You are on page 1of 19

170 - 152 ‫ ص‬،)2020 ‫ (جوان‬02:‫ الع ــدد‬/ 02‫املجلد‬ ‫مجلـة التمكين االجتماعي‬

‫ دراسة ميدانية‬:‫وباء كورونا وانعكاساته االقتصادية واالجتماعية باملغرب‬


Corona pandemic and its economic and social repercussions in Morocco:
Field study
2‫كريم‬ ‫ إلهام‬،1‫زهير النامي‬
Zouhair En.Namy1, Ilham Karim2
zouhair.ennamy@usmba.ac.ma ،)‫ (املغرب‬،‫ فاس‬،‫ جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‬1
ilham.karim@usmba.ac.ma ،)‫ (املغرب‬،‫ فاس‬،‫ جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‬2
2020/06/30 :‫تاريخ النشر‬ 2020/06/04 :‫تاريخ القبول‬ 2020/05/01 :‫تاريخ االستالم‬

‫ انطالقا من‬،‫ خصصت هذه الدراسة لكشف االنعكاسات االقتصادية واالجتماعية لوباء كورونا على املغرب‬:‫ملخص‬
‫ إضافة إلى اإلحصائيات املقدمة من طرف املنظمة‬،‫ مستجوبا من مختلف الجهات املغربية‬672 ‫دراسة ميدانية شملت‬
.‫ وكذلك معطيات وزارة الصحة‬،‫العاملية للصحة‬
‫ فبخصوص االنعكاسات االقتصادية أدى وباء كورونا إلى توقيف التشغيل وتضرر‬،‫تعددت نتائج هذه الدراسة‬
‫ وبالجانب االجتماعي أدى الوباء إلى تفش ي البطالة االضطرارية وارتفاع‬،‫جميع القطاعات االقتصادية خاصة السياحة‬
.‫إلخ‬...‫نسب الهشاشة والفقر‬
.‫ املغرب‬،‫ الحالة الوبائية‬،‫ االقتصاد‬،‫ الدراسة امليدانية‬،‫ كورونا‬:‫كلمات مفتاحية‬
Abstract: this study was devoted to uncover the economic and social impact of the
Corona pandemic on the Moroccan society. The study is mainly based on the data
collected from a field work that included 672 participants from the moroccan
regions as well as the statistics provided by the international health organisation
and the moroccan health ministry .the results of this study are several and range
from economic to social ones. In fact, the Corona epidemic led to the suspension of
employment and all economic sectors especially tourism were affected. In what
concerns the social sphere, there was an increase in unemployment and poverty.
Keywords: Corona; Field study; Economy; The epidemiological situation;
Morocco.

__________________________________________
zouhair.ennamy@usmba.ac.ma :‫ اليميل‬،‫ زهير النامي‬:‫املؤلف املرسل‬

152
‫وباء كورونا وانعكاساته االقتصادية واالجتماعية باملغرب‪ :‬دراسة ميدانية‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫لطاملا شكلت األمراض واألوبئة إحدى التحديات الكبرى الستمرار البشرية‪ ،‬فخالل القرون‬
‫السابقة كانت األمراض تأتي على املاليين‪ ،‬كمرض الطاعون واملالريا والكوليرا‪...‬إلخ‪ ،‬ومع التطور‬
‫الطبي اختفت هذه األمراض‪ ،‬وفي شهر دجنبر من السنة املنصرمة‪ ،‬ظهر وباء خطير بدولة الصين‪،‬‬
‫سرعان ما تطور وانتشر بشكل كبير‪ ،‬ليصبح وباء عامليا‪.‬‬
‫وقد سارعت الدول والحكومات إلى احتواء الوباء ومحاصرته من خالل إجراءات متعددة‬
‫أبرزها الحجر الصحي وتوقيف حركة النقل الدولي‪...‬إلخ‪ ،‬هذه اإلجراءات كانت لها انعكاسات‬
‫اقتصادية واجتماعية ونفسية وخيمة‪.‬‬
‫وتأتي هذه الدراسة للوقوف على هذه االنعكاسات من خالل حالة املغرب‪ ،‬اعتمادا على‬
‫دراسة ميدانية شملت ‪ 672‬مستجوبا خالل شهر أبريل ‪ ،2020‬والهدف من ذلك تشخيص‬
‫االنعكاسات السلبية لوباء كورونا املستجد والبحث عن حلول واقتراحات واستراتيجيات كفيلة‬
‫بمعاجلة آثاره في مرحلة ما بعد األزمة‪.‬‬
‫‪ 1.1‬إشكالية البحث‬
‫تتبلور اإلشكالية الرئيسية لهذا املقال العلمي في السؤال التالي "ما هي االنعكاسات‬
‫االجتماعية واالقتصادية لوباء كورونا على املغرب؟ "ولإلجابة عن هذا السؤال املحوري قسمناه‬
‫إلى األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ o‬كيف تطور وباء كورونا باملغرب وما توزيعه الجغرافي؟‬
‫‪ o‬ما هي االنعكاسات االقتصادية واالجتماعية لوباء كورونا على املغرب؟‬
‫‪ o‬ما هي مختلف التدابير املتخذة من طرف الدولة للحد من انتشار الوباء؟‬
‫‪ 2.1‬فرضيات البحث‬
‫تعد الفرضية من أبرز مقومات البحث العلمي‪ ،‬ولإلجابة عن اإلشكالية الرئيسية انطلقنا‬
‫من الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ o‬تطور وباء كرونا بشكل سريع حيث يتركز باألساس باملدن الكبرى؛‬

‫‪153‬‬
‫زهير النامي‪ ،‬إلهام كريم‬

‫‪ o‬معاناة االقتصاد املغربي من تداعيات الوباء كما أدى إلى انعكاسات اجتماعية وخيمة‬
‫أبرزها البطالة والفقر وارتفاع نسب الهشاشة؛‬
‫‪ o‬سارعت الدولة إلى احتواء الوباء من خالل تدابير وإجراءات متعددة‪.‬‬
‫‪ 3.1‬أهداف البحث‬
‫تتعدد أهداف هذه الدراسة العلمية ويمكن إجمالها في اآلتي‪:‬‬
‫‪ o‬تحديد وتيرة تطور الوباء وتوزيعه الجغرافي باملغرب؛‬
‫‪ o‬معرفة االنعكاسات االقتصادية واالجتماعية لوباء كرونا من أجل تسهيل معاجلة‬
‫تداعياتها في مرحلة ما بعد األزمة؛‬
‫‪ o‬الوقوف على مدى نجاعة مختلف اإلجراءات التي اتخذتها الدولة للحد من انتشار‬
‫فيروس كورونا باملغرب؛‬
‫‪ o‬معرفة تمثالت الساكنة حول الوباء واإلنصات إلى مختلف االقتراحات والتوجيهات التي‬
‫تقدمهما للحد من وباء كورونا؛‬
‫‪ o‬تقديم حلول وإجراءات علمية ملعاجلة آثار الوباء وبالتالي تعافي االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ 4.1‬منهجية البحث‬
‫في دراستنا لوباء كورونا اعتمدنا على املعطيات الرسمية بما فيها معطيات املنظمة العاملية‬
‫للصحة وكذلك معطيات وزارة الصحة املغربية‪ ،‬كما اعتمدنا على الدراسة امليدانيةـ من خالل‬
‫استمارة الكترونية عبئت من طرف ‪ 672‬مستجوبا عن طريق خاصية "‪ "Google Forms‬وقد تمت‬
‫صياغتها خصيصا من أجل هذه الدراسة‪ ،‬وقد تم تعبئة االستمارة ما بين ‪ 15‬أبريل و‪ 30‬أبريل‬
‫‪ ،2020‬وفيما يلي خصائص العينة املدروسة‪.‬‬
‫الجنس‪ :‬عبئت االستمارة من طرف ‪ 450‬ذكرا (‪ )%67‬و‪ 222‬إناثا (‪)%33‬؛‬ ‫‪‬‬

‫السن‪ :‬شملت االستمارة جميع الفئات العمرية‪ ،‬وقد شكلت فئة ‪ 30 – 21‬سنة النسبة‬ ‫‪‬‬

‫األهم ب ‪ % 58.6‬تليها فئة ‪ 40 – 31‬سنة ب ‪% 25.6‬؛‬


‫املستوى الدراس ي‪ :‬عبئت االستمارة من طرف فئة متعلمة‪ ،‬حيث أن ‪ %93.6‬من‬ ‫‪‬‬

‫املستجوبين بمستوى تعليمي جامعي؛‬

‫‪154‬‬
‫وباء كورونا وانعكاساته االقتصادية واالجتماعية باملغرب‪ :‬دراسة ميدانية‬

‫نوع النشاط‪ :‬شمل االستبيان التالميذ والطلبة (‪ )%41‬واملوظفون بالقطاع العام (‪)%37‬‬ ‫‪‬‬

‫واملستخدمون بالقطاع الخاص (‪ )%8.9‬وأصحاب املهن الحرة (‪ )%4.9‬والعاطلين (‪)%5.1‬‬


‫وربات البيوت (‪ ،)%0.7‬أي أن االستمارة شملت جميع فئات املجتمع؛‬
‫التوزيع الجغرافي‪ :‬شملت العينة املدروسة جميع الجهات املغربية‪ ،‬وقد جاءت جهة‬ ‫‪‬‬

‫مراكش آسفي في املرتبة األولى ب ‪ 172‬مستجوبا (‪ )%25.5‬تليها جهة فاس مكناس ب ‪88‬‬
‫مستجوبا (‪ )%13.1‬ثم جهة الدار البيضاء سطات ب ‪ 85‬مستجوبا (‪.)%12.6‬‬
‫‪.2‬تطور وباء كورونا باملغرب والتوزيع الجغرافي لالنتشار الوباء‬
‫ظهر وباء كورونا في شهر دجنبر ‪ 2019‬بالصين‪ ،‬وفيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة من‬
‫الفيروسات تسبب حاالت عدوى الجهاز التنفس ي التي تتراوح حدتها من نزالت البرد إلى األمراض‬
‫األشد (منظمة الصحة العاملية‪ ،2020 ،‬ص ‪ ،)4‬وفيما يلي تطور الحالة الوبائية باملغرب وتوزيع‬
‫حاالت اإلصابة‪.‬‬
‫‪ 1.2‬تطور حاالت الصابة بوباء كورونا‬
‫بمقارنة الحالة الوبائية باملغرب بدول أخرى‪ ،‬يمكن القول بأن الدولة استطاعت تجنب‬
‫سيناريوهات وخيمة كما هو الحال بدول أوروبا الغربية‪.‬‬
‫الشكل ‪ :1‬تطور الحالة الوبائية باملغرب ما بين ‪ 02‬مارس و‪ 29‬أبريل ‪2020‬‬
‫‪5000‬‬ ‫‪4321‬‬

‫‪4000‬‬
‫‪2855‬‬
‫‪3000‬‬

‫‪2000‬‬ ‫‪1431‬‬
‫‪928‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪374‬‬ ‫‪534‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪310‬‬ ‫‪114‬‬
‫‪105‬‬ ‫‪327‬‬
‫‪141‬‬ ‫‪168‬‬
‫‪3 2‬‬ ‫‪3314‬‬
‫‪0‬‬
‫‪ 3‬مارس‬ ‫‪ 10‬مارس‬ ‫‪ 20‬مارس‬ ‫‪ 30‬مارس‬ ‫‪ 10‬أبريل‬ ‫‪ 19‬أبريل‬ ‫‪ 29‬أبريل‬
‫اإلصابات‬ ‫الوفيات‬ ‫المتعافون‬
‫‪ -‬املصدر‪ :‬البوابة الرسمية لفيروس كورونا باملغرب‪www.covidmaroc.ma ،‬‬

‫‪155‬‬
‫زهير النامي‪ ،‬إلهام كريم‬

‫سجلت أول حالة إصابة بفيروس كورونا باملغرب يوم االثنين ‪ 02‬مارس ‪ 2020‬بمدينة الدار‬
‫البيضاء ملواطن مغربي قادم من الديار اإليطالية‪ ،‬في حين سجلت أول وفاة يوم الثالثاء ‪ 10‬مارس‬
‫‪ 2020‬للحالة الثانية والبالغة سنها ‪ 89‬سنة وقد كانت تعاني من أمراض جانبية‪ ،‬والشكل التالي‬
‫يوضح تطور الحالة الوبائية باملغرب ما بين ‪ 02‬مارس و‪ 29‬أبريل ‪.2020‬‬
‫وقد وصل عدد املصابين بفيروس كورونا باملغرب إلى ‪ 4321‬مصابا إلى غاية يوم األربعاء‬
‫‪ 29‬أبريل ‪ ،2020‬في حين وصل عدد الوفيات إلى ‪ 168‬وفاة‪ ،‬وبلع عدد املتعافين إلى ‪ 928‬شخصا‪،‬‬
‫وخالل األسبوع األخير بدأ يالحظ ارتفاع عدد املتعافينـ في حين أن عدد الوفيات بدأ يعرف نوعا‬
‫من االستقرار‪.‬‬
‫وعلى الصعيد العالمي‪ ،‬وإلى غاية يوم األربعاء ‪ 29‬أبريل تم تسجيل ‪ 3163388‬مصابا‪ ،‬في‬
‫حين بلغ عدد الوفيات ‪ 219349‬وفاة‪ ،‬وارتفع عدد املتعافين إلى ‪ 975927‬فردا‪ ،‬وبخصوص التوزيع‬
‫الجغرافي لحاالت اإلصابة تأتي الواليات املتحدة األمريكية في املرتبة األولى ب ‪ 1037151‬مصابا‪،‬‬
‫تليها إسبانيا ب ‪ 236899‬مصابا‪ ،‬تم إيطاليا ففرنسا‪.‬‬
‫وبدول املغرب العربي‪ ،‬يأتي املغرب في املرتبة األولى ب ‪ 4321‬مصابا‪ ،‬تليه الجزائر ب ‪3649‬‬
‫مصابا‪ ،‬فتونس ب ‪ 975‬مصابا‪ ،‬ثم ليبيا ب ‪ 61‬مصابا‪ ،‬وأخيرا موريتانيا ب ‪ 8‬إصابات‪.‬‬
‫(‪)www.worldometers.info/coronavirus‬‬
‫‪ 2.2‬التوزيع الجغرافي النتشار وباء كورونا باملغرب‬
‫يختلف التوزيع الجغرافي لحاالت اإلصابة بفيروس كورونا حسب الجهات املغربية‪ ،‬ويمكن‬
‫القول بأن الوباء يتركز بالحواضر الكبرى كمدينة الدار البيضاء ومدينة مراكش هاتان املدينتان‬
‫تعرفان تركزا ديموغرافيا كبيرا‪ ،‬إضافة إلى أهمية األنشطة االقتصادية‪ ،‬فاألولى تعد القلب‬
‫النابض لالقتصاد الوطني (العاصمة االقتصادية)‪ ،‬والثانية تعد أهم قطب سياحي باملغرب‬
‫(العاصمة السياحية)‪.‬‬
‫وعلى مستوى التوزيع الجهوي‪ ،‬تأتي جهة الدار البيضاء سطات في املرتبة األولى منذ ظهور‬
‫الوباء إلى اليوم في املرتبة األولى ب ‪ 1100‬مصابا‪ ،‬تليها جهة مراكش آسفي ب ‪ 928‬مصابا‪ ،‬ثم جهة‬

‫‪156‬‬
‫وباء كورونا وانعكاساته االقتصادية واالجتماعية باملغرب‪ :‬دراسة ميدانية‬

‫طنجة تطوان الحسيمة ب ‪ 565‬مصابا‪ ،‬وفي األيام األخيرة ارتفع عدد املصابين بجهة درعة‬
‫تافياللت ليصل إلى ‪ 535‬مصابا‪.‬‬
‫‪.3‬االنعكاسات االقتصادية لوباء كورونا باملغرب‬
‫تتعدد االنعكاسات االقتصادية املترتبة عن تفش ي وباء كورونا باملغرب‪ ،‬فجميع القطاعات‬
‫االقتصادية تأثرت بهذا الوباء‪ ،‬كما أدى إلى توقيف التشغيل‪ ،‬مما سيكون له آثار اقتصادية على‬
‫امليزان التجاري للبالد‪.‬‬
‫‪1.3‬توقيف التشغيل‬
‫بسبب اإلجراءات التي اتخذتها الدولة (الحجر الصحي)‪ ،‬فقدت الغالبية العظمى من الفئة‬
‫النشيطة عملها‪ ،‬ووصلت نسبة املتوقفين عن العمل بسبب وباء كورونا ‪ % 51.2‬ترتفع هذه النسبة‬
‫بالقطاع غير املهيكل‪ ،‬في حين أن نسبة ‪ % 48.8‬لم يتوقفوا عن العمل لكونهم يشتغلون بقطاعات‬
‫حيوية ال يجب أن تتوقف مثل القطاع التجاري واإلداري والصحي‪...‬إلخ‪ ،‬كما تضم هذه النسبة‬
‫املوظفون في القطاع العام‪.‬‬
‫وحسب دراسة أنجزتها املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬وصل عدد املقاوالت التي أوقفت‬
‫نشاطها بشكل دائم أو بشكل مؤقت حوالي ‪ 142000‬مقاولة‪ ،‬أي ما نسبته ‪ % 57‬من مجموع‬
‫املقاوالت‪( ،‬املندوبية السامية للتخطيط‪2020 ،‬ـ ص ‪.)1‬‬
‫الشكل ‪ :2‬نسبة املقاوالت املتوقفة مؤقتا أو نهائيا حسب القطاع‬

‫‪ -‬املصدر‪ :‬املندوبية السامية للتخطيط‪2020 ،‬ـ ص ‪1‬‬

‫‪157‬‬
‫زهير النامي‪ ،‬إلهام كريم‬

‫تبقى املقاوالت املتخصصة في اإليواء واملطاعم أكبر متضرر‪ ،‬ف ‪ % 89‬من هذا النوع توقف‬
‫بشكل مؤقت أو دائم‪ ،‬تليها املقاوالت املشتغلة في قطاع النسيج والجلد بنسبة ‪ ،% 76‬وبخصوص‬
‫املقاوالت التي استمرت في العمل‪ ،‬فقد خفضت من اإلنتاج‪ ،‬حيث نجد أن نسبة ‪ %81‬من‬
‫املقاوالت خفضت نسبة إنتاجها ب ‪ % 50‬وأكثر‪.‬‬
‫إذن من خالل هذه النقطة يتضح أن وباء كورونا كان له انعكاس كبير على التشغيل‪ ،‬وقد‬
‫تضررت األسر من الطبقة الفقيرة واملتوسطة‪ ،‬ففقدان العمل يعني فقدان مصدر الرزق‪،‬‬
‫وملواجهة ذلك قررت الدولة صرف إعانات مالية على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ 800 o‬درهم (حوالي ‪ 80‬أورو) لألسر املتكونة من فرد أو فردين؛‬
‫‪ 1000 o‬درهم (حوالي ‪ 100‬أورو) لألسر املتكونة من ثالثة إلى أربعة أفراد؛‬
‫‪ 1200 o‬درهم (حوالي ‪ 1200‬أورو) لألسر املتكونة من خمسة أفراد وأكثر‪.‬‬
‫وقد تم تقسيم املستفيدين إلى ثالث فئات‪ ،‬الفئة األولى وهي التي تتوفر على االنخراط‬
‫بصندوق الضمان االجتماعي‪ ،‬والفئة الثانية هي التي تتوفر على بطاقة املساعدة الصحية "راميد"‬
‫والفئة الثالثة هم العاملون بالقطاع غير املهيكل‪ ،‬حيث تم الشروع بالفئة األولى أوال‪ ،‬تلها الفئة‬
‫الثانية‪ ،‬ثم الفئة الثالثة‪.‬‬
‫وفيما يخص رأي املستجوبين حول تقييمهم ملبالغ الدعم املقدم‪ ،‬صرحت نسبة ‪% 51.7‬‬
‫أن الدعم املالي غير كاف‪ ،‬في حين اعتبرت نسبة ‪ % 38.4‬أن الدعم يكفي قليال فقط‪ ،‬أي أنه يوفر‬
‫الحاجيات الضرورية لألسر‪ ،‬ولم تتجاوز نسبة الذين اعتبروا أن الدعم املالي كاف ‪ ،% 8.4‬وهو‬
‫ما يستدعي الرفع من قيمة الدعم املقدم لألسر‪.‬‬
‫‪ 2.3‬تضرر جميع القطاعات االقتصادية‬
‫تأثرت جميع القطاعات االقتصادية جراء انتشار وباء كورونا باملغرب‪ ،‬والشكل التالي يوضح‬
‫نتائج الدراسة امليدانية بهذا الخصوص‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫وباء كورونا وانعكاساته االقتصادية واالجتماعية باملغرب‪ :‬دراسة ميدانية‬

‫الشكل ‪ :3‬القطاع األكثر تضررا من انعكاسات وباء كورونا باملغرب حسب رأي املستجوبين‬

‫‪100‬‬

‫‪80‬‬
‫‪69,9‬‬
‫النسبة املئوية )‪(%‬‬

‫‪60‬‬

‫‪40‬‬
‫‪8,4‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪2,7‬‬
‫‪0‬‬
‫الفالحة‬ ‫الصناعة‬ ‫السياحة‬ ‫التجارة‬ ‫الخدمات‬

‫‪ -‬املصدر‪ :‬البحث امليداني ‪2020‬‬


‫بتحليل أرقام الشكل أعاله يتضح أن القطاع السياحي أول متضرر بنسبة ‪ ،% 69.9‬ويرجع‬
‫سبب ذلك أن السياحة تعتمد بشكل كل على التنقل نحو أماكن الترفيه‪ ،‬كما أن السياحة املغربية‬
‫مرتبطة أساسا بالدول األوروبية‪ ،‬هذه األخيرة تعرف أرقاما مرتفعة في حاالت اإلصابة‪ ،‬وفي املرتبة‬
‫الثانية يأتي القطاع التجاري‪ ،‬خاصة األسواق األسبوعية بالعالم القروي والتي تم منع انعقادها‬
‫تجنبا النتشار الوباء‪ ،‬كما تضررت مجموعة من األنشطة التجارية كمحالت بيع املالبس ومواد‬
‫التجميل وبيع قطع غيار وسائل النقل‪...‬إلخ‪ ،‬كما نجد القطاع الصناعي والخدماتي والفالحي‪،‬‬
‫وخالصة القول أن جميع القطاعات تضررت لكن بنسب متفاوتة‪.‬‬
‫‪ .4‬االنعكاسات االجتماعية لوباء كورونا باملغرب‬
‫تؤدي األمراض واألوبئة إلى مجموعة من االنعكاسات االجتماعية السلبية‪ ،‬تكون تكلفتها‬
‫على املجتمع مرتفعة‪ ،‬و"تالحظ الدراسات البسيكو‪-‬سوسيولوجية تغيرا في أنماط سلوك األفراد‬
‫والجماعات في زمن الكوارث واألوبئة فما كان يعرف بالعقالنية التي تحكم السلوك والتصرفات في‬
‫مسار الحياة اليومية حتى وإن كانت هشة ينهار فجأة" (ماهر حنين‪ ،2020 ،‬ص ‪ ،)20‬وفيما يلي‬
‫أبرز االنعكاسات االجتماعية الناتجة عن تفش ي وباء كورونا باملغرب‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫زهير النامي‪ ،‬إلهام كريم‬

‫‪ 1.4‬تفكك الروابط االجتماعية‬


‫ال شك أن وباء كورونا أدى إلى تفكك الروابط االجتماعية‪ ،‬فالحجر الصحي أدى إلى عزلة‬
‫الفرد‪ ،‬حيث تم إلغاء مجموعة من املناسبات االجتماعية كحفالت الزواج والزيارات العائلية‪،‬‬
‫وحتى في حالة وفاة أحد أفراد الحي أو الدوار‪ ،‬فتقديم واجب العزاء ممنوع‪ ،‬إضافة إلى إلغاء‬
‫املواسم والتظاهرات الثقافية والدينية‪ ،‬وفي سؤال موجه إلى املستجوبين بخصوص تأثير وباء‬
‫كورونا على الروابط االجتماعية باملغرب جاءت األجوبة على الشكل التالي‪.‬‬
‫الشكل ‪ :4‬مدى تأثير وباء كورونا على الروابط االجتماعية باملغرب‬

‫‪24%‬‬

‫‪76%‬‬

‫نعم‬ ‫ال‬

‫‪ -‬املصدر‪ :‬البحث امليداني ‪2020‬‬


‫انطالقا من الشكل أعاله يتضح أن ‪ % 76‬من املستجوبين يرون أن هذا الوباء أثر على‬
‫الروابط االجتماعية‪ ،‬في حين صرحت نسبة ‪ % 24‬أن الوباء لم يؤثر على الروابط االجتماعية‪ ،‬بل‬
‫هناك من يرى أن الوباء أدى إلى بروز قيم التضامن والتكافل‪ ،‬وجمع األسر وتكافلها من أجل تجاوز‬
‫عواقب هذا الوباء‪.‬‬
‫‪ 2.4‬ظهور أمراض نفسية‬
‫سبب وباء كورونا ظهور مجموعة من األمراض النفسية كالتوتر والقلق والوسواس القهري‬
‫واالكتئاب‪ ،‬وهي أمراض سيكون لها عواقب وخيمة على الصحة العامة في مرحلة ما بعد األزمة‪،‬‬
‫والشكل التالي يوضح آراء املستجوبين حول عالقة الوباء باألمراض النفسية‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫وباء كورونا وانعكاساته االقتصادية واالجتماعية باملغرب‪ :‬دراسة ميدانية‬

‫الشكل ‪ :5‬تسبب وباء كورونا بأمراض نفسية‬


‫‪4%‬‬
‫‪12%‬‬

‫‪84%‬‬

‫آخر‬ ‫ال‬ ‫نعم‬

‫‪ -‬املصدر‪ :‬البحث امليداني ‪2020‬‬


‫صرحت نسبة ‪ % 84‬من الفئة املستجوبة أن الوباء تسبب بأمراض نفسية‪ ،‬في حين أن‬
‫نسبة ‪ % 12‬تعتبر أن الوباء ال يؤثر على الصحة النفسية‪ ،‬ومن جهة أخرى كان الوقع خطيرا على‬
‫األسر التي أصيب أحد أفرادها بهذا الوباء‪ ،‬كما كان الوقع أكبر على األسر التي فقدت أحد أفرادها‬
‫بسبب وباء كورونا‪ ،‬فموت املعيل أو األم يخلف آثارا اجتماعية ونفسية تفرض املواكبة والتتبع‬
‫والعالج‪.‬‬
‫ومن أجل تعزيز الصحة النفسية في ظل الحجر الصحي يقترح الباحثون العديد من‬
‫التوجيهات والنصائح وفيما يلي أبرزها‪:‬‬
‫‪ ‬تقبل الحجر الصحي‪.‬‬
‫‪ ‬تجنب اإلدمان على األخبار الخاصة بالفيروس‪.‬‬
‫‪ ‬تجنب تصديق اإلشاعات‪.‬‬
‫‪ ‬التركيز على املعلومات الصادرة من الهيئات الرسمية‬
‫‪ ‬إدارة الوقت‪.‬‬
‫‪ ‬تجنب اإلفراط في استعمال وسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬تنويع األنشطة املنزلية‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز الصحة النفسية لدى األطفال‪.‬‬
‫‪ ‬القيام بتمارين رياضية منزلية‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫زهير النامي‪ ،‬إلهام كريم‬

‫‪ ‬االعتماد على نظام غذائي صحي‬


‫‪ ‬تعلم مهارات جديدة (بحري صابر‪ ،2020 ،‬ص ‪.)23‬‬
‫‪ 3.4‬ظهور مشاكل أسرية بسبب الحجر الصحي‬
‫بفعل الحجر الصحي‪ ،‬ظهرت العديد من املشاكل األسرية‪ ،‬فالذكور غير متعودين على‬
‫املكوث باملنازل الش يء الذي يؤدي إلى بروز صراعات أسرية‪.‬‬
‫الشكل ‪ :6‬تسبب الحجر الصحي بمشاكل أسرية‬

‫‪6%‬‬
‫‪23%‬‬

‫‪71%‬‬

‫آخر‬ ‫ال‬ ‫نعم‬

‫‪ -‬املصدر‪ :‬البحث امليداني ‪2020‬‬


‫اعتبرت نسبة ‪ % 71‬أن الحجر الصحي سبب مشاكل أسرية‪ ،‬خاصة باألسر الفقيرة التي‬
‫تتوفر على عدد محدود من الغرف (غرفة أو غرفتين) وكذلك على تجهيزات بسيطة (أجهزة تلفاز‪،‬‬
‫األنترنيت‪...‬إلخ)‪ ،‬في حين أن نسبة ‪ % 23‬تعتبر أن الحجر الصحي لم يسبب أي مشاكل أسرية‪،‬‬
‫بالعكس أدى إلى تقارب أفراد األسرة‪.‬‬
‫‪ 4.4‬انعكاسات اجتماعية أخرى‬
‫إضافة إلى ما سبق‪ ،‬أدى وباء كورونا إلى تفش ي مجموعة من االنعكاسات االجتماعية‬
‫السلبية على املجتمع املغربي وفيما يلي أبرزها‪:‬‬
‫‪ ‬ارتفاع نسب الفقر‬
‫‪ ‬ارتفاع حدة البطالة‬
‫‪ ‬اتساع الهوة بين طبقات املجتمع‬
‫‪ ‬تغير العالقات االجتماعية‬
‫‪162‬‬
‫وباء كورونا وانعكاساته االقتصادية واالجتماعية باملغرب‪ :‬دراسة ميدانية‬

‫‪ ‬تدني املستوى املعيش ي‬


‫‪ ‬تأثر املستوى التعليمي للتالميذ والطلبة‬
‫‪ ‬ارتفاع نسب الهشاشة‬
‫‪ ‬ارتفاع حدة العزلة‪ ،‬خاصة بالعالم القروي‬
‫‪ ‬ارتفاع حدة املديونية لدى األسر‬
‫‪ .5‬الجراءات املتخذة ملواجهة الوباء واستراتيجيات ما بعد األزمة‬
‫ال بد من الوقوف على التدابير املتخذة من طرف الدولة ملواجهة الوباء وتقييم مدى‬
‫نجاعتها‪ ،‬إضافة إلى تقديم استراتيجيات ما بعد األزمة لضمان تعافي االقتصاد الوطني من تداعيات‬
‫هذا الوباء‪.‬‬
‫‪ 1.5‬الجراءات املتخذة من طرف الدولة ملحاربة وباء كورونا‬
‫سعت الدولة إلى وقف انتشار وباء كورونا باملغرب‪ ،‬ومن أجل ذلك تم تطبيق مجموعة‬
‫من اإلجراءات املتوالية وهذه أبرزها‪:‬‬
‫‪ o‬توقيف حركة النقل‪ ،‬بما فيها النقل الجوي والبحري لتجنب الحاالت الوافدة؛‬
‫‪ o‬توقيف الدراسة بمختلف املستويات إلى تاريخ غير مسمى وذلك يوم ‪ 16‬مارس ‪2020‬؛‬
‫‪ o‬إغالق الفضاءات العمومية بما فيها املقاهي والحمامات والقاعات السينمائية‬
‫واملسارح‪...‬إلخ وذلك يوم ‪ 17‬مارس ‪2020‬؛‬
‫‪ o‬إحداث "صندوق تدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا"‪ ،‬وقد خصصت له اعتمادات مالية‬
‫بمبلغ ‪ 10‬مليارات درهم‪ ،‬وتجلت أهدافه في تحمل تكاليف تأهيل اآلليات والوسائل‬
‫الصحية‪ ،‬وكذلك دعم االقتصاد الوطني ملواجهة تداعيات هذا الوباء من خالل التدابير‬
‫التي تقترحها لجنة اليقظة االقتصادية‪( .‬وزارة االقتصاد واملالية وإصالح اإلدارة ‪)2020‬؛‬
‫‪ o‬تطبيق حالة الطوارئ الصحية وذلك يوم ‪ 19‬مارس ‪ ،2020‬حيث تم إلزام الساكنة‬
‫باملكوث في املنازل أو ما يسمى بالحجر الصحي‪ ،‬وقد تم تمديد هذا اإلجراء إلى غاية ‪20‬‬
‫ماي ‪2020‬؛‬

‫‪163‬‬
‫زهير النامي‪ ،‬إلهام كريم‬

‫‪ o‬إلزامية ارتداء الكمامة الواقية‪ ،‬وذلك يوم ‪ 04‬أبريل ‪ ،2020‬حيث تم توفير هذه الكمامات‬
‫بثمن رمزي؛‬
‫‪ o‬تعقيم املرافق الضرورية (شوارع‪ ،‬مرافق تجارية‪ ،‬فضاءات عمومية‪...‬إلخ)؛‬
‫ولتقييم هذه اإلجراءات املتخذة تم توجيه سؤال إلى املستجوبين حول نجاعة هذه‬
‫اإلجراءات وأهميتها‪ ،‬حيث أجابت نسبة ‪ % 47.3‬من العينة املدروسة أن اإلجراءات ممتازة‪ ،‬تميزت‬
‫بطابع النظرة االستشرافية‪ ،‬في حين أن نسبة ‪ % 45.6‬اعتبروا أن اإلجراءات متوسطة النجاعة‬
‫وتطبعها بعد النواقص‪ ،‬أما نسبة ‪ % 3.9‬فاعتبرت إجراءات الدولة ضعيفة وال ترقى للمستوى‬
‫املطلوب‪ ،‬خاصة في الشق االجتماعي‪ ،‬أما النسبة الباقية فبدون رأي‪ ،‬وفيما يلي بعض النواقص‬
‫التي اعترت تدخل الدولة ملواجهة الوباء حسب آراء املستجوبين‪:‬‬
‫‪ ‬ضعف االهتمام بالفئات الهشة؛‬
‫‪ ‬نقص في عدد التحاليل املخبرية اليومية للكشف عن الحاالت املصابة بوباء كورونا؛‬
‫‪ ‬غياب خطة وطنية ملواجهة الكوارث واألخطار الصحية؛‬
‫‪ ‬تأخر التعويضات املالية لألسر املتضررة؛‬
‫‪ ‬ضعف الصرامة في تطبيق التعليمات والقرارات؛‬
‫‪ ‬ضعف التعامل مع الوحدات الصناعية والتجارية التي شكلت بؤرا النتشار الوباء؛‬
‫‪ ‬تطبيق بعض القرارات االستعجالية مثل إلزامية ارتداء الكمامات الواقية‪ ،‬هذه األخيرة‬
‫لم تكن متوفرة بالكمية املطلوبة خالل تلك الفترة‪.‬‬
‫‪ 2.5‬استراتيجيات ما بعد األزمة ملعاجلة آثار جائحة كورونا‬
‫ال يجب الوقوف عند إبراز االنعكاسات االقتصادية واالجتماعية لوباء كورونا باملغرب‬
‫فقط‪ ،‬بل يجب أن نبرز استراتيجيات ما بعد األزمة‪ ،‬فالوباء أظهر مجموعة من مكامن النقص‬
‫ينبغي معالجتها وترميمها‪ ،‬وفيما يلي بعض االقتراحات التي من شأنها معاجلة آثار وباء كورونا على‬
‫املغرب‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫وباء كورونا وانعكاساته االقتصادية واالجتماعية باملغرب‪ :‬دراسة ميدانية‬

‫‪ -‬تطوير القطاع الصحي‬


‫تعتبر الصحة من أهم القطاعات املحورية في جل دول العالم‪ ،‬فالدول التي تركز على‬
‫اإلنسان وتجعله محور التنمية وغايتها‪ ،‬تسارع إلى تطوير القطاع الصحي‪ ،‬فالصحة من بين أهم‬
‫مؤشرات التنمية البشرية‪ ،‬وفي سؤال موجه إلى املستجوبين حول تقييمهم للمرافق الصحية‪،‬‬
‫صرحت نسبة ‪ % 52.8‬أن املرافق الصحية باملغرب ضعيفة وهشة‪ ،‬وهو ما يوضح حجم التذمر‪،‬‬
‫في حين أجابت نسبة ‪ % 41.8‬أن املرافق الصحية متوسطة الجودة‪ ،‬ولم تتجاوز نسبة الذين‬
‫اعتبروا املرافق الصحية ممتازة ‪.% 2.7‬‬
‫في هذا اإلطار بات ضروريا تطور القطاع الصحي باملغرب‪ ،‬من خالل توفير مستشفيات كبرى‬
‫بجميع األقاليم‪ ،‬والرقي بالخدمات املقدمة‪ ،‬فال بد من توفر جميع الجهات املغربية على‬
‫مستشفيات جامعية‪ ،‬خصوصا ونحن نسير نحو تفعيل ورش الجهوية املتقدمة‪ ،‬كما يجب الرفع‬
‫من عدد األطر الصحية باملغرب‪ ،‬تأهبا لجميع األزمات واألخطار الصحية من جهة‪ ،‬وتوفير قطاع‬
‫صحي في املستوى يرقى لتطلعات املواطنين من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير قطاع التعليم‬
‫يعد قطاع التعليم أهم قطاع كونه املسؤول عن تكوين األطر والكفاءات الوطنية‪،‬‬
‫وبالدول املتقدمة يتم تخصيص ميزانيات ضخمة للتعليم‪ ،‬عكس دول العالم الثالث التي أهملت‬
‫القطاعات االجتماعية غير املنتجة‪ ،‬وبسبب حالة الطوارئ الصحية (الحجر الصحي) اعتمد املغرب‬
‫على التعليم عن بعد كآلية الستمرار العملية التعليمية‪ ،‬حيث تم تخصيص مواقع التلفزة املغربية‬
‫لبث الدروس واملحاضرات ملختلف املستويات‪ ،‬كما عملت الجامعات على وضع املحاضرات بصيغ‬
‫مختلفة (مرئية‪ ،‬مسموعة‪ ،‬مقروءة) بمواقعها االلكترونية‪ ،‬وفيما يلي تقييم املستجوبين للتعليم‬
‫عن بعد خالل فترة الحجر الصحي‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫زهير النامي‪ ،‬إلهام كريم‬

‫الشكل ‪ :7‬تقييم املستجوبين للتعليم عن بعد باملغرب‬

‫‪2 5,6 3,2‬‬


‫‪31,6‬‬

‫‪57,6‬‬

‫آخر‬ ‫بدون رأي‬ ‫ضعيف‬ ‫متوسط‬ ‫ممتاز‬

‫‪ -‬املصدر‪ :‬البحث امليداني ‪2020‬‬


‫انطالقا من الشكل أعاله‪ ،‬يالحظ أن جل التقييمات سلبية‪ ،‬بحوالي ‪ ،% 57.6‬ويأتي مرد‬
‫ذلك إلى مجموعة من العوامل والتي من بينها عدم توفر تالميذ العالم القروي على وسائل التواصل‬
‫وكذلك ارتفاع تكلفة األنترنيت وعدم توفر األساتذة على وسائل التعليم عن بعد‪.‬‬
‫ويالحظ غياب خطة إلتمام املوسم الدراس ي‪ ،‬حيث تم تأجيل العطلة الربيعية‪ ،‬ليتم اإلعالن‬
‫عنها ما بين ‪ 27‬أبريل و‪ 03‬ماي‪ ،‬وتبقى النظرة املستقبلة للتعليم باملغرب فيما تبقى من املوسم‬
‫الدراس ي غامضة‪ ،‬فدول أخرى أخذت إجراءات حازمة مثل إعالن نهاية املوسم الدراس ي بإسبانيا‪،‬‬
‫من أجل الحفاظ على الصحة النفسية للتالميذ والطلبة‪ ،‬حيث تم اإلعالن أن جميع التالميذ‬
‫سينتقلون إلى املستوى املوالي‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير القطاع الصناعي‬
‫اعتمد املغرب على القطاع السياحي كرافعة للتنمية بالبالد‪ ،‬نظرا لكونه املصدر األول‬
‫للعملة الصعبةـ كما أنه يضمن آالف فرص الشغل‪ ،‬لكن وخالل فترات األزمات‪ ،‬يتضح وبشكل‬
‫جل انهيار وعجز القطاعي السياحي‪ ،‬فهو قطاع هش يتأثر باألحداث الدولية (حروب‪ ،‬إرهاب‪ )...‬كما‬
‫يتأثر باألزمات املالية‪ ،‬في هذا اإلطار بات من الالزم التوجه نحو التصنيع‪ ،‬كونه قطاع يشغل فئات‬
‫مهمة من املجتمع‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫وباء كورونا وانعكاساته االقتصادية واالجتماعية باملغرب‪ :‬دراسة ميدانية‬

‫وفي فترة األزمة تحولت مجموعة من الوحدات الصناعية إلى ورشات إلنتاج الكمامات‬
‫الواقية‪ ،‬واألجهزة الطبية‪ ،‬كأجهزة التنفس‪ ،‬وبالتالي وجب تعزيز هذه املكتسبات وتدعيهما‪ ،‬من‬
‫أجل قطاع صناعي قوي‪.‬‬
‫‪ -‬معاجلة اآلثار النفسية واالجتماعية للوباء‬
‫كما رأينا في محور سابق‪ ،‬أدى الوباء إلى مجموعة من األمراض كالقلق والرهاب االجتماعي‬
‫واالكتئاب والخوف‪...‬إلخ‪ ،‬خاصة لدى فئة األطفال‪ ،‬وهو ما يستدعي تخصيص حصص العالج‬
‫للتالميذ خاصة داخل املؤسسات التعليمية‪ ،‬واستغالل وسائل اإلعالم من أجل برامج هادفة‪،‬‬
‫تسعى إلى الرقي بالصحة النفسية للمواطنين‪.‬‬
‫كما يجب االهتمام بأسر شهداء الوباء‪ ،‬ففقدان أحد أفراد األسرة بسبب الوباء سيخلف‬
‫عاهات نفسية واجتماعية خطيرة‪ ،‬في هذا اإلطار بات من الالزم التكفل االجتماعي بهاته األسر من‬
‫خالل تخصيص راتب شهري من ميزانية الدولة لتغطية نفقات العيش‪ ،‬والدعم النفس ي‬
‫واالجتماعي لجميع املصابين الذين تم شفاؤهم من هذا الوباء‪.‬‬
‫‪ -‬تبني األخطار ضمن سياسة الدولة‬
‫تعد األخطار بمختلف أنواعها‪ ،‬سواء الطبيعية منها (فيضانات‪ ،‬زالزل) أو االقتصادية‬
‫(كساد اقتصادي‪ ،‬مجاعات) أو سياسية (حروب‪ ،‬إرهاب) أو صحية (أمراض‪ ،‬أوبئة) من أبرز‬
‫التحديات التي تواجه اإلنسان‪ ،‬في هذا اإلطار ال بد من وضع سياسية استباقية في حالة حدوثها‪،‬‬
‫من إخالل إنشاء صندوق خاص ب "املخاطر" تضخ له األموال من خزينة الدولة‪ ،‬وتخصص‬
‫اعتماداته ملواجهة هذه األخطار من خالل تدعيم البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ .6‬خاتمة‪:‬‬
‫عالجت هذه الدراسة إشكالية االنعكاسات االقتصادية واالجتماعية لوباء كورونا على‬
‫املغرب بناءا على دراسة ميدانية شملت ‪ 672‬مستجوبا من جميع الجهات املغربية‪ ،‬وكان الهدف‬
‫منها الوقوف على أبرز هذه االنعكاسات واقتراح حلول لتجاوز آثارها في مرحلة ما بعد األزمة‪.‬‬
‫لقد عرف املغرب شأنه شأن باقي دول العالم انتشار وباء كورونا‪ ،‬لكن وتيرة التفش ي كانت‬
‫متحكم فيها مقارنة بدول أخرى خاصة أوروبا الغربية‪ ،‬فرغم توفر هذه األخيرة على إمكانيات مالية‬

‫‪167‬‬
‫زهير النامي‪ ،‬إلهام كريم‬

‫وتكنولوجية عالية‪ ،‬أال أنها لم تستطع محاصرة الوباء‪ ،‬عكس دول املغرب العربي التي أضحت‬
‫مثاال يحتذى به في التعامل مع الوباء‪.‬‬
‫وبخصوص االنعكاسات االقتصادية لوباء كورونا‪ ،‬فقد تسبب في توقيف التشغيل وفي‬
‫خسائر مالية لجميع القطاعات االقتصادية خاصة القطاع السياحي‪ ،‬هذا األخير يرتبط بشكل كلى‬
‫بالخارج وبحركة التنقل‪ .‬وبالجانب االجتماعي أدى وباء كورونا إلى تفكك الروابط االجتماعية‬
‫وظهور العنف األسري وبروز مجموعة من األمراض النفسية كالقلق والتوتر والرهاب‬
‫االجتماعي‪...‬إلخ‪ ،‬وهو ما يستدعى معاجلة اآلثار االجتماعية والنفسية لهذا الوباء‪.‬‬
‫لقد سعت الدولة إلى احتواء الوباء من خالل إجراءات متعددة‪ ،‬يمكن اإلشادة بها‪ ،‬لكن‬
‫تم تسجل مجموعة من الهفوات ينبغي تصحيحها للقضاء على الوباء نهائيا‪ ،‬كما ينبغي إعادة‬
‫ترتيب األولويات في مرحلة ما بعد كورونا‪ ،‬من خالل االهتمام بالصحة والتعليم ومعاجلة اآلثار‬
‫االقتصادية واالجتماعية لهذا الوباء‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫وباء كورونا وانعكاساته االقتصادية واالجتماعية باملغرب‪ :‬دراسة ميدانية‬

‫‪ .7‬قائمة املراجع‪:‬‬
‫البوابة الرسمية لفيروس كورونا باملغرب‪www.covidmaroc.ma ،‬‬ ‫‪o‬‬
‫ماهر حنين‪" ،2020 ،‬سوسيولوجيا الهامش في زمن الكورونا"‪ ،‬املنتدى التونس ي للحقوق‬ ‫‪o‬‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬تونس‪.‬‬
‫املندوبية السامية للتخطيط‪" ،2020 ،‬النتائج الرسمية للبحث الظرفي حول تأثير كوفيد‬ ‫‪o‬‬
‫‪ 19‬على نشاط املقاوالت"‪.‬‬
‫منظمة الصحة العاملية‪" ،2020 ،‬فيروس كورونا املستجد‪ ،‬دليل توعوي صحي شامل"‬ ‫‪o‬‬
‫النسخة األولى؛‬
‫وزارة االقتصاد واملالية وإصالح اإلدارة ‪2020‬؛‬ ‫‪o‬‬
‫وزارة الصحة ‪2020‬؛‬ ‫‪o‬‬
‫بحري صابر‪" ،2020 ،‬إدارة أزمة فيروس كورونا ‪ COVID 19‬من خالل تعزيز الصحة‬ ‫‪o‬‬
‫النفسية في ظل الحجر الصحي"‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‪ ،‬العدد ‪.13‬‬
‫‪o www.worldometers.info/coronavirus‬‬

‫‪169‬‬
‫زهير النامي‪ ،‬إلهام كريم‬

‫‪ .8‬مالحق‪:‬‬
‫نقدم فهذا امللحق االستمارة امليدانية التي تم اعتمادها إلجراء هذه الدراسة‬
‫‪ -‬أنثى‬ ‫‪ -‬ذكر‬ ‫‪ .1‬الجنس‪:‬‬
‫‪ .2‬السن‪....................... :‬‬
‫‪ .3‬املستوى الدراس ي‪.................................. :‬‬
‫‪ .4‬مكان السكن‪........................................ :‬‬
‫‪ .5‬نوع النشاط‪.......................................... :‬‬
‫‪ .6‬ما تقييمكم لإلجراءات املتخذة من طرف الدولة ملحاربة الوباء؟‬
‫‪-‬بدون رأي‬ ‫‪-‬ممتازة‬ ‫‪-‬متوسطة‬ ‫‪ -‬ضعيفة‬
‫‪ .7‬ما تقييمكم لوضعية املرافق الصحية باملغرب؟‬
‫‪-‬بدون رأي‬ ‫‪-‬ممتازة‬ ‫‪-‬متوسطة‬ ‫‪ -‬ضعيفة‬
‫‪ .8‬ما هي االنعكاسات االقتصادية لوباء كورونا على األسر املغربية؟ ‪......................................‬‬
‫‪-‬ال‬ ‫‪ -‬نعم‬ ‫‪ .9‬إذا كنت تشتغل هل توقفت عن العمل؟‬
‫‪-‬ال‬ ‫‪ -‬نعم‬ ‫‪ .10‬هل املساعدة املقدمة من طرف الدولة كافية؟‬
‫‪ .11‬ما هي االنعكاسات االجتماعية لوباء كورونا على األسر املغربية؟ ‪....................................‬‬
‫‪-‬ال‬ ‫‪ -‬نعم‬ ‫‪ .12‬هل أثر وباء كورونا على الروابط االجتماعية باملغرب؟‬
‫‪ .13‬ما تقييمك للتعليم عن بعد؟‬
‫‪-‬بدون رأي‬ ‫‪-‬ممتاز‬ ‫‪-‬متوسط‬ ‫‪ -‬ضعيف‬
‫‪ .14‬ما هو أكثر قطاع متضرر من وباء كورونا باملغرب؟‬
‫‪-‬الخدمات‬ ‫‪-‬السياحة‬ ‫‪-‬التجارة‬ ‫‪-‬الصناعة‬ ‫‪ -‬الفالحة‬
‫‪-‬ال‬ ‫‪ -‬نعم‬ ‫‪ .15‬هل يسبب وباء كورونا أمراضا نفسية؟‬
‫‪-‬ال‬ ‫‪ -‬نعم‬ ‫‪ .16‬هل يسبب الحجر الصحي مشاكل أسرية؟‬
‫‪ .17‬ما هي النواقص التي طالت تدخالت الدولة في محاربة الوباء؟ ‪.........................................‬‬
‫‪ .18‬في نظرك ما هي االستراتيجيات الكفيلة بمحاربة الوباء؟ ‪..................................................‬‬

‫‪170‬‬

You might also like