You are on page 1of 25

‫تطبيقات الجودة في‬

‫الجمعيات الخيرية‬

‫إعداد‬
‫د‪.‬عبد ال الخراشي‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة‬
‫يحظى العمل الخيري باهتمام الجهات الرسمية والشعبية‪ ،‬وذلك لهميته وارتباطه بإحدى أهم‬
‫إليها‪ ،‬ومن‬
‫بالحسانموقع‬ ‫المؤسسي عز وجل‬
‫والتطوعي لدى‬ ‫العملالتي أمر ال‬
‫المنخفضة‬
‫الدخولملفات‬
‫شرائح المجتمع وهي طبقة ذوي تجد‬
‫ومن ذلك الهتمام‬ ‫هذا المنطلق أصبح من المهم أن نهتم بالعمل الخيري من مختلف الجوانب‪،‬‬
‫‪www.dawahmemo.com‬‬
‫بتجويد أعمال هذه الجمعيات‪ ،‬وتحسين مخرجاتها بتطبيق النظم والمعايير الدارية الناجحة‪ ،‬ومن‬
‫ذلك تطبيق الجودة‪ ،‬ولئن كانت مؤسسات القطاع الخاص قد اعتنت بتطبيق معايير الجودة‪،‬‬
‫لكسب رضي العميل بهدف تحقيق أكبر قدر من الربح المادي‪ ،‬فإن الجمعيات الخيرية أحوج ما‬

‫‪0‬‬
‫تكون لتطبيق الجودة في أدائها لرتباط عملها بشكل مباشر بشريحة الفقراء والمحتاجين‪ -‬وهم‬
‫الشريحة الولى بالهتمام والرعاية ‪ -‬ودورها في تحسين أوضاعهم الجتماعية والقتصادية تحقيقا‬
‫لمبدأ التكافل الذي حث عليه ديننا الحنيف‪.‬‬
‫وهذا البحث محاولة لمعالجة موضوع تطبيق الجودة في الجمعيات الخيرية من خلل دراسة‬
‫ميدانية شمل عشرين )‪ (20‬جمعية خيرية بمختلف مناطق المملكة‪ ،‬سائل ال عز وجل أن يسهم‬
‫في دعم مسيرة العمل الخيري ‪.‬‬

‫مدخل‪:‬‬
‫تتكون المنظمة أو المؤسسة من ثلث أنواع من الموارد‪ :‬مادية و بشرية ومعلوماتية وتستخدم‬
‫في النظم الفرعية لها تسويق ‪ -‬عمليات – تمويل‪ -‬موارد بشرية وغيرها وذلك بقصد إنتاج سلعة‬
‫أو تقديم خدمة‪ ،‬وتعتبر وظيفة العمليات إحدى الوظائف المنظمة الساسية التي تؤثر على نجاح‬
‫)‪(1‬‬
‫المنظمة واستمرارها‬
‫أما عن مخرجات المنظمة فهي إما سلع أو خدمات ولكل منها خصائصها‪ ،‬ونظ ار لن المخرج‬
‫للجمعيات الخيرية عبارة عن خدمات فيحسن الشارة إلى أهم خصائصها العامة وهي‪ :‬أن‬
‫الخدمات كيان غير ملموس أو محسوس‪ ،‬ول يمكن تخزينها‪ ،‬وتتطلب اتصالا بالعميل بشكل‬
‫كبير‪،‬كما أن العميل يشارك في تقديمها على أن أهم عنصر في خصائصها أن العتماد بشكل‬

‫جعفر‪ ،‬أسامة حمزة‪ ،‬إدارة العمليات‪ ،‬ص ‪1‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫أساسي يكون على المعايير في وصف الجودة مثل رضا العميل وانخفاض العتماد على المعايير‬
‫)‪(2‬‬
‫الكمية‬
‫مفهوم الجودة‬ ‫‪-‬‬
‫تعد الجودة من المفاهيم الدارية الحديثة‪ ،‬وظهرت كاستجابة طبيعية للمنافسة بين الدول‬
‫والشركات في ظل التطور الهائل للمشاريع النتاجية‪ ،‬وفي ظل زيادة الوعي لدى المستهلكين الذين‬
‫يبدون اهتماما أكبر بالمنتج ذي الجودة العالية أو الخدمة المميزة‪.‬‬
‫ظهرت عدة تعريفات للجودة فهناك من عرفها‪ ):‬بأنها مجموعة من المزايا والخصائص‬
‫الخاصة بالمنتج أو الخدمة والتي تساهم في إشباع رغبات المستهلكين‪ ،‬وتتضمن السعر والمان‬
‫والتوفير والموثوقية والعتمادية وقابلية الستعمال( )‪ ،(3‬وعرفتها الجمعية المريكية لضبط الجودة‪):‬‬
‫)‪(4‬‬
‫بأنها مجموعة من المزايا وخصائص المنتج أو الخدمة القادرة على تلبية حاجات المستهلكين (‬
‫وينظر بعض الباحثين للجودة من ثلث زوايا الولى‪ :‬جودة التصميم‪ ،‬وهي‪ :‬مواصفات الجودة‬
‫التي توضع عند تصميم المنتج أو الخدمة‪ ،‬والثانية‪ :‬جودة النتاج وهي‪ :‬المواصفات التي تتحقق‬
‫خلل العملية النتاجية والثالثة‪ :‬جودة الداء التي تظهر للمستهلك عن الستعمال الفعلي للمنتج‬
‫إلى جانب التركيز على الجودة أثناء تقيم المنتج تتضمن مفاهيم وعناصر واحدة فهي تركز على‬
‫)‪( 5‬‬
‫جودة تصميم المنتج‬
‫أهداف الجودة‪:‬‬
‫إن الهههدف مههن تطههبيق الجههودة يههتركز علههى المنتههج أيهها كههان نههوعه )سههلعة أو خدمههة(‪ ،‬فالمنظمههة‬
‫بمختل ههف مكوناته هها تس ههعى لخه هراج منت ههج ممي ههز يكس ههب رض هها المس ههتفيد‪ ،‬ويحق ههق اله ههداف الربحي ههة‬
‫بالنسه ههبة للقطاعه ههات التجاريه ههة‪ ،‬والهه ههداف الجتماعيه ههة للقطاعه ههات الغيه ههر ربحيه ههة ومنهه هها الجمعيه ههات‬
‫الخيرية‪ ،‬ومن هذا الهدف الساس تتحقق أهداف أخرى منها‪:‬‬
‫‪ – 1‬خفض التكاليف‪ :‬إن الجودة تتطلب عمل الشياء الصحيحة بالطريقة الصحيحة من أول مرة‬
‫يعني تقليل الشياء التالفة أو إعادة إنجازها وبالتالي تقليل التكاليف‪.‬‬

‫جعفر‪ ،‬أسامة حمزة‪ ،‬إدارة العمليات‪ ،‬ص ‪4‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫)(‬
‫‪.Dale.H.Besterfield- quality control by prentice- Hall New Gersy-1986 p.l‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪Carol-A.Reeves & David. A.Bender . Defining Quality Alternatives and Implications.Academy of Mangment Review vol 19.No3.1994 .PP.419‬‬ ‫‪() 4‬‬

‫مأمون الدرادكة‪ ،‬إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬ص ‪17‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -2‬اختصار وقت إنجاز المهمات‪ :‬فالجراءات التي وضعت من قبل المنظمة لنجاز الخدمات‬
‫للعميل قد ركزت على تحقيق الهداف ومراقبتها وبالتالي جاءت هذه الجراءات طويلة وجامدة في‬
‫كثير من الحيان مما أثر تأثي ار سلبيا على النجاز‪.‬‬
‫‪ -4‬رفع مستوى العاملين بالمؤسسة بما ينعكس إيجاب ا على انجازهم‪ ،‬بإشاعة ثقافة الجد والحزم‬
‫واحترام العمل وتحقيق الجودة في جميع المراحل‬
‫‪ –5‬تكوين بيئة تدعم وتحافظ على التطوير المستمر‪.‬‬
‫‪ – 6‬تقليل المهام عديمة الفائدة زمن العمل المتكرر ‪.‬‬
‫ويمكن إضافة أهداف أخرى للجودة تتناسب مع الجمعيات الخيرية ومنها‪:‬‬
‫‪ -7‬زيادة موارد الجمعية‪ :‬فالجودة في تنفيذ البرامج تقضي على الهدر وتخفض التكاليف وتسهم‬
‫في جذب المتبرعين الذين تقنعهم البرامج الفاعلة على أرض الواقع‪.‬‬
‫‪ -8‬تحقيق أهداف الجمعية وخاصة الهداف بعيدة المدى بتقليص دوائر الفقر ورفع المستوى‬
‫المعيشي للمستفيدين‬
‫‪ -9‬كسب تعاطف المجتمع بمختلف قطاعاتهن وبالتالي الحصول على أنواع مختلفة من الدعم‬
‫وزيادة مستويات التعاون‬

‫‪ -‬متطلبات تطبيق الجودة‪:‬‬


‫الجههودة تضههل حلمها وأمنيهات لهدى المسههئولين بالمنشهأة مهالم يتهم تهيئههة متطلبهات تطبيقههها واتخههاذ‬
‫خطوات جادة في ذلك‪ ،‬وهذه الخطوات منها ما يسبق البدء بتطبيق هذا البرنامج في المؤسسة حتى‬
‫يمكههن إعههداد العههاملين علههى قبههول الفك هرة‪ ،‬ومههن ثههم السههعي نحههو تحقيقههها بفعاليههة‪ ،‬وحصههر نتائجههها‬
‫المرغوبة‪ ،‬ومن أهم هذه المتطلبات‪:‬‬
‫‪ -1‬زرع الفكرة في ثقافة المؤسسة‬
‫إن تحقيق الجودة نتاج عمل مشترك ينطلق من ثقافة العاملين في المؤسسة ولذا من المهم‬
‫أن تتشكل لدى العاملين بالمؤسسة قناعة بأهمية تطبيق الجودة‪ ،‬ويمكن أن يتم من خلل تسويق‬
‫وتوضيح مفهوم الجودة وفوائدها على المؤسسة عن طريق المحاضرات أو المؤتمرات وورش العمل‬
‫والدورات التدريبية‪ ،‬ومن المفيد جدا اطلع العاملين في المؤسسة على تجارب المؤسسات الناجحة‬
‫في تطبيق الجودة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -2‬التعليم والتدريب‪.‬‬

‫نظ ار لن الجودة تتطلب إيجاد المعايير وطرق للتنفيذ‪ ،‬ولكونها مسلك إداري جديد يطبق‬
‫بالجمعيات ولكي يكون هذا التطبيق يتم تطبيق بشكل صحيح فل بد من تبني برامج تدريب وتعليم‬
‫العاملين بالمنظمة على أساليب وأدوات تطبيق الجودة‪ ،‬وأن يراعى في البرامج التدريبية أن تتناسب‬
‫مع متطلبات كل مستوى حسب علقتهم بتطبيق الجودة سواء في رسم الستراتيجيات بالنسبة‬
‫للقيادات العليا أو في التطبيق والساليب الفنية بالنسبة للجان العاملة‬

‫‪ -3‬الستعانة بالستشاريين ‪.‬‬

‫الستعانة بالخبرات من مستشارين ومؤسسات متخصصة عند تبني الجودة بالمنظمة مهم‬
‫لتدعيم خبرة المؤسسة ومساعدتها لضمان التطبيق الصحيح‪ ،‬وللمساهمة في حل المشاكل المتوقعة‬
‫التي ستنشأ وخاصة في المراحل الولى لتطبيق الجودة‪.‬‬

‫‪ -4‬التشجيع والحفز‪.‬‬

‫إن تقدير الفراد نظير قيامهم بعمل عظيم سيؤدي حتما إلى تشجيعهم‪ ،‬وزرع الثقة فيهم‪،‬‬
‫وتدعيم هذا الداء المرغوب‪ ،‬سيسهم بشكل كبير في تطوير برامج الجودة الشاملة في المؤسسة‬
‫واستمرار يته‪ .‬وحيث أن استم اررية البرنامج في المؤسسة يعتمد على درجة حماس المشاركين في‬
‫التحسين ‪ ،‬فمن المهم تعزيز هذا الحماس من خلل الحوافز المالية و المعنوية المشجعة وتنمية‬
‫الشعور بالنتماء للمؤسسة وبأهمية الدور الموكل إليهم في تطبيق الجودة‪.‬‬
‫‪ -5‬الشراف والمتابعة‪.‬‬

‫من ضروريات تطبيق برنامج الجودة هو الشراف على فرق العمل والتنسيق بين مختلف‬
‫الدارات‪ ،‬ومتابعة النجاز ‪،‬وتعديل أي مسار خاطئ وتقويمه إذا تطلب المر‪.‬‬
‫خصائص الجودة ذات الصلة بالخدمات‪:‬‬
‫إن جودة الخدمات التي تقدمها المنظمة أو المؤسسههة كمخههرج إنتههاجي لبههد أن يتميههز بخصههائص‬
‫)‪( 6‬‬
‫تحدد مستوى الجودة ذكرها بعضهم في النقاط التالية‬
‫‪ -1‬الموثوقية وهي‪ :‬القابلية لنجاز الخدمة الموعودة بشكل معتمد ومضبوط‬
‫الاستجابة وهي‪ :‬الرغبات لمساعدة الزبائن ) المستفيدين ( وتقديم الخدمة لهم‬ ‫‪-2‬‬

‫السامرائي‪ ،‬مهدي ‪،‬إدارة لجودة الشاملة‪ ،‬ص ‪302‬‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬

‫‪4‬‬
‫الملموسة وتعني‪ :‬التسهيلت الفيزيائية كالمعدات والدوات والمظهر‬ ‫‪-3‬‬

‫الضمان ويعني معرفة قابلية الموظفين لنقل الثقة والعتماد عليهم‬ ‫‪-4‬‬

‫البعد العاطفي وهو الرعاية والهتمام المقدم للمستفيدين‬ ‫‪-5‬‬

‫هذه الخصائص وضعت بشكل عام للمخرجات الخدميههة التجاريههة مثههل‪) :‬تقههديم الرعايههة الصههحية‪،‬‬
‫النقههل‪ ،‬التعليههم ‪ ،( ....‬ونظه ه ار لن الخههدمات المقدمههة مههن الجمعيههات الخيريههة للمسههتفيدين غالب ها مهها‬
‫تكون خدمات إنسانية مجانية فلبد من تكييف هذه الخصائص على أنشطة الجمعيات الخيرية‪.‬‬

‫ثانياا‪ :‬الجودة في الجمعيات الخيرية‬


‫إن أهم نقطة ننطلق منها للحديث عن تطبيق الجودة الشاملة في عمل الجمعيات الخيرية هي‬
‫تحديد فلسفة النظر لطبيعة العمل الخيري‪ ،‬فالعمل الخيري والتكافل الجتماعي ومساعدة‬
‫المحتاجين في كافة المجالت في مجتمعنا تنطلق من مبادئ وقيم حث عليها ديننا الحنيف‪ ،‬ومن‬
‫يقدم المساعدة للخرين بأي صورة كانت يقدمها محتسبا الجر من ال بالدرجة الولى‪.‬‬
‫لكن الحتساب والنوايا الطيبة ل يبرر تقديم الخدمة للمحتاجين بأسلوب عشوائي دون اهتمام‬
‫بالجودة‪ ،‬أوالتقصير في أدائها كما وكيفاا‪ ،‬وذلك لن العشوائية تقلل من الفوائد بل ربما تتسبب في‬
‫إيجاد المشاكل‪ ،‬والشريعة السلمية كل ل يتج أز فمن المهم أن نؤكد ‪ -‬من مبدأ الحتساب نفسه‬
‫‪ -‬أن من الواجب أن تؤدى الخدمة بالشكل المثل لتحقق أفضل النتائج المرجوة عملا بالتوجيه‬
‫ولهذا لبد من الهتمام بجودة العمل‬ ‫)‪(7‬‬
‫النبوي )إن ال يحب أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه(‬
‫الخيري بما ل يقل عن اهتمام المنظمات الربحية بإنتاجها الربحي‪.‬‬
‫من جانب آخر يجب ملحظة أن منتج الجمعيات الخيرية الخدمي يستهدف بدرجة كبيرة‬
‫المحتاجين من ذوي الدخول المنخفضة‪ ،‬وحاجة هؤلء للجمعيات أكبر من حاجة الجمعيات لهم‪،‬‬

‫صحيح مسلم‬ ‫)(‬ ‫‪7‬‬

‫‪5‬‬
‫وهذا الوضع قد ينعكس سلب ا في تطبيق الجودة باعتبار أن المستفيد يرضى بأقل مستوى للخدمة‬
‫طالما أنها مجانية‪ ،‬كما أن جانب المنافسة معدوم لوجود حيز جغرافي يشكل امتيا از لعمل‬
‫الجمعية‪ ،‬وهذا الوضع يختلف عن المنظمات الربحية التي يبحث الزبون عن منتجها في ظل وجود‬
‫المنافسة‪ ،‬مما يجعل المنظمة الربحية تسعى لكسب العميل بتطبيق الجودة‪.‬‬
‫الجمعيات الخيرية بالمملكة‪:‬‬
‫يعود نشأة الجمعيات الخيرية بالمملكة إلى عام ‪1384‬هه حيث أقر نظام عرف باسم‪:‬‬
‫) نظام الجمعيات والمؤسسات الخيرية الهلية(‪ ،‬ثم صدرت لئحة الجمعيات الخيرية بقرار مجلس‬
‫الوزراء عام ‪1410‬هه‪ ،‬وتله صدور القواعد التنفيذية للئحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية بقرار‬
‫وزير العمل والشؤون الجتماعية عام ‪1412‬هه‪ ،‬والجمعيات الخيرية بالمملكة تعمل حتى اليوم في‬
‫ظل هذه اللئحة والقواعد المنظمة لها‪.‬‬
‫بحسب آخر إحصائية صادرة عن و ازرة الشؤون الجتماعية وصل عدد الجمعيات الخيرية إلى‬
‫) ‪ (468‬جمعية رجالية ونسائية موزعة على جميع مناطق المملكة بنسب متفاوتة أدناها خمس‬
‫جمعيات بمنطقة نجران‪ ،‬و ‪ 105‬جمعية بمنطقة مكة المكرمة‪.‬‬
‫نسبة الجمعيات إلى عدد‬ ‫عدد سكان المنطقة‬ ‫عدد الجمعيات‬ ‫المنطقة‬
‫السكان‬ ‫)سعوديون(‬

‫‪42300:1‬‬ ‫‪3726523‬‬ ‫‪88‬‬ ‫الرياض‬

‫‪34100:1‬‬ ‫‪3586565‬‬ ‫‪105‬‬ ‫مكة المكرمة‬

‫‪33600:1‬‬ ‫‪1144189‬‬ ‫‪34‬‬ ‫المدينة المنورة‬

‫‪20000:1‬‬ ‫‪817492‬‬ ‫‪41‬‬ ‫القصيم‬

‫‪52100:1‬‬ ‫‪2555466‬‬ ‫‪49‬‬ ‫الشرقية‬

‫‪30000:1‬‬ ‫‪1434759‬‬ ‫‪48‬‬ ‫عسير‬

‫‪49500:1‬‬ ‫‪595491‬‬ ‫‪12‬‬ ‫تبوك‬

‫‪14100:1‬‬ ‫‪451647‬‬ ‫‪32‬‬ ‫حائل‬

‫‪40000:1‬‬ ‫‪239331‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الحدود الشمالية‬

‫‪38200:1‬‬ ‫‪993675‬‬ ‫‪26‬‬ ‫جازان‬

‫‪6‬‬
‫‪69700:1‬‬ ‫‪348689‬‬ ‫‪5‬‬ ‫نجران‬

‫‪19300:1‬‬ ‫‪328243‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الباحة‬

‫‪44000:1‬‬ ‫‪308132‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الجوف‬

‫‪35100:1‬‬ ‫‪16529302‬‬ ‫‪470‬‬ ‫المجموع‬


‫)‪(9‬‬ ‫)‪(8‬‬
‫إواحصائية السكان لعام ‪1425‬هه‬ ‫إحصائية توزيع الجمعيات الخيرية حتى منتصف عام ‪1429‬هه‬ ‫‪‬‬

‫أما عن أهداف الجمعيات الخيرية فقد حددتها المادة الثانية في لئحههة الجمعيههات والمؤسسههات‬
‫الخيريه ههة بأنه هها‪):‬تهه ههدف الجمعي ههة الخيريه ههة إل ههى تقه ههديم الخ ههدمات الجتماعي ههة نق ههدا وعينه ها والخه ههدمات‬
‫التعليمية أو الثقافية أو الصههحية ممهها لههه علقههة بالخههدمات النسههانية دون أن يكههون هههدفها الحصههول‬
‫على الربح المادي‪ ،‬ويحدد النظام الساسي للجمعيههة أههدافها ويحظهر علهى الجمعيههة تجهاوز أههدافها‬
‫المحه ههددة أو اله ههدخول فه ههي مضه ههاربات ماليه ههة( وله ههم يه ههرد فه ههي اللئحه ههة التنظيميه ههة أي تحديه ههد أو تقييه ههد‬
‫للهداف‪ ،‬ولكن معظم هذه الهداف بحسب طبيعة عمل الجمعيات الخيريههة ‪ -‬باسههتثناء الجمعيههات‬
‫المتخصصه ههة ‪ -‬موجهه ههة لمسه ههاعدة الفقه ه هراء والمحته ههاجين بمختله ههف شه ه هرائحهم‪ ،‬وطالمه هها أن صه ههياغة‬
‫الهههداف يعههود إلههى المؤسسههين‪ ،‬فسههنلحظ التفههاوت بيههن هههذه الهههداف )ضههعفا وجههودة كههثرة وقلههة‬
‫إجمالا وتفصيل‪ (...‬وفهي نهايههة المطههاف سهتقيد ههذه الههداف عمههل الجمعيهات باعتبههار أن الب ارمهج‬
‫تنطلق منها‪.‬‬
‫‪ -‬الجودة في الجمعيات الخيرية‪:‬‬
‫حيههن تكههون المنظمههة مسههتقلة‪ ،‬وتملههك ق ارراتههها وتتحكههم فههي وضههع أنظمتههها ولوائحههها وبرامجههها‬
‫واختيار العاملين بها تكون مسؤوليتها أكبر في تطبيق الجودة‪ ،‬والجمعيات الخيرية رغم أنها ليسههت‬
‫مؤسسات ربحية‪ ،‬إل إنها أههم مهن المؤسسهات الربحيهة مهن حيهث رسهالتها‪ ،‬وطبيعهة المسهتهدفين مهن‬
‫أنشطتها وبرامجها وأثرها في المجتمع‪ ،‬وبالرغم من وجود لئحة للجمعيات الخيريههة‪ ،‬وقواعههد تنفيذيههة‬
‫لهذه اللئحة‪ ،‬إل أن الباحث ل يحتاج إلى جهد كبير ليطلع على مدى المرونة فههي تطههبيق اللئحههة‬
‫أو النظ ههام‪ ،‬كم هها ل يحت ههاج إل ههى جه ههد ك ههبير لي ههدرك م ههدى التف ههاوت بي ههن ه ههذه الجمعي ههات م ههن حي ههث‬
‫مستوياتها إوامكاناتها وبرامجها إوانجازاتها‪ ،‬ومستوى أدائها وهيكلها الداري‪.‬‬

‫المصدر و ازرة الشؤون الجتماعية‪ -‬الدارة العامة للجمعيات الخيرية‬ ‫)(‬ ‫‪8‬‬

‫المصدر مصلحة الحصاءات العامة‬ ‫)(‬ ‫‪9‬‬

‫‪7‬‬
‫أمهها عههن تطههبيق الجههودة فههي الجمعيههات الخيريههة فمههن خلل السههتبيان الههذي طههرح علههى )‪( 20‬‬
‫جمعيههة مههن جمعيههات الههبر الخيريههة فههي مختلههف منههاطق المملكههة يتضههح إلههى أي حههد واقههع تطههبيق‬
‫الجودة وتطبيق معاييرها‬
‫تضهمن السهتبيان مجموعهة مهن السهئلة عهالجت عهدة نقهاط تتعلهق بتطبيقهات الجهودة بشهكل مباشهر‬
‫وغير مباشر‪.‬‬
‫فعههن تطههبيق الجههودة فههي الجمعيههات كههان الس هؤال الهههم المطههروح هههو‪ :‬هههل تطبههق الجمعيههة معههايير‬
‫الجودة في أدائها ؟‬
‫كههانت الجابههة ‪ %100‬ه بهه) ل (‪ ،‬وهههذا الإجمههاع مههن قبههل الجمعيههات الخيريههة علههى عههدم تطههبيق‬
‫الجههودة يؤكههد أهميههة التحههرك لمعالج هة مهها يمكههن اعتبههاره خللا فههي أداء الجمعيههات باعتبههار الجههودة‬
‫خيار مهم لي عمل كما ذكرنا آنف ا‬
‫ولتوضههيح حقيقههة عههدم تطههبيق معههايير الجههودة فههي عمههل الجمعيههات طرحههت مجموعههة مههن السههئلة‬
‫المتعلقة بمجالت تطبيق الجههودة وأولهها مها يرتبهط بالب ارمههج والنشهطة المقدمهة للمسههتفيدين باعتبارههها‬
‫العمود الفقري لنشطة الجمعيات‬
‫كان إجابة السؤال عن البرامج والخدمات التي تقدمها الجمعيات للمستفيدين كما يلي‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫النسبة‬ ‫اسم البرنامج‬ ‫النسبة‬ ‫اسم البرنامج‬
‫‪20%‬‬ ‫برامج توظيف‬ ‫‪100%‬‬ ‫مساعدات مالية مباشرة‬
‫‪15%‬‬ ‫قروض مشاريع صغيرة‬ ‫‪100%‬‬ ‫توزيع مواد غذائية‬
‫‪15%‬‬ ‫ترميم مساكن‬ ‫‪95%‬‬ ‫توزيع كسوة‬
‫‪10%‬‬ ‫فسحة طالب‬ ‫‪90%‬‬ ‫رعاية أيتام‬
‫‪5%‬‬ ‫رعاية ذوي الحتياجات الخاصة‬ ‫‪85%‬‬ ‫توزيع أدوات منزلية‬
‫‪5%‬‬ ‫روضة اطفال‬ ‫‪80%‬‬ ‫تفطير صائمين‬
‫‪5%‬‬ ‫العناية بالمساجد‬ ‫‪75%‬‬ ‫الحقيبة المدرسية‬
‫‪5%‬‬ ‫دعم حلقات تحفيظ القرآن‬ ‫‪70%‬‬ ‫مساعدات الزواج‬
‫‪5%‬‬ ‫توريد مياه للمستفيدين‬ ‫‪65%‬‬ ‫تأهيل وتدريب‬
‫‪5%‬‬ ‫توزيع الضاحي‬ ‫‪60%‬‬ ‫توفير سكن‬
‫‪5%‬‬ ‫نشاط صحي مستشفى‬ ‫‪60%‬‬ ‫علج مرضى‬
‫‪5%‬‬ ‫احتواء وتوجيه الشباب‬ ‫‪50%‬‬ ‫تسديد فواتير‬
‫‪5%‬‬ ‫الحماية من العنف السري‬ ‫‪50%‬‬ ‫أسر منتجة‬
‫‪5%‬‬ ‫مساعدة المتضررين من الكوارث‬ ‫‪40%‬‬ ‫برامج ثقافية‬
‫‪5%‬‬ ‫مساعدة أسر السجناء‬ ‫‪30%‬‬ ‫استشارات اجتماعية‬

‫يلحههظ مههن تحليههل الجابههات السههابقة بههأن تقههديم المسههاعدات المباشههر الماديههة والعينيههة بمختلههف‬
‫الطههرق تشههكل النشههاط السههاس للجمعيههات والههتي تراوحههت نسههبة تبنيههها بيههن ‪ %70‬و ‪ , %100‬وهههو‬
‫أمر طهبيعي بحسهب الههداف الهتي تنطلهق منهها تلهك الب ارمهج‪ ،‬إل أن القتصهار علهى ههذا النهوع مهن‬
‫البرامج والتوسع فيه دون التمييز بين العاجزين عن العمل والقادرين عليه يمكن أن يؤدي إلى نتائههج‬
‫عكسههية مههن أهمههها‪ :‬تكريههس ثقافههة الهبههات‪ ،‬وقتههل الههروح المعنويههة للمسههتفيدين‪ ،‬وتعويههدهم التكاليههة‪،‬‬
‫ونقل هذا السلوك الستجدائي إلى أبنائهم الهذين سيصهبحون فيمها بعهد عالهة علهى هبهات ومسهاعدات‬
‫الجمعيههات الخيريههة وبالتههالي فلههن تسهههم هههذه الب ارمههج فههي حههل مشههكلة الفقههر‪ ,‬وبالتأكيههد سههتزداد نسههبة‬
‫الثار السلبية لهذه البرامج إذا افتقدت معايير الجودة عند تطبيقها‬
‫أيض ا ظهر من إجابات الجمعيات تبنيها لبرامج وأنشطة ل تدخل في نطاق عملها ول تتوجه إلى‬
‫مسههاعدة السههر والفهراد أو أنههها تتههداخل مههع قطاعههات خيريههة أخههرى ومههن المثلههة علههى ذلههك العنايههة‬
‫بالمس ههاجد‪ ،‬و دع ههم حلق ههات تحفي ههظ القه هرآن ‪ ،‬ورعاي ههة ذوي الحتياج ههات الخاص ههة‪ ،‬ويخف ههف م ههن الث ههار‬
‫السلبية لهذه النشطة ان تطبيقاتها محدودة لم تتجاوز ‪ %5‬من مجموع الجمعيات‬
‫وفههي ثنايهها الب ارمههج المنفههذة بههرزت أنهواع أخههرى مههن الب ارمههج النوعيههة والههتي يمكههن اعتبارههها مههن‬
‫البرامج المميزة التي تسهم بشكل كبير إلى سد احتياج المسههتفيدين وفههي الههوقت ذاتههه تتلفههى سههلبيات‬

‫‪9‬‬
‫المسههاعدات المباش هرة للمسههتفيدين‪ ,‬وكههان تطههبيق هههذه الب ارمههج بنسههب متفاوتههة لههدى الجمعيههات حيههث‬
‫بلغت ‪ %65‬لبرامج التأهيل والتدريب‪ ،‬و ‪ %50‬لبرامج الأسر المنتجة وتناقصت إلى ‪ %20‬لب ارمههج‬
‫التوظيف‪ ،‬و ‪ %15‬لقروض المشاريع صغيرة‪ ,‬وبالتالي فتحتههاج الجمعيههات الخيريههة إلههى التوسههع فههي‬
‫هذه النشطة لن ذلك من مؤشرات تطبيق الجودة في مجال تصميم البرامج‪.‬‬
‫بههرزت مظههاهر عههدم تطههبيق الجههودة أيضهها فههي عههدد مههن الج هوانب لههدى الجمعيههات‪ ،‬ومههن هههذه‬
‫الجه هوانب ضههعف الهتمههام بقيههاس عائههد الب ارمههج علههى المسههتفيدين حيههث جههاءت إجابههة ‪ %75‬مههن‬
‫الجمعيات بعدم قيامهم بقياس العائد على المستفيدين بمعنى أن علقة الجمعيهة بالمسههتفيدين تنتههي‬
‫بتقديم الخدمة‪ ،‬وهذا لن يساعد على تطوير الخدمة من خلل قياس العائد‪.‬‬
‫يعتبر التنظيم الداري ركيزة أساسية لي عمل مؤسسي يسعى لتحقيق الجودة في أعماله‪ ،‬كمهها‬
‫أن وضههوح المهههام ومرونههة الجه هراءات الداريههة مههن سههمات العمههل الداري المميههز‪ ،‬وقههد أوضههحت‬
‫إجابات الستبيان بعض الجوانب عن التنظيم الداري لدى الجمعيات يوضحه الجدول التالي ‪:‬‬

‫النسبة‬ ‫ل‬ ‫النسبة‬ ‫إلى حد ما‬ ‫النسبة‬ ‫نعم‬ ‫العنصر‬


‫‪5%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪85%‬‬ ‫‪17‬‬ ‫هل للجمعية تنظيم إداري معتمد‬
‫‪10%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫هل الهيكل الداري كاف للقيام بأعمال الجمعية‬
‫‪10%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪25%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪65%‬‬ ‫‪13‬‬ ‫هل مهام العاملين واضحة ومحددة‬
‫‪10%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪45%‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪45%‬‬ ‫‪9‬‬ ‫هل الجراءات الدارية بالجمعية مناسبة‬

‫من خلل تحليل الجابات في الجدول السابق نلحظ أنه بالرغم من وجود تنظيم إداري معتمد لدى‬
‫‪ %85‬مههن الجمعيههات إل أن ‪ %60‬منهههم يههرون أن هههذا التنظيههم يكفههي إلههى حههد مهها للقيههام بأعمههال‬
‫الجمعيههات‪ ،‬و ‪ %10‬يههرون عههدم كفههايته‪ ,‬وفههي المقابههل يههرى ‪ %30‬كفههايته‪ ،‬كمهها كشههفت الجابههات‬
‫جانبا آخر في التنظيم الداري يتعلهق بوضههوح المههام للعهاملين حيهث يهرى ‪ %65‬مهن الجمعيهات أن‬
‫المهام واضحة ومحددة ويرى ‪ %25‬أنها واضحة ومحددة ولكن إلى حد ما في حين يرى ‪ %10‬أن‬
‫المهام غير واضحة ومحددة للعاملين‪ ،‬وعن مدى كفاية الجهراءات الداريههة بشهكل عهام تهرى ‪%45‬‬
‫من الجمعيات أن الجراءات الدارية بالجمعية مناسبة‪ ,‬و ‪ %45‬يرون أنها مناسبة إلههى حههد مهها فههي‬
‫حين يرى ‪ %10‬أنها غير مناسبة وهذا يعني أنه بالرغم مههن وجههود تنظيههم إداري لههدى الجمعيههات إل‬
‫انههه بحاجههة لههدعم أكههبر بحيههث يعههد التنظيههم الداري الشههامل والهيكلههة وفههق معههايير علميههة بحسههب‬
‫طبيعة كل جمعية وظروفها لتحقيق الجودة المطلوبة في العمل‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫يرتبط تطبيق الجههودة بشههكل مباشههر بههالقوى العاملههة مهن حيههث كفايتههها وتأهيلههها وأدائههها ومسههتوى‬
‫الرضى لديها‪ ،‬وكانت الحصائية عن عدد المتفرغين للعمل بالجمعيهات العشهرين قهد بلغهت )‪(329‬‬
‫موظفاا‪ ،‬وطرح سؤال عن مدى كفاية العاملين العددية لتنفيذ ب ارمهج الجمعيههة فكهان إجابههة ‪ %85‬مههن‬
‫الجمعيههات أن العههدد غيههر كههاف لتنفيههذ ب ارمههج الجمعيههة فههي مقابههل ‪ %15‬يههرون كفههايته‪ ،‬ول شههك بههأن‬
‫النقص العددي للعاملين سيعيق تقديم الخدمة للمسهتفيدين بهالجودة المطلوبهة‪ ،‬أمها عهن مسهتوى تأههل‬
‫العاملين ومتوسط أجوره ومتوسط أجورهم وتأهيلهم فجاءت على النحو التالي‪:‬‬

‫أخرى‬ ‫جامعي‬ ‫دبلوم‬ ‫ثانوي‬ ‫متوسط‬ ‫ابتدائي‬ ‫التأهيل‬


‫‪31‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪82‬‬ ‫العدد‬
‫‪9.31%‬‬ ‫‪21.58%‬‬ ‫‪0.91%‬‬ ‫‪25.22%‬‬ ‫‪9.72%‬‬ ‫‪24.92%‬‬ ‫النسبة‬

‫أكثر من ‪5000‬‬ ‫‪4001-5000‬‬ ‫‪3001-4000‬‬ ‫‪2001-3000‬‬ ‫‪1000-2000‬‬ ‫الجور‬


‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪143‬‬ ‫العدد‬
‫‪0.6%‬‬ ‫‪0.6%‬‬ ‫‪4.86%‬‬ ‫‪50.45%‬‬ ‫‪43.46%‬‬ ‫النسبة‬

‫يلحههظ مههن تحليههل الجههدولين بههأن مسههتوى الجههور للعههاملين بشههكل عههام متههدني‪ ،‬فههأكثر مههن ‪%95‬‬
‫مه ههن المه ههوظفين المتفرغيه ههن ته ههتراوح أجه ههورهم مه ههابين)‪ (1.000‬إله ههى )‪ ( 3.000‬ره هه‪ ،‬وهه ههو بل شه ههك‬
‫أجرغيههر كههاف لموظههف متفههرغ لههديه مسههؤوليات كههثيرة‪ ،‬وبالتأكيههد سههيكون لتههدني مسههتوى الجههور أثهره‬
‫علههى الداء للتناسههب الطههردي بينهمهها‪ ،‬ولههذا تحتههاج الجمعيههات إلههى بههذل جهههود أكههبر لرفههع مسههتوى‬
‫الجور‪ ،‬وفي الوقت ذاته إلى تخفيف الشعور بمعاناة انخفاض الجور بتعزيز معاني الحتساب‪.‬‬
‫أمهها عههن مسههتوى التأهيههل فيلحههظ بههأن ‪ %60‬مههن العههاملين بالجمعيههات تههأهيلهم ل يتجههاوز‬
‫المرحل ههة الثانوي ههة ف ههي حي ههن بلغ ههت نس ههبة الج ههامعيين ‪ %21‬فق ههط‪ ،‬ويظه ههر أن ذل ههك مرتب ههط بمس ههتوى‬
‫الجههور‪ ،‬وأيهها كههان السههبب فمسههتوى التأهيههل المتههدني ينعكههس أثهره سههلب ا علههى الداء وتطههبيق معههايير‬
‫الجودة‪ ،‬لن القدرة على الستيعاب والتفكير والدقة في التنفيذ وحسن التصرف‪ ..‬إلى آخر ذلههك مههن‬
‫مواصههفات العههاملين الههتي يتطلبههها العمههل الناجههح تههزداد كلمهها كههان المؤهههل عالي هاا‪ ,‬ولههذلك مههن المهههم‬
‫اهتمام الجمعيات بالتوازن في استقطاب العاملين المؤهلين تأهيل عالياا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ويرتبط تطبيق الجودة بالموارد المالية للجمعيات من زاويههتين الولهى أن تنميهة المهوارد الماليهة‬
‫أحد مجالت تطبيق الجودة‪ ،‬والثانية أن وفرة الموارد المالية وكفايتههها لتنفيههذ الب ارمههج والنفههاق علههى‬
‫فطرحت مجموعة من السئلة حول‬ ‫عملية التطوير‪ ،‬واستقطاب الكفاءات المؤهلة‪ ،‬تسهم في تحقق الجودة‪،‬‬
‫الموارد المالية جاءت إجاباتها على النحو التالي‪:‬‬
‫النسبة‬ ‫ل‬ ‫النسبة‬ ‫إلى حد ما‬ ‫النسبة‬ ‫نعم‬ ‫العنصر‬
‫‪55%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪25%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫هل للجمعية موارد مالية ثابتة من الوقاف‬
‫‪45%‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪15%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫هل تستثمر الجمعية جزءا من مواردها المالية‬
‫‪15%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪35%‬‬ ‫‪7‬‬ ‫هل تصل التبرعات للجمعية بشكل منتظم‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪95%‬‬ ‫‪19‬‬ ‫هل تصل إعانة الو ازرة للجمعية بشكل منتظم‬
‫‪25%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪35%‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫هل تغطي الموارد المالية مصروفاتها على المستفيدين‬
‫‪40%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫هل تستهلك المصروفات الدارية جزءا كبي ار من موار الجمعية‬

‫نلحظ من تحليل الجابات السابقة واقههع المهوارد الماليههة وكفايتهها لههدى الجمعيهات‪ ،‬ونظه ار لن‬
‫الوقاف من الطرق المهمة لتنمية الموارد إل أن ‪ %20‬من الجمعيات ذكههروا بههأن لههديهم مههورد ثههابت‬
‫مههن الوقههاف مقابههل ‪ %25‬كهانت مهواردهم مههن الوقههاف غيههر ثابتههة‪ ،‬و ‪ %55‬ليههس لهههم مهوارد ثابتههة‬
‫من الوقاف‪ ،‬وهذا يعني أن معظم الجمعيات بحاجة إلى العناية بالوقههاف ‪ -‬كمهورد ثههابت‪ -‬وطهرح‬
‫مشاريع وقفية مدروسة بشكل جيد وتسوق بأسلوب احترافي‪،‬‬
‫وعن استثمار جهزء مهن مهوارد الجمعيهات لتنميهة رأس مالهها ذكهر ‪ %40‬بهأنهم يسهتثمرون جهزءا مهن‬
‫مواردهم و ‪ %15‬يستثمرونها بحد أقهل فهي حيهن ذكهر ‪ %45‬أنههم ل يسهتثمرون شهيئا مهن مهواردهم‪،‬‬
‫ويظهر أن عدم استثمار الجمعيات يرجع إلى شهح المهوارد أصهلا والخهوف مهن الخسهارة ولكهن يمكهن‬
‫التغلههب علههى ذلههك بالسههتثمار فههي المشههاريع متدنيههة الخطههورة مههع بههذل الجهههد فههي التأكههد مههن الجههدوى‬
‫القتصههادية‪ ،‬وتشههكل التبرعههات المصههدر الرئيههس لمه هوارد الجمعيههات إل أن وصههولها بشههكل منتظههم‬
‫يتفاوت بين الجمعيهات فقههد ذكههر ‪ %35‬مههن الجمعيههات بهأن التبرعههات تصههل إليههم بشههكل منتظههم فهي‬
‫حيههن يههرى ‪ %50‬أنههها تصههل ولكههن بشههكل متفههاوت أمهها البقيههة ‪ %15‬فل تصههل إليهههم بشههكل منتظههم‪،‬‬
‫وبشكل عام فالتبرعات تصل للجمعيات في نهاية المطاف‬
‫أوضح الستبيان تقريبا إجماع الجمعيات ‪%95‬على أن إعانهة الهو ازرة تصهل بشههكل منتظههم وههذا‬
‫مؤشر ايجابي يساعد الجمعيات على العتماد على هذه المساعدة في تطوير برامجها‬

‫‪12‬‬
‫أما عن مصروفات الموارد المالية ومدى كفايتها فقد أوضحت الجابات بأن ‪ %40‬يرون كفاية‬
‫الموارد لتغطية مصروفات الجمعية‪ ،‬ويرى ‪ %35‬أنها كافية إلى حد ما فهي حيهن يهرى البقيهة ‪%25‬‬
‫أنها غير كافيههة‪ ،‬وفهي الهوقت ذاتهه أوضههح السهتبيان أن ‪ %30‬يهرون أن المصههروفات الداريههة تسههتهلك‬
‫جههزءا كههبي ار مههن م هوار الجمعيههة مقابههل ‪ %30‬يههرون أنههها تسههتهلكها إلههى حههد مهها‪ ،‬و ‪ %40‬يههرون أن المصههروفات‬
‫الدارية ل تستهلك جزءا كبي ار من موار الجمعية‪ ,‬وهذا‬
‫من مظاهر تطبيقات الجودة لدى الجمعيات وجود خطة سنوية للنشطة‪ ،‬وقد أظهر السههتبيان‬
‫أن ‪ %75‬مههن الجمعيههات يعههدون خطههة سههنوية و ‪ %25‬ل يعههدونها‪ ,‬كمهها أن ‪ %50‬مههن الجمعيههات‬
‫يش ههركون منس ههوبي الجمعي ههة ف ههي إع ههداد الخط ههة و ‪ %50‬ل يش ههركونهم ف ههي ذل ههك‪ ،‬والواق ههع أن إع ههداد‬
‫الخطة السنوية من أساسيات العمل المؤسسي وشكل من أشكال تطبيق الجودة‪ ،‬ولذا فالجابههة الههتي‬
‫نتطلع إليها لتطهوير العمهل الخيهري أن يكهون لهدى جميهع الجمعيهات خطهة سهنوية متكاملهة‪ ,‬وأن تزيهد‬
‫نسبة مشاركة العضاء في وضعها‪ ،‬فهم المنفذين لها وحماسهم لنجاح ما شاركوا في التخطيط لههه‬
‫سيكون بالتأكيد أكبر مما فرض عليهم ‪.‬‬
‫أمهها عههن أسههباب عههدم تطههبيق معههايير الجههودة فههي الجمعيههات فقههد جههاءت متفاوتههة حسههب رأي‬
‫وهو ما توضحه الجابات التالية‪:‬‬ ‫الجمعيات‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫السبب‬
‫‪55%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫شح الموارد المالية للجمعية‬
‫‪50%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫قلة الكوادر البشرية‬
‫‪50%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫تدنى الجور‬
‫‪45%‬‬ ‫‪9‬‬ ‫عدم وضوح مفهوم الجودة‬
‫‪40%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ضعف تأهيل التنفيذيين ومحدودية خبرتهم‬
‫‪25%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫أسباب تتعلق بنظام الجمعيات ولوائحها التنظيمية‬
‫‪15%‬‬ ‫‪15‬‬ ‫غياب الرقابة والتقويم‬
‫‪10%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ضعف الدور الشرافي لمجلس إدارة الجمعة‬

‫تكش ههف الجاب ههات الس ههابقة أن ش ههح المه هوارد المالي ههة ال ههذي حض ههي بنس ههبة ‪ %55‬م ههن مجم ههوع‬
‫الجمعيههات يعههد مشههكلة مزمنههة لههدى معظههم الجمعيههات الخيريههة‪ ،‬ويههؤثر بل شههك علههى تطههبيق الجههودة‬
‫لدى الجمعيات الخيرية بل وعلى جميع أنشطتها‪ ،‬وخاصة لهدى الجمعيهات الهتي ل يمكنهها التواصهل‬

‫‪13‬‬
‫مع المتبرعين أو مصادر التمويل وقد أشهير إلهى ههذا الموضهوع فهي الفقهرة السهابقة الخاصهة بهالموارد‬
‫الماليههة للجمعيههات‪ ،‬ومههن السههباب الههتي أشههير إليههها كههذلك بنسههبة وصههلت إلههى ‪ %50‬قلههة الك هوادر‬
‫البشهرية‪ ،‬وتههدني الجههور وهمهها بل شههك سههببان مهمههان وبينهمهها ت اربههط فقلههة الكهوادر العاملههة لههن يمكههن‬
‫الجمعيههة مههن تنفيههذ الخدمههة ومتطلباتههها بشههكل جيههد حيههث سههتزيد نسههبة الجهههد كلمهها قههل عههدد العههاملين‬
‫وهههذا يتطلههب أن يكههون عههدد العههاملين متوازنهها مههع حجههم العمههل ومتطلبههاته‪ ،‬أمهها تههدني الجههور فهههي‬
‫مشههكلة فههي حههد ذاتههها حيههث يههترتب عليههها عههدم القههدرة علههى اسههتقطاب الكفههاءات الممي هزة وانخفههاض‬
‫معدلت الرضى لدى الموظفين‪ ،‬وكل ذلك سينعكس سلب ا على جودة العمل‪.‬‬
‫وكش ههف الس ههتبيان أح ههد الس ههباب المهم ههة ح ههول الموض ههوع وه ههو ع ههدم وض ههوح مفه ههوم الج ههودة ل ههدى‬
‫العاملين بالجمعية حيث أشار إلى ذلك ‪ %45‬من الجمعيات وهذا يعنههي ضههرورة العتنههاء بتوضههيح‬
‫مفهوم الجودة لمن يجهل هذا الموضوع وتعزيزه بشكل أوسع للجميع‬
‫مههن السههباب الههتي ذكههرت أيضها وحصههلت علههى نسههبة ‪ %40‬مههن إجمههالي الجابههات ضههعف تأهيههل‬
‫العههاملين ومحدوديههة خههبرتهم‪ ،‬وهههذا السههبب واضههح عكسههته إجابههات سههابقة عههن تأهيههل العههاملين تههم‬
‫التعليههق عليههها فههي حينههه‪ ،‬أمهها عههن السههباب الخههرى فكههانت نسههبتها متدنيههة فعههن ربههط عههدم تطههبيق‬
‫الج ههودة بأس ههباب تتعل ههق بنظ ههام الجمعي ههات ولوائحه هها أق ههر ‪ %25‬م ههن الجمعي ههات بجع ههل النظ ههام م ههن‬
‫السباب وقد سبقت الشارة إلى مدى المرونة في النظام التي تتيح للجمعيات‬
‫أما عن غياب الرقابة فلم يشر سوى ‪ %15‬إلى تأثير ذلك سلبا على تطبيق الجودة وهي إجابة‬
‫متوقع ههة إذا م هها ربط ههت بإجاب ههة س ههابقة أف ههادت ب ههأن الجمعي ههات ل تطب ههق مع ههايير الج ههودة أصه هلا ف ههي‬
‫أعمالههها‪ ،‬وبالتههالي لههن تكههون الرقابههة مسههؤولة عههن أمههر مفقههود أصههل‪ ،‬ويمكههن ربههط ذلههك أيض ه ا بههأثر‬
‫الههدور الش هرافي لمجلههس إدارة الجمعيههة حيههث أشههار ‪ %10‬فقههط بعههدم تحملههه مسههؤولية عههدم تطههبيق‬
‫الجودة ‪.‬‬
‫بعد هذا العرض لواقع تطبيق الجودة لدى الجمعيات من خلل الستبيان نلمس بشكل عام بأن‬
‫ثمههة ضههعف واضههح فههي أداء معظههم هههذه الجمعيههات‪ ،‬وسههينعكس هههذا الضههعف مههن خلل مخرجاتههها‬
‫إلى حد يتطلب المر فعلا بذل الجهد للرتقاء بهذه الجمعيات إلى أو انجازاتههها‪ ،‬وبمعنههى أن تطبههق‬
‫الجودة في أعمالها‪.‬وهو ما سنحاول الشارة اليه في السطور التالية‬
‫يههرى بعههض البههاحثين أن تقييههم أداء الب ارمههج فههي المنظمههات الغيههر ربحيههة – ومنههها الجمعيههات‬
‫الخيرية‪ -‬معقد وصعب حيث أن قياسها قهد ل يعطههي المعيهار الصههحيح أو الههدقيق فقيمهة الناتهج فههي‬

‫‪14‬‬
‫المنظمات غير الربحية غهامض وغيهر واضهح فههي ليسهت شهركة مسهاهمة يوضهح أداءهها فهي سهوق‬
‫السهم كمها أن ذوي الصهلة بهها مهن المتهبرعين والعهاملين والمسهتفيدين مهن خهدماتها كهل منههم ينظهر‬
‫ويقيم مستوى خدماتها بطريقة مختلفة عن الخر)‪ ،(10‬ولكن مع رغهم وجهود ههذه الصهعوبة فلمنهاص‬
‫مههن بههذل الجهههد لتطههبيق الجههودة فههي الجمعيههات الخيريههة‪ ،‬ووضههع المعههايير لههذلك‪ ،‬وتههذليل الصههعوبات‬
‫التي تواجه التطبيق‪.‬‬
‫إن الج ههودة بالنس ههبة للجمعي ههات ض ههرورة ل غن ههى عنه هها لح ههداث نقل ههة نوعي ههة ف ههي أعم ههال ه ههذه‬
‫الجمعيههات لتحقيههق اكههبر قههدر مههن الهههداف وعلههى أرسههها الهههدف السههتراتيجي المتمثههل بالقضههاء علههى‬
‫الفقههر‪-‬إن أمكههن‪ -‬أوتضههييق نطههاقه إلههى أكههبر قههدر ممكههن مههن خلل منظومههة مههن الب ارمههج المتطههورة‬
‫والجادة‪.‬‬
‫‪ -‬مجالت تطبيق الجودة في الجمعيات‪:‬‬
‫ليست الجودة مرحلة من مراحل النتاج تختهص بههإدارة أو قسهم معيهن داخههل المنظمههة إوانمها ههي‬
‫نتههاج جهههد جمههاعي يشههترك فيههه جميههع أعضههاء المنظمههة )الجمعيههة الخيريههة( بمختلههف مهههامهم ‪،‬و ل‬
‫يمكن تحقيق نتائهج متميهزة إل مهن خلل خطهة تطهوير شهاملة للمنظومههة الداريهة للجمعيههة‪ ،‬ولبهد أن‬
‫نأخههذ فههي العتبههار أن اهتمههام المنظمههات بجههودة المخههرج‪ ،‬وكسههب رضهها العميههل ينطلههق مههن هههدف‬
‫تجههاري بحههت بمعنههى أن المنظمههة تسههعى لضههمان اسههتمرار طلههب العميههل للخدمههة المدفوعههة‪ ،‬ولكههن‬
‫الوضههع بالنسههبة للجمعيههات الخيريههة مختلههف تمامهها‪ ،‬فالخدمههة المقدمههة للمسههتفيد خدمههة مجانيههة علههى‬
‫هيئههة مسههاعدات ماديههة أو عينيههة أو قههروض حسههنة أو ب ارمههج تههدريب ‪،‬وبالتههالي ليههس بالضههرورة أن‬
‫ترضههي الخدمههة العميههل وفههق معههاييره الشخصههية‪ ،‬إوانمهها الجههودة أن تحقههق الخدمههة فائههدة للعميههل حههتى‬
‫ولههو كههانت ظاهري ها ل ترضههيه‪ ،‬ولتوضههيح المههر نضههرب مثههال لههذلك فههي المسههاعدات الماليههة الههتي‬
‫تقههدمها الجمعيههة فالمسههتفيد يرغههب أن تكههون المسههاعدة مبلغ ه ا مقطوع ه ا يحصههل عليههه بسهههولة‪ ،‬ولكههن‬
‫جودة المخرج تقتضي أن تكون المساعدة على هيئة قرض يدفعه للعمل‪ ،‬ويمكنه من البدء بمشههروع‬
‫يدر عليه ربحا يغنيه عن الحاجة للخرين‪ ،‬وينمى عنده روح الطموح ويعزز جانب الكرامة‪.‬‬
‫ومن هنا يمكن اقتراح خمسة مجالت تطبق عليها معايير الجودة بالجمعيات الخيرية وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬مجال البرامج‬
‫‪ -2‬مجال المستفيدين‬

‫الملحم‪ ،‬إدارة المنظمات غير الربحية‪ ،‬ص ‪182‬‬ ‫)(‬ ‫‪10‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -3‬مجال القوى العاملة‬
‫‪ -4‬مجال الموارد المالية‬
‫‪ -5‬مجال التنظيم الداري‬
‫ونلفت النظر بأن طبيعة البحث ل تحتمل التفصيل في وضع معايير تفصههيلية قابلههة للقيههاس لكههل‬
‫عنصر من عناصر هذه المحاور بقدر ما هي إثارة للموضههوع يرجهى أن تتبعهها خطهوات عمليهة مهن‬
‫المهتمين والمتخصصين‪.‬‬
‫مجالت تطبيق الجودة في الجمعيات الخيرية‪:‬‬
‫ل يمكههن تقييههد الجمعيههات الخيريههة بتطههبيق الجههودة بشههكل شههامل فههي جميههع المجههالت ولكههن يمكههن‬
‫اقتراح بعض المجالت المهمة وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬مجال البرامج‪:‬‬
‫إن أهم مشكلة يمكن إثارتها في تطبيق الجودة فهي الجمعيهات الخيريهة ههو ذلهك الفضهاء الواسهع‬
‫الههذي تحلههق فيههه الب ارمههج التفصههيلية وتطبههق عمليههاا‪ ،‬فالمنتههج حيههن يحههدد بدقههة وثبههات يمكههن وضههع‬
‫مع ههايير للجههودة نطبقههها عليههه ونقيس ههها ب ههه‪ ،‬أم هها ف ههي حالههة الجمعيههات الخيري ههة فههإن المنتههج متغيههر‪،‬‬
‫فالبرامج غير محددة وثابتة ) كتنظيم(‪ ،‬وبرامج الجمعيات عادة ما تكون مشههتقة مههن أهههدافها الهواردة‬
‫فههي لئحتههها التنظيميههة‪ ،‬ونظ ه ار لعههدم وجههود تحديههد رسههمي للب ارمههج يمكننهها أن نعههدد عش هرات الب ارمههج‬
‫المتغيرة في الجمعيات الخيرية اليوم)‪ ،(11‬ومن خلل مراجعة تقارير الجمعيات نلحظ مدى التفهاوت‬
‫فههي نوعيههة الب ارمههج المقدمههة مههن الجمعيههات‪ ،‬ليههس فههي المحتههوى فحسههب بههل وفههي اسههتم اررية تبنههي‬
‫البرنامههج بههأكمله‪ ،‬فقههد تتبنههى الجمعيههة برنامجهها معينهها فههي سههنة معينههة وتلغيههه فههي أخههرى‪ ،‬صههحيح أن‬
‫بعض البرامج تستمر لفترة طويلة نسبياا‪ ،‬ولكنها في النهاية معرضة لللغاء أو التغيير‪.‬‬
‫لقد مر بنا في الستبيان السهابق ويؤكهده تقهارير كهثير مهن الجمعيهات الخيريهة بهأن الب ارمهج السهائدة‬
‫لدلى الجمعيات تركز بدرجة كبيرة على تقديم العانهات – الماديهة والعينيهة‪ -‬وعهادة مها يتهم ذلهك فهي‬
‫المواسم كشهر رمضان أو الحج‪ ،‬وتتكرر هذه البرامج في معظم الجمعيات‪ ،‬وقههد ينتقههد البعههض هههذه‬
‫البرامج التي توصهف أحيانها بالتقليديهة‪ ،‬ولكههن لبهد مهن نظهرة متوازنهة فتقههديم العانههات بشههكل مباشههر‬
‫أمهر منطقهي لوجهود احتيهاج فعلهى لهذلك خاصهة للعهاجزين عهن العمهل أو الهذين يقيمهون فهي المنهاطق‬
‫البعيدة عن الم اركهز أو المهدن الرئيسهة ل وجهود فيهها لفهرص العمهل‪ ،‬ولكهن المطلهوب لتحقيهق الجهودة‬

‫لم يرد تحديد للبرامج في اللوائح المنظمة لعمل الجمعيات الخيرية‬ ‫)(‬ ‫‪11‬‬

‫‪16‬‬
‫في برامج الجمعيات هو‪ :‬تجويد أسلوب تقديم هذه المساعدات‪ ،‬وتبني بهراج جديههدة ذات آثههار فاعلههة‬
‫تقضههي علههى مشههكلة الفقههر لههدى المسههتفيدين وليههس مجههرد تسههكينها‪ ،‬وسههنحاول وضههع تصههور عههام‬
‫لمعايير الجودة في برامج الجمعيات من عدة جوانب والتي منها‪:‬‬
‫تحديد البرامج ومدى ملئمتها للمجتمع‬ ‫‪-1‬‬

‫معيار الجودة في هذا العنصر يكمن في اختيار نوعية من البرامج ذات الثر الفعال الههذي يعالههج‬
‫المش ههكلة بش ههكل ج ههذري‪ ،‬وم ههن أمثل ههة الب ارم ههج الفاعل ههة ب ارم ههج القه هراض للمش ههاريع الص ههغيرة والس ههر‬
‫المنتجههة‪ ،‬وب ارمههج التههدريب والتأهيههل المنتهههي بههالتوظيف‪ ،‬وب ارمههج التوعيههة والتههوجيه‪ ،‬إلههى جههانب ذلههك‬
‫يمكن اختيار برامج مبتكرة للمساعدات المباشرة التي هي الصل في عمل الجمعيات الخيرية‬

‫‪ -2‬تصميم البرامج بطريق احترافية‬


‫من السهل تحديد البرامج‪ ،‬ولكن الهم أن تصمم بطرق علمية احترافية تستوفي عناصههر تطههبيق‬
‫البرنامه ههج‪ ،‬وتأخ ههذ فه ههي العتبه ههار طبيع ههة البرنامه ههج وطبيع ههة المس ههتهدفين إوامكانيه ههة التطه ههبيق‪ ،‬والعائه ههد‬
‫المتوقههع‪ .‬ومعيههار الجههودة هنهها أن تصههمم الب ارمههج لتلههبي الحاجههة الفعليههة للمسههتفيدين‪ ،‬وتحقههق الهههدف‬
‫الههذي مههن أجلههه تههم اختيههار البرنامههج‪ ،‬كمهها تحقههق أكههبر مؤشههر لنجههاح التطههبيق‪ ،‬وتصههميم البرنامههج ل‬
‫يقف عند حد معين‪ ،‬فتحقيهق الجهودة يتطلهب أن يخضهع البرنامهج للتطهبيق ومهن ثهم التقييهم والتطههوير‬
‫أو إعادة التصميم‪.‬‬
‫ج‪ -‬خطة البرامج‬
‫لتحقيق الجودة لبد للجمعية من إدراج برامجه ضمن خطههة الجمعيههة السههنوية‪ ،‬والخطههة يجههب أن‬
‫تكه ههون متوازنه ههة وواقعيه ههة‪ ،‬وتعه ههرض بشه ههكل مفصه ههل مسه ههتوفية عناصه ههر الخطه ههة الصه ههحيحة فتتضه ههمن‬
‫)الهداف والبرامج والميزانيههات‪ ،‬والتههوقيت‪ ،‬ومسههئول التنفيههذ‪،(....‬ول يسههمح علههى الطلق باسههتمرار‬
‫الساليب العشوائية في تنفيذ البرامج‪.‬‬
‫د‪ -‬تنفيذ البرنامج‬
‫ومعيار الجودة هنا أن يتم تنفيذ البرنامج بدقة وفههق التصههميم المعتمههد‪ ،‬وخطهوات التنفيههذ‪ ،‬ويلهتزم‬
‫بخطة التنفيذ المعدة سابقاا‪ ،‬وأن ينفذ بأسلوب يحفظ كرامة المستفيد‪.‬‬
‫ل‪ -‬والتزاحم على أبواب‬
‫إن وقوف طوابير المستفيدين على أبواب الجمعية ‪-‬رجالا ونساء وأطفا ا‬
‫الجمعية‪ ،‬وطلب إبراز الهوية أو دفتر العائلة مؤشر قوي على افتقاد الجمعية لحههد معههايير الجههودة‪،‬‬

‫‪17‬‬
‫وهههو تقههديم الخدمههة بأسههلوب ارقههي يحفههظ ك ارمههة المحتههاج ول يكههرس ثقافههة الهبههات والسههتجداء لههدى‬
‫الطفههال المصههاحبين لههذويهم‪ ،‬وأفضههل مههن ذلههك أن تقههدم المسههاعدة للمحتههاج فههي منزلههه عههن طريههق‬
‫مندوبي الجمعية‪.‬‬
‫هـ‪ -‬قياس عائد البرامج على المستفيد‬
‫إن تطههبيق الجههودة هنهها أن تكههون علقههة الجمعيههة بالمسههتفيد علقههة تفاعليههة وثيقههة تعتمههد علههى‬
‫القيام بجهود مشتركة لمعرفة أثر برامج الجمعية على المستفيد ومدى تحسههن أحهواله وارتقههاء مسههتواه‬
‫المعيشههي وفههق نظههام دقيههق للمتابعههة تتبنههاه الجمعيههة‪ ،‬ومههن ثههم إعههادة النظههر فههي البرنامههج وفههق نتائههج‬
‫القياس‬
‫ولتوضيح أهمية تطبيق الجودة يمكهن المقارنهة بيهن أسهلوبين لتقهديم الخدمهة والعائهد المتوقهع لهذلك‬
‫فههي برنامههج المشههاريع الصههغيرة‪ ،‬وهههو برنامههج يهههدف إلههى تقههديم مبلههغ للمسههتفيد ليقيههم مشههروع ا صههغي ار‬
‫قابل للتطوير يدر عليه دخلا يغنيه عن الخرين‪.‬‬
‫جدول المقارنة لبرنامج المشاريع الصغيرة‪:‬‬
‫تنفيذ البرنامج بأسلوب يخضع للجودة‬ ‫تنفيذ البرنامج بأسلوب عشوائي‬
‫‪ -‬يتم اختيار المستفيد وفق معايير علمية محددة‬ ‫‪ -‬يتم اختيار المستفيد بأسلوب عشوائي‬
‫‪ -‬يتم اختيار المشروع بجهد مشترك بين الجمعية والمستفيد‬ ‫‪ -‬يتم اختيار المشروع من قبل العميل‬
‫‪ -‬تعد دراسة جدوى للمشروع قبل التنفيذ‬ ‫‪ -‬ل تعد دراسة جدوى للمشروع‬
‫‪ -‬يحصل المستفيد على دورات تأهيلية لدارة المشروع‬ ‫‪-‬ل يحصل المستفيد على دورات تأهيلية لدارة المشروع‬
‫‪ -‬تقدم القروض بضمانات‬ ‫‪ -‬تقدم القروض بدون ضمانات‬
‫‪ -‬تتم متابعة دورية للمشروع‬ ‫‪ -‬ل توجد متابعة دورية للمشروع‬
‫‪ -‬يخضع المشروع للية استيفاء‬ ‫‪ -‬ل يخضع المشروع للية استيفاء‬

‫حين نقارن بين السلوبين في تقديم الخدمة سنجد بأن مؤشرات النجاح عند تطههبيق الجههودة فههي‬
‫برنامههج المشههاريع الصههغيرة سههتكون أكههبر منههها حيههن ينفههذ بشههكل عشهوائي وذلههك مههن عههدة نهواحي مههن‬
‫أهمههها ضههمان نجههاح المشههروع‪ ،‬اسههتيفاء القههرض ليقههدم لمسههتفيد آخههر‪ ،‬تشههجيع الخريههن حيههن يههرون‬
‫النجاح وانعكاس ذلك إيجابا على المستفيد‪.‬‬
‫مقارنة أخرى يمكن تطبيقها على أحد أهم برامج الجمعيات وهو برنامج تقديم المساعدات المالية‬
‫جدول المقارنة لبرنامج تقديم المساعدات المالية‪:‬‬
‫تنفيذ البرنامج بأسلوب يخضع للجودة‬ ‫تنفيذ البرنامج بأسلوب عشوائي‬
‫‪ -‬يتم اختيار المستفيد وفق الحتياج الحقيقي‬ ‫‪ -‬يتم اختيار المستفيد بأسلوب عشوائي‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬يخضع المستفيد لبحث اجتماعي دقيق‬ ‫‪ -‬يخضع المستفيد لبحث اجتماعي شكلي‬
‫‪ -‬تقدر المساعدات المالية بناء على معايير علمية ومحددة واضحة‬ ‫‪ -‬تقدر المساعدات المالية بشكل عشوائي‬
‫‪ -‬يستمر التواصل مع المستفيد بعد تقديم المساعدة‬ ‫‪ -‬يقتصر الدور على تقديم المساعدة المالية‬
‫‪ -‬يراعي كرامة المستفيد باختيار السلوب المثل لتقديم المساعدة‬ ‫‪ -‬ل يراعى المحافظة على كرامة المستفيد‬

‫حيههن نقههارن بيههن السههلوبين فههي تقههديم المسههاعدة سههنجد بههأن مؤشهرات النجههاح عنههد تطههبيق الجههودة‬
‫ستكون أكبر منها حين ينفهذ بشهكل عشهوائي وذلهك مهن عههدة نهواحي أهمهها‪ :‬ضههمان نجهاح البرنامههج‪،‬‬
‫المحافظ ههة عل ههى ك ارم ههة المس ههتفيد‪ ،‬الس ههتفادة م ههن المس ههاعدة المقدم ههة بش ههكل أفض ههل‪ ،‬القض ههاء عل ههى‬
‫العشوائية في اختيار المستفيدين والعشوائية في تحديد مقدار المساعدة‪.‬‬
‫‪ -2‬الجودة في مجال المستفيدين‬
‫تقههدم الجمعيههات الخيريههة خههدماتها لكافههة الشهرائح ) الرجههال والنسههاء والطفههال المطلقههات ال ارمههل‬
‫اليتههام المعههاقون‪....‬الههخ(‪ ،‬ونظه ار لختلف طبيعههة المسههتفيدين مههن حيههث الجنههس والعمههر والمسههتوى‬
‫التعليمه ههي‪ ،‬والوضه ههع الجتمه ههاعي والوضه ههع الصه ههحي وغيرهه هها مه ههن عناصه ههر الختلف‪ ،‬أصه ههبح مه ههن‬
‫اله هواجب أن توضه ههع معه ههايير لجه ههودة التعامه ههل مه ههع هه ههؤلء المسه ههتفيدين ‪ -‬مه ههع الخه ههذ بعيه ههن العتبه ههار‬
‫الفروقات الفردية بينهم‪ -‬بدءا باختيارهم وبحث حالتهم ومرو ار بتقديم الخدمة لهم وانتهاء بقياس أثههر‬
‫العائد عليهم‪.‬‬
‫إن واقع تعامل الجمعيات مع المسهتفيدين يحتهاج إلهى تطههوير أكهبر فهإجراءات اسههتقبال الطلبههات‬
‫إواج هراءات البحههث ع هن المسههتفيد‪ ،‬وتقههدير المسههاعدة الممنوحههة أصههبحت إج هراءات روتينيههة ذات أثههر‬
‫محههدود علههى المسههتفيد ول تعالههج أسههاس المشههكلة‪ ،‬ولههذا نحتههاج فههي هههذا العنصههر إلههى وضههع معههايير‬
‫لختيه ههار المسه ههتفيدين وآليه ههات اسه ههتقبال طلبه ههاتهم‪ ،‬وتكه ههوين العلقه ههة معهه ههم وآليه ههات التواصه ههل معهه ههم‬
‫ومتابعتهم المستمرة‪ ،‬وذلك فق منظومة البرامج المعتمدة‪.‬‬
‫‪ -3‬الجودة في مجال القوى العاملة‪:‬‬
‫بحسب لئحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية تتكون الجمعية من الدوائر التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمعية العمومية‬
‫مجلس الدارة ويتم اختيارهم من الجمعية العمومية بالقتراع السري‬ ‫‪-2‬‬
‫اللجان الدائمة التي تشكلها الجمعية العمومية أو مجلس الدارة‬ ‫‪-3‬‬
‫ويتكون المزيج السابق من أعضهاء متطههوعين كمجلهس الدارة وبعههض العهاملين‪ ،‬ومههن متعههاونين‬
‫بشكل جزئي أو متفرغين معينين برواتب ثابتة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫لم تحدد لئحة الجمعيات الخيرية مهام الهيئات العاملة بالمؤسسة ولكن ورد في المهادة الخامسهة‬
‫عشر في الفصل الرابع القواعد التنفيذية للئحة أن يتضمن النظام الساسههي للجمعيههة عههدد أعضههاء‬
‫مجلس الدارة واختصاصاته وصلحيات واختصاصات كل مههن رئيههس مجلههس الدارة ونههائبه وأميههن‬
‫الصههندوق ومههدير الجمعيههة والميههن العههام‪ ،‬كمهها جههاء فههي المههادة الثانيههة والثلثههون الفصههل الخههامس‬
‫تفاصيل مهام مجلس الدارة وهي صلحيات واسعة ل تقتصر على الجوانب الشرافية إوانمها تشهمل‬
‫بعض الجوانب التنفيذية‪.‬‬
‫ل شههك بههأن أعضههاء مجلههس الدارة بحكههم الصههلحيات الواسههعة الممنوحههة لهههم يعتههبرون‬
‫العنصههر الهههم فههي القههوى العاملههة بالجمعيههة‪ ،‬ويملكههون مفاتيههح التغييههر بمهها فههي ذلههك تطههبيق الجههودة‬
‫فههي أعمههال الجمعيههة‪ ،‬وهنهها نتسههاءل هههل واقههع مجههالس الدارة فههي الجمعيههات الخيريههة يقههوم بالههدور‬
‫الفاعههل فههي إدارة أعمههال الجمعيههة فضههل عهن أن يتبنههى تطههبيق الجههودة فيههها ؟ تحتههاج الجابههة عههن‬
‫هذا السؤال دراسة ميدانية‪ ،‬ولكن من خلل الراء النطباعية وبعههض الزيههارات الميدانيههة نلمههس أن‬
‫دور بعههض أعضههاء مجههالس الدارات فههي كههثير مههن الجمعيههات أقههل مههن المسههتوى المههأمول‪ ،‬وذلههك‬
‫لسباب متعددة منها‪ :‬تفاوت مستويات أعضهاء مجهالس الدارة مههن حيهث الكفهاءة والخههبرة الداريههة‬
‫والهتمام وعدم تفرغهم للعمل‪ ،‬واعتمادهم على التنفيذيين بالجمعية‪.‬‬
‫أما عن العاملين التنفيهذيين المعينيهن بشهكل رسهمي فهإن واقهع الجمعيهات يكشهف إلهى حهد كهبير‬
‫عههن خلههل فههي عههدة جهوانب تتعلههق بكفههاءتهم وتههأهيلهم ومسههتوى الجههور‪ ،‬والمههان الههوظيفي إلههى غيههر‬
‫ذلك من جوانب الخلل في محور القوى العاملة التنفيذية‪.‬‬
‫وهههذا الوضههع س هواء مهها يتعلههق بأعضههاء مجلههس الدارة أو بالعههاملين يحتههاج إلههى إعههادة نظههر‪،‬‬
‫وتطبيق معيار الجودة على الجميع عند تقدمهم للعمل من حيث الكفاءة والخبرة والتمكههن مههن الوفههاء‬
‫بمتطلبات العمل الجاد‪ ،‬والستعداد لتطبيق الجودة في جميع مراحل العمل بالجمعية‪.‬‬
‫إن تطبيق الجودة في هذا المحور يحقق نجاح ا أكبر كلما استطعنا إشاعة ثقافة تطبيق الجودة‬
‫بين العاملين بالجمعية بحيث يصبح تطبيقها في جميع مراحل تقديم الخدمة سلوك إداري ثابت عند‬
‫جميع العاملين ويلتزمون به حتى في ظل اختفاء الرقابة‪.‬‬
‫ويمكههن أن نصههل لهههذه النتيجههة عههن طريههق تنفيههذ ب ارمههج تدريبيههة وورش عههن الجههودة وأهههدافها عمههل‬
‫والطلع علههى التجههارب الناجحههة وتحفيههز المتميزيههن إواقنههاع المههترددين بههل وقههد يحتههاج المههر فههي‬
‫بعض الحيان إلى التخلص من المثبطين‬

‫‪20‬‬
‫‪ -3‬مجال الموارد المالية‬
‫تعد الموارد المالية أحد أهههم المحهاور الههتي تعيهن الجمعيههة علهى القيههام بمهامهها وتطههوير أدائهها‪،‬‬
‫وقه ههد نصه ههت المه ههادة الثانيه ههة عشه ههر مه ههن لئحه ههة الجمعيه ههات والمؤسسه ههات الخيريه ههة عله ههى أن تقه ههدم و ازرة‬
‫الجتماعية للجمعية المسجلة العانات المقررة نظام ا وهذه العانات تشمل‪:‬‬
‫‪ -1‬إعانة تأسيسية ل تتجاوز ‪ 50‬ألف ر‬
‫‪ -2‬إعانة سنوية ل تزيد عن ‪ %80‬من مصروفات الجمعية السنوية‬
‫‪ -3‬إعانة إنشائية ل تزيد عن ‪ %80‬من إجمالي التكاليف التقديرية للمشروع النشائي‬
‫‪ -4‬إعانة طارئة في حالت استثنائية‬
‫صههرف علههى هههذه الجمعيههات مههن قبههل الههو ازرة مبلههغ )‪ ( 3004‬مليههون ر ه لعههام‬
‫وبلههغ إجمههالي ما ص‬
‫)‪(12‬‬
‫‪1428‬هه و) ‪ (3002‬مليون ر لعام ‪1429‬هه‬
‫كمهها أتههاحت اللئحههة للجمعيههة جمههع التبرعههات وقبههول الهههدايا والوصههايا بمهها ل يتعههارض مههع‬
‫النظمة والتعليمات الصادرة بهذا الشأن‪ ،‬كما نصههت المههادة السههابعة والربعههون للقواعههد التنفيذيههة أنههه‬
‫يجههوز للجمعيههة بعههد موافقههة الههو ازرة اسههتثمار أموالههها الههتي تزيههد عههن احتياجاتههها فههي أنشههطة يكههون لههها‬
‫عائد مالي يساعدها على تحقيق أهدافها‪.‬‬
‫وتتفههاوت مقههدرات الجمعيههات الماليههة‪ -‬كمهها يعكسههها الجههدول المرفههق‪ -‬لعتبههارات كههثيرة‪ ،‬مههن‬
‫أهمه هها ق ههدرة الجمعي ههة عل ههى الوص ههول للمت ههبرعين وكس ههب ثقته ههم‪ ،‬وق ههدرتها عل ههى الس ههتثمار‪ ،‬فه ههذان‬
‫المصدران يشكلن الجانب الهم في تنمية موارد الجمعيات‪.‬‬
‫الرصيد النقدي‬ ‫المصروفات‬ ‫اليرادات‬ ‫عدد الجمعيات‬ ‫المنطقة‬
‫‪329.401.254‬‬ ‫‪499.771.671‬‬ ‫‪834.172.307‬‬ ‫‪88‬‬ ‫الرياض‬
‫‪243.548.320‬‬ ‫‪282.726.455‬‬ ‫‪367.506.254‬‬ ‫‪105‬‬ ‫مكة المكرمة‬
‫‪200.500‬‬ ‫‪72.741.433‬‬ ‫‪89.277.229‬‬ ‫‪34‬‬ ‫المدينة المنورة‬
‫‪99.200.280‬‬ ‫‪181.527.116‬‬ ‫‪218.627.263‬‬ ‫‪41‬‬ ‫القصيم‬
‫‪153.960.146‬‬ ‫‪214.934.483‬‬ ‫‪239.009,663‬‬ ‫‪49‬‬ ‫الشرقية‬
‫‪1.338.856‬‬ ‫‪55.142.236‬‬ ‫‪59.228.108‬‬ ‫‪48‬‬ ‫عسير‬
‫‪1.372.504‬‬ ‫‪48.388.120‬‬ ‫‪54.281.485‬‬ ‫‪12‬‬ ‫تبوك‬
‫‪12363363‬‬ ‫‪59.213.221‬‬ ‫‪71.576.584‬‬ ‫‪32‬‬ ‫حائل‬
‫‪2379413‬‬ ‫‪21.755,844‬‬ ‫‪24.135.257‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الحدود الشمالية‬
‫‪861795‬‬ ‫‪50.606.699‬‬ ‫‪51.468.761‬‬ ‫‪26‬‬ ‫جازان‬

‫و ازرة الشؤون الجتماعية ‪،‬دليل المواقع ‪ ،‬ص ‪9‬والرقم لعام ‪1429‬هه مرشح للزيادة قبل انتهاء السنة المالية لهذا العام‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪12‬‬

‫‪21‬‬
‫‪3311575‬‬ ‫‪8177747‬‬ ‫‪11489322‬‬ ‫‪5‬‬ ‫نجران‬
‫‪46.462.714‬‬ ‫‪24.498.235‬‬ ‫‪33.878.027‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الباحة‬
‫‪23.880.506‬‬ ‫‪19.936.360‬‬ ‫‪27.844.023‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الجوف‬
‫‪1.024.764.216‬‬ ‫‪1.539.419.620‬‬ ‫‪2.082.494.283‬‬ ‫‪470‬‬ ‫المجموع‬
‫)‪(13‬‬
‫* جدول إيرادات الجمعيات الخيرية ومصروفاتها لعام ‪1428‬هه والرصيد النقدي لعام ‪1429‬هه‬

‫وتحقيق الجودة في مجال تنمية موارد الجمعية يتم فههي ثلثههة جهوانب وههي أول‪ :‬المحافظهة علهى‬
‫الم هوارد المتاحههة وثاني هاا‪ :‬دعههم السههتثمار وثالث هاا‪ :‬الوصههول للمتههبرع‪ ،‬وكههل مههن هههذه العناصههر يتطلههب‬
‫وضع معايير لتطبيق الجودة فيه‪.‬‬
‫فالمحافظههة علههى الم هوارد المتاحههة يتطلههب تحقيههق الجههودة الههتي تقضههي علههى الهههدر المصههاحب‬
‫للفوضههى فههي الصههرف أو السههتخدام الخههاطئ لم ارفههق الجمعيههة وأدواتههها‪ ،‬وفههي هههذا الطههار لبههد مههن‬
‫اعتمههاد الجمعيههات علههى نظههام مههالي دقيههق يضههبط المصههروفات‪ ،‬ويكفههل حههق الجمعيههة فههي السههتيفاء‬
‫عند تنفيذ برامج القراض‪.‬‬
‫والوصول للمتبرع يتطلب تحقيق الجودة في تصميم برامج الدعم‪ ،‬وآليات التواصل مع المتبرعين‬
‫قبل التبرع وبعده وكسهب ثقتههم وجعلهههم شههركاء فههي تنفيههذ الب ارمههج‪ ،‬فمجههرد طلهب الههدعم مهن الههداعمين‬
‫م ههن خلل أس ههاليب قديم ههة ‪-‬كالتواص ههل ع ههن طري ههق الخطاب ههات الموس ههمية‪ -‬ل ههن يحق ههق نم ههو المه هوارد‬
‫الطموحة للجمعية‪ ،‬ولن يقنع المتبرع لدعم الجمعية‬
‫والجههودة فههي السههتثمار يتطلههب تصههميم ب ارمههج اسههتثمارية آمنههة يههديرها متخصصههون بالسههتثمار‬
‫بالمشاركة مع بيوت الخبرة‪.‬‬

‫‪ -4‬محور التنظيم الداري‬


‫ل يخضههع التنظيههم الداري للجمعيههات لتنظيههم موحههد‪ ،‬إوانمهها يتههم وضههعه مههن قبههل مجلههس الدارة‬
‫المنتخب‪ ،‬ولهذا نلمس التفاوت بين الجمعيات الخيرية في هيكلها الداري ونظامها‬
‫ونظ ه ه ار لن التنظيه ههم الداري بمختله ههف عناص ه هره وأدواره يعته ههبر السه ههاس لعمه ههل أي منشه ههأة ابته ههداء‬
‫والساس لتحقيق الجودة كهان مهن المهههم أن يحظهى باهتمهام العهاملين بالجمعيههة حيههث يتطلههب المهر‬
‫اعتمههاد تنظيههم إداري متطههور وموضههوع وفههق أسههس علميههة ل اجتهههادات شخصههية وي ارعههي طبيعههة‬

‫المصدر و ازرة الشؤون الجتماعية‬ ‫)(‬ ‫‪13‬‬

‫‪22‬‬
‫الجمعيههة ورسههالتها وبرامجههها وخططههها السههتراتيجية‪ ،‬ويمكههن العههاملين فههي كافههة القطاعههات داخههل‬
‫الجمعية لداء مهامهم بسهولة وبدون تعقيدات إدارية‬
‫ل يمكن لي جمعية أن تحقق الجودة في أعمالها ما لم تعمل وفق نظام إداري بهيكلة واضحة‬
‫وصهلحيات محهددة ونظهام يحهدد طبيعهة العلقهة الفقيهة وال أرسهية بيهن العهاملين‪ ،‬وكلمها كهان التنظيهم‬
‫الجمعيههة الخيريههة محكم ها ومدروس ها انعكههس أثههر ذلههك إيجاب ها علههى الداء وبالتههالي الوفههاء بمتطلبههات‬
‫تحقيق الجودة في تنفيذ برامج الجمعية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫توصيات البحث‬
‫ليس من الصعب تحقيق نتائج أفضل لتطبيق الجودة في الجمعيات الخيرية‪ ،‬ول يمكن أن‬
‫يخضع المر لهتمامات عابرة واجتهادات فردية‪ ،‬ولكن ل بد من حراك وجهد متواصل على كافة‬
‫المستويات لحداث التغيير ونقل الجمعيات إلى مستويات أفضل‪ ،‬ونقترح أن تنطلق الحلول‬
‫بخطوط متوازية‪ ،‬ومتقاطعة يشترك فيها الجهة المشرفة على الجمعيات الخيرية من جهة‪ ،‬والقائمين‬
‫على الجمعيات الخيرية من جهة ثانية‪ ،‬فمن ناحية الجهة المشرفة وهي الو ازرة نقترح التوصيات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تبني برنامج شامل لتطوير أداء الجمعيات الخيرية يتضمن التي‪:‬‬
‫‪ -1‬تقديم دورات تدريبية وورش العمل وحلقات نقاش للعاملين بالجمعيات الخيرية‬
‫‪ -2‬إعداد حقائب تدريبية حول الجودة وتطوير الداء وتزويد الجمعيات بها‬
‫‪ -5‬إصدار أدلة واقتراح برامج متطورة وتزويد الجمعيات بها‬
‫د‪ -‬متابعة الجمعيات المتعثرة ومساعدتها لتطوير أدائها‬
‫هه ‪ -‬تنظيم زيارات متبادلة بين الجمعيات داخل المملكة وخارجها للطلع على التجارب الناجحة‪،‬‬
‫وتعميم تجارب الجمعيات الناجحة‬
‫‪ -27‬استقدام خبرات عربية وأجنبية والستفادة من تجاربها‬
‫ح‪-‬إنشاء موقع خاص بالجمعيات كمركز خبرة‬
‫ومن جهتها يقوم القائمون على الجمعيات الخيرية قيام الجمعيات بواجبهم بتطوير أدائها ومن‬
‫المقترحات لذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬إشاعة ثقافة الجودة بين العاملين‬
‫‪ -2‬تقييم واقع الجمعية واعتماد برنامج للتطوير‬
‫‪ -3‬الستفادة من الجهزة الحكومية والخبرات الشخصية بالمنطقة‬
‫‪ -4‬تكوين قاعدة معلومات الطلع على التجارب الناجحة‬
‫‪ -5‬إقامة ورش عمل حول التطوير والجودة‬
‫‪ -6‬تعزيز روح النتماء للعاملين بالجمعية‬

‫‪24‬‬

You might also like