سبيل المجاز و لكنه يستقر فيصبح معنى‬
‫‪86‬‬
‫حقيقيا ثم ينتقل إلى مجاز جديد و هكذا‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫أن‬ ‫و يمكن أن نوجز أهم عوامل التطور الدللي بما يلي‬
‫الناس يتداولون اللفاظ و يتبادلونها عن طريق الذهان و النفوس التي‬
‫تتباين بين أفراد الجيل الواحد و البيئة الواحدة‪ ،‬و تتكيف الدللة تبعا‬
‫لذلك‪ .‬و مع اشتراك الناس في معاني اللفاظ المركزية ‪ ،‬إل أنهم‬
‫يختلفون في حدودها الهامشية و في ظللها و ما يكتنفها من ظروف و‬
‫ملبسات تتغير و تتنوع بتنوع التجارب و الحداث و لذلك تتم‬

‫‪ 85‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪ 86‬أحمد مختار عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.70 .‬‬
‫‪ 87‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.135.‬‬
‫‪35‬‬

‫النحرافات في الدللة مع توارث الجيال‪ .‬و أبرز ما يمكن ذكره من‬


‫عناصر هذا العامل )الستعمال( ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬سوء الفهم‪ :‬فقد يسمع أحد لفظا و يفهم معناه بغير ما‬
‫يقصده المتكلم ‪ ،‬ثم ينقل هذا الفهم الخاطئ و يتكرر و قد يعيش جنبا‬
‫إلى جنب مع المعنى الصلي المراد من المتكلم‪ ،‬و يحدث ما يسمى‬
‫‪88‬‬
‫بالمشترك اللفظي‪.‬‬
‫‪ -2‬بلى اللفاظ‪ :‬أو شيء من التطور الصوتي فينتقل اللفظ من‬
‫صورة إلى صورة أخرى له دللة مختلفة‪ ،‬ففي كلمة )السغب( تطورت‬
‫‪89‬‬
‫السين إلى تاء‪ ،‬فصارت الكلمة )تغب( و تعني الدرن و الوسخ‪.‬‬
‫‪ -3‬البتذال‪ :‬الذي يصيب بعض اللفاظ لسباب سياسية‪ ،‬أو‬
‫اجتماعية أو عاطفية فكلمة )الحاجب( التي كانت تعني في الدولة‬
‫العربية الندلسية )رئيس الوزراء( ثم أصبحت تدل على خادم أو حارس‬
‫على الباب‪ .‬و مما يؤدي إلى ابتذال اللفاظ و انزوائها أن تكون متصلة‬
‫بمعنى القذارة و الدنس أو الغريزة الجنسية و يستعاض عنها بكلمات‬
‫أخرى أكثر غموضا‪ .‬و من ذلك أيضا اللفاظ المتصلة بالموت و‬
‫المراض مما يثير الهلع و الخوف في النفوس فتستبعد من الستعمال‬
‫و يستعاض عنها بكلمات أخرى أو يكنى عنها ‪ .‬و نحن اليوم نسمع بعض‬
‫الناس يقولون عن السرطان )ذاك المرض( كناية ‪ ،‬أو قد يقال عن‬
‫تسمية ما يكره بالدارجة )اللي ما يتسمى(‪.‬‬
‫أما العامل الثاني فهو الذي يسمى الحاجة‪ ،‬أي الحاجة إلى‬
‫التجديد و التغيير في معاني اللفاظ‪ ،‬ويتم بقصد و إرادة من قبل الفئة‬
‫النابهة الموهوبة من الشعراء و الدباء أو من قبل الهيئات اللغوية‬
‫الرسمية‪،‬كالمجامع اللغوية حيث يتم نقل اللفظ من مجاله المألوف‬
‫إلى مجال آخر جديد‪ .‬أما دوافع هذه الحاجة فتتمثل في التطور‬

‫‪ 88‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪ 89‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.138.‬‬
‫‪36‬‬

‫‪90‬‬
‫الجتماعي و السياسي و القتصادي‪.‬‬
‫ب‪ -‬مظاهر التطور المعنى‬
‫غالبا ما تمر التطورات و التغيرات الدللية بمرحلتين ‪:‬‬
‫‪ 1‬ي مرحلة التغيير الولي ‪ ،‬أو البتداع‬
‫‪ 2‬ي مرحلة انتشار المعنى أو المفهوم الجديد وتعميمه ‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫و أهم مظاهر هذا التغير كما ذكرها الباحثون ‪:‬‬
‫ج‪ -‬تخصيص المعنى أو تضييقه‬
‫إذ أن هناك ألفاظا تدل على العموم أو على الجناس فتحدد و‬
‫تخصص دللتها باختصارها على نوع معين أو على فرد معين ‪ ،‬حتى‬
‫تصبح كأنها علم عليه‪ ،‬فالعلم هي أقصى درجات الخصوص ‪.‬و لعامل‬
‫ما تتطور دللة اللفظ من العموم إلى الخصوص و ضيق المجال‪،‬‬
‫فكلمة ‪ MEET‬النجليزية كانت تعني مجرد الطعام و تعني الن )اللحم(‬
‫فقط‪ .‬و مثل ذلك عندما تطلق الن – في اللهجة المصرية – كلمة‬
‫)العيش( على الخبز فقط ‪ .‬و كلمة الحج كانت تعني القصد إلى أي‬
‫‪92‬‬
‫مكان فتخصصت بمعنى الحج إلى بيت الله الحرام بمكة‪.‬‬
‫د‪ -‬توسيع المعنى أو تعميم الخاص‬
‫)عكس الحالة السابقة( ‪ ،‬و هي أقل شيوعا من الولى‪ .‬فقد‬
‫يكون لكلمة ما دللة محددة ‪ .‬فكلمة )البأس( مثل كانت خاصة‬
‫بالحرب‪ ،‬ثم أصبحت تطلق على كل شدة‪ .‬و مثال ذلك إطلق كلمة‬
‫)الورد( على كل زهر‪ .‬و من ذلك أيضا إطلق بعض الصفات التي كانت‬
‫خاصة‪ .‬و كانت علما على بعض الشخاص على أشخاص اتصفوا بصفاته‬
‫مثل )عنترة( عند إطلقها على كل شجاع و قد يرى طفل مصري نهرا‬
‫‪93‬‬
‫فيقول‪ :‬النيل‪.‬و قد يسمى كل النهار النيل‪.‬‬

‫‪ 90‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.145-139.‬‬


‫‪ 91‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.152.‬‬
‫‪ 92‬نور العين‪ ،‬أثر السلم فى تطور معانى اللفاظ فى اللغة العربية )يوكياكرتا ‪ :‬مجلة‬
‫الجامعة‪1424 ،‬هي‪2003/‬م( ج‪ ،41.‬رقم ‪ ،2‬ص‪.187 .‬‬
‫‪ 93‬فريد عوض حيدر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.79-76.‬‬
‫‪37‬‬

‫الباب الثالث‬
‫القرآن الكريم ودللته و تصوراته التربوية‬
‫الفصل الول ‪ :‬القرآن الكرييم واللغة العربية‬
‫أ‪ -‬القرآن الكريم وإعجازه اللغوي‬
‫‪32‬‬
‫يعتبر المسلمون أن القرآن هو كتاب الله وأنه أعجوبة بإعجازه‬
‫‪94‬‬
‫وبحد ذاته‪ ، .‬وإن فيه إعجاز أو معجزات‪ .‬العجاز مشتق من العجز‪.‬‬
‫والعجز‪ :‬الضعف أو عدم القدرة‪ .‬والعجاز مصدره أعجز‪ :95‬وهو بمعنى‬
‫الفوت والسبق‪ .‬والمعجزة في اصطلح العلماء‪ :‬أمر خارق للعادة‪،‬‬
‫مقرون بالتحدي‪ ،‬سالم من المعارضة‪ .‬وإعجاز القرآن ‪ :‬يقصد به‪:‬‬
‫إعجاز القرآن الناس أن يأتوا بمثله‪ .‬أي نسبة العجز إلى الناس بسبب‬
‫عدم قدرتهم على التيان بمثله‪ .‬وقد تحدى الله المشركين أن يأتوا‬
‫بمثل القرآن أو أن يأتوا بعشر سور من مثله ‪ ،‬فعجز عن ذلك بلغاء‬
‫العرب‪ ،‬وأذعنوا لبلغته وبيانه وشهدوا له بالعجاز‪ ،‬ومازال التحدي‬
‫‪96‬‬
‫قائما لكل النس والجن‪.‬‬
‫عوا ْ‬
‫ت َواد ْ ُ‬ ‫فت ََرَيا ٍ‬ ‫م ْ‬‫ه ُ‬‫مث ْل ِ ِ‬
‫سوَرٍ ّ‬‫شرِ ُ‬ ‫ل فَأ ُْتوا ْ ب ِعَ ْ‬ ‫ن افْت ََراهُ قُ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫أ‪ -‬أ ْ‬
‫‪97‬‬
‫ن‪.‬‬‫صادِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن الل ّهِ ِإن ُ‬
‫كنت ُ ْ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫ست َط َعُْتم ّ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫هي َ‬
‫ذا‬ ‫ل َ‬ ‫ن عََلى أن ي َأُتوا ْ ب ِ ِ‬
‫مث ْ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫س َوال ْ ِ‬ ‫لن ُ‬ ‫تا ِ‬ ‫مع َ ِ‬‫جت َ َ‬
‫نا ْ‬ ‫ّ‬
‫ب‪ُ -‬قل لئ ِ ِ‬
‫ً ‪98‬‬
‫ض ظ َِهيرا‪.‬‬ ‫مث ْل ِهِ وَل َوْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ل ِب َعْ ٍ‬ ‫ضه ُ ْ‬‫ن ب َعْ ُ‬‫كا َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫ن ل َ ي َأُتو َ‬ ‫قْرآ ِ‬
‫العجاز اللغوي للقرآن هو العجاز الرئيسي للقرآن‪ .‬كل نبي‬
‫وكل رسول قد أوتي من الكرامات ومن المعجزات ما يشهد له بالنبوة‬
‫أو بالرسالة‪ ،‬وكانت تلك المعجزات مما تميز فيه أهل عصره‪.‬‬
‫‪1‬ي فسيدنا موسى عليه السلم جاء في زمن كان السحر قد بلغ‬
‫فيه شأوا ً عظيمًا‪ ،‬فأعطاه الله تعالى من العلم ما أبطل به سحر‬
‫‪ 94‬لويس مألوف‪ ،‬المنجد فى اللغة )لبنان ‪ :‬دار المشرق‪ (2005 ،‬الطبعة الحادية‬
‫والربعون‪ ،‬ص‪.489-488.‬‬
‫‪ 95‬أحمدورصان منور )يوكياكرتا ‪ :‬الناشر معهد المنور‪ (1984 ،‬د‪.‬ط‪ ،.‬ص‪.965-963.‬‬
‫‪ 96‬أبي بكر الباقلني‪ ،‬إعجاز القرآن )بيروت ‪ :‬عالم ااكتب‪1408 ،‬هي‪1988/‬م( الطبعة‬
‫الولى‪ ،‬ص‪.49-31.‬‬
‫‪ 97‬سورة هود آية ‪13‬‬
‫‪ 98‬سورة السراء آية ‪88‬‬
‫‪38‬‬

‫‪99‬‬
‫السحرة‪.‬‬
‫‪2‬ي وسيدنا عيسى عليه السلم جاء في زمن كان الطب قد بلغ‬
‫فيه مبلغا ً عظيمًا‪ ،‬فأعطاه الله تعالى من العلم ما تفوق به على طب‬
‫‪100‬‬
‫أطباء عصره‪.‬‬
‫‪3‬ي وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء في زمن كانت‬
‫الميزة الرئيسية لهل الجزيرة العربية فيه هي الفصاحة والبلغة‬
‫وحسن البيان‪ .‬فجاء القرآن يتحدى العرب ي وهم في هذه القمة من‬
‫‪101‬‬
‫الفصاحة والبلغة وحسن البيان ي أن يأتوا بقرآن مثله‪.‬‬
‫لعل ما في كلمة" بسم الله" من أثر في تلطيف نفسية الفرد ‪،‬‬
‫التي تولد من حيث يولد السرور والبهجة ‪ .‬فإذا كان كل القول الذي‬
‫نقرأه أو نسمعه بدايته ابتسامة في أعماق أنفسنا ‪ ،‬فإننا نرغب في‬
‫ذلك أكثر ‪ ،‬وتبقى البسمة تتبعه ‪ ،‬وما أدرانا بكل آثار كلمات القرآن‬
‫الكريم في النفس ؛ وما هذه إل واحدة تشفي الكثير من السقام‬
‫النفسية ‪.‬في ترديدها بسمة ‪ ،‬تسد مسالك الحزان والكتئاب ‪ ،‬فل‬
‫تتسول في الشعور‪ .‬فتزيحها من مكان استولت عليه في فترة ضعف‬
‫ووهن التفكير ‪ ،‬فيحل في عمق النفس أوامر رسم ملمح البسمات ‪،‬‬
‫فل تلبث مع اليام أن ترتسم على الوجه إن شاء الله ‪.‬‬
‫العجاز اللغوي في القرآن يجذب اهتمام كل دارس له فإذا‬
‫أدركنا بعض ما ظهر منه فإن ما خفي منه أكثر وأعمق‪.‬قراءته أو‬
‫سماعه تثير في أنفسنا أحاسيس نشعر بها وأخرى ل نشعر بها‬
‫مباشرة‪ ،‬فهو يخاطب أيضا أعماق هذه النفس ‪ ،‬تلك التي فطرها الله‬
‫عليها‪.‬‬
‫فعلينا أن نتدبر ألفاظه ومعانيه وما يصحبهما من إحساسات على‬

‫‪ 99‬سعيد حوى‪ ،‬الساس فى التفسير )القاهرة ‪ ،‬دار السلم‪1409 ،‬هي‪1989/‬م( الطبعة‬


‫الثانية‪ ،‬المجلد السابع‪ ،‬ص‪.3374-3367.‬‬
‫‪ 100‬محمد أحمد جادى المولى وعلى محمد البجاوى ومحمد أبوالفضل إبراهيم والسيد‬
‫شخاته‪ ،‬قصص القرآن )بيروت ‪ :‬دار الجيل‪ ،‬د‪.‬ت( د‪.‬ط‪ ،.‬ص‪.224.‬‬
‫‪ 101‬أحمدأحمد بدوى‪ ،‬من بلغة القرآن )القاهرة ‪ :‬دار نهضة‪1370 ،‬هي‪1950/‬م( د‪.‬ط‪،.‬‬
‫ص‪.53-46.‬‬
‫‪39‬‬

‫مختلف أشكالها‪ ،‬انطلقا من تحليل واستقراء كل حرف‪ ،‬والحروف في‬


‫ومن جميع الجوانب‬ ‫القرآن آيات ‪ ،‬وفى كل كلمة وآية معجزات‪.‬‬
‫‪102‬‬

‫العلمية التي يعرفها النسان ‪.‬كل حرف وكل كلمة هي فكرة وكل فكرة‬
‫تتداعى معها أفكار أخرى ‪ ،‬أولها القرب إليها من حيث اللفاظ المكونة‬
‫للكلمة فيتم التمييز بين الكلمة الملفوظة والكلمات القرب إليها لفظا‪،‬‬
‫وبالتالي إحضار الصورة الذهنية التي تعّرفها تلك الكلمة ) وإذا خطرت‬
‫ببالنا صورة ذهنية آي المعنى أول ‪ ,‬تحضر معها الكلمة التي تعرفها‬
‫ن تتداعى معها الكلمات‬
‫س ْ‬
‫ح ّ‬
‫حسب ما تعلمناه سابقا ( ‪ .‬مثل كلمة ّ‬
‫ن و حسان‪ ...‬وكذلك معنى حسن تتداعى معه‬
‫س ّ‬
‫ح ْ‬
‫القرب لفظا منها ُ‬
‫الفكار القرب إلى معناه ‪.‬واقرب الكلمات ومعانيها التي تتداعى عند‬
‫سماع أو لفظ كلمة بسم هي بسمة ‪ ،‬باسم ‪ ،‬بسمات ‪ .‬إضافة الى‬
‫باقي الفكار التي توحيها إلينا تلك الكلمة ؛ وكلها تولد فينا فرحة وما‬
‫يسر النفس ‪.‬‬
‫لنتدبر لفظ كلمة } بسم { ؛ أول كلمة نبدأ بها تلوة القرآن‬
‫الكريم مستقبلة كلمة الله سبحانه وتعالى ثم صفاته ‪ ،‬وندرسها من‬
‫جانب وقعها في أغوار نفس النسان ‪ .‬وما استهلل كل سور القرآن بها‬
‫إل لنها تحمل أسرارا عديدة والتي وردت في الكثير من تفاسير القرآن‬
‫الكريم‪ .103‬كلمة بسم ‪ ،‬وهو من منابع حلوة لفظها وتحبيذ قراءة‬
‫القرآن وسماعه‪ .‬بسم ُتدخل في النفس بسمة خفية خافتة دون أن‬
‫نشعر بها‪ ،‬فتنشرح لستقبال اسم الله وما يلي تلك الكلمة من القول‬
‫أو الفعل‪ ،‬ولذلك أيضا أوصانا السلم بأن نستهل بها كلمنا وكل أعمالنا‬
‫‪.‬‬
‫إذا تأملنا جيدا ملمح الوجه عندما نتلفظ بكلمة بسم ‪ .‬نلحظ أن‬
‫هناك تطابق بين الملمح التي ترتسم على الوجه أثناء لفظ هذه‬

‫‪ 102‬إسماعيل حقي البروسوي‪ ،‬روح البيان )د‪.‬م ‪ :‬دار الفكر‪ ،‬د‪.‬ت( د‪.‬ط‪ ،.‬الجزء الول‪،‬‬
‫ص‪.9.‬‬
‫‪ 103‬نفس المكان ‪.‬‬
‫‪40‬‬

‫الكلمة‪ ،‬والملمح التي ترسمها البسمة أثناء البتسامة ‪.‬لكي نتأكد من‬
‫ذلك نقوم بمقارنة الملمح التي ترتسم على الوجه عند لفظ حروف‬
‫كلمة بسم ‪ ،‬بملمح البسمة على الوجه )في زمن يقايس الزمن اللزم‬
‫للفظ كلمة بسم بهدوء وتأّنى‪ .‬لفظ الباء بالكسرة )بـ(‪ :‬الباء من‬
‫الحرف الشفهية لن مخرجها إلى الهواء من الشفتين ‪.‬ضم الشفتين‬
‫ثم فتحهما لصدار صوت الباء يليه تمدد الشفتين عرضا لظهار صوت‬
‫الكسرة على الباء‪ ،‬هذه الملمح التي ارتسمت على الوجه تشبه تماما‬
‫الملمح التي تبدأ بها البسمة ‪.‬‬
‫لفظ السين ساكنا )يسـ( ‪ :‬من الحرف الصلية ومخرجها ما بين‬
‫رأس اللسان وبين صفحتي الثنيتين عند التقاء السنان ‪.‬‬
‫ضم السنان والشفتين مفتوحتين مع جريان الهواء ‪ ،‬هي أيضا‬
‫من مكونات سمات البسمة عندما ترتسم على الوجه ‪ ،‬وخاصة ميزة‬
‫ظهور السنان أثناء لفظها بعلمة السكون أكثر مما تكون عليه عند‬
‫لفظها بالعلمات الخرى ‪ ،‬وهي من المميزات الكبرى لملمح البسمة‪.‬‬
‫لفظ الميم بالكسرة )ـم ( ‪ :‬كما في لفظ حرف الباء بالكسرة إضافة‬
‫إلى الغّنة لخروج صوت الحرف من الخيشوم المميزة له متمما لجريان‬
‫الهواء الذي حدث أثناء لفظ حرف السين ساكنا ؛ وهذا كله نجده‬
‫واضحا في البتسامة مما يبرز تطابق الملمح أكثر ‪ ،‬التي يرسمها لفظ‬
‫كلمة بسم على الوجه بالملمح التي ترسمها البسمة ‪ .‬إلى هذا كله نجد‬
‫أن صفات حروف كلمة بسم تشترك في ميزتين هامتين جدا‬
‫وضروريتين ‪ ،‬لدللتهما على حالة اللسان الحركية أثناء لفظ حروف‬
‫الكلمة وهما ‪ :‬الستفال والستفتاح ‪.‬الستفال ‪ :‬وهو تسفل اللسان‬
‫أثناء النطق بالحرف وخروج صوت الحرف من أسفل الفم ‪ ,‬والستفال‬
‫ضد الستعلء الذي يكون فيه اللسان عند الحنك ‪.‬الستفتاح ‪ :‬وهو‬
‫جريان النفس لنفراج ظهر اللسان عند النطق بالحرف وعدم إطباقه‬
‫على الحنك العلى ‪.‬هاتين الصفتين توضحان دور اللسان أثناء لفظ هذه‬
‫‪41‬‬

‫الحروف ومنهما نجد أن دور اللسان ل يكاد يذكر تماما كم في حالة‬


‫البسمة ‪.‬أما الصفات الخرى المميزة لها تخص الصوت الذي نسمعه‬
‫ول تزيد أو تنقص من الملمح التي ترتسم على الوجه عند لفظ كلمة‬
‫بسم‪ .‬فإذا كانت الملمح التي ترتسم على الوجه أثناء لفظ كلمة‬
‫بسم ‪ ،‬متطابقة مع تلك التي ترسمها البسمة ؛ ونعلم أيضا أن لفظ‬
‫كلمة ما هو إل حركات لعضلت الوجه واللسان والجهاز التنفسي ‪،‬‬
‫وكذلك البتسامة ما هي إل حركات لعضلت الوجه والجهاز التنفسي‬
‫واللسان المحدودة كما في مخارج وصفات حروف كلمة بسم ‪.‬‬
‫فالوامر التي تصدر من العقل لتعطي حركات ترتسم على‬
‫الوجه أثناء اللفظ ‪ ،‬والوامر التي تعطي حركات لرسم البسمة على‬
‫الوجه ‪ :‬هي متطابقة إلى حد ّ كبير ؛ وفى كلتا الحالتين هناك حالة‬
‫نفسية تصحب المر الذي صدر؛ أي صورة ذهنية معبرة عنها ‪ ،‬وهي‬
‫نفس الصورة الذهنية التي نكون عليها نفسيا أيضا‪ ،‬في حالة سماعنا‬
‫لذلك اللفظ ‪ ،‬وإل لما حدث إدراك اللفظ الذي نسمعه ‪.‬‬
‫بيما أن الوامر هي نفسها‪ ،‬فمعناه أن لفظ بسم أو سماعه ‪ ،‬يثير‬
‫في أعماق أنفسنا نفس الحساس والصورة الذهنية الذي تثيره أيضا‬
‫البسمة في أعماقنا؛ ونحن ل نشعر بها تماما )إضافة إلى معناه‬
‫المتعارف عليه( ‪ .‬أما إذا استشعرنا ذلك فإننا نشعر بالنواة المولدة‬
‫للبسمة في أعماقنا ‪ ،‬وهو من بين ذلك السر الذي يمنح اللفظ حلوة ‪.‬‬
‫قا خطاب للنفس من عند الذي سواها ‪ ،‬حتى في نفوس من ل‬
‫إنه ح ّ‬
‫يفقه اللغة العربية فهي تثير في أعماقهم الخفية إحساس بالبسمة وهم‬
‫‪104‬‬
‫ل يشعرون بها كلية‪.‬‬

‫ب‪ -‬نزول القرآن باللغة العربية‬


‫فإن حديثنا عن القرآن الكريم وأثره في اللغة العربية‪،‬‬
‫حديث الشيء عن ذاته‪ ،‬فالقرآن الكريم عربي المبنى فصيح‬
‫‪104 http://www.asdaff.com/t36388.html‬‬
‫‪42‬‬

‫فقال‬ ‫‪105‬‬
‫المعنى‪ ،‬وقد اختار الله تعالى لكتابه أفصح اللغات‬
‫وقال تعالى‪) :‬نزل به‬ ‫‪106‬‬
‫تعالى‪) :‬إنا جعلناه قرآنا ً عربيًا(‬
‫الروح المين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي‬
‫مبين) ‪ ،107‬وقال تعالى‪) :‬قرآنا ً عربيا ً غير ذي عوج لعلهم‬
‫)‪ .‬ومن الراجح أن اللغة العربية هي أقدم اللغات‬ ‫‪108‬‬
‫يتقون‬
‫على الطلق‪ ،‬كما بينت الدراسات الحديثة وأنها اللغة التي‬
‫عّلم الله بها آدم السماء كلها‪ ،‬وهي لغة أهل الجنة كما ورد‬
‫حبوا العرب لثلث‪ :‬لني عربي‪ ،‬والقرآن‬ ‫في الحديث‪" :‬أ َ ِ‬
‫فيمكن رد هذه الشبهة بعدة‬ ‫عربي‪ ،‬وكلم أهل الجنة عربي"‪.‬‬
‫‪109‬‬

‫وجوه‪:‬‬

‫الوجه الول‪ :‬أنه لو كانت هذه الشبهة حقا ً للزم منها عدم صحة‬
‫نسبة النجيل إلى الله حيث إنه كتب بلغة ل يفهمها أكثر البشر وهي‬
‫‪110‬‬
‫اللغة الرامية‪ ،‬وهم يزعمون أن المسيح قد أرسل إلى جميع المم‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬أن القرآن نزل باللغة العربية لما للغة العربية من‬
‫خصائص ومميزات ل توجد في لغة أخرى‪ ،‬فاللغة العربية من أغنى‬
‫اللغات كلمًا‪ ،‬وأعذبها منطقًا‪ ،‬وأسلسها أسلوبًا‪ ،‬وأغزرها مادة‪ ،‬ولها من‬
‫عوامل النمو ودواعي البقاء والرقي ما قلما يتهيأ لغيرها‪ ،‬وذلك لما فيها‬
‫من اختلف طرق الوضع والدللة‪ ،‬وغلبة اطراد التصريف والشتقاق‪،‬‬
‫وتنوع المجاز والكناية وتعدد المترادفات‪ ،‬إلى النحت والقلب والبدال‬
‫والتعريب‪ ،‬ولقد شهد بعظمتها كثير من المنصفين الجانب مثل‬
‫)إرنست رينان( في كتاب تاريخ اللغات السامية حيث يقول‪ :‬من أغرب‬
‫المدهشات أن تثبت تلك اللغة القوية وتصل إلى درجة الكمال وسط‬
‫‪ 105‬محمد بن محمد أبو شهبة‪ ،‬المدخل لدراسة القرآن الكريم )بيروت ‪ :‬دار الجيل‪،‬‬
‫‪1412‬هي‪1992/‬م( الطبعة الجديدة‪ ،‬ص‪.10-9.‬‬
‫‪ 106‬الزخرف‪3 :‬‬
‫‪ 107‬الشعراء‪.195 - 193:‬‬
‫‪ 108‬الزمر‪28 :‬‬
‫‪ 109‬الجلل السيوطي‪ ،‬الفتح الكبير )لبنان ‪ :‬دار الفكر‪ ،‬د‪.‬ت( د‪.‬ط‪ ،.‬مجلد الول‪ ،‬ص‪.48.‬‬
‫‪ 110‬محمد بن محمد أبو شهبة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.349.‬‬
‫‪43‬‬

‫الصحاري‪ ،‬عند أمة من الرحل تلك اللغة التي فاقت إخوتها بكثرة‬
‫مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها‪ ،‬وكانت هذه اللغة مجهولة‬
‫عند المم‪ ،‬ومن يوم أن علمت ظهرت لنا في حلل الكمال إلى درجة‬
‫أنها لم تتغير أي تغير يذكر‪ ،‬حتى إنها لم يعرف لها في كل أطوار حياتها‬
‫‪111‬‬
‫ل طفولة ول شيخوخة‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬أن القرآن نزل باللغة العربية لن العربية هي‬


‫وسيلة التفاهم مع القوم الذين أرسل إليهم الرسول‪ ،‬وبدأت الدعوة‬
‫َ‬
‫سل َْنا ِ‬
‫من‬ ‫ما أْر َ‬
‫في محيطهم قبل أن تبلغ لغيرهم‪ ،‬كما قال تعالى‪ :‬وَ َ‬
‫ن ل َهُ ْ‬ ‫ن قَوْ ِ‬ ‫ل إ ِل ّ ب ِل ِ َ‬
‫‪112‬‬
‫م‪.‬‬ ‫مهِ ل ِي ُب َي ّ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫سو ٍ‬
‫ّر ُ‬

‫الوجه الرابع‪ :‬أن القرآن نزل باللغة العربية لثبات إعجاز القرآن‪،‬‬
‫فلقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم في‬ ‫‪113‬‬
‫لثبات صدق الرسالة‪،‬‬
‫قوم فصحاء بلغاء يتبارى فصحاؤهم في نثر الكلم ونظمه في مجامعهم‬
‫آية قاطعة‬ ‫‪114‬‬
‫وأسواقهم‪ ،‬فجاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن‪،‬‬
‫وحجة باهرة على نبوته‪ ،‬وقال لهم إن ارتبتم في أن هذا القرآن من‬
‫عند الله فأتوا بمثله‪ ،‬فعجزوا‪ ،‬فتحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله‬
‫فعجزوا‪ ،‬فتنزل معهم فتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا‪ ،‬ولم‬
‫يكن شيء أحب إليهم من أن يثبتوا كذب محمد صلى الله عليه وسلم‪،‬‬
‫ولو وجدوا أي طريق يستطيعون ذلك من خلله لسلكوه لشدة عداوتهم‬
‫له وبغضهم لما جاء به‪ ،‬ولكنهم عجزوا‪ ،‬فدل ذلك أن هذا القرآن من‬
‫ما ن َّزل َْنا عََلى عَب ْدَِنا فَأ ُْتوا ْ‬ ‫م ّ‬‫ب ّ‬‫م ِفي َري ْ ٍ‬ ‫عند الله‪ ،‬قال تعالى‪ :‬وَِإن ُ‬
‫كنت ُ ْ‬
‫‪115‬‬
‫ن‪.‬‬‫صادِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن الل ّهِ إ ِ ْ‬
‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫دو ِ‬
‫من ُ‬ ‫كم ّ‬‫داء ُ‬ ‫عوا ْ ُ‬
‫شه َ َ‬ ‫مث ْل ِهِ َواد ْ ُ‬
‫من ّ‬
‫سوَرةٍ ّ‬
‫بِ ُ‬

‫‪ 111‬بدر الدين محمد بن عبد الله الزركسي‪ ،‬البرهان فى علوم القرآن )بيروت ‪ :‬دار‬
‫الفكر‪1421 ،‬هي‪2000/‬م( الجزء الول‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،.‬ص‪.7 .‬‬
‫‪ 112‬سورة إبراهيم‪.4 :‬‬
‫‪ 113‬أبي بكر الباقلني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.23 .‬‬
‫‪ 114‬محمد يوسف موسى‪ ،‬القرآن والفلسفة )القاهرة ‪ :‬دار المعارف‪1377 ،‬هي‪1958/‬م(‬
‫د‪.‬ط‪ ،.‬ص‪.7.‬‬
‫‪ 115‬سورة البقرة‪.23 :‬‬
‫‪44‬‬

‫وأما كيفية تبليغه للناس وهم ل يفهمون العربية‪ ،‬فهذا التبليغ‬


‫بترجمة معانيه لهم‪ ،‬وبتعلمهم هم العربية‪ ،‬وهذا ما حدث في القرون‬
‫الولى‪ ،‬عرضت الدعوة على الناس كافة فآمن الكثير منهم‪ ،‬وتفقهوا‬
‫في الدين وأتقنوا اللغة العربية‪ ،‬ففهموا القرآن وصاروا أئمة في الدين‬
‫‪116‬‬
‫والفقه واللغة‪.‬‬

‫الفصل الثانى ‪ :‬دللة اللفاظ القرآنية‬


‫أ‪ -‬المشترك اللفظي فى القرآن‬
‫اهتم القدماء من علماء العربية بهذه الظاهرة و كانت هناك‬
‫مؤلفات عديدة لمعالجتها سواء فيما يتعلق بالقرآن الكريم أو الحديث‬
‫الشريف أو اللغة العربية بشكل عام‪.‬ووصل إلينا عدد من العناوين مثل‬
‫الشباه و النظائر ‪،‬أو الوجوه و النظائر ‪،‬أو عنوان ما اتفق لفظه و‬
‫اختلف معناه من القرآن المجيد للمبرد‪ .‬و ربما كان من أشهر‬
‫المؤلفات القديمة في هذا الموضوع هو الذي وضعه كراع علي بن‬
‫حسن الهنائي ت ‪310‬ه الذي عنوانه المنجد في اللغة‪ .‬و بشكل عام‬
‫كان تعريف المشترك هو ما اتفق لفظه و اختلف معناه أو بعبارة أخرى‬
‫و قد ذكر سيبويه في الكتاب ذلك‬ ‫‪117‬‬
‫اتحاد الصورة و اختلف المعنى‪،‬‬
‫‪118‬‬
‫فقال " اعلم أن من كلمهم اتفاق اللفظين و اختلف المعنيين‪.‬‬
‫و قد كان هناك من القدماء من ضّيق مفهوم المشترك حتى كاد‬
‫و هناك من أكد وجوده و ربما‬ ‫‪119‬‬
‫أن ينكر وقوعه مثل )ابن درستويه(‪،‬‬
‫بالغ في ذلك مثل ابن فارس و ابن خالويه و هناك منهم من اعتدل فلم‬
‫‪120‬‬
‫ينكر و لم يبالغ بل أقّر بأن هناك بعض المشترك اللفظي في اللغة‪،‬‬

‫?‪116http:www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php‬‬
‫‪lang=A&Id=49793&Option=FatwaId.‬‬
‫‪ 117‬رمضان عبد التواب‪ ،‬المدخل الى علم اللغة ‪ :‬ومناهج البحث اللغوي )د‪.‬م‪ :.‬الناشر‬
‫مكتبة الخانجى‪1417 ،‬هي‪1997/‬م( الطبعة الثالثة‪ ،‬ص‪.324 .‬‬
‫‪ 118‬أحمدشامية ونبيلة عباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.68 .‬‬
‫‪ 119‬أحمد نعيم الكراعين‪ ،‬علم الدللة ‪ :‬بين النظر والتطبيق )بيروت ‪ :‬المؤسسة الجامعية‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع‪1431 ،‬هي‪1993/‬م( الطبعة الولى‪ ،‬ص‪.117-114 .‬‬
‫‪ 120‬عبد الكريم مجاهد‪ ،‬الدللة اللغوية عند العرب )د‪.‬م‪ ،.‬دار الصباء‪ ،‬د‪.‬ت‪ (.‬ص‪-116 .‬‬
‫‪.117‬‬
‫‪45‬‬

‫إذ أن ذلك ل ينافي المنطق بل أنه قد يكون سنة لغوية إن لم يكن‬


‫ضرورة ‪،‬و ل يقتصر وجوده على العربية بل هو في كل اللغات‪ ،‬و‬
‫الشواهد على ذلك كثيرة‪ .‬و فيما يروى من الشواهد في ذلك قول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫إذا رحل الجيران عند‬ ‫يا ويح قلبي من دواعي الهوى‬
‫الغروب‬
‫و دمع عيني كفيض‬ ‫اتبعتهم طرفي وقد أزمعوا‬
‫الغروب‬
‫تفتر عن مثل أقاصي‬ ‫كانوا و فيهم طفلة حرة‬
‫الغروب‬
‫فالغروب الولى غروب الشمس‪ ،‬و الغروب الثانية جمع غرب‪ ،‬و‬
‫هو الدلو الكبيرة المملوءة و الثالثة جمع غرب و هي الو هاد‬
‫و قد عزا اللغويين وقوع المشترك إلى عدد من السباب‬ ‫‪121‬‬
‫المنخفضة‪.‬‬
‫من أهمها‪:‬‬
‫‪122‬‬
‫‪ .1‬تداخل اللهجات‪.‬‬
‫‪ .2‬التطور الصوتي لبعض الكلمات حتى تتطابق لفظتان في‬
‫لفظة تدل على المعنيين لكل منهما أو يحدث فيهما أو في أحدهما قلب‬
‫مكاني ‪.‬‬
‫‪123‬‬

‫‪ .3‬التطور المعنوي أي تغيير المعنى عن طريق المشابهة و‬


‫الستعارة و المجاز‪ .‬من ذلك توسيع المعنى‪ ،‬أو تضييقه أو السببية‬
‫فكلمة )الثم( كان معناها الذنب‪ ،‬ثم أصبح‬
‫ت تطلق على الخمر لنها سبب في الثم‪.‬‬
‫أما المحدثون فقد بلوروا أنواع المشترك بما يلي‪:‬‬
‫‪.1‬معنى مركزي للفظ تدور في فلكه عدة معان فرعية‪.‬‬

‫‪ 121‬عبد الرحمن جلل لدين السيوطي‪ ،‬المزهر فى علوم اللغة وأنواعها )د‪.‬م ‪:‬دار الفكر‪،‬‬
‫د‪.‬ت( الجزء الول‪ ،‬د‪.‬ط‪،.‬ص‪.381 .‬‬
‫‪ 122‬رمضان عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.330-329.‬‬
‫‪ 123‬عبد الكريم مجاهد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.120-118 .‬‬
‫‪46‬‬

‫‪.2‬تعدد المعنى نتيجة استعمال اللفظ في مواقف مختلفة‪.‬‬


‫‪.3‬دللة الكلمة الواحدة على أكثر من معنى بسبب تطور المعنى‪.‬‬
‫‪.4‬وجود كلمتين تدل كل واحدة منهما على معنى ثم اتحاد صورتي‬
‫‪124‬‬
‫الكلمتين في كلمة واحدة‪.‬‬
‫و ربما يتقارب النوعان الول و الثاني‪ ،‬و نمثل لهما بكلمة )عنق(‬
‫فالمعنى المركزي هو )الرقبة( ومن المعاني الهامشية عنق الزجاجة و‬
‫عنق الوادي‪ .‬أما النوع الثالث فقد سماه اللغويون )البوليزيمي(‬
‫فكلمة )عملية(‬ ‫‪125‬‬
‫أو)كلمة واحدة ي معنى متعدد(‬
‫ل يفهم لها معنى محدد منعزلة عن السياق و يحدد لها معنى من‬
‫المعاني حسب السياق أو الحقل فتكون عملية جراحية أو عسكرية أو‬
‫فيمكن أن يمثل له‬ ‫‪126‬‬
‫اقتصادية‪ .‬أما النوع الرابع و يسمى )الهومونيمي(‬
‫بكلمة )قال( الفعل الماضي الذي يدل على معنى القول‪ ،‬أو القالة و‬
‫يقيل ‪ .‬و قد‬ ‫يقول أو قال‬ ‫يحدد ذلك صيغة المضارع‪ ،‬قال‬
‫يصعب الفصل أحيانا‪ ،‬في التفريق فيما إذا كان لدينا معنى مركزي تدور‬
‫حوله معان أخرى‪ ،‬أو أن لدينا عدد من المعاني لكلمة واحدة مثال‬
‫كلمة)يد( التي ترد في عدد من الستعمالت‪:‬‬
‫‪ -‬كسرت يد فلن‬
‫‪ -‬يد الفأس‪.‬‬
‫‪ -‬يد الطائر )جناحه(‬
‫‪ -‬طويل اليد )سمح جواد أو سارق(‪.‬‬
‫‪ -‬يد الرجل )قومه أو أنصاره(‬
‫‪127‬‬

‫هناك نوعان من المجاز‪ ،‬أو لهما المجاز الحي الذي نشعر به و‬


‫نلحظه كقولنا أسد عن الرجل الشجاع و المجاز الميت أو الذي‬
‫تنوسيت علقته و انتقاله من الحقيقة فأصبح كأنه حقيقة مثل الكتابة‬

‫‪ 124‬فريد عوض حيدر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.140 .‬‬


‫‪ 125‬ف‪.‬ر‪ .‬باطر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.151.‬‬
‫‪ 126‬أحمد نعيم الكراعين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.119-117 .‬‬
‫‪ 127‬أحمد مختار عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.70 .‬‬
‫‪47‬‬

‫لمعنى النسخ و أصل معناها الجمع‪ ،‬إذ هي جمع للحروف و الكلمات‪.‬‬


‫‪128‬‬
‫نماذج من المشترك اللفظي من كتب بعض اللغويين القدماء‪.‬‬
‫عن كراع‪ :‬العين‪ :‬مطر يدوم خمسة أيام ل يقلع‪.‬‬
‫عين كل شيء‪ :‬خياره‬
‫و عين القوم ‪ :‬ربيئتهم الناظر لهم‬
‫و عين الرجل‪ :‬شاهده‬
‫و العين‪ :‬عين الشمس‪.‬‬
‫عن أبي عبيدة‪ :‬العين‪ :‬الذهب‬
‫العين‪ :‬عين الماء‬
‫العين‪ :‬نفس الشيء‬
‫العين‪ :‬النقد‬
‫العين‪ :‬التي يبصر بها‬
‫عن أبي العميثل‪:‬‬
‫العين‪ :‬النقد من دنانير و دراهم‬
‫العين‪ :‬عين البئر و هو مخرج مائها‬
‫و العين‪ :‬ما عن يمين القبلة‬
‫و العين‪ :‬عين الميزان‪.‬‬
‫و أخيرا هناك من يرى أن المشترك كظاهرة هو مزية ايجابية في‬
‫اللغة فهو‪:‬‬
‫‪ .1‬يعد من خواص السلوب و يساعد الدباء و الشعراء في‬
‫فنهم‪.‬‬
‫‪ .2‬أنه يخفف من حفظ الكلمات الكثيرة لجميع المعاني إذ يعبر‬
‫بكلمة واحدة عن أكثر من معنى‪ .‬و لكن ذلك ينقضه وجود الترادف‪ .‬من‬
‫المشترك اللفظي في القرآن هي ‪:‬‬
‫ن‪:‬‬
‫أ( كلمة )أثر( وتتجه المادة إلى ستة معا ٍ‬

‫‪128‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.153.‬‬


‫‪48‬‬

‫‪1‬ي أثر الحديث والعلم يأثره من بابي ضرب ونصر نقله‪ ،‬وأصله‬
‫‪ ،‬أي ُيروى‬ ‫‪129‬‬
‫حٌر ي ُؤْث َُر ﴾‬ ‫ذا إ ِّل ِ‬
‫س ْ‬ ‫ن هَ َ‬
‫ل إِ ْ‬ ‫تتبع الثر‪ ،‬ومنه قوله تعالى ﴿ فَ َ‬
‫قا َ‬
‫وُينقل‪.‬‬
‫‪2‬ي الثارة بفتح الهمزة البقية من العلم تؤثر‪ ،‬ومنه ﴿ ا ِئ ُْتوِني‬
‫بكتاب من قَبل هَ َ َ َ‬
‫ن﴾‬ ‫صادِِقي َ‬
‫م َ‬ ‫عل ْم ٍ إ ِ ْ‬
‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬‫ذا أْو أَثاَر ٍ‬
‫‪130‬‬
‫ِ َِ ٍ ِ ْ ْ ِ‬
‫ة‬
‫م ِ‬‫ح َ‬ ‫‪3‬ي وأثر الشيء ما يدل على وجوده‪ ،‬ومنه ﴿ َفان ْظ ُْر إ َِلى آ ََثاِر َر ْ‬
‫َ‬
‫حِيي اْلْر َ‬ ‫ه ك َي ْ َ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫‪131‬‬
‫موْت َِها ﴾‬
‫ض ب َعْد َ َ‬ ‫ف يُ ْ‬
‫م ُأوَلِء‬ ‫ل هُ ْ‬ ‫‪4‬ي والثر ما تتركه قدم السائر على الرض ومنه ﴿ َقا َ‬
‫َ‬
‫ري﴾‪ ، 132‬أي في عقبي كأنهم يطئون أثره‪.‬‬ ‫عََلى أث َ ِ‬
‫ه لَ َ‬
‫قد ْ‬ ‫‪5‬ي وآثره اختاره وفضله ومصدره إيثار‪ ،‬ومنه ﴿ َقاُلوا َتالل ّ ِ‬
‫ه عَل َي َْنا﴾‪ ، 133‬وأشباهه في العلى والنازعات وطه والحشر‪.‬‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫آ َث ََر َ‬
‫ها أ َك ْث ََر‬ ‫مُرو َ‬ ‫ض وَعَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي وأثار الرض قلبها للزراعة‪ ،‬ومنه ﴿ وَأَثاُروا اْلْر َ‬ ‫‪6‬‬
‫‪134‬‬
‫‪ ،‬أي قلبوها للزراعة‪.‬‬ ‫ها﴾‬
‫مُرو َ‬
‫ما عَ َ‬
‫م ّ‬
‫ِ‬
‫ب( كلمة خلف‪:‬وقد بلغت صورها ست عشرة صورة‪:‬‬
‫خْلف بفتح الخاء وسكون اللم ومعناها وراء » ظرف مكان «‪،‬‬
‫‪َ -1‬‬
‫م‬ ‫خل ْ َ‬
‫فه ُ ْ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫ب فَ َ‬
‫شّرد ْ ب ِهِ ْ‬ ‫م ِفي ال ْ َ‬
‫حْر ِ‬ ‫فن ّهُ ْ‬
‫ق َ‬ ‫ضد قدام‪ ،‬وشاهده ﴿ فَإ ِ ّ‬
‫ما ت َث ْ َ‬
‫ن ﴾‪ ، 135‬أي فَّرق عن معاداتك من ورائهم من الكفرة‪.‬‬ ‫ل َعَل ّهُ ْ‬
‫م ي َذ ّك ُّرو َ‬
‫ضا الجيل من الناس بعد الجيل‪ ،‬وشاهده ﴿‬ ‫‪ -2‬وبالوزن السابق أي ً‬
‫ف ي َل ْ َ‬ ‫صَلةَ َوات ّب َُعوا ال ّ‬ ‫خل ْ ٌ َ‬ ‫خل َ َ‬
‫ن‬
‫قوْ َ‬ ‫ت فَ َ‬
‫سوْ َ‬ ‫وا ِ‬
‫شه َ َ‬ ‫عوا ال ّ‬
‫ضا ُ‬
‫فأ َ‬ ‫م َ‬
‫ن ب َعْدِهِ ْ‬
‫م ْ‬
‫ف ِ‬ ‫فَ َ‬
‫‪136‬‬
‫غَّيا ﴾‬
‫ك ب ِب َد َن ِ َ‬
‫ك‬ ‫جي َ‬ ‫‪ -3‬وبالوزن عينه ومعناها من جاء بعدك‪َ ﴿ ،‬فال ْي َوْ َ‬
‫م ن ُن َ ّ‬

‫‪ 129‬المدثير‪24:‬‬
‫‪ 130‬الحقاف‪.4:‬‬
‫اليروم‪.50:‬‬ ‫‪131‬‬
‫طيه‪84:‬‬ ‫‪132‬‬
‫يوسف‪91 :‬‬ ‫‪133‬‬
‫اليروم‪9 :‬‬ ‫‪134‬‬
‫النفال‪57 :‬‬ ‫‪135‬‬
‫ميريم‪.59 :‬‬ ‫‪136‬‬
‫‪49‬‬

‫‪137‬‬
‫ك آ َي َ ً‬
‫ة﴾‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن لِ َ‬ ‫ل ِت َ ُ‬
‫كو َ‬
‫‪ -4‬كما جاء في القرآن من تعبير ﴿ من بي َ‬
‫م‬ ‫خل ْ ِ‬
‫فه ِ ْ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫م وَ ِ‬
‫ديهِ ْ‬
‫ن أي ْ ِ‬
‫ِ ْ َْ ِ‬
‫وما شاكلها فمعناها من عاش في عصرهم ومن جاء بعدهم‪،‬‬ ‫‪138‬‬
‫﴾‬
‫والمقصود الحاضر والمستقبل‪.‬‬
‫ن‬
‫ن ب َي ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫سل ُ ُ‬
‫ك ِ‬ ‫تنبيه‪ُ :‬يستثنى من الكلية السابقة قوله تعالى‪ ﴿ :‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه يَ ْ‬
‫دا ﴾‪ ، 139‬فالمراد بها من أمامه ومن ورائه‪ ،‬ومثلها ﴿‬ ‫ص ً‬
‫ه َر َ‬ ‫خل ْ ِ‬
‫ف ِ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ه وَ ِ‬
‫ي َد َي ْ ِ‬
‫ه﴾‬‫خل ْفِ ِ‬
‫‪140‬‬
‫ن َ‬‫م ْ‬
‫ه وَ ِ‬
‫ن ي َد َي ْ ِ‬
‫ن ب َي ْ ِ‬
‫م ْ‬
‫ت ِ‬
‫قَبا ٌ‬
‫معَ ّ‬ ‫لَ ُ‬
‫ه ُ‬
‫خل ّ ُ‬
‫فوا ﴾‪ ، 141‬ومعناها تخلف‬ ‫ن ُ‬ ‫ة ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫‪ -5‬قوله تعالى ﴿ وَعََلى الث َّلث َ ِ‬
‫الحكم في شأنهم حتى ينزل فيهم قرآن‪ ،‬وقد نزل القرآن فعل بالتوبة‬
‫عليهم‪ ،‬وهم كعب بن مالك ومرارة بن ربيعة العامري وهلل بن أمية‬
‫الواقفي‪ ،‬أقول وقصة كعب مشهورة في كتب الحديث‪ ،‬وفيها تأثير‬
‫وجاذبية مًعا‪.‬‬
‫‪ -6‬كل ما جاء من هذه المادة على أفعل إفعال أخلف إخلًفا‪،‬‬
‫‪142‬‬
‫مل ْك َِنا ﴾‬ ‫عد َ َ‬
‫ك بِ َ‬ ‫موْ ِ‬
‫فَنا َ‬ ‫ما أ َ ْ‬
‫خل َ ْ‬ ‫فمعناه خلف الوعد ونقض العهد‪َ ﴿ ،‬قاُلوا َ‬
‫‪ -7‬وردت المفاعلة من هذه المادة في القرآن الكريم مرتين‪:‬‬
‫ما‬‫مرة متعدية بحرف إلى‪ ،‬وذلك بعد تعديها إلى صريح المفعول به‪ ﴿ ،‬وَ َ‬
‫َ‬ ‫ن أُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه ﴾‪ ، 143‬والمعنى ما كنت لنهاكم عن‬ ‫م عَن ْ ُ‬ ‫م إ َِلى َ‬
‫ما أن َْهاك ُ ْ‬ ‫فك ُ ْ‬
‫خال ِ َ‬ ‫أِريد ُ أ ْ‬
‫شيٍء وأتجه إلى فعله كمال أترك ما أمرتكم به‪ ،‬وأخرى تعدت بعن ﴿‬
‫َ‬ ‫فون عَن أ َمره أ َن تصيبهم فتن ٌ َ‬
‫م‬
‫ب أِلي ٌ‬ ‫م عَ َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫صيب َهُ ْ‬
‫ة أْو ي ُ ِ‬ ‫ْ ْ ِ ِ ْ ُ ِ َُ ْ ِ َْ‬ ‫خال ِ ُ َ‬
‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫حذ َِر ال ّ ِ‬
‫فَل ْي َ ْ‬
‫‪144‬‬
‫‪ ،‬أورد القرطبي ما نصه ) قال قتادة‪ :‬أو معنى يخالفون عن أمره‬ ‫﴾‬
‫أي يعرضون عن أمره‪ ،‬وقال أبو عبيدة والخفش‪ :‬عن في هذا الموضع‬
‫زائدة وقال الخليل وسيبيويه ليست بزائدة والمعنى يخالفون بعد أمره‪.‬‬

‫‪ 137‬يونس ‪92 :‬‬


‫‪ 138‬العراف ‪17 :‬‬
‫‪ 139‬الجن‪27 :‬‬
‫‪ 140‬الرعد‪.11 :‬‬
‫‪ 141‬التوبة‪118 :‬‬
‫‪ 142‬طيه‪.87 :‬‬
‫‪ 143‬هيود‪88:‬‬
‫‪ 144‬النور ‪63 :‬‬
‫‪50‬‬

‫َ‬ ‫ة ل ِم َ‬‫خل ْ َ‬ ‫ل الل ّي ْ َ‬


‫ن‬
‫ن أَراد َ أ ْ‬
‫ف ً َ ْ‬ ‫ل َوالن َّهاَر ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫و ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫‪ -8‬قوله تعالى‪ ﴿ :‬وَهُ َ‬
‫كوًرا ﴾‪ ، 145‬قال الزمخشري أي يخلف أحدهما الخر‪.‬‬ ‫ش ُ‬‫ي َذ ّك َّر أ َْو أ ََراد َ ُ‬
‫‪ -9‬جمعت كلمة خليفة في القرآن على صورتين‪ ،‬الولى فعائل ﴿‬
‫خَلئ ِ َ ْ َ‬
‫جعَل َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ض ﴾‪ ، 146‬والثانية ُفعلء ﴿ َواذ ْك ُُروا إ ِذ ْ َ‬
‫ف الْر ِ‬ ‫جعَل َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ذي َ‬ ‫و ال ّ ِ‬
‫وَهُ َ‬
‫ت على‬ ‫مع َ ْ‬‫ج ِ‬‫ن ب َعْدِ قَوْم ِ ﴾ ‪ ، 147‬فما سر الختلف؟ الجواب أ ُ‬ ‫م ْ‬
‫فاَء ِ‬ ‫خل َ َ‬
‫ُ‬
‫فعائل باعتبار لفظها‪ ،‬وقد لحقته تاء المبالغة فصار مثل وسيلة ووسائل‬
‫وكريمة وكرائم‪ ،‬وجمعت على فَُعلء باعتبار أصلها "بغير تاء" ككريم‬
‫وكرماء ونبيل ونبلء وخليف فعيل بمعنى فاعل‪.‬‬
‫‪ ،‬أي مع من تخلف‬ ‫‪148‬‬
‫ن﴾‬
‫في َ‬ ‫معَ ال ْ َ‬
‫خال ِ ِ‬ ‫‪ -10‬قوله تعالى‪َ ﴿ :‬فاقْعُ ُ‬
‫دوا َ‬
‫من المنافقين‪.‬‬
‫َ‬
‫ف ﴾ ‪ ،149‬جمع‬
‫وال ِ ِ‬ ‫ع ال ْ َ‬
‫خ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن يَ ُ‬
‫كوُنوا َ‬ ‫ضوا ب ِأ ْ‬
‫‪ -11‬قوله تعالى ﴿ َر ُ‬
‫خالفة‪ ،‬أي مع النساء والصبيان وأصحاب العذار من الرجال‪.‬‬
‫‪ ،‬أي ل‬ ‫‪150‬‬
‫ك إ ِّل قَِليًل ﴾‬‫خَلفَ َ‬ ‫ن ِ‬‫ذا َل ي َل ْب َُثو َ‬‫‪ -12‬قوله تعالى ﴿ وَإ ِ ً‬
‫يمكثون بعدك إلى قليل ثم يهلكهم الله‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪-13‬قوله تعالى ﴿ أ َوْ ت ُ َ‬
‫‪ ،‬وهو‬ ‫‪151‬‬
‫خَل ٍ‬
‫ف﴾‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫جل ُهُ ْ‬‫م وَأْر ُ‬ ‫قط ّعَ أي ْ ِ‬
‫ديهِ ْ‬
‫ضد الوفاق‪ ،‬أي تقطع أيديهم اليمنى وأرجلهم اليسرى‪.‬‬
‫ل الل ّهِ ﴾‬
‫سو ِ‬ ‫خَل َ‬
‫ف َر ُ‬ ‫م ِ‬
‫قعَدِهِ ْ‬
‫م ْ‬
‫ن بِ َ‬ ‫خل ّ ُ‬
‫فو َ‬ ‫ح ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫‪ -14‬قوله تعالى ﴿ فَرِ َ‬
‫‪152‬‬
‫‪ ،‬والمخلفون هم الذي تخلفوا عن غزوة تبوك‪.‬‬
‫‪ ،‬أي مخالفة رسول الله‬ ‫‪153‬‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه﴾‬ ‫سو ِ‬ ‫خَل َ‬
‫ف َر ُ‬ ‫‪-15‬قوله تعالى ﴿ ِ‬
‫صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وهو مصدر كالجدال‪ ،‬وُيعرب مفعول لجله‪.‬‬

‫الفرقان‪62 :‬‬ ‫‪145‬‬


‫‪ 146‬النعام ‪165 :‬‬
‫‪ 147‬العراف ‪69 :‬‬
‫‪ 148‬التوبة ‪83 :‬‬
‫‪ 149‬التوبة ‪87 :‬‬
‫‪ 150‬السراء ‪76 :‬‬
‫‪ 151‬المائدة ‪33 :‬‬
‫‪ 152‬التوبة ‪81 :‬‬
‫‪ 153‬التوبة ‪81 :‬‬
‫‪51‬‬

‫م﴾‬ ‫م إ َِلى َ‬
‫مَغان ِ َ‬ ‫ذا ان ْط َل َ ْ‬
‫قت ُ ْ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫خل ّ ُ‬
‫فو َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫قو ُ‬
‫سي َ ُ‬
‫‪ -16‬قوله تعالى ﴿ َ‬
‫‪ ،154‬والمخلفون هنا الذين تخلفوا عن نصرة رسول الله حين دعاهم‬
‫إليها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الترادف فى القرآن‬
‫إن كثيرا مما قيل عن المشترك يقال عن الترادف و لكن في‬
‫وضع معكوس بالنسبة للمفهوم‪ .‬فالترادف لغة هو التتابع ‪ ،‬وهو مصدر‬
‫ترادف الذي يدل على الحدث دون الدللة على الزمان وهذا المصدر‬
‫مادته ردف الذي يدخل ضمن دللتها الدللة على التبعية و الخلفة ومن‬
‫َرد ََفه وَردف له َرد ًْفا تبعه‬ ‫ذلك الردف الراكب خلف الراكب التابع ‪.‬‬
‫‪155‬‬

‫وركب خلفه وصار له ‪.‬‬

‫‪ -‬وكل ما تبع شيئا فهو رد ُْفه ‪.‬‬

‫‪ -‬ترادفت الكلمات تشابهت في المعنى ‪.‬‬

‫وأما اصطلحا فالمترادف هو ما اختلف لفظه واتفق معناه أو هو‬


‫إطلق عدة كلمات على مدلول واحد كالسد و السبع و الليث التي‬
‫تعني مسمى واحدا ‪ ،‬وهو أيضا كما عرفه المام الرازي ‪ :‬اللفاظ‬
‫على أية حال فالترادف‬ ‫‪156‬‬
‫المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد‪.‬‬
‫هو من مجالت دراسة المعنى‪ ،‬إذ أن لفظين أو عدد من اللفاظ تحمل‬
‫دللة واحدة أو تدل على معنى واحد أو متقارب بوجود بعض الفروق‬
‫‪157‬‬
‫كما سيتبين ‪.‬‬

‫موقف الباحثين من ظاهرة الترادف في العربية ‪.‬‬


‫لقد ظهر الخلف بين القدامى كما ظهر بين المحدثين العرب و‬
‫الغربيين حول ظاهرة الترادف بين معترف بوجودها ومنكر لذلك‪ .‬ولقد‬

‫‪ 154‬الفتح ‪15 :‬‬


‫‪ 155‬فريد عوض حيدر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.118.‬‬
‫‪ 156‬إميل بديع يعقوب‪ ،‬فقه اللغة العربية وخصائصها )بيروت ‪ :‬الناشر الثاقفة السلمية‪،‬‬
‫‪ (1982‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ص‪.175-174 .‬‬
‫‪ 157‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.119.‬‬
‫‪52‬‬

‫تعرض كثير من الدارسين لهذه الظاهرة من وجهة نظر القدامى ولكن‬


‫قل منهم من تناولها من وجهة النظر اللغوية الحديثة‪ ،‬ورأينا أن نتعرض‬
‫أول إلى موقف القدامى من هذه الظاهرة ثم نتعرض بعدها لموقف‬
‫‪158‬‬
‫المحدثين منها‪.‬‬

‫موقف القدامى من الترادف‪.‬‬


‫اختلف اللغويون العرب القدامى اختلف واسعا في إثبات هذه‬
‫الظاهرة أو إنكار وجودها في اللغة العربية حيث كانت هذه الظاهرة‬
‫إحدى القضايا التي تناولها الباحثون و اللغويون القدامى‪.‬‬

‫الفريق الول‪ .‬يثبت الترادف ويغالي في إثباته ويتوسع فيه ومن‬


‫هؤلء ابن خالويه ) ت ‪ 370‬هي ( ويظهر رأيه من خلل تلك الرواية التي‬
‫تذكر الخلف الذي وقع بينه وبين أبي علي الفارسي حول أسماء‬
‫السيف‪ .‬وتعد هذه الرواية من أشهر الروايات حول الخلف في ظاهرة‬
‫الترادف في العربية ‪ ،‬حيث يروى أن أبا علي الفارسي قال " كنت‬
‫بمجلس سيف الدولة بحلب وبحضرة جماعة من أهل اللغة ومنهم ابن‬
‫خالويه فقال ابن خالويه أحفظ للسيف خمسين اسما فتبسم أبو علي‬
‫الفارسي وقال ‪ :‬ما أحفظ له إل اسما واحدا وهو السيف ‪ .‬قال ابن‬
‫خالويه ‪ :‬فأين المهند و الصارم وكذا وكذا ‪ ،‬فقال أبو علي هذه‬
‫‪159‬‬
‫صفات‪.‬‬

‫‪ -‬تدل هذه الحادثة على أن ابن خالويه يثبت ظاهرة الترادف‬


‫وأبو علي الفارسي ينكرها‪.‬‬

‫‪ -‬ولقد ألف ابن خالويه كتابين في الترادف أحدهما في أسماء‬


‫السد و الثاني في أسماء الحية‪.‬‬

‫ومن الذين أثبتوا الترادف أيضا مجد الدين الفيروزبادي صاحب‬

‫‪158‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.176-174 .‬‬


‫‪ 159‬رمضان عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.311.‬‬
‫‪53‬‬

‫القاموس المحيط الذي ألف كتابا في الترادف] أسماه الروض‬


‫المسلوف فيما له أسمان إلى ألوف [ ‪ .‬ومن هذا الفريق أيضا ابن جني‬
‫حيث عبر عن ذلك في باب في استعمال الحروف بعضها مكان بعض‬
‫واستدل على ذلك بوقوع الترادف فقال " وجدت في اللغة من هذا‬
‫الفن شيئا كثيرا ل يكاد يحاط به " وفيه موضع يشهد على من أنكر أن‬
‫يكون في اللغة لفظتان بمعنى واحد من تكلف لذلك أن يوجد فرقا بين‬
‫قعد وجلس وبين ذراع وساعد ‪.‬‬
‫‪160‬‬

‫الفريق الثاني ‪ .‬وهو الذي ينكر الترادف ويرفضه رفضا تاما‬


‫ومن هؤلء أبو علي الفارسي وذلك لما كان بمجلس سيف الدولة وكان‬
‫بحضرة المجلس ابن خالويه عندما رد عليه كما ذكر آنفا وكذلك كان أبو‬
‫عبد الله محمد بن زياد العرابي وأبو العباس أحمد بن يحي ثعلب وأبو‬
‫محمد عبد الله بن جعفر درستويه ‪ .‬قال ابن درستويه ‪ :‬كذلك ذهب ابن‬
‫فارس مذهب معلمه ثعلب فأنكر وقوع الترادف قائل ‪ " :‬ويسمى‬
‫الشيء الواحد بالسماء المختلفة نحو السيف و المهند و الحسام و‬
‫الذي نقوله في هذا أن السم واحد هو السيف وما بعده من اللقاب‬
‫‪161‬‬
‫صفات‪.‬‬

‫ومن المنكرين أيضا للترادف أبو هلل العسكري ) توفى سنة‬


‫‪ 395‬هي ( حيث قال ‪ " :‬فأما في لغة واحدة فمحال أن يختلف اللفظ و‬
‫المعنى واحد‪ ،‬كما ظن كثير من النحويين و اللغويين ‪ ،‬وهو يقول أيضا ‪:‬‬
‫" الشاهد على أن اختلف العبارات و السماء يوجب اختلف المعاني‬
‫أن السم كلمة تدل على المعنى دللة الشارة‪ ،‬وإذا أشير إلى الشيء‬
‫مرة واحدة فإن معرفة الشارة إليه ثانية وثالثة غير مفيدة ويؤيد ذلك‬
‫ثعلب الذي يرى أن ما يظن من المترادفات هو من المتباينات ‪،‬كما‬
‫يرى ابن فارس أن كل صفة من الصفات لها معنى خاص فالفعال‬

‫‪ 160‬فريد عوض حيدر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.121.‬‬


‫‪ 161‬إميل بديع يعقوب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.177.‬‬
‫‪54‬‬

‫مضى ‪ ،‬ذهب ‪ ،‬انطلق ‪ ،‬ليست بمعنى واحد " ‪.‬‬

‫ورغم أن أبا هلل العسكري كان من هذا الفريق الرافض‬


‫للترادف المبالغ في رفضه في كتابه الفروق غير أنه في كتابين آخرين‬
‫له نسي هذا المبدأ اللفاظ المترادفة بل اعتراض عليها أو محاولة‬
‫التفريق بينها‪ .‬ويبدو أن كل من الفريقين أسرف فيما ذهب إليه فالول‬
‫أسرف في إثبات الظاهرة و الثاني أسرف في البحث عن الفروق‬
‫‪162‬‬
‫الدللية بين اللفاظ‪.‬‬

‫أما الباحثون المحدثون فيمكن إيجاز موقفهم فيما يلي ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬المثبتون للترادف من العرب المحدثين‪ .‬يجمع المحدثون‬


‫من علماء اللغات على إمكان وقوع الترادف في أي لغة من لغات‬
‫البشر بل إن الواقع المشاهد أن كل لغة تشمل على بعض تلك‬
‫الكلمات المترادفة‪ ،‬ولكنهم يشترطون شروطا معينة لبد من تحققها‬
‫حتى يمكن أن يقال أن بين الكلمتين ترادفا وهذه الشروط هي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬التفاق في المعنى بين الكلمتين اتفاقا تاما على القل في‬


‫ذهن الكثرة الغالبة لفراد البيئة الواحدة … فإذا تبين لنا بدليل قوي أن‬
‫العربي كان حقا يفهم من الكلمة جلس شيئا ل يستفيده من كلمة قعد‬
‫قلنا حينئذ ليس بينهما ترادف ‪.‬‬
‫‪163‬‬

‫‪ - 2‬التحاد في البيئة اللغوية أي أن تكون الكلمتان تنتميان إلى‬


‫لهجة واحدة ومجموعة منسجمة من اللهجات وبذلك يجب أل نلتمس‬
‫الترادف من لهجات العرب المتباينة فالترادف بمعناه الدقيق هو أن‬
‫يكون للرجل الواحد في البيئة الواحدة الحرية في استعمال كلمتين أو‬
‫أكثر في معنى واحد يختار هذه حينا ويختار تلك حينا آخر وفي كلتا‬
‫الحالتين ل يكاد يشعر بفرق بينهما إل بمقدار ما يسمح به مجال القول‬

‫‪ 162‬أحمد مختار عمر‪ ،‬علم الدللة )القاهرة ‪ :‬عالم الكتب‪ (1992 ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪.219-218‬‬
‫‪ 163‬رمضان عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.322.‬‬
‫‪55‬‬

‫ولم يتفطن المغالون في الترادف إلى مثل هذا الشرط بل اعتبروا كل‬
‫اللهجات وحدة متماسكة وعدوا كل الجزيرة العربية بيئة واحدة‪ .‬ولكنا‬
‫نعتبر اللغة النموذجية الدبية بيئة واحدة ونعتبر كل لهجة أو مجموعة‬
‫‪164‬‬
‫منسجمة من اللهجات بيئة واحدة‪.‬‬

‫‪ - 3‬التحاد في العصر فالمحدثون حين ينظرون إلى المترادفات‬


‫ينظرون إليها في عهد خاص وزمن معين وهي تلك النظرة التي يعبرون‬
‫عنها بالنظرة الوصفية ل تلك النظرة التاريخية التي تتبع الكلمات‬
‫المستعملة في عصور مختلفة ثم تتخذ منها مترادفات ‪ .‬فإذا طبقت‬
‫هذه الشروط على اللغة العربية اتضح لنا أن الترادف ل يكاد يوجد في‬
‫اللهجات العربية القديمة‪ ،‬إنما يمكن أن يلتمس في اللغة النموذجية‬
‫الدبية ‪.‬‬
‫‪165‬‬

‫أما المنكرون للترادف من المحدثين العرب فمنهم الدكتور‬


‫السيد خليل و الدكتور محمود فهمي حجازي وله رأي معتدل حيث‬
‫يقول ‪ :‬يندر أن تكون هناك كلمات تتفق في ظلل معانيها اتفاقا كامل‬
‫وأما المحدثون‬ ‫ومن الممكن أن تتقارب الدللت ل أكثر ول أقل‪.‬‬
‫الغربيون فقد عّرفوا الترادف بأنه الحالة التي يكون فيها لصيغتين أو‬
‫أكثر المعنى نفسه ‪ ،‬ومن أول المنكرين للترادف من الغربيين أرسطو‬
‫" ويبدو ذلك من النص الذي نقله الدكتور إبراهيم سلمة من كتاب‬
‫الخطابة لرسطو حيث يقول ‪ :‬وكذلك الكلمة يمكن مقارنتها بالكلمة‬
‫الخرى ويختلف معنى كل منهما ‪ .‬ومن الذين أنكروا وجود الترادف من‬
‫علماء اللغة الغربيين المحدثين " بلومفيلد " حيث يقول ليس هناك‬
‫‪166‬‬
‫ترادف حقيقي ‪.‬‬

‫وبعد النظر في هذه المواقف و الراء المختلفة لدى الباحثين‬

‫‪ 164‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪ 165‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.323 .‬‬
‫مؤسسة الجامعية‬
‫‪ 166‬أحمد نعيم الكراعين‪ ،‬علم الدللة بين النظر والتطبيق )بيروت ‪ :‬ال ْ‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع‪1413 ،‬هي‪1993/‬م( الطبعة الولى‪ ،‬ص‪.109-108 .‬‬
‫‪56‬‬

‫القدامى و المحدثين العرب و الغربيين نرى أنه من التعسف الشديد‬


‫إنكار وجود الترادف في العربية وإيجاد معنى لكل اسم من أسماء‬
‫السد أو السيف ‪ ،‬وغيرها مختلف عن غيره في بعض الصفات أو‬
‫التفاصيل ‪.‬فالترادف ظاهرة لغوية طبيعية في كل لغة نشأت من عدة‬
‫لهجات متباينة في المفردات و الدللة ‪،‬وليس من الطبيعي أن تسمي‬
‫كل القبائل العربية الشيء الواحد باسم واحد وعليه نرى أن الترادف‬
‫واقع في اللغة العربية الفصحى التي كانت مشتركة بين قبائل العرب‬
‫في الجاهلية وكان من الطبيعي أن نقع على بعض الكلمات في القرآن‬
‫‪167‬‬
‫الكريم لنزوله بهذه اللغة المشتركة‪.‬‬

‫ول بأس أن نذكر أو نذ ّ‬


‫كر أخيرا بأن هناك رأيا ظل سائدا قديما‬
‫وحديثا وهو أن ل ترادف في العربية وأن هناك فروقا بين المعاني‬
‫لللفاظ التي تبدو مترادفة ذكرها العلماء في مؤلفاتهم وأوردوا لها‬
‫أمثلة ‪،‬من ذلك ما جاء في كتاب فقه اللغة للثعالبي فهو يرى أن هزال‬
‫الرجل على مراحل ‪ ،‬فالرجل هزيل ثم أعجف ثم ضامر ثم ناحل ‪ .‬و قد‬
‫يدل على درجات الحالت النفسية المتفاوتة ‪ ،‬فالهلع أشد من الفزع ‪،‬‬
‫و البث أشد من الحزن ‪ ،‬و النصب أشد من التعب و الحسرة أشد من‬
‫الندامة ‪ .‬كما أورد أبو هلل العسكري في كتابه الفروق في اللغة‬
‫أمثلة كثيرة ومتنوعة لهذه الفروق نذكر منها قوله ‪:‬‬

‫‪ (1‬الفرق بين الصفة و النعت‪ :‬أن النعت لما يتغير من الصفات‪،‬‬


‫‪168‬‬
‫و الصفة لما يتغير ول يتغير‪.‬‬

‫‪ (2‬و الفرق بين اللذة و الشهوة‪ :‬أن الشهوة توقان النفس إلى‬
‫‪169‬‬
‫ما يلذ‪ ،‬و اللذة ما تاقت إليه النفس ‪.‬‬

‫‪ (3‬الفرق بين الغضب و الغيظ و السخط و الشتياط‪ :‬أن‬


‫‪ 167‬إميل بديع يعقوب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.175 .‬‬
‫‪ 168‬أبو هلل العسكري‪ ،‬الفروق فى اللغة )بيروت ‪ :‬دار الفاق الجديدة‪ (1979 ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ،‬ص‪.21 .‬‬
‫‪ 169‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.115 .‬‬
‫‪57‬‬

‫الغضب يكون على الخرين وليس على النفس ‪ ،‬و الغيظ يكون من‬
‫النفس ‪ ،‬و السخط هو الغضب من الكبير على الصغير وليس العكس ‪،‬‬
‫‪170‬‬
‫أما الشتياط‪ :‬فهو تلك الخفة التي تلحق النسان عند الغضب‪.‬‬

‫‪ (4‬الفرق بين القد و القط‪ :‬أن القد الشق طول و القط هو‬
‫الشق عرضا‪.‬‬
‫‪171‬‬

‫‪ (5‬الفرق بين البخل و الشح‪ :‬أن الشح هو بإضافة الحرص على‬


‫البخل أي البخيل يبخل على الخرين أما الشحيح فهو يبخل على‬
‫الخرين وعلى نفسه ‪.‬‬
‫‪172‬‬

‫‪ (6‬الفرق بين السرعة و العجلة‪ :‬أن السرعة التقدم فيما ينبغي‬


‫وهي محمودة‪ ،‬ونقيضها البطاء وهو مذموم ‪ .‬و العجلة‪ :‬التقدم فيما ل‬
‫) في التأني السلمة و في‬ ‫ينبغي ونقيضها الناة‪ ،‬و الناة محمودة‬
‫العجلة الندامة (‪.‬‬
‫‪173‬‬

‫‪ (7‬الفرق بين الفوز و النجاة‪ :‬أن النجاة هي الخلص من‬


‫‪174‬‬
‫المكروه‪ ،‬و الفوز هو الخلص من المكروه و الوصول إلى المحبوب‪.‬‬

‫و يمكن تلخيص أهم أسباب الترادف حسب رأي الباحثين بما يلي‬
‫)و هذا يخص اللغة العربية دون غيرها(‪.‬‬

‫‪ - 1‬انتقال كثير من مفردات اللهجات العربية إلى لهجة قريش‬


‫بفعل طول الحتكاك بينهما وكان بين هذه المفردات كثير من اللفاظ‬
‫التي لم تكن قريش بحاجة إليها لوجود نظائرها في لغتها مما أدى إلى‬
‫نشوء الترادف في الوصاف و السماء و الصيغ ‪.‬‬

‫‪ - 2‬أخذ واضعي المعجمات عن لهجات قبائل متعددة كانت‬

‫‪ 170‬نفس المرجع‪.123 ،‬‬


‫‪ 171‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.143 .‬‬
‫‪ 172‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.170 .‬‬
‫‪ 173‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.198 .‬‬
‫‪ 174‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.205 .‬‬
‫‪58‬‬

‫مختلفة في بعض مظاهر المفردات‪ ،‬فكان من جراء ذلك أن اشتملت‬


‫المعجمات على مفردات غير مستخدمة في لغة قريش ويوجد‬
‫لمعظمها مترادفات في متن هذه اللغة ‪.‬‬

‫‪ - 3‬تدوين واضعي المعجمات كلمات كثيرة كانت مهجورة في‬


‫الستعمال ومستبدلتها ) مفردات أخرى(‪.‬‬

‫‪ - 4‬عدم تمييز واضعي المعجمات بين المعنى الحقيقي و‬


‫المعنى المجازي فكثير من المترادفات لم توضع في الصل لمعانيها بل‬
‫كانت تستخدم في هذه المعاني استخداما مجازيا ‪.‬‬
‫‪175‬‬

‫‪ - 5‬انتقال كثير من نعوت المسمى الواحد من معنى النعت‬


‫إلى معنى السم الذي تصفه فالمهند و الحسام و اليماني من أسماء‬
‫السيف يدل كل منها على وصف خاص للسيف مغاير لما يدل عليه‬
‫الخر ‪.‬‬

‫‪ - 6‬إن كثيرا من المترادفات ليس في الحقيقة كذلك‪ ،‬بل يدل‬


‫كل منها على حالة خاصة من المدلول تختلف بعض الختلف عن‬
‫الحالة التي يدل عليها غيره‪ ،‬فقد يعبر كل منها عن حالة خاصة للنظر‬
‫تختلف عن الحالت التي تدل عليها اللفاظ الخرى ف)رمق( يدل على‬
‫دجه‬
‫ح َ‬
‫النظر بمجامع العين و" لحظ " على النظر من جانب الذن و " َ‬
‫" معناه رماه ببصره مع حدة و" شفن " يدل على نظر المتعجب‬
‫الكاره و " رنا " يفيد إدامة النظر في سكون و هكذا‪.‬‬

‫‪ - 7‬انتقال كثير من اللفاظ السامية و المولدة و الموضوعة و‬


‫المشكوك في عربيتها إلى العربية وكان لكثير من هذه اللفاظ نظائر‬
‫في متن العربية ‪.‬‬

‫‪ - 8‬كثرة التصحيف في الكتب العربية القديمة وبخاصة عند ما‬

‫‪ 175‬إميل بديع يعقوب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.177 .‬‬


‫‪59‬‬

‫كان الخط العربي مجردا من العجام و الشكل ‪.‬‬


‫‪176‬‬

‫‪ - 9‬تعدد الواضع أو توسع دائرة التعبير وتكثير وسائله‪ ،‬وهو‬


‫المسمى عند أهل البيان بالفتنان أو تسهيل مجال النظم و النثر وأنواع‬
‫البديع‪ ،‬فإنه قد يصلح أحد اللفظين المترادفين للقافية أو الوزن أو‬
‫السجع دون الخر وقد يحصل التحسين و التقابل و المطابقة ونحو ذلك‬
‫بهذا دون الخر ‪.‬‬

‫‪ - 10‬استخدام دللت متعددة للمدلول الواحد على سبيل‬


‫المجاز‪.‬‬

‫‪ - 11‬أصل الحدث أي الفعل الذي يقع في محدث ما يقع من‬


‫غيره‪ .‬فيرمز الول باسم غير الثاني فالهمس ‪.‬مثل من النسان‪ ،‬و‬
‫الهيس أيضا صوت أخفاف البل‪ .‬و الهسهسة عام في كل شيء‪ .‬وقد‬
‫يكون الحدث واحدا في الحالت المختلفة ‪،‬فالخرير صوت الماء الجاري‬
‫أما إذا كان تحت ورق فهو قسيب‪ ،‬فإذا دخل في مضيق فهو فقيق‬
‫‪،‬فإذا تردد في جرة فهو بقبقة‪.‬‬
‫الترادف يعني اشتراك لفظين أو أكثر في حمل معنى واحد‬
‫باعتبار واحد أي أن يكونا من نوع واحد اسمين أو صفتين ليسا‬
‫متغايرين‪ ،‬ولكن الترادف ليس مما يتفق العلماء على القرار به في‬
‫لغتنا العربية الجميلة‪ ،‬فبعض العلماء من المتقدمين والمحدثين أقر به‬
‫واعتبر تلك اللفاظ مؤدية لمعنى واحد كالصمعي والفيروزأبادي‬
‫صاحب القاموس المحيط‪ .‬ومنهم من ل يرى ذلك كأبي منصور الثعالبي‬
‫صاحب كتاب )فقه اللغة وأسرار العربية( وكأبي هلل العسكري الذي‬
‫ترجم إنكار الترادف عمليا بتصنيف كتاب )الفروق في اللغة( ليؤكد من‬
‫خلله أن هذ اللفاظ ليست مترادفة‪ ،‬فهذا الفريق يؤمن بهذه الفكرة‬
‫ويرى أن الالفاظ التي يظن أنها مترادفة ليست كذلك حقيقة ‪ ،‬لكنها‬

‫‪ 176‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.177-176 .‬‬


‫‪60‬‬

‫متقاربة‪ ،‬وهي تحمل فروقا دقيقة بينها لم تكن تخفى على أصحاب‬
‫اللغة الذين كانت اللغة عندهم حسا وذوقا وفطرة ‪ ،‬والفصل في ذلك‬
‫كله ينبغي أن يكون للقرآن الكريم ‪ ،‬فهو )كتاب العربية الكبر( ‪ ،‬وهو‬
‫الذي جاء في ذروة البلغة العليا ‪ ،‬وهو الحاكم على اللغة المخصص‬
‫للستعمال‪ ،‬لم ينكره العرب أو يستنكروا شيئا منه‪ ،‬بل هو قد ارتقى‬
‫بلغتهم وصار المهيمن عليها والحكم بينهم‪ ،‬ومن التأمل في مواطن‬
‫ورود بعض الكلمات التي يقال بترادفها في القرآن الكريم نلحظ أن‬
‫هناك فروقا بين تلك الكلمات ن وأنه ل يجوز أن تأخذ إحداها مكان‬
‫الخرى وإل لضعف المعنى‪ ،‬سنتعرف الن على بعض المثلة القرآنية‬
‫لنرى تفريق القرآن في الستعمال بين اللفاظ المتقاربة المعنى‪.‬‬
‫يستعمل القرآن الكريم كلمة الرؤيا لما‬ ‫‪177‬‬
‫‪ -1‬الرؤيا والحلم‪:‬‬
‫يكون حقا وصدقا‪.‬‬
‫يتجلى لنا ذلك بوضوح تام في رؤيا إبراهيم أنه يذبح ولده في‬
‫سورة الصافات‪ ،‬وفي رؤيا يوسف التي تحققت بسجود والديه وإخوته‬
‫له‪ ،‬وفي رؤية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سورتي‬
‫ق‬ ‫ؤيا ِبال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ه الّر ْ‬ ‫سول َ ُ‬‫ه َر ُ‬ ‫ق الل ّ ُ‬‫صد َ َ‬
‫قد ْ َ‬ ‫السراء والفتح كقوله تعالى‪" :‬ل َ َ‬
‫سك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ؤو َ‬ ‫ن ُر ُ‬ ‫قي َ‬‫حل ّ ِ‬
‫م َ‬
‫ن ُ‬ ‫مِني َ‬
‫هآ ِ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬
‫م إِ ْ‬ ‫جد َ ال ْ َ‬
‫حَرا َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫خل ُ ّ‬
‫ل َت َد ْ ُ‬
‫ك فَْتحا ً‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫دو ِ‬‫ن ُ‬‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫جع َ َ‬ ‫موا فَ َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫م َ‬‫ن فَعَل ِ َ‬ ‫خاُفو َ‬ ‫ن ل تَ َ‬ ‫ري َ‬‫ص ِ‬‫ق ّ‬ ‫م َ‬‫وَ ُ‬
‫َ‬
‫ريبًا" ي ‪ ،‬وفي رؤيا الملك في سورة يوسف إذ قال" إ ِّني أَرى َ‬ ‫قَ ِ‬
‫‪178‬‬
‫ع‬
‫سب ْ َ‬
‫ْ‬
‫ت َيا‬ ‫سا ٍ‬ ‫خَر َياب ِ َ‬ ‫ر وَأ ُ َ‬‫ض ٍ‬‫خ ْ‬‫ت ُ‬ ‫سن ُْبل ٍ‬ ‫سب ْعَ ُ‬ ‫ف وَ َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫سب ْعٌ ِ‬‫ن َ‬ ‫ن ي َأك ُل ُهُ ّ‬‫ما ٍ‬ ‫س َ‬‫ت ِ‬ ‫قَرا ٍ‬ ‫بَ َ‬
‫َ‬ ‫مَل ُ أ َفُْتوِني ِفي ُر ْ‬ ‫َ‬
‫ث‬‫ضَغا ُ‬ ‫ن ‪َ 179.‬قاُلوا أ ْ‬ ‫ؤيا ت َعْب ُُرو َ‬‫م ِللّر ْ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ؤيايَ إ ِ ْ‬ ‫أي َّها ال ْ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪180‬‬
‫ن"‬ ‫مي َ‬ ‫حلم ِ ب َِعال ِ ِ‬ ‫ل اْل َ ْ‬ ‫ن ب ِت َأِوي ِ‬ ‫ح ُ‬‫ما ن َ ْ‬‫حلم ٍ وَ َ‬ ‫أ ْ‬
‫ونلحظ من الية الخيرة بوضوح تام أن المل ردوا عليه بأنها‬
‫أحلم ‪ ،‬وأنهم ل يعرفون تأويل الحلم مما يقطع بأن الحلم يقصد به‬
‫‪ 177‬رمضان عبد التواب‪ ،‬فصول فى فقه العربية )القاهرة ‪ :‬الناشر مكتبة الخانجى‪،‬‬
‫‪1415‬هي‪1994/‬م( الطبعة الثالثة‪ ،‬ص‪.317 .‬‬
‫‪ 178‬الفتح ‪27 :‬‬
‫‪ 179‬يوسف ‪43 :‬‬
‫‪ 180‬يوسف ‪44 :‬‬
‫‪61‬‬

‫الهواجس المختلطة والصور المشوشة التي ل تصدق وقد ظنوا أن رؤيا‬


‫الملك كذلك ‪ ،‬أما هو نفسه فقد عبر عنها بالرؤيا لنها كانت واضحة‬
‫جلية له‪ ،‬ولن الله تعالى يعلم صدق وقوعها فاختار لها هذا اللفظ‪.‬‬
‫فالخشية هي ما كان عيين يقييين صييادق بعظميية‬ ‫‪181‬‬
‫‪ -2‬الخشية والخوف‪:‬‬
‫من نخشاه وإن كنا أقوياء في عالمنا‪ ،‬أما الخوف قد يكون عيين تسييلط‬
‫بالقهر والرهاب‪ ،‬وقد يكون ناجما عن ضعف الخائف وإن كان المخوف‬
‫أمرا يسيرا‪ ،‬وعلى هذا فالخشية أعلييى مرتبيية ميين الخييوف لنهييا ثمييرة‬
‫اليقين وصدق النفعال الناجم عن ذروة الجلل‪ ،‬والخشييية فييي القييرآن‬
‫تكون من الله‪ ،‬وقد تقترن بييالمور العظيميية كييالغيب والسيياعة واليييوم‬
‫الخر‪ ،‬و)خشية الله منزلة رفيعا يختص بإدراكهييا فئة معينيية ميين النيياس‬
‫هم العلماء وأولو العقول واللباب من المؤمنين والمتبعين للييذكر وميين‬
‫الذين رضي الله عنهييم ورضييوا عنييه‪ .‬كقييوله ول تقتلييوا أولدكييم خشييية‬
‫ومييا نرسييل‬ ‫‪182‬‬
‫إملق نحن نرزقهييم وإييياكم إن قتلهييم كييان خطئا كييبيرا‪،‬‬
‫المرسلين إل مبشرين ومنذرين فمن ءامن وأصلح فل خيوف عليهيم ول‬
‫‪183‬‬
‫هم يحزنون‪.‬‬
‫ويفرق القرآن الكريم في الستعمال أيضا‬ ‫‪184‬‬
‫‪ -3‬المطر والغيث‪:‬‬
‫بين المطر والغيث ‪ ،‬فنرى المطر في مواطن العذاب ولنتقام كقوله‬
‫مط َُر‬ ‫َ‬
‫ساَء َ‬‫طرا ً فَ َ‬ ‫م َ‬‫م َ‬ ‫مط َْرَنا عَل َي ْهِ ْ‬
‫تعالى في سورتي الشعراء والنمل‪" :‬وَأ ْ‬
‫طرا ً‬‫م َ‬ ‫َ‬
‫مط َْرَنا عَل َي ْهِ ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫من ْذ َِري َ‬
‫‪185‬‬
‫م َ‬ ‫ن" ‪ ،‬وقوله عز وجل في العراف‪ " :‬وَأ ْ‬
‫ن" ‪ ،186‬أما الغيث فيغلب وروده في‬ ‫مي َ‬
‫جرِ ِ‬ ‫ة ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫عاقِب َ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ف َ‬
‫كا َ‬ ‫َفان ْظ ُْر ك َي ْ َ‬
‫مواطن الرحمة والخير المقترن بالبشرى والخصب والنماء‪ ،‬قال‬
‫ه وَهُوَ‬
‫مت َ ُ‬
‫ح َ‬
‫شُر َر ْ‬ ‫ما قَن َ ُ‬
‫طوا وَي َن ْ ُ‬ ‫ن ب َعْدِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ل ال ْغَي ْ َ‬
‫ث ِ‬ ‫سبحانه‪ " :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬
‫ذي ي ُن َّز ُ‬
‫د"‪ .187‬ويمتد الفرق بين اللفاظ إلى استعمال الجمع‬ ‫مي ُ‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ال ْوَل ِ ّ‬
‫‪ 181‬رمضان عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.317.‬‬
‫‪ 182‬السراء ‪.31 :‬‬
‫‪ 183‬النعام ‪.48 :‬‬
‫‪ 184‬رمضان عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.317.‬‬
‫‪ 185‬الشعراء ‪173 :‬‬
‫‪ 186‬العراف ‪84 :‬‬
‫‪ 187‬الشورى ‪28 :‬‬
‫‪62‬‬

‫والمفرد منها‪ ،‬فلكل موضع يناسب المقام الذي يذكر فيه‪ ،‬فحين ُتفَرد‬
‫الرياح بالذكر فإنها تحمل العذاب كقوله تعالى في سورة القمر‪" :‬إ ِّنا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫س ك َأن ّهُ ْ‬
‫مّر‪ .‬ت َن ْزِعُ الّنا َ‬ ‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ٍ‬ ‫صرا ً ِفي ي َوْم ِ ن َ ْ‬‫صْر َ‬‫م ِريحا ً َ‬ ‫سل َْنا عَل َي ْهِ ْ‬
‫أْر َ‬
‫قعِر" ‪ ،‬وفي سورة السراء "أ َم أ َمنت َ‬ ‫َ‬
‫م ِفيهِ َتاَرةً‬ ‫ن ي ُِعيد َك ُ ْ‬‫مأ ْ‬ ‫ْ ِ ُْ ْ‬ ‫من ْ َ ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫خ ٍ‬ ‫جاُز ن َ ْ‬‫أع ْ َ‬
‫دوا‬‫ج ُ‬ ‫م ل تَ ِ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫فْرت ُ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ن الّريِح فَي ُغْرِقَك ُ ْ‬ ‫صفا ً ِ‬
‫م َ‬ ‫م َقا ِ‬‫ل عَل َي ْك ُ ْ‬
‫س َ‬ ‫خَرى فَي ُْر ِ‬ ‫أُ ْ‬
‫م عَل َي َْنا ب ِهِ ت َِبيعا ً" أما إن جاءت الرياح بالجمع فإنها تدل على الرحمة‬
‫ل َك ُ ْ‬
‫والبركة ‪ ،‬أو مبشرة بنعمة تأتي من بعد كالغيث والخصاب ‪ ،‬قال عز‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫موهُ وَ َ‬ ‫قي َْناك ُ ُ‬ ‫ماًء فَأ ْ‬
‫س َ‬ ‫ماِء َ‬
‫س َ‬
‫ن ال ّ‬‫م َ‬ ‫ح فَأن َْزل َْنا ِ‬ ‫ح لَ َ‬
‫واقِ َ‬ ‫سل َْنا الّرَيا َ‬
‫وجل‪" :‬وَأْر َ‬
‫َ‬
‫ي‬ ‫شرا ً ب َي ْ َ‬
‫ن ي َد َ ْ‬ ‫ح بُ ْ‬ ‫س ُ‬
‫ل الّرَيا َ‬ ‫ذي ي ُْر ِ‬‫خازِِنين" ‪ ،‬وقال أيضا‪" :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬ ‫م لَ ُ‬
‫ه بِ َ‬ ‫أن ْت ُ ْ‬
‫مته" ‪.‬‬
‫ح َ‬
‫َر ْ‬
‫دأب المفسرون على تعريف أحدهما‬ ‫‪188‬‬
‫‪ -4‬الريب والشك‪:‬‬
‫بالخر‪ ،‬والحقيقة أن بينهما تقاربا في المعنى يسوغ ذلك ‪ ،‬ويسوغ له أن‬
‫ألفاظ العربية ي حسب المنكرين للترادف ي ل يمكن أن يحل أحدها‬
‫مكان الخر‪ ،‬فالريب والشك بينهما فروق في المعنى‪ ،‬وأكثر ما يؤكد‬
‫الفرق بينهما أن الريب جاء وصفا للشك في عدة مواقع من القرآن‬
‫ة‬
‫م ٌ‬‫ول ك َل ِ َ‬ ‫ف ِفيهِ وَل َ ْ‬ ‫خت ُل ِ َ‬ ‫ب َفا ْ‬‫سى ال ْك َِتا َ‬ ‫مو َ‬ ‫قد ْ آت َي َْنا ُ‬ ‫الكريم‪ ،‬كقوله ‪ " :‬وَل َ َ‬
‫ب " هود‪ .‬وقوله‬ ‫ري ٍ‬
‫م ِ‬‫ه ُ‬ ‫من ْ ُ‬‫ك ِ‬ ‫ش ّ‬‫في َ‬ ‫م لَ ِ‬
‫م وَإ ِن ّهُ ْ‬ ‫ي ب َي ْن َهُ ْ‬‫ض َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ك لَ ُ‬
‫ن َرب ّ َ‬‫م ْ‬‫ت ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫سب َ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫عه ِ ْ‬ ‫شَيا ِ‬‫ل ب ِأ َ ْ‬
‫ما فُعِ َ‬‫ن كَ َ‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫شت َُهو َ‬ ‫ن َ‬ ‫م وَب َي ْ َ‬ ‫ل ب َي ْن َهُ ْ‬‫حي َ‬ ‫تعالى في سبأ‪ " :‬وَ ِ‬
‫ب" ‪ ،‬والشيء ل يوصف بنفسه ولكن‬ ‫ري ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫ك ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫كاُنوا ِفي َ‬ ‫م َ‬‫ل إ ِن ّهُ ْ‬‫قَب ْ ُ‬
‫يوصف بوصف يقاربه معنى‪ ،‬وهذا يؤكد قول المنكرين للترادف‬
‫الباحثين عن الفروق‪ .‬فالشك هو التداخل الداعي إلى الغموض وعدم‬
‫استبانة المور‪ ،‬والتردد‪ .‬أما الريب فهو شك مع تهمة مصحوبة بقلق‬
‫النفس واضطرابها‪ ،‬والشك المريب هو التردد الموقع في القلق‬
‫‪189‬‬
‫والضطراب‪.‬‬

‫‪ 188‬رمضان عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.317.‬‬


‫‪189 http://www.moeforum.net/vb1/showthread.php?t=3112.‬‬
‫‪63‬‬

‫ج‪ -‬الضداد فى القرآن‬


‫‪ (1‬مفهوم التضاد في اللغة‪.‬‬
‫ده‪ .‬وهو فرع من‬
‫التضاد أن يطلق اللفظ الواحد على المعنى وض ّ‬
‫ن اللفظ‬
‫غير أ ّ‬ ‫‪190‬‬
‫المشترك اللفظي أي اللفظ الذي له أكثر من دللة‪،‬‬
‫ن الختلف بينهما‬
‫من الضداد له معنيان أحدهما نقيض الخر‪ ،‬أي أ ّ‬
‫اختلف تضاد ل اختلف تنوع وتغاير كما هي الحال في المشترك‬
‫اللفظي‪ .‬قال أحمد ابن فارس )ت ‪395‬هي(‪" :‬ومن سنن العرب في‬
‫دين باسم واحد‪ ،‬نحو )الجون( للسود‬
‫موا المتضا ّ‬
‫ن يس ّ‬
‫السماء أ ْ‬
‫ن العرب تأتي باسم‬
‫و)الجون( للبيض‪ .‬وأنكر ناس هذا المذهب‪ ،‬وأ ّ‬
‫ن العرب تسمي‬‫ن الذين َرَووا أ ّ‬ ‫ده‪ .‬وهذا ليس بشيء‪ ،‬وذلك أ ّ‬ ‫لشيء وض ّ‬
‫مي‬
‫ن العرب ُتس ّ‬ ‫السيف مهّندا ً والفرس ط ِْرَفا‪ ،‬هم الذين َرَووا أ ّ‬
‫‪191‬‬
‫دين باسم واحد "‪.‬‬
‫المتضا ّ‬

‫‪ (2‬بعض ألفاظ الضداد في القرآن الكريم‪.‬‬


‫ن من أهم السباب التي دفعت اللغويين إلى التأليف في‬
‫إ ّ‬
‫الضداد‪ ،‬هو ورود طائفة منها في القرآن الكريم‪ ،‬وقد صرح بذلك أبو‬
‫حاتم السجستاني )ت نحو ‪255‬هي( في مقدمة كتابه في الضداد‪ ،‬حيث‬
‫دنا من الضداد في كلمهم والمقلوب‬ ‫مَلنا على تأليفه أّنا و َ‬
‫ج ْ‬ ‫ح َ‬
‫قال‪َ " :‬‬
‫شيئا ً كثيرًا‪ ،‬فأوضحنا ما حضر منه إذ كان يجيء في القرآن )الظن(‬
‫يقينا ً وشكًا‪ ،‬و)الرجاء( خوفا ً وطمعًا‪ ،‬وهو مشهور في كلم العرب…‬
‫ن الله عّز وجل حين‬ ‫ن يكون ل يرى من ل يعرف لغات العرب أ ّ‬ ‫دنا أ ْ‬
‫فأَر ْ‬
‫ح‬ ‫ن ي َظ ُّنو َ‬
‫ن…(‪ ، 192‬مد َ َ‬ ‫ن‪ ،‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫شِعي َ‬ ‫قال‪ ) :‬وَإ ِن َّها ل َك َِبيَرةٌ إ ِل ّ عََلى ال َ‬
‫خا ِ‬
‫كين في لقاء ربهم وإنما المعنى‪) :‬يستيقنون(‪ ،‬وكذلك في صفة‬ ‫الشا ّ‬

‫م اقَْرُءوا ك َِتاب ِي َ ْ‬
‫ه‪ ،‬إ ِّني‬ ‫من ُأوتي كتابه بيمينه من أهل الجنة‪َ ) :‬‬
‫هاؤُ ُ‬

‫‪ 190‬أحمد مختار عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.147.‬‬


‫‪ 191‬أحمد نعيم الكراعين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.122.‬‬
‫‪ 192‬البقرة ‪46-45 :‬‬
‫‪64‬‬

‫ت‪ 193(..‬يريد‪) :‬إّني أيقنت(‪ ،‬ولو كان شاكا ً لم يكن مؤمنا‪ ،‬وأما‬ ‫ظ ََنن ُ‬
‫ش ّ‬
‫كا ٌ‬
‫ك‬ ‫ظنا ّ (‪ 194‬فهؤلء ُ‬
‫ن إ ِل ّ َ‬
‫ة ِإن ن ّظ ُ ّ‬
‫ساعَ ُ‬
‫ما ال ّ‬ ‫قوله‪ ) :‬قُل ُْتم ّ‬
‫ما ن َد ِْري َ‬
‫‪195‬‬
‫كفاٌر‪.‬‬
‫ن الدفاع عن ظاهرة التضاد‬
‫ويرى أكثر الدارسين من اللغويين أ ّ‬
‫الدللي في اللغة العربية والهتمام بها من قبل اللغويين القدامى‪ ،‬كان‬
‫لغرض الدفاع عما ورد منها في القرآن الكريم‪ ،‬ومن أجل الرد على‬
‫الشعوبيين الذين كانوا ُيزرون بالعرب‪ ،‬ويصمون لغتهم بالعجز عن‬
‫التعبير بشكل واضح‪ ،‬والفتقار إلى الدقة‪ ،‬وقد أشار إلى هؤلء ابن‬
‫النباري في مقدمة كتابه في الضداد فقال‪ " :‬ويظن أهل البدع والزيغ‬
‫ن ذلك كان منهم‪ ،‬لنقصان حكمتهم وقلة بلغتهم‪،‬‬
‫والزراء بالعرب‪ ،‬أ ّ‬
‫ويرد على‬ ‫وكثرة اللتباس في محاوراتهم‪ ،‬عند اتصال مخاطباتهم "‪.‬‬
‫‪196‬‬

‫هؤلء بقوله‪:‬‬
‫ن " كلم العرب يصحح بعضه بعضا ً ويرتبط أوله بآخره‪ ،‬ول‬
‫إ ّ‬
‫يعرف معنى الخطاب منه إل باستيفائه واستكمال جميع حروفه‪ ،‬فجاز‬
‫دين‪ ،‬لّنها تتقدمها ويأتي‬
‫وقوع اللفظة الواحدة على المعنَيين المتضا ّ‬
‫بعدها ما يدل على خصوصية أحد المعنَيين دون الخر‪ ،‬ول يراد بها في‬
‫ن مرد ّ المر في‬
‫فهو يؤكد أ ّ‬ ‫‪197‬‬
‫حال التكلم والخبار إل معنى واحد "‪.‬‬
‫مسألة الضداد في اللغة‪ ،‬إلى سياق الكلم وارتباط أوله بآخره‪ ،‬وإلى‬
‫‪198‬‬
‫قرائن الحال التي يكون فيها الناس في لحظة التخاطب‪.‬‬
‫فالدفاع عن ظاهرة الضداد في اللغة العربية دفاع بالضرورة‬
‫عما ورد منها في القرآن الكريم كذلك‪ .‬وقد أثير نقاش واسع في‬
‫مسألة الضداد في القرآن الكريم لدى أهل اللغة‪ ،‬بين منكر ومثبت‬

‫‪ 193‬الحاقة ‪20-19 :‬‬


‫‪ 194‬الجاثية ‪32 :‬‬
‫‪ 195‬حسين حامد الصالح‪ ،‬ظاهرة التضاد الدللي فى القرآن الكريم وأثرها فى المعنى‬
‫)د‪.‬م‪:‬مجلة دراسات يمنية العدد ‪ (80‬د‪.‬ت‪ ،.‬ص‪.164 .‬‬
‫‪ 196‬عبد الرحمن جلل لدين السيوطي‪ ،‬المزهر فى علوم اللغة وأنواعها )د‪.‬م ‪:‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬د‪.‬ت( الجزء الول‪ ،‬ص‪.397 .‬‬
‫‪ 197‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪ 198‬حسين حامد الصالح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.165.‬‬
‫‪65‬‬

‫‪199‬‬
‫سع ومضيق لمفهومها وشرطها‪.‬‬
‫لوجودها فيه‪ ،‬وبين مو ّ‬
‫ن نستجلي حقيقة المر في شأنها‪ ،‬من خلل‬
‫وسوف نحاول أ ْ‬
‫دراسة بعض تلك اللفاظ القرآنية التي قيل إّنها من الضداد وما ذكره‬
‫ن نتبّين الثر الذي تركته تلك‬
‫لها أهل اللغة والمفسرون من دللت‪ ،‬وأ ْ‬
‫ن أكثر تلك‬
‫اللفاظ في معاني اليات القرآنية‪ .‬ومما ينبغي التنبيه إليه أ ّ‬
‫دين ولم يأت‬
‫اللفاظ قد جاء في القرآن الكريم بأحد معنييه الض ّ‬
‫ن القرآن‬
‫رد إل مرة واحدة في القرآن‪ ،‬أو ل ّ‬
‫ما لنه لم ي َ ِ‬
‫بالمعنى الخر‪ ،‬إ ّ‬
‫قد استعمله في إحدى دللَتيه دون الخرى‪.‬وبعض تلك اللفاظ قد فُ ّ‬
‫سر‬
‫ضدين معًا‪ ،‬وهي أقل من النوع الول‪ .‬وسوف نتناول‬
‫بالوجَهين ال ّ‬
‫بالدراسة مجموعة منتخبة من تلك اللفاظ من النوعين‪ ،‬مرتبة على‬
‫هجاء الحروف‪.‬‬
‫جعَل َْنا َ‬
‫ها ت َذ ْك َِرةً‬ ‫ن َ‬
‫ح ُ‬
‫‪ -1‬أقوى‪ :‬من )المقوين( في قوله تعالى‪ ) :‬ن َ ْ‬
‫ن(‪ .200‬قال الصمعي‪ " :‬والمقوي الذي ل زاد معه ول‬ ‫وي َ‬
‫ق ِ‬ ‫مَتاعا ً ل ّل ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫مال‪ ،‬يقال‪ :‬قد أقوت الدار من أهلها أي خلت‪ ،‬يقال‪ :‬بات فلن القواء‪.‬‬
‫ن(‪ ،201‬وفي‬
‫وي َ‬
‫ق ِ‬ ‫مَتاعا ً ل ّل ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫أي‪ :‬ل طعام عنده‪ ،‬قال الله عز وجل‪) :‬وَ َ‬
‫موضع آخر‪ :‬المقوي‪ :‬الكثير المال… والمقوي الذي له دابة قوية وظهر‬
‫قوي "‪ .‬وقال ابن السكيت كقوله‪ .‬وقال أبو حاتم السجستاني‪ " :‬رجل‬
‫و‪ ،‬أي‪ :‬قوي البل مليء… والمقوي أيضا ً الضعيف‪ ،‬قال تعالى في‬ ‫مق ٍ‬
‫ن(‪ .202‬قال النابغة‪:‬‬
‫وي َ‬
‫ق ِ‬ ‫مَتاعا ً لل ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫جعَل َْنا َ‬
‫ها ت َذ ْك َِرةً وَ َ‬ ‫ن َ‬
‫ح ُ‬
‫القيرآن‪) :‬ن َ ْ‬
‫أقْوَ ْ‬
‫ت وطال عليها سالف‬ ‫ة بالعلياء فالسندِ‬
‫يا داَر مي ّ َ‬
‫البدِ‬
‫أي‪ :‬خلت وذهب أهلها "‪.203‬فالمقوي عند الصمعي هو من ل زاد‬
‫معه ول مال‪ ،‬أي‪ :‬الضعيف الفقير‪ .‬وضد هذا المعنى عنده هو الرجل‬

‫‪ 199‬تولوس مصطفى‪ ،‬المشترك اللفظي فى القرآن الكريم )يوكياكرتا ‪ :‬مجلة الجامعة‪،‬‬


‫‪1427‬هي‪2006/‬م( جز ‪ ،44‬ص‪.129-125.‬‬
‫‪ 200‬الواقعة ‪73 :‬‬
‫‪ 201‬الواقعة ‪73 :‬‬
‫‪ 202‬الواقعة ‪73 :‬‬
‫‪ 203‬حسين حامد الصالح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.165.‬‬
‫‪66‬‬

‫ن )المقوي(‬
‫القوي الكثير المال‪ .‬وأما ما ذهب إليه السجستاني من أ ّ‬
‫تعني الرجل صاحب البل القوية‪ ،‬وتأتي بمعنى الرجل الضعيف‪ ،‬فليس‬
‫ثمة تضاد بين المعنَيين‪ ،‬فتكون هذه اللفظة على قوله من المشترك‬
‫اللفظي بمعناه العام وليس من الضداد‪.‬هذه أقوال أهل اللغة‪ ،‬أما‬
‫المفسرون فقالوا‪ :‬إن )المقوين( تعني المسافرين قاله ابن عباس‪ .204‬وقال‬
‫)ومتاع ً‬
‫للمقوين( للمستمتعين المسافر والحاضر‪ 205.‬وفي رواية‬ ‫ا‬ ‫مجاهد‪:‬‬
‫أخرى عنه‪ ،‬قال‪) " :‬للمقوين( المستمتعين بها من الناس أجمعين في‬
‫الطبخ والخبز والصطلء والستضاءة‪ ،‬ويتذكر بها نار جهنم فيستجار بالله‬
‫‪206‬‬
‫منها "‪.‬‬
‫وقد رجح الطبري قول ابن عباس فقال‪ " :‬وأولى القوال في‬
‫ذلك بالصواب عندي قول من قال عنى بذلك المسافر الذي ل زاد معه‬
‫ول شيء له‪ ،‬وأصله من قولهم‪ :‬أقوت الدار إذا خلت من أهلها‬
‫وسكانها… وقد يكون المقوي ذا الفرس القوي وذا المال الكثير في‬
‫غير هذا الموضع "‪.‬‬
‫‪207‬‬

‫ن اللفظ مأخوذ من‬


‫ن المقوي هو المسافر؛ ل ّ‬
‫والذي أرجحه أ ّ‬
‫ي أو القواء وهي الرض القفر‬
‫أقوت الدار‪ ،‬أو لن المسافر ينزل الق ّ‬
‫وقد قال بعض المفسرين‪ :‬وخص المسافر‬ ‫‪208‬‬
‫التي ل أنيس فيها‪.‬‬
‫ن أهل البادية‬
‫ن انتفاعه بها أكثر من منفعة المقيم‪ ،‬ل ّ‬
‫بالنتفاع بالنار‪ ،‬ل ّ‬
‫لبد لهم من النار يوقدونها ليل ً لتهرب منهم السباع‪ ،‬وفي كثير من‬
‫ن هذه اللفظة من‬
‫ن القول إ ّ‬
‫ح هذا المعنى فإ ّ‬
‫حوائجهم‪209.‬وإذا ص ّ‬
‫ن المقيم هو المعنى الضد للمسافر‪ ،‬أما المعاني‬
‫الضداد فيه نظر‪ ،‬ل ّ‬
‫التي ذكرت على أّنها أضداد لهذا المعنى فليس فيها ما يحمل معنى‬
‫‪ 204‬جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬تفسير الطبري )بيروت ‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪1420‬هي‪1999/‬م( الطبعة الثالثة‪،‬الجزء السابع والعشرون‪ ،‬ص‪.116.‬‬
‫‪ 205‬نفس المكان‪..‬‬
‫‪ 206‬عبد الله محمدبن أحمد النصاري القرطبي‪،‬الجامع لحكام القرآن )بيروت ‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪1420 ،‬هي‪1999/‬م( الطبعة الثالثة‪ ،‬الجزء السابع عشر‪ ،‬ص‪.221.‬‬
‫‪ 207‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.117-116.‬‬
‫‪ 208‬أبي زكرياء يحي بن زياد الفراء‪ ،‬معانى القرآن )د‪.‬م ‪ :‬د‪.‬ط( ط‪.‬ت‪ ،.‬الجزء الثالث‪،‬‬
‫ص‪.129 .‬‬
‫‪ 209‬عبد الله محمدبن أحمد النصاري القرطبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222.‬‬
‫‪67‬‬

‫الضدية‪.‬‬
‫‪ -2‬خفا‪ :‬عد ّ أهل اللغة هذه اللفظة من الضداد‪ ،‬قال الصمعي‪" :‬‬
‫ة‬
‫ساعَ َ‬
‫ن ال ّ‬
‫وأخفيت الشيء كتمته وأخفيته‪ :‬أظهرته‪ ،‬وفي القرآن‪ ) :‬إ ِ ّ‬
‫فيَها (‪ 210‬أي‪ :‬أظهرها "‪ .‬قال السجستاني‪ " :‬وأما من قرأ‬ ‫كاد ُ أ ُ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫ة أَ َ‬
‫آت ِي َ ٌ‬
‫فيها ففتح اللف فذلك معروف في معنى أظهرها‪ ،‬ومن ذلك قول‬ ‫)أخ ِ‬
‫امرئ القيس يذكر فرسا ً جرى جريا ً أخرج الحشرات من أنفاقها‪:‬‬
‫ي‬
‫ن ودقٌ من عش ّ‬
‫خفاه ّ‬ ‫ن كأّنما‬
‫ن من أنفاقه ّ‬
‫فاهُ ّ‬
‫خ َ‬
‫َ‬
‫‪211‬‬
‫جّلب "‬
‫م َ‬
‫ُ‬
‫وما ذكره المفسرون في معنى هذه اللفظة على القراءة‬
‫المشهورة ل يتفق مع ما قاله أهل اللغة‪ ،‬فقد ُرِويت عن ابن عباس‬
‫ن معنى‬
‫روايات مختلفة في تفسير هذه الية‪ ،‬وكلها تتضافر على أ ّ‬
‫أخفيها‪ :‬أكتمها فل يطلع عليها أحد‪ ،‬خلفا ً لما قاله أهل الضداد من أنها‬
‫ومما قاله ابن عبا س في قوله‪) :‬أ َ َ‬
‫كاد ُ‬ ‫أفادت ضد معناها وهو )أظهرها(‪.‬‬
‫‪212‬‬
‫أحد ًغيري‪.‬‬
‫فيَهاقال‪ :‬أي ل أظهر عليها ا‬ ‫أُ ْ‬
‫خ ِ(‬
‫وقال مجاهد‪:‬‬ ‫‪213‬‬
‫وفي رواية أخرى قال‪ :‬معناه ل تأتيكم إل بغتة‪.‬‬
‫ن‬
‫ن معنى الية أكاد أخفيها من نفسي‪214.‬وهذه القوال كلها تدل على أ ّ‬
‫إ ّ‬
‫معنى )أخفيها( هو المعنى المعهود لها أي‪ :‬الستر والكتمان‪ ،‬فليس ثمة‬
‫ن من ذهب إلى‬
‫ما يوحي بوجود تضاد في دللت هذه اللفظة‪ .‬ويبدو أ ّ‬
‫أّنها من ألفاظ الضداد حملها على القراءة الثانية للية بفتح الهمزة‬
‫‪215‬‬
‫)َأخفيها(‪ ،‬وهي قراءة غير مشهورة‪ .‬ومعناها‪ :‬أزيل خفاَءها‪.‬‬
‫ن معناها‪ :‬أظهرها‪ ،‬كما رد ّ القراءة‬
‫وقد رد ّ الطبري قول من قال إ ّ‬
‫ن معناها‪:‬‬
‫جح ما ذهب إليه ابن عباس ومجاهد من أ ّ‬
‫بفتح الهمزة‪ ،‬ور ّ‬
‫‪ 210‬طه ‪15 :‬‬
‫‪ 211‬عبد الواحد بن علي أبو الطيب اللغوي‪ ،‬الضداد فى كلم العرب )دمشق‪ ،‬د‪.‬ن‪،.‬‬
‫‪1382‬هي‪1963/‬م( د‪.‬ط‪ ،.‬الجزء الول‪ ،‬ص‪.238 .‬‬
‫‪ 212‬جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء السادس عشر‪ ،‬ص‪.113.‬‬
‫‪ 213‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪ 214‬مجاهد بن جبير المكي أبو الحجاج‪ ،‬تفسير مجاهد )قطر ‪ :‬د‪.‬ن‪1396 ،.‬هي‪1976/‬م(‬
‫الطبعة الولى‪ ،‬ص‪.395 .‬‬
‫‪ 215‬إبن منظور‪ ،‬لسان العرب )د‪.‬م ‪ :‬دار المعارف‪ ،‬د‪.‬ت( د‪.‬ط‪ ،.‬الجزء السابع عشر‪،‬‬
‫ص‪.224 .‬‬
‫‪68‬‬

‫أسترها‪ ،‬فقال‪ " :‬والذي هو أولى بتأويل الية من القول‪ ،‬قول من قال‬
‫ن تأويل أهل التأويل بذلك جاء‪ ،‬والذي‬
‫معناه‪ :‬أكاد أخفيها من نفسي ل ّ‬
‫ذكر عن سعيد بن جبير من قراءة ذلك بفتح اللف قراءة ل أستجيز‬
‫القراءة بها لخلفها قراءة الحجة التي ل يجوز خلفها فيما جاءت به نقل ً‬
‫م وجهت تأويل قوله‪) :‬أكاد ُأخفيها( ‪-‬بضم‬
‫مستفيضًا‪ ،‬فإن قال قائل‪ ،‬ل ِ َ‬
‫اللف‪ -‬إلى معنى أكاد أخفيها من نفسي‪ ،‬دون توجيهه إلى معنى‪ :‬أكاد‬
‫ن للخفاء في كلم العرب وجهين أحدهما الظهار‬
‫أظهرها‪ ،‬وقد علمت أ ّ‬
‫ن الظهار في هذا الموضع أشبه بمعنى الكلم‪ ،‬إذ‬
‫والخر الكتمان‪ ،‬وأ ّ‬
‫ن يستحيل معناه‪ ،‬إذ‬
‫كان الخفاء من نفسه يكاد يكون عند السامعين أ ْ‬
‫ن يخفي أحد عن نفسه شيئا ً هو به عالم‪ ،‬والله تعالى ذكره‬
‫كان محال ً أ ْ‬
‫ل يخفى عليه خافية؟ قيل‪ :‬المر في ذلك بخلف ما ظننت‪ ،‬وإنما وجهنا‬
‫ن المعروف‬ ‫ُ‬
‫معنى أخفيها ‪-‬بضم اللف‪ -‬إلى معنى أسترها من نفسي ل ّ‬
‫من معنى الخفاء في كلم العرب الستر‪ .‬يقال‪ :‬قد أخفيت الشيء إذا‬
‫جهوا معناه إلى الظهار اعتمدوا على بيت لمرئ‬
‫ن الذين و ّ‬
‫سترته‪ ،‬وأ ّ‬
‫القيس بن عابس الكندي‪:‬‬
‫ب ل نقعدِ‬
‫ن تبعثوا الحر َ‬
‫وإ ْ‬ ‫خِفه‬
‫ن تدفنوا الداء ل ن ُ ْ‬
‫فإ ْ‬
‫ن اعتمادهم في‬
‫بضم النون من )ل ُنخفه( ومعناه‪ :‬ل نظهره‪ ،‬فكأ ّ‬
‫توجيه الخفاء في هذا الموضع إلى الظهار على ما ذكروا من سماعهم‬
‫هذا البيت على ما وصفت من ضم النون من ُنخفه‪ .‬وقد أن َ‬
‫شد َِني الثقة‬
‫فه( ‪-‬بفتح النون‪ -‬من )نخفه( من‬
‫خ ِ‬
‫ن تدفنوا الداء ل ن َ ْ‬
‫عن الفراء‪) :‬فإ ْ‬
‫خفيته َأخفيه وهو أولى بالصواب‪ ،‬لنه المعروف من كلم العرب‪ ،‬فإذا‬
‫كان ذلك كذلك‪ ،‬وكان الفتح في اللف من )أخفيها( غير جائز عندنا لما‬
‫ن معنى ذلك‪ :‬أكاد أسترها من‬
‫ذكرنا‪ ،‬ثبت وصح الوجه الخر وهو أ ّ‬
‫‪216‬‬
‫نفسي‪.‬‬
‫فل حجة بعد قول ابن عباس ومجاهد وقول الطبري هذا لمن‬

‫جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء السابع عشر‪ ،‬ص‪.114 .‬‬ ‫‪216‬‬
‫‪69‬‬

‫ن تلك اللفظة جاءت في الية بضد معناها المعروف‪ ،‬إل على‬


‫يزعم أ ّ‬
‫ن‬
‫ن اختلف بناء الكلمة من الممكن أ ْ‬
‫قراءة من قرأها بفتح الهمزة‪ ،‬ل ّ‬
‫ن‬
‫يتبعه اختلف في دللتها‪ .‬ولم يختلف أهل اللغة ول المفسرون في أ ّ‬
‫ما ِفي‬
‫دوا َ‬‫)خفا( قد دلت على الستر والكتمان في قوله تعالى‪ ) :‬وَِإن ت ُب ْ ُ‬
‫ه (‪ 217‬وفي قوله تعالى‪ ) :‬قُ ْ‬
‫ل ِإن‬ ‫كم ب ِهِ الل ّ ُ‬ ‫سب ْ ُ‬‫حا ِ‬
‫فوهُ ي ُ َ‬ ‫م أ َوْ ت ُ ْ‬
‫خ ُ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫َأن ُ‬
‫ن السياق كان حاسما ً‬ ‫فوا ما في صدورك ُ َ‬
‫ه الل ّ ُ‬
‫ه (‪ 218‬ل ّ‬ ‫دوهُ ي َعْل َ ْ‬
‫م ُ‬ ‫م أوْ ت ُب ْ ُ‬ ‫ُ ُ ِ ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫خ ُ‬‫تُ ْ‬
‫‪219‬‬
‫في توجيه دللة اللفظة إلى معنى الكتمان والتغطية‪.‬‬
‫‪ -3‬رجا‪ :‬عَد ّ أهل اللغة )رجا( من ألفاظ الضداد‪ ،‬فقد قال‬
‫ملته‪ ،‬وما رجوته‪ ،‬أي ما‬ ‫الصمعي‪» :‬ويقال‪ :‬ما رجوت فلنًا‪ ،‬أي ما أ ّ‬
‫ن ل ِل ّهِ وََقارا ً (‪ ، 220‬أي ل‬
‫جو َ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬
‫م ل َ ت َْر ُ‬ ‫خفته‪ ،‬وقال الله جل وعز‪َ ) :‬‬
‫تخافون لله عظمة‪ "..‬وقال السجستاني‪ " :‬والرجاء يكون طمعا ً ويكون‬
‫ه‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذاب َ ُ‬ ‫خاُفو َ‬ ‫ه وَي َ َ‬
‫مت َ ُ‬
‫ح َ‬
‫ن َر ْ‬ ‫جو َ‬ ‫خوفًا‪ ،‬وفي القرآن في معنى الطمع‪ ) :‬وَي َْر ُ‬
‫من‬ ‫ة ّ‬ ‫م ً‬ ‫ب إ ِل ّ َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫ك الك َِتا ُ‬ ‫قى إ ِل َي ْ َ‬ ‫جو َأن ي ُل ْ َ‬
‫ت ت َْر ُ‬ ‫ما ُ‬
‫كن َ‬
‫‪221‬‬
‫( ‪ ،‬وقوله تعالى‪ ) :‬وَ َ‬
‫من رب ّ َ‬
‫ك‬ ‫مة ٍ ّ‬
‫ح َ‬
‫م اب ْت َِغاَء َر ْ‬
‫ن عَن ْهُ ُ‬
‫ض ّ‬
‫ما ت ُعْرِ َ‬ ‫َ ‪222‬‬
‫ك( ‪ ،‬وقوله تعالى‪ ) :‬وَإ ِ ّ‬ ‫رب ّ‬
‫ها (‪ … 223‬والرجاء في القرآن في معنى الخوف كثير‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫جو َ‬‫ت َْر ُ‬
‫‪،‬‬ ‫‪225‬‬
‫قاَءَنا (‬
‫ن لِ َ‬ ‫ن ل َ ي َْر ُ‬
‫جو َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫‪ ،‬و) َقا َ‬ ‫‪224‬‬
‫ه(‬
‫قاَء َرب ّ ِ‬
‫جو ل ِ َ‬
‫ن ي َْر ُ‬ ‫من َ‬
‫كا َ‬ ‫)فَ َ‬
‫‪226‬‬
‫‪ ،‬وهو كثير‪.‬‬ ‫خَر (‬
‫م ال ِ‬
‫جوا الي َوْ َ‬
‫وقوله تعالى‪َ ) :‬واْر ُ‬
‫وقد تقلبت دللت هذه اللفظة عند المفسرين بين دللتي الخوف‬
‫والطمع‪ ،‬وقد أشار إلى معنى الخوف ابن عباس في تفسير قوله‬
‫فقال‪ :‬أي مالكم ل تعظمون‬ ‫‪227‬‬
‫ن ل ِل ّهِ وََقارا ً (‬
‫جو َ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬
‫م ل َ ت َْر ُ‬ ‫تعالى‪َ ) :‬‬

‫‪ 217‬البقرة ‪284 :‬‬


‫‪ 218‬آل عمران ‪29 :‬‬
‫‪ 219‬عبد الله محمدبن أحمد النصاري القرطبي‪،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪.421‬‬
‫نوح ‪13 :‬‬ ‫‪220‬‬
‫السراء ‪57 :‬‬ ‫‪221‬‬
‫القصص ‪86 :‬‬ ‫‪222‬‬
‫السراء ‪28 :‬‬ ‫‪223‬‬
‫الكهف ‪110 :‬‬ ‫‪224‬‬
‫يونس ‪15 :‬‬ ‫‪225‬‬
‫العنكبوت ‪36 :‬‬ ‫‪226‬‬
‫نوح ‪13 :‬‬ ‫‪227‬‬
‫‪70‬‬

‫وقال مجاهد‪ :‬أي مالكم ل تبالون عظمة ربكم‪.‬‬ ‫‪228‬‬


‫الله حق عظمته‪،‬‬
‫‪229‬‬
‫والرجاء‪ :‬الطمع والمخافة‪.‬‬
‫م‬
‫ن عَن ْهُ ُ‬
‫ض ّ‬
‫ما ت ُعْرِ َ‬
‫وجاءت بمعنى )الطمع( في قوله تعالى‪ ) :‬وَإ ِ ّ‬
‫ها (‪ ، 230‬قال ابن عباس‪ :‬ابتغاء رزق‪ 231،‬وقال‬ ‫جو َ‬ ‫من رب ّ َ‬
‫ك ت َْر ُ‬ ‫مة ٍ ّ‬
‫ح َ‬
‫اب ْت َِغاَء َر ْ‬
‫ن عد ّ )الرجاء( من ألفاظ‬
‫مجاهد‪ :‬انتظار رزق الله عز وجل‪ .‬ويبدو لي أ ّ‬
‫الضداد فيه شيء من التجوز والتوسيع لمفهوم التضاد وإنما هو من‬
‫المشترك اللفظي‪ ،‬لن الخوف والطمع ليسا متضادين في حقيقة‬
‫المر‪ ،‬فالخوف ضده التجلد والشجاعة‪ ،‬والطمع ضده اليأس وانقطاع‬
‫المل‪ ،‬فليس ثمة تضاد بين المعنيين‪.‬‬
‫‪ -4‬سجر‪ :‬قال أهل اللغة‪ :‬إن )المسجور( من ألفاظ الضداد‪،‬‬
‫جور‬
‫س ُ‬
‫م ْ‬ ‫وتعني الفارغ والملن معًا‪ ،‬واستدلوا بقوله تعالى‪َ ) :‬وال ْب َ ْ‬
‫حرِ ال َ‬
‫ت(‪ ،233‬قال الصمعي‪ " :‬ويقال‪:‬‬ ‫جَر ْ‬
‫س ّ‬
‫حاُر ُ‬ ‫ِ(‪ ، 232‬وقوله‪ ) :‬وَإ ِ َ‬
‫ذا الب ِ َ‬
‫حاُر‬ ‫المسجور‪ :‬المملوء‪ ،‬والمسجور‪ :‬الفارغ‪ ،‬قال الله جل وعز‪) :‬وَإ ِ َ‬
‫ذا الب ِ َ‬
‫ت( أي‪ :‬فُّرغ بعضها في بعض‪ ،‬وحكى أبو عمرو‪ :‬سجر السي ُ‬
‫ل‬ ‫جَر ْ‬
‫س ّ‬
‫ُ‬
‫ة يسجرها سجرا ً إذا ملها‪ ،‬والبحر المسجور‬
‫ت‪ ،‬والنهَر والصنع َ‬
‫الفرا َ‬
‫الملن… ويقال‪ :‬هذا ماء سجر إذا كان ماء بئر قد ملها السيل‪.‬‬
‫وقال أبو حاتم السجستاني‪ " :‬وقالوا‪ :‬المسجور المملوء… وقال‬
‫بعضهم المسجور الفارغ‪ ،‬بلغني ذاك ول أدري ما الصواب‪ ،‬ول أقول في‬
‫)البحر المسجور( شيئا ً ول )وإذا البحار سجرت( لنه قرآن فأنا أثق به‪،‬‬
‫وقالوا‪ :‬قالت جارية بالحجاز‪ :‬إن حوضكم لمسجور‪ .‬ولم تكن فيه‬
‫قطرة‪ ،‬قال أبو حاتم‪ :‬يمكن أن يكون هذا على التفاؤل‪ ،‬كما يقال‬
‫للعطشان‪ :‬ريان‪ ،‬وللملدوغ‪ :‬السليم‪.‬‬
‫ما المفسرون فقد اختلفوا في معنى‬
‫هذا قول أهل اللغة‪ ،‬أ ّ‬
‫جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء التابع والعشرون‪ ،‬ص‪.59 .‬‬ ‫‪228‬‬
‫نفس المكان‪..‬‬ ‫‪229‬‬
‫السراء ‪28 :‬‬ ‫‪230‬‬
‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪231‬‬
‫الطور ‪6 :‬‬ ‫‪232‬‬
‫التكوير ‪6 :‬‬ ‫‪233‬‬
‫‪71‬‬

‫جوِر( فقال بعضهم‪:‬‬


‫س ُ‬
‫م ْ‬ ‫)المسجور( في قوله تعالى‪َ) :‬وال ْب َ ْ‬
‫حرِ ال َ‬
‫موَقد كالتنور المسجور‪ ،‬ونقل هذا القول عن مجاهد وبعض‬ ‫المسجور ال ُ‬
‫وروى الطبري‬ ‫‪235‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬المسجور المملوء‪.‬‬ ‫‪234‬‬
‫المفسرين الوائل‬
‫قولين لبن عباس في معنى المسجور‪ ،‬أحدهما‪ :‬أنه البحر الذي قد‬
‫ذهب ماؤه‪ .‬فكأنه يريد أن معناها الفارغ‪.‬‬
‫فكأنه يريد أن )البحر‬ ‫والثاني قوله‪ :‬إن معناها‪) :‬المحبوس(‬
‫‪236‬‬

‫المسجور( هو الممتلئ‪ .‬وهذان القولن يدلن على إحساس ابن عباس‬


‫أن هذه اللفظة من الضداد وأنها تحتمل المعنيين معًا‪ ،‬ولكن ليس ثمة‬
‫قرينة تقطع بأن المراد هذه الدللة أو تلك لذلك فقد تردد كلمه بين‬
‫الدللتين‪.‬‬
‫ن )المسجور( معناها‬
‫جح الطبري القول الثاني منهما وهو أ ّ‬
‫وقد ر ّ‬
‫)الممتلئ( وذلك بقرينة عقلية حيث قال‪ " :‬وأولى القوال في ذلك‬
‫عندي بالصواب قول من قال معناه‪ :‬والبحر المملوء المجموع ماؤه‬
‫بعضه في بعض‪ ،‬وذلك أن الغلب من معاني السجر اليقاد كما يقال‪:‬‬
‫فإذا كان ذلك الغلب من معاني‬ ‫سجرت التنور بمعنى أوقدت…‬
‫السجر وكان البحر غير موقد اليوم‪ ،‬وكان الله تعالى ذكره قد وصفه‬
‫بأّنه مسجور‪ ،‬فبطل عنه إحدى الصفتين وهو اليقاد‪ ،‬صحت الصفة‬
‫‪237‬‬
‫الخرى التي هي له اليوم وهو المتلء لنه كل وقت ممتلئ "‪.‬‬
‫ت(‪ ،‬فقد قال ابن عباس في‬
‫جَر ْ‬
‫س ّ‬
‫حاُر ُ‬ ‫وأما قوله تعالى‪) :‬وَإ ِ َ‬
‫ذا الب ِ َ‬
‫جُر حتى تصير نارا ً ‪،‬وقال محمد بن السائب الكلبي )ت‬ ‫س َ‬
‫تفسيرها‪ :‬ت ُ ْ‬
‫ن معنى‬
‫‪146‬هي( وهو أحد الذين أكثروا من الرواية عن ابن عباس‪ :‬إ ّ‬
‫جوِر(‪.‬‬
‫س ُ‬
‫م ْ‬ ‫ملئت‪ .‬أل ترى أنه قال‪َ) :‬وال ْب َ ْ‬
‫حرِ ال َ‬ ‫جرت( ُ‬
‫س ّ‬
‫) ُ‬
‫‪238‬‬

‫جرت( عند ابن عباس‬


‫س ّ‬
‫وقد يفهم من هذين القولين أن معنى ) ُ‬

‫‪ 234‬جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء السابع والعشرين‪ ،‬ص‪.12.‬‬
‫‪ 235‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪ 236‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪ 237‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪ 238‬جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء الثلثون‪ ،‬ص‪.43 .‬‬
‫‪72‬‬

‫في هذا الموضع ملئت لهبًا‪ .‬يقوي ذلك أيضا ً قول مجاهد إن معناها‪:‬‬
‫ُأوقدت‪ ،‬وقول عكرمة‪ :‬إن معناها أفيضت‪ .‬وهذا القول دال على المتلء‬
‫دون غموض‪ .‬فهذه القوال تكاد تتفق على أنها تعني المتلء‪ .‬وقال‬
‫آخرون ومنهم الحسن البصري وقتادة‪ :‬إن معنى )سجرت( ذهب ماؤها‬
‫‪239‬‬
‫ويبست فلم يبق فيها قطرة‪.‬‬
‫واختلف هذه القوال وترددها بين معنيين متضادين في تأويل‬
‫هذه اللفظة والتي قبلها يدل على إحساس المفسرين أنها من ألفاظ‬
‫الضداد‪ ،‬وأنها تحتمل الدللتين المتعارضتين معًا‪ ،‬ولكن ليس لديهم‬
‫جح هذه الدللة على تلك‪ .‬وقد رجح الطبري‬
‫القرائن الكافية التي تر ّ‬
‫القول الول من هذه القوال‪ ،‬أي‪) :‬ملئت( واستدل له بقرينة من‬
‫حاُر‬ ‫السياق القرآني في موضع آخر‪ ،‬وهو قوله تعالى‪ ) :‬وَإ ِ َ‬
‫ذا الب ِ َ‬
‫ت (‪ 240‬فقال‪ " :‬وأولى القوال في ذلك بالصواب قول من قال‪:‬‬ ‫فُ ّ‬
‫جَر ْ‬
‫معنى ذلك ملئت حتى فاضت فانفجرت وسالت‪ ،‬كما وصفها الله به في‬
‫ت(‪ ،‬والعرب تقول للنهر أو‬ ‫حاُر فُ ّ‬
‫جَر ْ‬ ‫الموضع الخر فقال‪) :‬وَإ ِ َ‬
‫ذا الب ِ َ‬
‫للركي المملوء‪ :‬ماء مسجور‪ ،‬ومنه قول لبيد‪:‬‬

‫متجاورا ً‬
‫مسجورةً ُ‬ ‫دعا‬
‫ص ّ‬
‫سريّ و َ‬
‫سطا عرض ال ّ‬‫فتو ّ‬
‫مها‬‫قُل ّ ُ‬
‫وهذا الثر الواضح الذي‬ ‫ويعني بالمسجورة المملوءة ماء "‪.‬‬
‫‪241‬‬

‫تركته هذه اللفظة في معنى اليتين‪ ،‬يدل على أّنها تنتمي إلى ألفاظ‬
‫الضداد حقًا‪ ،‬وليس تردد ُ المفسرين بين معنييها إل دليل ً على ذلك‪ ،‬فل‬
‫مجال إذن لنكار وجود هذا النوع من اللفاظ في اللغة أو في القرآن‬
‫الكريم‪.‬‬
‫ر(ّ من ألفاظ الضداد‪ ،‬قال‬
‫سّر‪:‬وقد ذكر مؤلفو كتب الضداد أن )أس‬
‫‪َ -5‬‬
‫الصمعي‪:‬‬
‫‪ 239‬نفس المرجع جع‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 240‬النفطار‪3:‬‬
‫‪ 241‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪73‬‬

‫" ويقال‪ :‬أسررت الحديث كتمته وأسررته أظهرته‪ ،‬قال الشاعر وهو‬
‫الفرزدق‪:‬‬
‫سّر الحروريّ الذي‬
‫أ َ‬ ‫فه‬
‫ج جّرد سي َ‬
‫فلما رأى الحجا َ‬
‫كان أضمرا‬
‫أي‬ ‫‪242‬‬
‫ب(‬ ‫ما َرأ َُوا العَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫ة لَ ّ‬
‫م َ‬
‫دا َ‬
‫سّروا الن ّ َ‬
‫َ‬ ‫وقال الله ج ّ‬
‫ل ثناؤه‪ ) :‬وَأ َ‬
‫أظهروها "‪ .‬وقال السجستاني‪ " :‬وقال أبو عبيدة‪ :‬أسررت الشيَء‬
‫َ‬
‫ة لَ ّ‬
‫ما‬ ‫م َ‬
‫دا َ‬ ‫أخفيته وأظهرته أيضًا‪ ،‬وكان يقول في هذه الية‪) :‬وَأ َ‬
‫سّروا الن ّ َ‬
‫أث ُبقوله في هذا والله أعلم‪ ،‬وقد زعموا أن‬ ‫ب( أظهروها‪ ،‬ول ق‬ ‫َرأ َُوا العَ َ‬
‫ذا َ‬
‫الفرزدق قال‪ :‬فلما رأى الحجاج‪) ..‬البيت(‪.‬‬
‫ول أثق أيضا ً بقول الفرزدق في القرآن‪ ،‬ول أدري لعّله قال‪ :‬الذي‬
‫كان أظهرا أي كتم ما كان عليه‪ )"..‬ولم أقف على قول أبي عبيدة‬
‫ن يكون قد ذكره في كتاب آخر‬ ‫المذكور في كتابه )مجاز القرآن( ‪ ،‬إل أ ْ‬
‫وى‬ ‫َ‬
‫ج َ‬
‫سّروا الن ّ ْ‬
‫له لم يصلنا‪ ،‬وقال أبو عبيدة في تفسير قوله تعالى‪ ) :‬وَأ َ‬
‫موا (‪ " :243‬أسروا من حروف الضداد أي أظهروا " وجاء في‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫)اللسان(‪ " :‬قال شمر‪ :‬لم أجد هذا البيت للفرزدق‪ ،‬وما قال غير أبي‬
‫ة(‪ ،‬أي أظهروها‪ ،‬قال‪ :‬ولم أسمع ذلك‬‫م َ‬ ‫َ‬
‫دا َ‬
‫سّروا الن ّ َ‬
‫عبيدة في قوله‪) :‬وَأ َ‬
‫لغيره‪ .‬قال الزهري‪ :‬وأهل اللغة أنكروا قول أبي عبيدة أشد ّ النكار‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬أسروا الندامة… أخفوها‪ ،‬قال الزجاج‪ :‬وهو قول المفسرين "‪.‬‬
‫سّروا‬ ‫َ‬
‫وقد ذكر أبو الطيب اللغوي أن ابن عباس كان يقول‪) :‬وَأ َ‬
‫سّروا‬ ‫َ‬
‫وقال الفراء في تفسيرها‪) :‬وَأ َ‬
‫ة( أي‪ :‬أخفوها في أنفسهم‪.‬‬
‫م َ‬
‫دا َ‬
‫الن ّ َ‬
‫روها من سفلتهم الذين أضلوهم‪،‬‬
‫دا(‪َ:‬مَة" يعني الرؤساء من المشركين أس ّ‬
‫الن ّ َ‬
‫فأسروها أي أخفوها "‪244‬ولم يذكر أنها من الضداد‪ .‬أما الية الثانية‪ ،‬وهي‬
‫َ‬
‫موا (‪ ، 245‬فلم أجد فيها قول ً‬‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫وى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ج َ‬
‫سّروا الن ّ ْ‬
‫قوله تعالى‪ ) :‬وَأ َ‬

‫يونس ‪54 :‬‬ ‫‪242‬‬


‫النبياء ‪3 :‬‬ ‫‪243‬‬
‫أبي زكرياء يحي بن زياد الفراء‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.469.‬‬ ‫‪244‬‬
‫النبياء ‪3 :‬‬ ‫‪245‬‬
‫‪74‬‬

‫وأكثر المفسرين على أن معنى )أسروا(‬ ‫‪246‬‬


‫لبن عباس أو مجاهد‪،‬‬
‫صفوا‬
‫أخفوا‪ ،‬قال الفراء‪ " :‬وإنما قيل‪) :‬وأسروا( لّنها للناس الذين و ِ‬
‫وقال الزمخشري‪ " :‬فإن قلت‪ :‬النجوى… ل تكون إل‬ ‫‪247‬‬
‫باللهو واللعب‪.‬‬
‫خفية‪ ،‬فما معنى قوله‪) :‬وأسروا(؟ قلت‪ :‬معناه وبالغوا في إخفائها أو‬
‫وبناء‬ ‫جعلوها بحيث ل يفطن أحد لتناجيهم ول يعلم أنهم متناجون "‪.‬‬
‫‪248‬‬

‫ن نسبة هذه اللفظة إلى الضداد هي‬


‫على ما تقدم فإّنه يمكننا القول‪ :‬إ ّ‬
‫موضع شك‪ ،‬ومما يقوي هذا الشك في انتمائها إلى الضداد‪ ،‬أنه ل يوجد‬
‫أثر لمعانيها التي قيل إنها متضادة في تفسير اليات‪ ،‬حيث لم يذكر‬
‫الثقات من المفسرين إل المعنى المعروف لها وهو الخفاء والكتمان‪.‬‬
‫شَرى( من الضداد‪ ،‬وهي تعني‬ ‫ن) َ‬ ‫‪َ -6‬‬
‫شرى‪ :‬قال أهل اللغة إ ّ‬
‫البيع والشراء معًا‪ .‬قال الصمعي‪ " :‬شراه ملكه بالبيع وأيضا ً باعه‪ ،‬فمن‬
‫ه‬
‫س ُ‬
‫ف َ‬‫ري ن َ ْ‬ ‫ش ِ‬‫من ي َ ْ‬ ‫س َ‬‫ن الّنا ِ‬‫م َ‬
‫الشراء بمعنى البيع قول الكتاب العزيز‪ ) :‬وَ ِ‬
‫س‬
‫خ ٍ‬ ‫ن بَ ْ‬‫م ٍ‬‫شَروْهُ ب ِث َ َ‬‫ت الل ّهِ (‪ 249‬أي‪ :‬يبيعها وقوله تعالى‪ ) :‬وَ َ‬
‫ضا ِ‬
‫مْر َ‬
‫اب ْت َِغاَء َ‬
‫‪250‬‬
‫"‪.‬‬ ‫(‬
‫وقال السجستاني‪ " :‬وقالوا‪ :‬شريت الشيء بعته واشتريته‪ ،‬وبعته أوضح‬
‫من‬ ‫‪251‬‬
‫خَرة ( ‪ ،‬و ) َ‬
‫حَياة َ الد ّن َْيا ِبال ِ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫شُرون َ ال َ‬ ‫الوجهين‪ ،‬وفي القرآن‪ ) :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫‪252‬‬
‫يبيعها‪ ،‬ومن ذلك سمي الشاري والشراة من الخوارج"‪.‬‬
‫س‪:‬هُ (‬
‫ري ن َْف َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ش ِ‬
‫ولم أجد في معنى )الشراء( في الية الولى‪] ،‬البقرة‪،[207:‬‬
‫قول ً لبن عباس أو تلميذه مجاهد‪ .‬وقال أبو عبيدة‪ :‬يشري نفسه‪:‬‬
‫ه‬ ‫ما َ‬
‫شَرْوا ب ِ ِ‬ ‫دي في تأويل قوله تعالى‪ ) :‬وَل َب ِئ ْ َ‬
‫س َ‬ ‫س ّ‬ ‫يبيعها‪ .‬وقال ال ّ‬
‫ن (‪ 253‬بئس ما باعوا به أنفسهم‪ 254‬ولم يرد فيها‬ ‫كاُنوا ي َعْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫م ل َوْ َ‬
‫سهُ ْ‬ ‫َأن ُ‬
‫ف َ‬

‫‪ 246‬جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء السابع عشر‪ ،‬ص‪.3 .‬‬
‫‪ 247‬أبي زكرياء يحي بن زياد الفراء‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.198 .‬‬
‫‪ 248‬القاسم جار الله محمود بن عمر بن محمد الزمحشري‪ ،‬تفسير الكشاف )بيروت ‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪1415 ،‬هي‪1995/‬م( الطبعة الولى‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬ص‪.102 .‬‬
‫‪ 249‬البقرة ‪207 :‬‬
‫‪ 250‬يوسف ‪20 :‬‬
‫‪ 251‬النساء ‪74 :‬‬
‫‪ 252‬البقرة ‪207 :‬‬
‫‪ 253‬البقرة ‪102 :‬‬
‫‪ 254‬جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬ص‪.371 .‬‬
‫‪75‬‬

‫س(‬
‫خ ٍ‬‫ن بَ ْ‬
‫م ٍ‬ ‫قول لبن عباس أو مجاهد أيضًا‪ .‬أما قوله تعالى‪) :‬وَ َ‬
‫شَروْهُ ب ِث َ َ‬
‫فقد قال ابن عباس‪ :‬أي فباعه إخوته بثمن بخس) وقال مجاهد‪ :‬باعوه‬
‫باثنين وعشرين درهمًا‪ .‬ولم تأ ِ‬
‫ت )شرى( في القرآن الكريم بدللتها‬
‫الثانية وهي اشترى‪.‬‬
‫‪ -7‬صرخ‪ :‬قال أهل اللغة‪) :‬الصريخ( هو المستغيث والمغيث‪،‬‬
‫م (]يس‪ ،[43:‬أي‪ :‬ل مغيث لهم‪ .‬ومنه‬‫خ ل َهُ ْ‬
‫ري َ‬ ‫ومنه قوله تعالى‪ ) :‬فَل َ َ‬
‫ص ِ‬
‫مغيثه)وهو مثل يضرب للذليل‬ ‫خ َ‬
‫ة‪ .‬أي ُ‬ ‫م ٌ‬
‫هأ َ‬ ‫قول العرب‪ :‬عبد صري ُ ُ‬
‫يستعين بمن هو أذل منه‪.‬قال أبو الطيب اللغوي‪ :‬وأصل الصراخ رفع‬
‫الصوت ويبدو أن هذا اللفظ قد عممت دللته على جهة التساع في الكلم‪،‬‬
‫ليشمل كل صارخ‪ ،‬سواء أكان الصارخ مغيثا ًأم مستغيث ً‬
‫ا‪ ،‬والمعنى‬
‫المشترك بين المعنيين هو الصراخ‪ " :‬لن المغيث يصرخ بالغاثة‬
‫والمستغيث يصرخ بالستغاثة‪ ،‬فأصلهما من باب واحد "‪.‬‬
‫‪255‬‬

‫وقد أجمع أهل التفسير أيضا ً على أن )الصريخ( في الية‬


‫ولم ُيؤَثر عن ابن عباس أو مجاهد قول‬ ‫‪256‬‬
‫المذكورة هو المغيث والمنقذ‬
‫في تأويل هذه الية‪.‬‬
‫جه تأويل اللفظة إلى تلك‬ ‫ويبدو أن السياق اللغوي هو الذي وَ ّ‬
‫ل على ذلك بقوله تعالى‪ ) :‬وإن ن َ ْ‬
‫ري َ‬
‫خ‬ ‫م فَل َ َ‬
‫ص ِ‬ ‫شأ ن ُغْرِقْهُ ْ‬ ‫َِ ّ‬ ‫الدللة‪ُ ،‬يستد ّ‬
‫ن (‪ ،257‬فالمعهود أن الغريق هو الذي يصرخ طلبا ً‬ ‫ق ُ‬
‫ذو َ‬ ‫م ُين َ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫م وَل َ هُ ْ‬
‫للغوث والنقاذ‪ .‬ولم تأت هذه اللفظة في القرآن الكريم إل بهذه‬
‫ولم تأت بالدللةِ الثانية لها وهي )المستغيث(‬ ‫‪258‬‬
‫الدللة‪ ،‬أي‪) :‬المغيث(‬
‫في القرآن الكريم كله‪.‬‬
‫‪ -8‬صرم‪ :‬قال أهل اللغة‪ :‬إن )الصريم( من ألفاظ الضداد‪ ،‬وهو‬
‫يعني الصبح والليل معًا‪ .‬قال السجستاني‪ " :‬والصريم‪ :‬الليل إذا ت َ َ‬
‫صّرم‬
‫من النهار‪ ،‬والنهار إذا تصرم من الليل‪ "..‬وقال الصمعي‪ " :‬ومن الليل‬

‫‪ 255‬عبد الرحمن جلل لدين السيوطي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء الول‪،.،‬ص‪.401 .‬‬
‫‪ 256‬جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء الثالث والعشرون‪ ،‬ص‪.9 .‬‬
‫‪ 257‬يس ‪43 :‬‬
‫‪ 258‬جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء الثالث عشر‪ ،‬ص‪.135 .‬‬
‫‪76‬‬

‫ت َ‬ ‫َ‬
‫قول الله تعالى‪ ) :‬فَأ ْ‬
‫‪259‬‬
‫‪ ،‬أي‪ :‬كالليل "‪.‬‬ ‫ريم ِ (‬
‫ص ِ‬
‫كال ّ‬ ‫ح ْ‬
‫صب َ َ‬
‫وقال أبو الطيب اللغوي‪ " :‬قالوا‪ :‬وفي قول الله عز وجل‪:‬‬
‫ت َ‬ ‫َ‬
‫ريم ِ( ‪260‬يجوز أن يكون أراد المصروم‪ .‬ويجوز أن يكون‬
‫ص ِ‬
‫كال ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫)فَأ ْ‬
‫صب َ َ‬
‫أراد الليل المظلم‪ ،‬قال قطرب‪ :‬وأحسبه قول ابن عباس‪ .‬وأنشدوا لبن‬
‫مّير ت َوَْبة‪:‬‬
‫ح َ‬
‫ُ‬
‫م‬
‫ب الصري ُ‬
‫تؤرقني إذا انجا َ‬ ‫م‬ ‫م َتقو ُ‬
‫ل عاذلتي تلو ُ‬ ‫عل َ‬
‫َ‬
‫يعني الليل "‪ .‬وقد اختلف المفسرون في المراد بي)الصريم( في‬
‫الية المذكورة‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬عنى به الليل السود البهيم‪ ،‬وقال‬
‫آخرون‪ :‬هي أرض باليمن تسمى الصريم‪ ،‬وروى الطبري عن ابن عباس‬
‫والذي يظهر أن الصواب ما قاله ابن عباس‪،‬‬ ‫‪261‬‬
‫أنه قال‪ :‬الصريم الليل‪.‬‬
‫لن أصدق وصف لتلك الجنة التي دمرها الله سبحانه بسبب عزم‬
‫أصحابها على منع المساكين من ثمرها أن توصف بعد الخراب الذي‬
‫قال ابن قتيبة‪" :‬‬ ‫ل بها بأنها أصبحت محترقة كالليل المسود‬
‫‪262‬‬
‫ح ّ‬
‫ت َ‬ ‫َ‬
‫م عن النهار‪،‬‬
‫ريم ِ(‪ ،‬أي‪ :‬سوداء كالليل‪ ،‬لن الليل ينصر ُ‬
‫ص ِ‬
‫كال ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫)فَأ ْ‬
‫صب َ َ‬
‫والنهار ينصرم عن الليل "‪ ،‬ولم ترد هذه اللفظة في غير هذا الموضع‬
‫من القرآن الكريم‪.‬‬
‫أقب َوعسع س أدبر‪...‬‬
‫سعَس َ الليل ُ إذا ل‬
‫س‪ :‬قال أهل اللغة‪ " :‬عَ ْ‬
‫س َ‬
‫‪ -9‬عَع ْ‬
‫وقال بعضهم‪ :‬إذا ولى"‪ .‬ونقل السجستاني عن أبي عبيدة أّنه فسر قوله‬
‫س (‪ 263‬بقوله‪ :‬عسعس أقب َ‬
‫ل ويقال أدبَر‪ .‬وما‬ ‫سع َ َ‬
‫ذا عَ ْ‬ ‫تعالى‪َ ) :‬والل ّي ْ ِ‬
‫ل إِ َ‬
‫ن أبا‬
‫جاء في )مجاز القرآن( ل يؤكد نسبة هذا القول إلى أبي عبيدة‪ ،‬ل ّ‬
‫عبيدة نفسه نقل كلم بعض أهل اللغة في معنى )عسعس الليل(‬
‫فقال‪ " :‬قال بعضهم إذا أقبلت ظلماؤه‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬إذا وّلى‪ ،‬أل تراه‬

‫‪ 259‬القلم ‪20 :‬‬


‫‪ 260‬القلم ‪20 :‬‬
‫‪ 261‬جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء التاسع والعشرون‪ ،‬ص‪.20 .‬‬
‫‪ 262‬أبي زكرياء يحي بن زياد الفراء‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬ص‪.175 .‬‬
‫‪ 263‬التكوير ‪17 :‬‬
‫‪77‬‬

‫س(‪.265‬‬
‫ف َ‬ ‫صب ِْح إ ِ َ‬
‫ذا ت َن َ ّ‬ ‫قال‪َ) :‬وال ّ‬
‫‪264‬‬

‫قّلد أبو عبيدة أمرا ً عظيمًا‪ ،‬ول أظن‬


‫قال السجستاني‪ " :‬قد ت َ َ‬
‫هاهنا معنى أكثر من السوداد‪ .‬عسعس‪ :‬أظلم واسود ّ في جميع ما‬
‫قى‪ ،‬وما لم يكن‬
‫ذكر‪ ،‬وكل شيء من ذا الباب في القرآن فتفسيره ي ُت ّ َ‬
‫في القرآن فهو أيسر خطبًا‪ .‬وقد رد أبو الطيب اللغوي قول‬
‫ن معنى )عسعس( أظلم واسود ّ فقال‪ " :‬وليس المر‬
‫السجستاني‪ :‬إ ّ‬
‫كما ظن‪ ،‬فقد أنشد قطرب لعلقمة بن قُْرط التيم ّ‬
‫ي‪:‬‬
‫وانجاب عنها ليُلها‬ ‫فسا‬
‫ح لها تن ّ‬
‫حتى إذا الصب ُ‬
‫سعسا‬
‫وع َ ْ‬
‫ن من المحال أن‬
‫فهذا ل يحتمل أن يكون المعنى فيه إل أدبر‪ ،‬ل ّ‬
‫يقول‪ :‬انجاب عنها ليلها وأظلم‪ ،‬وإّنما ينجاب بالضوء "‪.‬ونقل أبو الطيب‬
‫س( أي‪:‬‬
‫سع َ َ‬
‫ذا عَ ْ‬ ‫نفسه أن ابن عباس قال في قوله تعالى‪َ) :‬والل ّي ْ ِ‬
‫ل إِ َ‬
‫وذكر الطبري اختلف‬ ‫أدبر‪ ،‬وقال غيره أظلم‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬أقبل‪.‬‬
‫المفسرين في هذه اللفظة‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬عسعس الليل‪ :‬أدبر‪،‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬معناها‪ :‬أقبل بظلمه‪ ،‬وروى روايا ٍت عدة عن ابن‬
‫وقال مجاهد‪) :‬إذا عسعس( يعني‪ :‬إذا‬ ‫‪266‬‬
‫عباس‪ :‬أن معناها أدبر‬
‫أدبر وفي رواية عنه نقلها الطبري تردد كلمه بين المعنيين‪،‬‬
‫ن‬
‫فقال يعني‪ :‬إقباله‪ ،‬ويقال‪ :‬إدباره ‪ 267‬وهذا يدل على إحساسه بأ ّ‬
‫هذه اللفظة تحتمل هاتين الدللتين المتضادتين مع ًا‪ .‬لكنه عاد‬
‫إلى ترجيح إحداهما وهي الدبار كما جاء في تفسيره‪.‬‬
‫أيض ًبقرينة من السياق هي قوله بعد‬
‫جح الطبري هذا المعنى ا‬
‫وقد َر ّ‬
‫س(‪ ،‬وت َن َّفس ُ الصبح ِ إقباله‪ ،‬وهو إيذان‬ ‫صب ِْح إ ِ َ‬
‫ذا ت َن َّف َ‬ ‫تلك الية مباشرة‪َ) :‬وال ّ‬
‫الليل‪ ،‬حيث قال‪ " :‬وأولى التأويلين في ذلك بالصواب عندي قول من‬ ‫بإدبا ِ‬
‫ر‬

‫‪ 264‬أبي عبيدة معمر بن المثنى التيمى‪ ،‬مجاز القرآن )مكتبة الخانجى ‪ :‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ت(‬
‫د‪.‬ط‪ ،.‬الجزء الثانى‪ ،‬ص‪.287 .‬‬
‫‪ 265‬التكوير ‪18 :‬‬
‫‪ 266‬جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء الثلثون‪ ،‬ص‪.49 .‬‬
‫‪ 267‬نفس المرجع‪ ،‬الجزء الثلثون‪ ،‬ص‪.50 .‬‬
‫‪78‬‬

‫س( فدل ّ بذلك على‬ ‫صب ِْح إ ِ َ‬


‫ذا ت َن َفّ َ‬ ‫قال معنى ذلك‪ :‬إذا أدبر‪ .‬وذلك لقوله‪َ) :‬وال ّ‬
‫ل‪ً .‬والعرب تقول‪ :‬عسعس الليل‬ ‫سم َ بالليل مدبرا ًوبالنهار مقب‬
‫أنّ الَق َ‬
‫الليل إذا أدبر ولم يبق منه إل اليسير‪ ،‬ومن ذلك قول رؤبة بن‬
‫س َ‬
‫سعْع َ‬
‫و َ‬
‫العجاج‪:‬‬
‫صبا ت َّتبعا‬
‫ولو َرجا ت َب ْعَ ال ّ‬ ‫سَعا‬
‫سع ْ َ‬
‫يا هند ُ ما أسرعَ ما ت َ َ‬
‫وقال الفراء‪ " :‬اجتمع‬ ‫‪268‬‬
‫هذه لغة من قال‪ :‬سعسع‪"..‬‬
‫س(‪ :‬أدبَر‪ ،‬وكان بعض أصحابنا يزعم‬
‫المفسرون على أن معنى )عسع َ‬
‫ن المعنى الراجح‬
‫والذي يبدو أ ّ‬ ‫‪269‬‬
‫أن عسعس‪ :‬دنا من أوله وأظلم‪"..‬‬
‫لهذه اللفظة في هذا الموضع الوحيد من القرآن الكريم هو‪) :‬أدبر(‪،‬‬
‫لجتماع القرائن اللفظية على ذلك‪ .‬أما اختلف أقوال المفسرين بين‬
‫‪270‬‬
‫دللتين متعارضتين لها فهو يؤكد أنها من ألفاظ الضداد حقًا‪.‬‬
‫‪ -10‬عفا‪ :‬وذكر أهل اللغة أن )عفا( من ألفاظ الضداد‪ ،‬وأنه‬
‫س‪ ،‬وعفا إذا كثر‪ ،‬قال الصمعي‪» :‬ومنه قول‬
‫يقال‪ :‬عفا الشيء إذا د ََر َ‬
‫‪ ،‬معناه‪ :‬حتى كثروا‪ ،‬ويقال‪ :‬قد عفا‬ ‫‪271‬‬
‫وا (‬
‫ف ْ‬
‫حّتى عَ َ‬ ‫الله ج ّ‬
‫ل ثناؤه‪َ ) :‬‬
‫شعره إذا كثر‪ ،‬وعفا ظهر البعير إذا سمن وكثر لحمه‪.«..‬‬
‫وا(‪ " :‬حتى‬
‫ف ْ‬
‫حّتى عَ َ‬
‫وقال ابن عباس في تأويل الية المذكورة ) َ‬
‫وقال مجاهد‪ :‬أي كثرت أموالهم وأولدهم‬ ‫‪272‬‬
‫كثروا وكثرت أموالهم "‪.‬‬
‫‪273‬‬
‫وعلى هذا أكثر المفسرين‪.‬‬
‫والذي يبدو أن هذا اللفظ )عفا( قد أصابه نوع من التطور‬
‫الدللي وهو النقل المجازي للمشابهة‪ ،‬وأنه في أصله يدل على كثرة‬
‫النبات والشعر‪ ،‬ثم استعير للدللة على الغنى والكثرة في بني النسان‪.‬‬
‫وا( أي‪ " :‬كثروا‬
‫ف ْ‬
‫حّتى عَ َ‬
‫قال الزمخشري في تفسير الية المذكورة‪َ ) :‬‬
‫ونموا في أنفسهم وأموالهم‪ ،‬من قولهم‪ :‬عفا النبات وعفا الشحم‬
‫‪ 268‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪ 269‬أبي زكرياء يحي بن زياد الفراء‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬ص‪.242 .‬‬
‫‪ 270‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪ 271‬العراف ‪95 :‬‬
‫‪ 272‬جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء التاسع‪ ،‬ص‪.6 .‬‬
‫‪ 273‬عبد الله محمدبن أحمد النصاري القرطبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء السابع‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪.252‬‬
‫‪79‬‬

‫‪274‬‬
‫حى(‪.‬‬ ‫والوبر‪ ،‬إذا كثرت ومنه قوله )ص(‪) :‬وأ َ ْ‬
‫عفوا الل ّ َ‬
‫وإذا صح هذا المعنى فإنه يمكننا القول‪ :‬إن عَد ّ هذا اللفظ من‬
‫ن الغنى‬
‫الضداد فيه شيء من التجوز والتوسيع لمفهوم التضاد‪ ،‬ل ّ‬
‫والكثرة يضاده في المعنى الفقر والقلة ول يضاده انمحاء الثر ودروسه‬
‫كما ذهب إلى ذلك مصنفو كتب الضداد‪ .‬وعلى ذلك فإّنه ينبغي إعادة‬
‫النظر في معظم اللفاظ التي قيل إنها من الضداد‪.‬‬
‫ة من السباب‬
‫وقد ذكر بعض الدارسين المحدثين أن هناك جمل ً‬
‫التي دفعت علماء اللغة القدمين إلى التوسع في هذا الموضوع حتى‬
‫أدخلوا في الضداد ألفاظا ً كثيرة لم تكن تشتمل على طبيعة الضداد‪،‬‬
‫وعَد ّ منها ما يقرب من مئة وخمسين مادة لغوية حفلت بها كتب‬
‫الضداد وهي ل تحمل التضاد الدللي إل بضرب من التأّول البعيد‪.‬‬
‫‪ -11‬فاز‪ :‬أي نجا‪ ،‬ومنه )المفازة( قال الصمعي‪ " :‬وسموا‬
‫المفازة مفعلة من فاز يفوز إذا نجا‪ ،‬وهي مهلكة‪ ،‬قال الله ج ّ‬
‫ل ثناؤه‪) :‬‬
‫أي بمنجاة‪ ،‬وأص ُ‬
‫ل المفازة مهلكة‬ ‫‪275‬‬
‫ب(‬ ‫ن العَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م َ‬
‫فاَزةٍ ّ‬
‫م َ‬
‫م بِ َ‬
‫سب َن ّهُ ْ‬ ‫فَل َ ت َ ْ‬
‫ح َ‬
‫فتفاءلوا بالسلمة والفوز‪ ،‬كقولهم للملدوغ سليم‪ ،‬والسليم المعافى‪.‬‬
‫ن من‬ ‫وقال ابن العرابي‪ :‬أخطأ الصمعي‪ ،‬إّنما سميت مفازةً ل ّ‬
‫طعها فاز‪ 276‬ويبدو أن هذا هو الصحيح‪ .‬وقد قال المفسرون أيضًا‪ :‬إ ّ‬
‫ن‬ ‫قَ َ‬
‫أي‪ :‬ل تحسبّنهم‬ ‫معنى الية المذكورة‪ :‬فل تظنّنهم بمنجاة من العذاب‬
‫‪277‬‬

‫ولم يرد في‬ ‫ن الفوز التباعد عن المكروه‪.‬‬


‫‪278‬‬
‫ن بعيد من العذاب‪ ،‬ل ّ‬
‫بمكا ٍ‬
‫هذه اللفظة قول لبن عباس أو مجاهد‪ 279.‬علما ً بأنها لم تأت بهذه‬
‫الصيغة في القرآن الكريم إل في هذا الموضع‪.‬‬

‫‪ 274‬القاسم جار الله محمود بن عمر بن محمد الزمحشري‪ ،‬تفسير الكشاف )بيروت ‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪1415 ،‬هي‪1995/‬م( الطبعة الولى‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص‪.132 .‬‬
‫‪ 275‬آل عمران ‪188 :‬‬
‫‪ 276‬عبد الله محمدبن أحمد النصاري القرطبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪.308‬‬
‫‪ 277‬جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬ص‪.139 .‬‬
‫‪ 278‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 279‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪80‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬التصورات التربوية السلمية‬


‫أ ‪ -‬العوامل الهامة فى التصورات التربوية السلمية‬
‫‪ (1‬أهمية الهداف التربوية‬
‫تمثل الهداف الخطوة الولى التي تعكس الفلسفات و نظم‬
‫الحياة و الوضاع الجتماعية و المشكلت و التحديات و الطموحات في‬
‫أي من المجتمعات ‪ ،‬كما تأخذ بعين العتبار مطالب المجتمع و ما‬
‫يناسبه من اتجاهات تربوية معاصرة ‪ ،‬تنعكس الهداف على أسس بناء‬
‫المناهج و المقررات و الكتب و الطرق و الوسائل و جميع مكونات‬
‫العملية التربوية التي تستهدف بناء الفرد و المجتمع و يعتبر تحديد‬
‫الهداف التربوية الترجمة العلمية للفلسفة التربوية التي تسود المجتمع‬
‫‪،‬إذ بواسطتها تتحول المفاهيم و التصورات و المال التي تهدف المة‬
‫على اختلف أفرادها و هيئاتها إلى تحقيقها في المجال التربوي إلى‬
‫‪280‬‬
‫أهداف محددة المعالم يلتزم النظام التعليمي بتحقيقها‪.‬‬
‫كما أن الدقة في اختيار الهداف التربوية و تحديدها أمر له‬
‫أهميته لنه يترتب عليه بناء المناهج المناسبة و أوجه النشاط التعليمي‬
‫و اختيار الكتب المدرسية و التخطيط لطرق التدريس التي تحقق‬
‫الهداف و من ثم تقوم العملية التربوية بمجموعها ‪،‬كما يمكن اعتبار‬
‫الهداف التربوية في معظمها محصلة للواقع الجتماعي بأبعاده‬
‫المتعددة ‪.‬‬
‫الهداف العامة للتربية ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬الهداف التي تتصل بطبيعة المجتمع ‪:‬‬
‫‪ (1‬اليمان بمبادئ الدين السلمي ‪،‬بحيث تصبح هذه المبادئ‬
‫منهجا فكريا وأسلوب حياة يتجسد في سلوك الفرد و علقاته‬
‫الجتماعية ‪.‬‬

‫‪ (2‬التعريف بالتراث السلمي و العادات و التقاليد الجتماعية‬


‫‪ 280‬عبد القادر محمود البكار‪ ،‬التربية السلمية وفن التدريس )الغورية ‪ :‬دار السلم‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪1417 ،‬هي( د‪.‬ط‪ ،.‬ص‪.26-25.‬‬
‫‪81‬‬

‫فيه و العمل على دعمها ‪.‬‬


‫‪ (3‬التعريف على تاريخ و تطوير المجتمع و تراثه و ما تتميز به‬
‫حياته الجتماعية‪.‬‬

‫‪ (4‬تنمية الشعور لدى الفراد بالنتماء و العتزاز بوطنهم ‪،‬و‬


‫بالعالم السلمي‪.‬‬

‫‪ (5‬تقوية روابط التضامن و الخاء وروح السرة الواحدة بين أبناء‬


‫الوطن ‪،‬و التخلص من أي تعصب يرجع إلى المذهبية أو القليمية أو‬
‫القبلية أو الطبقية ‪.‬‬

‫‪ (6‬إعداد الفراد للحياة الفعالة في مجتمع يقوم على الشورى و‬


‫الديمقراطية و تأكيد حرية‪.‬‬

‫‪ (7‬الفرد و كرامته و الهتمام بالمور العامة و الستقلل في رأي‬


‫الجماعة ‪،‬وممارسة مهارات العمل الجماعي‪.‬‬

‫‪ (8‬إعداد أفراد يعرفون مالهم من حقوق و ما عليهم من واجبات‬


‫‪281‬‬
‫‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬الهداف التي تتصل بطبيعة العصر ‪:‬‬


‫‪ (1‬الهتمام بدراسة المجالت العلمية الحديثة ‪،‬و تطبيقاتها بما‬
‫يجعل الفراد قادرين على تمثل مظاهر التقدم العلمي من حولهم ‪ .‬و‬
‫الفادة بما تقدمه التقنية الحديثة من أجهزة و أدوات ‪.‬‬
‫‪ (2‬تنمية وعي المواطنين لحماية أنفسهم من آثار الدعاية التي‬
‫تحاول أحيانا اخضاع الشعوب و الفراد لمصالح خاصة ‪.‬‬
‫‪ (3‬تأكيد الربطة بين النظرية و التطبيق ‪ ،‬و بين العلم و العمل ‪.‬‬
‫‪ (4‬توفير الساليب التي تساعد على سرعة تكيف الفراد للتغيير‬
‫الجتماعي السريع ‪ ،‬و السهام فيه‪.‬‬

‫‪ 281‬عبد الحميد الصيد الزنتانى‪ ،‬أسس التربية السلمية فى السنة النبوية )تونس ‪ :‬الدار‬
‫العربية للكتاب‪ (1984 ،‬د‪.‬ط‪ ،.‬ص‪.558-553 .‬‬
‫‪82‬‬

‫‪ (5‬العناية بحفظ التوازن بين القيم الروحية و القيم المادية ‪.‬‬


‫‪ (6‬تحقيق كل من العمق و الشمول في اعداد الفراد للحياة ‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬الهداف التي ترتبط بمطالب نمو المتعلمين و خصائصهم ‪:‬‬
‫‪ (1‬مساعدة الفراد على النمو الروحي السليم ‪ ،‬وتهذيب‬
‫سلوكهم بالتحلي بالخلق التي يدعو لها الدين السلمي ‪.‬‬
‫‪ (2‬مساعدة الفراد على النمو العقلي السليم ‪.‬‬
‫‪ (3‬مساعدة الفراد على النموالجسمي السليم ‪.‬‬
‫‪ (4‬تهيئة الفرص للفراد بما يوفر لهم النضح النفعالي السليم ‪.‬‬
‫‪ (5‬تنمية التذوق الجمالي و التعبير الفني ‪ ،‬بحيث يستشعر‬
‫الفراد مظاهر الجمال فيما حولهم ‪ ،‬ويستمتعون بها و يعبرون عنها ‪.‬‬
‫‪ (6‬إعداد الفراد لحياة أسرية ناجحة ‪،‬و لمواجهة المشكلت‬
‫السكانية ‪.‬‬
‫‪ (7‬الهتمام بالتربية المهنية ‪ ،‬و ما تقتضيه من توجيه دراسي و‬
‫مهني ‪.‬‬
‫‪ (8‬تنمية قدرة الفراد على التفكير بأسلوب علمي ‪،‬و العمل بما‬
‫يتضمنه من دقة الملحظة ‪،‬و الستقصاء ‪،‬وعدم التعصب ‪،‬و الستناد‬
‫في الرأي إلى الدليل المقنع و البرهان القاطع ‪.‬‬
‫‪ (9‬تنمية قدرة الفراد على البداع و البتكار و التجديد ‪.‬‬
‫تنمية مستويات الطموح لدى الفراد و تهيئة الفرص أمامهم للوصول‬
‫إلى أقصى ما تسمح به قدراتهم ومواهبهم بما يحقق الخير لهم و‬
‫للمجتمع ‪.‬‬
‫‪ (10‬رعاية الموهوبين و المتفوقين في جميع المجالت لعداد‬
‫القيادات القادرة على دفع عجلة التقدم في المجتمع‬
‫‪ (11‬رعاية المتخلفين و المعوقين واعداد البرامج الملئمة‬
‫لمواجهة احتياجاتهم و حل مشكلتهم و تحويلهم إلى قوة فعالة تسهم‬
‫في بناء الوطن ‪.‬‬
‫‪83‬‬

‫‪ (12‬تنشئة أجيال قادرة على تحمل المسئولية في شتى صورها‬


‫و نواحيها ‪ ،‬وتشجيع الفراد على المبادرة و اتخاذ القرارات بأنفسهم ‪،‬‬
‫والتخطيط لمستقبلهم ‪،‬و العتماد على جهودهم و نتائج أعمالهم ‪.‬‬
‫‪ (13‬تهيئة الفرص لعداد أفراد قادرين على تحمل مسئولية‬
‫التغيير و التطوير و رفض كل مظاهر التخلف و الجمود‪.‬‬
‫‪ (14‬الوفاء بحاجات المجتمع من القوى البشرية المؤهلة اللزمة‬
‫لمتطلبات التنمية في مختلف القطاعات‬
‫‪ (15‬اعداد الفراد للعمل ‪،‬و ما يرتبط بذلك من اتجاهات نحو‬
‫تقدير العمل و العاملين ‪.‬‬
‫‪ (16‬إسهام الفراد بالوقت و الجهد و المال من أجل خدمة‬
‫الجماعة و العمل على تقديمها ‪.‬‬
‫‪ (17‬إعداد الفراد للتعامل الناجح مع الخرين في مجتمعهم ‪.‬‬
‫‪ (18‬مساعدة الفراد على حل مشكلتهم الشخصية و الجتماعية‬
‫‪ ،‬ومشكلت العمل ووقت الفراغو غيرها ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الهداف المرتبطة بالتجاهات التربوية المعاصرة ‪:‬‬
‫‪ (1‬تحقيق ايجابية الفرد و نشاطه ‪.‬‬
‫‪ (2‬تنمية القدرة على ممارسة التعلم الذاتي ‪.‬‬
‫‪ (3‬مساعدة الفراد على ممارسة التعلم المستمر مدى الحياة ‪.‬‬
‫‪282‬‬
‫‪ (4‬النتفاع بالتقنيات الحديثة في مجال التعلم ‪.‬‬
‫وباستعراض الهداف المشتقة من التجاهات التربوية المعاصرة‬
‫يمكن القول إن أهداف التربية قد تطورت وفقا للفلسفات التربوية‬
‫ونظرتها إلى النسان من حيث طبيعة نموه و إمكاناته و قدرته على‬
‫التعلم و قد تم تحقيق إنجازات كبيرة بفضل جهود فلسفة التربية و‬
‫البحث التربوي واستخدام التكنولوجيا التربوية ‪ ،‬و حتى تستكمل هذه‬
‫الهداف لجميع أهداف التربية المشتقة من المنجزات التربوية الحديثة‬

‫‪ 282‬مزدي عزيز إبراهيم‪ ،‬دراسات فى المنهج التربوي المعاصر )القاهرة ‪ :‬مكتبة النجلو‬
‫المصرية‪ (2000 ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ص‪.38-36 .‬‬
‫‪84‬‬

‫فلبد من ربط التعليم ببيئة النسان و حياته و تحقيق التوازن بين‬


‫الخبرات المباشرة و غير المباشرة وما يقتضيه ذلك من اهتمام‬
‫بالجوانب العلمية و التطبيقية و مراعاة الشمولية لجوانب الخبرة‬
‫والهتمام بالتوجيه التربوي و المهني و قيامه على أسس علمية‬
‫سليمة ‪.‬‬
‫‪283‬‬

‫شروط الهداف التربوية ‪:‬‬


‫أوضح "ويزلي " )‪ ، (wesley‬و " و رونسكي " ) ‪ (wronski‬أنه لبد أن‬
‫يتوافر للهداف التربوية ما يلي ‪:‬‬
‫‪(1‬أن يوافق عليها المجتمع ‪.‬‬
‫‪(2‬أن تكون قابلة للتحقيق تربويا و دراسيا ‪.‬‬
‫‪(3‬أن تعمل على تنمية قدرات المتعلمين ‪.‬‬
‫‪284‬‬

‫مستويات الهداف التربوية‬


‫‪ :285‬يمكن تصنيفها إلى ‪ 3‬مستويات‬

‫المستوى‬ ‫المستوى المتوسط‬ ‫المستوى العام‬


‫الخاص‬
‫المقاصد و المرامى التعليمية الهداف الدراسية‬ ‫الغايات التربوية‬
‫‪Educational Aims‬‬ ‫‪Educational Goals‬‬ ‫‪Educational Obj‬‬
‫أهداف المستوى العام ‪: Aims‬‬
‫تتميز بما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬شديد العمومية ‪.‬‬
‫‪-2‬الشمول ‪.‬‬

‫‪ 283‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.75-70 .‬‬


‫‪ 284‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.27-11.‬‬
‫‪ 285‬عبد القادر محمود البكار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.27-25.‬‬
‫‪85‬‬

‫‪286‬‬
‫‪-3‬التجريد ‪.‬‬
‫وتشتق من عدة مصادر أهمها ‪:‬‬
‫‪-1‬طبيعة المجتمع و ثقافته ‪.‬‬
‫‪-2‬طبيعة العصر ‪.‬‬
‫‪-3‬التجاهات التربوية المعاصرة ‪.‬‬
‫‪287‬‬
‫‪-4‬مطالب نمو المتعلمين ‪.‬‬
‫أهداف المستوى المتوسط ‪: Goals‬‬
‫تتميز بما يلى ‪:‬‬
‫‪-1‬أقل عمومية ‪.‬‬
‫‪-2‬تحدد من قبل راسمي السياسات التعليمية و تتدرج في عدة‬
‫مستويات فرعية‬
‫المستويات الفرعية للهداف التربوية العامة‬

‫‪ .‬الهداف العامة للنظام التعليمي‬

‫الهداف العامة لمراحل التعليم )رياض الطفال‪ -‬ابتدائي ‪ -‬متوسط ‪-‬‬


‫ثانوي (‬

‫الهداف العامة للصفوف الدراسية‬

‫‪288‬‬
‫الهداف العامة للمقررات و المناهج‬
‫أهداف المستوى الخاص ‪:‬‬
‫‪Instructional Objectives‬‬ ‫و هي الهداف الدراسية‬
‫و تمثل أهداف منظومة التدريس لمقرر دراسي أو وحدة دراسية أو‬
‫درس واحد ‪.‬‬

‫‪ 286‬عبد القادر محمود البكار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.27 .‬‬


‫‪ 287‬مزدي عزيز إبراهيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.61-36 .‬‬
‫‪ 288‬عادل عبد الحليم وجيه‪ ،‬مذكرة الهداف التربوية )كويت ‪ :‬وزارة التربية الدارة العامة‬
‫لمنطقة الجهراء التعليمية التوجيه الفني للتربية السلمية‪ ،‬د‪.‬ت( ص‪.5 .‬‬
‫‪86‬‬

‫و تنقسم إلى ثلث مستويات هي ‪:‬‬


‫‪-1‬أهداف المقرر ‪.‬‬
‫‪-2‬أهداف الوحدة الدراسية ‪.‬‬
‫‪-3‬أهداف الدرس )أهداف سلوكية ( ‪.‬‬

‫‪ (2‬خصائص قيم التربية السلمية‬


‫مما يميز قيم التربية السلمية عن غيرها من القيم معرفة‬
‫خصائصها والتي بمعرفتها يزداد المرء ثقة وقناعة بكونها حل لمشاكل‬
‫البشرية ووسيلة لسعادهم في الدارين ‪.‬وفيما يلي عرض لهم تلك‬
‫الخصائص‪:‬‬
‫أول‪ .‬الربانية ‪ :‬وهي من أعظم مزايا القيم السلمية على‬
‫الطلق ‪ ،‬وذلك أن الوحي اللهي هو الذي وضع أصل لها وحدد‬
‫‪ . ( ،‬والقيم‬ ‫‪289‬‬
‫ن{‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫من ّر ّ‬ ‫زي ٌ‬
‫ل ّ‬ ‫معالمها ‪ ،‬قال تعالى } َتن ِ‬
‫السلمية ربانية المصدر و المنهج والغاية والهدف ‪ :‬فهي ربانية المصدر‬
‫ك ال ْك َِتا َ‬
‫ب‬ ‫‪ 290:‬باعتبارها جزء من حيث يقول الحق عز وجل } وَن َّزل َْنا عَل َي ْ َ‬
‫ن {‪ .291‬وهي ربانية‬ ‫مي َ‬
‫سل ِ ِ‬ ‫شَرى ل ِل ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ة وَب ُ ْ‬
‫م ً‬
‫ح َ‬
‫دىوََر ْ‬
‫يٍء وَهُ ً‬
‫ش ْ‬ ‫ت ِب َْياًنا ل ّك ُ ّ‬
‫ل َ‬
‫سِبيِلي أ َد ْ ُ‬
‫عو إ َِلى الل ّهِ عََلى‬ ‫هيذِهِ َ‬ ‫المنهج ‪ 292:‬وفي ذلك يقول تعالى }قُ ْ‬
‫ل َ‬
‫َ‬
‫ن ات ّب َعَِني { ‪ . 293‬وهي كذلك ربانية الهدف والغاية ‪ :‬حيث‬ ‫صيَرةٍ أن َا ْ وَ َ‬
‫م ِ‬ ‫بَ ِ‬
‫بصرف التربية السلمية إلى غاية عظمى وهي مرضاة الله عز وجل‬
‫ويترتب على أن‬ ‫‪294‬‬
‫ن{‬ ‫دو ِ‬‫س إ ِّل ل ِي َعْب ُ ُ‬ ‫ن َوا ْ ِ‬
‫لن َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫ج ّ‬ ‫خل َ ْ‬
‫ق ُ‬ ‫ما َ‬
‫قال تعالى}وَ َ‬
‫‪295‬‬
‫القيم من عند الله تعالى عدة اعتبارات منها ‪:‬‬
‫‪-1‬أن القيم تتسم بالعدل ‪ :‬فالعدل في السلم مطلق وبعيد عن‬

‫‪ 289‬الواقعة ‪80 :‬‬


‫‪ 290‬على أحمد مدكور‪ ،‬منهج التربية فى التصور السلمي )القاهرة ‪ :‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫‪1422‬هي‪2002/‬م( الطبعة الولى‪ ،‬ص‪.87-81 .‬‬
‫‪ 291‬النحل ‪89 :‬‬
‫‪ 292‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.87-81 .‬‬
‫‪ 293‬يوسف ‪108 :‬‬
‫‪ 294‬الذريات ‪56 :‬‬
‫‪ 295‬على أحمد مدكور‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.87-81 .‬‬
‫‪87‬‬

‫ت إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫أهواء البشر ‪ ،296‬قال تعالى } إن الل ّه يأ ْمرك ُ َ‬


‫ماَنا ِ‬‫دوا ْ ال َ‬ ‫م أن ُتؤ ّ‬ ‫َ َ ُ ُ ْ‬ ‫ِ ّ‬
‫ما ي َعِظ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫أ َهْل َِها وَإ ِ َ‬
‫ه‬
‫كم ب ِ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ن ِعِ ّ‬ ‫ل إِ ّ‬‫موا ْ ِبال ْعَد ْ ِ‬
‫حك ُ ُ‬
‫س أن ت َ ْ‬ ‫ن الّنا ِ‬
‫مُتم ب َي ْ َ‬‫حك َ ْ‬
‫ذا َ‬
‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫‪297‬‬
‫صيًرا{‬
‫ميًعا ب َ ِ‬ ‫س ِ‬
‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫إِ ّ‬
‫‪ -2‬أن القيم تتصف بالقدسية ‪ُ :‬تحترم وتلتزم القيم في السلم‬
‫‪298‬‬
‫لنها تقوم على اليمان ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن القيم تنال ثقة المسلم ‪ :‬باعتبارها مستمدة من كتاب الله‬
‫‪299‬‬
‫فإن ذلك يؤدي إلى شعور عميق بالثقة الكاملة بتلك القيم ‪.‬‬
‫‪ -4‬ارتباط القيم بالجزاء الدنيوي والخروي ‪:‬‬
‫فالتزام شرائع السلم وقيمه مرتبط بالترغيب والترهيب وبالوعد‬
‫ق ِ َ‬ ‫َ‬
‫ماء‬‫هم ّ‬
‫قي َْنا ُ‬ ‫ة َل ْ‬
‫س َ‬ ‫موا عََلى الط ّ ِ‬
‫ري َ‬ ‫قا ُ‬ ‫والوعيد قال تعالى ‪ } :‬وَأل ّوِ ا ْ‬
‫ست َ َ‬
‫غَد ًَقا{ ‪ - .300‬ثاني السمات‪ :‬الوضوح ‪ :‬ويدل على ذلك وصف القرآن‬
‫وهو مصدرها الول بأنه كتاب مبين ونور وهدى للناس ‪ ،‬وتبيان ‪،‬‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫جاء ُ‬
‫كم ّ‬ ‫والفرقان والبرهان ‪ ،‬وما ذلك إل لوضوحه قال تعالى } قَد ْ َ‬
‫‪301‬‬
‫ن{‬
‫مِبي ٌ‬ ‫الل ّهِ ُنوٌر وَك َِتا ٌ‬
‫ب ّ‬
‫ثانيا ‪.‬الوسطية ‪ :‬وذلك بالجمع بين الشئ ومقابله ‪ ،‬بل غلو ول‬
‫ما‬
‫تفريط ‪ ،‬فمن ذلك التوازن بين الدنيا والخرة ‪ ،‬قال تعالى } َواب ْت َِغ ِفي َ‬
‫ك من الدنيا وأ َحسن ك َ َ‬
‫ن‬ ‫س َ‬
‫ح َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّْ َ ْ ِ‬ ‫صيب َ َ ِ َ‬ ‫س نَ ِ‬ ‫خَرةَ وََل َتن َ‬‫داَر اْل ِ‬ ‫ك الل ّ ُ‬
‫ه ال ّ‬ ‫آَتا َ‬
‫َْ‬
‫ن { ‪.302‬‬ ‫دي َ‬ ‫س ِ‬
‫ف ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ه َل ي ُ ِ‬
‫ح ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ض إِ ّ‬
‫ساد َ ِفي الْر ِ‬ ‫ف َ‬‫ك وََل ت َب ِْغ ال ْ َ‬‫ه إ ِل َي ْ َ‬‫الل ّ ُ‬
‫ومن ذلك الوسطية والتوسط في النفاق والعاطفة وتوفية مطلب‬
‫ك وَل َ‬ ‫ة إ َِلى عُن ُ ِ‬
‫ق َ‬ ‫مغُْلول َ ً‬ ‫ل ي َد َ َ‬
‫ك َ‬ ‫جع َ ْ‬‫الجسد والروح‪ 303.‬قال تعالى} وَل َ ت َ ْ‬
‫مُلو ً‬ ‫ط فَت َ ْ‬ ‫ل ال ْب َ ْ‬
‫سط َْهاك ُ ّ‬
‫‪304‬‬
‫سوًرا{‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ّ‬ ‫قعُد َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ت َب ْ ُ‬

‫‪ 296‬على أحمد مدكور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.205-199 .‬‬


‫‪ 297‬النساء ‪58 :‬‬
‫‪ 298‬على أحمد مدكور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.288-287 .‬‬
‫‪ 299‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪..275-274 .‬‬
‫‪ 300‬الجن ‪16 :‬‬
‫‪ 301‬المائدة ‪15 :‬‬
‫‪ 302‬القصص ‪77 :‬‬
‫‪ 303‬عبد الحميد الصيد الزنتانى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.848-843 .‬‬
‫‪ 304‬السراء ‪29 :‬‬
‫‪88‬‬

‫سا إ ِل ّ وُ ْ‬
‫سعََها { ‪.305‬‬ ‫ف ً‬ ‫ف الل ّ ُ‬
‫ه نَ ْ‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬الواقعية ‪ :‬قال تعالى } ل َ ي ُك َل ّ ُ‬
‫فالقيم السلمية واقعية يمكن تطبيقها ل تكليف فيها بما ل يطاق ‪ ،‬ول‬
‫تغرق في المثالية التي تقعد بالناس عن المتثال ‪ ،‬فالعبادات واقعية ‪،‬‬
‫والخلق واقعية ‪ ،‬والقيم كذلك واقعية راعت الطاقة المحدودة للناس‬
‫فاعترفت بالضعف البشري وبالدافع البشري ‪ ،‬والحاجات المادية‬
‫‪،‬وبالحاجات النفسية ‪.‬ويضرب الدكتور خالد رضا الصمدي على ذلك‬
‫مثال فيقول‪ " :‬فالعدل على سبيل المثال قيمة إسلمية راسخة ‪ ،‬ولكن‬
‫تحقيقه في الواقع مدافعة للظلم بقدر الستطاعة ‪ ،‬ولذلك كان رسول‬
‫الله يقول ‪ » :‬إنما أنا بشر ‪ ،‬وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون‬
‫أبلغ من بعض ؛ فأحسب أنه صدق ؛ فأقضي له بذلك !فمن قضيت له‬
‫بحق مسلم ؛ فإنما هي قطعة من نار ! فليأخذها أو ليتركها ! « رواه‬
‫البخاري في كتاب المظالم والغص‪ .‬والحب قيمة إسلمية عظمى ‪،‬‬
‫ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العدل بين زوجاته في هذا‬
‫الجانب كان يقول ‪ » :‬اللهم ! هذه قسمتي في ما أملك ؛ فل تلمني‬
‫فيما ل أملك « رواه الترمذي في كتاب النكاح ‪ ،‬يعني الميل العاطفي ‪.‬‬
‫‪306‬‬

‫رابعًا‪ :‬العالمية والنسانية‪ :‬فقيم السلم التي تضمنتها رسالة‬


‫النبياء والرسل كافة وختمها محمد صلى الله عليه وسلم ؛ ليست‬
‫للمسلمين بخصوصهم وإنما هي منفتحة على سائر المم والشعوب ‪،‬‬
‫وم سلوكاتهم ‪ ،‬وتعدل من اتجاهاتهم ‪ ،‬فتكون هذه‬
‫ينهلون منها فتق ّ‬
‫العالمية مدخل ً إلى السلم عند كثير من المم والشعوب والفراد ‪.‬وقد‬
‫أخذ محمد صلى الله عليه وسلم بهذه القيم العالمية وجاء ليتممها ‪،‬‬
‫‪307‬‬
‫فقال صلى الله عليه وسلم ‪ » :‬إنما بعثت لتمم صالح الخلق‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬قيامها على أساس الشمول والتكامل ‪:‬‬

‫‪ 305‬البقرة ‪286 :‬‬


‫‪ 306‬على أحمد مدكور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.121-113 .‬‬
‫‪ 307‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.91 .‬‬
‫‪89‬‬

‫‪ -1‬الشمول ‪ ) :‬فهي لم تدع جانبا ً من جوانب الحياة النسانية‬


‫بجميع مجالتها روحية كانت أوجسمية ‪،‬دينية أو دنيوية ‪ ،‬القلبية أو‬
‫عاطفية ‪ ،‬فردية أو جماعية إل رسمت له الطريق المثل للسلوك‬
‫الرفيع ‪ ،‬فللفكر قيم ‪ ،‬وللعتقاد قيم ‪ ،‬وللنفس قيم ‪ ،‬وللسلوك الظاهر‬
‫قيم ( ‪ ) .‬وصفة الشمول جعلت القيم ذات امتداد أفقي واسع ‪ ،‬شمل‬
‫‪308‬‬
‫التصور العتقادي والمنهج التشريعي والسلوك الجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -2‬التكامل ‪ :‬تتمثل نظرة التربية السلمية في الغاية والهدف‬
‫تمثلها في الوسيلة ‪،‬فالحسان للخرين وأن يحب النسان لخيه ما‬
‫يحب لنفسه جزء مكمل للعبادة ‪ ،‬كما أن التفكر في ملكوت السموات‬
‫والرض وآيات الله في الكون جزء مكمل للعبادة‪ .‬والتربية السلمية ل‬
‫تقتصر على السلوب النظري ‪ ،‬بل ل بد أن يكون هناك الجانب‬
‫التطبيقي ‪،‬كما أن التربية السلمية إضافة لهتمامها بالفرد كوحدة‬
‫واحدة فهي ل تفصله عن محيطه الجتماعي‪ ،‬بل وتهتم به كجزء من‬
‫المجتمع الذي يعيش فيه ‪،‬مما يرسم في نهاية المطاف لوحة بديعة‬
‫‪309‬‬
‫التنسيق تجمع للمسلم بين خيري الدنيا والخرة‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬الثبات والستمرارية‪ :‬وتستمد القيم السلمية‬
‫استمراريتها من صلحية مصادرها لكل زمان ومكان ‪،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫َ‬
‫ن { ‪ .310‬ومن مظاهر الستمرار في‬ ‫ة ل ّل َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫م ً‬
‫ح َ‬ ‫سل َْنا َ‬
‫ك إ ِل ّ َر ْ‬ ‫ما أْر َ‬
‫} وَ َ‬
‫القيم السلمية تكرر حدوثها في سلوكيات الناس حتى تستقر ‪ ،‬قال‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ » :‬ل يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى‬
‫ديقا ً ‪ ،‬رواه المام أحمد في مسنده ‪ .‬فالص ّ‬
‫ديق ل‬ ‫يكتب عند الله ص ّ‬
‫يطلب منه أن يصدق مرة ويكذب مرات ‪ ،‬وإنما المطلوب أن يستمر‬
‫هذا السلوك في تصرفاته طول حياته حتى يستحق هذا اللقب ‪ .‬يقول‬
‫الدكتور أحمد مهدي عبد الحليم ‪ » :‬ومن الخصائص الساسية في‬

‫‪ 308‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.113-105.‬‬


‫‪ 309‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪ 310‬النبياء ‪107 :‬‬
‫‪90‬‬

‫القيمة تكرار حدوثها بصفة مستمرة ‪ ،‬فمن يصدق مرة أو مرات ل‬


‫يوصف بأنه فاضل في سلوكه ‪ ،‬وإنما تتأكد القيمة وتبرز الفضيلة‬
‫الخلقية في سلوك النسان إذا تكرر حدوثها بصورة تجعلها عادة‬
‫مستحكمة أو جزءا ً من النسيج العقلي والسلوكي لصاحبها وعنوانا ً‬
‫‪311‬‬
‫لهويته‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬اليجابية ‪ :‬والمقصود بها أن يتعدى الخير للخرين فل‬
‫يكفي كون النسان صالحا ً في نفسه بل يكون صالحا ً ومصلحا ً ‪ ،‬يتفاعل‬
‫مع المجتمع وينشر الخير ‪ ،‬ويعلم الجاهل ‪ ،‬ويرشد الضال وتأتي هذه‬
‫اليجابية للقيم من إيجابية السلم نفسه فهو دين إيجابي مؤثر ليس‬
‫من طبيعته النكماش والنعزال والسلبية ‪ .‬ويقول الدكتور محمد جميل‬
‫خياط ‪" :‬فالتربية تحرك الجانب اليجابي الفطري في النسان ‪،‬وتهذب‬
‫وتصقل التجاهات أو الجوانب السلبية لديه أو تحولها إلى قوة موجبة‬
‫تعمل على إعمار الرض أي أنها تعمل على غرس الخلق والسلوك‬
‫‪.‬‬ ‫‪312‬‬
‫الفاضل‬
‫ثامنا ‪ :‬التكيف والمرونة‪ :‬ذلكم أن القيم السلمية قابلة للتحقق‬
‫في المجتمع بمختلف الوسائل والطرق ‪،‬وتتكيف مع مختلف الحوال‬
‫والزمان والمصار دون أن يؤثر ذلك في جوهرها ‪،‬فالعدل يتحقق في‬
‫المجتمع عبر مؤسسات مختلفة قد تخلقها الدولة بحسب حاجتها وعلى‬
‫قدر إمكاناتها ؛ المهم أن يتحقق العدل ‪ ،‬وقد يتحقق في مختلف مظاهر‬
‫الحياة العامة داخل السرة وفي السواق وفي المنظمات والهيئات‬
‫وغير ذلك بصور شتى وبوسائل مختلفة ‪ ،‬والصل في ذلك قوله تعالى‬
‫‪313‬‬
‫ذاقُْرَبى {‪.‬‬
‫ن َ‬ ‫م َفاعْدُِلوا وَل َوْ َ‬
‫كا َ‬ ‫ذا قُل ْت ُ ْ‬
‫} وَإ ِ َ‬
‫ولذلك لم تضع التربية السلمية لقيمها قوالب منظمة جاهزة ل‬
‫بد أن تفرغ فيها ‪ ،‬وإنما أمرت بضرورة تحقق الجوهر بأشكال مختلفة‬

‫‪ 311‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.105-102 .‬‬


‫‪ 312‬على أحمد مدكور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.127-121‬‬
‫‪ 313‬النعام ‪152 :‬‬
‫‪91‬‬

‫تستجيب لحاجات الزمان والمكان والحوال ‪ .‬فأمرت بتحقيق الشورى‬


‫في المجتمع ولم تحدد الكيفية والوسيلة ‪ ،‬وأمرت بأداء المانات إلى‬
‫أهلها مطلق المانات بعد حفظها ولم تحدد وسائل الحفظ ؛لنها متغيرة‬
‫‪ ،‬وأمرت بالتكافل الجتماعي ‪ ،‬وتركت طرق تحقيقه مفتوحة على‬
‫اجتهادات المقدمين عليه ‪ ،‬وأمرت بالنفاق في سبيل الله ؛ مطلق‬
‫سبيل الله ليعم الخير ك ّ‬
‫ل مناحي الحياة ‪ ،‬ويغطي حاجات الناس‬
‫المتجددة ‪ .‬ومن مظاهر التكيف في القيم السلمية ؛ قابليتها للتداول‬
‫بكل أنواع الخطاب من ‪ :‬الوعظ الرشاد إلى الخطابة ‪ ،‬فالكتابة والنشر‬
‫‪ ،‬إلى الوسائل السمعية البصرية إلى التقنيات الحديثة للتواصل من‬
‫إعلميات وإنترنت وغيرها ‪ ،‬ومعلوم أن كل خطاب يحمل قيمة من‬
‫القيم ‪ .‬والقيم لسلمية أولى أن تحملها وسائل التواصل هذه ؛إذ ينبغي‬
‫أن تحمل إلى كل أهل عصر بما ساد عندهم من وسائل ‪ ،‬حتى تكون‬
‫قادرة على التأثير في سلوكياتهم والتعديل من اتجاهاتهم وتشكيل‬
‫تصوراتهم ‪.‬‬
‫ومن مظاهر التكيف أيضا ً قدرة هذه القيم على الستجابة لحالة‬
‫متلقيها العمرية والنفسية والوجدانية والعقلية ‪ ،‬فلكل أسلوبه وطريقه‬
‫ومنهجه ‪ ،‬فالمربون الناقلون للقيم السلمية لهم قدرات وطاقات ‪،‬‬
‫والمتعلمون لهم قدرات وطاقات أيضا ً ؛ ولهذا لم يكن للنظرية التربوية‬
‫السلمية الحاملة للقيم خطاب واحد ‪ ،‬وإنما يتنوع خطابها بفعل مرونته‬
‫ويتكيف مع مختلف الحالت ‪ ،‬فما أنتجه العلماء في أدب العالم‬
‫والمتعلم يختلف من سياسة الصبيان إلى سياسة الغلمان ‪ ،‬فسياسة‬
‫من قوي عوده وعزم على طول الرحلة والطلب والتفرغ للعلم تختلف‬
‫عن غيرهم وهكذا ‪.‬‬
‫من هذا المفهوم نقول إن التربية السلمية جمعت" بين تأديب‬
‫فهي تعنى‬ ‫النفس وتصفية الروح وتثقيف العقل وتقوية الجسم‪.‬‬
‫‪314‬‬

‫عبد الحميد الصيد الزنتانى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.313 .‬‬ ‫‪314‬‬


‫‪92‬‬

‫بالتربية الدينية والخلقية والعلمية والجسمية دون تضحية بأي نوع منها‬
‫على حساب الخر"‪ .‬وفي هذا يتضح أن التربية السلمية قد وازنت بين‬
‫حاجات المتعلم الروحية والمادية والجتماعية‪ .‬فالفهم السلمي لهدف‬
‫التربية هو إعداد الفرد ليكون نافعا ً في مجتمعه ونفسه وسعيدا ً في‬
‫الدنيا والخرة ‪.‬‬
‫فالهداف العامة للتربيةالسلمية " تتصف بأمرين‪ :‬الول أنها‬
‫تبدأ بالفرد وتنتهي بالمجتمع النساني عامة‪ ،‬والثاني أنها تبدأ بالدنيا‬
‫وتنتهي بالخرة بأسلوب متكامل متناسق"‪ "4‬ففي المر الول‪ ،‬الهدف‪،‬‬
‫هو إعدادا لفردالمسلم فالتعليم يأخذ بيد الفرد في طريق التقدم‪ ،‬وفي‬
‫نهاية المر يهيئ الفرد نفسه للحياة الجتماعية السعيدة‪ .‬المر الثاني‪،‬‬
‫فأهدافه هي تنمية وترسيخ العقيدة السلمية عند الفرد المسلم‬
‫‪315‬‬
‫وتحيقق العبودية لله تعالى وتزكية نفسه وتهذيب الخلق والطباع"‪.‬‬
‫كذا فإن السلم قد وضع لنا عناصر للمناهج في المؤسسات‬
‫التعليمية تمثل حجر الزاوية في العملية التعليمية‪ .‬وقد تطرقت هذه‬
‫العناصر لجميع التغيرات المتوقع حدوثها في كل جوانب النمو في الفرد‬
‫المسلم‪ .‬ونجد أن السلم اعتبر أن خطوة وضع الهداف بصورة سليمة‬
‫حسب متطلباته يساعد على تصميم معيار مناسب لختيار المحتوى‬
‫والخبرات وطرق التدريس ووسائله والنجاح بعد ذلك في التقويم‪،‬‬
‫وبذلك يصل الفرد المسلم المتعلم إلى هدف التربية السلمية أل وهو‬
‫‪316‬‬
‫سعادته في الدنيا والخرة‪.‬‬
‫وفي عصرنا هذا فإن " المدارس والجامعات أصبحت غير قادرة‬
‫على إعداد الشباب الناشئ للحياة في عالم سريع التحول والتغير‪،‬‬
‫ولذلك فإن العمل المستمر الضافي للتربية خارج النطاق المدرسي‪،‬‬
‫يجب أن يكون متواصل ً في صورة نشاطات حية على جبهة عريضة‬

‫‪ 315‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.885-883 .‬‬


‫‪ 316‬عبد الرحمن صالح عبد الله‪ ،‬المنهاج الدراسي أسسه وصلته بالنظرية التربوية‬
‫السلمية )الرياض ‪ :‬مركز الملك فيصل ييبحوث والدراسات السلمية‪1406 ،‬هي‪1986/‬م( الطبعة‬
‫الولى‪ ،‬ص‪.167-162 .‬‬
‫‪93‬‬

‫واسعة في كل الممالك والبلد وفي كل مستويات التطور"‪ .6‬فالتربية‬


‫السلمية تمتاز عن التربية الغربية الحديثة بالهدف البعيد الذي يحفظ‬
‫للفرد المسلم سمو روحه وعزة نفسه ونشاط جسمه وسلمة نموه‬
‫الفكري والعلمي والعقلي‪.‬فالهدف البعيد يرنو إلى العلقة الحتماعية‬
‫بين أفراد المجتمع وبينهم وبين الخالق سبحانه وتعالى‪ .‬وبالتالي يكون‬
‫الهدف هو الراعي المسلم في جميع أجزاء تكوينه الجسمي والعقلي‬
‫والروحي والخلقي وبالتالي السلوكي"‪.‬‬

‫‪ (3‬الغاية من التربية السلمية‬


‫هي تحقيق العبودية لرب العالمين‪ ،‬والتي هي الحكمة من خلق‬
‫س إ ِّل‬
‫لن َ‬‫ن َوا ْ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ت ال ْ ِ‬‫ق ُ‬‫خل َ ْ‬
‫ما َ‬ ‫النسان‪ ،‬كما قال سبحانه وتعالى‪ ) :‬وَ َ‬
‫ن ( ‪ ، 317‬وتتعلق بها نجاته‪ ،‬وسعادته البدية‪ ،‬كما قال سبحانه‪:‬‬ ‫دو ِ‬ ‫ل ِي َعْب ُ ُ‬
‫َ‬
‫م‬‫ها ( ‪ ،‬وقال تعالى‪ ) :‬ي َوْ َ‬
‫‪318‬‬
‫سا َ‬‫من د َ ّ‬‫ب َ‬ ‫خا َ‬ ‫ها‪ ،‬وَقَد ْ َ‬ ‫من َز ّ‬
‫كا َ‬ ‫ح َ‬ ‫) قَد ْ أفْل َ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫قوا ْ فَ ِ‬
‫في‬ ‫ش ُ‬‫ن َ‬‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬‫د‪ ،‬فَأ ّ‬ ‫سِعي ٌ‬ ‫ي وَ َ‬‫ق ّ‬ ‫ش ِ‬‫م َ‬ ‫ه فَ ِ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫س إ ِل ّ ب ِإ ِذ ْن ِ ِ‬
‫ف ٌ‬ ‫م نَ ْ‬‫ت ل َ ت َك َل ّ ُ‬ ‫ي َأ ِ‬
‫َ‬
‫ض‬
‫ت َوالْر ُ‬ ‫ماَوا ُ‬ ‫س َ‬‫ت ال ّ‬ ‫م ِ‬‫دا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬‫ق‪َ ،‬‬ ‫شِهي ٌ‬‫م ِفيَها َزِفيٌر وَ َ‬ ‫الّناِر ل َهُ ْ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫جن ّ ِ‬‫في ال ْ َ‬ ‫دوا ْ فَ ِ‬‫سع ِ ُ‬‫ن ُ‬
‫ذي َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬‫ريد‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ل لّ َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬
‫ك فَّعا ٌ‬ ‫شاء َرب ّ َ‬
‫ك إِ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫إ ِل ّ َ‬
‫ك عَ َ‬ ‫شاء َرب ّ َ‬ ‫َ‬
‫طاء غَي َْر‬ ‫ما َ‬ ‫ض إ ِل ّ َ‬‫ت َوالْر ُ‬ ‫ماَوا ُ‬‫س َ‬‫ت ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫دا َ‬
‫ما َ‬‫ن ِفيَها َ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬
‫َ‬
‫وجميع الهداف تندرج تحت هذه الغاية نظرا ً لتساع مفهوم‬ ‫‪319‬‬
‫ج ُ‬
‫ذوٍذ‪،‬‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫العبادة في السلم‪.‬‬
‫نستطيع أن نضع ثلثة أهداف رئيسية للتربية السلمية‪:‬‬
‫الول‪ :‬بناء النسان المسلم ذي الشخصية المتكاملة‪ ،‬وذلك‬
‫بتحقيق النمو الجسمي‪ ،‬والعقلي‪ ،‬والروحي‪ ،‬والخلقي‪ ،‬والجتماعي‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬التنمية العلمّية‪ ،‬وذلك باكتشاف المواهب والقدرات‪،‬‬
‫وتنميتها‪ ،‬وتعليمه العلوم المناسبة له‪ ،‬ل سيما العلوم الشرعية‪ ،‬وما‬

‫‪ 317‬الذريات ‪56 :‬‬


‫‪ 318‬الشمش ‪10- 9 :‬‬
‫‪ 319‬هود ‪108-105 :‬‬
‫‪94‬‬

‫يميل إليه من العلوم الخرى المفيدة للمة‪.‬‬


‫‪320‬‬

‫الثالث‪ :‬إخراج المة المسلمة؛ المتناصرة‪ ،‬المتناصحة‪ ،‬المجاهدة‪،‬‬


‫‪321‬‬
‫الحاملة رسالة السلم إلى العالم‪.‬‬
‫وقد ذكر بعض الباحثين أهدافا ً تفصيلية كثيرة‪ ،‬وهي مندرجة تحت‬
‫الهداف الثلثة‪ ،‬إما خادمة للشخصية المسلمة بجوانبها المختلفة‪ ،‬أو‬
‫خادمة للنمو العلمي‪ ،‬أو للمة المسلمة‪ .‬وتهدف التربية في النهاية إلى‬
‫الرب في الصل‬ ‫‪322‬‬
‫الكمال النساني‪ ،‬قال المام البيضاوي في تفسيره‪:‬‬
‫ن التربية عملية‬
‫مصدر بمعنى التربية وهي تبليغ الشيء إلى كماله‪ .‬إ ّ‬
‫حركية حية‪ ،‬تتفاعل مع المتغيرات المختلفة‪ ،‬وتتأثر بها وتؤثر فيها‪ .‬ومن‬
‫مهامها أنها تكسب النشء القدرة على التكّيف مع تلك المتغيرات مع‬
‫رسوخ الثوابت السلمية‪ .‬ومنهج التربية السلمية فريد في كل مناهج‬
‫الرض‪ ،‬وإن التقى ببعضها في التفصيلت والفروع؛ فريد في شموله‬
‫ويقظته لكل دقيقة من دقائق النفس البشرية‪ ،‬وكل خالجة‪ ،‬وكل فكرة‪،‬‬
‫وكل شعور‪ ،‬وفريد في أثره في داخل النفس‪ ،‬وفي واقع الحياة‪ ،‬فقد‬
‫كان من أثره تلك المة العجيبة في التاريخ؛ المة التي انتفضت من‬
‫تراب الرض فوصلت إلى السماء‪ ،‬والتي قامت من شتات متناثر يكاد‬
‫ل يلتقي على غير الصراع والحرب‪ ،‬فإذا هي أمة صلبة متماسكة ل‬
‫مث ُل ً أخلقية‬
‫مر وتبني‪ ،‬وتقيم ُ‬
‫مثيل لها في الرض‪ ،‬تفتح وتغزو‪ ،‬وتع ّ‬
‫وإنسانية غير معهودة من قبل‪ ،‬ول من بعد‪ ،‬وتنتشر في سنوات قليلة؛‬
‫في رقاع الرض‪ ،‬تنشر النور والهدى‪ ،‬وتنشئ الحياة بإذن ربها من‬
‫جديد‪ ،‬هذه المة كلها من نتاج هذا المنهج؛ كلها بمادياتها ومعنوياتها‪،‬‬
‫بمشاعرها وأفكارها‪ ،‬وسلوكها وأعمالها‪ ،‬أمة فريدة في التاريخ"‪.‬‬

‫‪ 320‬محمد عطية البراشى‪ ،‬التربية السلمية وفلسفتها )بيروت ‪ :‬دار الفكر‪ ،‬د‪.‬ت( د‪.‬ط‪،.‬‬
‫ص‪.245.‬‬
‫‪ 321‬عبد الحميد الصيد الزنتانى‪ ،‬فلسفة التربية السلمية فى القرآن والسنة )تونس ‪:‬‬
‫الدار العربية للكتاب‪ (1993 ،‬الطبعة الولى‪ ،‬ص‪.562-537 .‬‬
‫‪ 322‬جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬ص‪.28 .‬‬
‫‪95‬‬

‫ب‪ -‬تصورات التربية فى القرآن‬


‫‪323‬‬
‫القرآن الكريم هييو دسييتور الحييياة وكتيياب نييور وعلييم وهداييية‪،‬‬
‫ومنهج شامل وبيان لكل جوانب الحياة وما يحتاجه النسان ميين معرفيية‬
‫واعييداد‬ ‫‪324‬‬
‫تحدد له أطر العلقة بربه ونفسه ومجتمعه‪ ،‬وهو كتيياب تربييية‬
‫سماوي انطلقييا ميين اليمييان بييالله الواحييد الحييد رب العييالمين‪ ،‬فيالله‬
‫تعالى هو رب العالمين‪ ,‬وكلمة الرب مشييتقة ميين التربييية وهييي تحمييل‬
‫معاني العناية والرعاية والصلح والتأديب‪،‬وعليه فان الله الخالق تعييالى‬
‫ذكييره هييو المربييي والمييؤدب النسييان ميين خلل النبييياء والرسييالت‬
‫السييماوية الييتي تضييمنت أسييمى وأرفييع القيييم الخلقييية الييتي ترتقييي‬
‫بالنسان وتجعله مييؤهل لمسييؤولية خلفيية اللييه فييي الرض‪ ،‬والييى هييذا‬
‫ورسييول‬ ‫‪325‬‬
‫يشير رسول الله )ص( بقوله‪" :‬أدبني ربي فأحسن تيأديبي"‪.‬‬
‫فقييد أشييرف علييى‬ ‫‪326‬‬
‫الله )ص( هو المربي الول لهييذه الميية بييالقرآن‪،‬‬
‫تربية جيل من الناس فكان ذلك الجيل ظاهرة فريدة عجيبيية لييم يشييهد‬
‫التاريخ لها مثيل حتى الن‪ ،‬بحيث استطاع هذا الرجييل العظيييم أن يعيييد‬
‫بناء النسان العربييي الجيياهلي ويخرجييه ميين ظلمييات التصييحر الفكييري‬
‫والعقائدي والخلقييي والجتميياعي الييى نييور اليمييان والمعرفيية وسييمو‬
‫م ي َت ْل ُييو‬ ‫ُ‬
‫سييول ً ِ‬
‫من ْهُي ْ‬ ‫ن َر ُ‬‫مّييي َ‬ ‫ث فِييي اْل ّ‬ ‫ذي ب َعَي َ‬ ‫الخلق وسماحة الذات )هُوَ ال ّي ِ‬
‫ل ل َفِييي‬ ‫ن قَب ْي ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬
‫كاُنوا ِ‬ ‫ة وَإ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ب َوال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫م وَي ُعَل ّ ُ‬
‫مهُ ُ‬ ‫عَل َي ْهِ ْ‬
‫م آَيات ِهِ وَي َُز ّ‬
‫كيهِ ْ‬
‫ن ( ‪.327‬‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ل ُ‬‫ضل ٍ‬ ‫َ‬

‫وفي القرآن الكريم نجد أهداف التربية ومواضيعها السبعة وهي‪:‬‬


‫خلقية‪ ،‬والتربية الجسمية‪ ،‬والتربييية العقلييية‪،‬‬
‫التربية العقيدية‪ ،‬والتربية ال ُ‬

‫‪ 323‬محمدعثمان نجاتي‪ ،‬القرآن وعلم النفس )القاهرة ‪ :‬دار الشروق‪1417 ،‬هي‪1997/‬م(‬


‫الطبعة السادسة‪ ،‬ص‪.19 .‬‬
‫‪ 324‬محمد شديد‪ ،‬منهج القرآن فى التربية )د‪.‬م‪ : .‬دار التوزيع والنشر السلمية‪ ،‬د‪.‬ت‪(.‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،.‬ص‪.10 .‬‬
‫‪ 325‬الجلل السيوطي ‪ ،‬جامع المسانيد والمراسيل )بيروت ‪ :‬دار الفكر‪ (1994 ،‬د‪.‬ط‪،.‬‬
‫الجزء الول‪ ،‬ص‪.133 .‬‬
‫‪ 326‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪327‬الجمعة ‪2 :‬‬
‫‪96‬‬

‫وسوف نفرد‬ ‫‪328‬‬


‫والتربية النفسية‪ ،‬والتربية الجتماعية‪ ،‬والتربية الجنسية‪.‬‬
‫بحثا مفصل لكل موضوع من مواضيع التربية القرآنية وأهييدافها ان شيياء‬
‫الله لحقاوالشواهد القرآنية على أهداف التربية ومواضيعها كثيرة ولكن‬
‫قبل استعراضها ل بد من الشارة الى أمرين أساسيين‪:‬‬

‫المر الول‪ :‬العبادات وآثارها التربوية‬


‫المر الثاني‪ :‬السلوب التربوي في القرآن الكريم‬

‫‪ (1‬العبادات وآثارها التربوية‬


‫مما لشك فيه أن العبادات التي افترض الله علييى عبيياده تأديتهييا‬
‫والتزامها ل تخلو من أهداف انطلقا من حكمة الله المتعالية في التدبير‬
‫والتشريع‪ ،‬وقد ننظر الى حكمة التشريع وغاياته والمصالح المرجوة منه‬
‫من زوايا متعددة ال اننا قد نغفل أحيانا النظر الى الجانب التربوي الذي‬
‫أراد الله تعالى تعزيزه من خلل العبادة أو التشريع‪ ،‬فلييو أخييذنا الصييلة‬
‫على سبيل المثال وهي رأس العبادات وعامود الييدين وقربييان المييؤمن‬
‫ومعراج كل تقي‪ ،‬فقد ننظر اليها من زاوية معينة على انهييا عبييادة يييراد‬
‫من خللها التواصل مع الليه واظهيار الخضيوع والعبوديية ليه‪ ،‬ولكين ليو‬
‫تأملنا في حكمة هذا التشريع وأبعاده أكثر لوجدنا أن الصلة هييي عبييادة‬
‫‪329‬‬
‫تربوية بامتياز‪ ،‬فهي ‪:‬‬

‫أول‪ ،‬شيكر لليه تعيالى عليى نعميه الجليلية‪ ،‬والشيكر هيو سيلوك‬
‫تربوي ايجابي تتبناه الفطرة السليمة ويفرضه العقل ويستحسنه العرف‬
‫حك ْم َ َ‬
‫س يهِ‬ ‫شك ُُر ل ِن َ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫شك ُْر فَإ ِن ّ َ‬
‫ما ي َ ْ‬ ‫شك ُْر ل ِل ّهِ وَ َ‬
‫من ي َ ْ‬ ‫نا ْ‬‫ةأ ِ‬ ‫ن ال ْ ِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ق َ‬‫قد ْ آت َي َْنا ل ُ ْ‬‫}وَل َ َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه غَن ِ ّ‬ ‫فَر فَإ ِ ّ‬ ‫من ك َ َ‬
‫‪330‬‬
‫د{‪.‬‬
‫مي ٌ‬‫ح ِ‬
‫ي َ‬ ‫وَ َ‬

‫وثانيا‪ ،‬تهذيب للنفس وتطويع لها عليى طاعية الليه والبتعياد عين‬
‫‪ 328‬عبد الحميد الصيد الزنتانى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.15-14.‬‬
‫‪ 329‬محمد شديد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.173-169.‬‬
‫‪ 330‬لقمان ‪12 :‬‬
‫‪97‬‬

‫َ‬ ‫ما ُأو ِ‬


‫ب وَأقِيم ِ‬ ‫ن ال ْك ِت َييا ِ‬
‫مي َ‬‫ك ِ‬ ‫ي إ ِل َي ْي َ‬
‫حي َ‬ ‫المعاصي والموبقات الخلقية }ات ْ ُ‬
‫ل َ‬
‫َ‬
‫منك َيرِ وَل َيذِك ُْر الل ّيهِ أك ْب َيُر َوالل ّي ُ‬
‫ه‬ ‫شيياء َوال ْ ُ‬‫ح َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ف ْ‬ ‫ن ال ّ َ‬
‫صلةَ ت َن َْهى عَ ِ‬ ‫صَلةَ إ ِ ّ‬
‫ال ّ‬
‫ي َعْل َ ُ‬
‫‪331‬‬
‫ن{‪.‬‬
‫صن َُعو َ‬
‫ما ت َ ْ‬
‫م َ‬
‫وهي ثالثا‪ :‬سمة الصييلحاء والتقييياء الموصييوفين بييالخلق العييالي‬
‫ن عََلييى‬ ‫شو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬ ‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫عَباد ُ الّر ْ‬
‫والسمعة الطيبة والفعال الحميدة }وَ ِ‬
‫سيَلما ً َوال ّي ِ‬ ‫َْ‬
‫م‬
‫ن ل َِرب ّهِي ْ‬‫ن ي َِبيت ُييو َ‬‫ذي َ‬ ‫ن قَيياُلوا َ‬ ‫جاهُِلو َ‬
‫م ال ْ َ‬
‫خاط َب َهُ ُ‬
‫ذا َ‬ ‫ونا ً وَإ ِ َ‬
‫ض هَ ْ‬
‫الْر ِ‬
‫‪332‬‬
‫جدا ً وَقَِياما ً{‪.‬‬ ‫س ّ‬‫ُ‬

‫وهكذا بالنسبة لعبادة ثانييية وهييي الصييوم الييذي بييين اللييه تعييالى‬
‫َ‬
‫م كَ َ‬
‫مييا‬ ‫صيَيا ُ‬ ‫ب عَل َي ْك ُي ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫مُنوا ْ ك ُت ِي َ‬
‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫الغاية والهدف منه بقوله }َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ن{‪ ، 333‬فالصييوم عبييادة روحييية‬ ‫قييو َ‬ ‫م ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫م ت َت ّ ُ‬ ‫من قَب ْل ِك ُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ب عََلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ك ُت ِ َ‬
‫تربوية تهذيبية ليس المراد منها صيييام البطييون عيين الطعييام ‪-‬وان كييان‬
‫للجسد نصيبه من فوائد الصوم )صوموا تصحوا(– وإنما المطلوب صيام‬
‫الجوارح عن الحرام والى هذا الهدف تشير الحاديث الشييريفة الييواردة‬
‫عن النبي الكرم )ص( والئمة الهداة )ع( فعن المام الصييادق )ع(‪" :‬ان‬
‫الصيييام ليييس ميين الطعييام والشييراب وحييدهما فييإذا صييمتم فيياحفظوا‬
‫ألسنتكم عن الكذب‪،‬وغضوا أبصاركم عما حرم الله عليكم‪ ،‬ول تنازعوا‪،‬‬
‫ول تحاسدوا‪،‬ول تغتابوا‪،‬ول تماروا‪ ،‬ول تخالفوا‪ ،‬ول تسابوا‪ ،‬ول تشيياتموا‪،‬‬
‫‪334‬‬
‫ول تظلموا‪ ،‬ول تسافهوا‪،‬ول تضاجروا‪ ،‬ول تغفلوا عن ذكر الله "‪.‬‬

‫وقد أشار النبي الكريم في خطبة استقبال شهر رمضان وفضييله‬


‫الى العديد من المضامين التربوية التي ل بد أن تصاحب الصييوم والييتي‬
‫تستهدف الفرد والمجتمييع علييى حييد سييواء فقييد اعتييبر )ص( أن عبييادة‬
‫الصوم ل بد أن تكون منطلقا لحسن الخلق " من حسن منكم فييي هييذا‬
‫الشييهر خلقييه كييان لييه جييواز علييى الصييراط يييوم تييزل فيييه القييدام "‪،‬‬

‫العنكبوت ‪45 :‬‬ ‫‪331‬‬


‫الفرقان ‪64-63 :‬‬ ‫‪332‬‬
‫البقرة ‪183 :‬‬ ‫‪333‬‬
‫محمدعثمان نجاتي‪ ،‬االمرجع السابق‪ ،‬ص‪.294-293 .‬‬ ‫‪334‬‬
‫‪98‬‬

‫ومنطلقا لللتفات الى الناس بالمحبة والخير " وتصدقوا علييى فقرائكييم‬
‫ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صييغاركم وصييلوا أرحييامكم "‪ .‬الييى‬
‫غير ذلك من البعاد التربوية التي تحفل بها عبادة الصوم‪.‬‬

‫واذا أخذنا عبادة الحج أيضييا وحاولنييا أن نييدرس أبعادهييا التربوييية‬


‫فإننا نجد أنها تستهدف الشخصية النسييانية وتتعاهييدها بالتربييية انطلقييا‬
‫من كون الحج محطيية للرجييوع الييى اللييه ومراجعيية الييذات‪ ،‬فالمناسييك‬
‫الواجبة في الحج بدءا بالحرام فييالطواف ثييم السييعي والرجييم وغيرهييا‬
‫تريد للنسان المسلم أن يخرج من كييل ولء أو تبعييية لغييير اللييه تعييالى‬
‫وأن يطوف داعيا ملبيا نداء الفطرة نداء التوحيد‪ ،‬ثم ترييد ليه أن يخيرج‬
‫من كبريائه وعلوه وأن يتواضع لله ثم للناس الييذين تجمعييه بهييم وحييدة‬
‫الخلق ان لم نقل وحدة الدين‪ ،‬وتريد له هذه العبادة العظيمة أن يرجييم‬
‫ج‬‫حي ّ‬‫شيطان نفسه ويتبرأ من كييل الشييياطين اينمييا وجييدوا وحلييوا!‪}..‬ال ْ َ‬
‫دا َ‬
‫ل‬ ‫جي َ‬ ‫سييوقَ وَل َ ِ‬
‫ث وَل َ فُ ُ‬
‫ج فَل َ َرفَي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫حي ّ‬ ‫من فََر َ‬
‫ض ِفيهِ ّ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫معُْلو َ‬
‫ما ٌ‬ ‫أَ ْ‬
‫شهٌُر ّ‬
‫وى‬
‫قي َ‬
‫خي َْر ال يّزادِ الت ّ ْ‬ ‫دوا ْ فَإ ِ ّ‬
‫ن َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫ه وَت ََزوّ ُ‬ ‫خي ْرٍ ي َعْل َ ْ‬
‫م ُ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬‫فعَُلوا ْ ِ‬
‫ما ت َ ْ‬
‫ج وَ َ‬ ‫ِفي ال ْ َ‬
‫ح ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب{ ‪.335‬‬ ‫ن َيا أوِْلي الل َْبا ِ‬ ‫قو ِ‬ ‫َوات ّ ُ‬

‫‪ (2‬السلوب التربوي في القرآن الكريم‪:‬‬

‫نجد فييي القييرآن الكريييم السيياليب التربوييية الكييثيرة والمتعييددة‬


‫النماط والشكال والتي تراعي أحوال الفئات المسييتهدفة وامكانييياتهم‬
‫وقدراتهم العلمية والستيعابية نذكر منها‪:‬‬

‫َ‬
‫ن‬ ‫تأ ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫مل ُييوا ْ ال ّ‬
‫صييال ِ َ‬ ‫من ُييوا ْ وَعَ ِ‬
‫ذين آ َ‬ ‫ش يرِ ال ّي ِ‬ ‫‪ .1‬التربية بالترغيب‪} 336:‬وَب َ ّ‬
‫مَرةٍ ّرْزقا ً َقيياُلوا ْ‬ ‫ما ُرزُِقوا ْ ِ‬ ‫َ‬
‫من ث َ َ‬ ‫من َْها ِ‬ ‫حت َِها الن َْهاُر ك ُل ّ َ‬
‫من ت َ ْ‬
‫ري ِ‬‫ج ِ‬
‫ت تَ ْ‬
‫جّنا ٍ‬
‫م َ‬‫ل َهُ ْ‬
‫َ‬ ‫ذا ال ّذي رزقْنا من قَب ُ ُ‬
‫م‬‫مط َهَّرةٌ وَهُ ْ‬ ‫ج ّ‬
‫م ِفيَها أْزَوا ٌ‬ ‫شاِبها ً وَل َهُ ْ‬‫مت َ َ‬ ‫ل وَأُتوا ْ ب ِهِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ُ ِ َ ِ‬ ‫هي َ‬ ‫َ‬
‫‪337‬‬
‫ن{‬
‫دو َ‬
‫خال ِ ُ‬
‫ِفيَها َ‬
‫‪ 335‬البقرة ‪197 :‬‬
‫‪ 336‬عبد الحميد الصيد الزنتانى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.229-223.‬‬
‫‪ 337‬البقرة ‪25 :‬‬
‫‪99‬‬

‫م ي َُرد ّ إ َِليى‬ ‫}َقا َ َ‬


‫ه ثُ ّ‬
‫ف ن ُعَذ ّب ُ ُ‬
‫سوْ َ‬ ‫من ظ َل َ َ‬
‫م فَ َ‬ ‫ما َ‬
‫لأ ّ‬ ‫‪ .2‬التربية بالترهيب‪:‬‬
‫‪338‬‬

‫‪339‬‬
‫كرًا{‬
‫ذابا ً ن ّ ْ‬ ‫َرب ّهِ فَي ُعَذ ّب ُ ُ‬
‫ه عَ َ‬

‫مل ُييوا ْ‬ ‫َ‬


‫من ُييوا ْ وَعَ ِ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫مييا ال ّي ِ‬
‫‪ .3‬التربية بالترغيب والييترهيب معييا‪} :‬فَأ ّ‬
‫‪340‬‬

‫فوا ْ‬ ‫َ‬ ‫الصال ِحات فَيوّفيه ُ‬


‫س يَتنك َ ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫مييا ال ّي ِ‬ ‫من فَ ْ‬
‫ض يل ِهِ وَأ ّ‬ ‫هم ّ‬ ‫م وََيزيد ُ ُ‬ ‫جوَرهُ ْ‬ ‫مأ ُ‬‫ّ َ ِ ُ َ ِ ْ‬
‫ن الل ّيهِ وَل ِي ّيا ً وَل َ‬ ‫َ‬
‫دو ِ‬ ‫ميين ُ‬ ‫ن ل َهُييم ّ‬‫دو َ‬ ‫ذابا ً أُليما ً وَل َ ي َ ِ‬
‫جي ُ‬ ‫ست َك ْب َُروا ْ فَي ُعَذ ّب ُهُ ْ‬
‫م عَ َ‬ ‫َوا ْ‬
‫‪341‬‬
‫صيرًا{‬
‫نَ ِ‬

‫ن الل ّي َ‬
‫ه‬ ‫حييارُِبو َ‬ ‫ن يُ َ‬‫ذي َ‬ ‫ج يَزاء ال ّي ِ‬ ‫مييا َ‬ ‫‪ .4‬التربييية بالعقوبيية الدنيوييية‪} :‬إ ِن ّ َ‬
‫‪342‬‬

‫َ‬ ‫صل ُّبوا ْ أ َوْ ت ُ َ‬ ‫َ‬ ‫سادا ً َأن ي ُ َ‬ ‫َ‬


‫م‬‫ديهِ ْ‬ ‫قط ّعَ أي ْ ِ‬ ‫قت ُّلوا ْ أوْ ي ُ َ‬ ‫ض فَ َ‬
‫ن ِفي الْر ِ‬ ‫سعَوْ َ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه وَي َ ْ‬ ‫وََر ُ‬
‫م‬ ‫خْزيٌ فِييي ال يد ّن َْيا وَل َهُي ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ك ل َهُ ْ‬‫ض ذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ن الْر ِ‬‫م َ‬ ‫ف أ َوْ ُين َ‬
‫فوْا ْ ِ‬ ‫خل ٍ‬ ‫ن ِ‬‫م ْ‬‫جل ُُهم ّ‬
‫َ‬
‫وَأْر ُ‬
‫‪343‬‬
‫م{‬
‫ظي ٌ‬
‫ب عَ ِ‬ ‫خَرةِ عَ َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫ِفي ال ِ‬

‫ف‬
‫س يوْ َ‬‫فييُروا ْ ِبآَيات َِنييا َ‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬ ‫ن اّليي ِ‬
‫‪ .5‬التربييية بالعقوبيية الخروييية‪} 344:‬إ ِ ّ‬
‫ب‬ ‫ذوُقوا ْ ال ْعَ ي َ‬
‫ذا َ‬ ‫جُلودا ً غَي َْر َ‬
‫ها ل ِي َي ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م ب َد ّل َْناهُ ْ‬
‫جُلود ُهُ ْ‬
‫ت ُ‬‫ج ْ‬‫ض َ‬ ‫م َنارا ً ك ُل ّ َ‬
‫ما ن َ ِ‬ ‫صِليهِ ْ‬ ‫نُ ْ‬
‫ً ‪345‬‬
‫كيما{‬
‫ح ِ‬‫زيزا ً َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫ه َ‬
‫كا َ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫إِ ّ‬

‫حي ْن َييا‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫قص عَل َي َ َ‬


‫مييا أوْ َ‬
‫ص بِ َ‬
‫صي ِ‬
‫ق َ‬ ‫س َ‬‫ح َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ن نَ ُ ّ‬ ‫ح ُ‬‫‪ .6‬التربية بالقصة‪} 346:‬ن َ ْ‬
‫ن ال َْغافِِلي َ‬ ‫من قَب ْل ِهِ ل َ ِ‬ ‫ن وَِإن ُ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬
‫هي َ‬ ‫إ ِل َي ْ َ‬
‫‪347‬‬
‫ن{‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫كن َ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ك َ‬
‫قييو َ‬
‫ل الل ّي ِ‬
‫ه‬ ‫س يِبي ِ‬
‫م فِييي َ‬ ‫وال َهُ ْ‬
‫مي َ‬
‫نأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ف ُ‬
‫ن ُين ِ‬‫ذي َ‬‫ل ال ّ ِ‬
‫مث َ ُ‬
‫‪ .7‬التربية بالمثل‪ّ } :‬‬
‫‪348‬‬

‫َ‬
‫ميين‬ ‫ف لِ َ‬‫ع ُ‬ ‫ضا ِ‬ ‫حب ّةٍ َوالل ّ ُ‬
‫ه يُ َ‬ ‫ة َ‬ ‫سنب ُل َةٍ ّ‬
‫مئ َ ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫ل ِفي ك ُ ّ‬ ‫سَناب ِ َ‬
‫سب ْعَ َ‬
‫ت َ‬
‫حب ّةٍ أنب َت َ ْ‬
‫ل َ‬ ‫كَ َ‬
‫مث َ ِ‬
‫شاُء َوالل ّ ُ‬
‫يَ َ‬
‫‪349‬‬
‫م{‬
‫سعٌ عَِلي ٌ‬
‫ه َوا ِ‬
‫‪ 338‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.229-223.‬‬
‫‪ 339‬الكهف ‪87 :‬‬
‫‪ 340‬محمدعثمان نجاتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.173-169.‬‬
‫‪ 341‬النساء ‪17 :‬‬
‫‪342 Triyo Supriyatno dan Muhammad Samsul Ulum, Tarbiyah Qur'aniyyah, (Malang :‬‬
‫‪UIN Malang Press, 2006), cet. ke-1, hal. 117-118.‬‬
‫‪ 343‬المائدة ‪33 :‬‬
‫‪344Triyo Supriyatno dan Muhammad Samsul Ulum, op cit., hal. 117-118.‬‬
‫‪ 345‬النساء ‪56 :‬‬
‫‪ 346‬محمدعثمان نجاتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.175-174 .‬‬
‫‪ 347‬يوسف ‪3 :‬‬
‫‪ 348‬محمد شديد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.212-210.‬‬
‫‪ 349‬البقرة ‪261 :‬‬
‫‪100‬‬

‫خ ُ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه ل َ ت َت ّ ِ‬ ‫}وََقا َ‬
‫ما‬ ‫ن اث ْن َي ْ ِ‬
‫ن إ ِن ّ َ‬ ‫ذوا ِإليهَي ْ ِ‬ ‫‪ .8‬التربية بالجدل )الحوار(‪:‬‬
‫‪350‬‬

‫حد ٌ َفإّيايَ َفاْرهَُبو ِ‬


‫‪351‬‬
‫ن{‬ ‫ه َوا ِ‬
‫هُوَ ِإل ٌ‬
‫‪ .9‬التربية بالموعظة‪} 352:‬إن الل ّ ْ‬
‫ن وَِإيت َيياء ِذي‬
‫سييا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل َوال ِ ْ‬ ‫مُر ِبال ْعَيد ْ ِ‬ ‫ه ي َأ ُ‬
‫َ‬ ‫ِ ّ‬
‫م ت َيذ َك ُّرو َ‬
‫ن{‬ ‫م ل َعَل ّك ُي ْ‬
‫ي ي َعِظ ُك ُي ْ‬ ‫منك َرِ َوال ْب َغْ ي ِ‬
‫شاء َوال ْ ُ‬
‫ح َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ف ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫قْرَبى وَي َن َْهى عَ ِ‬
‫‪353‬‬

‫ُ‬
‫ة‬
‫س ين َ ٌ‬
‫ح َ‬ ‫ل الل ّهِ أ ْ‬
‫س يوَةٌ َ‬ ‫سو ِ‬
‫م ِفي َر ُ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬
‫كا َ‬‫قد ْ َ‬‫‪ .10‬التربية بالقدوة‪} 354:‬ل َ َ‬
‫ً ‪355‬‬
‫خَر وَذ َك ََر الل ّ َ‬
‫ه ك َِثيرا{‬ ‫م اْل ِ‬ ‫ه َوال ْي َوْ َ‬
‫جو الل ّ َ‬
‫ن ي َْر ُ‬ ‫لّ َ‬
‫من َ‬
‫كا َ‬
‫َ‬
‫م كَ َ‬
‫مييا‬ ‫ص يَيا ُ‬ ‫ب عَل َي ْك ُ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫مُنوا ْ ك ُت ِ َ‬
‫نآ َ‬ ‫‪ .11‬التربية بالعبادة‪َ} 356:‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫م ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫من قَب ْل ِك ُ ْ‬ ‫ب عََلى ال ّ ِ‬
‫ك ُت ِ َ‬
‫‪357‬‬
‫ن{‬
‫قو َ‬ ‫م ت َت ّ ُ‬ ‫ن ِ‬
‫ذي َ‬
‫قي ْ َ‬ ‫}فَإ َ‬
‫مث ْي َ‬
‫ل‬ ‫ة ّ‬
‫ق ً‬
‫ع َ‬
‫صييا ِ‬ ‫ل أنيذ َْرت ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ضوا فَ ُ‬
‫ن أعَْر ُ‬ ‫‪ .12‬التربية بالحداث‪:‬‬
‫‪358‬‬
‫ِ ْ‬
‫عادٍ وَث َ ُ‬
‫‪359‬‬
‫د{‬
‫مو َ‬ ‫قة ِ َ‬
‫ع َ‬
‫صا ِ‬
‫َ‬

‫سيرِ قُي ْ‬
‫ل‬ ‫مي ْ ِ‬‫م يرِ َوال ْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫خ ْ‬ ‫ك عَي ِ‬ ‫سيأ َُلون َ َ‬‫‪ .13‬التربية بتدرج الحكام‪} :‬ي َ ْ‬
‫‪360‬‬

‫مييا َ‬
‫ذا‬ ‫س يأ َُلون َ َ‬
‫ك َ‬ ‫مييا وَي َ ْ‬
‫فعِهِ َ‬‫من ن ّ ْ‬ ‫َ‬
‫ما أك ْب َُر ِ‬ ‫س وَإ ِث ْ ُ‬
‫مهُ َ‬ ‫م ك َِبيٌر وَ َ‬
‫مَنافِعُ ِللّنا ِ‬ ‫ما إ ِث ْ ٌ‬
‫ِفيهِ َ‬
‫فك ُّرو َ‬ ‫ت ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫ه ل َك ُ ُ‬
‫ن الل ّ ُ‬ ‫ل ال ْعَ ْ‬
‫فوَ ك َذ َل ِ َ‬ ‫ن قُ ِ‬
‫‪361‬‬
‫ن{‬ ‫م ت َت َ َ‬ ‫م الَيا ِ‬ ‫ك ُيبي ّ ُ‬ ‫قو َ‬
‫ف ُ‬
‫ُين ِ‬
‫َ‬
‫ن إ ِل َييى اْل ِب ِي ِ‬
‫ل ك َي ْي َ‬
‫ف‬ ‫}أفََل َينظ ُيُرو َ‬
‫‪ .14‬التربييية بالملحظيية والنظيير‪:‬‬
‫‪362‬‬

‫‪363‬‬
‫ت{‬ ‫ق ْ‬
‫خل ِ َ‬
‫ُ‬
‫َ‬ ‫ل أ َت ّب ِعُ َ‬
‫ما‬
‫م ّ‬
‫ن ِ‬ ‫ك عََلى أن ت ُعَل ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫سى هَ ْ‬
‫مو َ‬
‫ه ُ‬‫ل لَ ُ‬
‫‪ .15‬التربية بالصحبة‪َ} :‬قا َ‬
‫‪ 350‬عبد الحميد الصيد الزنتانى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.205 .‬‬
‫‪ 351‬النحل ‪51 :‬‬
‫‪352 Triyo Supriyatno dan Muhammad Samsul Ulum, op cit., hal. 110-111 .‬‬
‫‪ 353‬النحل ‪90‬‬
‫‪ 354‬عبد القادر محمود البكار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19 .‬‬
‫‪ 355‬الحزاب ‪21 :‬‬
‫‪ 356‬محمد شديد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.161.‬‬
‫‪ 357‬البقرة ‪183 :‬‬
‫‪ 358‬محمدعثمان نجاتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.175 .‬‬
‫‪ 359‬فصلت ‪13 :‬‬
‫‪ 360‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.194-187 .‬‬
‫‪ 361‬البقرة ‪219 :‬‬
‫‪ 362‬عبد الحميد الصيد الزنتانى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.214.‬‬
‫‪ 363‬الغاشية ‪17 :‬‬
‫‪101‬‬

‫‪364‬‬
‫شدًا{‬
‫ت ُر ْ‬ ‫عُل ّ ْ‬
‫م َ‬
‫ة‬‫كيي ُ‬‫ملئ ِ َ‬ ‫م ال ْ َ‬‫ن ت َوَّفيياهُ ُ‬ ‫ن اّليي ِ‬
‫ذي َ‬ ‫‪ .16‬التربييية ميين خلل تغيييير الييبيئة‪} :‬إ ِ ّ‬
‫ن فِييي ال َْرض قَييال ْوَا ْ‬
‫ِ‬ ‫في َ‬‫ضع َ ِ‬
‫ست َ ْ‬
‫م ْ‬ ‫م َقاُلوا ْ ك ُّنا ُ‬ ‫م ُ‬
‫كنت ُ ْ‬ ‫م َقاُلوا ْ ِفي َ‬‫سهِ ْ‬ ‫مي أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫َ‬
‫ظال ِ ِ‬
‫ك ْ‬ ‫ُ‬ ‫أ َل َم تك ُ َ‬
‫ت‬ ‫سيياء ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫جهَن ّ ُ‬
‫م َ‬‫مأَواهُ ْ‬ ‫جُروا ْ ِفيَها فَأوَْليئ ِ َ َ‬ ‫ة فَت َُها ِ‬
‫سع َ ً‬‫ض الل ّهِ َوا ِ‬‫ن أْر ُ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫‪.‬وغير ذلك من الوسائل التربوية‪.‬‬ ‫‪365‬‬
‫صيرًا{‬
‫م ِ‬
‫َ‬

‫ول بد من الشارة الى السييلوب الييوعظي الهييادئ الييذي يقييدمه‬


‫القرآن الكريم ويدعو الى امتثاله والخييذ بييه‪ ،‬وذلييك عنييدما يحييدثنا عيين‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ميْر‬‫ص يَلةَ وَأ ُ‬ ‫ي أقِيم ِ ال ّ‬ ‫لقمان )ع( وتعاهده لولده بالوعظ والتربييية}ي َييا ب ُن َي ّ‬
‫َ‬
‫ن عَيْزم ِ‬ ‫مي ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن ذ َل ِي َ‬ ‫صيياب َ َ‬
‫ك إِ ّ‬ ‫مييا أ َ‬ ‫صب ِْر عَل َييى َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫منك َرِ َوا ْ‬ ‫ه عَ ِ‬‫ف َوان ْ َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ه َل‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫ن الل ّي َ‬‫مَرحيا ً إ ِ ّ‬ ‫ض َ‬‫ش ِفيي الْر ِ‬ ‫مي ِ‬ ‫س َول ت َ ْ‬ ‫ك ِللّنيا ِ‬ ‫خيد ّ َ‬ ‫صيعّْر َ‬ ‫موِر‪ ،‬وََل ت ُ َ‬ ‫اْل ُ‬
‫خييوٍر{ ‪، 366‬وبييالعودة الييى الشييواهد القرآنييية علييى‬ ‫ل فَ ُ‬‫خت َييا ٍ‬
‫م ْ‬‫ل ُ‬ ‫ب ك ُي ّ‬
‫ح ّ‬ ‫يُ ِ‬
‫المنهييج الييتربوي فييي القييرآن الكريييم نسييتعرض مجموعيية ميين اليييات‬
‫القرآنية ونبين الهدف التربوي منها‪:‬‬

‫حت ّييى ي َب ْل ُيغَ أ َ ُ‬


‫ش يد ّهُ‬ ‫ن َ‬
‫سي ُ‬
‫ح َ‬
‫َ‬
‫يأ ْ‬ ‫ل ال ْي َِتيم ِ إ ِل ّ ِبال ِّتي هِ َ‬ ‫قَرُبوا ْ َ‬
‫ما َ‬ ‫‪}.1‬وَل َ ت َ ْ‬
‫َ‬
‫ل{‪ 367‬الهييدف الييتربوي‪:‬‬ ‫ؤو ً‬ ‫سي ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن ال ْعَهْيد َ ك َييا َ‬
‫ن َ‬ ‫وَأوْفُييوا ْ ِبال ْعَهْيدِ إ ِ ّ‬
‫‪368‬‬
‫الوفاء بالعهود واللتزام بالمواعيد ‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ن َرب ُّهيي ْ‬ ‫خ َ‬
‫شييوْ َ‬ ‫صيي َ‬
‫ل وَي َ ْ‬ ‫مييَر الّليي ُ‬
‫ه ِبييهِ أن ُيو َ‬ ‫مييا أ َ‬‫ن َ‬‫صييُلو َ‬
‫ن يَ ِ‬ ‫‪َ}.2‬واّليي ِ‬
‫ذي َ‬
‫‪369‬‬
‫ب{‬ ‫سا ِ‬
‫ح َ‬‫سوَء ال ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫خاُفو َ‬ ‫وَي َ َ‬
‫‪370‬‬
‫الهدف التربوي‪ :‬صلة الرحم التزاور واللفة بين القارب ‪.‬‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ض الظ ّ ّ‬
‫ن إ ِث ْ ٌ‬ ‫ن ب َعْ َ‬ ‫ن الظ ّ ّ‬
‫ن إِ ّ‬ ‫م َ‬‫جت َن ُِبوا ك َِثيرا ً ّ‬
‫مُنوا ا ْ‬
‫نآ َ‬ ‫‪َ}.3‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫م َأن ي َأ ْك ُي َ‬
‫ل‬ ‫ح يد ُك ُ ْ‬
‫َ‬
‫بأ َ‬ ‫حي ّ‬‫كم ب َْعض يا ً أ َي ُ ِ‬‫ضي ُ‬ ‫سوا وََل ي َغَْتب ب ّعْ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫وََل ت َ َ‬

‫‪ 364‬الكهف ‪66 :‬‬


‫‪ 365‬النساء ‪97 :‬‬
‫‪ 366‬لقمان ‪18-17 :‬‬
‫‪ 367‬السراء ‪34 :‬‬
‫‪ 368‬محمد بن عمر بن الحسين الرازي الشافعي‪ ،‬تفسير الرازي الجز ال ‪ ، 30‬ص‪337 .‬‬
‫‪ 369‬الرعد ‪21 :‬‬
‫‪ 370‬شهاب الدين ت محمود بن عبد الله الحسيني اللوسي‪ ،‬تفسير اللوسي )د‪.‬م ‪ :‬دار‬
‫إحياء التراث العربي‪ ،‬د‪.‬ت( د‪.‬ط‪ ،.‬الجز ال ‪ ،31‬ص‪. 741 .‬‬
‫‪102‬‬

‫‪371‬‬
‫م{‬
‫حييي ٌ‬
‫ب ّر ِ‬
‫وا ٌ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه تَ ّ‬ ‫قوا الل ّ َ‬
‫ه إِ ّ‬ ‫مْيتا ً فَك َرِهْت ُ ُ‬
‫موهُ َوات ّ ُ‬ ‫م أَ ِ‬
‫خيهِ َ‬ ‫لَ ْ‬
‫ح َ‬
‫‪372‬‬
‫الهدف التربوي‪ :‬النهي عن سوء الظن والتجسس والغيبة ‪.‬‬

‫ش يَرُبوا ْ وَل َ‬
‫جدٍ وك ُل ُييوا ْ َوا ْ‬
‫سي ِ‬
‫م ْ‬ ‫عند َ ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ِ‬‫ذوا ْ ِزين َت َك ُ ْ‬‫خ ُ‬
‫م ُ‬ ‫‪َ}.4‬يا ب َِني آد َ َ‬
‫ن{ ‪ 373‬الهدف الييتربوي‪ :‬تتضييمن‬ ‫سرِِفي َ‬
‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ل َيُ ِ‬‫سرُِفوا ْ إ ِن ّ ُ‬
‫تُ ْ‬
‫هذه الية هدفين تربييويين الول الهتمييام بييالمظهر والنظافيية‬
‫البدنية الشخصية‪ ،‬والهدف الثاني العتدال في الكل والشرب‬
‫‪374‬‬
‫وتجنب السراف والتبذير‪.‬‬

‫م يّروا ك َِرام يًا{‬


‫‪375‬‬
‫مّروا ب ِييالل ّغْوِ َ‬ ‫ن الّزوَر وَإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫دو َ‬ ‫ن َل ي َ ْ‬
‫شه َ ُ‬ ‫‪َ}.5‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫الهدف التربوي‪ :‬النهي عن شهادة الباطل والزور والبتعاد عن‬
‫‪376‬‬
‫مجالس اللغو والثم‪.‬‬

‫‪}.6‬وقَضى رب َ َ‬
‫مييا ي َب ْل ُغَي ّ‬
‫ن‬ ‫سييانا ً إ ِ ّ‬
‫ح َ‬‫ن إِ ْ‬‫وال ِيد َي ْ ِ‬‫دوا ْ إ ِل ّ إ ِّياهُ وَِبال ْ َ‬ ‫ك أل ّ ت َعْب ُ ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ َ‬
‫ف وَل َ ت َن ْهَْرهُ َ‬
‫مييا‬ ‫مييا أ ُ ّ‬
‫قييل ل ّهُ َ‬ ‫مييا فَل َ ت َ ُ‬
‫ما أوْ ك ِل َهُ َ‬
‫َ‬
‫حد ُهُ َ‬
‫َ‬
‫ك ال ْك ِب ََر أ َ‬
‫عند َ َ‬
‫ِ‬
‫ريمييًا{ ‪377‬الهييدف الييتربوي‪ :‬بيير الوالييدين‬ ‫وَُقييل ل ّهُ َ‬
‫مييا َقييوْل ً ك َ ِ‬
‫‪378‬‬
‫والحسان اليهما وعدم الساءة اليهما بالقول أو الفعل‪.‬‬

‫إلى غير ذلك من اليات القرآنية الغنييية بييالفوائد والهييداف الييتي‬


‫تريد للنسان‪ -‬شرط الخذ بها‪ -‬أن يسلك سبل الكمال في الدنيا ليصييل‬
‫الى مرتقى الفوز في الخرة‪.‬‬

‫‪ 371‬الحجرات ‪12 :‬‬


‫‪ 372‬أحمد بن محمد الثعلبي النيسابوري )أبو إسحاق(‪ ،‬تفسير الثعلبي)دار الكتب العلمية‪ (1994،‬سورة‬
‫الحجرات آية ‪.12‬‬
‫‪ 373‬العراف ‪31‬‬
‫‪ 374‬جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء ‪ ،8‬ص‪.118 .‬‬
‫‪ 375‬الفرقان ‪72‬‬
‫‪ 376‬عبد الله محمدبن أحمد النصاري القرطبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء ‪ ،13‬ص‪.79 .‬‬
‫‪ 377‬السراء ‪23‬‬
‫‪ 378‬جعفر محمد بن جرير الطبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء ‪ ،15‬ص‪.46 .‬‬
‫‪103‬‬

‫الباب الرابع‬
‫المجاهدة واشتقاقها فى القرآن الكريم‬
‫)دراسة تحليلية دللية تربوية(‬
‫الفصههل الول‪ :‬المجاهههدة فههى القههرآن الكريههم ومعانيههها‬
‫المعجمية ومواقع إعرابها‬
‫كمييا سييبق بيييانه إن المعييانى المعجمييية هييى معييانى الكلمييات‬
‫المفردة المثبتة فى القيياموس أو المعجييم يعنييى الكلميية الواحييدة حييين‬
‫اسييتقللها عيين كلميية أخييرى فييى الكلم حييتى يسييلم معناهييا ميين تييأثير‬
‫الكلمييات الخييرى أو الصييوت أو الصييرف أو النحييو أو غيرهييا أو ميين‬
‫السييياقات لغوييية كييانت أو ثقافييية أو موقفيية أو عاطفييية‪ .‬وعلييى هييذه‬
‫النظرية فيطلب الكاتب المعانى المعجمية للفظ المجاهدة فييى معيياجم‬
‫اللغة العربية وقوامسها‪.‬‬
‫المجاهدة مصدر من جاهد يجاهييد علييى وزن فاعييل يفاعييل مثييل‬
‫الجهاد أي جاهد يجاهد مجاهدة وجهادا‪ .‬قيل فى لسان العرب أن الجهاد‬
‫محاربة العداء والمبالغة واستفراغ ما فى الوسع والطاقة ميين قييول أو‬
‫فعييل‪ ،‬وقيييل أيضييا فييى معجييم مفييردات الفيياظ القييرآن أن الجهيياد‬
‫والمجاهدة استفراغ الوسييع فييى مدافعيية العييدّو‪ .‬وإذا نظرنييا إلييى هييذه‬
‫المعانى أن معنى المجاهدة والجهاد معجميا بمعنى واحد‪ ،‬وهذا من أميير‬
‫معقول لنهما مصدران من فعييل واحييد علييى وزن فاعييل يفاعييل يعنييى‬
‫جاهد يجاهد‪.‬‬
‫وأصل هذا اللفظ هو الجهد بالفتييح الجيييم أو بضييمها وأمييا معنيياه‬
‫بالفتح فهو المشقة وبالضم الوسع والطاقة‪ .‬وقال ابن عرفيية أن الجهييد‬
‫بضم الجيم هو الوسع والطاقة وأما الجهد بفتح الجيم فالمبالغة والغاية‪.‬‬
‫ومن ملحظة هذه البيانيات يعتقيد الكياتب أن المعنيى المعجميي‬
‫للفظ المجاهدة هو بذل الوسع فى المدافعيية والمغالبيية‪ ،‬وهييذا المعنييى‬
‫‪104‬‬

‫‪90‬‬
‫ور من معنى الجهد الذى هييو أصييلها يعنييى الغاييية والوسييع والطاقيية‬
‫تط ّ‬
‫والمشقة‪ ،‬فالمعانى المعجمييية للفييظ المجاهييدة هييى بييذل الوسييع فييى‬
‫المدافعة والمغالبة والغاية والوسع والطاقة والمشقة‪.‬‬
‫‪.‬تركيب لفظ المجاهدة واشتقاقه ومواقع إعرابه فى القرآن الكريم‬ ‫‪i‬‬

‫ن المراد بالتركيب هنا هو وظيفة لفظ المجاهدة وما اشتق منها‬ ‫إ ّ‬


‫فى الكلم‪ .‬وكّلما يقع لفظ المجاهدة وما اشييتق منهييا فييى الكلم فلبييد‬
‫لكل منه اعرابييه الخيياص فيييه‪ ،‬و هييذا هييو المييراد بيياعرابه فييى القييرآن‬
‫الكريم‪ .‬انطلقا من كون لفظ المجاهييدة ومييا اشييتق منهييا فييى القييرآن‬
‫ون من أحييد وأربعييين لفظييا فالكيياتب يريييد فييى هييذا الفصييل تعيييين‬
‫يتك ّ‬
‫تركيبه واعرابه كله علييى ترتيييب السيورة والييات الييتى تشييتمل عليييه‪.‬‬
‫وهذا يعمله الكاتب لتسهيل البحث عن معاني لفظ المجاهدة وما اشتق‬
‫منها السياقية لغوية كانت أو قرآنية‪.‬‬
‫‪.1‬سورة البقرة‪:‬‬
‫ل يوجد لفظ المجاهدة وما اشتق منها فى هذه السورة إل لفظييا‬
‫واحدا هو لفظ جاهدوا فى آية ‪ .218‬واعراب هذا الّلفظ معطوف علييى‬
‫هاجروا هو من باب عطف الفعل على الفعل لوجود القاعدة أن يعطف‬
‫الفعل على الفعل والسم على السم‪ .‬ونوع الفعييل فعييل ماضييى علييى‬
‫وزن فاعل مبنى على الضمة بسبب اتصاله إلى واو الفاعل للجمع‪.‬‬

‫‪.2‬سورة ال عمران‪:‬‬
‫وكذلك إن لفظ المجاهدة ومييا اشييتق منهييا فييى هييذه السييورة ل‬
‫يوجد إل لفظ واحد هو لفظ جاهدوا فى آية ‪ .142‬واعييراب هييذا اللفييظ‬
‫صلة الموصول من اسم الموصييول الييذين وهييو علييى الصيييغة السييابقة‬
‫يعنى الفعل الماضى على وزن فاعل ثم مبنى علييى الضييمة لوجييود واو‬
‫الضمير المتصل إليه‪.‬‬

‫‪.3‬سورة النساء‪:‬‬
‫‪105‬‬

‫يذكر لفييظ المجاهييدة أومييا اشييتق منهييا فييى هييذه السييورة ثلث‬
‫مرات وكلها فييى آييية ‪ ،95‬وهييو يييأتى علييى صيييغة اسييم الفاعييل لجمييع‬
‫المذكر السالم يعنى المجاهدون والمجاهدين‪ .‬أما اعييراب اللفييظ الول‬
‫فهو معطوف على القاعدون الذى يقع فييى محاليية الرفييع الفاعييل فهييو‬
‫مرفوع أيضا‪ .‬وصيغته اسم الفاعل من جاهد يجاهد مجاهد ثم زيييد بييواو‬
‫الجمع‪ .‬واعراب اللفظ الثانى والثالث مفعول به أي ما يقع عليه الفعييل‬
‫هو فضل الله وهما على صيغة ساوية يعنى اسم الفاعل لجمييع المييذكر‬
‫السالم غير أنه بياء ونون فى أخيره لنه فى محالة النصب‪.‬‬

‫‪.4‬سورة المائدة‪:‬‬
‫فى هذه السورة ثلثة اللفاظ المشتقة من لفييظ المجاهييدة هييى‬
‫لفظ جاهدوا وجهد ويجاهدون‪ .‬يقع لفظ جاهدوا فى آية ‪ 35‬ولفييظ جهييد‬
‫فى آية ‪ 53‬ولفظ يجاهدون فى آية ‪ .54‬واعراب اللفظ الول معطييوف‬
‫على لفظ اتقوا من باب عطف الفعل على الفعل هو فعل الميير لجمييع‬
‫المذكر السالم‪ .‬واعراب اللفظ الثانى مفعول مطلق يذكر لبيييان نوعييية‬
‫الفعل يعنى لفظ أقسموا وهو منصوب وعلمة نصبه فتحة ظيياهرة لنييه‬
‫السم المفرد‪ .‬واعراب اللفظ الثالث أى يجاهدون صفة من لفييظ قييوم‬
‫وصيييغته فعييل مضييارع لجمييع المييذكر السييالم أو مييا يسييمى بالفعييال‬
‫الخمسة وفاعله الواو فيه يعنى القوم‪.‬‬

‫‪.5‬سورة النعام‪:‬‬
‫ل يذكر فى هذه السورة لفظ مشتق من لفظ المجاهدة إل لفييظ‬
‫واحد هو جهد بفتح الجيييم‪ ،‬وتركيبييه مفعييول مطلييق يييذكر لبيييان نوعييية‬
‫الفعل يعنى لفظ اقسموا واعرابه منصوب وعلمة نصييبه فتحيية ظيياهرة‬
‫فى أخيره لن السم المفرد‪.‬‬
‫‪.6‬سورة النفال‪:‬‬
‫يذكر لفظ مشتق من لفظ المجاهدة فى هذه سورة ثلث مييرات‬
‫‪106‬‬

‫وكلها يأتى على وزن فاعل يعنى لفييظ جاهييدوا‪ .‬وتركيييب هييذه اللفيياظ‬
‫الثلثة معطوف علييى لفييظ هيياجروا‪ ،‬وصيييغتها فعييل ماضييى علييى وزن‬
‫فاعل مبني على الضمة لوجود واو الجمع الذى هو فاعله‪.‬‬
‫‪.7‬سورة التوبة‪:‬‬
‫تذكر اللفيياظ المشييتقة ميين لفييظ المجاهييدة فييى هييذه السييورة‬
‫احدى عشرة مرة فى احدى عسرة آيية وهيى لفييظ جاهييد عليى صيييغة‬
‫الماضى ولفظ الجهاد على صيغة المصدر من جاهد ولفييظ جاه ِييد علييى‬
‫صيغة المر والجهد بضم الجيييم علييى صيييغة المصييدر ميين جهييد ولفييظ‬
‫يجاهد على صيغة المضارع‪ .‬أما تركيب لفييظ جاهييدوا فييى آييية ‪ 16‬فهييو‬
‫صلة الموصول من اسم الموصول الذين وهو على صيغة الماضى علييى‬
‫وزن فاعل مبنى على الضمة لوجود واو الضمير المتصل إليييه‪ .‬وتركيييب‬
‫لفظ جاهد فى آية ‪ 19‬فهو معطوف على لفظ آمن‪ ،‬ولفظ جاهدوا فييى‬
‫آية ‪ 20‬معطوف على لفظ هيياجروا‪ ،‬ولفييظ جهيياد معطييوف علييى لفييظ‬
‫رسوله مجرور فهو مجرور وعلمة جره كسرة ظاهرة لنه اسم مفييرد‪،‬‬
‫ولفظ جاهدوا فى آية ‪ 41‬معطوف على لفظ انفروا‪ ،‬ولفظ أن يجاهييدوا‬
‫فى آية ‪ 44‬مفعول به‪ ،‬ولفظ جاهد فى آية ‪ 72‬فعل المر‪ ،‬ولفظ الجهييد‬
‫فى آية ‪ 79‬مسييتثنى بيإل ّ هييو منصييوب لن السييتثناء غيير التيام فيعتييبر‬
‫المستثنى مفعول به ولفظ أن يجاهدوا فى آية ‪ 81‬مفعول به هو مصييدر‬
‫مؤول من أن والفعل فى محاليية النصييب وهييو يصييح أن يييؤول بمصييدر‬
‫يعنى جهادهم‪ ،‬ولفظ جاهدوا فى آية ‪ 86‬معطوف على لفظ آمنوا علييى‬
‫صيغة المر فمعناه طلب الجهاد أو المجاهدة‪ ،‬ولفظ جاهدوا فى آية ‪88‬‬
‫ن فهو فعل ماضى مبنى على الضمة فى محالة رفع الخبر‪.‬‬
‫خبر لك ّ‬
‫‪.8‬سورة النحل‪:‬‬
‫هناك لفظان مشتقان من لفظ المجاهدة فى هييذه السييورة همييا‬
‫لفظ جهد فى آية ‪ 38‬ولفظ جاهدوا فى آية ‪ .110‬أما تركيب لفظ جهييد‬
‫فى الية فهو مفعول مطلق يذكر لبيان نوعية الفعل يعنى لفظ اقسموا‬
‫‪107‬‬

‫واعرابييه منصيوب وعلمية نصييبه فتحية ظيياهرة فيى أخييره لن السيم‬


‫المفرد‪ .‬وتركيب جاهدوا فى الية معطوف على لفظ هيياجروا هييو فعييل‬
‫ماضى مبني على الضمة لوجييود واو الجمييع المييذكر السييالم الييذى هييو‬
‫فاعله‪.‬‬
‫‪.9‬سورة الحج‪:‬‬
‫هناك لفظان مشتقان من لفظ المجاهدة فى هذه السييورة أيضييا‬
‫هما فى آييية ‪ ،78‬لفييظ علييى صيييغة الميير جاهييدوا ولفييظ علييى صيييغة‬
‫المصدر جهاد‪ .‬أما تركيب اللفظ الول معطوف على افعلوا الخييير وهييو‬
‫فعل المر مبني على السكون واللفظ الثانى مضاف إليه من لفظ حييق‬
‫وهو فى محال النصب لنه ومضافه مفعييول مطلييق أى مييا يييذكر لبيييان‬
‫نوعية الفعل جاهدوا‪.‬‬
‫‪.10‬سورة النور‪:‬‬
‫ليذكر لفظ مشتق من لفظ المجاهدة فى هذه السييورة إل ّ لفييظ‬
‫واحد هو لفظ جهد على صغة المصدر بفتح الجيم‪ .‬وتركيب ذلييك اللفييظ‬
‫مفعول مطلق يذكر لبيييان نوعييية الفعييل يعنييى لفييظ اقسييموا واعرابييه‬
‫منصوب وعلمة نصبه فتحة ظاهرة فى أخيره لنه اسم مفرد‪.‬‬
‫‪.11‬سورة الفرقان‪:‬‬
‫إن هناك لفظين مشتقين من لفظ المجاهييدة فييى هييذه السييورة‬
‫هما فى آية ‪ 52‬يعنى لفظ جاهييد علييى صيييغة الميير ولفييظ جهياد علييى‬
‫صيغة المصدر‪ .‬أما تركيب لفظ جاهد فى الية فهو معطوف على لفييظ‬
‫تطع وتركيب لفظ جهادا مفعول مطلق يذكر لبيان نوعييية الفعييل جاهييد‬
‫فهو منصوب وعلمة نصبه فتحة ظاهرة فى أخيره لنه اسم مفرد‪.‬‬

‫‪.12‬سورة العنكبوت‪:‬‬
‫تذكر اللفاظ المشتقة من لفظ المجاهدة فى هذه السييورة أربيع‬
‫مرات فى ثلثة آيات هى لفظ جاهد على صيغة الماضييى ويجاهييد علييى‬
‫‪108‬‬

‫صيغة المضارع فى آية ‪ 6‬ولفظ جاهدا فى آية ‪ 8‬وجاهدوا فييى آييية ‪.69‬‬
‫أمييا تركيييب اللفييظ الول فصييلة الموصييول ميين اسييم الموصييول ميين‪،‬‬
‫وصيغته فعل ماضى مبنييى علييى فتييح علييى وزن فاعييل وفيياعله ضييمير‬
‫مة‬
‫مستتر جواز لمفيرد تقييديره هييو‪ ،‬ويجاهييد فعيل مضيارع مرفييوع بضي ّ‬
‫وفاعله ضييمير مسييتتر مفييرد‪ .‬وجاهييدا فعييل ماضييى مبنييي علييى الفتييح‬
‫وفاعله ضمير مستتر جواز تقديره هما يعنى والديك‪ .‬وجاهدوا معطييوف‬
‫على هاجروا من باب عطف الفعيل عليى الفعيل وصييغته فعيل ماضيى‬
‫مبني على الضمة وفاعله ضمير مستتر تفديره هم‪.‬‬
‫‪.13‬سورة لقمان‪:‬‬
‫ل يذكر لفظ مشتق من لفظ المجاهدة فى هذه السورة إل ّ لفييظ‬
‫واحد هو لفظ جاهدا مثل فى الييية السييابقة‪ ،‬هييو فعييل ماضييى وفيياعله‬
‫ضمير مستتر جواز تقييديره همييا يعنييى والييديك‪ ،‬ومفعييوله ضييمير ك أي‬
‫ابنهما‪.‬‬
‫‪.14‬سورة فاطر‪:‬‬
‫وكذلك إنه ل توجد اللفاظ المشتقة من لفظ المجاهدة فى هييذه‬
‫السورة إل ّ لفظ واحد هو لفظ جهد فى آية ‪ .43‬وتركيب هذا اللفظ هييو‬
‫مفعول مطلق يييذكر لبيييان نوعييية الفعييل لفييظ أقسييموا فهييو منصييوب‬
‫وعلمة نصييبه فتحيية ظيياهرة فييى أخيييره لنييه اسييم مفييرد علييى صيييغة‬
‫المصدر‪.‬‬
‫‪.15‬سورة محمد‪:‬‬
‫ول توجد اللفاظ المشتقة من لفظ المجاهدة فييى هييذه السييورة‬
‫إل ّ لفظا واحدا أيضا هو لفظ المجاهدين فى آية ‪ .32‬اعراب هييذا الفييظ‬
‫مفعول به منصوب‪ ،‬وصيغته اسم الفاعل لجمع المذكر السييالم فعلميية‬
‫نصبه ياء ونون فى أخيره‪.‬‬
‫‪.16‬سورة الحجرات‪:‬‬
‫وكذلك إنه ل توجد اللفاظ المشتقة من لفظ المجاهدة فى هييذه‬
‫‪109‬‬

‫السورة إل ّ لفظ واحد هو لفظ جاهدوا‪ .‬هييو معطييوف علييى لفييظ آمنييوا‬
‫وصيغته فعل ماضى على وزن فاعل وفاعله ضمير مستتر جواز تقديره‬
‫هم أي الذين أو المؤمنون‪.‬‬
‫‪.17‬سورة الممتحنة‪:‬‬
‫فى هذه السورة لفظ مشتق من لفظ المجاهدة هييو لفييظ جهيياد‬
‫فى آية ‪ .1‬وتركيبه أو وظيفته فى الكلم مفعول لجله يذكر لبيان سبب‬
‫وقوع الفعل يعنى لفظ خرجتم‪ ،‬فهو منصوب وعلمة نصبه فتحة ظاهرة‬
‫فى أخيره لنه اسم مفرد‪.‬‬
‫‪.18‬سورة الصف‪:‬‬
‫كذلك إن فى هذه السورة لفظا مشتقا ميين لفييظ المجاهييدة هييو‬
‫لفظ تجاهدون فى آييية ‪ .11‬وتركيييب هييذا اللفييظ معطييوف علييى لفييظ‬
‫تؤمنون وصيغته فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لنه ل يتصل به عامل‬
‫النواصب والجوازم‪.‬‬
‫‪.19‬سورة التحريم‪:‬‬
‫هذه السورة الخيرة التى فيها لفظ مشتق من لفييظ المجاهييدة‪،‬‬
‫هو لفظ جاهد فى آية ‪ .9‬وصيغة هذا اللفظ فعل المر على وزن فاعييل‬
‫وفيياعله ضييمير مسييتتر تقييديره أنييت أي النييبي ومفعييوله الكفييار‬
‫والمنافقين‪.‬‬

‫الفصل الثانى‪ :‬المعانى السياقية للفظ المجاهدة ومشتقاته‬


‫فى القرآن الكريم‬
‫كما سبق بيييانه إن لفييظ المجاهييدة واشييتقاقه لييه معنيييان وهمييا‬
‫المعنى المعجمى والمعنى السييياقى وعرفنييا أن المعنييى ل ينكسييف إل‬
‫من خلل تسييق الوحدة اللغوية أى وضعها فى سياقات مختلفيية‪ .‬وفييى‬
‫هذا البحث سيييحدد الكيياتب المعنييى السييياق إلييى السييياق الّلغييوى هييو‬
‫حصيلة استعمال الكلمة داخل نظام الجمليية أو الكلم أو بعبييارة أخييرى‬
‫هو المعنى المحصول من خلل علقات الكلمة والكلمات الخرى‪ ،‬سواء‬
‫‪110‬‬

‫كانت بعدها أو قبلها والسياق الثقافي هييو وضييع لفييظ المجاهييدة بنظيير‬
‫إلى اسباب نزوله ومستوى اللغة المعّينة‪.‬‬
‫دمه المعجم كمييا سييبق بحثييه عييادة هييو‬ ‫فإذا كان المعنى اّلذى يق ّ‬
‫دمه السييياق‬
‫دد وعام ويتصف بالحتمال‪ ،‬فإن المعنى الذى يق ي ّ‬
‫معنى متع ّ‬
‫ولسيما السياق اللغوى و السياق الثقييافى هييو معنييى معي ّيين لييه حييدود‬
‫واضحة أي أخص من المعنى المعجمى‪.‬‬
‫وبعييد مييا حلييل الكيياتب علييى اليييات الييتى يسييتعمل فيهييا لفييظ‬
‫المجاهدة واشتقاقه فهو يد ّ‬
‫ل على معييانى مختلفيية ميين حيييث السييياق‪،‬‬
‫منها‪ :‬حمل المشقة فييى طلييب مرضيياة اللييه‪ ،‬ومقاوميية العييداء‪ ،‬وبييذل‬
‫الموال والنفس فى عبييادة اللييه‪ ،‬ومقاتليية العييداء أو القتييال‪ ،‬والقهيير‪،‬‬
‫والغاية والطاقة‪.‬‬
‫‪.1‬حمل المشقة فى طلب مرضاة الله‪:‬‬
‫والمجاهدة بمعنى حمل المشقة فى طلب مرضاة الله مثييل فييى‬
‫آية ‪ 218‬من سورة البقرة‪:‬‬
‫š )‪bÎ‬‬ ‫š `‪úïÏ%©!$# (#qãZtB#uä z‬‬ ‫š‪É‬‬‫š‪©9$#ur (#rã‬‬ ‫¨‪y_$yd‬‬
‫š ‪(#rߚyg»y_ur‬‬ ‫š @‪Îû È‬‬‫| š‪Î6yš«!$# y7Í´¯»s9'ré& tbqã_öšt‬‬
‫š ‪) š§MyJômuš«!$# 4 ª!$#ur ֚qàÿxî ÒO‬البقرة‪.(218:‬‬
‫‪Ïm‬‬
‫يعرف هذا المعنى من معطوف لفظها وترتيبها فييى الييية حيييث‬
‫أنه معطوف على لفظ آمنوا وهاجروا وهو يأتى ثالثا بعد هيذين لفظيين‪.‬‬
‫إن المؤمنين هم ال ّييذين صييدقوا بيأ ّ‬
‫ن الليه رّبهييم وأن محمييدا رسيوله‪ ،‬و‬
‫بسبب هذا اليميان يكرههيم الكفيار ويخرجيونهم ميع نيبّيهم محميد مين‬
‫وطنهم مكة فهاجروا أى فارقوا أوطانهم وعشائرهم وعوائلهم وأقاربهم‬
‫وأموالهم‪ ،‬وهذه كلها مشقة عظيمة لييديهم‪ ،‬لكّنهييم جاهييدوا فييى سييبيل‬
‫الله‪ .‬فهذا يحتمل أن لفييظ جاهييدوا بمعنييى حمييل هييذه المشييقات كلهييا‬
‫لجل طلب مرضاة الله أو نصرة دينه‪ ،‬وأشييار علييى هييذا المعنييى أيضييا‬
‫لفظ سبيل الله الييذى جيياء بعييده‪ ،‬لن سييبيل اللييه كمييا قيياله كييثير ميين‬
‫المفسرين أنه بمعنى دين الله أو شريعته التى شرعه اللييه علييى جميييع‬
‫‪111‬‬

‫الناس‪.‬‬
‫ولفظ المجاهدة واشتقاقه على هييذا المعنييى يقييع أيضييا فييى آييية‬
‫‪ 143‬من سورة ال عمران‪:‬‬
‫‪ôQr& ÷Läêö7Å¡ym br& (#qè=äzôšs? sp¨Yyfø9$# $£Js9ur‬‬
‫‪ÉOn=÷ètš ª!$# tûïÏ%©!$# (#rߚyg»y_ öNä3ZÏB zNn=÷ètšur‬‬
‫š‪) tûïÎ‬ال عمران‪.(143:‬‬ ‫‪É9»¢Á9$#‬‬
‫ود ّ‬
‫ل علييى هييذا المعنييى لفييظ الصييابرين الييذى جيياء بعييده يعنييى‬
‫الصابرين عين البيأس عليى ميا ينيالهم فيى ذات الليه مين جيرح وأليييم‬
‫ومكروه الذى هو أظهار من المجاهدة‪ .‬وسائر اليات التى تشتمل علييى‬
‫لفظ المجاهدة بمعنى حمل المشقة هييى آييية ‪ 35‬وآييية ‪ 54‬ميين سييورة‬
‫المائدة وآية ‪ 74‬وآية ‪ 75‬من سورة النفال وآية ‪ 24‬ميين سييورة التوبيية‬
‫وآية ‪ 110‬من سييورة النحييل وآييية ‪ 78‬ميين سييورة الحييج وآييية ‪ 69‬ميين‬
‫سورة العنكبييوت وآييية ‪ 31‬ميين سييورة محمييد‪ .‬والمشييقة الييتى يحملهييا‬
‫المسلمون هو فتنة الكفار عليهم مثل فى سورة البقييرة والقييرح الييذى‬
‫يصبهم فى المعركة مثل فى سورة ال عمييران وافييتراق البيياء والبنيياء‬
‫والخوان والزواج والموال مثل فى سورة التوبة والمشقة فييى طاعيية‬
‫الله كإقامة الصلة وإيتاء الزكاة وغيرها مثل فى سورة الحج‪.‬‬
‫‪.2‬مقاومة الكفار والمنافقين‪:‬‬
‫من الفاظ المجاهدة واشتقاقها التى على هذا المعنى لفظ جاهييد‬
‫فى آية ‪ 73‬من سورة التوبة‪:‬‬
‫š‪pk‬‬ ‫š‬‫š š‪r'¯»t‬‬ ‫‪ÓÉ<¨Z9$# ϚΠg » y_ uš$¤ÿà6ø9$#$‬‬
‫š‪tûüÉ)Ïÿ»oYßJø9$#ur õáè=øñ$#ur öNÍkö‬‬ ‫‪n=tã 4 öNßg1urù'tBur‬‬
‫šš‪) ÞO¨Yygy_ ( }§ø©Î/ur ç‬التوبة‪.(73:‬‬‫‪ÅÁyJø9$#‬‬
‫فى الية لفظان هما مفعيولن للفيظ جاهيد يعنيى لفيظ الكفيار‬
‫والمنافقين‪ ،‬وفاعله هييو النييبي‪ ،‬والمعنييى أن النييبى ميين أمييره اللييه لن‬
‫يجاهدهما‪ .‬ومين التارييخ عرفنيا أن الكفيار والمنيافقين ل يحبيون النيبي‬
‫دين الييذى‬
‫محمد صل الله عليه وسلم وأصحابه بل يكرهونه ويدفعون ال ّ‬
‫جاء به‪ ،‬و يريدون أذائه وقتله‪ .‬وعلى هذه الحالة أمر الله نبّيه أن يجاهييد‬
‫‪112‬‬

‫الكفار والمناقين‪ .‬هذا السييياق يحتمييل علييى أن المييراد بالمجاهييدة هنييا‬


‫مقاومة الكفار والمنافقين أ هى بالحجة أو بكل ما أطاق مجاهدتهم بييه‪.‬‬
‫هناك آية أخرى التى جائت على عبارة ساوية مع الية السابقة وهى آية‬
‫‪ 9‬من سورة التحريم‪:‬‬
‫‪pkššr'¯»tš šÓÉ<¨Z9$# ϚΠg » y_ uš$¤ÿà6ø9$#$‬‬
‫‪tûüÉ)Ïÿ»oYßJø9$#ur‬‬ ‫‪õáè=øñ$#ur‬‬ ‫‪öNÍköšn=tã‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪) öNßg1urù'tBur ÞO¨Yygy_ ( }§ø©Î/ur 皚ÅÁyJø9$#‬التحريم‪.(9:‬‬
‫فالمعنى للفظ المجاهدة فى هييذه الييية كمعنييى المجاهييدة فييى‬
‫الية السابقة يعنى مقاومة الكفار والمنافقين‪.‬‬
‫وهكذا لفظ المجاهدة فى آية ‪ 52‬من سورة فرقان‪:‬‬
‫š‬‫‪xsù ÆìÏÜè? šúï͚Ïÿ»x6ø9$# NèdôšÎ g » y_ur ¾ÏmÎ/‬‬
‫_‪) #YšygÅ‬الفرقان‪.(52:‬‬‫‪$‬‬ ‫‪#ZššÎ7š2‬‬
‫لفظ جاهد فييى هييذه الييية يحتمييل علييى معنييى مقاوميية الكفييار‬
‫بالقرآن‪ ،‬وهذا يعرف من لفظ به فى الية الذى يد ّ‬
‫ل على آلة المجاهدة‬
‫يعنى القرآن‪ .‬وأبطل هذا السياق على كون لفظ المجاهييدة ل تكييون إل‬
‫بمعنييى مقاتليية الكفييار‪ ،‬لن القتييال ل يكييون بييالقرآن بييل بالسيييف أو‬
‫السلحة الخرى‪ ،‬والقرآن هو الحجة فهذا دليل على أن مجاهدة الكفييار‬
‫جيية أى بييالقرآن‬
‫ل تحصل بمقاتلهم فحسب‪ ،‬بل تحصييل بمقيياومتهم بالح ّ‬
‫الكريم‪ ،‬كالمنافقين‪ .‬وأكد على هذا المعنى اسم السورة يعنى الفرقييان‬
‫الذى معناه ما يفّرق بين الحق والباطل وهو القرآن الكريم‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫تبارك اّلذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا )الفرقان‪.(1:‬‬

‫‪.3‬بذل الموال والنفس فى سبيل الله‬


‫مين الفياظ المجاهيدة واشيتقاقها اليتى عليى هيذا المعنيى لفيظ‬
‫جاهدوا فى آية ‪ 15‬من سورة الحجرات‪:‬‬
‫‪yJ¯RÎ) šcqãYÏB÷sßJø9$# tûïÏ%©!$# (#qãZtB#uä «!$$Î/$‬‬
‫‪¾Ï&Î!qߚušur §NèO öNs9 (#qç/$s?öštš (#rߚy g » y_ur‬‬
‫‪öNÎgÏ9ºuqøBr'Î/ óOÎgÅ¡àÿRr&ur šÎû È@šÎ6yš «!$# 4 y7Í‬‬
‫‪) ´¯»s9'ré& ãNèd šcqè%Ϛ»¢Á9$#‬الحجرات‪.(15:‬‬
‫‪113‬‬

‫لفظ جاهدوا فى هذه الييية معطييوف علييى لفييظ أمنييوا وهييذان‬


‫لفظييان يييذكران لتعريييف المييؤمنين بييأن المييؤمنين الييذين آمنييوا بييالله‬
‫ورسوله ثم لم يرتبوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسييهم فييى سييبيل اللييه‪ ،‬ثييم‬
‫يقال فى آخر الية أنهم صادقون أي صادقون فى إيمانهم‪ .‬هذا السييياق‬
‫يد ّ‬
‫ل على أن معنى المجاهدة فى الية بذل الموال والنفس فى سييبيل‬
‫الله أو فى عبادة الله‪ ،‬لن اليمان الصادق هييو اليمييان بييالقلب ل ريييب‬
‫فيه والعمل بالجوارح أي القيام بعبييادة اللييه مثييل اقاميية الصييلة وإيتيياء‬
‫الزكاة وصوم الرمضان وغيرها‪ ،‬حييتى مقاتليية العييدوّ ميين الكفييار لعلء‬
‫كلمة الله وطلب مرضاته‪ .‬طبعا أن المجاهدة على هذا المعنييى تحتييوى‬
‫ن القتييال يحتيياج إلييى بييذل المييوال‬
‫علييى المجاهييدة بمعنييى المقاتليية ل ّ‬
‫والنفس وجوبا لمحالة‪ ،‬وذلك لشتراء السحلة وأجهزة القتال الخييرى‬
‫ومقاومة العداء مباشرة‪ ،‬لكّنما يندرج تحت هذا المعنى كثيرة ل يختص‬
‫بالقتال أو الحييرب بييل ينييدرج فيييه كييل مييا بييذل فيييه النسييان أمييوالهم‬
‫وأنفسييهم لجييل عبييادة اللييه ومرضيياته‪ .‬وسييائر اليييات القرآنييية الييتى‬
‫تستعمل فيها ألفاظ المجاهدة بمعنى بذل الموال والنفس هى آييية ‪11‬‬
‫من سورة الصف وآية ‪ 72‬ميين سييورة النفييال وآييية ‪ 20‬و آييية ‪ 24‬ميين‬
‫سورة التوبة وآية ‪ 6‬من سورة العنكبوت‪.‬‬
‫‪.4‬القتال أو الحرب‬
‫وميين ألفيياظ المجاهييدة الييتى علييى معنييى القتييال هييو لفييظ‬
‫المجاهدون فى آية ‪ 95‬من سورة النساء‪:‬‬
‫š‬‫š ‪w‬‬ ‫‪ÈqtGó¡oš tbrߚÏè»s)ø9$# z`ÏB tûüÏZÏB÷sßJø9$#‬‬
‫šš‪çšöšxî šÍ<'ré& ͚u‬‬ ‫‪Ø9$# tbrߚÎg»yfçRùQ$#ur šÎû‬‬
‫!‪È@šÎ6yš «!$# óOÎgÏ9ºuqøBr'Î/ öNÍkŦàÿRr&ur 4 š@šÒsù ª‬‬
‫‪$# tûïϚÎg»yfçRùQ$# óOÎgÏ9ºuqøBr'Î/ öNÍkŦàÿRr&ur šn?tã‬‬
‫‪tûïϚÏè»s)ø9$# Zpy_ušyš 4 yxä.ur yštãur ª!$# 4Óo_ó¡çtø:‬‬
‫‪$#‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪š@šÒsùur‬‬ ‫‪ª!$#‬‬ ‫‪tûïϚÎg»yfßJø9$#‬‬ ‫‪šn?tã‬‬
‫š ‪) tûïϚÏè»s)ø9$# #·šô_r& $VJ‬النساء‪.(95:‬‬ ‫‪Ïàtã‬‬
‫لفظ المجاهدون فى هذه الية بمعنى المقيياتلون‪ ،‬وهييذا المعنييى‬
‫‪114‬‬

‫يعرف من لفظ القاعدون الذى جعله الله ضد ّ لفظ المجاهدون بلفظ ل‬


‫يسييتوى‪ ،‬مثييل آييية‪ :‬هييل يسييتوى الييذين يعلمييون والييذين ل يعلمييون‪.‬‬
‫والقاعدون هم الذين يمكثون فى منازلهم على مفاساة خزونة السييفار‬
‫والسير فى الرض ومشقة ملقات اعداء الله‪ ،‬فالمجاهدون هييم الييذين‬
‫يخرجون من منازلهم لمقاتلة اعداء اللييه واعييداء دينهييم‪ .‬وهييذا المعنييى‬
‫يؤّيد المعنى السابق حيث أن بذل الموال والنفس يحمل معنى القتييال‬
‫لنه يحتاج إلى بذل الموال والنفس من غير محدود‪.‬‬
‫وكذلك لفظ جاهدوا فى آية ‪ 41‬من سورة التوبة‪:‬‬
‫‪rãšÏÿR$#‬‬ ‫‪$]ù$xÿÅz‬‬ ‫‪Zw$s)ÏOur‬‬ ‫)‪(#rߚΠg » y_ur#‬‬
‫‪öNà6Ï9ºuqøBr'Î/ öNä3Å¡àÿRr&ur šÎû È@šÎ6yš «!$# 4‬‬
‫‪) ?öNä3Ï9ºsš×šöšyz öNä3©9 bÎ) óOçFZä. šcqßJn=÷ès‬التوبة‪:‬‬
‫‪.(41‬‬
‫هذا يعيرف مين معطيوفه هيو لفيظ انفيروا اليذى معنياه طليب‬
‫الذهاب من المنازل فهذا السياق يدل على أن لفظ المجاهدة فى الييية‬
‫ن العبادات الخرى مالية كانت أوبدنية ل تجييب الخييروج‬
‫بمعى القتال‪ ،‬ل ّ‬
‫من المنازل أو الدوائر بخلف القتال أو الحرب‪ .‬وسائر اليييات القرآنييية‬
‫التى تشتمل على الفاظ المجاهدة بمعنى القتال هييى آييية ‪ 44‬وآييية ‪81‬‬
‫وآية ‪ 86‬وآية ‪ 88‬من سورة التوبة وآية ‪ 1‬من سورة الممتحنة‪ .‬إن هييذه‬
‫السور من حيث نزولها كلها مسماة بالسورة المدنّية فهذه تأييد وتقوييية‬
‫على أن ألفاظ المجاهدة التى تقييع فييى هييذه السييور بمعنييى القتييال أو‬
‫دين فى عصر المدينة فى السنة‬
‫ن الله قد شرع القتال فى ال ّ‬
‫الحرب‪ ،‬ل ّ‬
‫الثانية بعد الهجرة‪.‬‬
‫‪.5‬القهر‬
‫من ألفاظ المجاهدة التى على هذا المعنى لفظ جاهدا فى آييية ‪8‬‬
‫من سورة العنكبوت‪:‬‬
‫‪uZøš¢¹urur z`»|¡SM}$# Ïm÷šyšÏ9ºuqÎ/ $YZó¡ãm ($‬‬
‫‪bÎ)ur šš#yšy g » y_ x8Κô³çFÏ9 šÎ1 $tB }§øšs9 y7s9 ¾ÏmÎ/‬‬
‫‪ÖNù=Ï㠚xsù !$yJßg÷èÏÜè? 4 ¥šn<Î) öNä3ãèÅ_öštB‬‬
‫‪) ?/ä3ã¤Îm;tRé'sù $yJÎ/ óOçFZä. tbqè=yJ÷ès‬العنكبوت‪.(8:‬‬
‫‪115‬‬

‫هذا المعنى معروف من لفظ حسنا ولفظ الوالدين‪ ،‬إن الحسان‬


‫بوالدين مأمور به لنه سبب وجود الولييد بييالولدة إل ّ إن جاهييدا ولييدهما‬
‫على أن يشرك بالله تعالى‪.‬‬
‫فهذا السياق يدل على أن المجاهدة فى هذه اليية بمعنييى القهيير‬
‫ن يشرك بييالله تعييالى‪ .‬مييع أن طلييب‬
‫يعنى قهر الوالدين لولدهما على أ ّ‬
‫الشييرك يمكيين عيين طريييق القتييال كمييا قييد أصيياب علييى رسييول اللييه‬
‫وأصحابه‪ ،‬لكّنه ل يقع بين الوالدين وأولدهما بل القتييال عييادة يقييع بييين‬
‫القبائل أو بين الشعوب‪ .‬وكذلك لفظ المجاهدة فى آيية ‪ 15‬مين سيورة‬
‫لقمان‪:‬‬
‫šš &‪bÎ)ur šš#yšy g » y_ #šn?tã br‬‬ ‫‪͚ô±è@ šÎ1‬‬
‫( ?‪$tB }§øšs9 y7s9 ¾ÏmÎ/ ÖNù=Ïæ šxsù $yJßg÷èÏÜè‬‬
‫š‪$yJßgö6Ïm$|¹ur šÎû $uš÷R‬‬ ‫‪š9$# $]ùrãš÷ètB ( ôìÎ7¨?$#ur‬‬
‫)‪š@šÎ6yš ô`tB z>$tRr& ¥šn<Î) 4 ¢OèO ¥šn<Î‬‬
‫‪?öNä3ãèÅ_öštB Nà6ã¥Îm;tRé'sù $yJÎ/ óOçFZä. tbqè=yJ÷ès‬‬
‫)لقمان‪(15:‬‬
‫إن لفظ المجاهدة فى هذه الية على معنى القتال بعلة ساوية‪.‬‬

‫‪.6‬الغاية‬
‫وألفاظ المجاهييدة الييتى علييى هييذا المعنييى فييى اليييات القرآنييية‬
‫تتكون من أربع ألفاظ هى فى آية ‪ 109‬من سورة النعام و آية ‪ 38‬ميين‬
‫سورة النحل وآية ‪ 52‬من سورة المائدة وآية ‪ 43‬من سورة النييور وآييية‬
‫‪ 42‬من سورة الفاطر‪ ،‬وكلها على عبارة ساوية هى جهد أيمانهم ومثلها‬
‫فى آية ‪ 109‬من سورة النعام‪:‬‬
‫)‪qßJ|¡ø%r&ur «!$$Î/ yšôgy_ öNÍkÈ]»yJ÷šr& ûÈõs9#‬‬
‫)‪öNåkøEuä!%y` ×ptš#uä ¨ûäöÏB÷s㚩9 $pkÍ5 4 ö@è% $yJ¯RÎ‬‬
‫&‪àM»tšFy$# yšZÏã «!$# ( $tBur öNä.ãšÏèô±çš !$yg¯Rr‬‬
‫‪) š#sšÎ) ôNuä!%y` šw tbqãZÏB÷sã‬النعام‪.(109:‬‬
‫يعرف هذا المعنى من لفييظ أقسييموا‪ ،‬القسييم هييو الفعييل ولفييظ‬
‫الجهد مفعول مطلق يذكر لبيييان هيئة الفعييل فالجهييد هييو هيئة القسييم‪،‬‬
‫ويعرف أيضا من لفظ أيمانهم المضاف إليه وهييو بمعنييى القسييم‪ .‬فهييذا‬
‫‪116‬‬

‫السياق يدل على أن المجاهدة بمعنى الغاية أى غاية القسييم ول يمكيين‬


‫بمعانى المجاهدة الخرى‪.‬‬

‫‪.7‬الطاقة‬
‫وألفاظ المجاهييدة فييى اليييات القرآنييية الييتى علييى هييذا المعنييى‬
‫تتكون من لفظ واحد هو لفظ جهد فى آية ‪ 79‬من سورة التوبة‪:‬‬
‫š‪šúïÏ%©!$# šcrâ‬‬ ‫‪ÏJù=tš šúüÏãÈhq©ÜßJø9$# z`ÏB‬‬
‫š ‪tûüÏZÏB÷sßJø9$#‬‬ ‫‪Îû ÏM»s%yš¢Á9$# šúïÏ%©!$#ur šw‬‬
‫š‪tbrߚÅgsš šwÎ) óOèdyšôgã_ tbrãšy‬‬ ‫š‪ó¡t‬‬‫‪sù öNåk÷]ÏB‬‬
‫‪) &tšÏšyš ª!$# öNåk÷]ÏB öNçlm;ur ë>#xštã îLìÏ9r‬التوبة‪:‬‬
‫‪.(79‬‬
‫هذا المعنى يعرف من قول قبله يعنى لفظ الصييدقات الييتى هييى‬
‫المال المختص المستخرج لمن يحتاجه من الفقراء والمساكين والمييال‬
‫الذى يحصله النسان أو الصييدقات الييتى يسييتخرحها منييه يتوقييف علييى‬
‫طاقته المتفاوتيية‪ ،‬فمعنييى الييية ل يجييدون إل جهييدهم أي طيياقتهم ميين‬
‫الصدقات ويدله أيضا بأنه مستثنى ناقص فهييو يعتييبر مفعييول بييه لن مييا‬
‫قبل أذاة الستثناء فعييل متعييدى وفياعله فهييو يحتيياج إليى المفعييول بييه‬
‫والطاقة من الصدقات هى ما يقع عليه الفعل يعنى الخراج‪.‬‬
‫من هذا اتضح لنييا بوضييوح إن المجاهييدة تحتمييل معييانى مختلفيية‬
‫تتمثل فيها السعى وبذل الوسع أو الطاقة‪ ،‬هى ل تختص لمعنييى القتييال‬
‫بل لمعانى عديدة التى لها قيم إيجابية مثل حمل المشقة وبذل الموال‬
‫والنفس والمقاومة والغاية والطاقة‪ ،‬فالمجاهدة أوسع معنى من القتال‬
‫أو الحرب وهى بمعناه أقل استعمال فى اليات القرآنية من غيرهييا ميين‬
‫المعانى الخرى‪.‬‬
‫وكثير من ألفاظ المجاهدة فى القرآن ما يقّيد بعبيارة فيى سيبيل‬
‫الله وهى على قدر ‪ 14‬لفظا ‪ ،‬فهذا دليييل علييى أن المجاهييدة يجييب أن‬
‫تكون فى سبيل اللييه حييتى المجاهييدة بمعنييى مقاتليية العييدو أو القتييال‪.‬‬
‫وسبيل الله هى الطريق الموصلة إلى مرضاة الله وهى التى يحفظ بها‬
‫‪117‬‬

‫دينه ويصلح بها حال عباده‪ .‬إذن فالقتال فى سبيل الله هو القتال لعلء‬
‫م ميين‬
‫كلمة الله وطلب مرضاته وتأمين دينه والدفاع عن حزبه فهييو أع ي ّ‬
‫القتال لجل الدين لنه يشمل الدفاع عن الدين وحماية دعوته‪ ،‬فالقتييال‬
‫المشييروع عمييل خييالص لييوجهه وابتغيياء مرضيياته ل تشييويه سييائبة مين‬
‫الغراض النفسية أو الطائفييية أو القومييية ويجييب أن ل يكييون ميين هييم‬
‫المجاهد أن ينال شرفا أو جاها‪.‬‬
‫وإذا نظرنا إلى اليات القرآنية التى تستعمل فيها كلمة المجاهدة‬
‫أن فيها عبارة اليمان وهى مذكورة قبل كلمة المجاهدة بل تكيياد كلميية‬
‫المجاهدة ل تنفصل فى كثير من اليات من عبييارة اليمييان‪ ،‬وهييذا يييدل‬
‫على أن المجاهدة فى سبيل الله يمكن أن تجعل مقياسييا ليمييان أحييد‪،‬‬
‫إن اليمان ليس مجرد التصييديق باللسييان وإنمييا القييول والعمييل‪ ،‬فميين‬
‫كثرت مجاهدته قوي إيمانه ومن قلت مجاهدته ضييعف إيمييانه وميين لييم‬
‫يجاهد فل إيمان له‪ .‬وأشار إلى هذا قوله تعالى‪:‬‬
‫‪yJ¯RÎ) šcqãYÏB÷sßJø9$# tûïÏ%©!$# (#qãZtB#uä «!$$Î/$‬‬
‫‪¾Ï&Î!qߚušur §NèO öNs9 (#qç/$s?öštš (#rߚy g » y_ur‬‬
‫‪öNÎgÏ9ºuqøBr'Î/ óOÎgÅ¡àÿRr&ur šÎû È@šÎ6yš «!$# 4 y7Í‬‬
‫‪) ´¯»s9'ré& ãNèd šcqè%Ϛ»¢Á9$#‬الحجرات‪(15:‬‬
‫ومن اليات القرآنييية السييابقة عرفنييا أيضييا أن الداة المسييتعملة‬
‫ون من ثلثة الدوات هى المال والنفس وهذا كمييا شييهدنا‬
‫للمجاهدة تتك ّ‬
‫فى آية ‪ 95‬من سورة النساء وآية ‪ 20‬وآية ‪ 41‬و آييية ‪ 44‬وآييية ‪ 88‬ميين‬
‫سورة التوبة وآية ‪ 10‬من سورة الحجرات وآية ‪ 11‬من سييورة الصييف‪،‬‬
‫والقرآن كما شهدنا فى آية ‪ 52‬من سورة الفرقان‪.‬‬
‫م جدا فى المجاهدة‪ ،‬فى مقاتلة‬
‫فمن المعقول طبعا إن المال مه ّ‬
‫العدو مثال إن اعداد السلحة للجيش يحتاج إلى مال غير محدود وكذلك‬
‫فى أداء اركان السلم مثل القيام بمناسك الحج والزكاة هى ل تحصييل‬
‫إل ّ بالمال وإن المساجد والجمعيات الدينية وغيرها من المصييالح العاميية‬
‫ل تقام ول ينفذ بنائها إل به‪ .‬فالنفاق لنشر دين السلم ونشر الفضييائل‬
‫‪118‬‬

‫بمساعدة المساجد والجمعيييات واشييباع الجوعييان وتربييية اليييتيم وعلج‬


‫المريض ذلك مجاهدة بالمال فى سبيل الله لنه دفاع عن الييدين ونشيير‬
‫للفضائل وعلى هذا قال تعالى‪ :‬مثل الذين ينفقون امييوالهم فييى سييبيل‬
‫الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة يضاعف لميين‬
‫يشاء والله واسع عليم )البقرة‪.(261:‬‬
‫والمراد بالمجاهدة بالنفس هي مجاهدة بالبدن والعقييل معييا‪ ،‬لن‬
‫النسان ل يمكن أن يجاهييد ببييدنه بييدون اشييتراك عقلييه‪ ،‬فالعقييل سيّيد‬
‫البدن هو اّلذى يقوده ويأمره وينهاه ويييوجهه ويرشييده إلييى طاعيية اللييه‬
‫تعالى‪ .‬ومن مجاهدة بالنفس هو قتال اعييداء اللييه واعييداء الييوطن بكييل‬
‫الوسائل المستطاعة وهى كذلك مسارعة فى الخيرات ومساعدة لميين‬
‫فى حاجة إلى المساعدة ومبادرة إلى الحسان كما أمر الله فى قييوله‪:‬‬
‫واعبييدوا اللييه ول تشييركوا بييه شيييئا وبالوالييدين احسييانا وبييذى القربييى‬
‫واليتمى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب‬
‫وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله ل يحب من كان مختييال فخييورا‬
‫)النساء‪.(36:‬‬
‫والمجاهدة بالقرآن هى أن يتأمل الناس ويتدبر آيات الله ويحاول‬
‫دين مين‬
‫فهمها بكل جد ويجعلهيا حجية علييى السيفهاء وأعييداء اللييه والي ّ‬
‫الكفار والمنافقين‪ .‬وقد عّبر البعض هذا النوع من المجاهييدة بالمجاهييدة‬
‫باللسييان لنهييا تييذكير النيياس وتنييبيه الغافييل وتعليييم الجاهييل‪ .‬وهييذه‬
‫المجاهييدة اسيياس كييل المجاهييدة‪ ،‬لن القييرآن الكريييم هييو كتيياب اللييه‬
‫المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسييلم هداييية لجميييع النيياس‬
‫ودستور المسلمين فى حياتهم‪ ،‬قال سيد حوى إن المجاهييدة لكتسيياب‬
‫الهداية ترتبط بكتاب الله وسنة رسييوله وكييل المجاهييدة بجميييع أنييواعه‬
‫التى تخرج من شريعة الله وسنة رسوله فهى قييد انحرفييت ميين معنييى‬
‫المجاهدة نفسها‪ .‬فهذا النوع من المجاهييدة تنفييع النفييس والغييير وتنقييذ‬
‫المجتمع من كل شّر‪ .‬قال الله تعييالى‪ :‬ولتكيين منكييم أميية يييدعون إلييى‬
‫‪119‬‬

‫الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون )ال‬


‫عمران‪.(104:‬‬
‫وأما الذى لبد لنا مجاهدته كما أشييارته الييات القرآنييية السييابقة‬
‫ثلثة المواضع هو النفس بمعنى غرائز تحفز النسان إلى الخييير والش يّر‬
‫والشيطان بمعنى مخلوق الله الذى من طبيعاته أن يضل النسان ضلل‬
‫بعيدا وأعداء الله والوطن الظاهرة‪ .‬لماذا لبد علييى النسييان أن يجاهييد‬
‫ن النفس تخفزه إلى الخييير والش يّر فلبييد عليييه أن‬
‫نفسه والشيطان‪ ،‬ل ّ‬
‫يجاهد نفسه بتخليصها ميين الهييواء والشييهوات حييتى تميييل إلييى الخييير‬
‫ويسلم قلبه وجوارحه لله فيريد حمل المشقة لله وبذل المال والنفييس‬
‫لله وإقامة الصلة وإيتاء الزكاة لله كما شهدنا فى اليات السابقة‪ ،‬ولن‬
‫الشيييطان يييأمره بالسييوء والفحشيياء‪ :‬قييال تعييال‪ :‬ول تتبعييوا خطييوات‬
‫الشيطان إنه لكم عدوّ مبين إنما يأمركم بالسييوء والفحشيياء وأن تقييول‬
‫على الله ما ل تعلمون )البقرة‪ ،(169 -168 :‬فبمجاهدته يمتنع النسان‬
‫ميين فعييل المنهيييات والمعاصييى‪ ،‬وكييذلك مجاهييدة أعييداء اللييه‪ ،‬وهييذه‬
‫المجاهييدة قييد أشييارتها آييية ‪ 73‬ميين سييورة التوبيية وآييية ‪ 9‬ميين سييورة‬
‫التحريم‪.‬‬
‫لبييد لنييا ميين مجاهييدة أعييداء اللييه‪ ،‬لنهييم ينكييرون دييين السييلم‬
‫ويقيياتلون المسييلمين‪ ،‬وإذا ل يجاهييدهم المسييلمون فل يطمئّنييون فييى‬
‫عبادة رّبهم وسيظهر الفساد فى الرض‪ .‬فليست الغاية من القتال فييى‬
‫السلم توسيعا فى الملييك كمييا تفعييل الييدول المسييتعمرة ول غلييوا ول‬
‫استكبارا فى الرض‪ ،‬ولكن المؤمنين إذا كانوا غالبين أقيياموا الصييلة أى‬
‫أنهم توجهوا إلييى اللييه للعبييادة وتطهييير أنفسيهم وأتييوا الزكيياة وحققييوا‬
‫العدالة الجتماعية من اعطاء المحتجين حقهم فى هذه الحياة‪.‬‬
‫وخلصيية القييول ميين هييذا البيييان إن المعنييى السييياقى للفييظ‬
‫المجاهدة فى القرآن الكريم هو حمل المشقة فى طلب مرضاة اللييه و‬
‫مقاومة الكفار والمنافقين وبذل المال والنفس فى سبيل اللييه والقتييال‬
‫‪120‬‬

‫أو الحرب والقهر والغاية والطاقة‪ .‬وإن المجاهدة ميين حيييث الذة الييتى‬
‫يجاهد بها المؤمن تنقسم إلى ثلثة انواع‪ ،‬المجاهدة بالنفس والمجاهييدة‬
‫بالمال والمجاهدة بالقرآن ومن حيث الموضوع الذى لبد ميين مجاهييدته‬
‫تقسييم المجاهييدة إلييى ثلثيية أقسييام أيضييا‪ ،‬مجاهييدة النفييس ومجاهييدة‬
‫الشيييطان ومجاهييدة أعييداء اللييه وميين حيييث التقييييد والغاييية أن تكييون‬
‫المجاهدة بجميع انواعها فى سبيل الله ولعلء كلمة الله‪.‬‬

‫الفصههل الثههالث ‪ :‬معههانى المجاهههدة وقيمههها فههى تصههورات‬


‫التربية السلمية الروحية‬
‫المعرفة على أن المجاهدة لها قيم فى التربية السلمية الروحية‬
‫تتوقف على مفهييوم التربييية السييلمية الروحييية نفسييها أول‪ .‬قييال ابيين‬
‫ب الذى معناه الحفظ والتأديب والتصحيح‬
‫القيم إن التربية مشتقة من ر ّ‬
‫والتنمية‪ .‬والسلم هو دين جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من‬
‫المبادىء والرسالت المقييررة فييى القييرآن الكريييم وسيينته‪ .‬فميين هييذا‬
‫مفهييوم إن التربييية السييلمية هييى التربييية الييتى تقييام علييى المبييادىء‬
‫والرسلت السلمية فى كييل نواحيهييا‪ .‬والتربييية السييلمية كمييا التربييية‬
‫الخرى تشتمل على الجوانب المختلفة منها التربييية الجسييمية والتربييية‬
‫الروحية والتربية العقلية والتربية الوجدانية وغيرها‪ .‬واختصر ابيين القيييم‬
‫على أن التربية تشتمل على تربية القلب وتربييية البييدن‪ ،‬ويييرى الكيياتب‬
‫إن المراد بتربية القلب هى التربية الروحية‪ .‬من هييذا عرفنييا إن التربييية‬
‫الروحية أحد من جوانب التربية السلمية بل إنها من أهم جوانبها‪.‬‬
‫قال عبد الحميد الصيد الزنتانى إن التربييية الروحييية هييى ترسيييخ‬
‫القوى الروحى لدي الناشئين من النسان وغرس اليمان فى نفوسييهم‬
‫اشييباعا لنزعتهييم الفطرييية وتهييذيب غرائزهييم وتييوجيه سييلوكهم علييى‬
‫اساس القيم الروحية والمثل الخلقية التى تستمد من اليمان الصحيح‬
‫بالله وملئكته وكتبه ورسله ويوم الخير والقدر خيره وشره‪.‬‬
‫‪121‬‬

‫م جوانب التربية السلمية الييتى تييؤّثر فييى‬


‫التربية الروحية من أه ّ‬
‫شخصية الفرد وهى تهدف إلى غرس اليمان الصحيح بالله الييذى ل إلييه‬
‫إل الله فى قلوب النسييان‪ ،‬وتزكييية روح المييؤمن وتطهييير نفسييه حييتى‬
‫يكون مخلصا لله فى نواييياه واعميياله وتنمييية حبيه لرسيول الليه سيييدنا‬
‫محمييد صييلى اللييه عليييه وسييلم والقتييداء بييه واتبيياع سيينته المطهييرة‪،‬‬
‫واكساب الفرد الفضائل والقيم الخلقية حتى تصبح طبعييا لييه وتعويييده‬
‫منذ نشأته على روح التضحية والعطاء ومساعدة الخرين والتعاون على‬
‫الييبر والتقييوى‪ ،‬وحمييايته باليمييان القييوى المييتين ميين النسيياق وراء‬
‫الشهوات واللذائذ المادية‪.‬‬
‫والوسائل لهذه التربية هى ما يلى‪:‬‬
‫‪-1‬غييرس الفضييائل والقيييم الخلقييية فييى نفييوس الناشييئين وابييراز‬
‫آثارها اليجابية فى حياة الفرد والجماعة‪.‬‬
‫‪-2‬تلقين الناشىء منذ طفولته المبكرة مبادىء دينه الحنيف وتمرينه‬
‫على العبادات لكى ترسخ فى نفسه ويلييتزم بأدائهييا التزامييا ذاتيييا‬
‫طول حياته‪.‬‬
‫‪-3‬التأكيد على أن الوالد أو المربى أو الداعى أو المرشييد أن يكييون‬
‫قدوة صالحة للناشئين‪.‬‬
‫‪-4‬تييوجيه الناشييئين إلييى حسيين اختيييار اصييدقائهم ورفقييائهم مميين‬
‫يتحلون بالخلق الفاضلة والسلوك القويم‪.‬‬
‫‪-5‬معاملة الناشئين باللين والرفق واتباع أسييلوب التيسيير والتبشييير‬
‫والبعييد عيين أسييلوب التعسييير والتنفييير حييتى تسييكن نفوسييهم‬
‫وتطمئن ويتشربوا القيم الروحية والفضائل الخلقية بسهولة‪.‬‬
‫‪-6‬مراعييية المسيييتوى العقليييى للناشيييئين وميييدى اتسييياع فهمهيييم‬
‫واستيعابهم لسس التربية الروحية‪.‬‬
‫ومن أهم الثار اليجابية للتربية الروحية ما يلى‪:‬‬
‫‪-1‬الخلص لله تعييالى‪ ،‬بييأن تكييون نوايييا المييؤمن واقييواله وأعميياله‬
‫‪122‬‬

‫خالصة لوجه الله ل تكون من ورائهييا إل مرضيياته‪ .‬والخلص للييه‬


‫دليييل علييى كميال اليمييان بييه والعتقياد فيييه واليقييين التييام بييه‪،‬‬
‫وللخلص اثيير كييبير فييى حييياة الجماعيية فهييى بكييثرة افرادهييا‬
‫المخلصين تتجه إلى الخير والتعاون والتكافل والتراحم‪.‬‬
‫‪-2‬التوكل على الله‪ ،‬حيث إن التربية الروحييية ترسيييخ ثقيية المييؤمن‬
‫فييى اللييه بحسيين تييوكله واعتميياده عليييه وتفييويض أمييره إليييه‬
‫والستعانة بيه وهيذا التوكييل يسييع فيى نفيس الميؤمن السييكينة‬
‫وراحة البال وهو ما ترتبط بييه صييحة النفسييية والعقلييية وعييافيته‬
‫البدنية وهذه أيضا علمة اليمان الصحيح والعقيدة الراسخة‪.‬‬
‫‪-3‬خلق الستقامة لدى المؤمن بمعنى الييتزامه التزامييا بييأوامر ربييه‬
‫ونواهيه ومراعته لحدوده واستشعاره لوجوده معه فى كل زمييان‬
‫ومكان وحرصه على ابتغاء مرضاة الله فى كييل أعميياله والتييوجه‬
‫إليه وحده بنواياه‪.‬‬
‫‪-4‬المر بييالمعروف والنهييي عيين المنكيير‪ .‬هييذا ميين ثمييرات التربييية‬
‫الروحية فمن واجب المؤمنين الصييادقين أن يييأمر بعضييهم بعضييا‬
‫بييالمعروف وأن يتنيياهوا عيين المنكيير لن فييى ذلييك صييلح دينهييم‬
‫ودنياهم وأن يقيموا حياتهم على التناصح المخلص ودعييوى الخييير‬
‫والهداية‪.‬‬
‫والمجاهدة كما سبق بيانه لهييا معييانى مختلفيية أي أنهييا تسييتخدم‬
‫لمفهوم مختلفة منها حمييل المشييقة وبييذل المييال والنفييس والمقاوميية‬
‫والقتال والقهر والغاية والطاقة‪ .‬وتنقسم المجاهدة من حيث الدة التى‬
‫نجتهد بها إلى مجاهدة بالمال ومجاهدة بالنفس ومجاهدة بالقرآن‪ ،‬ومن‬
‫حيث الموضوعات التى نجاهدها تنقسم أيضا إلى ثلثيية أنييواع‪ ،‬مجاهييدة‬
‫النفس ومجاهدة الشيطان ومجاهيدة اعييداء الليه الظياهرة مين الكفيار‬
‫والمنافقين‪ ،‬ومن حيث الغاية كلها تهيذف إليى اعلء كلمية اللييه وطليب‬
‫مرضاته التى يمكن تفصيله إلى نشر التعليييم السييلمي‪ ،‬ومنييع الفسيياد‬
‫‪123‬‬

‫والظليييم‪ ،‬وإقامييية العدالييية فيييى الرض‪ ،‬وإقامييية العميييال الصيييالحة‪،‬‬


‫والمحافظة على حرية الدينية‪ ،‬ومن حيث التقييد أن ل تكييون المجاهييدة‬
‫إل فى سبيل الله ومن حيث الترتيب الذى أشييار إليييه تركيييب الييية قييد‬
‫كانت المجاهدة بعد اليمان حتى يصح أن تكون المجاهدة مقياسا لحالة‬
‫اليمان فإذا قلييت مجاهيدة الفييرد فضيعف ايميانه وإذا كييثرت مجاهييدته‬
‫فقوى ايمانه وإذا ل يجاهد فل إيمان لييه‪ .‬فالمجاهييدة أميييل إلييى تحقيييق‬
‫الحقوق والقيم النسانية الشاملة وهى ل تقييام علييى الكراهييية والحقييد‬
‫والستكبار بل تقام لعلء كلمة الله وطلب مرضاة الله تعالى‪.‬‬
‫إذا نقارن بين المجاهدة والتربية السلمية الروحية لمحة فبينهما‬
‫سمات متقاربيية مثييل بييالنظر إلييى أهييداف التربييية السييلمية أن هنيياك‬
‫غرس اليمان الذى هو أساس المجاهدة وتزكية روح المؤمن التى هييى‬
‫المجاهدة أى ما يسييمى بمجاهييدة النفييس وهنيياك تعويييد روح التضييحية‬
‫والعطاء ومساعدة الخرين والتعاون فى اليبر والتقييوى اليتى هيى كلهيا‬
‫نوع من المجاهييدة نفسييها أيضييا‪ .‬وكييذلك إذا نظرنييا إلييى الثييار للتربييية‬
‫الروحية إن هناك مخلص فى أقييواله وأعميياله فل تكييون ميين ورائهييا إل‬
‫مرضاة الله وهييذا هييو ميين صييفات المجاهييدين فييى سييبيل اللييه وغاييية‬
‫المجاهدة نفسها وهكذا التوكييل والسييتقامة والميير بييالمعروف والنهييي‬
‫عيين المنكيير هييذه كلهييا ميين صييفات المجاهييدين والمييؤمنين معييا لن‬
‫المجاهدين ل بد من أن يكونوا مؤمنين‪ .‬هذا يكفييى دليل أن بييين التربييية‬
‫الروحية والمجاهدة علقة واثقة رابطة ل تنفصل‪.‬‬
‫وإذا نظرنا إلى أن التربية السلمية الروحية عملية يشييارك فيهييا‬
‫الوالدان أو المربييى والناشييئين فهييى تحتيياج إليى وجييود المجاهييدة مين‬
‫طرفين نفسييية كييانت أو مالييية لن المربييى بييدون المجاهييدة فل يقييوم‬
‫بتربييية الناشييئين وهييم ل يتلقييى تربيتييه بييدونها أيضييا‪ ،‬ولسيييما التربييية‬
‫الروحييية بييالنظر إلييى تعريفهييا وأهييدافها السييابقة أنهييا عملييية عجيبيية‬
‫وعظيمة فل يستطيع كل انسان أن يقوم بهييا إل مييؤمن صييادق مجاهييد‪.‬‬
‫‪124‬‬

‫وقد أشار على هذا قول سعيد حوى إن المجاهدة تقام لتحصيل اليمان‬
‫واظهارها بالتفكير والتذكر‪ .‬فالمعنى إن اليمان ينييدرج تحييت المجاهييدة‬
‫او بعبارة أخرى إن المجاهدة بداية المر فييى تربييية السييلمية الروحييية‬
‫لن من عملياتها غرس اليمان فى نفس الناشئين أول‪.‬‬
‫وعلى هذه الواقعية يريد الكيياتب أن يقييول إن المجاهييدة أسياس‬
‫للتربية الروحية ووسيلة تحملها إلى تحصيل أهدافها وحصيييلتها نفسييها‪.‬‬
‫وها هو تصورها‪ ،‬إن التربية الروحية بكونها عملية عظيمة يحتاج انفاذهييا‬
‫إلى مجاهدة المربين والناشئين‪ ،‬ومن اهدافها اقامة العمييال الصييالحة‪،‬‬
‫ولتحقيق هييذا الهييدف يطلييب الناشييئون علييى تمرينهييا مسييتمرة وهييذه‬
‫يسميها العلماء مجاهدة ثييم بعييد ذلييك يقومييون تلييك العمييال خالصييين‬
‫لوجه الله ولطلب مرضاته وهذه هى المجاهدة أيضا‪.‬‬
‫فتبين لنا أن المجاهدة للمؤمن تكون فى كل أنشطته‪ ،‬فى بداييية‬
‫ن قيييم المجاهييدة فييى التربييية‬
‫أمييره وأثنييائه ونهييايته‪ ،‬فخلصيية القييول إ ّ‬
‫الروحية هى إن المجاهدة أساس لها و التى تحملها إلى تحصيل أهدافها‬
‫وحصيلتها نفسها‪ .‬فقال الله تعييالى‪ :‬إنمييا المؤمنييون الييذين آمنييوا بييالله‬
‫م لييم يرتييابوا وجاهييدوا بييأموالهم وأنفسييهم فييى سييبيل اللييه‬
‫ورسوله ث ّ‬
‫أولئك هم الصادقون )الحجرات‪.(15 :‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬اليههات القرآنيههة الههتى تشههتمل عليههها كلمههة‬


‫المجاهدة‬
‫كانت كلمة المجاهدة وما اشتق منها مذكورة فى اليات القرآنييية‬
‫حولى ‪ 41‬مرة ومنشورة فييى ‪ 19‬سييورة و ‪ 36‬آييية‪ .‬وهييذه هييى اليييات‬
‫القرآنية التى تشتمل عليها كلمة المجاهدة وما اشتق منها ونذكرها هنييا‬
‫على ترتيب السورة‪:‬‬
125

‫المعنيييييييييييييي معنيييى السيييياق‬ ‫الرق‬


‫اسم السورة ورقم آيته ونصها‬
‫القرآني‬ ‫المعجمي‬ ‫م‬
218 : ‫البقرة‬
bÎ) šúïÏ%©!$# (#qãZtB#uä¨
z`šÉš©9$#ur (#rãšy_$yd
(#rߚyg»y_ur šÎû
: _rߚyg»y# È@šÎ6yš «!$# y7Í
‫( محاربيييييييية‬1 ´¯»s9'ré& tbqã_öštš |
‫العيييييييييييييداء‬ MyJômuš «!$# 4 ª!$#ur
‫حميييل المشيييقة‬
‫(المبالغيييييييية‬2 ֚qàÿxî ÒOšÏm§š ÇËÊÑÈ
‫فى طلب مرضاة‬ 1
‫(اسييتفراغ مييا‬3 218. Sesungguhnya orang-
‫الله‬
‫فييييي الوسييييع‬ orang yang beriman, orang-
‫والطاقييية مييين‬ orang yang berhijrah dan
‫قول او فعل‬ berjihad di jalan Allah,
mereka itu mengharapkan
rahmat Allah, dan Allah
Maha Pengampun lagi Maha
Penyayang.

142 : ‫ال عمران‬


ôQr& ÷Läêö7Å¡ym br&
(#qè=äzôšs? sp¨Yyfø9$# $
£Js9ur ÉOn=÷ètš ª!$#
tûïÏ%©!$# (#rߚyg»y_
öNä3ZÏB zNn=÷ètšur
: _rߚyg»y# tûïΚÉ9»¢Á9$# ÇÊÍËÈ
‫(محاربييييييييية‬1 142. Apakah kamu mengira bahwa
kamu akan masuk surga, padahal
‫ العيييييييييييييداء‬belum nyata bagi Allah orang-
‫حميييل المشيييقة‬
‫(المبالغيييييييية‬2 orang yang berjihad[232] 2
‫فى طلب مرضاة‬
‫(اسييتفراغ مييا‬3 diantaramu dan belum nyata orang-
‫الله‬
‫ فييييي الوسييييع‬orang yang sabar.
‫والطاقييية مييين‬
‫[ قول او فعل‬232] Jihad dapat berarti: 1.
berperang untuk menegakkan Islam
dan melindungi orang-orang Islam;
2. memerangi hawa nafsu; 3.
mendermakan harta benda untuk
kebaikan Islam dan umat Islam; 4.
Memberantas yang batil dan
menegakkan yang Hak.
126

‫القتال أوالحرب‬ brߚÎg»yfçR 95 : ‫ النساء‬3


ùQ$#ur: šw šÈqtGó¡oš
‫(محاربيييييييييية‬1 tbrߚÏè»s)ø9$# z`ÏB
‫العيييييييييييييداء‬ tûüÏZÏB÷sßJø9$# çšöšxî
‫(المبالغيييييييية‬2 šÍ<'ré& ͚uššØ9$#
‫(اسييتفراغ مييا‬3 tbrߚÎg»yfçRùQ$#ur šÎû
‫فييييي الوسييييع‬ È@šÎ6yš «!$#
‫والطاقييية مييين‬ óOÎgÏ9ºuqøBr'Î/
‫قول او فعل‬ öNÍkŦàÿRr&ur 4 š@šÒsù
ª!$# tûïϚÎg»yfçRùQ$#
óOÎgÏ9ºuqøBr'Î/
öNÍkŦàÿRr&ur šn?tã
tûïϚÏè»s)ø9$#
Zpy_ušyš 4 yxä.ur
yštãur ª!$# 4Óo_ó¡çtø:$#
4 š@šÒsùur ª!$#
tûïϚÎg»yfßJø9$# šn?tã
tûïϚÏè»s)ø9$# #·šô_r&
$VJšÏàtã ÇÒÎÈ
95. Tidaklah sama antara mukmin
yang duduk (yang tidak ikut
berperang) yang tidak mempunyai
'uzur dengan orang-orang yang
berjihad di jalan Allah dengan
harta mereka dan jiwanya. Allah
melebihkan orang-orang yang
berjihad dengan harta dan jiwanya
atas orang-orang yang duduk[340]
satu derajat. kepada masing-masing
mereka Allah menjanjikan pahala
yang baik (surga) dan Allah
melebihkan orang-orang yang
berjihad atas orang yang
duduk[341] dengan pahala yang
besar,

[340] Maksudnya: yang tidak


berperang Karena uzur.
[341] Maksudnya: yang tidak
berperang tanpa alasan. sebagian
ahli tafsir mengartikan qaa'idiin di
sini sama dengan arti qaa'idiin
127

Maksudnya: yang tidak berperang


Karena uzur..

35 : ‫المائدة‬
ygššr'¯»tš šúïÏ%©!$#$
(#qãZtB#uä (#qà)®?$# ©!$#
rߚÎg»y_ur# (#þqäótGö/$#ur Ïmøšs9Î)
‫(محاربيييية‬: 1 s's#šÅšuqø9$#
‫العيييييييييييييداء حميييل المشيييقة‬ (#rߚÎg»y_ur šÎû
‫(المبالغيييييييية فى طلب مرضاة‬2 ¾Ï&Î#šÎ6yš öNà6¯=yès9 4
‫(اسييتفراغ مييا الله‬3 šcqßsÎ=øÿè? ÇÌÎÈ
‫ فييييي الوسييييع‬35. Hai orang-orang yang beriman,
‫ والطاقييية مييين‬bertakwalah kepada Allah dan
‫ قول او فعل‬carilah jalan yang mendekatkan diri
kepada-Nya, dan berjihadlah pada
jalan-Nya, supaya kamu mendapat
keberuntungan.

53 : ‫المائدة‬
ãAqà)tšur tûïÏ%©!$#
(#þqãZtB#uä ÏäIwàs¯»ydr&
tûïÏ%©!$# (#qßJ|¡ø%r& «!
$$Î/ yšôgy_
: _šôgy öNÍkÈ]»yJ÷šr& öNåk¨XÎ)
‫(محاربييييييييية‬1 öNä3yèpRmQ 4 ôMsÜÎ6ym
‫العيييييييييييييداء‬ öNßgè=»yJôãr&
‫(المبالغيييييييية‬2 (#qßst7ô¹r'sù tûïΚţ»yz 5
‫الغاية‬
‫(اسييتفراغ مييا‬3 ÇÎÌÈ
‫ فييييي الوسييييع‬53. Dan orang-orang yang beriman
‫ والطاقييية مييين‬akan mengatakan: "Inikah orang-
‫ قول او فعل‬orang yang bersumpah sungguh-
sungguh dengan nama Allah,
bahwasanya mereka benar-benar
beserta kamu?" rusak binasalah
segala amal mereka, lalu mereka
menjadi orang-orang yang merugi.

‫حميييل المشيييقة‬ crߚÎg»pgä 54 : ‫ المائدة‬6


‫ š(محاربة فى طلب مرضاة‬: 1 pkššr'¯»tš tûïÏ%©!$#$
‫( العيييييييييييييداء الله‬#qãZtB#uä `tB £šs?
128

öštš öNä3YÏB `tã


¾ÏmÏZšÏš t$öq|¡sù
šÎAù'tš ª!$# 5Qöqs)Î/
öNåkš:Ïtäš
ÿ¼çmtRqš6Ïtäšur A'©!
Ϛr& šn?tã
tûüÏZÏB÷sßJø9$#
>o¨šÏãr& šn?tã
tûï͚Ïÿ»s3ø9$#
šcrߚÎg»pgäš šÎû
È@šÎ6yš «!$# šwur
tbqèù$sšsš sptBöqs9
5OͬIw 4 y7Ï9ºsš ã@ôÒsù
‫(المبالغيييييييية‬2 «!$# ÏmšÏ?÷s㚠`tB âä!
‫(اسييتفراغ مييا‬3 $t±oš 4 ª!$#ur ììŚºur
‫فييييي الوسييييع‬ íOšÎ=tæ ÇÎÍÈ
‫ والطاقييية مييين‬54. Hai orang-orang yang beriman,
‫ قول او فعل‬barangsiapa di antara kamu yang
murtad dari agamanya, Maka kelak
Allah akan mendatangkan suatu
kaum yang Allah mencintai mereka
dan merekapun mencintaiNya, yang
bersikap lemah Lembut terhadap
orang yang mukmin, yang bersikap
keras terhadap orang-orang kafir,
yang berjihad dijalan Allah, dan
yang tidak takut kepada celaan
orang yang suka mencela. Itulah
karunia Allah, diberikan-Nya
kepada siapa yang dikehendaki-
Nya, dan Allah Maha luas
(pemberian-Nya), lagi Maha
Mengetahui.

‫الغاية‬ : _šôgy 109 : ‫ النعام‬7


‫(محاربييييييييية‬1 qßJ|¡ø%r&ur «!$$Î/#)
‫العيييييييييييييداء‬ yšôgy_ öNÍkÈ]»yJ÷šr&
‫(المبالغيييييييية‬2 ûÈõs9 öNåkøEuä!%y`
‫(اسييتفراغ مييا‬3 ×ptš#uä ¨ûäöÏB÷s㚩9
‫فييييي الوسييييع‬ $pkÍ5 4 ö@è% $yJ¯RÎ)
‫والطاقييية مييين‬
129

àM»tšFy$# yšZÏã «!$# (


$tBur öNä.ãšÏèô±çš !
$yg¯Rr& #sšÎ) ôNuä!%y`
šw tbqãZÏB÷s㚠ÇÊÉÒÈ
109. Mereka bersumpah dengan
nama Allah dengan segala
kesungguhan, bahwa sungguh jika
datang kepada mereka sesuatu mu
jizat, Pastilah mereka beriman
kepada-Nya. Katakanlah:
"Sesungguhnya mukjizat-mukjizat
itu Hanya berada di sisi Allah". dan
apakah yang memberitahukan
‫ قول او فعل‬kepadamu bahwa apabila mukjizat
datang mereka tidak akan
beriman[497].

[497] Maksudnya: orang-orang


musyrikin bersumpah bahwa kalau
datang mukjizat, mereka akan
beriman, Karena itu orang-orang
muslimin berharap kepada nabi
agar Allah menurunkan mukjizat
yang dimaksud. Allah menolak
pengharapan kaum mukminin
dengan ayat ini.

‫ بييييذل المييييوال‬: _rߚyg»y# 72 : ‫النفال‬ 8


‫(محاربييييييييية والنفييييس فييييى‬1 bÎ) z`šÏ%©!$#¨
‫العيييييييييييييداء سبيل الله‬ (#qãZtB#uä (#rãšy_$ydur
‫(المبالغيييييييية‬2 (#rߚyg»y_ur
‫(اسييتفراغ مييا‬3 óOÎgÏ9ºuqøBr'Î/
‫فييييي الوسييييع‬ öNÍkŦàÿRr&ur šÎû
‫والطاقييية مييين‬ È@šÎ6yš «!$# tûïÏ%©!
‫قول او فعل‬ $#ur (#rur#uä (#ÿrçš|
ÇtR¨r y7Í´¯»s9'ré&
öNåkÝÕ÷èt/ âä!$ušÏ9÷rr&
<Ù÷èt/ 4 tûïÏ%©!$#ur
(#qãZtB#uä öNs9ur
(#rãšÅ_$pkçš $tB /ä3s9
`ÏiB NÍkÉJuš»s9ur `ÏiB
130

>äóÓx« 4Ó®Lym
(#rãšÅ_$pkçš 4 ÈbÎ)ur
öNä.rçš|ÇZoKóš$# šÎû È
ûïÏdš9$# ãNà6øšn=yèsù
çšóǨZ9$# šwÎ) 4šn?tã
¤Qöqs% öNä3oY÷št/
NæhuZ÷št/ur ×,»sVšÏiB
3 ª!$#ur $yJÎ/
tbqè=yJ÷ès? ךšÅÁt/
ÇÐËÈ
72. Sesungguhnya orang-orang
yang beriman dan berhijrah serta
berjihad dengan harta dan jiwanya
pada jalan Allah dan orang-orang
yang memberikan tempat kediaman
dan pertoIongan (kepada orang-
orang Muhajirin), mereka itu satu
sama lain lindung-melindungi[624].
dan (terhadap) orang-orang yang
beriman, tetapi belum berhijrah,
Maka tidak ada kewajiban
sedikitpun atasmu melindungi
mereka, sebelum mereka berhijrah.
(akan tetapi) jika mereka meminta
pertolongan kepadamu dalam
(urusan pembelaan) agama, Maka
kamu wajib memberikan
pertolongan kecuali terhadap kaum
yang Telah ada perjanjian antara
kamu dengan mereka. dan Allah
Maha melihat apa yang kamu
kerjakan.

‫ حميييل المشيييقة‬: _rߚyg»y# 74 : ‫النفال‬ 9


‫(محاربييييييييية فى طلب مرضاة‬1 šúïÏ%©!$#ur (#qãZtB#uä
‫العيييييييييييييداء الله‬ (#rãšy_$ydur
‫(المبالغيييييييية‬2 (#rߚyg»y_ur šÎû
‫(اسييتفراغ مييا‬3 È@šÎ6yš «!$#
‫فييييي الوسييييع‬ tûïɚ©9$#ur (#rur#uä
‫والطاقييية مييين‬ (#ÿrçš|ÇtR¨r ššÍ
‫قول او فعل‬ ´¯»s9'ré& ãNèd
tbqãZÏB÷sßJø9$# $y)ym 4
131

Nçl°; ×otšÏÿøó¨B ×-
øšÍšur ×Lq̚x. ÇÐÍÈ
74. Dan orang-orang yang beriman
dan berhijrah serta berjihad pada
jalan Allah, dan orang-orang yang
memberi tempat kediaman dan
memberi pertolongan (kepada
orang-orang Muhajirin), mereka
Itulah orang-orang yang benar-
benar beriman. mereka memperoleh
ampunan dan rezki (nikmat) yang
mulia.

‫ حميييل المشيييقة‬: _rߚyg»y# 75 : ‫ النفال‬10


‫(محاربييييييييية فى طلب مرضاة‬1 ûïÏ%©!$#ur (#qãZtB#uä
‫العيييييييييييييداء الله‬ -ÆÏB ߚ÷èt/
‫(المبالغيييييييية‬2 (#rãšy_$ydur
‫(اسييتفراغ مييا‬3 (#rߚyg»y_ur öNä3yètB
‫فييييي الوسييييع‬ y7Í´¯»s9'ré'sù óOä3ZÏB 4
‫والطاقييية مييين‬ (#qä9'ré&ur ÏQ%tnöšF{$#
‫قول او فعل‬ öNåkÝÕ÷èt/ 4šn<÷rr&
<Ù÷èt7Î/ šÎû É=»tFÏ. «!
$# 3 ¨bÎ) ©!$# Èe@ä3Î/
>äóÓx« 7LìÎ=tæ ÇÐÎÈ
75. Dan orang-orang yang beriman
sesudah itu Kemudian berhijrah
serta berjihad bersamamu Maka
orang-orang itu termasuk
golonganmu (juga). orang-orang
yang mempunyai hubungan kerabat
itu sebagiannya lebih berhak
terhadap sesamanya (daripada yang
bukan kerabat)[626] di dalam Kitab
Allah. Sesungguhnya Allah Maha
mengetahui segala sesuatu.

[626] Maksudnya: yang jadi dasar


waris mewarisi dalam Islam ialah
hubungan kerabat, bukan hubungan
persaudaraan keagamaan
sebagaimana yang terjadi antara
muhajirin dan anshar pada
permulaan Islam.
132

16 : ‫التوبة‬
ôQr& óOçFö6Å¡ym br&
(#qä.ušøIè? $£Js9ur
ÄNn=÷ètš ª!$# tûïÏ%©!$#
(#rߚyg»y_ öNä3ZÏB
óOs9ur (#räšÏšGtš `ÏB
Èbrߚ «!$# šwur ¾Ï&Î!
: _rߚyg»y# qߚuš šwur
‫(محاربييييييييية‬1 tûüÏZÏB÷sßJø9$#
‫العيييييييييييييداء‬
ZpyfšÏ9ur 4 ª!$#ur
‫(المبالغيييييييية‬2
‫الطاقة‬ 7ššÎ7yz $yJÎ/ 11
‫(اسييتفراغ مييا‬3
šcqè=yJ÷ès? ÇÊÏÈ
‫ فييييي الوسييييع‬16. Apakah kamu mengira bahwa
‫ والطاقييية مييين‬kamu akan dibiarkan, sedang Allah
‫ قول او فعل‬belum mengetahui (dalam
kenyataan) orang-orang yang
berjihad di antara kamu dan tidak
mengambil menjadi teman yang
setia selain Allah, RasulNya dan
orang-orang yang beriman. dan
Allah Maha mengetahui apa yang
kamu kerjakan.

‫بييييذل المييييوال‬ : šyg»y_u 19 : ‫ التوبة‬12


‫(محاربييييييييية والنفييييس فييييى‬1 Läêù=yèy_r&÷
‫العيييييييييييييداء سبيل الله‬ sptš$s)Ś Ædl!$ptø:$#
‫(المبالغيييييييية‬2 nouš$yJÏãur
‫(اسييتفراغ مييا‬3 ϚÉfó¡yJø9$# ÏQ#tšptø:
‫فييييي الوسييييع‬ $# ô`yJx. z`tB#uä «!$$Î/
‫والطاقييية مييين‬ ÏQöqušø9$#ur ̚ÅzFy$#
‫قول او فعل‬ yšyg»y_ur šÎû È@šÎ6yš
«!$# 4 šw tb¼âqtFó¡tš
yšZÏã «!$# 3 ª!$#ur šw
šÏšökuš tPöqs)ø9$#
tûüÏHÍ>»©à9$# ÇÊÒÈ
19. Apakah (orang-orang) yang
memberi minuman orang-orang
yang mengerjakan haji dan
mengurus Masjidilharam kamu
133

samakan dengan orang-orang yang


beriman kepada Allah dan hari
Kemudian serta berjihad di jalan
Allah? mereka tidak sama di sisi
Allah; dan Allah tidak memberi
petunjuk kepada kaum yang
zalim[633].

[633] ayat Ini diturunkan untuk


membantah anggapan bahwa
memberi minum para haji dan
mengurus Masjidilharam lebih
utama dari beriman kepada Allah
serta berhijrah di jalan Allah.

20 : ‫التوبة‬
ûïÏ%©!$# (#qãZtB#uä
(#rãšy_$ydur
(#rߚyg»y_ur šÎû
È@šÎ6yš «!$#
: _rߚyg»y#
ôMÏlÎ;ºuqøBr'Î/
‫(محاربييييييييية‬1
‫العيييييييييييييداء‬ öNÍkŦàÿRr&ur ãNsàôãr&
‫بييييذل المييييوال‬ ºpy_ušyš yšYÏã «!$# 4
‫(المبالغيييييييية‬2
‫والنفييييس فييييى‬ y7Í´¯»s9'ré&ur ç/èf 13
‫(اسييتفراغ مييا‬3
‫سبيل الله‬ tbrâšÍ¬!$xÿø9$# ÇËÉÈ
‫فييييي الوسييييع‬
‫ والطاقييية مييين‬20. Orang-orang yang beriman dan
berhijrah serta berjihad di jalan
‫ قول او فعل‬Allah dengan harta, benda dan diri
mereka, adalah lebih Tinggi
derajatnya di sisi Allah; dan Itulah
orang-orang yang mendapat
kemenangan.

‫حميييل المشيييقة‬ : _ygÅ$š 24 : ‫التوبة‬ 14


‫فى طلب مرضاة‬ ‫(محاربييييييييية‬1 è% bÎ) tb%x. öNä.ät!@
‫الليييييه و بيييييذل‬ ‫العيييييييييييييداء‬ $t/#uä öNà2ät!$oYö/r&ur
‫الموال والنفس‬ ‫(المبالغيييييييية‬2 öNä3çRºuq÷zÎ)ur
‫فى سبيل الله‬ ‫(اسييتفراغ مييا‬3 ö/ä3ã_ºurøšr&ur óOä3è?
‫فييييي الوسييييع‬ uššÏ±tãur îAºuqøBr&ur
‫والطاقييية مييين‬ $ydqßJçGøùuštIø%$#
‫قول او فعل‬ ×otš»pgÏBur
134

tböqt±øšrB $ydyš$|¡x.
ß`Å3»|¡tBur !$ygtRöq|
Êöšs? ¡=ymr& Nà6øšs9Î)
šÆÏiB «!$# ¾Ï&Î!
qߚušur 7š$ygÅ_ur šÎû
¾Ï&Î#šÎ7yš (#qÝÁ-
/uštIsù 4Ó®Lym
ššÎAù'tš ª!$#
¾Ín͚öDr'Î/ 3 ª!$#ur šw
šÏšökuš tPöqs)ø9$#
šúüÉ)Å¡»xÿø9$# ÇËÍÈ
24. Katakanlah: "Jika bapa-bapa ,
anak-anak , saudara-saudara, isteri-
isteri, kaum keluargamu, harta
kekayaan yang kamu usahakan,
perniagaan yang kamu khawatiri
kerugiannya, dan tempat tinggal
yang kamu sukai, adalah lebih
kamu cintai dari Allah dan
RasulNya dan dari berjihad di jalan
nya, Maka tunggulah sampai Allah
mendatangkan Keputusan NYA".
dan Allah tidak memberi petunjuk
kepada orang-orang yang fasik.

‫القتال أوالحرب‬ : _rߚÎg»y# 41 : ‫ التوبة‬15


‫(محاربييييييييية‬1 rãšÏÿR$# $]ù$xÿÅz#)
‫العيييييييييييييداء‬ Zw$s)ÏOur (#rߚÎg»y_ur
‫(المبالغيييييييية‬2 öNà6Ï9ºuqøBr'Î/
‫(اسييتفراغ مييا‬3 öNä3Å¡àÿRr&ur šÎû
‫فييييي الوسييييع‬ È@šÎ6yš «!$# 4
‫والطاقييية مييين‬ öNä3Ï9ºsš ךöšyz
‫قول او فعل‬ öNä3©9 bÎ) ó
OçFZä. šcqßJn=÷ès? ÇÍÊÈ
41. Berangkatlah kamu baik dalam
keadaan merasa ringan maupun
berat, dan berjihadlah kamu
dengan harta dan dirimu di jalan
Allah. yang demikian itu adalah
lebih baik bagimu, jika kamu
Mengetahui.
135

44 : ‫التوبة‬
šw ššçRɚø«tFó¡oš
tûïÏ%©!$# šcqãZÏB÷sãš
«!$$Î/ ÏQöqušø9$#ur
̚ÅzFy$# br&
: rߚÎg»yfã#
(#rߚÎg»yfãš
‫(محاربييييييييية‬1
‫العيييييييييييييداء‬ óOÎgÏ9ºuqøBr'Î/
‫(المبالغيييييييية القتييال أوالحييرب‬2 öNÍkŦàÿRr&ur 3 ª!$#ur
‫(اسييتفراغ مييا و الطاقة‬3 7OšÎ=tæ tûüÉ)GßJø9$$Î/ 16
‫فييييي الوسييييع‬ ÇÍÍÈ
‫ والطاقييية مييين‬44. Orang-orang yang beriman
kepada Allah dan hari Kemudian,
‫ قول او فعل‬tidak akan meminta izin kepadamu
untuk tidak ikut berjihad dengan
harta dan diri mereka. dan Allah
mengetahui orang-orang yang
bertakwa.

73 : ‫التوبة‬
pkššr'¯»tš šÓÉ<¨Z9$#$
ϚÎg»y_ uš$¤ÿà6ø9$#
tûüÉ)Ïÿ»oYßJø9$#ur
: _ϚÎg»y
õáè=øñ$#ur öNÍköšn=tã 4
‫(محاربييييييييية‬1
‫العيييييييييييييداء‬ öNßg1urù'tBur ÞO¨Yygy_ ( }
‫(المبالغيييييييية مقاوميية الكفييار‬2 §ø©Î/ur 皚ÅÁyJø9$#
ÇÐÌÈ 17
‫(اسييتفراغ مييا والمنافقين‬3
73. Hai nabi, berjihadlah
‫فييييي الوسييييع‬ (melawan) orang-orang kafir dan
‫والطاقييية مييين‬ orang-orang munafik itu, dan
‫قول او فعل‬ bersikap keraslah terhadap mereka.
tempat mereka ialah jahannam. dan
itu adalah tempat kembali yang
seburuk-buruknya.

‫الطاقة‬ : _šôgã 79 : ‫التوبة‬ 18


‫(محاربييييييييية‬1 úïÏ%©!$# šcrâšÏJù=tš
‫العيييييييييييييداء‬ šúüÏãÈhq©ÜßJø9$# z`ÏB
‫(المبالغيييييييية‬2 tûüÏZÏB÷sßJø9$# šÎû
‫(اسييتفراغ مييا‬3 ÏM»s%yš¢Á9$# šúïÏ%©!
136

$#ur šw tbrߚÅgsš šwÎ)


óOèdyšôgã_
tbrãšyšó¡tšsù
öNåk÷]ÏB tšÏšyš ª!$#
öNåk÷]ÏB öNçlm;ur
ë>#xštã îLìÏ9r& ÇÐÒÈ
79. (orang-orang munafik itu) yaitu
‫ فييييي الوسييييع‬orang-orang yang mencela orang-
‫ والطاقييية مييين‬orang mukmin yang memberi
sedekah dengan sukarela dan
‫( قول او فعل‬mencela) orang-orang yang tidak
memperoleh (untuk disedekahkan)
selain sekedar kesanggupannya,
Maka orang-orang munafik itu
menghina mereka. Allah akan
membalas penghinaan mereka itu,
dan untuk mereka azab yang pedih.

‫القتال أوالحرب‬ rߚÎg»pgä#) 81 : ‫التوبة‬ 19


:š yy̚sù
‫(محاربييييييييية‬1 šcqàÿ¯=yšßJø9$#
‫العيييييييييييييداء‬ öNÏdϚyèø)yJÎ/ y#»n=Åz
‫(المبالغيييييييية‬2 ÉAqߚuš «!$#
‫(اسييتفراغ مييا‬3 (#þqèd̚x.ur br&
‫فييييي الوسييييع‬ (#rߚÎg»pgäš
‫والطاقييية مييين‬ óOÏlÎ;ºuqøBr'Î/
‫قول او فعل‬ öNÍkŦàÿRr&ur šÎû
È@šÎ6yš «!$# (#qä9$s%ur
šw (#rãšÏÿZs? šÎû
Ìhšptø:$# 3 ö@è% âš$tR
zO¨Zygy_ ššx©r& #všym
4 öq©9 (#qçR%x.
tbqßgs)øÿtš ÇÑÊÈ
81. Orang-orang yang ditinggalkan
(Tidak ikut perang) itu, merasa
gembira dengan tinggalnya mereka
di belakang Rasulullah, dan mereka
tidak suka berjihad dengan harta
dan jiwa mereka pada jalan Allah
dan mereka berkata: "Janganlah
137

kamu berangkat (pergi berperang)


dalam panas terik ini". Katakanlah:
"Api neraka Jahannam itu lebih
sangat panas(nya)" jika mereka
Mengetahui.

86 : ‫التوبة‬
sšÎ)ur ôMs9̚Ré&#!
îoušqߚ ÷br&
(#qãZÏB#uä «!$$Î/
(#rߚÎg»y_ur yìtB Ï&Î!
qߚuš y7tRxšø«tGóš$#
(#qä9'ré& ÉAöq©Ü9$#
: _rߚÎg»y# óOßg÷ZÏB (#qä9$s%ur
‫(محاربييييييييية‬1 $tRöšsš `ä3tR yì¨B
‫العيييييييييييييداء‬ tûïϚÏè»s)ø9$# ÇÑÏÈ
‫(المبالغيييييييية القتال أوالحرب‬2 86. Dan apabila diturunkan suatu
20
‫(اسييتفراغ مييا‬3 surat (yang memerintahkan kepada
orang munafik itu): "Berimanlah
‫ فييييي الوسييييع‬kamu kepada Allah dan
‫ والطاقييية مييين‬berjihadlah beserta Rasul-Nya",
‫ قول او فعل‬niscaya orang-orang yang sanggup
di antara mereka meminta izin
kepadamu (untuk tidak berjihad)
dan mereka berkata: "Biarkanlah
kami berada bersama orang-orang
yang duduk"[652].

[652] Maksudnya: orang-orang


yang tidak ikut berperang.

‫القتال أوالحرب‬ : _rߚ yg»y# 88 : ‫التوبة‬ 21


‫(محاربييييييييية‬1 Ç`Å3»s9 ãAqߚ §š9$# š úïÏ
‫العيييييييييييييداء‬ %©!$#ur (#qãZtB#uä
‫(المبالغيييييييية‬2 ¼çmyètB (#rߚyg»y_
‫(اسييتفراغ مييا‬3 óOÏlÎ;ºuqøBr'Î/
‫فييييي الوسييييع‬ óOÎgÅ¡àÿRr&ur 4 šš Í
‫والطاقييية مييين‬ ´¯»s9'ré&ur ãNßgs9
‫قول او فعل‬ ÝVºušöš yÜø9$# ( y7Í
´¯»s9'ré&ur ãNèd
tbqßsÎ=øÿßJø9$# ÇÑÑÈ
138

88. Tetapi Rasul dan orang-orang


yang beriman bersama Dia, mereka
berjihad dengan harta dan diri
mereka. dan mereka Itulah orang-
orang yang memperoleh kebaikan,
dan mereka Itulah orang-orang
yang beruntung.

110 : ‫النحل‬
OèO šcÎ) šš/uš šúïÏ¢
%©#Ï9 (#rãšy_$yd .`ÏB
Ϛ÷èt/ $tB (#qãZÏFèù ¢OèO
: _rߚyg»y#
(#rߚyg»y_ (#ÿrçšy9|¹ur
‫(محاربييييييييية‬1
‫العيييييييييييييداء‬ šcÎ) šš/uš .`ÏB
‫حميييل المشيييقة‬ $ydϚ÷èt/ ֚qàÿtós9
‫(المبالغيييييييية‬2
‫فى طلب مرضاة‬ ÒOšÏm§š ÇÊÊÉÈ 22
‫(اسييتفراغ مييا‬3
‫الله‬ 110. Dan Sesungguhnya Tuhanmu
‫فييييي الوسييييع‬ (pelindung) bagi orang-orang yang
‫والطاقييية مييين‬ berhijrah sesudah menderita
‫قول او فعل‬ cobaan, Kemudian mereka berjihad
dan sabar; Sesungguhnya Tuhanmu
sesudah itu benar-benar Maha
Pengampun lagi Maha Penyayang.

‫الغاية‬ :_šôgy 38 : ‫النحل‬ 23


‫(محاربييييييييية‬1 qßJ|¡ø%r&ur «!$$Î/#
‫العيييييييييييييداء‬ yšôgy_ öNÎgÏZ»yJ÷š r&
‫(المبالغيييييييية‬2 šw ß]yèö7tš ª!$# `tB
‫(اسييتفراغ مييا‬3 ßNqßJtš 4 4šn?t/ #
‫فييييي الوسييييع‬ ´šôãur Ïmøšn=tã $y)ym
‫والطاقييية مييين‬ £`Å3»s9ur ušsYò2r&
‫قول او فعل‬ Ĩ$¨Z9$# šw
šcqßJn=ôètš ÇÌÑÈ
38. Mereka bersumpah dengan
nama Allah dengan sumpahnya
yang sungguh-sungguh: "Allah
tidak akan akan membangkitkan
orang yang mati". (Tidak
demikian), bahkan (pasti Allah
139

akan membangkitnya), sebagai


suatu janji yang benar dari Allah,
akan tetapi kebanyakan manusia
tiada mengetahui,

‫ حميييل المشيييقة‬: _rߚÎg»y# 78 : ‫الحج‬ 24


‫(محاربييييييييية فى طلب مرضاة‬1 rߚÎg»y_ur šÎû «!$##)
‫العيييييييييييييداء الله‬ ¨,ym ¾ÍnϚygÅ_
$ 4 uqèd
‫(المبالغيييييييية‬2 öNä38u;tFô_$# $tBur
‫(اسييتفراغ مييا‬3 š@yèy_ ö/ä3øšn=tæ šÎû
‫فييييي الوسييييع‬ ÈûïÏdš9$# ô`ÏB 8ltšym 4
‫والطاقييية مييين‬ s'©#ÏiB öNä3šÎ/r&
‫قول او فعل‬ zOšÏdºtšö/Î) 4 uqèd
ãNä39£Jyš
tûüÏJÎ=ó¡ßJø9$# `ÏB
ã@ö6s% šÎûur #xš »yd
tbqä3ušÏ9 ãAqߚ§š9$# #
´ššÎgx© ö/ä3øšn=tæ
(#qçRqä3s?ur uä!#yšpkà
šn?tã Ĩ$¨Z9$# 4 (#qßJšÏ
%r'sù no4qn=¢Á9$# (#qè?
#uäur no4qx.¨š9$#
(#qßJÅÁtGôã$#ur «!$$Î/
uqèd óOä39s9öqtB (
zN÷èÏYsù 4šn<öqyJø9$#
zO÷èÏRur 皚ÅÁ¨Z9$#
ÇÐÑÈ
78. Dan berjihadlah kamu pada
jalan Allah dengan jihad yang
sebenar-benarnya. dia Telah
memilih kamu dan dia sekali-kali
tidak menjadikan untuk kamu
dalam agama suatu kesempitan.
(Ikutilah) agama orang tuamu
Ibrahim. dia (Allah) Telah
menamai kamu sekalian orang-
orang muslim dari dahulu[993], dan
140

(begitu pula) dalam (Al Quran) ini,


supaya Rasul itu menjadi saksi atas
dirimu dan supaya kamu semua
menjadi saksi atas segenap
manusia, Maka Dirikanlah
sembahyang, tunaikanlah zakat dan
berpeganglah kamu pada tali Allah.
dia adalah Pelindungmu, Maka
dialah sebaik-baik pelindung dan
sebaik- baik penolong.

[993] Maksudnya: dalam kitab-


kitab yang Telah diturunkan kepada
nabi-nabi sebelum nabi Muhammad
s.a.w.

53 : ‫النور‬
qßJ|¡ø%r&ur «!$$Î/#)1
yšôgy_ öNÍkÈ]»yJ÷šr&
÷ûÈõs9 öNåksEöštBr&
£`ã_ãš÷š ušs9 ( @è% š w
:_šôgy (#qßJÅ¡ø)è? ( ×ptã$sÛ
‫(محاربييييييييية‬1 îpsùrãš÷è¨B 4 ¨bÎ) ©!$#
‫العيييييييييييييداء‬ 7ššÎ7yz $yJÎ/
‫(المبالغيييييييية‬2 tbqè=yJ÷ès? ÇÎÌÈ
‫الغاية‬ 53. Dan mereka bersumpah dengan
25
‫(اسييتفراغ مييا‬3
‫فييييي الوسييييع‬ nama Allah sekuat-kuat sumpah,
jika kamu suruh mereka berperang,
‫والطاقييية مييين‬ Pastilah mereka akan pergi.
‫قول او فعل‬ Katakanlah: "Janganlah kamu
bersumpah, (karena ketaatan yang
diminta ialah) ketaatan yang sudah
dikenal. Sesungguhnya Allah Maha
mengetahui apa yang kamu
kerjakan.

‫مقاوميية الكفييار‬ :šÎg»y_u 52 : ‫الفرقان‬ 26


‫(محاربييييييييية والمنافقين‬1 šxsù ÆìÏÜè?
‫العيييييييييييييداء‬ šúï͚Ïÿ»x6ø9$#
‫(المبالغيييييييية‬2 NèdôšÎg»y_ur ¾ÏmÎ/
‫(اسييتفراغ مييا‬3 #Yš$ygÅ_ #ZššÎ7š2
‫فييييي الوسييييع‬ ÇÎËÈ
141

52. Maka janganlah kamu


mengikuti orang-orang kafir, dan
‫ والطاقييية مييين‬berjihadlah terhadap mereka
‫ قول او فعل‬dengan Al Quran dengan jihad
yang besar.

6 :‫العنكبوت‬
tBur yšyg»y_ $yJ¯RÎ*sù`
:šßšÎg»pgä
ߚÎg»pgäš ÿ¾ÏmÅ¡øÿuZÏ9
‫(محاربييييييييية‬1
4 ¨bÎ) ©!$# ;ÓÍ_tós9 Ç`tã
‫العيييييييييييييداء‬
‫بييييذل المييييوال‬ tûüÏJn=»yèø9$# ÇÏÈ
‫(المبالغيييييييية‬2 6. Dan barangsiapa yang berjihad,
‫والنفييييس فييييى‬ 27
‫(اسييتفراغ مييا‬3 Maka Sesungguhnya jihadnya itu
‫سبيل الله‬
‫ فييييي الوسييييع‬adalah untuk dirinya sendiri.
‫ والطاقييية مييين‬Sesungguhnya Allah benar-benar
‫ قول او فعل‬Maha Kaya (Tidak memerlukan
sesuatu) dari semesta alam.

8:‫العنكبوت‬
uZøš¢¹urur z`»|¡SM}$#$
Ïm÷šyšÏ9ºuqÎ/ $YZó¡ãm (
bÎ)ur šš #yšyg»y_
x8Κô³çFÏ9 šÎ1 $tB }
§øšs9 y7s9 ¾ÏmÎ/ ÖNù=Ïã
šxsù !$yJßg÷èÏÜè? 4
: _yšyg»y#
‫(محاربييييييييية‬1 ¥šn<Î) öNä3ãèÅ_öštB
‫العيييييييييييييداء‬ /ä3ã¤Îm;tRé'sù $yJÎ/
‫(المبالغيييييييية‬2 óOçFZä. tbqè=yJ÷ès? ÇÑÈ
‫القهر‬ 8. Dan kami wajibkan manusia 28
‫(اسييتفراغ مييا‬3
(berbuat) kebaikan kepada dua
‫فييييي الوسييييع‬ orang ibu- bapaknya. dan jika
‫والطاقييية مييين‬ keduanya memaksamu untuk
‫قول او فعل‬ mempersekutukan Aku dengan
sesuatu yang tidak ada
pengetahuanmu tentang itu, Maka
janganlah kamu mengikuti
keduanya. Hanya kepada-Ku-lah
kembalimu, lalu Aku kabarkan
kepadamu apa yang Telah kamu
kerjakan.
142

69 : ‫العنكبوت‬
šÏ%©!$#ur (#rߚyg»y_`
: _rߚyg»y# $uZšÏù öNåk¨]tšÏšöks]s9
‫(محاربييييييييية‬1 $uZn=ç7ߚ 4 ¨bÎ)ur ©!$#
‫العيييييييييييييداء‬ yìyJs9 tûüÏZÅ¡ósßJø9$#
‫حميييل المشيييقة‬ ÇÏÒÈ
‫(المبالغيييييييية‬2
‫فى طلب مرضاة‬ 69. Dan orang-orang yang 29
‫(اسييتفراغ مييا‬3
‫الله‬ berjihad untuk (mencari keridhaan)
‫فييييي الوسييييع‬ kami, benar- benar akan kami
‫والطاقييية مييين‬ tunjukkan kepada mereka jalan-
‫قول او فعل‬ jalan kami. dan Sesungguhnya
Allah benar-benar beserta orang-
orang yang berbuat baik.

15 : ‫لقمان‬
bÎ)ur šš#yšyg»y_ #šn?
tã br& ššÍšô±è@ šÎ1
$tB }§øšs9 y7s9 ¾ÏmÎ/
ÖNù=Ïæ šxsù
$yJßg÷èÏÜè? ( $yJßgö6Ïm$|
¹ur šÎû $uš÷Rš š9$#
$]ùrãš÷ètB ( ôìÎ7¨?$#ur
:_yšyg»y# š@šÎ6yš ô`tB z>$tRr&
‫(محاربييييييييية‬1 ¥šn<Î) 4 ¢OèO ¥šn<Î)
‫العيييييييييييييداء‬ öNä3ãèÅ_öštB
‫(المبالغيييييييية‬2 Nà6ã¥Îm;tRé'sù $yJÎ/
‫القهر‬ 30
‫(اسييتفراغ مييا‬3 óOçFZä. tbqè=yJ÷ès? ÇÊÎÈ
‫فييييي الوسييييع‬ 15. Dan jika keduanya
memaksamu untuk
‫والطاقييية مييين‬
mempersekutukan dengan Aku
‫قول او فعل‬ sesuatu yang tidak ada
pengetahuanmu tentang itu, Maka
janganlah kamu mengikuti
keduanya, dan pergaulilah
keduanya di dunia dengan baik, dan
ikutilah jalan orang yang kembali
kepada-Ku, Kemudian Hanya
kepada-Kulah kembalimu, Maka
Kuberitakan kepadamu apa yang
Telah kamu kerjakan.
143

42 : ‫فاطر‬
qßJ|¡ø%r&ur «!$$Î/#)
yšôgy_ öNÍkÈ]»yJ÷šr&
úÈõs9 öNèduä!%y`
֚šÉštR ¨ûäðqä3uš©9
3šyš÷dr& ô`ÏB
šyš÷nÎ) ÄNtBW{$# ( $
:_šôgy £Jn=sù öNèduä!%y`
‫(محاربييييييييية‬1 ֚šÉštR $¨B öNèdyš#yš
‫العيييييييييييييداء‬ šwÎ) #·šqàÿçR ÇÍËÈ
‫(المبالغيييييييية‬2
‫الغاية‬ 31
‫(اسييتفراغ مييا‬3
42. Dan mereka bersumpah dengan
‫ فييييي الوسييييع‬nama Allah dengan sekuat-kuat
‫ والطاقييية مييين‬sumpah; Sesungguhnya jika datang
‫ قول او فعل‬kepada mereka seorang pemberi
peringatan, niscaya mereka akan
lebih mendapat petunjuk dari salah
satu umat-umat (yang lain). tatkala
datang kepada mereka pemberi
peringatan, Maka kedatangannya
itu tidak menambah kepada
mereka, kecuali jauhnya mereka
dari (kebenaran),

31 : ‫محمد‬
öNä3¯Ruqè=ö7uZs9ur
4Ó®Lym zOn=÷ètR
ûïϚÎg»yfßJ
tûïϚÎg»yfßJø9$#
ø9$#:
óOä3ZÏB tûïΚÉ9»¢Á9$#ur
‫(محاربيييييييييية‬1
‫العيييييييييييييداء حميييل المشيييقة‬ (#uqè=ö7tRur
‫(المبالغيييييييية فى طلب مرضاة‬2 ö/ä.uš$t6÷zr& ÇÌÊÈ 32
31. Dan Sesungguhnya kami
‫(اسييتفراغ مييا الله‬3
benar-benar akan menguji kamu
‫فييييي الوسييييع‬ agar kami mengetahui orang-orang
‫والطاقييية مييين‬ yang berjihad dan bersabar di
‫قول او فعل‬ antara kamu, dan agar kami
menyatakan (baik buruknya) hal
ihwalmu.

‫بييييذل المييييوال‬ :_rߚyg»y# 15: ‫الحجرات‬ 33


144

yJ¯RÎ) šcqãYÏB÷sßJø9$#$
tûïÏ%©!$# (#qãZtB#uä «!$
$Î/ ¾Ï&Î!qߚušur §NèO
öNs9 (#qç/$s?öštš
(#rߚyg»y_ur
öNÎgÏ9ºuqøBr'Î/
‫(محاربييييييييية‬1 óOÎgÅ¡àÿRr&ur šÎû
‫العيييييييييييييداء‬
È@šÎ6yš «!$# 4 y7Í
‫(المبالغيييييييية‬2
‫والنفييييس فييييى‬ ´¯»s9'ré& ãNèd šcqè
‫(اسييتفراغ مييا‬3
‫سبيل الله‬ %Ϛ»¢Á9$# ÇÊÎÈ
‫فييييي الوسييييع‬
15. Sesungguhnya orang-orang
‫ والطاقييية مييين‬yang beriman itu hanyalah orang-
‫ قول او فعل‬orang yang percaya (beriman)
kepada Allah dan Rasul-Nya,
Kemudian mereka tidak ragu-ragu
dan mereka berjuang (berjihad)
dengan harta dan jiwa mereka pada
jalan Allah. mereka Itulah orang-
orang yang benar.

‫القتال أوالحرب‬ :_Yš»ygÅ# 1 : ‫ الممتحنة‬34


‫(محاربييييييييية‬1 pkššr'¯»tš tûïÏ%©!$#$
‫العيييييييييييييداء‬ (#qãZtB#uä šw (#räšÏš-
‫(المبالغيييييييية‬2 Gs? šÍirߚtã
‫(اسييتفراغ مييا‬3 öNä.¨rߚtãur uä!
‫فييييي الوسييييع‬ $ušÏ9÷rr& šcqà)ù=è?
‫والطاقييية مييين‬ NÍköšs9Î) Ío¨šuqyJø9$$Î/
‫قول او فعل‬ ôšs%ur (#rãšxÿx. $yJÎ/
Nä.uä!%y` z`ÏiB Èd,ysø9$#
tbqã_̚øšäš
tAqߚ§š9$# öNä.$šÎ)ur
br& (#qãZÏB÷sè? «!$$Î/
öNä3În/uš bÎ) ÷LäêYä.
óOçFô_tšyz #Yš»ygÅ_
šÎû šÍ?šÎ6yš uä!
$tóÏGö/$#ur šÎA$|ÊóšsD
4 tbrššÅ¡è@ NÍköšs9Î)
Ío¨šuqyJø9$$Î/ O$tRr&ur
ÞOn=÷ær& !$yJÎ/
145

÷Läêøšxÿ÷zr& !$tBur
÷LäêYn=÷ær& 4 `tBur
ã&ù#yèøÿtš öNä3ZÏB
ôšs)sù ¨@|Ê uä!#uqyš
È@šÎ6¡¡9$# ÇÊÈ
1. Hai orang-orang yang beriman,
janganlah kamu mengambil musuh-
Ku dan musuhmu menjadi teman-
teman setia yang kamu sampaikan
kepada mereka (berita-berita
Muhammad), Karena rasa kasih
sayang; padahal Sesungguhnya
mereka Telah ingkar kepada
kebenaran yang datang kepadamu,
mereka mengusir Rasul dan
(mengusir) kamu Karena kamu
beriman kepada Allah, Tuhanmu.
jika kamu benar-benar keluar untuk
berjihad di jalan-Ku dan mencari
keridhaan-Ku (janganlah kamu
berbuat demikian). kamu
memberitahukan secara rahasia
(berita-berita Muhammad) kepada
mereka, Karena rasa kasih sayang.
Aku lebih mengetahui apa yang
kamu sembunyikan dan apa yang
kamu nyatakan. dan barangsiapa di
antara kamu yang melakukannya,
Maka Sesungguhnya dia Telah
tersesat dari jalan yang lurus.

‫بييييذل المييييوال‬ :šÎg»pgéB 11 : ‫ الصف‬35


‫(محاربييييييييية والنفييييس فييييى‬1 tbqãZÏB÷sè? «!$$Î/ ¾Ï&Î!
‫العيييييييييييييداء سبيل الله‬ qߚušur tbrߚÎg»pgéBur
‫(المبالغيييييييية‬2 šÎû È@šÎ6yš «!$#
‫(اسييتفراغ مييا‬3 óOä3Ï9ºuqøBr'Î/
‫فييييي الوسييييع‬ öNä3Å¡àÿRr&ur 4 ö/ä3Ï9ºsš
‫والطاقييية مييين‬ ךöšyz ö/ä3©9 bÎ)
‫قول او فعل‬ ÷LäêZä. tbqçHs>÷ès? ÇÊÊÈ

11. (yaitu) kamu beriman kepada


Allah dan RasulNya dan berjihad
di jalan Allah dengan harta dan
‫‪146‬‬

‫‪jiwamu. Itulah yang lebih baik‬‬


‫‪bagimu, jika kamu Mengetahui.‬‬

‫التحريم ‪9 :‬‬
‫š š‪pkššr'¯»t‬‬ ‫‪ÓÉ<¨Z9$#$‬‬
‫_‪ϚÎg»y‬‬ ‫‪uš$¤ÿà6ø9$#‬‬
‫‪:_šÎg»y‬‬ ‫‪tûüÉ)Ïÿ»oYßJø9$#ur‬‬
‫‪(1‬محاربييييييييية‬ ‫‪õáè=øñ$#ur öNÍköšn=tã 4‬‬
‫العيييييييييييييداء‬ ‫} ( _‪óOßg1urù'tBur ÞO¨Yygy‬‬
‫‪(2‬المبالغيييييييية مقاوميية الكفييار‬ ‫‪§ø©Î/ur 皚ÅÁyJø9$# 36‬‬
‫‪(3‬اسييتفراغ مييا والمنافقين‬ ‫‪ÇÒÈ‬‬
‫‪ 9. Hai nabi, perangilah orang-‬فييييي الوسييييع‬
‫‪ orang kafir dan orang-orang‬والطاقييية مييين‬
‫‪ munafik dan bersikap keraslah‬قول او فعل‬
‫‪terhadap mereka. tempat mereka‬‬
‫‪adalah Jahannam dan itu adalah‬‬
‫‪seburuk-buruknya tempat kembali.‬‬

‫من الملحييظ إن كلميية المجاهييدة الييتى تتحييد صيييغتها مييع كلميية‬


‫الجهاد وما اشتق منها فى اليات السابقة تأتى على صيييغ مختلفيية‪ ،‬إمييا‬
‫أن تكون اسما هو يحتوى على صيييغة المصييدر واسييم الفاعييل وإمييا أن‬
‫تكييون فعل هييو يحتييوى علييى صيييغة الميياض والمضييارع والميير‪ .‬أمييا‬
‫المجاهدة على صيغة السم فعشر كلمييات علييى صيييغة المصييدر يعنييى‬
‫أربع كلمات على كلمة الجهاد وخمس كلمييات علييى كلميية الجهييد بفتييح‬
‫الجيم وكلمة واحدة على كلمة الجهيد بضيم الجييم ول يكيون منهيا أحيد‬
‫على كلمة المجاهدة نفسها‪ ،‬والذى على صيغة اسم الفاعييل لتكييون إل‬
‫كلمة واحدة فحسب‪ ،‬هى كلمة المجاهد‪ .‬والمجاهدة على صيييغ الفعييال‬
‫خمس كلمات على صيغة المر وأربع كلمات على صيغة المضارع وأربع‬
‫عشرة كلمة على صيغة الماضى‪ ،‬وهذه هى أكثر صيييغة مسييتعملة فييى‬
‫اليات القرآنية السابقة‪.‬‬
‫‪147‬‬

‫الباب الخامس‬
‫النتائج والقتراحات‬

‫الفصل الول‪ :‬النتائج‬


‫بعد ما حّلل الكاتب معنى لفظ المجاهدة واشييتقاقه فييى القييرآن‬
‫دم النتائج التية‪:‬‬
‫الكريم تحليل دلليا يق ّ‬
‫ن المعنى المعجمي للفظ المجاهدة هو بذل الوسع فييى المدافعيية‬
‫‪.1‬إ ّ‬
‫ور من معنى الجهد الذى هو أصلها يعنى‬
‫والمغالبة‪ ،‬وهذا المعنى تط ّ‬
‫الغاييية والوسييع والطاقيية والمشييقة‪ ،‬فالمعييانى المعجمييية للفييظ‬
‫المجاهدة واشتقاقه هو بذل الوسع فى المدافعة والمغالبة‪ ،‬والغاييية‬
‫والوسع‪ ،‬والطاقة‪ ،‬والمشقة‪.‬‬
‫‪.2‬إن المعنى السياقى للفظ المجاهدة فى القرآن هو كما يلى‪:‬‬
‫(حمل المشييقة فييى طلييب مرضيياة اللييه‪ ،‬والمجاهييدة علييى هييذا‬ ‫‪I‬‬

‫المعنييى تكييون فييى سييورة البقييرة‪ ،218:‬وال عمييران‪،143 :‬‬


‫والمييائدة‪ ،35،54 :‬والنفييال‪ ،74،75 :‬والتوبيية‪ ،24 :‬والنحييل‪:‬‬
‫‪148‬‬

‫‪131‬‬

‫‪ ،110‬والحج‪ ،78 :‬والعنكبوت‪ 69 :‬ومحمد‪ .31:‬والمشييقة الييتى‬


‫يحملها المسلمون هو فتنة الكفار عليهم مثل فى سورة البقييرة‬
‫والقرح الذى يصبهم فى المعركيية مثييل فييى سييورة ال عمييران‬
‫وافييتراق البيياء والبنيياء والخييوان والزواج والمييوال مثييل فييى‬
‫سورة التوبة والمشييقة فييى طاعيية اللييه كإقاميية الصييلة وإيتيياء‬
‫الزكاة وغيرها مثل فى سورة الحج‪.‬‬
‫(مقاومة الكفار والمنافقين‪ ،‬والمجاهدة على هييذا المعنييى تكييون‬ ‫‪II‬‬

‫فى سورة التوبة‪ ،73:‬والتحريم‪ 9:‬والفرقان‪.52:‬‬


‫(بذل المييوال والنفييس فييى سييبيل اللييه‪ ،‬والمجاهييدة علييى هييذا‬ ‫‪III‬‬

‫المعنى تكون فى سورة الحجرات‪ 15:‬والصف‪ 11:‬والنفال‪72:‬‬


‫والتوبة‪ 20،24:‬والعنكبوت‪.6:‬‬
‫(القتال أوالحرب‪ ،‬والمجاهدة على هذا المعنى تكون فييى سييورة‬ ‫‪IV‬‬

‫النساء‪ 95:‬والتوبة‪ 41،81،86،88:‬والممتحنة‪.1:‬‬


‫(القهر‪ ،‬والمجاهييدة علييى هييذا المعنييى تكييون فييى سييورتين ميين‬ ‫‪V‬‬

‫القرآن هما سورة العنكبوت‪ 8:‬ولقمان‪.15:‬‬


‫(الغاية‪ ،‬والمجاهدة على هذا المعنييى تكييون فييى سييورة النعييام‪:‬‬ ‫‪VI‬‬

‫‪ 109‬والنحل‪ 38:‬والمييائدة‪ 52:‬والنييور‪ 43:‬والفيياطر‪ ،42:‬وكلهييا‬


‫على عبارة ساوية يعنى الجهد بفتح الجيم‪.‬‬
‫(الطاقة‪ ،‬والمجاهدة على هذا المعنيى تكييون فييى سييورة واحييدة‬ ‫‪VII‬‬

‫هى سورة التوبة‪.79 :‬‬


‫وهذه الواقعية تد ّ‬
‫ل على أن لفظ المجاهدة واشييتقاقه لييه معييانى‬
‫مختلفة و هو ل يد ّ‬
‫ل على القتال أو الحرب فحسب بل هييو علييى معنييى‬
‫القتال أقل استخداما فى القييرآن الكريييم ميين اسييتخدامه علييى معييانى‬
‫أخرى‪.‬‬
‫ن التربية الروحية فى السييلم هييى ترسيييخ القييوى الروحييى لييدي‬
‫‪.3‬إ ّ‬
‫الناشئين من النسان وغرس اليمان فى نفوسهم اشباعا لنزعتهييم‬
‫‪149‬‬

‫الفطريية وتهيذيب غرائزهيم وتيوجيه سيلوكهم عليى اسياس القييم‬


‫الروحية والمثل الخلقية الييتى تسييتمد ميين اليمييان الصييحيح بييالله‬
‫وملئكته وكتبه ورسله ويوم الخير والقدر خيره وشره‪.‬‬
‫ن ملمح معنى المجاهدة فى التربية الروحية كونها أساسا للتربييية‬
‫‪.4‬إ ّ‬
‫الروحية ووسييلة تحملهيا إليى تحصييل أهيدافها وحصييلتها نفسيها‪،‬‬
‫فالمجاهدة للمييؤمن أن تكييون فييى كييل أنشييطته‪ ،‬فييى بداييية أمييره‬
‫وأثنائه ونهايته‪.‬‬

‫الفصل الثانى‪ :‬القتراحات‬


‫بعد ما قام الكاتب بتحليييل البيانييات عيين معييانى لفييظ المجاهييدة‬
‫واشييتقاقه فييى القييرآن الكريييم معجمييية وسييياقية واكتسيياب النتييائج‬
‫السابقة فيعرض القتراحات كما يلى‪:‬‬
‫‪.1‬إن النتيجة من هذا البحث محتاجة إلى نشرها ليفهم المسييلمون أن‬
‫لفييظ المجاهييدة أو الجهيياد فييى القييرآن الكريييم يييد ّ‬
‫ل علييى معييانى‬
‫قنوا أنيه يتحقيق بالسييف أو بالسيلحة الخيرى‬
‫مختلفية حيتى ل ييتي ّ‬
‫فحسب بل هو يمكن تحقيقه ببذل المال والنفس للمصييالح الدينييية‬
‫والنسانية وبالقيام بالعمال الصالحة‪.‬‬
‫‪.2‬يرجو الكاتب أن يفهم كييل فييرد معييانى الكلمييات العربييية وبخاصيية‬
‫كلميية المجاهييدة واشييتقاقها فهمييا صييحيحا قبييل اسييتخدامها فييى‬
‫العبارات الخرى صون اللسان عن الخطأ وحفظ القلييم مين الّزلييل‬
‫وتكوين عادات لغوية سليمة‪.‬‬
‫‪.3‬يرجو الكاتب أن تكون نتيجة هذا البحث مصدرا لبعييض الفييراد فييى‬
‫فهم معانى لفظ المجاهدة واشتقاقه فى القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪150‬‬

‫المراجع‬

‫البراشى‪ ،‬محمد عطية‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬التربية السلمية وفلسفتها‪ .‬لبنان‪ ،‬دار‬


‫‪.‬الفكرللطباعة والنشر والتوزيع‬

‫إبراهيم‪ ،‬مزدي عزيز‪2000 .‬م‪ .‬دراسات فى المنهج التربوي المعاصر‪.‬‬


‫‪.‬القاهرة ‪ :‬مكتبة النجلو المصرية‬
‫‪151‬‬

‫إبن جنى‪ ،‬ابو الفتح عثمان‪1376 .‬هي‪1956/‬م‪ .‬الخصائص ‪ :‬تحقيق‬


‫محمد على النجار‪ .‬ج‪1371 : 1 .‬ه‪1952/‬م‪ ،‬ج‪1374 : 2.‬هي‪/‬‬
‫‪1955.‬م‪ .‬ج‪ .3.‬القاهرة ‪ :‬دار الكتب المصرية‬

‫إبن فارس‪ ،‬أبوالحسين أحمد بن زكريا‪1328 .‬هي‪1910/‬م الصاحبي فى‬


‫فقه اللغة وسنن العرب فى كلمه‪.‬ا القاهرة ‪ :‬مطبعة المؤيد‪،‬‬
‫‪.‬المكتبة السلفية‬

‫أبو الحجاج‪ ،‬مجاهد بن جبير المكي‪1396 .‬هي‪1976/‬م‪ .‬تفسير مجاهد‪.‬‬


‫‪.‬قطر ‪ :‬د‪.‬ن‬

‫أبو الطيب اللغوي‪ ،‬عبد الواحد بن علي‪1382 .‬هي‪1963/‬م‪ .‬الضداد فى‬


‫‪.‬كلم العرب‪ .‬دمشق‪ ،‬د‪.‬ن‬

‫أبو شهبة‪ ،‬محمد بن محمد‪1412 .‬هي‪1992/‬م‪ .‬المدخل لدراسة القرآن‬


‫‪.‬الكريم‪ .‬بيروت ‪ :‬دار الجيل‬

‫أحمد بدوى‪ ،‬أحمد‪1370 .‬هي‪1950/‬م‪ .‬من بلغة القرآن‪ .‬القاهرة ‪ :‬دار‬


‫‪.‬نهضة‬

‫أمين‪ ،‬بكرى شيخ‪ .1994 .‬التعبير الفني فى القرآن الكريم‪ .‬بيروت ‪:‬‬
‫‪.‬دار العلم للمليين‬

‫أنيس‪ ،‬إبراهيم‪ .1979 .‬الصوات اللغوية‪ .‬القاهرة ‪ :‬مكتبة النجلو‬


‫‪.‬المصرية‬

‫‪.‬م‪ .‬دللة اللفاظ‪ .‬د‪.‬م ‪ :‬دار المعارف ‪--------. 1986‬‬

‫‪.‬من أسرار اللغة‪ .‬القاهرة ‪ :‬مكتبة النجلو المصرية ‪--------. 1994.‬‬

‫باطر‪ ،‬ف‪.‬ر‪1992 .‬م‪ .‬علم الدللة ‪ :‬إطار جديد‪ .‬إسكندرية ‪ :‬دار‬


‫‪.‬المعرفة الجامعية‬

‫الباقلني‪ ،‬أبي بكر‪1408 .‬هي‪1988/‬م‪ .‬إعجاز القرآن‪ .‬بيروت ‪ :‬عالم‬


‫‪.‬ااكتب‬

‫‪.‬البروسوي‪ ،‬إسماعيل حقي‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬روح البيان ج ‪ .1‬د‪.‬م ‪ :‬دار الفكر‬

‫البكار‪ ،‬عبد القادر محمود‪1417 .‬هي‪ .‬التربية السلمية وفن التدريس‪.‬‬


‫‪.‬الغورية ‪ :‬دار السلمللطباعة والنشر والتوزيع‬

‫التواب‪ ،‬رمضان عبد‪1415 .‬هي‪1994/‬م‪ .‬فصول فى فقه العربية‪.‬‬


‫‪.‬القاهرة ‪ :‬الناشر مكتبة الخانجى‬
‫‪152‬‬

‫هي‪1997/‬م‪ .‬المدخل الى علم اللغة ‪ :‬ومناهج البحث ‪------------. 1417‬‬


‫‪.‬اللغوي‪ .‬د‪.‬م‪ :.‬الناشر مكتبة الخانجى‬

‫التيمى‪ ،‬أبي عبيدة معمر بن المثنى‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬مجاز القرآن‪ .‬مكتبة الخانجى‬
‫‪ :.‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ن‬

‫الجرجانى النحوي‪ ،‬عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد‪1404 .‬هي‪/‬‬


‫‪1984.‬م‪ .‬دلئل العجاز القاهرة ‪ :‬الناشر مكتبة الخانجى‬

‫‪.‬الجرجاني‪ ،‬على بن محمد‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬التعريفات‪ .‬جاكرتا ‪ :‬دار الحكمة‬

‫حسام الدين‪ ،‬كريم زكى‪1412 .‬هي‪1992/‬م‪ .‬الدللة الصوتية ‪ :‬دراسة‬


‫‪.‬لغوية لدللة الصوت ودوره فى التواصل‪ .‬المصر ‪ :‬مكتبة النجلو‬

‫حسان‪ ،‬تمام‪ .1994 .‬اللغة العربية ‪ :‬معناها ومبناها‪ .‬المغرب ‪ :‬دار‬


‫‪.‬الثقافة‬

‫حسن جبل‪ ،‬عبد الكريم محمد‪ .1997 .‬فى علم الدللة ‪ :‬دراسة‬
‫تطبيقية فى شرح النباري للمفضليات‪ .‬طنطا ‪ :‬دار المعرفة‬
‫‪.‬الجامعية‬

‫حوى‪ ،‬سعيد‪1409 .‬هي‪1989/‬م‪ .‬الساس فى التفسير‪ .‬القاهرة ‪ :‬دار‬


‫‪.‬السلم‬

‫حيدر‪ ،‬فريد عوض‪1426 .‬هي‪2005/‬م‪ .‬علم الدللة ‪ :‬دراسة نظرية‬


‫‪.‬وتطبيقية‪ .‬القاهرة ‪ :‬الناشر مكتبة الداب‬

‫دراز‪ ،‬محمد عبد الله‪1429 .‬هي‪2008/‬م‪ .‬النبأ العظيم‪ .‬القاهرة ‪ :‬دار‬


‫‪.‬القلم‬

‫الرافعي‪،‬مصطفى صادق‪1410 .‬هي‪1990/‬م‪ .‬اعجاز القرآن والبلغة‬


‫‪.‬النبوية‪ .‬يروت ‪ :‬دار الكتاب العربي‬

‫الزركسي‪ ،‬بدر الدين محمد بن عبد الله‪1421 .‬هي‪2000/‬م‪ .‬البرهان‬


‫‪.‬فى علوم القرآن‪ .‬بيروت ‪ :‬دار الفكر‬

‫الزمحشري‪ ،‬القاسم جار الله محمود بن عمر بن محمد‪1415 .‬هي‪/‬‬


‫‪1995.‬م‪ .‬تفسير الكشاف‪ .‬بيروت ‪ :‬دار الكتب العلمية‬

‫الزنتانى‪ ،‬عبد الحميد الصيد‪1984 .‬م‪ .‬أسس التربية السلمية فى‬


‫‪.‬السنة النبوية‪ .‬تونس ‪ :‬الدار العربية للكتاب‬

‫فلسفة التربية السلمية فى القرآن والسنة‪----------------. 1993 .‬‬


‫‪153‬‬

‫‪.‬تونس ‪ :‬الدار العربية للكتاب‬

‫السيوطي‪ ،‬الجلل‪1994 .‬م‪ .‬جامع المسانيد والمراسيل الجزء الول‪.‬‬


‫‪.‬بيروت ‪ :‬دار الفكر‬

‫‪.‬د‪.‬ت‪ .‬الفتح الكبير ج ‪ .1‬لبنان ‪ :‬دار الفكر ‪----------.‬‬

‫السيوطي‪ ،‬عبد الرحمن جلل لدين‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬المزهر فى علوم اللغة‬


‫‪.‬وأنواعها ج‪ .2-1.‬د‪.‬م ‪:‬دار الفكر‬

‫شاكر‪ ،‬سالم‪1992 .‬م‪ .‬مدخل الى علم الدللة ‪ :‬ترجمة محمد يحياتن‬
‫‪..‬الجزائر ‪:‬ديوان المطبوعات الجامعية‬

‫شديد‪ ،‬محمد‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬منهج القرآن فى التربية‪ .‬د‪.‬م‪ : .‬دار التوزيع‬


‫‪.‬والنشر السلمية‬

‫الصالح‪ ،‬حسين حامد‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬ظاهرة التضاد الدللى فى القرآن الكريم‬


‫‪.‬وأثرها فى المعنى‪ .‬د‪.‬م ‪ :‬مجلة يمنية العدد‬

‫الطبري‪ ،‬جعفر محمد بن جرير‪1420 .‬هي‪1999/‬م‪ .‬تفسير الطبري‪.‬‬


‫‪.‬بيروت ‪ :‬دار الكتب العلمية‬

‫ظاظا‪ ،‬حسن‪1410 .‬هي‪1990/‬م‪ .‬اللسان والنسان ‪ :‬مدخل الى معرفة‬


‫‪.‬اللغة‪ .‬دمشق ‪ :‬دار القلم‬

‫عباس‪ ،‬أحمد شامية ونبيلة‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬محاضرات وتطبيقات علم الدللة‬


‫للسنة الثانية ‪ ،‬المدرسة العليا للساتذة فى الداب والعلوم‬
‫‪.‬النسانية بوزريعة قسم اللغة العربية وآدابها‬

‫عبد الله‪ ،‬عبد الرحمن صالح‪1406 .‬هي‪1986/‬م‪ .‬المنهاج الدراسي‬


‫أسسه وصلته بالنظرية التربوية السلمية‪ .‬الرياض ‪ :‬مركز الملك‬
‫فيصل ييبحوث والدراسات السلمية‬

‫العسكري‪ ،‬أبو هلل‪1979 .‬م‪ .‬الفروق فى اللغة‪ .‬بيروت ‪ :‬دار الفاق‬


‫‪.‬الجديدة‬

‫‪.‬عمر‪،‬أحمد مختار‪1992 .‬م‪ .‬علم الدللة‪ .‬القاهرة ‪ :‬عالم الكتب‬

‫العين‪ ،‬نور‪1424 .‬هي‪2003/‬م‪ .‬أثر السلم فى تطور معانى اللفاظ فى‬


‫‪.‬اللغة العربية‪ .‬جوكجاكرتا ‪ :‬مجلة الجامعة‬

‫‪.‬الفراء‪ ،‬أبي زكرياء يحي بن زياد‪ .‬معانى القرآن‪ .‬ج‪1،2،3.‬‬


‫‪154‬‬

‫الفيروزأبادي‪ ،‬أبو إسحاق إبراهيم بن على يوسف الشيرازي‪ 1357 .‬هي‪/‬‬


‫‪1938‬م القاموس المحيط‪ .‬مصر الجديدة‪ :‬المكتبة التجارية‪،‬‬
‫‪.‬مطبعة المأمون‬

‫قدور‪ ،‬أحمد محمد‪1416 .‬هي‪1996/‬م‪ .‬مبادئ اللسانيات‪ .‬سورية ‪ :‬دار‬


‫‪.‬الفكر‬

‫القرطبي‪ ،‬عبد الله محمدبن أحمد النصاري‪1420 .‬هي‪1999/‬م‪ .‬الجامع‬


‫‪.‬لحكام القرآن‪ .‬بيروت ‪ :‬دار الكتب العلمية‬

‫‪.‬القطان‪ ،‬مناع‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬مباحث فى علوم القرآن‪ .‬الرياض‪ ،‬د‪.‬ن‬

‫الكراعين‪،‬أحمد نعيم‪1431 .‬هي‪1993/‬م‪ .‬علم الدللة ‪ :‬بين النظر‬


‫والتطبيق‪ .‬بيروت ‪ :‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‬
‫‪.‬والتوزيع‬

‫‪.‬مألوف‪ ،‬لويس‪2005 .‬م‪ .‬المنجد فى اللغة‪ .‬لبنان ‪ :‬دار المشرق‬

‫‪.‬مجاهد‪،‬عبد الكريم‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬الدللة اللغوية عند العرب‪ .‬د‪.‬م‪ ،.‬دار الصباء‬

‫محمد داود‪ ،‬محمد‪2001 .‬م‪ .‬العربية وعلم اللغة الحديث‪ .‬القاهرة ‪ :‬دار‬
‫‪.‬غريب للطباعة والنشر والتوزيع‬

‫مدكور‪ ،‬على أحمد‪1422 .‬هي‪2002/‬م‪ .‬منهج التربية فى التصور‬


‫‪.‬السلمي‪ .‬القاهرة ‪ :‬دار الفكر العربي‬

‫مصطفى‪ ،‬تولوس‪1427 .‬هي‪2006/‬م‪ .‬المشترك اللفظي فى القرآن‬


‫‪.‬الكريم‪ .‬جوكجاكرتا ‪ :‬مجلة الجامعة‬

‫‪.‬منظور‪ ،‬إبن‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬لسان العرب ج‪ .1 .‬د‪.‬م ‪ :‬دار المعارف‬

‫‪.‬منور‪ ،‬أحمدورصان‪1984 .‬م‪ .‬جوكجاكرتا ‪ :‬الناشر معهد المنور‬

‫موسى‪ ،‬محمد يوسف‪1377 .‬هي‪1958/‬م‪ .‬القرآن والفلسفة )القاهرة ‪:‬‬


‫‪.‬دار المعارف‬

‫المولى وآخرون‪ ،‬محمد أحمد جادى‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬قصص القرآن‪ .‬بيروت ‪ :‬دار‬
‫‪.‬الجيل‬

‫نجاتي‪ ،‬محمدعثمان‪1417 .‬هي‪1997/‬م‪ .‬القرآن وعلم النفس‪ .‬القاهرة ‪:‬‬


‫‪.‬دار الشروق‬

‫النجيحي‪ ،‬محمد لبيب‪1967 .‬م‪ .‬فلسفة التربية‪ .‬القاهرة ‪ :‬مكتبة‬


155

‫التربوية‬.

‫ مناهج البحث عند مفكرى‬.‫م‬1947/‫هي‬1367 .‫ على سامى‬،‫النشار‬


‫ دار‬: ‫ السكندرية‬.‫السلم ونقد المسلمين للمنطق السططليسي‬
‫الفكر العربي‬.

‫ وزارة‬: ‫ كويت‬.‫ مذكرة الهداف التربوية‬.‫ت‬.‫ د‬.‫ عادل عبد الحليم‬،‫وجيه‬


‫التربية الدارة العامة لمنطقة الجهراء التعليمية التوجيه الفني‬
‫للتربية السلمية‬.

: ‫ بيروت‬.‫فقه اللغة العربية وخصائصها‬1982 .‫ إميل بديع‬،‫يعقوب‬


‫الناشر الثاقفة السلمية‬.
A’la Maududi, Abu. 1998. Menjadi Muslim Sejati. Yogyakarta.: Mitra Pustaka,

Fahmi, Abu. 1994 Di Bawah Naungan Laa Ilaaha Illa Allah. Surabaya.: Media
Idaman Press.

Azra, Azyumardi. 1996. Pergolakan Politik Islam : dari fundamentalisme hingga


postmodernisme. Jakarta : Paramadina..

Chaer, Abdul. 1995. Pengantar Semantik Bahasa Indonesia. Jakarta : Rineka


Cipta.

__________. 1994. Linguistik Umum. Jakarta :Rineka Cipta.

Aminuddin. 1998. Semantik Sebuah Pengantar. Bandung : PT. Eresco.

Lewis, Bernand. 1994. Bahasa Politik Islam. Jakarta : PT. Gramedia Pustaka
Utama.

Enayat, Hamid. 1988. Reaksi Politik Suni dan Syiah : pemikiran politik islam
modern menghadapi abad ke-20 Bandung : Penerbit Pustaka.

Federspiel, Howard M. 1996. Kajian Al-Qur’an di Indonesia dari Mahmud Yunus


hingga Quraish Shihab. Bandung : Mizan.

Amin, Jamaah. 1421 H. Jihad Bukan Terorisme : Detik-Detik Kemenangan Islam.


Jakarta : Darul Falah.

Djaja Sudarma, Fatimah. 1993. Semantik I : pemahaman ilmu makna. Bandung :


PT. Eresco.

Arkoun, Muhammad. 1998. Kajian Kontemporer Al-Qur’an. Bandung : Pustaka.

Chirzin, Muhammad. 1997. Jihad Dalam Qur’an, Yogyakarta. Mitra Pustaka.


156

Thaba’i, M.H Thaba. 1994. Mengungkap Rahasia Al-Qur’an. Bandung : Mizan.

Shihab, M. Quraish. 1994. Membumikan Al-Qur’an : fungsi dan peran wahyu


dalam kehidupan masyarakat. Bandung : Mizan.

Garaudy, Roger. 1984. Janji-Janji Islam, Jakarta : Bulan Bintang.

Abu zayd, Nasr Hamid. 2002. Mafhum an-Nash Dirasah fi ‘Ulum al-Qur’an, terj.
Khoiron Nahdliyyin, Tekstualitas al-Qur’an ; Kritik Terhadap ‘Ulumul
Qur’an, Yogyakarta : LkiS.

Abdul Halim, M. 1999. Memahami al-Qur’an. Bandung : Marja’.

Adz-Dzahabi, M. Husein. 1976 al-Tafsir Wa al-Mufassirun, Mesir : Dar al-


Maktub al-Haditsah, Jilid II.

Alyani, Ali bin Nafayyi, al. 1992. Tujuan dan Sasaran Jihad, Jakarta : Gema
Insani Press.

Ali, Abdullah Yusuf. 1993. Qur’an, Terjemah dan Tafsirnya,terj. Ali Audah,
Jakarta : Pustaka Firdaus.

Al-Buthy, Muhammad Sa’id Ramadhan. 2001. Fiqh Jihad :upaya mewujudkan


darul islam, antara konsep dan pelaksanaannya. Terj. Al-Jihad Fil Islam
Kaifa Nafhamuhu ? Wa Numatisuhu ? oleh M. Abdul Ghofar. Pustaka
An-Naba’, Cet. I.

Atsqalani, Ibnu Hajar, al. 1985. Fath al-Bari bi Syarah Shahih al-Bukhari, Kairo :
Dar al-Rayyan li al-Rutats.

Audah, Salmah, al. 1993. Jihad : Sarana Menghilangkan Ghurbah Islam, terj.
Kuthur Suhardi, Jakarta :Pustaka al-Kautsar.

Azra, Azyumardi. 1996. Pergolakan Politik Islam : Dari Fundamentalisme,


Modernisme hingga Post-Modernisme, Jakarta : Paramadina.

Baidan, Nasiruddin. 2000. Metidologi Penafsiran al-Qur’an, Yogyakarta :


Pustaka Pelajar.

Baqi, Muhammad Abdul., t.t. Mu’jam a-Mufahras li al-Fadz al-Qur’an al-Karim,


Dahlan.

Basyuni, Ahmad, al. 1994. Syarah Hadis : Cuplikan dari Sunnah Nabi
Muhammmad, Bandung : Trigenda Raya.

Bisri, Cik Hasan. 1999. Penelitian al-Qur’an ; Bahan Kuliah Metode Penelitian
Pada Semester Genap 1998 / 1999, Bandung : IAIN SGD.
157

Bruinessen, Martin Van. 1999. Kitab Kuning , Pesantren dan Tarekat ; Tradisi-
tradisi Islam di Indonesia, Bandung : Mizan.

Bukhari, al-Imam Abu Abdullah Muhammad bin Ismail, al. 1993. Shahih al-
Bukhari, terj. Ahmad Sunarto, Semarang : Asy-Syifa, Cet.I, Jilid IV.

Chirzin, Muhammad. 1998. Al-Qur’an dan ‘Ulumul Qur’an, Yogyakarta : Dana


Bakti Prima Yasa.

Damaghani, Abdullah al-Husaein bin Muhammad, al. 1998. al-Wujuh wa an-


Nadhair, Damaskus : Maktabah al-Farabi.

Daqs, Kamil Salamah, al. 1972. Ayat Jihad fi al-Qur’an al-Karim ; Dirasah
Maudhu’iyyah wa Tarikhiyyah wa Bayaniyyah, Kuwait : Dar al-Bayan.

Darraz, Abdullah. 1960. al-Naba al-‘Adzim, Mesir : Dar al-‘Urabah.

Ensiklopedi Islam, 1997.Ensiklopedi Islam, Jakarta : Ichtiar Baru Van Hoeve.

Faiz, Fakhruddin. 2003. Hermeneutika Qur’ani ; Antara Teks, Konteks, dan


Kontekstualisasi, Yogyakarta : Qalam.

Fachruddin, Achmad. 2000. Jihad : sang demonstran, pergulatan politik dan


ideologi Eggi Sudjana dari era Soeharto hingga era Gus Dur. Jakarta :
PT. Raja Grafindo Persada, Cet. I.

Farmawi, Abdul Hay, al. 1994. al-Biadayah fi Tafsir al-Mauddhu’i ; Dirasah


Manhajiah Maudhu’iyyah, terj. Suryan A. Jamrah ; Metode Tafsir
Maudhu’i, Jakarta : PT. Raja Grafindo Persada.

Federspiel, Howard. M. 1994. Popular Indonesian of the Qur’an, terj. Kajian al-
Qur’an di Indonesia ; dari Mahmud Yunus hingga Quraish Shihab,
Bandung : Mizan.

Gusmian, Islah. 2003.Khazanah Tafsir Indonesia, dari Hermeneutik hingga


ideologi, Bandung : Taraju.

Garaudy, Roger. 1984. Janji-Janji Islam, Jakarta : Bulan Bintang.

Hawwa, Sa’id. 1985. al-Asas fi al-Tafsir, Beirut :Dar al-Salam.

___________. 1995. Planning Jundullah, Solo : Pustaka Mantiq.

Haekal, Muhammad Khair. 2003. Jihad dan Perang Menurut Syari’at Islam,
Bogor : Pustaka Thariqul Izzah.

Hamid, Abdullah bin Muhammad bin. 1993. Seruan Jihad dalam al-Qur’an dan
Sunnah, Jakarta : Pustaka Haraki.
158

Hamka. 2002. dari Hati ke Hati ; tentang Agama, Sosial, Budaya, Politik,
Jakarta : Pustaka Panji Mas.

Hadari, Nawawi. 2005. Metode Penelitian Bidang Sosial, Yogyakarta : Gajah


Mada University Press, Cet. Ke-11.

Hadhiri, Chairuddin. 1996. Kalsifikasi Kandungan al-Qur’an, Jakarta : Gema


Insani Press.

Hamidy, Zainuddin. 1969. Terjemah Shahih Bukhari, Jakrta : Widjaya.

Harahap, Syahrin. 1997. Islam Dinamis Menegakkan Nilai-nilai al-Qur’an dalam


Kehidupan Modern di Indonesia, Yogyakarta : Tiara Wacana.

Hasan, Noorhadi. 2008. Laskar Jihad : islam, militansi, dan pencarian identitas
di Indonesia pasca-orde baru. Jakarta : Penerbit Pustaka LP3ES, 2008.
Cet. I.

Hidayat, Ahmad. 1998. Teologi Qur’ani, Bandung : Gunung Djati Press.

Hidayat, Rahmat Taufiq. 1989. Khazanah Istilah al-Qur’an, Bandung : Mizan.

Hossen Nasr, S. 2002. Spritualitas Islam, Bandung : MMU.

Izutsu, Toshihiko, 1993. Konsep-Konsep Etika Religius dalam Al-Qur’an,


Yogyakarta : PT. Tara Wacana

Jurnal Teks. 2002. Jurnal Study al-Qur’an, Bandung : RQIS.

Juwaini, Mustafa Showi. 1997.Manahij fi Tafsir, Iskandariyah : Mansya’at al-


Ma’arif.

Khulli, Amin, al.1962. Manahij Tajdid fi al-Nahwi wa al-Balaghah wa al-Tafsir


wa al-Adab, Kairo : Dar al-Ma’arif.

_____________. 1982. Tafsir ; Ma’alim Hayatih wa Manhajuh al-Yaum, Libanon


: Dar Kitab al-Lubnany.

Luis, MA’luf, A. 1986. al-Munjid fi al-Lughati wa al-A’lam, Beirut : Dar al-


Masyriq.

Mascaty, Hilmi Bakar, al. 2001. Panduan Jihad untuk Aktifis Gerakan Islam,
Jakarta : Gema Insani Press.

Muhammad, Afif. 2004.Dari Teologi ke Ideologi ; Telaah atas Metode dan


Pemikiran Teology Sayyid Qutub, Bandung : Pena Merah.

______________. 1998. Islam Madzhab Masa Depan ; Menuju Islam Non


159

Sektarian, Bandung : Pustaka Hidayah.

Munawwar, Said Agil, al. 2002. Al-Qur’an Membangun Kesalehan Hakiki,


Jakarta : Ciputat Press, Cet. Ke-1.

Muthahari, Murtadha, 1987. Jihad, terj. M. Hashem, Bandar Lampung : YAPI.

Mazhahiri, Husein. 2000. Menelusuri Makna Jihad, Jakarta : IKAPI.

Nasr, Sayyid Husein. 1972. Ideals and Realities of Islam, London : George Allel
& Unwim Ltd.

______________. 1994. Islam Tradisi di Tengah Kancah Dunia Modern,


Bandung : Pustaka.

______________. 2002. Islamic Sprituality Foundation, terj. Rahmani ;


Ensiklopedi Tematis Spritualitas Islam, Bandung : Mizan.

Posito, Jhon L. 1983. Voice of Resurgent Islam (Suara Kebangkitan), New York :
Oxford University.

Qardhawi, Yusuf, al. 1980. Pendidikan Islam dan Madrasah Hassan al-Banna,
terj. Bustami A. Gani dan Zainal Abidin Ahmad, Jakarta : Bulan Bintang.

Qathan, Manna Khalil, al. 1973. Mabahits fi ‘Ulum al-Qur’an, Riyadh : Mansyrat
al-‘Asr al-Hadits.

Qathani, Hasan bin Falah, al. 1994.Pedoman Harakah Islamiyah, Solo : Pustaka
Mantiq.

Qutbh, Sayyid. 1996. Tafsir fi Zhilal al-Qur’an, Kairo : Dar al-Syuruq.

___________. 2001. Petunjuk Jalan, Jakarta : Media Dakwah.

___________. 1981. Beberapa Studi Tentang Islam, Jakarta : Media Dakwah.

Rahman, Fazlur. 1980. Major Themes of Qur’an, Chicago : Bibliotheca.

Rahnema, Ali. 1995. Para Perintis Zaman Baru, Bandung : Mizan.

Ridha, Rasyid., t.t. Tafsir al-Qur’an al-Hakim, Kairo : t.p.

Rumi, Fahd bin Abdurrahman, al. 1996, ‘Ulum al-Qur’an ; Studi Kompleksitas
al-Qur’an, Yogyakarta : Titian Ilahi Press.

Sabiq, Sayyid, 1987. Fiqh Sunnah, Bandung : Al-Ma’arif.

Sevilla dkk. 1993. Pengantar Metode Penelitian, Jakarta : Universitas Indonesia.


160

Shabuni, Muhammad Ali, al. 1988. al-Tibyan fi ‘Ulum al-al-Qur’an, Jakarta :


Pustaka Amani.

Shadr, Muhammad Baqir, al. 1980. al-Tafsir Maudhu’iy wa al-Tafsir al-Tajzi’iy fi


al-Qur’an al-Karim, Beirut : Dar alMa’arif lil Mathbu’at.

Shihab, Quraish. 2005. Wawasan al-Qur’an, Bandung : MMU.

_____________. 2000. Tafsir al-Misbah ; Pesan, Kesan, dan Keserasian al-


Qur’an, Jakarta : Lentera Hati.

_____________. 1999. Mukjizat al-Qur’an, Bandung : Mizan.

_____________. 1992. Membumikan al-Qur’an, Bandung : Mizan.

_____________. 1996.Lentera Hati, Bandung : Mizan.

Sunarto, Ahmad. 2000. Himpunan Hadits Jami’ush Shahih ; hadits yang


disepakati Imam Bukhari dan Muslim, Jakarta : Setia Kawan.

Ushama, Thameen. 2000. Metodologi Tafsir al-Qur’an, Jakarta : Riora Cipta.

Wahbah, Taufik Ali. 1985. Jihad dalam Islam, Jakarta : Mediah Dakwah.

Warson Munawwir, Ahmad. 1997. Kamus al-Munawwir, Surabaya : Pustaka


Progressif.

Wehr, Hans. 1974. A Dictionary of Moslem Written Arabic, Beirut : Librarie Du


Libnan.

Yusuf, Muhammad Yunan., t.t., Karakteristik Tafsir-tafsir al-Qur’an di Indonesia


Abad ke Dua Puluh, Jurnal ‘Ulum al-Qur’an, t.p.

Zaini, Hasan. 1996. Tafsir Tematik Ayat-ayat Kalam Tafsir al-Maraghi, Jakarta :
Radar Jaya Ofset.

Zarkasyi, Muhammad, al. 1975. al-Burhan fi ‘Ulum al-Qur’an, Mesir : Dar Ihya
al-Kutub al-Mishriyyah.
161

You might also like