Professional Documents
Culture Documents
التطور الداخلى فى الجمهورية الرومانية
التطور الداخلى فى الجمهورية الرومانية
واكب نشأة الجمهورية الرومانية صراعا داخليا فى روما بين الثرياء )طبقة
الرستقراطيين أو النبلء( الذين احتكروا كل السلطات فى الدولة وبين العامة من
الحرار الذين حرموا من تولى أى وظائف عامة فى داخل روما.
الوظائف العامة:
-1القنصلن :
بعد قيام الجمهورية انتقلت سلطات الملك من خلل جمعية للشعب تدعى
مجلس الحياء إلى موظفين من النبلء ،ويقر مجلس الشيوخ هذا التنصيب ويمنحهما
السلطة المطلقة " المبريوم" وسلطة الشراف على القضاء.
وتحدد مدة شغل هذه الوظيفة بعام واحد ،وهما يقومان بالشراف على السلطة
التنفيذية فقط ،ول يتدخلون فى إصدار القوانين ،وفى حالة خروج كل القنصلين
للحرب يعينان قائدا للمدينة " برايفاكتوس".
وكل الموظفين يحملن لقب قنصل وهما قائدين للجيش فى وقت الحرب
أيضا ،وفى عام 445ق.م أصبح للعامة الحق فى الترشيح لهذا المنصب ،إلى أن جاء
عام 367ق.م صدر قانون يوجب أن يكون أحد القنصلين من العامة.
-2البرايتور:
أسندت مهمة الشراف على القضاء عام 366ق.م إلى شخص يدعى
" البرايتور" أو القاضى ،وكان يقوم بعمل القنصلن فى وقت الحرب ،ويتم انتخابه
لمدة عام واحد ،ويقوم بحفظ القوانين وإصدارها ،والتى شكلت الجزء الكبر من
القانون الرومانى فى عصر الجمهورية ،وكان يختار من بين أعضاء مجلس السناتو
وعند انتهاء مدته يعمل كحاكم لحد القاليم التابعة لمدينة روما.
-3الكينسور:
كانت هذه الوظيفة مقصورة فقط على أحد أعضاء مجلس الشيوخ ،ولكن
أصبح من حق العامة الترشح لهذا المنصب منذ عام 339ق.م ،ووظيفة الكينسور
تشمل تقييم الثروات وتنظيم المواطنين فى قبائل وطبقات وفئات ،وتنظيم الشئون
المالية فى الدولة ويتولى الوظيفة لمدة 18شهرا.
-4التربيون:
تم إنشاء هذه الوظيفة لول مرة عام 494ق.م والهدف منها هو حماية العامة
ضد أى إجراء تعسفى من الموظفين السابق ذكرهم ،ويتم انتخابه من العامة ،ويتمتع
بحق العتراض "الفيتو" ضد أى قرار تعسفى أو أى موضوع يعرض على مجلس
السناتو أو أى موضوع يعرض على جمعية الشعب ،ويعين من خللهم ،وبعد انتهاء
مدة الوظيفة التى تبلغ العام الواحد يعين كأحد القادة العسكريين فى الجيش.
-5الديكتاتور:
هى وظيفة ل تظهر إل فى الفترات الصعبة التى تتعرض فيها الجمهورية
للخطر ،وتنتهى سلطة الديكتاتور بزوال الخطر ،وكانت لدية سلطة مطلقة ول يسأل
عما يتخذه من قرارات ،ويعين من قبل مجلس السناتو أو الشيوخ الرومانى ،ويقود
فرقة المشاة فى وقت الحرب ،بينما يقود نائب له فرقة الخيالة أو الفرسان.
المجلس المئوى:
على الرغم من أن هذا المجلس عرف بالمئوى ،إل أن هذا ل يعنى أن عدد
أعضاءه كانو 100عضو بل يعنى أن كل مواطن رومانى لهم صوت واحد يمثلهم
داخل هذا المجلس ،ويشمل هذا العدد كافة المواطنين سواء كانوا أثرياء أو العامة
على حد سواء.
أصبح هذا المجلس من أهم المجالس الشعبية فى روما خلل القرنين الخامس
والرابع ق.م وكان له حق النتخاب والتشريع والقضاء على النحو التالى -:
كان لهذا المجلس حق انتخاب القنصلن وكافة من يشغلون )(1
الوظائف العامة ،وكان هذا النتخاب يخضع للتصديق من قبل مجلس
السناتو.
) (2يملك هذا المجلس السلطة التشريعية الولى فى روما حيث يقوم
القنصل بعرض أى قانون أو تشريع جديد على مجلس السناتو حتى إذا ما
تم الموافقة عليه يرفع إلى المجلس المئوى الذى يوافق عليه أو يرفضه،
أى انه مجلس كون ليكون مشرفا على قارات مجلس السناتو.
) (3فسما يخص القضاء ،كان من حق أى مواطن يحكم عليه بالعدام أن
يدافع عن نفسه أمام المجلس الذى يمثل الشعب وهو المجلس المئوى ولكن
فى عهد سول 81ق.م ألغى عقوبة العدام ومن ثم انتهى دور هذا
المجلس القضائى.
وظل هذا المجلس يتمتع بجميع هذه الصلحيات فى إدارة شئون الحكم إلى أن
ظهر مجلس جديد يدعى بـ "الجمعية القبلية" الذى آلت إليه كافة صلحيات هذا
المجلس ،سوى أن المجلس المئوى احتفظ فقط بصلحية واحده وهى حقه فى
إعلن الحرب على أى خطر يهدد الجمهورية.
الحرب البونية الثانية:
نتيجة لنقص الموارد القتصادية التى تعرضت لها قرطاج من دفع جزية
كبيرة للرومان لجأ القرطاجيون إلى البحث عن موارد اقتصادية جديدة تعوض
بها خسارتها ،ولذلك تطلع القرطاجيون لحتلل اسبانيا ،وربما لكى يتخذوا منها
أيضا قاعدة عسكرية برية لمهاجمة روما من جديد بعد أن فقدو أسطولهم البحرى.
ونجح القائد القرطاجى "هملكار" فى فتح الكثير من مدن اسبانيا عام 237
ق.م وظل طول تسع سنوات يجهز الجيش ويقويه ،إل انه توفى فى إحدى
المعارك عام 228ق.م.
خلفه فى قيادة الجيش "هدرويال" الذى أحست روما بالخطر تجاهه التى
لجأت إلى مساعدة مدينة "ساخنتوم" بالشمال ضد هجوم "هدرويال" وانتهى
القتال بتوقيع اتفاقية عام 226ق.م بعد العتداء ،وتوفى "هدرويال" عام 221
ق.م مقتول ،وخلفه أشهر قائد عرفته قرطاج ويدعى "هانيبال" ابن القائد
"هملكار".
استطاع هانيبال فتح مدينة ساخنتوم عام 219ق.م وهو ما أشعل نار الحرب
مجددا بين روما و قرطاج .وتصادم الجيشان عند نهر "البو" بشمال ايطاليا،
حيث كان الرومان بقيادة بيبلوس ،حيث تعرض الرومان لهزيمة كبيرة على يد
القرطاجيين.
وانتظر بيبلوس المساعدة من روما التى سارعت باللحاق به عند إحدى روافد
نهر البو ،ونشب القتال من جديد واستطاع خلله هانيبال بإلحاق هزيمة أخرى
كبيرة بالرومان عام 217ق.م.
وبذلك تطلع هانيبال لحتلل مدينة روما ذاتها ،لذا لجأت روما نتيجة لحساسها
بالخطر إلى تعين "فابيوس ماكسيموس" ديكتاتورا لها لينقذها من الخطر
القرطاجى .ولجاء فابيوس ماكسيموس لنوع جديد من المواجهات العسكرية حيث
بدأ ينصب لجيش هانيبال بعض الكمائن الصغيرة التى تضعف من قوتهن إل أن
هذه المحاولت كانت ضعيفة ولم تمنع هانيبال من المضى باتجاه روما.
إل أن الرومان استطاعوا الدفاع ببسالة عن روما ،ودفع هانيبال إلى جنوب
ايطاليا الذى مكث به عدة سنوات يحاول أن يعيد تنظيم الجيش ،وأرسل فى طلب
المدادات إلى قرطاج ،مما زاد من صعوبة الموقف هو نجاح الرومان فى
السيطرة على اسبانيا من جديد.
وبقى هانيبال محاصرا بجنوب ايطاليا ،بينما طلب "سكيبيو" القائد الرومانى
من مجلس السناتو نقل الحرب من جديد إلى أرض إفريقيا ،حيث نجح سكيبيو فى
الوصول إلى الشمال الفريقى عام 204ق.م واستطاع أن يعقد حلفا مع ملك
"نوميديا" ليطوق قرطاج بين الجيش الرومانى وحليفه الجديد النوميديين.
لذا رأت قرطاج نفسها محاصرة بين قوتين ،حتى هتف القرطاجيون بعودة
هانيبال إلى إفريقيا لينقذوا مدينتهم ،وعاد هانيبال إلى قرطاج عام 203ق.م بعد
أن ظل طول 16عام يلحق الهزائم بالرومان على أراضيهم ،ورست قواته على
بعد 80ميل من قرطاج.
والتقى الجيشان فى معركة جديدة عند منطقة "جيل "Gillaعند مدينة زامان
إل أن سكيبو القائد الرومانى نجح فى هزيمته ،حتى اضطر هانيبال إلى التقهقر
نحو مدينة "حضرموت" ،إل أن الجيش القرطاجى لقى هزيمة كبيرة وطلب
الصلح ،وقبل سكيبيو بالصلح إل أنه هذه المرة فرض شروط قاسية ومنها تسليم
روما كافة سفن السطول القرطاجى ماعدا عشرة سفن تستخدم فى التجارة ودفع
جزية مالية ضخمة لمدة 50عاما.
تمسك تيبريوس بمشروعه الجديد على الرغم من عداء طبقة الغنياء له
وينص مشروعه على إل يتملك أى مواطن رومانى أكثر من 500فدان من
الراضى ويضاف إليه 25فدان لكل ولدن بحيث ل تزيد الفدنة عن ألف وما
يزيد عن ذلك يصادر لمصلحة الدولة.
أيضا ينص المشروع على تقسيم أراضى الدولة إلى قطع صغيرة بحيث تكون
كل قطعة 30فدان تقدم إلى الفقراء مقابل ضريبة سنوية صغيرة وأن تكون هذه
الراضى ملك للدولة ل يستطيع صاحبها بيعها أو شراء أكثر منها.
إل أن مجلس الشيوخ رد بعنف على مقترحات تيبريوس ،حيث أدت معارضة
أعضاء مجلس الشيوخ أو السناتو وفى أخر المر ووقوفهم ضد إصدار هذا
التشريع الجديد إلى أن تآمر بعض أعضاء المجلس على تيبريوس حيث قتلوه عام
144ق.م.
استطاع أخيه جايوس عام 124ق.م أن يشتغل منصب نقيب
العامة"التربيون" وحاول أن يطبق برنامج إصلحى آخر فى مدينة روما.
استصدر جايوس القانون الزراعى الذى كان استمرارا لما بدأه تيبريوس وزاد
عدد الفدنة الموزعة على الفقراء إلى 200فدانا.كما استصدر قانون الغلل،
والذى تتحمل من خلله الدولة الثمن الحقيقى للقمح والفرق الذى تبيع به الغلل
لفقراء المدينة ،وقد هدف من ذلك تحرير الغنياء من سلطتهم على الفقراء
وخاصة السياسية .كما استصدر القانون العسكرى ،والذى يحمل فيه الدولة تسليح
الجنود لتسهيل دخول الفقراء الجيش الرومانى ،وسعى كذلك لستمالة طبقة
الفرسان المكونة من الغنياء عن طريق إصدار ثلثة قوانين لصالحهم.
إل أن الصلحات التى قام بها جايوس كان هدفها الول هو الحد من مجالس
الشيوخ ،ومنح الفرسان سلطة أقوى ،مما زاد من صعوبة المر الذى انتهى بمقتل
جايوس وعدد من أعدائه على يد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ.
وبمقتل جايوس اصدر مجلس الشيوخ قانونا عام 120ق.م بإيقاف قانون
الغلل وعدم العمل به ،واتحدوا مع طبقة الفرسان ضد العامة لتوزيع الراضى
بينهم.
تولى سول الحكم فى روما عام 83ق.م ،وعمل على إصلح شؤن روما
الداخلية ،وكان من أهم الصلحات ،التى قام بها هو تنظيم السلم الوظيفى ،أى
طريقة الرتقاء من منصب أسفل إلى منصب آخر أعلى.
كما زاد الحد الدنى من السن الضرورية لتقلد المناصب حيث جعل من يتقلد
منصب ل يجب أن يقل سنه عن 42عاما وذلك لكى ل يصل سوى الرجال
الناضجين القادرون على مواجهة مجلس السناتو.
استطاع سول أن ينفرد بالحكم داخل روما بعد قضى على أعدائه داخل مجلس
السناتو ،حيث قام بتجديد معظم أعضاءه برجال يدينون له بالولء ،وزاد من عدد
أعضاء مجلس السناتو إلى 600عضو.
قام سول أيضا بسك عملة تحمل اسمه وصورته ،وهى من أولى العملت
الرومانية التى تحمل اسم الحاكم وصورته ،حيث كان المتبع أن تحمل العملت
الرومانية اسم المدينة وصورة الرباب الرومانية.
اعتمد سول فى حكمه على مساندة جماهير الشعب وخاصة طبقة الفقراء،
حيث زاد من أعدادهم داخل المجالس الشعبية ،وقام بتخفيض الفائدة على القروض،
وتوسيع حق المواطنة الرومانية وتجديد القانون الزراعى لصالح تلك الطبقة الفقيرة.
إل انه فى عام 79ق.م تنازل سول عن الحكم بصورة مفاجئة وآثر أن يبقى
فى منزله حتى وفاته فى العام التالى لتنازله عن الحكم .إل أن فترة حكمه تعد دليل
على بزوغ فجر جديد فى نظام الحكم الرومانى ،وهو عصر يستطيع فيه الحاكم
الرومانى ،وهو عصر يستطيع فيه الحاكم السيطرة المفردة على الحكم دون اللجؤ
إلى سلطة مجلس السناتو.
العصر المبراطورى
بعد انتهاء معركة أكتيوم البحرية واستيلء أغسطس على مصر وضعها
كولية تابعة للمبراطورية الرومانية ،قام أغسطس بإصلحات إدارية لتدعيم نفوذه
السياسى إلى جانب ذلك استطاع أن يستحوذ على جزء كبير من صلحيات نقيب
العامة وأصبح له حصانته السياسية مدعوما بالشعب.
كما أصبحت له مكانه دينية كبيرة فى نفوس الشعب الرومانى ،وصارت له
صلحيات الكاهن الكبر وبهذا أصبح يحكم تحت مسمى المواطن الول فى روما،
كما انه استطاع من القضاء على أعضاء السناتو المعارضين لحكمه فى مجلس
السناتو الرومانى.
كما استطاع أغسطس من تكوين إدارة مركزية تابعة له لكى تساعده فى
تسيير شؤن الدولة وممتلكاته الشخصية ،وتتكون هذه الدارة على النحو التالى-:
)(1مجلس إستشارى:
مكون من عدد من الشيوخ والحكماء ويعقد تحت رئاسته المباشرة لدراسة
مشاريع القوانين قبل طرحها على مجلس السناتو الرومانى.
) (2المجلس الميرى-:
وكان يتكون من أصدقاء المبراطور بعد منحهم لقب أمير وله اختصاصات
واسعة فيما يتعلق بالمور التنفيذية فى الحكم.
)(3الموظفين الداريين-:
وكانوا فى العادة ممن يعتقهم المبراطور ويخضعون لشرافه المباشر،
لتسيير كل ما يراه فى مصلحته الشخصية.
كما حدد أغسطس من يستطيع أن يدخل إلى طبقة السناتو أو النبلء حيث
أصبح من اللزم لكل فرد أن يملك ثروة عقارية تبلغ ألف ألف )مليون( من العملة
الرومانية )سسترتيوس( ،ومنع على أفراد هذه الطبقة من العمل فى التجارة ،وأصبح
النتماء إلى هذه الطبقة وراثيا.
أما طبقة الفرسان فقد لزم أن يكون العضو فيها مالكا لثروة تبلغ 400ألف
وان يوافق المبراطور شخصيا على انضمامه لهذه الطبقة ،وكان الهدف من تحديد
هاتين الطبقتين هو استمالة طبقة الفرسان إلى جانبه حيث يستطيع المبراطور فى أى
وقت مكافئة أى شخص من طبقة الفرسان وضمه إلى طبقة النبلء ،و 1لك لضبط
المن فى مدينة روما وإحكام سيطرته عليها.
جعل قائد المدينة الرومانية يتم تعينه بأمر مباشر من المبراطور ويعاونه
ثلث وحدات من الجيش بكل وحده 500رجل ،وأن يكون مقر هذه الوحدات عند
أبواب مدينة روما لحمايتها.
أما فى داخل المدينة فكانت توجد ثكنات خاصة لحرس المبراطور المكون
من 9وحدات ويترأس الحرس ضابطان ينتميان إلى طبقة الفرسان .وقد كان لهذا
الحرس المبراطورى فيما بعد دورا هاما فى تعين الباطرة أو اغتيالهم والتخلص
منهم عند الحاجة.
هذه هى الجراءات التى لجأ إليها أغسطس وقد كانت لها هدف واحد وهو
إقامة حكم فردى ،شبيه بالملكية المطلقة إل أن هذا النظام الذى أوجده أغسطس كان
يتضمن ثغرة كبيرة وهى عدم إرساء قاعدة لوراثة الحكم وهو ما اوجد الخلفات التى
وصلت فى بعض الحيان إلى الصدام المسلح بين أفراد الشعب الرومانى.
وقد حاول بعض من خلفاء أغسطس فى الحكم أحكام سيطرتهم على الحكم
من خلل التأثير الدينى فى نفوس الشعب الرومانى حيث أنهم ضاعفوا من دورهم
الدينى ككهان بان أقاموا بتأليه المبراطور المتوفى فى حفل دينى عام ،وكان هذا
الحتفال الدينى ذو صبغة سياسية فى حقيقته فهو يرمز إلى وفاء الشعب للنظام
المبراطورى كما كانت تعزز من سلطات المبراطور الحى على الشعب مادام
سوف يصبح إلها بعد مماته.
قام الباطرة خلل العصر المبراطورى بتقسيم الوليات التى كانت خاضعة
للمبراطورية الرومانية من جديد ومضاعفة عددها حتى قربت من المائة ولية فى
القرن الرابع الميلدى ،مما يدل على مدى اتساع المبراطورية الرومانية وقوة
نفوذها .
قام أغسطس أيضا ومن خلفه من الباطرة بعمل بعض التغيرات فى إدارة هذه
الوليات ،حيث كانت إدارتها فى العصر الجمهورى بيد أعضاء مجلس السناتو ،إل
أن أغسطس قدس قسم هذه الوليات إلى نوعين الولى تسمى بالوليات السناتورية
وتتبع مجلس السناتو أما الثانية فتسمى بالوليات المبراطورية وتتبع المبراطور
شخصيا فى إدارته أن وقد أصبح من حق الباطرة بعد ذلك أن يحولوا إحدى
الوليات السناتورية إلى ولية إمبراطورية بصفة مؤقتة أو بصفة دائمة.
قسمت الوليات فى العصر المبراطورى إلى ثلث أنواع حيث تضم كل
ولية هذه النواع الثلثة وهى-:
)(1المدن الجنبية
)(2البلديات اللتينية
)(3المستعمرات الرومانية
المدن الجنبية هى التى يسكنها السكان الصلين فى الولية وكانت قائمة قبل الغزو
الرومانى ،وهى مستقلة إداريا عن روما ،إل أنها تخضع إلى ضريبة تؤديها إلى
المدينة الم "روما" كعلمة على ولئها ،ويستطيع المبراطور أن يحولها إلى مدينة
لتينية إذا أراد ذلك.
البلديات اللتينية هى ذات وضع إنتقالى بين المدينة الجنبية والمستعمرة الرومانية،
وكان بعضها معفى من بعض أنواع الضرائب وهى المدن التى يسمح للرومان
الصلين بالقامة فيها إلى جانب السكان الصلين والختلط بهم والزاج منهم.
فى بعض الحيان ترقى البلدية اللتينية إلى المستعمرة الرومانية،وكان
الغرض من إقامة المستعمر عسكرى أو إقتصادى ولم يبدأ تأسيس المستعمرات فى
الوليات القرب نهاية القرن الثانى ق.م إل أنها زادت وكثرت فى العصر
المبراطورى.
كانت فى بعض الحيان تنشأ فى مناطق زراعية أو اقتصادها قوى ليستقر بها
عدد من قدماء المحاربين وأسرهم أو من فقراء الرومان ،ويتمتع سكان المستعمرة
الرومانية بحق المواطنة الرومانى كامل.
يلحظ أن كافة النواع الثلثة كانت تتمتع بالستقلل الدارى لمؤسساتها
وتضم فى إدارتها-:
)(1المجلس البلدى -:وقد عرف باسم المجلس البولى فى الوليات الهللينستية ،وكان
يضم الحكام السابقين والشيوخ وهو مجلس يختص بإدارة شؤن المدينة.
)(2جمعية شعبية مهمتها الولى انتخاب الحكام والتصديق على القوانين والتشريعات.
)(3الحكام ،وتكون لموظفين يحمل مهام القنصلين وينتخبان لمدة عام واحد.
فيما يتعلق بمنح حق المواطنة الرومانى لسكان الوليات ،فانه كان يخضع
لدرجة المدينة التى ينتمون إليها ،ولمكانتهم الجتماعية فى المدينة فالتجار الصغار
والصناع والعمال كانوا يعتبرون أجانب وان كانوا من السكان الصلين
للمدينة.وكانت الطبقة الرستقراطية أو الثرية فى المدن هى القادرة على الحصول
على حق المواطنة ،حيث كان القانون يقضى أن كل من قام بمباشرة منصب إدارى
يصبح مواطنا رومانيا ،وكانت هذه المناصب قاصرة على هاتين الفئتين ،حيث كانت
المناصب متوفرة لمن يستطيع دفع نفقاتها ،كتقديم هدية للوصول إلى المنصب أو
تمويل الحفلت واللعاب الشعبية والمشاركة فى تموين المدينة بالمواد الغذائية،
خاصة وان مالية المدينة كانت مرهقة دائما بالضرائب التى تفرض من روما عليها.
أدى ذلك فى النهاية إلى ضعف النظام الدارى للوليات وإحكام سيطرة
المبراطورية عليها ،بل إن فى بعض الحيان كان يرسل موظفين من قبل الدارة
المركزية بروما لمباشرة المدن أو الوليات الضعيفة.
لم تكن هناك أى عدالة فى توزيع أعباء الضريبة على الشرائح الجتماعية
المختلفة ،حيث كان الفقراء هم المؤدون فعليا لهذه الضرائب ،أما الطبقة
الرستقراطية فهم كانوا من يقومون بتحصيلها ورفعها إلى المدينة الم "روما" حيث
كانت تلك الوليات مصدرا أساسيا من مصادر الدخل الرومانى ويمكن القول أن
استغلل الرومان للوليات التابعة لهم قد زاد أضعافا خلل العصر المبراطورى
عما كان عليه خلل العصر الجمهورى.
التأثيرات الشرقية والغريقية على روما
حيث تجلت منذ القرن الثانى ق.م المؤثرات الشرقية فى عدة مظاهر من
الحياة الرومانية ،حيث قرن الرومان بين أربابهم والرباب الغريق فأصبح زيوس
كبير الرباب الغريق جوبيتر عند الرومان إلى جانب الكثير من تلك المقارنات،
وفى نفس الوقت لقت الديانات الشرقية نجاحا كبيرا فى روما ،ومنها عبادة ايزيس
المصرية ،حيث امتازت تلك الديانات الشرقية بطقوسها الجذابة واحتفالتها المبهرة،
ومواساتها للفقراء والمتألمين فى الحياة لنها تبشر بحياة أخرى أسعد.
لم يقتصر التأثير الشرقى الغريقى على روما فى الميدان الدينى فقط بل امتد
كذلك إلى المجال الفنى والدبى ،فتأثر الكتاب اللتين أو الرومان بسابقيهم من الكتاب
الغريق ،ومن بينهم ششرون الخطيب الرومانى الشهير الذى تأثر كثيرا بالفلسفة
الغريقية.
كما لقت التأثيرات الشرقية والغريقية طريقها إلى روما عن طريق قادة
الجيوش الذين اطلعوا خلل حملتهم على العمال الفنية ونهبوا مجموعات من
التماثيل والفسيفساء واللوحات الفنية ،ويمكن القول بأن الفن الرومانى فى بدايته لم
يكن إل فما مستوردا من بلد الغريق.
ومع ذلك فقد تزايد التأثير الشرقى على الرومان خلل القرن الثالث الميلدى
فى عهد سيبتيموس سفيروس ،وخاصة فى واجهات العمائر الدينية والقصور
والحمامات العامة التى احتوت على أجزاء كثيرة عرفها الشرق واستخدموها قبل
انتقالها إلى الرومان.
كما انتقلت أيضا الديانة المسيحية من الشرق إلى الغرب ومنها إلى روما وهو
ما كان له تأثير قوى على مستقبل المبراطورية الرومانية التى انقسمت إلى قسمين
أو إمبراطوريتين فى القرن الرابع الميلدى إحداها فى الشرق وتدعى المبراطورية
البيزنطية نسبة إلى عاصمة الحكم "بيزنطة")تركيا حاليا( والخرى فى الغرب
وتسمى المبراطورية الغربية وعاصمتها "روما" ولكل منها إمبراطور منفصل
بكافة شؤنه عن الخر إل أنهما فى البداية كانا تابعين للصل مدينة روما حتى
انفصل فى الحكم تماما.
انتقلت أيضا إلى روما مظاهر الحياة الثرية والترف ،حيث بدأ أثرياء روما
يلجأون إلى تزين منازلهم وقصورهم بالعمال الفنية المجلوبة من الشرق ،ويكثرون
من العبيد والماء لستخدامهم فى حفلتهم المستمرة ،واضحو يقيمون منازلهم على
مساحات شاسعة تضاهى منازل الشرق وجمالها ،حيث يذكر التاريخ ان هانيبال
خلل الحربين البونية الولى والثانية قد جمع من أصابع الرومان عددا كبيرا من
الخواتم الذهبية ،وهى عادة كانت منتشرة قبل ذلك فى الشرق.
مظاهر الحياة الجتماعية الرومانية
الزواج والطلق-:
وكانت عقد الزواج أحيانا تعقد على البناء فى طفولتهم ،وكان رضا والدى
الزوج والزوجة ضروريا لتمام عقد الزواج ،وكانت تصحب الخطبة مراسم وتقاليد
معينة .حيث كان أقرباء الزوجين يجتمعون فى مأدبة رسمية ليشهدوا عقد الزواج
وكانت تكسر قشة أو فرع صغير بين أهل العروسين علمة على اتفاقهما.
كانت شروط الزواج وخاصة ما يتصل منها بالمهر تسجل كتابة ويضع
الزوج خاتم من حديد فى اليد اليسرى للزوجة وخاصة فى الصبع الرابع لعتقادهم
أن هذا الصبع يتصل بالقلب.
كان اصغر سن مباح فيه الزواج الثانية عشرة للفتاة والرابعة عشرة للفتى،
وكان القانون الرومانى القديم يجعل الزواج إجباريا حيث فرضت ضريبة باهظة
على العزاب .وقد ظهر للزواج عند الرومان أنواع متعددة مثل-:
)(1زواج كامل
)(2زواج غير دينى
)(3وزاج وضع اليد
)(4زواج الكونغرايتو
يعنى بالنوع الول" الزواج الكامل" أن تصبح العروس وكل ما تملكه ملكا
خالصا لزوجها وان يتم ذلك من خلل احتفال أسرى وحفل دينى يباركه كاهن
المدينة.
النوع الثانى فهو يتضح من معناه فهو ل يشترط إقامة حفل دينى ول يتطلب
سوى رضاء العروسين ،ويمكن ان يتزوجا ضد رغبة أهلهم.
أما زواج وضع اليد فكان يتم إما بالمعاشرة الزوجية لمدة عام دون عقد
رسمى مكتوب أو عن طريق الشراء للماء وتحويلهم من مرتبة العبودية إلى زوجة.
أما زواج الكونغرايتو فيعنى أن يقوم العروسان بأكل كعكة معا وهو يتطلب
حفل دينيا ول يتم إل بين الشراف ،وتقوم الزوجة بدفع المهر وتوضع ممتلكاتها
تحت تصرف الزوج ،ولكن ترد إليها أملكها وقيمة المهر إذا حدث طلق أو مات
الزوج.
وكان يصحب حفل الزواج الغانى الشعبية ،وكانا أسرتا العروسين تطعمان
فى بيت العروس ليلة الزفاف ،ثم يسير أفراد السرتين فى موكب بهيج إلى بيت والد
العريس على أنغام الموسيقى فإذا ما وصلوا تقدم العريس ليرفع العروس إلى عتبة
البيت ثم يشتركان فى حفل دينى خاص بأرباب البيت الجديد ،ودليل على انضمام
العروس إلى السرة الجديدة.
كانت العادة أن تقوم الزوجة بالشراف على كافة شؤن المنزل وتربية البناء
وهى السيدة الولى للمنزل ل حق لها فى إصدار كافة الوامر حتى يصل رب
المنزل فتتحول كافة المور إلى يديه فهو الحاكم فى بيته وكافة أفراد السر خاضعين
لوامره ،وكان المجتمع الرومانى يهدف من ذلك إلى بناء أسرة قوية تساهم فى تقوية
المجتمع الرومانى.حتى أن الدولة كانت توفر للسرة الرومانية كافة نفقاتها
وتخصص لها عدد من العبيد وقطعة من الرض لزراعتها إذا ما التحق رب السرة
بالجيش وغاب لفترة طويلة عن المنزل ،كما تقدم الدولة أيضا تعويضا كبيرا للسرة
إذا ما توفى الزوج فى الحرب .