Professional Documents
Culture Documents
بتطوان
في موضوع
ا
رقم االبوجي
13001838
تحت اشراف
السنة الدراسية
2016 2017
اهداء
اهدي هذا البحث المتواضع الى قدوتي ومعيني و النور الذي ينير طريقي الى من احمل اسمه بكل فخر واعتزاز
الى بسمة الحياة وسر الوجود الى من كان دعائها سر نجاحي وبلسم جراحي الى اغلى الناس على قلبي امي الحبيبة
الى من ارهم في االرض كزهر الياسمين وفي السملء كالبدر المنير اخوتي هاجر وسناء وفتيحة وحمزة وخالد والى روح
جدي العزيز
الى كل اصدقائي وصديقاتي الذين يعرفون مني معنى الصداقة ولم يتوانوا عن تقديم النصائح والمساعدات لي واخص
بالذكر صديقي العزيز وليد موحان
شكر وتقدير
اتقدم بالشكر العميق الستاذي الدكتور محسن شداد الذي لوال توجيهاته السديدة لما راى هذا البحث النور
واخص بالذكر وجزيل الشكر والعرفان الى كل من اشعل شمعة في دروب علمنا والى من وقف في المنابر واعطى من
حصلية فكره لينير دربنا
وسنتحدث في هذا الفصل عن الثورات التي قامها البربر ضد المحتل الروماني الذي جاء لنهب وسرقة خيرات البالد و
تجويع اهلها و من اهم الثورات التي عرفتها البالد نذكر ثورتين وهما ثورة ايدمون وثورة تكفاريناس
تاكفاريناس من أهم قادة نوميديا ،نشأ في أسرة نبيلة ذات نفوذ كبير ،وينتمي لقبيلة موساالمس
في سن السادسة عشرة برتبة مساعد ،واكتسب أثناء ،وج ّند مساعدا في الجيش الروماني)(Musulamii
العمل تجربة عسكرية كبيرة؛ لكنه فر من الجندية بعد أن رأى ظلم الرومان الذي كان يمارس ضد االنومدين
وتلمس طغيانهم واستبدادهم المطلق .فعين من قبل أتباعه ومحبيه قائدا لقبائل المزاملة" سنة 17م ،فشكل
على الطريقة الرومانية في تنظيم الجيوش .وفقد عمه وأخاه وابنه في والفرسان منها جيشا نظاميا من المشاة
الحروب التي خاضها ضد الجيش الروماني في شمال أفريقيا ،وقد دامت ثورته سبع سنوات ثم انهزم قتيال في
في منطقة سور الغزالن بالجزائر .وتعلم تاكفاريناس الكثير من خطط الجيش الروماني وطرائقه االستراتيجية
في توجيه الحروب والمعارك ،كما اطلع على أسلحته وما يملكه من عدة مادية وبشرية ،وما يتسم به هذا
الجيش من نقط الضعف التي يمكن استغاللها في توجيه الضربات القاضية إليه أثناء اشتداد المواجهات
.والمعارك الحامية الوطيس
يعد تاكفاريناس من أهم أبطال المقاومة النومدية قديما ،وقد أظهر شجاعة كبيرة في مواجهة المحتل الروماني،
وقد لقنه درسا الينسى في البطولة والمقاومة الشرسة ،وهو ما زال محفورا في ذاكرة تاريخ اإلمبراطورية
الرومانية .كما أخرت مقاومته الشعبية احتالل نومديا من قبل الرومان لمدة تربو على عقد من الزمن .ولم
.يتمكن العدو من احتالل بعض أجزاء أفريقيا الشمالية إال بعد مقتل تاكفاريناس في ساحة الحرب
تاكفاريناس من أهم قدات نوميديا ،نشأ في أسرة نبيلة ذات نفوذ كبير ،وينتمي لقبيلة موساالمس ،وۥجنّد
مساعدا في الجيش الروماني في سن السادسة عشرة برتبة مساعد ،واكتسب أثناء العمل تجربة عسكرية
الذي كان يمارس ضد األمازيغيين وتلمس طغيانهم كبيرة؛ لكنه سيفر من الجندية بعد أن رأى ظلم الرومان
واستبدادهم المطلق .فعين من قبل أتباعه ومحبيه قائدا لقبائل" المزاملة" سنة 17م ،فشكل منها جيشا نظاميا
من المشاة والفرسان على الطريقة الرومانية في تنظيم الجيوش .وفقد عمه وأخاه وابنه في الحروب التي
خاضها ضد الجيش الروماني في شمال أفريقيا ،وقد دامت ثورته سبع سنوات ثم قتل في معركة في منطقة
بالجزائر .وتعلم تاكفاريناس الكثير من خطط الجيش الروماني وطرائقه االستراتيجية في توجيه سور الغزالن
الحروب والمعارك ،كما اطلع على أسلحته وما يملكه من عدة مادية وبشرية ،وما يتسم به هذا الجيش من نقط
الضعف التي يمكن استغاللها في توجيه الضربات القاضية إليه أثناء اشتداد المواجهات والمعارك الحامية
.الوطيس
إذا كان موقف األمازيغيين من الفينيقيين والقرطاجيين إيجابيا ،فإن موقف األمازيغيين من الرومان كان سلبيا
إلى حد كبير؛ ألن الحكومة الرومانية كانت تسعى إلى التوسع واالستيطان واستغالل ثروات شعوب اآلخرين
عن طريق التهديد وإشعال الفتن والحروب كما فعلت مع الدولة القرطاجنية في تونس في إطار ما يسمى
.بالحروب البونيقية
وإذا كان القرطاجنيون قد اهتموا بالتجارة والصيد ،فإن الرومان كانوا يركزون كثيرا على الفالحة؛ مما دفعهم
للبحث عن األراضي الخصبة الصالحة للزراعة .وهذا ما أدى بالحكومة الرومانية للتفكير في استعمار شمال
قصد نهب خيراتها واالستيالء على أراضيها التي أصبحت فيما بعد جنانا للمالكين الكبار وإقطاعات أفريقيا
لرجال العسكر وفراديس خصبة للساهرين على الكنيسة في حين أصبح األمازيغيون عبيدا أرقاء وخداما رعاعا
وأجراء مستلبين في أراضيهم مقابل فضالت من الطعام التقي جوع بطونهم التي كان ينهشها الفقر والسغب.
ومن ثم « ،طبقت روما سياسة اقتصادية جشعة طوال احتاللها ،تلخصت في جعل والياتها تخدم اقتصادياتها
وتلبي حاجياتها من الغذاء والتسلية لفقرائها ...والتجارة المربحة لتجارها والضرائب لدولتها ...واإلبقاء على
...".النزر اليسير لسد متطلبات عيش األمازيغ الخاضعين
ويعني هذا أن سياسة الرومان في أفريقيا الشمالية كانت تعتمد على التوسع والغزو وإيجاد الحلول المناسبة
لمشاكلها الداخلية وتصديرها إلى الخارج مع البحث عن الموارد واألسواق لتحريك دواليب اقتصادها المعطل
وإيجاد مصادر التمويل والتموين لقواتها العسكرية الحاشدة عددا وعدة .ومن ثم ،لم " يكتف الرومان باحتالل
أجود األراضي الفالحية األمازيغية فحسب ،بل قام اإلمبراطور الروماني أغسطس بتشجيع استيطان عدد مهم
المسرحون أو المتقاعدون ورجال
ّ من سكان إيطاليا في شمال إفريقيا ،خصوصا منهم الجنود وقادة الجيش
األعمال والتجار مما كان له دوره في تغيير التوازن والتوافق السكاني ،الذي كان سائدا في السابق بين ساكنة
المنطقة ،بل كلما تم استقدام أعداد منهم من إيطاليا ،إال ويكون على حساب األراضي الفالحية والرعوية
ويظهر هذا في نسبة العمران والتمدين الروماني الذي بدأ في سواحل البحر المتوسط .لألهالي األمازيغ
خصوصا بعد فترة اإلمبراطور أغسطس .أما المناطق الداخلية فلم تبق بمعزل عن هذه التطورات خصوصا أن
الرومان كانوا يضمون األراضي األمازيغية باستمرار نحو الداخل ،إما بهدف الحصول على أراضي جديدة
.".للقادمين الجدد ،أو الحصول على أماكن بناء الحصون والقالع لحماية أراضي المعمرين
ومن األسباب األخرى التي أدت إلى اندالع ثورة تاكفاريناس االنتقام للملك األمازيغي األول يوغرطة الذي وحد
األمازيغيين وأعدهم لمواجهة العدو الروماني الغاشم ،بيد أن الجيش الروماني نكل به تنكيال شديدا ليكون عبرة
لآلخرين ،وأيضا الثأر من الجيش الروماني نظرا لما قام به من اعتداء صارخ على القبائل الموسوالمية التي
وقفت كثيرا في وجه الغزو الروماني ،ناهيك عن التفاوت الطبقي واالجتماعي في المجتمع األمازيغي الذي
خلقه االحتالل الروماني ،وتردي أحوال الفقراء والمعدمين وهذا ما سيؤدي بهم فيما بعد إلى ثورة جماعية
تسمى بالدوارين؛ ألنهم كانوا يحومون ويدورون حول مستودعات الحبوب لسرقتها .وال ننسى رجال الكنيسة
األمازيغيين الذين ساهموا في إشعال عدة فتن وثورات ضد المحتل الروماني خاصة الدوناتيين نسبة إلى رجل
الدين األمازيغي المسيحي دوناتوس الذين كانوا يطالبون إخوانهم األمازيغيين بعدم االنتظام في الجندية
.الرومانية وطرد كبار المالك من أراضيهم وأصحاب النفوذ من المسيحيين الكاثوليك من بالدهم
لم يرض تاكفاريناس بالتدخل اإليطالي ولم يقبل كذلك بالظلم الروماني وبنزعته التوسعية الجائرة التي
استهدفت إخضاع األمازيغيين وإذاللهم ونهب ثرواتهم واالستيالء على خيراتهم وممتلكاتهم عنوة وغصبا .كما
وهو ) (Limesلم يرض بتلك السياسة العنصرية التي التجأ إليها الرومان لطرد األمازيغيين خارج خط الليمس
خط دفاعي يفصل الثلث الشمالي المحتل عن الجنوب الصحراوي غير النافع .وقد ۥش ّيد هذا الخط الفاصل بعد
القرن الثاني الميالدي بعد أن تمت للرومان السيطرة الكاملة على أراضي أفريقيا الشمالية .ويتركب خط الليمس
من جدران فخمة شاهقة وخنادق وحفر وحدود محروسة وقالع محمية من قبل الحرس العسكري ،ويمكن
تشبيهه بالجدار المحصن ضد الهجوم األمازيغي المحتمل .وكان هذا الخط الفاصل يتكون من الفوساطوم الذي
يتألف من أسوار تحفها خنادق من الخارج ،ومن حصون للمراقبة غير بعيدة عن الفوساطوم ،وطرق
المواصالت الداخلية والخارجية التي تتصل بالفوساطوم قصد إمداد الحاميات بالمؤن واألسلحة .ويعني هذا أن
خط الليمس كان يقوم بثالثة أدوار أساسية :دور دفاعي يتمثل في حماية الحكومة الرومانية في إفريقيا
الشمالية والحفاظ على مصالحها وكينونتها االستعمارية من خالل التحصين بالقالع واستعمال األسوار العالية
المتينة الشاهقة ،ودور اقتصادي يكمن في إغناء التبادل التجاري مع القبائل األمازيغية التي توجد في المنطقة
الجنوبية لخط الليمس ،ودور ترابي إذ كان الليمس يفصل بين منطقتين :منطقة شمالية رومانية ومنطقة
جنوبية أمازيغية .وال يعبر هذا الخط الواقي إال عن سياسة الخوف والحذر وترقب الهجوم األمازيغي المحتمل
.في كل آن ولحظة
هذا ،ولقد امتدت مقاومة تاكفاريناس شرقا وغربا لتوحيد األمازيغيين قصد االستعداد لمواجهة الجيش
الروماني المحتل .وكانت الضربات العسكرية التي يقوم بها تاكفاريناس تتجه صوب القاعدة الرومانية الوسطى
مع استخدام أسلوب المناورة والتشتت للتجمع والتمركز مرة أخرى ،والتسلح بحرية الحركة و استخدام تقنية
المناورة واللجوء إلى االنسحاب والمباغتة والهجوم المفاجئ وحرب العصابات المنظمة لمحاصرة الجيش
وهذه الطريقة في المقاومة لم يألفها الجيش الروماني الذي كان .الروماني وضربه في قواعده المحصنة
اليشارك إال في الحروب والمعارك النظامية وينتصر فيها بكل سهولة نظرا لقوة عتاده المادي وعدته البشرية
والعسكرية .ويبدأ امتداد تاكفاريناس من طرابلس الحالية غربا حتى المحيط األطلسي شرقا واالمتداد في مناطق
.الصحراء الكبرى جنوبا
وكل من يستقرى تاريخ مقاومة تاكفاريناس البد أن يعتمد على كتابات المؤرخ الالتيني تاكيتوس الذي كان
قريبا من تلك األحداث ،ولكنه لم يكن موضوعيا في حولياته التاريخية وأحكامه على األمازيغيين ،وكان ينحاز
إلى اإلمبراطورية الرومانية وكان يعتبر تاكفاريناس ثائرا إرهابيا جشعا يريد أن يحقق أطماعه ومآربه
الشخصية على حساب اآلخرين وحساب أصدقائه القواد مثل :القائد الشجاع مازيبا .ويعني هذا حسب المؤرخ
الالتيني الروماني تاكيتوس أن الحكومة الرومانية لم تأت إلى أفريقيا الشمالية إال لتزرع الخير وتنقذ الجائعين
وۥتحضّر البدويين والرحل الرعاع وتزرع السالم والمحبة بين األمازيغيين ،بينما -والحق يقال -لم تقصد
الجيوش الرومانية ربوع تامازغا بجيشها الجرار وأسلحتها الفتاكة سوى الحتاللها واالستيطان بها واالستيالء
على أراضيها ونهب ثرواتها والتنكيل بأهاليها .ويقول تاكيتوس في حق تاكفاريناس ":اندلعت الحرب في
إفريقية في نفس السنة (17م) ،وكان على رأس الثوار قائد نوميدي يسمى تاكفاريناس ،كان قد انتظم بصفة
وفي أول أمره جمع حوله بعض العصابات من قطاع الطريق .مساعد في الجيوش الرومانية ثم فر منها
والمشردين وقادهم إلى النهب ،ثم جعل منهم مشاة ففرسانا نظاميين وسرعان ما تحول من رأس عصابة
لصوص إلى قائد حربي للمزالمة ،وكانوا قوما شجعانا يجوبون الفلوات المتاخمة إلفريقية .وحمل المزالمة
السالح وجروا معهم جيرانهم الموريين الذين كان يقودهم مازيبا .واقتسم القائدان الجيش ،فاستبقى
تاكفاريناس خيرة الجند ،أي جميع من كانوا مسلحين على غرار الرومان ليدربهم على النظام ويعودهم على
".االمتثال ،أما مازيبا فكان عليه أن يعمل السيف ويشعل النار ويذعر الذعر بواسطة العصابات
أسلوبا ذكيا في توجيه الطعنات إلى تاكفاريناس عندما اعتبره رجل ) Taciteويستعمل تاكيتوس (تاسيت
عصابة يفر من الجندية ويتحول إلى قائد عسكري خائن أناني يستحوذ على خيرة الجند ،بينما ال يترك لصديقه
!!!مازيبا سوى عصابة من اإلرهابيين تنشر الذعر في نفوس األبرياء من الروم
ونحن سنقلب القراءة لتتجه عكس مسار قراءة تاكيتوس لنثبت بأن تاكفاريناس كان رجال شجاعا ومواطنا
أمازيغيا غيورا على بلده ،لم يرض بالضيم اإليطالي والذل الروماني ،فوحد القبائل األمازيغية سواء أكانت في
الشرق أم في الغرب أم في الجنوب ،أي إنه استعان بكل القبائل المناوئة للمحتل الروماني حتى بالقبائل
.الصحراوية التي كانت ترفض هذا العدو المغتصب وتناهضه
وتعتمد مقاومة تاكفاريناس على نوعين من القوات العسكرية :قوة عسكرية منظمة على الطريقة الرومانية
التي تتكون من المشاة والفرسان ،وقوة غير منظمة تتخذ شكل عصابات مباغتة مشروعة في أهدافها ونواياها
توجه ضربات خاطفة موجعة للجيش الروماني وتزرع في صفوفه الرعب والهلع والخوف ،وفي دياره الدمار
والخراب وخاصة في موسم الحصاد أثناء جني المحصول ،وبذلك كان يوجه الضربات السديدة إلى االقتصاد
الروماني بحرق المحصول أو السيطرة عليه أو منع األمازيغيين من بيعه للحكومة الرومانية التي احتلت
األمازيغيين لمدة خمسة قرون .وبالتالي ،فهذه" الحرب أضرت بالمصالح االقتصادية لروما .فكانت جميع
المعارك تقع في أواخر الربيع وفصل الصيف ،ومن بين أسباب ذلك إغارة تاكفاريناس على المدن وقت االنتهاء
من حصاد الحبوب للسيطرة على المحصول من جهة وللحيلولة دون بيع كل غلة الحبوب لروما .كما كان
"..تاكفاريناس يشتري الحبوب من التجار الرومانيين للحيلولة دون وصولها إلى العاصمة اإلمبراطورية
م سنة مقتله في معركة 24وقد استمرت ثورة تاكفاريناس في مواجهة الرومان مدة سبع سنوات من 17م إلى
الشرف ضد الجيش الروماني .ويعني هذا أن ثورة تاكفاريناس ثورة عنيفة شرسة ،وتعتبر أقوى مقاومة في
تاريخ الحضارة األمازيغية في منطقة حوض البحر األبيض المتوسط .وهي ال تعبر عن صراع الحضارة
والبداوة أو الصراع الطاحن بين النظام والفوضى كما يقول الكثير من المؤرخين الغربيين بما فيهم المؤرخ
الروماني تاكيتوس صاحب كتاب الحوليات ،بل هي تعكس صراعا جدليا بين الظلم والحق وبين الحرية
.والعبودية
ومن أسباب نجاح ثورة تكافاريناس أنه تبنى عدة طرائق في المواجهة العسكرية والسيما الجمع بين الخطة
النظامية وحرب العصابات وتوحيد القبائل األمازيغية في إطار تحالف مشترك واستغالل الظروف العصيبة التي
كانت تمر بها الحكومة الرومانية لضربها ضربات موجعة .وبالتالي ،لم يقتصر في تحالفه على قبائل الموسالم،
بل انفتح على القبائل الصحراوية وتحالف مع الموريين ،أي مع قوات موريطانيا الطنجية التي كان يقودها
مازيبا .أما الحاكم يوبا الثاني ملك موريطانيا الطنجية فقد كان عميال للرومان ومتحالفا مع الحكومة القيصرية،
لذلك لم يستجب له الشعب وانساق وراء القائد مازيبا الثائر ،دون أن ننسى قبائل الكينيتيين الشجعان الذين
كانوا يوجدون في الجنوب الشرقي للقبائل الموسوالمية وقد تحالفوا عن اختيار وطواعية مع القائد البطل
.تاكفاريناس
وبعد أن استجمع تاكفاريناس القبائل الثائرة عبر المناطق الجنوبية لخط الليمس من سرت حتى المحيط
األطلسي انطلق في هجماته التي كانت تخضع للمد والجزر والهجوم واالنسحاب ،ولكنه استطاع أن يلحق عدة
هزائم بالجيش الروماني وأن يقض مضجع الحكومة المركزية في روما .وكان تاكفاريناس يعتمد على البدو
الذين كانوا يعرفون مناطق الصحراء ويتحركون بسرعة على جمالهم ويباغتون الجيش الروماني في الوقت
الذين يحددونه والمكان الذي يعينونه ويختارونه بدقة .لذالك ،كانت الكرة في مرمى جيش تاكفاريناس
.يستخدمها في الوقت المناسب وفي المكان المناسب .بينما ينتظر الجيش الروماني ضربات الهجوم للرد عليها
ولكن الرومان استطاعوا أن يتحالفوا مع األمازيغيين الموالين لهم كيوبا الثاني وابنه بطليموس وأن يسخروا
الجنود األمازيغيين لضرب إخوانهم ؛ وكان المثل عند كل المحتلين ألراضي األمازيغ من الرومان مرورا
ينبغي أن تحارب األمازيغيين بإخوانهم األمازيغيين" .بيد أن يوبا الثاني وابنه ":بالبيزنطيين إلى الوندال
بطليموس لم يستطيعا أن يؤثرا على الموريين الذين مالوا إلى تاكفاريناس ومازيبا للدفاع عن أراضيهم
المغتصبة من قبل الرومان وحرياتهم الطبيعية والمشروعة التي يريد الرومان انتزاعها من أصحابها
ليحولونهم إلى أجراء وأرقاء مذلولين .ويقول تاكيتوس في حولياته ":تاكفاريناس ال زال ينهب في إفريقيا
مساندا من طرف الموريين الذين فضلوا مساندة الثورة على الوالء للعبيد العتقاء الذين يشكلون حاشية الملك
.".الصغير بطليموس
،وطالب الرومان بأراضي خصبة "تهالة "وقد هاجم تاكفاريناس حصون الجيش الروماني وقالعه وهدد مدينة
لزراعتها أو للرعي فيها ،لكن الرومان استمالوا بعض أتباع تاكفاريناس ووعدوهم بالعفو وبأجود األراضي
لزراعتها .وهكذا دب الشقاق في جيش تاكفاريناس وانتشرت الخيانة .وفي جهة مقابلة ،سارعت الحكومة
الرومانية إلى توشيح كل القادة العسكريين الذين يصدون بعنف لهجمات تاكفاريناس ووضعوا تماثيل شاهدة
على إنجازاتهم .وقد قال تاكيتوس ساخرا بذلك ":يوجد في روما ثالثة تماثيل متوجة وتاكفاريناس ال زال حرا
".طليقا في إفريقيا
،ستتغير موازين الحرب في أفريقيا Coelius Dolabellaلكن مع تعيين البروقنصل كورنيليوس دوال بيال
الشمالية وسيحاصر هذا القائد الروماني الجديد جيوش تاكفاريناس بعد أن قضى على الكثير من أتباعه
الموزوالسيين واستطاع أن يباغت جيشه في حصن أوزيا شرق نوميديا في الصباح الباكر قبل استيقاظ قوات
تاكفاريناس ،فاستطاع بسهولة أن يقبض على ابن الثائر أسيرا ،وأن يتمكن من أخ تاكفاريناس .وبعد ذلك ،دخل
دوالبيال في معركة حامية الوطيس مع القائد تاكفاريناس الذي توفي في المعركة سنة 24م .وكانت هذه الهزيمة
في الحقيقة نتاجا للخيانة التي دبرت في الكواليس الرومانية في تنسيق مع األهالي األمازيغيين ،ومن هنا ،طعن
تاكفاريناس في الظهر كما في كل السيناريوهات الحربية والعسكرية التي حبكت من قبل الرومان للتخلص من
...أعدائهم األمازيغيين
ويقول محمد بوكبوط مصورا نهاية تاكفاريناس ":شن تاكفاريناس الحرب على المدن والقرى الخاضعة
للرومان ،وامتدت الحركة من موريطانيا إلى خليج السرت ،مما جعله يضغط بقوة ويطالب اإلمبراطور بتسليمه
.األراضي ،مهددا بشن حرب الهوادة فيها
غير أن الرومان استطاعوا أن يحدثوا شرخا في صفوف الثوار األمازيغ ،بقطع الوعود وتقديم تنازالت بسيطة.
أفلح في الظفر بتاكفاريناس Dolabellaورغم ثورة الموريين عقب تولي بطليموس ،فإن البروقنصل دوالبال
".الذي قتل وهو يحارب سنة 24م .لتنتهي بذلك ثورته
وهكذا تنتهي ثورة تاكفاريناس بعد سنوات طوال من المقاتلة والنضال والكفاح من أجل تحرير البالد من
الغزاة ،ليتسلم الثوار اآلخرون بعد ذلك مشعل المواجهة والتصدي ليكون تاريخ األمازيغيين طوال حياتهم تاريخ
المقاومات الشريفة والمالحم البطولية .وبعد التخلص من ثورة تاكفاريناس التي دامت سنوات طويلة ،ارتاح
الرومان وتنفسوا الصعداء بعد ضيق كبير ،وۥخيّبت آمال األمازيغيين في الحصول على استقاللهم ونيل حرياتهم
في تسير شؤون بالدهم بأنفسهم .وبدأت الجيوش الرومانية في التوغل في أراضي تامازغا شرقا وغربا
واستطاعت أن تفرض نفوذها .وجنوبا قصد االستيالء على كل األراضي الخصبة الصالحة للزراعة والري
لجمع Proconsulاإلداري على كثير من أجزاء أفريقيا الشمالية ،وأن تعين في كل والية البروكونسول
الضرائب ومراقبة نفقات الدولة وتجنيس األهالي وتطبيق القوانين الرومانية على األمازيغيين مع التصدي لكل
من سولت نفسه مهاجمة الجيش الروماني .ولكن ثورة تاكفاريناس ستولد ثورات شعبية واجتماعية ودينية
أخرى ستعمل على تعكير صفو الحكومة الرومانية التي كانت تعتمد في الصد والدفاع عن نفسها وحماية
مصالحها على قوات إيطالية وإسبانية وأمازيغية في حروبها مع أهالي تمازغا الذين كانوا يشرئبون إلى
الحرية واالستقالل ويتعطشون إلى الدفاع عن أرضهم بالنفس والنفيس
المحور الثاني ثورة ايدمون
من أبطال المقاومة األمازيغية في شمال إفريقيا إبان ) (Aedemonيعد إيديمون - Aedemonإيديمون
فقد ثار على الحكومة الرومانية بعد مقتل سيده الملك بطليموس األمازيغي .االحتالل الروماني لمنطقة تامازغا
حاليا) .وقاد ثورة محلية مورية للوقوف في وجه االستبداد الالتيني في شمال المغرب( في موريتانية الطنجية
وقد استمرت مقاومة إيديمون أربع سنوات من 40إلى 44م أثرت سلبا .عهد اإلمبراطور الروما ني كاليغوال
ولكن الرومان سيعدّون .على التواجد الروماني في موريتانية الطنجية بصفة خاصة وشمال إفريقيا بصفة عامة
قوة عسكرية هائلة استطاعت بفضلها القضاء على ثورة إيديمون قبل أن تتوسع أكثر فأكثر في الواليات
األمازيغية األخرى .إذن ،من هو الثائر إيديمون؟ وما أسباب ثورته ضد الرومان؟ وماهي المراحل التي مرت
هذه الثورة اإليدمونية؟ وماهي نتائج هذه الثورة األمازيغية؟ منها
في القرن األول الميالدي ،وكان قائدا عسكريا أمازيغيا شابا في جيش عاش إيديمون في موريتانية الطنجية
بطليموس ابن يوبا الثاني ،ثم عين بعد ذلك وزيرا للمملكة .وقد قيل إنه كان من عتقاء الملك بطليموس حاكم
الموريين الموريتانيين .لذلك لم يرض إيديمون المخلص لصاحبه الملك المقدس أن يقتل بطليموس مكرا
وخديعة من قبل كاليگوال أثناء نزول الملك بعاصمة روما ضيفا لدى الرومان .وهذا ما سيجعله مقاوما قاسيا
ولم تخمد .وثائرا شرسا ضد كاليگوال الذي مات في 40م قبل أن يقضي على مقاومة عدوه األمازيغي الثائر
Claudiusثورة إيديمون إال على يد اإلمبراطور كلوديوس
حاكم موريطانيا الطنجية تولى الحكم ابنه يوبا الثاني ،وكان هذا األخير ملكا شابا مثقفا لما توفي يوبا األول
يتقن الالتينية واليونانية والبونيقية على غرار أبيه يوبا األول الذي كان يعرف في عهده بمثقف زمانه بين
عاصمة لحكمه ضمن مملكته التي كانت تسمى ملوك تامازغا وأباطرة الالتين .فقد بنى يوبا الثاني شرشال
بـموريتانيا ،وكان هذا الملك تابعا للحاكم القيصري وحليفا للرومان .وعرف عصره باالزدهار االقتصادي في
مجالي الفالحة والصناعة ،وشجعت الثقافة في فترة حكمه الزاهي أيما تشجيع .وبعد وفاته ،تولى زمام الحكم
الذي سار على نفس منهج أبيه ،فحاول توحيد القبائل األمازيغية وتوسيع مملكته ) (Ptoléméeابنه بطليموس
(Caligula 37-خارج النطاق المرسوم له من قبل الحكومة الرومانية .بيد أن اإلمبراطور الروماني كاليگوال
م) كان يراقب هذا التوسع بنوع من التوجس والحذر والخوف ،وأمر أتباعه باغتياله للحد من طموحاته 40
التوسعية في شمال إفريقيا والسيطرة على ممتلكاته وأمواله .لذلك لم تقم ثورة إيديمون في إفريقيا الشمالية
بموريطانيا الطنجية إال بعد مقتل الملك بطليموس (23م40-م) للثأر من المتغطرسين الرومان واالنتقام من
ساستهم المتبجحين بالقوة والعظمة ناهيك عن سخط األمازيغيين والموريين على األوضاع المتردية في إفريقيا
الشمالية بسبب سيطرة الجيش الروماني على ثروات األمازيغيين وأراضيهم الخصبة وممتلكاتهم األصلية ،دون
أن ننسى سياسة االستغالل الفاحش والرومنة اإلجبارية والتمييز العنصري والظلم االجتماعي والطبقي
واالستنزاف البشع لكل موارد بالد تامازغا .ويعني هذا أن مقتل القائد بطليموس من قبل المستبد الروماني
كاليگوال كان سببا مباشرا في اندالع ثورة القائد إيديمون الذي كان وزيرا وفيا للملك المقاوم بطليموس .وفي
كان رد الفعل األمازيغي عن اغتيال بطليموس من طرف كاليگوال هو " :هذا الصدد يقول األستاذ محمد بوكبوط
اندالع ثورة إيديمون ،التي وجد الرومان عناء في إخمادها ،إذ تحصن الثوار بجبال األطلس وظلوا يهددون
ومنطقة النفوذ الروماني ،وإذ كان هؤالء قد استطاعوا إبعاد الثوار األمازيغ ،فإنهم لم يقضوا على الثورة وليلي
".التي استمرت طيلة التواجد الروماني
شكل إيديمون جيشا أمازيغيا كبيرا من القبائل المورية في المغرب األقصى وقبائل موريطانيا القيصرية
وسفوح جبال األطلس الكبير .وجعل من بالجزائر ،وجمع حشودا كبيرة من رجال المقاومة في منطقة الريف
الجبال مراكز لالحتماء والتدريب واالنطالق والتمركز قصد التحصين والردع والمواجهة ومجابهة األعداء.
واستمرت مقاومة إيديمون أربع سنوات من 40م إلى 44م ،وهددت مناطق النفوذ الروماني بالمغرب وخاصة
باعتبارها منطقة ساحلية عاصمة السلطة الرومانية ،كما هددت هذه الثورة مدينة طنجة مدينة وليلي
هذا ،وقد التجأ إيديمون إلى سياسة األرض المحروقة. ،إستراتيجية تطل على حوض البحر األبيض المتوسط
فأشعل النيران في المدن والمراكز الرومانية في موريطانيا الطنجية ،ودمر كثيرا من حصون الحكم الروماني
وخطوطهم العسكرية واألمنية وأماكن السلطنة والتواجد العسكري .وفشل الرومان كثيرا في محاصرة هذه
الثورة وتطويقها عسكريا بسبب تحصن الثوار بجبال األطلس التي يصعب على الجيش الروماني التغلغل فيها
واقتحامها بسبب صعوبة المسالك ووعورة الجبال .وعندما نتأمل مدة الحرب التي دامت أربع سنوات فإننا
نخرج باستنتاج واحد يتمثل في شراسة الثورة واتحاد األمازيغيين كلهم في الدفاع عن أنفسهم ومواجهة العدو
.اللدود الذي يريد إذاللهم والتنكيل بهم
بعد تفاقم ثورة إيديمون واستمرارها في حصد أرواح الرومانيين وتخريب مراكزهم العسكرية ومدن استقرارهم
واشتعال نيرانها وتوسعها في البالد المورية والمناطق المجاورة األخرى ،قررت الحكومة الرومانية أن ترسل
إلى شمال إفريقيا مجموعة من الفيالق العسكرية للقضاء على هذه الثورة المحلية ذات الطموحات التوسعية،
فعبرت هذه الجيوش العتيدة البحر األبيض المتوسط ونزلت بشمال إفريقيا وبالضبط في المغرب األقصى،
فتحالفت مع جيوش الواليات اإلفريقية األمازيغية األخرى استعدادا للقضاء بصفة نهائية على ثورة إيديمون
القوية .وفعال ،تم للرومان ما كان يصبون إليه أال وهو القضاء النهائي على هذه المقاومة المحلية الشعبية،
وذلك في سنة 44م في عهد اإلمبراطور الروماني كلوديوس .وفي هذه الفترة بالذات تم تدمير مدينة طنجة
وتحطيمها رأسا على عقب .وكان من نتائج ثورة إيدمون بعد القضاء عليها أن قسمت مملكة موريطانيا إلى
قسمين :موريطانيا الطنجية في الغرب ،وموريطانيا القيصرية في الشرق .ومن ثم ،أصبح القسم الغربي من
إفريقيا الشمالية تحت سيطرة الحكم الروماني مباشرة .ومن النتائج التي ترتبت عن ثورة إيديمون انتشار فكرة
المقاومة بين صفوف األمازيغيين والنخب المثقفة سواء أكانت مدنية أم عسكرية كظهور ثورة موريطانيا
الطنجية سنة 180م معلنة االنفصال عن الحكم الروماني ،وثورة إفريقيا الشمالية المشتعلة ما بين235م
و284م والتي استغلت ضعف الحكم في روما واشتداد ضغط األمازيغ على خط الليمس أو ما يسمى عند عبد هللا
الدينية التي ظهرت لتنادي بطرد كبار بالسد األمني لمجابهة الجيش الروماني ،وثورة دوناتوس العروي
.الرومان وأصحاب النفوذ من المسيحيين الكاثوليك من بالد تمازغا
:خاتمة
ونخلص مما سبق ذكره أن ثورة إيديمون لم تكن سوى ثورة أمازيغية شعبية جماهيرية تحالفت فيها جميع القوى
العسكرية والمدنية وشاركت فيها القبائل األمازيغية المتباعدة والمتقاربة للوقوف في وجه الوحش الروماني الذي
استهدف رومنة األمازيغيين وإذاللهم وسرقة خيراتهم وطمس معالم حضارتهم وتزييف هويتهم الحقيقية وقتل كل من
يحاول توحيد ساكنة تامازغا وتوعيتهم .ومن هنا كانت ثورة إيديمون درسا في المقاومة والتحرر والتخلص من سيطرة
الرومان واالنتقام من الذين يحاولون المس بملوك األمازيغيين وإهانتهم على مرأى شعوبهم الصاحية ضمائرهم.
وبالتالي ،فمقاومة إيديمون في الحقيقة درس لألمازيغيين للتشبث بهويتهم وثقافتهم وحضارتهم ووحدتهم والدفاع عن
الشرف األمازيغي والوقوف ضد الذل والعار واالستعمار بكل قسوة وشراسة
الفصل الثالث الماثر العمرانية الرومانية بالمغرب
وسوف نعالج في هذا الفصل الجوانب العمرانية واالثرية التي عرفها المغرب ابان الفترة الرومانية
االستعمارية فرومان لم يركزوا فقط على الجانب العسكري وحده بل اهتموا ايضا بالجانب العمراني حيث
انشاوا مجموعة من المباني والمراكز التاريخية والتي ال زالت شاهدة على فترة الحكم الروماني الى يومنا
هذا نذر منها مدن وليلي وبناصا وشالة وليكسوس الخ وكننا سنقتصر على ذكر المدن التالية وهي وليلي و
ليكسوس وزليل
مدينة وليلي احتلت وعمرت منذ العهد النيوليتيكي لكن تمدنها كان في العهد الموريتاني القديم مابين القرن
الر ابع والثالت قبل الميالد وذلك من خالل البحث والتنقيب االكيولوجي فالفينيقيون ثم البونيقيون عمروا
السواحل االفريقية منذ القدم تحديدا االلفية االولى قبل الميالد ولقد حضارتهم في عمق االراضي خاصة في
ليكسوس وطنجيس وبعدعا احتل بونيقيو قرطاج المنطقة الجغرافية منذ االلف الرابع قبل الميالد و كذلك اثرث
هذه الحضارة من خالل لغتها وتجارتها ومؤسساتها كما ستتاثر وليلي فيما بعد بالحضارة اليونانية والرومانية
واثناء الحروب البونيقية لعب الموريتانيون دورا حاسما حيث تحالفوا مع قرطاج لصالح روما بحالف باكا مع
ماسينسا ضد فرطاج وصارت صديقة لروما وقد استفدت كثيرا من تحالفها وتوحدث مع سنة 146قبل
الميالد وتحالف الملك بوخوس مع روما ضد يوغرطة المتمرد ضد روما و اثر ذلك توسعت مملكة بوخوس
وضمت الجانب الغربي من مملكة يوغرطة
وبعد ان قتل كاليكوال الملك الموريطاني بطليموس اندلعت ثورة ايديمون وانظمت وليلي مع روما مما ساهم
في اضعاف التمرد لكن التمرد سيستمر حتى بعد موت ايدمون لكن وليلي ارادت مكافاة نتيجة مساعدتها لروما
واثر ذلك صارت بلدية رومانية في نهاية 42قبل الميالد ضمت روما موريتانيا وصار من حق كل مواطن حر
من وليلي ان يحصل على الجنسية الرومانية
وبعد ذلك ستصبح وليلي غنية بفضل الزراعة والتجارة وقد عرفت بناء حمامات وقناطر وابار ومنازل جميلة
على الطرق الرومانية و القالع الحصينة وقد ساهمت هذه العوامل في اغناء الكثير من العائالت وشيدت
مباني جميلة وتضاعف عدد سكانها في القرن الثالث الى 20000ساكنا قي اقصر التقديرات وقد تعايش في
وليلي الرومان واالمازيغ لفترة طوبلة قبل ضعف روما وغزو الوندال
General view
Capitol
Basilica
Seasons
Mosaic-Amphition's chariot
يوجد لها؛ المقابلة الواجهة وفي .للوضوء ومكان الصومعة ،توجد ؛» المجادليين« باب جهة من
الضريح
قاعة إحداهما في فتوجد المتقابلتان؛ األخريتان الجهتان أما .الثاني إدريس المولى قبر فيه المدفون
الصالة،
.للجلوس مكان األخرى وفي
واعتبارا
ً السلطات مختلف طرف من بالغ باهتمام حظيت فقد الزاوية؛ لهذه الروحية لألهمية
المتعاقبة
تمت حكمهم ،من األخيرة الحقبة خالل وتحديدًا ً،ال مث المرينيين ،عهد ففي المغرب؛ حكم على
قبر إحاطة
الجمعية الذاكرة في صاحبه قيمة عن شأنًا تقل ال والتقديس ،التعظيم من بهالة إدريس المولى
وفي فاس ،ألهل
ورمم البناية ،أُصلحت السياق؛ هذاالمزارات خارطة على اإلدريسي برزالضريح حيث القبرُ ،
المغرب ،في
25 .المغاربة عموم لدى إجال األكثر الزاوية واحتضن
رفع تم حيث السعدي ،الشيخ محمد السلطان عهد في الثاني ،إدريس المولى روضة ترميم تمّ كما
بوضع زيدان األمير قام الذهبي ،المنصور أحمد السلطان عهد وفي 26 ،وتوسعتها أعمدتها
من » دربوز«
.الضريح في خشب
الضريح تجديد بإعادة الرويسي ،علي فاس على إسماعيل المولى عامل قام العلوي؛ العهد وفي
اإلدريسي،
المياه تجري جميلة سقاية الضريح في أنشئت السلطان ،نفس عهد وفي 27 ،فيه والزيادة وتزيينه،
بأنابيبها،
وخليفته إسماعيل المولى عهد في ه 1133 ،سنة أخرى مرة اإلدريسي الضريح تجديد أعيد وقد
28 ،فاس في
29بالذهب مزين شباك بإضافة إسماعيل ،بن اله عبد المولى عهد في الضريح شهده التجديد ونفس
.
بها حظي التي المكانة ترجمت وإصالحات ،ترميمات ،عدة شهد الضريح ،هذا أنّ :المؤكد الشيء
لدى
.واألمراء السالطين رأسهم وعلى الفاسي ،المجتمع مكونات كافة
:الصادقية الزاوية
العتيقة ،المدينة في » المشاطين« زنقة على المفتوح »،الشريفات« درب في الزاوية هذه تقع
في وهي،
ه 1201 ،سنة زاوية فيها وبنوا الصادقيون ،اشتراها أن إلى مهجورة ،خربة عن عبارة األصل،
واتخذوها
فاس ،مدينة تاريخ حول جماعي مؤلف »،المرينيين عاصمة فاس« :عوني موسى حاج 25
141ص فاس ،م 2010 ،األولى ،الطبعة مزين ،محمد إشراف
ص 2،ج م 1992 ،بيروت ،االسالمي ،الغرب دار الحماية ،قبل فاس لوطورنو ،روجي 26
867
المطبعة الزاهرة ،لفاس العلويين الملوك بمآثر الفاخرة الدرر زيدان ،بن الرحمن عبد 27
الناصري ،خالد 42 .ص م 1937 ،الرباط ،االقتصادية،
الرحيم عبد 6.ج م 1956 ،البيضاء ،الكتاب ،دار األقصى ،المغرب دول ألخبار االستقصا
جماعي مؤلف "،العلويين إلى السعديين من فاس" بنحادة،
203ص س. ،م فاس ،تاريخ حول
49ص س ،م الفاخرة ،الدرر زيدان ،بن الرحمن عبد 28
66ص نفسه29 ،
www.mominoun.com 10
زاوية__
في الزاوية ،وتتوفر 31 ،السلجماسي الصادق أحمد سيدي العباس أبي الشيخ إلى وتنسب 30 ،لهم
مدينة
ُورا ،حوانيت ،تشمل؛ أحباس ،عدة على فاس، .وغيرها ود ً
:الغازية الزاوية
وينسب الشراطين ،مدرسة من أمتار بضع على »،الشراطين رأس« زنقة في الزاوية هذه تقع
تأسيسها
علماء ،عدة يديه على تخرج األصل ،السجلماسي (،التهامي بن بلعربي الغازي سيدي) الشيخ إلى
في درسوا
عدة الزاوية ولهذه والتصوف ،الشريعة بعلوم مل ًّما كان إنه :المصادر وتقول القرويين ،جامع
كزاوية فروع؛
إلخ ...،سال ،في وأخرى فاس ،من بالقرب صفرو مدينة نواحي في البهاليل وزاوية الوالي ،سيدي
توفى وقد
32 .عشر الثالث القرن من الرابعة العشرة في الغازية الزاوية مؤسس
:التيجانية الزاوية
ولد التيجاني ،الحسني الشريف سالم بن محمد بن المختار بن اله عبد بن أحمد العباس أبو أسسها
في
33 .الجزائر في م/ 1737 ،ه 1150سنة ماضي عين قرية
كما سنوات ،سبع ابن وهو القرآن ،حفظ يديهما وعلى والديه ،كنف في الزاوية مؤسس نشأ وقد
قويّ كان
هاجر الهجري ،عشر الثاني القرن سبعينيات وفي 34 ،العلوم مختلف لتلقي ذلك أهلَه الحفظ،
للعلم ،طلبًا قريته
إلى رحل ثم القرويين ،في علمائها يد على تتلمذ حيث فاس ،إلى وبالضبط المغرب ،إلى متج ًها
الضمانة دار
35 .األوراد بتلقين اإلذن تلقى وهناك الوزاني ،الطيب الشيخ للقاء (،الحالية وزان مدينة)
زواياها على واالطالع المدينة ،بهذه العلم ينابيع من للنهل فرصة فاس ،في وجوده وكان
الشهيرة،
صاحب ويقول والصديقية ،والوزانية ،كالناصرية ،الفاسي؛ المجتمع في وأدوارها بأورادها
إنه (:السلوة)
36 .الطواش سيدي الشيخ عن أخذ
131 - 132ص ص 1،ج األنفاس ،سلوة 30
132ص 1،ج األنفاس ،سلوة ه 1066 ،سنة توفي 31
150ص 1،ج البيضاء ،الدار المعرفة ،دار الوقتية ،المساوئ مرآة أو المراكشية الرحلة عبداله ،بن محمد بن محمد 32
الزاوية وسطها في توجد كلم 60 ،ب العاصمة الجزائر عن تبتعد الجزائرية ،بالصحراء مشهورة قرية ماضي ،عين قرية 33
10ص اليواقيت ،وحفدته ،أبنائه أضرحة وكذا التيجاني ،أحمد بن الحبيب محمد أضرحة بها التي التيجانية،
10ص اليواقيت34 ،
181ص األنفاس ،سلوة الكتاني ،جعفر محمد 35
181ص األنفاس ،سلوة تازة ،نزيل الطواش ،أحمد سيدي العباس أبو هو 36
www.mominoun.com 11
المقام به استقر أن إلى البلدان ،من العديد لزيارة التيجاني الشيخ دفعت العلم ،تلقي في الرغبة ّ
إن
في
له جلبت كبيرة ،شهرة نال حيث ؛ 37سمغون أبي قرية وهي الجزائر ،في الصحراء قرى إحدى
مضايقات ،عدة
تالمذته وبعض الشيخ ،طرد القرية أهل على فرضوا الذين العثمانيين ،األتراك من خاصة
قاد ًما وأوالده،
علم لما بالمدينة ،باالستقرار شفاعته سليمان ،المولى آنذاك ،الوقت ،سلطان قبل حيث فاس ،إلى
العلم عنه
حي في زاويته في ودفن م/ 1815 ،ه 1230سنة المنية وافته أن إلى 38 ،والتقوى والورع
في القرويين،
وجمهور وأتباعه ،مريدوه ،بها انتفع مؤلفات عدة مخلفًا 39 ،العتيقة بالمدينة » البليدة« حومة
.المدينة علماء
الزهد إلى الدعوة عدم التيجانية ،الزاوية شيخ عن عرف العصر؛ زوايا من النقيض وعلى
والتقشف؛
إال الثياب« من يقتني ال كان حيث وأجودها؛ المالبس أفخر واقتناء العيش ،سعة عنه عرف بل
أفخرها،
حافزا ذلك كان حيث 40» ،وأعتقها أنجبها إال المراكب ومن ً إلى لالنضمام واألغنياء ،للتجار
وتبني الزاوية،
.بامتياز حضريًّا طابعًا عليها وأضفى التصوف ،في طريقتها
من تنهل ال لمدرسة انتماؤها نفوذها؛ نشر في التيجانية الزاوية اعترضت التي العوائق ومن
المدرسة
بالتبرك الوثيق االرتباط ذات الشعبي ،التصوف لمقومات تنكرها عن ناهيك الجزولية ،الشاذلية
باألولياء
زوايا منافسة أمام الكبرى ،المدن خارج انتشارها حظوظ أضعف ذلك كلّ قبورهم ،وزيارة
العصر ،وطرق
اإليجابي الموقف إلى بالنظر التصوف ،خارطة ضمن مهمّ موقع اكتساب من يمنعها لم ذلك لكن
أبداه الذي
األخيرة ،هذه نفوذ من الحدّ في التقليدية ،للزوايا منافس أهمّ فيها رأى فقد تجاهها؛ سليمان المولى
وبالتحديد،
.والدرقاوية الوزانية الزاويتين
لتشييد المادي ،الدعم في تمثل المخزن ،قبل من رسمي بدعم التيجانية حظيت المنطلق؛ هذا من
الزاوية،
المشهد مكونات باقي هيمنة مجابهة في نفوذها ،توظيف في أم 41 ،فاس أهل بعض من وحمايتها
الصوفي
.خاصّ بشكل وفاس آنذاك ،المغرب ،في
المجتمع مكونات بعض لنظرة مشاب ًها يكن لم التيجانيين ،تجاه للسلطة اإليجابي الموقف هذا أنّ إ
إذا وخاصةً ،والعداء ،الريبة تملؤها نظرة إليها تنظر كانت إذ تجاهها؛ وزواياه الفاسي،
دعوة استحضرنا
راسخ معتقد وهو بها ،المواسم وإقامة األضرحة ،زيارة لعدم الناس لعامة التيجاني أحمد سيدي
العامة لدى
182ص األنفاس ،سلوة 37
155ص 1،ج س. ،م المراكشية ،الرحلة عبداله ،بن محمد بن محمد 38
183ص س. ،م الكتاني ،جعفر بن محمد 39
117 .ص 461 ،ك ر ،ع خ مخ التيجانية ،الطريقة أسرار بعض في تقييد بلمينو ،محمد 40
االستعمار ،قبل المغرب :دراسته في المنصور محمد أورده
م 2012 ،الثانية ،الطبعة حبيدة ،محمد :ترجمة ) 1792 / 1822 (،والدين ،والدولة المجتمع
289ص البيضاء ،الدار العربي ،الثقافي المركز
290ص س ،م االستعمار ،قبل المغرب المنصور ،محمد 41
www.mominoun.com 12
لهجتهم من يخففوا أن إلى التيجانيون اضطر هاته ،العداء وضعية وأمام السواء ،على والنخب
زيارة تجاه
42 .فاس لمدينة والحماية البركة رمز إدريس ،موالي قبر زيارة وخاصة األولياء،
رحبة« زنقة من بالقرب (،التيجاني أحمد سيدي) زنقة في تقع الزاوية هذه أنّ إلى اإلشارة بقيت
» ،القيس
كتب تشير وكما »،الدرداس» ب قدي ًما ،المعروف ،الموضع وهو »،البليدة« حومة باتجاه
شرع فقد التاريخ؛
لها أجري أن بعد ً،ال كام عا ًما بناؤها واستغرق ه 1214 ،عام زاويته بناء في التيجاني الشيخ
.الماء
احتوت التي والنقوش معمارها ،حيث من وتوسيعات ،إصالحات عدة الزاوية هذه عرفت كما
عليها،
43 .تبليطها تمّ التي واألرضية
:الدرقاوية الزاوية
)العربي بموالي الشهير الدرقاوي ،علي الشيخ يد على الميالدي 18 ،القرن نهاية عند أسست
1737 -
روجي« الباحث ذكر كما »،البليدة« بحيّ وتقع 44 ،شاذلية أصول ذات زاوية وهي (،م 1823
في » لوطرنو
الشريف النسب بفضل كبيرة ،شهرة الدرقاوية الزاوية اكتسبت تأسيسها ،وفور 45 ،فاس عن كتابه
لمؤسسها،
بالحواضر الناس عامة أوساط في سيما ال الفترة ،تلك في البالد زوايا أهم إحدى وأضحت
رغم والقرى،
.بممارساتها وتنديدهم لها ،العلماء معارضة
الدرقاوي ،التصوف شرح إلى انبرت شهيرة ،درقاوية شخصيات المعارضة ،لهذه تصدت وقد
ومقاصده،
ومحمد (،م 1813ت) البوزيدي ومحمد (،م 1809ت) عجيبة بن أحمد كالشيخ ومناهجه،
كان الذي الحراق،
ال كانت عدة ،اجتماعية أوساط في التأثير استطاع والذي بتطوان ،العظم الجامع خطيب حينها
لبس تقبل
أعين في الزاوية ،هذه صورة تبييض في حربة رأس وشكل األسواق ،في واالستجداء المرقعة
المجتمع ،نخب
الحراق ،محمد شخصية بفضل الزاوية ،هذه استطاعت كما 46 ،الخصوص على منها الحضرية
استقطاب
من جزء بظهور التوجه هذا سمح :الدراسين أحد قال وكما المخزن ،داخل من شخصيات
أكثر الدرقاويين،
المؤسس ،الشيخ مواقف بعض مع ذلك تعارض ولو حتى المخزن ،مع للتعامل وتقبّ اعتدا
إبان خاصة
47 .عشر التاسع القرن عشرينيات في وأبنائه ،سليمان المولى بين السلطة ،على النزاع
ص س ،م المنصور ،محمد 80 - 81 .ص ص 1،ج س ،م األنفاس ،سلوة الكتاني ،جعفر 42
291
:إشراف تحت الشنوفي ،الرحمن عبد بن إدريس الطالب إنجاز من اإلجازة شهادة لنيل بحث 43
م 1994سنة عوني ،موسى األستاذ
62ص الجديدة ،المعارف مطبعة بالمغرب ،الزوايا مؤسسة ظريف ،محمد 44
334ص 1،ج م 1992 ،بيروت ،اإلسالمي ،الغرب دار الحماية ،قبل فاس 45
26 .ص م 1968 ،تطوان ،الحراق ،محمد الشيخ ترجمة في البراق النور داوود ،محمد 46
281ص س ،م المنصور ،محمد
66 - 68ص ص س ،م داوود ،محمد 288 .ص المنصور ،محمد 47
www.mominoun.com 13
والملبس ،المأكل في التقشف طريق عن وتكسيرها ،النفس إذالل على قامت الدرقاوية أنّ يذكر
اليد ومدّ
لحلقات بالغة أهمية تولي كانت كما بالحفاء ،والمشي المرقعات ،ولبس األسواق ،في للسؤال
والسماع ،الذكر
48 .الصوفية للتربية كوسيلة
:الصقلي أحمد موالي زاوية
وهي م/ 1763 ،ه 1177سنة العريضي ،الحسني الصقلي إبراهيم بن محمد يد على تأسيسها تمّ
زاوية
عا عال ًما كان أنه مؤسسها؛ عن ومعروف 49 ،االنتماء شاذلية
إلى رحالت بعدة قام وتقيًّا ،ور ً
وداخل المشرق
والتبرك عنهم لألخذ وقته ،في البارزين والمتصوفة العلماء من بمجموعة التقى حيث المغرب؛
50 ،بهم
بسبع« ب القرويين فاس في المعروف ،الدرب دور بإحدى دفن حيث م؛ 1177سنة وفاته وكانت
» ،لويات
.واألوراد األحزاب لتالوة مريدوه فيها يجتمع روضة ،توجد قبره وعلى
:الصقلي عمر موالي زاوية
الدبغ دار من بالقرب البليدة ،حي في الحسني ،الصقلي الطيب بن محمد بن عمر موالي أسسها
شوارة،
الذكر ،كثير األنفاس ،سلوة صاحب عن ورد كما وكان ،فاس ،في الشهيرين األولياء أحد وهو
على مواظبًا
51 .واألوراد األحزاب قراءة
:الحمومية الزاوية
1251سنة المتوفَّى اإلدريسي ،الحمومي الحسني الحسن بن أحمد سيدي الشيخ تأسيس من كانت
/ه
فيها وتتلى الخمس ،الصلوات فيها تؤدى التي الزوايا من وكانت »،البليدة« حي في م1831 ،
ويتم الدروس،
.النبوي المولد كعيد دينية؛ مناسبات إحياء فيها
:الجمل علي سيدي زاوية
سيدي وأسسها 52 ،الغوت مدين أبي سيدي مسجد قرب »،الرميلة« حومة في الزاوية هذه تقع
عبد بن علي
ويورد ناقة ،وجد لكونه (الجمل) ب لقب عمران ،بني شرفاء من اإلدريسي؛ الحسني الرحمن
خرج أنه :الكتاني
280ص س ،م المنصور ،محمد 48
133ص 1،ج األنفاس ،سلوة الكتاني ،جعفر بن محمد 49
11 - 12 ،القرن ألهل المثاني نشر القادري ،الطيب بن محمد 133 .ص األنفاس ،سلوة 50
156ص 4،ج م 1983 ،الرباط ،الطالب ،مكتبة
143ص 1،ج الكتاني ،جعفر بن محمد 51
سنة وفاته وكانت بالرميلة ،زاويته أسس األندلسي ،األنصاري الحسين شعيب مدين أبو هو 52
.ه 894
www.mominoun.com 14
سنة بها استقر التي فاس ،إلى راجعًا قفل ثم بهم ،استنفع الشيوخ من العديد لقي وهناك تونس ،إلى
بعد ه1153 ،
بن العربي سيدي الشيخ صحب كما 53 ،الوزاني الطيب موالي الشيخ للقاء بوزان ،مرّ أن
عبداله ،بن العارف
أبي الشيخ زاوية من بالقرب المذكورة ،الحومة في دفن حيث ؛ 54ه 1149سنة توفي أن إلى
.الغوت مدين
:الغوث بومدين سيدي زاوية
ضا ،تقع،الذين الشيوخ كثرة عنه المعروف مدين ،أبي الشيخ تأسيس من »،الرميلة« حومة في أي ً
مسجد احتضان مفادها؛ إشارة لوترنو روجي أورد وقد ه 594 ،سنة والمتوفى يديه ،على تتلمذوا
مدين أبي
55 .شؤونهم في للتداول يجتمعون وفيه للجزائريين،
:الخياط بن أحمد سيدي زاوية
بومدين ،وسيدي الجمل ،علي سيدي زاويتي من بالقرب »،المدن بين« حي في الزاوية هذه تقع
من
في مدفون وهو (،ه 1343سنة ت) الحسني ،الزكاري الخياط بن عمر بن محمد الشيخ تأسيس
في زاويته
.وأورادهم التصوف مناهل كثيرين شيوخ عن أخذ 56» ،الرميلة«
:عطية بن محمد سيدي زاوية
عطية بن اله عبد أبي بن محمد سيدي تأسيس من وهي الرميلة ،بحومة » الحبيل« درب في توجد
العزيز عبد للشيخ يعود سنده أنّ :بدليل الطريقة ،جزولي وكان 57 ،أصل األندلسي الزناتي،
يد على التباع،
1250سنة وفاته وكانت 58» ،المتاني نشر« صاحب أورد كما السوسي ،موسى بن أحمد سيدي
في ودفن ه،
59 .بالحبيل زاويته
:الخضراء الزاوية
وتأسست فوارة ،مسجد أمام األندلس عدوة من » الرصيف« حي في »،الدروج« درب في تقع
يد على
هو مؤسسها؛ إنّ :يقول من وهناك »،الشرادية« بالزاوية سابقًا ،تعرف ،وكانت الحرفيين ،أحد
سيدي الفقيه
358ص 1،ج األنفاس ،سلوة 53
والنشر ،والطباعة التأليف مؤسسة المغرب ،أولياء مشاهير في المطرب التليدي ،عبداله 54
200ص 2،ط م1987 ،
208 - 293ص ص 1،ج الحماية ،قبل فاس 55
48ص المطالع ،إتحاف سودة ،بن 56
370ص 1،ج األنفاس ،سلوة الكتاني ،جعفر بن محمد 57
24ص 2،ج القادري ،الطيب بن محمد 58
370ص 1،ج نفسه59 ،
www.mominoun.com 15
العربية ،واللغة الدين المغاربة أبناء تدريس بهدف الفرنسي ،االستعمار فترة إبان عبداله ،بن
على وتعاقب
التالميذ ،من مجموعة أيديهم على تتلمذ والذين والشيوخ ،الفقهاء من مجموعة فيها ،التدريس
تحولت ،ولكنها
.قرآني ُكتاب إلى األيام ،مرور مع
:الشاوي أحمد زاوية
قدي ًما ،تعرف ،وكانت القرويين ،عدوة من » كرنيز« حي في الشاوي ،أحمد زنقة في تقع
من 60 ،بالجرف
العباس أبي بالشيخ اتصل 61 ،الشاوية عرب من وهو الشاوي؛ محمد بن أحمد العباس أبي تأسيس
بن أحمد
لتربية فانبرى سره ،ورث أن إلى خدمته ،فالزم القرويين ،فاس في » النواعريين« دفين بحي،
.المريدين
في كانت الباقية ،األربع والزوايا دفن ،وبها الجرف ،بحومة إحداها زوايا؛ خمس بتأسيس قام كما
الزوايا ،مقرات على والواردين السبيل أبناء إلطعام مخصصة كانت نهرسبو ،على فاس نواحي
سنة توفي
62 .الجرف في زاويته في دفن حيث ه1014 ،
خاص ،بشكل هشام ،بن الرحمن عبد السلطان عهد في رسمية ،برعاية الزاوية هذه حظيت وقد
والذي
سنة ذلك كان الجمعة ،صالة فيه لتقام مسجده ،وبناء الشاوي ،أحمد سيدي ضريح بتجديد قام
كما ه1282 ،
63 .زيدان ابن العلوية الدولة مؤرخ ذلك ،على أكد
:سودة بن التاودي زاوية
السلطان عهد في تأسيسها تم القرويين ،عدة في كرنيز ،حي في »،البغل زقاق« درب في تقع
المولى
دورا لعب والذي سودة ،بن التاودي للشيخ إكرا ًما سليمان،
هذا لصالح البيعة حسم في مه ًّما ً
في السلطان
65 .الشيخ هذا فيها توفي التي السنة نفس وهي ه 1209 ،سنة ذلك وكان 64 ،فاس
الجديدة ،اآلفاق دار القاسمي ،العلوي هاشم :تحقيق الدرر ،التقاط القادري ،الطيب بن محمد 60
44ص م 1، 1983 ،ط
274ص 1،ج األنفاس ،سلوة الكتاني ،جعفر بن محمد 61
274 - 277 .ص ص 191 - 192 ،ص ص 1،ج األنفاس ،سلوة الكتاني ،جعفر بن محمد 62
44ص س ،م الدرر ،التقاط القادري ،الطيب بن محمد
89ص م 1986 ،س ،م الفاخرة ،الدرر زيدان ،بن الرحمن عبد 63
ومحمد الناصري جعفر :تحقيق األقصى ،المغرب دول ألخبار االستقصا الناصري64 ،
87ص 8،ج البيضاء ،الكتاب ،دار الناصري،
بن التاودي بالشيخ السنّ تقدم وعندما« :الصدد هذا في المقصودة ،الروضة صاحب يقول 65
وكانت داره ،بجوار مسجدًا سليمان المولى له بنى سودة،
زقاق حومة في المذكور ،المسجد هذا في أقبر حيث للهجرة؛ وألف ومائتين تسع عام متمّ وفاته
سليمان الربيع أبا :راجع .. »،القرويين فاس في البغل
تيالني ،العزيز عبد :تحقيق سودة ،بني مآثر في الممدودة والحلل المقصودة الروضة الحوات،
الجديدة ،النجاح مطبعة سودة ،بن أحمد مؤسسة نشر
119ص 1،ج البيضاء ،الدار
www.mominoun.com 16
فاس ،في لالستقرار األندلس ،في غرناطة من هاجرت التي العائالت إلى سودة بن الشيخ وينتمي
؛ 66والحديث والتفسير ،القرآنية ،العلوم من مجموعة ومشارقة ،مغاربة شيوخ ،عدة عن أخذ
انبرى حيث
قال 67 ،والفرائض العربية ،والعلوم واألحكام ،السير كتب فدرس مبكرة ،سنّ في وهو للتدريس،
الكتاني عنه
وقته في الجماعة شيخ والدين ،العلم جاللة بين جمع ممن اله ،رحمه كان: «،األنفاس سلوة في
وقد ودهره،
الذي الورد حيث من ناصريًّا ،كان كما 68» ،وتفهيمها تفهمها على والمعتكف جميعها ،في تضلع
اإلذن تلقى
69 .الناصري يوسف الشيخ يد من بتلقينه
:الكتّانية الزاوية
بادئ في أنشئت ،القرويين ،عدوة من (كرنيز) حي في البغل زقاق درب في الزاوية هذه توجد
األمر،
في ودفن ه 1289 ،سنة وفاته كانت الذي ه؛ 1267حوالي الكتاني ،الكبير عبد بن محمد يد على
70 ،زاويته
.إليها المشار
العزيز ،عبد المولى السلطان لسياسة بمعارضتها عرفت الزاوية هذه أنّ :تاريخيًّا ومعلوم
عبد والمولى
بطرد السلطان طالب (،الكتاني الكبير عبد بن محمد) الكتانيين شيخ أنّ ذلك الحقًا؛ الحفيظ
من األوروبيين
يسارع أن وبدل الغزاة ،ضد الجهاد وإعالن شاملة ،إصالحات وإجراء إليها ،دخولهم ومنع فاس،
السلطان
على القبض إلقاء إلى بادر البيعة ،نص في دونت التي االتفاقات تنزيل إلى الحفيظ عبد المولى
الزاوية ،شيخ
التعذيب جراء توفى أن إلى زاويته ،وإغالق أمواله ،استصفاء وتم بالقصرالسلطاني ،وسجنه
مورس الذي
بن محمد سيدي أبرزهم؛ شيوخ ،عدة يد على الحفيد الكتاني تتلمذ وقد 71 ،ه 1327سنة عليه،
الدباغ ،الحفيد
.الفتوح باب خارج دفين القندوسي ،القاسم بن محمد وسيدي الفاسي ،القادر عبد سيدي زاوية دفين
:الغندور الواحد عبد سيدي زاوية
عبد سيدي هو :ومؤسسها القرويين ،عدة في » كرنيز« حي في »،الفئران عقيبة« زنقة في تقع
الواحد
»،الفئران بعقيبة« داره في ودفن ه 1275 ،سنة وفاته كانت »،الزنبور« ب المعروف الغندور،
وصارت
72 .بها يجتمعون ألتباعه زاوية
36 - 38 - 106ص ص 1،ج س ،م المقصودة ،الروضة الحوات ،سليمان 66
113 - 114ص ص 1،ج س ،م المقصودة ،الروضة الحوات ،سليمان 67
112ص 1،ج س ،م 68
686ص 2،ج س ،م الحوات ،سليمان 69
125 - 127ص ص 1،ج س ،م األنفاس ،سلوة الكتاني ،جعفر بن محمد 70
341ص سابق ،مرجع حركات ،إبراهيم 71
285 - 287ص ص 1،ج س ،م الكتاني ،جعفر بن محمد 72
www.mominoun.com 17
ّ
:الوزانية الزاوية
بن محمد سيدي :هو ومؤسسها ،فاس ،في الصغرى الطالعة في »،الحرة« درب في الزاوية تقع
علي
تتلمذ الذين الشيوخ ومن 73 ،وزان في الضمانة دار في الوزانية الزاوية مريدي أحد الوزاني،
أيديهم على
لقنه الذي الوزاني الطيب موالي والده وعمّ علي ،موالي والده نجد فاس؛ في الزاوية مؤسس
وقد 74 ،األوراد
75» .نشرالمثاني« صاحب يقول كما المذكور ،الدرب في الزاوية مقر في دفن
بقراءة يتعلق ما وخاصة األم ،بالزاوية يلقن عما يختلف ال فهو الزاوية؛ لهذه الطرقي النهج وعن
دليل«
76 .واألوراد األحزاب وقراءة »،الخيرات
إبراهيم ابن اله عبد الشيخ وهو األدارسة ،الشرفاء أحد يد على تأسست األم الزاوية أن ومعلوم
ت)
الزاوية هذه تناولت التي الدراسات أثبتته حسبما 77 ،السند شاذلية طريقته كانت الذي ؛(م 1678
بالدرس
المغرب داخل روحي امتداد لها صار حتى الوقت ،مرور مع الزاوية هذه تطورت وقد والتحليل،
وخارجه،
.الروحي النفوذ هذا جراء عليها ،تحصلت التي الهائلة االقتصادية اإلمكانات عن فض
عملية في الوزانية الزاوية توظيف إلى العلويون السالطين سعى الروحية؛ القوة هذه إلى وبالنظر
ضبط
كالشرقاوية عشر؛ الثامن القرن زوايا بعض جماح وكبح الخصوص ،على منها الجبلية القبائل،
والناصرية،
.كبيرة اقتصادية وامتيازات منافع على الحصول مقابل
على نشأت التي الخالفات في الزاوية وأقحموا الدور ،هذا عن ابتعدوا ما سرعان الوزانيين لكن
المخزن بين العالقة في كبير ،توتر إلى أفضى الذي األمر وهو سليمان ،المولى عهد في السلطة،
وشرفاء
السلطة بفشل انتهى صراع الثاني ،على نفسه فرض إلى طرف كل سعى حيث ؛» الضمانة دار«
الحاكمة
بعض استغالل على عمل سليمان ،المولى أنّ ولو وإضعافها ،الوزانية الزاوية تطويع في
داخل التناقضات
78 .آنفًا أشرنا كما ذلك ،في فشل أنه إ المشيخة ،حول الصراع لتأجيج الزاوية،
الولي البركة المسمى بن محمد سيدي عبداله أبو هو« :األنفاس سلوة صاحب عنه قال 73
بن التهامي موالي القطب بن علي سيدي الحسن أبو الصالح
سلوة »،الوزاني اليمالحي الحسني الشريف عبداله موالي القطب بن محمد موالي القطب
256ص 1،ج س ،م األنفاس،
256ص نفسه74 ،
ص 4،ج س ،م والثاني ،عشر الحادي القرن ألهل المثاني نشر القادري ،الطيب بن محمد 75
259
257ص 1،ج س ،م األنفاس ،سلوة الكتاني ،جعفر بن محمد 76
275ص س ،م المنصور ،محمد 77
محمد الضعيف 178 - 179 .ص ص 4،ج س ،م المثاني ،نشر القادري ،الطيب بن محمد 78
العماري ،أحمد :تحقيق الضعيف ،تاريخ السالم ،عبد بن
312 - 334ص ص 301 ،ص 255 ،ص 189 - 190 ،ص ص م 1986 ،الرباط،
18
ضا ،هي تقع، بن حمدون الشيخ تأسيس من وهي الصغرى ،الطالعة في » الحرة« درب في أي ً
الرحمن عبد
باب خارج دفن الشراط ،مسعود سيدي :شيوخه ومن 80 ،مجذوبًا بكونه اشتهر ؛ 79المالحفي
وتتلمذ »،عجيسة«
زاويته ،بمقر واألوراد » األحزاب« قراءة على يواظبون كانوا الذين األتباع ،من عدد يديه على
واستمرت
شيخها توفي أن إلى بها ،واألتباع المريدين لتجمع كفضاء الدور ،بهذا بالقيام الزاوية هذه
سنة المؤسس،
في ورد فكما المتبع؛ الصوفي النهج عن أما 81 ،المذكورة الزاوية مقر في دفن حيث م؛ 1072
سلوة«
82 .والسماع الحضرة ،وتنظيم الجذب ،على يقوم كان »:األنفاس
:زويتن البدوي سيدي زاوية
الحاج بن أحمد العباس أبو هو :ومؤسسها العتيقة ،فاس في الحاج ،محمد سيدي درب في توجد
أحمد
نزيل الدرقاوي ،الشريف العربي موالي الشيخ يد على تتلمذ 83» ،البدوي« ب الملقب الزويتن،
بني قبيلة
مجموعة يديه على وتتلمذ 84 ،وخواصهم أصحابه أكابر من وكان فاس ،مدينة نواحي في زروال
من كبيرة
زاويته في عليه يجتمعون كانوا إنهم » « :سلوةاألنفاس« صاحب يقول الصدد؛ هذا وفي األتباع،
المذكورة،
الزاوية شيخ وفاة وكانت 85» ،واألوراد األحزاب ومداولة واالجتهاد ،الجد ،هو :كان حالهم وإنّ
ه 1275 ،سنة
86 .الزوايا شيوخ باقي غرار على »،السياج« حومة في زاويته في ودفن
:الدباغ الواحد عبد سيدي زاوية
إدريس بن الواحد عبد سيدي أسسها الصغرى ،الطالعة في الحاج محمد سيدي درب في تقع
الشريف
البكار ،محمد سيدي الشيخ عن أخذ للناس ،محبًّا زاهدًا كان الذي ؛» الدباغ« ب الشهير الحسني،
وسيدي
87المريدين بتربية اإلذن منه أخذ الذي الدرقاوي؛ العربي موالي الفاسي ،جيدة أبي بن القادر عبد
واستمر ،
256ص 1،ج س ،م األنفاس ،سلوة الكتاني ،جعفر بن محمد 79
.نفسه 80
256ص 1،ج س ،م األنفاس ،سلوة الكتاني ،جعفر بن محمد 81
147ص 1،ج نفسه82 ،
260ص 1،ج نفسه83 ،
.نفسه 84
261ص نفسه85 ،
262ص نفسه86 ،
258ص 1،ج س ،م األنفاس ،سلوة 87