Professional Documents
Culture Documents
elkhiraoui@hotmail.fr
مقدمة لقد أصبحنا في الوقت الحاضر وأكثر من أي وقت مض ى في مسيس الحاجة لضبط مفاهيم راجت واستعملت
في سياقات متعددة ،حتى شكلت مرجعية ناظمة وحاكمة للكثير من املواقف والسلوكيات لنستبين حقيقتها وماهيتها خاصة إذا
كان لها مصدر معياري ُيعتمد في توضيح ما يعتريها من لبس أو شائبة فهم تنحو بصاحبها إلى مزالق تنأى بها عن املقصد األصلي
الذي من أجله شرعت .ومفهوم الجهاد من املفاهيم الخطيرة التي إن لم يضبط معناه بسياقه الشرعي يؤدي وال شك إلى نتائج
كارثية في الحال واملآل.
فما مفهوم الجهاد في سياقه القرآني والحديثي؟ وهل يمكن للمجتمع اإلسلمي املبادرة بععلن الجهاد في وجه األمم اخمخالفة ونن لم
تكن مبادرة في الهجوم ؟ وهل ما تقدمه بعض الجماعات اليوم من أسباب لقتالها يعتبر مسوغا شرعيا لها في ذلك؟
مفهوم الجهاد :واملصدر :الجهد بفتح الجيم ،والضم لغة فيه ،وجمهور العلماء على التفريق بين لغتي الفتح والضم،
فالجهد -بفتح الجيم -الغاية ،والجهد – بضمها – الوسع والطاقة.
قال العلمة الراغب األصفهاني في مفردات القرآن :الجهد والجهد :الطاقة واملشقة ،وقيل الجهد بالفتح املشقة ،والجهد بالضم
الوسع.
واالجتهاد :أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمل املشقة
والجهاد واخمجاهدة :استفراغ الوسع في مدافعة العدو.1
بيد أن اللفظ اشتهر باالستعمال في القتال لنصرة الدين والدفاع عن حرمات األمة رغم أنه يدل أيضا على جهاد النفس
والشيطان ،وجهاد الفساد والظلم واملنكر في اخمجتمع وأنواع متعددة ومختلفة تستدعي استفراغ الجهد والوسع والطاقة لتحقيق
الغاية املنشودة في ذلك وفي هذا يقول القرطبي" :املعنى العام للجهاد هو املقصود ويتجلى ذلك في االمتثال إلى جميع ما أمر هللا به
واالنتهاء عن كل ما نهى سواء عن طريق مجاهدة النفس أو الشيطان أو الظلمة والكافرين".2
وقد قسم العلماء الجهاد إلى أربعة أقسام :جهاد بالقلب وهو مجاهدة الشيطان والنفس عن الشهوات اخمحرمة ،وجهاد باللسان
وهو األمر باملعروف والنهي عن املنكر ،وجهاد باليد وهو زجر األمراء أهل املناكر باألدب والضرب باجتهادهم ومنه إقامة الحدود،
وجهاد بالسيف وال ينصرف حيث يطلق إال إليه .3
فحقيقة الجهاد في االصطلح بمعناه العام هو االجتهاد في حصول ما يحبه هللا تعالى واالبتعاد عما يغضبه سبحانه ،وهو بالتالي
وجه إليها الرسالة اإلسلمية في جميع ميادين الحياة الفكرية واالجتماعية واالقتصادية استفراغ الطاقة لتحقيق األهداف التي ُت َّ
والعلمية والعسكرية ،في السلم والحرب على السواء ،فهو أوسع من اخمجالدة بالسيف في ساحات القتال ليعم ميادين الحياة
كلها ،ونن كان معناه مخصوصا عند الفقهاء بكونه قتال الكفار كما سيأتي.
وقد جاء هذا املعنى في بعض اآليات املكية التي نزلت قبل اإلذن بالقتال ،ومنها:
َ .1قوله تعالى في سورة الفرقان -وهي سورة مكيةَ { :-ف َل ُتطع ْال َكافر َ
ين َو َج ِاه ْد ُه ْم ِب ِه ِج َه ًادا ك ِب ًيرا ِِ ِِ
ً ً
قال الطبري":جاهدهم بهذا القرآن جهادا كبيرا حتى ينقادوا لإلقرار بما فيه من فرائض هللا ويدينوا به ويذعنوا للعمل بجميعه
ُ ً ً
طوعا وكرها ،وبنحو الذي قلنا في قوله (وجاهدهم به) قال أهل التأويل" .4بل نسب هذا التفسير إلى ابن عباس رض ي هللا عنه،5
ُ
ون ِقل عن آخرين أن الضمير عائد على اإلسلم.6
محمد الخيراوي مفهوم الجهاد في اإلسالم العدد 10/9
ً
و وجه االستدالل من اآلية أن التعبير عن الجهاد بالقرآن هو من قبيل الجهاد العام الذي كان بمكة ،خلفا للجهاد بالسنان الذي
شرع باملدينة.
َّ َّ َ َ َ ٌّ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َّ ُ َ ُ َ ْ
.2قوله تعالى﴿ :ومن جاهد ف ِإن َما يج ِاهد ِلنف ِس ِه ِإن َّللا لغ ِني ع ِن الع ِ
املين﴾.
واملعنى :له ثوابه ،فالجهاد في هذا السياق هو الصبر على الشدة وقد يكون ذلك في الحرب وقد يكون على مخالفة النفس .7قوله
َ َ َ َ ْ َ َّ ُ ْ ُ ُ َ َ َ َّ َّ َ َ َ ْ ُ
َّللا مل َع اْل ْح ِس ِنين﴾. تعالى﴿ :والذين َج َاه ُدوا ِفينا لنه ِدينهم سبلنا و ِإن
قال السدي" :8إن هذه اآلية نزلت قبل فرض القتال".9
و وجه االستدالل من اآليتين كون سياقهما في سورة العنكبوت -وهي سورة مكية -يدل على أن املراد بعطلق الجهاد في هذه اآليات
هو الجهاد بامل عنى العام ال باملعنى الخا االصطليي ،إذ لم يكن بمكة حينذذ جهاد بمعنى القتال ،وننما املراد بالجهاد عموم
جهاد النفس على طاعة هللا تعالى .
وأما األحاديث النبوية املتضمنة للجهاد باملعنى العام ،فمنها :
.1عن عبد هللا بن عمرو رض ي هللا عنهما عن رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -قال":أفضل الجهاد من جاهد نفسه
في ذات هللا عزوجل".10
.2وعن فضالة بن عبيد رض ي هللا عنه قال :قال رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم ":-اْلجاهد من جاهد نفسه في
طاعة هللا".
فهذان الحديثان داالن بنفسهما على مفهوم الجهاد باملعنى العام بما يفسح اخمجال واسعا الستعمال املصطلح في كل
جهد مستفرغ من الفرد والجماعة في كل منايي الحياة ،إال أن مفهوم الجهاد باملعنى الخا هو الذي جرى استعماله عند
الفقهاء كما سبق وأن أشرنا ،وفيما يلي طائفة من تعريفاتهم للجهاد باملعنى الخا :
فمن الحنفية - :قال علء الدين الكاساني الحنفي في بدائع الصنائع" :وفي عرف الشرع يستعمل في بذل الوسع والطاقة
بالقتال في سبيل هللا -عزوجل -بالنفس واملال واللسان ،أو غيرذلك ،أو املبالغة في ذلك".11
ومن املالكية - :عرفه ابن عرفة بقوله" :الجهاد قتال مسلم كافرا غير ذي عهد إلعالء كلمة هللا أو حضوره له أو دخول
أرضه له".12
ومن الشافعية :فقد عرفه صاحب إعانة الطالبين " الجهاد :أي القتال في سبيل هللا مأخوذ من اْلجاهدة ،وهي املقاتلة في
سبيل هللا".13
وهو عند الفقهاء بهذا قسمان :جهاد دفع ،وجهاد طلب.
-فأما جهاد الدفع :فهو رد الصائل ومقاومته عند مجاوزة الحدود ومهاجمته الثغور واالعتداء على أنفس املسلمين أو
أموالهم وممتلكاتهم أو حرماتهم مثل جهاد الرسول -صلى هللا عليه وسلم -وأصحابه ،السيما في غزوتي أحد والخندق.
يقول سبحانه وتعالى﴿ :وقاتلوهم حتى ال تكون فتنة ويكون الدين هلل فإن انتهوا فال عدوان إال على الظاملين البقرة اآلية 193
ولقوله وقاتلوا في سبيل هللا الذين يقاتلونكم وال تعتدوا إن هللا ال يحب املعتدين﴾ البقرة اآلية .190
قال الحافظ ابن عبد البر املالكي :الجهاد ينقسم أيضا قسمين :أحدهما :فرض عام متعين على كل أحد ممن يستطيع املدافعة
ٌ
واجب على جميع أهل تلك الدار والقتال وحمل السلح من البالغين األحرار وذلك أن يحل بدار اإلسلم محاربا لهم فعذا كان ذلك
أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافا وثقاال وشبابا وشيوخا وال يتخلف أحد يقدر على الخروج من مقل أو مكثر ونن عجز أهل تلك
البلدة عن القيام بعدوهم كان على من قاربهم وجاورهم أن يخرجوا قلوا أو كثروا على حسب ما لزم أهل تلك البلدة".14
محمد الخيراوي مفهوم الجهاد في اإلسالم العدد 10/9
و قال اإلمام ابن القيم رحمه هللا" :وجهاد الدفع أصعب من جهاد الطلب؛ فعن جهاد الدفع يشبه باب دفع الصائل ،ولهذا أبيح
للمظلوم أن يدفع عن نفسه كما قال هللا تعالى﴿ :أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا﴾ ،وقال النبي صلى هللا عليه وسلم" :من قتل
دون ماله فهو شهيد ،ومن قتل دون دمه فهو شهيد"؛ ألن دفع الصائل على الدين جهاد وقربة ،ودفع الصائل على املال والنفس
مباح ورخصة ،فعن قتل فيه فهو شهيد".15
-أما جهاد الطلب :فهو مبادرة العدو بها ومطالبته بها ،وأهم الفروق بينه وبين جهاد الدفع أن هذا األخير يقصده كل
ً ً
أحد ،وال يرغب عنه إال متخاذل وهذا مذموم شرعا وعقل ،وجهاد الطلب الخالص هلل يقصده سادات املؤمنين ،وأما الجهاد
ً ً
الذي يكون فيه طالبا مطلوبا فهذا يقصده خيار الناس؛ إلعلء كلمة هللا ودينه ،ويقصده أوساطهم للدفع وخمحبة الظفر " .16
فهو جهاد يقرره الخليفة (السلطة) لردع الدول اخمجاورة للدولة املسلمة عن التفكير في اإلخلل باألمن على الحدود وليس من
شرطه وقوع حرب بل تهديد واستعراض للقوة ونعدادها وتمرين للجيوش وليس الغرض منه إجبار الناس على تغيير دينهم بل في
غالب األحوال على معاهدات لتأمين الحدود وحسن الجوار وبالتالي ليصبح الجار دار هدنة وصلح وعهد وليس دار حرب وهو أمر
سلطاني ال دخل لإلفراد والجماعات إال بحكم كونهم جيوشا أو أعضاء في اخمجتمع بحيث عليهم أن يؤدوا خدمتهم العسكرية إذا
17
صدر إليهم األمر من السلطان لقوله تعالى ونذا استنفرتم فانفروا" كما قال عليه الصلة والسلم
يقول الدكتور السباعي ":حين تتأكد األمة من نية العدوان والغدر لدى ّأمة من األمم ضدها ،يجب عليها أن تستعد بكل ما
تملك من قوة قال تعالى﴿ :وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو هللا وعدوكم﴾ ،فهو استعداد
.4
للدفاع ال للعتداء ،وإلرهاب أعداء األمة ،ال أصدقائها ومسامليها"
وعند التأمل والنظر في كافة املعارك التي خاضها املسلمون طالبين العدو يتضح جليا أنها كانت حروبا استباقية وقائية ممن كان
يحول بين املسلمين ودعوتهم أو ممن كان طاغيا ذا شوكة ال يؤمن جانبه ومهاجمته املسلمين وجماعتهم لوأدها في مهدها ،فكان
املسلمون مرغمين مضطرين إلنهاء طغيان هؤالء املتجبرين حتى تبقى الدولة والصولة اللتان بهما تحفظ الدعوة فهي األصل
الذي ال محيد عنه بأي حال من األحوال فالحرب اإلسلمية كما يقرر ابن تيمية إنما هي حرب دفاعية ألن أصل العلقة مع غير
املسلمين هي املساملة ودليله في ذلك أن النبي صلى هللا عليه وسلم لم يقاتل املشركين إال دفاعا ،ألنهم قاتلوه وأخرجوه ،ولم يبتدئ
النصارى باالعتداء بل قاتلهم ملا اعتدوا على رسله.18
وكذلك أشار العلمة الشيخ الطاهر بن عاشور إلى ذلك عند قوله تعالى﴿ :أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا بأنه تنبيه على أن
القتال املأذون فيه هو قتال جزاء على اعتداء سابق كما دل عليه أيضا قوله بأنهم ظلموا﴾.19
ً
وقد نبه في موضع آخر على أن غزوة تبوك إنما كانت ردا على هجوم محتمل من الروم بالشام كما يدل عليه حديث عمر في
الصحيح عندما جاءه أخوه من األنصار في بيته في وقت لم يكن يأتيه فيه فقال عمر أجاء صاحب غسان ألنهم كانوا يتوقعون
غزوا من أحد ملوك غسان بالشام مدعوما من الروم.20
وفي السياق ذاته من تبيان حقيقة قتال النبي صلى هللا عليه وسلم يقول محمد عبده ":فقتال النبي صلى هللا عليه وسلم كله كان
ً
مدافعة عن الحق وأهله وحماية لدعوة الحق ولذلك كان تقديم الدعوة شرطا لجواز القتال ،وننما تكون الدعوة بالحجة
والبرهان ال بالسيف والسنان ،فعذا ُمنعنا من الدعوة بالقوة بأن هدد الداعي أو قتل فعلينا أن نقاتل لحماية الدعاة ونشر الدين
ُ ً
،ال لإلكراه على الدين فاهلل يقول(ال إكراه في الدين) 2،ويقول أيضا ﴿أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين﴾ ،3ونذا لم يوجد
من يمنع الدعوة ويؤذي الدعاة أو يقتلهم أو يهدد األمن ويعتدي على املؤمنين فاهلل تعالى ال يفرض علينا القتال ألجل سفك الدماء
ونزهاق األرواح وال ألجل الطمع في الكسب ،ولقد كانت حروب الصحابة في الصدر األول ألجل حماية الدعوة ومنع املسلمين من
تغلب الظاملين ال ألجل العدوان. 4
محمد الخيراوي مفهوم الجهاد في اإلسالم العدد 10/9
فالجهاد بمفهومه الخا في اإلسلم هو بمثابة عملية جراحية والتي ال ينبغي بأي حال من األحوال أن تتجاوز موطن الداء وال أن
تتوسع لبتر األعضاء السليمة وبذلك يسعد الجسم البشري بسعادة وسلم دائمين.
وهذا ما ينزع عنه أن يكون قتاال خمجرد التوسع والغلبة والقضاء على اخمخالف ،وحيث إن الجهاد مفهوم ديني وقد يشتبه على
البعض إمكان استغلله في فرض العقيدة اإلسلمية على األمم األخرى؛ فعننا نجد في النصو الشرعية السالفة الذكر ما
يوضح حدود التداخل بين األمرين ،فالعقيدة ال ُيتصور فيها إال القناعة التامة لدى كل أحد ،إذ ال عقيدة مع اإلكراه ،قال
َْ
األ ْرض ُك ُّل ُه ْم َجم ً َ َ َ َ ِّ َ ْ َ َ َّ َ ُّ ْ َ ْ َ
يعا ِ ِ الرش ُد ِم ْن الغ ِّ ِي﴾ ،وقوله سبحانهَ ﴿ :ول ْو ش َاء َرُّب َك آل َم َن َمن ِفي الد ِين قد تبين سبحانه وتعالى)﴿ :ال ِإك َراه ِفي ِ
ُ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ ْ ُ َّ
اس َح َّت ٰى َيكونوا ُمؤ ِم ِنين﴾ [يونس اآلية .]99الن َ أفأنت تك ِره
أما حصول االقتناع بالعقيدة اإلسلمية فالوسيلة إليه دائما وأبدا اخمحاججة بالفكر باعتباره أساسا لإليمان ،قال سبحانه:
َ َ َ ُ َ َ َّ َ َ ِّ ْ ُ َّ ْ ُ َ ْ َ ُ َ َ ُ ُ َ َ َ َ َ َ َ
يد﴾ [ق ،]45بل ورد تسمية هذا النوع من الجدل مع ﴿نحن أعلم ِبما يقولون وما أنت عل ْي ِهم ِبجب ٍار فذ ِك ْر ِبالق ْر ِآن من يخاف و ِع ِ
اخمخالف جهادا "وهو قوله تعالى﴿ :وجاهدهم به جهادا كبيرا﴾ [الفرقان ]52:قال ابن عباس" :يعني بالقرآن".21
وقد تشدد فريق من الفقهاء فأوجبوا قتال اخمخالف مطلقا –باستثناء املُ َ
عاهد.22-
وبنقيض ذلك ذهب جمهور الفقهاء والباحثين املعاصرين إلى أن أصل العلقة مع غير املسلمين هي السلم ،أما الحرب فهي أمر
عارض ال يصار إليه إال عند الضرورة وذلك حيثما يكون االعتداء على املسلمين وأوطانهم أما متى كان الكفار مساملين تاركي
الدعوة اإلسلمية وشأنها فعنه ال يحل قتالهم خمجرد اخمخالفة في الدين والجهاد إنما شرع لحماية املسلمين وديارهم ودعوتهم فقط
ونال فالسلم هي األصل في العلقة بين الناس ،23يقول اإلمام محمد أبو زهرة :فاألصل في العلقات الدولية في اإلسلم هو السلم
حتى يكون االعتداء باالعتداء على الدولة اإلسلمية فعل أو بفتنة املسلمين عن دينهم .فالحرب حينذذ تكون ضرورة أوجبها قانون
الدفاع عن النفس وعن العقيدة وعن الحرية الدينية 24ويقول الشيخ عبد الوهاب خلف :والنظر الصحيح يؤيد أنصار السلم
القائلين بأن اإلسلم أسس علقات املسلمين بغيرهم على املساملة واألمان ال على الحرب والقتال إال إذا أريدوا بسوء لفتنتهم عن
دينهم أو صدهم عن دعوتهم ،فحينذذ يفرض عليهم الجهاد.25
-الحكمة من مشروعية الجهاد :كل التكاليف الشرعية مرتبطة ِبحكم ومقاصد عالية سنية علمها من علمها وجهلها
من جهلها ،وهذه الحكم تعود بمصالح للعباد إما في الحال أو املآل ومن حكم الجهاد بمعنى املقاتلة واملنابذة بالسيف الذي تشير
إليه آيات قرآنية عديدة مبينة غاياته ومقاصده من خلل رصد أسبابه وبواعثه املتمثلة في :
ُ َ َّ َ َ َ ُ َ َ
ين ُيقاتلون ِبأ َّن ُه ْم السبب األول :الطرد عن الديار والحجر على الحرية الدينية :قال تعالى﴿ :أ ِذن ِلل ِذ
َ
اس ب ْعض ُه ْم َ َّ َّ
َّللا الن َ ْ َ ْ َ ْ َ ِّ َ ْ َ ُ ُ ُّ َ َّ ُ َ َ ْ َ ْ ُ َّ َ ُ ْ ُ ُ ُ َ َّ َّ َ َ َ َ ْ ْ َ َ
ظ ِلموا و ِإن َّللا على نص ِر ِهم لق ِدير * ال ِذين أخ ِرجوا ِمن ِدي ِار ِهم ِبغي ِر ح ٍق ِإال أن يقولوا َربنا َّللا ولوال دفع ِ
َّللا َل َقو ٌّي َعزيز * َّالذ َ ص ُر ُه إ َّن َّ َ اس ُم َّ َ ً َ َ َ ْ ُ َ َّ َّ ُ َ ْ َ ْ ُ ص َل َوات َو َم َساج ُد ُي ْذ َك ُر ف َيها ْ ص َوام ُع َوب َيع َو َب َب ْعض َل ُه ِّد َم ْت َ
ين ِ ِ ِ َّللا ك ِثيرا ولينصرن َّللا من ين ُ ِ ِ ِ
َ ِ ِ َ
ِ
َ
ِ ٍ ِ
ُ ُ َ َ َّ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َّ ُ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ َّ َّ ُ ْ
ور﴾ [الحج .]41،40،39 ّلِل عا ِقبة األم ِ وف ونهوا ع ِن املنك ِروِ ِ ض أقاموا الصالة و آتوا الزكاة وأم ُروا ِباملع ُر ِ ْ
ِإن مكناهم ِفي األر ِ
يقول ابن هشام في سيرته شرحا لسبب نزول هذه اآلية "أن رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم قبل بيعة العقبة لم ُيؤذن له في
الحرب ولم تحلل له الدماء إنما يؤمر بالدعاء إلى هللا والصبر على األذى والصفح عن الجاهل وكانت قريش قد اضطهدت من
اتبعه من املهاجرين حتى فتـنوهم عن دينهم ونفوهم من بلدهم فهم من بين مفتون في دينه ومن بين معذب في أيديهم وبين هارب
في البلد فرا ًرا منهم .منهم من بأرض الحبشة ومنهم من باملدينة وفي كل وجه فلما عتت قريش على هللا عز وجل ّ
وردوا عليه ما
أرادهم به من الكرامة وكذبوا نبيه صلى هللا عليه وسلم وعذبوا ونفوا من عبده ووحده وصدق نبيه واعتصم بدينه أذن هللا عز
وجل لرسوله صلى هللا عليه وسلم في القتال واالنتصار ممن ظلمهم وبغى عليهم فكانت أول آية أنزلت في إذنه له في الحرب
ُ
ونحلله له الدماء والقتال ملن بغى عليهم فيما بلغني عن ُعروة بن الزبير وغيره من العلماء قول هللا تبارك وتعالى(:أذن للذين
ُيقاتلون بأنهم ظلموا…اآليات ،أي أني إنما أحللت لهم القتال ألنهم ظلموا ولم يكن لهم ذنب فيما بينهم وبين الناس إال أن يعبدوا
محمد الخيراوي مفهوم الجهاد في اإلسالم العدد 10/9
هللا وأنهم إذا ظهروا أقاموا الصلة وآتوا الزكاة وأمروا باملعروف ونهوا عن املنكر يعنى النبي صلى هللا عليه وسلم وأصحابه رض ي
هللا عنهم أجمعين .26
َُ
السبب الثاني :إنقاذ املستضعفين وإسعافهم :هذا ما تش ي به آية سورة النساء في قوله سبحانه وتعالى(َ :و َما لك ْم
َّ َ ُ ٰ َْ َّ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َ َ ِّ َ َ ِّ َ َ ْ ْ َ َّ َ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ َُ ُ َ َ
ين َيقولون َرَّبنا أخ ِر ْجنا ِم ْن َه ِذ ِه الق ْرَي ِة الظ ِال ِم أ ْهل َها النس ِاء وال ِولد ِان ال ِذ
الرج ِال و ِ َّللا واملستض َع ِفين ِم َن ِ يل ِ ال تقا ِتلون ِفي س ِب ِ
ْ َ َ اج َع ْل َل َنا م ْن َل ُد ْن َك َول ًّيا َو ْ
اج َع ْل لنا ِم ْن ل ُدن َك ن ِص ًيرا). َو ْ
ِ ِ
َّ َّ َ َ َّ َّ َ َ ُ َ ُ َ َ َ ََ ُ
َّللا ال ين ُيقا ِتلونك ْم َوال ت ْعت ُدوا ۚ ِإن َّللا ال ِذ
يل ِ
َ
والسبب الثالث :رد العدوان :وقد ورد في قوله تعالى﴿ :وقا ِتلوا ِفي س ِب ِ
ين﴾ [البقرة.]19: ُيح ُّب ْاملُ ْع َتد َ
ِ ِ
وفي هذا املعنى من رد العدوان ونيقاف الظالم عند حده دون زيادة فسر ابن جرير الطبري هذه اآلية بقوله :فتأويل اآلية وقاتلوا
ُ
أيها املؤمنون في سبيل هللا -وسبيله -طريقه الذي أوضحه ،ودينه الذي شرعه لعباده ،يقول لهم تعالى ذكره :قاتلوا في طاعتي
َّ
َوعلى ما شرعت لكم من ديني ،وادعوا إليه من َولى عنه واستكبر باأليدي واأللسن ،حتى ُينيبوا إلى طاعتي ،أو يعطوكم الجزية
غارا إن كانوا أهل كتاب .وأمرهم تعالى ذكره بقتال َم ْن كان منه قتال من ُمقا ِتلة أهل الكفر دون من لم يكن منه قتال منص ًَ
ُ ُ َ
نسائهم وذرا ريهم ،فإنهم أموال وخ َول لهم إذا غلب املقاتلون منهم فقهروا ،فذلك معنى قوله":قاتلوا في سبيل هللا الذين27ـ
وقوله تعالى﴿ :ويكون الدين هلل فإن انتهوا فال عدوان إال على الظاملين﴾ البقرة اية :193
ين﴾ [النحل.]126: لصابر َ َّ ْ َ ُ ْ ُ ْ َ َ ْ َ َُْ ْ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ َُْ ْ َ َ ُ
وقوله تعالى﴿ :و ِإن عاقبتم فعا ِقبوا ِب ِمث ِل ما عو ِقبتم ِب ِه ول ِئن صبرتم لهو خير ِل ِ ِ
ُ َ ين َي ْظ ِل ُمو َن ال َّن َ
اس َو َي ْبغون ِفي يل َع َلى َّالذ َ َّ َ َّ
السب ُ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ ِّ َ
ِ يلُ ِ ْ ،إنما ِ تعالى﴿ :ومل ِن انتصر َبعد ظل ِم ِه فأول ِئك ما علي ِهم ِمن س ِب ٍُ
وقوله
ور﴾ [الشورى]43-40: ْ َْ ُ َ َ َ َّ َ َ
َََ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ْ ْ َ ِّ ْ ْ َْ
ض ِبغي ِرالح ِق أول ِئك لهم عذاب أ ِليم ،وملن صبروغفر ِإن ذ ِلك ِملن عز ِم األم ِ األر ِ
فنلحظ في اآليتين األخيرتين اإلشادة بفضيلة الصبر والتسامح بعد اإلذن بالدفاع ضد الظالم وعدوانه.28
ويتفرع من هذا الذي ذكرنا :املقاصد التالية:
-1حفظ البيضة -2صيانة الثغور -3حفظ األموال -4حفظ األعراض
-6رد الصائل -5تمكين الدعوة اإلسلمية من البلوغ للناس كافة
-7حفظ هيبة الدولة اإلسلمية بين الدول دفعا للجرأة عليها.
-حكم الجهاد شرعا :إن اإلسلم يحبذ أشكال الحوار بين اخمجتمعات اإلنسانية واملساملة واملوادعة بينهم وبالتالي
فعن املظاهر السلمية للجهاد هي األولى دائما إال إن اضطر للمواجهة فيكون الجهاد فرض كفاية عند الجمهور.
قال الجصا في أحكام القرءان :وقال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد ومالك وسائر فقهاء األمصار إن الجهاد فرض إلى يوم
القيامة إال أنه فرض على الكفاية إذا قام به بعضهم كان الباقون في سعة من تركه" .29وقال أيضا " :ومعلوم في اعتقاد جميع
املسلمين أنه إذا خاف أهل الثغور من العدو ولم تكن فيهم مقاومة لهم فخافوا على بلدهم وأنفسهم وذرا ريهم أن الفرض على
كافة األمة أن ينفر إليهم من يكف عاديتهم عن املسلمين ،وهذا ال خلف فيه بين األمة ،إذ ليس من قول أحد من املسلمين إباحة
القعود عنهم حتى يستبيحوا دماء املسلمين وسبي ذراريهم ،ولكن موضع الخلف بينهم أنه متى كان بعزاء العدو مقاومين له وال
يخافون غلبة العدو عليهم هل يجوز للمسلمين ترك جهادهم حتى يسلموا أو يؤذوا الجزية؟
فكان من قول عمر وعطاء وعمرو بن دينار وابن شبرمة :أنه جائز لإلمام واملسلمين أال يغزوهم وأن يقعدوا عنهم.
محمد الخيراوي مفهوم الجهاد في اإلسالم العدد 10/9
وقال آخرون :على اإلمام واملسلمين أن يغزوهم أبدا ،حتى ُيسلموا أو يؤدوا الجزية ،وهو مذهب أصحابنا وممن ذكرنا من السلف:
املقداد بن األسود وأبو طلحة وآخرين من الصحابة والتابعين .وقال حذيفة بن اليمان :اإلسلم ثمانية أسهم ،وذكر سهما منها:
الجهاد.
القبلة ثم يحلف عشرة أيمان :أن الغزو واجب ،ثم يقول :إن شئتم زدتكم.30
ثم ذكر قول معمر بسنده :كان مكحول يستقبل ِ
وهنا أقوال فقهية مهمة يذكرها الجصا عن عدد من فقهاء األمة من الصحابة و من التابعين مثل :عطاء وابن عمر وعمرو بن
دينار ومن األئمة مثل الثوري وابن شبرمة :أنه ليس واجبا على املسلمين أن يغزوا الكفار إذا كانوا آمنين على أنفسهم منهم ،إنما
يجب الجهاد في حالة الخوف من شرهم وعدوانهم على املسلمين.31
وقد خالف الرأي القائل بالوجوب مطلقا اإلمام سحنون من املالكية أيضا بقوله "ليس بواجب بعد الفتح ألبتة إال أن يأمر اإلمام
فيجب االمتثال لقوله -صلى هللا عليه وسلم -ال هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ونذا استنفرتم فانفروا فعلق الوجوب على
استنفار اإلمام".32
يقول الدكتور يوسف القرضاوي موضحا قول سحنون ":أعتقد أن الجهاد الذي نفى وجوبه سحنون إنما هو جهاد الطلب وغزو
العدو كل سنة مرة كما قال بعضهم ،أما جهاد الدفع واملقاومة للعدو الغازي ،فهذا ال يماري أحد في وجوبه ،33وبعد تقرير
املازري أنه ال خلف في وجوب دفع صائلة العدو في كل وقت على كل مستطيع ،وأن جهاد الطلب متعين أيضا لدرء خطر محقق
الوقوع؛ ينتهي إلى أنه مع األمن يسقط وجوبه.34
واألمر نفسه يقرره ابن رشد الجد بقوله" :فعذا جوهد العدو وحميت أطراف املسلمين وسدت ثغورهم سقط فرض الجهاد عن
سائر املسلمين وكان لهم نافلة وقربة مرغبا فيها ،إال أن تكون ضرورة مثل أن ينزل العدو ببلد من بلد املسلمين فيجب على
الجميع إغاثتهم وطاعة اإلمام في النفير إليهم".35
وبعمعان النظر في قول اإلمام سحنون واإلمام ابن رشد الجد نجدهما يشترطان استنفار اإلمام وبدونه ال ينعقد لواء الجهاد .قال
الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي :ويعد الجهاد القتالي في مقدمة أحكام اإلمامة ،بل ال أعلم أي خلف في أن سياسة الجهاد،
إعلنا ،وتسييرا ،وننهاء ،ونظرا لذيوله وأثاره ،كل ذلك داخل في أحكام اإلمامة ،وأنه ال يجوز ألي فرد من أفراد املسلمين ،أن
يتنقل دون إذن اإلمام ومشورته ،في إبرام ش يء من هذه األمور.36
ونذن فالجهاد داخل في السياسة الشرعية التي يقررها اإلمام األعظم بتقدير املصالح واملفاسد و املوازنة بينهما بما يحقق
مقصد الحق من الخلق في الدولة اإلسلمية.
آداب الجهاد :أحاط اإلسلم الجهاد املشروع بآداب رفيعة ،تسمه بصفات السماحة ،والرحمة والنبل ،وتجعله أرحم حرب
وأعدلها ،ومن تلك اآلداب :
وجوب عرض اإلسلم على العدو قبل محاربته ،فقد كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذا بعث بعثا قال " :تألفوا الناس،
وتأنوا بهم ،وال تغيروا عليهم حتى تدعوهم ،فما على األرض من أهل بيت من مدر وال وبر ،إال أن تأتوني بهم مسلمين ،أحب إلي من
أن تأتوني بأبنائهم وبناتهم وتقتلوا رجالهم".37
تحريم قتل األطفال وتحريم قتل النساء اللئي ال يشاركن في الحرب ضد اإلسلم واملسلمين ،قال ابن عمر " :إن امرأة
وجدت في بعض مغازي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مقتولة ،فأنكر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قتل النساء
والصبيان".38
ولقول الرسول صلى هللا عليه و سلم " :ال تقتلوا شيخا فانيا وال طفل صغيرا ،وال امرأة".39
ولقول أبي بكر الصديق رض ي هلل عنه ليزيد حين وجهه إلى الشام " :ال تقتل صبيا وال امرأة وال هرما".40
محمد الخيراوي مفهوم الجهاد في اإلسالم العدد 10/9
تحريم قتل الرهبان الذين انعزلوا في صوامعهم وأديرتهم للعبادة ،وال يشاركون -ال باملال وال بالرأي -في إدارة الحرب .قال
41
ابن عباس رض ي هلل عنه ":كان النبي صلى هللا عليه وسلم إذا بعث جيوشه قال :ال تقتلوا أصحاب الصوامع".
تحريم التمثيل بالقتلى وتحريم إحراق األشجار ،وقتل الحيوانات ،ونتلف املمتلكات .قالت أمنا عائشة رض ي هلل عنها ":
كان رسول هللا صلى هللا عليه و سلم إذا أمر أمير على جيش أو سرية أو صاه في خاصته بتقوى هللا و بمن معه من
املسلمين خيرا ثم قال" :اغزوا على اسم هللا في سبيل هللا تعالى ،قاتلوا من كفر باهلل ،اغزوا وال تغلوا وال تغدروا وال تمثلوا
وال تقتلوا وليدا ...الحديث".42
منع حرب التوسع وبسط النفوذ وسيادة القوي ومنع حرب االنتقام والعدوان قال تعالى﴿ :وال يجرمنكم شنئان قوم
على أن صدوكم عن املسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على االثم والعدوان و اتقوا
هللا إن هللا شديد العقاب﴾ املائدة من اآلية .2
فهذه النصو الشرعية واضحة الداللة على أن اإلسلم أحاط الجهاد املشروع بآداب عالية نفيسة ،تجعل منه جهادا
مقدسا ذا طبيعة خاصة ،و أهداف تربوية نبيلة.
الئحة املصادرواملراجع:
أحكام القرءان ،تأليف الكياهراس ي الجصا الحنفي ،تحقيق موس ى علي و عزت عطية ،دار الكتب العلمية -بيروت ،ط 1405هـ. .1
اإلرهاب ،التشخيص والحلول ،تأليف عبد هللا بن بية ،مكتبة العبيكان -السعودية ،ط 2007م. .2
إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح املعين ،تأليف أبي بكر الدمياطي الشافعي 1310هـ ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. .3
بدائع الصنائع للكاساني طبعة دار الكتاب العربي ببيروت. .4
تفسير القرءان العظيم ،تأليف أبو الفداء إسماعيل ابن كثير ،سامي سلمة ،دار طيبة -السعودية ،ط1420 ،2هـ. .5
جامع البيان (تفسير الطبري) ،تأليف محمد بن جرير الطبري ،تحقيق عبد اخمحسن التركي ،دار هجر – مصر ،ط1422 ،1هـ. .6
الجهاد في اإلسلم كيف نفهمه وكيف نمارسه؟ ،تأليف د محمد سعيد رمضان البوطي ،دار الفكر املعاصر -بيروت ودار الفكر -دمشق، .7
ط1414 ،1هـ.
الدر اخمختار وحاشية ابن عابدين عليه دار إحياء التراث العربي ببيروت. .8
الذخيرة ،تأليف شهاب الدين أحمد القرافي ،تحقيق محمد حجي وآخرون دار الغرب اإلسلمي بيروت. .9
سنن ابن ماجه ،تأليف ابن ماجه القزويني ،تحقيق شعيب األرنؤوط وآخرون ،دار الرسالة العاملية -بيروت ،ط1430 ،1هـ. .10
سنن أبي داود ،تأليف أبي داود السجستاني ،تحقيق شعيب األرنؤوط و محمد كامل ،دار الرسالة العاملية -بيروت ،ط1430 ،1هـ. .11
سيرة ابن هشام ،تأليف ابن هشام ،تحقيق طه عبد الرؤوف سعد ،شركة الطباعة الفنية املتحدة ( د مكان). .12
شرح حدود ابن عرفة ،تأليف الرصاع التونس ي،املكتبة العلمية ط1350 ،1هـ. .13
صحيح مسلم ،تأليف مسلم بن الحجاج النيسابوري ،تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ،دار إحياء التراث العربي -بيروت( د ت). .14
العلقات الدولية في اإلسلم – محمد أبو زهرة – طبعة دار الفكر العربي. .15
الفروسية ،تأليف ابن قيم الجوزية ،تحقيق مشهور سلمان ،دار األندلس-السعودية،ط1414 ،1هـ. .16
الكافي في فقه أهل املدينة ،تأليف ابن عبد البر ،مكتبة الرياض الحديثة -السعودية ،ط1400 ،2هـ. .17
مسند اإلمام أحمد ،تأليف أحمد بن حنبل الشيباني ،إشراف شعيب األرِنؤوط ،مؤسسة الرسالة -بيروت،ط1420 ،2هـ. .18
املطالب العالية بزوائد املسانيد الثمانية البن حجر العسقلني،تحقيق جماعة ،دار العاصمة ودا الغيث -السعودية ،ط1419 ،1هـ. .19
املغني ،تأليف ابن قدامة املقدس ي ،مكتبة القاهرة ،ط 1388هـ.. .20
املفردات في غريب القرءان ،تأليف الراغب األصفهاني ،تحقيق صفوان عدنان الداودي ،دار القلم ،الدار الشامية -دمشق بيروت الطبعة .21
األولى 1412 -هـ..
املقدمات املمهدات ،تأليف ابن رشد الجد ،تحقيق محمد حجي ،دار الغرب اإلسلمي بيروت. .22
نظام الدولة اإلسلمية في الشؤون الدستورية الخارجية واملالية تأليف عبد الوهاب خلف – طبعة مؤسسة الرسالة – بيروت – لبنان – .23
الطبعة الثالثة سنة 1407هـ 1987م.
محمد الخيراوي مفهوم الجهاد في اإلسالم العدد 10/9
* طالب باحث بسلك الدكتوراه ،كلية اآلداب – جامعة محمد الخامس – الرباط.
1املصدر نفسه.
2الجامع ألحكام القرءان للقرطبي ج99 2
.410 3الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني لإلمام النفراوي ج1
4تفسير الطبري 23 / 19
5تفسير ابن كثير322 / 3
6تفسير الطبري . 23/ 19
7تفسير البغوي 37/1
8هوأبو محمد اسماعيل بن عبد الرحمان السدي من بني عبد مناف من مشاهير مفسري التابعين روى عن ابن عباس وأنس رض ي هللا عنهما توفي سنة
127هـ طبقات املفسرين للداوودي .110/1
9تفسير القرطبي 364/13
10أخرجه الطبراني في الكبير ،596 / 13وأبو نعيم في الحلية .249/2
11بدائع الصنائع97/7 :
12شرح حدود ابن عرفة139 :
13إعانة الطالبين ألبي بكر (املشهور بالبكري) عثمان بن محمد شطا الدمياطي الشافعي (املتوفى1310 :هـ)205/4 :
14الكافي في فقه أهل املدينة .205/1
15الفروسية 187
16املصدر نفسه.189 :
17اإلرهاب في ميزان الجهاد بين التحريف والتأصيل بحث منشور على موقع / http://pukcc.net/ar
4السباعي :نظام السلم والحرب في اإلسلم 42 ،
18ينظرابن تيمية ألبي زهرة .321-318
19التحرير والتنوير 312/17
20التحرير والتنوير.162/10
2سورة البقرة آية 256
3سورة يونس آية 9
4تفسير املنار 216 /2 :
21تفسير ابن كثير .116/6 :
22الكافي في فقه أهل املدينة البن عبد البر.208 :
23
تفسير املنار لرشيد رضا.280/12 :
.48 24العلقات الدولية في اإلسلم – محمد أبو زهرة – طبعة دار الفكر العربي
25نظام الدولة اإلسلمية في الشؤون الدستورية الخارجية واملالية تأليف عبد الوهاب خلف – طبعة مؤسسة الرسالة – بيروت – لبنان – الطبعة الثالثة
سنة 1407هـ 1987م .77
26سيرة ابن هشام.79/2 :
27تفسير الطبري .593/3
28اإلرهاب ،التشخيص والحلول لعبد هللا بن بية.49 :
29أحكام القرءان 311/ 4ـ
30املصدر نفسه147-146 /3 :
31املصدر نفسه.
32الذخيرة للقرافي . 385/ 3 :
33فقه الجهاد.92 /1 :
34الذخيرة 375 /3
محمد الخيراوي مفهوم الجهاد في اإلسالم العدد 10/9